الجمعة، 7 يناير 2022

علل الدارقطني العلل الواردة في الأحاديث النبوية


علل الدارقطني العلل الواردة في الأحاديث النبوية

المقدمة ترجمة الدارقطني

ترجمة البرقاني

ترجمة أَبي منصور ابن الكرخي

العلة ومباحثها - منهج الدارقطني - منهج البرقاني في جمع كتاب العلل - عملي في الكتاب

المجلد الأول أول حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه

المجلد الثاني أول حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

المجلد الثالث ومن حديث أبي عمرو عثمان بن عفان مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

المجلد الرابع بقية مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

ومن حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

من حديث الزبير بن العوام رحمة الله عليه

ومن حديث عبد الرحمن بن عوف،

ومن حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه،

ومن حديث سعيد بن زيد بن ومن حديث أبي عبيدة بن الجراح

المجلد الخامس مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ومن حديث عبد الله بن مسعود

المجلد السادس مسند أبي طلحة رضي الله عنه

مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه

مسند معاذ بن أنس رضي الله عنه مسند أبي أيوب الأنصاري. رضي الله عنه

مسند أبي قتادة الأنصاري. رضي الله عنه

مسند أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه

مسند أبي الدرداء رضي الله عنه

مسند أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه

مسند أبي واقد الليثي رضي الله عنه مسند أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه مسند أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه المجلد السابع مسند أبي رافع مولى رسول الله رضي الله عنه

مسند أبي مالك الأشعري رضي الله عنه مسانيد أبي مويهبة مولى النبي صلى الله عليه وسلم

مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

مسند معاوية بن جاهمة. رضي الله عنه مسند معاوية بن الحكم رضي الله عنه مسند معاوية بن حيدة رضي الله عنه مسند المغيرة بن شعبة

مسند المسور بن مخرمة رضي الله عنه مسند أبي بكرة نفيع رضي الله عنه مسند بلال مولى النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه

مسند أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه

مسند أبي هريرة رضي الله عنه

المجلد الثامن. بَقِيَّةُ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

المجلد التاسع - بَقِيَّةُ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

المجلد العاشر. بَقِيَّةُ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

المجلد الحادي عشر. بَقِيَّةُ مُسْنَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

المجلد الثاني عشر ثابت البناني، عن أنس

المجلد الثالث عشر

المجلد الرابع عشر ومن حديث يزيد بن شجرة، عن جدار، ومن حديث الجارود عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث مسروق بن الأجدع، عن عائشة، رضي الله عنه

ومن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة، رضي الله عنه

ومن حديث سعد بن هشام عن عائشة

ومن حديث ابن أبي مليكة، عن عائشة

المجلد الخامس عشر ومن حديث عروة، عن عائشة الزهري، عن عروة

ومن حديث الأسود، عن عائشة حديث يلحق بحديث الزهري، عن عروة، عن عائشة

ومن حديث سيدة العالمين

ومن حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب

ومن حديث أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث أم المؤمنين: ميمونة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين، رضي الله عنه

ومن حديث أم المؤمنين: صفية بنت حيي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن حديث جويرية بنت الحارث ومن حديث أسماء بنت أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث أسماء بنت عميس، عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومن حديث أم عطية، عن النبي ومن حديث فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ معلومات الكتاب - فهرس المحتويات ]

12//27---علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الخَرَاجِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الخَرَاجِ

