الجمعة، 7 يناير 2022

12-ج 11-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْحْكَام ِ وَالأَْقْضِيَةِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْحْكَام ِ وَالأَْقْضِيَةِ
(1)
1392 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : سألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يَعْلى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ مَرْوان الفَزَاري (5) ، عن إسحاق ابن مُحَمَّدِ بْنِ جَرير، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ؟
فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو يَعْلى.
قَالَ (7) : حدَّثنا دُحَيم (8) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوان بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا الصَّحيحُ.
_________
(1) العنوان بكامله سقط من (ك) .
(2) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو.
(4) في (ف) : «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(5) هو: مروان بن معاوية.
(6) في (ف) : «قال» .
(7) يعني: أبا زرعة.
(8) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم، ودُحَيم لقبُه. وروايته أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/46) ، والطبراني في "الدعاء" (2100) . وأخرجه أحمد بن مَنيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2186) - قال: حدثنا مروان بن معاوية به. وعن ابن منيع رواه أبويعلى في "مسنده" (4601) . ورواه البزار في "مسنده" (1354/كشف الأستار) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/45-46) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، عن إسحاق بن يحيى به.
قال البزار: «لا نعلمه عن عائشة إلا من هذا الوجه، تفرَّد به إسحاق وهو ليِّن الحديث، وقد حدَّث عنه ابن المبارك وغيره» .
(9) من قوله: «قالت: لعن رسول الله ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4/237)
1392/أ - قِيلَ لأَبِي (1) : يَصِحُّ حديثُ أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) ؛ فِي اليمينِ مَعَ الشَّاهد (2) ؟
فوقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ: تَرى الدَّرَاوَرْديَّ (3) مَا يَقُولُ (4) ؟ يَعْنِي: قَوْلَهُ: «قلتُ لسُهَيل، فَلَمْ يَعْرِفْهُ» .
قلتُ: فَلَيْسَ نِسْيانُ سُهَيل دافعً (5) لِمَا حَكى عنه رَبِيعةُ (6) ، ورَبيعةُ ثقةٌ، والرجلُ يُحَدِّثُ بالحديث ويَنْسَى؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1409) ، وانظر المسألة رقم (1425) .
(2) الحديث رواه الشافعي في "مسنده" (2/179/ترتيب السندي) ، وأبو داود في "سننه" (3610) ، وابن ماجه في "سننه" (2368) ، والترمذي في "جامعه" (1343) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والدارقطني في "سننه" (4/213) من طريق الدراوردي، وأبو داود (3611) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1007) ، والطحاوي (4/144) ، وابن حبان في "صحيحه" (5073) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما (الدراوردي وسليمان) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال الترمذي: «حديث حسنٌ غريبٌ» .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) وذلك في روايته المخرجة آنفًا حيث قال: «فذكرت ذلك لسُهَيل، فقال: أخبرني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدَّثته إيَّاه، ولا أحفظُه. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سُهَيلاً علَّة أذهبت بعض عقله، ونسِيَ بعض حديثه، فكان سُهَيل بعدُ يحدِّثه عن ربيعة عن أبيه» . اهـ.
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) هو: ابن أبي عبد الرحمن.
(4/238)
قَالَ: أجَلْ هَكَذَا هُوَ، ولكنْ لم نَرَى (1) أَنْ يَتْبَعَهُ متابعٌ (2) عَلَى رِوَايَتِهِ (3) ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُهَيل جماعةٌ كَثِيرَةٌ؛ لَيْسَ عِنْدَ أحدٍ منهُم هذا الحديثُ.
قلتُ: إنه تقولُ (4)
بخبر الواحد؟!
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «لم نرى» والجادة: «لم نَرَ» بحذف الألف؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر، ويخرَّج ما في النسخ على تخريجين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «متابعًا» .
(3) تابعه محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد العامري المدني، عن سهيل، به. ولا يصح. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/582) .
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/315) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن هذا: «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، ذاهبُ الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه» ، وَقَالَ: «سُئل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد؟ فقال: مديني ليِّن» .
(4) في (ت) و (ف) : «إنه يقول» بالياء، ولم تنقط في بقية النسخ، فيحتمل أن يكون فيها بالتاء كما أثبتناه، أو يكون بالنون، أو بالياء كما في (ت) و (ف) :
أما بالتاء: «فإنه تقول بخبر الواحد» ، فإنه خطاب لأبي حاتم، والضمير في «إنه» هو ضمير الشأن - انظر التعليق على المسألة رقم (854) - فكأنَّ ابن أبي حاتم يقول لأبيه: «لكنَّ الشأن أنَّك تقول بقبول خبر الواحد؛ فَلِمَ تَرُدُّ أو تتردَّدُ هنا في قبول خبر ربيعة بن عبد الرحمن عن سهيل، مع أنَّه ثقة وإنْ لم يتابعهُ متابع؟!» ؛ فالذي ردَّ خبر ربيعة أو توقَّف فيه - مع كونه عنده ثقةً - هو أبو حاتم، ولا أحدَ سواه؛ ولذا جاء جوابه، بما يفيد أنه لم يردَّ خبر ربيعة لأنَّه لا يقبل خبر الواحد الثقة، بل ردَّه هنا لشيء آخر، وهو أمران:
أولاً: أنَّ مضمون هذا الحديث - وهو قضاء النبي (ص) باليمين مع الشاهد - أصلٌ كُلِّيٌّ من أصول الشريعة، فكيف يتفرَّد بنقله ربيعة دون سائر أصحاب سهيل وهم جماعة كثيرة، وهذا ذهابٌ من أبي حاتم إلى القول بأنَّ ربيعة وَهِمَ في الحديث وإنْ كان ثقة!
وثانيًا: أنَّ أبا حاتم لا يعلَمُ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هريرة حتى يعتبر به.
وأما بالنون: «فإنَّه نقول بخبر الواحد» ، فهو في معنى ما سبق.
وأما بالياء التحتية: فلا يتَّجه الكلام مع ما قبله وما بعده، فإنْ قال قائل: لِمَ لا يكون مرادُهُ: «إنَّه - أي: سهيل بن أبي صالح - يقول بقبول خبر الواحد؛ ولذا فقد قبل خبر ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأصبح يقول - كما سبق -: «حدثني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدثته إياه، ولا أحفظه» ؛ وهذا يدل على قبول سهيل لخبر الواحد الثقة؛ برغم أنه يحدِّث عنه وهو لا يذكُرُ ذلك؟» :
قلنا: لا يصحُّ ذلك لوجهين:
الأول: ليس في الحديث تصريحٌ أو إشارةٌ إلى أنَّ سهيلاً لا يقول بقبول خبر الواحد، بل فيه أنه يقول بعكس ذلك، فإنَّه قَبِلَ خبرَ ربيعة عنه وهو يَذْكُرُهُ. والثاني: أنَّ في القول بذلك إشارةً إلى أنَّ ابن أبي حاتم وأباه ومَن حضر المجلس لا يقولون بقبول خبر الواحد، وفي هذا ما فيه!!
هذا؛ وقبولُ خبر الواحد الثقة هو القول الحق الذي دلَّتْ عليه نصوص الكتاب والسنة، وسار عليه أئمة الهدى - كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهما من أئمة السنة - وقد أطال الإمام الشافعي في نصرته في كتاب "الرسالة"، وأفرد له الإمام البخاري كتابًا في "صحيحه" بعنوان: «كتاب أخبار الآحاد» ، وأطال ابن القيم في "الصواعق" (ص685-784/مختصره) في الاستدلال له، وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رسالة فذَّة في ذلك.
(4/239)
قَالَ: أجَلْ، غيرَ أَنِّي لا أَدْرِي (1) لِهَذَا الحديثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَعتَبرُ بِهِ! وَهَذَا أصلٌ مِنَ الأُصُولِ لَمْ يُتابَع عليه رَبِيعةُ (2) .
_________
(1) في (ك) : «لا أرى» .
(2) يُفهم من جواب أبي حاتم هنا ردُّهُ أو توقفه عن قبول رواية ربيعة عن سهيل هذه، مع أنه صححها في المسألتين رقم (1409) و (1425) .
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1929) هذا الحديث، والاختلاف على سليمان بن بلال فيه: فمنهم من يرويه عنه، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ومنهم من يرويه عنه، فلا يذكر ربيعة، فقال: «والصَّحيح: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة. وقد بيَّن ذلك زياد بن يونس في روايته عن سليمان، فقال فيه: قال سليمان: فلقيتُ سُهَيلاً؛ سألته عنه، فلم يعرفه، فقلت: حدثني به عنك ربيعة، فقال: فحدِّث به عن ربيعة، عنِّي» .
(4/240)
1393 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: المُقْسِطُون (3) للَّه فِي الدُّنيا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى منابرَ مِنْ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ الرحمنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنيا.
فَقِيلَ لأَبِي: أَلَيْسَ يُرْفَعُ هَذَا الحديث (4) ؟
قال: نعم! والصَّحيحُ موقوفٌ.
1394 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيم بْنِ (5)
_________
(1) حكى الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (4/333-334) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث.
(2) هو: عبد الله.
(3) جمع مُقْسِط، وهو: هو العادل؛ يقال: أقسَطَ فهو مُقْسِط: إذا عَدَل. "النهاية" (4/60) .
(4) الحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (20664) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن = = عبد الله بن عَمرو، به مرفوعًا. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/203 رقم 6897) .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (34025) ، وأحمد في "مسنده" (2/159 رقم 6485) ، والبزار في "مسنده" (2340) ، والنسائي في "الكبرى" (5917) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به.
قال البزار: «لا نعلمُ رواه عن النبي (ص) إلا عبد الله بن عمرو» . وقال النسائي: «وقفه شعيب بن أبي حمزة» .
(5) في (أ) : «أن» بدل: «بن» .
(4/241)
عِراك بْنِ مَالِكٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) حَبَسَ رَجُلا فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا واستِظْهارًا؟
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عِرَاك بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قال: أتى النبيَّ (ص) رجلٌ ... فذكر الحديثَ (3) .
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1360/كشف الأستار) ، وأبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (1881) - والعقيلي في "الضعفاء" (1/52) ، وابن عدي في "الكامل" (1/243) ، والحاكم في "المستدرك" (4/102) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/114) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) ، وابن حزم في "المحلى" (11/131) .
قال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه» .
وقال العقيلي: «لا يُتابَع إبراهيم على هذا» .
وقال البيهقي: «إبراهيم بن خُثَيم ضعيفٌ» .
وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (402) البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: «قال يحيى بن معين: كان إبراهيم كأنه مجنون، وكان الصِّبيان يلعَبون به، وضعَّفه جدًّا» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (18892) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/49-50) .
(3) كذا في جميع النسخ؛ لم يذكر المصنِّف جوابَ أبيه عن سؤاله! فإما أن جوابه سقط من النسخ، أو يكون أجاب بقوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلخ، فرجَّح رواية يحيى بن سعيد على رواية إبراهيم بن خُثَيم، وهذا أظهَرُ، والله أعلم.
(4/242)
.. تَمَّ الجُزْءُ الثَّامنُ بِحَمْدِ اللهِ تعالى وعَوْنِهِ ومَنِّهِ (1) ، ويَتلوهُ في (2) الجُزْءِ التاسعِ في حديث: سألتُ أَبَا زُرْعَةَ عْنَ حديثٍ رواه أبو بكر ابن عَيَّاش، عَنْ لَيْث، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ اللَّهِ (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا (3) محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا (4)
_________
(1) في (ف) : «ومنِّه وعونه» .
(2) قوله: «في» ليس في (ف) .
(3) قوله: «سيدنا» ليس في (ف) .
(4) زاد بعده في (ف) : «وحسبنا الله ونعم الوكيل» ، ومن قوله: «تم الجزء الثامن ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وبدلاً منه في (ش) : «آخر الجزء الثامن» .
(4/243)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلواته (1) عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًاالجُزْءُ التَّاسِعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ، واللِّبَاسِ، والأَطْعِمَةِ، والأَشْرِبَةِ
1395 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : سألتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوبان؛ قال: لعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ، وإنَّ هَذَا الفَيْءَ لا يُحِلُّ منه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا (5) ، وإنَّ المُخْتَلِعاتِ هُنَّ المُنافِقاتُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ (6) ذَوَّاد بْنُ عُلْبَة (7) ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَقَدْ وَصلوه، وَزَادُوا فِيهِ رجُلاً.
_________
(1) في (ف) : «وصلى الله» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ف) : «قال رضي الله عنه: وسألت أبي» . وهذه المسألة تقدمت برقم (913) .
(5) كذا في جميع النسخ، وكذا في الموضع المتقدم برقم (913) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.
(6) في (أ) و (ش) : «روى» .
(7) في (ش) : «رواد بن علية» ، وفي (ك) : «دواد بن علية» .
(4/244)
1396 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيعٌ، والفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (3) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنِ الأسوَد (5) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... .
_________
(1) انظر المسألتين الآتيتين برقم (1411) و (1416) .
(2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) .
(3) في (ش) و (ف) : «الشيباني» . ورواية السيناني أخرجها النسائي في "سننه" (4451) .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22685 و36201) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1507) ، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24148) ، وابن ماجه في "سننه" (2137) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق أبي معاوية، وإسحاق بن راهويه (1507) ، وأحمد (6/42 رقم 24148) من طريق يعلى بن عُبَيد، وأحمد (6/220 رقم 25845) ، وابن حبان في "صحيحه" (4260) من طريق شريك، وإسحاق بن راهويه (1561) من طريق مِنْدَل، والنسائي في "سننه" (4452) ، والطبراني في "الأوسط" (4486) من طريق عمر بن سعيد، خمستهم عن الأعمش، به. قال البيهقي: «وهو بهذا الإسناد غير محفوظ» .
ورواه الحميدي في "مسنده" (248) ، وأحمد (6/41 و201 رقم 24135 و25654) ، والنسائي (4450) من طريق ابن عيينة، وأحمد (6/220 رقم 25846) من طريق شريك، كلاهما (ابن عيينة وشريك) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22689 و36202) ، وأحمد (6/162 رقم 25296) من طريق يحيى بن زكريا، وأحمد (6/173 رقم 25400) من طريق شعبة، والنسائي في "الكبرى" (6047) ، والطبراني في "الأوسط" (4487) من طريق عمرو بن سويد، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة، به مرفوعًا.
(4) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(5) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(4/245)
ويُروى عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عُمارة (2) ، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: عَنْ عُمَارة أَشْبَهُ، وأرجو أن يكونَ (3) جَمِيعًا صَحيحَين (4) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَى أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وحديثُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارة، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (16643) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1508 و1657) ، وأحمد في "مسنده" (6/31 رقم 24032) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/407) ، وأبو داود في "سننه" (3528) ، والنسائي في "سننه" (4449) ، والدارقطني في "العلل" (5/59/أ) من طريق منصور عنه به.
قال الدارقطني: «وروى الحديث منصور بن المعتمر فحفظ إسناده» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف في = = الحديث: «والصَّحيح حديث منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1685) ، وأحمد في "مسنده" (6/202 رقم 25668) وغيرهما من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عمارة، عن أمه، عن عائشة به.
(2) هو: ابن عُمَير الكوفي.
(3) كذا في جميع النسخ: «أن يكونَ» ، ووردت في "البدر المنير" على الجادَّة: «أن يكونا» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان ذكرناهما في التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (679) .
(4) قال ابن كثير في "الإرشاد" (2/419) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» .
(5) قال ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص69) : «نا صالح بن أحمد؛ نا علي - يعني: ابن المديني - قال: سألتُ يحيى بن سعيد عن حديث سفيان، عَنْ حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة: «إن أطيبَ ما أكلتُم كَسْبُكُم» ؟ قال لي سفيان: هذا وَهَمٌ. قال يحيى: وقد حملتُه عنه، وهو عندي هكذا كما قال سفيان: وَهَمٌ» . اهـ. وانظر المسألة الآتية برقم (1416) .
(4/246)
1397 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالد (2) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) ، وهو الصَّحيحُ.
1397/أ - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ حارِثَة بْنِ مُضَرِّب ... ، فِي قصَّة ابْنِ النَّوَّاحَة؛ الزِّيادة الَّتِي يَزِيدُ (7) أَبُو عَوَانة (8) :
أَنَّهُ قَالَ: وكَفَّلَهُمْ عَشَائِرَهُمْ: هو (9) صحيحٌ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (620) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «مخالد» .
(3) هو: عامر بن شَراحيل.
(4) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(7) أي: التي يزيدها؛ حُذِفَ الضميرُ العائدُ على الاسم الموصولِ، وهو جائزٌ في العربية، وقد علَّقنا عليه في المسألة رقم (1015) .
(8) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) و (8/206) ، والخطيب في "الموضح" (2/107-108) من طريقه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن مُضَرِّب، عن ابن مسعود به.
قال ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/291) : «هذا إسنادٌ صحيح» .
(9) في (أ) و (ش) : «وهو» . والمراد: أهو - أي: الحديث - بهذه الزيادة، أو: أهو - أي: الكلام الزائد - صحيح؟
(4/247)
فَقَالا: رَوَاهُ الثَّوْري (1) وَلَمْ يَذْكُر هَذَهِ الزِّيادةَ، إِلا أنَّ أَبَا عَوَانة ثقةٌ، وزيادةُ الثقةِ مقبولةٌ.
1398 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ السَّقَطي (2) ،
عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن هشام ابن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلَم، وعن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2762) ، والبزار في "مسنده" (1788) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2862) ، وابن حبان في "صحيحه" (4879) ، والطبراني في "الكبير" (9/194 رقم 8957) .
قال البزار: «ولا نعلم أحدًا أسند حديث الثَّوري إلا محمد بن كثير» .
ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (32732) ، وأحمد في "مسنده" (1/384 رقم 3642) ، والبزار في "مسنده" (1787) ، والنسائي في "الكبرى" (8675) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5221) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي إسحاق بمثله.
قال البزار: «وهذا الكلامُ لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) أحدٌ أعلى من عبد الله، وإن كان يُروى عن عبد الله من غير هذا الوجه، ولا نعلم روى هذا الحديث عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن حارثة، عن عبد الله مرفوعًا إلا أبو معاوية» .
(2) لم نعرف من هو؟ ولم نجد الحديث من طريقه، لكنْ أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) ، وأحمد في "مسنده" (1/210 رقم 1790) ، وفي "فضائل الصحابة" (1761) ، والروياني في "مسنده" (1332) من طريق أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بن سعد، عن عُبَيدالله بن العباس قال: كان للعباس مِيزاب ... فذكره.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/331-332) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، عن عمر بن الخطاب به فذكره ضمن حديث طويل.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15264) ، وأبو داود في "المراسيل" (406) من طريق ابن عيينة، عن أبي هارون المدني موسى بن أبي عيسى قال: كان في دار العباس مِيزاب ... فذكره.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) من طريق موسى ابن عبيدة، عن يعقوب بن زيد أن عمر ... فذكره.
(4/248)
عُبَيدالله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِيزابٌ (1) عَلَى ظَهْر الطَّريق، فمرَّ عُمَرُ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ لا يَقُولُونَ هَكَذَا (2) .
1399 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْس (5) ، ويوسفُ بنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (6) الهَمْداني (7) ،
عَنِ ابن
_________
(1) المِيزابُ: - وهو المِئْزابُ -: قَناةٌ أو أُنبوبةٌ يُصرَفُ بها الماءُ من سَطح بناءٍ أو موضعٍ عالٍ. والجمعُ: مآزيبُ.
وقد اشتق ابن منظور «المئزاب» من: أزَبَ الماءُ: إذا جَرى. واشتقه الفيومي من: وَزَبَ الماءُ: إذا سَالَ. ونصَّ الجوهري على أنه فارسي معرَّب. وذكر ابن منظور هذا القول أيضًا. وقد رجَّح د. ف. عبد الرحيم عربيتها وأنها مشتقة من «أزب» أو «وزب» . انظر"المعرب" للجواليقي (ص599) .
(2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/99 رقم1261) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(3) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) بعض هذا النص بتصرُّف.
(4) في (ت) : «روى» .
(5) روايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" (385) ، والخطيب في"الموضح" (2/140) .
(6) في (أ) و (ش) : «يوسف بن أبي إسحاق» ، وفي (ك) : «يوسف إسحاق» فقط.
(7) في (ت) : «الهمذاني» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2291) ، وبقي بن مخلد في "مسنده"- كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/103) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) ، و"شرح المشكل" (1598) ، والطبراني في "الأوسط" (3534) ، وابن عدي في "الكامل" (7/165) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يوسف بن أبي إسحاق إلا عيسى بن يونس» .
وقال ابن عدي: «وهذا يُروى أيضًا عن هشام بن عروة والمنكدر بن محمد بن المنكدر جميعًا، عن محمد بن المنكدر» . ونقل ابن حجر في "فتح الباري" (5/211) عن الدارقطني أنه قال: «غريبٌ، تفرَّد به عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق، عن ابن المنكدر» .
(4/249)
المُنْكَدِر (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ؟
قِيلَ لأَبِي: وَقَدْ رَوَى (2) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن عبد الكريم الأَزْدي (3) ، عن عبد الله بْنِ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَلَيْسَ هذا محفوظً (4) عن جابر؛ رواه
_________
(1) هو: محمد.
(2) في (ف) : «رواه» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" - كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/102) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (8/103) . قال البزار: «إنما يُروى عن هشام، عن ابن المنكدر مرسلاً، ولا نعلم أسنده هكذا إلا عثمان بن عثمان الغطفاني، وعبد الله بن داود» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/72) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (408) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) من طريق عمار ابن مطر العنبري، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبان بن تغلب، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث رواه عن ابن المنكدر جماعةٌ، ومن حديث أبان بن تغلب غريبٌ، لم يروه غيرُ زهير، وعن زهير عمار بن مطر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به زهير بن معاوية، عن أبان بن تغلب، عنه» .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/250)
الثَّوْريُّ (1) وابنُ عُيَينة (2) ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر (3) : أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ.
1400 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِمران بْنُ خَالِدٍ الواسِطي (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ عائِشَة وَمَعَهُ أصحابُه، فأرسلَتْ حفصَةُ بِقَصْعَةٍ، فكسرَتْهَا عائِشَةُ، فقضى النبيُّ (ص) (6) : مَنْ كَسَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، وعَلَيْهِ مِثْلُهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (7) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (8) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ، وهذا الصَّحيحُ.
_________
(1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (16628) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36204) .
(2) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (6/103) و"الرسالة" (467) ، ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) وقال: «هذا منقطع، وروي موصولاً من أوجه أُخَر لا يثبت مثلها» .
(3) من قوله: «عن جابر بن عبد الله ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ، وضُرِبَ على المكرر في (أ) .
(4) ذكر هذا النص الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/125) بتصرف، وانظر المسألة الآتية برقم (1412) .
(5) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3339) ، والدارقطني في "السنن" (4/153) . ورواه الطبراني في "الصغير" (568) من طريق عُبَيدالله بن عُمر، عن ثابت به.
(6) في (ك) : «للنبي (ص) » .
(7) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (563) ، و"مداراة الناس" (158) ، والنسائي في "سننه" (3956) .
(8) هو: علي بن داود الناجي.
(4/251)
1401 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرينَ وعِكرِمَة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعْ (5) أَحَدُكُمْ (6) جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب وغيرُ وَاحِدٍ مِنَ الثِّقات، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، لَمْ يَذْكُروا ابنَ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّحيحُ، وأحسَبُ (7) الوَهَمَ مِن ابن الطَّبَّاع.
قال أبي: رَوَاهُ وُهَيْبٌ (8) ، وابنُ عُلَيَّة (9) ، وابن عُيَينة (10) ؛ فقالوا: عَنْ أيُّوب، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَلا يَذْكُرُونَ ابنَ سِيرِينَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّ (11) كَانَ حديثُ ابْنِ الطَّباع محفوظًا فهو غريبٌ!
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1413) و (2334) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (306/ب/أطراف الغرائب) وقال: «غريب من حديث أيوب عنه، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب» .
(4) هو: السَّختِياني.
(5) في (ك) : «لا تمنع» .
(6) قوله: «أحدكم» سقط من (ك) .
(7) في (ش) : «وحسب» .
(8) هو: ابن خالد.
(9) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/230 رقم 7154) .
(10) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1108) ، والبخاري في "صحيحه" (5627) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/69) من طريق عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة به وقال: «هذا إسناد صحيح» .
(11) قوله: «إن» سقط من (ت) و (ش) و (ك) .
(4/252)
وأحسَبُ غيرَ ابنِ الطَّبَّاع قَدْ رَوَاهُ عَنْ حمَّاد، وَلَمْ يذكُرِ ابنَ سِيرِينَ (1) .
1402- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة (2) عن حديثٍ (3) رواه عبد الوهَّاب الثَّقَفي (4) ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بشاهدٍ ويمينٍ؟
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديثَ في "العلل" (2162) ، والاختلافَ على أيوب، ولم يرجح. وذكر رواية سِماك بن حرب لهذا الحديث عن عكرمة، ورجَّح الإرسال فيها.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» .
ونقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/378) .
(3) قوله: «عن حديث» سقط من (ف) .
(4) روايته أخرجها أحمد (3/305 رقم 14278) ، وابن ماجه في "سننه" (2369) ، والترمذي في "جامعه" (1344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144-145) ، والدارقطني في "سننه" (4/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/136) .
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحدٌ الثقفيَّ على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليَّ وكتب عليه: صح» .
