الجمعة، 7 يناير 2022

12//ج24-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1)


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1)

2802 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثًا حدَّثنا بِهِ محمَّد بْن عبد الله بْنِ المُبارك المُخَرِّمي (2) ؛قَالَ: حدَّثنا وَكيعُ بنُ الجَرَّاح، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أقبلَ يريدُ الإسلامَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ؛ ضَلَّ غُلامَهُ (3) ، فجَعَلَ يَنشُدُهُ (4) وَهُوَ يَقُولُ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا (5) ... عَلَى انَّهَا (6) مِنْ دَارِ كُفْرٍ نَجَّتِ (7)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «الأخبارُ المروية في العتق» ، وفي (أ) و (ش) : «عللُ أخبارٍ مروية فِي العتق» .
(2) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبةً إلى المُخَرِّم؛ وهي محلَّة ببغداد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/248) .
(3) أي: فقد غلامَه. «تاج العروس» (ضلل) ، و"المصباح المنير" (ضلل/ص188) .
(4) أي: يطلُبُه، يقال: نَشَد الضالَّة يَنشُدُها نِشْدَانًا، أي طلبها. انظر «تاج العروس» (نشد) ، و"المصباح المنير" (نشد/ص311) .
(5) في (ت) و (ف) : «وغنائها» .
(6) بوصل همزة القطع من «أَنَّها» ؛ لإقامة الوزن، وهو من الضرورات الجائزة في الشِّعر، ونحوه قول بعض العرب [من الطويل] :
ومَنْ يَصنَع المعروفَ في غير أهله
يُلاقي الذي لاقَى مُجيرُ امِّ عامِرِ
والأصل: مجيرُ أُمِّ عامر. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1781) ، وانظر التعليق التالي.
(7) البيت على هذه الصورة من البحر الكامل، وقد جاء عجزه في مصادر التخريج وكتب التاريخ واللغة بلفظ:.
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ويكون على ذلك من البحر الطويل مخرومَ الصدر [والخَرْمُ عند العروضيين: هو إسقاطُ الحرفِ الأول مِنَ الوتدِ المجموعِ الواقعِ في أوَّل البيت، أو في أوَّل عجزه على قلة؛ فتتحوَّل «فَعُولُنْ» إلى: عُولُنْ، و «مَفَاعِيلُنْ» إلى: فَاعِيلُنْ، و «مُفَاعَلَتُنْ» إلى: فَاعَلَتُنْ، ولايَدْخُلُ الخرمُ غير هذه التفاعيل] ؛ فجاء هذا البيت في مصادر التخريج هكذا:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
ولو جاء صدرُهُ على التمام، لقال: أيا ليلةً ... إلخ، والبحرُ الطويلُ إذا دخله الخرم، قد يشتبه بالبحر الكامل؛ فلعلَّ الراوي أو غيره: لَمَّا رأى صدر البيت على وزن الكامل في الظاهر، ظَنَّهُ منه؛ فتصرَّف في عجزه، فجعله من الكامل أيضًا؛ حتى يكونَ البيتُ بشطْرَيْهِ من بحر واحد، فجاء العجز كما في جميع النسخ هكذا:.
عَلَى انَّهَا مِنْ دارِ كُفْرٍ نَجَّتِ
وانظر: مصادر التخريج، و «لسان العرب» ، و «تاج العروس» (دور) ، و «النهاية» (2/139) ، وانظر: «العيون الغامزة، على خبايا الرامزة» للدماميني (ص113-118) ، و «المعجم المفصل في علم العروض» (ص223-227) .
(6/608)
قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جالسٌ عِنْدَ النبيِّ (ص) إذ طلع الغلامُ فأعتَقْتُه (1) .
قلتُ: وَهَكَذَا (2) حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بن يحيى ابن سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قمتُ (5) عَلَى رَسُولِ الله (ص) ... .