2830 - وسألتُ (1) أَبِي؛ قلتُ: حدَّثنا صالحُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل (2) ؛ قَالَ: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيْرُ بنُ محمَّد الرَّازِي (3) صاحبُ ابْنِ المُبارك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنِ الزُّبَير بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعهُ؛ قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِالْخَراجِ وهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَلاَّ يُقِرَّ بِهِ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ فَقَالَ (4) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، مَا سَمِعنا بِهَذَا (5) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ.
2831 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختَلَفَ شُعبةُ وزهيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق (6) :
_________
(1) نقل هذا النص ابن رجب في "الاستخراج" (ص170) ، ولكن جعل عبارة: «هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ لا أصلَ له» من كلام ابن أبي حاتم لا من كلام أبيه.
(2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «خبير» ، أو: «حنين» . وسؤال صالح لأبيه في "مسائله" (ص56- 57 رقم 174) .
(3) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ يحيى بن آدم في "الخراج" (150) من طريق الثوري، عَنِ الزبير بْن عدي، عن رجل من جهينة، عن النبي (ص) ... بنحوه.
(4) أي: الإمام أحمد بن حنبل.
(5) قال ابن رجب في "الاستخراج" (ص171) : «وقال الميموني: كتبتُ إلى أحمد أسأله عن هذا الحديث؟ فأتاني الجواب: ما سمعنا بهذا، وهو حديثٌ منكر» .
(6) أي: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6/646)
فَرَوَى شُعبة (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن زيد ابن صَعْصَعَة؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّا نَنزِلُ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ، فمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الشاةُ، وَمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الدَّجاجُ، وَإِنِ استَفْتَحْنا فَلَمْ يُفتَحْ لَنَا كَسَرْنَا الْبَابَ؟ قَالَ: فَكَيْفَ تَقُولُونَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنَّا مَنْ لا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، قَالَ: أنتُم تَقُولُونَ كَمَا قَالَ أهلُ الكِتاب: { (2) } (3) .
وَرَوَى زُهَيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ (4) هَذَا الحديثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صَعْصَعَة بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عبَّاس، وَزَادَ فِي الْمَتْنِ:
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320- 321) ، والبيهقي في "السنن" (9/198) .
(2) لفظ الجلالة ليس في (ت) .
(3) الآية (75) من سورة آل عمران.
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320) .
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/341) .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (415) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/321) ، وابن جرير في "تفسيره" (7273) من طريق الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة، عن ابن عباس، به. وجاء عند البخاري: «صعصعة بن زيد» ، قال البخاري: «وقال الثوري: ابن زيد، وخالفوه، هو: ابن يزيد» .
وأخرجه البخاري أيضا (4/320) تعليقًا عن إسرائيل وَشَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة بن زيد، كذا جاء عند البخاري: ابن زيد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10102) ، وفي "تفسيره" (1/123- 124) من طريق معمر، عن إسحاق، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ابن عباس.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7274) ، وفيه: عن صعصعة، ولم يسمِّ أباه.
(6/647)
فَقَالَ (1) ابْنُ عَبَّاسٍ: لا يَحلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ أموالِ أهلِ الذِّمَّةِ (2) إِلا بِطِيبِ نفسٍ مِنْهُمْ، وكُلُوا مَا أكلتُم بِثَمَنٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصحيحُ: صَعْصَعَة بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وخطأُ شُعبة أكثرُه فِي أَسْمَاءِ الرجال. يعني: الرُّواة (3) .
_________
(1) في (ف) : «وقال» .
(2) قوله: «أهل الذمة» من (ف) فقط، وفي (أ) : «هذه الأمة» ، وفي (ت) : «هذه الذمة» ، وفي (ش) : «هذه ... » ثم طمس ما بعدها، وفي (ك) : « ... مة» وطمس ما قبلها.
(3) أشار لهذه المسألة ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/233 رقم2325) فقال: «وذكر ابن أبي حاتم من طريق صعصعة بن يزيد، أو يزيد بن صعصة، عن ابن عباس من قوله» .
(6/648)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِجَارَاتِ (1)
2832 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمران القطَّان (3) ، عَن قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الغَارِ (5) .
ورواه أَبُو عَوانَة (6) ، عَن قَتادة، عَن أَنَس، عن النبيِّ (ص) ، مرفوع (7) .
قلتُ لأبي: ما الصَّحيحُ؟
قال: الحديثان ِ عندي صحيحان؛ لأنَّ ألفاظَهُما مختلفةٌ.
_________
(1) في (أ) و (ت) و (ش) : «باب في الإجارات» ، وفي (ك) : «باب في النذر» .
(2) انظر المسألة التالية.
(3) هو: عمران بن داوَر. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2126) ، وأبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (14/655) ، وابن حبان في "صحيحه" (971) ، والطبراني في "الأوسط" (2454) ، وفي "الدعاء" (193) .
ومن طريق الطيالسي أخرجه البزار في "مسنده" (1869/كشف الأستار) ، والروياني في "مسنده" (1359) ، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/655) .
(4) هو: أخو الحسن البصري.
(5) يعني: حديثَ النَّفَرِ الثلاثةِ الذين أصابَهُم المطر، فلجؤوا إلى غارٍ، فانحدرَتْ صخرةٌ، فسدَّت عليهم بابَ الغار، فدعَوا الله بصالح أعمالهم، وذكرَ أحدُهم أنه استأجَرَ أُجَراء، ومنهم ذاك الأجيرُ الذي تركَ أُجرَتَه، ثم عادَ بعد زمن، فوجدَ الذي استأجَرَهُ قد نمَّاها له، وهو موضعُ الشاهد في هذا الباب.
(6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وسيأتي تخريج روايته.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6/649)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَن قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ، فِي قصَّة الغارِ (2) ، وذاكرتُ أَبَا رَبيعة فهدَ بْن عَوْف، فقال: كيف حدثكم المُعلَّى (3) ؟ قلتُ: لم يرفَعْه، فقال: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2833 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ مُسْهِر (5) ، عَنِ عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الغارِ؟
قَالَ أَبُو زرعة: لا أعلم أنه رواه غيرُ عليِّ ابن مُسْهِر (7) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (192) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2126) عن أبي عَوانة، عن قتادة، به مرفوعًا.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/142- 143 رقم 12454) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2938) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (2/334- 335) من طريق يحيى بن حماد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (3/143 رقم 12455) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الواحد بن غياث، والبزار في "مسنده" (1868) من طريق هلال بن يحيى، جميعهم عن أبي عوانة، عن قتادة به مرفوعًا.
وأخرجه الإمام أحمد (3/143 رقم 12456) من طريق بهز بن أسد، وأبو يعلى (2937) من طريق عبد الواحد ابن غياث وسعيد بن أبي الربيع، جميعهم عن أبي عوانة، عَن قتادة، عَن أَنَس، موقوفًا.
(2) نقل الضياء المقدسي في "المختارة" (7/59) هذا النص من بدايته إلى هذا الموضع.
(3) يعني: ابن أسد.
(4) انظر المسألة السابقة.
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3465) ، ومسلم (2743) .
(6) هو: ابن عمر العُمَري.
(7) قولُ أبي زرعة: «لا أعلم أنه رواه غير علي بن مسهر» : الظاهر أنه يعني به: تفرُّده به عن عبيد الله بن عمر، ولا يمكن أن تخفى عليه كثرةُ طرق الحديث، فقد رواه عن نافع أيضًا: موسى بن عقبة عند البخاري (2215) ، ومسلم في الموضع السابق، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عند البخاري (5974) ، وفضيل بن غزوان ورقبة ابن مَصْقَلة وصالح بن كيسان عند مسلم أيضًا، ورواه البخاري (2272 و2333) ، ومسلم أيضًا من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.
(6/650)
قلتُ لَهُ: هو صحيحٌ؟
قَالَ: نعم، عليُّ بْن مُسْهِر ثقة.
2834 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (2) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نَهى رسولُ الله (ص) عَنْ ثَمَنِ الكَلْب، وعَسْبِ الفَحْل (4) ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ (5) عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غيرُ (6) ابْنِ فُضَيل، وَأَخْشَى أَنَّهُ أَرَادَ: أَبَا سُفيان (7) ، عن جابر، عن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1137) و (1153) و (1704) ، والمسألة الآتية برقم (2836) و (2839) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/24 رقم 1145) هذا النص بتصرُّف.
(2) هو: محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1279) تعليقًا، وفي "العلل الكبير" (334) ، وابن ماجه في "سننه" (2160) ، والنسائي في "سننه" (4675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/53) .
وانظر تتمة تخريجه في التعليق آخر المسألة.
(3) هو: سلمان الأَشْجَعي.
(4) تقدم تفسير «عسب الفحل» في المسألة رقم (1137) .
(5) أي: لم يَرْوِهِ، يعني: هذا الحديث.
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن» بدل: «غير» .
(7) هو: طلحة بن نافع. وروايته على هذا الوجه أخرجها أبو داود في "سننه" (3479) ، والترمذي في "جامعه" (1279) ، وأبو عوانة في "مسنده" (5271 و5272) ، والطبراني في "الأوسط" (3/295 رقم 3201) ، والدارقطني في "سننه" (3/72) ، والحاكم في "المستدرك" (2/34) ، والبيهقي في "السنن" (6/11) جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر قال: نهى رسولُ الله (ص) عن ثمن الكلب والسِّنَّور.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ في إسناده اضطراب، ولا يصحُّ في ثمن السِّنَّور، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش، عن بعض أصحابه، عن جابر، واضطربوا على الأعمش في رواية هذا الحديث» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36221) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2275) كلاهما من طريق الأعمش قال: أرى أبا سفيان ذكره عن جابر، وعند أبي يعلى: عن الأعمش قال: قال جابر: ... فذكره ثم قال: قال الأعمش: أظن أبا سفيان ذكره.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1569) من طريق أبي الزبير قال: سألت جابرًا عن ثمن الكلب والسِّنَّور؟ قال: زجر النبيُّ (ص) عن ذلك.
(6/651)
النبيِّ (ص) (1) .
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير ابن فُضيل» . اهـ.
ولعلَّ مراد أبي حاتم والبخاري: تفرُّد محمد بن فضيل به عن الأعمش بهذا السياق، وإلا فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6210) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن، وأبو عوانة (4491) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) نهى عن ثمن الكلب، ومهر البَغِيّ.
وكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/33) من طريق عبد الرحمن بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ شَرِيكٍ بن عبد الله النخعي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وأبي حازم، عن أبي هريرة، بنحو لفظ أبي يعلى.
وذكره الدارقطني في "العلل" (2219) بنحو لفظ أبي يعلى أيضًا، وذكر الاختلافَ فيه على الأعمش في رفعه ووقفه، ومن جعله: عنه، عن أبي حازم، ومن جعله: عنه، عن أبي صالح، وذكر أن أبا عبيدة بن معن وأسباط بن محمد رَوَياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، وكذا رواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش، إلا أنه وقفه.
(6/652)
2835 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ حمَّاد (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى أَنْ يُستَأْجَرَ الأَجيرُ حَتَّى يُعلَمَ أَجرُهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ (4) الثَّوري، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: موقوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ لأنَّ الثَّوريَّ أحفظُ.
2836 - وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (9) ، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ عَسْبِ الفَحْل.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى مِنْ كَلامِ أَنَسٍ، ويزيدُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهري؛ إِنَّمَا كتَبَ إِلَيْهِ.
2837 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إسماعيلَ المُؤَدِّبُ (10) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1118) .
(2) هو: ابن أبي سليمان.
(3) هو: ابن يزيد النخعي.
(4) في (أ) : «وروى» ، ولم تتضح في (ش) ؛ لرداءة التصوير.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1137) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (2834) .
(7) هو: ابن يحيى.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: الزُّهري، محمد بن مسلم.
(10) هو: إبراهيم بن سليمان.
(6/653)
عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سعيد بن عُمَير ابن أَخِي البَراء، عَنِ البَراء (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الكَسْبِ أطيبُ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟
قَالَ أَبِي: وحدَّثني أَيْضًا الحَسنُ بنُ شَاذَانَ (2) ، عَنِ ابْنِ نُمَير (3) ، هَكَذَا، مُتَّصِلً (4) عَنِ البَراء، وأمَّا الثِّقاتُ: الثَّوريُّ (5)
وجماعةٌ (6) ؛
_________
(1) هو: ابن عازب ح.
(2) هو: الحسن بن خلف بن زياد الواسطي، وكأن «شاذان» لقبُ أبيه. انظر "التقريب" (1237) .
(3) هو: عبد الله.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) اختُلف على الثوري في هذا الحديث:
فأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/179- 180) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، عن الثوري، به، مرسلاً.
ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1171) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق الأسود بن عامر، عن الثوري، به، متصلاً. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) ، وفي "الشعب" (1172) .
(6) منهم: أبو معاوية محمد بن خازم، ومروان بن معاوية، ومحمد بن عبيد:
أما رواية أبي معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23073) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (314) .
وأما رواية مروان بن معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) .
وأما رواية محمد بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن" (5/263) ، وقال: «هذا هو المحفوظ، مرسلاً» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/466 رقم 15836) ، والبزار في "مسنده" (3798) ، والطبراني في "الكبير" (22/197 رقم 520) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/134) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ جميع بن عمير، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن النبي (ص) ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) . وفيه اختلافٌ على شريك:
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/205) من طريق شريك، عن وائل التيمي، عن خاله، عن أبي بردة.
وأخرجه ابن قانع في الموضع السابق: من طريق شريك أيضًا عن وائل، عن التيمي، عن خاله أبي بردة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/227) تعليقًا من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن جميع بن عمير، عن خاله أبي بردة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/204) من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن عمير، أو عمير بن جميع، عن خاله أبي بردة.
وقال البيهقي: «هكذا رواه شريك بن عبد الله القاضي! وغلط فيه في موضعين: أحدهما: في قوله: «جميع بن عمير» ، وإنما هو: سعيد بن عمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلاً» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/141 رقم 17265) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (309) ، والطبراني في "الكبير" (4/276 رقم 4411) ، وفي "الأوسط" (8/47 رقم 7918) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) ، والبيهقي في "الشعب" (1174) من طريق المسعودي عبد الرحمن ابن عبد الله عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النبي (ص) .
وأخرجه البزار في "المسند" (3731) من طريق المسعودي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن المسعودي إلا إسماعيل بن عمر، وقد رواه غير إسماعيل فقال: عبيد بن رفاعة، ولم يقل: عن أبيه. اهـ.
= ... والذي يظهر لنا أن ذكر عبيد بن رفاعة في هذا الحديث هو خطأٌ من البزار لأنه كرره في موقعين. والله أعلم.
قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/180) : «والمسعودي يخالف في هذا الحديث ويغلط فيه» .
وقال البيهقي في "السنن" (5/263) : «وقال المسعودي: عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عباية بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أبيه، وهو خطأ» .
(6/654)
............................
(6/655)
رَوَوْا (1) عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَير (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ؛ والمُرسَلُ أشبهُ (3) .
2838 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفيان وشُعبة، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، فاختَلَفا فِيهِ:
فَقَالَ الثَّوري (4) : عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ سُوَيد بن قَيْس؛ قال:
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فرووا» ، لكنَّ حذف الفاء من جواب «أمَّا» أجازه حُذَّاق النَّحْويين في الاختيار وسعة الكلام، ومنهم ابن مالك والدماميني. انظر تعليقنا على المسألة رقم (637) .
(2) في (أ) : «سعيد بن ابن عمير» .
(3) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/5 رقم 1123) بعضَ هذا النص فقال: «وقال ابن أبي حاتم في "العلل": المرسلُ أشبه» . كذا قال! ومن الواضح أنه سقط منه قوله: «عن أبيه» . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/502) : «وأسنده بعضهم وهو خطأ» .
قال البيهقي في الموضع السابق من "السنن": «والصحيح رواية وائل، عن سعيد ابن عمير، عن النبي (ص) مرسلاً» . اهـ.
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14341) ، وابن أبي شيبة (22082 و24860) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم 19098) ، والدارمي (2585) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/141- 142) ، وأبو داود في "سننه" (3336) ، وابن ماجه (3579) ، والترمذي في "جامعه" (1305) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1669) ، والنسائي في "سننه" (4592) ، وفي "الكبرى" (6184 و9670) ، وابن الجارود في "المنتقى" (559) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/126) ، وابن حبان في "صحيحه" (5147) ، والطبراني في "الكبير" (7/89 رقم 6466) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2220 و3579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1668) . وأخرجه ابن قانع في "معجمه" (3/126) من طريق الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سماك بن حرب، عن نبيح العنزي، عن مخرمة العبدي، به.
(6/656)
جَلَبتُ أنا ومَخْرَفَةُ العَبْدي بَزًّا مِنْ هَجَر (1) ، فَأَتَانَا رسولُ الله (ص) وَنَحْنُ بِمِنًى، فَاشْتَرَى منَّا سَراويلَ، ووَزَّانٌ يَزِنُ بالأَجْرِ (2) ، فَقَالَ للوَزَّان: زِنْ وأَرْجِحْ.
وَرَوَاهُ شُعبة (3) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ أَبِي صَفْوان مَالِكِ بْنِ عُمَير (4) ؛ أَنَّهُ قال: اشتَرَى النبيُّ (ص) سَراويلاً (5) بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، فوَزَنَ لِي، فأرجَحَ لِي (6) .
فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ عندكما؟
_________
(1) هَجَرُ: مدينةٌ، وهي قاعدةُ البحرين، وقيل: ناحيةُ البحرين كلُّها هَجَر، وهو الصواب. "معجم البلدان" (5/393) .
(2) المعنى: وعندنا وزَّانٌ يَزِنُ بالأجر؛ كما في بعض مصادر التخريج.
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1289) ، وابن سعد في "الطبقات" (6/63) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم19099) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/142) ، وأبو داود في "سننه" (3337) ، وابن ماجه (2221) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1670) ، والنسائي في "سننه" (4593) ، وفي "الكبرى" (6185 و9671- 9673) ، والدولابي في"الكنى" (1/39- 40 و40) ، وابن قانع في "معجمه" (3/32) .
(4) قال المزِّي في "تهذيب الكمال" (27/153) : «مالك ابن عَمِيرة، ويقال: ابن عُمَير، أبو صفوان» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «سراويلَ» ؛ لأنه ممنوع من الصرف، وقد تقدمت على الجادَّة في أول المسألة، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان ذكرناهما في التعليق على قوله: «أحاديثًا» في المسألة رقم (787) .
(6) قوله: «لي» سقط من (ش) و (ف) .
(6/657)
فَقَالا: سفيانُ أحفظُ الرَّجُلَين (1) .
ثُمَّ قَالا: وقَيْسُ بنُ الرَّبيع عَلَى ضَعْفِه قَدْ تابَعَ [سُفيانَ] (2) فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
فقلتُ لَهُمَا: هَلْ تَابَعَ شُعبةَ أحدٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلمُه.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تابعَهُ عَلَيْهِ عَمرو بنُ أَبِي المِقْدام مَعَ ضَعْفه.
2839 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ إسحاق بن موسى الخَطْمي،
_________
(1) قال أبو داود عقب الحديث رقم (3337) : «رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3338) : «حدثنا ابن أبي زِرْمَة سمعت أبي يقول: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان. قال: دفعتني. وبلغني عن يحيى بن معين قال: كل من = = خالف سفيان فالقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3339) : «حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع، عن شعبة قال: كان سفيان أحفظ مني» .
وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث رقم (6185) : «وحديث سفيان أشبهُ بالصَّواب من حديث شعبة» .
(2) ما بين المعقوفين جاء في جميع النسخ هكذا: «شعبة أحدٌ» ، وهو خطأ واضح، سبَّبه انتقال بصر الناسخ من هنا إلى الكلام الآتي، ويبدو أنَّ هذا سهو قديم؛ لاتفاق النسخة (أ) و (ت) و (ف) و (ك) عليه، وأما (ش) فلم يظهر فيها لرداءة التصوير، وصواب العبارة ما أثبتناه، ومتابعة قيس بن الربيع أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1288) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (6/32- 33) عن قيس، عن سماك، به. مثل رواية الثوري. وتابعه أيضًا أيوب بن جابر، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/124) تعليقًا، والطبراني في "الكبير" (20/321 رقم761) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1704) ، وانظر المسألة رقم (732) .
(6/658)
عَنْ محمَّد بْنِ فُضَيل، عَنِ محمَّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سمعتُ السائبَ بْنَ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : السُّحْتُ (1) ثَلاَثٌ: مَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجَّامِ، وثَمَنُ الكَلْبِ.
فسمعتُ أَبِي يقول: عبد الرحمن بْنُ محمَّد هُوَ: ابْنُ عبدٍ (2) القَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ أَخُوهُ عَلَى مَا أظنُّ، والناسُ يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافِع بن خَدِيج.
_________
(1) تقدم تفسير «السُّحْت» في المسألة رقم (1704) .
(2) قوله: «عبد» سقط من (ت) و (ك) ، ولم يتضح في (ش) ، والمثبت من (أ) و (ف) ، وهو الصواب كما تقدم في المسألة رقم (1704) ، وكما في "الجرح والتعديل" (5/281 رقم1337) .
(6/659)
بَابٌ فِي النُّذُورِ (1)
2840 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بنُ الفَضْل العَسْقَلاني، عن رَوَّاد (3) ابن الجَرَّاح، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ الله (ص) رَجُلا يُهَادَى (4) بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا؟ ، قَالَ: نَذَرَ أَنْ يحُجَّ مَاشِيًا ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ بنُ طَهْمان، عَنْ حُمَيدٍ الطَّويل (5) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «النذر» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (868) ، وفي آخرها زيادة: «وَلَمْ يَرْوِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عن حبيب شيئًا» .
(3) في (ك) : «داود» .
(4) في (ك) : «يهاد» . ومعنى «يُهادى» ؛ أي: يَمشي بينهما مُعتمدًا عليهما من ضَعْفه وتمايُله. "لسان العرب" (هـ د ي) (15/359) .
(5) هو: حميد بن أبي حميد.
(6/660)
آخِرُ "كِتَابِ الْعِلَلِ"بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّهِ وعَوْنِهِ، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. وكان الفَرَاغُ مِنْ نَسْخِهِ في تاريخِ سابعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيعٍ الأوَّلِ مِنْ شُهُورِ سَنَةِ ثلاثين وسَبْعِ مِئَةٍوكتَبَهُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخطيبُ، يومئذٍ، بِقَرْيَةِ العَبَّادِيَّةِ مِنْ عَمَلِ المَرْجِ الشاميِّ، بِدِمَشْقَ المحروسةِ، عفا الله عنهُ وعن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أجمعينَ. وَحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ (1)
_________
(1) هذا آخر النسخة (أ) ، وجاء في آخر (ف) ما نصه: «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" بحمد الله ومنه، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، كتَبَهُ لنفسه محمدُ بن أحمد بن عليّ الخطيب، يومئذ، بقريةِ العبَّادية، من عَمَل المَرْج الشامي، بدمشقَ المحروسةِ، وكان الفراغ من نسخه يوم السبت رابعَ عَشَرَ ربيعٍ الآخِرِ، من سنة ثلاثين وسبع مئة، وحسبُنا الله ونعْمَ الوكيل، والحمد لله رب العالمين» .
وجاء في آخر (ش) : «آخِرُ "كتابِ العِلَل"، بحمد الله ومَنِّه، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ، علَّقه العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى عليُّ بنُ عمرَ بنِ عبد الله ... اليَمَانِي، عفا الله عنه وعن والدَيْهِ ... والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وكان ذلك يومَ ... ربيع الآخِر سنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وسَبْعِ مئةٍ ... وحسبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيل» .
وفي آخر (ت) : «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وقد وقع الفراغ من تسويده يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر الله الأَصَمّ رجب، عظم الله حرمته من سنة خمس عشرة وست مئة، بدمشق حرسها الله. غفر الله لكاتبه ولصاحبه ولجميع المؤمنين، إنه هو الغفور الرحيم» .
وفي آخر (ك) : «هذا آخر الكتاب المعروف بـ"كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وصلواته عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا» .
(6/661)

