الجمعة، 7 يناير 2022

12-ج 15-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعَقِيقَةِ (1) الي عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي ثَوَابِ الأَْعْمَالِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعَقِيقَةِ (1)

1631 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالوارث (3) ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، كَبْشَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ حدَّثنا أبو مَعْمَر (5) ، عن عبد الوارث، هكذا.
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/586) : «العَقِيقَةُ: بفتح العين المهملة، وهو: اسمٌ لما يُذْبَحُ عن المولود، واختُلِفَ في اشتقاقها:
فقال أبو عبيد والأصمعي: أصلها الشَّعْرُ الذي يخرُجُ على رأس المولود وتبعه الزمخشريُّ وغيره، وسُمِّيَتِ الشاةُ التي تذبح عنه في تلك الحالة: عقيقةً؛ لأنه يحلق عنه ذلك الشَّعْرُ عند الذبح.
وعن أحمد: أنها مأخوذةٌ من العَقِّ، وهو الشَّقُّ والقطع، ورجحه ابن عبد البر وطائفة، قال الخطابي: العقيقة: اسمُ الشاةِ المذبوحةِ عن الولد سمِّيت بذلك؛ لأنها تُعَقُّ مذابحها، أي: تُشَقُّ وتقطع، قال: وقيل: هي الشعر الذي يُحْلَق.
وقال ابن فارس: الشاة التي تُذْبَحُ والشعرُ كل منهما يسمى عقيقة، يقال: عق يعق: إذا حلق عن ابنه عقيقتَهُ، وذبَحَ للمساكينِ شاةً.
وقال القَزَّاز: أصلُ العَقِّ: الشقُّ؛ فكأنها قيل لها: عقيقةٌ، بمعنى معقوقة، وسمي شعر المولود عقيقة باسمِ ما يعق عنه، وقيل: باسم المكان الذي انعق عنه فيه، وكل مولود من البهائم فشعره عقيقة فإذا سقَطَ وبَرُ البعير، ذهب عقه، ويقال: أعقَّتِ الحاملُ: نبتت عقيقةُ ولدها في بطنها» . اهـ. وانظر "اللسان" (10/257-258) ، و"المصباح المنير" (ص 218- عقق) .
(2) انظر المسألة التالية.
(3) هو: ابن سعيد. وسيأتي تخريج روايته.
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني
(5) هو: عبد الله بن عمرو المِنْقَري، المعروف بالمُقْعَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2841) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (46) ، وابن الجارود في "المنتقى" (912) ، والطبراني في "الكبير" (3/28 رقم 2567) ، و (11/316 رقم11856) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (105) ، والبيهقي في "سننه" (9/299 و302) .
(4/543)
وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (1) ، وابنُ عُلَيَّة (2) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا مُرسَلً (4) ، أصحُّ (5) .
1632 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحَارِبي (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عُقَّ عَنْهُمَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ عِكْرِمة، قولَهُ، مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سعيدٍ الأنصاريِّ.
قلتُ: كَذَا حدَّثنا (8) الأَشَجُّ (9) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحمر (10) ، عَن يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمة: أنَّ حَسَنًا وحسينًا عُقَّ (11) عنهما.
_________
(1) هو: ابن خالد. ولم نقف على روايته، لكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7862) عن معمر وسفيان الثوري، كلاهما عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/116) من طريق يعلى ابن عبيد، عن الثوري، عن أيوب موصولاً، ثم قال أبو نعيم: «تفرد بروايته موصولاً عن الثوري يعلى بن عبيد» .
(2) هو: إسماعيل. ولم نقف على روايته.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق التالي.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو منصوب على الحال، والتقدير: وهذا أصحُّ مرسلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) نقل ابن عبد الهادي في "المحرر" (754) قول أبي حاتم هذا بتصرف. وقال ابن الجارود في "المنتقى" (912) : «ورواه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وغيرهم، عن أيوب، لم يجاوزوا به عكرمة» .
(6) انظر المسألة السابقة.
(7) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (3/28 رقم2570) وتابعه عبد الله بن الأجلح، عن يحيى بن سعيد، به؛ عند الطبراني في الموضع السابق برقم (2569) .
(8) قوله: «حدثنا» لم يتضح في (ت) .
(9) هو: عبد الله بن سعيد. وتابعه ابن أبي شيبة، فأخرج الحديث في "المصنف" (24223) عن أبي خالد الأحمر، وقرن معه يعلى بن عبيد.
(10) هو: سليمان بن حيّان.
(11) من قوله: «الأشج عن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(4/544)
قَالَ أَبِي: لَمْ تَصِحَّ (1) روايةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمة؛ فَإِنَّهُ لا يَرْضَى عِكْرِمةَ، كَيْفَ يَرْوِي عَنْهُ (2) ؟!
1633 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (3) ،
عَنْ جَرِير
_________
(1) في (ك) : «قال: ولم تصح» .
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/8) : «سألت أبي عن عكرمة مولى ابن عباس؟ فقال: هو ثقة. قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: نعم، إذا روى عنه الثقات، والذي أنكر عليه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك: فلسبب رأيه» .
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (47) ، والبزار في "مسنده" (1235/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "المسند" (2945) ، و"المعجم" (152) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1038) ، وابن حبان في "صحيحه" (5309) ، والطبراني في "الأوسط" (1878) ، وابن عدي في "الكامل" (2/126) ، والبيهقي في "السنن" (9/299) .
قال البزار: «لا نعلم أحدًا تابع جريرًا عليه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا جرير، تفرد به ابن وهب» .
(4/545)
بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: عَقَّ رسولُ اللَّهِ (ص) عَنِ الحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بكبشَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: أخطَأَ جَرِيرٌ فِي هَذَا الحديثِ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: قتادةُ، عَنْ عِكْرِمة؛ قَالَ: عَقَّ رسولُ اللَّهِ (ص) ، مُرسَل (2) .
_________
(1) قال الضياء في الموضع السابق من "المختارة": «ذُكر هذا الحديث للإمام أحمد؛ قال: نعم! جرير يخطئ في حديث قتادة» . ونقل عبد الله بن أحمد في "العلل" (3912) عن ابن معين قوله في جرير بن حازم: «هو عن قتادة ضعيف» . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/130) عن جرير: «وهو مستقيم الحديث صالح، إلا في روايته عن قتادة؛ فإنه يروي أشياءَ لا يرويها غيره، وجرير عندي من ثقات المسلمين، حَدَّث عنه الأئمة» .
(2) قوله: «مرسل» سقط من (ك) ، ويجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4/546)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْفَرَائِضِ
1634 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِفَ (1) عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِي (2) :
رَوَى زُهَيْرٌ (3) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي عُبَيْدة (4) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ.
وَرَوَى الثَّوْري وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي (5) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (6) ، عن عبد الله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ القرآنَ، فليتعلَّمِ الفرائضَ ... وذكَرَ الحديثَ (7) ؟
_________
(1) أي: اختُلِفَ فيه، وحُذِفَ الضميرُ العائدُ من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) هو: ابن معاوية، أبو خيثمة الكوفي. وروايته أخرجها البيهقي في "سننه" (6/209) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عنه. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (2527) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به هكذا بذكر أبي الأحوص بدل أبي عبيدة.
ومن طريق البغوي أخرجه الخطيب في "الفصل" (2/958) .
(4) هو: ابن عبد الله بن مسعود.
(5) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(6) هو: عوف بن مالك.
(7) وتمامه: «ولا يكون كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، مِنَ المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول: رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن قال: ما فضلكم علينا؟!» .
والحديث أخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرج" (2/955) من طريق الإمام أحمد، عن وكيع، عن إسرائيل وسفيان الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به، ثم قال الخطيب: «كذا روى هذا الحديث أحمد بن حنبل، ونراه وَهِمَ في الجمع بين حديث إسرائيل وسفيان الثوري، وحمل حديث إسرائيل على حديث الثوري؛ لأن إسرائيل يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله بن مسعود، كذلك رواه عن إسرائيل عبيد الله بن موسى وأبو كامل المظفر ابن مدرك. وأما الثوري فرواه [عنه] وكيع، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله كما سقناه، وكذلك ذكره وكيع في "كتاب الفرائض" عن الثوري وحده. وخالفه يحيى بن سعيد القطان، فرواه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مثل رواية إسرائيل عن أبي إسحاق. ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عبد الله. ورواية زهير تؤيد قول وكيع عن سفيان» .
وروى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (31024) ، والخطيب في "الفصل" (2/957) عن وكيع، عن سفيان الثوري وحده، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله، به.
وقد روى الحديث عن غير وكيع عن سفيان الثوري عن إسرائيل، فخالفوه.
فأخرجه الدارمي في "مسنده" (2900) عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/148 رقم 8743) ، والحاكم في "المستدرك" (4/333) من طريق محمد ابن كثير، عن سفيان، به كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "السنن" (6/209) ، والخطيب في "الفصل" (2/958) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سفيان كسابقيه. وأخرجه الخطيب أيضًا (2/956) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي وأبي كامل المظفر بن مدرك، كلاهما عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به.
(4/547)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كِلاهُمَا صَحِيحَينِ (1) ؛ كان أبو إسحاق
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يقول: كلاهما صحيحان» ، على الابتداء والخبر، لكنَّ ما في النسخ صوابٌ، وفيه وجوه: الأول: أنهما مرفوعان على الابتداء والخبر، والأصل: «كلاهما صحيحان» ، بالألف فيهما؛ غير أنَّه أميلتْ ألفُ «صحيحان» ، فكتبتْ ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «صَحِيحين» ؛ انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: أنهما منصوبان على المفعولية لـ «يقول» ؛ على لغة بني سليم في نصب المفعولَيْنِ إجراءً للقول مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا. وجاء «كلاهما» على لغة من يلزم المثنى والملحق به الألف مطلقًا، و «صحيحين» على اللغة المشهورة. وفي الوجه الأول جُمع بين لغتين: الإمالة وعدمها، وفي الوجه الثاني جمع بين لغتين في إعراب المثنى والملحق به، والجمع بين لغتين في كلام واحد جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة (241) ، وانظر في لغة بني سليم التعليق على المسألة رقم = = (759) . وانظر في لغات المثنى: التعليق على المسألة رقم (554) .
والثالث: أنه نصب «صحيحَيْنِ» على أنه حال سدَّ مسدَّ الخبر، أي: كلاهما مستقرَّان صَحِيحَيْنِ. وانظر لذلك التعليقَ على المسألة رقم (827) . والرابع: أنه نصب على أنه مفعولٌ به لفعل محذوف، أي: كلاهما يُعَدَّان صَحِيحَيْنِ. والله تعالى أعلم.
(4/548)
واسعَ الحديثِ (1) .
1635 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مالكٍ (3) ،
عَنِ الزُّهْري،
_________
(1) مما يؤكد صحة الوجهين: اتفاق سفيان وإسرائيل - في رواية الأكثر عنهما على روايته عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة كما سبق.
وأما الوجه الثاني: فوافقه عليهما أبو الأحوص سلام ابن سليم وشعبة، كلاهما روياه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله.
أما رواية أبي الأحوص: فأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (3) .
وأما رواية شعبة: فأخرجها البيهقي في "سننه" (6/209) .
(2) نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/248) قول أبي زرعة.
(3) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/519) رواية يحيى الليثي، و (3061) رواية أبي مصعب الزهري، و (728) رواية محمد بن الحسن. وكذا أخرجها الجوهري في "مسند الموطأ" (210) من طريق عبد الله بن وهب والقعنبي عن مالك. وكذا أخرجها عبد الله ابن المبارك في "مسنده" (163) ، والشافعي في "الأم" (1/263) عن الإمام مالك.
ومن طريق ابن المبارك أخرجها النسائي في "الكبرى" (6373) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/208 رقم 21813) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/354) من طريق إبراهيم بن طهمان، والنسائي في "الكبرى" (6374 و6375) من طريق زيد بن الحباب ومعاوية بن هشام، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/162) من طريق مصعب بن عبد الله، جميعهم عن مالك، به بذكر «عمر بن عثمان» .
وذكر الجوهري في "مسند الموطأ" (ص 200) أن ابن القاسم رواه عن الإمام مالك، فقال: «عمرو بن عثمان» . وكذا حكى ابن عبد البر في "التمهيد" (9/160) عن ابن القاسم، وقال: «وقد رواه ابن بكير عن مالك على الشك، فقال فيه: عن عمر بن عثمان، أو عمرو بن عثمان، والثابت عن مالك: عمر بن عثمان كما روى يحيى وأكثر الرواة» .
وقال أبو العباس الداني في "الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ" (2/17) : «مالك يقول في إسناد هذا الحديث: «عُمر بن عثمان» وهو المحفوظ عنه، وقال سائر رواة الزهري: «عَمرو» مخفَّفًا، وروجع مالك فيه فقال: «نحن أعلم به، وهذا داره» . وروى ابن معين، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال لي مالك بن أنس: «أتراني لا أعرف عُمر من عَمر، هذه دار عُمر، وهذه دار عَمر» . وقال مسلم في "التمييز": «وكانا جميعًا ولد عثمان: عُمر وعَمرو، غير أن هذا الحديث عن عَمرو ليس عن عُمر» . ولما لم يُنازَع مالك في ولد عثمان، وخولف في راوي هذا الحديث منهم من شك فقال مرَّة: «عن عُمر أو عَمرو» وهكذا في رواية ابن بكير عنه. ثم رجع بأخرة فقال: «عَمرو» تابع الجماعة، هكذا ثبت في الموطأ في رواية يحيى بن يحيى صاحبنا، وابن القاسم، وسماعهما متأخر، ورواه النسائي كذلك عن جماعة من أصحاب مالك. وزعم أبو عمر بن عبد البر أن رواية يحيى هذا في "الموطأ" عن مالك: عُمر على الوهم. قال شيخنا أبو علي الجياني _ح: والمعروف في رواية يحيى بن يحيى صاحبنا: عَمرو، يعني: مخففًا قال: وكذلك ذكر أحمد بن خالد في "مسنده"، وكفى بنقله» . اهـ.
(4/549)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان، عَنْ أُسَامة بْنِ زَيْدٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لاَ يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الرواةُ يَقُولُونَ: عَمْرٌو، ومالكٌ يَقُولُ (1) : عُمَرُ بْنُ عثمان (2) .
_________
(1) إلى هنا انتهى السقط من النسخة (ف) ، وكانت بدايته من منتصف المسألة رقم (1567) .
(2) من قوله: «ابن عفان عن أسامة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4/550)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أمَّا الرُّوَاةُ الَّذِينَ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَسُفْيان ابن عُيَينة (1) ، ويونسُ ابنُ يزيد (2) ، عن الزُّهْري (3) .
_________
(1) روايته أخرجها الإمام الشافعي في "الأم" (4/72 و83) ، و (6/169) ، و (7/363) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (135) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/200) ، ومسلم في "صحيحه" (1614) ، وابن ماجه (2729) ، وأبو عوانة (3/435 رقم 5593) ، وابن حبان في "صحيحه" (6033) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1588) ، ومسلم في "صحيحه" (1351) ، والنسائي في "الكبرى" (6380) ، وابن ماجه (2730) ، وأبو عوانة (3/436 رقم 5595) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/265) .
(3) تابع ابنَ عيينة ويونسَ عددٌ من الرواة، منهم: معمر، ومحمد بن أبي حفصة، وابن جريج، وزمعة بن صالح: أما رواية معمر ومحمد بن أبي حفصة فأخرجها البخاري (3058 و4282) ، ومسلم (1351) . وأما رواية ابن جريج فأخرجها البخاري (6764) . وأما رواية زمعة فأخرجها مسلم في الموضع السابق.
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على ترجيح رواية من رواه عن الزهري بذكر: «عمرو بن عثمان» ، فروى ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص224) عن الشافعي قوله: «صحَّف مالك في عُمر بن عثمان، وإنما هو: عَمرو بن عثمان» . وانظر "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" للبيهقي (ص202) .
وذكر البخاري في"التاريخ الكبير" (6/354) رواية مالك هذه، وقال: «وهو وهم» .
وذكر مسلم في "التمييز" أن كلَّ مَن رواه من أصحاب الزهري قاله بفتح العين من «عَمرو» ، وأن مالكًا وهم في ذلك. نقله عنه العراقي في "التقييد" (106) ، وابن الملقن في "المقنع" (1/181) ، والسيوطي في "التدريب" (1/239) .
وقال النسائي في "الكبرى" (4/81) : «والصواب من حديث مالك: عمر بن عثمان، ولا نعلم أحدًا من أصحاب الزهري تابعه على ذلك» .
وأخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (2107) من طريق سفيان بن عيينة وهشيم بن بشير، عن الزهري، به كرواية الجماعة، ثم قال: «وهذا حديث حسن صحيح. هكذا رواه معمر وغير واحد عن الزهري نحو هذا، وروى مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ ابن حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ النبي (ص) نحوه. وحديث مالك وَهمٌ، وَهِمَ فيه مالك. وقد رواه بعضهم عن مالك، فقال: عن عمرو بن عثمان، وأكثر أصحاب مالك قالوا: عن مالك، عن عمر بن عثمان. وعمرو بن عثمان بن عفان هو مشهور من ولد عثمان، ولا يُعرف عمر بن عثمان» . اهـ.
وأخرج البزار هذا الحديث في "مسنده" (7/33 رقم 2581) من طريق سفيان بن عيينة، ثم قال: «وهذا الحديث رواه ابن عيينة وَمَعْمَرٌ وَجَمَاعَةٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بن عثمان، عن أسامة، فاتفقوا على اسم عمرو بن عثمان، إلا مالك بن أنس؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عن أسامة، فيرون أنه غلط في ذلك، على أنه قد وقف فقال: هذه دار عمرو، وهذا دار عمر، فأومأ إليهما، فأما في الرواية فلا نعلم أحدًا تابعه على روايته إلا أن يكون أبو أويس، فإن سماعه من الزهري [شبيه] بسماع مالك» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (9/160-162) : «أما أهل النسب فلا يختلفون أن لعثمان بن عفان ابنًا يُسمى عُمَر، وله أيضًا ابن يُسمى عَمْرًا، وله أيضًا أبان والوليد وسعيد، وكلُّهم بنو عثمان بن عفان. وقد روى الحديث عن عمر، وعمرو، وأبان ... ، فليس الاختلاف في أن لعثمان ابنًا يُسمى عَمْرًا، وإنما الاختلاف في هذا الحديث: هل هو لعمر أو عمرو، فأصحاب ابن شهاب - غير مالك - يَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد، ومالك يقول فيه: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بن حسين، عن عمر ابن عثمان ... ومالك لا يكاد يقاس به غيره حفظًا وإتقانًا؛ لكن الغلط لا يسلم منه أحد، وأهل الحديث يأبون أن يكون في هذا الإسناد إلا عمرو؛ بالواو» . اهـ.
(4/551)
1636 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنِ النبيِّ (ص) : الخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ.
قَالَ: هُوَ حديثٌ حَسَنٌ (2) .
_________
(1) قول أبي زرعة: «حديث حسن» ؛ نقله كل من: ابن عبد الهادي في "المحرر" (981) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/138) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/5/أ) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1345) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 429) ، وانظر المسألة رقم (1640) .
(2) والحديث رواه رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عامر الهَوزنِي، عَنِ المِقدامِ بْنِ مَعدِي كَرِبَ، عن النبيِّ (ص) .
(4/552)
قال لَهُ الفَضْلُ الصَّائِغُ (1) : أَبُو عَامِرٍ الهَوْزَنِيُّ (2) مَنْ هُوَ؟
قَالَ: معروفٌ، رَوَى عَنْهُ راشدُ بنُ سَعْدٍ (3) ،
لا بأس به.
_________
(1) هو: الفضل بن العباس، المعروف بفضلك.
(2) في (ف) : «الهوزي» ، وفي (ك) : «الهروي» . واسمه: عبد الله بن لحي.
(3) روايته لهذا الحديث: أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1246) فقال: حدثنا شعبة، عن بُدَيل [وهو: = = ابن ميسرة] ؛ قال: سمعت عليَّ بن أبي طلحة يحدِّث عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الهَوْزني، عَنِ الْمِقْدَامِ ... ، فذكره، وهو جزء من حديث.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (172) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31121) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/131 رقم 17175) ، وأبو داود في "سننه" (2899) ، والنسائي في "الكبرى" (6356) ، وابن ماجه (2738) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/397-398) ، و"مشكل الآثار" (2749) ، وأبو عوانة (3/446 رقم 5633 و5634) ، وابن حبان في "صحيحه" (6035) ، والطبراني في "الكبير" (20/264 رقم 625) ، والبيهقي في "سننه" (6/214) ، جميعهم من طريق شعبة، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (4/133 رقم 17203) ، وأبو داود في "السنن" (2900) ، والنسائي في "الكبرى" (6355) ، وابن ماجه (2634) ، وابن الجارود في "المنتقى" (965) ، وأبو عوانة (5635) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/398) ، و"مشكل الآثار" (2748) ، والطبراني في الموضع السابق برقم (626) ، والدارقطني في "السنن" (4/85-86 رقم 57 و58) ، والحاكم في "المستدرك" (4/344) ، والبيهقي في "السنن" (6/214 و243) ، جميعهم من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بُدَيْلٍ بن ميسرة، به.
وأخرجه الإمام أحمد (4/133 رقم 17199 و17200) ، والنسائي في "الكبرى" (6354 و6419) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/398) ، و"المشكل" (2750 و2751) ، والطبراني في "الكبير" (20/266 رقم 628) ، جميعهم من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد؛ أنه سمع المقدام ... ، فذكره هكذا بإسقاط أبي عامر، وتصريح راشد بالسماع من المقدام.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6357) من طريق ثور ابن يزيد، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6036) ، والطبراني في "الكبير" (20/265 رقم 627) ، وفي "مسند الشاميين" (1856) ، كلاهما من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ راشد بن سعد، عن ابن عائذ، عن المقدام، به.
ولعل هذا الاختلاف على راشد بن سعد في هذا الحديث هو الذي دفع يحيى بن معين لإعلاله. فقد أخرج البيهقي في "السنن" (6/215) عن المفضل بن غسان الغلابي أنه قال: كان يحيى بن معين يبطل حديث: «الخالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ» ؛ يعني: حديث المقدام، وقال: ليس فيه حديث قوي. اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/14/أ) عن هذا الحديث؟ فذكر أنه يرويه راشد ابن سعد، واختُلف عليه: فرواه شعبة، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن طهمان، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عامر الهوزني، عن المقدام، وخالفهم معاوية بن صالح، فرواه عن راشد ابن سعد، عن المقدام، ولم يذكر أبا عامر.
قال الدارقطني: «والأول أشبه بالصواب» ؛ يعني رواية شعبة ومن وافقه.
وللحديث طرق أخرى أخرجها أبو داود في "سننه" (2901) ، وأبو عوانة في الموضع السابق برقم (5637) ، والبيهقي في "السنن" (6/214) من طريق يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده المقدام، به.
(4/553)
............................
1637 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ يَحْيَى بن طَلْحَة (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: لمَّا بعثني رسولُ الله (ص) إِلَى اليمنِ، أَمَرَنِي أنْ أَقْسِمَ فيهم: لِلاِبْنَتِ (2) النِّصفُ، وللأختِ النِّصْفُ؟
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن روي عنه على الوجه الذي رجحه أبو حاتم كما سيأتي.
(2) كذا رسمت في (ت) و (ف) و (ك) ، وفي (أ) : «وللابنت» ، وفي (ش) : «وللبنت» ، والجادَّة أن يقال: «وللابْنَة» أو «وللبنت» - كما وقع في (ش) - لكنَّ ما أثبتناه بالتاء المفتوحة مع سكون الباء: صحيحٌ في العربية أيضًا. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (6) .
(4/554)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَى الناسُ هَذَا الحديثَ (1)
عَنِ المسيَّب بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُعَاذٍ؛ قَالَ: أَمَرَنِي رسولُ الله (ص) .
قَالَ أَبِي: وإسحاقُ بْنُ يَحْيَى ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَلا يُمْكننا أنْ نعتبر بحديثِهِ.
_________
(1) وممن رواه هكذا إسحاق بن يحيى نفسه؛ فقد أخرجه الدارقطني في "السنن" (4/82-83 رقم48) من طريق عبد الله بن وهب، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/295) من طريق بشر بن الوليد، كلاهما عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن معاذ، به. وأخرجه سفيان الثوري في "كتاب الفرائض" (19) عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود، به. ومن طريق الثوري أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19025) ، وابن أبي شيبة (31059) ، والدارمي (2921) ، والطحاوي في "شرح المعاني" = = (4/393) ، والبيهقي (6/233) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6734) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن أشعث به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (31 و32) من طريق أبي الأحوص وعمر بن سعيد بن مسروق، كلاهما عن أشعث، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/394) من طريق أبي الأحوص، عن أشعث، به. وأخرجه الطحاوي أيضًا (4/393) ، والبيهفي (6/233) كلاهما من طريق أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عن أشعث، به. وأخرجه سفيان الثوري أيضًا في "الفرائض" (20) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن معاذ، به. ومن طريق سفيان أخرجه الدارمي (2922) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6741) ، وابن الجارود في "المنتقى" (963) ، والطحاوي (4/393) ، والبيهقي (6/233) ، جميعهم من طريق شعبة، عن سليمان الأعمش، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (31060) من طريق وكيع، عن الأعمش، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19040) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (30) من طريق محمد بن سيرين، عن الأسود، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (2893) ، والدارقطني (4/83 رقم 50) من طريق أبي حسان الأعرج، عن الأسود، به.
(4/555)
1638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا (1) أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ (2) ، عَنِ المُغِيرَةِ بنِ جَمِيلِ بنِ أَثِيرٍ الكِنْدِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله ابن (3) عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، عن النبيِّ (ص) قال (4) : الوَلاَءُ لَيْسَ بِمُتَحَوِّلٍ وَلاَ مُنْتَقِلٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، ومُغِيرَةُ مجهولٌ (5) .
1639 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عيَّاش (6) ، وحجَّاج بْنُ أَرْطَاة (7) ، والأَجْلَح (8) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (9) ، عَنِ البَرَاء:
_________
(1) أي: حدَّثَنَاهُ أو حدَّثنا به. وحُذِفَ الضميرُ العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(2) هو: عبد الله بن سعيد الكندي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1321/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/181) ، والطبراني في "الكبير" (10/288 رقم 10684) .
(3) في (ش) : «عن ابن» .
(4) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ك) .
(5) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، والمغيرة ليس بمعروف» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «مغيرة بن جميل كوفي، عن سليمان ابن علي، منكر الحديث» . ثم روى له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/293 رقم 18589) ، وأبو داود في "سننه" (2889) ، والترمذي (3042) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/187) .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/295 و301 رقم 18607 و18677) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1656) ، والروياني في "مسنده" (302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (5226) ، والطبراني في "الأوسط" (6892) .
(8) هو: أجلح بن عبد الله بن حُجَيَّة.
(9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4/556)
سئل النبي (ص) عَنِ الكَلاَلة (1) .
وَرَوَاهُ يُونُسُ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، مُرْسَلٌ (4) ؟
قَالَ: تَابَعَ يونسَ زَكَرِيَّا (5) ، وحديثُهُ عَنْ أَبِي سَلَمة أشبَهُ عِنْدِي.
_________
(1) وتتمته: «فقال: تكفيكَ آية الصَّيف» .
قال الخطابي في "معالم السنن" (4/162-163) : وأما قوله: «تجزيك آية الصيف» : فإن الله سبحانه أنزل في الكلالة آيتين؛ إحداهما في الشتاء، وهي الآية التي نزلت في سورة النساء [الآية: 12] ، وفيها إجمال وإبهام لا يكاد يتبين هذا المعنى من ظاهرها، ثم أنزل الآية الأخرى في الصَّيف، وهي في آخر سورة النساء [الآية: 176] ، وفيها من زيادة البيان ما ليس في سورة [كذا] الشتاء، فأحال السائل عليها ليستبين المراد بالكلالة المذكورة فيها، والله أعلم» .
(2) هو: يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
(3) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. علق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن أبي زائدة. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (10889) .
= ... وتابعهما أيضًا عمار بن رُزيق. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (371) من طريق حسين بن علي بن الأسود، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُوزيق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمن، به مرسلاً، ثم قال أبو داود: «وروى عمار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ - في الكلالة -: قال: تكفيكَ آية الصَّيف» .
وأخرج البيهقي في "السنن" (6/244) هذا الحديث من طريق أبي داود، وذكر عبارته هذه، ثم قال: «هذا هو المشهور، وحديث أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ منقطع وليس بمعروف» .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/336) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُوزيق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) .
قال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه» ، فتعقبه الذهبي بقوله: «الحماني ضعيف» .
(4/557)
1640 - وَانْتَهَى (1) أَبُو زُرْعَةَ فِيمَا كَانَ يقرأْ مِنْ كِتَابِ الْفَرَائِضِ إِلَى حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ بُدَيْل بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ أَوْ غيرِهِ، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ: الخَالُ مَوْلَى مَنْ لا مولَى لَهُ؛ يرثُ مالَهُ، ويَفُكُّ عَانَهُ (2) .
فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمة، والصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ (4) شُعْبةُ وحمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ بُدَيْل بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (6) ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الهَوْزَنِي (7) ، عَنِ المِقْدام الكِنْدِي، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ؛ هَذَا مَتْنُ حَدِيثِ شُعْبة.
ومَتْنُ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ: الخَالُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ، يَرِثُ مَالَهُ، وَيَفُكُّ عَانَهُ.
_________
(1) انظر المسألة رقم (1636) .
(2) أي: يَفُكُّ أَسْرَهُ؛ قال ابن الأثير في "النهاية" (3/314) : «العاني: الأسِيرُ، وكلُّ من ذَلَّ واستكان وخَضَع: فقد عَنَا ... ومنه حديث المِقْدام: " الخالُ وَارِثُ مَنْ لا وارِثَ له، يفُكُّ عانه"، أي: عانِيَهُ، فحذف الياء. وفي رواية: " يفُكُّ عُنِيَّهُ» ، بضمّ العين، وتشديد الياء؛ يقال: عَنَا يعنو، عُنُوًّا، وعُنِيًّا» .
(3) في (ك) : «قال» .
(4) قوله: «ما رواه» مطموس في (أ) .
(5) تقدم تخريج روايتي شعبة وحماد بن زيد في المسألة رقم (1636) .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «سعيد» .
(7) في (ف) : «الهوزي» . وأبو عامر هذا هو: عبد الله بن لُحَيّ.
(4/558)
1641 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (1) ،
عَنِ الثَّوْري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عِيَاض بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ يَعْنِي: الجَدَّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: كنا نُؤَدِّي صدَقَةَ الفِطْرِ على عهد رَسُول اللَّه (ص) (2) .
_________
(1) هو: ابن عقبة السُّوَائي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31207) ، فقال: حدثنا قبيصة ... ، فذكره. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1095) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (1387/كشف) ، و (1533/مطالب) من طريق محمد بن عمر بن هياج، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/16) من طريق أبي حاتم الرازي وجعفر بن محمد بن شاكر، ثلاثتهم عن قبيصة، به.
(2) قال الإمام مسلم في "التمييز" (ص190) : «هذا خبر صحَّف فيه قبيصةُ، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله (ص) ؛ يعني: في الطعام وغيره في زكاة الفطر. فلم يقر قراءته، فقلب قوله، إلى أن قال: يورثه. ثم قلب له معنى، فقال: يعني: الجد» .
وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي سعيد ح إلا من هذا الوجه، وأحسب أن قبيصة أخطأ في لفظه، وإنما كان عنده: «كنا نؤدّيه» ؛ يعني الفطر، ولم يتابع قبيصة على هذا» . اهـ.
وقد رُوي الحديث عن قبيصة على الصواب؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (1505) فقال: حدثنا قبيصة؛ حدثنا سفيان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد ح قال: كنا نُطعم الصدقة صاعًا من شعير.
= ... وكذا أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/41) من طريق علي بن شيبة، والبيهقي في "السنن" (4/164 و173) من طريق محمد بن عبد الوهاب، كلاهما عن قبيصة، به كما رواه البخاري.
(4/559)
1642 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (2) ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن ابن (3) مَوْهَب (4) ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (1646) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (5/198) ، وأبو داود (2918) ، ويعقوب بن سليمان في "المعرفة والتاريخ" (2/439) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/570) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2546) ، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2092) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2853 و2854 و2855) ، والطبراني في "الكبير" (2/56 رقم 1273) ، والحاكم (2/219) ، والبيهقي في "السنن" (10/296-297) .
(3) قوله: «ابن» سقط من (ف) .
(4) هو: عبد الله بن مَوْهَب الهَمْداني.
(4/560)
عَنْ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيْب، عَنْ (1) تميمٍ الدَّارِيِّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الرَّجُلِ (2) يُسْلِمُ على يَدَيِ (3) الرجلِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ (5) ، عن عبد العزيز، عَنِ ابْن مَوْهَب (6) ؛ قَالَ: سمعتُ (7) تَمِيمً (8) الدَّارِيَّ، عن النبيِّ (ص) .
قال أبي: أبو نُعَيْم أحفظُ وأتقَنُ.
قلتُ لأبي: يحيى بنُ حمزة أفهَمُ بأهلِ بلده؟!
قَالَ: أَبُو نُعيم في كُلِّ شيء أحفظ وأتقن (9) .
_________
(1) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(2) قوله: «في الرجل» سقط من (ك) .
(3) في (ف) : «يد» .
(4) لفظ الحديث بتمامه - كما في رواية أبي داود -: عن تميم الداري أنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السنة في الرجل يُسْلِمُ على يدي الرجل من المسلمين؟ قال: «هو أولى الناس بِمَحْياه ومَمَاتِه» .
(5) هو: الفضل بن دُكين. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم 16953) ، والدارمي (3076) ، وأبو زرعة في "تاريخه" (1/569) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/439) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2852) ، والبيهقي في "سننه" (10/296) .
(6) في (ف) : «عن أبي موهب» ، وفي (ك) : «عن ابن أبي موهب» !!
(7) أنكر بعض الحفاظ قول ابن موهب هنا: «سمعت» . قال يعقوب بن سفيان في "تاريخه" (2/439) : «حدثنا أبو نعيم؛ حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - وهو ثقة - عن عبد الله بن موهب - وهو همداني ثقة - قال: سمعت تميمًا الداري، وهذا خطأ؛ ابن موهب لم يسمع من تميم ولا لحقه» . اهـ. وانظر التعليق آخر المسألة ا.
(8) كذا في جميع النسخ، وهو مفعول «سمعتُ» ، فكانت الجادَّة أن يقال: «تميمًا» بالألف؛ لأنَّ «تميمًا» اسمٌ عربيٌّ علَمٌ على مذكَّر، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ على وجهين؛ بنصب «تميم» منونًا وغير منوَّن، وقد خرَّجناهما في التعليق على المسألة رقم (126) .
(9) ومما يدل على أن أبا نعيم قد حفظ: أنه تابعه وكيع، وعلي بن عابس، وعبد الرحمن بن سليمان، ومحمد بن ربيعة، على ذلك:
أما رواية وكيع: فأخرجها عنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31567) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم 16948) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها ابن ماجه (2752) . وأخرج الترمذي الحديث (2112) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء؛ حدثنا أبو أسامة، وابن نمير، ووكيع، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ... ، فذكره مثل رواية أبي نعيم، إلا أنه لم يذكر تصريح ابن موهب بالسماع من تميم، فلعله بسبب حمل رواية وكيع على روايتي أبي أسامة وابن نمير أو أحدهما.
وأما روايات علي بن عابس، وعبد الرحمن بن سليمان، ومحمد بن ربيعة: فأخرجها الدارقطني في "سننه" (4/181-182 رقم 34) .
ورواه جمع من الرواة عن عبد العزيز بن عمر، فوافقوا أبا نعيم على عدم ذكر قبيصة في الإسناد، إلا أنهم لم يذكروا سماع ابن موهب من تميم؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9872 و16271) من طريق عبد الله ابن المبارك، وسعيد بن منصور في "سننه" (203) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 31) من طريق إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2901) من طريق محمد بن ميمون، والنسائي في "الكبرى" (6412 و6413) من طريق يونس بن أبي إسحاق وعبد الله بن داود، وأبو يعلى في "مسنده" = = (7165) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 33) من طريق علي بن مسهر، جميعهم عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، عن تميم، به.
وذكر الإمام الشافعي في "الأم" (4/ 78) حوارًا جرى بينه وبين رجل في ولاء مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ، وفيه يقول الشافعي: فقال لي قائل: إنما ذهبتُ في هذا إلى حديثٍ رواه ابن مَوْهب، عن تميمٍ الدّاريّ، قلت: لا يثبت. قال: أفرأيت إذا كان هذا الحديث ثابتًا، أيكون مخالفًا لما رويتَ عن النبي (ص) : «الولاء لمن أعتق» ؟ قلت: لا ... ، [ثم ذكر أن الرجل قال] : فما منعك منه إذا كان الحديثان محتملين؛ أن يكون لكل واحد منهما وجه؟ قلت: منعني أنه ليس بثابت، إنما يرويه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابن موهب، عن تميمٍ الدّاريّ، وابن موهب ليس بالمعروف عندنا، ولا نعلمه لقي تميمًا، ومثل هذا لا يثبت عندنا ولا عندك من قبل أنه مجهول، ولا نعلمه متّصلاً. اهـ.
وقال البخاري في كتاب الفرائض من "صحيحه" (12/45/فتح) باب إذا أسلم على يديه: «ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته، واختلفوا في صحة الخبر» . اهـ. وقال في "التاريخ الكبير" (5/198-199) : وقال هشام بن عمار: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بن عبد العزيز؛ سمع عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ تميم الدّاريّ؛ قلت: يا رسول الله، ما السنة في أهل الكفر يسلم على يدي رجل من المسلمين؟ قال: «هو أولى الناس بمحياه ومماته» . وقال بعضهم: عبد الله بن موهب سمع تميم الداري، ولا يصح؛ لقول النبي (ص) : «الولاء لمن أعتق» . اهـ.
وقال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/569-571) : «وسمعته - يعني أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز ابن عمر يذكر عن عبد الله بن موهب؛ قال: سمعت تميم الداري - وأنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب- وقال: أنا سمعته يقول: سمعت تميمًا فاحتُجّ عند أبي نعيم - فيما بلغني - بما قال يحيى بن حمزة: عن عبد العزيز بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب.... قال أبو زرعة: فحدثني بعض أصحابنا أنه قال: ومن يحيى بن حمزة حتى يُحتجّ به عليّ؟ فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نبل رجالك: من الأعمش؟ من فلان؟ ألم يكن القائل يستطيع أن يقول: لكل قوم علم، ولكل قوم رجال، وهم أعلم بما رووا؟ فسكت أبو نعيم» . ثم أسند أبو زرعة الحديث من طريق أبي مسهر، عن يحيى ابن حمزة، ثم قال: «ولم أر أبا مسهر لما حدّث بهذا الحديث أنكره، ولا ردَّه ... فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى والله أعلم -: أن عبد العزيز بن عمر حدَّث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدَّثهم بالعراق حفظًا. وقد حدثني صفوان ابن صالح؛ أنه سمع الوليد بن المسلم يذكر أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث، ولا يرى له وجهًا. ويحتجّ الأوزاعي: أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمّة ولا خراج. قال أبو زرعة: وهذا حديث متصل حسن المخرج والاتصال، لم أر أحدًا من أهل العلم يدفعه» . اهـ.
وقال الترمذي في"جامعه" (2112) : «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن مَوْهب، عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبين تميم الداري: قبيصةَ بن ذؤيب؛ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه: قبيصة بن ذؤيب. والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم، وهو عندي ليس بمتصل» .
وانظر: "العلل ومعرفة الرجال" لعبد الله بن أحمد (2/431) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (4/88-89) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (10/296) ، و"المعرفة" له أيضًا (14/412) ، و"نصب الراية" (4/155) ، و"تهذيب الكمال" (16/192-193) ، و"فتح الباري" (12/46-47) .
(4/561)
............................
(4/562)
1643 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ على عهدِ رسول الله (ص) وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا، إِلا مَوْلًى هو أعتقَهُ ... ، الحديثَ.
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (6/242) . وتابعه روح بن القاسم على إرساله أيضًا، وورايته أخرجها البيهقي في الموضع السابق.
(4/563)
فَقُلْتُ لَهُ: فإنَّ ابنَ عُيَينة (1) ، ومحمدَ بنَ مُسْلِم الطَّائِفِي (2) يَقُولانِ: عَنْ عَوْسَجَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) .
فقلت له: اللذَيْنِ (3) يَقُولانِ: ابنُ عَبَّاسٍ، محفوظٌ؟
فَقَالَ: نَعَمْ؛ قَصَّرَ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ (4) .
قلتُ لأَبِي: يصحُّ هَذَا الحديثُ؟
_________
(1) هو: سفيان. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (16192) ، والحميدي في "مسنده" (533) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (194) ، والإمام أحمد في "مسنده" (1/221 رقم1930) ، والترمذي في "جامعه" (2106) ، وابن ماجه في "سننه" (2741) ، والنسائي في "الكبرى" (6409) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2399) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/338 رقم 12211) .
(3) كذا في (ت) و (ف) ، وفي بقية النسخ: «الذين» . وما أثبتناه يخرج على جر «اللَّذَيْن» على الإضافة، بإضمار مضاف محذوف، والتقدير: قولُ اللَّذَيْن يقولان: ابنُ عباس، محفوظٌ؟ حُذِفَ المضاف وبقي المضاف إليه مجرورًا. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (3) .
(4) وقد تابع سفيانَ بنَ عُيَيْنَةَ ومحمدَ بنَ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيَّ: حمادُ بن سلمة وابنُ جريج، فروياه عن عمرو بن دينار موصولاً:
أما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها الطيالسي في "مسنده" (2861) ، وأبو داود في "سننه" (2905) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/403) ، والحاكم في "المستدرك" (4/347) ، والبيهقي في "سننه" (6/242) .
وأما رواية ابن جريج: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (16191) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/358 رقم 3369) ، والنسائي في "الكبرى" (6410) ، والطبراني في "الكبير" (11/337 رقم 12209) .
(4/564)
قَالَ: عَوْسَجَةُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (1) .
1644 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ جُمَيْع، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عبد الله ابن عُقْبَة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ (3) مَوْلَى لَهُمْ هَلَكَ، وَكَانَ أَبُوهُ نَصْرَانِيًّا، وتَرَكَ (4) أباه وبني أخيه، وهو بَنُو عَمٍّ (5) شَرْعًا فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَالَ أَنَسٌ: أَنْتُمْ شركاءُ فِي ميراثِهِ؟
قال أبي: عبد الله هُوَ ابْنُ عِصْمَة، وَهَذَا الْحَدِيثُ رواه إسرائيلُ (6) ، عن عبد الله بن عِصْمَة (7) .
1645- وسُئِلَ (8) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ يعقوبَ بنِ حُمَيْد بْنِ كَاسِب (9) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْم الطَّائِفِي، عن عُبَيْدالله بن عمر، عن
_________
(1) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/76) : «عوسجة مولى ابن عباس: روى عنه عمرو بن دينار، لم يصح حديثه» . وذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/413) قول البخاري هذا، ثم أخرج هذا الحديث من طريق الحميدي عن سفيان بن عيينة، ثم قال: «ولا يتابع عليه» . وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث رقم (6409) : «عوسجة ليس بالمشهور، لا نعلم أن أحدًا يروي عنه غير عمرو بن دينار، ولم نجد هذا الحديث إلا عند عوسجة» .
وأورد ابن رجب في "شرح العلل" (1/15) هذا الحديث في الأحاديث التي اتفق العلماء على عدم العمل بها.
(2) هو: ابن حرب.
(3) قوله: «أن» سقط من (أ) و (ش) .
(4) في (ت) : «فترك» .
(5) كذا في جميع النسخ!!
(6) هو: ابن يونس.
(7) قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ عبد الله بن عِصْمَة» مكرر في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» .
(8) انظر المسألتين رقم (1107) و (1130) .
(9) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (10/293) .
وتابعه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، فرواه عن يحيى بن سليم، لكن بلفظ: «نهى عن بيع الولاء وهبته» . أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (318) ، وابن ماجه في "سننه" (2748) .
ورواه محمد بن زياد الزيادي عن يحيى بن سليم باللفظين كليهما، لكنه قال: عن إسماعيل بن أمية بدل عبيد الله بن عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1318 و1319) . وأخرجه البيهقي في "السنن" (10/293) من طريق محمد بن زياد باللفظ الأول فقط: «الولاء لحمة ... » الحديث. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/341) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا: «الولاء لحمة ... » الحديث.
ورواه يحيى بن سعيد الأموي وأبو ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله (ص) عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ. وروايتهما تقدمت برقم (1107 و1130) .
وبهذا اللفظ أيضًا أخرجه الخطيب في "الفصل" (1/584 -585) من طريق قبيصة بن عقبة ونصر بن مزاحم، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. وقبيصة ونصر متكلم = = فيهما، وسفيان الثوري إنما يرويه عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ كما سيأتي.
(4/565)
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ، لاَ يُبَاعُ (1) وَلاَ يُوهَبُ؟
قَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ: عُبَيْدُالله (2) ، عن عبد الله بن دينار، عن
_________
(1) في (ش) : «تباع» .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1506) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رسول الله (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هبته. قال مسلم: الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث. وأخرجه مسلم أيضًا والبخاري في "صحيحه" (2535 و6756) من طريق سفيان الثوري وشعبة، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به كسابقه.
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق سليمان بن بلال، وسفيان ابن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، والضحاك بن عثمان، جميعهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به كسابقه أيضًا.
(4/566)
ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بيعِ الولاءِ، وعن هِبَتِهِ (1) .
_________
(1) أخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (1236) من طريق سفيان الثوري وشعبة، عن عبد الله بن دينار، ثم قال: «هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وهبته، وهو وَهْمٌ، وهِم فِيهِ يَحْيَى بْنُ سليم. وروى عبد الوهاب الثقفي وعبد الله بن نمير وغير واحد عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وهذا أصح من حديث يحيى بن سليم» .
وقال في "العلل الكبير" (318) - بعد أن أخرج حديث يحيى بن سليم -: «والصحيح: عن عبد الله بن دينار، وعبد الله بن دينار قد تفرد بهذا الحديث عن ابن عمر، ويحيى بن سليم أخطأ في حديثه» . ثم ساق الترمذي بسنده إلى شعبة أنه قَالَ: «قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار: أنت سمعته؟ قال: نعم، سأله ابنه سالم» . وساق رواية أخرى عن شعبة نحو هذه، وزاد فيها: قال شعبة: «فلوددت لو تركني حتى أقبِّل رأسه» . اهـ. وذكر البيهقي في "السنن" (10/293) عن الترمذي أنه قال: «سألت عنه البخاري؟ فقال: يحيى بن سليم أخطأ في حديثه، إنما هو عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعبد الله ابن دينار تفرد بهذا الحديث» .
وذكر الخليلي في "الإرشاد" (1/386-387) أن يحيى ابن سليم روى عن عبيد الله وإسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أن النبي (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هبته، ثم قال - أي الخليلي -: «وأخطأ فيه يحيى؛ لأن هذا رواه عبيد الله وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا من حديث نافع» .
وقال البيهقي في "السنن" (10/293) : «هذا وهم من يحيى بن سليم أو مَنْ دونه في الإسناد والمتن جميعًا، فإن الحفاظ إنما رووه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وعن هبته» . اهـ. وانظر "الكامل" لابن عدي (6/8-9) ، و"شرح العلل" لابن رجب (1/415-416) ، و"فتح الباري" (12/43-44) . وقد أطال الخطيب في "الفصل" (1/577-586) في تفصيل طرق هذا الحديث، فانظره إن شئت.
(4/567)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (1) ؛ قَالَ (2) : حَدَّثَنَا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عن عُبَيدالله بن عمر، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ: أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: الوَلاَءُ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حَدَّثَنَا (6) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ نُمَيْر (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي، عن عُبَيدالله (8) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، نَحْوَهُ.
1646 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (9) : وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَقَرَأَ عَلَيْنَا كتابَ الْفَرَائِضِ، فَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ عمرٍو النَّاقِد (10) ،
عَنْ
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) قوله: «قال» ليس في (ف) .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو.
(4) في (أ) و (ش) : «قال» بدل: «أن» .
(5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط، وجاء مكانه في (أ) و (ش) «قال أبو محمد» .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو.
(7) في (ف) : «نمر» .
(8) كذا جاءت رواية عبد الله بن نمير لهذا الحديث هنا: «عن عبيد الله» بلا واسطة، وكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1236) كما سبق نقله.
وأخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (1506) من = = طريق محمد بن عبد الله بن نمير؛ حدثنا أبي؛ حدثنا سفيان بن سعيد؛ حدثنا عبيد الله ... ، فذكره هكذا بزيادة سفيان بن سعيد الثوري.
(9) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. وانظر المسألة رقم (1642) .
(10) هو: عمرو بن محمد. وتابعه على رواية هذا الحديث جمع من الرواة؛ منهم: سعيد بن منصور، ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وهشام بن عمار، وسعيد بن سليمان، ومحمد بن زنبور، ومسدد - لكن اختُلف على مسدد -:
أما سعيد بن منصور: فأخرجه في "سننه" (200) .
وأما رواية محمد بن عمرو بن أبي مذعور: فأخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/400) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 32) .
وأما رواية هشام بن عمار: فأخرجها ابن عدي (6/400) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10/298) .
وأما رواية سعيد بن سليمان: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (8/189 رقم 7781) .
وأما رواية محمد بن زنبور: فأخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/284) .
وأما رواية مُسَدَّد: فأخرجها الطبراني مقرونة برواية سعيد بن سليمان، من طريق معاذ بن المثنى، عن مسدد، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ معاوية، به كما في الروايات السابقة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/135) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10/298) - من طريق الفضل بن الحباب، عن مسدد، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ جعفر بن الزبير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به هكذا بذكر جعفر ابن الزبير بدل معاوية بن يحيى. وهذا خطأ من أبي خليفة الفضل بن الحباب، وهو قد يغرب ويخالف مع كونه ثقة؛ كما في "لسان الميزان" (4/438-439 رقم 1340) .
(4/568)
عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن يحيى (1) ، عن القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ، فَلَهُ وَلاؤُهُ.
فامتنع أَبُو زُرْعَةَ من قراءته علينا، ولم نسمعْهُ منه (2) .
_________
(1) هو: الصَّدَفي.
(2) قال الدارقطني بعد أن رواه في الموضع السابق من "السنن": «الصدفي ضعيف» . وقال البيهقي بعد أن رواه في الموضع السابق من "السنن": «ومعاوية بن يحيى ضعيف لا يحتج به» . وانظر "الكامل" لابن عدي (6/400) .
(4/569)

====


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْقُرْآن ِ وتَفْسِيرِ الْقُرْآن ِ
1647 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ عَطَاء (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) قال: مَا آمَنَ بِالْقُرْآن ِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاح (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ صُهَيْب (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَان (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاء، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْب (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30191) ، وأبو سعيد الأشج في "جزئه" (74) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1003) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270) . وأخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (777) من طريق ابن أبي شيبة.
(*) ... كذا في (ت) ، وفي بقية النسخ: «ابن» ، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب كما سيأتي، وكما في مصادر التخريج، و"ميزان الاعتدال" (4/567 رقم 10560) ، و"التقريب" (8338) .
(2) هو: ابن أبي رباح.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30192) ، والترمذي في "جامعه" (2918) .
(4) هو: ابن سنان الرومي.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2084) ، والشاشي في "مسنده" (993) ، والدينوري في "المجالسة" (57) ، والطبراني في "الكبير" (7295) ، و"الأوسط" (4366) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/96) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (775 و776 و778) ، والبيهقي في "الشعب" (171) ، والخطيب في "تاريخه" (6/127) .
(6) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر.
(4/570)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مُحَمَّد بْن يَزِيد أشبَهُ عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ لأنه أفهَمُ بحديث (2) أَبِيهِ؛ أنْ كَانَ (3) كُتُبُ أَبِيهِ عنده، ويزيدُ بْن سِنَان ليس بقويِّ الحديثِ.
وقال أَبِي: هذه (4) كلُّها منكرةٌ، ليستْ (5) فيها حديثٌ يمكنُ أنْ يقال: إنَّه صحيحٌ، وكأنه (6) شِبْهُ الموضوع، وحديثُ أَبِيهِ (7) أنكرُهَا، ومَحَلُّ يزيدَ محلُّ الصدق، والغالبُ عليه الغفلة، فَيَحْتمِلُ أن يكونَ سمع من أَبِي (8) المُبَارَك هذا، وهو شِبْهُ مجهولٍ (9) .
_________
(1) كذا جاءت العبارة في جميع النسخ، وفيها تقديم وتأخير، والجادَّة: حديثُ محمد ابن يزيد عن أبيه أشبَهُ.
(2) في (ك) : «لحديث» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) ، لكن ليس فيها نقطة للباء.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كانت كُتُبُ ... » ، لكنَّ تذكير الفعل كما في النسخ صحيح؛ لأن «كتب» جمعُ تكسير؛ فيجوز معه تأنيث الفعل وتذكيرُهُ وإن كان التأنيث أولى. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(4) يعني: طرق الحديث.
(5) في (ت) و (ك) : «وليست» بالواو. وكانت الجادَّة أن يذكَّر الفعل فيقال: «ليس فيها حديثٌ ... » إلخ، لكن يخرَّج ما في النسخ على أن اسم «ليست» ضمير مؤنَّث يعود إلى «هذه الطرق» ، وجملة «فيها حديث يمكن ... » جملة اسمية من مبتدأ وخبر في محل نصب خبر «ليست» .
(6) في (ف) : «وكان» .
(7) كذا في جميع النسخ! فالظاهر أنه يعني: «وحديثه عن أبيه» ؛ فجميع طرق الحديث مدارها على يزيد بن سنان والد محمد بن يزيد.
(8) في (ش) : «ابن» ، ونسخة (أ) موافقة لبقية النسخ، لكن هناك من حاول جعلها: «ابن» بخط مغاير فيما يظهر.
(9) في (ت) و (ك) : «المجهول» .
(4/571)
قَالَ أَبِي: ومحمدُ بْن يَزِيد أشدُّ (1) غَفْلةً من أَبِيهِ، مع أنه كَانَ رجلا صالحا، لم يكنْ من أَحْلاسِ (2) الحديثِ (3) .
1648 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الثَّوْري (4) ، عن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أشبه» .
(2) جمع حِلْس؛ وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب. ويُشبَّهُ به في الملازمة والدوام. والمعنى: أنه ليس من رجال الحديث الملازمين لعلمه. انظر "النهاية" (1/423) .
(3) قال أبو عيسى الترمذي في "جامعه" (2918) : «هذا حديث ليس إسناده بالقوي، وقد خولف وكيع في روايته. وقال محمد [يعني: البخاري] : أبو فروة يزيد ابن سنان الرُّهاوي ليس بحديثه بأس، إلا رواية ابنه = = محمد عنه، فإنه يروي عنه مناكير. قال أبو عيسى: وقد روى مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ عن أبيه هذا الحديث، فزاد في هذا الإسناد: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن صهيب، ولا يتابع محمد بن يزيد على روايته، وهو ضعيف، وأبو المبارك رجل مجهول» .
وقال البزار في "مسنده" (6/10) : «وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي (ص) إلا صهيب، ولا نعلم يُروى عن صهيب إلا مِنْ هذين الوجهين اللذين ذكرناهما» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (7/270) : «وهاتان الروايتان رواهما يزيد بن سنان غير محفوظتين» ؛ يعني رواية أبي خالد الأحمر ورواية محمد بن يزيد.
وقال الذهبي في "الميزان" (4/567) : «أبو المبارك لا يدرى من هو؟ وخبره منكر» ، ثم ذكر رواية وكيع، ثم قال: «هو منقطع» ، ثم رواه بإسناده من طريق محمد ابن يزيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مجاهد به، وقال: «ومحمد بن يزيد الذي جوَّد سنده ليس بعمدة كأبيه» . وذكر الحديث في ترجمة يزيد بن سنان (4/427) من طريق أبي خالد الأحمر ومحمد بن يزيد، ثم قال: «والروايتان غير محفوظتين» .
(4) هو: سفيان. وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (272) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/129 رقم 21184) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وقد رواه عبد الرحمن أيضًا - كما سيأتي - عن سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، به.
(4/572)
الزُّبَيْر بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي (1) رَزِين (2) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش، عن أُبَيِّ ابن كَعْب، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المعوِّذَتَيْنِ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ - قَاضِي الرِّيِّ -[وعَمْرُو] (4) بنُ أَبِي قيس، عَن الزُّبَير بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي رَزِين، عَنْ حُذَيْفَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ عَنْبَسَةَ وعَمْرٍو أشبهُ عندي إذا اتفَقَ (5) عليه النَّفْسَينِ (6) ، وهما الرواةُ عَنِ الزُّبَير، وأخاف أن يكونَ أشبَهَ على
_________
(1) في (ف) : «ابن» .
(2) هو: مسعود بن مالك.
(3) ولفظه: عن زرّ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ؛ قلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: كذا وكذا؟ فقال أُبَيّ: سألت رسول الله (ص) ؟ فقال لي: «قيل لي، فقلت» . قال: فنحن نقول كما قال رسول الله (ص) .
وفي رواية حماد بن سلمة - الآتي تخريجها -: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أن رسول الله (ص) أخبرني أن جبريل _ج قال له: قل أعوذ برب الفلق، فقلتها، فقال: قل أعوذ برب الناس، فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي (ص) .
(4) في جميع النسخ: «عن عمرو» ، وسيأتي على الصواب.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادة: «إذِ اتَّفَقَ» ؛ وتكون «إذْ» تعليلية؛ كما في قوله تعالى: [الزّخرُف: 39] {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ *} ، أي: ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب؛ لأجل ظلمكم في الدنيا، والمعنى هنا: حديثُ عنبسة وعمرو أشبه عندي؛ لأجل اتفاقهما على روايته عن الزبير، ومجيء «إذا» هنا يخرَّج على أنَّ «إذْ» و «إذا» قد تَحُلُّ كلٌّ منهما محل الأخرى. وانظر "مغني اللبيب" (ص90-110) .
(6) كذا في جميع النسخ، والمراد بـ «النفسين» : عنبسةُ وعمرٌو، وكانت الجادَّة أن يقال: «النفسان» ؛ لأنه فاعل «اتفق» ، لكن يُخرَّج ما في النسخ على أن «النَّفسين» مرفوع على الفاعلية، والأصل: «النفسان» ؛ غير أن ألف المثنى أميلت لانكسار النون بعدها؛ فكتبت ياءً، ولا تنطقُ على ذلك إلا ألفًا ممالة: «النفسين» . وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
(4/573)
الثَّوْريِّ: عاصمٌ (1) ، عَنْ زِرٍّ، ولعلَّه من الزُّبَير.
قَالَ (2) أَبِي: حديثُ الثَّوْري أصحُّ عَنْ أُبيّ، وهو أحفظهم، وأعلَى مِنْ هؤلاءِ بدرجات، والحديثُ بأبي (3) أشبَهُ؛ إذْ كَانَ قد رَوَاهُ عاصم (4) ،
عَنْ زِرٍّ، عن أُبَيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وليس لحذيفةَ عن النبيِّ (ص) في المعوِّذَتَيْنِ معنًى.
_________
(1) هو: ابن أبي النجود.
(2) في (ف) : «فقال» .
(3) في (ك) : «فأبي» .
(4) ممن رواه عن عاصم على هذا الوجه: سفيان الثوري.
وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (272) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/129 رقم 21183) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. وهذا يدل على أن لسفيان الثوري فيه إسنادين؛ فإن الإسناد الأول هو من رواية أبي عبيد والإمام أحمد أيضًا عن عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6040) عن سفيان الثوري، عن عاصم، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/129 رقم21182) ، والمحاملي في"أماليه" (471) ، كلاهما من طريق = = وكيع، عن سفيان الثوري، عن عاصم، به كذلك. وتبع الثوري.
فأخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق عن معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30193) من طريق زائدة بن قدامة، والإمام أحمد (5/129 رقم 21181 و21185 و21186 و21187 و21188) من طريق أبي بكر بن عياش، وشعبة، وحماد بن سلمة، وأبي عوانة، والأعمش، جميعهم عن عاصم، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/129 رقم 21189) ، والبخاري في "صحيحه" (4976) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم وعبدة بن لبابة، عن زر، عن أبي بن كعب، به.
(4/574)
1649- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعة (1) ، عَنِ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمة، عَنْ أَبِيهِ؛ سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: الكَبَائِرُ سَبْعٌ ... (2) ؟
قَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ اللَّيْث (3) ، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب (4) : أنَّ أبا عُفَيْرٍ الأنصاريَّ - يعني: عُمَيْرً (5) ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ - أخبرَهُ عَنْ أَبِيهِ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمة (6) ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ: الكبائرُ سَبْعٌ ... وهو (7) الصَّحيحُ (8) .
_________
(1) هو: عبد الله، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (274) ، والطبراني في "الكبير" (6/103 رقم 5636) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 103) .
ومن طريق الطبراني أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/244) .
(2) تمامه - كما في مصادر التخريج -: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، والفرارُ يَومَ الزَّحْفِ، وأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وأَكْلُ الرِّبَا، وقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، والتعرُّبُ بعد الهجرة» .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/107) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (9179) من طريق محمد بن إسحاق، والبخاري أيضًا (1/108) تعليقًا من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أبي حثمة، عن أبيه، عن علي قوله.
ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/159) .
(4) من قوله: «عن محمد بن سهل ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) كذا في جميع النسخ، وهو عَلمٌ مصروف، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في (ك) : «ختمة» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «وهذا» .
(8) قال ابن كثير في الموضع السابق بعد أن ذكره من حديث ابن لهيعة: «وفي إسناده نظر، ورفعُه غلطٌ فاحش، والصواب ما رواه ابن جرير» .
(4/575)
1650 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبِيع بْنُ يَحْيَى المَرَئي (1) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنِ الشَّعْبي، في قوله: ُ ص ش س ز ر 0 ِ (2) ؛ قَالَ (3) : العَمَلُ بِهِ؟
قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ الرَّبِيعُ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَالِكُ بْنِ مِغْوَل، عَنِ الشَّعْبي، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} (4) ؛ قَالَ: العَمَلُ بِهِ؛ كَذَا رَوَاهُ وكيعٌ وغيرُ وَاحِدٍ (5) .
قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا (6) مَرَّةً أُخرى عَلَى الصِّحَّة.
_________
(1) رسمت في جميع النسخ: «المرإي» ، وهو رسم قديم، والمَرَئي: بفتح الميم والراء، وهذه النسبة إلى امرئ القيس بن مُضَر. انظر "الأنساب" (4/267-268) ، و"تهذيب التهذيب" (1/596) ، و"توضيح المشتبه" (8/133) .
(2) الآية (60) من سورة المؤمنون.
(3) قوله: «قال» ليس في (ش) .
(4) الآية (187) من سورة آل عمران.
(5) منهم: عُبيدالله بن عبد الرحمن الأشجعي، وروايته أخرجها أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" (5/196-197) ، ومن طريقه ابن المنذر في "التفسير" (1251) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (8332) من طريق عثمان بن عمر، عن مالك بن مغول قال: نُبِّئت عن الشعبي، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (8330) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/837 رقم 4634) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/268) من طريق يحيى بن أيوب البَجَلي، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (67) من طريق سعيد بن إياس الجريري، كلاهما عن الشعبي، به.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «حدثنا» بلا واو. والمراد: = = الربيع بن يحيى، وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن الأعرابي في "معجمه" (750) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/333) - من طريق أبي بكر محمد بن وَهْب، عنه، به.
(4/576)
1651 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ عَابِسٍ (2) ،
عَنْ فُضَيل (3) ، عَنْ عَطِيَّة (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ (5) : لمَّا نزلَتْ: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (6) ... .
ورَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (7) ، عَنْ فُضَيل، عن عطيَّة، لا يقول: عن أبي سَعِيدٍ (8) .
أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: كَمَا قال أبو نُعَيْمٍ أصحُّ (9) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1656) .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/190) ، والذهبي في "الميزان" (3/135) تعليقًا.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2223/كشف الأستار) من طريق أبي يحيى التيمي، وأبو يعلى في "مسنده" (1075 و1409) من طريق سعيد بن خثيم، كلاهما عن فضيل، عن عطية، به.
(3) هو: ابن مرزوق الأغَرّ.
(4) هو: ابن سعد بن جُنادة العَوْفي.
(5) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(6) الآية (26) من سورة الإسراء. وتمام الحديث: «دعا النبيُّ (ص) فاطمةَ، فجعل لها فَدَك» ، وسيأتي في المسألة رقم (1656) .
(7) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها المصنف في المسألة رقم (1656) من طريق أبي زرعة، عنه، به.
(8) في (أ) و (ش) : «لا يقول: أبو سعيد» .
(9) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا حدَّث به عن عطية إلا فضيل، ورواه عن فضيل أبو يحيى وحميد بن حماد بن أبي الخوار» .
وقال ابنُ كثير في "تفسيره" (5/2085/تحقيق: البنَّا) : «وهذا الحديث مُشكل لو صحَّ إسناده؛ لأن الآية مكية، وفَدَك إنما فُتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا؟! فهو إذن حديثٌ منكر، والأشبهُ أنه من وضع الرافضة» . اهـ.
وقال الذهبي في "الميزان" (3/135) في ترجمة علي ابن عابس: «هذا باطلٌ، ولو كان وقعَ ذلك لما جاءت فاطمة ح تطلب شيئًا هو في حَوزها وملكها. وفيه غير عليٍّ من الضعفاء» .
(4/577)
1652 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُتَيْبَةُ ابن سَعِيدٍ (1) ،
وَابْنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ حُمَيد ابن عبد الرحمن (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هَارُونَ أَبِي مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ مُقَاتِل، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبً (5) ، وقَلْبُ القُرْآن ِ {يس} ، ومَنْ قَرَأَ ... ، كَذَا قَالَ؟
قَالَ أَبِي: مُقَاتِلٌ هَذَا هُوَ: مُقَاتِل بْنُ سُلَيمان (6) ، رأيتُ هذا
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2887) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/102) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1035) ، والبيهقي في "الشعب" (2233) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/167) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/102) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (30/122) .
وقرن الترمذي مع قتيبة: سفيان بن وكيع.
(2) هو: عثمان، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (2233) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (30/122) . وأخرجه الدارمي في "مسنده" (3459) من طريق محمد بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (83/أ/أطراف الغرائب) من طريق سليمان بن الربيع، عن همام، عن مقاتل بن سليمان، عن قتادة، به. وقال: «تفرَّد به سليمان بن الربيع، عن همام، عن مقاتل، وإنما يُعرف هذا من رواية الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هَارُونَ [كذا] أبي محمد، عن مقاتل» .
(3) في (ف) : «عن حميد، عن عبد الرحمن» .
(4) في (أ) و (ش) : «ابن محمد» بدل: «أبي محمد» .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قلبًا» ؛ كما جاء في مصادر التخريج؛ لأنه اسم «إنَّ» مؤخر. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (130) .
(6) كذا قال أبو حاتم رحمه الله، ووقع في جميع مصادر التخريج: «مقاتل بن حيان» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/172) : «الظاهر أنه مقاتل بن سليمان» .
(4/578)
الحديثَ في أوَّلِ كتابٍ وضعَهُ مُقاتِلُ بْن سُلَيمان، وهو حديثٌ باطلٌ لا أصلَ له (1) .
قلتُ لأبي: مُقاتِلٌ أدرَكَ قتادةَ؟
قَالَ: وأَكْبَرُ مِنْ قَتَادَة: أَبُو الزُّبَير (2) .
1653 - وسمعتُ أَبِي وسُئل عَنْ حَدِيثٍ أبي خالدٍ الأحمرِ (3) ،
_________
(1) قال الإمام أحمد كما في "المنتخب من العلل" للخلال (ص 117) : «هذا كلامٌ موضوع» .
= ... وقال الترمذي: (5/162) : «هذا حديث غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وهارون أبو محمد شيخٌ مجهول» .
وقال الذهبي في "الميزان" (4/288) : «هارون أبو محمد، عن مقاتل بن حيان حديث: «قلب القرآن يس» . قال الترمذي: مجهول. قلت: أنا أتهمه بما رواه القضاعي ... » ، فذكر الحديث.
(2) المراد: أنَّ مقاتلاً أدرك قتادة، بل وأدرك من هو أكبر من قتادة، وهو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكيُّ، غير أنَّه يَرِدُ على ذلك: أن أبا الزبير تأخرتْ وفاتُه بعد قتادةَ بما يزيدُ على عشرِ سنواتٍ؛ لذلك لا ندري وجه قول أبي حاتم: «وأكبر من قتادة» ، إلاَّ أن يكون أبو الزبير أقدمَ ميلادًا من قتادة؛ فإنَّ أبا الزبير قد عُمِّرَ طويلاً؛ حتى قال الذهبي في "السير" (5/386) : «لعله نيَّف على الثمانين» ، والله أعلم.
(3) هو: سليمان بن حيان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29997) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص78) ، والطبراني في "الكبير" (22/188 رقم 491) ، والبيهقي في "الشعب" (1794 و1858) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (192) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (483) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2302) ، وابن حبان في "صحيحه" (122) ، والطبراني في "الكبير" (22/188 رقم 491) .
(4/579)
عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أَبِي شُرَيح (2) ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ هَذَا القُرْآنَ سَبَبٌ (3) ؛ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وسَبَبٌ طَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ (4) ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ؛ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا.
وَرَوَاهُ اللَّيْثُ (5) ، عَنْ سَعِيد المَقْبُرِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير - وَرَوَاهُ أبو أُسَامة (6) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير (7) - قال النبيُّ (ص) ، مُرسَلً (8) ؟
قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ، قد أفسد الحديثَيْنِ (9) .
_________
(1) هو: المقبري.
(2) هو: الخزاعي.
(3) السَّبَبُ: الحَبْلُ. "المصباح المنير" (1/262) .
(4) كذا في جميع النسخ، وتكرار كلمة «سبب» نكرةً، يوحي بأنه يعني سببين. وفي مصادر التخريج: «طرفُه بيد الله، وطرفُه بأيديكم» . ويخرَّج ما هنا على تقدير: «إن القرآن هو سَبَبٌ طرفُهُ بيد الله، وهو سبب طرفه بأيديكم» ، فيكون سببًا واحدًا لا سببين؛ كقوله تعالى: [الزّخرُف: 84] {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِي الأَْرْضِ إِلهٌ} . أي: هو الذي هو في السماء إله وهو في الأرض إلهٌ.
(5) هو: ابن سعد، وروايته أخرجها أبو الحسين الكلابي في "حديثه" كما في "السلسلة الصحيحة" للألباني (713) عنه، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ نَافِعِ بن جبير، عن النبي (ص) مرسلاً. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3496) عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، به.
(6) هو: حماد بن أسامة.
(7) من قوله: «ورواه أبو أسامة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(9) يعني أفسد حديثُ أبي أسامة حديثَ أَبِي خالدٍ الأَحْمَرِ عَنِ عبد الحميد بن جعفر وحديثَ الليث بن سعد. وقد خالف البخاريُّ _ح أبا حاتم في هذا الترجيح فيما نقله عنه البيهقي في الموضع السابق من "الشعب" وقال البيهقي: «رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيد المَقبُري، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عن النبي (ص) مرسلاً. قال البخاري: هذا أصحُّ» .
(4/580)
1654 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدة بْن الأَسْوَد (2) ، عَن القاسم بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لمَّا نَزَلَتْ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} (4) ... بِطُولِهِ (5) ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو هِشَامٍ هُوَ الكَلْبِي (6) ، وَكَانَ كنيتَه: «أَبُو النَّضْر» ، وَكَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ: هشامُ بنُ الكَلْبي؛ صاحبُ نَحْوٍ وعربيةٍ، فكَنَّاهُ بِهِ.
1655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بن أبي (7) قَيْس، عن
_________
(1) نقل هذا النص الخطيب في "الموضح" (2/357) .
(2) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/355-357) .
(3) هو: مولى أم هانئ، واسمه: باذام، وقيل: باذان.
(4) الآية (65) من سورة الأنعام، وفي (ك) زيادة: « {أَوْ مِنْ تَحْتِ} » .
(5) وفي هذا الحديث: «لما نزلَتْ هذه الآية: [الأنعَام: 65] {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، توضَّأ رسولُ الله (ص) ، ثم صلى ركعتَيْنِ، ثم دعا الله تعالى أَلاَّ يُهْلِكَ أمتَهُ بعذاب مِنْ فوقهم، ولا مِنْ تحتِ أرجلِهِمْ، ولا يَلْبسهم شيعًا، ولا يُذِيقَ بعضهم بأسَ بعضٍ، فجاءه جبريلُ فقال: يا محمَّد، إنَّ الله قد أجارَ أمتَكَ أن يُهْلِكهم بعذابٍ مِنْ فوقهم، أو مِنْ تحتِ أرجلهم، ولكنَّه يَلْبِسُهُمْ شيعًا، ويُذِيقُ بعضَهُمْ بأسَ بعض، فعاد رسول الله (ص) فصلى، ثمَّ دعا الله ألا يَلْبِسهم شيعًا، ولا يُذِيقَ بعضهم بأسَ بعض ... » إلى آخر الحديث.
(6) يعني: محمد بن السائب.
(7) قوله: «أبي» ليس في (ف) ، وفي (ك) : «ابن أبي قبيس» . وهو: الرازي الأزرق.
(4/581)
ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الساحِرِ وأصحابِ الأُخْدود؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيب (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ المُغِيرَة (5) ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن صُهَيب، ولم يَرفَع (6) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن أسلم البُناني.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/16-17 رقم 23931) ، ومسلم في "صحيحه" (3005) .
(4) هو: ابن سنان الرومي.