قَالَ أَبِي: من الناس من يَروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس: أنَّ أبا
_________
(1) في (ف) : «فأعتقه» .
(2) في (ك) : «وكذا» ، ولم تتضح في (ش) .
(3) هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان.
(4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/326) ، وأحمد في "مسنده" (2/286 رقم 7845) ، والبخاري في "صحيحه" (2531 و4393) .
(5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «قَدِمتُ» .
(6/609)
هُرَيْرَةَ (1) ... ، وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: طلبتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ بُنْدار مُحَمَّدِ (3) بْنِ بشَّار (4) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَلَمْ أجِدْ هَذَا الحديثَ عِنْدَهُ، وطلبتُ فِي كِتَابِ يَعْلى بْنِ عُبَيد عَنِ (5) ابْنِ أَبِي خالد، فلم أجِدْه عنده (6) .
_________
(1) يعني: مرسلاً. ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، به.
(2) في (ف) : «وطلبت» بالواو.
(3) قوله: «محمد» مكرر في (ف) .
(4) في (ك) : «بشام» .
(5) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «خالد فلم أجده عنده» مطموس في (ك) .
(6/610)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المُدَبَّرِ (1)
2803 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ ظَبْيان (3) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ؟
فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَتِهِ.
قلتُ: يَرْوِي خالدُ بنُ إِلْيَاسَ (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية في المدبر» ، وقوله: «المدبر» مطموس في (ك) .
والمُدَبَّر: هو العبد الذي يُعَلَّق عتقُه بموت سيِّده. انظر "النهاية" (2/98) .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/60/ب) بتصرف. ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقية" (2/115) جواب أبي زرعة.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2514) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/234) ، والطبراني في "الكبير" (12/281 رقم13365) ، وابن عدي في "الكامل" (5/188) ، والدارقطني في "السنن" (4/138) ، والبيهقي في "السنن" (10/314) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/443-444) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/501) .
وأخرجه الشافعي في "الأم" (8/18) قال: أخبرنا علي ابن ظبيان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا.
ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/314) .
(4) قوله: «بن عمر» مطموس في (ك) .
(5) قوله: «المدبر من الثلث فقال» مطموس في (ك) .
(6) قوله: «إلياس» مطموس في (ك) . وروايته لم نقف عليها، لكن أخرج الحديث الدارمي في "مسنده" (3316) من طريق الأشعث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا.
(6/611)
«المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ» ؛ قولَ ابنِ عمر (1) .
_________
(1) قال الشافعي في الموضع السابق: قال عليُّ بن = = ظبيان: «كنت أخذته مرفوعًا، فقال لي أصحابي: ليس بمرفوع، وهو موقوفٌ على ابن عمر، فوقفته» . قال الشافعي: «والحفَّاظ الذين يحدثونه يقفونه على ابن عمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «والصَّحيح موقوفٌ كما رواه الشافعي _ح» .
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/444) عن عبد الله بن علي بن المديني قال: «سمعتُ أبي يقول: كان علي بن ظبيان حدثنا بثلاثة أحاديثَ مناكير كلها ... » ، ثم ذكر منها هذا الحديثَ. ثم قال علي ابن المديني: «فسمعت معاذًا يذكره - يعني عليَّ بن ظبيان - وقال ليحيى - يعني القطان -: إنه من أصحاب الحديث، وإنه! فنظر إلى يحيى فقال: هذا يروي عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يبلغُ به: «المُدبَّر من الثُّلث» ، فانتفض يحيى حتى سقطت قَلَنْسُوَتُهُ من رأسه، فقال معاذ: يا أبا سفيان، وأنت لم تسمع هذا من عبيد الله؟ فنظر إليَّ يحيى وغمزني، أي: لا يبصر الحديث» . اهـ. وذكر هذه القصة المزي في "تهذيب الكمال" (20/499) وفيها: «أبو سعيد» بدل: «أبو سفيان» .