12//ج26.علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي حُرُوفِ الْقُرْآنِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي حُرُوفِ الْقُرْآنِ

2822 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي حَفْص الأَرْطَباني (3) ، عَنْ عَاصِمٍ الجَحْدَري (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرَة (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكِ آيَاتِي فَكَذَّبْتِ بِهَا واسْتَكْبَرْتِ وكُنْتِ مِنَ الكَافِرِين} (6) ؛ يَعْنِي: خَفَضَ جميعَ ذَلِكَ (7) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَفْعُ (8) هَذَا الحديثِ مُنكَرٌ (9) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) روايته أخرجها أبو عمر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (100) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/486) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (3672) . وتصحَّف قوله: «عبد الله بن حفص» عند أبو عمر الدوري إلى: «عبد الله بن جعفر» .
(3) هو: عبد الله بن حفص.
(4) هو: عاصم بن العجاج، أبو مُجَشِّر الجحدري.
(5) هو: نُفَيع بن الحارث ح.
(6) قراءةٌ للآية (59) من سورة الزمر.
(7) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/318) : «وقد رُوي عن رسول الله (ص) أنه قرأ ذلك بكسر جميعه على وجه الخطاب للنفس، كأنه قال: أن تقولَ نفسٌ: يا حسرتا على ما فرَّطتُ في جَنْب الله، بلى قد جاءتكِ أيتها النفسُ آياتي، فكذَّبتِ بها ... ، أجرى الكلامَ كلَّه على النفس، إذ كان ابتداءُ الكلام بها جرى، والقراءة التي لا أستجيزُ خلافَها، ما جاءت به قرَّاءُ الأمصار مجمعةً عليه، نقلاً عن رسول الله (ص) ، وهو الفتح في جميع ذلك» . اهـ.
وقراءة الجمهور: «جاءتكَ ... فكذَّبتَ ... واستكبرتَ وكنتَ» بفتح الكاف، وتاء ما بعدها، خطابًا للكافر.
وانظر مَنْ قرأ بكسر جميع ذلك في "معجم القراءات" (8/179) .
(8) في (ف) : «رفع جميع» .
(9) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) إلا أبو بكرة بهذا الإسناد، ولا رواه إلا عبد الله بن حفص الأرطباني» .
وفيه اختلافٌ آخرُ على عبد الله بن حفص الأرطباني ذكره الدارقطني في "العلل" (1278) وقع فيه عن عاصم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وذكر الدارقطني أن المحفوظ من رواية عاصم ليس فيه: «ابن أبي بكرة» .
(6/635)
2823 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هارونُ النَّحْوي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قرأ: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَيَّ} (3) ؟
_________
(1) هو: هارون بن موسى الأَزْدي، العَتكي. وروايته أخرجها أبو عُمَر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (13) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/561) ، والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/67) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، وَهُوَ ضعيف» . وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (5/607) في تفسير سورة طه (الآية 123) ، قال: «أخرج الطبراني، والخطيب في "المتفق والمفترق" وابن مردويه، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قرأ {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} [كذا بالألف، والصواب: "هُدَيَّ"» . اهـ. ولم نقف على الحديث في المطبوع من معاجم الطبراني الثلاثة.
وأورده السيوطي أيضًا في "الدر المنثور" (1/152) في تفسير سورة البقرة (الآية 38) ، قال: «وأخرج ابن الأنباري في "المصاحف" عن أبي الطفيل، قال: قرأ رسول الله (ص) {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَيَّ} بتثقيل الياء وفتحها» .
(2) هو: عامر بن واثِلَة.
(3) قراءة للآية (123) من سورة طه. والمثبت من (أ) و (ش) و (ك) ، وفي (ت) و (ف) : {فَمَنْ تَبِعَ هُدَيَّ} ، وهي قراءة للآية (38) من سورة البقرة، وكلاهما صحيح، فقد ذكرت هذه القراءة في آية سورة البقرة، وفي آية سورة {طه} ، وذلك في كتب القراءات، أما كتب الحديث: فأكثر من أوردها أوردها في سورة {طه} فقط. وقد وردت هذه القراءة بالألف {هُدايَ} ، كما في "المتفق والمفترق"، و"مجمع الزوائد"، و"الدر المنثور" (5/607) ، وهو خطأ، وصوابه: {هُدَيَّ} بلا ألف مع تشديد الياء.
وفي "معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب (1/86- 87) : «قراءة الجماعة: {هُدَايَ} بفتح ياء النفس ... وقرأ عاصمٌ الجحدريُّ، وعبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وأبو الطفيل، وهي قراءة رسول الله (ص) : «هُدَيَّ» بقلب الألف ياءً وإدغامها في ياء المتكلِّم؛ إذ لم يمكن كسرُ ما قبل الياء؛ لأنه حرفٌ لا يقبلُ الحركة، وهي لغةُ هُذَيل، فهم يقلبون ألف المقصور، ويُدغمونها في ياء المتكلِّم، يقولون في «عَصايَ» : عَصَيَّ» . وانظر في لغة هذيل: «المفصَّل" للزمخشري (ص139) ، و"سر صناعة الإعراب" = = (2/700) ، و"همع الهوامع" (2/529) .
هذا؛ وكثير ما يقول المفسِّرون والنحاة في كتبهم: «وهذه قراءة النبيِّ (ص) » ، ومرادهم: أن علماء الحديث النبوي نقلوها عنه (ص) ، ولم يدوِّنها القُرَّاء من طُرُقهم؛ وهذا اصطلاح للمفسرين. انظر "حاشية الشهاب على البيضاوي" (6/337) نقلاً عن "السير الحثيث" لمحمود فجال (2/417) ، وقال: «وهذه فائدة عزيزة قلَّ من تَنَبَّه لها، فاغتنمها» .
(6/636)
فقال: هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المَكِّيُّ، وَهُوَ عَنْ أَبِي الطُّفَيل، مُرسَلً (1) .
2824 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عليِّ ابن نَصْرٍ ومُعتَمِر بْنُ سُلَيمان كِلَيْهِمَا، عَنْ شُعبة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّةَ؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاسٍ، ومعاويةَ، وعمرو بنَ العاص يقرؤون ... فاختلَفَوُا (3) فِي أَدَاءِ الْحَرْفِ، فَفِي رواية عليِّ ابن
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) لم نقف على روايةَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سليمان، عن شعبة، لكنَّ الحديث أخرجه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (4/65) من طريق حجَّاج بن محمد، عن شعبة، به بلفظ: (وهو عليهم عمٍ) .
وأخرجه أيضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عباس، أنه قرأ: (وهو عليهم عم) .
(3) كذا، والجادَّة: «فاختلفا» ، أي: علي بن نصر الجَهْضَمي، ومعتمر بن سليمان؛ لكن مجيئه بصورة الجمع هنا له وجهان:
الأول: لمجاورته صيغة الجمع قبله في قوله: «سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرَو بن العاص يقرؤون» ، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54) .
والثاني: أن يقال: إنَّه عُبِّرَ عن المثنَّى بالجمع؛ على القول بأن أقل الجمع اثنان، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (368) .
(6/637)
نصر: {} عَمٍي} (1) بالخَفْض مُنَوَّنً (2) ، وَفِي رِوَايَةِ مُعتَمِر: {} ؛ يَعْنِي: بالنَّصْب مُنَوَّنً (3) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ المُعتَمِر أصحُّ.
2825 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبان (5) ، عن السُّدِّيِّ (6) ، عمَّن سمع عليًّا يقرأ:
_________
(1) قراءة للآية (44) من سورة فصلت. وقوله: «عَمٍي» كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغة لبعض العرب حكاها أبو الخطاب ويونس عن الموثوق بعربيتهم، وانظر تعليقنا على المسالة رقم (146) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «منوَّن» سقط من (ف) ، وجاء في بقية النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المشار إليها قريبًا.
وقال الطبري في "تفسيره" (21/484) : «وقرأت قرَّاءُ الأمصار: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمًى} بفتح الميم، وذكر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمٍ} بكسر الميم على وجه النعت للقرآن. والصَّوابُ من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرَّاء الأمصار» . اهـ.
وفي "معجم القراءات" (8/292) : «قرأ الجمهور: «عَمًى» بفتح الميم منوَّنًا، مصدر عَمِيَ ... وقرأ ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وابن هرمز، وسليمان بن قَتَّة، وعمرو بن دينار: «عَمٍ» بكسر الميم وتنوينه. وقرأ عمرو بن دينار، وسليمان بْنِ قَتَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «عَمِيَ» بفتح الياء على أنه فعلٌ ماض. قال يعقوب: ما أدري أقرؤوا: {وهو عليهم عمٍ} أو {هو عليهم عَمِيَ} على أنه فعلٌ ماض» .
(4) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(5) هو: الجُعْفي.
(6) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن.
(6/638)
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} (1) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عُمَرَ (2) .
2826 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع، عَنْ سُفْيَانَ (4) ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قرأ: (5) ؟
_________
(1) قراءة للآية (44) من سورة الذاريات.
(2) ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (2/726) هذه القراءة عن عمر، وعزا حديثَها لسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
وقد أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (708) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (27/6) ، كلاهما من طريق السُّدِّي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: سمعت عمر ابن الخطاب ح يقرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} .
قال ابن جرير: «وكذلك قرأ الكسائي» . وقال = = أبو جعفر بن النحاس في "إعراب القرآن" (4/247) : «ويُروى عن عمر بن الخطَّاب _ح أنه قرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} وإسناده ضعيف؛ لأنه لا يُعرف إلا من حديث السُّدِّي» .
وفي "معجم القراءات" (9/137- 138) : قراءة الجمهور: «الصَّاعِقَةُ» على إرادة: النازلة من السَّماء للعقوبة، وهي قراءةُ ابن محيصن. وقَرأ عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والكسائي، وزيد بن علي، وحميد، وابن محيصن بخلافٍ عنه، ومجاهد: «الصَّعْقَة» بدون الألف، على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعِقَة.
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2829) .
(4) هو: الثوري.
(5) قراءة للآية (46) من سورة هود.
وقراءة الجمهور: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وقرأ الكسائي، ويعقوب، وسهل، وعلي، وأنس، وابن عباس، وعروة، وعكرمة، وعائشة، وأم سلمة عن النبي (ص) : {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} . انظر "معجم القراءات" (4/67) .
وسيأتي في المسألة رقم (2829) أنَّ أمَّ سَلَمَةَ هَذِهِ هِيَ: أَسْمَاءُ بنتُ يزيد. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (5/349-351) .