ووراه أبو عوانة في "صحيحه" (6022/المعرفة) ، والطبراني في "الأوسط" (796 و6422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/138) من طريق إبراهيم بن حيَّة، والطبراني في "الأوسط" (7349) من طريق عبد الله العمري، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/135 و136 و137) من طريق عُبَيدالله العمري، ويحيى بن سُلَيم ومحمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد، جميعهم عن جعفر بن محمد به.
كذا وقع عند الطبراني في سند الحديث: «عبد الله» مكبَّرًا؛ لكن قال الطبراني في كلامه على الحديث: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله بن عمر إلا عُبَيدالله بن عبد المجيد، تفرَّد به عبد السلام» .
(5) هو: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ح.
(4/253)
فقالا: أخطَأَ (1) عبدُالوهَّاب فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) .
1403 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بْنُ مَنصور (5) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قصَّة اللِّعَان -: جَاءَ هلالُ بْنُ أمية (6) ... ؟
_________
(1) قوله: «فقالا: أَخْطَأَ» في (ك) : «فقالا هذا خطأ» ، وفي (ت) : «فقالا: خطأ» ، وكانت هكذا في (أ) و (ف) ، ثم ألحقت الألف.
(2) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (2/721) ، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (2/179) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023/المعرفة) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 179-180) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29085) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) من طريق سفيان الثوري، والترمذي في "جامعه" (1345) ، والبيهقي (10/169) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023) ، والبيهقي (10/169) من طريق يحيى بن أيوب، والعقيلي في "الضعفاء" (4/217) ، والبيهقي (10/169) من طريق ابن جريج، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه به مرسلاً.
قال الترمذي: «وهذا أصحُّ» أي: من الموصول. وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (ص 202) عن هذا الحديث؟ فقال: أصحُّه حديث جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن النبي (ص) مرسلاً» . وقال العقيلي بعد روايته للطريق المرسلة: «هذا أولى» .
وأما الدارقطني؛ فإنه ذكر الحديث في "العلل" (301) ، وأطال في ذكر الخلاف على جعفر بن محمد، ثم قال: «وكان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديثَ وربما وصله عن جابر؛ لأن جماعةً من الثقات حفِظوه عن أبيه، عن جابر، والحُكْم يوجب أن يكونَ القول قولهم؛ لأنهم زادوا وهم ثقات، وزيادةُ الثقة مقبولة» . اهـ.
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1345) . وانظر المسألة رقم (2274) و (2463) .
(5) في (ت) و (ك) : «عباد عن منصور» .
(6) في (ش) و (ف) : «بن أبي أمية» ، وكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على قوله: «أبي» .
(4/254)
فَقَالَ أَبِي: لَهُ (1) بِهَذَا الإِسْنَادِ نحوٌ مِنْ عَشَرَةِ أحاديثَ؛ قَالَ: فرأيتُ فِي بَعْضِ حَدِيثِ عبَّاد بْنِ مَنصور: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
1404 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ أَبِي المَلِيح (3) : أنَّ خَاتِنًا مالَتْ يدُهُ، فضمَّنَهُ (4) عثمانُ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة أشبهُ (5) .
1405 - وسُئِلَ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ (7) بامرأةٍ اسْتَعَارَتْ حُلِيًّا (8) ، فقطعَ رسولُ الله (ص) يَدَهَا.
_________
(1) أي: لعباد بن منصور.
(2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(3) هو: ابن أسامة بن عمير، مشهور بكنيته، ومُختَلَف في اسمه.
(4) في (ش) : «فصمته» ، وفي (ك) : «فضمنته» .
(5) كذا في جميع النسخ بدون ذكر الخلاف، ولا شكَّ أنَّ الرواية أو الروايات التي خالفتْ حَمادًا قد سقطتْ؛ لكنَّا لم نقف على رواية حماد، ووقفنا على رواية من خالفَهُ، فلعلَّ ذلك هو ما سقط من المسألة، فقد روى الحديث عبد الرزاق في "المصنف" (18045) عن معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (27591) من طريق عبد الوهَّاب الثَّقَفي، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح: أن عمر بن الخطاب ضمَّن رجلاً كان يَختِنُ الصِّبيان، فقطع من ذكر الصَّبي فضمَّنه. قال معمر: وسمعتُ غير أيوب يقول: كانت امرأةٌ تَخفِضُ النساء، فأعنقت جاريةً، فضمَّنها عمر. واللفظ لعبد الرزاق.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1361) .
(7) في (ك) : «أتا» .
(8) أي: وجحدتْهُ. انظر المسألة رقم (1361) .
(4/255)
وأيُّوبَ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَيْنِ الحديثَينِ غيرُ مَعْمَر:
فَأَمَّا حديثُ أيُّوب: فإنَّ النَّاسَ يُحَدِّثون عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّة: أنَّ عُمَرَ أُتِيَ (2) بسارقِ ... قِصَّةَ السَّارقِ (3) ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَارِيَّة (4) .
وَأَمَّا حديثُ الزُّهْري: فإنَّه عِنْدِي أنَّه أَرَادَ حديثَ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّ رَجُلا أقطَعَ نزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يُطَوِّل الصَّلاة بالليل ... قِصَّةََ الأقطَع (5) .
_________
(1) أي: ورواه معمر، عن أيوبَ.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن صفية: أُتيَ عمر أي» .
(3) قوله: «قصَّة السَّارق» يجوز فيها النصب والجر؛ أما النصبُ: فعلى أنَّه مفعول به لفعلٍ محذوف، أي: فذكر قصَّة السَّارق. أما الجر: فعلى أنَّ التقدير: إلى آخر قصة السارق، وحُذف حرفُ الجر والمضافُ، وبقي المضاف إليه مجرورًا. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (3) .
وقد ذكر العلماء نحوه في إعراب قولهم: «الآية» بعد ذكر جزء من آية قرآنية، أو «الحديث» بعد ذكر جزء من حديث هذا التخريج.
(4) في (ك) : «عارته» . وهناك تعليق في (أ) على هذا الموضع بخط مغاير يشير إلى المسألة رقم (1361) ، ونصه: «قد سبق في كتاب الحدود أن أبا حاتم قال ما يناقض هذا» .
(5) انظر التعليق السابق على قوله: «قصة السارق» . وقصة الأقطع هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18774) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، ومن طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر؛ في قصَّة الرجل الذي قطعَ أحدُ ولاة أبي بكر ح يدَه، واسمه: جبر، أو: جبير؛ كما في الأثر رقم (18775) عنده.
وبهامش (أ) تعليق على هذا الموضع، ونصه: «ما كان معمر مغفَّلاً إلى هذه الغاية، كيف والحديثُ ثابت عن الزهري؛ رواه عنه أصحابه: يونس، والليث، وشعيب، وأيوب بن موسى، وغيرهم، وبعضُهم يقول فيه: "سرقَتْ"، وبعضهم يقول: "استعارَتْ"؟!» .
(4/256)
قَالَ أَبِي: قَالَ (1) حمَّاد بْنُ زيد: كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى أيُّوب (2) جماعةٌ، فَخَرَجَ واحدٌ إِلَى الْيَمَنِ (3) ، فحدَّث عَنْ أيُّوب بأحاديثَ، كأنَّه لَيْسَ (4) مِنْ حَدِيثِ أيُّوب.
1406 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مُعتَمِر ابن سُلَيمان (5) ، عن عبد الملك بن أبي جَمِيلة، عن عبد الله بْنِ وَهْب (6) :
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) في (ف) : «أيواب» ، وفي بقية النسخ: «أبواب» ، وصوَّبها ناسخ (أ) إلى «أيوب» .
(3) يعني: معمر بن راشد.
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كأنها ليست» لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّ الضمير في «كأنَّه» يرجع إى «الأحاديث» باعتبار مفردها، والمراد: كأنَّ حديثه = = عن أيُّوب ليس من حديث أيُّوب. وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق على المسألة رقم (1135) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1322) ، وفي "العلل الكبير" (351) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5727) ، وابن حبان في "صحيحه" (5056) ، والطبراني في "الكبير" (12/269 رقم 13319) ، و"الأوسط" (2729) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/17) . قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقُلْتُ لَهُ: من عبد الملك هذا؟ فقال: هو عبد الملك بن أبي جميلة. وعبد الله بن مَوْهَب، عن عثمان مرسل» . وقال الترمذي في "جامعه": «حديث غريبٌ، وليس إسناده عندي بمتصل» .
وقال الطبراني في "الأوسط": «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به معتمر» . وانظر التعليق التالي.
(6) كذا في جميع النسخ: «عبد الله بن وهب» وسيأتي في خاتمة المسألة قول أبي حاتم: «هو ابن مَوْهَب» . وقد وقع في الرواية السابقة عند ابن حبان والطبراني في "معجميه": «عبد الله بن وَهْب» .
قال ابن حبان: «ابن وَهْب هذا هو: عبد الله بن وَهْب ابن الأسود القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري» . وقال الطبراني في "الكبير": «عبد الله بن وَهْب هذا هو عندي عبد الله بن وَهْب بن زمعة» . قال الحافظ ابن حجر في"التلخيص الحبير" (4/341) متعقبًا قول ابن حبان: «ووَهِمَ في ذلك، وإنما هو: عبد الله بن مَوْهَب» .
(4/257)
عفَّان قال (1) : اذهب فاقْضي (2) بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: [أَوَ تُعْفِيني] (3) ؟! قَالَ: أعزِمُ عَلَيْكَ، قَالَ: لا تَعْجَلْ عليَّ، هَلْ سمعتَ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ عَاذَ بِاللهِ، فَقَدْ عَاذَ مَعَاذًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أعوذُ بِاللَّهِ أَنْ أكونَ قَاضِيًا، قَالَ: مَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ أبوكَ يَقْضِي (4) ؟ [قال] (5) : سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالجَوْرِ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ومَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِجَهْلٍ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا (6) عَالِمًا (7) فَقَضَى بِعَدْلٍ؛
_________
(1) أي: لابن عمر، كما في مصادر التخريج.
(2) كذا في جميع النسخ: «فاقضي» بإثبات الياء في آخره، والجادة حذفُها - كما في مصادر التخريج - لأنه فعل أمر معتل الآخر، وما في النسخ لغةٌ تخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على نحوها في المسألة رقم (228) .
(3) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق لما في أكثر مصادر التخريج، وفي بقية النسخ: «أو تعقبني» ، وجاء بلفظ: «أَوَ تُعَافِيني» عند الترمذي في "جامعه"، و"العلل الكبير"، وعند وكيع في أخبار القضاة".
وقوله «أَوَ تُعْفِينِي» أو «أَوَ تُعَافِيني» بواو العطف المفتوحة بعد همزة الاستفهام، والمعطوفُ عليه محذوفٌ، والتقدير: «أَتَرْحَمني وَتُعْفِيني من القضاء؟!» . أو نحوه. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (7/287) ، و"تحفة الأحوذي" (4/460) .
(4) في (أ) و (ت) و (ف) : «يعطي» .
(5) في جميع النسخ: «وقد» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(6) قوله: «قاضيا» سقط من (ك) .
(7) قوله: «عالمًا» ليس في (ف) .
(4/258)
فَبِالحَرِيِّ أَنْ يَنْفَلِتَ (1) كَفَافًا (2) ؟
قَالَ أبي: عبدُالملكِ بنُ أبي جَميلة مجهولٌ، وعبدُالله هُوَ (3) ابنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلي عَلَى مَا أَرَى، وَهُوَ عَنْ عُثْمَانَ مُرْسَلً (4) .
1407 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَاهِينُ بْنُ حيَّان (5) ؛ حدَّثنا رَوْح بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمونة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ (6) ، عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلى سُلْطانٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَهُوَ ظَالمٌ، لا حَقَّ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) في (ك) : «ينقلب» .
(2) الكفافُ: هو الذي لا يَفْضُل عن الشَّيء، ويكونُ بقَدْرِ الحاجَة إليه. انظر "النهاية" (4/191) .
(3) قوله: «هو» ليس في (ش) .
(4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) في (ت) و (ك) : «حسان» . وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/225 رقم 6939) .
(6) في (ت) و (ك) : «الجهني» بدل: «الحسن» .
(7) الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (391) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (14744) ، والدارقطني في "سننه" (4/214) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/140) من طرق عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً.
قال ابن كثير في "تفسيره" (6/81) : «وهذا حديثٌ غريبٌ، وهو مُرسَل» .
وانظر "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشيخ الشريف حاتم العوني (3/1365-1366) .
(4/259)
1408 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (2) ،
عَنْ مَطَر (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب؛ أحسَبُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرِو بْنِ شُعَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (5/105/أ) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (295) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2779) ، وابن عدي في "الكامل" (3/375-376) ، والدارقطني في "الأفراد" (22/أ/أطراف الغرائب) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جدِّه» .
وقال ابن عدي: «ولا أدري تشويش هذا الإسناد ممَّن هو؟ لأن هذا الحديث يرويه جماعةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، ولا أعلم رواه عن سعيد ابن المسيب، عن عمر؛ إلا من حديث سعيد بن بشير هذا، ومطر، عن عمرو» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به مطر الورَّاق، عن عمرو بن شعيب، عنه، ولم يروه عنه غير سعيد بن بشير» .
(3) هو: ابن طَهْمان الورَّاق.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22700 و36206) ، وأحمد في "مسنده" (2/204 رقم 6902) ، وابن ماجه في "سننه" (2292) من طريق حجَّاج بن أرطاة، وأحمد (2/214 رقم 7001) ، وأبو داود في "سننه" (3530) من طريق حبيب المعلِّم، وأحمد (2/179 رقم 6678) ، وابن الجارود في "المنتقى" (995) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق عُبَيدالله بن الأخنس، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) من طريق حُسين المعلِّم، والطبراني في "مسند الشاميين" (379) من طريق بُرد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/22) من طريق قتادة، جميعهم عن عمرو بن شعيب به.
(4/260)
1409 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَبيعة (2) ، عَنْ سُهَيل (*) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَضى بشاهدٍ ويمينٍ؟
فَقَالا: هُوَ صَحيحٌ.
قلتُ: يَعْنِي أَنَّهُ يُروى عَنْ رَبيعة هَكَذَا.
قلتُ: فإنَّ بعضَهم (4) يَقُولُ: عَنْ سُهَيل (*) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟
قَالا: وَهَذَا أَيْضًا صَحيحٌ، جَمِيعًا صَحيحَين ِ (5) (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1392/أ) ، وانظر المسألة رقم (1425) .
وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/125) هذه المسألة مع اختلاف يسير. وذكر ابن كثير في "الإرشاد" (2/421) هذا الحديث، وقال: «وصحَّحه الحافظان: أبو زرعة وأبو حاتم الرَّازيَّان من حديث أبي هريرة وزيد بن ثابت» . وحكى ابن حجر في "التلخيص" (4/354) تصحيحَ أبي حاتم فقط.
(2) هو: ابن أبي عبد الرحمن.
(*) ... في (ش) : «سهل» .
(3) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان.
(4) هو: زهير بن محمد، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (1425) .
(5) قول أبي حاتم هنا يخالف قوله في المسألتين (1392/أ) و (1425) ؛ فإنه تردد في الأولى في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وفي الثانية أعلَّ رواية من رواه عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هما جميعًا صحيحان» ، لكن ما في النسخ صحيح، ويخرج على تخريجين، سبق نحوهما في التعليق على المسألة رقم (25) .
(4/261)
1410 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العَسْقَلانيُّ، عَنْ رَوَّاد بْنِ الجَرَّاح (2) ،
عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِي، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلرِّجَالِ أَرْبَعٌ، وَلِلنِّسَاءِ أَرْبَعٌ (3) ؛ لِلرِّجَالِ: مَن ِ اتَّقَى الدِّمَاءَ، والفُرُوجَ (4) ، والأَمْوَالَ، والأَشْرِبَةَ؛ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ. ولِلنِّسَاءِ (5) : إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا، وصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وأَطَاعَتْ بَعْلَهَا؛ دَخَلَتْ (6) مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَتْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لعلَّهم لقَّنوا (7) رَوَّادًا (8) ،
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2025) .
(2) روايته أخرجها ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين" (ص 299) ، وحنبل في "جزئه" (86) ، والبزار في "مسنده" (2/181 و 4/118/كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" (3/176) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 331) .
قال ابن معين - كما في "سؤالات ابن الجنيد" (ص300) : «هذا كذبٌ» .
ونقل معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قوله في رواد: «حدث عن سفيان الثوري، تخايَل له، سفيان لم يحدثه سفيان بذا قطُّ؛ إنما حدثه عن الزبير: " أتينا أنسًا نشكو الحجَّاج" وينبغي أن يكونَ إلى جانب سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) » . نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/209) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/229) . وقال البزار: «لا نعلم رواه عن أنس مرفوعًا إلا الزُّبير، ولا عنه إلا الثوري، ولا عنه إلا روَّاد، وروَّاد صالح الحديث، وليس بالقويِّ، وقد حدَّث عنه جماعةٌ من أهل العلم» .
(3) قوله: «أربع» سقط من (ف) .
(4) في (ت) : «والقروح» .
(5) في (ف) : «وللنساء أربع» .
(6) في (أ) : «دخل» .
(7) في (ت) : «يفتوا» ، وفي (ف) : «لينوا» ، وفي (ك) : «يقنوا» .
(8) في (ت) و (ك) : «رَوَّاد» .
(4/262)
وأدخلوا عليه (1) .
1410/أ- وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي (3) ؛
حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب، عَنْ بَحِير بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان، عن كَثِير ابن مُرَّة، عن نُعَيم ابن هَمَّار، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَوْف بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعي؛ قال: خرج علينا (5)
_________
(1) وقال في المسألة رقم (2025) : «هَذَا حديثٌ باطل، ليس له أَصْلٌ، لَعَلَّهُمْ لَقَّنُوا روَّادً، وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا رُوِيَ عَنِ الثَّوري؛ قال: بلغني، مُرسَلً» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (18/38 رقم 65) من طريق أحمد ابن المعلى الدمشقي، وعبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص21) ، وتمام في "فوائده" (60/الروض البسام) من طريق أحمد بن الغمر، كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن به. ووقع عند تمام: «محمد بن حمير» بدل: «محمد بن حرب» . ورواه تمام (59) من طريق سليمان بن أيوب بن حَذْلم، عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثني ابن حمير، عن بَحير بن سعد بالإسناد السابق.
ورواه عبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص 19) من طريق علي بن سعيد بن بشير، عن معاوية بن صالح، وأيوب بن إسحاق، قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس عن محمد بن حمير بمثله. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1170) من طريق سليمان بن الربيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بحير بن سعد به.
قال الأزدي: «حدث به سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، عن معاوية بن صالح، وهذا يدخُل في رواية الكبار عن الصِّغار» .
(4) في (أ) و (ف) : «يحيى بن سعد» ، وفي (ش) : «يحيى ابن سعيد» .
(5) في (ك) : «عليه» .
(4/263)
رسولُ الله (ص) بالْهَجِير (1) وَهُوَ مَرْعوب؛ فَقَالَ: أَطِيعُونِي مَا دُمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ، وعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وأَحِلُّوا حَلالَهُ، وحَرِّمُوا حَرَامَهُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ.
1411- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ (3) بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (4) ،
عَنِ الحارث بن عَبِدَة الكَلاعي، عن
_________
(1) الهَجيرُ والهاجِرَةُ: اشتِدادُ الحرِّ نصفَ النَّهار. "النهاية" (5/246) .
(2) نقل بعض هذا النص: ابن الملقن في "البدر المنير" = = (5/105/أ) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/384) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1396) و (1416) و (1418) .
(3) في (ف) : «عمرو بن عثمان وسعيد» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8257) ، وابن عدي في "الكامل" (2/192) . ورواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/511) من طريق الربيع بن روح، عن الحارث بن عبيدة به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام إلا الحارث، تفرَّد به هشام بن عمار» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث عن هشام بن عروة غريبٌ لا أعلم يرويه عنه غيرُ الحارث بن عبيدة، ويُروى عن وكيع عن هشام ابن عروة، روى عنه شيخ ضعيفٌ يقال له: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي» .
ورواية وكيع التي أشار إليها ابن عدي أخرجها في "الكامل" (2/335) وقال: «وهذا حديث ليس له أصل عن وكيع، وإنما يروى هذا عن عبد الله بن عبد القدوس، عن هشام بن عروة» . ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) قال: «حدثناه غيرُ واحد عن هشام ابن عروة، عن أبيه» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/45/أ) عن هذا الحديث؛ فقال: «يرويه هشام بن عروة واختُلِف عنه، فرواه الحارث بن عبيدة الحمصي - ضعيفٌ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة. وخالفه سفيان ابن عيينة وغيرُه، رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، وهو الصَّحيح» .
(4/264)
هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: تَفَوَّتَ (1) رجلٌ (2) بمالٍ مِنْ مَالِ نفسِه عَنْ أَبِيهِ، فجاءَ أَبُوهُ إِلَى رَسُولِ الله (ص) فأعلَمَه ذَلِكَ، فأرسلَ إِلَيْهِ رسولُ الله (ص) (3) : أَنْ رُدَّ عَلَى أَبِيكَ (4) مَا حَبَسْتَ عَنهُ، فَإنَّكَ ومَالَكَ كَسَهْم ٍ مِنْ كِنَانَتِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1412 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (6) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: استعارَ بعضُ آل (7) رسول الله (ص) قَصْعَةً، فضاعَت، فضَمِنها رسولُ اللَّهِ (ص) ؟
_________
(1) لم تنقط هذه الكلمة في جميع النسخ، عدا نسخة (ت) ، فإنها نقطت فيها التاء آخر الكلمة فقط. والمثبت موافق لرواية ابن عدي السابقة، ووقع في رواية الطبراني: «تقرب» ، وفي رواية الخطيب: «تقوَّت» .
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) : «قوله: تفوَّت، مأخوذ من الفَوْت، إنما هو تفعَّلَ منه؛ كقولك من القول: تقوَّل، ومن الحول: تحوَّل، ومعناه: أن الابن فات أباه بمالِ نفسه، فوهبه، وبذَّره، فمن ذلك قال: "اردُدْه على ابنك، فإنما هو سهم من كنانتك" يقول: ارتجعه من موضعه فرده إلى ابنك؛ فإنه ليس له أن يفتات عليك بماله» . اهـ. والحديث ذكره ابن الأثير في "النهاية" (3/477) .
(2) في (ك) : «ارجل» .
(3) من قوله: «فأعلمه ذلك ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «على أبوك» .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1360) ، وفي "العلل الكبير" (370) ، والطبراني في "الأوسط" (8280) ، وابن عدي في "الكامل" (3/427) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1400) .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «إلى» ، وقبله في (ك) بياض بمقدار كلمة.
(4/265)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (1) ، لَيْسَ فِيهِ: «اسْتَعَارَ» ، وَهِمَ فِيهِ سُوَيد بن عبد العزيز، ولفظُ هَذَا الحديثِ غَيْرُ هَذَا اللفظِ شِبْهِ الْكَذِبِ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ: مَا حدَّثَناه الأَنْصَارِيُّ (2) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) عِنْدَ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فأرسلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طعامٌ، فضَرَبَتْ يَدَ الرسولِ (3) ، فسقَطَتِ (4) القَصْعَةُ، فانكَسَرَتْ، فأخَذَ النبيُّ (ص) الكِسْرَتَيْنِ فضمَّها (5) إلى الأُخرى، وجعَلَ يَجْمَعُ فيها (6) الطَّعَامَ وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُوا، فَأَكَلُوا (7) ،
وحَبَسَ الرسولَ؛ حَتَّى جاءتْ بقَصْعَتها التي في بيتها، [ودَفَعَ] (8) القَصْعَةَ الصَّحيحةَ إلى
_________
(1) قال الترمذي في "العلل": «سويد بن عبد العزيز رجل كثير الغلط في الحديث، والصَّحيح عندي ما رواه سفيان الثوري، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أهدت بعض أزواج النبي (ص) طعامًا في قصعة، فضربت عائشة القصعة ... الحديث» .
وقال في "الجامع": «وهذا حديث غير محفوظ» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ النبي (ص) بهذا اللفظ: "فضمنها رسولُ الله (ص) " إلا حميد، تفرَّد به سويد» .
(2) هو: محمد بن عبد الله، ولم نقف على روايته، لكن أخرجه البخاري في "صحيحه" (2481 و5225) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَابْنُ علية، كلاهما عن حميد، عن أنس، به.
(3) أي: ضربت التي عندها النبيُّ (ص) يَدَ الرسولِ الذي أُرسِل بالقَصْعَة.
(4) في (ف) : «فسقطعت» .
(5) في (ك) : «فضم أحدهما» ، وفي بعض مصادر التخريج: «فضم إحداهما» ، وهو الجادة. وما هنا يخرَّج على أنه أعاد الضمير «ها» إلى «إحدى الكسرتين» وإن لم يذكرها بلفظها؛ لدلالة لفظ «الكِسرتَين» عليها؛ كأنه قال: «فأخذ النبيُّ (ص) الكسرتين، فضَمَّ إحدى الكسرتين إلى الأخرى» . وقد تقدم التعليق على نحو ذلك في المسألة رقم (170) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (400) .
(6) في (ت) و (ك) : «فيه» .
(7) قوله: «فأكلوا» ليس في (ت) و (ك) ..
(8) كذا في (ك) ، وهو الموافق للموضعين المذكورين من "صحيح البخاري"، وفي بقية النسخ: «ورفع» بالراء.
(4/266)
الرَّسُولِ، وَتَرَكَ المكسورةَ فِي بيتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا.
