الجمعة، 7 يناير 2022

12//25 ج علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ
(2)
2811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عليٍّ الصَّيْرَفي، عَنْ محمَّد بْنِ غسَّان (3) ، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي (4) ، عَنِ المُغِيرة بن [حَبيب] (5) صِهْرِ مَالِكٍ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: سمعتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس، يحدِّث عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَكُونُ بَلْدَةٌ يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، هِيَ أَقْوَمُ النَّاسِ قِبْلَةً، وأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنِينَ، يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ بقويٍّ (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (أ) و (ش) : «الدُّور والأمصار» . والكُوَرُ: جمع كُوْرَة [بوزن: صُوْرَة] ؛ وهي المدينة والصُّقْع. انظر "لسان العرب" (5/156) . والأمصار: جمع مِصْر، وهو: الكُوْرَة. "اللسان" (5/176) .
(3) كذا! ولم نعرفه؛ ولعلَّه مصحَّف عن: «عباد» ، فقد روى الحديثَ محمد بن عبَّاد، عن صالح المرِّي، كما سيأتي في التخريج.
(4) هو: صالح بن بشير.
(5) في جميع النسخ: «حكيم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/220 رقم991) .
(6) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/249) من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/419) من طريق رجاء بن محمد، كلاهما عن محمد بن عبَّاد المهلَّبي، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن حبيب، به، قال أبو نعيم: «غريب من حديث المغيرة وصالح» .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (500) وأعلَّه بمحمد بن يونس.
(6/623)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ والنَّارِ
2812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به حُمَيد بن (1) عَيَّاشٍ الرَّمْلي (2) ،
عَنِ المُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَعْلى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، أَنَّهُ قَالَ: فِي الجَنَّة قَصْرٌ يُقالُ لَهُ: عَدَنٌ، حَوْلَهُ البُروجُ والمُروجُ، لا يَدخُلُه إلاَّ نَبيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَو شَهيدٌ، أَو إِمامٌ عَدْلٌ، وَفِي النَّارِ قَصْرٌ يُقال لَهُ: بُولَسُ، يَدخُلُه (3) الجَبَّارونَ والمُتَكَبِّرونَ، فِيهِ نارُ الأَنْيار (4) ، وأَشَرُّ الأَشْرار (5) ، وحُزْنُ الأَحْزان، وموتُ (6) الأَموات، والشَّرُّ، وأَنْيارُ الشَّرِّ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/354 رقم16955) من طريق يزيد ابن هارون، و (16/424 رقم20342) من طريق علي ابن جرير، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولم يذكر قوله: «أو إمام عادل ... » إلخ.
وكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19373) من طريق غندر، وابن جرير الطبري في التفسير برقم (16956) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، لكنه سمى نافعًا: يعقوب.
(3) قوله: «بولس يدخله» مطموس في (ك) .
(4) قال ابن الأثير: في حديث سجن جهنَّم: «فتعلوهم نارُ الأنيار» لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يُروى، فإن صحَّت الرواية فيَحتَمِلُ أن يكونَ معناه: «نار النِّيران» فجمع النارَ على أنيار، وأصلها: أنوار؛ لأنها من الواو، كما جاء في رِيْح وعِيْد: أرياحٌ وأعيادٌ، من الواو، والله أعلم.
(5) قوله: «أشر» جارٍ على لغة بني عامر، والجادة: «شر» . انظر المسألة رقم (2562) .
(6) قوله: «الأحزان وموت» مطموس في (ك) .
(6/624)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: نافع (1) بن (2) عَاصِمِ بْنِ عُروَة بْنِ مَسْعُودٍ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (3) .
قلتُ: الكلامُ (4) الأخيرُ لا أعلمُهُ فِي شيءٍ مِنَ الحديث.