(6/639)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا كَانَ يَرويهِ وَكيع! وَإِنَّمَا هُوَ: سُفيان (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَرَأَ ... .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَذَا رَوَاهُ خَلَف بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَوانة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْراني (3) ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي ابْنَ عُيَينة - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عن ابن عباس.
_________
(1) أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص130 رقم 355) ، ومن طريقه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/435 طبغة هجر) .
وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وكذلك هي في أصل "تفسير" الثوري، ونبَّه محققُه على أن القراءة ضبطت في مخطوط "تفسير عبد الرزاق" (ل41/أ) : {إنه عَمِلَ غيرَ صالح} بصيغة الفعل الماضي.
(2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
(3) هو: سليمان بن داود العَتَكي. ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1092) عن سفيان بن عيينة، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/343 رقم 18227) .
وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق والطبري: ُ 7 8 1 2 ِ، ولم تُضبَط في "سنن سعيد بن منصور"؛ لأنها غيرُ مضبوطة في أصله.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (15/348 رقم18247) قال: حدثنا ابن وكيع، عن ابن عيينة به، بقراءة: {عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} .
وأخرجه الطبري أيضًا رقم (18248) من طريق غندر، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس: {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} .
(6/640)
2827 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (1) أَبُو الرَّبيع الزَّهْراني (2) ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيري (3) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السُّلَمي (6) ، وَعَنْ كُرَيْب بْنِ أَبِي كَرِب، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ قَرَأَ: {} (7) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ! وإنما هو: كُرَيْب بن أبي كُرَيْب، عن عليٍّ.
_________
(1) قوله: «رواه» سقط من (أ) ، وأُلحق بهامشها بخط مغاير، ولم يتضح في (ش) لرداءة التصوير.
(2) هو: سليمان بن داود العتكي، ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/196 رقم 12972) من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، به. وضُبطت القراءة فيه: «من الذين استُحِقَّ عليهم» بالبناء للمفعول. والمنقول عن علي أنه قرأ: «استَحَقَّ» بالبناء للفاعل، وقد نقل ذلك الطبري نفسُه (11/194) . وانظر ما سيأتي في تخريج القراءة.
(3) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير.
(4) هو: ابنُ يونسَ بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) هو: عبد الله بن حبيب.
(7) الآية (107) من سورة المائدة. ولم تضبط القراءة في النسخ.
وقرأ من العشر حفص فقط: «الذين استَحَقَّ» بفتح التاء، ووافقه الحسن.
وقرأ الباقون: «الذين استُحِق» بضم التاء.
وقرأ شعبة وحمزة ويعقوب وخلف: «الأوَّلِيْنَ» ووافقهم الأعمش.
وقرأ الباقون وأُبيٌّ، وعلي، وابن عباس، بالرفع: «الأَوْلَيَانِ» .
وانظر "معجم القراءات" (2/357- 360) .
وقال الطبري في "تفسيره" (11/194) : قرأ قرَأَةُ الحجاز والعراق والشأم: {مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهمُ الأَوْلَيَانِ} بضم التاء، ورُويَ عن عليٍّ، وأبيِّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرؤوا: ُ / 0} ِ بفتح التاء ... » .
(6/641)
2828 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الحَكَم بن عبد الملك، واختُلِفَ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ فِي الرِّواية عن الحَكَم بن عبد الملك:
فروى إسحاق بن منصور السَّلُولي (1) ، عن الحَكَم بن عبد الملك (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ (3) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقْرَأُ: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى} (4) ؛ يَعْنِي: بنَصْب السِّينِ بِغَيْرِ أَلِفٍ.
وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ بِشْر البَجَلي (5) ،
عَنْ الحَكَم بن عبد الملك، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يقرأ: {} ؛ يعني: برفع السين بألف؟
_________
(1) روايته أخرجها أبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (83) ، والبزار في "مسنده" (9/34) .
(2) من قوله: «فروى إسحاق ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) هو: البصري.
(4) قراءة للآية (2) من سورة الحج. وقد قرأ بفتح السين بغير ألف {سَكْرَى} حمزة والكسائي وخلف ووافقَهم الأعمش، والباقون بضم السين بألف {سُكَارَى} .
قال الطبري في "تفسيره" (18/565) : اختلف القراء في قراءة قوله: «سُكارى» ، فقرأ ذلك عامَّةُ قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة:، وقرأته عامةُ قرَّاء أهل الكوفة: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُم بِسَكْرَى} .
والصَّوابُ من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان مستفيضَتان في قَرَأَة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصَّوَابَ.
وانظر "معجم القراءات" (6/75- 77) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2941) ، والطبراني في "الكبير" (18/141 رقم298) ، والحاكم في "المستدرك" (2/245 و385- 386) ، وتمام في "فوائده" (1385/الروض البسام) .
وسقط: الحسن من سند الترمذي. قال الترمذي: «هذا حديث حسنٌ، ولا نعرف لقتادة سماعًا من أحد من أصحاب النبي (ص) إلا من أنس وأبي الطفيل، وهذا عندي مختصر إنما يُروى عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كنا مع النبي (ص) في سفر فقرأ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الحديث بطوله، وحديث الحكم بن عبد الملك عندي مختصر من هذا الحديث» .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/233- 234) من طريق موسى بن إسماعيل، عن الحكم بن عبد الملك، به. مطولاً.
وأخرجه الطيالسي (874) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/435 رقم19901 و19902) ، والترمذي (3169) ، والنسائي في "الكبرى" (11340) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (18/559- 560) ، والطبراني في "الكبير" (18/144 رقم307) ، والحاكم في "المستدرك" (4/567) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والطبراني في "الكبير" (18/144 و145 رقم 306 و308) من طريق أبي عوانة وسعيد بن بشير، وفي "مسند الشاميين" (2636) من طريق سعيد بن بشير، والحاكم (1/28 و2/385) من طريق شيبان بن عبد الرحمن وسعيد بن أبي عروبة، جميعهم عن قتادة، به، مطوَّلاً.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/559) من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة عن صاحب له حدثه عن عمران بن حصين، به مطوَّلاً.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (853) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/432 رقم19884) ، والترمذي في "جامعه" (3168) من طريق عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، والطبراني في "الكبير" (18/151 و155 رقم328 و340) من طريق يونس بن عبيد وثابت بن أسلم، جميعهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، به. مطوَّلاً.
(6/642)
فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ ذَا وَلا ذَاكَ (2) ! قَدْ رَوَى الثِّقات، فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ الحروفَ، لَمْ يذكروا قراءةً.
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) في (ك) : «ذلك» .
(6/643)
2829 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ الَّذِي (2) رَوَاهُ هَارُونُ النَّحْوي (3) ،
عَنْ ثَابِتٍ البُناني (4) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [أُمِّ] (5) سَلَمة: أنَّ
_________
(1) انظر المسألة رقم (2826) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عن الحديث الذي» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وقد أجازه الكوفيُّون، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (505) .
(3) هو: هارون بن موسى. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/294 و322 رقم26518 و26732) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (63) ، والترمذي في "جامعه" (2932) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7020) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم776) ، والخطيب في "الموضح" (1/470) .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/175- 176 و179 رقم 2299 و2304) من طريق هارون بن موسى النحوي، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1699) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/301) من طريق محمد بن ثابت البُناني، وأبو عمر حفص الدوري (63) من طريق سعيد ابن أبي عَروبة، وسعيد بن منصور في "سننه" (1091/التفسير) ، والطبراني في "الكبير" (23/339 رقم778) من طريق عثمان بن مطر، وأبو داود في "سننه" (3983) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم 775) من طريق عبد العزيز بن المختار، والترمذي في "جامعه" (2931) من طريق عبد الله بن حفص، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم774 و777) من طريق موسى بن خلف، وداود بن أبي هند، جميعهم عن ثابت البُناني، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1736) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص311) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/179 رقم2303) ، وأحمد في "المسند" (6/454 رقم27569) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (60 و61 و98) ، وأبو داود في "سننه" (3982) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به.
(4) هو: ثابت بن أسلم.
(5) في جميع النسخ: «أبي» ، والتصويب من مصادر التخريج، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة.
(6/644)
رسولَ الله (ص) قرأ: (1) ؟
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: أُمُّ سَلَمة هَذِهِ هِيَ: أسماءُ بنتُ يَزِيدَ (3) .
_________
(1) قراءة للآية (46) من سورة هود. وانظر قراءة أم سلمة في المسألة رقم (2826) .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) تشبه في (ف) : «بريدة» .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد رواه غيرُ واحد عن ثابت البناني نحو هذا، وهو حديثُ ثابت البناني، وقد رُوي هذا الحديث أيضًا عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد، وسمعتُ عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية. قال أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحدٌ، وقد روى شهر ابن حوشب غيرَ حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد رُويَ عن عائشة، عن النبي (ص) نحو هذا» . اهـ. وقال الخطيب في الموضع السابق: «ورواه حماد ابن سلمة، عن ثابت فبيَّن في روايته أن أم سلمة هي أسماء بنت يزيد، وقد ذكرنا ذلك في كتابنا "المكمل في إيضاح المهمل"» .
(6/645)