1413 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عن الزُّهري، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ (3) خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ؟
فقالا: وَهِمَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَا رَوَاهُ مالكٌ (5) وجماعةٌ (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) .
1414 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بن نافع (9) ،
عن
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1401) ، والآتية برقم (2334) .
(2) هو: ابن راشد البصري، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23026) من طريق عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح المشكل" (2416) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/216) من طريق هشام الدَّستوائي، كلاهما (عبد الأعلى وهشام) عن معمر، به. ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2418) من طريق عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري به.
(3) في (ك) : «تضع» .
(4) هو: عبد الرحمن بن هُرمز.
(5) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/745) . ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (2/463 رقم 9961) ، والبخاري في "صحيحه" (2463) ، ومسلم في "صحيحه" (1609) .
(6) رواه مسلم في "صحيحه" (1609) من طريق ابن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر من رواية عبد الرزاق، عنه، وأحمد في "مسنده" (2/396 رقم9145) من طريق أبي أويس، أربعتهم عن الزهري، به.
(7) هذا ما رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (2015) ، وانظر عنده رقم (1720) ، وانظر "التمهيد"لابن عبد البر (10/215-218) ، و"فتح الباري" لابن حجر (5/110) .
(8) انظر المسألة رقم (1129) و (1139) .
(9) هو: الصائغ. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/5) .
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/386) من طريق عبد الملك بن حبيب، عن عبيد الله بن موسى، عن خالد بن إلياس، به.
قال ابن عدي: «وهذا أكثر ظنِّي أنَّه لا يرويه عن يحيى ابن سعيد غيرُ خالد، وعن خالد: عبد الله» . وقال ابن حزم: «هذا كلُّه كذب، عبد الملك مذكور بالكذب ... وخالد بن إياس ساقط» .
ورواه الدارقطني في"الأفراد" (118/ب/أطراف الغرائب) من طريق خالد بن إلياس به، وقال: «غريب من حديث يحيى الأنصاري عنه، تفرد به خالد بن إلياس عنه» .
(4/267)
خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَضَى رسولُ الله (ص) بالجائِحَة (2) . والجائِحَةُ: [الجَرَادَ] (3) ، والحَرِيقُ، والسَّيْل (4) ، والبَرَدُ، والرِّيح؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابْنُ جُرَيج (5) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) .
وخالدُ بْنُ إِلْيَاسَ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1415 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوب الزُّهري (6) ، عن
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(2) في (ت) و (ك) : «الجائحة» . وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. "النهاية" (1/311-312) .
(3) في (ش) و (ف) و (ك) : «الحدار» غير منقوطة. وفي (أ) : «الجدار» ، وفي (ت) : «الجداد» ، والمثبت موافق لرواية ابن عدي وابن حزم السابق ذكرها في التخريج.
(4) في (ك) : «والسبيل» .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1554) .
(6) هو: يعقوب بن محمد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/74) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/167) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير"- كما في "مجمع الزوائد" (8/110) - من حديث نقادة به. قال الهيثمي: «وفيه جماعة لم أعرفهم» .
(4/268)
عبد العزيز بْنِ مُسَيحٍ (1) الأَسَدي (2) - أحدِ بَنِي نُقادَة (3)
- عَنْ عُيَينة بْنِ عَاصِمِ بن [سِعْر] (4) بْنِ نُقادَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ حدَّثني أَبِي وعُمُومَتي، عَنْ نُقادَة؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي رجلٌ مُغْفِلٌ (6) ، فَأَيْنَ (7) أسِمُ، وَلَمْ أرَكَ تَسِمُ فِي الْوَجْهِ؟ قَالَ: فِي مَوْضِعِ الجَرِيرِ (8) مِنَ السَّالِفَةِ (9) . قَالَ: فَوَسَم نُقادَةُ هُنَاكَ حَلْقَةَ هَديَّتِهِ (10) ،
فوَسَم بِهَا رجلٌ مِنْ بَنِي
_________
(1) في (أ) : «مسبح» بالباء الموحدة. و «مُسَيْح» هنا بضم أوله، وفتح السين المهملة، مصغَّر، وذكر الدارقطني في"المؤتلف والمختلف" (4/2100) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/155-156) أنه يقال: «مُسِيح» ، بكسر السين.
(2) في (ك) : «الأزدي» .
(3) في (ت) : «أخبرني نقادة» ، وفي (ك) : «أخبرني قتادة» بدل: «أحد بني نقادة» .
وانظر الموضع السابق من "التوضيح"، و"الإكمال" لابن ماكولا (6/125) .
(4) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «سعد» بالدال، والمثبت هو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" (6/477 و492 رقم 3035 و3086) ، و (7/73 رقم 340) ، و"الجرح والتعديل" (6/337 و344 رقم 1865 و1905) ، و (7/31 رقم 167) ، و (8/507 رقم 2319) ، و"المؤتلف" للدارقطني (3/1181) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (4/299) .
(5) في (ك) : «معادة» .
(6) سيأتي تفسير المصنِّف للمُغْفِل آخر المسألة. وقال العسكريُّ في "تصحيفات المحدثين" (343-344) : «ومن رواه مُغَفَّلاً- بالتشديد- فهو فاحش من التصحيف» .
(7) في (ك) : «فإن» بدل: «فأين» .
(8) في (ك) : «الحدير» ، ولم تُنقَط الجيم إلا في (ف) . وسيأتي تفسير «الجَرير» في كلام المصنف.
(9) سيأتي تفسير السَّالِفَة آخر المسألة.
(10) في (ت) : «هدبنه» ، وفي (ف) : «هزبته» ، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ش) و (ك) ، وقد نقل هذا النص بتمامه الشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/644) ، ووقع في أصله: «هديته» وصوبها المحقق إلى: «هديه» ! والهَدْيَة والهَدِيَّة: مفرد الهَدْيِ والهَدِيّ، وكلاهما بمعنًى؛ وهو: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتُنحر، والمراد هنا: الإبل. انظر "لسان العرب" (15/358-359) . ووقع في رواية البخاري السابقة: «فوسم في السالفتين حَلْقَتَين مُذَنَّبَتَين» ..
(4/269)
يَرْبُوع، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ نُقادَةُ بعضَ الْخُلَفَاءِ؛ فَقَالَ: رَجُلٌ مَعِي فِي مِيسَم أَمَرَنِي بِهِ رسولُ اللَّهِ (ص) ؟! وقَضى عليه ألاَّ يَسِمَ مِيسَمَهُ، فَقَطَعَ الحَلْقةَ، فسُمِّيَتْ: [بُتَيْراءَ] (1) بَنِي يَرْبُوع؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهؤلاءِ مَجْهُولُونَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: الجَرِيرُ (2) مِنَ السَّالفة: الزِّمَامُ. والسَّالِفَةُ: صَفْحَةُ العُنُقِ (3) . والمُغْفِلُ: رجُل لَهُ إِبِلٌ أَغفالٌ؛ وَهِيَ الَّتِي لا سِمَاتَ ِعليها، وواحدُها غُفْل (4) .
1416- وسمعتُ (5) أبي وحدَّثنا عن مَيْمون ابن العباس الرَّافِقي (6) ،
_________
(1) في (ت) : «بتيراد» ، وفي (أ) و (ف) و (ك) : «بتيرار» ، وفي (ش) : «بتيراو» ، وفي رواية البخاري السابقة: «بُتَيْرة» وهي تؤيد ما أثبتناه.
(2) في (ك) : «الحدير» .
(3) الجرير: حبلٌ من أَدَم يجعل في عنق الناقة. و «موضع الجَرير من السَّالفة» ، أي: مُقَدَّم صفحة العُنُق. انظر "النهاية" (1/259) .
(4) بوزن «قُفْل» ، وتضم عين الكلمة إتباعًا لضمة الفاء؛ كما في كتب التصريف واللغة، وقد ضبطت في (أ) و (ت) و (ف) بفتح الغين والفاء: «غَفَل» ، ولا وجه له في هذا الموضع، والله أعلم.
(5) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/383) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1396) و (1411) و (1418) .
(6) في (ش) : «الواقفي» ، وفي (ت) و (ك) : «الرافعي» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/208) .
ولم نقف على روايته، لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/82-83 رقم 10019) ، و"الأوسط" (57) ، و"الصغير" (2) ، و"مسند الشاميين" (2481) عن أبي زيد الحوطي، عن علي بن عياش، به.
قال الطبراني في "الصغير": «لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن ذي حماية، وكان من ثقات المسلمين» . اهـ. وابن ذي حماية هو: إبراهيم بن عبد الحميد. ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/402) من طريق سلامة بن جوَّاس، عَنْ أَبِي مُطِيعٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، به.
والحديث رواه الدارقطني في "الأفراد" (214/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به أَبُو مُطِيعٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَايَةٍ [في الأصل: جمانة، وهو تصحيف] ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ حماد، عن إبراهيم، عنه» .
(4/270)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عيَّاش، عَنْ (1) أَبِي مُطِيع مُعَاوِيَةَ (2) بْنِ يَحْيَى، عن إبراهيم بن عبد الحميد قَاضِي حِمْص، عَنْ غَيْلان بْنِ جامِع، عَنْ حمَّاد (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلْقَمة (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ بِأَبِيهِ إِلَى النبيِّ (ص) يَقتَضِيهِ دَينًا (6) عَلَيْهِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ (7) .
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... .
1417 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (10) ،
عن
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(2) في (ك) : «عن معاوية» .
(3) هو: ابن أبي سليمان.
(4) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(5) هو: ابن قيس.
(6) في (ف) : «دين» ، وهو صحيحٌ على القول بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قوله: «لأبيك» مكرر في (أ) .
(8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1396) .
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (2270) .
(10) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير"، (21/مسند النعمان بن بشير/رقم97) .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/166) : «ولم أعرف عيسى هذا، وبقية مدلسٌ، وبقية رجاله ثقات» .
ورواه الدارقطني في "سننه" (3/179) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/344) من طريق أبي جزي نصر ابن طريف، عن السَّري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن النعمان به.
قال البيهقي: «أبو جزي والسري بن إسماعيل ضعيفان» .
(4/271)
عيسى (1) بن عبد الله، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنِ النُّعْمان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ رَبَطَ دَابَّتَهُ عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَمَا أَصَابَ الدَّابَّةُ بِرِجْلِهِ فَهُوَ ضَامِنٌ لَهُ (2) ؟
_________
(1) قوله: «عيسى» ليس في (ك) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فهو له ضامن» ، وقوله: «فما أصاب الدابَّةُ برِجْلِهِ» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فما أصابَتهُ الدابَّةُ برِجْلِهَا» ، ففيه إشكالات ثلاثة: حذف التاء من «أصابته» ، وحذف الهاء منها، وتذكير الضمير في «برجله» :
أما حذف التاء فله توجيهان: أحدهما: الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الدابة» على معنى «الحيوان» ؛ أي: فما أصاب الحيوانُ برجله. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . وهذا وجه أيضًا في حل الإشكال الثالث.
والتوجيه الثاني لحذف التاء: أن يكون الفاعل هنا غير حقيقي التأنيث؛ وتذكير الفعل معه حينئذ جائز في العربية، وقد فصَّلنا في ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (224) .
وإن كان حقيقي التأنيث: فهو جائز أيضًا على لغة من قال: «قال فلانةُ» ، وهي لغة حكاها سيبويه عن بعض العرب؛ وقال: «ومن قال: ذَهَبَ فلانةُ، قال: أذاهبٌ فلانةُ، وأحاضرٌ القاضيَ امرأةٌ» . اهـ. ومنه ما وقع في "صحيح مسلم" (293) من حديث عائشة خ قالت: «كان إحْدَانَا إذا كانت حائضًا ... » . انظر "شرح النووي" (3/203) ، و"عمدة القاري" (3/267) . وانظر: "كتاب سيبويه" (2/38 و45) ، و"شرح = = ابن عقيل" (2/92) ، و"همع الهوامع" (3/333-334) .
والإشكال الثاني: حذف الهاء، وهو ضمير النصب في «أصابته» ، وهو العائد إلى «ما» ، وهذا أيضًا جائزٌ في العربية، سواءٌ كانت «ما» شرطية أو موصولة. وانظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
وأما الإشكال الثالث: وهو تذكير الضمير في: «برجله» مع عوده إلى «الدابة» ، فإضافة إلى وجه الحمل على المعنى المذكور آنفًا، فإنه يحمل أيضًا على أنَّه جاء على لغة طيِّئ ولخم في حذف ألف الضمير في «ها» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فيقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «بِرِجْلِهَا» : برِجْلَهْ. وقد وضحنا هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (235) .
(4/272)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ شُرَيح، هَذَا الكلامَ مِنْ قِيلِهِ (1) . وعيسى هو: ابنُ عبد الله الأَنْصَارِيُّ، مِنْ وَلَد النُّعْمان بْنِ بَشِيرٍ، وَلَمْ يُدْرِكِ ابنَ أَبِي خَالِدٍ، وَهُوَ ذاهبُ الْحَدِيثِ، مجهولٌ، رَوى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وبَقِيَّةُ (2) .
1418 - وسمعتُ أَبِي (3) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (4) ، عَنِ الثَّوْري، عن إبراهيم ابن (5) عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وإِنَّ أَوْلاَدَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ.
_________
(1) في (ك) : «من قبله» . والقِيلُ والقالُ: لغتان في القَوْل. والمعنى: أنه موقوف على شريح، ولا يصحُّ رفعه إلى النبي (ص) . والحديث رواه عبد الرزاق في"المصنف" (10/69 رقم 18386) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28010) من طريق أشعث، عن الشعبي، قوله. ورواه ابن أبي شيبة (28011) من طريق حماد، عن إبراهيم، قوله.
(2) في (ف) : «ولقيه» بدل: «وبقية» ، وسيأتي في المسألة رقم (2270) قولُ أبي حاتم عن عيسى المذكور: «رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ... » ، ولم يذكُر «بقية» . ولم نقف على عيسى في شيوخ بقية، ولا على بقية مذكورًا فيمن أخَذُوا عن عيسى، والله أعلم.
(3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وقد نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/16) . وانظر المسألة رقم (1396) و (1411) و (1416) .
(4) روايته أخرجها ابن حزم في "المحلى" (8/102) من طريق مسدَّد، عن يحيى القطان، به.
(5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(4/273)
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: صحَّ رفعُهُ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى القطَّان، وَلَمْ يَرفَعْهُ غيرُهُ (1) .
1419 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (2) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ حُمَيدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ جابر بن عبد الله (3) : أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَعْطى أُمَّهُ حَدِيقَةً لَهُ حياتَها (4) ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ هُوَ أَنَا أحقُّ بِهِ (5) ، فَقَالَ إخوتُه: نَحْنُ شَرَعٌ (6) سَواءٌ،
_________
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22690 و36205) قال: ثنا وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الأعلى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، عَنْ عائشة، به من قولها.
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/299 رقم 14197) . وقرن أحمد بين يحيى القطان وروح بن عبادة.
(3) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(4) قوله: «حياتها» سقط من (ش) .
(5) في (ف) : «فقال هذا ... » . والمثبت من بقية النسخ، وقوله: «هو» : إما توكيدٌ لفاعل «قال» الذي هو ضميرٌ مستترٌ عائدٌ إلى الأنصاري. أو يكون «هو» ضمير الشأن مبتدأ والجملة بعده خبره، وجملة ضمير الشأن وخبره: مقول القول، وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
وقوله: «به» وإنما الكلام على «الحديقة» ؛ رجع الضمير فيه إلى «الحديقة» بالتذكير حملاً لها على معنى «المال» أو «العطاء» ؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
ويمكن أن يكون أراد «بهَا» لكن حذف الألف، وسكَّن الهاء وألقى حركتها على الباء، ويكون ضبطُها حينئذٍ هكذا: «بَهْ» ، أي: «بِهَا» ؛ جريًا على لغة طيئ ولخم في الوقف على ضمير المفردة الغائبة المتصل. انظر هذه اللغة في المسألة رقم (235) .
(6) قال الفيومي: «الناسُ في هذا الأمر شَرَعٌ» بفتحتين، وتُسكَّن الراءُ للتخفيف، أي: سواءٌ. "المصباح المنير" (ش ر ع/1/310) . والمعنى: أنهم مُتَساوون في أمرهم، لا فَضْل لأحدٍ منهم على الآخر. انظر "النهاية" (2/461) .
(4/274)
فاختَصَموا إلى رسول الله (ص) ، فَقَالَ: هُوَ (1) مِيرَاثٌ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان، ومعاويةُ ابن هِشَامٍ (2) ، عَنِ الثَّوْري، وَرَوَاهُ حَبِيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ (3) ؛ فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ قَاضِي مَكَّةَ، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ شيءٌ فَمِنْ حُمَيد؛ لأنَّ حُمَيْدً (4) ليس (5) بالحافظ.
_________
(1) أي: العطاء أو المال. والمراد: الحديقة. وانظر التعليق قبل السابق!
(2) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ، والذي تقدَّم في السؤال روايةُ يحيى القطان وحده دون معاوية بن هشام، وأيضًا: لم نقف على رواية معاوية من هذا الوجه، والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3557) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ معاوية، عن الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن حميد، عن طارق، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29107) عن معاوية، عن الثوري، عن حميد، به. بإسقاط حبيب ابن أبي ثابت.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) وقرن بأبي بكر بن أبي شيبة أخاه عثمان. وانظر "نصب الراية" (4/127) .
والظاهر: أنَّ في الكلام تصحيفًا مع تقديم وتأخير، ووجهُ الكلام أن يقال: «كذا رواه يحيى القطَّان! ورواه معاويةُ بنُ هشام، عن الثَّوْري، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ - قَاضِي مَكَّةَ - عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) » ، ويظهر ذلك جليًّا من التخريج السابق، والله أعلم.
(3) انظر التعليق السابق.
(4) في (ك) : «حميدًا» وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وهو منصوب أيضًا، ولكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «ليس» سقط من (ش) .
(4/275)
1420- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [أبو] (2) معاويةَ الضَّرِيرُ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ راشد، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه، وأبو معاوية هو: محمد بن خازم، وهو يروي عن عمر ابن راشد، كما في "تهذيب الكمال" (21/341) .
(3) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (2198) ، و"إتحاف الخيرة" (4936) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15525) عن عمر ابن راشد، به. وقد روي عن عبد الرزاق موصولاً كما سيأتي.
(4/276)
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أبي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) قال: لا يَرِثُ (1) مِلَّةٌ مِلَّةً، وَلا تَجُوزُ (2) شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةٍ، إِلاَّ أُمَّةُ (3) مُحَمَّدٍ (ص) ، فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ (4) عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْد (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أبي سَلَمة (7) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (8) .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ (9) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (10) .
وعمر شيخٌ [يَمَاميٌّ] (11) ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1421 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبَارك (12) ، عَن مَعْمَر، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) حَبَس في تُهَمَةٍ؟
_________
(1) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملت الياء في بقية النسخ، فاحتمل أن تكون: «لا ترث» و «لا يرث» . أمَّا تأنيث الفعل: فهو الجادَّة، وهو الراجح من جهة العربية؛ بسبب تأنيث الفاعل. وأمَّا تذكير الفعل: فهو صحيحٌ مرجوحٌ؛ لأنَّ تأنيث الفاعل غير حقيقي. انظر تعليقنا على المسألة رقم (224) .
(2) قوله: «تجوز» سقط من (ف) .
(3) الراجحُ في كلمة «أُمَّة» : الرفع على الابتداءِ، وخبرُ المبتدأ: جملة «فإنَّ شهادتهم ... إلخ» ؛ وهذا جائزٌ على لغة لبعض العرب حكاها أبو حيَّان. ويجوز في «أُمَّة» أيضًا نصبها على الاستثناء، كما يجوز جرُّها بدلاً من «مِلَّةٍ» في قوله: «شَهَادَةُ مِلَّةٍ» . وانظر في صحة كل هذه الوجوه: التعليق على المسألة رقم (997) .
(4) في (ت) : «يجوز» .
(5) رواه أبو حاتم عن علي بن الجعد على هذا الوجه، والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/158) من طريق محمد بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط" (5434) من طريق محمد بن جعفر الرازي، وابن عدي في "الكامل" (5/16) من طريق محمد بن يحيى المروزي، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، أربعتهم عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا عمرُ بن راشد» .
(6) في (ش) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ» .
(7) قوله: «عن أبي سلمة» سقط من (ش) .
(8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(9) في (ش) : «عمران» .
(10) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ! ولم نقف على من رواه عن عمر على هذا الوجه، والحديث رواه البزار في "مسنده" (1384/كشف الأستار) من طريق أحمد ابن منصور، عن عبد الرزق، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم في "المستدرك"- كما في"إتحاف الخيرة" (4936) - وعنه البيهقي في"السنن الكبرى" (10/163) من طريق الأسود بن عامر شاذان، ثلاثتهم (عبد الرزاق والحسن وشاذان) عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به.
قال الدارقطني: «وعمر بن راشد ليس بالقويِّ» .
(11) في جميع النسخ: «يماني» بالنون، وهو تصحيفٌ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (6/107 رقم 567) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/340) .
(12) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1417) ، والنسائي في "المجتبى" (4875 و4876) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم 998) ، و"الأوسط" (154) ، وابن عدي في "الكامل" (2/66 و67) .
قال الترمذي: «وقد روى إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز ابن حكيم هذا الحديث أتمَّ من هذا وأطول» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بهز إلا معمر» .
والحديث رواه معمر في "جامعه" (18891) مطولاً، ورواه أحمد في "مسنده" (5/2 رقم 20019) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم996) من طريق عبد الرزاق، عن معمر به مطولاً. ورواه أبو داود في "سننه" (3630) من طريق إبراهيم بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (1/125) من طريق الدبري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر به مختصرًا.
(4/277)
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ عُلَيَّة (1) ، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قال: أتى النبيَّ (ص) أَهْلُنا، فَقَالُوا: إخوانُنَا (2) فيمَ حُبِسُوا (3) ؟ قَالَ: أَطْلِقُوا لَهُمْ إِخْوَانَهُمْ (4) ؛ اختَصَرَ (5) مَعْمَرٌ كَمَا تَرَى.
1422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (6) ،
عَنْ زَمْعَة (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُُ الله (ص) :
_________
(1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/2 و4 رقم 20017 و20042) ، وأبو داود في "سننه" (3631) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم997) . وانظر "العلل الكبير" للترمذي رقم (403) .
(2) في (ت) : «أخواتنا» .
(3) في (أ) : «وحبسوا» .
(4) في (ت) : «أخواتهم» .
(5) في (ك) : «احصر» .
(6) هو: سليمان بن داود الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (1543) . ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/231) ، والدارقطني في "سننه" (4/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) .
قال ابن عدي: «"ومن أحيا مواتًا"، قد رواه عن الزهري غيرُ زمعة، وأما قوله: "العبادُ عبادُ اللَّهِ والبلادُ بلادُ الله"، يقول [كذا، ولعلها: فقول] زمعة» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (344/أ/أطراف الغرائب) من طريق حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعًا بلفظ: «من أحيا أرضًا ميتة ... » . قال الدارقطني: «تفرَّد به حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزهري» .
(7) هو: ابن صالح.
(4/278)
العِبَادُ عِبَادُ اللهِ، والبِلاَدُ بِلاَدُ اللهِ؛ مَنْ أَحْيَا مِنْ مَواتِ الأَرْضِ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، ولَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ (2)
مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الزُّهري عَنْ عُرْوَة، مرسلاً (3) .
_________
(1) قوله: «وليس لعِرْقٍ ظالم ٍ حَقٌّ» : هو أن يجيءَ الرجلُ إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبله، فيَغْرسَ فيها غَرْسًا غَصْبًا ليَستَوْجِبَ به الأرضَ.
ورواية الأكثر: «لِعِرْقٍ» بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أي: لذِي عِرْقٍ ظالمٍ، فجعل العِرْق نفسَه ظالِمًا والحقَّ لصاحبه. وروي بالإضافة: «لِعِرْقِ = = ظالمٍ» ، فيكونُ الظالمُ صاحبَ العِرْق، والحقُّ للعِرق، وهو أحدُ عروق الشَّجَرة. انظر "النهاية" (3/219) ، و"فتح الباري" (5/19) .
(2) كذا في (ت) و (ش) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون «يَرْويه» كما في (ت) و (ش) ، وثانيهما: أن تكون: «يَرْوُونهُ» ، لكنها كتبت بواوٍ واحدة، وهذا يفعلُه كَتَبةُ الحديث تخفيفًا لكثرة دوران هذه الكلمة في كتبهم، يحملونها على مثل داود، وطاوس، والظَّاهر أن صوابها: «يروونه» ؛ فقد ذكر الدارقطني في "العلل" (665) الاختلاف في هذا الحديث، وأن يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد الأموي: رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، ثم قال: «والمرسلُ عن عروة أصحُّ» .
وذكره أيضًا في "العلل" (5/25/ب) وقال: «يرويه الزهري، وابن أبي مليكة، وهشام بن عروة، واختُلِف عنهم، فأما الزهري: فروى حديثه زمعة بن صالح، عنه، عن عروة، عن عائشة، وغيرُه يرويه عن الزهري مرسلاً، وأما ابن أبي مليكة ... » ، وذكر الاختلاف فيه، ثم قال: «والصَّحيحُ عن هشام، عن أبيه مرسلاً» .
(3) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (2/743) ، ويحيى ابن آدم في "الخراج" (266 و268) ، وأبو عبيد في"الأموال" (704) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22375) ، والنسائي في "الكبرى" (5762) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، به مرسلاً.