ثم روى الخطيب من طريق ابن مُحْرِز؛ قال: حدثنا يحيى بن معين، وقيل له: علي بن ظبيان؟ فقال: كذابٌ خبيث، ليس بثقة. وسألت يحيى بن معين عن ابن ظبيان مرَّة أخرى؟ فقال: قد سمعت منه بالكوفة، وهو كوفي، كان قاضيَ الشرقية. فقلت له: يحدث بحديث منكر! فقال: ما هو؟ قلت: عن عبيد الله، قال: نعم! عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «المُدبَّر من الثُّلث» ، قد سمعته منه. قلت: حدثكم به؟ قال: نعم، سمعته منه، وليس هو بشيء» . اهـ.
وقال العقيلي في الموضع السابق: «علي بن ظبيان، عن عبيد الله بن عمر، منكر الحديث» ، ثم أخرج له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وإنما يذكر علي ابن ظبيان بهذين الحديثين لما رفعهما، والثقاتُ قد أوقفوهما» . اهـ.
وسُئل الدارقطني في "العلل" (4/ق107/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر وأيوب، واختُلف عنهما: فرواه علي بن ظبيان، عن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن عن عبيد الله موقوفًا. ورواه عبيدة بن حسان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مرفوعًا، وغيره يرويه موقوفًا، والموقوفُ أصح» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (4/396 رقم2723) .
(6/612)
............................
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي أُمِّ الوَلَدِ
2804 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (3) ، عَنْ أيُّوب بْنِ عُتْبة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئِلَ عَنْ أُمِّ الوَلَد؟ فَقَالَ: يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا حَيَاتَهُ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ.
2805 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ؛ قَالَ: بلغَني أَنَّهُ كَانَ فِي عَهْدِ عليٍّ - يَعْنِي فِي وصيَّته -: إِنِّي قَدْ تَركتُ تِسعَةَ عشَرَ أُمَّ وَلَدٍ (7) ، فأَيَّتُهُنَّ كَانَ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(3) سيأتي تضعيفُ أبي حاتم للحسن بن زياد في المسألة رقم (2806) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13212) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عطاء أنه بلغه أن عليًّا ... فذكره.
وذكره ابن حزم في "المحلى" (9/218) عن عبد الرزاق، به.
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) هو: ابن أبي رباح.
(7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ وَلَد» ، وفي الموضع السابق من "مصنِّف عبد الرزاق"، و"محلَّى ابن حزم": «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ سُرِّيَّةً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، حَمَل «أُمَّ الوَلَد» على معنى «المتروك» أو «الموصَّى به» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) .
(6/613)
لها وَلَدٌ حيٌّ قُوِّمَتْ قيمةَ عَدْلٍ فِي حِصَّة وَلَدِها منِّي، وأَيَّتُهُنَّ لَمْ يَكنْ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ حُرَّةٌ.
قَالَ عَطَاءٌ: فسألتُ (1) محمَّدَ بنَ عليٍّ الأكبرَ - يَعْنِي ابنَ الحَنَفِيَّة (2) -، فقلتُ: أَكَانَ (3) ذَلِكَ فِي وصيَّة عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ أَصلٌ.
2806- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بن زياد اللُّؤْلُئِيُّ (5) ،
_________
(1) في (ف) : «سألت» .
(2) جاء عند عبد الرزاق في الموضع السابق: «فسألت مُحَمَّدِ [بْنِ] عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ الأكبر» . وجاء عند ابن حزم: «فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي» .
ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر، وابن الحنفية هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب.
(3) في (ت) و (ك) : «لكان» .
(4) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13211) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/321 رقم14446) ، وابن ماجه في "سننه" (2517) ، والدارقطني في "السنن" (4/135) . ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/348) .