(5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (288) ، وأبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (6/315 رقم6564) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9751) ، وفي "تفسيره" (2/362) عن معمر، عن ثابت البُناني، به. غير أن سياقه للحديث ليس فيه صراحة أنه من كلام النبي (ص) ، لذا قال ابن كثير في "تفسيره" (8/389) : «قال شيخنا الحافظ أبو الحجَّاج المزي: فيحتمل أن يكونَ من كلام صهيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى» .
وقال الحافظ في "الفتح" (8/698) : «صرَّح برفع القصَّة بطولها حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر، عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي» .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي في "جامعه" (3340) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (289) ، والبزار في "مسنده" (2091) ، والطبراني في "الكبير" (8/41-43 رقم7319) ، والبيهقي في "الشعب" (1519) .
لكن قال ابن أبي عاصم: «رواه معمر مرفوعًا» . وصرَّح برفعه البزار.
(6) أي: ولم يرفعْهُ، حذف المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(4/582)
قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة أشبَهُ عَنْ صهيبٍ مرفوع (1) ، وبلغني أنَّ بعضَ أصحابِ ابنِ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ بها (2) ويَجْمَعُ صهيبً وبلالً (3) .
1656 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْم (5) ، عَنْ فُضَيْل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (6) ، دعا النبيُّ (ص) فاطمةَ، فجعَلَ لها فَدَكَ؟
فقال (7) : إنما هو عَنْ عطيَّة؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ ... مُرسَلً (8) ؛ قَالَ: ليس فيه ذِكْرُ أبي سعيد.
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة أن يقول: «مرفوعًا» . وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) أي: يحدِّث بقِصَّة الساحر وأصحاب الأخدود.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صهيبًا وبلالاً» ، وحذف ألف تنوين الاسم المنصوب منهما، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
هذا؛ وقد قال البزَّار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلم يَرْويه عن النبيِّ (ص) إلا صهيب، ولا نعلم رواه إلا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1651) .
(5) في (ف) : «خيثم» ، وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1651) .
(6) الآية (26) من سورة الإسراء.
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقالا» ، وما أثبتناه من (أ) و (ش) ، وهو أولى بالمعنى، فالقائل هنا أبو حاتم، وسيأتي جواب أبي زرعة. ولعلَّه سقط من النسختين (أ) و (ش) قوله: «أبي» بعد «فقال» .
(8) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4/583)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيْم، عَنْ فُضَيْل، عَنْ عطيَّة، قَطْ (1) ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ ... ، ليس فيه ذِكْرُ أَبِي سَعِيد.
1657 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ السَّكَّن (2) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : أَعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآن ِ سُورَةُ البَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ آيَةُ الكُرْسِيِّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ (5) . ويحيى ابنُ السَّكَن: ضعيفُ الحديث.
_________
(1) قوله: «قط» ليس في (ش) . و «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، بمعنى حَسْبُ، وهي التي تدخلها الفاء في أولها لتزيين اللفظ، فيقال: فَقَطْ، وتستعمل في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فلا تستعمل إلا في سياق النفي.
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (170/ب/أطراف الغرائب) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/563) .
قال الدارقطني: «تفرد به يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، ورواه هلال بن العلاء، عن يحيى بن السكن بلفظ آخر وهذا أصح» .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4) هو: أَرْبَدَةُ - ويقال: أَرْبد - التميمي، راوي التفسير عن ابن عباس.
(5) الحديث أخرجه على هذا الوجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (188) من طريق عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ من بني تميم، عن ابن عباس.
وأخرجه أبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (42) من طريق أبي الأحوص سلام ابن سليم، وأيضًا (43) من طريق سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس، جميعهم عن أبي إسحاق، عن التيمي، عن ابن عباس.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (10/326 رقم352) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قوله.
(4/584)
1658 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيالِسي (2) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ سِمَاك (3) ، عَنْ عِيَاض الأشْعَري (4) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَري، قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (5) ، أَوْمَأَ (6) رسولُ الله (ص) - قال أبو موسى: بشيءٍ كان معه - قال: هُمْ قَوْمُ هَذَا؟
قال أبي: حدَّثنا أبو الوليد (7) عَنْ شُعْبة، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِيَاض؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (8) .... لَيْسَ فِيهِ: «عَنْ أَبِي مُوسَى» ، وقد رَوَى (9) عن شُعْبةَ جماعةٌ (10) ،
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12189) من طريق محمد بن المثنى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34 و47/253) من طريق أبي قلابة الرقاشي، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، به.
وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1160 رقم 6535) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34 و47/253) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به.
(2) هو: هشام بن عبد الملك.
(3) هو: ابن حرب.
(4) هو: عياض بن عمرو.
(5) الآية (54) من سورة المائدة.
(6) في (ت) : «أدما» ، وفي (ك) : «أدنا» .
(7) من قوله: «قال أبو موسى ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(8) قوله: « {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} » من (ف) فقط.
(9) أي: قد رواه، وحُذِفَ ضمير المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(10) منهم: عفان بن مسلم وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/107) .
ومنهم: محمد بن جعفر ويزيد بن هارون، وروايتهما أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (12188 و12192) .
ومنهم: سليمان بن حرب، وحفص بن عمر، وروايتهما أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/371 رقم1016) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/59) .
ومنهم: سعيد بن عامر، ووَهْب بن جرير، وروايتهما أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/313) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/33) .
ومنهم: شبابة بن سوار، وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/39) .
ومنهم: أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/252) .
ومنهم: عبد الله بن إدريس، واختُلف عليه، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/107) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32251) ، وفي "المسند" (664) ، وأبو سعيد الأشج في حديثه (161) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12190 و12191) من طريق أبي السائب سلم بن جنادة وسفيان بن وكيع، جميعهم (ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج وأبو السائب وسفيان بن وكيع) عن عبد الله بن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عياض، به مرسلاً. وجاء في رواية أبي السائب: «قال أبو السائب: قال أصحابنا: هو عن سماك بن حرب، وأنا لا أحفظ سماكًا» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2515) ، ومن طريق أبي سعيد الأشج أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/33-34 و47/252) .
وأخرجه تمام في "فوائده" (1337/الروض البسام) ، والبيهقي في "الدلائل" (5/351) من طريق عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سماك، عَنْ عِيَاض، عَنْ أَبِي موسى، به. وهذا الوجه هو الذي ذكره أبو حاتم في آخر المسألة.
ومن طريق تمام أخرجه الذهبي في "السير" (16/18) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (3/897-898) . ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34) .
(*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، ورسم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/585)
مُرسَلً (*) ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ، وكذا حدَّثنا أبو الوليد، مُرسَلً (*) .
(4/586)
قلتُ: فترى غَلِطَ فيه مُحَمَّد بْن مُسْلِم؟
قَالَ: لا (1) ؛ إنَّ بُنْدارَ (2) كَانَ يحدِّثُ به أيضا، عَنْ أبي الوليد أيضًا كذا (3) ، ويُشْبِهُ أن يكونَ أَبُو الْوَلِيد كَانَ يغلَطُ فيه، فلمَّا قيل: «أنه غَلِطَ» ، ترَكَ أَبَا مُوسَى من الإسناد.
قال أبي (4) : ورواه ابنُ إِدْرِيسَ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِماك، عَنْ عِياض، عَنْ أَبِي موسى؛ مُتَّصِلً (6) .
_________
(1) قوله: «لا» سقط من (أ) و (ش) .
(2) في (ك) : «بندان» . وهو: محمد بن بشّار، و «بندار» لقبه، ولُقِّبَ به لأنه جمع حديث مالك. و «بندار» : فارسيٌّ معربٌ عن «بن» بمعنى جذر، و «دار» بمعنى صاحب. والبندار: التاجر الذي يخزن البضائع عنده ليوم الغلاء، ومن معانيه: الغني، والتاجر الذي يملك المستودعات والبيادر. وهو لِعُجْمته وعَلَمِيته ممنوعٌ من الصرف، على الأرجح. وانظر "تاج العروس" (6/115) ، و"قصد السبيل" (ص301) ، و"شفاء الغليل" (ص98) ، و"القول الأصيل" (ص58) ، و"معجم المعربات الفارسية" (ص44) ، و"النحو الوافي" (4/242) .
(3) تابع محمدَ بنَ مسلم أيضًا: محمدُ بنُ المثنى، وأبو قلابة الرقاشي، وتقدَّم تخريج روايتهما في أوَّل المسألة.
(4) قوله: «قال أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(5) في (أ) و (ش) : «يوسف بن إدريس» ! وابن إدريس هو: عبد الله. وروايته تقدم تخريجها قريبًا.
(6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، ورسم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
قال الدارقطني في "العلل" (1328) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلف عنه، فرواه شعبة وإدريس الأَوْدي، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ، عن أبي موسى. قاله ابن إدريس، عن أبيه، وشعبة. قال ذلك أبو معمر القطيعي. وخالفه الأشج، فرواه عن ابن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عياض: أن النبي (ص) قال: هم قوم هذا، وأشار إلى أبي موسى» .
(4/587)
1659 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُبَيدالله بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (2) ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ رَجُلا من أصحاب النبيِّ (ص) كَانَ يحبُّ امْرَأَةً، فاستأذَنَ النبيَّ (ص) فِي حاجةٍ (3) ، فَأَذِنَ لَهُ، فانطلَقَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، فَإِذَا هُوَ بِامَّرْأَةِ (4)
على غَديرِ ماءٍ
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2219/كشف الأستار) .
وأخرجه البزار أيضًا من طريق محمد بن عثمان بن كرامة مقرونًا مع رواية يوسف بن موسى، والبيهقي في "الشعب" (6683) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة، كلاهما (محمد بن عثمان وأحمد بن حازم) عن عبيد الله بن موسى، به.
(2) هو: ابن عيينة.
(3) في (ت) و (ك) : «حاجته» .
(4) كذا في جميع النسخ و"شعب الإيمان". وفي "كشف الأستار" و"الدر المنثور": «بالمرأة» ، وهو الجادَّة؛ لأن «ألْ» هنا للعهد الذِّكْرِيِّ؛ فهذه المرأة هي نفسها التي يحبُّها الرجل، وليست امرأةً أخرى.
وقد قرَّر النحاةُ وأهل التفسير أن الاسم إذا تكرَّر وكان نكرة بعد نكرة، فإن الثاني غير الأول. وإذا تكرر وكان معرفةً بعد معرفة كان الثاني عين الأول، ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى: [الشَّرح: 5-6] {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *} ، فالعُسر الثاني هو نفسُ العسر الأول؛ لكونه معرفة بعد معرفة، واليُسر الثاني غيرُ اليسر الأول؛ لكونه نكرة بعد نكرة، فهما يسران اثنان في مقابل عُسر واحد. وانظر في ذلك "مغني اللبيب" (ص621) .
وهذا يؤيِّد ما ذهبنا إليه من أن الجادَّة في العبارة: «فإذا هو بالمرأةِ» ، وما في النسخ يمكن أن يخرَّج على لغة طيِّئ وحِمير، فإنهم يبدلون اللام في «أل» : ميمًا، فيقولون في «الرَّجُل» : امْرَجل، وفي «السَّفَر» : امْسَفَر، فيكون ما عندنا هكذا: «فإذا هو بِامَّرْأَةِ» أي: بِالْمَرْأَةِ، أبدلت لام «ألْ» ميمًا، وأُدغمت في ميم «المرأة» فصارت ميمًا مشدَّدة، والله تعالى أعلم.
وانظر في أنواع «أل» العهدية: "مغني اللبيب" (ص61-62) ، وفي لغة طيِّئ وحِمير: "مغني اللبيب" (ص60) ، و"شرح الأشموني" (1/74) ، و"همع الهوامع" (1/308) ، و"اللسان" (12/36) .
(4/588)
تغتسلُ، فلمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُل مِنَ الْمَرْأَةِ ذهَبَ يحرِّكُ ذَكَرَه، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ هُدْبَةٌ (1) ، فذكَرَ ذلكَ (2) ، فقال النبيُّ (ص) : أَرْبَع رَكَعَاتٍ (3) . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا ابنُ أَبِي عُمَرَ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَينة، عَنْ عَمْرٍو (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة، عَنِ النبيِّ (ص) ... وذكر الحديثَ (7) .
_________
(1) الهُدْبَة: طَرَفُ الثوب، وشَبَّهَهُ بها لرخاوَتِهِ. انظر "النهاية" (5/249) .
(2) كذا، وفي مصادر التخريج: «فأتى النبي فذكر ذلك له» .
(3) كذا في جميع النسخ، و"شعب الإيمان". وفي "كشف الأستار"، و"الدر المنثور": «صلِّ أربعَ ركعات» . فما في النسخ: إما مرفوعٌ على أنه مبتدأٌ بتقدير مضاف، أي: صلاةُ أربع ركعات: تكفِّرُ ذلك، أو كفارةُ ذلك. أو على أنَّه خبرٌ بتقدير مضافٍ أيضًا، أي: كفارةُ ذلك: صلاةُ أربع ركعات. وإمَّا منصوبٌ على أنَّه مفعولٌ به لفعل محذوف، والتقدير: «فصلِّ أربعَ ركعات» ؛ كما وقع في بعض مصادر التخريج. وهذا الوجه هو الراجح، والله أعلم.
(4) الآية (114) من سورة هود، وقوله: « {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} » ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، وجاء بدلاً منه قوله: «الآية» .
(5) هو: محمد بن يحيى، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13831) ، وفي "تفسيره" (2/215) - ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (18683) - من طريق مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، به.
(6) هو: ابن دينار.
(7) سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث - كما في "العلل ومعرفة الرجال" (2039) - فقال: «ما أرى هذا إلا كذَّاب أو كذب، وأنكره جدًّا» .
وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد الله بن موسى» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (152/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبيد الله بن موسى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنه» .
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/304) : «وهذا الحديث قد تابع يوسفَ على روايته هكذا أحمدُ بن = = حازم بن أبي غرزة الغفاري، فرواه عن عبيد الله بن موسى، فسقطت العُهدة فيه عن يوسف، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة كذلك سوى عبيد الله، ورواه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ النبي (ص) » .
(4/589)
1660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَهْم (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيس، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (2) ، عَنْ عُمَرَ بنِ نَبْهان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ البَيْتَ إِذَا قُرِئَ فِيهِ القُرْآنُ حَضَرَتْهُ المَلاَئِكَةُ، وتَنَكَّبَتْ (3) عَنْهُ الشَّيَاطِينُ، وأُوسِعَ عَلَى أَهْلِهِ، وكَثُرَ خَيْرُهُ، وقَلَّ شَرُّهُ، وإِنَّ البَيْتَ إِذَا لَمْ يُقْرَأْ فِيهِ القُرْآنُ حَضَرَتْهُ الشَّياطِينُ، وتَنَكَّبَتْ عَنْهُ المَلاَئِكَةُ، وضَاقَ عَلَى (4) أَهْلِهِ، وقَلَّ خَيْرُهُ (5) ، وكَثُرَ شَرُّهُ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2321/كشف الأستار) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (3/1608 رقم1075) .
وأخرجه الخطيب أيضًا (1076) من طريق عبد الصمد المقرئ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قيس، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نبهان، عن الحسن، مرسلاً.
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد ربه.
(3) تَنكَّبت: تَنحَّت وأعرَضَت. انظر "القاموس" (1/134) .
(4) في (ت) : «رضا وعلى» بدل: «وضاق على» .
(5) في (ش) : «خير» .
(4/590)
1661 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ ابنِ أَبِي شَيْبَة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يحيى بن اليَمان، عن أشْعَث (3) ، عَنْ جَعْفَرٍ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (5) ؛ قَالَ (6) : زَوالُ (7) الشَّمْسِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ، أخطأَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا (8) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي المُغِيرَة (9) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (10) .
1662 - وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا (12) المَسْروقيُّ (13) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر (14) العَبْدي، عن سُفيان الثَّوْري، عن عبد الله بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد.
(3) هو: ابن إسحاق القُمِّي.
(4) هو: ابن أبي المغيرة القُمِّي.
(5) الآية (78) من سورة الإسراء.
(6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(7) في (ت) : «فلا زوال» ، وفي (ك) : «بلا زوال» .
(8) في (ك) : «إنما» بلا واو.
(9) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/515) قال: حدثنا أبو كريب قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن أبي جعفر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6278) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة قولَهُ.
(10) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب المعروف بالباقر. وانظر "تفسير ابن كثير" (5/99) .
(11) تقدمت هذه المسألة برقم (1110) .
(12) أي: حدَّثناه أو حدَّثنا به؛ حذف العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) .
(13) هو: موسى بن عبد الرحمن.
(14) في (أ) و (ش) و (ف) : «بشير» .
(4/591)
عَطاء، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (2) ؛ قَالَ: تِجَارَةُ الأميرِ فِيهِ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مِهْران أَبِي (3) صَفْوان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَيْسَ هذا مِنْ حديث مَيْمون ابن مِهْران.
1663 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زكريَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ نُسَيْر (4) بْنِ ذُعْلُوق (5) ، عَنْ كُرْدوس (6) : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (7) ؛ قَالَ: بِشِرْكٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إنما هو: عَنْ كُرْدوس (8) ، عَنْ حُذَيفة؛ وابنُ أَبِي زائدة قَصَّرَ به.
_________
(1) قوله: «عباس» سقط من (ت) .
(2) الآية (25) من سورة الحج.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(4) في (ش) : «بشير» .
(5) لم تنقط في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/339) .
(6) هو: ابن العباس الثعلبي.
(7) الآية (82) من سورة الأنعام.
(8) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13488) من طريق عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن نسير، عن كردوس، عن حذيفة، به.
(4/592)
1664 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَن (1) ، عَنْ لَيْث بْنُ أَبِي سُلَيْم، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *} (3) ؛ قال: الخَيْل.
ورواه زيادٌ البكَّائي (4) ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاء (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟
فقلتُ لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ (6) : مُوسَى بنُ أَعْيَنَ أحفَظُ.
1665 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ وَكِيعٌ (7) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الإِْنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *} (9) ؛ قال: لكَفور.
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/533) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(2) هو: ابن جبر المكي.
(3) الآية (1) من سورة العاديات.
(4) في (ت) و (ك) : «البكاء» . وهو: ابن عبد الله، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/390) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/558) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3457 رقم19444) من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عباس.
(5) هو: ابن أبي رَباح.
(6) في (أ) و (ش) : «قال» .
(7) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (2/777) من طريق حماد بن زيد، به. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/565) من طريق مجاهد، عن ابن عباس.
(8) هو: أوس بن عبد الله.
(9) الآية (6) من سورة العاديات.
(4/593)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وهمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن أبي الجَوْزاء فقَطْ.
1665/أ - وَذَكَرَ أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ ابْنِ نُمَير (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَنْ سُفْيَانَ (2) ، عَنْ مَنْصور (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الإِْنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *} ؛ قَالَ: لكَفور.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (5) : مَنْصور (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ.
1666 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ (7) ، عَنْ مِسْعَر (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمة، عَنْ أبيه، عن ابن
_________
(1) هو: محمد بن عبد الله بن نمير.
(2) هو: الثوري.
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/565 و566) من طريق وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومهران بن أبي عمر، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، به.
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (ص 744) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وأبو نعيم في "الحلية" (3/287) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/375-376) - من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما (شيبان وجرير) عن منصور، به.
وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني أيضًا (ص744) ، والطبري في "تفسيره" (24/566) من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقًا عن مجاهد في باب تفسير سورة العاديات.
(7) هو: يحيى بن زكريا.
(8) هو: ابن كِدام.
(4/594)
مَسْعُودٍ؛ قَالَ: كُلُّ شيءٍ قَدْ (1) أُوتيَهُ (2) ، غَيْرَ مفاتيحِ الخَمْسِ (3) : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... } الآيَةُ (4) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مِسْعَر (5) ،
عَنْ عمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ وَهِمَ (6) فِيهِ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ.
_________
(1) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أوتيته» . والذي في مصادر = = التخريج: «أُوتيَهُ نبيُّكُمْ» بذكر «نبيكم» ، وهو الأولى، ويمكن حمل ما هنا على إعادة الضمير على غير مذكورٍ في العبارة لفهمه من السياق وتبادُرِه إلى الذهن، وهو هنا نبيُّ اللهِ محمَّدٌ (ص) ؛ وهذا كقوله تعالى: [فَاطِر: 45] {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَآبَّةٍ} ، المراد: الأرضُ وإنْ لم يَجْرِ لها ذكرٌ. والضمير المعاد هنا هو الضمير المستتر المرفوع نائبًا للفاعل في الفعل «أُوتِيَهُ» ، وأما ضميرُ النصبِ الظاهرُ: فعائدٌ على «كل شيء» . وانظر في رجوع الضمير إلى غير مذكور: التعليق على المسألة رقم (400) .
(3) في (ت) و (ك) : «الخير» .
(4) الآية (59) من سورة الأنعام.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الحميدي في "مسنده" (124) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف (31718) ، وفي "المسند" (327) من طريق محمد بن بشر، والإمام أحمد في "المسند" (1/445 رقم4253) ، وابن جرير في "تفسيره" (20/161) من طريق وكيع، والشاشي في "مسنده" (886) من طريق محمد بن عبيد، وأبو نعيم في "الحلية" (5/97) من طريق خلاَّد بن يحيى، جميعهم عن مسعر، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (385) ، والإمام أحمد أيضًا (1/386 و438 رقم3659 و4167) ، والشاشي أيضًا (887) من طريق شعبة، وأبو يعلى في "مسنده" (5153) من طريق الأعمش، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/162) من طريق جعفر، جميعهم عن عمرو بن مرة، به.
(6) في (ف) : «ووهم» .
(4/595)
1667 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْري (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، عَنْ عُقْبة بْنِ عامر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ المعوِّذتَيْنِ؟
فَقِيلَ لأَبِي: إنَّ أَبَا زُرْعَةَ قَالَ: هَذَا خطأٌ؟
قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ لَيْسَ بِخَطَأٍ (3) ، وكنتُ أَرَى قَبْلَ ذَلِكَ (4) أَنَّهُ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: معاويةُ بْنُ صَالِحٍ (5) ،
عَنِ الْعَلاءِ بن الحارث، عن
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1718) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف (30201) ، والنسائي في "سننه" (952 و5434) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (536) ، والحاكم في "المستدرك" (1/240 و567) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1311) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1734) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (2/394) ؛ جميعهم من طريق سُفْيَانُ الثَّوري، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن عقبة، به هكذا بزيادة: «عن أبيه» التي يظهر أنها سقطت من هذا الموضع.
(3) قوله: «بخطأ» سقط من (ف) .
(4) قوله: «ذلك» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(5) رواه عن معاوية بن صالح على هذا الوجه جماعةٌ إلا أنهم جميعًا جعلوه من حديث عقبة بن عامر، لا من حديث معاوية:
منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/153 رقم 17392) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (535) من طريق عبد الله بن هاشم، كلاهما (أحمد وعبد الله) عنه، به. وخالفهما محمد بن بشار فرواه عن ابن مهدي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن عقبة، به. أخرجه النسائي في "سننه" (5435) .
ومنهم: زيد بن الحباب، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (4/149-150 رقم17350) ، وابن خزيمة (535) ، والبيهقي في "السنن" (2/394) . وجاء عند البيهقي: العلاء بن كثير بدل: العلاء بن الحارث.
ومنهم: عبد الله بن وَهْب، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1462) ، والنسائي (5436) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن" (2/394) .
ومنهم: عبد الله بن صالح، وروايته أخرجها أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1312) ، والطبراني في "الكبير" (17/334-335 رقم926) ، وفي "مسند الشاميين" (1987) .
ومنهم: أسد بن موسى، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/334-335 رقم926) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/144 رقم 17296) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (289) ، والنسائي في "سننه" (5437) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1736) ، وابن خزيمة في "صحيحه" = = (534) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (124 و125) ، والطبراني في "الكبير" (17/335 رقم928) من طريق عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
وأخرجه أحمد أيضًا (4/144 رقم17299) ، ومسلم في "صحيحه" (814) من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عقبة، به.
(4/596)
القاسم بن عبد الرحمن، عن معاوية (1) ، عن النبيِّ (ص) .
قيل لأبي: كذا قاله أَبُو زرعة (2) .
_________
(1) من قوله: «بن صالح ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
ولم نجد مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ معاوية، لكن يبدو أنَّ المصنف أو الناسخ للنسخة الأصل وهم فكتبها هكذا؛ بسبب أن مدار الحديث على معاوية بن صالح، فالتصق اسم معاوية بحفظه بسبب كثرة ذكره. أو أنه تصحَّف عن «عقبة» لتشابههما في الرسم عند قدماء الكَتَبَة؛ فإن كلمة «معاوية» يكتبونها بلا ألف تخفيفًا هكذا «معوية» ، وهذه قد تشتبه برسم كلمة «عقبة» ، والله أعلم. انظر في التصحيف "المطالع النَّصرية" (ص228) .
(2) في (ك) : «قال أبو زرعة» ، وفي (ف) : «قاله أبي زرعة» .
(4/597)
قَالَ أَبِي: وليس هو عندي كذا، الذي عندي: أنه (1) صحيحٌ؛ الذي كانَ: الحَدِيثَينِ (2)
جميعا (3) كانا عند معاويةَ بْن صَالِح، وكان الثَّوْريُّ حافظً (4) ، فكان (5) حفْظُ هذا أسهلَ على الثَّوْريِّ من حديث العلاء، فحَفِظَ هذا، ولم يحفَظْ ذاك، ومما يدلُّ أنَّ هذا الحديثَ صحيحٌ: أنَّ هذا الحديثَ يرويه الحِمْصيُّون، عَنْ عبد الرحمن بْن جُبَير، عَنْ عُقْبة (6) ، ومُحَالٌ أن يُغْلَطَ بين هذا الإسناد إلى إسناد آخَرَ؛
_________
(1) أي: الحديث برواية معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير.
(2) كذا العبارة في النسخ، ومعناها: «ليس الشأن كما قاله أبو زرعة في تخطئة رواية معاويةَ عن عبد الرحمن بن جبير، بل الذي عندي: أنَّ الحديث بهذه الرواية صحيحٌ أيضًا مع صحة روايته الأخرى «معاوية، عن العلاء بن الحارث» ؛ فإنَّ الأمر الذي كَانَ: الحديثين جميعا كانا عند مُعَاوِيَة بْن صَالِح، وكان الثوريُّ حافظًا ... إلخ» .
وأما من جهة العربية: ففعلُ الكينونة «كان» في قوله: «الذي كان» تامٌّ، أي: فالذي حصَلَ، و «الحديثين» : مبتدأ مرفوع بالألف لأنَّه مثنى، والأصل: «الحديثان» غير أن الألف أميلت نحو الياء، فكُتِبَت ياءً، ولا تلفظُ إلا ألفًا ممالة، وسبب إمالة الألف كسرة النون بعدها، والياء التي قبلها، مفصولةً عنها بحرف واحد. وجادة العبارة: الذي كان: أن الحديثين ... إلخ. وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
(3) في (ف) : «جميعًا الذي» .
(4) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية على وجهين:
الأول: النصب على أنه خبر «كان» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفع على أنه خبرٌ للمبتدأ الذي هو «الثوري» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل خبر «كان» ، واسم «كان» على ذلك: ضمير الشأن، والمراد: كان هو - أي الشأن - الثوريُّ حافظٌ. وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
(5) في (ت) و (ك) : «وكان» .
(6) تقدم في التعليق بداية المسألة أن عبد الرحمن بن جبير رواه عن أبيه، عن عقبة.
(4/598)
وإنما أكثرُ ما يَغْلَطُ الناسُ إذا (1) كَانَ حديثا واحدا من اسم شيخ إلى شيخ آخرَ، فأما مثلُ هؤلاء فلا أرى يَخْفَى على الثَّوْري (2) .
1668 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بن عيَّاش (3) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «إذ» .
(2) قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1310) : «قلت له (يعني: أحمد بن صالح) : فإن سفيان الثوري يحدث عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عن النبي (ص) في قراءة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} . قَالَ: ليس هَذَا من حَدِيث معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير، إنما روى هذا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عقبة. قال أبو زرعة: وهاتان الروايتان عندي صحيحتان، لهما جميعًا أصل بالشام عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عقبة، وعن القاسم، عن عقبة» .
وقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1/268) : «أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث. وأنا أقول: غيرُ مستنكر لسفيان أن يرويَ هذا عن معاوية وعن غيره» .
(3) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/129) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/327) .
وتابع الليثَ في روايته على هذا الوجه جماعةٌ منهم:
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29807) ، والطبراني في "الدعاء" (269) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (514) ، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم (8/129) .
والحسن بن صالح، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/340 رقم 14659) ، والنسائي في "الكبرى" (10543) ، والطبراني في الدعاء" (268) .
وسفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (1209) ، والدارمي في "مسنده" (2454) ، والطبراني في "الدعاء" (266) .
وزائدة بن قدامة، وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1040) ، والطبراني في الدعاء" (271) .
وفضيل بن عياض، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2892) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (512) ، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/129) .
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروايته أخرجها الترمذي أيضًا (3404) .
وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10544) ، والطبراني في الدعاء" (272) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1207) ، والنسائي في "الكبرى" (10542) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/325) من طريق المغيرة بن مسلم، والطبراني في "الأوسط" (1483) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وفي "الصغير" (953) من طريق داود بن أبي هند، وأبو الشيخ في"أخلاق النبي (ص) " (515 و517) من طريق أبي سلمة وأبي سنان سعيد بن سنان، جميعهم عن أبي الزبير، به.
(4/599)
لَيْث (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جابر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لا ينامُ حَتَّى يَقْرَأَ: {تَنْزِيلُ} السجدة، و {تَبَارَكَ} الملك؟
قال أبي: رواه (3) [زُهيرٌ] (4) ؛ قَالَ: قلتُ لأبي الزُّبَير: أَحَدَّثكَ جابر عن النبيِّ (ص) أنه كَانَ لا ينامُ حتَّى يقرأَ؟ فقال (5) : لا؛ لَمْ يحدِّثني جَابِر، حدَّثني صَفْوان أو ابنُ صَفْوان (6) .
_________
(1) هو: ابن أبي سُلَيم.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(3) في (ك) : «روا» .
(4) في جميع النسخ: «وُهَيْب» ، عدا (أ) فقد صوِّبت في هامشها بخط مغاير. وهو: زهير بن معاوية، وتقدم في التخريج في أول المسألة أن زهيرًا رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر. وأخرج سؤالَ زهير لأبي الزبير: أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص251-252) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10545) ، والبغوي في "الجعديات" (2611) ، وفي "معجم الصحابة" (1290) ، والحاكم في "المستدرك" (2/412) ، والبيهقي في "الشعب" (2229) ، وفي "الدعوات الكبير" (361) .
(5) في (أ) : «قال» ، وفي (ش) : «قا» .
(6) الشك من زهير كما جاء في "فضائل القرآن" لأبي عبيد، وقال المزي في "تهذيب الكمال" (34/452) في ترجمة صفوان أو ابن صفوان: «هو صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية» .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث رواه غيرُ واحدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ مثل هذا. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبي (ص) نحو هذا. وروى زهيرٌ قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر يذكر هذا الحديثَ؟ فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان - أو ابن صفوان - وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/79/أ) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث، وذكر قول زهير: «قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا؟ فقال: ليس جابر حدثني، ولكن صفوان - أو ابن صفوان - عن النبي (ص) » ، قال الدارقطني: «وقول زهير أشبهُ بالصواب من قول ليث ومن تابعه» . اهـ. وقد وقع في النسخة تصحيفٌ واضطراب في العبارة. وانظر "نتائج الأفكار" (3/267) .
(4/600)
1669 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَرِيكٌ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ عمرو بن مَيْمون، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (3) ثُلُثُ القُرآن ِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا يَحْيَى الخوَّاصُ؛ قَالَ: حدَّثنا شَريك، هَكَذَا. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون (4) .
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها البزار في "المسند" (5/243 رقم1856) ، والطبراني في "الأوسط" (5/98 رقم4783) ، وفي "الكبير" (10/160 رقم10318) .
قال البزار: «هكذا رَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الله» . اهـ.
وقال الطبراني: «لم يصل هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إلا شريك» . اهـ.
(2) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(3) أي: سورة الإخلاص.
(4) لم نقف عليه من رواية أبي بكر بن عياش، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (10528) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (261) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عمرو بن ميمون، قوله.
ولشعبة فيه إسناد آخر من روايته عن أبي قيس، وسيأتي ذكره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10525) من طريق زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن ميمون، حدثني بعض أصحاب محمد (ص) .
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص267) ، والنسائي في "الكبرى" (10527) من طريق سفيان، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10526) من طريق زائدة، كلاهما (سفيان وزائدة) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، عن النبي (ص) . ولسفيان الثوري فيه إسناد آخر من روايته عن أبي قيس، وسيأتي ذكره.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص268) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني، قال: أخبرني عطاء، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مسعود أو ابن مسعود، عن النبي (ص) .
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص267) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/122 رقم 17106) ، وابن ماجه في "سننه" (3789) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (257) ، والطبراني في "الكبير" (17/254 رقم706) من طريق سفيان الثوري، وأخرجه الطيالسي في "المسند" (651) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (255) ، والنسائي في "الكبرى" (10529) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1214) ، والطبراني في "الكبير" (17/255 رقم707) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/255) من طريق شعبة، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1215) ، والطبراني في "الكبير" (17/255 رقم708) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/154) من طريق مسعر، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1216) من طريق حصين، جميعهم (سفيان الثوري، وشعبة، ومسعر، وحصين) عن أبي قيس، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أبي مسعود الأنصاري، مرفوعًا.
قال النسائي: «وقال أبو قيس: عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مسعود، ولم يتابعه أحد علمته على ذلك» . وقال أبو نعيم: «رواه الثوري، عن أبي قيس مثله، واختلف على عمرو بن ميمون فيه» .
وقال ابن عبد البر: «هكذا روى هذا الحديث أبو قيس الأودي هنا - وكذلك رواه الثوري عنه أيضًا، كما رواه شعبة بهذا الإسناد - عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أبي مسعود» .
ورواه وكيع وابن مهدي، وأبو نعيم، وغيرهم، عن الثوري، عن أبي قيس بإسناد مثله، وهو عندي خطأ. والله أعلم» .
وذكره الدارقطني في "العلل" (5/228-229) فقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه، فرواه شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عمرو بن ميمون، عن عبد الله، عن النبي (ص) . وخالفه أبو طيبة الجرجاني فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابن مسعود. وقول شريك أصح، وذكر الحارث فيه وهم» . وانظر أيضًا (6/101 و177) ، وانظر ما سيأتي في المسألتين (1702) و (1735) .
(4/601)
1670 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يزيدُ بنُ هَارُونَ (2) وَيَحْيَى الحِمَّاني (3) ،
فرَوَيا جميعا عَنْ شَريك (4) ، عَنْ (5) عبد الله بن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1790) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن قال الطبراني في "الأوسط" (5764) بعد أن أخرج رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عبد الله ابن عيسى إلا شريك، ولا رواه عن شريك إلا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى الْحَمَّانِيُّ» .
ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/257 رقم 22213) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، أنه سمع أبا أمامة.
واختُلف على هشام الدستوائي، فأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/249 رقم 22146) من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (98) من طريق مسلم بن إبراهيم، والروياني في "مسنده" (1254) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، والبغوي في "شرح السنة" (1193) من طريق النضر بن شميل، جميعهم عن هشام بنفس إسناد يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ.
وأخرجه الروياني أيضًا (1275) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قال: حدِّثتُ أن أبا سلمة قال: حدثني أبو أمامة، به.
(3) هو: ابن عبد الحميد، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5764) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8823) من طريق الضحاك بن نَبَراس، عن يحيى ابن أبي بكر، به.
(4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(5) قوله: «عن» ليس في (ف) .
(4/603)
عِيسَى، عَنْ يَحْيَى (1) بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : تَعَلَّمُوا البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَان ِ (2) يَوْمَ القِيَامَةِ (3) كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَان ِ.
رَوَاهُ ابنُ الأصبَهاني (4) ، عَنْ شَريك، عن عبد الله بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عليٍّ الأزْدي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ الحديثَين جَمِيعًا وَهَمٌ، والصَّحيحُ عندي: حديث أَبان (5) وعلي ابْنُ المُبارَك (6) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِير،
_________
(1) قوله: «عن يحيى» ليس في (ش) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تأتيان» ؛ كما في "صحيح مسلم" (804) ، وما في النسخ صحيحٌ على حد قول العرب: «: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . أو: بالحَمْلِ على المعنى، فيُحمل الضمير في «فإنهما» على معنى المذكورين، كأنَّه قال: فإنَّ هذين المذكورين يأتيان ... وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(3) قوله: «يوم القيامة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(4) هو: محمد بن سعيد.
(5) هو: ابن يزيد العطار، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/249 و254-255 رقم22147 و22193) ، والطبراني في "الكبير" (8/118 رقم 7542 و7543) ، والبيهقي في "الشعب" (1827) .
(6) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (116) ، والطبراني في "الكبير" (8/118 رقم7542) ، والشجري في "أماليه" (1/110 و112) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/564) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْد بْن سلام، عَنْ أَبِي أمامة. ولم يذكر في إسناده: «أبا سلام» .
واختُلف على يحيى بن أبي كثير اختلافًا آخر، وهو ما أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5991) - ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/251 رقم 22157) ، والطبراني في "الكبير" (8/291 رقم 8118) - من طريق معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي أمامة، به.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «وجدتُّ هذا الحديث في كتاب أبي بخطِّ يده، وقد ضرب عليه، فظننتُ أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد، عن أبي سلامة، عن أبي أمامة» . والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (804) من طريق معاوية بن سلام، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به.
(4/604)
عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (1) ، عَنْ أَبِي أُمامة، عن النبيِّ (ص) . رجَعَ إلى الأصل (2) .
1671 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ السِّمَّريُّ (3)
صاحبُ الفرَّاء،
_________
(1) هو: ممطور الحبشي.
(2) كذا في جميع النسخ، وهذا فيما نرى يحتمل أمرين: الأول: أن تكون العبارة ذكرت في الأصل الذي تفرَّعت عنه النسخ لأمر يتعلق بمقابلة الكتاب، والرجوع إلى الأصل الذي ينقل منه، وربما داخلها شيء من التصحيف. والثاني: أن يكون المراد: رجع الحديث إلى أصله الصحيح، وجادَّته المعروفة، وهذا هو الأقرب، والله أعلم.
(3) في (ك) : «السيموي» . وهو: محمد بن الجَهْم. وروايته عن الفراء في "معاني القرآن" للفراء (ص229) ، ومن طريقه أخرجه تمام في "فوائده" (1384/الروض البسام) ، والثعلبي في "تفسيره" (6/236) .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (258/أ/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي بكر بن عياش، والحاكم في "المستدرك" (2/245) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عاصم، عن زر، به. قال الدارقطني: «غريب من حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عن عاصم، عنه، تفرَّد به شيخنا أبو إسحاق إسماعيل بن يونس بن ياسين الكاتب، عن أبي هشام الرافعي، عن أبي بكر» . والنَّصُّ في "معاني القرآن" للفراء هكذا: «حدثني قيس ابن الربيع، قال: حدثني عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قرأ رجلٌ على ابن مسعود: {طه} بالفتح [أي: من غير إمالة] ، قال: فقال له عبد الله: {طه} بالكسر [أي: بالإمالة] ؛ هكذا أقرأني رسولُ الله (ص) » . اهـ. وانظر "تفسير القرطبي" (11/168) ، و"إعراب = = القراءات السبع وعللها" لابن خالويه (2/27) ، و"لسان العرب" (13/512) (طهطه) ، و"تاج العروس" (19/60) (طهطاه) .
(4/605)
عَنِ الفَرَّاء (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ زِرٍّ (3) ، عن عبد الله (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {طه *} مَكْسُورَةً (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ (6) .
قيل له: فإنَّ إِسْحَاق بْن الحجَّاج روى (7) عن عبد الرحمن بْن أَبِي حمَّاد (8) ، عَنِ العَرْزَمي، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) أنه (9) قرأ: {طه *} بالكسر؟
فَقَالَ: هو محمد بن عُبَيدالله العَرْزَمي (10) .
_________
(1) هو: يحيى بن زياد، إمام نحاة الكوفة في عصره.
(2) هو: ابن بَهْدَلَة.
(3) هو: ابن حُبيش.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) الآية (1) من سورة طه. ويعني بالكسر هنا: إمالة الطاء والهاء نحو الياء هكذا: «طى هى» ، وجاء في معجم القراءات" (5/405-408) : أنها قراءةُ ابن مسعود، وبها قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويحيى عن أبي بكر، وعاصمٌ في رواية أبي بكر، والأعمش، وكذا عباس عن أبي عمرو.
(6) أي: من جهة هذا الإسناد، وإلا فإنَّ إمالة {طه} تواترت القراءة بها في السبعة، كما في التعليق السابق.
(7) في (ك) : «وروى» .
(8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (208/ب/أطراف الغرائب) من طريق عقبة الأسدي، وابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" (2/24-25) من طريق أبي عاصم الضرير محمد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عاصم، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به عقبة الأسدي، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عاصم، عنه» .
(9) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) .
(10) قال ابن الجزري في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو مسلسل بالقراء. وقد رواه الحافظ أبو عمرو الداني في "تاريخ القراء" عن فارس بن أحمد، عن بشر بن عبد الله، عن أحمد بن موسى، عن أحمد بن القاسم بن مساور، عن محمد بن سماعة، عن أبي عاصم فذكره. وأبو عاصم هذا هو محمد بن عبد الله يقال له أيضاً المكفوف ويُعرف بالمسجدي، ومحمد بن عبيد الله شيخه هو العرزمي الكوفي من شيوخ سفيان الثوري وشعبة ولكنه ضعيف عند أهل الحديث مع أنه كان من عباد الله الصالحين، ذهبت كتبه فكان يحدث من حفظه فأُتي عليه من ذلك، وباقي رجال إسناده كلهم ثقات» .
(4/606)
1672 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص (2) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : لاَ حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ ... .
ورواه يزيد بن عبد العزيز بْنِ سِيَاه (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (1708) .
(2) هو: ابن غياث. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/479 رقم10214) ، والبخاري في "صحيحه" (5026) من طريق شعبة، والبخاري أيضًا (7232 و7528) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن عدي في "الكامل" (7/273) ، وابن مردويه في "أحاديث أبي الشيخ ابن حيان" (86) ، والعيسوي في الجزء الأول من "الفوائد المنتقاة" (514/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) من طريق يزيد بن عطاء، جميعهم عن الأعمش، به.
(3) هو: ذكوان السَّمَّان.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30273) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/479 رقم 10215) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1085) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (463) ، والدارقطني في "الأفراد" (277/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «غريب من حديث الأعمش عنه عن الخدري، تفرد به يزيد بن عبد العزيز بن سياه، وتفرد به عنه يحيى بن آدم» .
(4/607)
وسُئل: أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ: حَفْصٌ أحفظُ، والحديثُ مرويٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من طريقٍ آخَرَ، ولا أعلَمُ لأبي سَعِيد عَنِ النبيِّ (ص) في هذا شيئا (1) .
1673- وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثناه أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَحْمَدَ (2) بْنِ عَبْدَة (3) ، عن حَفْص ابن جُمَيْع، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بعَثَ رسولُ الله (ص) خيلاً فأشهَرَتْ شَهَرَا (5) ،
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1949) : «يرويه شعبة -واختلف عنه- وجرير، ويزيد ابن عطاء، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة. ورواه أبو عبيدة بن معن، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قال: وأراه عن = = أبي هريرة وجابر. وقال يزيد ابن عبد العزيز: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد. قال ذلك أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وغيرهم عن يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز. وقال أبو البختري: عن يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد. والمحفوظ: حديث أبي هريرة» .
(2) في (ت) و (ك) : «أحمر» .
(3) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (2/465) ، والبزار في "مسنده" (2291/كشف الأستار) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/399) ، والدارقطني في "الأفراد" (157/أ/أطراف الغرائب) .
(4) هو: ابن حرب.
(5) كذا في (ش) ، ولم تعجم «فأشهرتْ» في بقية النسخ، ولم تعجم «شهرًا» في (أ) فقط، وفي "غريب الخطابي"، و"فائق الزمخشري" (2/212) : «فَأَسْهَبَتْ شهرًا» ، وفي بقية مصادر التخريج: «فأَشْهَرَتْ شَهرًا» .
أما رواية: «فَأَسْهَبَتْ شهرًا» ، فمن الإسهاب، وهو مشتق من السَّهْب، وهو الأرض الواسعة، قال الخطابي: «يريد أنها ركَضَتْ مسيرةَ شَهْر فأمعَنتْ في السُّهُوب» ، ونحوه قال الزمخشري.
وأما رواية: «فأَشْهَرَتْ شهرًا» ، فيعني بها: أنها أقامت شهرًا، أو مكثت شهرًا؛ كما في الرواية التي ذكرها ابن حجر في "الفتح" (8/727) : «فَلَبِثَتْ شهرًا» .
(4/608)
لم يأتِهِ منها خَبَرَا (1) ،
فنزلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *} (2) : ضبَحَتْ (3) بمناخرها؟
_________
(1) كذا بالنصب في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لم يأتِهِ منها خَبَرٌ» ، و «لا يأتيه منها خَبَرٌ» ، و «لم يأتِهِ خَبَرُهَا» ، و «لا يأتيه خَبَرُهَا» بالرفع في جميعها على الفاعلية بـ «يأتي» ، وهو الجادَّة، أما ما وقع عندنا في النسخ، فقد يقال في توجيهه وجهان:
الأوَّل: أنَّ الكلمة منصوبة على نزع الخافض، والتقدير: لم يأتِ أحدٌ رسولَ الله (ص) مِنْ هذه الخيل بخبر، أو لم يأتِهِ آتٍ منها بِخَبَرٍ، ثم حُذِف الخافض، وهو حرف الجر «الباء» ، فانتصَبَ ما بعده، فصار: لم يأتِهِ أحدٌ منها خَبَرًا. وفاعلُ «يأتِهِ» ضميرٌ يعود إلى أَحَدِ هذه السريَّة، وهو مفهوم من السياق. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (400) . وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) .
والوجه الثاني: أنَّ الكلمة مرفوعةٌ على الفاعلية، وإنما جاءت على صورة المنصوب من أجل السجع مع قوله: «شَهَرَا» ؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّف في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للسجع المتناظر. انظر التعليق على المسألة رقم (866) .
وإن شِئتَ أضفْتَ إلى ذلك ما قرَّره النحاة من أنَّ القرينة المعنوية على كون الكلمة فاعلاً: إذا كانت ظاهرة من السياق، فيُستغنى بها عن القرينة اللفظية التي هي علامة الرفع - مثلما وقع هنا - كما في قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، ويُستغنى بها عن الرتبة؛ كما في قولهم: «أَكَلَتِ الكُمَّثْرَى سَلْمَى» . انظر التعليق على المسألة (479) .
إذا تقرَّر هذا، فإنَّ على هذا الوجه تضبط كلمة «شَهَرَا» بفتح الهاء؛ لازدواج السَّجْعة مع «خَبَرَا» ، وعند الصرفيين أنَّ كل اسم أو فعل على وزن «فَعْل» بسكون العين وكانت عينه حرف حلق، فإنه يجوز فيه فتح عينه، فتقول: بَحْرٌ وبَحَرٌ، ونَهْرٌ ونَهَرٌ، فكذلك هنا تقول في: «شَهْر» : «شَهَرٌ» . وهذا من تفريعات تميم على لغة أهل الحجاز. انظر "شرح شافية ابن الحاجب" (1/39-47) .
(2) الآية (1) من سورة العاديات.
(3) قوله: «ضبحت» سقط من (ك) . والضَّبْح: صوتُ النَّفَسِ من مناخر أنوفِ الخيل عند عَدْوِهَا. "غريب الحديث" للخطابي (2/399) .
(4/609)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ؛ والصَّحيحُ: عَنْ عِكْرِمَة فقطْ (2) ، وحفصُ بنُ جُمَيْع لَيْسَ بالقويِّ (3) .
1674- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وُهَيْب (4) ،
عَنْ أيُّوب (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي راشد (6) ، عن عبد الرحمن بن شبْل، عن النبيِّ (ص) قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ ... (7) .
_________
(1) قال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث سماك، تفرد به حفص بن جميع، ولم يروه عنه غير أحمد بن عبدة» .
(2) في (ف) : «قَطْ» . والمثبت من بقية النسخ، و «فَقَطْ» هي «قَطْ» دخَلَتْ عليها الفاء لتزيين اللفظ، و «قَطْ» هنا بفتح القاف وسكون الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، أما مشدَّدة الطاء «قَطُّ» : فظرف لا يستعمل إلا في النفي، والسياق هنا إثبات. وتقدم نحو ذلك في المسألة رقم (92) .
= ... ورواية عكرمة على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/557) من طريق أبي الأحوص سلام ابن سليم، عن سماك بن حرب، عنه.
وأخرجه أيضًا (24/557) من طريق أبي رجاء محمد ابن سيف، عن عكرمة.
(3) قال ابن كثير في "تفسيره" (8/446/طيبة) : «غريب جدًّا» . وقال الحافظ في "الفتح" (8/727) : «وفي إسناده ضعف» .
(4) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2574) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7742) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/428 رقم 15529 و15535) من طريق هشام بن عبد الله الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، به.
(5) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني.
(6) هو: الحُبْرَاني الشامي، قيل: اسمه أَخْضَر، وقيل: النعمان.
(7) الحديث بتمامه: «اقرؤوا القرآنَ، فإذا قَرَأْتُمُوه، فلا تستكثروا به، ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تَأكُلُوا به» . وقال: «إنَّ النِّساء هم أهل النار» ، فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألَسْنَ أُمَّهاتِنا وأخواتنا وبناتنا؟! فذكَرَ كُفْرَهُنَّ لِحَقِّ الزوج، وتَضْيِيعَهُنَّ لحقِّه. هذا لفظ الطبراني.
(4/610)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُهم (1) فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (2) ، عَنْ أبي راشد الحُبْراني (3) ، عن عبد الرحمن ابن شِبْل، عن النبيِّ (ص) .
كِلاهُمَا صحيحٌ، غيرَ أنَّ أيُّوبَ تَرَكَ مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلَيْنِ (4) .
1675 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بن عُبَيد (6) ،
_________
(1) منهم: أبان بن زيد، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15670) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1518) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/17) ، وفي "الشعب" (2383) .
ومنهم: همام بن يحيى وموسى بن خلف، وروايتهما أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15668 و15671) .
ومنهم: علي بن المبارك، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (4332) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2116) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/427) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْد بْن سلام، عَنْ أَبِي سلام، به.
وأخرجه معمر في "جامعه" (19444/الملحق بمصنف عبد الرزاق) - ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15666) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (314) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/425) - من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عَنْ جَدِّهِ أبي سلام، عن عبد الرحمن بن شبل، به. ولم يذكر في إسناده: «أبا راشد الحراني» .
(2) هو: ممطور الحبشي.
(3) في (ك) : «الخبراني» .
(4) قال ابن حزم في "المحلى" (8/196) : «وأما حديث عبد الرحمن بن شبل ففيه أبو راشد الحبراني، وهو مجهول» . اهـ. كذا قال! وهو ثقة كما في "التقريب".
(5) انظر المسألة الآتية برقم (1680) .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2667) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/313 رقم 18816) ، والبخاري في "صحيحه" (5061 و7364) من طريق سلام بن أبي مطيع، والبخاري (7365) ، ومسلم (2667) من طريق همام بن يحيى، والبخاري (5060) من طريق حماد بن زيد، ومسلم (2667) من طريق أبان بن يزيد، جميعهم عن أبي عمران، به.
(4/611)
عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (1) ، عَنْ جُنْدب، عن النبيِّ (ص) قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ (2) عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا؟
فَقَالَ (3) : رَوَى هَذَا ابنُ عَوْن (4) ، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني، عن عبد الله بْنِ الصَّامت؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ: الوَهَمُ ممَّن؟
قال: الحارث بن عُبَيد (5) .
_________
(1) في (ك) : «الجرني» . وأبو عمران هو: عبد الملك بن حبيب.
(2) في (ك) : «أسلفت» .
(3) في (ف) : «فقال أبي» .
(4) هو: عبد الله، وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص355) ، وفي "غريب الحديث" (2/236) ، والبخاري في "صحيحه" عقب الحديث = = (5061) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8099) ، والبيهقي في "الشعب" (2066) .
(5) قال البخاري عقب الحديث (5061) : «تابعه - أي: سلامَ بن أبي مطيع - الحارثُ ابن عبيد وسعيد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ. ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان. وقال غُنْدر: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عمران: سمعتُ جندبًا، قوله. وقال ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر، قوله. وجندب أصحُّ وأكثر» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2/92/ب) : «يرويه همام بن يحيى وحماد بن سلمة وأبو عامر الخزاز، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جندب موقوفًا. ورفعه الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، وهارون بن موسى الأعور، وسهيل بن أبي حزم القطعي، والحجَّاج بن فرافصة، وسلام بن أبي مطيع. واختُلف عن همام بن يحيى، فرفعَه داود بن شبيب، عن همام. ورفعه عاصم ابن علي عنه، وقيل: عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي عمران، عن جندب مرفوعًا. ورواه ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله، ورَفْعُه عن جندب صحيح» . اهـ.
قال الحافظ في "الفتح" (9/102) : «قوله: "وجندب أصح وأكثر"، أي: أصح إسنادًا وأكثر طرقًا، وهو كما قال؛ فإن الجمَّ الغفير رَوَوْه عن أبي عمران، عن جندب، إلا أنهم اختلفوا عليه في رفعه ووقفه، والذين رفعوه ثقاتٌ حفاظ؛ فالحكم لهم. وأما رواية ابن عون فشاذَّة لم يتابع عليها. قال أبو بكر بن أبي داود: لم يخطئ ابن عون قطُّ إلا في هذا، والصواب عن جندب. انتهى. ويحتمل أن يكون ابن عون حفظه ويكون لأبي عمران فيه شيخ آخر، وإنما توارد الرواة على طريق جندب لعلوها والتصريح برفعها» . وانظر "سنن سعيد بن منصور" (2/491) .
(4/612)
1676 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ (2) ؛ قَالَ: نزلتْ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟
قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ قَتَادَة غَيْر (3) حمَّادٍ.
قلتُ: هو الصَّحيحُ (4) ؟
قَالَ: حسنٌ.
1677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو أحمد الزُّبَيري (5) ،
_________
(1) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/210 رقم10736) ، والضياء في "المختارة" (7/116 رقم2540) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (18023) من طريق همام، عن قتادة، به.
(2) الآية (15) من سورة هود.
(3) في (ك) : «عن» ، وقوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر تخريج ذلك في التعليق على المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(4) أي: هل هذا الحديث صحيحٌ، مع تفرُّد حماد بروايته عن قتادة؟
(5) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (294) ، والترمذي في "جامعه" (2995) ، والبزار في "مسنده" (1973 و1981) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (7216) ، الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1009) ، والشاشي في "مسنده" (406) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/292 و553) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي ومحمد بن عمر الواقدي، عن الثوري، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (501/التفسير) من طريق أبي الأحوص سلام بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مسروق، عَنْ أَبِي الضحى، عَن مسروق، عن ابن مسعود.
(4/613)
ورَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سُفيان الثَّوْري، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي الضُّحَى (2) ، عن مَسروق (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) : لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاَةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ وخَلِيلِي: أَبِي إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (5) ؟
فَقَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ المتقنون من أصحاب الثَّوْري (6) ،
_________
(1) هو: سعيد بن مسروق.
(2) هو: مسلم بن صُبيح.
(3) هو: ابن الأجدع.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) الآية (68) من سورة آل عمران.
(6) منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/429 رقم4088) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/674 رقم3656) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/221) .
ومنهم: وكيع، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (1/400-401 رقم3800) ، والترمذي في "جامعه" (2995) ، والمصنف أيضًا (2/764 رقم 3656) .
ومنهم: يحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (1/429 رقم 4088) .
ومنهم: أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وروايته أخرجها الترمذي (2995) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (7217) ، والحاكم في "المستدرك" (2/553) ، ولكن سقط من إسناد الحاكم: «الثوري» وجاء عنده: «عن أبي الضحى أظنُّه عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ» .
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/222) من طريق معاوية بن هشام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(4/614)
عَنِ الثَّوْري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي الضُّحى، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ بِلا مَسْرُوقٍ (1) .
1678 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَيْحَانُ بنُ سَعِيدٍ (2) ،
عَنْ عَبَّاد (3) بْنِ مَنْصور، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنْ أَبِي قِلابة (4) ، أنَّه حدَّثه أَبُو صَالِحٍ الْحَارِثِيُّ (5) ، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قال:
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا أصحُّ من حديث أبي الضحى عن مسروق» .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10802) ، والطبراني في "الأوسط" (1360) ، وفي "الصغير" (147) ، والبيهقي في "الشعب" (2180) .
ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (33/416) .
وأخرجه البيهقي أيضًا (2180) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أبي صالح الخازني، عن النبي (ص) .
قال البيهقي: «ولم يذكر في إسناده: النعمان بن بشير» .
وأخرجه الفريابي في "القدر" (90) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب، وأيضًا (91) من طريق قتادة، كلاهما (أيوب وقتادة) عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، به، بلا ذكر أبي صالح.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3297) من طريق أبي رجاء محمد بن سيف، وابن عدي في "الكامل" (7/24-25) من طريق أبي قحذم النضر بن معبد، كلاهما عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي صالح، عن النعمان، به. وجاء عند البزار: «أبو صالح الأشعري» .
(3) في (ش) : «عبادة» .
(4) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(5) قوله: «الحارثي» كذا في (أ) و (ت) بدون نقط الثاء، وفي (ش) و (ف) و (ك) : «الحاري» بالراء المهملة. ويقال في نسبته «الحارثي» ؛ كما أثبتناه، و «الخازن» بالمعجمة والزاي. ويقال: «الحادي» بالحاء والدال المهملتين. انظر "تهذيب الكمال" (33/415) .
(4/615)
إِنَّ (1) اللهَ عَزَّ وجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ، وهُوَ عِنْدَهُ عَلَى العَرْشِ، أَنْزَلَ مِنْ ذَلِكَ الكِتَابِ (2) آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا (3) سُورَةَ البَقَرَةِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَلِجُ بَيْتًا قُرِئَتَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ.
قلتُ: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنِ الأَشْعَث [بن] (5) عبد الرحمن الجَرْمي، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنِ النُّعمان بن بَشِير، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ حمَّاد بْن سَلَمة.
1679 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ قتادةَ (7) ،
عَنْ زُرَارَةَ بن
_________
(1) قوله: «إن» سقط من (ك) .
(2) قوله: «الكتاب» سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «بها» .
(4) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص232) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/274 رقم 18414) ، والدارمي في "مسنده" (3430) ، والترمذي في "جامعه" (2882) ، والبزار في "مسنده" (3296) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (167) ، والفريابي في "القدر" (88 و89) ، والنسائي في "الكبرى" (10803) ، والبغوي في "تفسيره" (1/275) ، وفي "شرح السنة" (1201) ، وابن حبان في "صحيحه" (782) ، والطبراني في "الأوسط" (1988) ، والحاكم في "المستدرك" (1/562 و2/260) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (129) ، والبيهقي في "الشعب" (2180) ، وفي "الأسماء والصفات" (490) . وسقط من إسناد السهمي «أبو الأَشْعَث الصَّنْعاني» .
(5) في جميع النسخ: «عن» بدل: «بن» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(6) هو: شَراحيل بن آدَة، ووقع في "جامع الترمذي": = = «عن أبي الأشعث الجرمي» ، وعدَّه المزي في "تهذيب الكمال" (33/44-45) ، وفي "تحفة الأشراف" (9/30 رقم11644) وهمًا من الترمذي لم يتابعه عليه أحد.
(7) انفرد بروايته عن قتادة: صالح المري، واختُلف عليه:
فرواه الترمذي في "جامعه" (2948) من طريق الهيثم بن الربيع، والطبراني في "الكبير" (12/130-131 رقم 12783) ، والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/291) من طريق إبراهيم بن أبي سويد، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (85) ، والحاكم في "المستدرك" (1/568) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/174) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (80) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم أيضًا (1/568) من طريق عمرو بن عاصم وعمرو بن مرزوق، جميعهم عن صالح المري، عن قتادة، به.
وأخرجه الترمذي أيضًا (2948/م) من طريق مسلم بن إبراهيم، والدارمي في "مسنده" (3519) من طريق إسحاق بن عيسى، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (79) من طريق الحجَّاج بن المنهال، جميعهم عن صالح المري، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً، بلا ذكر ابن عباس.
(4/616)
أَوْفى (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قدم رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ الْعَمَلِ (2) أفضلُ؟ قَالَ: فَتْحُ القُرْآن ِ وخَتْمُه؟
فَقَالَ: الحفَّاظُ يقولون: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وقد رفَعَه جماعةٌ (3) .
1680 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيج (5) بن النُّعْمان،
_________
(1) في (ش) : «ابن أبي أوفى» .
(2) في (ش) : «الأعمال» .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفُه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسنادُه ليس بالقوي» . ثم قال بعد أن رواه من طريق قتادة، عن زرارة مرفوعًا ولم يذكر فيه ابن عباس: «وهذا عندي أصح» .
وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ من حديث زرارة لم يَروه عنه إلا قتادة. ورواه عن صالح المري زيدُ بن الحباب ويعقوبُ بن إسحاق الحضرمي» . وانظر (6/174) منه.
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1675) .
(5) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «شريح» ، وهو: الجوهري، وانظر "الجرح والتعديل" (4/304) ، و"تهذيب الكمال" (10/218) ، وروايته أخرجها الروياني في "مسنده" (968) ، والطبراني في "الكبير" (2/163 رقم1672) ، وفي "الأوسط" (5101) .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3652) ، والنسائي في "الكبرى" (8086) من طريق يعقوب بن إسحاق، والترمذي في "جامعه" (2952) ، والبغوي في "شرح السنة" (120) من طريق حَبَّان بن هلال، وأبو يعلى في "مسنده" (1520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/450) ، والبيهقي في "الشعب" (2081) من طريق بشر ابن الوليد، جميعهم عن سهيل، به.
(4/617)
عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني (1) ، عَنْ جُنْدب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ، فَقَدْ أخْطَأَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حَدَّثَنَا (2) سُرَيج (3) ، وَلَكِنْ رَوَاهُ (4) حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني، عَنْ عُمَرَ: اقرؤوا القُرآنَ مَا ائتَلَفَتْ عَلَيْهِ قلوبُكُم، فَإِذَا اختلفتُم فِيهِ فَقُومُوا.
قَالَ أَبِي: أحسَبُ أنَّ ذاك (6) خطأ؛ وإنما أراد حديثَ عُمر هذا (7) .
_________
(1) هو: عبد الملك بن حبيب.
(2) في (ك) : «حدثني» .
(3) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «شريح» .
(4) في (ش) و (ف) : «روى» .
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم في التعليق على المسألة رقم (1675) أن البخاري أخرجه من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عمران، عن جندب بن عبد الله، عن النبي (ص) . وقال أبو حاتم هناك: أن ابن عَوْن رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني، عن عبد الله بن الصَّامت، عن عمر. قال أبو حاتم: «وهذا الصَّحيح» .
(6) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(7) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم» .
قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/398) : «قال = = الترمذي: غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل بن أبي حزم. وقد غلَّطه أبو حاتم الرازي أيضًا بشيء فيه نظر، والأظهر أنها ليست مؤثرة» .
(4/618)
1681 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبيع بْنُ بَدْر (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وائل (2) ، عَن حُذَيفة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: القُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، ومَاحِلٌ (3) مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الجَنَّةِ، ومَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ قَادَهُ إلَى النَّارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ الأعمَش (4) ، عن المعلَّى (5) ، عن
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه من حديث حذيفة، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/198 رقم10450) ، وابن عدي في "الكامل" (3/127) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/108) من طريق هشام بن عمار، عن الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، به.
(2) هو: شقيق بن سلمة.
(3) ماحِلٌ، أي: ساعٍ؛ يقال: مَحَلتُ بفلان: إذا سعيتَ به إلى ذي سُلطان. "لسان العرب" (11/618) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص 194) من طريق الثوري، عن الأعمش، عن المعلَّى رجل من كندة، عن فلان بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (96) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن المعلَّى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن مسعود. وأخرجه البزار في "مسنده" (121/كشف الأستار) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (124) من طريق عبد الله بْنُ الأجلح، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ المعلَّى الكندي، عن ابن مسعود.
وأخرجه أبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (23) من طريق الفضل بن عياض، عن الأعمش، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6010) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير"- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وغيره، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
(5) هو: الكندي.
(4/619)
عبد الرحمن ابن يزيد، عن عبد الله (1) ، موقوفً (2) . والربيعُ ابن بَدْرٍ (3) لا يُشتَغَلُ بِه، وَلا بروايتِه (4) .
1682 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر (5) بْنُ نُمَير (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَير؛ البَصْريان (7) ، عَنِ الْقَاسِمِ (8) ، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ ثُلُثَ القُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ أُوتِيَ
_________
(1) هو: ابن مسعود ح.
(2) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ك) : «بدو» .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (5/102) : «رواه الربيع ابن بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله، والصَّحيح: عن معلًّى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله. وقال ابن الأجْلَح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر مرفوعًا. والصحيح: عن ابن مسعود، موقوف» .
قال ابن عدي في الموضع السابق من "الكامل" (1/ل134-ب) : وهذا يُعرف بربيع بن بدر، عن الأعمش، بهذا الإسناد، ورواه عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش فأفسده وأوقفه وعقبه بحديث آخر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، عن النبي (ص) ، مثله. اهـ.
(5) في (أ) : «بسر» .
(6) روايته أخرجها ابن الأنباري في "الوقف والابتداء" (5) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/187) ، وابن عدي في "الكامل" (2/7-8) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (50) ، والبيهقي في "الشعب" (2351) ، والشجري في "أماليه" (1/85) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/100) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (491) .
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1838) .
(7) كلاهما متروك، وبِشْرٌ متَّهم.
(8) هو: ابن عبد الرحمن الدمشقي، أبو عبد الرحمن.
(4/620)
نِصْفَ القُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ أُوتِيَ القُرْآنَ فَقَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ عُمَرُ ابن عبد الواحد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُوتِيَ ... ، مُرسَلً (1) .
1683 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ كَثِير (2) ،
عَنِ الثَّوْري، عَنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ المُؤْمِنِ مَعَهُ فِي درجتِهِ وإنْ كَانُوا دُونَهُ في العَمَلِ؛
_________
(1) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/247) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/467 و468) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ومهران بن أبي عمر، جميعهم عن الثوري، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص690) ، والحاكم في "المستدرك" (2/468) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/268) ، وفي "الاعتقاد" (ص198) . وأخرجه هناد في "الزهد" (179) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (434) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/467و468) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/105) من طريق شعبة، والبزار في "مسنده" (2260/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/107) ، وابن عدي في "الكامل" (6/42) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/302) ، والبغوي في "تفسيره" (4/240) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن عمرو بن مرة، به. وقفه شعبة، ورفعه قيس بن الربيع، إلا أن رواية الطحاوي جاءت موقوفة.
وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/2316 رقم18684) من طريق حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ سعيد بن جبير، به موقوفًا.
(4/621)
لِتَقَرَّ بِِه (1) عَينُهُ؛ قَالَ: فَقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ ... (2) وذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ محمد بن بِشْر (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ سِمَاعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1684 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ نَبْهان (4) ،
عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛
_________
(1) في (ك) : «للتقر» وفي مصادر التخريج: «لتقر بهم» ، وهو الأولى. ويخرَّج ما هنا على رجوع الضمير في «به» إلى مفهومٍ من السياق، والمراد: لِتَقَرَّ بذلك عَيْنُهُ، و «ذلك» ، أي: ذريتُهُ ورفعُهُم إلى درجته. انظر التعليق على المسألة رقم (400) .
(2) قرأ - كما في مصادر التخريج - قوله تعالى: [الطُّور: 21] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... } .
(3) كانت في (ف) : «بشر» وصوبها بالهامش: «مبشر» ، وعليها «صح» ، والصواب: «بشر» ، فهو محمد بن بشر العبدي. واختُلف عليه فقد أخرج الحديث ابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/468) من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي، عنه، به موقوفًا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1075) من طريق أحمد بن شكيب الكوفي، عن محمد بن بشر، به مرفوعًا. وأخرجه الطحاوي أيضًا (3/107) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الثوري، به.
(4) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (20/التفسير) ، والدورقي في "مسند سعد" (50) ، والدارمي في "مسنده" (3382) ، وابن ماجه في "سننه" (213) ، والبزار في "مسنده" (1157) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (134) ، وأبو يعلى في "مسنده" (814) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/218) ، والشاشي في "مسنده" (71) ، وأبو بكر الآجري في "أخلاق أهل القرآن" (17) ، والدارقطني في "الأفراد" (57/أ/أطراف الغرائب) .
ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه تمام في "فوائده" (1311/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/43 و16/398) .
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/191) . ومن طريق الآجري أخرجه عبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (40) .
(4/622)
قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عاصمٌ (1) ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه ذكرها الدارقطني في "العلل" (3/59) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن شريك بن عبد الله القاضي النخعي، عن عاصم، به.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (137) من طريق الهيثم بن اليمان، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5128) من طريق عبد الرحمن بن شيبة، والطبراني في "الكبير" (10/161-162 رقم 10325) ، وفي "الأوسط" (3062) من طريق يحيى ابن إسحاق، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/95-96) من طريق محمد بن بكير، جميعهم عن شريك بن عبد الله، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
وأخرجه تمام في "فوائده" (1312/الروض البسام) = = من طريق الوليد بن صالح، عن شريك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، به.
وأخرجه تمام أيضًا (1309) من طريق إسحاق بن عبد الله البوقي، عن شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النبي (ص) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5027) من طريق شعبة، وأيضًا (5028) من طريق الثوري، كلاهما عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَد، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النبي (ص) . ولم يذكر الثوري في روايته: «سعد بن عبيدة» .
(2) هو: عبد الله بن حبيب السلمي.
(3) قوله: «مرسل» يحتمل النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
وقال البزار في "مسنده" (3/357) : «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عاصم، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه إلا الحارث بن نبهان، وقد خالف الحارثَ بن نبهان في إسناد هذا الحديث شريكٌ، فرواه شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود. والحارث فغير حافظ، وشريك يتقدمه عند أهل الحديث وإن كان غير حافظٍ أيضًا» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد": «غريبٌ من حديث عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مصعب، تفرَّد به الحارث بن نبهان» .
وقال في "العلل" (599) : «حدَّث به الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَاصِمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، عن النبي (ص) ، وحدَّث به أحمد بن مسعود الزبيري، عن موسى بن نصر، عن فيض بن وثيق، عن أبي أمية ابن يعلى، عن عاصم، ووهم فيه، وإنما رواه الفيض ابن وثيق، عن الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَاصِمِ» .
وقال أيضًا (3/58-59) : «واختُلف عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، فرواه حفص بْن سُلَيْمَانَ، عَن عَاصِمٍ، عَن أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عن النبي (ص) ، وكذلك قال خالد بن عمرو، عن شريك، عن عاصم، وقال محمد ابن بكير الحضرمي: عن شريك، عن عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن ابن مسعود، وأرسله يحيى الحمَّاني، عن شريك، فقال فيه: عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن النبي (ص) » . وذكر الذهبي في "الميزان" (1/444) : «أن هذا الحديث من مناكير الحارث بن نبهان» .
(4/623)
1685 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الوهَّاب الثَّقَفي (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عبد الله بن سَلاَم (3) ،
_________
(1) هو: ابن عبد المجيد، وروايته أخرجها الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص475) من طريق يحيى بن حكيم، والثعلبي في "تفسيره" (7/48-49) من طريق هشام بن عمار، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/204) من طريق عبد الأعلى بن حماد، جميعهم عن عبد الوهاب الثقفي، به.
قال ابن عساكر: «كذا قال: عن عبد الله بن سلام، ورواه غيره عن عبد الوهَّاب الثقفي، ولم يذكر فيه ابن سلام» . ثم أخرجه (1/205) من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن عبد الوهَّاب بن عبد المجيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، فذكر الحديث ولم يذكر عبد الله بن سلام.
وفي مطبوع تفسير الثعلبي: «عبد المجيد» بدل: «عبد الوهَّاب بن عبد المجيد» .
(2) هو: الأنصاري.
(3) بتخفيف اللام، وانظر الكلام على ضبط «سلام» بالتخفيف والتثقيل، في التعليق على المسألة رقم (92) .
(4/624)
فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (1) ؛ قَالَ: دِمَشقُ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَع عبد الوَهَّاب على رواية هذا الحديث؛ ورواه (2) لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيم (3) ، والثَّوْري (4) ، وحمَّاد بْنُ زَيْدٍ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة، وَابْنُ المُبَارَك، والدَّراوَرْدي (5) ، وسُلَيمان بْنُ بِلالٍ، كلُّهم (6)
عَنْ يَحْيَي
_________
(1) الآية (50) من سورة المؤمنون.
(2) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «رواه» بلا واو.
(3) في (ت) و (ك) : «سليمان» .
(4) في "تفسيره" (74) ، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/205) .
(5) هو: عبد العزيز بن محمد.
(6) وتابع هؤلاء في روايتهم عن يحيى بن سعيد على هذا الوجه كلٌّ من:
معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (2/45) ، ومن طريقه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/206) .
وأخرجه ابن جرير أيضًا (19/37) من طريق محمد بن ثور، عن معمر قال: بلغني عن ابن المسيب، به.
= ... ويزيد بن هارون، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32453) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/207) .
وشعبة، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/205 -206) .
وعبد الله بن لهيعة، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري (19/38) ، وابن عدي في "الكامل" (4/153-154) ، وابن عساكر (1/206) .
ومالك بن أنس، وعبد الله بن نمير، وروايتهما أخرجها ابن عساكر (1/205و206) .
قال ابن عساكر (1/205) : «وكذا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مالك بن أنس، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجَّاج، ومعمر بن راشد، وعبد الله بن نمير الهَمْداني الكوفي، وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري، ويزيد بن هارون الواسطي، لم يذكروا فيه عبد الله بن سلام» .