ورواه يحيى بن آدم في "الخراج" (274 و275) ، وأبو عبيد في "الأموال" (707) ، وأبو داود في "سننه" (3074 و3075) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/142) من طريق يحيى ابن عروة، عن أبيه به مرسلاً.
ورواه أبو داود في "سننه" (3076) من طريق ابن أبي مليكة، عن عروة مرسلاً.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) : «هذا الاختلاف على عروة يدل على أن الصحيح في إسناد هذا الحديث عنه الإرسال» .
(4/279)
1423 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: اختَصَمَ رَجُلان إِلَى عُمَرَ، فقَضَى لأَحَدِهِمَا؛ فَقَالَ: أَصَبْتَ (1) ، أصابَ اللهُ بِكَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! واللهِ مَا أَدْرِي أخطأتُ أَمْ أصبتُ (2) ؟! ولكنْ (3) لَمْ آلُو (4) ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ نافعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ.
1424 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النَّضْر بْنُ شُمَيل (6) ، عن
_________
(1) في (ك) : «فقا أصيب» بدل: «فقال أصبت» .
(2) من قوله: «أصاب الله بك ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ك) : «ولك» .
(4) في جميع النسخ: «لم آلوا» بإثبات واو بعدها ألف، عدا (ف) ففيها: «لم آلو» بإثبات الواو بلا ألف. وهو صحيحٌ على لغة لبعض العرب خُرِّجَتْ على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وزيادةُ الألف بعد واو الفعل هو قولُ الكُتَّاب المتقدِّمين؛ وقد بيَّنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (1025) .
(5) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/247) ، وأبو داود في "سننه" (3629) ، وابن ماجه في "سننه" (2428) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1208) ، والطبراني في "الكبير" (22/308-309 رقم 783 و784) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/52 و53) .
(4/280)
هِرْماس بْنِ حَبيب؛ حدَّثني أَبِي، عَنْ جدِّي: أَنَّهُ استَعْدَى رسولَ الله (ص) في حَقٍّ له كان عَلَى آخَرَ، وأنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ لَهُ (1) : الزَمْهُ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ النَّضْرِ ابنِ شُمَيل، عَنِ الهِرْماس، والْهِرْماسُ شيخٌ أعرابيٌّ، لا يُعرَفُ أَبُوهُ وَلا جَدُّه.
1425 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ بَحْرُ بنُ نَصْر (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ عُثْمَانَ بن الحَكَم [الجُذامِي] (5) ،
عن
_________
(1) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1392/أ) و (1409) .
(3) في (ف) : «يحيى بن نضر» .
(4) هو: عبد الله.
(5) في جميع النسخ: «الحزامي» بالحاء المهملة والزاي، ولم تنقط الزاي في (أ) . وصوابه بالجيم والذال المعجمة، انظر "الجرح والتعديل" للمصنف (6/148 رقم 810) ، و"تهذيب الكمال" (19/352) .
وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (6019) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والطبراني في "الكبير" (5/105 رقم 4909) ، وابن عدي في "الكامل" (3/221) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/326-327) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/172) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/145) .
قال ابن عدي: «لم يقل: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت، غيرُ زهير، وعن زهير: عثمان بن الحكم، ورواه عن عثمان: ابنُ وَهْب، وحدَّث به عن ابن وَهْب مع حرملة ابنُ أخي ابن وَهْب وغيره، وروى هذا الحديث ربيعة الرأي ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد وغيرهما عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو أصوب» .
وقال أبو نعيم: «تفرَّد به عثمان، عن زهير؛ من حديث زيد بن ثابت» .
وقال ابن عبد البر: «زهير بن محمد عندهم سيِّئ الحفظ، كثير الغلط لا يحتجُّ به، وعثمان بن الحكم ليس بالقوي، والصَّواب في حديث سُهَيْلٍ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة» . وذكره الدارقطني في "العلل" (10/141) وقال: «ولا يصحُّ عن زيد» . وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/622) بعد أن ذكره من رواية زهير بن محمد: «رواه سليمان بن بلال والدَّراوَرْدي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو الصَّواب» .
(4/281)
زُهَيْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ رسول الله (ص) : أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهد؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، وعثمانُ ابنُ الحَكَمِ لَيْسَ بالمُتقِن (3) .
1426- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عبد الرحمن العَرْزَمي، حدَّثنا مُحَمَّدُ (4) بْنُ الفُرات (5) ؛ قال: كنتُ عند مُحَارِب (6) ،
_________
(1) في (ك) : «بهير» .
(2) هو: ذَكوان السَّمان.
(3) هذا مخالف لما ذهب إليه أبو حاتم - ووافقه أبو زرعة - في المسألة رقم (1409) من تصحيح الحديثين جميعًا، فلعل اجتهاده اختَلَفَ في ذلك كما اختلف اجتهاده في تردده في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة في المسألة رقم (1392/أ) .
(4) قوله: «محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/208) ، وابن ماجه في "سننه" (2373) ، وحنبل في "جزئه" (11) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (464/بغية الباحث) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5672) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/123) ، وابن عدي في "الكامل" (6/138) ، والحاكم في "المستدرك" (4/98) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/403) . ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/281) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/122) ، وابن الجوزي في "المجروحين" (2/761) . قال العقيلي بعد أن ذكر له هذا الحديث وحديثًا آخر: «جميعًا لا يتابع عليهما» . وقد فرَّق ابن عدي هذا المتن في حديثين ثم قال: «وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن محارب غيرُ محمد بن الفرات» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يثبُت» .
(6) هو: ابن دِثار.
(4/282)
فأتاه خَصْمان ِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: لَكَ شُهُودٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَا شَاهِدًا فشَهِدَ لَهُ، وَدَعَا الآخرَ فَلَمْ يَحْضُرْ. فَقَالَ المشهودُ عَلَيْهِ للشَّاهد: أَمَا واللهِ إِنَّهُ لامْرُؤُ صِدْقٍ، ولَئِنْ سألتَ عَنْهُ لَيُزَكَّيَنَّ، وَمَا رأيتُ عَلَيْهِ خَرَبَةً (1) قبلها، ولقد شَهِدَ عليَّ بِبَاطِلٍ، وَلا أَدْرِي مَا أَجْبَرَهُ إِلَى (2)
ذَاكَ، فَجَلَسَ (3) مُحارِب، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! اتَّقِي (4) اللهَ؛ فَإِنِّي سمعتُ ابْنَ عُمَرَ يزعُمُ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: إِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وإِنَّ الطَّيْرَ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ العَرْشِ تَرْفَعُ (5) مَنَاقِيرَهَا، وتَضْرِبُ (6) بِآذَانِهَا (7) ، وتُلْقِي (8) مَا فِي بُطُونِهَا مِمَّا
_________
(1) يعني: عيبًا. انظر "النهاية" (2/17) .
(2) في (ك) : «ما أخبره إلى» ، والأصل في الفعل «أجبر» أن يتعدَّى إلى مفعوله الثاني بـ: «على» ؛ يقال: أجبرتُهُ على الأمر. وقد عدِّي في هذا الموضع بـ «إلى» ، وهذا سائغٌ في العربية بتضمين الفعل «أجبر» معنى الفعل «ألجأ» ، والمعنى: «ما ألجأه إلى ذلك» ، والله أعلم. قال ابن هشام في "مغني اللبيب" (6/671) تحقيق وشرح د..عبد اللطيف الخطيب: «قد يُشْرِبون لفظًا معنى لفظٍ فيعطونه حُكْمَهُ، ويسمَّى ذلك تضمينًا، وفائدته: أن تؤدِّيَ كلمةٌ مُؤدَّى كلمتين» . قال ابن جني في "الخصائص" (2/310) : «ووجدتُّ في اللغة من هذا الفنِّ شيئًا كثيرًا لا يكادُ يُحاط به ... فإذا مرَّ بك شيءٌ منه فتقبَّلهُ وأْنَس به؛ فإنه فصل من العربية لطيف» .
(3) في (ك) : «مجلس» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «اتَّقِ» ؛ لأنه خطاب لمذكَّر، وما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(5) في (ت) : «يرفع» .
(6) في (ت) : «ويضرب» .
(7) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «بأذنابها» .
(8) في (ت) : «ويلقي» .
(4/283)
تَرَى مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، ولَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ (1) ، والنبيُّ (ص) يَعِظُ بِهِ (2) رَجُلا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) ، ومحمدُ بنُ الفُرَات ضعيفُ الْحَدِيثِ.
1427 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (5) ، عَنْ أَبِي (6) جَعْفَر الخَطْمي (7) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رَافِعِ ابن خَدِيج؛ قال: مرَّ النبيُّ (ص) بزرعٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الزَّرْعُ؟ ، قَالُوا: لِظُهَيْرٍ (8) ؛ قَالَ: لِيَرُدَّ صَاحِبُ الأَرْضِ عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ، وَلْيَأخُذْ أَرْضَهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْمي (9) : أنَّ النبيَّ (ص) ... وَلَمْ يُجوِّدْه؛ والصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى؛ لأنَّ يحيى حافظٌ ثقة.
_________
(1) الطَّلِبَة: الحاجة. انظر "النهاية" (3/131) .
(2) قوله: «به» ليس في (ت) و (ك) .
(3) وقد حكم على الحديث بالوضع: أبو داود؛ كما في "سؤالات الآجري" (2/282 رقم 1851) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1259) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22438 و36288) ، وفي "المسند" - كما في "المطالب العالية" (1359) - وأبو داود في "سننه" (3399) ، والنسائي في "السنن" (3889) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2670 و2671) ، والطبراني في "الكبير" (4/244 رقم 4267) .
(6) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(7) هو: عمير بن يزيد.
(8) سيأتي الكلام عليه في آخر المسألة.
(9) من قوله: «عن سعيد بن المسيب ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال البصر.
(4/284)
قَالَ أَبِي: هَذَا يُقوِّي حديثَ شَرِيك (1) ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ
_________
(1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي، وروايته أخرجها يحيى بن آدم في "الخراج" (295) ، والطيالسي في "مسنده" (1002) ، وأبو عبيد في "الأموال" (708) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22436 و36287) ، وأحمد في "مسنده" (3/465 رقم 15821) ، و (4/141 رقم 17269) ، وأبو داود في "سننه" (3403) ، والترمذي في "جامعه" (1366) ، وفي "العلل الكبير" (377) ، وابن ماجه في "سننه" (2466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/117-118) ، و"شرح المشكل" (2669) ، والطبراني في "الكبير" (4/284-285 رقم 4437) ، وابن عدي في "الكامل" (4/19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/136) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من هذا الوجه من حديث شريك بن عبد الله» . وقال: وسألت محمد بن إسماعيل عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن. وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك» . وقال في العلل: «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديثُ شريك الذي تفرَّد به عن أبي إسحاق. قال محمد: وحدثنا معقل بن مالك، عن عقبة بن الأصم، عن عطاء، قال: حدثنا رافع بن خديج، بهذا الحديث، ومعقل بن مالك بصري» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/137) : «وعقبة [أي: ابن الأصم] ضعيفٌ، لا يُحتَج به» .
وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بشريك بهذا الإسناد، وكنت أظنُّ أن عطاء، عن رافع بن خديج مرسل، حتى تبيَّن لي أن أبا إسحاق أيضًا عن عطاء مرسل» .
وقال الخطابي في "معالم السنن" (5/64) : «هذا الحديث لا يثبت عند أهل المعرفة بالحديث، وحدثني الحسن بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ هارون الحمال: أنه كان ينكر هذا الحديث ويضعفه ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا عن عطاء غير أبي إسحاق، وعطاء لم يسمع من رافع بن خديج شيئًا، وضعفه = = البخاري أيضًا، وقال: تفرد بذلك شريك عن أبي إسحاق، وشريك يهم كثيرًا أو أحيانًا» .
وقال الخطابي أيضًا: وحكى ابن المنذر عن أبي داود قال: سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن حديث رافع بن خديج؟ فقال: عن رافع ألوان، ولكن أبا إسحاق زاد فيه "زرع بغير إذنه" وليس غيره يذكر هذا الحرف» .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4/285)
عَطَاءٍ، عَنْ رَافِعٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، ويُرَدُّ (1) عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ.
قَالَ أَبِي (2) : رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ (3) شَرِيك، وحديثُ يَحْيَى لَمْ يُسْنِدْهُ غيرُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَأَمَّا الشافعيُّ فَإِنَّهُ يدفعُ (4) حديثَ عَطَاءٍ، وَقَالَ: عطاءٌ لَمْ يَلْقَ رَافِعًا (5) .
قَالَ أَبِي: بَلَى قد أدرَكَهُ.
قلتُ: فإن حمَّادً (6) يقول: إنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بزرع ٍ، فَقَالُوا: هَذَا لظُهَيْر (7) بْنِ خَدِيج؟
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ حمَّاد فِي هذه اللَّفْظَةِ، لَيْسَ هُوَ ظُهَيْر بْنَ خَدِيج؛
_________
(1) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل أن تكون بالياء التحتية أو بالتاء الفوقية، وكلاهما صحيحٌ في العربية؛ لأنَّ نائب الفاعل «نفقته» ، وهو مؤنَّثٌ غير حقيقيِّ التأنيث، وفُصِلَ عن فعله بفاصل. انظر التعليق على المسالة رقم (224) و (206) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) في (ش) : «عن» .
(4) في (ف) : «يرفع» .
(5) قال البيهقي في "السنن": «قال الشافعي في كتاب البُوَيطي: الحديثُ منقطع؛ لأنه لم يلقَ عطاءٌ رافعًا» . وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص155 رقم 569) : «سمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع عطاء من رافع بن خديج» .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) في (ك) : «هذا الظهير» .
(4/286)
إِنَّمَا هُوَ: ظُهَيْرٌ (1) عَمُّ رَافِعِ بْنِ خَدِيج، لا يُنسَبُ (2) .
1428 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ [مَرْوَانَ] (3) بْنِ مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (5) الدِّمَشقي، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ، وَلا مَجْلُودٍ فِي حَدٍّ، وَلا ذِي غِمْرٍ لأَِخِيهِ (6) ،
_________
(1) في (ف) : «وإنما ظهير» .
(2) أي: في هذا الحديث. قال ابن حجر في "التقريب" (3051) : «ظُهَير بالتصغير، ابن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي، من كبار الصَّحابة، شهد بدرًا، وهو عمُّ رافع ابن خديج» .
(3) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «مروز» ! وكأنه صوبها في (ت) .
(4) روايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/363) ، والترمذي في "جامعه" (2298) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4866) ، وابن عدي في "الكامل" (7/259-260) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/193) .
ومن طريق أبي عبيد رواه ابن حزم في "المحلَّى" (9/416) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/155) ، ومن طريق الترمذي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/760) . ورواه الدارقطني في "سننه" (4/244) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعَّف في الحديث، وَلا يُعرَف هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حديث الزهري إلا من حديثه» . وقال ابن عدي بعد أن روى له هذا الحديث وحديثًا آخر: «وجميعًا ليسا بمحفوظين» . والحديث ضعفه البيهقي وابن حزم وابن الجوزي.
(5) ويقال له: زياد بن زياد أيضًا، انظر "تهذيب الكمال" (32/134) .
(6) في بعض طرقه: «ولا ذي غِمْر على أخيه» ، وهو الجادَّة، لكنَّ اللام في اللغة قد تأتي بمعنى «على» نحو قوله تعالى: [الإسرَاء: 7] {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ، أي: عليها، ونحو قوله (ص) لعائشة خ: «اشترطي لهم الوَلاَءَ» ، أي: عليهم. انظر "مغني اللبيب" (ص216) .
والغِمْرُ: هو الحِقْدُ، وزنًا ومعنًى. وغَمِرَ صدرُه علينا غمَرًا: من باب تَعِبَ. "المصباح المنير" (غ م ر/2/453) .
(4/287)
وَلا مُجَرَّبٍ عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، وَلا القَانِعِ (1) مِنْ أَهْلِ البَيْتِ، وَلاَ ظَنِينٍ (2) فِي وَلاَءٍ، وَلاَ قَرَابَةٍ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» (3) ؛ وَلَمْ يقرَأ علينا (4) .
_________
(1) قال ابن الأثير: القانِعُ: الخادِمُ والتَّابعُ؛ تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بجَلْب النَّفْع إلى نفسه. والقانع - في الأصل -: السَّائل. "النهاية" (4/114) .
(2) الظَّنِينُ: هو الذي ينتمي إلى غير مَواليه، لا تُقْبل شهادتُه للتُّهمة. "النهاية" (3/163) .
(3) نقل ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (3/287) ، وابن حجر في "فتح الباري" (5/257) قول أبي زرعة هذا.
(4) أي: لم يقرأه علينا.
(4/288)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ
1429- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسينٌ المُعلِّم (3) ، وحجَّاجٌ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الشُّفْعَة فِي الجِوار.
وَرَوَاهُ ابنُ جُرَيج (5) ؛ فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد (6) ؛ قَالَ: بَاعَ جارٌ للشَّريد أرضًا، فقضى النبيُّ (ص) بالشُّفْعَةِ للشَّريد.
وَرَوَاهُ مَنصور بْنُ زَاذَانَ (7) ، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّريد: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وهمَّامٌ (8) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن الشَّريد، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) في (ت) و (ف) : «باب علل» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «وسمعت» ، وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (1436) .
(3) هو: ابن ذكوان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22721) ، و"المسند" (911) ، وأحمد في "مسنده" (4/389 و390 رقم 19461 و19462 و19477) ، والنسائي في "المجتبى" (4703) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/342) .
(4) هو: ابن أرطاة. وروايته علَّقها الشافعي في "الأم" (7/111) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11723 و11724/الرسالة) .
(6) من قوله: «عن أبيه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11725/الرسالة) .
(8) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (5/315) ، وأحمد في "مسنده" (4/388 رقم 19459) .
(9) فَصَل أبو زرعة وأبو حاتم في المسألة التالية رواية حماد عن رواية همام، فذكرا أن همامًا هو الذي يرويه هكذا، وأما حماد فلم يذكر عمرو بن شعيب.
(4/289)
ورواه المُثَنَّى بن الصَّبَّاح (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب (2) ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الشَّريد، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قلتُ لَهُمَا: أيُّها (4) الصَّحيحُ (5) ؟
قَالا: الصَّحيحُ: حَدِيثُ حجَّاج بْنِ أَرْطاة وَحُسَيْنٍ المُعَلِّم- وحسينٌ أحفظُهم - عَنْ عمرو ابن الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ (6) .
1430 - وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (8) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ؟
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (4/223) .
(2) من قوله: «عن الشريد، عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) من قوله: «ورواه المثنى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) و (ك) : «أيهما» .
(5) قوله: «الصحيح» سقط من (ف) .
(6) ورجَّح الترمذي رواية عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أبيه. انظر "العلل الكبير" للترمذي (383) . وقال في "الجامع" (1368) عن حديث الطائفي هذا: «حديث حسن» .
وأشار الدارقطني في"العلل" (7/15) للاختلاف على عمرو بن شعيب، ولم يرجِّح.
(7) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1436) .
(8) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (381) ، والنسائي في "الكبرى" (11713/الرسالة) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/122) ، والطبراني في "الأوسط" (8146) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعيد (كذا!) ، عن قتادة، عن أنس إلا سعيدُ ابن أبي عَروبة، تفرَّد به عيسى بن يونس، وعند عيسى-أيضًا-: حديث قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ» . وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1368) : «ولا نعرف حديث قتادة، عن أنس إلا من حديث عيسى بن يونس» .
(4/290)
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ همَّامٌ، وحمَّادُ (1) بنُ سَلَمة؛ فَقَالَ حمَّاد: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّريد، وَقَالَ همَّام: عَنْ قَتَادَةَ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنِ الشَّريد (2) .
وَقَالا: نظنُّ (3) أنَّ عيسى وَهِمَ فيه؛ لِشَبَهِ (4) «الشَّريد» بِـ «أَنَسٍ» .
قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ «قَتَادَةُ عَنِ الشَّريد» ؛ لأنَّ ابنَ أَبِي عَرُوبة فِيمَا قَالَ: عَنْ أَنَسٍ؛ لَوْ كَانَ بَيْنَهُمْ (5) عَمرٌو، كَانَ يَقُولُ، فلمَّا قَالَ: أَنَسٌ، دَلَّ عَلَى أنه عن (6) الشَّريد، و «أنس» يُشبهُ «شَريد» (7) .
_________
(1) في (ك) : «همام أبو حماد» .
(2) في المسألة السابقة لم يذكرا فرقًا بين رواية حماد ورواية همام.
(3) في (ف) : «الذي نظن» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فشبه» . والمثبت من (أ) ، ونحوه في (ش) إلا أن لامها قصيرة.
(5) كذا، والجادَّة أن يقال: بينهما، كما هو ظاهر؛ لكنَّ ما ههنا يخرَّج على وجهَيْن ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (74) .
(6) في (ف) : «من» .
(7) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الدال، والمراد أن رَسْمَ كلمة «أنس» يُشْبه رسم كلمة «الشريد» فكأنَّ أبا حاتم يقول: إنَّ عيسى بن يونس تصحَّفَتْ عليه كلمة «الشريد» فقرأها «أنس» ؛ لتقاربهما في الرسم؛ وعلى ذلك فيحتمل قوله: «الشريد» وجهَيْن:
الأوَّل: حكاية رَسْمه؛ فتقرأ العبارة بالسكون: «وأَنَسْ يُشْبه شَرِيدْ» ، أي: رسم «أَنَسْ» يشبه رسم «الشَّرِيدْ» .
والثاني: إعراب آخر الكلمة بالنصب مفعولاً به؛ وكانت الجادَّة على ذلك أن يقال: «شريدًا» بألف تنوين النصب، ولكنَّها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/291)
وَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ عِنْدَنَا: قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنِ الشَّريد، ووَهِمَ (2) فِيهِ عِيسَى (3) .
1430/أ - وَقَالَ أَبِي (4) فِي حديثٍ رَوَاهُ نائل بن نَجِيح (5) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «قال» بلا واو.
(2) في (ك) : «وهم» بلا واو قبلها.
(3) قال أبو داود في "مسائله" (1902) : «سمعت أحمد قال: عند عيسى حديث أنس؛ يعني: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة. قال أحمد: ليس بشيء. فقلت لأحمد: كلاهما عنده؟ أعني: عند عيسى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وعن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سمرة، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة؟ فلم يَعْبأ إلى جمعه الحديثين وأنكر حديث أنس» . اهـ.
قال الترمذي في "العلل الكبير" (381) سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «الصَّحِيحُ: حديث الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس ليس بمحفوظ، ولم يُعرف أن أحدًا رواه عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، عن أنس؛ غيرُ عيسى بن يونس» .
وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/207) : «وهو معلول، وإنما المحفوظ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة» . ثم ذكر أن ابن أبي خيثمة أخرج الحديث في "تاريخه" من طريق أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، عَنْ عِيسَى، ثم قال: «قال أحمد ابن جناب: أخطأ فيه عيسى بن يونس» .
ونقل الضياء في "المختارة" (7/124) عن الدارقطني قوله: «رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ووهم فيه، وغيرُه يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن، عن سمرة. وكذلك رواه شعبة وغيره عن قتادة وهو الصَّواب» .
وانظر المسألة الآتية برقم (1436) ، وانظر "نصب الراية" (4/172-173) .
(4) نقل هذه المسألة ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/62) .
(5) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والطبراني في "الصغير" (569) ، وابن عدي في "الكامل" (7/56) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108 و109) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (985) .
قال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا نائل، تفرَّد به محمد بن سنان» .
وقال ابن عدي: «وهذا عن الثوري لا أعلم روى عنه غير نائل بن نجيح» . وقال أيضًا: «ولنائل غير ما ذكرت، وأحاديثه مظلمة جدًّا، وخاصة إذا روى عن الثوري» .
(4/292)
الثَّوْري، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا شُفْعَةَ لِلنَّصْرَانِي.
قَالَ: هُوَ باطِلٌ (1) .
1431 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، فَإِذَا قُسِمَ، ووَقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَةَ؟
_________
(1) روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) بإسناده إلى الدارقطني أنه سئل عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) ، وهو وهمٌ، والصَّواب: عن حميد الطويل، عن الحسن من قوله» . ورواية الحسن أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/109) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) .
وبيَّن العقيلي أن هذا أولى من حديث نائل. وقال الخطيب عن حديث الحسن: «وهو الصحيح» . وقال البيهقي: «هذا هو الصَّواب من قول الحسن» . وانظر لهذه المسألة: " أحكام أهل الذمة" لابن القيم (1/586-600/دار الرمادي) .
(2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/124) بعض هذا النص بتصرف.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14391) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/296 رقم 14157) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1080/ المنتخب) ، والبخاري في "صحيحه" (2213) ، وأبو داود في "سننه" (3514) ، والترمذي في "جامعه" (1370) ، وابن ماجه في "سننه" (2499) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه بعضهم مرسلاً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
(4/293)
قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ كلامَ النبيِّ (ص) : هَذَا القَدْرُ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفعةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» قَطْ (1) ، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ بقيَّةُ الْكَلامِ هُوَ كلامَ جَابِرٍ: «فَإِذَا قُسِم، ووقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَة» ، وَاللَّهُ أعلم (2) .