_________
(1) قوله: «إنما هو نافع» مطموس في (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(3) الحديث أخرجه البزار في "المسند" (6/449 رقم 2487) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (7/68) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (27) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمن بن أسباط، عن عبد الله بن عمرو، في ذكر قصر الجنَّة وأبوابه، وما حوله من البروج والمروج ومن يدخله، ليس فيه ذكرٌ لقصر النار ولا اسمه ولا من يدخله من الجبَّارين والمتكبِّرين.
وأخرجه الحميدي في "المسند" (609) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26573) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/179 رقم 6677) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي في "الجامع" (2492) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن النبي (ص) قال: «يُحشَر المتكبِّرونَ يومَ القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَر الرِّجال يَغْشاهُم الذُّلُّ من كلِّ مكان؛ فيُساقون إلى سِجْن في جهنَّم يسمَّى بُولَسَ، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون من عُصَارة أهل النار طِينةَ الخَبال» . هذا لفظُ الترمذي. وقال: هذا حديثٌ حسن.
(4) قوله: «قلت الكلام» مطموس في (ك) .
(6/625)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْعُمْرَى (2)
2813 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي (3) ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (4) قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير (5) ،
عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ت) : «علل الأخبار المروية» ، وقوله: «رويت في العمرى» مطموس في (ك) .
(2) العُمْرى هي من قولهم: أعْمَرتُه الدارَ عُمْرى، أي: جعلتُها له يسكنُها مدَّةَ عُمرِه، فإذا مات عادت إليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهليَّة، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أُعْمِر شيئًا في حياته فهو لورثَتِه من بعده. انظر "النهاية" (3/298) .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (22607) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والإمام أحمد في "المسند" (2/357 رقم 8686) ، والنسائي في "سننه" (3752) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/92) ، وفي "شرح المشكل" (5470) ، وابن حبان في "صحيحه" (5131) من طريق إسماعيل بن جعفر، والنسائي في "سننه" (3753) من طريق عيسى وعبدة ابن سليمان، والخطيب في "الموضح" (2/439) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن محمد بن عمرو، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2379) .
(4) في (ك) : «فإنه» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14243 و3/304 رقم 14270) ، والبخاري (2625) ومسلم (1625) بلفظ «العُمْرَى لِمَن وُهِبَتْ لهُ» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/294 رقم14131) ، ومسلم (1625) من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جابر، وهذا يرجِّح رواية يحيى بن أبي كثير.
وذكر النسائي في الموضع السابق بابًا بعنوان: «ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه» .
(6/626)
سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) وَهُوَ أشبهُ، وَهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو (1) .
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1764) : «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر» .
(6/627)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْهِبَاتِ
2814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنِ الفَزاري (3) ، عَنْ سُلَيمان - يَعْنِي الأعمَش- عَنْ شَقيقٍ - يَعْنِي: أَبَا وائلٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا وَعَدَ أحدُكُم صَبيَّهُ فَلْيُنْجِزْ لَهُ؛ فإنِّي سمعتُ (4) رسولَ الله (ص) يَقُولُ: العِدَةُ عَطِيَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ باطِلٌ (5) .
2815 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (7) ، عَنْ سُفيان (8) ، عَن أيُّوب (9) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: العَائِدُ فِي هِبَتِهِ ... ؟
فَقَالا (10) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: أيُّوب، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/259) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (6) .
(3) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(4) قوله: «فإني سمعت» مكرر في (ف) .
(5) وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص802) : «وفي إسناده نظر، وأوَّله صحيحٌ عن ابن مسعود من قوله» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (2181) .
(7) هو: ابن عقبة.
(8) هو: الثوري.
(9) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(10) في (ك) : «قالا» .
(6/628)
عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) .
2816- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) عُبَيدة السَّقَطي (3) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَكَذَا يُروى؛ إِنَّمَا يَرويه: «عن طاوُس: أنَّ النبيَّ (ص) » ، مُرسَلً (*) وَلا أعلَمُ أَحَدًا تَابَعَ هَذِهِ الرِّواية مِنْ حديثِ الْحَسَنِ بن مسلم، مرفوعً موصَّلً (*) (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2253) .