(4/625)
بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (1) ؛ ليس أحدٌ منهم يقول: عبدُالله بنُ سَلامٍ.
قلتُ لأبي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: أولئك أحفَظُ، والله أعلم أيُّهما أصحُّ، ويحتمل أن يكونَ (2) سمَّى (3) لعبد الوهَّاب: عبدَالله بْن سَلامٍ، ولم يُسَمِّ لهم (4) .
1686- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ القُرشي، عَنْ مُعتَمِر (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُقاتِل بْنِ حَيَّان، فِي قَوْلِهِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *} (6) ؛ قال: بالخَلَف (7) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مُعتَمِرٌ، عَنْ شَبيب بْنِ عبد الملك، عن مُقاتِل بن حَيَّان؛ [والتَّيْميُّ] (8) لَمْ (9) يَرو عَنْ (10) مُقاتِلٍ شَيْئًا.
_________
(1) قوله: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} ليس في (ت) و (ك) .
(2) في (ش) : «يقول» .
(3) أي: يحيى بن سعيد الأنصاري.
(4) لعله لم يجزم بخطأ عبد الوهَّاب فيه؛ لأن كتاب عبد الوهَّاب أصحُّ الكتب عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ عليُّ ابن المديني: «ليس في الدنيا كتابٌ عن يحيى - يعني: ابن سعيد الأنصاري - أصح من كتاب عبد الوهَّاب، وكل كتاب عن يحيى فهو عليه كَلٌّ» . نقله الحافظ في "التهذيب" (2/638) ، والله أعلم. وتقدم في التخريج ذكر الخلاف على عبد الوهَّاب.
(5) هو: ابن سليمان التيمي.
(6) سورة الليل.
(7) أي: صدَّق بالخَلَف، وهو البَدَلُ والعِوَضُ عمَّا أعطى. انظر "اللسان" (خ ل ف/9/85) .
(8) في (ك) : «عن التميمي» . وفي بقية النسخ: «عن التيمي» ؛ وإثبات «عن» خطأ، وكثيرًا ما تتصحَّف «الواو» إلى «عن» والعكس، وصوابُ المعنى ما أثبتناه.
(9) في (ك) : «ولم» .
(10) في (ت) و (ك) : «غير» .
(4/626)
1687- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (1) ،
عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أُسَيد بْنَ حُضَير قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَشْرَبَةٍ (3) أَقْرَأُ سُورَةَ البقرة إذْ سَمِعتُ وَجْبَةً (4) ، فخَشِيتُ أَنْ يكونَ فَرَسِي استطْلَقَت (5) ، فنظرتُ فَإِذَا مِثلُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَمَا ملكتُ نَفْسِي أَنْ أتيتُ النبيَّ (ص) فأخبرتُه فَقَالَ: ذَلِكَ (6) مَلاَئِكَةٌ نَزَلُوا يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ؟
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص65) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1930) ، والدولابي في "الكنى" (1/83) ، وابن حبان في "صحيحه" (779) ، والطبراني في "الكبير" (1/208 رقم 566) والحاكم في "المستدرك" (1/554) ، والبيهقي في "الشعب" (1824) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/91-92) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حضير، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/81 رقم 11766) ، ومسلم في "صحيحه" (796) من طريق عبد الله بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن أسيد، به.
(2) هو: ابن أسْلَم البُناني.
(3) الْمَشْرَبَةُ: بفتح الراء وضمِّها: هي الغُرْفَة، وقيل: هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرفَة. "لسان العرب" (1/491) .
(4) الوَجْبَةُ: السَّقْطَةُ مع الهَدَّة، أو: صَوتُ الساقط. "القاموس" (وج ب/ص141) .
(5) لعل معناها: أنها انطلقت من مربطها تعدو، فأحدثت هذا الصوت، والله أعلم. يقال: استطلق الظبي وتطلَّق: إذا استَنَّ في عَدوِه، فمضى، ومرَّ لا يلوي على شيء. انظر "تاج العروس" (13/307-308/طلق) .
(6) في (ش) : «ذاك» . وكلاهما اسم إشارة للمذكر، واللام للبعد والكاف للخطاب. وفي مصادر التخريج: «تلك» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ المراد الملائكةُ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، وهو من باب الحمل على المعنى، والمراد: ذلك الذي نظرته أو رأيته - أو ذلك المنظور، أو ذلك المرئيُّ-: ملائكةٌ. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(4/627)
قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ المُغِيرَة فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ؛ أنَّ أُسَيد ابن حُضَير، لم يذكُرْ أنسً (1) .
فَقَالَ أَبِي: سُلَيمانُ أحفَظُ من حمَّاد (2) لحديثِ ثَابِت.
1688 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ،
عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ *} (4) ؛ قَالَ: والمشهودُ: يومُ الْقِيَامَةِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عُليَّة (5) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار،
_________
(1) من قوله: «قلت ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) . وقوله: «أنس» كذا وقع في (أ) و (ش) و (ف) ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «عماد» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (18565) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (18564) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/2084 رقم11216) من طريق شعبة، والثعلبي في "تفسيره" (10/165) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، وجاء في رواية شعبة: «عن يوسف المكي» .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2283/كشف الأستار) من طريق شبيب بن بشر، والنسائي في "الكبرى" (11663) من طريق يزيد بن أبي سعيد النحوي، كلاهما (عكرمة وعلي) عن ابن عباس.
(4) الآية (3) من سورة البروج.
(5) هو: إسماعيل بن إبراهيم، وروايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/332) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/298 رقم 7972 و7973) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/170) ، وفي "الشعب" (2704) ، وفي "فضائل الأوقات" (176) من طريق شعبة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/333) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن يونس بن عبيد، به موقوفًا. وجاء في "فضائل الأوقات" مرفوعًا. وأخرجه أحمد أيضًا في "المسند" (2/298 رقم7972) من طريق علي بن زيد ابن جُدعان، عن عمار، عن أبي هريرة مرفوعًا.
ومن طريق أحمد (الحديث رقم 7972) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/519) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/170) .
(4/628)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ... (1) ؟
قَالَ أَبِي: يونسُ أحفظُهم (2) .
1689 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ (3) ، عَنْ قُرَّة ابن سُلَيمان الأَزْدي، عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيج (4) ، عن عبد العزيز بْنِ صُهَيب، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ *} (5) ؛ قَالَ: اللَّوحُ المحفوظُ: لوحٌ فِي جَبهة إِسْرَافِيلَ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وقُرَّة: مجهولٌ، ضعيفُ الحديث.
_________
(1) ولفظ يونس: «قال: الشاهد: يومُ الجمعة، والمشهود: يومُ عَرَفَة، والموعود: يوم القيامة» . انظر "مسند أحمد" (2/298) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (11/120) : «اختُلف في رفعه على عمار؛ فرفعَه عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، ووقفه يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو الصَّواب» .
(3) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/348) ، ومن طريقه الثعلبي في "تفسيره" (10/176) .
(4) كذا في (أ) دون نقط الجيم، ووضعت علامة الإهمال على السين. وفي (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) ، وهو: حرب بن سريج بن المنذر المِنْقَري.
(5) الآية (21-22) من سورة البروج.
(4/629)
1690 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (1) ، عَنْ سُفْيَانَ بن عُيَينة (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ القرآنُ، تعجَّل بِقِرَاءَتِهِ ليحفظَه؛ فأنزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى عليه (3) : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *} (4) الآيَةُ (5) ؟
قَالَ أَبِي: منهُم من لا يقولُ في هذا الحديث: ابنُ عبَّاس، ويُرسله (6) ، والمُرسَلُ أصحُّ؛ [حدَّثنا] (7) ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عَمْرو، عَنْ سَعِيدِ بن جُبَير، مُرسَلً (8) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11636) ، وابن منده في "الإيمان" (690) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/65) عن أبي كريب محمد بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، به.
(2) قوله: «ابن عيينة» ليس في (أ) و (ش) .
(3) قوله: «عليه» من (ف) فقط.
(4) قوله: «لتعجل به» من (ك) فقط.
(5) الآية (16) من سورة القيامة.
(6) أخرجه الحميدي في "مسنده" (583) ، والطبري في "تفسيره" (24/65-66) من طريق عبيد بن إسماعيل، ويونس بن عبد الأعلى، جميعهم (الحميدي وعبيد ويونس) عن ابن عيينة، به، مرسلاً.
(7) في جميع النسخ: «حديث» ، وهي مصحَّفةٌ عما أثبتناه، وابنُ أبي عمر: هو مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر العدني، وهو شيخ لأبي حاتم، والمثبت هو الصواب لأمرين:
الأول: سياق المسألة؛ فإن أبا حاتم صحَّح المرسل، وساقه بسنده، وهو صنيعُهُ في هذا الكتاب كما في المسألة رقم (1659) .
والثاني: أن «حدَّثنا» و «حديث» كثيرًا ما تتصحَّف كلٌّ منهما عن الأخرى كما في المسألة رقم (1320) .
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/630)
قَالَ أَبِي: إلا ما يَرويه مُوسَى بْن أَبِي عائِشَة (1) ، فإنه يَقُولُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
1691 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيدٌ أَبُو حاتِم (4) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (5) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (6) ؛ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: {يس *} مَرَّةً، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ القرآنَ عَشْرَ مِرار.
وَقَالَ (7) أَبُو سَعِيدٍ: وَمَنْ قَرَأَ: {يس *} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ القرآنَ مرَّتين.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَدِّثْ أَنْتَ بِمَا سمعتَ، وأحدِّثُ أَنَا بِمَا سمعتُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1692 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن مَيمون الرَّقِّي (8) ،
_________
(1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (537) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/220 رقم 1910) كلاهما عن ابن عيينة، عنه، به.
ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "صحيحه" (4927) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/66) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن عيينة، عن موسى ابن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، مرسلاً.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/343 رقم 3191) ، والبخاري في "صحيحه" (5) ، ومسلم (448) من طرق عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به متصلاً بذكر ابن عباس.
(2) من قوله: «مرسل قال أبي ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/247) .
(4) هو: ابن إبراهيم، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (2238) .
(5) هو: ابن طَرْخان.
(6) هو: عبد الرحمن بن مل النهدي.
(7) في (ف) : «قال» دون واو.
(8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (53) من طريق محمد بن الأزهر، عن محمد ابن كثير الصنعاني، به.
وذكره الدارقطني في "الأفراد" (304/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن كثير الصنعاني، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن كثير، عن مخلد، عن هشام، عنه» .
(4/631)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِير الصَّنْعاني، عَنْ مخْلَد بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (1) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَرَأَ {يس *} فِي لَيْلَةٍ، غُفِرَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ جَسْر (2) ،
عن
_________
(1) هو: ابن حسان القردوسي.
(2) في (ش) : «حسن» ، وفي (ك) : «جُبَيْر» .
وجَسْر: هو ابن فَرْقَد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2589) ، وابن السماك في "جزء حنبل بن إسحاق" (84) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/203) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/286) من طريق مسلم ابن إبراهيم، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/252) من طريق الحسن بن قتيبة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/410) من طريق خالد بن عبد الرحمن، جميعهم (الطيالسي، ومسلم، والحسن، وخالد) عن جسر بن فرقد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/159) .
قال العقيلي: «والرواية في هذا المتن فيها لين» . ... وأخرجه الدارمي في "مسنده" (3458) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن الحسن من قوله.
وأخرجه الدارمي أيضًا (3460) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/253) ، وتمام في "فوائده" (1357/الروض البسام) ، والدارقطني في "الأفراد" (288/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (2235 و2236) من طريق محمد بن جحادة، وأبو يعلى في "مسنده" (6224) ، وابن البختري في "المجلس الرابع على الولاء" (65/مجموع فيه مصنفاته) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/179) من طريق هشام بن زياد، والطبراني في "الأوسط" (3509) ، وفي "الصغير" (417) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/257-258) من طريق غالب بن خطاف القطان، وابن عدي في "الكامل" (2/299) من طريق الحسن ابن دينار، جميعهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (674) ، وابن عدي في "الكامل" (1/416) من طريق أغلب بن تميم، عن أيوب ويونس وهشام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب» .
قال الدارقطني: «تفرَّد به شجاع بن الوليد أبو بدر، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ ابن جُحادة، عن الحسن» .
(4/632)
الحسن (1) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) .
1693 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حديثَ الزُّهري (4) ،
عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قالت: مازال رسولُ الله (ص) يُسْأَلُ عن الساعةِ حتى
_________
(1) هو: البصري.
(2) قوله: «مرسل» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
قال الدارقطني في "العلل" (10/267) : «اختُلف فيه على الحسن؛ فرواه محمد بن جُحادة، وهشام بن زياد أبو المقدام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورواه أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. قال ذلك فضيل بن عياض عنه. ورواه فضل ابن دلهم، عن الحسن قوله لم يتجاوز به. ورواه هشام ابن حسان، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، قاله محمد بن كثير عن مخلد بن الحسين. ورواه علي بن عاصم وبشر بن منصور، عن أبان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا ... وليس فيها شيء يثبت» .
(3) نقل الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/151) قول أبي زرعة.
(4) رُوِيَ هَذَا الحديثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سفيان بن عيينة واختُلف عنه، فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (777) ، والبزار في "مسنده" (2279/كشف الأستار) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/213) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/314) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص328) من طريق عبدان بن الجنيد، والحاكم في "المستدرك" (1/5 و2/513) من طريق الحميدي، جميعهم (ابن راهويه ويعقوب وعبدان والحميدي) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن عائشة، به.
ومن طريق الصيداوي أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/321) .
وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص423) ، وفي "الرسالة" (1373) ، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/347) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1783) ، جميعهم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً.
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "المعرفة" (14/474 رقم 20820) .
(4/633)
نزلت عليه: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا *} (1) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: مُرسَلٌ، بِلا عائِشَة (2) .
1694 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَعِيشَةً ضَنكًا} (6) ... (7) ؟
_________
(1) الآية (43) من سورة النازعات.
(2) ذكر الدارقطني في"العلل" (5/29/أ) هذا الحديثَ من رواية جماعة عن ابن عيينة مسندًا، وآخرين عنه مرسلاً ثم قال: «ولعل ابن عيينة وصلَه مرَّة وأرسله أخرى» .
وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه؛ فإن ابن عيينة كان يرسله بأَخَرَة» .
(3) كذا جاء السؤال موجَّهًا إلى أبي حاتم، والجواب من أبي زرعة، فلعل سقطًا قد وقع في المسألة؛ فقد نقل ابن كثير في "تفسيره" (5/316-دار الشعب) هذا الحديث معلقًا عن سفيان بن عيينة، وقال بعده: «وقال أبو حاتم الرازي: النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (6741) ، وفي "تفسيره" (2/21) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (18/393) ، والدارقطني في "الأفراد" (272/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (60) . وجاء عند عبد الرزاق في "التفسير": «عن أبي سلمة بن عبد الرحمن» .
(5) هو: سلمة بن دينار.
(6) الآية (124) من سورة طه.
(7) تمامه، كما في مصادر التخريج: «قال: يُضَيَّقُ عليه قَبْرُهُ حتى تختلف أضلاعُهُ» .
(4/634)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ قد رَوَاهُ جماعةٌ (1)
فَقَالُوا: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمان، يَعْنِي: ابنَ أَبِي عيَّاش.
قلتُ: فإنَّ ابنَ عُيَينة (2) قَالَ: كُنيتُهُ أَبُو سَلَمة.
قَالَ: لا أحفَظُ مَنْ ذكَرَهُ.
قلتُ: عباسٌ البَحْراني (3) .
قَالَ: رَحِمَ اللهُ عبَّاسًا (4) .
قلتُ: فما كُنيةُ (5) النُّعْمان؟
_________
(1) منهم: عبد الرحمن بن إسحاق، وروايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3659 و4533) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34826) ، والطبري في "تفسيره" (18/392 و393) .
ومنهم: محمد بن جعفر وابن أبي حازم، وروايتهما أخرجها الطبري في "تفسيره" (18/393) .
ومنهم: حماد بن سلمة، وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/381) - ومن طريقه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (59) - من طريق النضر بن شميل، عنه به مرفوعًا إلى النبي (ص) .
وأخرجه البيهقي أيضًا (60) من طريق الحاكم بإسناده إلى الحسن بن موسى الأشيب، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي حازم، عن النعمان بن عباس [كذا] . ثم قرن هذه الرواية برواية سفيان بن عيينة السابقة.
(2) قوله: «عيينة» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: ابن يزيد.
(4) في (ت) : «رحمه الله عباسًا» ، وفي (ك) : «رحمه عباسًا» .
(5) كذا في (ف) ، وفي بقية النسخ: «كنيته» .
(4/635)
قَالَ: لا أَدْرِي (1) .
1695 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن أخيه قتادة بن النُّعْمان (4) ، عن النبيِّ (ص) : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (5) ثُلُثُ القُرْآنِ؟
فَقَالَ: كَذَا رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَهُوَ صحيحٌ، وَرَوَاهُ جماعةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكٍ، يقصِّرون به (6) .
قلتُ لأبي: هل تابع إسماعيلَ بْن جَعْفَر أحدٌ؟
_________
(1) ذكر ابن منده في "فتح الباب في الكنى والألقاب" (3140) أن ابن لهيعة كنى النعمان أبا سلمة في حديث له.
(2) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/320) ، والنسائي في "الكبرى" (8029 و10535 و10536) ، وأبو يعلى في "المسند" (1548) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1218) ، والبيهقي في "السنن" (3/21) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/229) .
(3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة الأنصاري.
(4) قتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. انظر "فتح الباري" لابن حجر (9/59) .
(5) أي: سورة الإخلاص.
(6) أي: لا يذكرون قتادة بن النعمان، ومنهم محمد بن = = الحسن الشيباني وروايته في "الموطأ" (173) ، ويحيى بن يحيى الليثي وروايته في "الموطأ" (1/208) ، وعند ابن الضريس في "فضائل القرآن" (249) ، وأبو مصعب الزهري وروايته في "الموطأ" (256) ، وإسحاق بن عيسى الطباع وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص266) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/43 رقم 11392) ، ويحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/23 رقم 11181) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/227) . وعبد الرحمن بن مهدي وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/35 رقم 11306) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وروايته أخرجها البخاري في "الصحيح" (6643) ، وإسماعيل بن أبي أويس وروايته أخرجها البخاري (7374) . وعبد الله بن يوسف التنيسي وروايته أخرجها البخاري في "الصحيح" (5013) ، وقتيبة بن سعيد وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1067 و10534) ، وأحمد بن أبي بكر وروايته أخرجها ابن حبان في "الصحيح" (791) ، وعبد الله بن وهب وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1217) ، ويحيى بن بكير وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/21) .
(4/636)
قَالَ: ما أَعْلَمُهُ، إلاَّ ما رَوَاهُ ابْن حُمَيد (1) ،
عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المختار، عَنْ مَالِك، فإنه يتابعُ إسماعيلَ.
1696 - قَالَ أَبِي: وذكَرَ حديثًا رواه بَكَّارُ ابنُ عبد الله بْنِ عُبَيدة الرَّبَذي (2) ، عَنْ عمِّه مُوسَى بْنِ عُبَيدة، عَنْ أَخِيهِ محمد، عن أخيه
_________
(1) هو: محمد بن حميد الرازي، وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (19/230) . قال ابن عبد البر: «هذا الحديث سمعه أبو سعيد وقتادة جميعًا من النبي (ص) » .
قال الحافظ في "الفتح" (9/59) : «القارئ هو قتادة ابن النعمان.. والذي سمعه لعله أبو سعيد، راوي الحديث، لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه» .
وسئل عنه الدارقطني في "العلل" (11/282 رقم 2285) فقال: «يرويه مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، واختلف عنه؛ فرواه القعنبي، ومعن، وأبو مصعب، وأصحاب الموطأ، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي سعيد. وخالفهم إسماعيل بن جعفر، وأبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعباد بن صهيب؛ فرووه عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن أخيه قتادة بن النعمان، عن النبي (ص) . واختلفوا على مالك في اسم ابن أبي صعصة، والقول قول أبي معمر القطيعي عن إسماعيل بن جعفر، وهو الصواب» .
(2) في (ت) و (ش) و (ك) : «الرندي» .
والحديث أخرجه الطبري في "التفسير" (16229) من طريق يحيى بن واضح، وابن عدي في "الكامل" (4/131) من طريق أبي قتادة الحراني، كلاهما عن موسى ابن عبيدة الربذي، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/131) من طريق مكي بن إبراهيم، عن مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عبد الله بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بن عبيدة، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النبي (ص) .
(4/637)
عبد الله بْنِ عُبَيدة؛ قَالَ: سمعتُ عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ عَنِ النبيِّ (ص) : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (1) : ألاَ إِنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ.
قَالَ أَبِي: يُروى هَذَا الحديثُ عَنِ عُقْبَة، عن النبيِّ (ص) (2) ، وَلا أعرفُ هَذَا الإسنادَ، وَلا أرى (3) عبد الله بْنَ عُبَيدة أَدْرَكَ عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ، ويَروي (4) عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ، فَلا أَدْرِي أدرَكَهُ أَمْ لا.
1697 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُؤَمَّلُ ابنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ سُفْيَانَ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (8) ، عَنْ عبد الله (9) ،
_________
(1) الآية (60) من سورة الأنفال.
(2) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/157 رقم 17432) ، ومسلم في "صحيحه" (1917) من طريق ثُمامة بن شفي، عن عقبة بن عامر، به.
(3) في (ت) و (ك) : «أدري» ، وكذا في "الجرح والتعديل" (5/101 رقم466) ، والمثبت هو الصواب؛ وكانت وفاةُ عقبة بن عامر ح قرب الستين، ووفاة عبد الله كانت في الثلاثين بعد المئة على أيدي الخوارج.
(4) أي: وهو يَرْوي.
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (761) .
(6) هو: الثوري.
(7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(8) في (ف) : «الأخوص» . وهو: عوف بن مالك.
(9) هو: ابن مسعود ح.
(4/638)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: بِئْسَ (1) مَا لأَِحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ (2) كَذَا وكَذَا، ولَكِنْ نُسِّيَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: «هذا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) .
1698 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروان الفَزاري (5) ، عَنْ سَعَّاد (6) الْكُوفِيِّ (7) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: اختَلَفْنا فِي الشَّجرةِ الَّتِي اجتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ (8) ؛ فَقَالَ (9) بعضُنا: هِيَ الكَمْأَة (10) ، فخرَجَ رسولُ الله (ص) فقال:
_________
(1) في (ك) : «يلبس» .
(2) في (ك) : «أنه» .
(3) أي: ولكنْ ليقلْ: نُسِّيتُ، ولعل الحديث مختصرٌ أو وقع فيه سقطٌ، وأصلُهُ - كما في "صحيح ابن حبان-: «لا يقولُ أحدكم: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ؛ فإنَّه ليس هو نَسِيَ ولكنَّهُ نُسِّيَ» .
(4) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/429 رقم 4085) ، والبخاري في "صحيحه" (5032 و5039) ، ومسلم (790) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، به مرفوعًا.
(5) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته، وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (5/274) أن الزهري رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به.
(6) ضبطها في (ف) : «سُعاد» بضم السين.
(7) هو: ابن سليمان.
(8) إشارة إلى الآية (26) من سورة إبراهيم، وهي قوله تعالى: ُ = ژ؟ "! £ × % (' *) ء {پ! ! ِ.
(9) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» .
(10) الكَمْأَةُ: جمعٌ، وواحدها: كَمْءٌ، وهو شيءٌ أَبيَضُ مِن شَحْمٍ يَنْبُتُ من الأَرض؛ يقال له: شَحْمُ الأَرضِ، والعربُ تسمِّيه: «جُدريَّ الأرض» ، وقيل: كَمْأَةٌ: اسمُ جمع؛ قاله سِيبويهِ، وقيل: أَكْمُؤٌ: جمع قلة، وكَمْأَةٌ: جمع كثرة، وقيل: أَكْمُؤٌ: هو الجمع، وكَمْأَةٌ: جمعُ الجمع، وقيل غير ذلك. انظر "لسان العرب" (1/148-149) ، و"تاج العروس" (1/293) .
(4/639)
مَهْيَمْ (1) ، فَأَخْبَرَنَاهُ، فَقَالَ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، ومَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، والعَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ، وهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ؟
فقال أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ إِياس (2) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاذ بن خالد العَسْقلاني (3) ،
_________
(1) مَهْيَمْ: كلمة يمانية يُستَفْهَمُ بها، معناها: أَخْبِرْني ما أمرُكَ؟ وما هذا الذي أرى بكَ؟ ونحو هذا. وهي اسم فعل أمر مبنية على السكون. انظر "اللسان" (12/564-565) ، و"معجم القواعد العربية" (ص 519) .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2397) ، وابن راهويه في "مسنده" (507) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/305 و421 رقم 8051 و9465) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد أيضًا (2/301 و488 رقم 8002 و10335) ، والنسائي في "الكبرى" (6673 و6719) من طريق شعبة، وأبو يعلى في "مسنده" (6398) من طريق هشيم، والطبراني في "الأوسط" (3388) من طريق أبان بن تغلب، جميعهم عن جعفر بن إياس أبي وحشية، به.
وقد اختُلف على جعفر بن إياس، وعلى شهر بن حوشب اختلافًا كثيرًا؛ انظر بعضه في "العلل" للدارقطني (2098) .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4478 و4639 و5708) ، ومسلم (2049) من طريق عمرو بن حريث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النبي (ص) .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/134 رقم 6178) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (787) ، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (222) ، والبزار في "مسنده" (2938/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (6186) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (657) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/504) ، وفي "الشعب" (160) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زهير بن محمد، به. ومن طريق أحمد أخرجه الخلال في "العلل" (194/المنتخب) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (161) من طريق سعيد بن سلمة، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ موسى ابن عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/53-54) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (1684) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/190 رقم 1006) ، والبيهقي في "الشعب" (162) من طريق سفيان الثوري، = = والطبري أيضًا (1685) من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ كعب، قوله.
(4/640)
عَنْ زُهَير (1) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَير (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ أنَّه سَمِعَ النبيَّ (ص) يقول: إِنَّ آدَمَ [لَمَّا] (3) أَهْبَطَهُ (4) اللهُ إلَى الأَرْضِ، قَالَتِ المَلاَئِكَةُ: أَيْ رَبِّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (5) ، قَالُوا: رَبَّنَا، نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ... وذكَرَ الحديثَ: قِصَّةَ (6) هاروتَ وماروتَ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) في (ك) : «دهيز» .
(2) في (ش) : «جبر» .
(3) ما بين المعقوفين زيادةٌ من مصادر التخريج؛ يقتضيها السياقُ.
(4) في (ت) : «أهبط» .
(5) الآية (30) من سورة البقرة.
(6) قوله: «قصة» منصوبٌ، وفيه وجهان:
الأول: أنه منصوب بدلاً من «الحديث» ؛ كأنَّه قال: وذكر قصَّةَ هاروت وماروت.
والثاني: أنَّه منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: في قصةِ، حُذِفَ الجارُّ، فانتصب ما بعده. وانظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(7) قال الإمام أحمد كما في الموضع السابق من "العلل" للخلال: «هذا منكر، إنما يُروى عن كعب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (10/5) : «تفرَّد به زهير ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عن نافع. وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكةُ أعمالَ بني آدم، فذكر بعض هذه القصَّة، وهذا أشبه» .
وقال في "الشعب": «ورُوِّيناه من وجه آخر عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا عليه، وهو أصحُّ فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب» . اهـ.
وقال ابن كثير في "التفسير" (1/198) : «هذا حديث غريب من هذا الوجه ... » . وقال بعد أن ذكره من رواية سالم، عن أبيه، عن كعب الأحبار: «فهذا أصحُّ وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبتُ في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديثُ إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم» .
وقال في "البداية والنهاية" (1/38) : «وإذا أحسنَّا الظنَّ قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار، ويكونُ من خرافاتهم التي لا يُعوَّل عليها والله أعلم» .
(4/641)
1699/أ - قال أبي: كان ابنُ أبي سُرَيج (1) يَقُولُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ (2) ، أَوْ سعيدِ بنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أبي عمرو - أبو (4) أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ - عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ *} (5) ، تفسيرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: افتِضاضُ (6)
_________
(1) في (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (أ) و (ت) و (ك) ، وهو أحمد بن الصباح النهشلي، وروايته أخرجها الخطيب في"موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/340-341) . وانظر ترجمته في"تهذيب الكمال" (1/355) .
(2) في (ت) تشبه: «شعبة» .
(3) هو: الورَّاق.
(4) في (ف) : «عن ابن عمرو وابن أسباط» ، وموضع «أبي عمرو» بياض في (ك) ، وفي بقية النسخ: «عن أبي عمرو وأبو أسباط» ، والمثبت هو الصواب، ولعل الواو تكررت من واو «عمرو» بانتقال نظر من النساخ. أو سقطت بعدها كلمة «هو» ، والأصل: «وهو أبو» . أما إعراب «أبو» هنا فهو خبرٌ لمبتدأ تقديره: «هو» ، والجملة تعريفٌ لـ «أبي عمرو» ؛ فأبو عمرو هو والد أسباط بن محمد، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن خالد. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (25/608 رقم5398) ، وقد جاء في المسألة رقم (1706) : «وأبو عمرو والد أسباط ... » .
(5) الآية (55) من سورة يس.
(6) في (ك) : «اقتضاض» ، وهو بمعنى «افتضاض» ، يقال: اقْتَضَّ الجارية واقتضَّها، بمعنى: افتَرَعَهَا، وذهب بقضَّتِها، وهي بكارتها، ويقال: اقْتَضَّ اللؤلؤةَ، أي: ثَقَبَها. انظر "الصحاح" (3/1102-1103) ، و"المغرب" (2/184) ، و"اللسان" (7/220) ، و"تحرير التنبيه" للنووي (ص 268-269) .
(4/642)
الأبْكَار، فقال ابنُ أبي سُرَيْج (1) - وصَحَّف - فَقَالَ (2) : ضَرْبُ الأَوْتَارِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: افتِضاضُ (3)
الأبْكَار (4) .
1700- وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَلَمة بْنِ كُهَيل (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى، فِي قَوْلِهِ: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} (6) ؛ قال: نضَّاخَتان (7) بالخير.
_________
(1) في (أ) و (ف) : «شريح» .
(2) قوله: «فقال» ليس في (ف) .
(3) في (ك) : «اقتضاض» ..
(4) أخرجه بهذا اللفظ ابن جرير الطبري في "تفسيره" = = (20/534) من طريق عبيد بن أسباط بن محمد، والحسن بن زريق، والثعلبي في "تفسيره" (8/131) من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، جميعهم عن أسباط ابن محمد، والطبري أيضًا (20/534) من طريق سليمان ابن طرخان التيمي، كلاهما (أسباط وسليمان) عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَالِدِ أَسْبَاطِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
وأخرجه هناد في "الزهد" (89) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/340) من طريق عبد المؤمن بن علي، كلاهما (هناد وعبد المؤمن) عن أسباط بن محمد، والخطيب أيضًا (2/340) من طريق عقبة بن محمد، كلاهما (أسباط وعقبة) عن أبيهما، عن عكرمة قوله، لم يذكرا: «ابن عباس» .
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1586) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/341 و342) من طريق سفيان ابن عيينة، عن أبي عمرو، عن عكرمة قوله.
(5) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (426/زيادات نعيم بن حماد) .
(6) الآية (66) من سورة الرحمن.
(7) في "اللسان" (ن ض خ/3/62) : «وعينٌ نضَّاخة: تَجيشُ بالماء، وفي التنزيل: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} [الرحمن] ، أي: فَوَّارَتان.
(4/643)
وَرَوَاهُ أسباطُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: عَمْرو بْن قَيسٍ أحفَظُ.
1701 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم عبد الرحمن بْنُ هَانِئٍ (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بُشَيْر (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ هَمَّام (5) ؛ قَالَ: سُئل (6) عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الحمَّام؟ فقال عبد الله: مَا لِذَاكَ بُنِيَ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إنما هو كلامُ إِبْرَاهِيم، وأَتوهَّمُ أنَّ الخطأَ مِنْ أبي نُعَيمٍ عبدِالرحمن.
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34043) .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/271) من طريق عمرو بن علي قال: كان ابن داود يقول: سليمان بن يُسَير، عن همام بن الحارث وإبراهيم، عن عبد الله، كره القراءة في الحمَّام. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2395) من طريق حماد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ إبراهيم، عن عبد الله.
(3) كذا في جميع النسخ، ويُقرأ بضم الموحَّدة، وفتح المعجمة، ويقال فيه أيضًا: «بشر» ، ويقال: «يُسَير» أوله مثناة تحتية مضمومة بعدها سين مهملة مفتوحة، ويقال: «أُسَيْر» بضم الهمزة مصغَّرًا، ويقال: «قسيم» ، ويقال: «سفيان» . انظر "المجروحين" لابن حبان (1/329) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/304) ، و"تهذيب الكمال" (12/106) ، و"توضيح المشتبه" (1/542) .
(4) هو: النَّخَعي.
(5) هو: ابن الحارث.
(6) أي: عبد الله بن مسعود ح.
(4/644)
1702- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) ،
عَنْ مُوسَى الصَّغير (3) ، عَن هلال بْن يِساف، عَن أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (4) تَعدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حُصَين (5) ، عَنْ هلال بْن يِسَاف (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنِ امرأةٍ مِنَ الأنصار، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) (7) ، وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَالَ: لاَ إلَهَ إِلا اللهُ ... ، وَفِيهِ كلامٌ.
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1735) .
(2) هو: محمد بن خازم الضرير. وروايته أخرجها البزار في "المسند" (10/ رقم 4119) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1219) ، وابن عدي في "الكامل" (6/275) ، وأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (7/258) وِجادة.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/195 رقم 21705) ، ومسلم في "صحيحه" (811) من طريق سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، رفعه.
(3) هو: ابن مسلم.
(4) سورة الإخلاص.
(5) هو: ابن عبد الرحمن. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10521) من طريق حصين، عَن هلال بْن يساف، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بن كعب، أن رجلاً من الأنصار قال: قال رسول الله (ص) .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10522) من = = طريق آخر عن حصين، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/208 رقم 10485) من طريق حصين، عَن هلال بْن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود.
وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1735) .
(6) من قوله: «عن أم الدرداء ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(7) كذا جاء هذا الإسناد في جميع النسخ ولم نقف عليه كما تقدَّم، ولعل صوابه: «حُصَين، عَن هلال بْن يِسَاف، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) » . وانظر تخريج المسألة رقم (1735) ، والله أعلم.
(4/645)
وَرَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ (1) عن هلال ابن يِساف، قَالَ: قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (2) ثُلُثُ الْقُرْآنِ، قولَهُ.
1703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (3) ، عَنْ الأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلْقمة (5) ، عن عبد الله (6) ؛ قال: أمرَني
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/166 رقم 4024) من طريق محمد بن فضيل، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب، عن النبي (ص) .
(2) أي: سورة الإخلاص.
(3) في (أ) و (ف) و (ك) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3024) ، وابن ماجه في "سننه" (4194) ، والنسائي في "الكبرى" (8076) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1454) ، والطبراني في "الكبير: " (9/82 رقم 8467) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (1510 و1543) من طريق المفضَّل بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مهاجر والأعمش والمغيرة، عن إبراهيم، به.
ولم يصرِّح البزار في الموضع الثاني بـ: الأعمش والمغيرة، وإنما قال: عن إبراهيم ابن مهاجر وغيره.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن إبراهيم بن المهاجر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله إلا المفضل، ورواه شعبة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم، عن عبد الله مرسلاً، ولم يدخل بينهما علقمة» .
ومن طريق البزار أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/81 رقم 8463) .
(4) هو: النخعي.
(5) هو: ابن قيس النخعي.
(6) هو: ابن مسعود ح.
(4/646)
رسولُ الله (ص) أَنْ (1) أَقْرَأَ عَلَيْهِ، فقلتُ: كَيْفَ أقرأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنزِلَ الْقُرْآنُ (2) ؟ ... وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ يخالفونَهُ فِيهِ، يَقُولُونَ: الأَعمَشُ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبيدة (4) ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أصحُّ (5) .
1704- وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مُوسَى
_________
(1) في (ك) : «أمرني أن» .
(2) قوله: «القرآن» ليس في (ش) .
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/380 و432-433 رقم 3606 و4118) ، والبخاري في "صحيحه" (4582 و5055) من طريق سفيان الثوري، والبخاري أيضًا (5049) ، ومسلم في "صحيحه" (800) من طريق حفص بن غياث، والبخاري (5056) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (800) من طريق علي بن مسهر، جميعهم عن الأعمش، به.
(4) هو: ابن عمرو السلماني.
(5) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو: إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/179) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والمحفوظُ: عن حفص، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَبيدة، عن عبد الله» . وثَمَّ اختلافٌ آخرُ في هذا الحديث انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (52 و53/التفسير) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2839) ، ونقل بعض هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/52) ، وابن حجر في "الدراية" (2/161) . والحديث في معنى «السحت» ومناسبةُ ذِكْره هنا: أنَّه تفسير للسحت = = المذكور في قوله تعالى: [المَائدة: 62-63] {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِْثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَبَّانِيُّونَ وَالأَْحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِْثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *} .
(4/647)
الخَطْمي (1) ،
عَنِ ابْنِ فُضَيل (2) ، عَنْ محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد (3) بن [عبد الله] (4) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: السُّحْتُ (5) ثَلاَثٌ: مَهْرُ البَغِيِّ، وَكَسْبُ الحَجَّامِ، وثَمنُ الكَلْبِ؟
قَالَ أبي: عبدُالرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ: ابْنُ عَبْدٍ القاريُّ، وإبراهيمُ هَذَا هُوَ أَخُوهُ - عَلَى مَا أظنُّ - وَالنَّاسُ يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ السَّائِب (6) ، عَنْ رَافِعٍ.
1705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (4683) من طريق علي ابن المنذر الكوفي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن السَّائب ابن يزيد، به.
وأخرجه النسائي أيضًا (4684) ، والطبراني في "الكبير" (7/161 رقم6696) من طريق عبد الرحمن ابن مغراء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن عبد الله، عن السَّائب، به.
(2) هو: محمد.
(3) قوله: «عن إبراهيم بن محمد» سقط من (ك) .
(4) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وفي بقية النسخ: «عبيد الله» ، والمثبت هو الصحيح، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (2/123) ، وترجمة أخيه (5/281) .
(5) السُّحْتُ: هو كلُّ مالٍ حرامٍ لا يَحِلُّ كسبُهُ ولا أكلُهُ. "المصباح المنير" (س ح ت 1/267) . وانظر كتب التفاسير ومعاني القرآن في تفسير آيات سورة المائدة (42 و62 و63) .
(6) أخرجه على هذا الوجه الإمام أحمد في "المسند" (3/464 رقم 15812) ، ومسلم في "صحيحه" (1567) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن السائب، عن رافع بن خديج، به.
(4/648)
حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ سُهَيل (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَتِ اليهودُ يَأْتُونَ رسولَ الله (ص) فَيَقُولُونَ: السَّامُ (2)
عليكَ يَا مُحَمَّدُ، فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} (3) ؟
قَالَ أَبِي: يُقَالُ: حمَّاد (4) ، عَنْ سُهَيل (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
1706 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد بن الجَرَّاح (7) ،
عن
_________
(1) في (ش) : «سهل» . وسُهَيل هو: ابن أبي صالح.
(2) السَّام، بتخفيف الميم: الموتُ. انظر "اللسان" (س وم/12/313) . ويُخطئ بعضُهم فيُشدِّدون الميمَ؛ ظنًّا منهم أن معناها: ما فيه السَّمُّ، وأن جذرها (س م م) .
وقولُ اليهود لعنهم الله للنبيِّ (ص) : «السَّام عليكم» ، دعاءٌ منهم عليه بالموت، يُظهرون السلامَ والتحيَّة، ويُبطِنون الحقدَ والأذيَّة، وهي خَليقَةٌ متأصِّلةٌ في نفوسهم الخبيثة، وخُلَّة فُطرت عليها أرواحُهم العَفنة الدنيَّة.
(3) الآية (8) من سورة المجادلة.
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1122) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (988) ، وابن ماجه في "سننه" (856) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/22) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، كلاهما عن حماد، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (574 و1585) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن سهيل، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/37 رقم 24090) ، والبخاري في "صحيحه" (6024) ، ومسلم (2165) من طريق عروة بن الزبير، وأحمد أيضًا (6/229 رقم 25924) ، ومسلم (2165) من طريق مسروق، والبخاري (2935) من طريق ابن أبي مليكة، جميعهم عن عائشة، به.
(5) في (ش) : «سهل» .
(6) انظر المسألة الآتية برقم (1768) .
(7) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/491 رقم 9080) من طريق الأسود بن عامر، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (7/492) من طريق محمد بن عيسى الطباع، والخطيب في "الموضح" (2/340) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، ثلاثتهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بياع الملاء، عن أبيه، به.
= ... وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/101) ، والخطيب في "الموضح" (2/341) من طريق ابن الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أبي عمرو، عن أبيه، به مرفوعًا
قال أبو نعيم: «تفرَّد برفعه ابن المبارك، عن الثوري، وأبو عمرو اسمه محمد، وهو والد أسباط بن محمد الكوفي القرشي. قاله سليمان [يعني: الطبراني] » .
(4/649)
شَريك (1) ، عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّائي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *وَقَلِيلٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (3) ؛ اشتدَّ ذَلِكَ عَلَى أْصَحَابِ رَسُولِ الله (ص) ، فأنزلَ الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *} (4) {وَثُلَّةٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (5) ، يقولُ (6) : نِصْفٌ مِنَ الأوَّلين، ونصفٌ مِنَ الآخِرين؟
قَالَ أَبِي: مُحَمَّدٌ الطَّائي هَذَا: أَبُو عمرٍو والدُ (7) أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَرَى، ورواه (8) عبد الرحمن بْنُ شَرِيك، عَنْ أَبِيهِ شَريك (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(2) في (ك) : «للطائي» .
(3) الآية (13-14) من سورة الواقعة.
(4) من قوله: «وقليل من الآخرين ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) الآية (39-40) من سورة الواقعة.
(6) في (ك) : «يقال» .
(7) انظر المسألة رقم (1699/أ) .
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(9) قوله: «عن أبيه شريك» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4/650)
السُّدِّي (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أيُّهما الصَّوابُ (2) .
1707 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ يَحْيَى بْنِ بُكير، عَنِ اللَّيث (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أصحابُ الحُمُر؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ (6) عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيْئًا (7) ، إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الفَاذَّةَ (8) :
_________
(1) في (ك) : «السري» . وهو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة.
(2) ظاهر كلام أبي حاتم هنا أن محمَّدًا - وهو ابن عبد الرحمن - الطائي ليس هو السُّدِّي؛ لقوله: «والله أعلم أيهما الصواب» . وترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (7/320) لمحمد بن عبد الرحمن هذا وقال: «كوفي، بياع الملاء، ويقال له: طائي» ولم يذكر أنه يقال له السُّدِّي. وروى الخطيب في "الموضح" (2/342) هذا الحديثَ من طريق محمد بن عبد الرحمن، به، ونقل عن موسى بن هارون الحمَّال أنه قال: «هو: محمد السُّدِّي» ولم يتعقَّبه، والله أعلم.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (633) .
(4) هو: ابن سعد.
(5) في (ك) : «سعيد» .
(6) الفعل مبنيٌّ للمجهول، ونائب فاعله: «عليَّ في الحُمُر» ؛ وعليه فيكون «شيئًا» بالنصب مفعولاً به، وأقيم الجارُّ والمجرور نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به، وهو مذهب الكوفيين والأخفش وابن مالك. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (252) ، ويشهد لهذا الوجه رواية الحديث في مصادر التخريج، والعبارةُ في المسألة رقم (633) هكذا: «لم يُنْزَلْ ... شيءٌ» . ويمكن أن يقرأ ما هنا أيضًا هكذا: «لم يُنْزِلْ» بالبناء للمعلوم، ويكون الفاعل ضميرًا مستترًا يعود على «الله عز وجل» ، وهو مفهوم من السياق، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (400) ؛ ويشهد له رواية مسلم في "صحيحه" (987) : «ما أَنْزَلَ الله عَلَيَّ فيها شَيْئًا إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الجامعةَ الفَاذَّةَ» .
(7) قوله: «شيئًا» سقط من (ك) .
(8) الفَاذَّة: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) .
(4/651)
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} ، إِلَى آخِرِ السُّورة (1) .
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا هُوَ: زيدُ بْنُ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
1708- وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ يَزِيدَ ابن سَعِيدٍ الإسكَنْدراني (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِياض، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ (5) ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا الحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ جُمْلَةً
_________
(1) الآية (7) من سورة الزلزلة. وفي جميع النسخ: «من يعمل» .
(2) في (أ) و (ش) : «قال» ، والمثبت من بقية النسخ، ومما سبق في المسألة رقم (633) .
(3) انظر المسألة رقم (1672) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (231) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/4) ، والذهبي في "الميزان" (2/58) ، وفي = = "السير" (13/588) ، وفي "تاريخ الإسلام" (10/477 و22/239) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/658) من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن عُلَي، به.
وأخرجه ابن وَهْب في "جامعه" (546) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/177 رقم 6652) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (4/314) من طريق شعيب بن يحيى، جميعهم (ابن وَهْب، والحسن، وشعيب) عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن يزيد الحضرمي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) .
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (4878) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا "الصمت" (445) من طريق يحيى بن حسان، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (31 و165 و550) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والبيهقي في "الشعب" (4879) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن يزيد الحضرمي، عن عبد الرحمن بن حُجَيرة، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا.
(5) بضم العين المهملة مصغَّرًا، وهو: ابن رباح.
(4/652)
فَأَخَذَهُ بِحَقِّهِ، قَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: وَدِدتُّ لَوْ (1)
أَنَّ اللهَ آتَانِي مِثْلَ مَا آتَى فُلاَنً (*) ، ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فأَخَذَهُ بِحَقِّهِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: وَدِدتُّ لَوْ أَنَّ اللهَ آتَانِي مِثْلَ (2) مَا آتَى فُلاَنً (*) ، وأَرْبَعٌ إِذَا جُمِعَ (3) لَكَ [لَمْ يَضُرَّكَ مَا عُزِلَ عَنْكَ] (4) مِنَ الدُّنْيا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وعَفَافُ طُعْمَةٍ، وصِدْقُ حَدِيثٍ، وحِفْظُ أَمَانَةٍ.
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (5) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُوسَى نفسِهِ مَوْقُوفٌ (*) . وموقوف أشبهُ (6) ، ومحمدُ بنُ عِياض شيخٌ مِصْريٌّ إسكَنْدراني مَدِينيُّ الأصل.
_________
(1) قوله: «لو» ليس في (أ) و (ش) .
(
*) ... كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قوله: «مثل» ليس في (ف) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة في مثل هذا أن يقال: «جُمِعْنَ» ، أو «جُمِعَتْ» ، وفي كثير من مصادر التخريج: «إذا كُنَّ فيك» ، وهو الجادَّة؛ لكن ما في النسخ مُتَّجهٌ على مذهب مَنْ يجوِّز تذكير الفعل المسند إلى ضمير مؤنَّث، فيقولُ: «الشمسُ طَلَعَ» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (178) .
(4) ما بين المعقوفين زيادةٌ من "الزهد" لابن المبارك (ص424) يقتضيها السياق.
(5) في (ك) : «لا أصل له» . وأبو صالح هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (288) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1204) ، وابن وَهْب في "جامعه" (547) كلاهما عن موسى بن عُلَي، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (3/27) ، والدينوري في "المجالسة" (1084) .
(6) كذا، وتقدير الكلام: «وهو أشبَهُ موقوفًا» ، لكن حذف المبتدأ «هو» ، وحُذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4/653)
1709 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (1) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ بكرِ بْنِ سَوادة (2) ويزيدَ بْنِ عَمْرٍو المَعَافِري (3) ، سمعا أبا عبد الرحمن الحُبُلِيَّ (4) ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ عَمْرٍو، ومَسْلَمة (5) بْنَ مُخَلَّد على المِنْبَرِ، وعبدُالله بنُ عَمْرٍو قائمٌ عَلَى دَرْجَةِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: قَالَ (6) لِي رَسُولُ الله (ص) : يَا عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرو، اقْرَأْ بِـ {قُلْ} (7) {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ مِنَ القُرْآنِ بِمِثْلِهِمَا (8) .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ (9) ، عن النبيِّ (ص) .
1710 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن أبي سَلَمة (10) ،
_________
(1) هو: ابن يحيى التُّجِيْبي.
(2) في (ت) : «سرادة» .
(3) في (ك) : «والمغافري» .
(4) هو: عبد الله بن يزيد.
(5) في (ك) : «وسلمة» .
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «اقرأ فقل» .
(8) في (ك) : «بمثلها» .
(9) حديث عقبة بن عامر تقدم في المسألة رقم (1667) ، وستأتي في المسألة رقم (1718) ، وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/144 رقم 17299) ، = = ومسلم في "صحيحه" (814) من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عقبة بن عامر، به.
(10) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6728) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/906 رقم 5053) ، وابن عدي في "الكامل" (1/386) و (3/222) ، والحاكم في "المستدرك" (2/178) .
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/906 رقم 5054) من طريق يزيد بن أبان الرَّقَاشي، عن أنس.
(4/654)
عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، [عَنْ حميدٍ] (1) وأَبَانَ (2) ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} (3) ؛ قَالَ: أَلْفَا دينارٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
1711 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العبَّاس الخلاَّل (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْع؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخْرُجُ مِنَ البَيْتِ يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هذا الحديثُ (7) لا أَصْلَ لَهُ (8) ، وَأَبُو زِيَادٍ لا أعرفُهُ.
_________
(1) هو: ابن أبي حُمَيد الطويل، وما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ فاستدركناه من كتاب "التفسير" للمصنف (3/906 رقم5053) ، ومصادر التخريج.
(2) هو: ابن أبي عيَّاش.
(3) الآية (20) من سورة النساء.
(4) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا يحدِّث بهذا الإسناد غيرُ زهير بن محمد، وعن زهير غيرُ عمرو بن أبي سلمة» .
(5) نقل الحافظ في "اللسان" (7/49) قول أبي حاتم.
(6) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/206) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/253) .
(7) في (ك) : «حديث» .
(8) أي: حديث أبي الدرداء، وقد أخرج الحديثَ أحمدُ في "المسند" (2/284 رقم 7821) ، ومسلم في "صحيحه" (780) من حديث أبي هريرة.
(4/655)
1712 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عُقْبَة بْنِ (2) عَلْقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال: جِدَالٌ في القُرْآن ِ كُفْرٌ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (3) .
1713 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (5) ، عن
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1714) .
(2) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(3) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/286 رقم 7848) ، وأبو داود في "سننه" (4603) ، والبزار في "مسنده" (2313/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6016) ، وابن حبان في "صحيحه" (74 و1464) ، وغيرهم من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (2/478 و494 رقم 10202 و10414) وغيره من طريق سفيان الثوري ومنصور بن المعتمر وغيرهم، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة.
وذكر الدارقطني في "العلل" (9/315) أوجهَ الخلاف فيه ثم قال: «الصحيح قول الثوري ومن تابعه» ، أي: الثوري عن سعيد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي هريرة.
(4) انظر المسألة الآتية برقم (1760) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/119) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صالح، عن جابر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/574) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1105) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/608 رقم 340) ، ومن طريق حماد بن سلمة، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن جابر بن عبد الله بن رئاب، به.
(4/656)
عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ جابر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ} (3) ... ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ أَبُو (4) صَالِحٍ، عن أبي الدَّرْداء (5) .
_________
(1) هو: سليمان بن مِهران.
(2) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(3) الآية (64) من سورة يونس. وتتمة الحديث: «فقال: هي الرُّؤيا الصَّالحةُ الحَسنةُ يراها المسلمُ أو تُرى له» .
(4) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(5) هذا الحديث اختُلف على أبي صالح فيه، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30445) ، والترمذي في "جامعه" (3106) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17735 و17741) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أبي صالح، به. كذا رواه عاصم، عن أبي صالح كما ذكره أبو حاتم هنا.
ورواه الأعمش عن أبي صالح واختُلف عنه:
فرواه الطيالسي في "مسنده" (1069) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/446 رقم 27520) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30443) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17734) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1966 رقم 10463) من طريق وكيع، وسعيد بن منصور في "سننه" (1067/تفسير) ، وأحمد (6/447 و452 رقم 27526 و27556) ، وابن أبي حاتم (6/1965 رقم 10459) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2180) ، والبيهقي في "الشعب" (4420) من طريق سفيان الثوري، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الرجل كما في المسألة رقم (1760) فقال: «لا يُعرف» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/445 رقم 27510) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17733) من طريق سفيان بن عيينة، وابن خيثمة في "تاريخه" (2434) من طريق محمد بن خازم، وابن جرير أيضًا (17717) من طريق شعبة، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن رجل، عن أبي الدرداء.
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (17736) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي الدرداء.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (395 و396) ، وأحمد أيضًا (6/447 رقم 27521) ، والترمذي في "جامعه" (3106) ، وابن جرير في "تفسيره" (17737) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (85) ، والحاكم في "المستدرك" (4/391) من طريق عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن خيثمة في "تاريخه" (1013 و2435) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/699) ، والبيهقي في "الشعب" (4421) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/57) .
وسقط من إسناد الحاكم: «عن رجل» .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1066/تفسير) ، وأحمد في "مسنده" (6/447 رقم 27521) ، وابن خيثمة في "تاريخه" (1013) ، والترمذي في "جامعه" (2273 و3106) ، وابن جرير في "تفسيره" (17723 و17734) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1965 رقم 10460) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (85) من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المنكدر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (17738) من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ فقيه مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
وهناك اختلاف آخر على الأعمش: فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" (17728) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/246) من طريق عمار بن محمد الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (2433) : «سُئل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ قال: بينهما رجل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1080) : «يروى عن أبي صالح السمان واختُلف عنه، فرواه عَاصِم بْن أَبِي النَّجود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. ورواه الأعمش، عن أبي صالح واختُلف عنه، فرواه سليمان التيمي، عَن الأعمش، وعاصم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي الدرداء. وقال يحيى بن هاشم: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي الدرداء. وقال الثوري ووكيع وأبو معاوية الضرير وشريك: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. ورواه عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أبي صالح كذلك عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. ورواه محمد بن المنكدر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء، وهو الصَّواب» .
وقال أيضًا (1978) : «يرويه الأعمش، واختُلف = = عنه؛ فرواه عمار بن محمد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وخالفه أبو معاوية ووكيع؛ فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبي (ص) ؛ وهو الصَّواب» . وانظر "ذيل الميزان" (ص331) .
(4/657)
............................
(4/658)
1714 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حِمْيَر (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا شُعَيب بْنُ (3) أَبِي الأَشْعَث، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1712) .
(2) هو: محمد بن حمير القُضاعي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4212) ، وفي "الصغير" (574) ، والدارقطني في "الأفراد" (316/ب/أطراف الغرائب) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (2/83 رقم174) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/136) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/382) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا شعيب بن أبي شعيب، تفرَّد به محمد بن حمير» .
وقال الدارقطني: «غريب من حديث عروة عنه، تفرَّد به شعيب بن أبي شعيب، عن هشام بن عروة، ولم يروه عنه غير محمد بن حمير» .
(3) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(4/659)
أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ (1) قَالَ: المِرَاءُ (2) فِي القُرْآن ِ كُفْرٌ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مضطربٌ، ليس هو صحيحَ الإسناد (3) ؛ عُرْوَةُ عَنْ أَبِي سَلَمة: لا يكونُ، وشُعَيبٌ مجهولٌ.
1715- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أيُّوب ابن سُوَيد الرَّمْلي (4) ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلي، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) وأبا
_________
(1) قوله: «أنه» ليس في (ش) .
(2) في (ك) : «للمِراء» .
(3) انظر التعليق على المسألة رقم (1712) .
(4) روايته أخرجها أبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (2) ، والترمذي في "جامعه" (2928) ، وابن أبي داود في "المصاحف" (267) ، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني في "أماليه" (ل160/ب) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5419) ، والدارقطني في "الأفراد" (90/أ/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عنه» .
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/254-255) من طريق عقيل بن خالد، وتمَّام في "فوائده" (1377/الروض البسام) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، كلاهما عن الزهري، عن أنس، به.
ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/151) .
وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (4-6) ، وابن أبي داود في "المصاحف" (273-275) من طريق أبي المطرف الخزاعي، وأبو داود في "سننه" (4000) ، وابن أبي داود أيضًا (271) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5420) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً.
قال أبو داود: «هذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، والزهري، عن سالم، عن أبيه» . وهنالك اختلافٌ كثير في هذا الحديث انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (169/تفسير) .
(4/660)
بَكْرٍ وَعُمَرَ - وأحسَبُه قَالَ: وعثمانَ - كانوا يقرؤونها: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *} (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (2) .
1716 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ،
عَنْ بِشْر بن عبد الله بْنِ يَسَار؛ قَالَ: حدَّثني عُبادة بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادة بْنِ أبي
_________
(1) الآية (3) من سورة فاتحة الكتاب. قرأ بالألف: {مَالِكِ} عاصم والكسائي وخلف ويعقوب، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز - بخلاف عنهما- وابن مسعود، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن ابن عوف، وعلقمة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وقتادة، والأعمش، والحسن، والزهري، وغيرهم، وقرأ {مَلِكِ} على وزن «فَعِل» : ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وحمزة، وأبو عمرو، وزيد، وأبو الدرداء، وابن عمر، والمسور، وابن عباس، ومجاهد، ويحيى بن وثاب، ومروان بن الحكم، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وابن جريج، والجحدري، وابن جندب، وابن محيصن، وهو اختيار أبي عبيد، وهي قراءة كثير من الصحابة والتابعين، وانظر "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/8-9) .
(2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفه مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي، وقد روى بعض أصحاب الزهري هذا الحديثَ عن الزهري أن النبي (ص) وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} ، وروى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنّ النَّبِيَّ (ص) وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} » .
= ... قال الدارقطني في "العلل" (1390) بعد أن ذكر الخلافَ في هذا الحديث: «والمحفوظُ: عن الزهري أن النبي (ص) وأبا بكر وعمر، مرسل» .
وانظر "العلل" للدارقطني أيضًا (4/25/ب) فقد ذكر خلافًا طويلاً في هذا الحديث.
(3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3417) ، والضياء في "المختارة" (8/266-267 رقم 324 و325) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (4/134-135) .
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في"السنن الكبرى" (6/125) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/324 رقم 22766) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/444) تعليقًا، والطبراني في "مسند الشاميين" (2237) ، والحاكم في "المستدرك" (3/356) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجَّاج، عن بشر بن عبد الله بن يسار، به. ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/237-238) ، والضياء في "المختارة" (8/266 رقم323) .
(4/661)
أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِتِ، عن النبيِّ (ص) ، حُدِّثتُ أنه قال للنبيِّ (ص) : إنَّه كَانَ يُقرِئُ رَجُلا القُرآنَ فأهدَى إِلَيْهِ (1) قَوْسًا، فَقَالَ النبيُّ (ص) : جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدتَّهَا، أَوْ تَعَلَّقْتَهَا (2) ؟
قَالَ أَبِي (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ إسحاقُ بنُ سُلَيمان (4) ، عَنْ
_________
(1) في (ك) : «له» .
(2) في (ش) : «تعلقها» .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديثَ ابن أبي شيبة في "المصنف" (20836) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/315 رقم22689) ، وابن ماجه في "سننه" (2157) ، والشاشي في "مسنده" (1266 و1268) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/7) من طريق وكيع، وابن أبي شيبة أيضًا (20836) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وعبد بن حميد في "مسنده" (183) ، والشاشي (1267) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4333) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2253) من طريق أبي عاصم، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/444) من طريق المعافى بن عمران، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/82) من طريق الثوري، جميعهم عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عبادة ابن نُسي، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3416) ، والحاكم في "المستدرك" (2/41) ، والبيهقي في "الكبرى" (6/125) .
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/4) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/84 رقم92) .
(4/662)
مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبادة بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ ثعلبة، عن عُبادة ابن الصامت، عن النبيِّ (ص) ... وذكَرَ الحديثَ (1) .
1717 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بَشير (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نافعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ سعيدٍ (3) المَقبُريِّ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ أبي هريرة وعن (4) عمَّار بْنِ يَاسِرٍ (5) ؛
قَالُوا (6) : قَدِمَتْ دُرَّةُ بِنْتُ (7) أَبِي لَهَبٍ المدينةَ مُهَاجِرةً، فنزلَتْ دارَ رَافِعِ بْنِ [المُعَلَّى] (8) الزُّرَقيِّ، فقال لها
_________
(1) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/113) بعد أن ذكر هذا الحديث عن المغيرة: «وأما المغيرة بن زياد فمعروف بحمل العلم، ولكنه له مناكر هذا منها» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5213) ، والطبراني في "الكبير" (24/259 رقم660) ، والسمعاني في "الأنساب" (1/28) . واقتصر الطحاوي على رواية نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدُ ابن أسلم، عن ابن عمر. ووقع عند ابن أبي عاصم والطبراني: «وعن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبريِّ، عن أبي هريرة، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أبي هريرة، وعن عمَّار بن ياسر» .
(3) في (ف) : «شعبة» .
(4) في (ت) و (ك) : «عن» بلا واو وهو خطأ.
(5) جمع المصنف لهذا الحديث ثلاثة طرق مدارها على محمد بن إسحاق، وهي: ابن إسحاق، عن نافعٍ وزيد ابن أسلم، عن ابن عمر.
وابن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبريِّ، عَنْ أبي هريرة.
وابن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن أبي هريرة وعمَّار بن ياسر. ويوضح ذلك رواية ابن أبي عاصم والطبراني.
(6) قوله: «قالوا» سقط من (ك) ، وفي (ف) : «قال» ، والمراد: قال ابن عمر، وأبو هريرة، وعمار بن ياسر.
(7) في (ك) : «ردة بيت» .
(8) في جميع النسخ: «العلاء» ، وما أثبتناه هو الصواب، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (3/480) . وانظر مصادر التخريج.
(4/663)
نِسْوةٌ جَلَسْنَ إِلَيْهَا مِنْ بَنِي زُرَيْق: أنتِ ابْنَتُ (1) أَبِي لَهَبٍ الَّذِي يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ (2) : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *} (3) ؟! مَا يُغْني عنكِ مُهاجَرُكِ (4) !! فَأَتَتْ دُرَّةُ النبيَّ (ص) وبَكَتْ إِلَيْهِ، وذكَرَتْ (5) مَا قُلْنَ لَهَا، فسَكَّنَها وَقَالَ: اجْلِسِي، ثُمَّ صلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، ثُّمَ جَلَسَ عَلَى المِنبَرِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي أُوذَى فِي أَهْلِي، فَوَاللهِ إِنَّ شَفَاعَتِي لَتُنَالُ لِقَرَابَتِي (6) ، حَتَّى إِنَّ حَكَمًا وحَاءً (7) ،
وصُدَاءً وَسَلْهَبً (8) ، لَتَنَالُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ بِقَرَابَتِي. قَالَ ابن إسحاق: سَلْهَبٌ (9)
_________
(1) في (ش) : «ابنة» مع أنها منسوخةٌ من (أ) ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية، وقد ذكرنا وجهَهُ في التعليق على المسألة رقم (6) .
(2) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّة أن يقال: «الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فيه» ، والضمير في «فيه» هو العائد إلى الموصول؛ لكن حذف العائد من جملة الصلة إلى الاسم الموصول جائزٌ في العربية، وله شواهد. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
(3) الآية (1-2) من سورة المسد.
(4) أي: هِجرَتُك، المُهاجَرُ هنا: مصدرٌ ميميٌّ من الفعل الرُّباعي: هاجَر. وانظر "شذا العَرْف، في فنِّ الصرف" للحملاوي (ص84) .
(5) في (ك) : «ونكرت» .
(6) في "الآحاد والمثاني" و"شرح المشكل": «بقرابتي» .
(7) في (أ) : «وجاء» ، وقال في "معجم ما استعجم" (4/1387) : «حاءٌ وحَكَمٌ: حَيَّانِ باليَمَن في آخر رمل يَبْرين» ..
(8) في (ت) و (ك) : «سهلب» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، ومثل ما جاء هنا وقع في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي.
(9) في (ك) : «سهلب» .
(4/664)
- في نسب اليمن -: من دَوْس، قال (1) ابْن إِسْحَاق: وهذا الحديثُ مما يُصَدِّقُ نُسَّابَ مُضَرَ أنَّ هذه القبائلَ من مَعَدّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بصحيحٍ عِنْدِي.
1718 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ (3) ؛
قال: حدَّثنا
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1667) .
(3) هو: ابن مسلم، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرج الحديث النسائي في "سننه" (5432) ، وابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1013) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، به.
كذا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن الأوزاعي، وخالفه يحيى بن عبد الله والوليد بن مزيد؛ فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عقبة بن عامر:
أما رواية يحيى بن عبد الله: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (17/342-343 رقم943) . وأما رواية الوليد بن مزيد: فأخرجها الثعلبي في "تفسيره" (10/337) ، ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (4/728) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2 /212) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/152-153 رقم 17389) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2574) ، والطبراني في "الدعاء" (980) من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبي عبد الله، به.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/341) .
وأخرجه أحمد أيضًا (4/144 رقم17297) عن الحسن بن موسى، عن شيبان، به. إلا أنه قال: «عن أبي عبد الرحمن» .
وخالف الحسنَ في روايته عن شيبان: هاشمُ بن القاسم، فرواه عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عابس، به. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص270) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/417 رقم 15448) ، ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/34 في ترجمة أبي عبد الله) .
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1081) ، = = والبيهقي في "الشعب" (2339) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، به. بلا ذكر: أبي عبد الله.
(4/665)
الأَوْزاعي (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ (2) بْنُ إبراهيم (3) ؛ قال: حدثني أبو عبد الله (4) ، أنَّ ابنَ عابِسٍ (5) الجُهَنِيَّ أخبرَهُ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَابِسٍ (6) ، أَلاَ أَدُلُّكَ - أَو قَالَ: أَلاَ (7) أُخْبِرُكَ - بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ المُتَعَوِّذُونَ؟ ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. فقال (8) : {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} هاتَيْنِ السُّورتَيْنِ (9) ؟
قَالَ أَبِي: يُقال: إنَّ ابنَ عابس هو عُقْبَةُ بْن عَامِر بن عابس (10) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) في (ت) و (ف) : «حدثني عن محمد» .
(3) هو: ابن الحارث التيمي.
(4) ذكره المزِّي في "تهذيب الكمال"، وقال: «يُعَدُّ في أهل المدينة» ، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (5/578) ، وقال الذهبي في "الميزان" (ترجمة/10365) : «لا يعرف» ، وقال ابن حجر في "التقريب": «مقبول» .
(5) في (ك) : «عباس» .
(6) في (ش) : «يا عابس» ، وفي (ك) : «يا ابن عباس» .
(7) في (أ) و (ش) : «أولا» .
(8) في (ف) : «قال» .
(9) كذا في جميع النسخ بالياء فيهما: «هاتين السورتين» ويصح ذلك في العربية على وجهين: النصب على المفعوليَّة بفعلٍ محذوفٍ، والتقدير: أَتِمَّ هاتين السورتين، أو اقرأهما. والجر على أنَّ التقدير: إلى آخر هاتين السورتين، وحُذف الجارُّ والمضافُ وبقي المضافُ إليه مجرورًا. انظر التعليق على المسألة (3) .
(10) قال المصنِّف ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/323) : «ابن عابس الجُهَني روى عن النبي (ص) أنه قَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ عَابِسٍ، ألا أدلُّك على أفضَلِ ما تعوَّذَ به المُتعوِّذون؟ فقال: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} روى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي عبد الله، عنه، سمعتُ أبي يقول ذلك» .
قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/144) : «هو عقبة بْن عَامِر بْن عابس، ويقال: ابن عبس الجُهني» .
(4/666)
1719 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعي، عَنْ حُمَيد الأَعْرَجِ (3) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: كنتُ عِنْدَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَرَأَ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (4) ، فدخَلتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكَرتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يرحَمُ اللَّهُ ابنَ عُمَرَ، إِنَّ هَذِهِ الآيةَ (5) حِينَ أُنزلت غَمَّت (6) أصحابَ رَسُولِ الله (ص) فقالوا: يارسول اللَّهِ (7) ، هَلَكْنَا؛ فَنَزَلَتْ: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (8) ؟
قَالَ أَبِي: كنتُ معجبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ حتَّى أصَبتُ لَهُ (9) عَوْرَةً؛ رأيتُ فِي رِوَايَةِ أَبِي ظَفَر (10) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ حُمَيدٍ الأَعْرَجِ، عَنِ الزُّهري، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الرَّجُلُ هُوَ سعيدُ بن مَرْجانَة.
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1789) .
(2) في "تفسيره" (1/113-114) . ومن طريقه أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6461) ، وابن المنذر في "تفسيره" (169) ، وابن منده في "الإيمان" (1/368) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/332 رقم 3070) - ومن طريقه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (1/312) - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد الأعرج، به.
(3) هو: ابن قيس.
(4) الآية (284) من سورة البقرة.
(5) قوله: «الآية» ليس في (ف) .
(6) في (ف) و (ك) : «عمت» .
(7) في (ش) : «فقالوا لرسول الله» .
(8) الآية (286) من سورة البقرة.
(9) في (ك) : «حتى رأيت له» .
(10) في (أ) و (ش) : «ابن ظفر» . وأبو ظَفَر هو: عبد السلام ابن مطهر.
(4/667)
وَمِنْهُمْ (1)
مَنْ يَرْوِي عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، ويُخطئُ فِيهِ.
وأكثرُهم يَقُولُونَ (2) : عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجانَة، فعَلِمْتُ أنَّ حديثَ عبد الرَّزاق خَطَأٌ.
1720 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) ، عَنِ ابن لَهِيعة (4) ، عَن عُقَيل (5) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: إنَّ أولَ آيةٍ أُنزلَت فِي الْجِهَادِ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ *} (6) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحِيحُ مَا يَرْوِيهِ يُونس (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُروةَ فقَطْ (8) .
_________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35517) ، والمحاسبي في "فهم القرآن" (4365) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (6462) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (1/312) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن أبيه.
= ... وأخرجه الطبري في "التفسير" (6460) من طريق معمر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/215) من طريق القاسم بن زهران الخولاني - كلاهما - عن الزهري، أن ابن عمر قرأ.
(2) انظر تخريج المسألة رقم (1789) .
(3) هو: موسى بن محمد.
(4) هو: عبد الله.
(5) هو: عقيل بن خالد.
(6) الآية (39) من سورة الحج.
(7) هو: يونس بن يزيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11346) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عائشة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (102) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، مرسلاً.
(8) في (أ) و (ت) : «قَطْ» . والمثبت من بقية النسخ، وهما بمعنى واحد، و «قَطْ» هنا ساكنة الطاء غير مشددة، وتدخُلُ عليها الفاء في أولها لتزيين اللفظ، فيقال: «فَقَطْ» ، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وتستعمل في النفي والإثبات، وهذا بخلاف «قَطُّ» مشددة الطاء فإنها ظرف زمان لا يستعمل إلا في النفي، ومساق الكلام هنا للإثبات.
(4/668)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وحدَّثني عليُّ بن الحسين ابن الجُنَيد، عَنِ ابْنِ أَبِي رِزْمَة (1) ، عَنْ سَلْمُوْيَه (2) المروزيِّ، عَنِ ابْنِ المُبارَك، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة (3) ، عَنْ عائِشَة ... وذكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وحدَّثني أَبِي، عَنْ عَبْدَة بْنِ سُلَيمان، عَنِ ابْنِ المُبارَك، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا يونُس بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة (5) فقَطْ.
فدلَّ أنَّ الصحيحَ ما قاله أبي ح: عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة فقَطْ.
1721 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بن محمد (7) بن عبد الله بن القاسم ابن (8) نَافِعِ بْنِ أَبِي بَزَّة (9) ؛ قَالَ: سمعتُ عِكْرِمَة بن
_________
(1) هو: محمد بن عبد العزيز.
(2) هو: سليمان بن صالح الليثي صاحب ابن المبارك.
(3) من قوله: «فقط قال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) .
(5) من قوله: «قال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) نقل قولَ أبي حاتم: الذهبي في "الميزان" (1/145) ، وابن حجر في "اللسان" (1/284) .
(7) قوله: «بن محمد» سقط من (ت) و (ك) .
(8) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(9) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (3/35 رقم1744) ، والحاكم في "المستدرك" (2/304) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1914) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/319) .
(4/669)
سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِير بْنِ عَامِرٍ مَوْلَى بَنِي شَيْبَة؛ قَالَ: قرأتُ على إسماعيلَ بن عبد الله ابن قُسْطَنْطين، فَلَمَّا بلَغْتُ: {وَالضُّحَى *} (1) ، قَالَ لِي (2) : كبِّر مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى تختمَ؛ فإنِّي قرأتُ على عبد الله بْنِ كَثِير فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ فأمرَه (3) بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ مجاهدٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فأمرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ ابنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبيِّ بْنِ كَعْب فأمرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ أُبَيٌّ (4) أَنَّهُ قَرَأَ على النبيِّ (ص) فأمرَهُ بِذَلِكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
_________
(1) أي: سورة الضحى.
(2) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(3) في (ت) و (ك) : «وأمره» .
(4) قوله: «أُبي» ليس في (ش) و (ف) .
(5) قال الذهبي في "الميزان" (1/145) : «هذا حديثٌ غريب، وهو مما أُنكِرَ على البزي» .
وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/445) : «فهذه سنة تفرَّد بها أبو الحسن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله البَزِّي من ولد القاسم بن أبي بزَّة، وكان إمامًا في القراءات، فأما في الحديث فقد ضعَّفه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدِّث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث، ولكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في"شرح الشاطبيَّة" عن الشافعي، أنه سمع رجلاً يكبِّر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنتَ وأصبتَ السُّنة، وهذا يقتضي صحَّة هذا الحديث» . وانظر"شعب الإيمان" للبيهقي (5/41-44) ، و"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (13/417-419) ، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (باب في التكبير وما يتعلَّق به) .
(4/670)
1722 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْنِ حُنَيف، عَنْ رَجُل من أصحاب النبيِّ (ص) قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُريدُ أَنْ يفتتحَ سورةَ الْبَقْرَةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ؟
فَقَالَ أَبِي: تفرَّد الزُّهريُّ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ.
1723 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الملك بْنُ هِشَامٍ الذَّماري (2) ،
عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي: ابنَ سعيدٍ الثَّوْريَّ - عَنْ محمد بن
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2035) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/157) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص33) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزهري، عن أبي أمامة أن رهطًا من الأنصار من أصحاب رسول الله (ص) أخبروه أنه قام رجل منهم ... فذكره.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (17) ، والطحاوي (2034) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص33-34) من طريق يونس بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي أمامة أن رجلاً كانت معه سورة فقام ... فذكره. وقرن أبو عبيد في إسناده بين عقيل بن خالد ويونس بن يزيد.
(2) هو: عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام الذَّماري، وقد يُنسب إلى جدَّه، والذَّماري: بفتح الذال المعجمة وكسرها. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3995) ، والنسائي في "الكبرى" (11698) ، وأبو يعلى في "معجمه" (94) ، وابن حبان في "صحيحه" (6332) ، والطبراني في "الأوسط" (1902) ، والحاكم في "المستدرك" (2/256) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/315) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا الذماري» .
تنبيه: رواية أبي داود والطبراني هي من طريق أحمد بن صالح، عن الذماري، لكن وقع فيها: «أيحسب» بزيادة الهمزة، ورواية أبي يعلى هي من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن الذماري، لكن ذكر أن الآية هي قوله تعالى: [البَلَد: 5] {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ *} .
(4/671)
المُنْكَدِر، عَن جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {يَحْسِبُ {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ، لَمْ يَرْوِهِ أحدٌ غَيْرُ الذَّماري، لا يَحتملُ أَنْ يكونَ هَذَا (2) مِنْ حديثِ الثَّوْرِيِّ وَلا ابْنِ عُيَينة؛ إِنَّمَا رَوَى الثَّوْريُّ (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن كَثِير، عن عاصم ابن لَقِيط بْنِ صَبِرَة (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1724 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ ابن (5) المصفَّى (6) يروي
_________
(1) الآية (3) من سورة الهمزة. وضبط: {يَحْسَبُ} في (أ) و (ف) بفتح السين، وأهملت السين في بقية النسخ. وقد ضُبط بكسر السين في رواية النسائي، ونصَّ الحاكم على الكسر، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين، وهي لغة بني تميم وقرأ الباقون بالكسر، وهي لغة الحجاز، وهاتان القراءتان في آية سورة الهمزة، وآية سورة البلد. انظر "معجم القراءات" (10/577) .
(2) في (ف) : «لا يحتمل هذا أن يكون» .
(3) لم نقف على رواية الثوري بهذا اللفظ، ولكن أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند" (4/33 رقم16382) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/371) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/9) ، والحاكم في "المستدرك" (2/233) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه قال: أتيتُ النبي (ص) فذبح لنا شاةً، وقال: «لا تَحْسِبَنَّ - ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ - أنَّا إنما ذبحناها لك، ولكن لنا غنم، فإذا بلغت مئة ذبحنا شاة» .
ذكر أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل في "إبراز المعاني من حرز الأماني" (1/377) أن أبا عبيد القاسم بن سلام اختار قراءة الكسر بناء على حديث لقيط بن صبرة، وقال: «وبالكسر نقرؤها في القرآن كلِّه؛ اختيارًا لما حُفظ عن رسول الله (ص) من لغته، واتباعًا للفظه» .
(4) كذا في جميع النسخ! وفي مصادر التخريج السابقة: «عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صبرة، عن أبيه» .
(5) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (4 و38) ، ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في "أخبار القضاة" (2/21) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1430 رقم8157) ، والطبراني في "الصغير" (560) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/303) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/137-138) ، والبيهقي في "الشعب" (6847 و6848) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (209) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/70) من طريق عبد الملك بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عمر بن الخطاب، به.
قال ابن عدي: «ورواه بَقِيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عمر، جميعًا غير محفوظين» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن شعبة إلا بقية، تفرَّد به ابن مصفًّى، وهو حديثه» . وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريبٌ من حديث شعبة، تفرَّد به بقية» .
قال ابن كثير في "تفسيره" (2/197) بعد أن ذكر رواية شعبة على الوجه الذي ساقه بقية: «وهو غريبٌ أيضًا، ولا يصحُّ رفعُه» .
(4/672)
دَهرًا مِنَ (1) الدَّهر: عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ شُعْبة (3) ، عَنْ مُجَالِدٍ (4) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ شُرَيح (5) ، عَنْ عُمَرَ بن (6) الخَطَّاب، عن النبيِّ (ص) ؛ تلا (7) : ُ،) فَارَقُوا ت ِ (8) .
قَالَ أَبِي: وجَدتُّ عَورةَ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ (9) عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ؛
_________
(1) في (ك) : «بين» .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) في (ف) : «عن شعبة عن بقية» ؛ بتقديم وتأخير.
(4) في (ت) : «مخالد» . ومجالد: هو ابن سعيد.
(5) هو: ابن الحارث النخعي القاضي.
(6) قوله: «بن» سقط من (أ) .
(7) قوله: «تلا» سقط من (ش) .
(8) الآية (159) من سورة الأنعام. و {فَارَقُوا} بإثبات ألفٍ بعد الفاء هي قراءة حمزة والكسائي، من المفارقة بمعنى الترك، وقرأ باقي السبعة: «فرَّقُوا» بالتشديد من التفريق، أي: عَضُّوهُ أعضاءً، فخالفوا بين بعضِهِ وبعضٍ؛ فآمنوا ببعض، وكفروا ببعض. وكذلك القراءتان في الآية (32) من سورة الروم.
(9) في (ش) و (ك) : «عن» .
(4/673)
قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة، قَالَ: حدَّثنا (1) الثقةُ، عَنْ مُجَالِدٍ، فعَلِمنا أَنَّهُ أخطأَ فِيهِ (2) .
1725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَريز (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ (4) الأَلْهاني، عَنْ أَبِي أُمامة، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {لَكَنُودٌ} (5) ؛ قَالَ: الَّذِي ينزلُ (6) وحدَهُ، ويَضْرِبُ عبدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ؟
قَالَ أَبِي: كذا رَوَاهُ الْوَلِيدُ، وَرَوَاهُ بَقِيَّة، عَنْ حَرِيز (7) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي أُمامة.
وَحَدَّثَنَا (8) أَبُو اليَمان (9) ، عَنْ حَريز، عَنْ حَمْزَةَ الأَلْهاني.
_________
(1) قوله: «حدثنا» سقط من (ك) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (2/163) : «يرويه محمد ابْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن شريح، عن عمر. وتابعه جَحْدَر بن الحارث، عن بقية وخالفهما وَهْب بن حفص الحراني - وكان ضعيفًا - فرواه عن الجدي عبد الملك، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشعبي، عن مسروق، عن عمر. ولا يثبُتُ عن شعبة، ولا عن مجالد، والله أعلم» . وانظر "الكامل" (7/70) .
(3) هو: ابن عثمان.
(4) قوله: «حمزة» لم ينقط في (ت) .
(5) الآية (6) من سورة العاديات.
(6) في (ك) : «يترك» .
(7) في (ك) : «جرير» .
(8) القائل: «وحدثنا» : هو أبو حاتم.
(9) هو: الحكم بن نافع البَهْراني. وروايته أخرجها يحيى ابن معين في "تاريخه" (5407/رواية الدوري) . وفيها: حمزة بن هانئ.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (160) من طريق عصام بن خالد، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/566) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، كلاهما عن حريز، به. وأخرجه يحيى بن معين أيضًا (5408) من طريق علي بن عياش، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حُمرة بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
قال يحيى: «يقولون: عن حُمرة. وهو فيما يقولون الصَّواب» .
= ... ومن طريق يحيى أخرجه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/595/596) .
(4/674)
قَالَ أَبِي: بَقِيَّةُ أعلمُ؛ لأنَّه من بلاد حمزة ابن هانئ هذا، هو حِمْصِيٌّ، وهو شيخٌ لحريز، لم يرو عنه غيرُهُ.
1726 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَوْذٍ (2) المكِّي، عن عثمان بن عبد الله بْنِ أَوْس (3) الثَّقَفي، عَنْ جدِّهِ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : قِرَاءَةُ الرَّجُلِ القُرْآنَ فِي غَيْرِ المُصْحَفِ أَلْفُ دَرَجَةٍ، وَقِرَاءَتُهُ فِي المُصْحَفِ تُضَاعَفُ (4) عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَلْفَيْ دَرَجَةٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/221 رقم 601) ، وابن عدي في "الكامل" (7/299) ، والبيهقي في "الشعب" (2025) .
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (2026) .
(2) في (ش) و (ف) : «عود» بالدال المهملة، وفي (ك) : «عرد» بالراء بدل الواو، بعدها دال مهملة أيضًا، وقد وقع في المطبوع من "المعجم الكبير" للطبراني «عون» بالنون بدل الذال المعجمة، وكذا نقله عن الطبراني الضياء المقدسي بخطه، كما نقله عنه ابن مفلح المقدسي في "الآداب الشرعية" (2/284) ، وقال: كذا نقلته من خط الحافظ ضياء الدين، وإنما هو: أبو سعيد بن عوذ. اهـ.
(3) في (ف) : «أويس» ، وفي (ك) : «إدريس» .
(4) المثبت من (أ) ، وفي (ت) : «يضاعف» ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ، وتأنيث الفعل ظاهر. أما تذكيره هنا فجائز على ما بيناه في التعليق على المسألة رقم (178) .
(5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولأبي سعيد بن عوذ هذا غير ما ذكرتُ، ومقدار ما يرويه غير محفوظ» .
(4/675)
1727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا بِهِ بَحْرُ بْنُ نَصْر الخَوْلاني المِصْري (1) ، عن أيُّوب ابن سُوَيد، عَنْ سُفيان الثَّوْري، عَنْ عبد الملك، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَباح، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير؛ قَالَ: اللَّمَمُ مَا بَيْنَ الحَدَّيْنِ (2) : الرَّجْمِ والجَلْدِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
1728 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) وحدَّثنا عَنِ عبد الله بْنِ مَسلَمة القَعْنَبي (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ ابْنِ أَخِي الزُّهري، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أمِّه أُمِّ كُلْثوم بِنْتِ عُقْبَة: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئل عَنْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (5) ؟ [فقال] (6) : تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن ِ.
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/537) عن محمد بن حميد، عن مهران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، عن جابر بن يزبد الجعفي، عن عطاء، عن ابن الزبير.
(2) في (ك) : «الحد من» .
(3) في (ف) : «وسمعت أبي يقول زرعة» ، ثم ضرب على «يقول» ونسي «أبي» كما هي، ولم يصوِّبها، وانظر الفرق في أول جواب أبي زرعة.
(4) روايته أخرجها الدارمي في "المسند" (3479) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (242) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1220) ، والطبراني في "الأوسط" (8562) ، وفي "الكبير" (25/182) ، والرازي في "فضائل القرآن" (107) ، والبيهقي في "الشعب" (2314) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/252-253) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/404 رقم 27274) ، والنسائي في "الكبرى" (10464) من طريق أمية بن خالد، عن ابن أخي الزهري، به.
(5) أي: سورة الإخلاص.
(6) ما بين المعقوفين زيادة من مصادر التخريج؛ يقتضيها السياق.
(4/676)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) يَقُولُ: يَرْوِي مالكٌ (2) هَذَا الحديثَ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، أَنَّهُ بلغَه، أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) (3) . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) .
1729 - وسألتُ (6) أبي عن حديثٍ رواه عبد الله بن أبي بكر
_________
(1) في (ف) : «فسمعت أبي» ، وقد نَسِيَ الناسخُ تصويبها كما في أول المسألة.
(2) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/209) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (30) ، والنسائي في "الكبرى" (10533) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن أنه أخبره أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} تَعْدِلُ ثلث القرآن، وأن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها. ولم ترد زيادة {تبارك} عند النسائي.
(3) من قوله: «سئل عن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10532) من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري، عن محمد ابن مسلم الزهري، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن ابن عوف، أن نفرًا من أصحاب النبي (ص) حدثوه. وأخرجه الدارمي في "المسند" (3475) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، موقوفًا.
وقد صحَّ الحديث عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه مسلم في "الصحيح" (812) .
(5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
وقد قال الدارقطني في "العلل" (5/211/أ) : «يرويه الزهري واختُلف عنه؛ فرواه ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن حميد، عن أمه.
وخالفه مالك فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن من قوله، وقول مالك أشبه» .
(6) نقل قول أبي حاتم: الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/399) ، وابنُ حجر في "لسان الميزان" (3/264) . وانظر المسألة الآتية برقم (2155) .
(4/677)
المقدَّمي (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان (2) الضُّبَعي، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا *} (3) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
1730 - وسمعتُ (4) أَبِي وسُئِلَ عَنِ الحديثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ المُبارَك (5) ،
عن يُونُس ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عليِّ بْنِ يَزِيدَ - فَقَالَ أَبِي: يُقَالُ: إِنَّهُ أَخُو يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ - عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قرأ: (6) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «المقدم» ، ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (ص 263) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، عن جعفر بن سليمان، به.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «سليم» .
(3) الآية (31) من سورة النساء.
(4) نقل هذا النصَّ الضياءُ في "المختارة" (7/181) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/215 رقم 13249) ، وأبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (37) ، والبخاري في "الكنى" (ص52) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (3976 و3977) ، والترمذي في "جامعه" (2929) ، وفي "العلل الكبير" (645) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص61-62) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3566) ، والطبراني في "الأوسط" (153) ، وابن عدي في "الكامل" (2/157) ، والحاكم في "المستدرك" (2/236 و236-237) ، والضياء في "المختارة" (7/181 رقم 2615) .
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الضياء في "المختارة" (7/179-180 رقم 2613 و2614) ، ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/103) .
(6) الآية (45) من سورة المائدة. وهي بنصب «النَّفس» ، ورفع «العين» وما بعدها: {أَنَّ النَّفسَ بالنَّفسِ والعَينُ بالعَينِ والأَنْفُ بالأَنْفِ والأُذُنُ بالأُذُنِ والسِّنُّ بِالسِّنِّ والجُرُوحُ قِصَاصٌ} ، وهي كذلك في "مسند أحمد"؛ وقال الإمام أحمد: «نَصَبَ "النَّفسَ"، ورفَعَ "العَينَ"» . وهذه قراءة الكسائي. وقرأ نافع، وحمزة، وعاصم بنصب الجميع - إلا أن نافعًا قرأ {والأُذْنَ بالأُذْنِ} بسكون الذال- وقرأ الباقون بنصب الخمسة، ورفع {الجروح} . وجاء في "البحر المحيط"، و"الدر المصون" (سورة المائدة: الآية 45) : أن أنسًا روى أيضًا عن النبي (ص) أنه قَرَأَ {أَنِ النَّفسُ بالنَّفسِ والعَينُ بالعَينِ ... } بتخفيف «أنْ» وكسرها لالتقاء الساكنين، ورفع ما بعدها وما عطف عليه.
(4/678)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلا أعلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ غَيْرَ ابنِ المُبارَك، وَأَبُو عليِّ بنُ يَزِيدَ مجهولٌ (1) .
قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ عُقَيل (2) ، عن الزُّهري، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قَالَ أَبِي: وأهابُ هَذَا الحديثَ عن النبيِّ (ص) جِدًّا.
قيل لأبي: إنَّ أَبَا عُبَيد يَقُولُ: «هو حديثٌ صحيحٌ» ، فأجابَ بما وَصَفْنا.
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيث فَقَالَ: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ = = غَيْرَ ابن المبارك» . وقال في "جامعه": «وهذا حديثٌ حسن غريب، قال محمد [يعني البخاري] : تفرَّد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يروه عن الزهري إلا أبو علي بن يزيد، ولا عن أبي علي إلا يونس، تفرَّد به ابن المبارك» .
(2) هو: ابن خالد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عمر الدوري في "قراءة النبي (ص) " (38) ، والنحاس في "إعراب القرآن" (2/22) من طريق عبَّاد بن كثير، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس، به، مرفوعًا.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(4/679)
1731 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير ابن عُبَيد (1) ، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ عيَّاش (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: (إِنْ يَدْعُونَ (4) مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أُنُثًا) (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا كذبٌ لا أصلَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ عَنْ عُرْوَة فهو صالح (6) .
_________
(1) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/202) ، ووقع عنده: «أنثى» بدل: «أُنُثًا» ، وعن الخطيب نقله السيوطي في "الدر المنثور" (5/21-طبعة هجر) ، وفي نسخة مخطوطة منه: «أُنُثًا» ، وفي بقية النسخ: «أنثى» .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) في (أ) تشبه أن تكون: «عباس» .
(4) المثبت من (ت) و (ف) ، وأهمل نقط الياء في بقية النسخ، وفي مصادر التخريج: «إنْ يَدعُون» بالياء، وهي الموافقة لقراءة الجمهور، لكن جاء في "معجم القراءات" (2/156) نقلاً عن "البحر المحيط" و"الدر المصون"، وغيرهما: أنَّ في مصحف عائشة: «إنْ تَدعُون» بالتاء على الخطاب، ولم نقف على ذلك في "البحر" أو "الدُّرِّ"؛ فلعلَّه وَهَمٌ من مؤلِّف "معجم القراءات"، والله أعلم.
(5) هذه قراءةٌ للآية (117) من سورة النساء، وفي (ك) : «إناثًا» . و «أُنُثًا» بضم الهمزة وضم النون، جمع: «أَنيث» وهو المخنَّث؛ كـ «غدير وغُدُر» ، وقيل: جمع «إناث» ؛ كـ «ثِمَارٍ وثُمُر» . وهذه قراءة شاذَّة، وذكروا أنها قراءةُ ابن عباس، وابن عمر، وأبي حيوة، والحسن، وعطاء، وأبي رزين، وأبي نهيك، وأبي العالية، ومعاذ القارئ. وقراءةُ الجمهور: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا} . وفيها قراءات أخر: «أُنَاثًا» ، و «أَوْثَانًا» ، و «أُنْثَى» ، و «وَثَنًا» ، و «وُثُنًا» ، و «وُثْنًا» ، و «أُثُنًا» ، و «أُثْنًا» . والمراد من أكثرها: الأصنام. وانظر: "معاني القرآن" للفراء (1/288-289) ، و"البحر المحيط" (3/367-368) ، و"المحتسب" (1/198-199) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (2/157-158) .
(6) مراده - والله أعلم -: أن هذه الرواية إن كانت عن عروة موقوفة عليه، فهي صالحة، ويحتمل أن يكون أراد: إن كان عن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً، فهو صالح، وأما بهذا الإسناد المتصل إلى النبي (ص) فهو كذب لا يصح.
(4/680)
قَالَ أَبِي: وعَنْ عُرْوَة (1) ، عَنْ عائِشَة أَنَّهَا قَرَأَتْ: (إِنْ يَدْعُونَ (2) مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَوْثَانًا (3) صحيحٌ، وَهُوَ غيرُ ذَاكَ (4) .
1732 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن أيُّوبَ ابن محمَّد الوَزَّانِ الرَّقِّي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُرَيْف بْنِ دِرْهَم؛ قَالَ: سمعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} (5) ؛ قال (6) : كتابَهُ في عُنُقِهِ.
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها المصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1067 رقم 5973) من طريق عبد العزيز بن محمد، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص297-298) من طريق ابن جريج، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (10442) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عروة، به. ولفظ ابن جرير: «كان في مصحف عائشة: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَوْثَانًا) » .
وقال المصنِّف في الموضع السابق من "تفسيره": «ورُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، ومجاهد، وأبي مالك الغفاري، والسدي، ومقاتل ابن حيان، نحو ذلك» .
(2) المثبت من (ف) ، وأهمل نقط الياء في بقية النسخ، وفي مصادر التخريج: «إنْ يَدعُون» بالياء، وهي الموافقة لقراءة الجمهور. وانظر التعليق المتقدِّم على هذا الحرف.
(3) وهذه القراءة أيضًا هي قراءةُ أبي السوار، والهنائي، ومجاهد، وهي جمع «وَثَنٍ» ، وهو الصنم. انظر التعليق السابق على قراءة (أُنُثًا) ، وكلتا القراءتين شاذَّةٌ.
(4) في (ك) : «ذلك» . قال الدارقطني في "العلل" (5/40/ب) : «يرويه هشام، واختُلف عنه، فرواه = = الدراوردي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة موقوفًا. ورفعه بقية بن الوليد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هشام، والموقوفُ أصحُّ» .
(5) الآية (13) من سورة الإسراء.
(6) في (ف) : «في» بدل: «قال» .
(4/681)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ دِرْهَم الْبَصْرِيُّ (1) ، وعُرَيْفٌ كوفيٌّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسٍ شَيْئًا.
1733 - وسمعتُ أَبِي ذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رواه سُلَيمان بن عُبَيدالله [الحَطَّابُ] (2) ،
عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُْكُلِ} (4) ؛ قَالَ: الدَّقَلُ والفَارِسِيُّ (5) ، والْحُلْوُ والحامِضُ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34755) من طريق وكيع، عنه، عن أنس، به.
(2) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وفي بقية النسخ: «الخطاب» ، وزاد بعده في (ف) : «عن عبيد الله الخطاب» ، وما أثبتناه هو الصواب، كما في "الجرح والتعديل" (4/127 رقم551) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/68) . وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (20127) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/131) ، وابن عدي في "الكامل" (3/434) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/241) من طريق العلاء بن هلال الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
قال العقيلي: «ولا يتابع عليه ... » ، ثم قال: «وهذا الحديث إنما يعرف بسيف بن محمد» ، ثم قال: «وأما عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد فلم يأت به غير سليمان» .
وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن الأعمش غير زيد ابن أبي أنيسة من رواية عبد الله [كذا، والصواب: عبيد الله] بن عمرو عنه، وسيف ابن محمد، عن الأعمش» .
(3) هو: ذكوان السَّمَّان.
(4) الآية (4) من سورة الرعد.
(5) الدَّقَلُ: أَرْدَأُ التَّمْر. والفارسيُّ: نوعٌ جيِّد من التمر، نسبةً إلى فارس. انظر "المصباح المنير" (د ق ل/ص197) و (ف ر س/ص468) ، والمراد: كالتمر الفارسي فإنه مفضَّلٌ على الدَّقَل، ومثله الحلوُ مفضَّلٌ على الحامض.
(4/682)
قَالَ أَبِي: حدَّث سليمانُ بهذا الحديث وأنا بالكوفة، فلم يُقْضَى (1) لَِي السماعُ منه، ثم رَجَعَ عنه فَقَالَ: حدَّثنا به سَيفُ بن محمَّدٍ ابنُ أُختِ سُفيانَ (2) ، أخو عمَّار، هو (3) سَيْفٌ ضعيفُ الحديث (4) .
1734 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِد (5) ،
عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فلم يُقْضَ» بلا ألف؛ لأنه مضارعٌ مجزومٌ، لكن إثبات حرف العلة مع الجازم صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(2) أي: الثوري. ورواية سيف أخرجها الترمذي في "جامعه" (3118) ، وأبو يعلى في "معجمة" (301) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20126) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/131) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/347) ، وابن عدي في "الكامل" (3/434) ، والدارقطني في "الأفراد" (320/ب/أطراف الغرائب) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1092) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/331) من طريق محمود بن خداش، عن سيف بن محمد، عن الأعمش، به. وجاء عند الدارقطني: سيف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن الأعمش. فقد قال عقب الحديث: «تفرد به محمود بن خداش، عن سيف بن محمد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن الأعمش، عنه» .
(3) قوله: «هو» ليس في (ت) و (ك) .
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب. وقد رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عن الأعمش نحو هذا، وسيف بن محمد هو أخو عمار بن محمد، وعمار أثبت منه، وهو ابن أخت سفيان الثوري» . اهـ.
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (10260 و17/307 و20/13) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3377) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/1046 رقم 5863 و9/3037 رقم 17170) من طريق محمد بن شريك الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، به.
والحديث طويل ذكره بتمامه المصنف ابن أبي حاتم = = في "تفسيره"، وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4596 و7085) من طريق محمد بن عبد الرحمن أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، بعضَهُ.
(4/683)
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خرَجَ ناسٌ مِنْ مكةَ يُرِيدُونَ المدينةَ، فأدركهُمُ الْمُشْرِكُونَ، ففتنوهُم، فأعطَوْهُم الفتنةَ؛ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ ... } (1) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَة؛ قَالَ: خَرَجَ ناسٌ ... لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ عَبَّاسٍ؟
قَالَ: ابنُ عُيَينة أحفظُ وأعلمُ بِعَمْرٍو مِنْهُ.
1735- وسألتُ (3) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد العزيز بن عبد الصَّمد (4) ،
عَنْ مَنصور بْنِ المُعتَمِر، عَنْ رِبْعِيِّ بن حِراش (5) ، عن
_________
(1) الآية (10) من سورة العنكبوت، وتمامها: ُ وهـ ن م ل ك ق ف [گ ع غ _.] ء س ش ر ز ط ِ {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} .
(2) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (9/106 رقم10266) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/14) .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1702) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/137) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (10519) ، والطبراني في "الكبير" (4029) .
قال البخاري بعد ذكر الاختلاف في هذه الرواية: «وربعيٌّ لا يصحُّ» . اهـ.
قال الدارقطني في "العلل" (6/102) في كلامه على الحديث رقم (1007) : «ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور فوهم فيه؛ رواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن امرأة، عن أبي أيوب، أسقط من الإسناد الربيع بن خثيم، وجعل مكان هلال بن يساف: ربعيَّ ابن حراش، ووهم فيه، والقولُ قول زائدة» .
(5) في (ك) : «ربعي عن حراش» ، وفي (أ) و (ف) : «ربعي ابن خراش» .
(4/684)
عمرو ابن مَيْمون، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امرأةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ الأنصاري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ يَقْرَأُ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآن ِ؟ ، فأشفَقْنا مِنْهَا وسكَتْنا؛ قَالَ: مَنْ قَرَأَ (1) : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (2) ، فَإِنَّهَا تُعْدِلُ ثُلُثَ (3) القُرْآن ِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصور، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون (4) .
_________
(1) في (ش) : «يقرأ» ، وهي منسوخة من (أ) .
(2) أي: سورة الإخلاص.
(3) كذا في (ش) : «ثلث» ، وتشبه أن تكون هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ: «بثلث» .
(4) يعني: عن عمرو بن ميمون بالإسناد السابق: عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (1/30 رقم7) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/418 رقم23554) ، وعبد بن حميد في "المسند" (222) ، والترمذي في "الجامع" (2896) ، والنسائي في "الكبرى" (1068 و9946 و10517) ، والطبراني في "الكبير" (4/4026) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/117 و4/154) ، والبيهقي في "الشعب" (2313) من طريق زائدة.
وأخرجه الدارمي في "المسند" (3480) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/256) من طريق إسرائيل، كلاهما (زائدة وإسرائيل) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (254) إلا أنه سقط الربيع بن خثيم من إسناد المطبوع منه.
ووقع عند الترمذي: «عن امرأة أبي أيوب» بدلاً من: «عن امرأة من الأنصار» .
وتصحفت أداة التحمل: «عن» بين منصور وهلال في الموضع الثاني من "السنن الكبرى" للنسائي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص268) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/418 رقم23547) ، والنسائي في "الكبرى" (10516) ، والدارقطني في "العلل" (6/103) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/168-169) ، وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/137) من طريق شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيوب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10518) ، والطبراني في "الكبير" (4/4028) من طريق فضيل بن عياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ = = امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10515) ، والطبراني في "الكبير" (4/4027) من طريق جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن الربيع بن خثيم، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أبي أيوب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/4022) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10524) من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن عمرو بن ميمون، أن أبا أيوب الأنصاري؛ قال ... .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/4024) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والطبراني أيضًا (4/4025) من طريق عبد الرحمن بن أبي السفر، كلاهما (إسماعيل وعبد الرحمن) عن الشعبي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، واضطربوا فيه» . اهـ.
وقال النسائي عقب الحديث (10517) من رواية زائدة: «لا أعرف في هذا الحديث إسنادًا أطول من هذا» . اهـ.
وذكره الدارقطني في"العلل" (1007) وعدَّد أوجه الخلاف فيه، وقال: «ورواه منصور بن المعتمر، واختُلف عنه؛ فرواه زائدة بن قدامة، فضبط إسناده» ، ثم قال في رواية فضيل: «ورواه فضيل بن عياض، عن منصور فقدم في إسناده وأخر» . اهـ.
(4/685)
1736 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيل محمَّدُ بنُ حَاجِبٍ [الْمَرْوَزِيُّ] (2) ، عن عبد الرَّزاق، عَنْ يُونُسَ بْنِ سُلَيْم، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ القاريِّ؛ قَالَ سمعتُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب يَقُولُ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا نَزَل عَلَيْهِ الوحيُ، سُمع مِنْهُ دَويٌّ كدَوِيِّ (3) النَّحْلِ، فأُنزل عَلَيْهِ (4) يَوْمًا، فمَكَثْنَا سَاعَةً، فاستقبَلَ القِبْلَةَ، وَرَفَعَ يدَيه فَقَالَ: اللَّهُمَّ، زِدْنَا ولاَ تَنْقُصْنَا، وأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وأَعْطِنَا ولاَ تَحْرِمْنَا، وآثِرْنَا ولاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وأَرْضِنَا وارْضَ عَنَّا، ثُّمَ قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ؛ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، ثُمَّ قَرَأَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *} (5) ... } (6) ، حَتَّى ختمَ عَشرَ آياتٍ؟
قال أبي: روى عبدُالرَّزاق (7) هَذَا الحديثَ مرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: عن
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/409) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «المروذي» ، وفي (ت) و (ك) : «المروروذي» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/240 رقم1319) وغيره من كتب الرجال، وسيأتي على الصواب في بعض النسخ في المسألة رقم (2618) .
ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6038) برواية إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عنه، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (15) ، والترمذي في "جامعه" (3173) من طريق عبد بن حميد ويحيى بن موسى، والعقيلي في "الضعفاء" (4/460) من طريق الدبري، جميعهم عن عبد الرزاق، به.
(3) في (ك) : «كذا قال» بدل: «كدوي» .
(4) في (ش) : «فأنزل الله عليه» ، وفي (ف) : «فنزل عليه» .
(5) في (ف) : «المؤمنين» ، وهو خطأ.
(6) الآية (1) من سورة المؤمنون.
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/34 رقم223) ، والترمذي في "جامعه" (3173) من طريق محمد بن أبان، والبزار في "مسنده" (301) من طريق زهير بن محمد بن قمير والحسين بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (1439) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4100-4102) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/460) ، والحاكم في "المستدرك" (1/535 و2/392) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، وابن عدي في "الكامل" (7/175) من طريق مهنا بن يحيى، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/54-55) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/41) ، والبغوي في "شرح السنة" (1376) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (32/509) من طريق محمد بن حماد، جميعهم عن عبد الرزاق، به.
(4/687)
يُونُسَ (1) بْنِ سُلَيْم، عَنْ يونسُ بنُ يَزِيدَ، وَيُونُسُ بْنُ سُلَيْم لا أعرفُه، وَلا يُعْرفُ هَذَا الحديثُ من حديث الزُّهري (2) .
_________
(1) في (ش) : «موسى» .
(2) قال الحاكم في الموضع السابق: «قال عبد الرزاق: ويونس بن سليم هذا كان عمُّه واليًا، قال: أرسلني = = عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى عليَّ أحاديث» .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا أصحُّ من الحديث الأول - يعني بزيادة يونس بن يزيد - سمعتُ إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عَنْ يُونُسَ بْنِ سُلَيم، عَنِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ هذا الحديث. ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضُهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصحُّ، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد، وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل» . اهـ.
وقال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، لا نعلم أحدًا رواه غير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه» . اهـ.
وقال الطحاوي: «ويونس بن سليم هذا رجلٌ من أهل صنعاء لا نعلم أحدًا حدث عنه غير عبد الرزاق، ولا نعلمه حدَّث عنه إلا بهذا الحديث، وقد حدث بهذا الحديث عن عبد الرزاق الجِلَّة ممَّن أخذ العلم عنه، منهم أحمد بن حنبل ومنهم إسحاق بن راهويه» . وقال العقيلي: «لا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرف إلا به» .
وقال ابن عدي: «وهذا يرويه عبد الرزاق، عن يونس ابن سليم، وربما كنَّاه فيقول: أبو بكر الصنعاني، ولا يسميه؛ لأنه ليس بالمعروف، وقال ابن معين: لا أعرفه إلا أن عبد الرزاق يروي عنه، ويونس بن سليم يعرف بهذا الحديث» . اهـ.
(4/688)
1737 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ عِمران الأَصْبَهاني، عَنِ ابْنِ فُضَيل (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي فَزارَةَ (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تعالى: {فَمَنْ} (3) {يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *} (4) ؛ فأدخَلَ يَدَهُ مِن تحتِ التُّرابِ، ثم رفعَها (5) ، ثُمَّ قَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (6) مِثْقالُ ذرَّة (7) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ فُضَيل (8) ، عَنْ لَيْثٍ (9) ، عَنْ أَبِي فَزارَة، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1738 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي
_________
(1) في (ك) : «أبي فضيل» ، بدل: «ابن فضيل» . وهو: محمد.
(2) هو: راشد بن كَيْسان.
(3) في جميع النسخ عدا (ش) : «من» .
(4) الآية (7-8) من سورة الزلزلة.
(5) في (أ) و (ت) و (ف) : «رفعهما» .
(6) كذا في جميع النسخ! ولعلها: «منها» .
(7) كذا النص هنا، ومثله في "غريب الحديث" للحربي! ويوضِّحه ما جاء عند هناد بن السري في "الزهد"- كما يأتي في التخريج - وفيه: «فأدخل ابن عباس يده في التراب، ثم رفعها، ثم نفخ فيه، ثم قال: كلُّ واحدة من هؤلاء مثقال ذرة» .
(8) أخرج روايته من هذا الوجه هناد في "الزهد" (193) ، والحربي في "غريب الحديث" (1/259) من طريق شجاع، كلاهما (هناد وشجاع) عن محمد بن فضيل، به. ومن طريق هناد أخرجه الآجرِّي في "الشريعة" (797) .
(9) هو: ابن أبي سُلَيم.
(4/689)
يَزِيدَ الهَمْداني (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس، عَنْ عَطيَّة العَوْفي (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ (4)
القُرْآنِ عَنْ دُعَائِي (5) ومَسْأَلَتِي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلينَ؟
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3399) ، والترمذي في "جامعه" (2926) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (285 و339) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (128) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/49) ، وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" (4-5) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/277) ، والطبراني في "الدعاء" (1851) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/106) ، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (76) ، والبيهقي في "الشعب" (1860) ، وفي "الاعتقاد" (ص105-106) .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1860) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بن قيس، به.
قال ابن حبان: «وقد وافقه الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَمْرِو ابن قيس، ولكن من حديث ابن حميد، وابن حميد قد تبرَّأنا من عهدته» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (275/أ/أطراف الغرائب) : «لم يروه عن عمرو بن قيس غير مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يزيد الهَمْداني ومحمد بن مروان» .
(2) هو: ابن سعد.
(3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) قوله: «قراءة» ليس في (ك) . وقوله: «من شَغَلَهُ قِرَاءَةُ القُرْآنِ» ، جاء مثله في أكثر مصادر التخريج، وفي بعضها: «من شَغَلَهُ القُرْآنُ» ، وما وقع في النسخ وأكثر المصادر صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان:
الأول: جاز تذكير الفعل هنا؛ لأن فاعله - وهو القراءة - مؤنَّثٌ غير حقيقي، وفُصل عن فاعله بفاصل؛ فيجوز فيه التذكير والتأنيث، والتأنيث أولى. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
والثاني: جاز ذلك؛ لإضافة «القراءة» إلى «القرآن» ؛ فإنَّ المضاف في العربية يكتسبُ من المضاف إليه التذكير والتأنيث. وقد تقدَّم تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (938) .
(5) في (ك) : «دعاء» .
(4/690)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، ومحمدُ بْنُ الْحَسَنِ لَيْسَ بالقَويِّ.
1739- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أشعَثُ بْنُ هِلالٍ الجُرْجاني مِنْ حِفْظه، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبيب (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عُمَرَ يُريدُ أَنْ يسألَهُ، فَجَعَلَ عمرُ يَنظرُ إِلَى رَأْسِهِ مرَّة، وَإِلَى رجلَيه أُخرَى (5) - مما (6) يَرَى عليه من البُؤْسَى (7) - فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ لكَ مِن إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: كَمْ؟ قَالَ: أربعونَ؛ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه: لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ (8)
مِنْ
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الذهبي في "الميزان" (3/515) : «حسَّنه الترمذي، فلم يُحسِنْ» .
(2) انظر المسألة رقم (479) و (643) و (1817) .
(3) هو: محمد بن خازم.
(4) في (ك) : «حديث» . وحبيب هذا: هو ابن أبي ثابت.
(5) في (ت) و (ك) : «مرة أخرى» ، وضُرب على قوله: «مرة» في النسختين.
(6) في (أ) و (ت) : «فما» .
(7) رُسمت في جميع النسخ: «البُؤْسَا» بألف، والجادَّة أن تكتب كما أثبتناه كما هو مقرَّر في كتب الخط والإملاء، لكنَّ ما هنا رسم قديمٌ لبعض الكُتَّاب يرسمون كل ألف متطرِّفة ألفًا، نحو: سعا، ودنا، ورما، وحَلْوا، وسَلْمَا، وكذلك «البُؤْسَا» ، وهي بمعنى البؤس والبأس والبأساء، وهي خلاف النُّعمَى، والمراد هنا: الضُّرّ والجوع. انظر "لسان العرب" (6/21) . وقد وقع في "شرح النووي على مسلم" (17/174) كلمة «البُؤْسَاء» بمعنى البُؤْسَى، لكننا لم نقف عليها فيما بين أيدينا من المعاجم.
(8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «واديين» ، لكن يخرَّج ما وقع هنا على وجهين:
الأول: على أنَّ «واديان» اسمُ «إن» منصوبٌ بحركة مقدرة على الألف، على لغة بلحارث بن كعب وغيرهم، ممن يلزمون المثنى والملحق به الألف في حالات الإعراب الثلاثة؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (554) .
والثاني: على أنه مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف، وخبره «لابن آدم» والجملة خبر «إن» ، واسمها ضميرُ الشأن المحذوف؛ كقوله (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يوم القيامة المصوِّرون» . وانظر التعليق على المسألة رقم (130) و (854) .
(*) ... كذا في جميع النسخ، وهو منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4/691)
ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ لاَبْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثً (*) ، ولاَ يُشْبِعُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ (1) اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ، فَقَالَ عُمَرُ: عمَّنْ (2) هَذَا؟ فقلتُ: عَنْ أُبَيّ، فَقَالَ: مُرَّ بنا نأتي أُبَيًّ (*) ، فَأَتَيْنَاهُ فأخبرَهُ أُبَيٌّ بِذَلِكَ، فَقَالَ: هكذا أقرأَنيها رسولُ الله (ص) ، فَقَالَ عُمَرُ: أَكْتُبُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: فَكَتَبَهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ،
_________
(1) في (أ) : «ويثوب» .
(2) في (ك) : «من» .
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/117 رقم21111) ، ومحمد بن حفص الدوري في "زوائده على جزء قراءات النبي (ص) " (59) من طريق عبد الله بن محمد، وابن حبان في "صحيحه" (3237) من طريق ابن أبي شيبة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/93) من طريق علي بن حرب وأحمد بن عبد الجبار العُطاردي، جميعهم (أحمد وعبد الله بن محمد وابن أبي شيبة وعلي وأحمد) من طريق أبي معاوية، به.
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1209) .
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (1/229-230) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، عن الشيباني، به.
= ... وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/117 رقم21110) ، والشاشي في "مسنده" (1431) وغيرهم من طريق أبي حبيب بن يعلى بن منية، عن ابن عباس، به.
وفي جميع المصادر: ذكر ابن عباس قصَّة الرجل مع عمر بن الخطاب وأن أُبيًّا حدثه بهذا الحديث، بنفس ما أورده المصنف هنا، خلافًا لما ذكره أبو حاتم من أن ابن عباس رواه عن النبي (ص) ، ولكن أخرج البخاري في "صحيحه" (6436 و6437) ، ومسلم (1049) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ ابن عباس قال: سمعتُ النبي (ص) يقول: «لو كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَان مِنْ مالٍ لاَبْتَغَى ثَالِثًا، ولاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟!
(4/692)
عَنِ (1) الشَّيباني (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وحدَّثنا (3) الشَّيخُ مِنْ حفظه؛ جُهِدْنَا به حتى حدَّثنا، وكان هو ذا يمتنعُ.
1740 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنْ شَيْبان أَبِي مُعَاوِيَةَ (6) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: سألتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْب عَنْ قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (7) : أهوَ حديثُ أَحَدِنَا نفسَهُ فِي الصَّلاةِ؟ قَالَ: لا، كُلُّنا يُحَدِّثُ (8) نفسَهُ في الصلاة (9) ، ولكنَّ السَّهْوَ عَنْهَا: تَرْكُ وَقتِها؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُصْعَب بْنُ سَعْدٍ (10) ؛ قَالَ: سمعتُ أبي سَعدَ بنَ أبي وقَّاص.
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(2) في (ش) : «السفياني» . والشيباني هذا: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
(3) في (أ) و (ف) و (ش) : «قال أبو محمد: وحدثنا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب؛ لأن الأشعث ابن هلال شيخ لأبي حاتم، لا لابنه عبد الرحمن كما يتضح من "الجرح والتعديل" (2/277 رقم 995) .
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (536) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (2/786) ، من طريق شيبان، به. ووقع فيه «أبي» بدل «أبي بن كعب» .
(6) هو: شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
(7) الآية (5) من سورة الماعون.
(8) في (ف) : «نحدث» .
(9) قوله: «في الصلاة» من (ف) فقط.
(10) في (ك) : «إنما هو حديث مصعب بن معد» . وتقدم تخريجه من هذا الوجه في المسألة رقم (536) .
(4/693)
1741 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بْنُ يَمان، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي عِياض (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (3) ؛ قَالَ: ذَلِكَ فِي الدُّعَاء فِي الصَّلاة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ الهَجَري (4) ، عَنْ أَبِي عِياض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1742- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاق ابن سُلَيمان (5) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (6) ، عَنِ الضَّحَّاك (7) ، فِي قَوْلِهِ: {مُدْهَآمَّتَانِ *} (8) ؛ قال: سَوْدَاوْان ِ من الرِّيِّ؟
_________
(1) في (أ) و (ف) : «الأخوص» ، وهو: سلاَّم بن سُلَيم.
(2) في (ش) : «عن ابن عياش» ، وفي (ف) : «عن ابن عياض» . وأبو عياض هو: عمرو بن الأسود.
(3) الآية (110) من سورة الإسراء.
(4) هو: إبراهيم بن مسلم. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8089 و29753) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/582) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة أيضًا (8094) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ من قوله، ليس فيه ذكرٌ لأبي هريرة. وأخرجه ابن جرير أيضًا من طريق زياد بن فياض، عن أبي عياض كذلك. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (19/42) : «ومن هذا عند جماعة العلماء قول الله عز وجل: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} قالوا: أُنزلت في الدعاء والمسألة، هذا قول مكحول وأبي عياض» .
(5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3404) ، وهناد في "الزهد" (43) عن إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سنان سعيد بن سنان، عن الضَّحَّاك، به.
(6) هو: عيسى بن أبي عيسى.
(7) هو: ابن مُزاحم الهِلالي.
(8) الآية (64) من سورة الرحمن.
(4/694)
قَالَ أَبِي: أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الضَّحَّاك: لا يَسْتَوِي.
1743 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عن عبد الرحمن بن عَطَاء، عن عبد الملك بن جابر ابن عَتِيكٍ (2) ؛ قَالَ: سُئل رسولُ اللَّهِ (ص) : أَيَّ الأجَلَينِ قَضَى مُوسَى (3) ؟ قَالَ: قَضَى أَوْفاهُمَا؟
قَالَ أَبِي: رأيتُ هَذَا الحديثَ قَدِيمًا فِي أَصْلِ هِشَامُ بْنُ عمَّار: عَنْ حاتِم، هَكَذَا (4) مُرسَلً (5) ، ثم لَقَّنُوهُ (6) بِأَخَرَةٍ (7) : عَنْ جابرٍ (8) ، فتَلَقَّنَ، وكان مُغَفَّلاً.
1744 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن الأجْلَح (9) ، عن محمد
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «عتبك» .
(3) إشارة إلى قوله تعالى: [القَصَص: 29] {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَْجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا ... } .
(4) أي: عن حاتم، عن عبد الرحمن، عن عبد الملك مرسلاً.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) يعني: لقَّنوا هشامًا.
(7) في (ت) : «بأخذه» .
(8) أي: جعله عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر ابن عبد الله، موصولاً. ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8/8372) من طريق موسى ابن سهل، عن هشام بن عمار، به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به هشام بن عمار» . اهـ.
(9) هو: عبد الله. وروايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/182 رقم 965) ، وقال: «وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ، عَنْ علي بن الحسين» .
(4/695)
ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْن؛ قَالَ: اسمُ جبريلَ: عبدُاللهِ، واسمُ ميكائيلَ: عُبَيدُالله (1) ، كُلُّ اسمٍ مَرْجِعُهُ إِلَى إِيل؛ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاء (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ.
1745 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه زُهَير (4) ، عن
_________
(1) في (ش) : «عبد الله» .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/15-16 رقم 20176) عن محمد بن سلمة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (1627) من طريق سلمة بن الفضل، وأبو الشيخ في "العظمة" (382) من طريق إسماعيل بن عياش، جميعهم عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا (1625) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن عطاء، به.
وأيضًا (1626) من طريق قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن محمد المدني، قال قبيصة: أراه مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عمرو بن عطاء، به.
(3) في (ش) : «عن عطاء» بدل: «بن عطاء» .
(4) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص336) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30114) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (164) ، والحربي في "غريب الحديث" (2/811) ، والنسائي في "الكبرى" (1013 و7986) ، وابن حبان في "صحيحه" (737) ، والضياء في "المختارة" (1129 و1130) من طريق يزيد بن هارون، وأبو عبيد أيضًا (ص336) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/122 رقم 21132) ، والنسائي في "سننه" (941) من طريق يحيى بن سعيد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (5/122 رقم21133 و21134) من طريق بشر بن المفضل والمعتمر بن سليمان، وابن جرير في "تفسيره" (26 و27) من طريق ابن أبي عدي ومحمد بن ميمون ويحيى بن أيوب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3111) من طريق عبد الله بن بكر، جميعهم عن حميد، به.
(4/696)
حُمَيد (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ ابن كَعْب؛ قَالَ: سَمِعتُ رَجُلا يَقْرَأُ آيَةً غَيرَ مَا أقرأَني رسولُ الله (ص) ، فانطَلَقْنا إلى رسولِ الله (ص) ، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أقرأتَني آيةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ الآخَرُ: أقرأتَني آيةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ (2) : ثُمَّ قَالَ: جَاءَنِي جِبْرِيلُ ومِيكَائِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ (3) ، فَقَالَ (4) : اقْرَأِ القُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ (5) ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، ثُمَّ قَالَ: كُلُّهَا شَافٍ (6) كَافٍ.
قَالَ حُمَيد: عَلَى هَذَا يَخُوضُون؟
قَالَ أَبِي (7) : روى هذا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (8) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن أُبَيٍّ.
_________
(1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(2) من قوله: «وقال الآخر ... » إلى هنا سقط من (ك) ، ولعلَّه لانتقال النظر.
(3) قوله: «السلام» سقط من (ف) .
(4) أي: جبريل _ج.
(5) في (ف) : «استرره» .
(6) في (ك) : «شان» .
(7) كذا في جميع النسخ! مع أن السؤال موجَّه إلى أبي زرعة!
(8) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/114 رقم21091 و21092) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (28) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3096 و3097) ، وابن حبان في "صحيحه" (742) ، وابن عدي في "الكامل" (2/263) ، والطبراني في "الأوسط" (5250) ، وتمام في "فوائده" (1322/الروض البسام) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (820) من طريق عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بن كعب.
(4/697)
1746 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ،
عَنِ عَطَاء بْنِ السَّائب، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قَالَ: خَيرُ الكَلامِ كَلامُ اللهِ، وأَحسَنُ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ.
وَرَوَاهُ جريرٌ (4) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن أبي البَخْتَرِيِّ (5) ، عن عبد الله.
_________
(1) روايته أخرجها عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (305) ، والشاشي في "مسنده" (713) . ومن طريق عثمان الدارمي أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (429) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2051 و2055 و2056) من طريق سلمة بن كُهَيل وأبي الزعراء عمرو بن عمرو وعلي بن الأقمر، والطبراني في "الكبير" (9/97 رقم 8521) من طريق إبراهيم بن مسلم الهَجَري، جميعهم من طريق أبي الأحوص، به.
ورواه أبو إسحاق، عن أبي الأحوص واختُلف عنه؛ فأخرجه معمر في "جامعه" (20076) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2301) ، وأبو ذَر الهروي في "ذم الكلام وأهله" (428) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما (معمر وإسرائيل) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ موقوفًا.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (46) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/487) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (25) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (84) من طريق موسى بن عقبة، والبزار في "مسنده" (2076) ، والطبراني في "الكبير" (9/97 رقم 8520) ، والبيهقي في "الشعب" (4453) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (428) من طريق إدريس بن يزيد الأودي، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن ابن مسعود، مرفوعًا. وذكر الدارقطني في "العلل" (916) الخلافَ على أبي إسحاق، ورجَّح رواية من وقفه.
(2) في (ف) و (ك) : «الأخوص» ، وهو: عَوْف بن مالك.
(3) أي: ابن مسعود ح.
(4) هو: ابن عبد الحميد، ولم نقف على روايته. ولكن تابعه موسى بن أعين، وروايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة" (121) ، والهروي في "ذم الكلام" (427) .
(5) هو: سعيد بن فَيروز. ولم تنقط الخاء في غير «ش» .
(4/698)
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّّ؟
قَالَ: حديثُ جريرٍ أصحُّ (1) .
1747- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وسُئل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عليٍّ (3) ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ أَبِي رَوْقٍ (5) ، عن أبي سَيْف، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: {الصَمَدُ} (6) : الَّذِي لا جَوْفَ لَهُ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بنُ آدمَ، وإسحاقُ بنُ مَنْصور، عَنْ مِنْدَل (7) ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو سَيْفٍ لا أعرفُهُ إِلا فِي (8) هَذَا الْحَدِيثِ، وأخافُ أَنْ يكونَ غَلَطً (9) ، والحديثُ بأبي عبد الرحمنِ أشبَهُ، ولا
_________
(1) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6098 و7277) من طريق طارق بن شهاب، ومُرَّة بن شراحيل الهَمْداني، عن ابن مسعود، به.
(2) انظر المسألة التالية.
(3) هو: الفلاَّس.
(4) هو: الحسين بن الحسن الأشقر أبو عبد الله الفَزَاري.
(5) هو: عَطيَّة بن الحارث الهَمْداني.
(6) أي: المذكور في قوله تعالى: [الإخلاص: 2] {اللَّهُ الصَمَدُ *} .
(7) بتثليث الميم، وهو: ابن علي، يقال: اسمه عمرو، ومِنْدَل لقب.
(8) في (ش) : «من» .
(9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وأصل الكلام: وأخاف أن يكون قولُهُ «عن أبي سيف» في هذا الحديث: غلطًا. وانظر في لغة ربيعة: التعليق على المسألة رقم (34) . ويحتمل أن تكون هذه الكلمة فِعْلاً ماضيًا «غَلِطَ» ، والتقدير: وأخاف أن يكون هو - أي الشأن - غَلِطَ من قال: «عن أبي سيف» ، والله أعلم.
(4/699)
أعرفُ اسم أبي عبد الرحمن، وَلا أَدْرِي رَوَى أَبُو رَوْقٍ عنهما (1) جميعًا - عن أبي عبد الرحمن، وَأَبِي سَيْف - أَمْ لا؟
1748 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، واختَلَفوا عَلَيْهِ:
فَقَالَ مِنْجَابٌ (3) : عَنْ زَيْدِ بْنِ الحُبَاب (4) ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ واقِد، عن حُصَين بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: {الصَمَدُ} : الَّذِي انْتَهَى سُوْدُهُ (6) .
ورواه محمد بن عبد العزيز بْنِ (7) أَبِي رِزْمَة (8) ،
عَنْ زَيْدِ بن
_________
(1) في (ش) : «عنها» .
(2) انظر المسألة السابقة.
(3) هو: ابن الحارث.
(4) في (أ) : «الحناء» ، وفي (ف) : «الخباب» .
(5) هو: شَقيق بن سلمة.
(6) كذا في جميع النسخ، وكانت في (ش) : «سودده» ، ثم ضُرِبَ على الدال الأولى، وفي مصادر التخريج: «سُودَدُهُ» . و «السُّوْدُ» ، و «السُّودَدُ» ، بالواو مع فتح الدال الأولى وضمها، وقد يهمز، كلاهما بمعنًى واحد. قال في المصباح المنير (1/294) : «سادَ يَسُودُ سيادةً، والاسم: السُّودَدُ، وهو المجد والشَّرَف» ، وانظر "لسان العرب" (3/228) .
(7) قوله: «بن» سقط من (ت) .
(8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (666) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عن الحسين بن واقد، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (407) من طريق قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ، عن أبي وائل، قوله. وأخرجه ابن أبي عاصم أيضًا (671 و672) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/692) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، قوله.
(4/700)
الحُبَاب (1) ، عن حسين ابن واقِد، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ محمد بن عبد العزيز الَّذِي يَقُولُ: «عَنْ عَاصِمٍ (2) » - أصحُّ (3) .
1749 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عليُّ بْنُ بَكَّار، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ (5) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (6) ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: تَعَلَّمُوا القُرآنَ خَمْسَ آياتٍ، خَمْسَ (7)
_________
(1) في (أ) : «الحناب» ، وفي (ف) : «الخباب» .
(2) قوله: «عاصم» سقط من (ف) .
(3) أورده البخاري في "صحيحه" (8/739/الفتح) تعليقًا عن أبي وائل من قوله.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": «وقد وصلَه الفريابي من طريق الأعمش، عنه، وجاء أيضًا من طريق عاصم، عن أبي وائل، فوصلَه بذكر ابن مسعود فيه» .
ووصله في "تغليق التعليق" (4/380) من طريق أبي طاهر المخَلِّص، عن إبراهيم بن حماد، عن شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن الأعمش، به، ثم قال: «رَوَاهُ الفريابي، عَنْ سُفْيَانَ، عَن الأعمش. وهكذا رواه وكيع وعبد الله بن إدريس وأبو عوانة وغيرُ واحد، عن الأعمش. ورواه عاصم بن بهدلة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود ... » ، ثم ساقه من طريق ابن أبي عاصم المتقدمة.
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/319) ، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (8/3684) من طريق يوسف بن سعيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/287) ، والبيهقي في "الشعب" (1807) من طريق نصر ابن مالك الخزاعي، كلاهما عن يحيى بن بكار، به. وذكره الدارقطني في "الأفراد" (31/أ/أطراف الغرائب) من طريق علي بن بكار. ثم قال: «تفرَّد به أبو خلدة، عن أبي العالية، عنه، وعنه علي بن بكار» .
(5) قوله: «خالد» ليس في (ش) .
(6) هو: رُفَيع بن مهران.
(7) ضبب ناسخ (ت) و (ف) فوق قوله: «خمس» الثانية.
(4/701)
آيَاتٍ (1) ؛ فإنَّه كَذَلِكَ نَزَلَ (2) جبريلُ _ج على النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو نُعَيم (3) رَوَاهُ عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، لَمْ يَذكُرْ فِيهِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
1750- وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيم (4) ، عَنْ خَالِدٍ الواسِطي (5) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (6) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ الله يُصَلِّي، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَنَهَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى *عَبْدًا إِذَا صَلَّى *} إلى قوله: {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} (7) ؛ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ أَنَّي أَكْثَرُ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي نَادِيًّا، فغَضِبَ النبيُّ (ص) ، فأنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى:
_________
(1) في (ك) : «خمس آيات» مرة واحدة.
(2) كذا في جميع النسخ، بإضمار «به» ، والتقدير: «فإنَّه كذلك نَزَلَ به جبريلُ» ، و «به» ثابتةٌ في بعض مصادر التخريج، وجاء لفظ الحديث أيضًا هكذا: «فإنَّ جبريل _ج كان يَنزِلُ به خمس آيات، خمس آيات» .
(3) هو: الفضل بن دُكَين، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29921) ، والبيهقي في "الشعب" (1806) من طريق وكيع، وأبو نعيم في "الحلية" (2/219- 220) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبي خلدة، به. ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (8/3684) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11950) .
(5) هو: خالد بن عبد الله. وسيأتي في التخريج روايته عن داود، بالوجه الذي رجَّحه أبو زرعة.
(6) هو: خالد بن مهران.
(7) الآية (9-16) من سورة العلق.
(4/702)
{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ *سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ *} (1) ، قَالَ ابنُ عبَّاس: فواللهِ، لَوْ فَعَلَ، لأخذَتهُ الملائكةُ مَكانَهُ (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فيه محمد ابن مُوسَى؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ دَاوُدَ (3) ،
عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
1751 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ابن وَهْب (4) ، عن
_________
(1) سورة العلق.
(2) في (ت) و (ك) : «فكانه» .
(3) هو: ابن أبي هند، وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/523 و526) عن إسحاق بن شاهين، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن دَاود، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29551) ، وأبو سعيد الأشج في "جزء من حديثه" (122) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/525) من طريق أبي خالد سليمان بن حبان، والإمام أحمد في "المسند" (1/329 رقم 3044) من طريق وُهَيب بن خالد، والفاكهي في "أخبار مكة" (1862) ، والحاكم في "المستدرك" (2/487- 488) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن جرير الطبري (24/525) من طريق علي بن مسهر، والحاكم في "المستدرك" (2/487- 488) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله في "المسند" (1/256 رقم 2321) . ومن طريق أبي سعيد الأشج أخرجه الترمذي في "جامعه" (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) .
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/192) .
وأخرجه الإمام أحمد (1/248 رقم 2225) ، والبخاري في "صحيحه" (4958) من طريق عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأنَّ على عنقه، فبلغ ذلك النبيَّ (ص) فقال: «لو فعله لأخذَتْه الملائكةُ» .
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6316) .
(4/703)
يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب (1) ؛ قَالَ: حدَّثني سعيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ بلغَهُ أنَّ أَحْدَثَ الْقُرْآنِ بالعرشِ آيةُ الدَّيْنِ (2) .
وَرَوَاهُ ابنُ المُبَارَك (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: بَلَغَنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ آيةٍ عَهْدًا بالعرشِ آيةُ الدَّيْنِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَعْمَرٍ أحبُّ إليَّ.
1752 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الأعمَش، عن
_________
(1) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
(2) وهي الآية (282) من سورة البقرة.
(3) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص369) من طريق عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ من قوله.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/36 و50 رقم 246 و350) ، وابن ماجه في "سننه" (2276) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (23) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (6308) ، وابن المنذر في "تفسيره" (44) ، والبيهقي في "الدلائل" (7/138) من طريق قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عمر نحوه.
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (8206) من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به.
وقرن الطبري مع سلمة: جرير بن عبد الحميد، وسيأتي أن جريرًا رواه عن الأعمش على الوجه الآخر. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (5) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، حدثني الأعمش عمَّن لا أتهم، عن أبي الضُّحى، به.
وأخرجه الطبري أيضًا (8207) من طريق وَهْب بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الأعمش، به. لكن اختُلف على شعبة، فأخرجه الطيالسي في "مسنده" (289) ، والدارمي في "مسنده" (2454) من طريق سعيد بن عامر، والطبري في "تفسيره" (8208) من طريق محمد ابن أبي عدي، جميعهم (الطيالسي وسعيد ومحمد) عن شعبة، عن الأعمش، على الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2894) و (538/تفسير) من طريق سعيد بن مسروق، عن أبي الضُّحى من قوله، ليس فيه ذكرٌ لمسروق، ولا لابن مسعود.
(4/704)
أَبِي الضُّحى (1) ، عَن مَسْروقٍ، عَن عبد الله (2) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (3) *} (4) ... فَذَكَرَ الحديثَ (5) .
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (6) ، وعليُّ بنُ مُسْهِر، وجَرِيرٌ (7) ، عَنِ الأعمَش، عن عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الله؟
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَهمٌ، وهِمَ فِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، والصَّحيحُ: الأعمَش، عَنْ عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الله.
_________
(1) هو: مسلم بن صُبَيْح.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) قوله: «يرزقون» ليس في (ت) و (ف) .
(4) سورة آل عمران.
(5) وتمامه - كما في رواية مسلم -: أَمَا إِنَّا قد سَألنَا عن ذَلِكَ؟ فقال: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ علَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا؛ قَالُوا: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِى سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ؛ تُرِكُوا» .
(6) هو: محمد بن خازم، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1887) .
(7) هو: ابن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1887) .
وأخرجه مسلم أيضًا (1887) من طريق عيسى بن يونس، وأسباط بن محمد، عن الأعمش، به.
(4/705)
1753 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ نُمَير (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَنْ شَريك (3) ، عَنْ أَبِي اليَقْظان (4) ، عَنْ أَنَسٍ، فِي (5) قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ (6) : {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} (7) ؛ قَالَ: يَتَجَلَّى لَهُمْ كلَّ جُمُعة.
وَرَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي الحَكَم الثَّقَفي، عَنْ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ (8) ، عَنْ شَريك، عَنْ أَبِي اليَقْظان، عَنْ زَيد بْنِ وَهْب: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ؛ قَالَ: يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عزَّ وجلَّ.
قيل لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أَصَحُّ؟
قَالَ: حديثُ أنسٍ أصحُّ.
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (571) و (593) .
(2) هو: محمد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (2258/كشف الأستار) ، من طريق عبد الله بن أبي الوضَّاح، والخطيب في"تاريخ بغداد" (3/44) من طريق يحيى الحمَّاني، كلاهما عن يحيى بن يمان به.
وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (198) عن شيخ من أهل بغداد، عن شريك به، ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة" (1226) من طريق أسود بن عامر قال: ذُكر لي عن شريك فذكره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5516) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" (145) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (22/370) والدارقطني في = = "الرؤية" (59 و60 و63) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/263) من طرق عن أبي اليقظان عثمان ابن عمير به.
(3) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
(4) هو: عثمان بن عمير، ويقال: ابن أبي حميد، ويقال: ابن قيس.
(5) قوله: «في» سقط من (ش) .
(6) قوله: «عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل» ليس في (ت) و (ك) ، وجاء بدلاً منه: «عن زيد ابن وَهْب» .
(7) الآية (35) من سورة ق.
(8) كذا في جميع النسخ! ولعله: «يحيى بن يمان» .
(4/706)
1754 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ، والمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، واختَلَفا:
فَقَالَ مُؤَمَّل (1) : عَنِ الثَّوْري، عن عبد العزيز ابن رُفَيْع، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ، ذَنْبِي الَّذِي أَذنَبْتُ كَتبتَهُ عليَّ قَبْلَ أَنْ تَخلُقَني؟ أَوِ ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قِبَلي؟ قَالَ: بَلْ كَتَبتُهُ (2) عليكَ قَبْلَ أَنْ أخلُقَك، قَالَ: فَكَمَا كَتَبتَهُ عليَّ فاغْفِرْهُ لِي، فَهُوَ قَوْلُهُ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ (3) } (4) .
وَقَالَ وكيعٌ (5) : عَنْ سُفيان، عَنْ عبد العزيز ابن رُفَيْع، عَمَّن سمع عُبَيد بْنُ عُمَيْر؟
قَالَ: حديثُ وكيعٍ أصحُّ، وأخطَأَ المُؤَمَّل.
_________
(1) روايته أخرجها الدينوري في "المجالسة" (2628) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/434) - من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، عنه، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (782) عن أحمد بن سنان، عن المؤمَّل، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: أخبرني من سمع عُبَيد بن عمير. وهذه الرواية موافقةٌ لرواية وكيع.
(2) في (أ) : «بل كتبت» ، وفي (ش) : «بلى كتبت» .
(3) قوله: «فتاب عليه» من (ف) فقط.
(4) الآية (37) من سورة البقرة.
(5) روايته أخرجها الفريابي في "القدر" (121) ، وابن جرير في "تفسيره" (783) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (10110) ، وابن بطَّة في "الإبانة" (1311 و1387 و1916) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/273) .
وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (278) عن محمد بن كثير، وابن جرير في "تفسيره" (781) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/91 رقم409) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن جرير أيضًا (784) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، جميعهم، عن سفيان، عن عبد العزيز، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/44) - ومن طريقه ابن جرير (785) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/734) - عن الثوري، عن عبد العزيز بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير.
(4/707)
1755 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (1) ، عَنْ خُصَيْف (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ وسعيدِ بْنِ جُبَير، في قَوْلُهُ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (3) ؛ قَالَ: هُوَ قولُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} (4) .
ورواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدي (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَن خُصَيف (6) ، عن مجاهدٍ وسعيدِ ابنِ جُبَير.
قيل لأبي زرعة: أيُّهما أصحُّ؟
قال: الثَّوْريُّ أحفَظُ.
1756 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بن خارِجَة (7) ،
_________
(1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي.
(2) هو: ابن عبد الرحمن الجَزَري.
(3) الآية (37) من سورة البقرة.
(4) الآية (23) من سورة الأعراف.
(5) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/91 رقم410 و5/1454 رقم8312) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" (787) ، وفي "تاريخه" (1/125) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عن الثوري، به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (787) ، وفي "تاريخه" (1/125) من طريق قيس، وأيضًا في "تفسيره" (787) من طريق أبي زهير، كلاهما عن خصيف، به.
(6) في (أ) و (ش) : «حصف» .
(7) في (أ) و (ش) : «جارية» ، ولكن لم تنقط في (أ) ، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/453) .
(4/708)
وهشامُ بنُ عَمَّار (1) ،
ومحمدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، فقالوا: عَنْ إسماعيلَ بنِ عَيَّاش، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرعَة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ يَتَكَلَّمُ مِنَ (2) الإِنْسَانِ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الأَفْوَاهِ: فَخِذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ إبراهيمُ بنُ العلاءِ بنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيديُّ (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرعَة (4) ، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد، عَمَّن حَدَّثهُ، عَنْ عُقْبَة بن عامر، عن النبيِّ (ص) ؟
قال أبوزرعة: هذا أصحُّ.
1757 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (5) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (3/578) - والطبراني في "الكبير" (17/333 رقم921) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/134) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/60) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (53) من طريق عبد الوهَّاب بن الضحاك، والطبري في "تفسيره" (20/545) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1635) من طريق محمد بن المبارك الصوري، كلاهما عن إسماعيل ابن عياش، به.
(2) في (ك) : «في» .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/151 رقم 17374) من طريق الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، به.
(4) في (ش) : «ربيعة» .
(5) هو: عبد الله، وروايته في كتابه "القدر" (8) ، ومن طريقه أخرجه الفريابي في "القدر" (20) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6377) .
وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1614 رقم 8535) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/395) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ أبيه، به.
(4/709)
هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ، مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ (1) هُوَ خَالِقُهَا (2) مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصً (3)
مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ (4) هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ ... فَذَكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «كل شيء» . والنَّسَمَةُ: الإنسانُ والنَّفْسُ والرُّوحُ. "لسان العرب" (ن س م) .
(2) قوله: «هو خالقها» مكرر في (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، كما تقدم بيانه في المسألة رقم (34) . ويمكن أن تُرفع ويبنى الفعل «جعل» للمفعول؛ وحذف الفاعل هنا للعلم به.
والوَبيصُ: البَريقُ؛ يقال: وَبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبْصًا ووَبِيصًا وَبِصَةً: بَرَقَ ولَمَعَ. "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/333) ، و"اللسان" (وب ص/7/104) .
(4) في (ك) : «ومن» .
(5) هو: الفَضْل بن دُكَين، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3076) ، والفريابي في "القدر" (19) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (23) ، والحاكم في "المستدرك" (2/325) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/394) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/28- 29) عن خلاَّد بن يحيى، وأبو يعلى في "مسنده" (6654) من طريق القاسم بن الحكم، كلاهما عن هشام بن سعد، به.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد رُويَ من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
(6) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(4/710)
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهُما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ أَبِي نُعَيمٍ أصحُّ؛ وَهِمَ ابنُ وَهْب فِي حديثه (1) .
1758 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء، فِي قَوْلِهِ: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} (4) ؛ قَالَ: مِنَ الغائطِ، والبَوْلِ، والحَيْضِ، والمُخَاط، والوَلَد.
وَرَوَاهُ ابْنُ المُبارَك (5) فَقَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مجاهدٍ.
قيل لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ مجاهدٍ أصحُّ.
1759 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو سَلَمة
_________
(1) في (ت) و (ك) : «حديث» ، وفي هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «ورواه عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عطاء؛ كما رواه ابن وهب» .
(2) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها هناد في "الزهد" (28) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (553) .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) الآية (57) من سورة النساء.
(5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في كتابه في "الزهد" (243/زيادات نعيم بن حماد) ، ومن طريقه أخرجه هناد في "الزهد" (27) ، والطبري في "تفسيره" (543) .
وأخرجه هناد أيضًا (29) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، به.
(6) نقل هذا النص الضياء في "المختارة" (5/75) بتصرف.
(4/711)
المِنْقَري (1) ، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (4) : {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (5) ؛ قال: ساخَ الجبلُ.
ورواه عبدُالصَّمَد بنُ عبد الوارث، ومحمَّدُ بنُ كَثِيرٍ العَبْديُّ (6) ،
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل.
(2) هو: ابن سلمة.
(3) هو: ابن أسلم البُناني.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) الآية (143) من سورة الأعراف.
(6) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "السنة" (503) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/125 رقم 12260) ، والترمذي في "جامعه" (3074) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (481) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1559 رقم 8936) من طريق معاذ ابن معاذ العنبري، وأحمد أيضًا (3/209 رقم 13178) من طريق روح بن عبادة، والترمذي أيضًا (3074) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (503) ، والحاكم في "المستدرك" (2/320- 321) من طريق سليمان بن حرب، وابن أبي عاصم أيضًا (480) ، والطبري في "تفسيره" (15088) ، وابن عدي في "الكامل" (2/260) ، والحاكم أيضًا (1/25) ، والضياء في "المختارة" (1675) من طريق هدبة بن خالد، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (502 و1205) من طريق إبراهيم بن الحجاج والنضر بن شميل، والطبري أيضًا (15087) من طريق الحجَّاج بن المنهال، والحاكم أيضًا (1/25 و2/320- 321 و577) من طريق عفان بن مسلم ومحمد بن عبد الله الخزاعي، جميعهم عن حماد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1836) من طريق داود بن المحبر، وابن منده في "الرد على الجهمية" (59 و60) من طريق سعيد بن عامر وداود بن الزِّبرقان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس.
قال ابن منده: «وهما من حديث شعبة غريب مرفوع» .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (482 و483) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (501) من طريق سعيد ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس.
(4/712)
كليهما (1) عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَرَأَ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ أَبُو سَلَمة (2) يَقُولُ قَبْلَنا: عَنْ حمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فلمَّا قرأتُ عَلَيْهِ، لَمْ (3) يذكُر فِيهِ النبيَّ (ص) ، والصَّحيحُ مرفوعٌ (4) .
_________
(1) كذا وقع في جميع النسخ، والجادَّة: «كلاهما» ؛ لأنَّه توكيد معنويٌّ للمرفوع قبله، لكنْ تكرَّرَ وقوعُ مثل ذلك في "صحيح مسلم"، وذكر له النوويُّ وجهين تصحيحًا له، فقال في "شرح مسلم" (1/41-42) : «فصل: تكرَّر فى "صحيح مسلم" قوله: "حدثنا فلانٌ وفلانٌ كليهما عن فلان"؛ هكذا يقع فى مواضع كثيرة فى أكثر الأصول "كليهما" بالياء، وهو مما يستشكل من جهة العربية، وحقه أن يقال: "كلاهما" بالألف، ولكن استعماله بالياء صحيح، وله وجهان:
أحدهما: أن يكون مرفوعًا تأكيدًا للمرفوع قبله، ولكنه كتب بالياء لأجل الإمالة، ويقرأ بالألف [ «كِلَيهُمَا» ] ؛ كما كتبوا الربا والربى بالألف والياء، ويقرأ بالألف لا غير. [وانظر في الإمالة وأسبابها تعليقنا على المسألة رقم (25) و (124) ] .
والوجه الثاني: أن يكون "كِلَيْهِمَا" منصوبًا ويقرأ بالياء، ويكون تقديره: أعني كليهما» . اهـ.
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن بطة في "الإبانة" (272) من طريق أبي الأحوص محمد بن الهيثم، = = والحاكم في "المستدرك" (1/25 و577) من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسي والسري بن خزيمة، جميعهم عنه، به. ولم يذكروا فيه: «إن شاء الله» .
(3) في (ش) : «ولم» .
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ حسن غريبٌ صحيح، لا نعرفُه إلا من حديث حماد بن سلمة» .
وذكر الحافظ ابن كثير بعض طرقه في "تفسيره" (3/466-467) وقال: «ورواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلاَّل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْن سويد، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، فذكره، وقال: هذا إسنادٌ صحيح لا علَّة فيه» . اهـ.