12//25 ج علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ
(2)
2811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عليٍّ الصَّيْرَفي، عَنْ محمَّد بْنِ غسَّان (3) ، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي (4) ، عَنِ المُغِيرة بن [حَبيب] (5) صِهْرِ مَالِكٍ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: سمعتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس، يحدِّث عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَكُونُ بَلْدَةٌ يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، هِيَ أَقْوَمُ النَّاسِ قِبْلَةً، وأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنِينَ، يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ بقويٍّ (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (أ) و (ش) : «الدُّور والأمصار» . والكُوَرُ: جمع كُوْرَة [بوزن: صُوْرَة] ؛ وهي المدينة والصُّقْع. انظر "لسان العرب" (5/156) . والأمصار: جمع مِصْر، وهو: الكُوْرَة. "اللسان" (5/176) .
(3) كذا! ولم نعرفه؛ ولعلَّه مصحَّف عن: «عباد» ، فقد روى الحديثَ محمد بن عبَّاد، عن صالح المرِّي، كما سيأتي في التخريج.
(4) هو: صالح بن بشير.
(5) في جميع النسخ: «حكيم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/220 رقم991) .
(6) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/249) من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/419) من طريق رجاء بن محمد، كلاهما عن محمد بن عبَّاد المهلَّبي، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن حبيب، به، قال أبو نعيم: «غريب من حديث المغيرة وصالح» .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (500) وأعلَّه بمحمد بن يونس.
(6/623)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ والنَّارِ
2812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به حُمَيد بن (1) عَيَّاشٍ الرَّمْلي (2) ،
عَنِ المُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَعْلى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، أَنَّهُ قَالَ: فِي الجَنَّة قَصْرٌ يُقالُ لَهُ: عَدَنٌ، حَوْلَهُ البُروجُ والمُروجُ، لا يَدخُلُه إلاَّ نَبيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَو شَهيدٌ، أَو إِمامٌ عَدْلٌ، وَفِي النَّارِ قَصْرٌ يُقال لَهُ: بُولَسُ، يَدخُلُه (3) الجَبَّارونَ والمُتَكَبِّرونَ، فِيهِ نارُ الأَنْيار (4) ، وأَشَرُّ الأَشْرار (5) ، وحُزْنُ الأَحْزان، وموتُ (6) الأَموات، والشَّرُّ، وأَنْيارُ الشَّرِّ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/354 رقم16955) من طريق يزيد ابن هارون، و (16/424 رقم20342) من طريق علي ابن جرير، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولم يذكر قوله: «أو إمام عادل ... » إلخ.
وكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19373) من طريق غندر، وابن جرير الطبري في التفسير برقم (16956) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، لكنه سمى نافعًا: يعقوب.
(3) قوله: «بولس يدخله» مطموس في (ك) .
(4) قال ابن الأثير: في حديث سجن جهنَّم: «فتعلوهم نارُ الأنيار» لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يُروى، فإن صحَّت الرواية فيَحتَمِلُ أن يكونَ معناه: «نار النِّيران» فجمع النارَ على أنيار، وأصلها: أنوار؛ لأنها من الواو، كما جاء في رِيْح وعِيْد: أرياحٌ وأعيادٌ، من الواو، والله أعلم.
(5) قوله: «أشر» جارٍ على لغة بني عامر، والجادة: «شر» . انظر المسألة رقم (2562) .
(6) قوله: «الأحزان وموت» مطموس في (ك) .
(6/624)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: نافع (1) بن (2) عَاصِمِ بْنِ عُروَة بْنِ مَسْعُودٍ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (3) .
قلتُ: الكلامُ (4) الأخيرُ لا أعلمُهُ فِي شيءٍ مِنَ الحديث.
_________
(1) قوله: «إنما هو نافع» مطموس في (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(3) الحديث أخرجه البزار في "المسند" (6/449 رقم 2487) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (7/68) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (27) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمن بن أسباط، عن عبد الله بن عمرو، في ذكر قصر الجنَّة وأبوابه، وما حوله من البروج والمروج ومن يدخله، ليس فيه ذكرٌ لقصر النار ولا اسمه ولا من يدخله من الجبَّارين والمتكبِّرين.
وأخرجه الحميدي في "المسند" (609) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26573) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/179 رقم 6677) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي في "الجامع" (2492) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن النبي (ص) قال: «يُحشَر المتكبِّرونَ يومَ القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَر الرِّجال يَغْشاهُم الذُّلُّ من كلِّ مكان؛ فيُساقون إلى سِجْن في جهنَّم يسمَّى بُولَسَ، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون من عُصَارة أهل النار طِينةَ الخَبال» . هذا لفظُ الترمذي. وقال: هذا حديثٌ حسن.
(4) قوله: «قلت الكلام» مطموس في (ك) .
(6/625)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْعُمْرَى (2)
2813 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي (3) ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (4) قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير (5) ،
عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ت) : «علل الأخبار المروية» ، وقوله: «رويت في العمرى» مطموس في (ك) .
(2) العُمْرى هي من قولهم: أعْمَرتُه الدارَ عُمْرى، أي: جعلتُها له يسكنُها مدَّةَ عُمرِه، فإذا مات عادت إليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهليَّة، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أُعْمِر شيئًا في حياته فهو لورثَتِه من بعده. انظر "النهاية" (3/298) .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (22607) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والإمام أحمد في "المسند" (2/357 رقم 8686) ، والنسائي في "سننه" (3752) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/92) ، وفي "شرح المشكل" (5470) ، وابن حبان في "صحيحه" (5131) من طريق إسماعيل بن جعفر، والنسائي في "سننه" (3753) من طريق عيسى وعبدة ابن سليمان، والخطيب في "الموضح" (2/439) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن محمد بن عمرو، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2379) .
(4) في (ك) : «فإنه» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14243 و3/304 رقم 14270) ، والبخاري (2625) ومسلم (1625) بلفظ «العُمْرَى لِمَن وُهِبَتْ لهُ» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/294 رقم14131) ، ومسلم (1625) من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جابر، وهذا يرجِّح رواية يحيى بن أبي كثير.
وذكر النسائي في الموضع السابق بابًا بعنوان: «ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه» .
(6/626)
سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) وَهُوَ أشبهُ، وَهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو (1) .
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1764) : «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر» .
(6/627)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْهِبَاتِ
2814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنِ الفَزاري (3) ، عَنْ سُلَيمان - يَعْنِي الأعمَش- عَنْ شَقيقٍ - يَعْنِي: أَبَا وائلٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا وَعَدَ أحدُكُم صَبيَّهُ فَلْيُنْجِزْ لَهُ؛ فإنِّي سمعتُ (4) رسولَ الله (ص) يَقُولُ: العِدَةُ عَطِيَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ باطِلٌ (5) .
2815 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (7) ، عَنْ سُفيان (8) ، عَن أيُّوب (9) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: العَائِدُ فِي هِبَتِهِ ... ؟
فَقَالا (10) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: أيُّوب، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/259) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (6) .
(3) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(4) قوله: «فإني سمعت» مكرر في (ف) .
(5) وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص802) : «وفي إسناده نظر، وأوَّله صحيحٌ عن ابن مسعود من قوله» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (2181) .
(7) هو: ابن عقبة.
(8) هو: الثوري.
(9) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(10) في (ك) : «قالا» .
(6/628)
عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) .
2816- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) عُبَيدة السَّقَطي (3) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَكَذَا يُروى؛ إِنَّمَا يَرويه: «عن طاوُس: أنَّ النبيَّ (ص) » ، مُرسَلً (*) وَلا أعلَمُ أَحَدًا تَابَعَ هَذِهِ الرِّواية مِنْ حديثِ الْحَسَنِ بن مسلم، مرفوعً موصَّلً (*) (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2253) .
(2) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وهو غير واضح في (ش) .
(3) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي.
(4) الظاهر أنه: محمد بن عبد الله.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «موصل» سقط من (أ) ، والظاهر أنه سقط من (ش) أيضًا، لكنه لم يتضح لرداءة التصوير.
وقوله: «موصَّل» هو بشدِّ الصاد، من «وصَّل الحديثَ يوصِّله توصيلاً» ، بمعنى: وَصَلَه وصلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(6/629)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِلْم ِ
2817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بكر ابنُ سُلَيم الصَّوَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ - رَفَعَهُ مرَّة (3) - قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْفَعُ فِيهِ العِلْمُ، لا أَقُولُ: يُرْفَعُ، ولَكِنْ يَذْهَبُ أَهْلُهُ، ويَبْقَى قَوْمٌ جُهَّالٌ، فَيَجْتَرِئُونَ (4) بِرَأْيِهِمْ، فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا (5) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) .
قلتُ: بَكْرٌ؟
قال: شَيخٌ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/30) .
(2) هو: سَلَمة بن دينار.
(3) قوله: «مرة» سقط من (ك) .
(4) في (أ) : «فيجتتيرون» ، ولكنها لم تنقط، ولم تتضح في (ش) لرداءة التصوير، وفي (ت) : «فيختبوون» ، وفي (ك) : نحو «فيختبيون» ، ولكنها مهملة الأحرف.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: فيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ، لكن حذفت هنا نونُ الرفع تخفيفًا، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه غير بكر بن سليم، وهذا الحديث عن سهل، عن النبي (ص) لا أعرفُه إلا من هذا الطريق» .
وإعلال أبي حاتم وابن عدي للحديث متجَّه إلى هذا الإسناد، ومعناه صحيحٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «إن الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُه من العباد، ولكن يَقبضُ العلمَ بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتخَذَ الناسُ رؤُوسا جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلُّوا وأضلُّوا» . أخرجه البخاري (100 و7307) ، ومسلم (2673) .
(6/630)
2818 - وسُئِل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ [دابٍ] (1) المَديني؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سعيد (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللهُ بِهِ فِي أَمْرِ الدِّينِ؛ أَلْجَمَهُ اللهُ (3) يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: محمدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ يَكْذِبُ (4) (5) .
2819- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ سعيد بن منصور (6) ،
_________
(1) في جميع النسخ: «باب» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/250 رقم1370) ، ومن مصادر التخريج، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (265) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (16) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (124) .
(2) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «ألجمه الله» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «يكذب» مطموس في (ك) .
(5) نقل المصنف في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" عن أبي زرعة مثل قوله هنا في محمد بن داب.
وقال الدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن داب، عن صفوان بن سليم. وتفرد به عبد الله بن عاصم الحماني، عن محمد بن داب» .
(6) روايته أخرجها أبو الحسن بن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث رقم (252) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/467) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) ، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (19- 21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/78) .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه الخطيب في الجامع (18) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26118) والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم8457) من طريق سريج بن النعمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم 8457) ، وابن ماجه في "سننه" (252) من طريق يونس بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (6373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/346- 347 و8/78) ، وفي "الجامع" (18) من طريق بشر بن الوليد، وابن حبان في "صحيحه" (78) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عن فليح بن سليمان، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3664) ، وابن ماجه (252) .
(6/631)
عن فُلَيح ابن (1) سُلَيمان، عَنْ أَبِي طُوالَة (2) ، عَنْ سعيد ابن يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : مَنْ تَعلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا (4) ؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ؛ يَعْنِي: ريحَها.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ (5) ! وَرَوَاهُ زَائِدَةُ (6) ، عَنْ أَبِي طُوالَة، عَنْ محمَّد ابن يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوفً (7) ، ولم يرفَعْه (8) .
_________
(1) قوله: «عن فليح بن» مطموس في (ك) .
(2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
(3) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا» مطموس في (ك) .
(5) يعني: فليح بن سليمان.
(6) هو: ابن قدامة.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) أورد العقيلي هذا الحديث في الموضع السابق من "الضعفاء" فيما ينتقد على فليح ابن سليمان، ثم قال: «الرواية في هذا الباب ليِّنة» . وقال الدارقطني في "العلل" (2087) : «يرويه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختُلف عنه فرواه فليح بن سليمان أبو يحيى، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وخالفه محمد بن عمارة ابن عمرو بن حزم الحزمي، فرواه عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلاً عن النبي (ص) ، والمرسل أشبه بالصَّواب» .
(6/632)
2820 - وسمعتُ (1) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عليُّ بْنُ الحسن الهِسِنْجاني، عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْر الأَسَدي، عَنْ محمَّد بْنِ أَبَان، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ شُرَحْبِيل بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: جَمَعَ الحسنُ بْنُ عليٍّ بَنِيهِ وابنَ أَخِيهِ (2) ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ [بِالْعِلْمِ] (3) ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا تحفَظوه (4) فاكتُبوه.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا يونسَ بْنُ عُبَيد؛ هُوَ: يونسُ بْنُ [عبد الله] (5)
بن أبي فَرْوَة المَديني.
_________
(1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/475- 476) من طريق المصنِّف، وفيه سقط نبَّه الشيخ عبد الرحمن المعلمي على أنه استدركه من هذا الموضع من "العلل"، ومن مواضع أخرى من "الموضح".
(2) في "الموضح": «وبني أخيه» .
(3) في جميع النسخ: «بالعمل» ، والتصويب من "الموضح"، والسياق يوجبُه.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي "الموضح": «تحفظونه» ، وهو الجادَّةُ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ، وهو = = جارٍعلى حذف نونُ الرفع، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، تخفيفًا، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1015) . والذي سوَّغ حذف النون هنا: المشاكلة مع قوله: «فاكتبوه» . وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) .
(5) في جميع النسخ: «عبد الأعلى» ، والتصويب من مصادر التخريج و"الجرح والتعديل" (9/240) للمصنِّف.
والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (528) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/407) تعليقًا، والبيهقي في "المدخل" (632- 772) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/399) من طريق مسعود بن سعد أبو سعيد الجعفي، والخطيب في "تقييد العلم" (ص91) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل ومحمد بن أبان، جميعهم عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، به. وسقط من "التاريخ الكبير": «شرحبيل بن سعد» .
ومن طريق الخطيب في "تاريخ بغداد". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/259) . وأخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (2865) من طريق المطلب بن زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ الحسن بن علي، به.
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/229) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (484) ، وابن عساكر (13/259) .
(6/633)
2821 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَلاء ابن زَيْدَلٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: إنَّ (2) العَالِمَ لا يَخْرَفُ؟
فَقَالَ: العلاءُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) ، متروكُ الْحَدِيثِ، قَدْ (4) وَجَدْنَا مَن يُنسَبُ إِلَى الْعِلْمِ: المَسْعُوديَّ (5) ، والجُرَيريَّ (6) ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، وعطاءَ بْنِ السَّائِبِ، وغيرَهُم (7) .
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث خيثمة في "حديثه" (ص75) من طريق الزهري، عن أنس مرفوعًا، بلفظ: «لا يَخْرَفُ قارئ القرآن» .
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/343) ، ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/17- 18) .
(2) قوله: «إن» من (ف) فقط.
(3) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/180) : «يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجُّب» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (5/220) : «يحدث عن أنس بأحاديثَ عداد مناكير» .
وقال الذهبي في "الميزان" (3/99) : «العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك، يكنى أبا محمد، تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث» .
(4) في (ك) : «وقد» .
(5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) يعني: أنهم اختلطوا، وهذا يعارض معنى الحديث.
(6/634)