قلتُ له: وبِمَ استدلَلْتَ عَلَى مَا تَقُولُ؟
قَالَ: لأنَّا وَجَدْنَا فِي الْحَدِيثِ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» ، تَمَّ (3) الْمَعْنَى، «فَإِذَا وقَعَتِ الحدودُ ... » ، فَهُوَ كَلامٌ مُستَقبَلٌ، وَلَوْ كَانَ الكلامُ الأخيرُ عن النبيِّ (ص) ، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّمَا جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، وَقَالَ: إِذَا وقعَت الحدودُ ... » ، فلمَّا لَمْ نَجِدْ (4) ذكرَ الْحِكَايَةِ عَنِ النبيِّ (ص) فِي الْكَلامِ (5) الأَخِيرِ؛ استدلَلْنا أنَّ استقبالَ الْكَلامِ الأخيرِ مِنْ جَابِرٍ؛ لأَنَّهُ هُوَ الرَّاوي عَنْ رسولِ الله (ص) هذا الحديثَ.
وكذلك بَعْضُ (6) حديثِ مَالِكٍ (7) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة: «أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ، فإذا وقعَتِ
_________
(1) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وهي التي يقال فيها أيضًا: «فَقَطْ» بزيادة فاء في أولها لتحسين اللفظ، وتستعملان في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرفُ زمان لا تستعمل إلا في النفي، والسياقُ هنا إثبات كما هو ظاهر. وانظر المسألة رقم (92) .
(2) قوله: «أعلم» سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «ثم» .
(4) في (ش) و (ك) : «يجد» .
(5) في (ك) : «والكلام» بدل: «في الكلام» .
(6) كذا تقرأ في (ف) ، وفي بقية النسخ: «نقص» ، والمعنى -والله أعلم-: وكذلك بعض حديث مالك ... ليس من كلام النبي (ص) .
(7) هو: ابن أنس، وروايته أخرجها في "الموطأ" (2/713) .
(4/294)
الحدودُ فَلا شُفْعَة» ، فَيَحتملُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أنْ يكونَ الكلامُ الأخيرُ كلامَ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة، ويَحتَملُ أَنْ يكونَ كلامَ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَدْ ثبَتَ فِي الْجُمْلَةِ قضاءُ (1) النبيِّ (ص) بالشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقْسَم فِي حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، وَعَلَيْهِ العملُ عِنْدَنَا (2) .
1432 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْث (3) ،
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبِيهِ (4) وعُبَيدِالله ابنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الشُّفْعَةُ
_________
(1) في (ش) : «قضى» .
(2) روى ابن عبد البر في "التمهيد" (7/45) بإسناده إلى أبي زرعة قال: «قال لي أحمد بن حنبل: رواية معمر، عن الزهري في حديث الشفعة حسنةٌ. قال: وقال لي يحيى بن معين: رواية مالك أحبُّ إليَّ، وأصحُّ في نفسي مرسلاً: عن سعيد وأبي سلمة» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/437) : «حكى ابن أبي حاتم عن أبيه أن قوله: «فإذا وقعَت الحدودُ ... » إلخ، مُدرَجٌ من كلام جابر، وفيه نظرٌ؛ لأن الأصل: أن كل ما ذُكر في الحديث فهو منه حتى يثبُتَ الإدراج بدليل.
وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجَّح رفعها» . اهـ.
وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (560 و1801) لاختلاف في إسناده، ولم يتعرَّض للإدراج المذكور. وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي (6/102-105) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (7/36-45) .
(3) لم نقف على روايته. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 رقم 13385) من طريق إسماعيل بن توبة القزويني، ثنا، عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه وعبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (4/159) : «وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وكان كذابًا» .
(4) هو: عبد الله بن عمر بن حفص العمري.
(5) وهو: عَمُّ عبد الرحمن.
(4/295)
مَا لَمْ تَقَعِ (1) الحُدُودُ، فَإِذَا وَقَعَتِ الحُدُودُ فَلاَ شُفْعَةَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ فامتَنَع أَنْ يحدِّث بِهِ، وَقَالَ: اضرِبوا عَلَيْهِ.
1433- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا ابْنُ نُفَيل (2) ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ (3) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبَانَ بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ (4) ؛ قَالَ: لا شُفْعَةَ فِي بِئرٍ ولا نَخلٍ، [والأُرَفُ] (5) يَقطَعُ (6) كلَّ شُفْعَة (7) .
_________
(1) في (ت) : «يقع» .
(2) هو: عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْنِ نفيل.
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (4/307) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22065 و22736) ، وصالح ابن الإمام أحمد في "مسائله" (1276) . ومن طريق أبي عبيد رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/105) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن حزم في "المحلى" (9/83) .
ورواه مالك في "الموطأ" (2/717) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم أن عثمان ... . وسأل صالح ابن الإمام أحمد أباه: «أحدٌ يقول: «والأُرَف» غير ابن إدريس؟ فقال: يكفيك بابن إدريس» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14428) من طريق أبي طوالة، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: لا شُفْعَة فِي بئر ولا فَحْل» .
(4) قوله: «عن عثمان» سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) في جميع النسخ: «ولارف» ، والمثبت من "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/307) ، و"النهاية" لابن الأثير (1/39-40) ؛ حيث بيَّنا أن الأُرَفَ: المعالمُ والحدودُ.
(6) قوله: «ولا نخل ولارف يقطع» مكرر في (ف) . وقد أهملت الياء من «يقطع» في (أ) و (ش) ، وأعجمت في بقية النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والأُرَفُ تَقطَعُ» بتأنيث الفعل المسند إلى ضمير «الأرف» ، لكنَّ مجيء الفعل هنا مذكَّرًا جائز. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) .
(7) في (ك) : «الشفعة» .
(4/296)
قَالَ ابنُ (1) إِدْرِيسَ: يَعْنِي المعالمَ والحدودَ.
قَالَ ابْنُ نُفَيل: هَذَا إنما هو: عن محمد (2) ابن أبي بكر، عن أبان ابن عُثْمَانَ.
1434 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمي - المعروفُ بِابْنِ عائِشَة (4)
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الشُّفْعَةُ كَحَلِّ العِقَالِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وَلَمْ يقرَأ عَلَيْنَا (6) فِي كِتَابِ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(2) في (أ) و (ش) : «عن عمر» .
(3) نقل ابن حجر في "التلخيص" (3/125) قول أبي زرعة: «منكر» .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/231) : «ترك أَبُو زُرْعَةَ حديث مُحَمَّد بْن الحارث الحارثي، وَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا فِي كِتَابِ الشفعة» . اهـ. وانظر المسألة التالية.
(4) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2500) من طريق محمد بن بشار، والبزار - كما في "المحلى" (9/91) من طريق محمد بن المثنى- وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق عمر بن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث، به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) .
ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) .
(5) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «السلماني» .
(6) أي: ولم يقرَأه علينا.
(4/297)
الشُّفْعَة، وضرَبْنَا عَلَيْهِ (1) .
1435 - وسُئِلَ (2) أَبُو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عائِشَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عن محمد بن عبد الرحمن (4) بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : لا شُفْعَةَ لِغَائِبٍ وَلا لِصَغِيرٍ؟
فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ بِهَذَا، الغائبُ لَهُ شُفْعَةٌ، والصبيُّ حَتَّى يَكبَرَ» . فَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا هذا الحديثَ.
_________
(1) سئل الدارقطني في "العلل" (257) عن هذا الحديث؟ فقال: يرويه محمد بن عمارة بْن عَمرو بْنِ حزم، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عثمان. قاله صفوان بن عيسى وابن إدريس عنه، ورواه مالك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم، عن عثمان، ولم يذكر أبان، وكلهم وقفوه. ورواه يزيد بن عياض، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . والموقوف أصح، ويزيد بن عياض ضعيف» .
(2) أورد الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/125) هذا الحديث مع الحديث السابق؛ على أنهما حديثٌ واحدٌ عند بعض من أخرجه. وانظر المسألة السابقة.
(3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه البزار - كما في "المحلى" (9/91) - من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق سويد وعمر ابن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) .
ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) .
(4) قوله: «بن عبد الرحمن» سقط من (ك) .
(5) في (ت) : «السلماني» .
(6) في (ف) : «قال» .
(4/298)
1436- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحدَّثنا عَنِ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ سَمُرة بْنِ جُنْدُب، عن النبيِّ (ص) قال: الجَارُ أَحَقُّ بِدَارِ جَارِهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ زُرَيع (5) ، وعبَّادُ بنُ العَوَّام، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ: سَمُرة.
وَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ شُعْبة: فحدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ (6) ؛
حدَّثنا شُعْبة، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» ، وفي (ف) : «وسمعت أبي» ؛ بدل: «وسمعت أبا زرعة» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) .
(3) هو: ابن عُبَيد.
(4) هو: البصري. وانظر المسألتين السابقتين برقم (1429) و (1430) .
(5) في (ت) و (ك) : «رزيع» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) .
(6) هو: الطيالسي هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3517) ، وابن الجارود في "المنتقى" (644) ، والروياني في "مسنده" (786) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6801) .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والبغوي في "الجعديات" (1354) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق بشر بن المفضل، والبغوي في "الجعديات" (985 و1353 و1354) من طريق شبابة بن سوار ومحمد بن جعفر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق عيسى بن يونس، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق الحسن بن صالح، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/326) من طريق هاشم بن القاسم، جميعهم عن شعبة، به.
(4/299)
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عن النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ، وَهُوَ الصَّحيحُ.
قَالَ أَبُو محمد: كأنَّ روايةَ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (1) : عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) بنحوه؛ وهو (3) الصَّحيحُ.
أَخْبَرَنَا أَبِي؛ ثَنَا (4) أَحْمَدُ بْنُ جَناب (5) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يونس، عن
_________
(1) لم نقف على روايته. لكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن حبان - كما في "إتحاف المهرة" (1564) - والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6803) من طريق إسحاق بن راهويه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق علي بن بحر وأحمد بن جناب، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22712) ، وأحمد في "مسنده" (5/12 و13 رقم 20128 و20147) ، والترمذي في "جامعه" (1368) ، والروياني في "مسنده" (823) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6804) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (946) ، وأحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والروياني في "مسنده" (799) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6807) من طريق هشام الدستوائي، وأحمد في "مسنده" (5/8 و18 رقم 20088 و20195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6802) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/106) من طريق همام، وأحمد في "مسنده" (5/17 رقم 20183) ، والطبراني في "الكبير" (7/193 رقم 6800) من طريق حماد بن سلمة، والروياني في "مسنده" (866) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6805) من طريق عمر بن عامر، جميعهم عن قتادة، به.
(2) هنا انتهت المسألة في (أ) و (ش) ، وسقط ما بعده إلى آخر المسألة لانتقال النظر.
(3) في (ت) : «هو» بلا واو.
(4) قوله: «ثنا» سقط من (ت) و (ك) .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، وأبو بكر بن أبي خيثمة في "تاريخه"، كما في "إتحاف المهرة" (1564) . ونقل ابن أبي خيثمة عن أحمد بن جناب قوله: «أخطأ فيه عيسى بن يونس» . وانظر المسألة رقم (1430) .
(4/300)
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سَمُرة، عن النبيِّ (ص) .
1437 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (2) حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، واختُلِفَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة:
فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ مَيْمون (3) ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1433) .
(2) في (ف) : «وسُئل أبي عن» ، وفي (ت) و (ك) : «وسئل عن» .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (ص209/القسم المتمم) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن أبان بن عثمان، يخبر عن أبيه، عن عثمان، به.
(4/301)
حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ، عَنْ أَبِيهِ أبانَ (1) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) عُثْمَانَ (3) بْنِ عفَّان؛ أَنَّهُ قَالَ: لا مُكابَلَة (4) ، فَإِذَا وقَعَت الحدودُ فَلا شُفْعَة.
وروى أبو الأصْبَغ عبد العزيز بْنُ يَحْيَى الحَرَّاني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنَ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عثمانَ بنِ عفَّان (5) ؟
فَقَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الرحمن بْنِ أبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ (6) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَذَا رَوَاهُ سَعْدان بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عثمان.
_________
(1) قوله: «عن أبيه أبان» سقط من (ك) .
(2) قوله: «أبيه» من (ت) و (ك) فقط.
(3) قوله: «عن أبيه عثمان» سقط من (ف) .
(4) لم تنقط الباء في (ش) ، وفي (أ) : «لا مكايلة» ، وفي (ت) و (ك) : «لا مكايدة» ، وكذا في (ف) ، إلا أن الياء لم تنقط.
والمُكَابَلَة: من الكَبْل؛ وهو القَيْد، ومعناه: الحَبْسُ عن الحَقِّ، والمرادُ: إذا حُدَّت الحدود فلا يُحبَسُ أحدٌ عن حَقِّه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/306) ، و"النهاية" لابن الأثير (4/145) .
(5) عثمان بن عفان: هو جَدُّ عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، والأب قد يطلق في اللغة على الجد. وجاء في (ت) و (ف) و (ك) : «عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أبيه عثمان بن عفان» .
(6) قوله: «عن أبيه عن عثمان» مكرر في (ك) .
(4/302)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي اللِّبَاسِ
1438 - وحدَّثنا (2) عليُّ بْنُ الْحَسَنِ الهِسِنْجاني (3) ؛ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ (4) بْنِ حَنْبل يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثَناهُ به (5) :
حدَّثنا
_________
(1) في (ت) فقط: «باب علل» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(3) في (ك) : «الهستحاني» .
(4) قوله: «بن محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في (ك) : «حدثنا به» .
ورواية الإمام أحمد هذه أخرجها هو في "مسنده" (4/163 رقم 17491) .
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (45) من طريق أحمد ابن مَنيع، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7113) من طريق عمرو الناقد، وابن الجارود في "المنتقى" (770) من طريق زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن هشيم به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق عبد الله بن عمرو، وأحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7106) من طريق حماد بن سلمة، والدارمي في "مسنده" (2433) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/228 رقم 7118) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "الشمائل" (43) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) من طريق شعيب بن صفوان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1140) ، وعبد الله ابن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشْكُري، جميعهم عن عبد الملك بن عمير به. وعندهم جميعًا: «أتيتُ النبيَّ (ص) ومعي ابنٌ لي» .
ورواه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/163 رقم 17499) من طريق سليمان الشَّيباني عن إياد بن لقيط به. وعنده: «ومعي ابنٌ لي» .
ووراه الثوري واختُلِف عليه، فرواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق قَبيصة، عن الثوري عن إياد به بلفظ: «ومعي ابنٌ لي» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المسند" (800) ، وأحمد في "المسند" (2/226 رقم 7104) و (4/163 رقم 17493) من طريق وكيع، وأحمد (2/226 رقم 7107) ، والطبراني في "الكبير" (22/280 رقم 717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، وأبو داود في = = "سننه" (4208) ، والنسائي في "سننه" (5083) من طريق ابن مهدي، ثلاثتهم عن الثوري به، وفيه أنه أتى مع أبيه إلى النبي (ص) وهو المحفوظ عن سفيان الثوري.
ورواه الشافعي في "مسنده" (2/98) ، والحميدي في "مسنده" (890) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23413) ، وأحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17492) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي (4832) من طريق عبد الملك بن أبجر، وابن سعد في "الطبقات" (1/426) ، وأحمد (2/226 رقم 7109) ، والدارمي (2434) ، وأبو داود (4065 و4206 و4495) ، وابن حبان في "صحيحه" (5995) من طريق عبيد الله بن إياد، وابن أبي شيبة في "المسند" (801) ، و"المصنف" (25069) ، وأحمد (4/163 رقم 17494) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1141) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7112) ، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 721) من طريق علي بن صالح، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/226 رقم 7115) ، و (4/163 رقم 17496) من طريق قيس بن الربيع، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 723) من طريق صدقة بن أبي عمران، وأبو نعيم في "الحلية" (7/231) من طريق مسعر، جميعهم عن إياد، عن أبي رمثة قال: خرجتُ مع أبي ... فذكره.
قال أبو نعيم: «مشهورٌ من حديث إياد، عن أبي رمثة - واسمه رفاعة بن يثربي - غريبٌ من حديث مسعر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7108) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1144) ، والطبراني في "الكبير" (22/378 رقم 713) من طريق عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رمثة، به، وفيه: أنه أتى إلى النبي (ص) مع ابن له.
(4/303)
هُشَيم؛ أخبرنا عبد الملك (1) ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيط؛ حدَّثنا أبو رِمْثَة التَّيْمي؛ قال: أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي، فَقَالَ (2) : هَذَا ابْنُكَ؟ قلتُ: [أشهَدُ بِهِ] (3) ، قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ. قَالَ: ورأيتُ الشَّيْبَ أَحمَرَ.
_________
(1) هو: ابن عُمَير.
(2) في (أ) و (ش) : «فيقول» .
(3) في جميع النسخ: «أشهدته» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة.
(4/304)
فسمعت ُ عليَّ بن الحسن (1) يَقُولُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: غَلِطَ - يعني هُشَيمً (2) - فِي هَذَا فِي موضعَين (3) : قَالَ: «أبو رِمْثَة (4) التَّيْمي (5) » ؛ وإنما هو: «التَّميمي (6)
» ، وقال: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» (7) .
1439 - وسألتُ (8) أَبَا زرعة عن حديثِ النبيِّ (ص) في تَخَتُّمِهِ:
_________
(1) في (ك) : «الحسين» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو إما مرفوعٌ على أنه أراد تكرار الفعل، أي: يعني: غَلِطَ هشيمٌ. أو منصوبٌ مفعولاً به لـ «يعني» ؛ وحينئذ فقد رُسِم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) توبع هُشَيم - كما سبق - من قِبل جَمْع من الثقات في روايته عن عبد الملك على هذا الوجه، ويشبه أن يكون الخطأ في الموضع الثاني من عبد الملك نفسه؛ لمخالفته بقية الرواة عن إياد بن لقيط، والله أعلم.
(4) في (أ) : «أبو ررمثة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) ، أو: «أبو درمثة» ، وفي (ك) : «أبي رمثة» ، وقبل الراء حرف مشتبه، أو فراغ ملأه الناسخ.
(5) في (ك) : «التميمي» .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «التيمي» .
وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (33/316) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/133-134) الخلاف في اسم أبي رمثة ونسبته هذا، ولم يرجِّحا. ووقع عند أحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17493) : «التميمي» وعنده أيضًا (2/226 رقم 7104 و7107) : «التيمي» . والظاهر أنه يجوز فيه أن يقال: «التيمي» ، و «التميمي» ؛ لأنه من «تَيْم الرَّباب» كما عند الترمذي في "الشمائل" (43) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) . والرَّباب بطنٌ من تميم. انظر "الأنساب" للسمعاني (1/360) ، و (2/290-291) ، و"تاريخ الطبري" (4/87) .
(7) كذا في جميع النسخ! وفي هامش (أ) و (ش) ما نصه: «لعله: ابنُ ابنٍ لي» ، والصواب: «أتيت النبي (ص) مع أبي» كما تقدم في التخريج، والله أعلم.
(8) انظر المسألة الآتية برقم (1451) .
(4/305)
أَفِي يَمينِهِ (1) أصَحُّ أَمْ فِي (2) يَسَارِه (3) ؟
فَقَالَ (4) : فِي يمينِهِ الحديثُ أكثَرُ، وَلَمْ يَصِحَّ هَذَا وَلا هَذَا (5) .
1440 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عبد الله الحَمَّال، عن [سعد] (6) بن عبد الحميد بن جعفر، عن العبَّاس
_________
(1) في (ك) : «في أيمنه» .
(2) قوله: «في» سقط من (ك) .
(3) قال الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص144- 161) : «ويجوز التختم في اليمين واليسار، واختلف الناس في أفضلهما، فقالت طائفةٌ: التختم في اليسار أفضلُ، وهذا نصُّ أحمد في رواية صالح، قال: "التختم في اليسار أحبُّ إلي" قال: "وهو أقوى وأثبت" ونقل نحوه الفضل بن زياد. وهو أيضًا مذهب مالك، وروي عنه أنه كان يلبَسُه في يساره، وكذلك الشافعي. ورُوِّينا في صحيح مسلم عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى. ورجَّحت طائفةٌ التختم في اليمين. وهو قول ابن عباس وعبد الله بن جعفر، وقولُ أحمد في التختم في اليسار: "هو أقوى وأثبت"، إشارةً إلى أن تقديمَ رواية ثابت، عن أنس في ذلك، وأنها أصحُّ الروايات في هذا الباب: موافقٌ لما ذكره الدارقطني من أن هذا هو المحفوظ عن أنس وأن ما روي عن ابن عمر في ذلك لا يثبت» . اهـ باختصار شديد.
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(5) روى مسلم في "صحيحه" (2094) من طريق يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أن رسول الله (ص) لبس خاتم فضَّة في يمينه. وروى مسلم أيضًا (2095) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى.
وانظر كلام أبي حاتم على هذه الطريق في المسألة رقم (1451) . ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/693) عن الدارقطني قوله: «والمحفوظ ذكرُ الخاتم دون ذكر اليمين واليسار» . ونقل ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص160) عن الدارقطني قوله: «الحفاظ الأثبات لم يذكروا فيه التختم في اليمين ولا في غيرها» .
(6) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهو خطأ وصوابه: «سعد» كما في "التاريخ الكبير" (4/61) و (7/5) ، و"الجرح والتعديل" (4/92) ، و"تهذيب الكمال" (10/285) .
والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1150) - قال: حدثنا الحسن بن الصباح، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (456) عن جعفر بن عامر البزار ونصر بن داود، ثلاثتهم قالوا: ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا العباس بن الفضل ... فذكره.
والحديث في "مسند أبي يعلى" (929) ، و"المقصد العلي، في زوائد أبي يعلى الموصلي" للهيثمي (1/151 رقم 322) عن الحسن بن الصباح، ثنا العباس بن الفضل، به. ليس بينهما سعد بن عبد الحميد.
(4/306)
بْنِ الفَضْل الأَزْرَقِ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَان، عَنْ عُبَيد بْنِ عَلِيٍّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، عَنْ (2) أَبِي أُنَيْسة، عَنْ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ (ص) وخرجنا معه، فمرَّ بِرَجُلٍ (3) مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ، فقال النبيُّ (ص) : غَطِّ فَخِذَيْكَ يَا مَعْمَرُ! فَإِنَّهُمَا (4) مِنَ العَوْرَةِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو شَيبة يَحْيَى (5) بْنُ يَزِيدَ (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسة ... بإسنادٍ له.
_________
(1) في "مسند أبي يعلى": «عقبة بن علي» ، وفي "المقصد العلي": «عتبة بن علي» ، وفي "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (932) : «عبيد الله بن علي» حيث روى هذا الحديث من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بن علي بالإسناد الذي رجَّحه أبو حاتم في آخر المسألة. وفي "مكارم الأخلاق": «عبيد بن يعلى» .
(2) في "إتحاف الخيرة": «بن» بدل: «عن» .
(3) في (ت) و (ك) : «رجل» .
(4) في (ك) : «فإنها» .
(5) في (ك) : «عن يحيى» .
(6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (932) من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن العلاء، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش قال: خرج رسولُ الله (ص) ... فذكره.
وانظر "المنتخب" لعبد بن حميد (367) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (19/245-247 رقم 550-555) .
(4/307)
1441 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء القَزويني (2) ، عَنِ ابن لَهِيعَة (3) ، عَن عُقَيل (4) ، عَنِ مَكْحول؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبيِّ (ص) أربعةَ أَذْرُعٍ وَنِصْفٍ (5) ، فِي ذراعَين ونصفٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ (6) : كَذَا حدَّثني أَبُو هَارُونَ! وحدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (9) ، عَنْ عُرْوَة؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبي (ص) ... .
_________
(1) في (ت) : «سألته» ، وفي (ك) : «سألت أبي» ، وفي (أ) و (ش) : «وسألت أبا زرعة» .
(2) هو: موسى بن محمد.
(3) هو: عبد الله.
(4) هو: ابن خالد.
(5) في (ف) : «أربعة أذراع ونصف» ، والأذرع: جمع ذراع، وهي مؤنَّثة عند أكثر العرب، وتُذكَّر عند بعضهم. وعلى ذلك فقوله هنا: «أربعةَ أَذْرُعٍ» جائز على لغة من يذكِّر الذراع. ولو أنثها لقال: أربع أذرع. انظر "المصباح المنير" (ص207- ذ ر ع)
وقوله: «ونصفً» كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «يقول» من (ف) فقط.
(7) لم نقف على روايته، لكن أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/458) من طريق عبد العزيز الأويسي وابن المبارك، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (280 و281) من طريق محمد بن معاوية وابن المبارك، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/193) من طريق منصور بن عمار، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت: كان طولُ رداء النبيِّ (ص) أربعةَ أذرع وشِبرًا في ذراع وشِبر.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل. المعروف بيتيم عروة.
(4/308)
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (1) أصَحُّ (2) ؟
قَالَ: لا يُضبَطُ عِنْدِي، جَمِيعًا ضَعِيفَينِ (3) .
1442 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (4) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) اشْتَرَى حُلَّةً يَمَانيةً ببِضْعٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا (5) .
وَرَوَاهُ همَّام (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... ؟
_________
(1) في (ف) : «أيهما فأيهما» .
(2) قوله: «أصح» ليس في (ف) .
(3) كذا في جميع النسخ، وهي صحيحةٌ في العربية، وتتخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على قوله: «جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4035) بلفظ: إن رسول الله (ص) اشترى حُلَّةً ببضعة وعشرين قلوصًا، فأهداها إلى ذي يَزَن.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ببِضْعة وعشرين دينارًا» ؛ لأنَّ الدينار مذكَّر، ولفظ «البضع» يخالف المعدود في نوعه تذكيرًا وتأنيثًا؛ وما وقع في النسخ يخرَّج على حمل «الدينار» على معنى القطعة من الذهب ونحو ذلك، وهذا من حمل المذكَّر على معنى المؤنَّث، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (81) .