(2) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وهو غير واضح في (ش) .
(3) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي.
(4) الظاهر أنه: محمد بن عبد الله.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «موصل» سقط من (أ) ، والظاهر أنه سقط من (ش) أيضًا، لكنه لم يتضح لرداءة التصوير.
وقوله: «موصَّل» هو بشدِّ الصاد، من «وصَّل الحديثَ يوصِّله توصيلاً» ، بمعنى: وَصَلَه وصلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(6/629)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِلْم ِ
2817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بكر ابنُ سُلَيم الصَّوَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ - رَفَعَهُ مرَّة (3) - قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْفَعُ فِيهِ العِلْمُ، لا أَقُولُ: يُرْفَعُ، ولَكِنْ يَذْهَبُ أَهْلُهُ، ويَبْقَى قَوْمٌ جُهَّالٌ، فَيَجْتَرِئُونَ (4) بِرَأْيِهِمْ، فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا (5) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) .
قلتُ: بَكْرٌ؟
قال: شَيخٌ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/30) .
(2) هو: سَلَمة بن دينار.
(3) قوله: «مرة» سقط من (ك) .
(4) في (أ) : «فيجتتيرون» ، ولكنها لم تنقط، ولم تتضح في (ش) لرداءة التصوير، وفي (ت) : «فيختبوون» ، وفي (ك) : نحو «فيختبيون» ، ولكنها مهملة الأحرف.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: فيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ، لكن حذفت هنا نونُ الرفع تخفيفًا، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه غير بكر بن سليم، وهذا الحديث عن سهل، عن النبي (ص) لا أعرفُه إلا من هذا الطريق» .
وإعلال أبي حاتم وابن عدي للحديث متجَّه إلى هذا الإسناد، ومعناه صحيحٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «إن الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُه من العباد، ولكن يَقبضُ العلمَ بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتخَذَ الناسُ رؤُوسا جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلُّوا وأضلُّوا» . أخرجه البخاري (100 و7307) ، ومسلم (2673) .
(6/630)
2818 - وسُئِل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ [دابٍ] (1) المَديني؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سعيد (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللهُ بِهِ فِي أَمْرِ الدِّينِ؛ أَلْجَمَهُ اللهُ (3) يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: محمدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ يَكْذِبُ (4) (5) .
2819- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ سعيد بن منصور (6) ،
_________
(1) في جميع النسخ: «باب» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/250 رقم1370) ، ومن مصادر التخريج، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (265) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (16) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (124) .
(2) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «ألجمه الله» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «يكذب» مطموس في (ك) .
(5) نقل المصنف في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" عن أبي زرعة مثل قوله هنا في محمد بن داب.
وقال الدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن داب، عن صفوان بن سليم. وتفرد به عبد الله بن عاصم الحماني، عن محمد بن داب» .
(6) روايته أخرجها أبو الحسن بن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث رقم (252) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/467) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) ، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (19- 21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/78) .
ومن طريق أبي نعيم أخرجه الخطيب في الجامع (18) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26118) والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم8457) من طريق سريج بن النعمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم 8457) ، وابن ماجه في "سننه" (252) من طريق يونس بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (6373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/346- 347 و8/78) ، وفي "الجامع" (18) من طريق بشر بن الوليد، وابن حبان في "صحيحه" (78) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عن فليح بن سليمان، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3664) ، وابن ماجه (252) .
(6/631)
عن فُلَيح ابن (1) سُلَيمان، عَنْ أَبِي طُوالَة (2) ، عَنْ سعيد ابن يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : مَنْ تَعلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا (4) ؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ؛ يَعْنِي: ريحَها.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ (5) ! وَرَوَاهُ زَائِدَةُ (6) ، عَنْ أَبِي طُوالَة، عَنْ محمَّد ابن يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوفً (7) ، ولم يرفَعْه (8) .
_________
(1) قوله: «عن فليح بن» مطموس في (ك) .