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (286) ، والنسائي في "الكبرى" (5039 و5040) من طريق مكي بن إبراهيم وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو يعلى في "مسنده" (2229) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4323) .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3954) ، وابن حبان في "صحيحه" (4324) ، والحاكم في "المستدرك" (2/18-19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/347) من طريق قيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر، به.
(6/614)
عَنِ ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كنَّا نَبيعُ سَراريَنا وأُمَّهاتِ أَوْلادِنَا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّهِ (ص) وَهُوَ حيٌّ بَيْنَ أظهُرنا، لا يُنكِرُ ذَلِكَ عَلَيْنَا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، والحسنُ بنُ زِيَادٍ ضعيفُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بثقة ولا مأمون.
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(6/615)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي القَدَرِ
2807- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَزِيدَ المُقرئ (2) ،
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ [رَافِعِ] (4) بْنِ خَدِيج، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ وهُمْ لا يَشْعُرُونَ (5) ، قلتُ: يَقُولُونَ: كَيْفَ (6) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُقِرُّونَ (7) بِبَعْضِ القُرآن ِ (8) ، ويَكْفُرُونَ (9) بِبَعْضٍ، قُلْتُ: يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: الخَيْرُ مِنَ اللهِ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» .
(2) في (ك) : «المقبري» . وروايته أخرجها الفريابي في "القدر" (223 و224) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (2958) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/358) ، والطبراني في "الكبير" (4/246 رقم4271) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681-683 رقم 1100) .
وأخرجه الفريابي في "القدر" (225) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) ، والطبراني في "الكبير" (4/245-246 رقم4270) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681 رقم1099) من طريق عطاء ابن أبي رباح، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (749/بغية الباحث) ، والعقيلي (3/358) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، كلاهما عن عمرو ابن شعيب، به.
(3) هو: عبد الله.
(4) في جميع النسخ: «نافع» ، والتصويب من مصادر التخريج. إلا أن إحدى روايات العقيلي فيها: «نافع بن خديج» .
(5) في (أ) : «لا يستغفرون» ، وهي مطموسة في (ش) .
(6) قوله: «كيف» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «يعودن» .
(8) في (ك) : «الكتاب القرآن» ، وفي بعض مصادر التخريج: «القدر» ، وفي بعضها الآخر لم تُذكَر هذه العبارة.
(9) في (ك) : «فتكفرون» .
(6/616)
والشَّرُّ منْ إِبْلِيسَ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ (1) عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللهِ، فَيَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ والمَعْرِفَةِ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ، فَيُمْسَخُ عَامَّةُ أُوْلَئِكَ قِرَدَةً وخَنَازِيرَ، ثُمَّ يَكُونُ الخَسْفُ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُمْ، المُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ (2) ، ثم بكى رسولُ الله (ص) حَتَّى بكَينا لبُكائه، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا البُكاء؟ قال: رَحْمَةٌ لَهُمُ، الأَشْقِيَاءِ! لأَنَّ مِنْهُمُ المُجْتَهِدَ، ومِنْهُمُ المُتَعَبِّدَ؛ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ (3) مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا (4) القَوْلِ، وضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ للتَّكْذِيبِ (5)
بِالقَدَرِ (6) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، فَمَا الإيمانُ بالقَدَر؟ قَالَ: تُؤْمِنُ بِاللهِ وَحْدَهُ، وتُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ والنَّارِ، وتَعْلَمُ أَنَّ (7) اللهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ الخَلْقَ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ (8) ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلاً (9) مِنْهُ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى قَدَرٍ مَّا قَدْ (10) فُرِ غَ (11) مِنْهُ، وصَائِرٌ (12) إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ. فَقُلْتُ: صدقَ اللَّهُ ورسولُه؟
_________
(1) قوله: «يقرؤون» لم تتضح في (ش) .
(2) قوله: «قليل» سقط من (ك) .
(3) في (أ) و (ت) و (ك) : «بأولى» ، ولم تتضح في (ش) .
(4) قوله: «سبق إلى هذا» مطموس في (ك) .