وانظر "النهاية" (1/134) .
لكنَّ الظاهر عندنا أنَّ كلمة «دينار» سهو؛ وأنَّ الصواب: ببضع وعشرين ناقةً أو أوقية أو نحوهما؛ كما في مصادر التخريج، والمعدود هنا مؤنَّث ولا إشكال فيه، وقد تكون كلمة «دينار» مصحَّفة عن أحد هذه الألفاظ، والله أعلم.
(6) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3108) بلفظ: إن النبي (ص) اشترى حلَّة بسبع وعشرين ناقةً، فلبسها. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/461) من طريق الفضل بن دكين، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة بتسع وعشرين أوقيَّة.
ورواه أيضًا من طريق عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، عَنْ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة - وإما قال: ثوبًا - بتسع وعشرين أوقيَّة.
(4/309)
قَالَ أَبِي: قصَّر همَّام، وَزَادَ حمَّاد، وَهِيَ زيادةٌ صَحِيحَةٌ (1) .
1443 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: نَهَانِي رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ (3) ، وأنْ أَقْرَأَ وَأَنَا راكعٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ حُنَين؛ وَهِمَ فِيهِ حمَّاد (4) .
1444 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، عَنْ عُبَيد بْنِ نِسْطَاسٍ (7) ؛ قَالَ: رأيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بعِمامَةٍ سوداءَ ثُمَّ يُرسِلُهَا خلفَهُ؟
_________
(1) يعني: زيادة صحيحة عن علي بن زيد، وإلا فالحديث ضعيفٌ لأمرين ذكرهما المنذري في "مختصر السنن" (6/26) فقال: «هذا مُرسَل. وفي إسناده عليُّ بن زيد ابن جُدْعان، ولا يحتجُّ بحديثه» . اهـ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (233) ، وانظر المسألة رقم (1464) .
(3) تقدم تفسير القَسِّي في المسألة رقم (233) .
(4) لم يُذْكَرْ جوابُ أبي زرعة عن هذه المسألة، فيحتمل وجوهًا، منها: أنَّ يكون ذِكْرُ أبي زرعة في السؤال وَهَمًا من المصنِّف أو من النُّسَّاخ؛ ويشهد لهذا أنَّ هذه المسألة تقدمت برقم (233) بنصِّها سؤالاً وجوابًا، موجَّهة إلى أبي حاتم فقط. ومنها: أنْ يكون السؤال وُجِّهَ إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فأجاب أبو حاتم ووافقه أبو زرعة ولم ينكر عليه، والراجح الأول، والله أعلم.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(6) روايته أخرجها ابن سعد في"الطبقات" (5/138) من طريق قبيصة بن عقبة، عنه، به.
(7) في (ت) و (ك) : «بسطاس» .
(4/310)
فَقَالا: وَهِمَ فِيهِ الثَّوْري؛ إِنَّمَا هو: عثمان (1) بن [نِسْطاس] (2) مولى كَثِيرِ بنِ الصَّلت، فَقَالَ هُوَ: [عُبَيد] (3) .
1445 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ همَّام (5) ، عَنْ قتادة، عن بكرِ بنِ عبد الله المُزَني وبِشْرِ بنِ عَائِذٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (6) هَذَا الحديثَ شُعْبةُ (7)
فَقَالَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرٍ وبِشْرِ بْنِ [الْمُحْتَفِز] (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّمَا
_________
(1) ويقال أيضًا: «عثيم» ؛ كما في "الجرح والتعديل" (7/37 رقم198) ، و"التاريخ الكبير" (7/79 رقم 364) . والحديث من هذا الوجه رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/138) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عثيم بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بن المسيب عليه عِمامةٌ سوداءُ.
(2) في جميع النسخ: «بسطام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/171 رقم936) .
(3) في جميع النسخ: «عبيدة» ، وتقدم على الصَّواب في أول المسألة.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(5) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2049) ، وأحمد في "مسنده" (2/68 و127 رقم 5364 و6105) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78-79) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (9591) . ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "الحلية" (2/231) وقال: «هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر، لم يجمعهما إلا قتادة» . وقال البخاري: «ويقال: إن بشرًا قديم الموت، لا يشبه أن قتادة أدركه» .
(6) في (ك) : «رواه» .
(7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/51 رقم 5125) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78) ، والنسائي في "المجتبى" (5307) .
ورواه البغوي في "الجعديات" (974) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، به مرفوعًا.
(8) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صُوِّبت إلى: «المحتقر» ، وعليها علامة التصحيح، وفي (ت) و (ك) : «المحتص» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/365 رقم 1405) ، و"تهذيب الكمال" (4/144) ، ومصادر التخريج. قال ابن أبي حاتم: «سئل أَبُو زُرْعَةَ عنه؟ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ» .
(4/311)
يَلْبَسُ الحَرِيرَ مَنْ لا خَلاقَ (1) لَهُ.
فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شُعْبةُ أحفظُ.
وَقَالَ أَبِي: همَّامٌ أعلمُ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ مِنْ (2) شُعْبة، يَحتملُ أنْ يكونَ (3) أَصَابَا جَمِيعًا؛ لأنَّ [الْمُحْتَفِز] (4) لَقَبٌ (5) ، وعائذٌ اسْمٌ، فيحتملُ أَنْ يَكُونَ كذا.
1446- وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِير (6)
أَبُو غسَّان، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ سيفُ رسول الله (ص)
_________
(1) في (ف) : «من خلاق» .
(2) في (ت) و (ك) : «عن» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أن يكونا أصابا ... » ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (679) .
(4) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «المحتقر» ، وسبق تصويبه.
(5) في (ف) : «ليت» .
(6) في (ت) : «ابن أبي كثير» ، ثم ضرب على قوله: «أبي» . وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى" (2/76) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1402) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (404) ، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" (877) .
ورواه أبو داود في "سننه" (2585) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) من طريق يحيى بن كثير به بلفظ: «إن قبيعة سيف رسول الله (ص) كانت من فضة» .
(4/312)
حَنَفِيًّ (1) ، وحِلْيتُه فِضَّة (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ أَبُو عُبَيدة الحَدَّاد (3) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: هو الصَّحيحُ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال إبراهيم الباجوري في "المواهب اللَّدنية، على الشمائل المحمدية" (ص220) : «وكان سيفه حنفيًّا: نسبة إلى حنيفة، وهم قبيلة مسيلمة؛ لأنهم معروفون بحسن صنعة السيوف، فيحتمل أن صانعه كان منهم، ويحتمل أنه أتى به من عندهم» . وبنحوه قال السندي كما في حاشية "مسند أحمد" (33/378/الرسالة) .
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام" (ص512/السيرة النبوية) : " وأخذ [يعني: النبي (ص) ] من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفًا "قلعيًّا"، منسوبٌ إلى مرج القَلعة - بالفتح - موضع بالبادية، و «البتَّار» و «الحَنيف» . اهـ.
ووقع في "تركة النبي (ص) " لحماد بن إسحاق (ص 102) : «الحيف» بدل: «الحنيف» ، ووقع في "تاريخ الطبري" (3/418) ، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2/180) : «الحتف» . وانظر "البداية والنهاية" لابن كثير (8/369-370/دار هجر) .
(3) هو: عبد الواحد بن واصل. روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (683) ، وفي "الشمائل" (108) .
وأخرجه أحمد في "مسنده" (5/20 رقم 20229) ، والترمذي في "الشمائل" (109) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1630) ، وابن عدي في "الكامل" (5/170) من طريق محمد بن بكر البُرساني، عن عثمان بن سعد، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلَّم يحيى بن سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب، وضعَّفه من قِبَل حفظه» . والحديث ضعفه أبو داود في "السنن" (2585) . وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ص513/السيرة النبوية) : «رواه عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سيرين، وليس بالقوي» .
(4/313)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُبَيدة أحفظُ.
فَقُلْتُ (1) : الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنْ يَحْيَى بْنِ كَثِير (2) .
1447 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر (3) ، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) شَبَرَ (5) لبعض من تَلِيهِ ذَيْلَهَا، فَقَالَ: لا تَزِيدِينَ (6) عَلَى شِبْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ (8) ، عن
_________
(1) في (ش) و (ك) : «قلت» .
(2) في (ك) : «ابن أبي كثير» .
(3) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3796) ، والطبراني في "الأوسط" (5936) ، والضياء في "المختارة" (6/70 رقم 2051) .
قال الطبراني في: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ حميد إلا معتمر، تفرَّد به ضرار بن صُرَد» .
(4) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(5) يقال: شَبَرَهُ يَشْبُرُهُ ويَشْبِرُهُ، من بابي نَصَرَ وضَرَبَ، أي: قاسَهُ أو قدَّره بالشِّبر، ومنه قولهم: «مَنْ لَك أن تَشْبُرَ البسيطةَ؟!» يضربُ مثلاً لمن يتكلَّف ما لا يطيق. ويقال فيه أيضًا: شَبَّرَ تشبيرًا، بتضعيف عين الفعل. انظر "المصباح المنير" (ص158) و"تاج العروس" (7/4-6) .
(6) في (ف) : «لا تزيد» ، وما أثبتناه من بقية النسخ، والجادَّة: «لا تزيدي» . ولكنَّ ما في النسخ مُتَّجه في العربية على أنَّ «لا» هنا نافيةٌ بمعنى النهي - والفعل بعدها مرفوع؛ ولذا ثبتَتْ فيه نون الرفع - وهذا أبلغ من كونها ناهيةً لفظًا ومعنًى، وقد وضَّحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) .
(7) قوله: «إنما هو» سقط من (ف) .
(8) في (ف) : «أنس» بدل: «الحسن» .
(4/314)
النبيِّ (ص) (1) ،
ويَهِمُ فِي حديثٍ (2) آخَرَ أَيْضًا؛ يَقُولُ: عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) .
1448 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعْمان بْنِ رَاشِدٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن عَطَاء ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني؛ قَالَ: جَلَسَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهِ (5) خَاتَمٌ مِن ذهبٍ، فقَرَعَ رسولُ الله (ص) يدَه (6) بقَضِيبٍ ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ يونس (7) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ
_________
(1) أخرجه معمر في "جامعه" (19985) من طريق حفص = = ابن سليمان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24882) من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن الحسن، عن النبي (ص) به مرسلاً.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/299 رقم 26554) من طريق علي بن زيد، عن أمِّ الحسن، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) شَبَر لفاطمة شِبرًا من نطاقها.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/178/أ-ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أشبه» .
(2) قوله: «في حديث» مكرر في النسخ عدا (ك) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (1453) .
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/416) ، وأحمد في "مسنده" (4/195 رقم 17749 و17751) ، والنسائي في "المجتبى" (5190) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/261) ، وابن حبان في "صحيحه" (303) ، والطبراني في "الكبير" (22/216 و217 رقم 578 و579) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/200) .
(5) قوله: «وعليه» سقط من (ت) و (ك) .
(6) قوله: «يده» سقط من (ف) .
(7) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (5191) .
قال النسائي: «وحديث يونس أولى بالصَّواب من حديث النعمان» .
ورواه النسائي (5192 و5193) من طريق الأوزاعي وإبراهيم بن سعد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ: أن النبي (ص) ، به.
ورواه النسائي (5194) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به مرسلاً.
قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (1165) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، واختُلِف عنه؛ فرواه النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي ثعلبة. ورواه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ العمري وبشر بن الوليد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس، ووَهِما فيه. وغيرهما يرويه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري مرسلاً. ورواه الحفَّاظ من أصحاب الزهري، عنه، عن أبي إدريس الخولاني أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) لبس خاتمًا، وهو الصَّحيح» .
(4/315)
أَبِي إِدْرِيسَ (1) ، عَنْ رجلٍ مِن أصحابِ رسول الله (ص) ، عن النبيِّ (ص) .
1449 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شيخ ٍ الهُنَائي (3) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عن
_________
(1) هو: الخولاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله.
(2) روايته في "جامعه" (19927) . ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (217) مختصرًا، وأحمد في "مسنده" (4/95 رقم 16864) ، والطبراني في "الكبير" (19/352-353 رقم 824) .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/92 رقم 16833) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (419/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3250) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم835) من طريق همام بن يحيى، وأحمد في "مسنده" (4/99 رقم 16909) ، والنسائي في "المجتبى" (5151) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم 826) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأبو داود في "سننه" (1794) من طريق حماد، والطبراني في"الكبير" (19/353 و354 رقم 827 و828) من طريق هشام الدستوائي ومحمد بن عبيد الله العرزمي، جميعهم عن قتادة به.
ورواه أحمد (4/98 رقم 16901) ، والنسائي (5159) ، والطبراني (19/354 رقم 829) من طريق بَيْهَس بن فهدان، والنسائي (5152) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن أبي شيخ، عن معاوية به.
(3) مشهور بكنيته، قيل: اسمه: حيوان - بالحاء المهملة أو المعجمة - بن خالد.
(4/316)
الذَّهَبِ إلاَّ مُقَطَّعًا، وَعَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ (1) ؟
قَالَ أَبِي (2) : رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (3) ؛ حدَّثني أَبُو شيخٍ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّان، عَنْ مُعَاوِيَةَ (4) ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: أدخلَ أَخَاهُ - وَهُوَ مجهولٌ - فأفسد الحديثَ (5) .
1449/أ- قَالَ أَبِي: وَرَوَى سَهْل (6) بْنُ عَقِيل حديثًا (7) منكرًا عن عبد الله بْنِ سِنان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن ابن عمر ح: أنَّ (8) النبيَّ (ص) انْقَطَعَ شِسْعُ (9) نَعْلِهِ، فَأَعْطَاهُ (10) رَجُلٌ شِسْعًا، فقال له: [جَزَاكَ
_________
(1) أي: ركوب جلود النُّمور، أي: وضعها على السرج والرحال. والنمور هي السِّباع المعروفة، واحدُها: = = نَمِر. وإنما نهى عن استعمالها؛ لما فيها من الزِّينة والخُيَلاء، ولأنه زِيُّ الأعاجم. وانظر "النهاية" (5/117-118) .
(2) قوله: «أبي» من (ف) فقط.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/96 رقم 16877) ، والنسائي (5154 و5155) ، والطبراني في "الكبير" (19/354 و355 رقم830 و831 و832) .
(4) في (أ) و (ت) و (ش) : «حمان بن عن معاوية» ، وفي (ش) بياض بمقدار كلمة بعد «بن» ، وفي (ك) : «حماذ عن معاوية» .
(5) قال النسائي في "الكبرى" (9533/الرسالة) : «قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثُه أولى بالصَّواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1225) الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «واضطرب يحيى بن أبي كثير فيه، والقول عندنا قول قتادة وبَيْهَس بن فهدان» .
(6) قوله: «سهل» سقط من (ت) و (ك) .
(7) في (ت) : «ثنا» بدل: «حديثًا» .
(8) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «أن» .
(9) الشِّسْع: أحدُ سُيور النَّعْل، وهو الذي يُدْخَلُ بين الإصْبَعَينِ، ويُدْخَلُ طرَفُهُ في الثَّقْبِ الذي في صَدرِ النَّعْل المشْدود في الزِّمَام. والزِّمامُ: السَّيْرُ الذي يُعْقَد فيه الشِّسْع. "النهاية" (2/472) .
(10) في (ش) : «فأعطا» .
(4/317)
اللهُ] (1) ... ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، [فَاتَنِي] (2)
عَنْهُ ولم أُبالِي (3) ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَ (4) هَذَا الشَّيخ إلا حَدِيثَينِ (5) ، وهما مُنكَران،
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ رسمت هكذا: «حر تلك الله» .
(2) في (ت) و (ك) : «ماتنى» مهملة الحروف، وفي (أ) : «فانثى» ، وفي (ف) : «فاثنى» ، والمثبت من (ش) . والمعنى: فاتني أن أرويَ عنه هذا الحديثَ سماعًا منه، ولكنني لا أبالي؛ لأنَّه لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ - سَهْلِ ابن عَقِيل - إلا حديثان منكران، وهذا - أي: الذي فاتني أن أرويَهُ عنه- أحدهما، ولعلَّ أبا حاتم رَوَى عن سَهْل الحديث الآخر المتقدِّم برقم (806) ، وفي ضَوْء ذلك يُفهَمُ كلامُ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/202 رقم872) ، فقد ذكر في ترجمة سهل، قال: «رَوَى عنه أبي وأبو زرعة؛ سمعتُ أبي يقول: هو صدوق» . اهـ.
وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في المسألة السالفة الذكر (806) مثل ما ذكره عن أبيه في "الجرح والتعديل"، والله أعلم.
(3) في (ك) : «ولا أبالي» ، والمثبت من بقية النسخ، والقياس فيه: «ولم أُبالِ» بحذف الياء من آخره؛ لأنه مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزوم بـ «لم» ، لكنَّ إثبات حرف العلة مع الجازم صحيح في العربية، وقد خرَّجناه وذكرنا شواهده في التعليق على المسألة رقم (228) .
(4) قوله: «لم يكن» سقط من (ك) ، وفيها: «عنه» بدل: «عند» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حديثان» بألف الرفع؛ لأنَّه فاعلُ «يكن» أو اسمُهَا، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، ولنا فيه توجيهان:
الأوَّل: أنَّه مرفوعٌ، والأصل فيه: «حديثان» ، غير أن الألف أميلت فكتبت ياءً، ولا يُلفظ بها إلا ألفًا ممالة، هكذا: «حديثين» ، واجتمع على الألف هنا سببان للإمالة، وهما كسرة النون بعدها، والياء التي قبلها مفصولةً عنها بحرف، وأحدُ هذين السببين كافٍ في جواز الإمالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
والثاني: أنه منصوب على تقدير الاستثناء تامًّا منفيًّا، والمستثنى منه هنا هو ضميرٌ مستتر مرفوع بـ «يكون» - إمَّا الفاعلُ إن كانت تامَّةً، أو الاسم إن كانت ناقصةً - وهو يعود إلى ما يُفهم من السياق، والتقدير: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ شيءٌ من الأحاديث إلا حديثين، ومن شواهد جواز نصب المستثنى في الاستثناء التام المنفي؛ قراءةُ ابن عامر: [النِّسَاء: 66] {فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، والله أعلم.
(4/318)
أحدُهما هَذَا (1) .
1450 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَكْر بْنُ يَحْيَى بن زَبَّان (3) العَنَزي، عَنْ حِبَّان بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ رَزِين (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن أسماءَ؛ قالت: لعَنَ رسولُ الله (ص) مَنْ تَشَبَّهَ (5) مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَمَنْ تشبَّه مِنَ النساءِ بِالرِّجَالِ، وواصلةَ الشِّعْرِ بِالشَّعْرِ. وَأَمَّا القَرامِلُ (6) والسُّيُورُ (7) فَلا بأسَ بِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (8) .
1451 - وسألتُ أَبِي (9) عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بن بَشير (10) ، عن
_________
(1) والآخر سبق برقم (806) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير بُتِرَ آخرها في التصوير نصها: «قد رواه بعضهم عَنْ رَزِينٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن ... » .
(3) في (ت) و (ك) : «ريان» .
(4) هو: ابن حبيب الجُهَني.
(5) في (ك) : «يشبه» .
(6) القَرامِلُ: هي ضفائرُ من شَعْرٍ أو صُوف أو إبْرَيْسَم تَصِلُ به المرأةُ شَعْرها. انظر "النهاية" (4/51) .
(7) السَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيم طُولاً، والسَّيْرُ: شِرَاك النَّعْل، وجمعه: أَسْيارٌ وسُيُور. انظر "لسان العرب" (س ي ر - 4/390) .
(8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25217) قال: حدثنا حفص، عن رزين قال: سمعت فاطمة بنت علي بن أبي طالب تقول: لعن رسولُ الله (ص) واصلةَ الشَّعر بالشَّعر. هكذا مرسلاً، ولعل هذا هو سبب استنكار أبي حاتم للحديث.
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وانظر المسألة رقم (1439) .
(10) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (350) ، وتمام في "فوائده" (1041/الروض البسام) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/374) .
(4/319)
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله، ولَبِسَ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ بعدَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَمَّا قَوْلُهُ: «اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: محمَّدٌ (1) ... » ، فهو صحيحٌ عن النبيِّ (ص) (2) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله» ، فَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ، إلا مارواه عبَّادُ بنُ العَوَّام (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) رواه البخاري في "صحيحه" (65) ، ومسلم في "صحيحه" (2092) من طريق قتادة، عن أنس، به.
(3) روايته أخرجها الترمذي في "الشمائل" (103) ، والنسائي في "المجتبى" (5283) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3119) وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (338) بلفظ: أن النبي (ص) كان يتختَّم بيمينه.
قال الأثرم: «ذكرت لأبي عبد الله: عن عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فأنكره، وقال: مُضطرب الحديث عن سعيد» .
وقال أبو داود: «قلت لأبي عبد الله: حديث عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فلم يعره، وقال: عباد، عن سعيد غير حديث خطأ فلا أدري سمع منه بأخرة أم لا؟» . نقل ذلك الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص 161-162) .
(4) هو: ابن أبي عروبة.
(4/320)
وَرَوَى بعضُهُمْ عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
والْحُفَّاظُ (2) تَرْوِيهِ (3) عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ (4) ، عَنْ أَنَسٍ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَبِسَ (6) فِي يَسَاره (7) .
1452 - وسألتُ (8) أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه ابن عُيَينة (10) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2095) من طريق ابن مهدي، عن حماد به بلفظ: كان خاتم النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخِنصِر من يده اليُسرى.
ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/694) عن الدارقطني قوله: «اختلفت الروايات عن أنس، وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) يتختَّم في يساره، وهو المحفوظ عن أنس» .
(2) الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/471) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ورواه أيضًا (1/471) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/264) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (4/197 و5/490-491) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (3/170 رقم 12738) من طريق محمد ابن جعفر ومحمد بن بكر، والبخاري في "صحيحه" (5872) من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود في "سننه" (4215) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3154) من طريق خالد بن عبد الله، وأبو عوانة (5/491) من طريق أبي عاصم، جميعهم عن سعيد به.
(3) في (ت) : «يرويه» ، وفي (ش) : «يروونه» .
(4) قوله: «عن قتادة» سقط من (ك) .
(5) قوله: «عن أنس» سقط من (ف) .
(6) في (ك) : «ليس» .
(7) سُئل الدارقطني عن هذا الحديث، فأجاب بكلام طويل لخَّصه الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص154-160) فانظره ثَمَّ.
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (2287) .
(9) في (ت) : «وسألته» ، وقوله: «أبي» سقط من (ك) .
(10) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/240 رقم 7274) ، والبخاري في "صحيحه" (5899) ، ومسلم في "صحيحه" (2103) .
ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف" (24989) من طريق ابن علية عن الزهري بمثله.
ورواه معمر في "الجامع" (20175) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. ومن طريق معمر رواه أحمد في "مسنده" (2/260 و309 رقم 7542 و8083) ، والنسائي في "المجتبى" (5070 و5071) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3675) .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والبخاري في "صحيحه" (3462) ، والنسائي (5069) من طريق صالح بن كيسان، وأحمد (2/401 رقم 9209) ، والنسائي (5069) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3673) ، وابن حبان في "صحيحه" (5470) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري بمثله.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9296) من طريق موسى بن أعين، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة به.
قال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدة لإسحاق بن راشد: «لم يرو هذه الأحاديث عن إسحاق بن راشد إلا موسى بن أعين» .
(4/321)
الزُّهري، عن سُلَيمان ابن يَسَار وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ اليَهُودَ والنَّصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ؛ فَخَالِفُوهُمْ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (2) الأَوْزاعيُّ (3) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ لم يذكُر أبا سَلَمة؟
_________
(1) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ك) .
(2) في (ف) و (ك) : «روى» بلا واو.
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد اختُلِف على الأوزاعي فرواه النسائي (5072) من طريق عيسى بن يونس، والطحاوي في "شرح المشكل" (3676) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، وابن عدي في "الكامل" (2/321) من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، ثلاثتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وكذا رواه عن الأوزاعي: الوليد بن مسلم، والوليد ابن مَزْيد، وبشر بن بكر، كما في"العلل" للدارقطني (1747) .
قال ابن عدي: «كذا قال الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، عن الأوزاعي. وغيره قال: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وقال بعضهم: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار وعروة، عن أبي هريرة» .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6001) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والطحاوي في "شرح المشكل" (3677) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ورواه مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الأوزاعي واختُلِف عنه، فرواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/382) من طريق محمد بن خلف وسعيد بن أبي زيدون وابن عمرو وأبو سليم، عن الفريابي، بمثل رواية مبشر وعمرو السابقة. وكذا رواه محمد بن يحيى الذهلي عن الفريابي، كما في "العلل" للدارقطني (1747) .
ورواه الدارقطني في "العلل" (9/265 رقم1747) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/366) من طريق الفضل بن يعقوب الرخامي، عن الْفِرْيَابِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد وأبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
قال الدارقطني: «ووهم في ذكر سعيد» . وقال أيضًا: «ومن قال: "عن سعيد بن المسيب" فقد وهم، ما قاله إلا فضل الرخامي» .
وقال الخطيب: «هكذا روى هذا الحديث فضل الرخامي، عن محمد بن يوسف الفريابي، وتفرَّد بذكر سعيد - وهو ابن المسيب - ورواه محمد بن يحيى الذهلي، عن الفريابي، فلم يذكر سعيدًا، وكذلك رواه الوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس، والوليد بن مَزْيد، وبشر بن بكر، أربعتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بن يسار، حسبُ، ولم يتابع أحدٌ فَضْلاً على ذكر سعيد، وقد وهم في ذلك» .