(2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
(3) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(4) قوله: «لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا» مطموس في (ك) .
(5) يعني: فليح بن سليمان.
(6) هو: ابن قدامة.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) أورد العقيلي هذا الحديث في الموضع السابق من "الضعفاء" فيما ينتقد على فليح ابن سليمان، ثم قال: «الرواية في هذا الباب ليِّنة» . وقال الدارقطني في "العلل" (2087) : «يرويه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختُلف عنه فرواه فليح بن سليمان أبو يحيى، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وخالفه محمد بن عمارة ابن عمرو بن حزم الحزمي، فرواه عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلاً عن النبي (ص) ، والمرسل أشبه بالصَّواب» .
(6/632)
2820 - وسمعتُ (1) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عليُّ بْنُ الحسن الهِسِنْجاني، عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْر الأَسَدي، عَنْ محمَّد بْنِ أَبَان، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ شُرَحْبِيل بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: جَمَعَ الحسنُ بْنُ عليٍّ بَنِيهِ وابنَ أَخِيهِ (2) ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ [بِالْعِلْمِ] (3) ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا تحفَظوه (4) فاكتُبوه.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا يونسَ بْنُ عُبَيد؛ هُوَ: يونسُ بْنُ [عبد الله] (5)
بن أبي فَرْوَة المَديني.
_________
(1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/475- 476) من طريق المصنِّف، وفيه سقط نبَّه الشيخ عبد الرحمن المعلمي على أنه استدركه من هذا الموضع من "العلل"، ومن مواضع أخرى من "الموضح".
(2) في "الموضح": «وبني أخيه» .
(3) في جميع النسخ: «بالعمل» ، والتصويب من "الموضح"، والسياق يوجبُه.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي "الموضح": «تحفظونه» ، وهو الجادَّةُ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ، وهو = = جارٍعلى حذف نونُ الرفع، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، تخفيفًا، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1015) . والذي سوَّغ حذف النون هنا: المشاكلة مع قوله: «فاكتبوه» . وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) .
(5) في جميع النسخ: «عبد الأعلى» ، والتصويب من مصادر التخريج و"الجرح والتعديل" (9/240) للمصنِّف.
والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (528) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/407) تعليقًا، والبيهقي في "المدخل" (632- 772) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/399) من طريق مسعود بن سعد أبو سعيد الجعفي، والخطيب في "تقييد العلم" (ص91) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل ومحمد بن أبان، جميعهم عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، به. وسقط من "التاريخ الكبير": «شرحبيل بن سعد» .
ومن طريق الخطيب في "تاريخ بغداد". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/259) . وأخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (2865) من طريق المطلب بن زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ الحسن بن علي، به.
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/229) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (484) ، وابن عساكر (13/259) .
(6/633)
2821 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَلاء ابن زَيْدَلٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: إنَّ (2) العَالِمَ لا يَخْرَفُ؟
فَقَالَ: العلاءُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) ، متروكُ الْحَدِيثِ، قَدْ (4) وَجَدْنَا مَن يُنسَبُ إِلَى الْعِلْمِ: المَسْعُوديَّ (5) ، والجُرَيريَّ (6) ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، وعطاءَ بْنِ السَّائِبِ، وغيرَهُم (7) .
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث خيثمة في "حديثه" (ص75) من طريق الزهري، عن أنس مرفوعًا، بلفظ: «لا يَخْرَفُ قارئ القرآن» .
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/343) ، ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/17- 18) .
(2) قوله: «إن» من (ف) فقط.
(3) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/180) : «يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجُّب» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (5/220) : «يحدث عن أنس بأحاديثَ عداد مناكير» .
وقال الذهبي في "الميزان" (3/99) : «العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك، يكنى أبا محمد، تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث» .
(4) في (ك) : «وقد» .
(5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) يعني: أنهم اختلطوا، وهذا يعارض معنى الحديث.
(6/634)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...