12//ج24-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1)


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1)

2802 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثًا حدَّثنا بِهِ محمَّد بْن عبد الله بْنِ المُبارك المُخَرِّمي (2) ؛قَالَ: حدَّثنا وَكيعُ بنُ الجَرَّاح، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أقبلَ يريدُ الإسلامَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ؛ ضَلَّ غُلامَهُ (3) ، فجَعَلَ يَنشُدُهُ (4) وَهُوَ يَقُولُ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا (5) ... عَلَى انَّهَا (6) مِنْ دَارِ كُفْرٍ نَجَّتِ (7)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الأخبارُ المروية في العتق» ، وفي (أ) و (ش) : «عللُ أخبارٍ مروية فِي العتق» .
(2) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبةً إلى المُخَرِّم؛ وهي محلَّة ببغداد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/248) .
(3) أي: فقد غلامَه. «تاج العروس» (ضلل) ، و"المصباح المنير" (ضلل/ص188) .
(4) أي: يطلُبُه، يقال: نَشَد الضالَّة يَنشُدُها نِشْدَانًا، أي طلبها. انظر «تاج العروس» (نشد) ، و"المصباح المنير" (نشد/ص311) .
(5) في (ت) و (ف) : «وغنائها» .
(6) بوصل همزة القطع من «أَنَّها» ؛ لإقامة الوزن، وهو من الضرورات الجائزة في الشِّعر، ونحوه قول بعض العرب [من الطويل] :
ومَنْ يَصنَع المعروفَ في غير أهله
يُلاقي الذي لاقَى مُجيرُ امِّ عامِرِ
والأصل: مجيرُ أُمِّ عامر. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1781) ، وانظر التعليق التالي.
(7) البيت على هذه الصورة من البحر الكامل، وقد جاء عجزه في مصادر التخريج وكتب التاريخ واللغة بلفظ:.
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ويكون على ذلك من البحر الطويل مخرومَ الصدر [والخَرْمُ عند العروضيين: هو إسقاطُ الحرفِ الأول مِنَ الوتدِ المجموعِ الواقعِ في أوَّل البيت، أو في أوَّل عجزه على قلة؛ فتتحوَّل «فَعُولُنْ» إلى: عُولُنْ، و «مَفَاعِيلُنْ» إلى: فَاعِيلُنْ، و «مُفَاعَلَتُنْ» إلى: فَاعَلَتُنْ، ولايَدْخُلُ الخرمُ غير هذه التفاعيل] ؛ فجاء هذا البيت في مصادر التخريج هكذا:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ولو جاء صدرُهُ على التمام، لقال: أيا ليلةً ... إلخ، والبحرُ الطويلُ إذا دخله الخرم، قد يشتبه بالبحر الكامل؛ فلعلَّ الراوي أو غيره: لَمَّا رأى صدر البيت على وزن الكامل في الظاهر، ظَنَّهُ منه؛ فتصرَّف في عجزه، فجعله من الكامل أيضًا؛ حتى يكونَ البيتُ بشطْرَيْهِ من بحر واحد، فجاء العجز كما في جميع النسخ هكذا:.
عَلَى انَّهَا مِنْ دارِ كُفْرٍ نَجَّتِ
وانظر: مصادر التخريج، و «لسان العرب» ، و «تاج العروس» (دور) ، و «النهاية» (2/139) ، وانظر: «العيون الغامزة، على خبايا الرامزة» للدماميني (ص113-118) ، و «المعجم المفصل في علم العروض» (ص223-227) .
(6/608)
قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جالسٌ عِنْدَ النبيِّ (ص) إذ طلع الغلامُ فأعتَقْتُه (1) .
قلتُ: وَهَكَذَا (2) حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بن يحيى ابن سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قمتُ (5) عَلَى رَسُولِ الله (ص) ... .
قَالَ أَبِي: من الناس من يَروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس: أنَّ أبا
_________
(1) في (ف) : «فأعتقه» .
(2) في (ك) : «وكذا» ، ولم تتضح في (ش) .
(3) هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان.
(4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/326) ، وأحمد في "مسنده" (2/286 رقم 7845) ، والبخاري في "صحيحه" (2531 و4393) .
(5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «قَدِمتُ» .
(6/609)
هُرَيْرَةَ (1) ... ، وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: طلبتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ بُنْدار مُحَمَّدِ (3) بْنِ بشَّار (4) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَلَمْ أجِدْ هَذَا الحديثَ عِنْدَهُ، وطلبتُ فِي كِتَابِ يَعْلى بْنِ عُبَيد عَنِ (5) ابْنِ أَبِي خالد، فلم أجِدْه عنده (6) .
_________
(1) يعني: مرسلاً. ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، به.
(2) في (ف) : «وطلبت» بالواو.
(3) قوله: «محمد» مكرر في (ف) .
(4) في (ك) : «بشام» .
(5) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «خالد فلم أجده عنده» مطموس في (ك) .
(6/610)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المُدَبَّرِ (1)
2803 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ ظَبْيان (3) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ؟
فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَتِهِ.
قلتُ: يَرْوِي خالدُ بنُ إِلْيَاسَ (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية في المدبر» ، وقوله: «المدبر» مطموس في (ك) .
والمُدَبَّر: هو العبد الذي يُعَلَّق عتقُه بموت سيِّده. انظر "النهاية" (2/98) .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/60/ب) بتصرف. ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقية" (2/115) جواب أبي زرعة.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2514) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/234) ، والطبراني في "الكبير" (12/281 رقم13365) ، وابن عدي في "الكامل" (5/188) ، والدارقطني في "السنن" (4/138) ، والبيهقي في "السنن" (10/314) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/443-444) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/501) .
وأخرجه الشافعي في "الأم" (8/18) قال: أخبرنا علي ابن ظبيان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا.
ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/314) .
(4) قوله: «بن عمر» مطموس في (ك) .
(5) قوله: «المدبر من الثلث فقال» مطموس في (ك) .
(6) قوله: «إلياس» مطموس في (ك) . وروايته لم نقف عليها، لكن أخرج الحديث الدارمي في "مسنده" (3316) من طريق الأشعث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا.
(6/611)
«المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ» ؛ قولَ ابنِ عمر (1) .
_________
(1) قال الشافعي في الموضع السابق: قال عليُّ بن = = ظبيان: «كنت أخذته مرفوعًا، فقال لي أصحابي: ليس بمرفوع، وهو موقوفٌ على ابن عمر، فوقفته» . قال الشافعي: «والحفَّاظ الذين يحدثونه يقفونه على ابن عمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «والصَّحيح موقوفٌ كما رواه الشافعي _ح» .
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/444) عن عبد الله بن علي بن المديني قال: «سمعتُ أبي يقول: كان علي بن ظبيان حدثنا بثلاثة أحاديثَ مناكير كلها ... » ، ثم ذكر منها هذا الحديثَ. ثم قال علي ابن المديني: «فسمعت معاذًا يذكره - يعني عليَّ بن ظبيان - وقال ليحيى - يعني القطان -: إنه من أصحاب الحديث، وإنه! فنظر إلى يحيى فقال: هذا يروي عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يبلغُ به: «المُدبَّر من الثُّلث» ، فانتفض يحيى حتى سقطت قَلَنْسُوَتُهُ من رأسه، فقال معاذ: يا أبا سفيان، وأنت لم تسمع هذا من عبيد الله؟ فنظر إليَّ يحيى وغمزني، أي: لا يبصر الحديث» . اهـ. وذكر هذه القصة المزي في "تهذيب الكمال" (20/499) وفيها: «أبو سعيد» بدل: «أبو سفيان» .
ثم روى الخطيب من طريق ابن مُحْرِز؛ قال: حدثنا يحيى بن معين، وقيل له: علي بن ظبيان؟ فقال: كذابٌ خبيث، ليس بثقة. وسألت يحيى بن معين عن ابن ظبيان مرَّة أخرى؟ فقال: قد سمعت منه بالكوفة، وهو كوفي، كان قاضيَ الشرقية. فقلت له: يحدث بحديث منكر! فقال: ما هو؟ قلت: عن عبيد الله، قال: نعم! عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «المُدبَّر من الثُّلث» ، قد سمعته منه. قلت: حدثكم به؟ قال: نعم، سمعته منه، وليس هو بشيء» . اهـ.
وقال العقيلي في الموضع السابق: «علي بن ظبيان، عن عبيد الله بن عمر، منكر الحديث» ، ثم أخرج له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وإنما يذكر علي ابن ظبيان بهذين الحديثين لما رفعهما، والثقاتُ قد أوقفوهما» . اهـ.
وسُئل الدارقطني في "العلل" (4/ق107/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر وأيوب، واختُلف عنهما: فرواه علي بن ظبيان، عن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن عن عبيد الله موقوفًا. ورواه عبيدة بن حسان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مرفوعًا، وغيره يرويه موقوفًا، والموقوفُ أصح» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (4/396 رقم2723) .
(6/612)
............................
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي أُمِّ الوَلَدِ
2804 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (3) ، عَنْ أيُّوب بْنِ عُتْبة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئِلَ عَنْ أُمِّ الوَلَد؟ فَقَالَ: يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا حَيَاتَهُ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ.
2805 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ؛ قَالَ: بلغَني أَنَّهُ كَانَ فِي عَهْدِ عليٍّ - يَعْنِي فِي وصيَّته -: إِنِّي قَدْ تَركتُ تِسعَةَ عشَرَ أُمَّ وَلَدٍ (7) ، فأَيَّتُهُنَّ كَانَ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(3) سيأتي تضعيفُ أبي حاتم للحسن بن زياد في المسألة رقم (2806) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13212) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عطاء أنه بلغه أن عليًّا ... فذكره.
وذكره ابن حزم في "المحلى" (9/218) عن عبد الرزاق، به.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) هو: ابن أبي رباح.
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ وَلَد» ، وفي الموضع السابق من "مصنِّف عبد الرزاق"، و"محلَّى ابن حزم": «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ سُرِّيَّةً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، حَمَل «أُمَّ الوَلَد» على معنى «المتروك» أو «الموصَّى به» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) .
(6/613)
لها وَلَدٌ حيٌّ قُوِّمَتْ قيمةَ عَدْلٍ فِي حِصَّة وَلَدِها منِّي، وأَيَّتُهُنَّ لَمْ يَكنْ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ حُرَّةٌ.
قَالَ عَطَاءٌ: فسألتُ (1) محمَّدَ بنَ عليٍّ الأكبرَ - يَعْنِي ابنَ الحَنَفِيَّة (2) -، فقلتُ: أَكَانَ (3) ذَلِكَ فِي وصيَّة عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ أَصلٌ.
2806- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بن زياد اللُّؤْلُئِيُّ (5) ،
_________
(1) في (ف) : «سألت» .
(2) جاء عند عبد الرزاق في الموضع السابق: «فسألت مُحَمَّدِ [بْنِ] عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ الأكبر» . وجاء عند ابن حزم: «فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي» .
ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر، وابن الحنفية هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب.
(3) في (ت) و (ك) : «لكان» .
(4) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13211) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/321 رقم14446) ، وابن ماجه في "سننه" (2517) ، والدارقطني في "السنن" (4/135) . ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/348) .
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (286) ، والنسائي في "الكبرى" (5039 و5040) من طريق مكي بن إبراهيم وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو يعلى في "مسنده" (2229) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4323) .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3954) ، وابن حبان في "صحيحه" (4324) ، والحاكم في "المستدرك" (2/18-19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/347) من طريق قيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر، به.
(6/614)
عَنِ ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كنَّا نَبيعُ سَراريَنا وأُمَّهاتِ أَوْلادِنَا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّهِ (ص) وَهُوَ حيٌّ بَيْنَ أظهُرنا، لا يُنكِرُ ذَلِكَ عَلَيْنَا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، والحسنُ بنُ زِيَادٍ ضعيفُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بثقة ولا مأمون.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(6/615)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي القَدَرِ
2807- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَزِيدَ المُقرئ (2) ،