(4/322)
قَالَ أَبِي: قَدْ جُمِعا، وَهُوَ صحيحٌ (1) .
1453 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عن حديثٍ رواه عبد العزيز
_________
(1) كذا قال أبو حاتم هنا بينما سئل في المسألة رقم (2287) عن رواية الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار، بهذا الحديث، فقال: «وَهِمَ الأَوْزَاعِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، النَّاسُ يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (1747) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «والحديث محفوظ عن أبي سلمة وسليمان بن يسار جميعًا» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1448) .
(3) كذا جاء السؤال موجَّهًا إلى أبي حاتم وأبي زرعة، مع أنَّ الجواب لأبي حاتم وحده، فيحتمل وجوهًا: أولها: أن ذكر أبي زرعة في السؤال خطأ، وقد يشهد له توجُّهُ نحو هذا السؤال إلى أبي حاتم وجوابُهُ عليه بنحو ما وقع هنا في المسألة رقم (1448) ، ولم يُذكر معه أبو زرعة.
والثاني: أنَّ السؤال وجِّه إليهما، فأجاب عنه أبو حاتم، ووافقه أبو زرعة فسكَتَ.
والثالث: أنَّ جواب أبي زرعة ساقط من المسألة، وفي هذا بُعْدٌ، والله أعلم.
(4/323)
بْنُ أَبِي سَلَمة (1) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ (2) ، فضَرَبَ يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَكَذَا (3) رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (88/ب/أطراف الغرائب) .
وأخرجه النسائي في "المجتبى" (5193) ، وفي "السنن الكبرى" (9440) عن أبي بكر بن علي بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. لكن جعله من مسند "أبي إدريس الخَوْلاني" بدل «أنس» . وأشار محقق "السنن الكبرى" أنَّه وقع في الأصلين - يعني نسخة مراد ملا ونسخة طنجة -: «عن أنس» ، والحديث أورده المزي في "تحفة الأشراف" (1/375 رقم 1476) في مسند أنس، ثم قال: «رواه النسائي في الزينة في رواية ابن حيويه والأسيوطي دون رواية ابن السني» . اهـ. وقال المزي أيضًا في موضع آخر (9/133) : «وهو في رواية أبي الحسن بن حيويه وأبي علي الأسيوطي "عن أنس" بدل "أبي إدريس" وهو خطأ» . اهـ.
ووقع عند الجميع: «خاتمًا من ذهب» بدل: «خاتمًا من حديد» .
(2) كذا في جميع النسخ، وجاء في مصادر التخريج بلفظ: «من ذهب» ، ومثله في المسألة رقم (1448) .
(3) قوله: «هكذا» يحتمل أن يكون إشارة إلى الإسناد التالي، وهو رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري مرسلاً؛ فقد رواه النسائي في "المجتبى" (5194) من طريق الوركاني، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري أن النبي (ص) ، مرسلاً.
قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» .
ويحتملُ - وهو ظاهرٌ - أن يكونَ إشارة إلى الإسناد السابق؛ وهو رواية عبد العزيز بن أبي سلمة، فيكون في الإسناد سقطٌ، فلعلَّ صوابَ الكلام أن يقال: «هكذا رواه [عبد العزيز بن أبي سلمة. والصحيحُ فيه: ما رَوَاهُ] إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزهري؛ أن النبيَّ (ص) » ؛ أو نحو ذلك؛ وسبب هذا السقط انتقال النظر، والعلم عند الله تعالى.
(4/324)
قال (1) : والخطَأُ من عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة العُمَرِي، والصَّحيحُ (2) : مِنْ حَدِيثِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) (4) .
1454 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن عبد الرحمن الجُعْفي (5) ، عَنْ حُسَيْنٍ الجُعْفي، عَنْ عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ،
_________
(1) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) تقدَّم تخريج هذه الرواية في المسألة رقم (1448) .
(3) هو: الخَوْلاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله.
(4) لكن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" بعد (5868) تعليقًا، ومسلم في "صحيحه" (2093) من طريق محمد بن جعفر بن زياد، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس: أنه أبصر في يد رسول الله (ص) خاتمًا من وَرِق يومًا واحدًا، قال: فَصَنَعَ النَّاسُ الخَوَاتِمَ مِنْ وَرِقٍ، فَلَبِسُوهُ، فَطَرَحَ النَّبِيُّ (ص) خَاتَمَهُ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ. اهـ.
ووصله البخاري (5868) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري. فيبدو أن هذا أصل الحديث، والله أعلم.
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24830) من طريق الحسين الجعفي، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3576) .
= ... ورواه أبو داود في "سننه" (4094) من طريق هنَّاد بن السري، والنسائي في "المجتبى" (5334) من طريق محمد بن رافع، والطبراني في "الكبير" (12/240 رقم 13209) من طريق علي بن المديني، والبيهقي في "الشعب" (5723) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن حسين الجعفي بمثله.
ونقل ابن ماجه عن ابن أبي شيبة قوله في هذا الحديث: «ما أغربه!» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (3665) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم في "صحيحه" (2085) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «من جَرَّ ثوبَه خُيَلاء لَمْ ينظُر اللَّهُ إِلَيْهِ يومَ القيامة» .
ورواه البخاري (5783) ، ومسلم (2085) من طريق مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم، كلهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) بمثله.
(4/325)
عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : الإسْبَالُ فِي الإِزَارِ والعِمَامَةِ؛ مَنْ جَرَّ مِنْهُمَا شَيْئًا خُيَلاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ: نافعٌ عَنْ سَالِمٍ.
1455- وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابن وَهْب (2) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبَيْح (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمون، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ الحسن (4) ، عن جابر بن عبد الله (5) أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (2208) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4122) و (4227/مجمع البحرين) ، لكن سقط من سنده عمر بن صبيح. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يونس إلا خالد، ولا عن خالد إلا عبد الله، ولا عن عبد الله إلا ابن وهب، تفرَّد به: ابن أخيه» .
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا وقع في "الجرح والتعديل" (5/77 رقم363) في ترجمة عبد الله بن السمح، وكذا وقع في بعض المصادر كـ"الضعفاء" للعقيلي (3/916/السَّلفي) ، و"الكامل" لابن عدي (5/211) و (6/315) وغيرها. وقيل - وهو الأكثر والأصح -: «صبح» وهكذا ترجم له المصنف في "الجرح والتعديل" (6/116 رقم629) ، والبخاري في"الأوسط" (2/152) ، وابن عدي في "الكامل" (5/24) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (21/396 رقم 4259) .
(4) هو: البصري.
(5) من قوله: «ابن السمح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر.
(4/326)
إنَّ الْمُشْرِكِينَ يَتَسَروَلون وَلا يَأتَزِرون؟ قَالَ: فَتَسَرْوَلُوا أَنْتُمْ وَاتَّزِرُوا، قَالُوا: وإنَّ (1) الْمُشْرِكِينَ (2) يَتَخَفَّفون وَلا يَنتَعِلون (3) ؟ قَالَ: فَتَخَفَّفُوا أَنْتُمْ وَانْتَعِلُوا، وخَالِفُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
قَالَ أَبِي: عمرُ بْنُ صُبَيْح وخالدُ بنُ مَيْمون خُراسانيَّان، وَهَذَا الحديثُ إِسْنَادُهُ مُضطَرِب (4) .
1456 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جِلْدُ نَمِرٍ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1457 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عن
_________
(1) في (ك) : «إن» بلا واو.
(2) من قوله: «يتسرولون ولا يأتزرون ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ت) و (ف) : «يتنعلون» .
والمعنى: أنهم يَلْبَسُون الخِفَاف، ولا يَلْبَسُون النِّعَال. وانظر "تاج العروس" (12/180) و (15/742) .
(4) وعمر بن صبح متَّهم بالكذب كما في "تهذيب الكمال" (21/396) .
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/319) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2800) .
وانظر "العلل" للدارقطني (2039) .
(6) في (ف) : «نمرة» .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» .
(4/327)
يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ (1) ،
عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ؛ حدَّثنا عبد الله بْنِ بُسْر (3) المازِني الحِمْصي؛ قَالَ: بعث رسول الله (ص) عَلِيًّا عَلَى بَعْثٍ يومَ غَدِيرِ خُمٍّ (4) ، وعَمَّمَهُ بعِمَامةٍ سوداءَ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا مِنْ وَرَائِهِ (5) ... وَذَكَرَ الحديثَ في قِصَّةِ (6) القَوْسِ الفارسيَّة (7) ؟
_________
(1) روايته أخرجها البغوي في "معجم الصحابة" (4/175) من طريق منصور بن أبي مزاحم، والضياء في "المختارة" (9/109) من طريق الطبراني، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، وأيضًا (9/110) من طريق ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن سفيان، عن = = عبد الله بن يوسف، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/255) من طريق أبي مسهر، ثلاثتهم (منصور وعبد الله وأبو مسهر) عن يحيى بن حمزة، به.
قال البغوي: «عبد الله بن بسر هذا ليس له صحبة، ولا أحسبه بصريًّا، رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي راشد، عن علي، عن النبي (ص) » .
قلنا: هذه الرواية التي ذكرها البغوي أخرجها الطيالسي في "مسنده" (149) ، وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (2000) - وابن ماجه في "سننه" (2810) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (4/175) ، وابن عدي في "الكامل" (4/173 و174) من طريق عبد الله بن بسر، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به.
(2) في (ش) : «عبدة» . وأبو عبيدة هذا: هو الحدَّاد، واسمه: عبد الواحد بن واصل.
(3) في (ش) : «بشر» .
(4) خُمّ: موضعٌ بين مكة والمدينة، في الجُحْفَة أو قُربَها، فيه غديرٌ نسب إليه. انظر "معجم البلدان" (2/389) ، و (4/188) .
(5) في (ت) : «من رواية» .
(6) في (ك) : «قصته» .
(7) وتمام الحديث - كما في "المختارة" -: «ثم أرسلها من ورائه، أو قال: على كتفِهِ اليسرى. ثم خرَجَ رسولُ الله (ص) يَتْبَعُ الجيشَ وهو متوكِّئٌ على قوسٍ، فمرَّ به رجلٌ يَحملُ قوسًا فارسيةً، فقال: «أَلْقِها؛ فإنَّها ملعونةٌ، ملعونٌ مَنْ يَحْمِلُها؛ عليكم بالقَنَا والقِسِيِّ العربيَّة؛ فإنَّ بها يُعِزُّ اللهُ دِينكُم، ويَفتَحُ لكُم البلادَ» .
(4/328)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هو عبدَالله بْنَ بُسْرٍ (1) المازِنيَّ الحِمْصيَّ، هَذَا عبدُالله بنُ بُسْرٍ الحُبْرَانيُّ، ليستْ لَهُ صُحبَة (2) .
1458- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب (4) بْنُ واضِح (5) ، عن عبد الله بْنِ نَافِعٍ الْمَدَنِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: عَمَّمَ رسولُ اللَّهِ (ص) عبدَالرحمن بنَ عَوْف بعِمَامةٍ سوداءَ كَرابِيسَ (6) ، وَأَرْخَاهَا مِنْ خلفِهِ قَدرَ أربعِ أصابع، وقال: هكذا فاعْتَمَّ؛
_________
(1) في (ش) : «بشر» .
(2) في جميع النسخ جاء النص هكذا - مع ملاحظة الفروق -: «هذا عبد الله بن بُسْر [في (ش) : «بشر» ، وفي (ك) : «مبير» ] الحُبرانِي [في (أ) و (ش) و (ف) : «الحراني» ] ، عن النبي (ص) . وروى بعضهم عن حَمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) . والحفَّاظ ترويه [في (ت) و (ك) : " مروية "] عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، لا يقولون: عبد الله بن بُسْر [وفي (ش) : "بشر"] الحُبْرانِي [وفي (أ) و (ش) : "الحراني"، وفي (ت) : "الحيراني"] ليست له صحبة» . وقوله: «عبد الله بن بسر الحبراني ليست له صحبة» سقط من (ف) .
والنص بالسِّياق المتقدم لا يستقيم، والذي يغلب على ظننا: أن بعض النص المتقدِّم برقم (1451) نُسِخ خطأً مع هذا النص، مع تكرار قوله: «عبد الله بن بسر الحبراني» ، وهذا واضح لمن تأمل النصَّين، ولذا حذفنا هذه الزيادة التي لا معنى لها - فيما نرى - والله أعلم.
وقد نقل مغلطاي بعض هذا النص في "الإنابة، إلى معرفة المختلَف فيهم من الصحابة" (1/328) ، فقال: «وقال أبو حاتم في كتاب "العلل": عبد الله بن بسر هذا هو الحُبراني، وليست له صحبة» . اهـ.
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(4) من أول المسألة إلى هنا سقط من (ف) .
(5) روايته أخرجها محمد بن الحسين البزار في "فوائده المنتقاة"؛ كما في "التدوين في أخبار قزوين" (2/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/194) .
(6) كرابيس: جَمع كِرْباسٍ، وهو القُطْن. "النهاية" (4/161) .
(4/329)
فإنَّه أعرَفُ وأجمَلُ. ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا (1) ؛ هَذَا عَهْدُ اللهِ إِلَيْكُمْ، وسُنَّةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ؟
قال أبي: عبد الله بْنُ نَافِعٍ لَمْ يسمعْ مِنَ ابْنِ جُرَيج شَيْئًا، والحديثُ باطلٌ.
1459 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِزْرَةُ المُؤْمِنِ (4)
إِلى عَضَلَةِ (5) سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلى نِصْفِ سَاقَيْهِ (6) ، ثُمَّ إِلى
_________
(1) في (ت) : «ولا يمثلوا» ، وفي (ش) : «ولا تبتلوا» ، ولكنها لم تنقط.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9626/الرسالة) من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به. وقد اختُلِف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث على أوجه عدَّة، انظر لذلك "مسند أحمد" (2/255 و287 رقم 7467 و7857) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (9627 و9628) ، و"العلل" للدارقطني (2130) ، و"تحفة الأشراف" (10/319 رقم 14355) .
(4) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (1/29) : «قوله: إِزْرَةُ المؤمن، أكثرُ الشيوخ والرواة يَضبِطونه بضم الهمزة، قالوا: والصوابُ كسرها؛ لأن المراد بها: الهيئة؛ كالقِعْدة والجِلْسة، لا المرة الواحدة» . اهـ.
وقال المناوي في "فيض القدير" (1/480) - في شرح حديث: «إِزْرَةُ المُؤمن إلى أنصاف ساقيه ... » -: «إِزْرَةُ المؤمنِ، بالكسر: الحالةُ وهيئةُ الاتِّزَار؛ كالجِلْسة، يعني: الحالةُ التي ترتضَى منه في الاتِّزَار، وتَحْسُنُ في نَظَر الشَّرْع: أن يكون الإزار إلى أنصاف ساقَيْهِ فقط ... » . وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/44) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عضدة» .
(6) قوله: «ثم إلى نصف ساقيه» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4/330)
كَعْبَيْهِ (1) ، ومَا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ.
قلتُ لأَبِي: يعقوبُ مَنْ هَذَا؟
قَالَ: هُوَ جَدُّ العلاء بن عبد الرحمن بْنِ يَعْقُوبَ (2) .
1460 - وسمعتُ أَبِي (3) يَقُولُ: روى عبدُالرَّزاق، عَنْ مَعْمَر (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا غَسِيلا (5) - أَوْ (6) جَدِيدًا - فَقَالَ: عِشْتَ حَمِيدًا ... .
قَالَ (7) أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ (8) أصلٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (9) !
_________
(1) في (ت) و (ك) : «كعبه» .
(2) قوله: «يعقوب» سقط من (ك) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1470) .
(4) روايته أخرجها في "الجامع" (20382/مصنف عبد الرزاق) برواية عبد الرزاق عنه.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/88 رقم 5620) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (723/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3558) ، والترمذي في "العلل الكبير" (694) ، والنسائي في "الكبرى" (10070/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (2504/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5545) ، وابن حبان في "صحيحه" (6897) ، والطبراني في "الكبير" (12/219 رقم 13127) ، و"الدعاء" (399) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/139) .
(5) الثوبُ الغَسيلُ: هو المَغْسولُ النظيفُ.
(6) قوله: «أو» ليس في (أ) و (ش) .
(7) في (ك) : «فقال» .
(8) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ له» مكرر في (ف) .
(9) قال ابن معين: «هو حديث منكر، ليس يرويه أحدٌ غير عبد الرزاق» . "الكامل" لابن عدي (5/311) . وقال الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه: «هذا كان يحدِّث به من حفظه، ولم يكن في الكتب» . "شرح علل الترمذي" لابن رجب (2/585) . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (694) . «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ قال: قال سليمان الشاذَكوني: قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدِّث بهذا الحديث، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق، عن سفيان أيضًا، قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء» .
وقال البزار: «لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه» .
وقال النسائي: «وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ معقل بن عبد الله، واختُلِف عليه فيه، فروي عَنْ مَعْقِلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن الزهري، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري» . وقال حمزة الكناني: «لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح» . وانظر "تهذيب التهذيب" (2/574/ترجمة عبد الرزاق) ، وتخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (49) .
(4/331)
قال أبي: ولم (1) يَرْضَ عبد الرَّزاق حتى أَتبَعَ هذا شيءً (2) أنكرَ مِن هَذَا، فَقَالَ: حدَّثنا الثَّوْري (3) ،
عن عاصم بن عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) بِمِثْلِهِ، وَلَيْسَ لشيءٍ (4) مِن هَذَيْنِ أصلٌ (5) .
قَالَ أَبِي: وَإِنَّمَا هُوَ: مَعْمَر، عَنِ الزُّهري- مُرسَلً (6) -: أنَّ النبيَّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «ولو لم» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "الأوسط" (2/33) تعليقًا، والطبراني في "الدعاء" (400) .
وتقدم أن البخاري قال عن هذا الطريق: «لا شيء» .
(4) في (ك) : «بشيء» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
(5) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1470) عن هذا الحديث.
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4/332)
1461- وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنِ الفَضْل ابن الصَّبَّاح، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (2) ، عَن همَّام (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمرِو بْنِ سَعيد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ.
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ؛ هُوَ: قتادةُ (4) ،
عَنْ عَمرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) ، ولكنْ كذا قال الفَضْل!
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/253) : «وقد قلب هذا الإسناد بعض الرواة، فصحَّف والدَ عمرو بن شعيب، [أي: فجعله: سعيد] ، وقولَهُ: "عن أبيه"، [أي: فجعله: عن أنس] . ذكر ابن أبي حاتم في "العلل": أنه سأل أباه عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ، عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس ... فذكر هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا خطأٌ، والصَّواب: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده» . اهـ.
(2) هو: عبد الواحد بن واصل.
(3) هو: ابن يحيى.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24867) ، وأحمد في "مسنده" (2/181 رقم 6695) ، والنسائي في "المجتبى" (2559) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/182 رقم 6708) من طريق بهز بن أسد، والترمذي في "جامعه" (2819) من طريق عفان بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (4/135) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أربعتهم عن قتادة، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3605) .
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (546/بغية الباحث) من طريق العباس ابن الفضل، عن همَّام، عن قتادة والمثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب به.
ومن طريق الحارث رواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) ، و"الأمالي المطلقة" (ص32) ، وقال في "الأمالي": «هذا حديث حسن» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2375) قال: حدثنا همام، عن رجل، عن عمرو بن شعيب به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "الشعب" (5768) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) . ورواه تمام في "فوائده" (1034/الروض البسام) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ به.
(4/333)
1462 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (2) ، عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أنه لم يَكُنْ يرى بِالقَزِّ والحريرِ لِلنِّسَاءِ بَأْسًا؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
قلتُ: تَعْرِفُ (4) له عِلَّةً؟
قال: لا (5) .
_________
(1) في (ف) : «وسألت أبي» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9581) ، والطبراني في "الكبير" (12/289 رقم 13402) ، والدارقطني في "الأفراد" (193/ب/أطراف الغرائب) .
(3) قال النسائي: «هذا منكر من حديث عبيد الله بن عمر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به بقية، عنه» .
(4) في (ك) : «يعرف» .
(5) يعني بالعِلَّة: المخالفةَ التي تنكشف بعد جمع طُرُق الحديث؛ كالإرسال، أو الوقف، ونحوهما.
وأما السبب الذي من أجله حكم أبو زرعة على الحديث بالنَّكارة فلم يسأله ابن أبي حاتم عنه لمعرفته به؛ وهو: تفرُّد بقيَّةَ بن الوليد بهذا الحديث عن عبيد الله ابن عمر العمري - كما قال الدارقطني - وهو من الأئمة المكثرين الذين كان لهم أصحاب، حرصوا على جمع حديثهم؛ كأيوب السَّختِياني، وشعبة، والثوري، وابن جريج، ويحيى القطان، وعبد الله بن المبارك، = = وعبد الله بن نمير، وعبد الوهَّاب الثقفي، وحماد بن زيد، وغيرهم، فكيف غاب هذا الحديث عنهم؟! وقد قال الإمام أحمد: «روى بقية عن عبيد الله - هو ابن عمر العمري - مناكير» . "سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص265) ، وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/230/السلفي) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24693) موقوفًا فقال: حدثنا حفص، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنه كان يكسو بناته خُمُرَ الخَزِّ ونساءَه.
وهذا سندٌ رجاله ثقات، ولكن داود بن أبي هند لا أدري سمع من نافع أَوْ لا؟
(4/334)
1463 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ (2) بْنُ بَشير (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ أسماءَ دخلَتْ عَلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهَا ثيابٌ شاميَّةٌ رِقَاقٌ، فأعرَضَ عنها النبيُّ (ص) وَقَالَ: إِنَّ المَرْأَةَ إِذَا حَاضَتْ، لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا (4) إِلاَّ هَذِهِ (5) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى كَفِّهِ ووجهِهِ (6) .
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إنما هُوَ: قتادةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ: أنَّ عائِشَة ... مُرسَل (7) .
_________
(1) ذكر ابن كثير في "الإرشاد" (1/109) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال، وذكر ابن حجر في "التلخيص" (3/95) بعض هذا النص بتصرف.
(2) في (ف) : «رواه عن سعيد» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4104) ، وابن عدي في "الكامل" (3/373) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2739) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/226 و7/86) .
قال أبو داود: «هذا مرسل، خالد بن الدريك لم يدرك عائشة خ» .
وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن قتادة غيرُ سعيد بن بشير، وقال مرَّة فيه: عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ أم سلمة، عن عائشة» .
وانظر "النقد البنَّاء لحديث أسماء" لطارق بن عوض الله.
(4) في (ت) و (ك) : «عنها» .
(5) كذا، وفي مصادر التخريج: «هذا وهذا» .
(6) في (ك) : «إلى كفه وجهه» .
(7) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4/335)
1464 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سِنَان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي؛ أنَّ الْحَسَنَ بْنَ عليٍّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ لُبْسِ الحريرِ والْمُعَصْفَر؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شَيبان (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو نُعَيم (4) ، عَنْ شَيبان، عَنْ (5) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وَمَا يَرْوِيهِ يزيدُ بنُ سِنَان فَهُوَ خطأٌ.
فذكرتُ قولَ أَبِي زرعة لأبي، فقال: رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيبان، فَقَالَ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ والصَّحيحُ ما قال عُبَيدالله.
1465 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رُوِيَ عن عبد الرحمن بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «رواه حميد بن الربيع، عن عبيد الله ابن موسى، عن شيبان، عن يحيى ... » ، ثم بعد ذلك كلام غير واضح. وانظر المسألة رقم (233) و (1443) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه النسائي في "المجتبى" (5271) من طريق إبراهيم بن عبد الملك أبي إسماعيل القنَّاد، عن يحيى، به. ورواه النسائي أيضًا (5272) من طريق الحسن بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ خالد بن مَعْدان؛ أن ابن حنين حدَّثه؛ أن عليًّا قال.
(4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/299) ، والنسائي في "الكبرى" (9493) .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(4/336)
المُهاجِر (1) ؛ قَالَ: رأيتُ فِي يَدِ أنسٍ خاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ؟
قَالَ (2) أَبِي: هُوَ شيخٌ كوفيٌّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، رَوَى عَنْهُ أَبُو زُهَيرٍ عبدُالرحمنِ بنُ مَغْراء (3) وَأَبُو معاويةَ (4) الضَّريرُ.
1466 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيق (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بَعْجَة (8) : أنَّ ابْنَ عُمَرَ ساوَمَ بثوبِ دِيباجٍ (9) ... وَذَكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ زُهَير (10) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عمر؟
_________
(1) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2274) من طريق أبي معاوية، عنه، به.
(2) في (ش) : «فقال» .
(3) في (ت) : «معزاء» .
(4) في (ك) : «أو أبو معاوية» . وهو: محمد بن خازم.
(5) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/256) من طريق فضيل بن عبد الوهَّاب، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن شمر ابن جعونة قال: اشترى منِّي ابن عمر ونحن بنَهاوَنْد قَباءَ ديباجٍ؛ أو قال: إستبرق. ورواه البخاري أيضًا من طريق إبراهيم بن يوسف، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن سمرة بن جعونة: أصبتُ يوم تُسْتَر قَباءَ ديباجٍ، فقال لي ابن عمر: تبيعُ؟
قال المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" (4/156) : «والظاهر أن الواقعة واحدة، وإنما اختلف الرواة عن أبي إسحاق، والأكثر أنه سمرة» .
(7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(8) في (ك) : «نعجة» .
(9) في (ك) : «ويباح» ، مهملة الأحرف.