(4/713)
1760 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسار، عَنْ شيخٍ مِنْ أَهْلِ مِصْر، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) - قَالَ (4) : سألتُهُ عَنْ قولِ اللَّهِ (5) عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ} (6) ... ؟
قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الشَّيخُ الَّذِي مِنْ أهلِ مِصْر؟
قَالَ: لا يُعرَفُ.
1761 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ سُلَيمان (7) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الرحمن، عن أبي حُنَين، عن
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/133) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1713) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1713) .
(3) هو: ذَكْوان السَّمَّان.
(4) أي: الشَّيْخُ الَّذِي مِنْ أَهْلِ مِصْرَ؛ فإنَّ الحديثَ بتمامه كما في مصادر التخريج: «عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: [يُونس: 63-64] {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} ؟ فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ (ص) عَنْهَا غَيْرُكَ، إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ (ص) فَقَالَ: «مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أُنْزِلَتْ غَيْرُكَ، إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا؛ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ» . واللفظ للحميدي في "مسنده" (395 و396) .
(5) في (ك) : «عن قوله» .
(6) الآية (64) من سورة يونس.
(7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الترمذي في "الجامع" (2897) من طريقه على الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم، كما سيأتي
(4/714)
مولًى لعبد الرحمن بن زيد - أو لآل عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ؟
قَالَ (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عُبَيد (2) بْنِ حُنَين مَوْلَى زَيْدٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) .
1762 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (5) ، عَنْ السُّدِّي (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص)
_________
(1) في (ف) : «فقال» .
(2) في (ك) : «عبيد الله» .
(3) الحديث من هذا الوجه في "الموطأ" (1/208) .
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص266) من طريق يحيى بن بكير، والإمام أحمد في "المسند" (2/302 رقم8011) من طريق أبي عامر العَقَدي عبد الملك ابن عمرو، وأيضًا (2/535 رقم10919) من طريق عثمان بن عمر، والترمذي في "جامعه" (2897) من طريق إسحاق بن سليمان، والنسائي في "المجتبى" (994) من طريق قتيبة بن سعيد، والحاكم في "المستدرك" (1/566) من طريق عبد الله بن مسلمة، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/216) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، جميعهم عن مالك، به.
(4) ذكر الدارقطني في "العلل (2128) هذا الحديثَ والاختلافَ فيه على مالك، ولم يرجِّح.
(5) هو: ابن يونس، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3136) ، والبزار كما في "تفسير ابن كثير" (5/97) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6144) ، والحاكم في "المستدرك" (2/242- 243) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/15- 16) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7349) .
(6) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن.
(4/715)
في قوله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ} (1) {بِإِمَامِهِمْ} (2) ؛ قَالَ: يُدْعَى الرَّجُلُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، ويُمَدُّ (3) لَهُ فِي جِسْمِهِ (4) سِتُّونَ (5) ذِرَاعًا، ويُبَيَّضُ وَجْهُهُ، ويُجْعَلُ عَلَى رأْسِهِ تَاجٌ مِنَ اللُّؤلُؤِ يَتَلأْلأُ، فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ، ائْتِنَا بِهَذَا (6) - أَوْ بَارِكْ لَنَا فِي هَذَا - حَتَّى يَأْتِيَهُمْ، فَيَقُولَ: أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا (7) ، وأَمَّا الكَافِرُ فَيُسَوَّدُ وَجْهُهُ، ويُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ (8) ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إسرائيلُ يَرفَعُ هذا الحديثَ، والثَّوْرِيُّ لا يرفَعُهُ، والثَّوْريُّ أحفَظُ (9) .
1763 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الحُمَيدي (10) ، عَنِ ابْنِ
_________
(1) في (ك) : «إنسان» .
(2) الآية (71) من سورة الإسراء.
(3) في (ت) : «وتمد» .
(4) في (ك) : «جسده» .
(5) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة. وفي بقية النسخ: «ستين» ، وله وجه في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (252) في قوله: «نُزِّل عليه قرآنًا» .
(6) في (ك) : «مثل هذا» .
(7) من قوله: «حتى يأتيهم ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(8) المثبت من (ف) و (ك) . وفي بقية النسخ: «ستين» . وانظر التعليق على نحوه أول المتن.
(9) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسنٌ غريب» .
(10) هو: عبد الله بن الزبير. والحديث في "مسنده" (1025) ، وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/249 رقم 7391) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (887) من طريق عبد الله ابن محمد الزهري، والترمذي في "جامعه" (3347) من طريق ابن أبي عمر العَدَني، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (436) من طريق إبراهيم بن بشار، والدارقطني في "العلل" (11/247) من طريق علي بن المديني، جميعهم عن سفيان، به.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/310) ، وفي "الشعب" (929) ، والبغوي في "تفسيره" (4/518) ، وفي "شرح السنة" (623) .
قال الترمذي: «هذا حديثٌ إنما يُروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يسمَّى» .
(4/716)
عُيَينة، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أُمَيَّة؛ قَالَ: حدَّثني أعرابيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {وَالتِّينِ (1) وَالزَّيْتُونِ *} (2) ، فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ *} (3) ؛ فَلْيَقُلْ: بَلَى، وأَنَا عَلَى ذَلِكَ (4) مِنَ الشَّاهِدينَ.
أَخْبَرَنَا (5) أَبُو محمَّد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ إبراهيمَ بْنِ مُوسَى (6) ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّة (7) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أُميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً (8) .
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «التين» بلا واو قبلها.
(2) الآية (1) من سورة التين.
(3) الآية (8) من سورة التين.
(4) قوله: «على ذلك» سقط من (ت) ، وفي موضعه إشارةُ لَحَقٍ، ولم يظهر في التصوير.
(5) في (ف) : «قال: أخبرنا» .
(6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص151- 152) ، والدارقطني في "العلل" (11/248) من طريق علي بن المديني، كلاهما (أبو عبيد وعلي) عن ابن علية، به.
(7) هو: إسماعيل بن إبراهيم.
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/717)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عثمانَ بْنِ أَبِي شَيْبَة (1) ، عَنْ يزيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يزيدَ بْنِ عِياض، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أميَّة، عَنْ أَبِي اليَسع (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) يَقُولُ: الصَّحيحُ (4) : إسماعيلُ بن أميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً (5) .
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/510) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (1918) ، وفي "الأسماء والصفات" (30) - من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (718) ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/106 و119) من طريق نصر بن حاجب، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
= ... وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4052) ، وفي "تفسيره" (2/383) من طريق معمر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ النبي (ص) .
(2) في (ت) و (ك) : «أبي اليسار» .
(3) في (ف) : «أبي زرعة» .
(4) قوله: «الصحيح» سقط من (ش) .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (2267) : «يرويه إسماعيل ابن أمية، واختُلف عنه، فرواه إبراهيم بن طهمان، عن نصر شيخ له، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، وتابعه على رفعه إبراهيمُ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إسماعيل ابن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم - رجل من أهل مكة- عن أبي هريرة. وقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية، عن أعرابي من أهل البادية، عن أبي هريرة، وقوله أشبهُ. وقال شعبة: عن إسماعيل بن أمية: حدثني رجلُ صدق، عن أبي هريرة» . ثم أخرج الدارقطني الحديث من طريق علي بن المديني عن سفيان، ثم قال: «قال ابن المديني: قلتُ لسفيان بن عيينة: فإن إسماعيل بن علية رواه عنه، أعني: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عبد الرحمن بن القاسم رجل من أهل مكة، عن أبي هريرة، إذا قرأ أحدكم: {لاَ أُقْسِمُ} فقال سفيان: لم نحفظ» .
وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4/718)
1764 - وسألتُ أَبِي عَن حديثَين رواهما الحسنُ بنُ عليٌّ الخَلاَّلُ الحُلْواني (1) :
عَنْ زكريَّا بنِ عَطيَّة، عَنْ سعد (2) بن محمد ابن المِسْوَر بن إبراهيمَ ابنِ (3) عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدِ (4) بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ قَرَأَ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} (5) ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ رُبُعَ القُرْآن ِ، ومَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (6) ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ القُرْآن ِ.
وَالآخَرُ: عَنْ زكريَّا بْنِ عَطِيَّة (7) ، عن سعد ابن محمد، عن عَمِّهِ
_________
(1) في (ت) : «الخلواني» . وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/85) ، والطبراني في "الصغير" (165) ، والبيهقي في "الشعب" (2297) .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/105) .
ورواه البزار في "مسنده" (1211) ، والدارقطني في "الأفراد" (58/أ/أطراف الغرائب) من طريق زكريا بن عطية، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الطبراني: «لا يُروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن عطية» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عن عائشة، ولم يروه عنه غير زكريا بن عطية» .
(2) في (ك) : «سعيد» . وانظر تعليق الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي على"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/599) .
(3) في (ف) : «عن» بدل: «ابن» .
(4) في (ش) و (ف) : «سعيد» .
(5) أي: سورة الكافرون.
(6) أي: سورة الإخلاص.
(7) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (166) ، والبيهقي في "الشعب" (2297 و2298) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/260) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/105) قال ابن عبد البر: «هذا الحديث والأحاديثُ التي قبله من أحاديث الشيوخ، ليست من أحاديث الأئمة» .
(4/719)
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ: مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ثِنْتَيْ عَشْرَةَ (1) مَرَّةً؛ فَكأَنَّمَا قَرَأَ القُرْآنَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ إِذَا اتَّقَى؟
فَقَالَ (2) أبي: هَذَينِ حَدِيثَينِ (3)
مُنكَرَينِ، وزكريَّا بنُ عَطيَّة منكرُ الحديثِ.
1765 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عن عبد الوهَّاب الثَّقَفي (4) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء (5) ، عَنْ عِكْرِمَة؛ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} (6) ؛ قال:
_________
(1) في (ك) : «ثنتي عشر» .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) في (ك) : «الحديثين» . وكذا وقع هنا: «هذين حديثين منكرين» ، وحقه أن يقول: هذان حديثان- أو الحديثان- منكران. ولكن يخرج ما في النسخ على وجوه:
أحدها: أنه مرفوعٌ لكنه كتب بالياء لأجل الإمالة؛ فينبغي أن يقرأ بالألف الممالة وإن رُسم بالياء: «هَذَينِ حَدِيثَينِ مُنْكَرَينِ» .
والثاني: أنه منصوب بتقدير فعلٍ، أي: أعُدُّ هذين حديثين منكرين، أو نحو هذا.
والثالث: أنه أعمل الفعل «قال» عمل «ظن» على = = لغة بني سُلَيْم؛ فيكون «هذين» مفعولاً أول، و «حديثين» مفعولاً ثانيًا.
وقد فصَّلنا في هذا في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وانظر أيضًا في لغة بني سُلَيْم: التعليق على المسألة رقم (759) .
(4) هو: ابن عبد المجيد.
(5) هو: ابن مهران.
(6) الآية: (235) من سورة البقرة، وجاءت في جميع النسخ: «ولا تواعدوهن سرًّا» .
(4/720)
يَلْقَى الوليَّ (1) ، فيذكُرُ رَغْبةً وحِرْصًا.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ خَالِدٍ (2) ، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
تَمَّ الجُزْءُ العاشرُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ، ويَتلُوهُ فِي الجُزْءِ الحَادِيَ عَشَرَ: فِي حَدِيثِ أَبِي زُرْعة، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة والمُقَدَّمي، فاختَلَفا فِي حديثٍ رَوَياه عَنْ زَيْد بْن الحُبَاب
والحَمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصَلَوَاتُهُ وسَلامُهُ عَلَى سيِّد المُرسَلِينَ محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ، وحَسْبُنا الله وكَفى (4)
_________
(1) في (ت) : «يلقى المولى» ، وفي (ك) : «تلقى المولى» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (16865) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (2/440 رقم2334) .
(3) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(4) في (ف) : «تم الجُزُؤُ العاشر بحمد اللَّه وعونه ومنِّه، ويتلوه إن شاء الله تعالى في الجُزُؤِ الحاديَ عَشَرَ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ": فِي حَدِيث أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَة والمقدمي، فاختَلَفا فِي حَدِيث رَوَياه عَنْ زَيْد بْن الحباب، والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا» .
ومن قوله: «تم الجزء العاشر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء العاشر» .
(4/721)
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًاالجُزْءُ الحَادِيَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، والزُّهْدِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالإِيمَان ِ (2)
1766 - قال أبو محمد (3) : سمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي بكرِ بنِ أَبِي شَيْبةَ، والمُقَدَّمِيِّ، فاختلفا فِي حديثٍ رَوَيَاهُ عَنْ زيدِ ابن الحُبَابِ (5) : فَرَوَى ابنُ أَبِي شَيْبةَ (6) ، عَنْ زيدٍ، عَنْ أفلحَ بْنِ سعيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ.
وَرَوَى المُقَدَّميُّ، عَنْ زيدٍ، عَنْ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ (7) يقولُ: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (8) : الزَّوْجُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصوابُ كَمَا قَالَ (9) ابنُ أبي شَيْبةَ.
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط.
(2) من قوله: «ذكر علل أخبار ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط، وفي (ف) : « ... رويت فيما يتعلق بتفسير ... » إلخ.
(3) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) .
(4) في (ف) : «وسمعت» بالواو.
(5) في (ف) : «الخباب» .
(6) من قوله: «والمقدمي فاختلفا ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) لانتقال النظر، وروايةُ ابن أبي شيبة أخرجها في "مصنفه" (16975) . وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (5/156 رقم 5350) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي، عن زيد بن الحباب، به.
(7) من قوله: «القرظي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(8) الآية (237) من سورة البقرة.
(9) في (ف) : «الصواب: ما قال» .
(5/5)
1767- وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الأُوَيسيُّ (2) ، وقتيبةُ (3) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي المَوَالي (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمْرةَ (5) ، عَنْ عائِشَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ - لَعَنَهُمُ اللهُ! - وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ: الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، والْمُسَلَّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ، وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، والْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللهِ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي (6) مَا حَرَّمَ اللهُ، والتَّارِكُ لِسُنَّتِي؟
_________
(1) نقل قول أبي زرعة: الذهبي في "الميزان" (2/594) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (17/768) .
(2) هو: عبد العزيز بن عبد الله.
(3) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2154) ، وابن حبان في "صحيحه" (5749) ، والطبراني في "الكبير" (3/126- 127 رقم 2883) ، وفي "الأوسط" (1667) ، وفي "الدعاء" (2090) ، وابن بطة في "الإبانة" (1531) ، والحاكم في "المستدرك" (1/36) .
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (3721) .
وأخرجه أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة" (2/126) من طريق عبد الملك بن إبراهيم، وابن أبي عاصم في "السنة" (44 و337) من طريق معلى بن منصور، والطحاوي في "شرح المشكل" (3460) من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، به.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1484) ، والطحاوي (3461) ، والحاكم (1/36 و2/525 و4/90) ، وابن مردويه في "أماليه" (29) جميعهم من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبيد الله بن موهب، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ، عن عمرة، به. ولم يذكر الحاكم (2/525) : «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ» في إسناده.
(4) في (ف) : «المَوَالِ» ، وكلاهما صحيح. انظر التعليق على المسألة رقم (1377) ، وابن أبي الموالي هذا اسمه: عبد الرحمن.
(5) هي: بنت عبد الرحمن.
(6) عترة الرجل: قيل: هم عشيرته الأدنَوْنَ، وقيل: ولده وولد ولده وذريته وعقبه من صلبه دون عشيرته. ويقال: أخص أقاربه، وعترة النبي (ص) : قيل: هم بنو = = عبد المطلب، وقيل: أهل بيته الأقربون؛ وهم: أولاده (ص) ، وعليٌّ وأولاده. وقيل: عترته: الأقربون والأبعدون منهم. "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/230) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/191) ، و"الزاهر" للأزهري (ص379) ، و"النهاية" (3/177) ، و"المصباح المنير" (2/391) .
(5/6)
فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (2) ابْنُ أَبِي المَوَالي (3) خطأٌ؛ والصَّحيحُ: حديثُ عُبَيدالله (4) بن عبد الرحمن بْنِ مَوْهَبٍ (5) ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) .
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) قوله: «حديث» سقط من (ف) .
(3) في (أ) و (ت) و (ف) : «الموال» .
(4) في (ش) : «عبد الله» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1485) من طريق عبد الله بن الوليد، والطحاوي في "شرح المشكل" (3462) من طريق عبد الملك بن مروان، عن محمد بن يوسف الفريابي، وابن بطة في "الإبانة" (1532) من طريق محمد بن كثير، جميعهم عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، به.
وأخرجه الفاكهي (1486) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ رجل، عن علي بن الحسين، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/525) من طريق عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عن أبيه، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (222) من طريق حصين ابن مخارق، كلاهما عن الثوري، عن عبيد الله بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن جده علي ابن أبي طالب، به.
وأخرجه الرافعي في "التدوين" (4/75) من طريق هشام بن سعد، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به. وأخرجه ابن الجوزي (221) من طريق زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب.
(6) وقد وافق أبا زرعة على ترجيح الرواية المرسلة، الترمذيُّ فقال في الموضع السابق: «هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الموالي هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الرحمن بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عائشة، عن النبيِّ (ص) ، ورواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حسين، عن النبي (ص) ، مرسلاً، وهذا أصحُّ» . اهـ.
وقال الطحاوي في الموضع السابق: «فكان في هذا الحديث أخذُ ابن موهب إيَّاه عن علي بن الحسين، لا عن عمرة، ولا عن غيرها، وكان الثوري هو الحجة في ذلك، والأَولى أن تُقْبَلَ روايته فيه عن ابن موهب؛ لِسِنِّه وضبطه وحفظه، غير أن ابن أبي الموال ذكر القصة التي ذكرها فيه مِن بعثةِ أبي بكر بن حزم إيَّاه إلى عَمْرَةَ في ذلك، وإملاء عمرة إيَّاه عليه عن عائشة، فقوي في القلوب بذلك، واحتمل أن يكون ابن موهب أخذه عن عمرة على ما حدَّث بها (كذا) عنها، وأخذه مع ذلك عن علي بن الحسين على ما حدَّث به عنه مما قد ذكره عنه الثوري، والله عز وجل أعلم بحقيقة الأمر في ذلك» . اهـ. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5/7)
1768 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدُوْيَهْ سعيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الواسطيُّ (2) ، عَنْ شَريكٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن مَوْلَى آلِ (4) طَلْحةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لمَّا نَزَلَتْ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *وَقَلِيلٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (5) ؛ قال رسولُُ الله (ص) : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ البَاقِيَ (6) ؟
فَقَالَ (7) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ سعيدُ بن سليمان! وليس هو محمدَ بن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1706) .
(2) روايته أخرجها سَمُّوْيَهْ في الثالث من "فوائده" (ص90 رقم65) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (357) . وجاء عند سَمُّوْيَهْ: «محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه» ، ولم يقل مولى آل طلحة.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي.
(4) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(5) الآيتان من سورة الواقعة.
(6) في (ك) : «الثاني» .
(7) في (ف) : «قال» .
(5/8)
عبد الرحمن مولَى آلِ (1) طَلْحةَ؛ إنما هو شيخٌ لشَرِيكٍ (2) .
1769- وسمعتُ أَبَا زرعةَ (3) وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عَنْ صَفْوانَ (4)
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(2) واسمه: محمد بن عبد الرحمن بَيَّاع المُلاَءِ، أبو عمرو القاصّ؛ كما أوضح ذلك الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/340-343) ، وروى بسنده عن = = موسى بن هارون أنه قال: «ورواه بعض أصحابنا عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة ح، وهذا وَهَمٌ؛ إنما هو محمد بن عبد الرحمن بياع الملاء، وهو والد أسباط بن محمد، وقد بلغني أن سفيان الثوري رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي أسباط، وهو محمد الملائي؛ روى عنه أيوب بن جابر، وكنيته أبو عمرو الذي روى عنه سليمان التيمي، وهو محمد السدي؛ بلغني أنه كان يبيع الملاء في سدة المسجد بالكوفة، وهو أبو عمرو القاص؛ كان يقص في مسجد بني نبهان بالكوفة، وهو محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن القرشي، والذين قالوا: محمد بن عبد الرحمن، نسبوه إلى جده، وقد روى عنه ابنه أسباط» . اهـ.
(3) في (ش) : «وسمعتُ أبو زرعة» .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1614/7 و2812) من طريق صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، ثنا سعيد ابن بشير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس، به بلفظ: «رَآهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ يَلُوذُ بها جراد من ذهب» . هكذا وقع في إسناد الطبراني: «سعيد بن بشير» بدل: «سعيد ابن عبد العزيز» ، وكلاهما يروي عن يزيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/190) ، فالله أعلم.
ولم نقف على مَنْ روى الحديث بهذا اللفظ سوى الطبراني، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/651) لابن مردويه، وانظر"فتح الباري" لابن حجر (7/213) .
وأصل الحديث رواه النسائي في "سننه" (450) من طريق مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الحرَّاني، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس ... فذكر حديث الإسراء بطوله، وفيه: «فأتينا سدرة المنتهى، فغشيتني ضبابة، فخررت ساجدًا ... » ، الحديث. وبنحوه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (341 و1614) من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن صالح الوُحاظي، وأبو الشيخ في "العظمة" (567) من طريق مروان بن محمد، جميعهم عن سعيد بن عبد العزيز، به. ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/281-282) .
(5/9)
بْنِ صالحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ (1) ، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن يزيدَ ابن أَبِي مالكٍ (2) ، عَنْ أنسِ بْنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى *} (3) ؛ قَالَ: رَآهَا ليلةَ أُسْرِيَ بِهِ يَلُوذُ بها جَرَادًا (4)
مِنْ ذَهَبٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عبدُالرحمن (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ
_________
(1) هو: ابن مسلم.
(2) من قوله: «عن صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) .
(3) الآية (16) من سورة النجم.
(4) كذا في جميع النسخ. وجاء في مصادر التخريج بالرفع: «جرادٌ» ، وهو الجادَّة؛ إذ هو فاعل «يَلُوذُ» . وما هنا إن لم يكن خطأ من النُّسَّاخ فيحتمل وجهين:
الأول: أن يكون فاعلاً، وجاء منصوبًا على حدِّ ما ورد عن بعض العرب من أنهم ينصبون الفاعل، ويرفعون المفعولَ به؛ إذا اتضح الكلام ولم يلتبس؛ نحو قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، و «كسَرَ الزجاجُ الحجرَ» ، وخَرَّج بعضهم عليه قوله: [آل عِمرَان: 40] {بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (479) .
والثاني: أن يكون منصوبًا بدلاً من ضمير النصب في «رآها» ، والتقدير: رأى جرادًا من ذهب - ليلةَ أُسْرِيَ بِه - يَلُوذُ بِهَا، أي: بسدرة المنتهى. ولعل نحو ذلك قول ابن قيس الرقيات [من الخفيف] :
لَنْ تَرَاهَا ولَوْ تَأَمَّلْتَ إِلاَّ
ولَهَا فِي مَفَارِقِ الرَّأْسِ طِيبًا
وانظر "الخصائص" (2/423-429) .
وهذان الوجهان مبنيَّان على أنَّ «يَلُوذُ» فعل مضارع من «لاذَ بالشيء يَلُوذُ لَوْذًا ولِيَاذًا، أي: لجأ إليه واستتر به وتحصَّن» .
(5) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) و (ش) .
(5/10)
دُحَيمٍ (1) ، عن عَمرو (2) ابن أَبِي سَلَمةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي مالكٍ؛ قَالَ: حدَّثَنا بعضُ أصحابِ أنسٍ، عَنْ أنسٍ - يَعْنِي: عَنِ النبيِّ (ص) (3) - قال: فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ السِّدْرَةَ المُنْتَهَى (4) ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا.
فسئل (5) أبو زرعة: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) اسمُهُ: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/282) .
(2) في (ك) : «عمر» .
(3) قوله: «يعني عن النبي (ص) » سقط من (ف) .
(4) قوله: «السدرة المنتهى» كذا في النسخ بتعريف «سدرة» ، وكذا وقع في "صحيح مسلم" الحديث (162) ؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (2/214) : قوله: «ثم ذَهَبَ بي إلى السدرة المنتهى» ؛ = = هكذا وقع في الأصول «السدرة» بالألف واللام، وفي الروايات بعد هذا: «سدرة المنتهى» . اهـ.
أما معنى «سدرة المنتهى» فقد قال الطبري في "تفسيره" (22/513- 515) - بعد ذكره الأقوال في معنى «سدرة المنتهى» بأسانيده -: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن معنى المنتهى الانتهاء: فكأنه قيل: عند سدرة الانتهاء. وجائز أن يكون قيل لها: سدرة المنتهى؛ لانتهاء علم كل عَالِمٍ من الخلق إليها؛ كما قال كعب. وجائز أن يكون قيل ذلك لها؛ لانتهاء ما يصعد مِنْ تحتها وينزل من فوقها إليها؛ كما روي عن عبد الله. وجائز أن يكون قيل ذلك كذلك؛ لانتهاء كل من خلا من الناس على سنة رسول الله إليها. وجائز أن يكون قيل لها ذلك؛ لجميع ذلك، ولا خَبَرَ يقطعُ العذرَ بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض؛ فلا قول فيه أصح من القول الذي قال ربنا جل جلاله؛ وهو أنها «سدرة المنتهى» . اهـ.
وفي ضوء ما نقل عن الطبري يمكن تفسير قوله: «السدرة المنتهى» بأنها: السدرة التي يُنتهى عندها، وتكون اللام في «المنتهى» موصولةً، والله أعلم.
(5) في (ت) و (ك) : «سئل» .
(5/11)
قَالَ: الصَّحيحُ: حديثُ عَمْرو بْن أَبِي سَلَمةَ (1) .
1770 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو عبد الرحمن المُقْرِئُ (2) ، واختُلِفَ عَلَيْهِ (3) :
رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَك القَزْوينيُّ (4) ، عَنِ المُقْرِئِ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي أيُّوبَ، عن بَشِيرِ ابن أَبِي (5)
عَمرو، عَنِ (*) الْوَلِيدِ بْنِ قيسٍ، عن (*) أبي
_________
(1) قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/369) : «سمعت أبا مسهر قال: رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس، فقلت: يا أبا محمد، أليس حدثتنا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قال: حدثنا أصحابنا، عن أنس؟ قال: نعم، إنما يقرؤون على أنفسهم» .
(2) هو: عبد الله بن يزيد.
(3) قوله: «عليه» سقط من (ف) ، والمراد: واختُلِفَ عليه فيه.
(4) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1606 رقم 8488 و6/2047 رقم 10975) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/151) تعليقًا من طريق إسحاق بن راهويه، عن المقرئ، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/38- 39 رقم 11340) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (610) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (5/239) من طريق أحمد بن سنان الواسطي، وابن حبان في "صحيحه" (755) من طريق عبدة بن عبد الرحيم، والطبراني في "الأوسط" (9330) من طريق هارون بن سلول، والحاكم في "المستدرك" (2/374 و4/547) من طريق عبد الله بن أحمد بن زكريا، جميعهم (الإمام أحمد والبخاري وأحمد بن سنان وعبدة وهارون وعبد الله بن أحمد) عن المقرئ، عن حيوة بن شريح المصري، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الخولاني، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي سعيد، به.
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (2385) ، وفي "دلائل النبوة" (6/465) .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ش) .
(
*) ... في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(5/12)
سعيدٍ الخدريِّ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} (1) ؛ قَالَ: الخَلْفُ: مَنْ بَعْدَ سِتِّينَ سنةً.
ورواه عُبَيدالله البغداديُّ (2) ، عَنِ المقرئِ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ (3) بشيرِ بْنِ أَبِي عَمرو، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الهَمْدَانيِّ، عَنْ [أَبِي] (4) سعيدٍ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: مَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ (5) أَشْبَهُ؛ بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَمرو، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخدريِّ.
1771 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي (6) الْمُنْذِرِ محمدِ بن عبد الرحمن الطُّفَاويِّ (7) ،.............................
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، في قوله:
_________
(1) الآية (169) من سورة الأعراف، والآية (59) من سورة مريم.
(2) هو: عبيد الله بن إسماعيل، والد أبي بكر الفرائضي.
(3) في (ش) : «بن» .
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ كما يظهر من السياق، وقد استشكله ناسخ (أ) ، فضبّب في موضعها بين قوله: «عن» و «سعيد» .
(5) في (ك) : «عبدوك» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم ضُرب على الواو.
(6) في (ف) : «ابن» بدل «أبي» .
(7) في (أ) و (ك) : «الطفاري» . ورواية الطفاوي للحديث على هذا الوجه ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/ق68/أ) من طريق حبان بن هلال، عنه.
= ... وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/305) أن الإسماعيلي أخرجها، ولم يذكر من طريق مَنْ عن الطفاوي.
وقد أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8675) ، والحاكم في "المستدرك" (1/124) ، كلاهما من طريق عمرو بن محمد الناقد، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1238) من طريق عثمان بن حفص، عن الطفاوي، به.
وخالفهما يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عثمان العقيلي؛ فرويا هذا الحديث عن محمد بن عبد الرحمن الطَّفَاوِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، به:
أما رواية يعقوب بن إبراهيم: فأخرجها أبو داود في "سننه" (4787) ، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (1/310) .
وأما رواية محمد بن عثمان العقيلي: فأخرجها البزار في "مسنده" (2181) ، ثم قال: «وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، ولا نعلم أحدًا قال: عن ابن الزبير، إلا محمد بن عبد الرحمن» . كذا قال البزار! وفاته أن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي اختلف عليه، وأنه وافقه على ذكر عبد الله بن الزبير عددٌ من الرواة في كتب السنة المشهورة:
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34816) من طريق عبد الله بن نمير، وهناد بن السري في "الزهد" (1264) ، والبخاري في "صحيحه" (4644) ، والطبراني في "الكبير" (13/107 رقم257) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري أيضًا (4643) ، والحاكم في "المستدرك" (1/124- 125) من طريق وكيع بن الجراح، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11195) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15541) من طريق عبدة بن سليمان، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، به. وقد صحح الحاكم هذا الحديث على شرط الشيخين، وفاته أن البخاري أخرجه كما سبق.
وأخرج ابن جرير هذا الحديث أيضًا (15538) من طريق محمد بن ثور، عن مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، مثل رواية الجماعة.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/245) عن شيخه مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، به، موقوفًا عليه.
ووافق معمرًا على روايته على هذا الوجه موقوفًا: سفيان بن عيينة، وعمر بن علي المقدّمي، وعبد الرحمن ابن أبي الزناد، وحماد بن سلمة في بعض الوجوه عنه:
أما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (974) .
وأما رواية عمر بن علي المقدَّمي: فأخرجها البزار في "مسنده" (2182) .
وأما رواية ابن أبي الزناد: فأخرجها ابن جرير في "تفسيره" (15537) .
وأما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها محمد بن الحسين البرجلاني في "الكرم والجود" (22) .
وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/305) أن ابن مردويه، أخرجه من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة خ، وحكم ابن حجر على هذه الرواية بالشذوذ.
(5/13)
{خُذِ الْعَفْوَ} (1) ؛ قَالَ: أمَرَ اللهُ نبيَّهُ أنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِنْ أخلاقِ الناسِ.
وَرَوَاهُ أَبُو معاويةَ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بنِ كَيْسَانَ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ الزُّبَير يقولُ ... ؟
قَالَ أَبِي: هذا (3) أَشبهُ (4) .
_________
(1) الآية (199) من سورة الأعراف. وفي (ك) زيادة: « {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} » .
(2) هو: محمد بن خازم، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (975) ، وهناد في "الزهد" (1264) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (244) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15540) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8674) .
(3) في (ف) : «وهذا» .
(4) كذا قال أبو حاتم! وخالفه البخاري - كما سبق - فصحح رواية من رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله ابن الزبير.
وقد فصل في شرح هذه العلة الحافظ ابن حجر، فقال في "فتح الباري" (8/305) : «وقد اختُلف عن هشام في هذا الحديث، فوصله مَن ذكرنا عنه، وتابعهم عبدة ابن سليمان عن هشام عند ابن جرير، والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي، وخالفهم معمر وابن أبي الزناد وحماد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن أبيه من قوله موقوفًا. وقال أبو معاوية: عن هشام، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابن الزبير، أخرجه سعيد بن منصور عنه. وقال عبيد الله بن عمر: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، أخرجه البزار والطبراني، وهي شاذة، وكذا = = رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ عند ابن مردويه. وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضًا مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان. وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظًا» . اهـ. وانظر "العلل" للدارقطني (4/ق68/أ) .
(5/15)
1772 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يونسَ (1) ، عَنْ إسرائيلَ (2) ، عَنْ مغيرةَ (3) ، عَنْ عثمانَ بْنِ تَمِيم بْنِ حَذْلَمٍ؛ قَالَ: {عُرُبًا أَتْرَابًا *} (4) ؛ قال: حُسْنُ تَبَعُّلِهِنَّ (5) لأزواجهنَّ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : سمعتُ (7) أَبِي يقولُ: كَذَا قَالَ ابْنُ يُونُسَ: عثمان ابن تميمٍ! وهو خطأٌ؛ هو عِنْدِي (8) : عُثْمَانُ (9) ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ (10) .
1773 - وقال (11) أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَتَبَ أَبُو أميَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ (12) إِلَى أَبِي وَأَبِي (13) زُرْعَةَ وإليَّ بحديثٍ، عَنْ قَبِيصَة (14) ، عَنْ سُفيانَ (15) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ (16) ، عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عَنْ أبيِّ بن
_________
(1) هو: أحمد بن عبد الله بن يونس.
(2) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
(3) هو: ابن مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ.
(4) الآية (37) من سورة الواقعة.
(5) في (ك) : «تبلعن» . والتَّبَعُّلُ: هو حسن العشرة. "النهاية" (1/141) .
(6) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط.
(7) في (أ) و (ش) : «وسمعت» بالواو.
(8) قوله: «عندي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(9) هو: ابن يسار، وروايته على هذا الوجه أخرجها الحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1583) من طريق هشيم بن بشير، وابن جرير في "تفسيره" (23/122) من طريق هشيم وجرير، كلاهما عن مغيرة، عن عُثْمَانُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، به.
(10) في (ش) : «عثمان بن نعيم بن حذلم» .
(11) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» بلا واو.
(12) هو: محمد بن إبراهيم.
(13) في (ك) : «وأبو» .
(14) هو: ابن عقبة.
(15) أي: الثوري.
(16) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5/16)
كَعْبٍ، عن النبيِّ (ص) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} (1) ؛ قال: كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامً (2) .
قَالَ أَبِي: ليس فيه: عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) الآية (77) من سورة الكهف.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لئامًا» ؛ لأنَّه نعتٌ لـ «أهل» ، لكن ما في النسخ صحيح، وفيه وجهان:
الأول: النصب على أنَّه نعتٌ لـ «أهل» ، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لهذا الوجه رواية أكثر مصادر التخريج «لئامًا» !
والثاني: الجر على المجاورة لـ «قرية» ، ومثل ذلك قولُ العرب: «هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ» ، بجرِّ «خَرِبٍ» على الجوار للضَّبِّ، مع أنه نعتٌ للجُحرِ، ومن ذلك قوله تعالى: [هُود: 26] {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} ، والأليم هو العذاب، والجرُّ لمجاورة المجرور يكون في باب النَّعت - كما وقع هنا- وباب التوكيد، قيل: وباب عطف النَّسق. وانظر التعليق على المسألة رقم (1185) ، وانظر: "الخصائص" (1/192-193) ، و"مغني اللبيب" (ص646-648) ، و"خزانة الأدب" (5/96- الشاهد رقم 350) ، و"تفسير القرطبي" (6/94) و (19/32) ، و"أضواء البيان" (1/330-335) ؛ ويشهدُ لهذا الوجه رواية النسائي، ففيها: «أتيا أهلَ قرية لئام» .
(3) طريق قبيصة أخرجها الدوري في "تاريخ ابن معين" (1564) ، فقال: «حدثنا قبيصة ... ، فذكره كما هنا، إلا أنه جعله من قول أبي بن كعب، ولم يذكر «عن النبي (ص) » ، فلعل هذا هو الذي قصده أبو حاتم، ولم يقصد أصلَ الحديث؛ لأن أصل الحديث صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2380/172) من طريق رقبة بن مصقلة وإسرائيل، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن أُبي ابن كعب، عن النبيِّ (ص) ، فذكر الحديثَ الطويل في قصة موسى مع الخضر، وفيه هذه اللفظة.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (169) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (5/118- 119 رقم 21118) ، والنسائي في "الكبرى" (5844) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، بطوله كما عند مسلم.
(5/17)
1774 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو حَيْوةَ شُرَيحُ بْنُ يزيدَ (2) ، عن سعيد ابن عبد العزيز، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّبِ، فِي قَوْلِهِ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (3) ؛ قَالَ: نزلَتْ فِي الزُّبَيرِ وحاطبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعةَ؛ اخْتَصَمَا إِلَى النبيِّ (ص) فِي ماءٍ ... .
فسمعتُ أَبِي يقولُ: إِنَّمَا يَرْوُونَ عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُروَةَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: حدَّثَنا يونسُ بن عبد الأعلى (4) ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيثِ (5) ويونسَ (6) ، عَنِ ابْنِ شهابٍ، عَنْ عُروَةَ، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيرِ، عَنِ الزُّبَيرِ (7) .
1775 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَنا بِهِ مُوسَى بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ (8) ، عَنْ عَمرو بْنِ هاشمٍ البَيْروتيِّ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن
_________
(1) انظر المسألة السابقة رقم (1185) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" = = (3/994 رقم5559) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عثمان، عن أبي حيوة، به.
(3) الآية (65) من سورة النساء.
(4) تقدم تخريج روايته في المسألة (1185) .
(5) هو: ابن سعد.
(6) هو: ابن يزيد.
(7) وطريق عبد الله بن وهب هذه أيضًا معلولة؛ كما نقله ابن أبي حاتم عن أبيه في المسألة رقم (1185) ، وانظر "علل الدارقطني" (526) .
(8) روايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/487) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/277 رقم 10650) ، وفي "الأوسط" (3209) .
وتمام الرازي في "فوائده" (1370/ الروض البسام) من طريق بكر بن سهل، عن عمرو بن هاشم، به. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/212) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (572) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ معاوية بن أبي العباس، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، متصلاً.
(5/18)
إسماعيلَ بن عُبَيدالله بْنِ أَبِي المهاجرِ المخزوميِّ، عَنْ عليِّ ابن عبد الله بْنِ عباسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: عُرِضَ على رسولِ الله (ص) مَا هُوَ مفتوحٌ عَلَى أُمَّتِه مِنْ بَعْدِهِ كَفْرًا كَفْرًا (1) ، فَسُرَّ بِذَلِكَ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى *} (2) ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الجنةِ ألفَ قَصْرٍ، فِي كلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الأزواجِ والخَدَمِ (3) ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: هذا غَلَطٌ؛ إنما هو: عَنْ عليِّ بْن عبد الله؛ قَالَ: عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... بلا «أَبِيهِ» (4) ؛ وهذا مما أُنْكِرَ عَلَى عَمرِو بنِ هاشمٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد (5) : وحدَّثَنا بهذا (6) الحديثِ أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا عَمرو بْن هاشم البَيْروتيُّ (7) بمكةَ (8) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله (9) بْنِ [أَبِي] المهاجرِ المخزوميِّ (10) ، عَنْ عليِّ
_________
(1) أي: قريةً قريةً. "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/213) ، و"النهاية" (4/189) .
(2) الآية (5) من سورة الضحى.
(3) في (ك) : «والخدام» .
(4) في (ك) تصحّف على الناسخ قوله: «أبيه» إلى «الله» !.
(5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(6) في (أ) : «هذا» .
(7) قوله: «البيروتي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(8) قوله: «بمكة» ليس في (أ) و (ش) .
(9) في (ك) : «عبد الله» .
(10) قوله: «بن [أبي] المهاجر المخزومي» من (أ) و (ش) فقط، وسقطت منهما كلمة «أبي» . وأُثبتت مما تقدم، ومن مصادر التخريج.
(5/19)
بن (1) عبد الله بْن عباسٍ (2) ؛ قَالَ: عُرِضَ عَلَى رسول الله (ص) ... ليس فيه: «عَنْ أَبِيهِ» ، فأَحْسَبُ أنه (3) سَمِعَ أَبُو زُرْعَةَ من عَمْرو بْن هاشم بمكةَ عَلَى الصِّحَّةِ، ثم لعلَّه لُقِّنَ بعدَ ذلك: «عَنْ أَبِيهِ» ، فَتَلَقَّنَ؛ فسمع مُوسَى بنُ سَهْل منه عَلَى تلقين الخطأِ.
مع أن يَحْيَى بنَ يَمَانٍ قد روى عَنْ سُفْيَان (4) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ عليِّ بن عبد الله بْن عباسٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ (5) ، وأسقَطَ «إسماعيل بنَ عُبَيدالله» من الإسناد.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ، وكان حدَّثَنا به عَنِ ابْن نُمَيرٍ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، هكذا؛ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْن يَمَانٍ خطأٌ؛ أسقَطَ «إسماعيلَ بنَ عُبَيدالله» وقال: «ابْن عباس» .
وروى رَوَّاد بنُ الجَرَّاحِ (7) ،
عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ إسماعيلَ بنِ عُبَيدالله، عن عُبَيدالله بن عبد الله بن عباس.
_________
(1) في (ش) : «عن» .
(2) قوله: «بن عباس» ليس في (ف) .
(3) في (ت) و (ك) : «أن» .
(4) أي: الثوري.
(5) قوله: «عن ابن عباس» سقط من (ش) .
(6) هو: محمد بن عبد الله.
(7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33969) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/487) من طريق محمد بن خلف العسقلاني، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن خلف) عَنْ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله بن عباس، مرسلاً.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/526) ، والواحدي في "أسباب النزول" (256- 257) من طريق عصام بن رواد بن الجراح، عن أبيه، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عبيد الله، عن علي بن عبد الله بْن عباس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
(5/20)
فسمعتُ أبا زرعة يقولُ: وحديثُ (1) رَوَّادٍ أيضا وَهَمٌ؛ فيما قَالَ: «عن عُبَيدالله بن عبد الله ابن عباس» ؛ وإنما هو: «عَنْ عليِّ بن عبد الله ابن عباسٍ» (2) .
والصَّحيحُ عند أَبِي زُرْعَةَ: ما حدَّثَنا به عَنْ قَبِيصَةَ بنِ عُقْبةَ (3) ، عَنْ سُفيانَ (4) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله، عن عليِّ بن عبد الله بْن عباسٍ، مُرسَلً (*) ، وما وقع عنده (5) عَنْ عَمرِو بْن هاشم، مُرسَلً (*) .
1776 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ فِي الروايةِ عَلَى (6) يزيد (7) بن زُرَيعٍ: سَهْلُ (8) بْنِ عُثْمَانَ، والعباسُ بنُ الوليد النَّرْسِيُّ (9) :
_________
(1) قوله: «وحديث» في (أ) و (ش) : «في حديث» ، وفي (ك) : «وحدث» .
(2) ولكن الظاهر أن الوهم ممن دون روّاد؛ لما تقدم في تخريج روايته أنه جاء بها على الصواب كما ذكر أبو زرعة.
(3) اختلف على قبيصة؛ فأخرجه الثعلبي في "تفسيره" (10/224) من طريق عبد بن حميد، والبيهقي في "الدلائل" (7/62) من طريق إبراهيم بن هانئ، كلاهما عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله بن عباس، مرسلاً.
وأخرجه البيهقي أيضًا (7/61) من طريق أحمد بن سعيد الجمال، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله، عن أبيه، به.
قال البيهقي: «قال أبو عبد الله - يعني الحاكم -: سمعت أبا علي الحافظ يقول: لم يحدث به عن الثوري غير قبيصة. ورواه يحيى بن اليمان، عن الثوري، فوقفه. قلت: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سفيان، مرفوعًا» .
(4) أي: الثوري.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) أي: عند أبي زرعة كما تقدم.
(6) في (ك) : «عن» .
(7) قوله: «يزيد» ليس في (ت) و (ك) .
(8) في (ت) و (ك) : «عن سهل» .
(9) في (ف) : «الترسي» .
(5/21)
فروى سَهْلُ بن عثمانَ (1) ، عَنْ يزيدَ بْنِ زُرَيعٍ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي (2) عَرُوبةَ، عَنْ قتادةَ، عَنْ عِكْرِمةَ، فِي قَوْلِهِ: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} (3) ؛ فَقَالَ عِكْرِمةُ: السِّجِّيلُ (4) : الطِّينُ.
وَرَوَاهُ (5) الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ (6) ، عَنْ يزيدَ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ قتادةَ، قولَهُ؛ لا يَذْكُرُ عِكْرِمَةَ؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: وَهِمَ فيه سَهْلٌ؛ وإنما هو عن قتادةَ، قولَهُ.
1777 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا اختلَفَ فِيهِ شُعْبَةُ، وقيسُ بْنُ الربيعِ:
فَرَوَى شُعْبَةُ (7) ، عَنْ عاصمٍ (8) ، عَنْ أَبِي وائلٍ (9) ، عن ابن مسعودٍ
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18433) من طريق السدي إسماعيل بن عبد الرحمن، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) الآية (82) سورة هود، و (74) الحجر.
(4) قوله: «السجيل» في (ت) و (ك) : «قال السجيل» .
(5) في (ف) : «وروى» ، وفي (ك) : «رواه» بلا واو.
(6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18429) من طريق بشر بن معاذ العقدي، عن يزيد بن زريع، به. وأخرجه أيضًا (18430) من طريق محمد ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة وعكرمة، به.
(7) روايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/437) ، والدولابي في "الكنى" (1619) . وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/244) من طريق محمد بن جابر، عن عاصم، به.
(8) هو: ابن أبي النَّجود.
(9) هو: شقيق بن سلمة.
(5/22)
في قوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ *} (1) ؛ قَالَ: نَجْدُ الخَيرِ، ونَجْدُ الشَّرِّ (2) .
وَرَوَى قيسُ بْنُ الرَّبِيعِ (3) ، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ (4) ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: عاصمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ، أَصحُّ.
حَكَمَ قَيْس عَلَى شُعْبةَ (5) ؛ إذ كان الصوابُ (6) في روايتِه (7) .
_________
(1) الآية (10) من سورة البلد.
(2) قال ابن فارس في "المقاييس" (ص975- 976) : النون والجيم والدال أصل واحدٌ يدلُّ على اعتلاءٍ وقوةٍ وإشرافٍ. ثم قال: والنجد: الطريق العالي. وأما «النجدان» في الآية فقيل: هما طريق الخير، وطريق الشر، وقيل: هما الثديان، أي: سبيلا اللبن الذي يتغذى به وينبت عليه لحمه وجسمه.
وانظر "تفسير الطبري" (24/437- 439) .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/374) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/437) ، والطبراني في "الكبير" (9/225 رقم9097) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (956) من طريق سفيان الثوري، وابن جرير (24/437) من طريق عمران، والحاكم في "المستدرك" (2/523) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن عاصم، به. وسقط من إسناد عبد الرزاق: «عن عاصم» .
(4) هو: ابن حُبَيشٍ.
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حَكَمَ لِقَيسٍ على شُعبة» ؛ وقد تكرَّر عند ابن أبي حاتم قوله: «حكَمَ لفلانٍ على فلان» كما في المسألة رقم (2064) و (2507) و (2562) .
وعلى ذلك يمكن تخريج ما وقع في النسخ بنَصْبِ «قيس» على نزع الخافض، حُذِفَت اللام، فانتصب ما بعدها. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . وقوله: «قَيْسً» حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(6) في (ت) : «للصواب» .
(7) قيس بن الربيع متكلَّمٌ في حفظه، ولا يمكن أن ترجح روايته على رواية شعبة استقلالاً، وإنما رُجِّحت روايته هنا لأنه وافقه غيرُه، كما تقدم؛ فلهذا اعتُبرت رواية شعبة مرجوحة.
(5/23)
1778 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وذَكَرَ مَا اخْتَلفَ (2) يَحْيَى بنُ سعيدٍ ووكيعٌ (3) ، عَنْ سفيانَ، عَنِ الربيعِ بْنِ المُنذِر الثَّوريِّ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ (4) ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيمٍ (5) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ *} (6) ؛ قال: أَمَا إنهما ليسَ (7) بِالثَّدْيَيْنِ.
وَرَوَى يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ (8) ، عن الثَّوريِّ، عن عبد الله بْنِ الربيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ (*) .
فسمعتُ أبا زرعة يقول: عن عبد الله بْنِ الربيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ، عن الربيعِ بن خُثَيْمٍ (9) (*) ؛ أَشْبهُ.
_________
(1) في (ف) : «أبي زرعة» .
(2) أي: ما اختَلَفَ فيه.
(3) روايته هي المذكورة هنا فيما يظهر، لكن لم نقف على من أخرجه من هذا الوجه، وإنما أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/437) من طريق وكيع، عن الثوري، عن ابن منذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم.
(4) هو: ابن أبي موسى الأشعري.
(5) في (ت) و (ك) : «خيثم» .
(6) الآية (10) من سورة البلد.
(7) كذا في جميع النسخ، وحقه أن يقول: «ليسا» كما جاء في "تفسير الطبري"، فإن لم يكن ما هنا تصحيفًا، فإنَّه يخرَّج على الاجتزاء بالفتحة عن الألف. وانظر وفي الاجتزاء بالحركات عن الحروف: التعليق على المسألة رقم (679) .
(8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/438) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به كما رواه يحيى.
(*) ... في (ك) : «خيثم» .
(9) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر.
(5/24)
1779 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ حَفْصٍ (1) ،
عَنْ أَبِي زيادٍ الخُلْقَانيِّ (2) ، عَنْ محمدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عن جابرِ بن عبد الله؛ قال: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (3) ؛ قَالَ: هَؤُلاَءِ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، ثُمَّ مِنْ كِنْدَةَ، ثُمَّ مِنَ السَّكُونِ، ثُمَّ مِنْ تُجِيبَ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (4) .
1780 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَنا به عُمَرُ بنُ نَصرٍ (5) النَّهْرَوَانيُّ (6) - مِنْ حِفْظِهِ - عَنْ يزيدَ بْنِ هارونَ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي (7) خالدٍ، عَنْ قيسِ بْنِ أَبِي حازمٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصديقِ، في قوله
_________
(1) وقد وصله المصنِّف في "التفسير" (4/1160 رقم6534) ، فقال: «حدثنا أبي، ثنا محمد بن المُصَفَّى، ثنا معاوية بن حفص ... » ، فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1392) من طريق أَبِي حُمَيْدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن المغيرة بن سيّار الحمصي؛ قال: نا معاوية بن حفص؛ قال: نا أبو زياد - يعني: إسماعيل بن زكريا - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ محمد بن المنكدر ... فذكره هكذا بزيادة محمد بن قيس في سنده. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد ابن قيس الأسدي إلا أبو زياد، ولا عن أبي زياد إلا معاوية، تفرَّد به أبو حميد» .
(2) في (ك) : «الخلقا» ، ولم تنقط. وأبو زياد هذا هو: إسماعيل بن زكريا.
(3) الآية (54) من سورة المائدة.
(4) قال ابن كثير في "تفسيره" (3/127) : «وهذا حديث غريب جدًّا» .
(5) في (أ) و (ت) و (ك) : «نضر» ، والمثبت من (ش) و (ف) ، وهو موافق لما في "الجرح والتعديل" (6/137 رقم 752) .
(6) في (ف) : «البهرواني» .
(7) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) .
(5/25)
عَزَّ وَجَلّ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (1) ؛ قال: الحُسنى: الجَنَّةُ، والزيادةُ: النظرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: هذا حديثٌ ليس له أصلٌ؛ منكرٌ (2) .
1781 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّادُ ابن الجَرَّاحِ، عَنْ وَرْقاءَ (3) ، عَنْ (4) إسماعيلَ ابن أَبِي خالدٍ، عَنْ أَبِي زهيرٍ الثقفيِّ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ ح: أنه سأل النبيَّ (ص) عَنْ قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (5) ، فقال النبيُّ (ص) : يَرْحَمُكَ (6) اللهُ يَا بَا بَكْرٍ (7) !
_________
(1) الآية (26) من سورة يونس.
(2) أي: من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبي بكر. والحديث معروفٌ من رواية عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر ح، وفيه اختلاف ذكره الدارقطني في "العلل" (73) ، ورجح رواية من رواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي بكر ح.
(3) هو: ابن عمر.
(4) في (ش) : «ابن» بدل: «عن» .
(5) الآية (123) من سورة النساء.
(6) قوله: «يرحمك» في (ت) و (ش) و (ك) «رحمك» ، والمثبت من (ف) ، وكانت في (أ) : «يا رحمك» ثم ضرب على الألف.
(7) كذا في جميع النسخ: «يا با بَكْرٍ» ، والجادَّة «يا أبا بكر» كما في مصادر التخريج، لكنْ لِمَا وقع هنا وجه صحيحٌ في العربية، وهو حذف همزة «أبا» تخفيفًا، وهذه لغة لبعض العرب، ومن ذلك قولُ أبي الأسود الدؤلي [من الكامل] :
يَا بَا المُغِيرَةِ رُبَّ أَمْرٍ مُعضِلٍ
فَرَّجْتُهُ بِالنُّكْرِ مِنِّي والدَّهَا
ومنه ما حكاه أبو زيد الأنصاري: «لاَبَ لَكَ!» يريدون: لا أبَ لك. ويدخُلُ في ذلك: وصل همزة القطع الأولى، نحو قراءة ابن محيصنٍ: (إلاَّ احْدَى الحُسْنَيَيْنِ) [التوبة: 52] بوصل ألف «إحدى» . وهذا - كما يقول ابن جنِّي - كثيرٌ. انظر: "الخصائص" (3/149-151) ، و"معجم القراءات" (3/401) .
(5/26)
أَمَا يُصِيبُكَ (1) المُصِيبَةُ؟! أَمَا تَحْزَنُ؟! أَمَا تَمْرَضُ؟! ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: إسماعيلُ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي زهيرٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصديقِ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
1782 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هارونَ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سعيدٍ الأنصاريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْميِّ، عَنْ سعدٍ (6) مَوْلَى عَمرِو بنِ العاصِ؛ قَالَ: تَشَاجَرَ رَجُلانِ فِي آيةٍ، فَارْتَفَعَا إلى
_________
(1) في (ك) : «تصيبك» ، وهو الجادَّة. والمثبت من (أ) ، ولم تنقط في بقية النسخ. وكلاهما صحيحٌ في اللغة.
وانظر التعليق على المسألة رقم (206) و (224) .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها المصنف في = = "تفسيره" (4/1071 رقم5992) من طريق عقبة بن خالد، وسعيد بن منصور في "سننه" (696/ تفسير) من طريق خلف بن خليفة، والإمام أحمد في "المسند" (1/11 رقم70 و71) من طريق يعلى بن عبيد ووكيع بن الجراح، وهناد في "الزهد" (429) من طريق عبدة بن سليمان، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به.
وانظر تتمة طرق الحديث في "سنن سعيد بن منصور".
(3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (74) ، وذكر كثيرًا من الاختلاف الواقع فيه، ولم يذكر رواية روَّاد بن الجرَّاح هذه، ورجح رواية من رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زهير، عن أبي بكر ح.
وانظر رقم (29) من "العلل" له.
(4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. وانظر المسألة المتقدمة برقم (1712) و (1714) .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30156) .
(6) في (ف) : «سعيد» .
(5/27)
رسول الله (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : لاَ تُمَارُوا (1) ؛ فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ (2) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ يزيدُ بنُ الهادِ (3) ، عن
_________
(1) أي: لا تُمَارُوا في القرآن، وهذا اللفظُ - «في القرآن» - ثَبَتَ في الحديث في أغلب مصادر التخريج، وفي بعضها: «لا تماروا فيه» ، والضمير فيه عائدٌ إلى القرآن أيضًا. والمراء: الجدال، والمماراة والتماري: المجادلة على مذهب الشك والريبة. "النهاية" (4/322) .
(2) قوله: «فإن مراءً فيه ... » ، أي: في القرآن؛ قال أبو عبيد: «ليس وجه هذا الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ؛ أن يقرَأَ الرجلُ القراءة على حرف، فيقول له الآخر: ليس هكذا، ولكنه هكذا. على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعًا ... فإذا جحد هذان الرجلان كلُّ واحد منهما ما قرأ صاحبُه، لم يُؤْمَنْ أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر؛ لهذا المعنى» . اهـ.
وقال ابن الأثير بعد حكايته كلام أبي عبيد: «والتنكير في «المراء» إيذانًا بأنَّ شيئًا منه كفر، فضلاً عما زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذِكْرُ القَدَرِ ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآراء، دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب الحلال والحرام؛ فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء؛ وذلك فيما يكون الغرضُ منه والباعثُ عليه ظهورَ الحَقِّ ليتبع، دون الغلبة والتعجيز» . "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/234- 236) ، و"النهاية" (4/322) .
(3) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/205 رقم17821) هكذا، مرسلاً، من طريق أبي سلمة الخزاعيِّ منصور بن سلمة، عن عبد الله بن جعفر المخَرْمي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن بسر بن سعيد، به، ولم يذكر فيه محمد بن إبراهيم التيمي.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا برقم (17819) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، والبيهقي في "الشعب" (2070) من طريق ابن أبي الوزير، كلاهما عن عبد الله بن جعفر، عن يزيد، عن بسر، عن أبي قيس، عن عمرو بن العاص، هكذا موصولاً، وليس فيه ذكرٌ للتيمي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص337-338) من طريق عبد الله بن صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن بُسْر، عن أبي قيس، فذكره مرسلاً، وهذه هي الطريق التي قصدها أبو حاتم.
(5/28)
مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيمَ التَّيْميِّ، عَنْ بُسْرِ (1) بْنِ سعيدٍ، عَنْ أَبِي قيسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ العاصِ (2) ، عن النبيِّ (ص) .
1783 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا (3) حدَّثَنا بِهِ عَنْ أَبِي (4) عُمَيرِ بْنِ النَّحَّاسِ (5) ، عَنِ الفِرْيَابيِّ (6) ، عَنْ ورقاءَ (7) ، عَنْ أَبِي أَرْطاةَ (8) ، فِي قولِه عز وجل: {الْحَوَارِيِّينَ} (9) ؛ قال: كانوا قَصَّارِينَ (10) .
_________
(1) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» .
(2) هو: عبد الرحمن بن ثابت.
(3) في (ك) : «وحدثنا» بدل: «وذكر حديثًا» .
(4) قوله: «حَدِيثًا حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ أَبِي» مطموس في (ت) .
(5) هو: عيسى بن محمد بن إسحاق.
(6) هو: محمد بن يوسف.
(7) هو: ابن عمر. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرحمن بن الحسن في "تفسير مجاهد" (1/128) عن إبراهيم - هو ابن ديزيل - عن آدم، عن ورقاء، عن ابن أرطأة. كذا وقع فيه: ابن أرطاة.
(8) قوله: «ورقاء، عن أبي أرطاة» مطموس في (ت) .
(9) الآية (111) من سورة المائدة.
(10) قيل: إنما سموا «حواريين» ؛ لأنهم كانوا قَصَّارين يغسلون الثياب، أي: يحورونها، والتحوير: هو التبييض؛ يقال: حَوَّرْتُ الشيء: إذا بيضته. وقصر الثوب يقصره قصرًا، فهو قصّار: إذا بيَّضه أيضًا، وصناعته: قِصَارة. وقيل: سموا بذلك لبياض ثيابهم، وقيل: هم خاصة الأنبياء وصفوتهم.
قال الطبري بعد ذكره الأقوال في تفسير معنى الحواريين: وأشبه الأقوال التي ذكرنا في معنى الحواريين قول من قال: سموا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنهم كانوا غَسَّالين؛ وذلك أن الحور عند العرب: شدة البياض ... ومنه قيل للرجل الشديد البياض مقلة العينين: أحور، وللمرأة: حوراء، وقد يجوز أن يكون حواريو عيسى كانوا سموا بالذي ذكرنا من تبييضهم الثياب، وأنهم كانوا قَصَّارين، فعرفوا بصحبة عيسى واختياره إياهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم واستعمل حتى صار كل خاصَّة للرجل من أصحابه وأنصاره: حواريَّهُ؛ ولذلك قال النبي: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريٌّ وحواريَّ الزبيرُ» يعني: خاصته.
وانظر: "تفسير الطبري" (6/449- 451) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (2/248- 250) ، و"مشارق الأنوار" (1/215) ، و"النهاية" (1/458) ، و"لسان العرب" (4/220) ، (5/104) .
(5/29)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: غيرُهُ يقولُ: عَنْ ورقاءَ (2) ، عَنِ ابْن (3) أَبِي نَجِيحٍ (4) ، عَنْ أَبِي (5) أرطاةَ؛ وهو أَشبهُ.
1784 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو النَّضْرِ هاشمُ بنُ القاسمِ، عَنْ أَبِي سعيدٍ المُؤَدِّبِ (6) ، عَنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (7) ، أَنَّهُ قَالَ: لا تَذْهَبُ الدُّنيا حَتَّى يَخْلَقَ القرآنُ فِي صُدورِ أقوامٍ؛ يَبْلَى - كما يَبْلَى (8) الثِّيَابُ - يَتَهَافَتُ (9) . أَنْ قَصَّروا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ قَالُوا: سيُغْفَرُ لَنَا، وإنِ انْتَهَكُوا مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَالُوا: إنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا. أقربُهُم إِلَى الضَّعفِ: الذي لا
_________
(1) قوله: «فسمعت» مطموس في (ت) .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (6/450 رقم7125) من طريق عيسى بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أبي أرطاة.
(3) قوله: «ابن» ليس في (ف) .
(4) هو: عبد الله.
(5) قوله: «أبي» ليس في (ف) .
(6) هو: محمد بن مسلم.
(7) هو: رُفَيْع بن مِهْران الرِّياحي.
(8) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، فيحتمل الفعلُ أن يكون بالتاء أو الياء، وكلاهما صحيحٌ في العربية؛ لأنَّ الفاعل جمع تكسير. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(9) كذا في النسخ، وفي مصادر التخريج: «فيتهافت» ، أي: يتساقط. "النهاية" (5/266) .
(5/30)
يخالطُهُ (1) مخافةٌ! يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْن عَلَى قلوبِ الذئابِ. أفضلُهُم فِي أنفسِهم: المُدهِنُ (2) ؟
فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ جماعةٌ؛ هشامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ (4) وغيرُه، عَنْ جعفرِ بْنِ زيدٍ، وَلَمْ يَسْمَعِ الثَّوريُّ مِنْ جَعْفَرِ بن زيدٍ شيءً (5) ، وليس هَذَا الحديثُ من حديثِ جَعْفَرِ بْنِ (6) مَيمونٍ.
1785 - وسُئِل عليُّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ (7) العَدَنيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنةَ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي خالدٍ، عَنْ أَبِي صالحٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَْوْتَادِ *} (8) ؛ قَالَ: كَانَ لَهُ مَنَارَاتٌ يَذْبَحُ عليها الناسَ؟
_________
(1) في (ش) : «لا يخالط» .
(2) قوله: «المُدْهِنُ» وقع في مصادر التخريج: «المداهن» ، وهما بمعنًى، وقد جاء تفسيره في تتمة الحديث في مصادر تخريجه، من هذه الطريق وغيرها؛ وتتمته: « ... قيل: ومن المداهن؟ قال: الذي لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر» .
وأصل ذلك: المصانعة والمسالمة. وانظر: "مشارق الأنوار" (1/262) ، و"المصباح المنير" (1/202) ، و"فتح الباري" (5/295) .
(3) في (ك) : «قال» .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (367) من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/181) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن هشام الدستوائي، عن جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، عن أبي العالية.
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) من قوله: «زيد ولم يسمع ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(7) هو: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر.
(8) الآية (10) من سورة الفجر.
(5/31)
فقال (1) ابن جُنَيْدٍ: أخطأَ فِيهِ ابنُ أَبِي عُمَرَ؛ إِنَّمَا هُوَ الصوابُ: مَا رَوَاهُ يزيدُ بنُ هارونَ، عَنْ إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن محمودٍ مَوْلَى عُمَارةَ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبَيرٍ.
وَرَوَى (2) يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ، عَنِ الثَّوريِّ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي خالدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبَيرٍ (4) ؛ وَلَمْ يسمِّ الرجلَ.
1786- وسُئِلَ ابْنُ الجُنَيد عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي (5) شَيْبةَ، عَنْ معاويةَ بْنِ هشامٍ، عَنْ هِشَامِ بْن سعدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هلالٍ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ ذاتَ يومٍ: إِنَّ مَدْيَنَ وَأَصْحَابَ الأَيْكَةِ أُمَّتَيْنِ بُعِثَ إِلَيْهِمَا شُعَيْبٌ (6) ؟
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) قوله: «وروى» لم يتضح في مصورة (أ) .
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/410) من طريق مهران بن أبي عمران، عن سفيان الثوري، به.
(4) من قوله: «وروى يحيى بن سعيد ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) في (ك) : «بن أن» .
(6) ذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (6/168) أن ابن عساكر أخرج هذا الحديث في "تاريخه" في ترجمة شعيب _ج، بزيادة «ربيعة بن يوسف» بين سعيد بن أبي هلال وعبد الله بن عمرو، ثم قال ابن كثير: «وهذا غريب! وفي رفعه نظر، والأشبه أن يكون موقوفًا» . اهـ.
وقوله: «أمتين» كذا جاء في جميع النسخ، وظاهرُ الجادَّة أن يقال: «أمتان» ؛ لأنها خبر «إنَّ» ، وفي مصادر التخريج: «كانتا أُمَّتين» ، لكن قوله: «أُمَّتين» هنا صحيحٌ؛ وفيه وجهان: الأول: وجه النصب «أُمَّتين» بتقدير «كانتا» ، ويكون «أُمَّتين» خَبَرَها، وحَذفُ «كان» واسمها مع بقاء خبرها منصوبًا يكثُرُ بعد «إنْ» و «لو» ، وقد تُحذفُ «كان» واسمها بعد غير «إن» و «لو» - كما وقع هنا- ومن شواهد ذلك: قول الشاعر [من الرجز] :
مِنْ لَدُ شَوْلاً فَإِلى إِتْلاَئِهَا
أي: من لَدُنْ كانتْ هي شَوْلاً، إلى أن تَلاهَا وَلَدُها. انظر: "شرح شذور الذهب" (ص213-214) ، و"أوضح المسالك" (1/233-237) ، و"شرح ابن عقيل" (1/271-272) ، و"شرح الأشموني" (1/246-248) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص198- المبحث رقم51) .
وإما أن ينصب على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين، الاسم والخبر جميعًا، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (550) .
والثاني: وجه الرفع في «أُمَّتَينِ» على أن تكون خبرًا لـ «إنَّ» مرفوعًا بالألف، والأصل: «أمتان» لكن أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبت ياءً، ولا تنطق على هذا الوجه إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
(5/32)
فَقَالَ: هَذَا باطلٌ؛ الصوابُ: مَا حدَّثنا أحمدُ بْنُ صالحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (1) ، عَنْ عَمرِو بنِ الحارثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلالٍ، عن عمرو بن عبد الله، عَنْ قتادةَ؛ قَالَ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ - والأَيْكَةُ (2) : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ - ... (3) .
_________
(1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في تفسير سورة الحجر من "تفسيره" (17/125) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، ثم أخرجه في تفسير سورة (ق) (22/337) من نفس الطريق بتمامه هكذا: «إنَّ أصحابَ الأيكةِ - والأيكةُ الشَّجَرُ المُلْتَفُّ - وأصحابَ الرَّسِّ، كانتا أُمَّتَيْن، فبعَثَ اللهُ إليهم نبيًّا واحدًا: شعيبًا، وعذّبهما الله بعذابين» .
(2) قوله: «والأيكة» مطموس في (ك) .
(3) قال الذهبي في "الميزان" (4/138) : «مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هلال، = = عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) قال: «مَدْيَنَ وَأَصْحَابَ الأَيْكَةِ أُمَّتَانِ بُعِثَ إليهما شعيب» ؛ هذا خطأ، صوابه ما رَوَاهُ عَمْرو بْن الْحَارِث، عَنْ سعيد المذكور، فقال: عن عمرو بن عبد الله، عن قتادة: الأيكة: الشجر الملتف» .
ومثله ذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/113) .
(5/33)
1787 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثَني به عن أبي غَسَّانَ زُنَيْجٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ؛ قَالَ: حَدَّثنا قُدَامةُ (2) بنُ عاصمٍ؛ قَالَ: سمعتُ عِكْرِمةَ يَقُولُ: الزَّنِيمُ (3) : هُوَ وَلَدُ الزِّنْيَةِ (4) .
فسمعتُ أَبِي (5) يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ (6) ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامةَ، عَنْ عِكْرِمةَ (7) .
1788 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيبٌ (8) ،
عَنْ إسماعيلَ بْنِ.............................
أَبِي خالدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازمٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ،
_________
(1) زُنَيْج: لقبٌ. واسمه: محمد بن عمرو بن بكر.
(2) قوله: «قال حدثنا قدامة» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) .
(3) يعني المذكور في قوله تعالى: [القَلَم: 13] {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ *} .
(4) ولد الزِّنْيةِ - بكسر الزاي، وتفتح، في لغةٍ -: هو الدَّعِيُّ، وهو ولد الزنا؛ خلاف قولهم: ولد الرِّشْدةِ. "المصباح المنير" (1/257) .
(5) قوله: «فسمعت أبي» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه المصنف في "التفسير" - كما في "تفسير ابن كثير" (4/406 دار الفكر 1401هـ) - حيث نقله ابن كثير عنه؛ من طريق عقبة ابن خالد، عن عصام بن قدامة قال: سئل عكرمة.
(7) قوله: «عن عكرمة» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) .
(8) كذا في جميع النسخ! ولم نجد من نص على أن شعيبًا من الرواة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ولم يذكر أحد من الأئمة الذين تعرضوا للخلاف في هذا الحديث - وسيأتي ذكرهم - أن شعيبًا ممن رواه عن إسماعيل، والمعروف أن من الرواة عنه: شعبة بن الحجاج، وقد روى عنه هذا الحديث، لكن اختُلِفَ على شعبة فيه؛ فأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (89) ، وأبو يعلى في "مسنده" (128) - ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (305) - والخطيب البغدادي في "الفصل" (1/139- 140) : أما المروزي وأبو يعلى فعن عبيد الله بن معاذ بلا واسطة، وأما الخطيب البغدادي فمن طريق تميم بن محمد الطُّوسي ومُطَيَّن ويحيى ابن محمد الحِنَّائي والحسن بن سفيان النسوي، جميع هؤلاء رووه عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَن إسماعيل بْن أبي خالد، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق، عن النبي (ص) قال: «يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ ما وضعها الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، إن النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يغيِّروه، يوشك أن يعمّهم الله بعقاب» . اهـ. واللفظ لأبي يعلى.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (62) عن عبيد الله بن معاذ، به، ولم يرفع منه سوى جزئه الأخير - «إن الناس إذا رأوا المنكر ... » إلخ - فخالف الأكثرين الذين رووه عن عبيد الله برفعه جميعه؛ ورواية الأكثرين هي الأرجح، والأظهر أن ابن أبي عاصم ردّه إلى الصواب، وكره مخالفة الناس كما صنع إبراهيم الحربي كما سيأتي.
فالحديث أخرجه الخطيب البغدادي في الموضع السابق من طريق دَعْلَج بن أحمد السِّجستاني، عن معاذ بن المثنى بن معاذ العَنْبري، عن أبيه المثنى بن معاذ، عن أبيه مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ شعبة، به مقرونًا بالرواية السابقة.
ثم رواه الخطيب (ص143) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن مثنى بن معاذ، عن أبيه مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ شعبة، به مثل رواية ابن أبي عاصم السابقة، لم يرفع منه سوى جزئه الأخير.
قال الخطيب (ص141) : «وأحسب أن إبراهيم ردّه إلى الصواب، وكره مخالفة الناس؛ لأن المحفوظ عن معاذ ابن معاذ ما قدّمناه» .
وخالف معاذ بن معاذ محمد بن جعفر غندر ورَوْح بن عبادة وعبد الرحمن بن مهدي؛ فرووه عن شعبة، عن إسماعيل؛ برفع جزئه الأخير فقط. أما رواية محمد ابن جعفر غُنْدر، فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/9 رقم53) .
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الفصل" (1/141) .
وأما رواية روح بن عبادة، فأخرجها البزار في "مسنده" (66) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1167) .
وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/36 رقم124) .
= ... وأما رواية عبد الرحمن بن مهدي، فأخرجها الخطيب في "الفصل" (1/142) .
وخالف هؤلاء جميعًا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، فرواه عن شعبة ومالك بن مغول، كليهما عن إسماعيل ابن أبي خالد، به موقوفًا كله؛ أخرج هذه الرواية الخطيب في "الفصل" (1/144- 145) .
(5/34)
عن النبيِّ (ص) قال: أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّكُمْ (1) تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (2) ، وَإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، أَوشَكُوا (3) أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ وَقَفَهُ ابنُ عُيَينةَ (4) ، ووكيعٌ (5) ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ (6) - عَنْ إسماعيلَ- ويونسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ (7) .
وَرَوَاهُ يونسُ، عَنْ طارقِ بْنِ [عبد الرحمن (8) ، و] (9) بَيَانِ بن
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «لعلكم» .
(2) الآية (105) من سورة المائدة.
(3) في (ك) : «وشكوا» .
(4) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (840) ، ومن طريقه أبو عمرو الداني في "الفتن" (337) .
(5) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12871) .
(6) لم نقف على من أخرج روايته، لكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/252) .
(7) ظاهر العبارة: أن يونس بن أبي إسحاق رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ موقوفًا، ولم نقف على من أخرج روايته، لكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/251) في عداد من رواه عن إسماعيل مرفوعًا.
(8) لم نقف على طريق طارق بن عبد الرحمن، ولكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/253) ، ولم يذكر من رواها عنه.
(9) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "العلل" للدارقطني (1/253) .
(5/36)
بشرٍ (1) ، عَنْ قيسٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ، موقوف (2) .