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ [رَافِعِ] (4) بْنِ خَدِيج، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ وهُمْ لا يَشْعُرُونَ (5) ، قلتُ: يَقُولُونَ: كَيْفَ (6) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُقِرُّونَ (7) بِبَعْضِ القُرآن ِ (8) ، ويَكْفُرُونَ (9) بِبَعْضٍ، قُلْتُ: يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: الخَيْرُ مِنَ اللهِ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (ك) : «المقبري» . وروايته أخرجها الفريابي في "القدر" (223 و224) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (2958) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/358) ، والطبراني في "الكبير" (4/246 رقم4271) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681-683 رقم 1100) .
وأخرجه الفريابي في "القدر" (225) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) ، والطبراني في "الكبير" (4/245-246 رقم4270) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681 رقم1099) من طريق عطاء ابن أبي رباح، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (749/بغية الباحث) ، والعقيلي (3/358) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، كلاهما عن عمرو ابن شعيب، به.
(3) هو: عبد الله.
(4) في جميع النسخ: «نافع» ، والتصويب من مصادر التخريج. إلا أن إحدى روايات العقيلي فيها: «نافع بن خديج» .
(5) في (أ) : «لا يستغفرون» ، وهي مطموسة في (ش) .
(6) قوله: «كيف» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «يعودن» .
(8) في (ك) : «الكتاب القرآن» ، وفي بعض مصادر التخريج: «القدر» ، وفي بعضها الآخر لم تُذكَر هذه العبارة.
(9) في (ك) : «فتكفرون» .
(6/616)
والشَّرُّ منْ إِبْلِيسَ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ (1) عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللهِ، فَيَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ والمَعْرِفَةِ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ، فَيُمْسَخُ عَامَّةُ أُوْلَئِكَ قِرَدَةً وخَنَازِيرَ، ثُمَّ يَكُونُ الخَسْفُ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُمْ، المُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ (2) ، ثم بكى رسولُ الله (ص) حَتَّى بكَينا لبُكائه، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا البُكاء؟ قال: رَحْمَةٌ لَهُمُ، الأَشْقِيَاءِ! لأَنَّ مِنْهُمُ المُجْتَهِدَ، ومِنْهُمُ المُتَعَبِّدَ؛ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ (3) مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا (4) القَوْلِ، وضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ للتَّكْذِيبِ (5)
بِالقَدَرِ (6) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، فَمَا الإيمانُ بالقَدَر؟ قَالَ: تُؤْمِنُ بِاللهِ وَحْدَهُ، وتُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ والنَّارِ، وتَعْلَمُ أَنَّ (7) اللهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ الخَلْقَ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ (8) ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلاً (9) مِنْهُ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى قَدَرٍ مَّا قَدْ (10) فُرِ غَ (11) مِنْهُ، وصَائِرٌ (12) إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ. فَقُلْتُ: صدقَ اللَّهُ ورسولُه؟
_________
(1) قوله: «يقرؤون» لم تتضح في (ش) .
(2) قوله: «قليل» سقط من (ك) .
(3) في (أ) و (ت) و (ك) : «بأولى» ، ولم تتضح في (ش) .
(4) قوله: «سبق إلى هذا» مطموس في (ك) .
(5) في (ك) : «التكذيب» ..
(6) قوله: «بالقدر» مطموس في (ك) .
(7) قوله: «وتعلم أن» مطموس في (ك) .
(8) في (ك) : «فجعل منهم من شاء منهم للجنة» .
(9) قوله: «وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلا» مطموس في (ك) .
(10) قوله: «قد» سقط من (ف) .
(11) في (ت) : «قرع» .
(12) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ويصير» عطفًا على الفعل المضارع: «يعمل» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على عطف اسم الفاعل على الفعل، ومنه قول النابغة الذبياني [من الطويل] :
فأَلْفَيْتُهُ يَوْمًا يُبيرُ عَدُوَّهُ
ومُجْرٍ عَطَاءً يَسْتَحِقُّ المَعَابِرا
فـ مُجْرٍ معطوفٌ على يبير. ويجوز عكسه: عطف الفعل على اسم الفاعل ونحوه؛ ومنه قوله تعالى: [العَاديَات: 3-4] {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا *} ؛ عطف الفعل «أثرن» على اسم الفاعل «المغيرات» . وانظر "شرح ابن عقيل": (2/223-224) .
(6/617)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ (1) .
2808 - أَخْبَرَنَا (2) أَبُو محمَّد قَالَ (3) : وسمعتُ عليَّ بنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد، وَرَأَى فِي كِتَابِي حديثً (4) عَنْ محمَّد بْنِ عَوْف الحِمْصي، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنْ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي (6) ، عن محمَّد ابن عَجْلان، عَنِ الأعْرَج (7) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن عمر بن
_________
(1) ذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) عطية بن أبي عطية، ثم قال: «مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب، ولا يتابَع عليه» ، ثم أخرج هذا الحديث من رواية عطية هذا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، ثم أخرجه العقيلي من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، عن عمرو بن شعيب، ثم من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب، ثم قال: «فلم يأت به عن ابن لهيعة غيرُ المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب» ؛ يعني: فدلَّسه. وفي ترجمة عطية هذا من "الميزان" (3/80 رقم5672) قال الذهبي: «عطية بن عطية، عن عطاء، لا يُعرف، وأتى بخبر موضوع طويل» . اهـ.
(2) انظر "التبيين، لأسماء المدلسين" لسبط ابن العجمي (71) .
(3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «الضبعي» دون نقط الضاد والباء. وانظر "الجرح والتعديل" (8/383 رقم 1753) .
(7) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(6/618)
الخطَّاب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المُؤْمِنُ القَوِيُّ أَفْضَلُ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، ولاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ و"لَوْ"! فَإِنَّ (1) اللَّوَّ (2) يَفْتَحُ (3) عَمَلَ الشَّيْطَان ِ.
فسمعتُ ابنَ الجُنَيْد - حافظَ حديثِ مالكٍ والزُّهريِّ- يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الناسُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بلا «عمر» (4) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال» .
(2) في (ت) : «الله» ، وفي (ك) : «لو» . وانظر تعليقنا على «اللَّوِّ» في المسألة رقم (1855) .
(3) في (ف) : «تفتح» ، ولم تنقط في (أ) ، ولم تتضح في (ش) و (ك) ، والمثبت من (ت) .
(4) اختُلف على محمد بن عجلان في هذا الحديث:
فأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4168) ، والنسائي في "الكبرى" (10457) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (259) ، وابن حبان في "صحيحه" (5721) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/288) - من طرق عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ محمد ابن عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/296) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/33) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/223) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1147) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا.
ومن طريق الحميدي أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/5-6) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/366 و370 رقم 8791 و8829) ، والفسوي في "المعرفة" (3/6) ، والنسائي في "الكبرى" (10459 و10460) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6346) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (260 و261) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10458) من طريق الفضيل بن سليمان، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2664) ، وابن ماجه في "سننه" (79) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/6-7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والبزار في "مسنده" (200/ب) ، والنسائي في "الكبرى" (10461) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6251) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (262) ، وابن حبان في "صحيحه" (5722) من طريق عبد الله بن إدريس، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال الدارقطني في "العلل" (2021) : «يرويه محمد = = ابن عجلان، واختُلف عنه: فرواه ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ذلك نعيم بن يعقوب، عنه. وخالفه الحميدي، فرواه عنه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ من آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو ربيعة بن عثمان. ورواه عبد الله بن إدريس، فضبط إسناده وجوَّده، رواه عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو الصَّحيح» .
قال الطحاوي: «فوقفنا بذلك على أن محمد بن عجلان إنما حدَّث به عن الأعرج تدليسًا منه به عنه، وأنه إنما كان أخذه من ربيعة بن عثمان عنه، ثم تأملنا حديث ربيعة، عن الأعرجِ هل هو سماعه إياه منه؟ أو على التدليس به عنه؟ فوجدنا فهدًا قد حدَّثنا ... » ، ثم أخرج الحديث من طريق عبد الله بن إدريس هذه التي أخرجها مسلم، ثم قال: «فوقفنا بذلك على أن أصل هذا الحديث في إسناده إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عن الأعرج» . اهـ.
وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (13/227-228) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم ذكر رواية عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذه الطريق أصحُّ طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم من طريق عبد الله بن إدريس أيضًا، واقتصر عليها، ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده» .
(6/619)
2809 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي جَميلة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ شَاءَ اللهُ أَلاَّ يُعْصَى، مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ (2) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمدٌ مجهولٌ (3) .
2810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ،
عَنْ حَبيب بن
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1246) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/92) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن علي بن أبي حملة، عن نافع، به.
وجاء عند أبي نعيم: علي بن أبي جملة بالجيم، والصحيح علي بن أبي حملة بالحاء المهملة.
كما في "الجرح والتعديل" (6/183) .
(2) قوله: «خلق إبليس» مطموس في (ك) .
(3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/224) : «محمد بن أبي جميلة، روى عن نافع، روى عنه بقية، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» .
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2979) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (336) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مسند الفاروق" (2/636) وفي "المطالب العالية" (2979) ، والطبراني في "الأوسط" (6/317 رقم 6510) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (219) .
جاء عند ابن راهويه: حبيب بن عمرو الأنصاري.
وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (123) من طريق ضِرار بن صُرَد، عن عبد الرحمن المحاربي، عن سليمان التيمي، عن عمر بن حبيب الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وأخطأ ضرار في هذا الإسناد، فصوابه: أبو سليمان التيمي، كما بيَّن ذلك الدارقطني في "العلل" (115) ، إلاّ أنه وقع في المطبوع من العلل للدارقطني: «عن أبي سليمان التيمي» وهو خطأ طباعي. والله أعلم.
(6/621)
عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ؛ أنه قال: يُنَادِي مُنَادٍي (1) يَوْمَ القِيَامَةِ: لِيَقُمْ (2) خُصَمَاءُ اللهِ، وهُمُ القَدَرِيَّةُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحَبيبُ بْنُ عُمَرَ ضعيفُ الحديث مجهولٌ، لم يَرْو عنه غيرُ بَقِيَّة (3) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: منادٍ؛ بحذف الياء، لكنَّ إثبات الياء هنا لغة لبعض العرب، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(2) في (ك) : «ليقيم» .
(3) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (115) ، وقال: «هو حديث مضطرب الإسناد، يرويه بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري - وهو مجهول، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر ... » ، ثم ذكر اختلافًا بين الرواة، ومن ذلك تسمية بعضهم شيخ بقية: عمر بن حبيب، ثم قال: «وقول من قال: حبيب بن عمر أصحُّ، وهو مجهول، والحديث غير ثابت، والله أعلم» . اهـ.
(6/622)

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...