(5) في (ك) : «التكذيب» ..
(6) قوله: «بالقدر» مطموس في (ك) .
(7) قوله: «وتعلم أن» مطموس في (ك) .
(8) في (ك) : «فجعل منهم من شاء منهم للجنة» .
(9) قوله: «وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلا» مطموس في (ك) .
(10) قوله: «قد» سقط من (ف) .
(11) في (ت) : «قرع» .
(12) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ويصير» عطفًا على الفعل المضارع: «يعمل» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على عطف اسم الفاعل على الفعل، ومنه قول النابغة الذبياني [من الطويل] :
فأَلْفَيْتُهُ يَوْمًا يُبيرُ عَدُوَّهُ
ومُجْرٍ عَطَاءً يَسْتَحِقُّ المَعَابِرا
فـ مُجْرٍ معطوفٌ على يبير. ويجوز عكسه: عطف الفعل على اسم الفاعل ونحوه؛ ومنه قوله تعالى: [العَاديَات: 3-4] {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا *} ؛ عطف الفعل «أثرن» على اسم الفاعل «المغيرات» . وانظر "شرح ابن عقيل": (2/223-224) .
(6/617)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ (1) .
2808 - أَخْبَرَنَا (2) أَبُو محمَّد قَالَ (3) : وسمعتُ عليَّ بنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد، وَرَأَى فِي كِتَابِي حديثً (4) عَنْ محمَّد بْنِ عَوْف الحِمْصي، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنْ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي (6) ، عن محمَّد ابن عَجْلان، عَنِ الأعْرَج (7) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن عمر بن
_________
(1) ذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) عطية بن أبي عطية، ثم قال: «مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب، ولا يتابَع عليه» ، ثم أخرج هذا الحديث من رواية عطية هذا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، ثم أخرجه العقيلي من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، عن عمرو بن شعيب، ثم من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب، ثم قال: «فلم يأت به عن ابن لهيعة غيرُ المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب» ؛ يعني: فدلَّسه. وفي ترجمة عطية هذا من "الميزان" (3/80 رقم5672) قال الذهبي: «عطية بن عطية، عن عطاء، لا يُعرف، وأتى بخبر موضوع طويل» . اهـ.
(2) انظر "التبيين، لأسماء المدلسين" لسبط ابن العجمي (71) .
(3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «الضبعي» دون نقط الضاد والباء. وانظر "الجرح والتعديل" (8/383 رقم 1753) .
(7) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(6/618)
الخطَّاب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المُؤْمِنُ القَوِيُّ أَفْضَلُ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، ولاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ و"لَوْ"! فَإِنَّ (1) اللَّوَّ (2) يَفْتَحُ (3) عَمَلَ الشَّيْطَان ِ.
فسمعتُ ابنَ الجُنَيْد - حافظَ حديثِ مالكٍ والزُّهريِّ- يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الناسُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بلا «عمر» (4) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال» .
(2) في (ت) : «الله» ، وفي (ك) : «لو» . وانظر تعليقنا على «اللَّوِّ» في المسألة رقم (1855) .
(3) في (ف) : «تفتح» ، ولم تنقط في (أ) ، ولم تتضح في (ش) و (ك) ، والمثبت من (ت) .
(4) اختُلف على محمد بن عجلان في هذا الحديث:
فأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4168) ، والنسائي في "الكبرى" (10457) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (259) ، وابن حبان في "صحيحه" (5721) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/288) - من طرق عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ محمد ابن عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/296) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/33) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/223) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1147) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا.