وَرَوَاهُ الحَكَمُ (3) ، عَنْ قيسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، موقوف (4) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأحسَبُ إسماعيلَ بْن أَبِي خالدٍ كَانَ يرفعُهُ مَرَّةً، ويُوقِفُهُ مَرَّةً (5) .
_________
(1) أخرج روايته ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/149 و150 رقم12872 و12875) من طريق جرير بن عبد الحميد وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، كلاهما عَنْ قيس، به موقوفًا.
وأشار إليها البزار في "مسنده" (1/138) .
(2) كذا، وهو على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) هو: ابن عُتيْبة، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (129) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (30/5) ، والضياء في "المختارة" (59) .
(4) من قوله: «ورواه الحكم ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
وقوله: «موقوف» - في بقية النسخ - يخرج على لغة ربيعة.
(5) أخرج الحديث أيضًا الحميدي في "مسنده" (3) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1166) كلاهما من طريق مروان بن معاوية الفزاري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37572) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/2 و7 رقم 1 و29) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) ، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن نمير وأبي أسامة حماد بن أسامة.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (4005) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (63) .
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/7 رقم30) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1) ، والترمذي في "جامعه" (2168 و3057) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (53/ عواليه) ، والبزار في "مسنده" (68) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1165) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (79) ، والبيهقي في "سننه" (10/91) ، جميعهم من طريق يزيد بن هارون.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/5 رقم16) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1168) ، والخطابي في "العزلة" (58) ، ثلاثتهم من طريق زهير بن معاوية.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (4338) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (86) ، وجعفر الخلدي في "فوائده" (ق62/ب) ، ثلاثتهم من طريق هشيم بن بشير. وأخرجه أبو داود أيضًا في الموضع السابق من طريق خالد بن عبد الله الطحان الواسطي. وأخرجه البزار = = في "مسنده" (65) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1169) ، كلاهما من طريق معتمر بن سليمان.
وأخرجه البزار أيضًا (67) من طريق زائدة بن قدامة الثقفي.
وأخرجه النسائي في التفسير من "الكبرى" (11157) من طريق عبد الله بن المبارك.
وأخرجه المروزي أيضًا (87) ، وأبو يعلى في "مسنده" (132) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/149 رقم12873) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1170) ، وابن حبان في "صحيحه" (304) ، جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (64) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6919) كلاهما من طريق محمد بن مسلم بن شريك الثقفي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (130 و131) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي وعمر بن علي المقدَّمي.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4153) من طريق عبد العزيز بن مسلم القَسْملي.
جميع هؤلاء رووه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به، برفع قوله: «إن الناس إذا رأوا المنكر ... » إلخ، عدا رواية زائدة بن قدامة؛ فإن البزار لم يذكر لفظها، واقتصر على الإشارة إلى رفعها.
قال الترمذي في الموضع الأول: «وهذا حديث صحيح. وهكذا روى غير واحد عن إسماعيل نحو حديث يزيد، ورفعه بعضهم عن إسماعيل وأوقفه بعضهم» .
وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه غير واحد عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ نحو هذا الحديث مرفوعًا. وروى بعضهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أبي بكر قولَه، ولم يرفعوه» .
وقال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي (ص) بهذا اللفظ إلا عن أبي بكر، عنه. وقد أسند هذا الحديث عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) جماعة، وأوقفه جماعة. فكان ممن أسنده شعبة وزائدة بن قدامة والمعتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وغيرهم» . اهـ.
وذكره الدارقطني في "العلل" (47) ، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، وقال: «وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مَرَّة فيسنده، ومَرَّة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر» . اهـ.
وذكره الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/140) من رواية شعبة، عن إسماعيل، به مرفوعًا كله، ثم قال الخطيب (1/141) : «هكذا روى معاذ بن معاذ العنبري هذا الحديث عن شعبة؛ جعله كله من كلام النبي (ص) ، ووهم في ذلك؛ لأن أول الحديث إنما هو من كلام أبي بكر الصديق إلى ما ذكر من الآية، وما بعد ذلك هو كلام النبي (ص) ؛ رواه كذلك عن شعبة مبيَّنًا مفصلاً محمد ابن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي ... » إلى أن قال (1/143- 144) : «وهكذا روى الحديث عن ابن أبي خالد عامة أصحابه، منهم زهير بن معاوية، وهشيم ابن بشير، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وعلي بن عاصم، وغيرهم، لم يختلفوا أن أول الحديث كلام أبي بكر الصديق، واختلفوا في آخره، فمنهم من رفعه إلى النبي (ص) ، ومنهم من وقفه» . اهـ.
وانظر تخريج الحديث في حاشية "سنن سعيد بن منصور" (840) .
(5/37)
............................
(5/38)
1789 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَحْيَى المَعَافِريُّ (2) ، عَنْ حَيْوةَ (3) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حبيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجانةَ؛ قَالَ: تَلا ابنُ عُمَرَ هَذِهِ الآيةَ: {وَإِنْ (4) تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} (5) ، الحديثَ (6) ؟
_________
(1) انظر ما سبق في المسألة رقم (1719) .
(2) في (ك) : «المغافري» .
(3) هو: ابن شُرَيح.
(4) في جميع النسخ: «إن» بلا واو.
(5) الآية (284) من سورة البقرة.
(6) وتمامه: [البَقَرَة: 284] {أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ، ثم قال ابن عمر: لئن آخَذَنا بهذه الآية لنهلِكنَّ، ثم بكى ابن عمر حتى سالت دموعه ... الحديث.
(5/39)
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ! وبين يزيدَ وسعيدٍ (1) : الزُّهريُّ (2) .
1790 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمةَ (4) ، عَن أَبِي هريرةَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا شَريكٌ (5) ، عن عبد الله بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي
_________
(1) قوله: «وبين يزيد وسعيد» في (ك) : «وبين سعيد» .
(2) أخرجه على هذا الوجه ابن جرير في "تفسيره" (6458) من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن مرجانة، عن ابن عمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/316 رقم 10769) من طريق عبد الله بن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، به.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (422) من طريق إبراهيم بن سعد، وابن جرير في "تفسيره" (6459) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1627) ، من طريق يونس بن يزيد، والطبراني (1/316 رقم 10770) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" = = (49/215) من طريق القاسم بن هزان، جميعهم عن الزهري، به.
ومن طريق الشافعي أخرجه الطحاوي (1626) ، والبيهقي في "المعرفة" (4628) .
وأخرجه المحاسبي في "فهم القرآن" (ص436) من طريق سليمان بن داود الطيالسي، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/404) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي (1628) من طريق أبي مروان محمد بن عثمان، جميعهم عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن من حدثه، عن سعيد بن مرجانة، به.
وقد ضعف الطحاوي الحديث بهذه الرواية حيث قال: «فوقفنا بذلك على أن ابن شهاب إنما حدث بهذا الحديث عن ابن مرجانة بلاغًا، ولم يحدث به سماعًا، فبطل بذلك هذا الحديث لبطلان إسناده» . لكن تقدم في بعض طرق الحديث تصريح الزهري بسماعه من سعيد ابن مرجانة.
وأصل الحديث أخرجه مسلم (126) من حديث ابن عباس ذ.
(3) انظر المسألة السابقة برقم (1670) .
(4) قوله: «عن أبي سلمة» مكرر في (ف) .
(5) هو: ابن عبد الله القاضي النخعي. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1670) .
(5/40)
كَثيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ، عَن أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَعَلَّمُوا سُورَةَ البَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثيرٍ (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ (2) ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) .
1791 - وسُئل (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارةَ (5) ، عَنْ وَهْب بْنِ ربيعةَ، عن (6) عبد الله ابن مسعودٍ قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بأستارِ الكعبةِ؛ إِذْ جَاءَ ثلاثةُ نفرٍ (7) : ثَقَفِيٌّ، وخَتَنَاه (8) قُرَشِيَّان، كَثيرٌ شَحْمُ بطونِهم، قليلٌ فِقْهُ قُلوبِهم، فَقَالَ [أحدُهُم] (9) :
_________
(1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1670) .
(2) هو: مَمْطور الحبشي.
(3) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو.
(4) قوله: «أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثوري» مطموس في (ت) . ورواية الثوري أخرجها في "تفسيره" (ص265) . ومن طريقه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/408 و442 و443- 444 رقم3875 و4221 و4238) ، ومسلم في "صحيحه" (2775) .
(5) هو: ابن عُمير كما سيأتي.
(6) قوله: «بن ربيعة عن» مطموس في (ت) .
(7) قوله: «الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ» مطموس في (ت) .
(8) الختَنُ في اللغة: كل مَنْ كان مِنْ قِبَلِ زوجة الرجل من محارمها من الرجال والنساء الذين تحرُمُ عليهم وتضع خمارها عندهم. والجمع: أَخْتان. "الزاهر" للأزهري (ص376) ، و"المصباح المنير" (1/164) .
(9) كذا في (ش) ومصادر التخريج، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «أحدهما» ، وظاهرُه: أنه أحد القُرَشيَّيْنِ، والذي في مصادر التخريج أنه واحد منهم غير معين، ويؤيده ما وقع في بعض مصادر التخريج: «فقال بعضهم لبعض» . وقوله بعد ذلك: «الآخر» هو بمعنى «واحد منهم» ، أي: غير معين أيضًا. وانظر "المصباح" (أخ ر/1/7) .
(5/41)
أَتَرَى الله يَسمَعُ ما قلنا؟ فَقَالَ الآخرُ: إِذَا رَفَعْنَا سَمِعَ (1) ، وَإِذَا خَفَضْنا لَمْ يَسمَعْ، فَقَالَ الآخرُ: إِنْ كَانَ يسمعُ إِذَا (2) رَفَعْنا إنَّهُ يَسْمَعُ (3)
إِذَا خَفَضْنا. فأتيتُ النبيَّ (ص) فذكرتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ ... } الآية (4) .
ورواه (5) أبو معاويةَ (6) ،
_________
(1) من قوله: «أبو زرعة» في بداية المسألة إلى هنا في موضعه بياض في (ك) .
(2) قوله: «إذا» سقط من (ت) و (ك) .
(3) قوله: «إنَّه يسمع» في (أ) و (ش) : «يسمع» ، وفي (ف) : «سمع» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وفي مصادر التخريج: «فإنه يسمع» ، وكلُّ ذلك صواب، ودونك وجهَهُ:
أما ما في مصادر التخريج: فهو الجادَّة؛ لأنَّ جواب الشرط جملة اسمية، فاقترن بالفاء. وما أثبتناه من (ت) و (ك) : جار على قول من يجيز حذف الفاء من جواب الشرط مطلقًا شعرًا ونثرًا، وهو مذهب الأخفش؛ وقد اختار ابن مالك - في "شواهد التوضيح" (ص288-289) - مذهب المجيزين لحذف الفاء مطلقًا. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/65) ، و"مغني اللبيب" (ص171) ، و"أوضح المسالك" (4/190-191) ، = = و"شرح الأشموني" (3/261-265) ، و"همع الهوامع" (2/555-556) ، و"خزانة الأدب" (9/52) ، و"تاج العروس" (20/393) ، و"فتح الباري" (5/366) ، و"الحديث النبوي" لمحمود فجال (ص288-289) .
وفي (ف) وقع فعلُ الشرط وفعلُ الجواب ماضيين، وهو جائز في العربية.
وأما في (أ) و (ش) : فقد وقع الجوابُ مضارعًا، وفعلُ الشرط ماضٍ؛ فيجوز في الجواب: رفعُهُ وجزمه، غير أن الرفع قوي وحسن، والجزم غير قوي، وقد حرَّر ذلك السيوطي في "همع الهوامع" (2/557-558) .
(4) الآية (22) من سورة فصلت.
(5) في (أ) و (ش) : «وروى» .
(6) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/381 و426 و442 رقم3614 و4047 و4222) ، والترمذي في "جامعه" (3249) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5204) ، والطبراني في "الكبير" (10/113 رقم10134) .
(5/42)
وعليُّ (1) بْنُ مُسْهِر (2) ، وابنُ أَبِي زائدةَ (3) ؛ عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارةَ بنِ عُمَيرٍ، عن عبد الرحمن بن يزيدَ؛ قال: قال عبد الله ... ، وذكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ قَدِيمًا قَالَ: عَنْ وَهْبِ بْنِ ربيعةَ. والثَّوريُّ أحفظُهُمْ كُلِّهِمْ (4) .
_________
(1) إلى هنا انتهى الوجه الأول من الورقة (194) من نسخة (ش) ، ثم حصل بعده خلل في ترتيب الأوراق، فجاءت تتِمَّة المسألة في الورقة (203/ب) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/113- 114 رقم10135) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/163) تعليقًا من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
(3) هو: يحيى بن زكريا.
(4) قال البخاري في الموضع السابق: «قال قبيصة: قيل للأعمش: إن سفيان يقول: إنما هذا عن وهب بن ربيعة. فجعل الأعمش يهمهم في نفسه كأنه يعد حديث عمارة. فقال: صدق سفيان» .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (10/113 رقم 10133) ، والدارقطني في "العلل" (5/280) من طريق قبيصة بن عقبة، عن قطبة بن عبد العزيز أنه قال: قال فلان للأعمش ... فذكر نحو الكلام السابق.
وذكر الدارقطني في "العلل" (881) الاختلاف على الأعمش، وقال: «والقول قول سفيان الثوري وعبد الله ابن بشر» .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4816 و4817 و7521) ، ومسلم (2775) من طريق أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن ابن مسعود، به.
(5/43)

======


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزُّهْدِ
1792 - قَالَ أَبُو محمدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلمُ بنُ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ شُعبةَ، عَنْ يزيدَ بْنِ خُمَيرٍ، عَنْ سليمانَ (3) بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الدرداءِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيرًا؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثَنا مسلمٌ. وحدَّثنا أَبُو عُمَرَ الحَوْضيُّ (4) ،
عَنْ شُعبةَ (5) ، عَنْ يزيدَ بْنِ خُمَيرٍ، عَنْ سليمانَ، عن ابنِ ابْنَتِ (6)
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط.
(2) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (210) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/142) ، والحاكم في "المستدرك" (4/320) من طريق علي بن عبد العزيز، وابن الأعرابي في "معجمه" (1123) من طريق إبراهيم ابن فهد، والبيهقي في "الشعب" (772) من طريق عبد الله بن محمد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/216) من طريق محمد بن يونس، جميعهم (عبد ابن حميد، وعلي وإبراهيم، وعبد الله ومحمد) عن مسلم بن إبراهيم، به. وأخرجه البزار في "مسنده" (4124) من طريق الحسن بن يحيى، وعبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ سليمان بن مرثد، عن ابنة أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرَدْاءِ مرفوعًا.
(3) قوله: «سليمان» مطموس في (ك) .
(4) هو: حفص بن عمر. وروايته أخرجها أبو داود في "الزهد" (214) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34591) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/143) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عن سليمان = = ابن مرثد قال: سمعت ابنة أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرَدْاءِ. قال العقيلي- كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1/619) ، وفي "لسان الميزان" (3/105) -: «وهذا أشبه» . ولم نجده في المطبوع.
(5) في (أ) و (ش) : «سعيد» بدل: «شعبة» .
(6) كذا رسمت في جميع النسخ؛ بالتاء المفتوحة وهو عربي صحيح، وانظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (6) .
(5/44)
أَبِي الدرداءِ، عَنْ أَبِي الدرداءِ؛ قَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ ... ، مَوْقُوفٌ (1) .
قَالَ أَبِي: وهذا أشبهُ، وموقوف أصحُّ (2) ، وأصحابُ شُعبةَ لا يَرفَعُونَ هذا الحديثَ (3) .
1793 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيزِ بنُ مسلمٍ القَسْمَلِيُّ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ (6) ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لأصحابِهِ: خُذُوا جُنَّتَكُمْ، قَالُوا: مِنْ عدوٍّ حَضَرَ؟! قَالَ: لاَ ... ، فذكر الحديثَ (7) ؟
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «وهو موقوفً أصحُّ» ، والأصل: وهو أصحُّ موقوفًا؛ ونُصِبَ «موقوفًا» على الحال، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة.
(3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء إلا من هذا الوجه، وقد روي عن غير أبي الدرداء، عن النبي (ص) من وجوه أصح من هذا» ثم قال: «ولا نعلم هذا الحديث أسنده عن شعبة إلا مسلم، وقد رواه جماعة غير مسلم، عن شعبة، فأوقفوه عن أبي الدرداء» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/102 رقم11997) ، والبخاري في "صحيحه" (4621 و6486) ، ومسلم (2359) من حديث أنس.
وأخرجه أحمد أيضًا (6/81 رقم24520) ، والبخاري (1044) ، ومسلم (901) من حديث عائشة. وأخرجه أحمد (2/257 رقم7499) ، والبخاري (6485 و6637) من حديث أبي هريرة.
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(5) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" بفتح القاف. وضُبِطَ بكسرها. انظر "الكاشف" (1/658) مع التعليق عليه. وسيأتي تخريج هذه الرواية.
(6) قوله: «المقبري» ليس في (ش) .
(7) وتمامه: قال: «لا، ولكن جُنَّتُكُمْ من النار قولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ فإنهنَّ يَأتِينَ يوم القيامة مجنِّبَاتٍ ومعقِّباتٍ، وهن الباقياتُ الصالحات» .
(5/45)
قَالَ أَبِي: كُنَّا نُرَى أنَّ هذا غريبٌ، كان حدَّثَنا به أَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ (1) ، حَتَّى حدَّثَنا أحمدُ بْنُ يونسَ (2) ،
عَنْ فُضَيلٍ - يَعْنِي: ابنَ عِيَاضٍ- عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رجلٍ (3) مِنْ أَهْلِ الإسكندريةِ، عن النبيِّ (ص) ؛ فعلمت أنه (4) قد أفسَدَ على عبدِالعزيز بن مسلمٍ، وبَيَّنَ
_________
(1) هو: حفص بن عمر، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10684) ، والحاكم في "المستدرك" (1/541) .
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/34) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، والعقيلي في "الضعفاء" (3/17- 18) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (111) من طريق حرمي بن حفص، والطبراني في "الأوسط" (4027) ، وفي "الصغير" (407) ، وفي "الدعاء" (1682) من طريق داود بن بلال السعدي، والبيهقي في "الشعب" (598) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير، جميعهم عن عبد العزيز بن مسلم، به. وجاء عند العقيلي: «حرمي بن عثمان» .
وعلقه البخاري في"التاريخ الكبير" (6/122) ، وفي "الأوسط" (2/40) عن عبد العزيز بن مسلم، به. وجاء في المطبوع من "التاريخ الكبير": «عبد العزيز بن سلمة» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/18) من طريق سهيل، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ بعسقلان، عن النبي (ص) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29720) من طريق أبي خالد الأحمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/122) ، وفي "الأوسط" (2/41) من طريق عمر بن علي المقدمي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عبد الجليل بن حميد، عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران، عن النبي (ص) .
جاء في مطبوع "التاريخ الكبير": «عن عمر بن علي وعن ابن عجلان» .
وجاء في مطبوع "التاريخ الأوسط": «خالد بن أبي عسران» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/18) .
وسيأتي في كلام الدارقطني آخر المسألة: أن ابن عيينة رواه عن ابن عجلان، عن النبي (ص) .
(3) قوله: «رجل» مطموس في (ت) .
(4) قوله: «أنه» مطموس في (ت) .
(5/46)
عورتَهُ، وحديثُ فُضَيلٍ أشبهُ (1) .
1794 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (2) ،
عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ أبي وائل (5) ، عن عبد الله (6) - عن النبيِّ (ص) -: كيفَ لِي أَنْ أعلمَ إِذَا أَحسَنتُ أَنِّي أَحسَنتُ؟ ... وَذَكَرَ الحديثَ (7) ؟
_________
(1) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الكبير" بعد أن ذكر رواية عبد الجليل ثم رواية سعيد المقبري: «والأول أصح» . وقال في "التاريخ الأوسط" (2/42) : «ولا يصح فيه المقبري ولا أبو هريرة» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1474) : «يرويه محمد ابن عجلان واختلف عنه؛ فرواه عبد العزيز بن مسلم القسملي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، وخالفه أبو خالد الأحمر؛ فرواه عن ابن عجلان، عن عبد الجليل بن حميد، عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران: أن النبي (ص) قال، مرسلا. ورواه ابن عيينة، عَنِ ابْنِ عجلان مرسلاً، لم يجاوز به ابن عجلان، وقول أبي خالد الأحمر أصحها» .
(2) روايته في "الجامع" لمعمر (19749/برواية عبد الرزاق) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/402 رقم 3808) ، وابن ماجه في "سننه" (4223) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص42) ، والشاشي في "مسنده" (483) ، وابن حبان في "صحيحه" (525 و526) ، والطبراني في "الكبير" (10/193 رقم 10433) ، وفي الأوسط (2982) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/43) ، والبيهقي في "السنن" (10/125) . قال الطبراني في "الأوسط": «لم يروه عن منصور إلا معمر، ولا يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه» .
وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث منصور، لم نسمعه إلا من هذا الوجه» .
(3) في (ك) : «عمرو» . ومعمر هو: ابن راشد.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) هو: شقيق بن سلمة.
(6) هو: ابن مسعود ح.
(7) الذي في مصادر التخريج: «عن عبد الله بن مسعود، قَالَ: قَالَ رجلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) : كَيْفَ لِي أنْ أَعْلَمَ إِذَا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟ قال: إذا سمعتَ جيرانَكَ يقولون: قد أحسنتَ، فقد أحسنتَ، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأتَ، فقد أسأتَ» .
(5/47)
قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ شُعَيب (2) ، عَنْ مَنصور، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّاد، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قالا: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ.
1795 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل (4) ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه هناد في "الزهد" (1040) ، وابن ماجه في "سننه" (4222) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/393) تعليقًا، والبيهقي في "السنن" (10/125) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي، عن النبي (ص) .
(3) كذا، وهو على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) اختُلف على ابن فضيل في هذا الحديث؛ فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5672) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي، عنه، به.
ومن طريق ابن حبان أخرجه الضياء في "المختارة" (10/273- 274 رقم 286) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26570) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1464) من طريق محمد بن المثنى، وأبي كريب محمد بن العلاء، جميعهم (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وأبو كريب) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به.
وتابع محمد بن فضيل على روايته بالوجه الأول كلٌّ من:
عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4175) ، وابن عدي في "الكامل" (5/263) ، والضياء في "المختارة" (10/273 و274 و275 رقم 285 و287) ومن طريق ابن ماجه أخرجه الضياء أيضًا (10/272- 273 رقم 284) .
وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/363) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عنه، به.
= ... وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (285) عن سفيان بن عيينة وَجَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1463) من طريق محمد بن قدامة، عن جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
(5/48)
النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: إنَّ الكِبْرِيَاءَ رِدَائِي، والعَظَمَةَ إزَارِي؟
قَالَ أَبِي (1) : أَخْطَأَ مَنْ قَالَ هَذَا؛ رَوَاهُ وُهَيْبٌ (2) ،
عن عطاء، عن
_________
(1) قوله: «أبي» مكرر في (ف) .
(2) هو: ابن خالد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2509) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/414 رقم 9356) ، وأبو داود في "سننه" (4090) ، وابن حبان في "صحيحه" (328 و5671) ، والبيهقي في "الشعب" (8158) من طريق حماد بن سلمة، والطيالسي أيضًا (2509) ، وهناد في "الزهد" (825) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والحميدي في "مسنده" (1183) ، وابن راهويه في "مسنده" (285) ، والإمام أحمد (2/248 رقم 7382) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1465) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد أيضًا (2/376 رقم 8894) من طريق الثوري، وأيضًا (2/442 رقم 9703) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1079) من طريق عمار بن محمد، وأحمد أيضًا (2/427 رقم 9508) من طريق ابن علية، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1047) ، والدولابي في "الكنى" (2/113) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله، وابن عدي في "الكامل" (5/364) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/290) من طريق عمارة بن رزيق، والبغوي في "تفسيره" (4/130) من طريق إبراهيم بن طهمان، جميعهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به.
وجاء في بعض المصادر: «عَطَاءٍ، عَنْ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أبي هريرة» ، وفي بعضها «الأغر» ولم يُنسَب.
ومن طريق هناد أخرجه أبو داود في "سننه" (4090) ، وابن ماجه (4174) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/363) من طريق أبي الأحوص سلام بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن أبيه، عن ابن عمرو، به.
ثم قال: «وهذه الرواية عن عطاء غير محفوظة، وإنما يرويه عن عطاء، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة» .
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2620) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، به.
(5/49)
سَلْمَانَ الأَغَرِّ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (2) .
1796 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَوْن بْنُ سلاَّم (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلي (5) ، عَنِ الأعمَش (6) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (7) ، عَنْ عبد الله،
_________
(1) في (أ) : «الا» ، وفي موضع الكلمة بياضٌ في (ش) .
(2) ذكر الدارقطني في "العلل" (8/289-291) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح حديث الأغر عن أبي هريرة» .
(3) في (ت) : «سألت» بلا واو. ونقل الذهبي في "الميزان" (4/496) قول أبي حاتم.
(4) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (602) ، والطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10446) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (55) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/107) ، والبيهقي في "الشعب" (4584) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/410) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (18) من طريق عبد الجبار بن محمد العطاردي، عن أبي بكر النهشلي، به.
ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/436) .
قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، تفرَّد به عنه أبو بكر النهشلي» .
(5) في (أ) و (ش) : «ابن النهشلي» ، قال الذهبي في الموضع السابق في ترجمة أبي بكر: «في اسمه أقوالٌ، ولا يكاد يُعرَف إلا بكُنيته» .
(6) قوله: «عن الأَعْمَش» سقط من (ف) .
(7) هو: شقيق بن سلمة.
(5/50)
عن النبيِّ (ص) قال: أَكْثَرُ خَطَايَا بُنَيِّ (1) آدَمَ فِي لِسَانِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ (2) باطلٌ.
1797 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ،
عن
_________
(1) كذا رسمت - بلا ضبط - في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «ابن» . و «بُنَيٌّ» تصغير «ابن» .
(2) قوله: «حديث» ليس في (ف) .
(3) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/527) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث بنحو مما هنا. وستأتي هذه المسألة برقم (1816) ، وانظر المسألة رقم (1841) ، و (1918) .
(4) هو سفيان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27742) ، وفي "المسند" (179) ، والحميدي في "مسنده" (105) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/376 رقم 3568) ، والمروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1044) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (4252) ، والبزار في "مسنده" (1926) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4969 و5129) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) ، وفي "شرح المشكل" (1465) ، والحاكم في "المستدرك" (4/243) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/248- 249) .
وتابع سفيانَ بن عيينة على روايته بهذا الوجه كلٌّ من:
سفيان الثوري، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27743) ، وأحمد في "المسند" (1/433 رقم 4124) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/135- 136) ، والبغوي في "الجعديات" (1738) ، والشاشي في "مسنده" (237) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/80) ، والطبراني في "الأوسط" (6799) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (14) ، والخطيب في "الموضح" (1/248) ، والبيهقي في "الشعب" (6631) .
وعمر بن سعيد أخو سفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، والطبراني في "الأوسط" (5864) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/312) ، والخطيب في "الموضح" (1/249- 250) .
وعبد الرحمن بن ثابت، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6799) ، وفي "مسند الشاميين" (237) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/423 رقم 4014 و4016) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، والإسماعيلي في "معجمه" (409) ، والخطيب في "الموضح" (1/254) ، وفي "تالي تلخيص المتشابه" (33) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، به.
وأخرج الحميدي في "مسنده" (105) عن ابن عيينة أنه قال: وحدثنا أبو سعد - يعني البقَّال - عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) بمثله، والذي حدثنا به عبد الكريم أحبُّ إليَّ؛ لأنه أحفظ من أبي سعد.
ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا.
وتابع سفيانَ بن عيينة في روايته عن أبي سعد البقال كلٌّ من:
هشيم، وروايته أخرجها المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1048) وجاء عنده موقوفًا على ابن مسعود.
والحسين بن صالح، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/14) ، والبيهقي في "الشعب" (6633) .
والأعمش، وروايته أخرجها ابن بشران في "أماليه" (121) .
ويعلى بن عبيد، وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (1/258) .
قال ابن عدي: «قال لنا ابن عبد العزيز - يعني أبا القاسم البغوي - ولا أحسَبُ أبا سعد سمعه عن ابن معقل، وقد بلغني عن شريك أنه قال: حدثت أبا سعد، عن عبد الكريم، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، قال شريك: فتركني وترك عبد الكريم وترك زيادً، ورواه عن ابن معقل نفسه ... ثم قال ابن عدي: وهذا الذي حكى البغوي عن شريك أنه حدَّث أبا سعد بهذا الحديث فدلس في هذا الحديث أبو سعد فترك شريكً وعبد الكريم وزيادً، وحدَّث عن عبد الله بن معقل نفسه - فغير منكر هذا؛ لأن شريكً قد روى عنه غير أبي سعد من الأجلاَّء» .
(5/51)
عبد الكريم الجَزَرِيِّ، عن زياد ابن أبي مريمَ، عن عبد الله بْنِ مَعْقِل؛ قَالَ: دخلتُ مَعَ أبي عَلَى (1) عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أنت (2)
_________
(1) قوله: «على» مكرر في (ك) .
(2) قوله: «أنت» ليس في (أ) و (ش) .
(5/52)
سمعتَ رسول الله (ص) يقولُ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ ابْنُ عُيَينةَ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زيادُ (2) بنُ الجَرَّاح، وَلَيْسَ هُوَ (3) بِزِيَادِ بْنِ أَبِي مريمَ. سمعتُ مِنْ مُصْعَبِ بنِ سَعِيدٍ الحَرَّانيِّ يقولُ: عن عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّهُ قَالَ لابْنِ عُيَينة: أَنَا رأيتُ زيادَ بنَ الجَرَّاح، وَلَيْسَ هُوَ زيادَ بنَ أَبِي مريمَ (4) .
قلتُ: والدَّليلُ عَلَى صحَّةِ ما قاله عُبَيدالله ابن عمرو (5) :
ما حدَّثَنا يونسُ بْنُ حَبِيب (6) ،
عَنْ أَبِي داود الطَّيالسيِّ، عَنْ زُهَير بْن معاوية،
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/528) : «قد روى هذا الحديثَ سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، كما رواه ابن عيينة؛ فدلَّ أن عبد الكريم قال مرة: زياد بن الجراح، ومرة قال: زياد بن أبي مريم، والصَّحيح: زياد بن الجراح» .
(2) في (ف) : «زيد» .
(3) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(4) من قوله: «سمعت من مصعب ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) في (ت) : «عمر» . واختُلف على عُبَيدالله بن عمرو؛ فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (4563) من طريق عبد الله بن جعفر، والخطيب في "الموضح" (1/252) من طريق جندل بن والق، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح، به.
ومن طريق ابن أبي خيثمة أخرجه الشاشي في "مسنده" (272) .
وأخرجه الخطيب أيضًا (1/250) من طريق علي بن حجر، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن زياد ابن أبي مريم، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق عمرو بن خالد، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مريم وابن الجراح، عن عبد الله بن معقل، به.
(6) رواية يونس بن حبيب، عن الطيالسي في "مسند الطيالسي" (380) ، ومن طريق يونس أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/251) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق الهيثم بن جميل، والشاشي في "مسنده" (270) من طريق مالك بن إسماعيل، والشاشي أيضًا (273) ، والخطيب في "الموضح" (1/249) من طريق يحيى بن يحيى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/154) من طريق يحيى بن أبي بكير، وفي "الشعب" (6630) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، جميعهم عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/422- 423 رقم 4012) من طريق الفرات بن سليمان الجزري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/136) ، والشاشي في "مسنده" (271) ، والخطيب في "الموضح" (1/253) ، وفي "تلخيص المتشابه" (1/280) من طريق ابن جريج، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (5081) ، والبغوي في "الجعديات" (1739 و2256) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1943) ، والبيهقي في "الشعب" (6632) ، والخطيب في "الموضح" (1/251) من طريق شريك بن عبد الله، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق عمرو بن خالد، والطبراني في "الصغير" (80) من طريق النضر ابن العربي، جميعهم عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح - وفي بعض المصادر جاء زياد غير منسوب - عن عبد الله معقل، به.
وجاء في إسناد الخطيب عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
(5/53)
عن عبد الكريم الجَزَريِّ (1) ، عن زيادٍ - وليس بابن أبي مريمَ - عن عبد الله بْن مَعْقِل (2) ، عَنِ ابْن مَسْعُود، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) في (ك) : «الخدري» .
(2) في (ك) : «مغفل» .
(3) قال ابن معين: «إنما هو: عن زياد بن الجراح، ليس هُوَ زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ» . "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (4/477) . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/190-193) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصَّحيح ما رواه الثوري وأخوه عمر بن سعيد ومن تابعهما، عن عبد الكريم، عن زياد - أي: ابن الجراح - عن ابن معقل؛ أنه كان مع أبيه مع ابن مسعود، فسمعه يقول، عن النبي (ص) ، مرفوعًا» . وانظر "الكامل" لابن عدي (4/14) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/247 فما بعدها) وهو مهم، و"تهذيب التهذيب" (1/653) ترجمة زياد بن أبي مريم.
(5/54)
1798 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زكريَّا (2) ، عَنْ عمَّار (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) فِي جانبِ دُوْرِ (4) الأَنْصَارِ، فأبصَرَ قُبَّةً مبنيَّةً، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ القُبَّةُ؟ (5) ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلاَّ بِنَاءَ كَفٍّ (6) - يَعْنِي (7) : يَسْتُرُ - ... وذكر الحديثَ (8) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عمر العدني - كما في "المطالب العالية" (3269) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/87) تعليقًا.
قال البيهقي في "الشعب" (19/309- 310) : «رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمد بن أبي زكريا التيمي، وقيل: عنه عن محمد بن جابر بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ عَمَّارٍ شيخ له عن أنس، عن النبي (ص) في البناء» .
= ... وأخرجه البزار في "مسنده" (3644/كشف الأستار) من طريق علي بن الفضل الكرابيسي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمد بن أبي بكر الثقفي، عن عامر - يعني الشعبي - عن أنس، به.
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن الشعبي عن أنس إلا بهذا الإسناد» .
(2) قال البخاري في الموضع السابق: «محمد بن أبي زكريا التميمي، عن عمار شيخ له، عن أنس، عن النبي، في البناء. روى عنه مروان بن معاوية ... وقال بعضهم: عن مروان، عن محمد بن جرير بن أبي زكريا» .
(3) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/27) : «عمار المدني، عن أنس، روى عنه محمد بن أبي زكريا، فيه نظر» .
(4) في (ت) و (ك) : «دون» .
(5) كذا في جميع النسخ، دون ذكر لجواب أنس، وفي مصادر التخريج: «فقلت: لفلانٍ رجل من الأنصار» .
(6) والذي في "المطالب العالية": «بناءَ كَفَافٍ» ، والمعنى قريبٌ، وفي "القاموس" (كفف -ص849) : والكفافُ من الرزق: ما كَفَّ عن الناس وأغنى، كالكَفَفِ. وفي بعض طرق الحديث الأخرى: «إلا ما كان هكذا» ؛ وأشار بكفه. وفي بعضها: «إلا ما لابد منه» .
(7) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) .
(8) تمامه - كما في "المطالب العالية"-: فبلغ ذلك الرجل الأنصاريَّ ح؛ فكسرها، ثمَّ إنَّ النبيَّ (ص) مرَّ بعد ذلك، فلم يَرَهَا، فقال: «يا أنس، ما فَعَلَتِ القُبَّةُ؟» قلت: بلَغَ صاحِبَهَا قولُك، فكسَرَها، قال: «غفر الله له!» .
(5/55)
قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ، وَأَنَّهُ أَبُو عمَّارٍ زيادُ بنُ مَيْمون (1) ، وابنُ أَبِي زكريَّا مجهولٌ (2) .
1799 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُطْبَةُ بنُ العلاء (3) ، عن الثَّوري، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : مَا ذِئْبَان ِ ضَارِيَان ِ فِي حَظِيرَةٍ ... (4) .
قلتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ أيضًا عبدُالمَلِكِ الذِِّمَارِيُّ (5) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/215- 216) من طريق الثوري، عن أبي عمارة، عن أنس، به. هكذا جاء عنده: «أبو عمارة» ، وكذا جاء في "التاريخ الكبير" (3/370) في ترجمة زياد بن ميمون.
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/261) : «محمد بن أبي زكريا التميمي، روى عن عمار شيخ له، عن أنس، روى عنه مروان بن معاوية، نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول، أرى أن عمارًا هو وهم؛ وإنما هو: أَبُو عَمَّارٍ زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ» .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (17) ، والبزار في "مسنده" (3608/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/487) ، والطبراني في "الصغير" (944) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/89) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (812) ، والبيهقي في "الشعب" (9784) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/460) .
(4) الحديث بتمامه - كما في "المعجم الصغير" للطبراني -: «ما ذئبان ضاريان باتا في حظيرةٍ فيها غنمٌ يفترسانِ ويأكلان بأسرعَ فسادًا فيها من طَلَبِ المال والشَّرف في دين المسلم» .
(5) هو: ابن عبد الرحمن، وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (15) ، وفي "الإشراف في منازل الأشراف" (411) ، والطبراني في "الأوسط" (772) ، وفي "الصغير" (945) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/89) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (811 و813) ، والبيهقي في "الشعب" (9785) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/294) من طريق سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، به. قال ابن عدي: «وهذا وإن كان قد رُوي عن الثوري، فإنه من حديث ابن عيينة، عن الثوري غير محفوظ» .
(5/56)
سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الجَحَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) مِثلَهُ (3) ، أيُّهما أصحُّ؟
فَقَالا: جَمِيعًا واهِيَيْنِ (4) ، والصَّحيحُ: عَنِ الثَّوريِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عن النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَرَى أَنْ يكونَ أخَذَ الثَّوريُّ (5) هَذَا الحديثَ عن
_________
(1) هو: داود بن أبي عَوْف التميمي.
(2) هو: سلمان الأشجعي.
(3) قوله: «مثله» سقط من (ك) .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «واهيان» ؛ لأنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هما جميعًا واهيان» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، وذكرنا لمثله وجوهًا في المسألة رقم (25) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن المبارك في "الزهد/زوائد نعيم بن حماد على المروزي" (181) عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34369) ، وفي "المسند" (498) من طريق عبد الله بن نمير، والإمام أحمد في "المسند" (3/456 رقم 15784) من طريق عيسى ابن يونس، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (14) ، وابن حبان في "صحيحه" (3228) من طريق إسحاق الأزرق، جميعهم عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه أحمد في "المسند" (3/460 رقم 15794) ، والدارمي في "مسنده" (2772) ، والترمذي في "جامعه" (2376) ، والطبراني في "الكبير" (19/96 رقم 189) ، والبغوي في "تفسيره" (2/173) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني أيضًا (19/96 رقم 189) .
(5/57)
زكريَّا بْن (1) أَبِي زائدة، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارَة، عَنْ ابْنِ كَعْب (2) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَصلَ لحديثِ قُطْبَة (3) ، ولا لحديث عبد الملك الذِّمَاري (4) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ أزَلْ أطلُبُ أَثَرَ هَذَا الحديثِ حَتَّى رأيتُ في كتاب عبد الصَّمد بْنِ حسَّان، عَنِ الثَّوري؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) . وَرَوَاهُ (6) أَيْضًا قَبِيصَةُ عَنِ الثَّوري: قال: قال (7) رسولُُ الله (ص) .
1800- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحَارِبي (9) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ عُرْوَة، عن
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) في (ك) : «كعيب» .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «ويُروى في هذا الباب عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ولا يصحُّ إسناده» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «لم يتابع قطبة على هذه الرواية أحدٌ عن الثوري» .
(4) قال الطبراني في "الأوسط" (772) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا عبد الملك الذِّماري» .
(5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ف) : «وروى» .
(7) قوله: «قال» الثانية من (ف) فقط.
(8) انظر المسألة الآتية برقم (1827) .
(9) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (276) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (499 و500) .
(5/58)
عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ... مَنِ التَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ ... (1) ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعبة (2) ،
عَنْ وَاقِدِ بْنِ محمَّد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ (4) ، عَنْ عائِشَة، موقوف (5) ؛ وهو الصَّحيحُ.
_________
(1) الحديث بتمامه: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِي اللهُ عَنه، وأَرْضَى عنهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ، سَخِطَ اللهُ علَيهِ، وأَسْخَطَ علَيهِ النَّاسَ» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص205) من طريق أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (1593) عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن واقد، عمَّن حدثه عن القاسم بن محمد، به.
ورواه عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ واختُلف عليه، فأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (891) ، وفي "الأسماء والصفات" (1059) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني، وأيضًا في "الأسماء والصفات" (1060) من طريق الحسن بن مكرم، كلاهما عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، به موقوفًا.
قال البيهقي في "الأسماء والصفات": «قال الحسن بن مكرم في كتابي هذا موضعين: موضع موقوف، وموضع مرفوع أن النبي (ص) قال» .
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1524) ، والجوزجاني في "الشجرة في أحوال الرجال" (ص8- 9) عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ به، مرفوعًا.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/38) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (890) من طريق الحسن بن مكرم، عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، به مرفوعًا.
ومن طريق الجوزجاني أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (277) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (501) . وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (892) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به مرفوعًا.
(3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(4) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
(5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/59)
قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: إمَّا مِنَ المُحَارِبي، وإمَّا (1) من عُثْمَان (2) .
1801 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ (4) ، عَنِ الْعَلاءِ بن المُسَيَّب، عن عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (5) ، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَانَ المَرْءُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ إِذَا عَمِلَ العَامِلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي نَهَاهُ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ جَالَسَهُ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: لا أَعْرِفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة؛
_________
(1) في (ف) : «أو» بدل: «وإمَّا» .
(2) قال العقيلي في "الضعفاء" (3/343) : «ولا يصحُّ في الباب مسندًا، وهو موقوف من قول عائشة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/42/أ) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «ورفعُه لا يثبت» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (ص332) .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2734) و (2797) .
(4) هو: ابن عبد الله الواسطي. وقد اختُلف على خالد في هذا الحديث، فأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1163) ، والدارقطني في "العلل" (5/288) من طريق عمرو بن عون، عن خالد الواسطي، به.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5094) من طريق وَهْب ابن بقية، عن خالد الواسطي، عن العلاء، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه الثعلبي في "تفسيره" (4/96) ، والبغوي في "تفسيره" (1/700- 701) وقد اختُلف على العلاء بن المسيب في هذا الحديث. انظر المسألة الآتية برقم (2797) .
(5) هو: ابن عبد الله بن مسعود.
(5/60)
وَإِنَّمَا رَوَاهُ عليُّ بْنُ بَذِيمَة (1) ، عن أبي عُبَيْدة، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) .
وَيَرْوِيهِ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (3) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سالمٍ الأَفْطَس (4) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «نديمة» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/391 رقم 3713) ، وأبو داود في "سننه" (4336) ، والترمذي في "جامعه" (3047 و3048) ، وابن ماجه في "سننه" (4006) ، وابن جرير في "تفسيره" (12307 و12310) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1164) ، والطبراني في "الكبير" (10/145- 146 رقم 10264- 10266) من طرق عن علي بن بذيمة، به.
ورواه الثوري، عن علي بن بذيمة، واختُلف عليه، فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/194) عن الثوري، عن علي بن بذيمة، به. وكذا أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/288) من طريق عباد بن موسى، عن الثوري، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3048) ، وابن ماجه في "سننه" (4006) ، وابن جرير في "تفسيره" (12309) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن جرير أيضًا (12311) من طريق وكيع، كلاهما عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن النبي (ص) .
وأخرجه ابن جرير (12308) من طريق المؤمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن علي ابن بذيمة، عن أبي عبيدة أظنه عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، به.
قال الدارقطني في "العلل" (862) : «يرويه مؤمل، عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله، ووهم في ذكر مسروق، وخالفه أبو بكر الحنفي وعلي بن قادم وعباد بن موسى؛ فرَوَوه عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن عبد الله، وغيرهم يرسله عن الثوري ولا يذكر فيه ابن مسعود، والمرسل أصحُّ من المتصل» .
وقال أيضًا في (889) : «ولا يصحُّ ذكر مسروق» .
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) سيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2797) .
(4) هو: ابن عجلان.
(5/61)
والحديثُ مَرجِعُهُ (1) إلى أَبِي عُبَيدة (2) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) (3) .
1802 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به فقال: حدَّثنا زكريَّا بنُ يَحْيَى الخَزَّازُ (4) المُقْرئ (5) البَصْري (6) ،
عن عبد الله ابن عيسى
_________
(1) في (ت) : «من جمعه» .
(2) من قوله: «عن النبي (ص) والحديث ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (889) بعد أن ذكر الخلافَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَالصَّحِيحُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عن عبد الله، وحديثُ عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن عبد الله» .
(4) كذا في (أ) و (ش) ، وكأن ناسخ (أ) حاول إصلاحها، ثم كتب في الهامش ما نصه: «بيان: الخراز» ، وفي (ت) : «الخزار» ، وفي (ك) : «الحزار» ، وهي مهملة في (ف) .
(5) في (ف) : «المقدسي» ، وفي (ك) : «المتمري» .
(6) أخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "التفسير" (19463) عن أبي زرعة، به. ورواية زكريا أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (250) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/286) ، والطبراني في "الكبير" (19/253 رقم 568) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/362) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "المختارة" (1/289 رقم 568) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (205) من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن عيسى، به. ثم قال البزار: «قال عبد الله بن عيسى: فحدثت به إسماعيل المكي، فحدثني بنحوه» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/252) ، والحاكم في "المستدرك" (3/286) من طريق هلال بن بشر، عن عبد الله بن عيسى، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ عمر في إسناده.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5216) ، والطبراني في "الأوسط" (2247) ، وفي "الصغير" (185) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/630) من طريق علي بن خشرم، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عبد الله بن كيسان، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ولم يذكر في إسناده عمر بن الخطاب.
وفيه أن المستضيف هو: أبو أيوب. بدل: أبو الهيثم.
(5/62)
أبي (1) خلف الخَزَّاز (2) ، عن يونس ابن عُبَيْد، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ (ص) عِنْدَ الظَّهيرة، فوجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ، قَالَ: أخرجَني الَّذِي أخرجَكَ، وَجَاءَ عمرُ بْنُ الخطَّاب، فَقَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، مَا أَخْرَجَكَ؟ ... ، فَذَكَرَ حديثَ (3) أَبِي الهَيْثَم بْنِ التَّيِّهَانِ (4) بطولِهِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) .
1803 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ المُؤَمَّل (6) ،
عَنْ سُفْيَانَ؛
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» .
(2) في (ت) و (ف) : «الخراز» ، وفي (ش) : «الحراز» ، وانظر "الجرح والتعديل" (5/127 رقم585) .
(3) في (ك) : «الحديث» .
(4) في (ت) : «البهان» .
(5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا رواه عن يونس إلا عبد الله بن عيسى» .
وقال العقيلي في الموضع السابق: «وقد رُوي في هذا الباب أحاديثُ من غير هذا الوجه صالحة الإسناد» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا أعلم رواه عن يونس بهذا الإسناد غير عبد الله بن عيسى» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/495) بعد أن رواه من طريق ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: «غريبٌ من هذا الوجه» .
(6) هو: ابن إسماعيل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (106) ، وابن جرير في "التفسير" (19721) .
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (2/319) عن سفيان الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، بنحوه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "التفسير" (18878) .
(5/63)
قَالَ: حدَّثنا حَبيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ؛ قَالَ: بَلَغَني أنَّ رَجُلا مرَّ بِنَبيِّ الله يعقوبَ _ج (1) قَدْ سقَطَ حاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيهِ، وَقَدْ رَفَعَهُمَا بخِرقَة، فَقَالَ: مَا بلغَ بِكَ (2) مَا أَرَى؟ قَالَ: طولُ الزُّمَانِ، وكثرةُ الأَحْزَانِ (3) ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: يَا يعقوبُ، تَشْكُونِي؟! قال: أَيْ (4) رَبِّ، خَطيئةٌ فاغفِرْها لِي!
قَالَ أَبِي: يُقَالُ: إنَّ الثَّورِيَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الحديثَ مِنْ حَبِيب؛ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أسلَمَ المِنْقَرِيِّ (5) عَنْ حَبِيب (6) .
1804 - وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن المُسَيّب الثَّقَفي (8) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يَا عِبَادِي (9) ، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «بنبي الله (ص) يعقوب» .
(2) في (ف) : «بك إلى» .
(3) في (ك) : «الإخوان» .
(4) قوله: «أي» ليس في (أ) و (ش) .
(5) في (ت) و (ك) : «المقرئ» .
(6) من هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34287) من طريق معاوية بن هشام، والمصنف = = ابن أبي حاتم في "التفسير" (11904) من طريق أبي داود عمر ابن سعد المحفري، كلاهما عن الثوري، به.
وأخرجه هناد في "الزهد" (783) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن أسلم المنقري، به.
ومن طريق هناد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/61- 62) .
(7) ستأتي هذه المسألة برقم (1896) .
(8) سيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (1896) .
(9) قوله: «يا عبادي» ليس في (ف) .
(5/64)
فَقَالا: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ تُبَيْعٍ (1) ،
قولَهُ، قَالَ: فكأنَّ هَذَا يَدْفَعُ ذَاكَ (2) .
1805 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّار (3) ، عَنْ سَهْل بْنِ أَسْلَمَ العَدَوي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنصور، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَة؛ قَالَ: شَكَوْنَا إلى رسولِ الله (ص) الجُوعَ، فَرَفَعْنَا عَنْ بُطُوننا عَنْ حَجَرٍ، ورفع رسولُ الله (ص) عَنْ بَطْنِهِ عَنْ [حَجَريْنِ] (4) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ «عَنْ أَبِي طَلْحَة» (5) .
_________
(1) في (ف) : «ثبيع» بالمثلثة، وهي مهملة في (أ) و (ش) .
وفي الرواة ممن اسمه «تبيع» عدة؛ منهم: تبيع بن سليمان أبو العدبَّس، وتبيع بن عبد القدوس، وتبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ ولعلَّه المقصود هنا.
(2) في (ش) : «يدفع ذلك» ، وفي (ف) : «يرفع ذاك» .
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (6/249 رقم 1110) اختلافات أخرى على شَهْر.
(3) هو: ابن حاتم. وروايته أخرجها أحمد في "الزهد" (1/175) ، والترمذي في "جامعه" (2371) ، وفي "الشمائل" (371) ، والشاشي في "مسنده" (1061) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (837) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10428) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/122) .
ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4079) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
(4) في جميع النسخ: «حجر» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) أخرجه من هذا الوجه أبو عوانة في "مسنده" (8320) من طريق سعيد بن عون البصري، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عن أنس، عن النبي (ص) .
(5/65)
قلتُ لأبي: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قَالَ: مِنْ سَيَّار.
وقلتُ لأبي زُرْعَةَ: الوَهَمُ من سَيَّار؟
فَقَالَ: سَيَّارٌ يقولُ هكذا.
1806- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّار (1) ، عَنْ جعفر (2) ،
_________
(1) هو: ابن حاتم، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (973) ، وفي "العلل الكبير" (ص142) ، وابن ماجه في "سننه" (4261) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (31) ، وفي "المحتضَرين" (17) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد" (ص33) ، والنسائي في "الكبرى" (10901) ، والبيهقي في "الشعب" (970) ، وفي "الآداب" (1147) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1252) ، وابن الجوزي في "الثبات عند الممات" (ص67) ، والضياء في "المختارة" (1587) .
وأخرجه عبد بن حميد، في "مسنده" (1370) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/292) ، والبيهقي في "الشعب" (971) ، وفي "الأربعون الصغرى" (31) من طريق يحيى بن عبد الحميد، وأبو يعلى في "مسنده" (3303 و3417) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، وأبو نعيم في "الحلية" (6/292) من طريق محمد بن أبي الشوارب، والضياء في "المختارة" (1589) من طريق سليمان بن أيوب، جميعهم عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس، به.
وجاء في رواية الحسن بن عمر بن شقيق: «عن ثابت قال: أحسبه عن أنس» .
وجاء في الموضع الأول من "مسند أبي يعلى": «حماد ابن سلمة» بدل: «جعفر» .
= ... ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (539) ، والضياء في "المختارة" (1588) .
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/144- 145) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نفيع بن الحارث، عن أنس، به.
(2) هو: ابن سليمان الضُّبَعي.
(5/66)
عَنْ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ دخَلَ عَلَى مريضٍ فوافقَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ ، قَالَ: بِخَيْرٍ، أَرْجُو اللهَ وأخافُ ذنوبي؟
فقال (2) أَبِي (3) : حدَّثنا أَبُو الظَّفَر (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ (5) ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) . ولم يذكُر أنسً (*) ، وَهُوَ أشبهُ (6) .
1807- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَخْرُ بنُ جُوَيرية، وأيُّوب (8) ، وحمَّاد بْنُ نَجِيح (9) ، عَنْ أبي رجاء العُطَارِدي (10) ، حدَّثنا
_________
(1) هو: ابن أسلم البناني.
(2) في (أ) و (ش) : «قال» .
(3) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) .
(4) هو: عبد السلام بن مطهّر. وروايته أخرجها البغوي في "شرح السنة" (1456) .
(5) قوله: «جعفر» لم يتضح في (ك) .
(
*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34)
(6) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن ثابت أن النبي (ص) دخل على شاب» . وقال في الموضع السابق من "جامعه": «هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا الحديثَ، عن ثابت، عن النبي (ص) مرسلاً» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/40/ب) : «يرويه جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، واختُلف عنه فأسنده سيار بن حاتم، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. ورواه أبو الربيع الزهراني [في الأصل: الزهري] عن جعفر، عن ثابت مرسلاً وهو المحفوظ» .
(7) انظر المسألة رقم (1194) .
(8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(9) في (ك) : «يحيى» .
(10) هو: عمران بن ملحان.
(5/67)
ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: اطَّلَعْتُ فِي (1) الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ (2) أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ والمَسَاكِينَ، واطَّلَعْتُ فِي (3) النَّارِ فَإِذَا (4) أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عَوْفٌ (5) ، وسَلْمُ (6) بْنُ رَزِينٍ (7) ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) (8) .
قَالَ أَبِي: ابنُ (9) عَبَّاسٍ أشبهُ؛ لأنَّ أيُّوبَ أحفظُهُمْ وَأَشْبَهَهُمْ (10) .
1808 - قَالَ أَبِي (11) : الحديثُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عطاء بن
_________
(1) في (ك) : «على» .
(2) في (ك) : «فوجدت» ، وكتب فوقها: «فرأيت» .
(3) في (أ) و (ش) و (ك) : «على» .
(4) في (ك) : «فرأيت» بدل: «فإذا» .
(5) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسالم» .
(7) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، بالنون، ومثله في المسألة رقم (1194، 1477) ، والصواب: «زَرير» كما في "الجرح والتعديل" (4/264) وغيرِهِ؛ وما في النسخ تصحيفٌ قديم؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/158) : «قال ابن مهدي: سَلْم بن رزين، والصحيح: زرير» ، وقال أبو أحمد الحاكم: «هو وَهَمٌ» . و «زَرِير» هو بالزاي المعجمة المفتوحة وراءين، وأخطأ مَنْ ضَمَّ الزاي؛ قال أبو علي الجَيَّاني: «وقع لبعض رواة "الجامع": زُرير - بضم الزاي - وهو خطأٌ، والصواب الفتح» . كما في "تهذيب التهذيب" (2/65) . وانظر "الكامل" لابن عدي (3/327) .
(8) تقدم تخريج روايات هذه المسألة في تعليقنا على المسألة رقم (1194) .
(9) في (ك) : «وابن» .
(10) قال الترمذي في "جامعه" (2603) : «وهكذا يقول عوف: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعًا. وقد روى غيرُ عوف أيضًا هذا الحديث عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين» .
(11) ستأتي هذه المسألة برقم (1812) .
(5/68)
السَّائب (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ ... .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ.
1809 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّارٌ (2) ، وإسماعيلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ (3) ، وبَيَانٌ (4) ، ومُجالِدٌ (5) ، عن عامر (6) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ.
وَرَوَاهُ وُهَيب، عَنْ دَاوُدَ (7) ،
عَنِ الشَّعبي، عن رَجُلٍ، عن عبد الله
_________
(1) سيأتي تخريج روايته في المسألة (1812) .
(2) هو: أبو الحكم العَنَزي.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/163 و192 و205 و212 رقم 6515 و6806 و6912 و2982) ، والبخاري في "صحيحه" (10) .
(4) هو: ابن بشر. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (230) .
(5) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6573) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/193 و212 و224 رقم 6814 و6983 و7086) ، والبخاري في "صحيحه" (6484) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأحمد أيضًا (2/212 رقم 6982) ، والبخاري (10) من طريق عبد الله بن أبي السفر، كلاهما عن عامر الشعبي، به.
(6) هو: ابن شَراحيل الشعبي.
(7) هو: ابن أبي هند. ورواية وُهَيب بن خالد، لم نقف عليها، وقد خُولف في روايته عن داود؛ فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "هدي الساري" (ص20) ، وفي "تغليق التعليق" (2/27) ، وهناد في "الزهد" (1132) ، والبخاري في "صحيحه" (10) تعليقًا، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (631) ، وابن حبان في "صحيحه" (230 و399) ، وابن منده في "الإيمان" (313) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والحميدي في "مسنده" (606) ، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (68) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/553 رقم 166) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري في "صحيحه" (10) تعليقًا، وعثمان بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "هدي الساري" (ص20) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وتمام في "فوائده" (1680/الروض البسام) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم.
قال ابن منده: «رواه وُهَيب، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن رجل، عن عبد الله، وروى هذا الحديثَ مغيرة وعاصم وفراس، عن الشعبي، عن ابن عمرو» .
(5/69)
بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهُمْ أصحُّ؟
قَالَ: هؤلاءِ أحفظُ، أحكُمُ لهم به عَلَى داود (1) .
1810 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامٌ الدَّسْتَوائي (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] كَثِير (3) ، عَنْ نَوْفٍ (4) ؛ قَالَ؛ فِيمَا نَاجَى اللهُ بِهِ موسى _ج (5) ؟
_________
(1) تقدم في التخريج أن جماعةً رَوَوْهُ عن داود عن الشعبي على الوجه الذي رواه أولئك عن الشعبي؛ بلا ذكر: «عن رجل» .
(2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "السنة" (524) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15220) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/48- 49) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/120) . وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/237- 238) ، وابن جرير (15219) من طريق معمر، عن يحيى بن كثير، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن عساكر (61/122) .
(3) في جميع النسخ: «يحيى بن كثير» ، وألحق قوله: «أبي» بهامش (ش) .
(4) هو: ابن فَضالة الحِمْيَري البِكالي.
(5) ولفظه كما في كتاب "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد: عن نوف البكاليِّ قال: انطلق موسى صلوات الله عليه يريد بني إسرائيل فناداه ربه عز وجل فقال: إني أبسط لكم الأرض طهورًا ومسجدًا، فصلُّوا حيث أدركتم الصلاة، إلا في حمام أو مِرْحاضٍ أو عند قبرٍ.
(5/70)
قَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعْ يَحْيَى من نَوْفٍ (1) شَيْئًا؛ إِنَّمَا [رُوِيَ] (2) هَذَا عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (3) ، عَنْ نَوْف؛ وَهُوَ أَشْبَهُ.
1811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعمان ابن بَشِير، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا كان النبيُّ (ص) يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ (5) وَمَا تَرْضَونَ أَنْتُمْ دُونَ ألوانِ التَّمرِ وألوانِ الثِّياب؟
قال: كذا قال شُعبة، وَأَمَّا غيرُهُ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاك فَلَيْسَ يتابعُهُ أحدٌ مِنْهُمْ؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سِمَاك (6) ، عَنِ النُّعمان، عن النبيِّ (ص) ؛ لا يقولون: «عمر» .
_________
(1) في (ك) : «بن نوف» .
(2) كذا في (ش) ، وهو الصواب، وفي بقية النسخ رسمت هكذا: «روا» .
(3) قوله: «عن أبي سلام» سقط من (ك) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (1/24 و50 رقم 159 و353) ، ومسلم في "صحيحه" (2978) .
(5) الدَّقَل: هو رديء التمر ويابسه. "النهاية" (2/127) .
(6) رواه عن سماك على هذا الوجه كلٌّ من:
زهير بن معاوية، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/268 رقم 18356) ، ومسلم في "صحيحه" (2577) .
وإسرائيل بن يونس، وأبو الأحوص سلاَّم بن سليم، وروايتهما أخرجها مسلم في "صحيحه" (2577) .
وأبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6341) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (862) .
(5/71)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: شُعبة أحفظُ.
قلتُ: لم يتابعْهُ أحدٌ (1) ؟
قَالَ: وإنْ لم يتابعْهُ أحدٌ؛ فإنَّ شُعبةَ أحفظُهم.
1812 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصر بْنُ عَلِيٍّ (3) ،
عَنْ خازمٍ (4) أَبِي (5) مُحَمَّدٍ الغُبَري (6) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن نافع،
_________
(1) من قوله: «لا يقولون عمر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، وتكرر في (ك) قوله: «قَالَ: وإن لم يتابعه أحد؛ مِنْهُمْ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سِمَاكٌ، عَنِ النعمان، عن النبي (ص) » .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1808) ، وانظر المسألة رقم (2380) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3295/كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" (5/364) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/550) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (116) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/652- 653) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (835) من طريق يعقوب بن بشير، عن أبي محمد خازم بن مروان، عن عطاء، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/316) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن نافع، به.
ومن طريق الدارقطني أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/85) .
قال البزار: «لا نعلم أسند عطاء عن نافع، إلا هذا» .
(4) في (ش) و (ك) : «حازم» ، وفي (ف) : «حارم» مهملة الحرفين.
(5) في (ف) : «بن» ، وفي (ك) : «أبو» .
(6) في (ف) : «العبري» ، وفي (ك) مهملة الأحرف. وقد ذكره السمعاني في "الأنساب" (3/393) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/393) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/550) وقال: «وفيه خلاف» . والخطيب في "موضح أوهام الجمع" (2/58) فقالوا جميعًا: «الغبري» بالغين المعجمة المضمومة والباء الموحَّدة المفتوحة. وفي "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (2/652) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (2/284) ، و"تهذيب التهذيب" (1/513) ، و"تهذيب الكمال" (8/26) ، و"الكاشف" للذهبي (1/362) : «العنزي» بالمهملة، بعدها نون، ثم زاي.
(5/72)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وأَهْلُ المُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخازِمٌ (1) مجهولٌ.
1813 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن إِبْرَاهِيمَ الغِفاري الْمَدَنِيُّ (2) ، عَنِ المُنكَدِر ابن مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: القَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِل (3) .
1814- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُويد ابن عبد العزيز (4) ،
_________
(1) في (أ) : «خارم» ، وفي (ش) مهملة الحرفين، وفي (ك) : «حازم» .
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/233) ، وابن عدي في "الكامل" (4/191) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (83) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (104) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6922) من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن أبيه عن جابر، به.
(3) قال العقيلي في الموضع السابق: «عبد الله بن إبراهيم الغفاري كان يغلب على حديثه الوهم» . وقال عنه ابن عدي في الموضع السابق: «وعامَّة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات» .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "السنن" (4115) ، والطبراني في "الكبير" (20/84 رقم 159) ، وفي "مسند الشاميين" (2/205 رقم 1192) ، والآجري في "الغرباء" (26) ، والبيهقي في "الشعب" (10006) .
(5/73)
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر (1) ابن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (2) ، عَنْ مُعاذ (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمُلُوكِ أَهْلِ (4) الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ (5) ذُو طِمْرَيْنِ (6) لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، كلامَهُ (7) فقَطْ (8) .
_________
(1) في (ك) : «بشر» .
(2) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني.
(3) هو: ابن جبل ح.
(4) قوله: «أهل» ليس في (أ) و (ش) .
(5) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/11) : «العينُ مفتوحة، والمعنى: أن الناس يَسْتَضْعِفونه» .
وقال القرطبي في "المفهم" (7/169) : «الصحيحُ في "متضعَّف" فتح العين على أنه اسم مفعول، وكذا وجدتُّهُ في كتاب الشيخ أبي الصبر» .
وقال النووي في "شرح مسلم" (17/186) : «ضبطوا قوله "متضعف" بفتح العين وكسرها، المشهور الفتح ولم يذكر الأكثرونَ غيره، ومعناه: يستضعِفُه الناس ويحتقرونه ويتجبَّرون عليه؛ لضعف حاله فى الدنيا؛ يقال: تضعَّفه واسْتَضْعَفَه. وأما رواية الكسر فمعناها: متواضِع متذلِّل خامل واضع من نفسه» .
(6) الطِّمْر: الثوب الخلق، والجمع: أطمار. "المصباح المنير" (2/378) . وكذا وقع في النسخ بالرفع، ويؤول على قطع النعت وتقدير مبتدأ؛ كأنه قال: «هو ذو طمرين» . والقاعدة عند قطع النعت عن منعوته: أنَّه يجوز الرفع بإضمار مبتدأ، والنصب بإضمار فعلٍ. وانظر "شرح ابن عقيل" (2/189-190) .
(7) أي: مِنْ كلامِهِ، وحُذِفَ الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(8) أصل الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4918 و6071 و6657) ، ومسلم (2853) من حديث حارثة ابن وَهْب الخزاعي قال: سمعت النبيَّ (ص) يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف مُتضَعَّف، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأبَرَّه، ألا أخبِرُكم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظ مُستكبِر» .
(5/74)
1815- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مَيمون الرَّقِّي (2) ،
عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ كَثير (3) ، عَنْ سُفيان الثَّوري، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدي؛ قَالَ: جاء رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فقال: يارسولَ اللَّهِ، أخبِرْني بعملٍ إِذَا أَنَا (5) عَمِلتُهُ أحبَّني اللهُ عزَّ وجلَّ، وأحبَّني الناسُ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ؟
_________
(1) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص541) الحديث الحادي والثلاثون.
(2) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص312) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/479 رقم 133) ، والبيهقي في "الشعب" (10044) من طريق أبي الوليد محمد بن أحمد الأنْطاكي، عن محمد بن كثير، به.
وأخرجه ابن ماجه في "السنن" (4102) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/10) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص141) ، وابن عدي في "الكامل" (3/31) ، والطبراني في "الكبير" (6/193 رقم 5972) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/203 رقم 447) ، والحاكم في "المستدرك" (4/313) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/137) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/344- 345) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (643) ، والبيهقي في "الشعب" (10043) من طريق خالد بن عمرو القرشي، والبيهقي أيضًا (10045) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحرَّاني، كلاهما عن الثوري، به.
(3) هو: الصَّنعاني المِصِّيصي.
(4) هو: سلمة بن دينار.
(5) قوله: «أنا» من (ت) و (ف) فقط.
(5/75)
فَقَالَ أَبِي: «هَذَا أيضا حديثٌ باطِل» (1) ؛ يَعْنِي: بهذا الإسناد (2) .
1816 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (4) ، عن مالك، عن عبد الكريم أَبِي أُمَيَّة (5) ، عَنْ رجلٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟
فَقَالَ (8) أَبِي: إنما هو: عبدُالكريم (9) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الجَرَّاح، عَنْ
_________
(1) سُئل الإمام أحمد عن هذا الحديث كما في "المنتخب من العلل" للخلاَّل (ص37 رقم1) فَقَالَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ - تعجُّبًا منه - مَنْ يروي هذا، أو عمَّن هذا؟! = = فقلتُ: خالد بن عمرو. فقال: وقَفْنا في خالد بن عمرو. ثم سكت» .
قال ابن رجب في الموضع السابق بعد أن ذكر كلام أحمد: «ومرادُه - يعني أحمد - الإنكارُ على من ذكر له شيئًا من حديث خالد هذا، فإنه لا يُشتغَل به» .
وقال العقيلي في الموضع السابق: «وليس له من حديث الثوري أصلٌ، وقد تابعه محمد بن كثير الصنعاني، ولعله أخذ عنه ودلَّسه؛ لأن المشهور به خالد هذا» ، أي: خالد بن عمرو الأموي.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أدري ما أقولُ في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث؛ فإن ابن كثير ثقة، وهذا الحديث عن الثوري منكر» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (137/أ/أطراف الغرائب) : «لم يروه عن الثوري، عن أبي حازم، غير خالد بن عمرو القرشي ومحمد بن كثير المصيصي» .
(2) قال ابن رجب في "الموضع السابق": «يشير إلى أنه لا أصل له عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سفيان» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1797) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1841) و (1918) .
(4) في (ف) : «أبي وهب» . وهو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1466) .
(5) هو: ابن أبي المخارق.
(6) قوله: «رجل» لم يتضح في (ك) .
(7) قوله: «عن أبيه» مكرر في (ف) .
(8) في (ف) : «قال» .
(9) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1797) .
(5/76)
عبد الله بْنِ مَعْقِل؛ قَالَ: دخلتُ مَعَ أَبِي عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فسمعتُهُ يقولُ عن النبيِّ (ص) : النَّدَمُ تَوْبَةٌ (1) .
1817 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ دُحَيم (3) ، عَنِ (4) ابْنِ أَبِي فُدَيك (5) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (6) ، عَنْ أَبِي واقِد اللَّيْثي: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّا (7)
_________
(1) قال الدارقطني في "الأحاديث التي خولف فيها مالك ابن أنس" (64) : «روى مالك، عن عبد الكريم الجزري، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن مسعود، عن النبي (ص) قال: «الندم توبة» . خالفه جماعةٌ، منهم: عبد الملك بن جريج، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعمر بن سعد الثوري، وشريك، وفرات بن سلمان، وعبيد الله بن عمرو، وغيرُهم، رَوَوْه عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله بن معقل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) قال: «الندم توبة» ، هذا قول ابن جريج، وقال الباقون: عن عبد الكريم بن زياد، عن ابن معقل أنه كان مع أبيه عند ابن مسعود نحوه» .
وقال في "العلل" (813) : «أما عبد الكريم فاختُلف عنه، فرواه مالك بن أنس، عن عبد الكريم، عن رجل لم يسمِّه، عن أبيه، عن عبد الله، عن النبي (ص) ، تفرَّد به ابن وَهْب، عن مالك، وخالفه عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وفرات بن سلمان، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرقِّي، وشريك بن عبد الله، وسفيان الثوري، فرَوَوْه عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، ومنهم من قال: زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عبد الله بن معقل؛ أنه سمع مع أبيه عن ابن مسعود» . ثم قال: «والصَّحيحُ ما رواه الثوري وأخوه عمر بن سعيد، ومن تابعهما عن عبد الكريم، عن زياد، عن ابن معقل: أنه كان مع أبيه عند ابن مسعود، فسمعه يقول، عن النبي (ص) مرفوعًا» .
(2) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، و (643) ، وانظر المسألة رقم (1739) .
(3) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(4) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(5) هو: محمد بن إسماعيل.
(6) هو الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهورٌ بكنيته.
(7) في (ك) : «عَزَّ وجَلَّ قال: إنا» .
(5/77)
أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادٍي (1) لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَان ِ، ولاَ يَمْلَأُ [جَوْفَ] (2) ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ زيدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاء ابن يَسَار، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثي، عن النبيِّ (ص) .
1818 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاد، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (3) ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النبيَّ (ص) وَهُوَ عَلَى المِنبَرِ فَقَالَ: مَتَى الساعةُ؟ فَقَالَ: مَا (5) أَعْدَدتَّ لَهَا؟ ، قَالَ: حُبَّ اللهِ ورسولهِ؛ قَالَ: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ الليثُ بْنُ سعد (6) ، عن سعيد المَقبُري،
_________
(1) كذا في جميع النسخ بإثبات الياء، والجادَّة: «وادٍ» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية على لغة من يثبت ياء المنقوص المنوَّن في حالتي الرفع والجر، انظر التعليق على المسألة رقم (146) .
(2) ما بين المعقوفين من (ش) فقط.
(3) هو: محمد.
(4) هو: المقْبُري.
(5) قوله: «ما» سقط من (ك) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/167 رقم 12703) ، والنسائي في "الكبرى" (5873) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1796) من طريق إسماعيل ابن جعفر، عن شريك، به. وأخرجه أحمد أيضًا (3/104 رقم 12013) ، والبخاري في "صحيحه" (3688) ، ومسلم (2639) من طرق عن أنس، به.
(5/78)
عن شَريك بن عبد الله (1) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ (2) لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِن ابْن عَجْلان.
وقلتُ لأَبِي: الوَهمُ ممَّن هو؟
قَالَ (3) : مِنْ مُحَمَّد بْن عَبَّاد، أو حاتِم (4) .
1819 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ هِشَام بن عُروَة، عن محمد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ؟
_________
(1) هو: ابن أبي نَمِر.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقلت» .
(3) في (ك) : «قال: الوهم» .
(4) في (ف) : «أو من حاتم» ، وفي (ك) : «أبو حاتم» .
(5) نقل بعض هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/505- 506) ، وابن حجر في "الأمالي الحلبية" (ص36) ، و"اللسان" (3/362) .
(6) في (ش) : «الزهري» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1853) ، والبغوي في "حديث مصعب" (3) ، والطبراني في "الأوسط" (837) ، وفي "الصغير" (89) .
ومن طريق البغوي أخرجته بيبي في "جزئها" (3) ، وأبو بكر الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (122) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن عروة إلا عبد الله بن مصعب، تفرَّد به ابنه» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (113/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن مصعب، عن هشام، عنه» .
(7) هو: عبد الله بن مصعب.
(5/79)
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، وعَبْدَة بْنُ سُلَيْمَانَ (2) ، عَنْ هِشام بْنِ عُروَة، عَنْ موسى بن عُقْبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدي، عَنِ ابْنِ مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ وهَذَا هُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِن عبد الله بْن مُصعَب.
قلتُ: ما حال عبد الله بن مُصعَب؟
قال: شيخٌ (3) .