(10) هو: ابن معاوية.
(4/337)
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِمَّا سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، مَعَ أنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا رَأَى ابنَ عُمَرَ رُؤْيَةً (1) .
1467 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (3) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنِ ابْنِ سِيرِين؛ قَالَ: أوَّلُ نَعْلٍ رأيتُ لَهَا قِبالاً (4) وَاحِدًا (5) : عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عفَّان؟
قَالَ أَبِي: يَقُولُ: عَنِ ابن سِيرين (6) ، عن عبد الله بْنِ سُرَاقَة؛ قَالَ: رأيتُ عَلَى عُثْمَانَ نَعْلاً (7) لَهَا قِبَالٌ وَاحِدٌ (8) .
1468 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهل بن عثمان، عن
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص146 رقم 526) : «سمعت أبي يقول: لم يسمع أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، إنما رآه رؤية» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/957) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحَذَّاء، به.
(4) القِبالُ: زِمام النَّعْلِ، وهو: السَّيْرُ الذي يكون بين الإصبَعين. "النهاية" (4/8) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «قبال واحد» . وهو جارٍ على لغة ربيعة. انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(6) من قوله: «قال أول نعل ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) في (أ) و (ش) : «نعل» ، وفي (ك) : «بغلاً» .
(8) في (ت) : «قبالاً واحدًا» ، وفي (ك) : «قبالاً واحد» . والحديث رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/956) من طريق هارون بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن عبد الله بن الحارث وسراقة قال: أولُ نعل رأيتها متسعةً نعلٌ رأيتها على ابن عفان. كذا فيه.
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1473) .
(4/338)
العَقِيلي (1) ، عن عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ أُمِّهِ (2) ؛ قالت: دخَلَ رسولُ الله (ص) عَلَى عَقيل، فوهَبَ لَهُ خاتَمًا أهداه إلى رسول الله (ص) النَّجاشِيُّ مِثلَ الفَلْكَةِ (3) ، فكتَبَ رسولُ الله (ص) فِيهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} والمعوِّذَتين؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والعَقيلي: هو ابن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، وحديثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
1469 - وسمعتُ (4) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ نِزار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ الحجَّاج بْنِ الحجَّاج، عَنْ سَلْم (5) بْنِ جُنادة، عَنْ فَرْوة بْنِ عَلِيٍّ السَّهْمي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يَنتَعِلَ أحدُنا وَهُوَ قائمٌ، وَأَنْ يَستَنجِيَ بعظمٍ أَوْ مَا يَخرُجُ مِنْ بَطْنٍ.
قَالَ أَبِي: يقال (6) : عُرْوَة (7) بن علي (8) .
_________
(1) هو: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل.
(2) هي: زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب.
(3) كلُّ شيء مستدير فهو فَلْكَة. انظر "لسان العرب" (ف ل ك/10/478) .
(4) في (ف) : «وسألت» .
(5) في (ش) : «مسلم» ، وفي (ف) و (ك) : «سالم» .
(6) في (ك) : «فقال» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «عزرة» .
(8) الحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/75) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/364) ، والطبراني في "الأوسط" (6531) من طريق سلمة بن حبيب، عن عروة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
قال البخاري في ترجمة سلمة: «لم يتابَع عليه» . وقال العقيلي في ترجمة عروة: «مجهول بالنَّقل، وسلمة بن حبيب أيضًا نحوه» .
(4/339)
1470 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّاب ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْبَسْ جَدِيدًا، وعِشْ حَمِيدًا، وتَوَفَّ شَهِيدًا، ويَرْزُقُكَ اللهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ؟
[قال أبي] (2) : وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَيْضًا عَنِ الثَّوْري، عن عاصم بن عُبَيدالله (3) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) مِثلَهُ.
فأنكَرَ الناسُ ذَلِكَ، وَهُوَ حديثٌ بَاطِلٌ، فالتُمِسَ الحديثُ: هَلْ رَوَاهُ أحدٌ؟ فَوَجَدُوهُ قَدْ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ (4) ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1460) .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من المسألة رقم (1460) .
(3) في (أ) و (ش) : «عبد الله» .
(4) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه.
والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/329) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (25081 و29746) ، وفي "المسند"- كما في "المطالب العالية" (3894) - والبخاري في "الأوسط" (2/32-33) ، والدولابي في "الكنى" (1/109) جميعهم عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة به، كذا بإسقاط: «إسماعيل بن أبي خالد» .
ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وعنه الترمذي في "العلل الكبير" (695) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب، عن النبي (ص) مرسلاً.
(4/340)
خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَب (1) النَّخَعي (2) ، عَنْ رجلٍ مِنْ مُزَينة، عَنِ النبيِّ (ص) ، فذكَرَ مثلَهُ (3) .
1471 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عُثْمان بْنِ أَبِي زُرْعة (6) ، عَنْ مُهَاجِرٍ الشَّامي (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قال
_________
(1) في (أ) و (ش) : «الأشعث» .
(2) هو: زياد بن زاذان. انظر "الجرح والتعديل" (3/532 رقم2403) .
(3) هذا الحديث أعلَّه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/356) بالإرسال، فقال: «قال ابن عرعرة: سمعت ابن إدريس: ذهبت مع ابن أبي خالد إلى أبي الأشهب زياد ابن زاذان، فحدَّث بحديث عمر: أن النبيَّ (ص) قال له: " البَسْ جَديدًا ". وروى عبد الرزاق، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، وعن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وروى أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إسماعيل، عن أبي الأشهب، وهذا أصحُّ بإرساله» . اهـ.
وذكر نحو هذا بشيء من الاختصار في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وفي آخره قال: «وهذا مرسل لا يصحُّ» . اهـ.
وذكره الدارقطني في "العلل" (220) وقال: «والصَّواب: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب النخعي مرسلاً، عن النبي (ص) » . اهـ.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/92 و139 رقم 5664 و6245) ، وأبو داود في "سننه" (4029) ، وابن ماجه في "سننه" (3606) ، والنسائي في "الكبرى" (9560) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5698) .
وأخرجه أبو داود (4029 و4030) ، وابن ماجه (3607) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشكُري، عن عثمان بن المغيرة به.
(6) في (ف) : «عثمان بن زرعة» .
(7) في (أ) و (ت) : «السامي» . وهو مهاجر بن عمرو النبال.
(4/341)
رسولُُ الله (ص) : مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (1) مَوْقُوفٌ (2) أصحُّ (3) .
1472 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنِ شُرَحْبيل (5) ، عمَّن أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَلَيَّ (6) ثَوْبًا أحمرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فانطلقتُ فَأَحْرَقْتُهُ بالنَّار، ثُمَّ لقِيَني فَقَالَ: مَا فَعَلَ ثَوْبُكَ؟ قلتُ: أَحْرَقْتُهُ؛ قَالَ: لَوْ كَسَوْتَهُ بَعْضَ أَهْلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن عَمرو، يُسمِّي (7)
_________
(1) في (ك) : «حديث» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو منصوب على الحال، وحُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . وأصلُ الكلام: هذا الحديثُ أصحُّ موقوفًا.
(3) الحديث رواه معمر في "جامعه" (19979/مصنف عبد الرزاق) عن ليث، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25260) عن أبي معاوية، عن ليث، عن المهاجر بن أبي الحسن، عن ابن عمر، به موقوفًا.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن مسلم.
(6) قوله: «علي» سقط من (ف) .
(7) قوله: «عمر يسمي» يقرأ في (ش) : «عمرو سمى» ، وفي (ت) و (ك) : «عمر ويسمي» مباعدًا بين «عمر» والواو. ونحوه في (أ) و (ف) ، وزاد في (ف) ضبط «عُمر» بضمة العين. وانظر التعليق التالي.
(4/342)
مَنْ أَخْبَرَهُ (1) .
1473 - وسألتُ (2) أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن (4) عبد الله بن محمد ابن عَقِيل، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل (5) ، عَنْ جَابِرٍ (6) : أنَّ النَّجاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ (ص) خَاتَمَ فِضَّةٍ لان جرد (7) فِيهِ تمثالٌ، قال: فكتب النبيُّ (ص) حَوْلَهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ؟
_________
(1) المبهم الذي أخبر شُرَحبيلَ هو: شُفْعَةُ السَّمعي. فالحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (4068) عن محمد بن عثمان الدمشقي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عن شرحبيل بن مسلم، عن شُفْعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... به، وفيه: «ثوبٌ مصبوغٌ بِعُصْفُرٍ مُوَرَّد» ، بدل: «أحمر» . ثم قال أبو داود: «رواه ثور، عن خالد، فقال: " مُوَرَّد "، وطاوس قال: " مُعَصْفَر "» . اهـ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1468) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(4) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(5) قوله: «عن عبد الله بن محمد بن عقيل» سقط من (ف) ، وكان موجودًا في (أ) و (ش) ، ثم ضُرِب عليه.
(6) في (ف) : «خالد» .
(7) كذا في جميع النسخ: «لان جرد» ، عدا (ف) ففيها: «لان جود» . ولعل ما في النسخ تغييرٌ للأصل الفارسي لهذه الكلمة وهو «لاجورد» أو نطقٌ آخرُ لها.
وقد عُرِّب هذا اللفظ إلى: «لازَوَرْد» والمراد به: حَجرٌ كريمٌ، لونُه أزرقُ سماويٌّ أو بنفسجيٌّ، يُتَّخَذُ للحُلِيِّ والزِّينة، أجوَدُه الصَّافي الشفَّافُ الأزرقُ الضَّاربُ إلى الحُمرة والخُضرة، يتولَّد معدِنُه في جبال أرمينية وفارس.
انظر "تاج العروس (ل د د) ، و"القول الأصيل فيما في العربية من الدخيل" للدكتور ف. عبد الرحيم (ص205) ، و"معجم المعرَّبات الفارسية في اللغة العربية" للدكتور محمد التونجي (ص140) ، و"ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري" للدكتور رجب إبراهيم (ص216) .
(4/343)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَالْقَاسِمُ متروكُ الْحَدِيثِ.
1474 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لِبْسَتَين: الصَّمَّاء (3) ؛ وَهُوَ: أَنْ يَلتَحِفَ الرجلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يرفعَ جَانِبَهُ عَنْ مَنْكِبِه لَيْسَ عَلَيْهِ ثوبٌ غيرُهُ (4) ، وَأَنْ يَحتَبِيَ الرجلُ الثَّوبَ (5) الواحدَ (6) لَيْسَ بَيْنَ فَرْجِه وَبَيْنَ السَّمَاءِ شيءٌ يَستُرُهُ.
وَنَهَى عَنْ نِكاحَينِ: أَنْ يتزوَّجَ الرَّجُلُ المرأةَ عَلَى عَمَّتها، ولا
_________
(1) انظر المسألة رقم (1205) و (1214) و (1263) و (1555) و (1576/أ) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25210) ، والروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/170) ، و (18/35-36) .
(3) تصحفت في (ف) إلى: «أيضًا» .
وتقدم تفسير «الصماء» في تعليقنا على المسألة رقم (544) .
(4) في (ت) و (ك) : «غيره ثوب» .
(5) كذا في جميع النسخ، ولم نقف على الفعل «احتبى» متعدِّيًا بنفسه فيما رجعنا إليه من كتب اللغة، وإنما استُعمل الفعل «احتبى» لازمًا، ومتعدِّيًا بالباء وبـ «في» ، يقال: احتَبى الرجلُ، واحتبَى بالثوبِ وفي الثوب، ونحوه: إذا جمعَ ظهرَه وساقَيه بثوبٍ أو غيره، وقد يحتبي بيديه. ويخرَّج ما هنا على حذف حرف الجر، وإيصال الفعل إلى المفعول به بنفسه دون حرف الجر، أو النصب على نزع الخافض، وهو مقيسٌ عند بعض النحويين إن عُرف الحرف المحذوف وعُرف مكانه. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(6) من قوله: «ثم يرفع جانبه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
(4/344)
عَلَى خَالَتِهَا (1) .
وَنَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ مَطْعَمَينِ: الجلوسِ عَلَى مائدةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ (2) ، وَأَنْ يأكلَ الرجلُ وَهُوَ مُنبَطِحٌ عَلَى وَجْهِهِ (3) .
ونهى رسولُ الله (ص) عن بَيْعَتَين: وهي (4) المُلامَسَة (5) ،
_________
(1) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16764) ، والترمذي في "العلل الكبير" (276) ، والمروزي في "السنة" (300) ، والروياني في "مسنده" (1393 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/482) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (50/65) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غلط؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ قبيصة بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
وانظر المسألة رقم (1205) .
وقوله: «ولا على خالتها» كذا جاء في النسخ الخطية، والجادَّة: «أو على خالتها» ، كما في بعض المصادر، لكن جاء الحديث أيضًا بلفظ: «لا تنكح الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتها، وَلا عَلَى خالتها» ، فلعلَّ إحدى الروايتين دخلت في الأخرى، والله أعلم.
(2) انظر المسألة رقم (1205) و (1555) .
(3) في (ت) : «وجه» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3774) ، وابن ماجه في "سننه" (3370) ، والروياني في "مسنده" (1392 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/266) . واقتصر ابن ماجه في روايته على قوله: نهى رسول الله (ص) أن يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنبطِح عَلَى وجهه» . قال أبو داود: «هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر» .
(4) كذا في (ف) ، وفي بقية النسخ: «وهو» ، وكلاهما صحيحٌ.
(5) بيع المُلامَسَة: هو أن يقول: إذا لَمَسْتَ ثَوبِي - أو لَمَسْتُ ثَوبَك - فقد وَجَب البيعُ. وقيل: هو أن يَلْمِسَ المتاعَ من وَراءِ ثَوب ولا يَنظُرَ إليه، ثم يُوقعَ البَيْعَ عليه. "النهاية" (4/269-270) .
(4/345)
والْمُنابَذَةُ (1) ؛ وَهِيَ (2) بُيوعٌ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (4) ، عَنِ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَير وعُبَيدِالله بنِ عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حديثُ: نهى رسول الله (ص) أَنْ يتزوَّج المرأةَ عَلَى عمَّتها (5) .
وَحَدِيثُ المُنابَذَةِ والْمُلامَسَة إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (6) ، عَنْ (7) عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ويقولُ مَعْمَر (8) : عَنِ الزُّهري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري.
_________
(1) تقدم تفسير «المنابذة» في المسألة رقم (544) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «هي» بلا واو.
(3) الحديث رواه الروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) . قال العقيلي في ترجمة جعفر بن بُرقان؛ بعد أن روى الحديث بجميع فقراته: «ولا يتابع عليه من حديث الزهري، وأما الكلام فيُروى من غير طريق الزهري، كله بأسانيد صالحة، خلا الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ يُشرَب عَلَيْهَا الخمر، فالرواية فيه فيها لين» .
(4) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) .
(5) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5110) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) ، وأحمد في "مسنده" (2/401 رقم 9203) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عن أبي هريرة، به.
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2144) ، ومسلم (1512) .
(7) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) .
(8) في (ك) : «ويقول عن معمر» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2147) ، وانظر "العلل" للدارقطني (2295) .
(4/346)
1475 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) سَالِمُ بْنُ نُوح (3) ، عَنْ [عمر] (4) بْنِ عَامِرٍ (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي (6) عُثْمَانَ (7) ، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّهُ كتَبَ إِلَى عاملِ الْكُوفَةِ: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ، إِلا قَدْرَ إصبَعَيْنِ وثلاثةٍ (8) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (9) قَتَادَةَ (10) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عمر (11) .
_________
(1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (286) ، ورجَّح أيضًا أنه عن عمر ح.
(2) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (386) ، والدارقطني في "الأفراد" (34/أ-ب/أطراف الغرائب) . وقال الدارقطني: «تفرَّد به عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، ولم يروه عنه غير سالم بن نوح» .
(4) في جميع النسخ: «عامر» ، والتصويب من مصادر التخريج، وانظر: "الجرح والتعديل" (6/126) ، و"تهذيب الكمال" (21/403) .
(5) قوله: «ابن عامر» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(7) هو: النَّهدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ.
(8) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح؛ لأن الراجح جواز تذكير «الإِصْبَع» ، وإن كان تأنيثها أجود، ولو جاءت على التأنيث لقال: «إصبَعَيْنِ وثلاثٍ» ؛ لأنَّ الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا. انظر التعليق على المسألة رقم (713 و1386) .
(9) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(10) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5828) ، ومسلم (2069) . قال الدارقطني في "العلل" (286) : «هو حَدِيثٍ رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عن عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان. ووهم فيه، وإنما رواه أبو عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، كذلك رواه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وغيرهما» .
(11) قال البزار في الموضع السابق: «هكذا قال عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان، وقد رواه غير عمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن عمر، ولا نعلم أحدًا تابع عمر بن عامر على هذه الرواية، عن عثمان» .
(4/347)
1476- وسألتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ (1) يُوسُفُ بْنُ مُوسَى القطَّان (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكريَّا المَكفُوف البَصْري العِجْلي؛ قَالَ: حفظتُ أنَّ همَّام بْنَ يَحْيَى حدَّثنا، عَنْ قَتَادَةَ، عن قُدامة ابن وَبَرَة، عَنِ الأَصْبَغ بْنِ نُباتة، عن علي ح؛ قَالَ: كنتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) بالبَقِيعِ فِي يومِ داجِنٍ (3) مَطِيرٍ، فمرَّتِ امرأةٌ عَلَى حِمَارٍ، وَمَعَهَا مُكارٍي (4) ، فهَوَت يدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ (5) مِنَ الأَرْضِ، فسقطَتِ المرأةُ، فأعرض النبيُّ (ص) بِوَجْهِهِ (6) ،
فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إنها
_________
(1) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (898) من طريق محمد بن مرزوق، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) من طريق محمد بن إسماعيل، وابن عدي في "الكامل" (1/256) من طريق محمد بن سنجر، والديلمي في "مسند الفردوس" (ق 200) من طريق داود بن بكير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/222) من طريق إسحاق بن سيَّار النصيبي، جميعهم عن إبراهيم بن زكريا، به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1438) .
(3) على تقدير حذف مضاف، أي: يومِ سَحابٍ داجِنٍ، قال الفيومي: وسَحابةٌ داجنَةٌ، أي: مُمطِرَةٌ. "المصباح المنير" (د ج ن/1/190) . وفي مصادر التخريج: «في يومِ دَجْنٍ مَطير» قال الفيومي: الدَّجْنُ - وِزان فَلْس -: المطرُ الكثير. "المصباح المنير" الموضع السابق.
(4) كذا في جميع النسخ: «مكاري» بإثبات الياء، والجادة: «مُكَارٍ» . لكنَّ إثبات الياء صحيحٌ في العربية، على لغة لبعض العرب. وتقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . والْمُكاري والكَرِيُّ: الذي يُكريكَ دابَّته، أي: يُؤْجرُك إياها. انظر "لسان العرب" (15/219) .
(5) الوَهْدَةُ: الهُوَّة تكونُ في الأرض. "لسان العرب" (3/471) .
(6) في (ش) : «وجهه» ..
(4/348)
مُتَسَروِلَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاَتِ مِنْ أُمَّتِي - قَالَهَا ثَلاثًا - يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّخِذُوا السَّرَاويلاتِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ (1) ، وَخُصُّوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) ، وإبراهيمُ مَجْهُولٌ (3) .
1477- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ (5) عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ لاحِق التَّيْمي، عن ابن جابر (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ طَرَفَة، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَة (7) ؛ قَالَ: أُصِيبَ (8) أنفُهُ يومَ الكُلاب (9) ، فاتَّخَذَ أنفًا
_________
(1) في (ف) : «لباسكم» .
(2) قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإبراهيم بن زكريا هذا لم يُتَابع على هذا الحديث، وهو منكر الحديث» .
وقال العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا: «صاحبُ مناكير وأغاليط» . وقال: «لا يُعرَف هذا الحديث إلا بهذا الشيخ، فلا يُتابَع عليه. الحديث يُروى من جهة ابن عباس وأبي هريرة ثابت عنهما، فأما هذا الحديث فليس بمحفوظ» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا، ولا أعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع، والمتهم به إبراهيم بن زكريا» . وضعَّفه ابن حجر في "فتح الباري" (10/272) .
(3) ذكر في "الجرح والتعديل" (2/101 رقم280) أنه سأل أباه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَكْفُوفُ؟ فقال: «مجهول، والحديث الذي رواه منكر» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) قوله: «بن» سقط من (ت) .
(6) هو: محمد بن جابر الحنفي اليَمامي.
(7) في (ك) : «عن فجة» ، وهو: ابن أسعد التميمي العطاردي.
(8) في (أ) : «وأصيب» .
(9) الكُلاب - بالضَّم والتَّخفيف -: موضعٌ بالدَّهْناء بين اليمامة والبصرة، كانت فيه وقعتان؛ إحداهما بين ملوك كندة الإخوة، والأُخرى بين بني الحارث وبين بني تميم. "الاشتقاق" لابن دريد (ص 21) .
(4/349)
مِنْ وَرِقٍ (1) ، فأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أتخذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَب؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (2) لَيْسَ لَهُ أصلٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جابر، لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي (3) الأشهبِ (4) ،
وسَلْمِ (5) بْنُ رَزِينٍ (6) .
قلتُ لأَبِي: فَرَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ سِوَى هَذَا الشَّيخ؟
_________
(1) الوَرِقُ بفتح الواو وكسر الراء، ويجوز فيه على لغة تميم: إسكانُ الراء مع فتح الواو وكسرها «الوَرْق» و «الوِرْق» ، قال النووي في "تحرير التنبيه" (ص113) : «قال الأكثرون من أهل اللغة هو مُخْتَصٌّ بالدراهم المضروبة. وقال جماعة: يُطلَقُ على كل الفِضَّة، وإن لم تكن مضروبة» . اهـ. وهذا المعنى الثاني هو المراد في الحديث هنا، والله أعلم.
(2) في (ك) : «حديث» .
(3) في (ش) و (ف) : «ابن» .
(4) هو: جعفر بن حيَّان العطاردي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1354) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/45) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25255) ، وفي "المسند" (618) ، وأحمد في "مسنده" (4/342 رقم 19006) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/64-65) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4232 و4233) ، والترمذي في "جامعه" (1770) ، و"العلل الكبير" (533) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب؛ إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة، وقد روى سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة نحو حديث أبي الأشهب» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: رواه أبو الأشهب وسَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بْنِ طُرْفَةَ، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَةَ» . وانظر "العلل" لعلي بن المديني (ص 88) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/2230) .
(5) في (ف) : «وسالم» .
(6) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وفي "الجرح والتعديل" (4/264) : «زرير» ، وهو الصواب؛ انظر التعليق على المسألة رقم (1194، 1808) .
والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (5/23 رقم 20269) ، والنسائي في "سننه" (5161) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1407) من طريق سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة، به. وانظر "تهذيب الكمال" (11/222) .
(4/350)
قَالَ (1) : لا.
قلتُ: فَمَا حالُ هَذَا الشَّيْخِ: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابن الْوَلِيدِ؟
قَالَ أَبِي: أمرُهُ مُضطَرِبٌ، روى عن شَرِيك (2) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ العَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ، كَانَ عَاهِرًا (3) .
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِنْ حديثِ شَريك، رَوَاهُ زهيرٌ (4) والحسنُ بْنُ صَالِحٍ (5) ، وَلا أَعْلَمُ شَريكًا رَوَى هَذَا الحديثَ.
1478 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قلت» .
(2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي.
(3) في (ت) و (ك) : «عاهدًا» . والعاهِر: الزَّاني. انظر "النهاية" (3/326) .
(4) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1111) وقال: «حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ولا يصحُّ، والصَّحيحُ عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/301 رقم 14212) ، والدارمي في "مسنده" (2279) ، وأبو داود في "سننه" (2078) ، وابن الجارود في "المنتقى" (686) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2705 و2706 و2707) ، وابن عدي في "الكامل" (2/314-315) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/333) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/127) .
قال أبو نعيم: «غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (159) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2472) .
(4/351)
فَفِي رِوَايَةِ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) : عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَفْص بْنِ عبد الله، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: أتيتُ (2) النبيَّ (ص) وَبِي أَثَرُ صُفْرَةٍ مِنْ زَعْفَرانٍ؛ فَقَالَ: اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ (3) - مرَّتين - ثُمَّ لا تَعُدْ. فذهبتُ فغسلتُه، ثُمَّ لَمْ أَعُدْ.
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ فُضَيل (4) : عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عن عبد الله بْنِ حَفْص، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: مررتُ عَلَى رَسُولِ الله (5) (ص) ... ؟
قال أبو (6) زرعة: عبدُاللهِ بنُ حَفْص أصحُّ.
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/171 رقم 17553 و17554) ، والطبراني في "الكبير" (22/267 رقم 685) .
(2) قوله: «أتيت» سقط من (ك) .
(3) قوله: «ثم اغسله» الثاني ليس في (ك) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17668) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1569) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 686) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7937) ، والحميدي في "مسنده" (841) ، والنسائي في "سننه" (5124) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "مسنده" (4/173 رقم 17570) من طريق عَبيدة بن حميد، والنسائي في "سننه" (5125) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 688) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الكبير" (22/267 و268 رقم 684 و687) من طريق ورقاء بن عمر وقيس بن الربيع، جميعهم عن عطاء بمثله. وفي الحديث خلاف آخر؛ انظره في المسألة رقم (2472) .
(5) قوله: «على رسول الله» مكرر في (ك) .
(6) في (ف) : «أبي» ، وكأنها صوِّبت.
(4/352) 
---------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...