ومن طريق الحميدي أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/5-6) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/366 و370 رقم 8791 و8829) ، والفسوي في "المعرفة" (3/6) ، والنسائي في "الكبرى" (10459 و10460) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6346) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (260 و261) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10458) من طريق الفضيل بن سليمان، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2664) ، وابن ماجه في "سننه" (79) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/6-7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والبزار في "مسنده" (200/ب) ، والنسائي في "الكبرى" (10461) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6251) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (262) ، وابن حبان في "صحيحه" (5722) من طريق عبد الله بن إدريس، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال الدارقطني في "العلل" (2021) : «يرويه محمد = = ابن عجلان، واختُلف عنه: فرواه ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ذلك نعيم بن يعقوب، عنه. وخالفه الحميدي، فرواه عنه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ من آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو ربيعة بن عثمان. ورواه عبد الله بن إدريس، فضبط إسناده وجوَّده، رواه عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو الصَّحيح» .
قال الطحاوي: «فوقفنا بذلك على أن محمد بن عجلان إنما حدَّث به عن الأعرج تدليسًا منه به عنه، وأنه إنما كان أخذه من ربيعة بن عثمان عنه، ثم تأملنا حديث ربيعة، عن الأعرجِ هل هو سماعه إياه منه؟ أو على التدليس به عنه؟ فوجدنا فهدًا قد حدَّثنا ... » ، ثم أخرج الحديث من طريق عبد الله بن إدريس هذه التي أخرجها مسلم، ثم قال: «فوقفنا بذلك على أن أصل هذا الحديث في إسناده إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عن الأعرج» . اهـ.
وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (13/227-228) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم ذكر رواية عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذه الطريق أصحُّ طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم من طريق عبد الله بن إدريس أيضًا، واقتصر عليها، ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده» .
(6/619)
2809 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي جَميلة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ شَاءَ اللهُ أَلاَّ يُعْصَى، مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ (2) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمدٌ مجهولٌ (3) .
2810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ،
عَنْ حَبيب بن
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1246) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/92) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن علي بن أبي حملة، عن نافع، به.
وجاء عند أبي نعيم: علي بن أبي جملة بالجيم، والصحيح علي بن أبي حملة بالحاء المهملة.
كما في "الجرح والتعديل" (6/183) .
(2) قوله: «خلق إبليس» مطموس في (ك) .
(3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/224) : «محمد بن أبي جميلة، روى عن نافع، روى عنه بقية، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» .
(4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2979) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (336) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مسند الفاروق" (2/636) وفي "المطالب العالية" (2979) ، والطبراني في "الأوسط" (6/317 رقم 6510) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (219) .
جاء عند ابن راهويه: حبيب بن عمرو الأنصاري.
وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (123) من طريق ضِرار بن صُرَد، عن عبد الرحمن المحاربي، عن سليمان التيمي، عن عمر بن حبيب الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وأخطأ ضرار في هذا الإسناد، فصوابه: أبو سليمان التيمي، كما بيَّن ذلك الدارقطني في "العلل" (115) ، إلاّ أنه وقع في المطبوع من العلل للدارقطني: «عن أبي سليمان التيمي» وهو خطأ طباعي. والله أعلم.
(6/621)
عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ؛ أنه قال: يُنَادِي مُنَادٍي (1) يَوْمَ القِيَامَةِ: لِيَقُمْ (2) خُصَمَاءُ اللهِ، وهُمُ القَدَرِيَّةُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحَبيبُ بْنُ عُمَرَ ضعيفُ الحديث مجهولٌ، لم يَرْو عنه غيرُ بَقِيَّة (3) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: منادٍ؛ بحذف الياء، لكنَّ إثبات الياء هنا لغة لبعض العرب، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(2) في (ك) : «ليقيم» .
(3) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (115) ، وقال: «هو حديث مضطرب الإسناد، يرويه بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري - وهو مجهول، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر ... » ، ثم ذكر اختلافًا بين الرواة، ومن ذلك تسمية بعضهم شيخ بقية: عمر بن حبيب، ثم قال: «وقول من قال: حبيب بن عمر أصحُّ، وهو مجهول، والحديث غير ثابت، والله أعلم» . اهـ.
(6/622)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...