_________
(1) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (67 و145) ، وابن حبان في "صحيحه" (470) ، والطبراني في "الكبير" (10/231 رقم 10562) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (409) ، ويحيى بن معين في "الفوائد" (30) ، وهناد في "الزهد" (1263) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5053) ، والبيهقي في "الشعب" (10739) ، والبغوي في "شرح السنة" (3505) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (5/373) .
ومن طريق هناد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2488) .
ومن طريق يحيى بن معين أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (469) ، وفي "روضة العقلاء" (ص63) ، والبيهقي في "الشعب" (10738) ، والذهبي في "التذكرة" (3/922) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/415 رقم 3938) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن موسى بن عقبة، به.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/198 رقم 818) : = = «يرويه هشام بن عروة، واختُلف عنه؛ فرواه عبدة بن سليمان، والليث بن سعد، ولوذان بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مسعود. وقال أبو أُسَامَةَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ [في المطبوع: ابن] رجل من أود، ولم يثبت اسمه. ورواه سعيد الجمحي، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الأودي - ولم يسمِّه - عن ابن مسعود. ورواه عبد الله بن مصعب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ ابن المنكدر، عن جابر. ورواه حماد بن سعيد البراء، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن ابن مسعود، ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث عبدة بن سليمان، والليث، عن هشام» .
(5/80)
1820 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ جَهْضَمٍ، وعبدُاللهِ بْنُ جَعْفَرٍ المَديني (1) ، عَنْ عُمارة بن غَزِيَّة (2) ، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتادة، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعمان الظَّفَري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الدُّنيَا وهُوَ يُحِبُّهُ ... ، وذكَرَ الحديثَ (3) ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدِ بْنِ المثنَّى (4) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بن جَهْضَم،
_________
(1) سيأتي تخريج روايتهما.
(2) سيأتي التنبيه على أن محمد بن جهضم يرويه عن إسماعيل بن جعفر عن عمارة.
(3) تتمَّته: «كما يظلُّ أحدكم يحمي سقيمَه الماءَ» .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (190) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص17) ، والطبراني في "الكبير" (19/12 رقم 17) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ محمد ابن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، به؛ هكذا بزيادة: إسماعيل بن جعفر.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (669) ، والبيهقي في "الشعب" (9964) ، كلاهما من طريق عباس بن عبد العظيم العنبري، والحاكم في "المستدرك" (4/207 و309) من طريق عبد العزيز بن معاوية البصري وعلي بن الحسن الهلالي، ثلاثتهم عن محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، به، كسابقه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/185) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (2036) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (1/288 رقم 483) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/361) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن إسماعيل بن جعفر، به.
ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَارَةَ بن غزية، لكن اختُلف على إسماعيل؛ فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1957) ، وفي "الزهد" (191) عن عبد الوهَّاب بن الضحاك، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عمارة بن غزية، به، كسابقه.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (3277) ، والطبراني في "الكبير" (4/252 رقم 4296) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1397) من طريق الهيثم بن خارجة، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (1/288 رقم 484) من طريق مجمع الصيدلاني، والبيهقي في "الشعب" (9965) من طريق عبد الوهَّاب بن نجدة الحوطي، ثلاثتهم رَوَوْه عن إسماعيل بن عياش، به، غير أنهم جعلوه عن رافع بن خديج بدل: قتادة بن النعمان.
(5/81)
هَكَذَا، وحدَّثنا عليٌّ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، هَكَذَا.
وَلَكِنْ حدَّثني دَاوُدُ الجَعْفَرِيُّ (3) ، عَنِ الدَّراوَرْديِّ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
_________
(1) هو: ابن المديني.
(2) هو: عبد الله بن جعفر المديني المذكور في أول المسألة، ولم نقف على من أخرج روايته.
(3) في (ش) : «داود الحفري» . وداود هذا هو: ابن عبد الله، ولم نقف على روايته، لكنه توبع؛ فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/427- 428 رقم 23627) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة، والبيهقي في "الشعب" (9966) من طريق القعنبي، كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/427 رقم 23622) ، وفي "الزهد" (ص17) من طريق سليمان ابن بلال، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، به.
وأخرجه الترمذي (2036/م) من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، به. وتقدم أن إسماعيل بن جعفر يرويه عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قتادة بن النعمان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35694) من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُمَارَةَ بن غزية، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بن لبيد، عن النبيِّ (ص) .
وتقدم أن إسماعيل بن جعفر رواه عن عمارة، فزاد في الإسناد: قتادة بن النعمان.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.
(5/82)
أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادة، عَنْ مَحْمُودِ (1) بن لَبِيد: أنَّ النبيَّ (ص) .
قلتُ (2) لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ.
1821 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الفَرْوِيُّ (3) ، عَنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي المَالِ والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ؟
فَقَالَ أَبِي: هَكَذَا (4) رَوَاهُ إِسْحَاقُ، وأخطَأَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكٌ، عَنِ المَقبُريِّ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
ثُمَّ قَالَ أَبِي: وَلا أعلَمُ يصحُّ روايةُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُريِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ، عَنِ المَقبُريِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
1822 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمدُ ابنُ مَيمونٍ المَكِّيُّ
_________
(1) في (ف) : «عن محمد» .
(2) قوله: «قلت» سقط من (ف) .
(3) هو: ابن محمد.
(4) قوله: «هكذا» ليس في (ف) .
(5) رواه البخاري (6490) من طريق مالك، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. وهو في "صحيح مسلم" (2963) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به.
(5/83)
أُمِّيًّ مُغَفَّلً (1) .
قِيلَ لأَبِي: إنَّ مُحَمَّدَ بْنِ مَيمون الخيَّاطَ المَكِّيَّ (2) رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتبة بْنِ غَزْوان؛ قَالَ: لَقَدْ رأيتُنا وَأَنَا سابعُ سَبعةٍ مَا لَنَا طعامٌ إِلا الأسودَين ... الحديثَ بِطُولِهِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد، وما أُبْعِدُ أن يكونَ قد (4) وُضِعَ للشيخ؛ فإنه كان أُمِّيًّ (5) .
1823- وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زكريَّا بن منظورٍ (7) ؛ قال:
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أميًّا مغفلاً» ، لكن ما في النسخ صحيح، وفيه وجهان: الأول: النصبُ على أنَّهما خَبرٌ لـ «كان» ، لكن حُذفت منهما ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: الرفعُ على أنَّهما خبرٌ للمبتدأ «محمد بن ميمون» ، والجملة الاسمية: خبر لـ «كان» ، واسم «كان» ضمير الشأن، والتقدير: كان هو - الشأن والحديث - محمدُ بنُ ميمونٍ المكيُّ أميٌّ مغفلٌّ. وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/116 رقم 285) . وجاء في المطبوع: «محمد بن منصور الجواز» . وأخرجه الطبراني أيضًا (17/116 رقم 285) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/171- 172) من طريق أبي عبيدة ابن فضيل بن عياض، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/174 رقم 17574 و17575، و5/61 رقم 20609 و20610) ، ومسلم في "صحيحه" (2967) من طريق خالد بن عمير، عن عتبة بن غزوان، به.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) .
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (1884) .
(7) في (ت) : «منظون» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4110) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (1) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (128 و131) ، والطبراني في "الكبير" (6/157 رقم 5840) ، والحاكم في "المستدرك" (4/306) ، والبغوي في "شرح السنة" (4027) . وأخرجه الطبراني (6/157 رقم 5838) من طريق عبد الله بن مصعب، عن أبي حازم، به. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (9981) .
(5/84)
حدَّثني أَبُو حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ (2) ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) بِذِي الحُلَيْفَة، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ ميتة، فقال النبيُّ (ص) : لَلدُّنْيَا (3) أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يعقوبُ الإسْكَنْدَرانيُّ (4) ،
عن أبي حازم، عن [عبد الله] (5) بْنِ بَوْلاَ (6) ، عَنْ رجلٍ مِنَ المهاجرين، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أشبهُ، وزكريَّا لَزِمَ الطريقَ.
_________
(1) هو: سلمة بن دينار.
(2) قوله: «ابن سعد» سقط من (ك) .
(3) في (ك) : «الدنيا» .
(4) هو: ابن عبد الرحمن، ولم نقف على روايته، ولكن رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" رقم (351) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (9984) - من طريق أبي حازم، عن عبد الله بن تولا، عن أبيه من أصحاب النبيِّ (ص) به، مرفوعًا.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/104) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الله بن بولا، عن أبيه من أصحاب النبيِّ (ص) به.
وقد بيَّن الحافظ في "الإصابة" (1/278) أن ابن قانع صحَّفه وأخطأ في إسناده.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/365 رقم 14930) ، ومسلم في "صحيحه" (2957) من طريق جعفر بن محمد، عن جابر.
(5) في (ف) : «عبيد» ، وفي سائر النسخ: «عبيد الله» ، وهو خطأ، وقد ورد على الصواب في المسألة (1884) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (5/50) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/13) ، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1/258) ، و"الإصابة" (1/277-278) .
(6) في (ك) : «برلا» . وقد يقال فيه: «تولا» بالمثناة الفوقية.
(5/85)
قلتُ: ما حالُ زكريَّا هَذَا؟
قَالَ (1) : ليس بقويٍّ.
1824 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن سَهْل الرَّملي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ المَقْدِسي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ جُوَانٍ (2) مِنْ أَهْلِ فِلِسْطِينَ؛ قَالَ: خرجْنا نُرِيدُ الغزوَ (3) ، فمررتُ بحِمْصٍ، فقيل لي: ها هنا رجلٌ يحدِّث عن النبيِّ (ص) ، فأتيتُه، فَإِذَا هُوَ أَبُو أُمامة الباهليُّ، فسمعتُه يحدِّث عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: أَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَازْهَدْ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ تَكُونُ (*) أَوْرَعَ النَّاسِ، وارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُونُ (*) أَغْنَى النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ.
1825- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه رَوَّاد ابن الجَرَّاحِ (4) ،
عن
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (ف) .
(2) في (أ) يشبه أن تكون: «حوان» ، أو: «حران» .
(3) في (ت) و (ك) : «العزف» .
(*) ... كذا في جميع النسخ، وهو جائز؛ على استئنافه وقطعه عن الأول، أي: فأنت تكونُ. قال سيبويه: وتقول: ائتني آتِكَ؛ فتجزم على ما وصفناه، وإن شئتَ رفعت على ألا تجعله معلَّقًا بالأول، ولكنك تبتدئه وتجعل الأول مستغنيًا عنه كأنه يقول: ائتني أنا آتيك. "الكتاب" (3/95-96) .
(4) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/194- 195) ، والطبراني في "الأوسط" (3090) ، وابن عدي في "الكامل" (2/35) .
ولم يذكر ابن حبان في إسناده: «أبو الحسن الحنظلي» .
(5/86)
أَبِي الْحَسَنِ الحَنْظَلي، عَنْ بُكيرٍ الدَّامَغاني (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ علينا رسولُ الله (ص) وَهُوَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ جُبِّ الحَزَنِ. قِيلَ: يَا رسولَ الله، وَمَا جُبُّ الحَزَن؟ قَالَ: جُبٌّ في وَادٍ في قَعْرِ [جَهَنَّمَ] (2) ، تَسْتَجِيرُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَ مِئَةِ مَرَّةٍ، أَعَدَّهُ اللهُ لِلْقُرَّاءِ (3) المُرَائِينَ بِأَعْمَالِهِمْ، وإِنَّ أَبْغَضَ الخَلْقِ إِلَى اللهِ قَارِئٌ يَزُورُ العُمَّالَ (4) .
قَالَ أَبِي: إنما هو: مُحَمَّد بْن بَشِير (5) ؛ شيخٌ مجهولٌ، وليس لهذا الحديثِ أصلٌ بهذا الإسناد.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رَوَى (6) هَذَا الحديثَ عمَّارُ بنُ سيفٍ (7) ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ (8) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (9) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (10) .
_________
(1) هو: ابن شهاب.
(2) قوله: «جهنم» أُلحق بحاشية (ش) ، وسقط من بقية النسخ، وهو في مصادر التخريج.
(3) في (أ) و (ش) : «أعد للقراء» .
(4) يعني: الأمراء. وقد جاء في "الكامل" لابن عدي: «وأبغضهم (أي: القراء) إلى الله عز وجل: الزُّوَّارُ للأمراء» .
(5) في (ت) و (ك) : «بشر» .
(6) قوله: «روى» مكرر في (ك) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/170) ، والترمذي في "جامعه" (2383) ، وابن ماجه في "سننه" (256) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" (عقب الحديث رقم 256) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/242) ، والدينوري في "المجالسة" (1939 و2965) ، وابن عدي في "الكامل" (5/71) ، والطبراني في "الدعاء" (1391) . وجاء عند ابن عدي: «معان بن رفاعة» .
(8) في (أ) و (ش) : «معار» .
(9) في (ف) : «بشير» بدل: «سيرين» .
(10) قال البخاري في الموضع السابق: «وأبو معان لا يُعرَف له سماعٌ من ابن سيرين، وهو مجهول» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق (5/71) : «وهذا حديثٌ قد رُوي عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، فلا يسوى الروايتين شيئًا، وعمار بن سيف له غير ما ذكرت، والضعف بيِّن في حديثه» .
(5/87)
1826 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عِكرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ أَبُو بَكْرٍ للنبيِّ (ص) : مَا شيَّبَكَ (3) ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ ... ، الحديثَ (4) .
مُتَصِّلٌ (*) أصحُّ؛ كَمَا رَوَاهُ شيبانُ (5) ، أَوْ مُرسَلً (*) ؛ كَمَا رَوَاهُ أبو
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1894) .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيبتك» .
(4) الحديث بتمامه: «شيبتني هود، والواقعةُ، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كوِّرت» .
(*) ... كذا، وهي حالٌ من المبتدأ المحذوف، والتقدير في السؤال: أهو متصلاً أصحُّ أو مرسلاً؟! وفي الجواب: هو مرسلاً أصحُّ. وحذفت ألف تنوين النصب من «متصلاً» و «مرسلاً» على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن عبد الرحمن النحوي، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/435) ، والترمذي في "جامعه" (3297) ، و"العلل الكبير" (664) ، و"الشمائل" (41) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (30) ، والدارقطني في "العلل" (1/200 و201) ، والحاكم في "المستدرك" (2/343) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/350) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/357- 358) ؛ جميعهم من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، به.
وقرن ابن سعد مع شيبان إسرائيلَ بن يونس.
وذكر أبو حاتم في المسألة (1894) أن شيبان يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ (ص) فذكره، ولم نقف عليه من هذا الوجه.
(5/88)
الأَحْوَصِ (1)
مُرسَلً (*) ؟
قَالَ: مُرسَلً (*) أصحُّ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : قلتُ لأَبِي: رَوَى بَقِيَّة (3) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ ليس فيه «ابنُ عباس» (5) .
_________
(1) في (أ) و (ف) : «الأحوص» ، وهو: سلام بن سليم، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "التفسير من سننه" (1110) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/436) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30259) ، وفي "المسند" - كما في "المطالب العالية" (3632) - والمروزي في "مسند أبي بكر" (31) ، وأبو يعلى في "مسنده" (107 و108) ، والدارقطني في "العلل" (1/205) ؛ جميعهم من طريق أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عكرمة، به مرسلاً بدون ذكر «ابن عباس» .
ووقع في المطبوع من "المصنف" زيادة «عن ابن عباس» ! وهي من زيادات المحقق.
(*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب، وانظر التعليق قبل السابق.
(2) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (1/203) تعليقًا.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/476) من طريق مسدَّد، عن أبي الأحوص، به.
وعن الحاكم رواه البيهقي في "الشعب" (758) .
(4) في (أ) و (ف) : «الأخوص» بالمعجمة.
(5) نقل السهمي في "سؤالاته للدارقطني" (ص76) عن الدارقطني قوله: «"شيبتني هود والواقعه": معتلَّة كلُّها» .
وتوسَّع الدارقطني في "العلل" (1/193- 211) في ذكر الاختلاف في الحديث، فانظره إن شئت. وانظر "البحر الزخار" (1/171) .
(5/89)
1827 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وذكرتُ لأَبِي حديثَ قُطْبَةَ بنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : مَنِ التَمَسَ (4) رِضَا المَخْلُوقِ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ المُبَارَك (5) ،
عَنْ هِشَام بْنِ عُروَة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُروَة، عَنْ عائِشَة، قولَها (6) ؛ أَنَّهَا (7) كتبتْ إِلَى معاويةَ: مَنِ التَمَسَ رِضَا الْمَخْلُوقِ ... وهذا الصَّحيحُ (8) .
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1800) .
(2) روايته أخرجها ابن البختري في "مجموع فيه مصنفاته" (596) ، والبزار في "مسنده" (3568/كشف) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/38) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/343) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (498) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (887 و888) .
(3) هو: العلاء بن المنهال.
(4) في (ف) : «ارتضى» بدل: «التمس» .
(5) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/188) من طريق سهل بن عبد ربه، عن ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعًا.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (199) عن عبد الوهَّاب بن الورد، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قال: كتب معاوية إلى عائشة: أنِ اكتُبي إليَّ بكتاب تُوصيني فيه، ولا تُكثري علي، فكتبَتْ ... فذكره مرفوعًا.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي في "جامعه" (2414) .
وأخرجه الترمذي أيضًا (2414م) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (885) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عائشة، به موقوفًا.
(6) أي: مِنْ قولِهِا، حُذِفَ الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(7) قوله: «أنها» ليس في (ش) .
(8) قال البزار في "الموضع السابق": «لا نعلم أحدًا أسنده إلا قُطبة، عن أبيه، ورواه غيره عن هشام، عن أبيه موقوفًا» .
(5/90)
1828 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأعمَشُ (2) ، وفُضَيلُ بنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ إبراهيم (4) ، عن عَلْقمة (5) ، عن عبد الله (6) ؛ قال النبيُّ (ص) : لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِثْقَالُ (7) حَبَّةِ (8) خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.
ورواه ابنُ أَبْجَرَ عبدُالملكِ بنُ سعيدِ بنِ حيَّانَ بْنِ أَبْجَر، عَنْ أَبِي مَعْشَر (9) ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود (10) ، عن عبد الله، موقوفً (11) .
أيُّهما (12) أصحُّ؟
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (1837) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/412 و416 رقم 3913 و3947) ، ومسلم في "صحيحه" (91) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/451 رقم 4310) ، ومسلم في "صحيحه" (91) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (218) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (85) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدِّثين" (669) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1611) .
(4) هو: ابن يزيد النَّخَعي.
(5) هو: ابن قيس النَّخَعي.
(6) هو: ابن مسعود ح.
(7) كذا في جميع النسخ، ومثلُهُ في المواضع المذكورة من "طبقات المحدِّثين"، و"اعتقاد أهل السنة"، و"التواضع والخمول"، و"مستخرج أبي عوانة"، ولفظه في بقية مصادر التخريج: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قلبه مثقالُ حبَّة ... » .
(8) في (ت) و (ك) : «حبة من» .
(9) من قوله: «عبد الملك ... » إلى هنا سقط من (ك) . وأبو معشر هو: زياد بن كليب.
(10) هو: ابن يزيد النخعي.
(11) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(12) في (ش) : «أنهما» .
(5/91)
فَقَالَ: الأعمَشُ وفُضَيلٌ أضبطُ مِنْ أَبِي مَعْشَر؛ وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب (1) .
1829 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَعد (3) الساعِدي؛ قَالَ: سمعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول: النَّاسُ مُسْتَوُونَ كَأَسْنَانِ المُ ِشْطِ، لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إلاَّ بِتَقْوى اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سَعْدٍ مجهولٌ (4) .
1830- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (5) ،
عن ابن
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (5/147) : «يرويه الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ حدَّث به كذلك عبد العزيز بن مسلم، وعليُّ بن مسهر، وأبو بكر بن عياش. ورواه قيسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ قاله الهيثم بن جميل عن قيس. والقولُ الأول أصحُّ» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/248) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (166) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (195) ، من طريق المسيّب بن واضح، عن سليمان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1508) . قال ابن عدي: «وهذان الحديثان وضعهما سليمان بن عمرو، على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة» .
(3) في (ك) : «أبو سعيد» .
(4) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/378) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول لم يرو عنه غيرُ روَّاد» .
(5) هو: ابن يحيى التُّجيبي، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/953) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، به.
ومن طريق مالك أخرجه ابن وَهْب في "الجامع في الحديث" (234) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22030) ، وعبد بن حميد في "المسند" (125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3891) ، والشاشي في "مسنده" (1381 و1383) ، وابن حبان في "صحيحه" (575) ، والطبراني في "الكبير" (20/80 رقم 150) .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (715) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22031) ، والبزار في "مسنده" (2672) ، والطبراني في "الكبير" (20/78 و81 رقم 144 و154) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/127) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/156) من طريق شهر بن حوشَب، والطَّيالسي في "مسنده" (572) ، وأحمد أيضًا (5/229 رقم 22002) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/324) ، والحاكم في "المستدرك" (4/169- 170) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/233) ، وفي "الشعب" (8580) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/126) من طريق الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج، وأحمد أيضًا (5/247 رقم 22131) ، والطبراني في "الكبير" (20/81 رقم 152) من طريق محمد بن قيس، والبزار في "مسنده" (2672) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3892) ، والطبراني في "الكبير" (20/82 رقم 155) ، وفي "مسند الشاميين" (2224) ، والحاكم في "المستدرك" (4/169) من طريق يونس بن ميسرة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/325) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3893 و3894) ، والشاشي في "مسنده" (1235 و1382) ، والطبراني في "الكبير" (20/79 رقم 146- 148) ، وفي "مسند الشاميين" (744 و2433 و2434) ، والحاكم في "المستدرك" (4/170) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/131 و5/206) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/127) من طريق عطاء الخراساني، والطبراني في "الكبير" (20/78 و89 و80 رقم 145 و149 و151) ، وفي "مسند الشاميين" (1926 و1403 و1659) من طريق ربيعة بن يزيد، ويزيد بن أبي مريم، وشريح بن عبيد، جميعهم عن أبي إدريس الخولاني، به.
(5/92)
وَهْب (1) ، عن سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ
_________
(1) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم في التخريج أنه رواه في "الجامع في الحديث" عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذٍ، به.
(2) هو: سلمة بن دينار.
(5/93)
مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (1) ؛ قَالَ: جلستُ (2) مَجْلِسًا بِالشَّامِ فِيهِ نفرٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) فِيهِمْ فَتًى - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ معاذُ بْنُ جَبَل - فَقَالَ (3) : سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: [قال اللهُ عزَّ وجلَّ] (4) : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي ... وَذَكَرَ الحديثَ (5) .
فَقَالَ أَبِي: منهُم من يَقُولُ بدلَ أبي إدريس: «أبي مسلم» (6) .
_________
(1) هو: عائذ الله بن عبد الله.
(2) في (ك) : «الخولاني ما أجلست» .
(3) في (ف) : «قال» ، والمراد: معاذ بن جبل ح.
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج.
(5) وتمامه: «للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ» .
(6) أخرج الحديثَ بهذا الوجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34089) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/236- 237 و239 رقم 22064 و22065 و22080) ، والترمذي في "جامعه" (2390) ، وعبد الله في "زوائده على المسند" (5/328 رقم 22782) ، والشاشي في "مسنده" (1236 و1237) ، وابن حبان في "صحيحه" (577) ، والطبراني في "الكبير" (20/88 رقم 168) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/121) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/131) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أبي مسلم الخولاني، به.
وقد أخرج معمر في جامعه (20749/مصنف عبد الرزاق) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/83) ، وفي "التاريخ الأوسط" (رقم 215) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/340) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (10/38) ، والحاكم في "المستدرك" (4/460) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/5) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/155) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ أنه قال: «أدركتُ أبا الدرداء ووعَيْتُ عنه، وعبادة بن الصامت ووعَيْتُ عنه، وشدَّاد بن أوس ووعَيْتُ عنه، وفاتني معاذ بن جبل فأخبرني فلانٌ عنه» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (6/69-71 رقم 986) من رواية جماعة عن أبي إدريس أنه قال: سمعتُ معاذ بن جبل. ثم قال: «وخالفهم محمد بن مسلم الزهري - وهو أحفظُ من جميعهم - فرواه عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: أدركتُ عبادة بن الصامت ووعَيتُ عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، وعدَّ نفرًا من أصحاب رسول الله (ص) . قال: وفاتني معاذ بن جبل وأُخبرت عنه. وروى هذا الحديث أيضًا [أبو] مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل، حدث به عطاء بن أبي رباح عنه ... والقول قول الزهري؛ لأنه أحفظُ الجماعة» .
(5/94)
1831 - وسمعتُ (1) أبي وحدَّثنا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا طَلْقُ بنُ السَّمْح اللَّخْمي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أيُّوب، عَنْ حُمَيد الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: دخلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ فِي مرضٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا جاريةُ، هَلُمِّي لأصحابنا ولو كِسَرً (3) ؛
فإني سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّةِ.
_________
(1) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/246) . ووقع في المطبوع منه: «طلق بن السمح، عن يحيى بن السمح، عن يحيى بن أيوب ... » ، وهو خطأ. وقال في "اللسان" (7/252) : «وقال - أي: أبو حاتم - في "العلل": إنه مجهول. وأورد له خبرًا باطلاً» .
(2) في (ش) : «الحكم» بدل: «عبد الحكم» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (12) ، والطبراني في "الأوسط" (6501) .
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (649) ، وتمام في "فوائده" (1080/الروض البسام) ، والسِّلَفي في "الطيوريات" (1297) من طريق الربيع بن سليمان، عن طلق، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/335) من طريق سليمان بن بشار الخراساني، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ حميد، به.
قال ابن حبان عن سليمان بن بشار: «يروي عن الثقات ما لم يحدِّثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يُحصى كثرةً ... لا يحلُّ الاحتجاجُ به بحال» .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «ولو كِسَرًا» . وفي الموضع السابق من "الأوسط" للطبراني: «ولو بُسْرًا» ، وما في النسخ صحيح وفيه وجهان:
الأول: النصب على أنَّه خبر لـ «كان» المحذوفة هي واسمها بعد «لو» ، ونحوه قوله (ص) : «التمس ولو خاتمًا من حديد» ، والتقدير: ولو كان ما تلتمسُهُ خاتمًا من حديد، وهنا يقدَّر: ولو كان ما تقدِّمينه كِسَرًا. لكن حذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر في هذه اللغة المسألة رقم (34) ، وانظر في حذف «كان» واسمها بعد «إن» و «لَوْ» : المسألة رقم (1786) ؛ ويشهد لهذا الوجه ما جاء في مصادر التخريج.
والثاني: الرفع على أنَّه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: ولو يكون عندنا كِسَرٌ، أو: ولو حَضَرت كِسَرٌ، وذكَرَ نحوه النووي في "شرح مسلم" (9/213) في توجيه قوله (ص) : «انظُر ولو خاتَمٌ من حديد» بلا ألف بعد الميم.
وقد أجاز سيبويه الرفع بعد «لو» في قوله: «ألا طعامَ ولو تَمرٌ» على تقدير: ولو يكون عندنا تمرٌ، ولو سقط إلينا تمرٌ، لكن إذا قُدِّر فعل الكينونة، ففيه حذفُ «كان» وخبرها، مع بقاء الاسم مرفوعًا، وهو ضعيفٌ كما ذكر ابن هشام في "أوضح المسالك" (1/236-237) .
(5/95)
قَالَ (1) أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وطَلْقٌ مجهول (2) .
1832 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ كَتَبْنَاهُ بمِصرَ عَنْ مَالِكِ بن عبد الله بْنِ سَيْفٍ التُّجِيبي (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الحَمَّار؛ قَالَ:
_________
(1) في (ت) و (ك) : «فقال» .
(2) قال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرو هذ الحديث عن حميد إلا يحيى بن أيوب، ولا عن يحيى إلا طلق ابن السمح، تفرَّد به عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم» .
(3) قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص811) : «وقد رُوي هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر عن النبي (ص) ولكن في إسناده من لا يُعرف حاله. قاله أبو حاتم الرازي» .
(4) في (أ) : «التجبي» . وروايته أخرجها ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" (9/329- 330) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/297) .
وجاء عند أبي نعيم: «شعيب بن إسحاق» بدل: «سعيد» .
قال ابن خزيمة: «أنا أبرأ من عهدة إسناده» .
(5/96)
حدَّثنا اللَّيث (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ (2) عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا (3) ، وتَرُوحُ بِطَانًا (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) ،
وسعيدُ بنُ إسحاقَ بْنِ الحَمَّار (6) : مجهولٌ، لا أعرفُهُ.
1833- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسَدُ ابنُ مُوسَى (7) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أبي العالية (8) ، عن
_________
(1) هو: ابن سعد.
(2) الأصل: تتوكَّلون، وحذفتْ إحدى التاءين تخفيفًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (388) .
(3) أي: جائعةً، يقال: خَمُصَ الشَّخصُ خُمْصًا فهو خَمِيص: إذا جاع. "المصباح المنير" (خ م ص/1/182) .
(4) أي: مُمتَلئةَ البطون. "النهاية" (1/36) .
(5) فقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (559) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/30 و52 رقم 205 و370 و373) ، وابن ماجه في "سننه" (4164) ، وأبو يعلى في "مسنده" (247) من طريق أبي تميم عبد الله بن مالك الجيشاني، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبي (ص) .
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الطيالسي في "مسنده" (51) ، والترمذي في "جامعه" (2344) .
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، لا نعرفُه إلا من هذا الوجه» .
(6) في (ت) : «الجمار» .
(7) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (955) .
(8) في (ت) و (ك) : «ابن العالية» ، وهو: رفيع بن مهران الرياحي.
(5/97)
العباس بن عبد المُطَّلِب، أَنَّهُ بَنَى غُرفةً، فَقَالَ لَهُ النبيُّ (ص) : أَلْقِهَا، فَقَالَ (1) : أَلا (2) أُنفقُ مثلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فردَّد (3) النبيُّ (ص) ثلاثَ مَرَّاتٍ، وَرَدَّ العباسُ عَلَى النبيِّ (ص) ثلاثَ مِرَارٍ (4) ، كلَّ ذَلِكَ يَقُولُ له النبيُّ (ص) : أَلْقِهَا، وَيَقُولُ الْعَبَّاسُ: أُنفِقُ مِثلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا عفَّان (5) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أنَّ الْعَبَّاسَ؛ مُرسَلً (6) .
1834 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ (7) عَنْ زكريَّا بْنِ يحيى الوَقَار (8) ؛
قال: قُرئ على عبد الله بْنِ وَهْب؛ قَالَ: قَالَ الثَّوري:
_________
(1) في (ك) : «قال» .
(2) في (ت) و (ك) : «لا» .
(3) في (ش) : «فردده» ، وفي (ف) : «فرده» .
(4) في (ك) : «مرات» .
(5) هو: ابن مسلم، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/27- 28) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1020) عن حماد به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الشعب" (10242) .
وأخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة" (268) ، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (291) من طريق ابن المبارك، وأبو داود في "المراسيل" (495) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن أبي الدنيا أيضًا (281) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف، جميعهم عن حماد، به.
(6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قوله: «به» ليس في (ف) .
(8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6908) ، وابن عدي في "الكامل" (3/216- 217) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/414) ، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (7/3295- 3296 و3297) .
ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "الجامع" (45) .
وأخرجه ابن عدي أيضًا (3/217) من طريق الحارث ابن مسكين وأبي الطاهر أحمد بن عمرو، عن ابن وَهْب، عن الثوري، عن مجالد، عن النبي (ص) .
(5/98)
قَالَ مُجَالد (1) : قَالَ أَبُو الوَدَّاك (2) : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْري: قَالَ (3) عُمَرُ بْنُ الخطَّاب: قَالَ رسولُُ الله (ص) : قَالَ أَخِي مُوسَى: يَا رَبِّ، أَرِنِي الَّذِي (4) كُنْتَ أَرَيْتَنِي فِي السَّفِينَةِ. فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى (5) : يَا مُوسَى، إِنَّكَ سَتَرَاهُ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ الخَضِرُ، وهُوَ فَتًى طَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، مُشَمِّرُهَا، قَال: سَلاَمٌ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ورَحْمَةَ اللهِ، فَقَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلاَمُ، ومِنْهُ السَّلاَمُ، وَإلَيْهِ السَّلاَمُ، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ الَّذِي لاَ أُحْصِي (6) نِعَمَهُ، ولاَ أَقْدِرُ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِهِ إِلاَّ بِمَعُونَتِهِ، فَقَالَ مُوسَى _ج: أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا بَعْدَكَ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا طَالِبَ العِلْمِ، إِنَّ القَائِلَ أَقَلُّ مَلاَلَةً مِنَ (7) المُسْتَمِعِ، فَلاَ تُمِلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْزُ ِفْ عَنِ الدُّنْيَا فَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدارٍ، ولاَ لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ (8) ، لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا (9) لِلْمَعَادِ ... ، وذكر الحديثَ؟
_________
(1) هو: ابن سعيد.
(2) هو: جبر بن نَوْف.
(3) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(4) في (ك) : «الذين» .
(5) في (ك) : «وتعالى إليه» .
(6) قبلها في (ف) كلمة لم تتضح تشبه: «يحصي» ، وكأنه ضُرب عليها.
(7) قوله: «من» ليس في (ف) .
(8) في (ك) : «العباد» .
(9) في (ك) : «فيها» .
(5/99)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ كذبٌ.
قلتُ: وذكرتُ هَذَا الحديثَ لابنِ الجُنَيد الحافظِ، فَقَالَ: هُوَ موضوعٌ (1) .
1835 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحجَّاج بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ القُمْري (3) ،
عن اللَّيْث ابن سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عن القَعْقاع
_________
(1) في (ك) : «موضوع الحديث» . قال ابن حبان في "الثقات" (8/253) في ترجمة زكريا بن يحيى الوقار: «يُخطئ ويخالف؛ أخطأ في حديث موسى حيث قال: عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، عن عمر؛ إنما هو: الثوري أن النبيَّ (ص) قال ... » .
كذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وليس كذلك؛ قال ابن عدي في "الكامل" (3/215) : «يضعُ الحديث ويوصِّلها، وأخبرني بعضُ أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال: ثنا أبو يحيى الوقار وكان من الكذَّابين الكبار» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/329- 330) : «وقد ورد في حديث مرفوع، رواه ابن عساكر من طريق زكريا ابن يحيى الوقار إلا أنه من الكذابين الكبار» ، ثم ذكر الحديث، ثم قال: «لا يصحُّ هذا الحديث وأظنُّه من صنعة زكريا بن يحيى الوقار المصري؛ كذَّبه غير واحد من الأئمة، والعجب أن الحافظ ابن عساكر سكت عنه» .
(2) انظر المسألة رقم (1913) .
(3) بضم القاف، وسكون الميم، وكسر الراء، وهو الحجَّاج بن سليمان بن أفلح الرُّعَيني، ابن القُمْري المصري، كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (7/245) ؛ وإلى هذا ذهب الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/324) ، ووهَّم ابنَ أبي حاتم والدارقطنيَّ في جعلهما اثنين: أحدهما: الرعيني، والثاني: ابن القُمْري.
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (2/177) : «وقد أوهم سياق المؤلف - أي: الذهبي - أنهما اثنان، وليس كذلك؛ بل واحدٌ، وقد أورد ابن عدي هذين الحديثين في ترجمة الرعيني وقال: إنه يعرف بابن القُمْري، والحديثُ الأول في ترجمة الرعيني أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة به، وقال: لم يكن هَذَا الحديثُ عند أحد إلا = = عند حجاج، ولم يكن في كتب الليث، وحجاج شيخٌ معروف» . ورواية حجاج أخرجها المصنف في "تفسيره" (3470) عن أبيه، وأخرجها الطبراني في "الأوسط" (6556) ، وابن عدي في "الكامل" (2/234) .
ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/194) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ محمد بن عجلان إلا الليث، ولا عن الليث إلا حجَّاج بن سليمان، تفرَّد به محمد بن سلمة المرادي» .
(5/100)
ابن حَكِيم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) (2) أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ بَنِي آدَمَ يَلْقَى اللهَ بِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ، يُعَذِّبُهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ أَوْ يَرْحَمُهُ، إِلاَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا؛ فَإنَّهُ كَانَ سَيِّدًا وحَصُورًا (3) ونَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ، قَالَ: ثُمَّ أَهْوَى النبيُّ (ص) بِيَدِهِ إِلَى قَذَاةٍ مِنَ الأرضِ، فَأَخَذَهَا، وَقَالَ: كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلَ هَذِهِ القَذَاةِ؟
قَالَ أَبِي (4) : لم يكن هَذَا الحديثُ عند أحدٍ غيرِ الحجَّاج، ولم يكن فِي كتابِ اللَّيث، وحجَّاجٌ هَذَا هو شيخٌ معروفٌ.
1836 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ (5) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «عن أبي صالح، عن السمان» . واسمه: ذكوان.
(2) في (ف) : «عن النبي (ص) » .
(3) الحَصور: الذي لا يأتي النساء. "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص238- 239) . وقد أورد ابن الجوزي في "زاد المسير" (1/383) أربعةَ أقوال في بيان لماذا كان لا يأتي النساء.
(4) نقل المصنف ابنُ أبي حاتم قولَ أبيه في "التفسير" (2/644) .
(5) روايته أخرجها تمام في "الفوائد" (1114/الروض البسام) .
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/196) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (146) من طريق الحسين بن يسار، والطبراني في "الكبير" (1/256 رقم 741) من طريق عمران بن ميسرة، وابن عدي في "الكامل" (2/282) من طريق حميد بن الربيع، والحاكم في "المستدرك" (4/311) ، والسلمي في "آداب الصحبة" (ص94) ، والبيهقي في "الشعب" (7800) ، وفي "الآداب" (403) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، جميعهم عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/135) .
(5/101)
أبي معاويةَ الضَّرِيرِ (1) ، عن [عوَّامِ] (2) بنِ جُوَيرية، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ لاَ يُصِبْنَ إِلاَّ بِعُجْبٍ: الصَّمْتُ، وهُوَ أَوَّلُ العِبَادَةِ، والتَّواضُعُ، وذِكْرُ اللهِ، وقِلَّةُ الشَّيءِ؟
قَالَ أَبِي (4) : إِنَّمَا يُروى عَنْ الحسن فقَطْ (5) ، وقال بعضُهم (6) :
_________
(1) هو: محمد بن خازم.
(2) في (أ) : «حوام» ، وفي بقية النسخ: «حرام» ، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر "المجروحين" (2/196) ، و"ميزان الاعتدال" (3/303) .
(3) هو: البصري.
(4) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن وَهْب في "جامعه" (451) عن الحسن من قوله. وذكر المحقق أن في المخطوط بياضًا بين ابن وَهْب والحسن؛ فلم يتضح الإسناد. وأخرجه هناد في "الزَّهد" (1130) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن العوام بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ النبي (ص) .
(6) أخرجه من هذا الوجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (556) من طريق علي بن الجعد ومحمد بن يزيد، وابن أبي عاصم في "الزهد" (48) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (391) من طريق محمد بن العلاء، وتمام في "الفوائد" (1115/الروض البسام) من طريق بشر ابن الحارث، جميعهم عن أبي معاوية، عن العوام بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس، قوله.
ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/366) .
(5/102)
الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ؛ قولَهُ (1) .
1837 - وسألتُ (2) أبي عن حديثٍ رواه عبد العزيز بْنُ مُسْلِمٍ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبِيب (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ (5) فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ؛ العِزُّ إِزَارُ اللهِ، والكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ؛ فَقَالَ الرجلُ (6) : يَا رسولَ اللَّهِ، إِذَا لَبِسْتُ (7) ثَوْبِي (8) جَدِيدًا أَعْجَبَني ... ، فذكَرَ الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: وَرَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ بنُ عُتْبة (9) ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّات (10) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدة، عن
_________
(1) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث الأصلُ فيه موقوفٌ من قول أنس، وقد رُوي عن أسد ابن موسى، عن أبي معاوية مرفوعًا، وقد رفعه أيضًا عن أبي معاوية بعضُ الضعفاء» . وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/342) : «ورُوي عن أنس = = موقوفًا عليه، وهو أشبه؛ أخرجه أبو الشيخ في الثواب وغيره» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1828) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/399 رقم 3789) ، والشاشي في "مسنده" (889 و890) ، والطبراني في "الكبير" (10/221- 222 رقم 10533) ، والحاكم في "المستدرك" (1/26) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/198- 199) .
(4) هو: حبيب بن أبي ثابت.
(5) في (ك) : «مَنْ» بدل: «رجل» .
(6) كذا في جميع النسخ! وفي مصادر التخريج: «رجل» .
(7) في (ك) : «ألبست» .
(8) قوله: «ثوبي» ليس في (ت) و (ف) .
(9) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه هنَّاد في "الزهد" (826) من طريق حجَّاج بن أرطاة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، به.
(10) هو: حمزة بن حبيب القارئ.
(*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/103)
النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ؟
قَالَ: مُرسَلً (*) أشبهُ عندي، مع أنَّ (1) يَحْيَى بنَ جَعْدة لم يَلْقَ ابنَ مَسْعُود.
1838- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى ابنُ زيادٍ الرَّقِّيُّ - المعروفُ بِفُهَيْرٍ (2) - عَنْ طَلْحَة ابن زَيْدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن يزيد ابن شُرَيح؛ قَالَ: سمعتُ نُعَيْمَ بنَ هَمَّار الغَطَفاني قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ (3) واخْتَال (4) ، ونَسِيَ الكَبِيرَ المُتَعَال (5) ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ واعْتَدَى، ونَسِيَ الجَبَّارَ (6) الأَعْلَى، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَخْتُلُ (7) الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَسْتَحِلُّ المُحَرَّمَ
_________
(1) أي: لأنَّ يحيى بن جعدة ... إلخ؛ فقوله: «مع أنَّ» تعليلٌ لكون المرسل أشبَه.
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (9) ، وابن عدي في "الكامل" (4/110) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/792- 793) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (7833) .
(3) رسمت في (ك) : «تجيب» مهملة الأحرف.
(4) كذا في (ك) ومصادر التخريج، وهو الصواب، وفي بقية النسخ: «واحتال» بالحاء المهملة.
(5) كذا بحذف الياء من الاسم المنقوص غير المنوَّن، والجادَّة: المتعالي؛ وحذف الياء من الاسم المنقوص غير المنوَّن لغةٌ صحيحةٌ لبعض العرب؛ وبها قرئ في السَّبع. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1377) .
(6) في (ك) : «الحماد» .
(7) يقال: خَتَلَهُ يَختُلُهُ ويَختِلُهُ: خَدَعَهُ عن غَفَلة وراوغه. "النهاية" (2/9) ، و"اللسان" (11/199) .
(5/104)
بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ هَوَاهُ يُضِلُّهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ فِيهِ رَغَبٌ يُذِلُّهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ فِيهِ طَمَعٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وطَلْحَةُ ضعيفُ الْحَدِيث، ويزيدُ لم يُدْرِكْ نُعَيْمَ بنَ هَمَّار (1) .
1839 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ هِشَامٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ القُرَشي، عَنْ أَبِي فَرْوَة، عَنْ أَبِي خَلاَّد - وكانتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ المُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ (3) يُلَقَّى الحِكْمَةَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنُ الطَّبَّاع (4) ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد
_________
(1) في (ش) : «هماز» . قال ابن عدي في "الكامل" (4/110) : «وهذا الحديث يُعرف بأسماءَ بنت عميس، عن النبي (ص) ، ومن هذا الطريق لم يروه إلا طلحة بن زيد» .
وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/793) : «غريب جدًّا، وطلحةُ ضعيف، ويزيد لم يدرك نعيمًا» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "الكنى" (ص27- 28) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (4101) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2690) ، وفي "الزهد" (231) ، والطبراني في "الكبير" (22/392 رقم 975) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/405) ، وفي "معرفة الصحابة" (6761) ، والبيهقي في "الشعب" (10048 و10052) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/84 و53/95- 96) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/159) .
(3) قوله: «فإنه» ليس في (ش) .
(4) هو: محمد بن عيسى، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2448) ، وجاء عنده: «سمعت أبا خالد الكندي» . قال الحافظ في "الإصابة" (6/281) : «وقع في رواية لابن أبي عاصم: عن أبي خالد، والصواب: عن أبي خلاد» . وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص28) تعليقًا من طريق أحمد بن إبراهيم، عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ، عن عنبسة سمع أبا فروة الجزري، عن أبي مريم، به. كذا في المطبوع: «عن عنبسة» ، والصواب: «أخو عنبسة» ؛ فقد نقل ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص795) هذا الحديث عن البخاري.
(5/105)
الأُموي، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يزيدَ (1) بنِ سِنَان، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي خَلاَّد (2) .
قلتُ لأَبِي: يصحُّ لأَبِي خلاَّد صُحبة؟
فَقَالَ: ليس (3) له إسناد (4) .
1840 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُسَيَّّب بْنُ واضِح (5) ، عن
_________
(1) في (ف) : «ويزيد» .
(2) قال البيهقي في "شعب الإيمان" (19/119) : «وقال أحمد بن إبراهيم: عن يحيى، سمع أبا فروة الجزري، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الخلاد، عن النبي (ص) . قال البخاري: وهذا أصحُّ» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (6/281) : «ورجَّح البخاري أن الحديث عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مريم، عن أبي خلاد» .
وقال المزي في "التهذيب" (34/283) بعد أن ذكر هذا الإسناد: «قال البخاري: وهذا أَوْلى» ، كذا نقل البيهقي والمزي والحافظ ترجيح البخاري، والذي في كتابه "الكنى" (ص27 رقم232) ترجيح الطريق الأُولى التي ليس فيها: «أبو مريم» .
(3) قوله: «ليس» سقط من (ش) .
(4) قال المصنف ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص254) : «سمعت أبي يقول: أبو خلاد ليس له صحبة، وهو الذي يروي يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي مريم، عنه» .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/151- 152 رقم 10287) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (1/114- 115) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/246) ، والبيهقي في "الشعب" (10227) .
ومن طريق ابن جميع الصيداوي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/114- 115) . وأخرجه أبو نعيم أيضًا (8/252) من طريق عبد الله بن خبيق، عن يوسف ابن أسباط، به.
(5/106)
يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوري، عَن سَلَمة بْن كُهَيل، عن أبي عُبَيدة (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَنَى مِنَ البُنْيَانِ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ مِنْ أَرْضِ السَّبْعِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أَصْلَ له بهذا الإسناد (4) .
1841 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بن واضِح (6) ،
_________
(1) هو: ابن عبد الله بن مسعود.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) كذا في جميع النسخ، والذي في "شعب الإيمان": «مِنْ سَبْع أَرَضِين» ، ولم يُذكَر هذا اللفظ في بقية مصادر التخريج. لكن ما في النسخ - إن لم يكن مصحَّفًا عن «مِنَ الأَرضين السَّبْعِ» - فيمكن تخريجه على حذف مضاف، والتقدير: مِن أرض الأَرضين السَّبْعِ، أو مِن أرض الطبقات السَّبْع، وهذا نحو قولهم في "مسجد الجامع» و «بقلة الحمقاء» ؛ فأصله: مسجد المكان الجامع، وبقلة الحبة الحمقاء. وانظر "أضواء البيان" (3/420-422) والتعليق على المسألة رقم (505) .
ويمكن أن يقدَّر على حذف المضاف إليه، أو الصفة، والتقدير: مِن أرضِ السَّبْعِ الأَرَضِينَ، أو من أرضِ السَّبع الطباق، والله أعلم.
(4) قال أبو نعيم في "الحلية" (8/246) : «غريب من حديث الثوري، تفرَّد به المسيب عن يوسف» . وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/13) : «رواه الطبراني في "الكبير" من رواية المسيب بن واضح، وهذا الحديثُ مما أُنكر عليه وفي سنده انقطاع» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/116) : «حديث منكر» ، وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3649/ تخريج أحاديث إحياء علوم الدين) : «رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد فيه لين وانقطاع» .
(5) انظر المسألة المتقدمة برقم (1797) و (1816) ، والمسألة الآتية برقم (1918) .
(6) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (614) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/251) ، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5261) من طريق خالد بن الحارث، وابن حبان أيضا (612) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، كلاهما عن مالك بن مغول، به.
وجاء عند أبي يعلى: «خيثمة، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ» .
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/405) من طريق حسام بن مصك، عن منصور بن المعتمر، به.
(5/107)
عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ مَنصور (1) ، عن خَيْثَمة (2) ، عن عبد الله (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1842 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عَنِ ابْنِ عيَّاش (5) ، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرْعَة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيْد، عَنْ عُتْبة بْنِ عَبْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الشَّابُّ المُؤْمِنُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ، لَأَبَرَّهُ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ موقوفٌ.
1843 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ؛ قال:
_________
(1) هو: ابن المعتمر.
(2) هو: ابن عبد الرحمن الجُعْفي.
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) لم نقف على روايته، ولكن رواه ابن المبارك في "الزهد" (ص348) عن إسماعيل بن عياش، به، موقوفًا. وانظر "مسند الشاميين" (1629) .
(5) هو: إسماعيل.
(6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (571) ، وابن عدي في "الكامل" (4/147) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/151 رقم 17371) ، والطبراني في "الكبير" (17/309 رقم 853) من طريق قتيبة بن سعيد، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1106/بغية الباحث) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (576) من طريق سعيد بن شرحبيل، وأبو يعلى في "مسنده" (1749) ، وابن عدي في "الكامل" (4/174) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص530) من طريق كامل ابن طلحة، والطبراني في "الكبير" (17/309 رقم 853) من طريق عبد الله بن عباد، وتمام في "فوائده" (58/الروض البسام) من طريق عمرو بن هاشم، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (993) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم عن عبد الله بن لهيعة، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة» .
(5/108)
كَتَبَ إِلَيْنَا ابنُ لَهِيعة؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو عُشَّانة (1) ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبة ابن عامر يحدِّث عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ (2) ؟
قَالَ أَبِي: إنما هو موقوفٌ (3) .
1844 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش (4) ،
عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ (5) ، عَنْ شَيْبَةَ بنتِ رَبَاح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ رسول الله (ص) فضرَبَ بيده عَلَى مَنْكِبِهِ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ ، قَالَ: قلتُ: بَلَى، بِأَبِي أنتَ (6)
_________
(1) هو: حَيُّ بن يُؤْمِن.
(2) الصبوة: المَيلُ إلى الهوى، وهي المَرَّةُ منه. "النهاية" (3/11) .
(3) أخرجه موقوفًا ابن المبارك في "الزهد" (349) من طريق رشدين بن سعد، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أبي عشانة، به موقوفًا.
(4) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/178) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ كثير العبدي، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بن عبد الله مولى غفرة، عن ابن عباس. وهذا موافق لما رجحه أبو حاتم كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/178 رقم 11560) من طريق غسان بن الربيع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عمر بن عبد الله مولى غفرة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(5) هو: عمر بن عبد الله.
(6) قوله: «أنت» من (ف) فقط.
(5/109)
وَأُمِّي يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ (1) بِنْتِ رَبَاح (2) ، وَلَيْسَ لشَيْبَة مَعْنَى؛ قَدْ وُصِّلَ (3) .
1845 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ،
عَنْ الأَوْزاعي، عَنْ عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابة، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: أخذ النبيُّ (ص) بِبَعْضِ جَسَدي فَقَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ؟
_________
(1) في (ك) : «عُقْبَة» .
(2) روايته أخرجها أبو بكر الفريابي في "القدر" (155) ، وابن عمشليق في "جزئه" (1) ، والبيهقي في "الشعب" (10000/زغلول) من طريق عيسى بن يونس، وابن بشران في "أماليه" (188) من طريق عاصم بن رجاء، كلاهما عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن ابن عباس.
(3) المعنى: أن هذا الوهم جعل الحديث موصولاً وهو ليس كذلك؛ فعمر مولى غفرة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي (ص) كما قال يحيى بن معين في رواية عباس الدوري (1016) ، فذكر هذه الواسطة (شيبة بنت رباح) بينه وبين ابن عباس يوهم أن الحديث متصل.
هذا،؛ وقد قال العقيلي في الموضع السابق: «حدثنا محمد بن زكريا قال: إسحاق بن راهويه قال: قال: حدثني ابن يونس - يعني عيسى - قلتُ لعمر مولى غفرة: سمعتَ من ابن عباس؟ قال: أدركتُ زمانه. وهذا المتن يُروى عن ابن عباس، وغيره، عن النبي (ص) بأسانيد لينة» .
وانظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص 344-345) .
(4) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الآجري في "الغرباء" (21) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/115) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/132 رقم 6156) ، وأبو نعيم أيضًا (6/115) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن الأوزاعي، به.
(5/110)
قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزاعي غَيْر (1) الفِرْيابي، ولا أدري ما هو، وعَبْدَةُ رأى ابنَ عُمَرَ رؤية (2) .
1846 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عن سَعِيد ابن بَشِير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّق (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لِكُلِّ عَبْدٍ رِزْقُهُ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ يَأْتِيهِ لاَ مَحَالَةَ؛ فَمَنْ رَضِيَهُ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، ووَسِعَهُ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ بِهِ (6) ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، ولَمْ يَسَعْهُ؟
قَالَ أَبِي (7) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، كأنه موضوعٌ، لا نَعْرِفُ (8) لِمُوَرِّق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حديثًا مُسْنَدً (9) .
_________
(1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(2) قال ابن رجب في "جامع العلوم الحكم" (ص 709) : «وعبدة بن أبي لبابة أدرك ابن عمر، واختُلف في سماعه منه» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/24 و41 رقم 4764 و5002) ، والبخاري في "صحيحه" (6416) من طريق مجاهد، عن ابن عمر.
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2747) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (169/ب/أطراف الغرائب) من طريق بقية، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به بَقِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عن قتادة، عنه» .
(4) هو: ابن الوليد.
(5) هو: ابن مُشَمْرج.
(6) قوله: «به» ليس في (ف) .
(7) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(8) في (ك) : «لا يعرف» .
(9) كذا في جميع النسخ: «حديثًا مُسْنَدً» - بلا ضبط - انتصب قوله: «حديثًا» وأُثبِتَتْ فيه ألف تنوين النصب على لغة جمهور العرب، وانتصب قوله: «مسندً» وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ في العربية. انظر "الخصائص" لابن جنِّي (1/370-374) ، وراجع تعليقنا على المسألة رقم (34) و (241) .
(5/111)
1847 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وسُئِلَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّوَايَةِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي السَّائِب:
فَرَوَى بقيَّة (2) ، عَنْ أَبِي عبد الحميد (3) ، عن بُسْر (4) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (5) ، عَنْ نُعَيم بْنِ هَمَّار الغَطَفاني، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنِ امْرِئٍ إِلاَّ قَلْبُهُ (6) بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ؛ إِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ، وإِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، والمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ (7) ؛ يَرْفَعُ قَوْمً (8) ، وَيَضَعُ آخَرِينَ.
_________
(1) في (ف) : «أبي زرعة» .
(2) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1278) ، وفي "السنة" (553 و779) ، والبزار في "مسنده" (40/كشف الأستار) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1233) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6397) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الوليد ابن سليمان، عن بسر، به.
(3) في (ك) : «عبيد الحميد» . ولم نعرف من أبو عبد الحميد = = هذا، والظاهر من سياق المسألة: أنَّ بقية دلَّس الوليد بن سليمان، فكناه بهذه الكنية التي لا يعرف بها؛ كما صنع مع عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي حين كناه: أبا وهب الأسدي. انظر المسألة رقم (1957) .
(4) في (ك) : «بشر» .
(5) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني.
(6) في (ف) : «إلا وقلبه» .
(7) من قوله: «يزيغه ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(8) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(*) ... في (ك) : «بشر» .
(5/112)
وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ بِشْر بْنِ السَّرْح، عن الوليد ابن سُلَيمان بْنِ أَبِي السَّائب، عَنْ بُسْر (*) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ النَّوَّاس بن سَمْعان، عن النبيِّ (ص) ؟
فسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عن النَّوَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ وذلك أنَّ عبد الرحمن ابن يَزِيد بْن جَابِر (2) رَوَاهُ عَنْ بُسْر (*) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ النَّوَّاس، عن النبيِّ (ص) (3) .
1848 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا به محمدُ بنُ عَوْف (5) ،
_________
(1) في (ك) : «سمعت» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/182 رقم 17630) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (199) ، وعثمان الدارمي في "نقضه على المريسي" (56 و84) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (219 و552) ، والنسائي في "الكبرى" (7738) ، وابن جرير في "تفسيره" (6655) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (108) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1224) ، وابن حبان في "صحيحه" (943) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (582) ، وفي "الدعاء" (1262) . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1887) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/153-154) من طريق الوليد بن أبي مالك الهَمْداني، عن أبي إدريس، عن نواس بن سمعان، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) من طريق رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إدريس، عن أبي الدرداء، به.
(3) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمعَ رسولَ اللهِ (ص) يقول: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» .
(4) ذكر هذه المسألةَ الرافعيُّ في "التدوين، في أخبار قزوين" (4/121-124) .
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/277-278) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (76) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (307) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4463) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/55-57) ، وأبو محمد القاسم بن عساكر في "تعزية المسلم عن أخيه" (70) من طريق عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن أخيه محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب الزُّهري، به.
ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1484) . ومن طريق أبي الشيخ أخرجه الشجري في "أماليه" (2/296-298) .
ومن طريق ابن عساكر أخرجه عنه ابنه في "تعزية المسلم" (70) ، وقد سقط من إسناد ابن عساكر: «محمد بن عبد العزيز» في المطبوع وفي المخطوط (13/712-713) ، وهو موجود في إسناد رواية ولده.
قال ابن حجر في "الإصابة" (6/200) : «أورده جعفر الفريابي في كتاب "الكنى" له، وابن أبي عاصم في "الوُحدان"، وابن منده، وابن شاهين في "الصحابة"، وابن أبي الدنيا في "الكفالة"، والرامهرمزي في "الأمثال"؛ كلهم من طريق محمد بن عبد العزيز الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة» .
(5/113)
عَنْ أَبِي المُغيرَة (1) ، عَنْ إسماعيلَ بنِ عيَّاش (2) ، عن عبد الله بن عبد العزيز، عَنِ الزُّهري، عَنْ سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وعُروَةَ بنِ الزُّبَير، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ أَحَدِكُمْ، ومَثَلُ أَهْلِهِ ومَالِهِ وعَمَلِهِ، كَرَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ، فَقَالَ لأَِخِيهِ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ: مَاذَا عِنْدَكَ فِي نَفْعِي والدَّفْعِ عَنِّي، فَقَدْ نَزَلَ بِي مَا تَرَى؟ فَقَالَ: عِنْدِي أَنْ أُطِيعَكَ (3) مَا دُمْتَ حَيًّا، وأَنْصَرِفَ حَيْثُ صَرَفْتَنِي، ومَا لَكَ عِنْدِي نَفْعٌ إِلاَّ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مِتَّ ذُهِبَ بِي إِلَى مَذْهَبٍ غَيْرِ مَذْهَبِكَ، وأَخَذَنِي غَيْرُكَ، فالتفتَ النبيُّ (ص) (4) فَقَالَ: هَذَا أَخُوهُ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟! ، قَالُوا: لا نسمَعُ طائلاً،
_________
(1) هو: عبد القدوس بن حجَّاج.
(2) في (ت) و (ك) : «عباس» .
(3) في (ك) : «أعطيك» .
(4) في (ك) : «فالتفت إلى النبي (ص) » .
(5/114)
ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ: قَدْ نَزَلَ بِي مِنَ المَوْتِ مَا تَرَى، فَمَاذَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أُمَرِّضُكَ، وأَقُومُ عَلَيْكَ، فَإِذَا مِتَّ غَسَّلْتُكَ ثُمَّ (1) كَفَّنْتُكَ، وحَنَّطْتُكَ وأَبْكِيكَ، وأَتْبَعُكَ مُشَيِّعًا إِلَى حُفْرَتِكَ (2) . فقال رسولُُ الله (ص) : فَأَيُّ أَخٍ هَذَا؟! ، قَالُوا: أخٌ غيرُ طَائِلٍ، ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ عَمَلُهُ: مَاذَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أُونِسُ وَحْشَتَكَ، وأُذْهِبُ هَمَّكَ، وأُجَادِلُ عَنْكَ فِي القَبْرِ، وأُوَسِّعُ عَلَيْكَ جَهْدِي، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا؟! ، قَالُوا: خيرَ (3) أَخٍ؛ قَالَ: فَالأَمْرُ (4)
هَكَذَا، فقام عبد الله بْنُ كُرْز اللَّيْثي فَقَالَ: ائذْن لِي أنْ أقولَ (5) فِي هَذَا شِعْرًا، فَقَالَ: هَاتِ، فَأَنْشَدَ عِشْرِينَ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ (6) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ من حَدِيث الزُّهري، لا يشبه أن يكونَ حقًّ (7) ، وعبدُاللهِ بنُ عبد العزيز: ضعيفُ الحديث، عامَّةُ
_________
(1) في (ف) : «و» بدل: «ثم» .
(2) في (ت) و (ك) : «حضرتك» .
(3) في (ك) : «أخير» .
(4) في (ت) و (ك) : «قالا من» بدل: «فالأمر» ..
(5) قوله: «أن أقول» سقط من (ك) ، وفي (ت) و (ف) : «أقول» بحذف «أنْ» ، وهو صحيحٌ أيضًا في العربية؛ ويجوز في الفعل الرفع والنصب. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1024) .
(6) ذُكِرَتْ هذه الأبياتُ في "التدوين" وغيره من مصادر التخريج، فانظرها إنْ شئت.
(7) كذا في جميع النسخ، وهو على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، وانظر المسألة رقم (34) .
وقال العقيلي في الموضع السابق: «حديثُه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به، وليس لَهُ أصلٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ» .
(5/115)
حديثه خطأٌ، لا أعلَمُ (1) حديثً مستقيمً (2) .
1849 - وسمعتُ أبي وذكَرَ حَدِيثٍ (3) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْف (4) ،
عن أبي المُغيرَة عبد القدوس بْنِ الحجَّاج، عَنْ صَفوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِرٍ الطَّائي؛ قَالَ: سمعتُ النَّوَّاسَ بنَ سَمْعان قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ الإثمِ والبِرِّ؟ قَالَ: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإِثْمُ مَا حَاكَ (5) فِي نَفْسِكَ وكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ (6) خطأ؛ لم يَلْقَ ابنُ جابرٍ النَّوَّاسَ.
_________
(1) أي: لا أعلم له.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب فيهما، وهذا جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) كذا، على لغة ربيعة.
(4) لم نقف على روايته، وقد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (980) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، والبيهقي في "الشعب" (6888) من طريق عباس الترقفي، كلاهما عن أبي المغيرة، به مصرحًا بالسماع.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/182 رقم 17632) ، والدارمي في "مسنده" (2831) ، كلاهما عن أبي المغيرة، به، معنعنًا بلا ذكر السماع.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) تعليقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/339) ، ابن قانع في "معجمه" (3/163) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (980) ، والبيهقي في "الشعب" (8629) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جابر، عن النواس، به.
وقرن الطبراني رواية أبي اليمان برواية أبي المغيرة، وحمل رواية أبي اليمان على رواية أبي المغيرة، فجعلهما كلَّها بالسَّماع.
(5) في (ت) : «ذاك» ، وفي (ك) : «حال» .
(6) قوله: «حديث» ليس في (ك) .
(5/116)
قلتُ: الخطأُ يَدُلُّ أنه من (1) أَبِي (2) المُغِيرَة فيما قَالَ: «سمعتُ النَّوَّاس» ؛ وذلك أنَّ إِسْمَاعِيل بْن عيَّاش روى عَنْ صَفْوان بْن عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِرٍ (3) ، عَنِ النَّوَّاس، لم يذكُرِ السَّمَاعَ، فيَحْتمِلُ أنْ يكونَ أرسلَهُ، ويحيى بنُ جَابِر كَانَ قاضِيَ حِمْص، يروي عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاس (4) .
1850 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أميَّة السَّاوي (5) ،
عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى التَّيْمي البُخَاري (6) المعروفِ بالغُنْجَار، عن عبد الله بْنِ كَيْسان، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ سُئل: مَنْ أحسنُ النَّاسِ صوتًا بالقرآن؟ [قال] (7) : أَخْوَفُهُم للَّهِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَلا أعلمُ إِلا أنَّ طَلْقَ بْنَ حَبِيب مِن (8) أَخْوفِهم للَّه؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ غريبٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) قوله: «من» مكرر في (ف) .
(2) قوله: «أبي» ليس في (أ) و (ش) .
(3) في (ك) : «يحيى بْن جَابِر كَانَ قاضي حمص» .
(4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/182 رقم 17631 و17633) ، ومسلم في "صحيحه" (2553) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، به.
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (250) من طريق إسحاق بن حمزة، عن عيسى بن موسى، به.
قال الخليلي: «لم يروه إلا عبد الله بن كيسان، وعنه عيسى غُنْجار» .
(6) في (ك) يشبه: «النجاري» .
(7) قوله: «قال» سقط من جميع النسخ، فأثبتناه من "الإرشاد" للخليلي.
(8) قوله: «من» ليس في (ف) .
(5/117)
1851 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أميَّة السَّاوي (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى التَّيْمي (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ كَيْسان؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، يحدِّثُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، سَهْلٍ سَمْحٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (4) حديثٌ غريبٌ مُنكَرٌ، حدَّثنا بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْران المَتُّوثي (5) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أميَّة، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أميَّة.
1852 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن أميَّة (7) السَّاوي،
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن شاهين في "جزء من حديث عن شيوخه" (40) من طريق بحير بن النضر، عن عيسى بن موسى، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/64) ، وتمَّام في "فوائده" (1102/الروض البسام) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/356) من طريق حماد الأبح، كلاهما عن محمد بن واسع، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/323) ، والطبراني في "الأوسط" (5725) من طريق وَهْب بن حكيم الأزدي، وابن عدي أيضًا (3/300) من طريق زيد العَمِّي، كلاهما عن محمد بن سيرين، به.
(2) قوله: «التيمي» ليس في (ف) .
(3) هو: محمد.
(4) في (ك) : «وهو» ، وكانت كذلك في (ت) ثم ضرب على الواو.
(5) في (ت) : «المتوني» ، وفي (ك) مهملة النقط. وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (3/21) . وانظر "الأنساب" (4/228) .
(6) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (4/281) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/ 358/مخطوط) ، وابن حجر في "اللسان" (6/176) ، و"التلخيص الحبير" (2/463) .
(7) من قوله: «عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أُمَيَّةَ ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5/118)
عَنْ نَوْفَل بْنِ سُلَيْمَانَ الهُنَائي، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: وَقَفَ النبيُّ (ص) بِعُسْفَانَ (1) فَقَالَ: لَقَدْ مَرَّ بِهَذِهِ القَرْيَةِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، ثِيَابُهُمُ العَبَاءُ، ونِعَالُهُمُ الخُوصُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مَوْضُوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، ونَوْفَلُ بنُ سُلَيْمَان هَذَا ضعيفُ الحديث.
1853 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عليُّ ابن مُحَمَّدٍ الطَّنَافسي (2) ،
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ شِمْر (4) بْنِ عَطِيَّة، عَنْ حمزةَ أَبِي عُمَارة؛ قَالَ: جَاءَ (5) رجلٌ إِلَى عُبَادةَ بنِ الصَّامت وفلانِ بنِِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: يَا هَذَا (6) ، أَلاَ تَرَيانِ الرجلَ يصلِّي
_________
(1) عُسْفان: قريةٌ بين مكَّة والمدينة، قيل: على مرحلتين من مكة على طريق المدينة. انظر "النهاية" (3/237) ، و"معجم البلدان" (4/121-122) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34799) : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شمر بن عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عبادة بن الصامت قال: إذا كان يوم القيامة قال الله: «ميِّزوا ما كان لي في الدنيا، وألقوا سائرها في النار» . وأخرجه هناد في "الزهد" (851) من طريق يعلى، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ رجل، عَنْ شهر، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" (18/136/الكهف 110) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن حمزة، عن شهر قال: جاء رجل ... .
وأخرجه في "تهذيب الآثار" (1125/مسند عمر) : ثنا كريب، عن ابن إدريس، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن حمزة أبي عمارة، عن شهر، عن عبادة، ابن الصامت وفلان بن الربيع، به.
(3) هو: محمد بن خازم.
(4) في (ك) : «شهر» .
(5) قوله: «جاء» سقط من (ك) .
(6) كذا في جميع النسخ، والصواب: يا هذان، فلعلَّ النون سقطت من النسخ ولم نجد هذه العبارة في مصادر التخريج.
(5/119)
ويحبُّ أنْ يُحْمَدَ، ويَحُجُّ ويحبُّ أَنْ يُحمَدَ، ويتصدَّقُ ويحبُّ أَنْ يُحمَدَ، حَتَّى عدَّ شَيْئًا مِنْ أَنْوَاعِ البِرِّ؟ فَقَالا: لَيْسَ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ شيئًا (1) ؛
يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: «أَنَا خَيرُ شَريكٍ؛ فمَنْ كانَ لهُ مَعِي شَريكٌ، فَلا حاجَةَ لِي فيه، هو كُلُّهُ لَهُ» ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «شيئًا» ، والجادَّة: «شيءٌ» بالرفع؛ لأنه اسم «ليس» مؤخَّر، وفي مصادر التخريج: «ليس لك مِنْ عملك شيءٌ» و «ليس له شيءٌ» و «ليس بشيء» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على ثلاثة أوجه:
الأول: على إضمار فعل ناصب، والتقدير: ليس يَجِدُ له مِنْ عَمَلِهِ شيئًا، أو: ليس يَقبلُ الله مِنْ عَمَلِهِ شيئًا، ونحو ذلك.
والوجه الثاني: أن «شيئًا» اسم لـ «ليس» ، وكان حقه الرفع، لكنَّه جاء منصوبًا لظهور المعنى وعدم اللبس، فقد جاء عن العرب الاكتفاء بالقرينة المعنوية، عن القرينة اللفظية، فنصبت الفاعل ورفعت المفعول؛ نحو قولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وقولهم: كَسَرَ الزجاجُ الحجرَ، وقد تكتفي بالمعنى عن الرتبة واللفظ جميعًا؛ فتقول: «أكلَتِ الكُمَّثْرَى ليلى» ، وهكذا. ولعلَّ الذي سوَّغ ذلك هنا مشاكلة قوله: «شيئًا من أنواع البر» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (479) .
والوجه الثالث: على توهُّم أن «شيئًا» خبر «ليس» ؛ لتأخُّره في اللفظ؛ كأنَّه قال: ليس عملُهُ شيئًا، والتوهُّم معروفٌ في كلام العرب في باب العطف وفي غيره، وانظر "الإنصاف" (2/564-565) . ويقع ذلك في القرآن، ويسمى إذْ ذاك: العَطْفَ على المعنى. وانظر "كتاب سيبويه" (1/306-307) و (3/29) ، و"الإنصاف" (1/191- 194 و393-395) ، و"مغني اللبيب" (ص453-458) ، و"خزانة الأدب" (4/147 - الشاهد رقم 278) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، و"اللباب" لابن عادل الحنبلي (في تفسير سورة البقرة: الآية 17) و (الأعراف: الآية 186) ، و (يوسف: الآية 90) ، و (غافر: الآية 37 و71) ، و (المنافقون: الآية 10) ، و (الزلزلة: الآية 7-8) ، وانظر كذلك "البرهان" للزركشي (4/110-113) ، و"الخصائص" (3/273-282 بابٌ في أغلاط العرب) .
تنبْْْيه: ورد في "الرسالة" للإمام الشافعي ثلاث عبارات على نحو ما عندنا هي:
1- قوله (ص) في حديث عبادة بن الصامت: «كان له عند الله عهدًا أن يُدخِلَه الجنَّة» [الفقرة رقم 345] . 2- قول الشافعي: «وقد كانت لرسول الله (ص) في هذا سننًا ليست نصًّا في القرآن» [الفقرة رقم 440] . 3- قول الشافعي: «ثم كانت لرسول الله (ص) في بُيوعٍ سوى هذا سننًا» [الفقرة رقم 485] .
وقد اجتهد العلامة الشيخ أحمد شاكر محقق "الرسالة" في تخريج هذه المواضع على وجهين لا نوافقه عليهما؛ لعدم ورودهما؛ أما العبارة الأولى: فقد تقدَّم تخريجها في المسألة رقم (239) . وأما العبارتان الثانية والثالثة: فتخرَّجان على الوجهين الثاني والثالث مما ذكرناه هنا. والله أعلم.
(5/120)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يَرْوون عَنِ الأعمَش، عَنْ شِمْر، وحمزةَ أَبِي عُمَارة، عَنْ عُبَادة.
1854 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْباط بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، عَنْ أَبِي رَجَاء عبدِاللهِ بنِ وَاقِدٍ الخُرَاساني، عَنْ عبَّاد (3) بْنِ كَثير، عَنِ الجُرَيري (4) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (5) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، عن النبيِّ (ص)
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2474) .
(2) روايته أخرجها هناد في "الزهد" (2/565 رقم1178) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (164) ، وفي "ذم الغيبة والنميمة" (25) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/168) ، والطبراني في "الأوسط" (6/348 رقم 6590) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (171) ، والبيهقي في "الشعب" (6315) . وجاء عندهم جميعًا: عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وهو موافق لما سيأتي في المسألة رقم (2474) ، إلا هناد بن السري فالرواية عنده عن جابر وحده. وجاء في إسناد ابن حبان: «الحسن» بدل: «الجريري» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الجريري إلا عباد بن كثير، تفرَّد به أبو رجاء الخراساني، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» .
(3) في (ك) : «عبادة» .
(4) هو: سعيد بن إياس.
(5) هو: المنذر بن مالك العبدي.
(5/121)
أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ والغِيبَةَ؛ فَإِنَّ الغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى، وإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وإِنَّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ.
فقلتُ لأَبِي: هَذَا الحديثُ مُنكَرٌ؟
قَالَ: كما يكونُ، أسأل اللَّه العافية! يجيء عبَّادُ بنُ كَثِيرٍ البصريُّ (1) بمثل هَذَا (2) .
1855 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ ابن بَحْرِ بْنِ بَرِّي، عَنْ قَتَادَةَ بن الفُضَيل بن عبد الله الحَرَشي (3) الرُّهاوي (4) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ، وكُلٌّ يُحِبُّهُ اللهُ، وكُلٌّ إِلَى خَيْرٍ، فاصْبِرْ نَفْسَكَ؛ فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ واللَّوَّ (5) ؛
فَإِنَّ اللَّوَّ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَان ِ؟
_________
(1) في (ك) : «البصير» .
(2) وقال في المسألة رقم (2474) : «لَيْسَ لَهِذَا الْحَدِيثِ أصلٌ، وَعَبَّادٌ ضعيفُ الحديث» . وذكر الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (1/447) في ترجمة حامد بن آدم المروزي: أن أبا داود السنجي قال: قلتُ لابن معين: عندنا شيخ يقال له: حامد بن آدم، روى عن يزيد، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عن أبي سعيد وجابر رفعاه: «الغيبة أشدُّ من الزنى» ؟ فقال: كذَّاب لعنه الله.
(3) في (ت) : «الجُرشي» .
(4) في (ك) : «الهادي» .
(5) قال الجوهري في "الصحاح" (6/2555) : «وإن جعلت «لو» اسمًا، شدَّدتَّهُ، فقلت: "قد أكثرتَ من اللَّوِّ"؛ لأن حروف المعاني الناقصة إذا صُيِّرت أسماءً تامة - بإدخال الألف واللام عليها، أو بإعرابها - شُدِّد ما هو منها على حرفين؛ لأنه يُزاد في آخره حرف من جنسه فيُدغم ويصرف ... قال أبو زيد [من الخفيف] :
لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ مِنِّيَ لَيْتٌ
إِنَّ لَيْتًا وَإِنَّ لَوًّا عَنَاءُ
وقد ورد هذا اللفظ: «اللَّوّ» معرَّفًا من حديث أبي هريرة عند أحمد في "المسند" (2/366 رقم8829) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10457 و10458 و10459) ، وابن ماجه في "سننه" (4168) ، وغيرهم. والحديث عند مسلم من حديث أبي هريرة رقم (2664) بلفظ: «فإنَّ «لَوْ» تَفْتَحُ عمل الشيطان» ، وذكر الحافظ في "الفتح" (13/225) عن القاضي عياض أنه وقع معرفًا عند بعض رواة مسلم. وانظر "النهاية" (4/280) ، و"همع الهوامع" (1/28-29) ، و"خزانة الأدب" (7/319-320) .
(5/122)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدا، ولو كَانَ هَذَا الكلامُ عَنْ (1) خالد بْن مَعْدان (2) ، لكان حسنًا (3) ، وقتادةُ بنُ الفُضَيل (4) : شيخٌ.
1856 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاء الْبَصْرِيُّ (6) ،
عَنْ شُعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ شَقيق بْنِ سَلَمة، عن
_________
(1) في (ك) : «من» .
(2) في (ت) : «معان» .
(3) في (ك) : «حسنان» .
(4) في (أ) و (ت) و (ف) : «الفضل» .
(5) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "لسان الميزان" (4/339-340) .
(6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/195-196) ، والشاشي في "مسنده" (606 و607) ، = = وابن الأعرابي في "معجمه" (1096) ، والطبراني في "الكبير" (10/193 رقم 10432) ، وابن عدي في "الكامل" (5/55) ، والبيهقي في "الشعب" (1150) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/313) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (629) .
ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (1/443) .
ومن طريق الطبراني أخرجه أبونعيم في "الحلية" (4/109-110) و (5/98) و (7/205) ، والشجري في "أماليه" (2/206) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/327) .
(5/123)
ابن مسعود (1) ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ المُتْرَفِينَ، ويَسْتَخِفُّونَ بِالْعابِدِينَ، ويَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ ويَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ (2) فِيمَا لاَ يُدْرَكُ (3) بِغَيْرِ سَعْيٍ: مِنَ القَدَرِ المَقْدُور (4) ، والأَجَلِ المَكْتُوب، والرِّزْقِ المَقْسُوم، ولاَ يَسْعَوْنَ فِيمَا لاَ يُدْرَكُ إِلاَّ بِالسَّعْيِ: مِنَ الجَزَاءِ المَوْفُور، والسَّعْيِ المَشْكُور، وتِجَارَةٍ لاَ تَبُور (5) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كَذبٌ موضوعٌ، وعُمَرُ (6) بْن يزيدَ كَانَ يَكْذِبُ (7) ، ضرَبَ عَمْرو بْن عليٍّ (8) عليه في كتابي (9) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أبي مسعود» .
(2) قوله: «يسعون» سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يسعَون فيما يُدْرَكُ بغير سَعْي» ، وهو الجادَّة. وما هنا يخرج على زيادة «لا» ؛ لتحقيق الفعل الداخلة عليه وتأكيده، وقد خرِّجت على ذلك آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، منها: قوله تعالى: [الأعرَاف: 12] {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ} ، أي: ما منعَكَ أن تسجد، ويوضِّحه الآية الأخرى: [ص: 75] {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} ، ومنها قوله تعالى: [طه: 92] {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا} ، أي: أن تتبعني، وغيرهما. وانظر "مغني اللبيب" (ص249-250) ، و"مشكل إعراب القرآن" (1/284) ، و"الدر المصون" (5/261-263) ، و (8/198) ، و (10/258) .
(4) في (ك) : «والقدر المقدوم» .
(5) في مصادر التخريج: «والتجارة التي لا تبور» .
(6) في (ك) : «وعمرو» .
(7) في (ك) : «يكون» .
(8) هو: الفَلاَّس.
(9) قال العقيلي في الموضع السابق: «لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ شعبة أصل، وهذا الكلامُ عندي - والله أعلم - يشبه كلامَ عبد الله بن المسور الهاشمي المدائني، وكان يضعُ الحديث، وقد روى عمرو بن مرَّة عنه، فلعل هذا الشيخَ حمله على رجل عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ عبد الله بن المسور، فأحاله على شعبة» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا يُعرف إلا بعمر بن يزيد هذا، عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطلٌ» .
وقال أبونعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث عمرو وشعبة، تفرَّد به عنه عمر بن يزيد الرفَّاء» . وانظر (7/205) منه. وقال الذهبي في "الميزان" (3/231) : «موضوع» .
(5/124)
1857 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنُ (1) بْنُ الأسودِ (2) ، عَنْ أَبِي أُسامة (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي سُهَيل (4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ: تَمْنَعُ العِبَادَ (5) مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ (6) ، ثُمَّ قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؛ رُدَّتْ عَلَيْهِمْ، وقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: كَذَبْتُمْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: أَبُو سُهَيل (7) عمُّ (8) مَالِك بْن أَنَس، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (9) .
_________
(1) في (ك) : «احسين» .
(2) هو: الحسين بن علي بن الأسود. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (6) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (288) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4034) ، وابن عدي في "الكامل" (5/20) ، والبيهقي في "الشعب" (10015 و10016) ، والشجري في "أماليه" (1/15) .
(3) هو: حماد بن أسامة.
(4) في (ك) : «أبي سهل» .
(5) في (ك) : «العياد» .
(6) قوله: «على دينهم» سقط من (ك) .
(7) في (ش) : «أبو سهل» .
(8) في (ك) : «عمر» .
(9) قال الدارقطني في "الأفراد" (92/ب/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث أنس، تفرَّد به عمر بن حمزة العمري، عنه، ولا نعلم رواه غير أبي أسامة» .
وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1485/ تخريج أحاديث إحياء علوم الدين) : «رواه أبو يعلى والبيهقي في "الشعب" من حديث أنس بسند ضعيف» .
وقول أبي حاتم: «مرسل» يجوز فيه وجهان:
الأول: النصبُ على أنَّه حالٌ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفعُ على أنَّه خبر ثانٍ، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5/125)
1858 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (1) : حَدَّثَنَا (2) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد، عَنِ الكُرَيزي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم، عن محمد ابن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أمِّه فاطمةَ ابْنَتِ (4) الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جدِّها علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَدَى اللهُ عَبْدَهُ الإِسْلامَ (5) ، وحَسَّنَ صُورَتَهُ، وجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ (6) غَيْرِ شَائِنٍ، ورَزَقَهُ - مَعَ ذَلِكَ - مَوْضِعًا لَهُ (7) ؛ فَذَلِكَ مِنْ صَفْوَةِ اللهِ (8) .
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) ، وفي (ك) تكرر قوله: «قال» .
(2) في (ف) : «وحدثنا» .
(3) هو: محمد بن عُبَيدالله بن عبد العظيم.
(4) في (ت) و (ك) : «بنت» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وجادَّته: «ابنة» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا على لغة لبعض العرب، وبها نزل القرآن. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(5) الفعل «هدى» يتعدى بنفسه وبالحرف؛ قال الفيومي: «هَدَيتُه الطريقَ أَهْدِيهِ هِدايةً: هذه لغةُ الحِجاز، ولغةُ غيرهم يتعدَّى بالحرف، فيقال: هَدَيتُه إلى الطريق، وهَداهُ الله إلى الإيمان» . "المصباح المنير" (هـ د ي) (2/636) ، وبكلتيهما جاء القرآن، قال سبحانه: [الفَاتِحَة: 6] {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *} ، وقال: [البقرة: 213] {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، وانظر "الصحاح" (6/2233) ، و "اللسان" (هـ د ي) (15/355) .
(6) في (ك) : «وجعله موضعه» .
(7) لفظه في "التواضع والخمول: «ورزقَهُ مع ذلك تَواضعًا» .
(8) لفظ الجلالة ليس في (أ) و (ش) .
(5/126)
فقلتُ: حدَّثنا أَبِي قَالَ: حدَّثنا عُبَيسُ (1) ابنُ مَرْحُوم العطَّارُ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيم؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، يَقُولُ: بلغَني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ذَلِكَ.
فَقَالَ ابْن جُنَيدٍ الحافظُ: هَذَا الحديثُ قد أفسد علينا حديثَنا.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: فصَدَق؛ فإنه (3) لو كَانَ عندَه عَنْ أمه، عَنْ أبيها، عَنْ جدِّها علي، عن النبيِّ (ص) ، لم يَرْو أنه بلغه عَنْ رسول الله (ص) .
1859 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شهاب بن عَبَّاد (4) ،
عن
_________
(1) في (ش) : «عيسى» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (121) من طريق زكريا بن عدي، عن يحيى بن سليم، به.
(3) في (ك) : «لأنه» .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/309) من طريق محمد بن رافع، والشاشي في "مسنده" (317) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/174) ، و (59/35) من طريق الحسن بن السكين وعباس بن محمد الدوري، وابن عدي في "الكامل" (7/58) من طريق هارون بن عبد الله الحمال، والدارقطني في "العلل" (5/42) من طريق أحمد بن يحيى الصوفي، وعبدة بن عبد الله الصفار، جميعهم عن محمد بن بشر، به.
وجاء عند العقيلي: «محمد بن عبد الله بن نمير» بدل: «عبد الله بن نمير» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34302) ، وفي "المسند" (345) ، وابن ماجه في "سننه" (257 و4106) من طريق علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (257) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد" (ص29) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (559) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، والبزار في "مسنده" (1638) من طريق محمد بن عمر الكندي، والدارقطني في "العلل" (5/42) من طريق سعيد بن أيوب، والبيهقي في "الشعب" (1744) من طريق الحسن بن علي، جميعهم عن عبد الله بن نمير، = = عن معاوية، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ الأسود ابن يزيد، عن ابن مسعود، به. ولم يذكروا علقمة في الإسناد.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (274) ، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (257) ، وابن عدي في "الكامل" (7/58) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/105) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1128) ، إلا أن ابن عدي قرن في روايته علقمة بالأسود.
(5/127)
مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ العَبْدي، عَنْ عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْري (1) ، عَنْ نَهْشَل (2) ، عَنِ الضَّحَّاك (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) والأسودِ (5) قالا (6) : قال عبد الله (7) : لَوْ أنَّ أهلَ الْعِلْمِ وَضَعُوا العلمَ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا أهلَ زمانهم (8) ، ولكنَّهُ (9) وضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا من دُنياهم؛ سمعتُ نبيَّكم (ص) يَقُولُ: مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا (10) ، كَفَاهُ اللهُ سَائِرَ هُمُومِهِ، ومَنْ ذَهَبَتْ بِهِ الهُمُومُ أَحْوَالُ الدُّنْيَا (11) ، لَمْ يُبَالِ اللهُ فِي أَيِّ
_________
(1) في (ش) و (ف) : «البصري» ، وأهملت في (أ) ، وهو معاوية بن سلمة النَّصْري.
(2) هو: ابن سعيد.
(3) هو: ابن مزاحم.
(4) هو: ابن قيس
(5) هو: ابن زيد.
(6) في (ت) : «قال» .
(7) هو: ابن مسعود ح.
(8) في (ك) : «زمانه» .
(9) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ولكنَّهُمْ» - كما في بعض مصادر التخريج - لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان:
الأول: أن هذا الضمير ضمير الشأن، والتقدير: ولكنَّه - أي: الشأن والحديث -وضعوا العلم عند أهل الدنيا ... إلخ. وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) . والثاني: أنَّ الضمير يعود إلى «العلم» . والله أعلم.
(10) في (ك) : «الهموم هماد لهذا» .
(11) كذا في جميع النسخ وبعض مصادر التخريج، والجادَّة «في أحوال الدنيا» ، كما في بعض مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يتجه على وجهين:
الأول: على البدلية، فـ «أحوال الدنيا» بدلٌ من «الهموم» ، فتكون مرفوعةً؛ كما قال مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (1/302) .
والثاني: بالنصب على نزع الخافض، والتقدير: ذهبتْ به الهموم في أحوال الدنيا -كما جاء نحوه في مصادر التخريج - وحُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(5/128)
أَوْدِيَتِهَا سَلَكَ (1) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ونَهْشَل بْن سَعِيد متروكُ الحديث (2) .
1860 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ بَقِيَّة (4) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «هلك» ، وهو الجادَّة.
(2) قال الدارقطني في "العلل" (688) : «يرويه معاوية بن سلمة النصري، وهو كوفي لا بأس به، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ الأسود، حدَّث به عبد الله بن نمير، واختلف عنه؛ فرواه عنه ابنه محمد وأبو كريب وغيرهما بهذا الإسناد، وخالفهم محمد بن بشر العبدي، فرواه عن ابن نمير، عن معاوية، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ علقمة والأسود، ولم يُتابَع على ذكر علقمة، وأحسَب ابن نمير حدَّث به قديمًا فذكر به علقمة، ثم سكت عن ذكره بعد ذلك؛ لأن كلَّ من رواه عنه من المتأخرين لم يذكره عنه ... » ، ثم قال: «تفرَّد به معاوية، عن نهشل، ولم يروه عنه غير عبد الله بن نمير، ورواه مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ ابن نمير وزاد فيه علقمة» .
وقال الدارقطني في "الأفراد (207/ب/أطراف الغرائب) نحو قوله في "العلل".
(3) نقل بعض هذا النص الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/343) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (2/49) .
(4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/171) من طريق عثمان بن سعيد، عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، به.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا (31/170-171) من طريق عثمان بن عبد الصمد، عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية، عن عبد الله بن حذلم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
(5/129)
عَنْ أَبِيهِ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ حَذْلَم الأَسَدي، عَنْ وَهْب بْنِ أبانَ القُرشي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خرجْتُ سَفَرًا فَإِذَا بقومٍ وُقُوفٌ، فَقَالَ: مَا شأنُ هَؤُلاءِ وُقُوفٌ (1) ؟ قَالُوا: حبَسَهَمُ الأسَدُ، فنزَلَ فَمَشَى إِلَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ بأُذُنه، ثُمَّ قَفَدَهُ (2) ؛
قَالَ: أظنُّه، ثم قَادَهُ حَتَّى نحَّاه عَنِ الطَّرِيقِ، ثُمّ قَالَ: مَا كذَبَ عَلَيْكَ رسولُ الله (ص) ، سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَا (3) سُلِّطَ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ مَنْ خَافَهُ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ (4) آدَمَ لَمْ يَخَفْ إِلاَّ اللهَ مَا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ (5) غَيْرَهُ، ولاَ وُكِلَ (6) ابْنُ آدَمَ إِلاَّ إِلَى مَنْ رَجَا ابْنُ آدَمَ (7) ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَرْجُو (8) إِلاَّ اللهَ مَا وَكَلَهُ إِلَى غَيْرِهِ؟
_________
(1) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (أ) و (ش) : «فقده» .
والقَفْدُ: صَفْعُ الرأس بِبُسْطِ الكفِّ من قِبَل القَفا. انظر "النهاية" (4/89) .
(3) في (ك) : «ما من» .
(4) في (أ) و (ت) و (ش) : «لابن» .
(5) المثبت من (ت) و (ك) وفي بقية النسخ: «ما سلط عليه» .
(6) في (ك) : «كل» .
(7) أي: إلا إلى مَنْ رَجَاهُ ابنُ آدم، وحذف العائد إلى الاسم الموصول «مَنْ» ، وهو ضمير النصب في «رجاه» ؛ وهذا جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
(8) رُسِمت في جميع النسخ: «لم يَرْجُوا» بإثبات واو الفعل وبعدها ألف، وسياقُ الكلام للمفرد لا للجمع؛ فالقياس: «لم يَرْجُ» بحذف لام الفعل من أجل الجازم؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجهين، سبق بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
وأما إثبات الألف بعد واو الفعل: فهي زائدة على طريقة المتقدِّمين من الكَتَبَة. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (1025) .
(5/130)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا إسنادً (1) ، وبَكْرٌ (2) ليس بشيء.
1861 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا كَانَ فِي كِتَابِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ - وَلَمْ يحدِّث بِهِ - عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل (4) ، عَن عَوْن بْن أَبِي جُحَيفة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: تَجَشَّأْتُ عِنْدَ النبيِّ (ص) فَقَالَ: أَطْوَلُكُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ جُوعًا في الآخِرَةِ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «وبكر هذا» .
(3) انظر المسألة رقم (1910) .
(4) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث ابن أبي الدنيا في "الجوع" (19) ، وابن جرير في"تهذيب الآثار/مسند علي" (2/716-717 رقم1035/مسند عمر بن الخطاب) ، والطبراني في "الأوسط" (8929) ، وابن عدي في "الكامل" (7/75) ، والبيهقي في "الشعب" (5256) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (788) من طريق الوليد بن عمرو بن ساج، والطبراني في "الكبير" (22/132 رقم 351) ، والحاكم في "المستدرك" (4/121) ، والبيهقي في "الشعب" (5255) من طريق علي بن الأقمر، كلاهما عن عون ابن أبي جحيفة، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (4) ، والبزار في "مسنده" (3670/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (22/126-127 رقم 327) ، والبيهقي في "الشعب" (5254) من طريق محرز أبي رجاء، عمَّن حدثه عن أبي جحيفة. وجاء عند البزار والطبراني: عن أبي رجاء، عن أبي جحيفة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3669/كشف الأستار) من طريق عمر بن موسى، عن عمر بْن أَبِي جحيفة، عَنْ أَبِيهِ، به.
(5/131)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ولم يَبْلُغْني أنَّ عَمْرو بْن مرزوق حَدَّثَ به قَطُّ (1) .
1862- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رُويَ (3) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (4) ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ (5) .
ومنهم من يقولُ: عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله (6) ؟
_________
(1) قال مهنَّا: سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث فذكره من رواية علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة؟ فقالا: ليس بصحيح، كما في "المنتخب من العلل" لابن قدامة (ص47) . وقال أحمد: «كان عمرو بن مرزوق يحدِّث بِهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مغول، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة، ثم تركه بعد» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2254) و (2632) .
(3) رواه بهذا الوجه سفيان الثوري، وأبو معاوية، ومحمد ابن عبيد، ثلاثتهم عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي وائل:
أما رواية سفيان الثوري: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6170) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/395 رقم 19526) .
وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (2641) ، والشاشي في "مسنده" (578) ، وابن حبان في "صحيحه" (557) .
وأما رواية محمد بن عبيد: فأخرجها مسلم في الموضع السابق، والإمام أحمد في "المسند" (4/392 رقم 19496) .
= ... ورواه جرير بن عبد الحميد هكذا في بعض الاختلاف عنه كما سيأتي.
(4) هو: شقيق بن سلمة.
(5) قوله: «أحب» مطموس في (ك) .
(6) هو: ابن مسعود ح. ورواه بهذا الوجه شعبة، وسليمان بن قرم، وجرير بن عبد الحميد في بعض الاختلاف عنه:
أما رواية شعبة: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6168) ، ومسلم في "صحيحه" (2640) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/392 رقم 3718) .
وأما رواية سليمان بن قرم: فأخرجها مسلم في الموضع السابق.
وأما جريرُ بن عبد الحميد: فأخرج البخاري حديثه (6169) من طريق قتيبة بن سعيد، عنه، عن سليمان الأعمش، به، ونسب عبد الله، فقال: «ابن مسعود» .
وأخرجه مسلم (2640) من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، به، وقال: «عن عبد الله» ولم ينسبه.
وكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5166) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير.
وسيأتي في كلام الحافظ ابن حجر ذكرُ آخرين رَوَوْه أيضًا عن جرير، وعن الأعمش، ولم ينسبوا عبد الله.
وثمة اختلافٌ آخرُ على جرير: فقد أخرجه البزار في "مسنده" (3014) من طريق يوسف بن موسى، عن جرير، فقال: «عن أبي موسى» كما في رواية سفيان الثوري ومن وافقه.
(5/132)
قَالَ: أصحابُ أَبِي مُوسَى أحفَظُ (1) ،
وأبو موسى اسمُهُ: عبدُاللهِ بنُ قَيْس.
_________
(1) أي: الذين رَوَوْه فجعلوه من مسند أبي موسى أحفظُ. وبيان ذلك: أنه وقع خلافٌ في نسبة «عبد الله» صحابيِّ هذا الحديث؛ هل هو: عبد الله بن مسعود، أو: عبد الله بن قيس الذي هو أبو موسى الأشعري:
فقد رواه البخاري ومسلم - كما سبق - من طريق شعبة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، عن النبي (ص) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/558) : «هكذا رواه أصحاب شعبة فقالوا: عن "عبد الله" ولم ينسبوه ... وحكى الإسماعيلي عن بُندار: أنه عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري ... ولكنَّ صنيعَ البخاري يقتضي أنه كان عند أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وعن أبي موسى جميعًا، وأن الطريقين صحيحان؛ لأنه بيَّن الاختلاف ولم يرجِّح، ولذا ذكر أبو عوانة في" صحيحه" عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أنَّ الطريقين صحيحان» . اهـ.
وإليه مال الدارقطني في "العلل" (740) فقد قال بعد ذكره الاختلافَ في هذا الحديث: «ولعلهما صحيحان» .
وتقدم أن البخاري رواه من طريق سفيان الثوري، وأن مسلمًا رواه من طريق أبي معاوية، ومحمد بن عبيد، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن أبي موسى، به. قال الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح": «هكذا صرَّح به أبو نعيم [يعني: عن سفيان الثوري] ، وأخرجه أبو عوانة من رواية قبيصة، عن سفيان الثوري فقال: "عَنْ عَبْد اللَّه" ولم ينسبه، وهذا يؤيد قول بُنْدار: إن عبد الله حيث لم يُنْسب فالمراد به في هذا الحديث أبو موسى، وأن من نَسَبَهُ ظن أنه ابن مسعود لكثرة مجيء ذلك على هذه الصورة في رواية أبي وائل، ولكنه هنا خرج عن القاعدة. وتبيَّن برواية من صرَّح أنه أبو موسى الأشعري: أن المرادَ بعبد الله: ابنُ قيس، وهو أبو موسى الأشعري، ولم أر من صرَّح في روايته عن الأعمش أنه عبد الله بن مسعود إلا ما وقع في رواية جرير بن عبد الحميد هذه عند البخاري عن قتيبة عنه. وقد أخرجه مسلم عن إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، فقال: "عن عبد الله" حسبُ، وكذا قال أبو يعلى عن أبي خيثمة، وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر بن العباس، وأبو عوانة من رواية إسحاق بن إسماعيل، كلهم عن جرير به. وكلُّ من ذكر البخاريُّ أنه تابعه إنما جاء من روايته أيضًا عن عبد الله غير منسوب، وكذا أخرجه أبو عوانة من رواية شيبان، عن الأعمش فقال: "عبد الله" ولم ينسبه» . اهـ.
(5/133)
1863 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَرَّاحِ القُهُسْتَانيُّ (1) ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الدُّنْيَا
_________
(1) روايته أخرجها ابن الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (65) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/157 و7/90) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/711) ، والبيهقي في "الشعب" (10031) ، وفي "الزهد الكبير" (244) ، والرافعي في "التدوين" (2/274 و3/141 و4/134- 135) .
ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه البيهقي في "الشعب" (10031) ، والسلفي في "معجم السفر" (1047) .
(2) هو: عبد الملك بن عمرو.
(5/134)
مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْها للهِ عَزَّ وَجَلَّ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر (1) ؛ أنَّ النبيَّ (ص) (2) .
1864 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو حُذَيْفةَ (3) ، عن
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص37) ، وأبو داود في "المراسيل" (502) من طريق يحيى بن سعيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، مرسلاً.
وأخرجه ابن الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (66 و67) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1331) من طريق مِهْران بن أبي عمر العطار، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أبيه، عن النبي (ص) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/15/ب) : «يرويه مهران، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن أبيه، عن النبي (ص) . وخالفه أبو عامر العقدي؛ رواه عن الثوري، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، وكلاهما غير محفوظ» .
وقال في "الأفراد" كما في الموضع السابق: «تفرد به أبو عامر العقدي، عن الثوري، عنه، وتفرد به عبد الله ابن الجراح، عنه» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث محمد والثوري، تفرد به عبد الله بن الجراح» .
(3) هو: موسى بن مسعود النهدي. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/122) ، وفي "تاريخ أصبهان" (2/66) من طريق عصام بن يزيد، عن سفيان الثوري، عن بديل، عن الزهري، عن عباد ابن تميم، عن عمه، به، ووقع في "الحلية": «عن أبيه» بدل: «عن عمه» .
قال أبو نعيم: «بديل هو ابن ورقاء الخزاعي، تفرد به عن الثوري عصام بن يزيد» .
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص220) من طريق عبيد بن عقيل، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (3222) ، والبيهقي في "الشعب" (6405) ، وفي "الزهد الكبير" (316) ، والضياء في "المختارة" (340 و341 و343 و9/370- 371) من طريق زيد ابن الحباب، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/796 رقم 1120) من طريق عمر بن محمد العنقزي، وابن عدي في "الكامل" (4/213) من طريق محمد بن سليمان وعبيد الله بن عبد المجيد، جميعهم عن عبد الله ابن بديل، عن الزهري، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/213) .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6407) ، والضياء في "المختارة" (342 و9/371) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن الزهري، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6406) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري، به.
(5/135)
سُفْيَانَ (1) ، عَنْ رجلٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَبَّاد بْنِ تميمٍ، عَن عمِّه (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَا نَعَايَا (3)
العَرَبِ، إِنَّ (4) أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: عبد الله بن زيد بن عاصم.
(3) في (ش) : «يا معايا» .
وقوله: «يا نعايا العرب» : قال أبو عبيد: هكذا يحدِّثه المحدِّثون، وإنما هو في الإعراب: «يا نَعَاءِ العَرَبَ» ؛ وكذلك قال الأصمعي وغيره، وتأويلها: انعِ العربَ؛ يَأْمُرُ بنعيهم؛ كأنه يقول: قد ذهبت العرب. وبعضهم يرويه: «يا نُعْيَانَ العربِ» ، فمن قال هذا فإنه يريد المصدر؛ نَعَيْتُهُ نَعِيًّا وَنُعْيَانًا، وهو جائز حسن. اهـ. وقيل: «نعايا» جمع «نَعِيٍّ» ، وهو المصدر. وقيل: هي جمع «نَعَاءِ» التي هي اسم للفعل وهي «فَعَالِ» ، والمعنى على هذا: يا نعايا العرب جِئْنَ؛ فهذا وقتكنَّ وزمانكنَّ. وقيل: هي جمع «نَعِيٍّ» ؛ وهو الرجل الهالك، أي: المنعيّ؛ فعيل بمعنى مفعول. فأما قوله: «يا نعاءِ العربَ» مع حرف النداء، فالمنادى محذوف؛ تقديره: يا هذا انْعِ العَرَبَ، أو: يا هؤلاء انْعُوا العرب بموت فلان؛ كما في قوله تعالى: [النَّمل: 25] {أَلاَّ يَسْجُدُوا} ، قرأ الكسائي: {أَلاَ يَا اسْجُدُوا} بتخفيف «أَلاَ» ، أي: يا هؤلاءِ اسجدوا، وحذفت ألف «يا» خطًّا.
وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/191- 193) ، و"مشارق الأنوار" (2/19) ، و"الفائق" (4/4- 5) ، و"النهاية" (5/84- 85) ، و"لسان العرب" (15/334) ، و"تاج العروس" (40/112) ، و"معجم القراءات" (6/504-505) .
(4) في (ك) : «إني» .
(5/136)
الزِّنَا (1) ، وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ (2) ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وجاء في جميع مصادر التخريج: «الرياء» ، وهو الصواب؛ وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث عن شداد بن أوس: «الشرك» بدل «الرياء» وفسِّر بالرياء. وجاء في أحاديث أخر: «الشرك = = الخفي» و «الشرك الأصغر» وفسر أيضًا بالرياء. وانظر تفسير الشهوة الخفية في التعليق التالي.
(2) قوله: «والشهوة الخفية» قال أبو عبيد: «قد اختلف الناس فيها؛ فذهب بها بعضهم إلى شهوة النساء وغير ذلك من الشهوات» . اهـ. وقد ورد ذلك من كلام أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، لما ذكر لهما شداد بن أوس ج هذا الحديث عن النبي (ص) ، فقالا: «فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها؛ هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوِّفنا به يا شداد ... » إلخ؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/269) من طريق عبد الرحمن بن غنم.
قال أبو عبيد: «وقال بعضهم: هو الرجل يصبح معتزمًا على الصيام للتطوع، ثم يجد طعاما طيبًا، فيفطر من أجله» . اهـ. وقد ورد تفسير الشهوة الخفية بهذا مرفوعًا إلى النبي (ص) ، من رواية عبادة بن نسي عن شداد بن أوس - كما سيأتي في التخريج - قال شداد: قلت [أي: لرسول الله (ص) ] : وما الشهوة الخفية؟ قال: «يصبح الرجل صائمًا فتعرض له شهوة من شهواته فيوافقها ويدع الصوم» .
وقيل في تفسيرها أيضًا: أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه، ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتنها.
قال أبو عبيد: «وهو عندي ليس بمخصوص بشيء واحد، ولكنه في كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه؛ وإنما هو الإصرار وإن لم يعمله» . اهـ.
وقيل أيضًا: الرياء: ما كان ظاهرًا من العمل، والشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل.
قال الأزهري: القول ما قال أبو عبيد في الشهوة الخفية، غير أني أستحسن أن أنصب «الشهوة الخفية» وأجعل الواو بمعنى «مع» ؛ كأنه قال: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الرياء مع الشهوة الخفية للمعاصي؛ فكأنه يرائي الناس بتركه المعاصي، والشهوةُ في قلبه مخفاة. اهـ.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/193) ، و"تهذيب اللغة" (6/355) ، و"الفائق" (2/270) ، و"النهاية" (2/516) ، و"لسان العرب" (14/445) .
(5/137)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ تميمٍ؛ إِنَّمَا رُوي هَذَا الحديثُ عَنِ الزُّهريِّ (1) ، عَنْ رجلٍ؛ قَالَ: قَالَ شَدَّاد بْنُ أَوْسٍ، قولَهُ. وَكَانَ بمكة رجلٌ يقال (2) له: عبد الله بْنُ بُدَيلٍ الخُزَاعِيُّ، وَكَانَ صاحبَ غَلَطٍ، فلعلَّه أخذَهُ عنه (3) .
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1114) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (2/797- 798 رقم1121- 1123/ مسند عمر بن الخطاب) ، وابن زبر في "وصايا العلماء" (ص72) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/268) ، والبيهقي في "الشعب" (6409) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه أبو داود في "الزهد" (359) ، والبيهقي في "الشعب" (6410) من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الربيع، عن شداد بن أوس، به موقوفًا.
وأخرجه أبو داود في "الزهد" (361) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/269- 270) .
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/414) من طريق رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، عن شداد، به موقوفًا.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/124 رقم17120) ، وابن ماجه في "سننه" (4205) ، والطبراني في "الكبير" (7/284- 285 رقم7144 و7145) ، و"الأوسط" (4213) ، وفي "مسند الشاميين" (2236) ، والحاكم في "المستدرك" (4/330) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/268) ، والبيهقي في "الشعب" (6411) من طريق عُبادة بن نُسَي، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) .
(2) في (ك) : «فقال» .
(3) يعني: لعل سفيان الثوري أخذ هذا الحديث عن عبد الله ابن بُدَيلٍ الخُزَاعِي، فيكون هو المبهم الذي لم يُسَمَّ في رواية أبي حذيفة، ويشعر بصحة هذا الاحتمال الذي ذكره أبو حاتم: رواية عصام بن يزيد - كما سبق في التخريج - للحديث عن الثوري، عن بديل، عن الزهري، فيكون عصام أخطأ فجعل الحديث عن بديل، وهو معروف بابنه عبد الله بن بديل، فقد رواه عنه عبيد ابن عقيل وزيد بن الحباب وغيرهما كما سبق.
(5/138)
1865 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [العَطَّارُ] (1) ، عَنْ يونسَ بْنِ عثمانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عامرٍ، عَنْ أَبِي أُمامةَ - رَفَعَهُ - قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، عَسَلَهُ (2) ، قِيلَ: مَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: يَرْزُقُهُ عَمَلاً صَالِحًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1866 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن حِمْيَرٍ (4) ، عن
_________
(1) في جميع النسخ: «القطَّان» ، والمثبت هو الصواب: كما في مصادر التخريج وكما في "تهذيب الكمال" (31/344) ، و"الجرح والتعديل" (9/152) ، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/174 رقم7725) ، وفي "مسند الشاميين" (1585) .
(2) قال ابن قتيبة: قوله: «عسله» أراه مأخوذًا من العسل؛ شبَّه العمل الصالح الذي يُفتح للعبد حتى يرضى الناس عنه ويطيب ذكره فيهم، بالعسل؛ يقال: عَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُلُه عَسْلاً: إذا جعلتَ فيه [العسلَ] فهو طعام معسول. وكذلك: عسلتُ القوم: إذا جعلتَ أدمَهم العسَل. فإن أردت أنك زودتهم ذلك قلت: عَسَّلتهم، بالتشديد. فالمعنى - والله أعلم - في قوله: «عسله» : جعل فيه كالعسَل من العمل الصالح، كما يُعسل الطعام إذا جُعل فيه العَسْلُ. اهـ. بتصرف.
وذكر العسكريُّ في "تصحيفات المحدثين" أنه يروى بالعين المهملة وبالغين المعجمة؛ قال: فمن رواه هكذا (يعني بالمهملة) قال: «عسله» مخفف مأخوذ من العسْل ... ومن روى «غسله» بالغين المعجمة قال: أراد يوفقه لعمل يغسل به ما قَبْلَهُ.
انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/302) ، و"تصحيفات المحدثين" (1/200- 201) ، و"النهاية" (3/237) ، و"تهذيب اللغة" (2/94- 95) .
(3) انظر ما يأتي في المسألة رقم (1898) .
(4) هو: محمد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/261 و438 رقم7555 و9647) ، والحارث في "مسنده" (313/بغية الباحث) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6052) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عن أبي سلمة، به.
(5/139)
شُعَيبِ بْنُ (1) أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروةَ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ (2) ، عَنْ أَبِي الزنادِ (3) ، عَنِ الأعرجِ (4) ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) ، وشُعَيبٌ مجهولٌ.
1867- وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثَنا عن يحيى ابن صالح الوُحَاظِيِّ (7) ،
_________
(1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/243 رقم 7316) ، ومسلم في "صحيحه" (1051) من طريق ابن عيينة، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه الإمام أحمد (2/389- 390 رقم9062) ، والبخاري في "صحيحه" (6446) من طريق أبي حصين عثمان بن عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به.
(3) هو: عبد الله بن ذكوان.
(4) والأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(5) من قوله: «قال ليس الغنى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(7) لم نقف على روايته عن أنس موقوفًا، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (51) عن يحيى بن صالح، عن يزيد، به، مرفوعًا.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1788) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/197) من طريق هاشم بن سعيد البعلبكي، عن يزيد، به، مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي الدنيا (50) من طريق القاسم بن هاشم، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا شيخ من أهل البصرة، عن حميد، به، مرفوعًا.
لكن أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/197) من طريق محمد بن عيسى، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا سعيد بن كثير، عن حميد، به، مرفوعًا.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/285) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/589) من طريق يَغْنَم بن سالم، عن أنس، به، مرفوعًا.
قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله (ص) . قال ابن حبان: يغنم يضع الحديث على أنس» .
(5/140)
عَنْ يزيدَ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقيِّ القرشيِّ، عَنْ حُمَيدٍ (1) الطويلِ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: لَيْسَ خيرُكُمُ الَّذِي يتركُ دُنْيَاهُ لآخرتِهِ، وَلا آخرتَهُ لِدُنْيَاهُ (2) ، حَتَّى ينالَ مِنْهُمَا جَمِيعًا؛ فَلا تَكُونُوا كَلاًّ عَلَى الناسِ.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن (3) ، قَالَ: حدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا يزيدُ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش، عَنْ إبراهيمَ، مثلَهُ.
قال أبي: هَذَينِ الحَدِيثَينِ عندي باطل (4) .
_________
(1) في (ك) : «حمد» .
(2) في (ك) : «لدنيا» .
(3) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) و (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قَالَ أَبِي: هذان الحديثان عندي باطلان» ؛ فالإشكال في موضعين: في قوله: «هذين الحديثين» ، وفي قوله: «باطل» :
أما قوله: «باطل» : فجاء مفردًا لا مثنى؛ لمجيئه على صيغة المصادر التي على وزن اسم الفاعل؛ كعائذٍ وهنيء، وهي مصادر منقولة من الصفات، والمصادرُ لا تثنَّى ولا تجمع، إلا إذا قُصِد بها الأعداد أو الأنواع؛ فيجوز حينئذٍ تثنيتها وجمعها. انظر "الكليات" للكفوي (ص963) ، و"تفسير البغوي" (1/101) ، و"روح المعاني" (2/163) ، و"همع الهوامع" (2/96) .
وأما قولُهُ: «هذين الحديثين» ، وهو صواب في العربية أيضًا، ويصح فيه الرفع والنصب، والجر:
أمَّا الرفع: فعلى أن أصل العبارة: «هذان الحديثان إسنادُهُما عندي باطلٌ» ؛ فـ: «هذان الحديثان» : مرفوعان على الابتداء والبدليَّة، إلا أنَّهما رُسِما بالياء للإمالة بسبب كسرة النون فيهما، وهنا ينبغي أن يقرأ اللفظان بالألف الممالة «هذين الحديثين» . وانظر الإمالة وأسبابها: في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وهنا أيضًا حُذف المبتدأ الثاني: «إسنادهما» .
وأما النصب: فعلى إضمار فعل ناصب، والتقدير: «أعدُّ إسنادَ هذَيْن الحديثين عندي باطلاً» ، وحُذِف الفعلُ والمفعولُ الأول «إسناد» ، وهو المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، فأعرب إعرابه، وحينئذٍ «باطلً» هنا: هو المفعول الثاني، وجاء بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وأما الجرُّ: فيتَّجِهُ على أن يكون أصل العبارة: «إسنادُ هَذَين الحديثَيْن عندي باطلٌ» ، وحُذف المضاف وهو المبتدأ: «إسناد» ، وبقي المضاف إليه على حاله مجرورًا بالياء: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» ، وهذا جائزٌ؛ كما في قراءة ابن جمَّاز: [الأنفَال: 67] {وَاللَّهُ يُرِيدُ الآْخِرَةَ} بجر «الآخرة» ، أي: باقي الآخرة. وانظر التعليق على المسألة رقم (3) .
(5/141)
1868 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (1) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الأوائل" (61) ذكر الحديث الأول، وفي "الديات" (ص32) ذكر الحديث الثالث، والطبراني في "الكبير" (2/165 رقم1681) ذكر الحديث الثاني والثالث، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (70) ذكر الحديث الثاني، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2314) عن هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ، عن هشام - وهو من أهل دمشق ثقة، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ - عن الأعمش، به، وذكر الأحاديث الثلاثة.
ورواه البخاري في "صحيحه" (7152) من طريق الجريري، عن أبي تميمة، قال: شهدتُ صفوان وجندبًا وأصحابه وهو يُوصيهم، فقالوا: هل سمعتَ من رسول الله (ص) شيئًا؟ قال: سمعتُه يقول: «مَنْ سَمَّع سَمَّع اللَّهُ بِهِ يوم القيامة» . قال: «ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة» ، فقالوا: أوصنا، فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبًا فليفعل، ومن استطاع ألا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل. قلت لأبي عبد الله: من يقول: سمعت رسول الله (ص) ، جندب؟ قال: نعم، جندب.
(5/142)
عليِّ بْنِ سُلَيْمَانَ الكَلْبِيِّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي تَمِيمةَ (1) ، عَنْ جُنْدُبِ بن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يَنْتُنُ مِنَ الرَّجُلِ بَطْنُهُ؛ فَلاَ (3) يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ فِيهِ إِلاَّ طَيِّبًا.
وَقَالَ رسولُُ الله (ص) : مَثَلُ العَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ، كَمَثَلِ السِّرَاجِ؛ يُضِيءُ لِلنَّاسِ وَيَحْرِقُ نَفْسَهُ.
وَقَالَ رسولُُ الله (ص) : لاَ يَحُولَنَّ بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الجَنَّةِ - وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى أَبوابِهَا - مِلْءُ (4) كَفٍّ مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ أَهْرَاقَهُ (5) ظُلْمًا؟
قَالَ أَبِي: لا يُشبهُ هَذَا الحديثُ حديثَ الأَعْمَش؛ لأن الأَعْمَش لم يروِ عَنْ أَبِي (6) تميمةَ (7) شيئا، وهو بأبي إسحاقَ أَشبهُ.
_________
(1) في (ش) : «تميم» . وهو طريف بن مجالد الهُجَيْمي.
(2) قوله: «ابن عبد الله» ليس في (ش) .
(3) في (ك) : «ولا» .
(4) في (ك) تشبه: «بل» .
(5) أَهْرَاقَهُ: أي أراقه. يقال: «راق» الماءُ والدمُ وغيرُه «يَرِيقُ رَيْقًا» : انصبَّ، ويتعدى بالهمزة فيقال: «أراقه» صاحبُه، والفاعل «مُرِيقٌ» ، والمفعول «مُرَاقٌ» ، وتبدلُ الهمزةُ هاءً فيقال: «هَرَاقَهُ» ، والأصل: «هَرْيَقَهُ» وِزانُ «دَحْرَجَهُ» ؛ ولهذا تُفتح الهاءُ من المضارع فيقال: «يُهَرِيقُه» كما تفتح الدال من «يُدَحرجه» ، وتُفتح من الفاعل والمفعول أيضًا، فيقال: «مُهَرِيق» و «مُهَرَاق» . والأمر «هَرِقْ» ماءك، والأصل: «هَرْيِقْ» وزانُ «دَحْرِجْ» . وقد يُجمع بين الهاء والهمزة فيقال: «أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُهُ» ساكنَ الهاء تشبيهًا له بـ «أَسْطَاعَ يُسْطِيعُ» كأن الهمزة زيدت عوضًا عن حركة الياءِ في الأصل؛ ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزيادة خماسيًّا. ومنهم من يجعل الهاءَ كأنها أصلٌ ويقول: «هَرَقْتُهُ أَهْرَقُهُ هَرْقًا» . "المصباح المنير" (1/248) (ريق) .
(6) في (أ) و (ش) : «ابن» .
(7) في (ش) : «تميم» .
(5/143)
1869 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه صَدَقةُ بن عبد الله السَّمينُ، عَنْ عَنْبَسةَ بنِ سعيدٍ، عَنْ صدقةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفةَ، أَنَّهُ قَالَ: كَفَى بالعلمِ (1) خِشْيَةً، وَكَفَى بالجهلِ أَنْ يَذكرَ الرجلُ محاسنَ أمورِه وَيَنْسَى مساوِئَها؟
قَالَ أَبِي: إنما هو: عَنْبَسة، عَنْ صَفْوانَ بنِ سعدِ بْن حُذَيْفةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه.
1870 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الوليدِ، عَنْ معاويةَ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزنادِ، عَنِ الأعرجِ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : إِنَّ المَعُونَةَ تَأْتِي العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَأْتِي العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المُصِيبَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ يَحْتملُ أَنْ يكونَ بين معاويةَ وَأَبِي الزنادِ: عَبَّادُ بْن كَثير، وهو عندي الأَطْرابُلُسيُّ (3) .
1871 - وسمعتُ (4) أَبِي رَوَى عَنْ هشام ابن خالدٍ الأزرقِ (5) ؛
_________
(1) في (ف) : «بالعالم» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1067) ، وستأتي برقم (1892) .
(3) يعني أن معاوية بن يحيى المذكور في الإسناد هو الأطرابلسي.
(4) نقل كلام أبي حاتم الذهبي في "الميزان" (4/298) . وانظر "الميزان" (1/333) ، وستأتي هذه المسألة برقم (2028) و (2394) ، وفيها في الموضع الأول: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ» .
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/202) ، والطبراني في "الكبير" (11/148 رقم 11438) وفي "الأوسط" (737) . قال ابن حبان: «وقد روى بقية عن ابن جريج نسخة كتبناها بهذا الإسناد، كلُّها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه، فالتزق كل ذلك به» . اهـ. بتصرف يسير. وقال الطبراني في "الأوسط" عن هذا الحديث والذي بعده: «لم يرو هذين الحديثين عن ابن جريج إلا بقية، تفرد بهما هشام ابن خالد» .
(5/144)
قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّةُ بنُ الوليدِ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ جُرَيجٍ، عَنْ عطاءٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يَشْكُو (2) إِلَى النَّاسِ (3) ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ لا أَصْلَ له، وكان بَقِيَّةُ يدلِّسُ؛ فظنُّوا هؤلاءِ (4) أَنَّهُ يقولُ فِي كلِّ حديثٍ: حدَّثنا، ولا يَفْتَقِدُونَ الخبَرَ منه (5) .
_________
(1) هو: ابن أبي رباح.
(2) رسمت في جميع النسخ: «لم يَشْكُوا» بواو بعدها ألف، وسياقُ الكلام للمفرد لا للجمع، فالجادَّة أن يقال: «لم يشكُ» بحذف لام الفعل من أجل الجازم؛ لكنَّ ما وقع هنا صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
وأمَّا إثبات الألف بعد واو الفعل: فهي زائدة على طريقة بعض المتقدِّمين من الكُتاب. وانظر تفصيل ذلك في التعليق على المسألة (1025) .
(3) قوله: «إلى الناس» في (ك) : «للناس» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: فظنَّ هؤلاءِ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ على لغة «أكلوني البراغيث» ، انظر بيانها في التعليق على المسألة رقم (410) .
(5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/479) : «وقد ذكر أبو حاتم نحو هذا في أصحاب بقية بن الوليد؛ أنهم يروون عنه عن شيوخه ويصرحون بتحديثه عنهم، من غير سماع له منهم» . ومعنى «لا يَفْتَقدون الخبرَ» : لا يَطلبونَه ولا يتحرَّونه. قال في "اللسان" (ف ق د/3/337) : «افتَقَدَ الشيءَ: طَلَبَهُ، وكذلك: تفَقَّدَه» .
ومراده بقوله: «لا يَفْتَقدون الخبرَ منه» ، أي: لا يتثبَّتون من تصريحه بالسماع؛ لعدم معرفتهم بتدليسه، فيظنون أَنَّهُ يَقُولُ فِي كل حديثٍ: «حدثنا» ، مع انه دلَّس في بعض الأحاديث، ولم يصرِّح بالسماع، فما وجد في هذه الأحاديث من تصريح بالسماع فليس من بقيَّة، وإنما هو من تصرف الرواة عنه. وانظر المسألة رقم (2394) .
(5/145)
1872 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامٌ - يَعْنِي: ابنَ عمَّار (2)
- عَنْ صدقةَ بْنِ خالدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا عثمانُ بْنُ أَبِي العاتكةِ، عَنْ عليِّ بْنِ يزيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ (3) ، عَنْ أَبِي أُمامةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يقولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالعَدَاوَةِ، ابْنَ آدَمَ! لَنْ تُدْرِكَ مَا عِنْدِي إِلاَّ بِأَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي المُؤْمِنُ يَتَحَبَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ (4) ، فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرَنِي نَصَرْتُهُ، وَأَحَبُّ عِبَادَةِ عَبْدِي إِلَيَّ: النَّصِيحَةُ؟
_________
(1) نقل قول أبي حاتم ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص672) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/221 رقم7880) .
وأخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2450) من طريق الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، به مختصرًا.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (204) ، والطبراني (8/206 رقم7833) ، والبيهقي في"الزهد الكبير" (702) من طريق عبيد الله بْنِ زَحْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد، به.
ومن طريق الأصبهاني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/86) .
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/254 رقم22191) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/175) ، والبغوي في "شرح السنة" (3515) .
(3) هو: ابن عبد الرحمن الدمشقي.
(4) في (ف) : «وبصره الذي يبصر بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ» تقديم وتأخير.
(5/146)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (1) .
1873 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (3) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِد، عَنْ مُغِيث بن سُمَيٍّ، عن عبد الله بْنِ عَمرو؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أفضلُ؟ قَالَ: مَخْمُومُ (*) القَلْبِ، صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالُوا: صدوقَ (4) اللسانِ نَعرِفُ، فَمَا مَخْمومُ (*) القلبِ؟
_________
(1) قال الحافظ في "الفتح" (11/342) : «أخرجه الطبراني والبيهقي في الزهد بسند ضعيف» .
وقول أبي حاتم: «هذا حديث منكرٌ جدًّا» يعني بهذا الإسناد؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (6502) من طريق خالد بن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، نحوه من غير قوله: «وأحب عبادة ... » إلخ.
(2) نقل هذا النص العراقي في "ذيل الميزان" (ص258) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4216) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (45) . ومن طريق الخرائطي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/451) .
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/523- 524) ، وابن عساكر أيضًا (59/451- 452) من طريق صدقة بن خالد، والطبراني في "مسند الشاميين" (1218) من طريق القاسم بن موسى، كلاهما عن زيد ابن واقد، به.
ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الشعب" (6180) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/183 و6/69) ، وابن عساكر (59/452) .
(*) ... كذا في (ت) بالخاء المعجمة في الموضعين، وفي سائر النسخ: «محموم» بالحاء المهملة في الموضعين. قال أبو عبيد: التفسير هو في الحديث، وكذلك هذا عند العرب؛ ولهذا قيل: خَمَمْتُ البيتَ: إذا كنستَهُ، ومنه سميت الخُمَامةُ، وهي مثل القُمَامة والكُنَاسة. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/531- 532) ، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (3/730) ، و"تصحيفات المحدثين" (1/244) ، و"النهاية" (2/81) ، و"العين" (4/147) ، و"تهذيب اللغة" (7/17) .
(4) في (ك) : «صدق» .
(5/147)
قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ؛ لاَ إِثْمَ (1) فِيهِ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ، قَالُوا: مَنْ يَلِيهِ، يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَشْنَأُ الدُّنْيَا، وَيُحِبُّ الآخِرَةَ، قَالُوا: مَا نعرفُ هَذَا فِينَا إِلا رَافِعَ (2) مولى رسول الله (ص) ، فمَنْ يليهِ (3) ؟ قَالَ (4) : مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ صحيحٌ حسنٌ، وزيدٌ مَحَلُّه الصدقُ، وكان يرى رأيَ القدرِ.
1874 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخُشَنِيُّ (5) ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ هِزَّان (6) الخَوْلاني، عَنِ الحجَّاج بْنِ عِلاطٍ السُّلَميِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب؛ قَالَ: يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ، وَبِإِرَادَتِي أَنْتَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ مَا تُرِيدُ، وبِفَضْلِ نِعْمَتِي قَوِيتَ عَلَى مَعْصِيَتِي، وبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ فَرَائِضِي، فَأَنَا
_________
(1) في (ش) : «أيم» .
(2) كذا في جميع النسخ، وهو بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ك) : «قلبه» ، ولم تنقط أول الكلمة في (ت) .
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قالوا» .
(5) في (ف) : «الحسني» . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن بطة في "الإبانه" (1568) من طريق الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ، عَنْ القاسم بن هزان قال: حدثنا الأوزاعي، عن الحجاج بن علاط، به.
(6) في (أ) : «هرار» ، وفي (ش) : «هزار» ، وفي (ف) : «هراز» . وهو بكسر الهاء وتشديد الزاي آخره نون على وزن فِعْلان. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (7/318) .
(5/148)
أَوْلَى بِإِحْسَانِكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلَى بِذُنُوبِكَ مِنِّي؛ فَالخَيْرُ مِنِّي لَكَ بِدَاءٌ (1) ، والشَّرُّ مِنِّي لَكَ جَزَاءٌ (2) ... ،
وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ عَنْ عُمَر، والقاسمُ بنُ هِزَّانَ (3) لم يُدرِكِ الحجَّاجَ بْن عِلاطٍ.
قلتُ: ما حالُ القاسمِ؟
قَالَ: هو شيخٌ مَحَلُّهُ الصدقُ (4) .
_________
(1) بِدَاءٌ: مصدر بَادَاهُ يُبادِيهِ بِدَاءً ومباداةً، قال في "مختار الصحاح" (ص52- بدا) : «باداه بالعداوة: جاهره بها» ، وفي "المعجم الوسيط" (بدا) : «بادى فلانًا: بارَزَهُ، وبادى فلانًا بأمرٍ: كاشفَهُ وجَاهرَهُ» ، ومما استدركه صاحب "تاج العروس" (بدو) : «المباداة: المبارزة والمكاشفة» .
(2) قوله: «والشر مني لك جزاءٌ» كذا في جميع النسخ، وفي "الإبانة": «والشرُّ منك لي جزاء» ؛ وهو الصواب الذي يدلُّ عليه السياق. وما وقع هنا يُخرَّج على «القَلْبِ» ، قال ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" (ص180) : «وليس هذا [أي: المقلوب] مخصوصًا بضرورة الشعر كما زعم ابن قتيبة، بل من عادات العرب: قَلبُهُمُ الكلامَ عند اتِّضَاح المعنى توسُّعًا في فنون المخاطبات، ومما ذكروا من أمثلته: قوله: [آل عِمرَان: 40] {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} ، أي: بلغتُ الكبَرَ، فاعلَمْ ذلك» ..ومما خُرِّج على القلب أيضًا: قوله تعالى: [القَصَص: 76] {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ، والمعنى: إنَّ العصبة لتنوء بها، وقوله (ص) : «زينوا القرآنَ بأصواتكم» ، أي: زيِّنوا أصواتكم بالقرآنِ. وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة (ص339) ، و"تفسير البغوي" (1/299) ، و"تفسير الثعلبي" (3/65) ، و"زاد المسير" (6/236) ، و"فتح القدير" (4/82) ، و"الإيضاح" للخطيب (1/78-80) ، و"معاهد التنصيص" للعباسي (1/178-180) . وانظر بابًا مستقلاً عن القَلْب في "البرهان، في علوم القرآن" للزركشي (3/288-291) .
(3) في (أ) و (ش) : «هزاز» ، وفي (ف) : «هراز» ، وفي (ك) : «هوان» .
(4) قوله: «الصدق» سقط من (أ) ، وفي (ت) و (ك) : «الصديق» .
(5/149)
1875 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلاَمةُ بْنُ بشرٍ، عَنْ صدقةَ بن عبد الله، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ زَيْدِ ابن عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ، عَنْ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! تَقَرَّبْ مِنِّي شِبْرًا أَتَقَرَّبْ مِنْكَ (1) ذِرَاعًا، ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى وَأَمْلأْ يَدَيْكَ رِيفًا (2) ، ابْنَ آدَمَ! لاَ تَبَاعَدْ (3) مِنِّي فَأَمْلأَ (4) قَلْبَكَ فَقْرًا وَأَمْلأَ يَدَيْكَ شُغْلاً؟
قال أبي _ح: لا أعرفُ مِنْ هَذَا الإسنادِ (5) إلا صدقةَ وسلامةَ.
1876 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ العَدَنِيُّ، عَنْ قُرَيش بْنِ حَيَّانَ، عَنْ ثابتٍ البُنَانيِّ (7) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) أنه
_________
(1) في (ك) : «منه» .
(2) الريف: الخصب والسعة في المأكل. "القاموس المحيط" (3/146) و"لسان العرب" (9/128) .
وقد جاء عند الطبراني في "الكبير" (20/216) ، والحاكم في "المستدرك" (4/362) ، وأبي نعيم في "الحلية" (2/303) ، من حديث معقل بن يسار، عن النبي (ص) ، وفيه: «أملأ يديك رزقًا» .
(3) «لا تَبَاعَدْ» أصلها: «لا تَتَبَاعَدْ» ، وحذفت إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فلأملأ» .
(5) في (ت) و (ك) : «هذا الحديث الإسناد» .
(6) نقل قولَ أبي حاتم ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص729) .
(7) هو: ابن أسلم، ولم نقف على روايته عن أنس، ولكن أخرجه الترمذي في "جامعه" (3540) ، والطبراني في "الأوسط" (4305) ، والدارقطني في "الأفراد" (66/ب/أطراف الغرائب) ، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1571 و1572) من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن أنس، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
وقال الدارقطني: «تفرد به كثير بن فائد، عن سعيد بن عبيد» .
(5/150)
قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي أَغْفِرُ لَكَ عَلَى (1) مَا كَانَ فِيكَ، يَا ابْنَ (2) آدَمَ! لَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ (3) الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، ابْنَ آدَمَ! لَوْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ حَتَّى تَبْلُغَ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي بَعْدَ أَلاَّ تُشْرِكَ بِي شَيئًا، أَغْفِرُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1877 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبيد - يَعْنِي: ابنَ إِسْحَاقَ (5)
- عَنْ قَيْسِ بْنِ الربيعِ، عَنْ ليثٍ (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُؤْمِنَ
_________
(1) قوله: «على» ليس في (ش) .
(2) قوله: «يا ابن» في (ت) و (ف) و (ك) : «ابن» .
(3) قِـ ُرَاب الشيء - بضم القاف وكسرها -: ما قارب قدره وامتلاءه. "مشارق الأنوار" (2/176) ، و"النهاية" (4/34) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (17/12) .
(4) نقل قول أبي حاتم ابنُ مفلح في "الآداب الشرعية" (3/271) .
(5) روايته أخرجها ابن ثرثال في "جزءه" المطبوع ضمن "فوائد ابن منده" (212) . ومن طريقه أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1072) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8934) ، وفي "الكبير" (12/308 رقم13200) ، وابن عدي في "الكامل" (1/378) ، والبيهقي في "الشعب" (1181) من طريق أبي الربيع السمان أشعث بن سعيد، عن عاصم ابن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1181) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (968) .
(6) هو: ابن أبي سُليم.
(7) هو: ابن جبر المكي.
(5/151)
المُحْتَرِفَ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
1878- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَرَّاح (3) ،
عَنْ حَفْص بْنِ عبد الرحمن النَّيْسَابُوري، عَنِ الفُضَيل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكيرٍ، عَنْ عبد الله بن محمد بن جَابِرٍ، أظنُّهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله (4) ، قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يخطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَأَصْلِحُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ... ، وَذَكَرَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا ... ، وذكر الحديثَ؟
_________
(1) أي: الصانع الذي له الحِرْفة. وانظر "لسان العرب" (9/44) .
(2) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وهذا حديث لا يصح» .
(3) لم نقف على الحديث من هذا الطريق، ولكنه جاء من طرق أخرى عن فضيل بن مرزوق، وفيه اختلاف عليه:
فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/171) وفي "فضائل الأوقات" (261) من طريق يزيد بن هارون، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (95) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الوليد بن بكير، عن عبد الله بن محمد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن جَابِر، به. وهذه الرواية توافق رواية عبد الله بن صالح، عن الوليد بن بكير الآتية عند المصنف.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1856) من طريق المعافى بن عمران، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الوليد ابن بكير، عن محمد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن جابر، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/181) .
(4) قوله: «عن عبد الله بن محمد ... » كذا في (أ) و (ش) ، ومثله في (ف) ، إلا أنه قال: «عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَظُنُّهُ عن جابر بن عبد الله» ، وفي (ت) و (ك) : «عن عبد الله بن محمد بن جابر بن عبد الله، أظنه عن جابر» .
(5/152)
فَقَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
قلتُ لأبي: فما حال عبد الله بْن مُحَمَّد العدويِّ؟
قَالَ: شيخٌ مجهولٌ.
قال أبي: وحدَّثَنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مسلمٍ (2) ،
عَنِ الوليد بن بُكَيرٍ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ العدويِّ، عَنْ عليِّ بن زيدٍ، عن سعيد ابن
_________
(1) قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/428) : «قال ابن عبد البر: جماعة أهل العلم بالحديث يقولون: إن هذا الحديث يعني الذي أخرجه له ابن ماجه من وضع عبد الله بن محمد العدوي، وهو عندهم موسوم بالكذب» . وذكر مثله في "لسان الميزان" (6/108) .
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/298) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (16/103) .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1081) من طريق محمد ابن عبد الله بن نمير، وابن عدي في "الكامل" (4/181) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1933) من طريق الحسن بن عرفة، والقضاعي في "مسند الشهاب" (723) ، والبيهقي في "الشعب" (2754) ، وفي "فضائل الأوقات" (262) من طريق عبيد بن يعيش، جميعهم عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عبد الله بن محمد، به.
وأخرجه ابن عدي أيضًا (4/181) من طريق بهلول بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ معاوية، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ علي بن زيد، به.
قال ابن عدي: «ولم يذكر لنا بهلول بن إسحاق بين الوليد وعلي بن زيد، عبدَالله بن محمد العدوي؛ فلا أدري سقط عليه أو هكذا كان عنده» .
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1136) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (724) من طريق حمزة ابن حسان، وابن حبان في "المجروحين" (2/305) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن علي بن زيد، به.
ومن طريق عبد بن حميد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/311- 312) .
(5/153)
المُسَيّبِ، عن جابر بن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) ، بَهَذَا الْحَدِيثِ.
قلتُ: ما حالُ الْوَلِيد؟
قَالَ: شيخٌ (2) .
1879 - وَسَمِعْتُ (3) أَبِي سُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَنصور بْنُ سُقَيرٍ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عن عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالحَجِّ - حَتَّى ذَكَرَ سِهَامَ الخَيْرِ - فَمَا (6) يُجْزَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ
_________
(1) قوله: «بن عبد الله» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) انظر أوجه الخلاف في هذا الحديث والكلام عليها في "الكامل" (3/44) ، و (4/181) ، و"المجروحين" (1/280) ، و"العلل" للدارقطني (5/82/ب) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (3/171) ، و"فتح الباري" لابن رجب (4/190) ، و"التلخيص الحبير" (2/70 رقم570) .
(3) نقل الذهبي في "الميزان" (4/185) كلام أبي حاتم هنا، وروى بعضه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/80) . وانظر المسألة الآتية برقم (1957) .
(4) في (ف) و (ك) : «سفيان» ، وهو تصحيف. وروايته أخرجها الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (44) ، وابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (14) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/192) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/40) ، والطبراني في "الأوسط" (3057) ، وفي "الصغير" (299) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1173) ، والبيهقي في "الشعب" (4315 و4316) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/79- 80) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص7) .
ومن طريق الطرسوسي أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1301) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/308) .
(5) هو: ابن عمرو الرَّقِّي، وهو صاحب موسى بن أعين؛ كما سيأتي في كلام أبي حاتم.
(6) في (ك) : «مما» .
(5/154)
بِقَدْرِ عَقْلِهِ؟
قَالَ أَبِي: سمعتُ ابْنَ أَبِي الثَّلْجِ (1) يَقُولُ: ذكرتُ هَذَا الحديثَ لِيَحْيَى بْنِ مَعينٍ، فَقَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أعينَ (2) ، عَنْ صاحبه عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو (3) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فرُفِعَ إسحاقُ مِنَ الوَسَط؛ فَقِيلَ: موسى (4) ، عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمرَ.
قال أبي: وكان موسى (5) وعُبَيدُالله بنُ عمرو صاحبان (6) ، يَكتُبُ بعضُهما عَنْ بعض، وهو حديثٌ باطلٌ في الأصلِ.
_________
(1) هو: محمد بن عبد الله.
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (8) من طريق خالد بن حبان، والعقيلي في "الضعفاء" (4/193) من طريق علي بن معبد بن شداد وعمرو بن خالد ويوسف بن عدي، وابن عدي في "الكامل" (1/329) من طريق حكيم بن سيف، والخطيب في "الكفاية" (ص365) ، وفي "تاريخ بغداد" (13/80) من طريق بقية بن الوليد، والبيهقي في "الشعب" (4321) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، والقضاعي في "مسند الشهاب" (942 و943) من طريق جندل بن والق الكوفي، جميعهم عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق، به.
(3) في (ك) : «عمر» .
(4) وقع من هنا سقط في النسخة (ش) ينتهي مع بداية المسألة (1888) .
(5) في (أ) : «وموسى» بزيادة واو قبلها.
(6) كذا في جميع النسخ: «صاحبان» ، ويخرَّج على وجهين:
الأول: وجه الرفع بالألف على أنه خبر للمبتدأ «موسى وعبيد الله بن عمرو» ، وهذه الجملة الاسمية في موضع نصب خبر «كان» ؛ وحينئذٍ يكون اسم «كان» ضمير شأن، والتقدير: وكان هو - أي: الشأن والحال - موسى وعبيدُالله بنُ عمرو صاحبان. انظر التعليق على المسألة رقم (3) و (854) .
والثاني: وجه النصب خبرًا لـ «كان» ، وكان حقُّه على ذلك أن يكون بياء المثنَّى «صاحبَيْنِ» ، لكنَّه ورد هنا بالألف على لغة من يلزمون المثنَّى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر التعليق على المسألة رقم (554) .
(5/155)
قيل لأَبِي (1) : ما كَانَ مَنصورٌ هَذَا؟
قَالَ: ليس بقويٍّ؛ كَانَ جُنْديًّ (2) ، وفي حديثِه اضطرابٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عبد الرحمن (3) قال: حدَّثَنا عبدُالرحيم بْن شُعَيبٍ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ أبي الثَّلْج؛ قال: كنا نذكُر هذا الحديثَ ليحيى ابن مَعين سنتَيْنِ أو ثلاثة (4) ، فيقول: هو باطلٌ. ولا يدفعُه بشيءٍ، حتى قَدِمَ علينا زكريَّا ابن عديٍّ، فحدَّثنا بهذا الْحَدِيث عَنْ عُبَيدالله ابن عَمْرو، عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي فَرْوة، فأتيناه فأخبرناه، فَقَالَ: هَذَا بابن أَبِي فَرْوةَ أشبهُ منه بعُبَيدالله بن عَمرو (5) .
_________
(1) في جميع النسخ: «لأبي بكر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/172) ؛ حيث قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، كَانَ جنديا، وفي حديثه اضطراب» .
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، والجادَّة: «جنديًّا» بالألف كما في "الجرح والتعديل"، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) ، وقوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن» ليس في (ف) . ويفهم منه أنَّ عبد الرحيم بن شعيب شيخٌ لأبي حاتم، ويفهم من بقية النسخ أنه شيخ لأبي محمد بن أبي حاتم، ولم نقف على ترجمته، ولم يَذْكُرْهُ أحد فيمن أخذ عنهم أبو حاتم أو ابنه أبو محمد، والله أعلم.
(4) كذا في جميع النسخ: «ثلاثة» بالتاء، والجادَّة: «ثلاثًا» لمخالفة المعدود، ولكنَّ ما في النسخ صحيحٌ وفصيحٌ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) .
(5) قال العقيلي في الموضع السابق: «هذا رواه منصور بن سُقَير ولا يتابع عليه» ثم قال بعد أن ذكر رواية عبيد الله ابن عَمْرو، عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي فروة، عن نافع: «هذه الرواية بهذا الحديث أشبه، وابن أبي فروة أحمل» . وقال ابن حبان في الموضع السابق (3/40) : «وهذا خبر مقلوب، تتبعته [مُدَّة] لأن أجد لهذا الحديث أصلاً أرجع إليه، فلم أره إلا مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وإسحاق بن أبي فروة ليس بشيء في الحديث، وعبيد الله بن عمرو سمع من إسحاق بن أبي فروة، فكأن موسى بن أعين سمعه من عبيد الله بن عمرو في المذاكرة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، فحكاه، فسمعه منصور بن سُقير عنه، فسقط عليه إسحاقُ بن أبي فروة [وواوٌ من «عمرو» ] فصار [عبيد الله] بن عمر، عن نافع» . اهـ.
(5/156)
1880 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا هارونُ بنُ كَثيرٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ سالمٍ، أَوِ ابنِ أسلمَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) - وزَيْدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) - قَالَ: خِيَارُكُمْ شَبَابُكُمْ، وشِرارُكُمْ شُيُوخُكُمْ، وعنده أبو بكر وعليٌّ وعبدُالرحمن بنُ سَمُرة، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنا مَا تفسيرُ هَذَا الكلامِ؟! قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّابَّ يَأْخُذُ بِزِيِّ (4) الشَّيْخِ العَابِدِ المُسْلِمِ في تَقْصِيرِهِ وَتَشْمِيرِهِ، فَذَلِكَ
_________
(1) نقل كلام أبي حاتم الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/286) ، والعراقي قي "ذيل الميزان" (ص255) ، وابن حجر في "اللسان" (7/245- 246) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 216) .
(2) في (أ) : «مسلم» . قال ابن حجر في الموضع السابق: «وقع في بعض طرقه: زيد بن أسلم، وهو تحريف، والصواب: زيد بن سالم» .
(3) قوله: «وزيد» بالجر عطفًا على «زيد» في قوله: «عَنْ زيد بن سالم ... » .
(4) الزِّيُّ: الهيئة. "القاموس المحيط" (4/340) . وجاء في المواضع السابقة من "ميزان الاعتدال" و"لسانه" و"ذيله": «برأي» .
(5/157)
خِيَارُكُمْ،، وَإِذَا رَأَيْتَ (1) الشَّيْخَ الطَّوِيلَ الشَّارِبَيْنِ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ، فَذَلِكَ شرارُكُمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، لا أعرفُ من الإسناد إلا أَبَا أُمَامَةَ.
1881 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ (2) ،
عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الله، عن عبد الله بْنِ أَبِي مريمَ (3) ، عَنْ أَبِي صالحٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: الغِيبَةُ: أَنْ تَذْكُرَ مِنْ (5) أَخِيكَ مَا فِيهِ مِمَّا (6) يَكْرَهُ، فَإِذَا ذَكَرْتَ فِيهِ (7) مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والأولى أن تكون العبارة: «وإذا رأيتم» .
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/45) من طريق حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جريج، عن عبد الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صالح، به.
قال أبو نعيم: «رواه روح بن عبادة وأبو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن عبد الله بن أبي مريم، مثله. ورواه هشام بن يوسف عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سبرة، عَنْ مُسْلِم بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن أبي صالح، مثله» .
ورواية روح بن عبادة التي ذكرها أبو نعيم أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (439- 441) .
ورواية أبي عاصم أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/296) ، وأبو الشيخ (1/441) ، إلا أنه جاء عند ابن عدي: «أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة» .
ورواية هشام بن يوسف أخرجها أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (190) إلا أنه جاء عنده: «سليم بن أبي مريم» بدل: «مسلم» .
(3) انظر التعليق آخر المسألة.
(4) هو: ذكوان السَّمَّان فيما يظهر.
(5) قوله: «من» سقط من (ك) .
(6) في (ف) : «بما» .
(7) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) .
(5/158)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (1) ، وَأَبُو بَكْر هو: ابْن أَبِي [سَبْرةَ] (2) .
1882 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ حمَّاد بن عبد الرحمن الكَلْبِيِّ، عَنِ المُبَارَكِ بْنِ أَبِي حمزة الزُّبَيدِيِّ، عن عبد الله بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عائِشَةَ، عَنْ عائِشَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُكِّبَ ابْنُ آدَمَ عَلَى ثَلاثِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ مَفْصِلاً، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَأَمَرَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَعَزَلَ (4) أَذًى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ؛ عَظْمًا أَوْ شَوْكَةً أَوْ حَجَرً (5) ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَدَدَ سُلاَمَاهُ - زَحْزَحَ نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّارِ؟
_________
(1) يعني بهذا الإسناد، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/230 و384 و386 رقم7145 و8985 و9009) ، ومسلم في "صحيحه" (2589) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النبي (ص) قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» ، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» .
(2) في جميع النسخ: «شيبة» ، والتصويب من "الكامل" لابن عدي (7/296) ؛ حيث روى الحديث في ترجمته. وكذا ذكره الذهبي في"الميزان" (4/504) في ترجمته.
وفي ترجمة عبد الله بن أبي مريم مولى بني ساعدة من "تهذيب الكمال" (16/117-118) قال المزي: «وروى أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة في الغيبة، فلا أدري هو هذا أو غيره؟!» .
(3) نقل هذا النص بتمامه العراقي في "ذيل الميزان" = = (ص392) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار نصها: «رواه أبو سلام الحبشي، عن عبد الله بن فروخ» .
(4) كذا في (أ) ، وفي (ك) : «وعذل» ، وفي بقية النسخ، و"ذيل الميزان": «وعدل» .
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5/159)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بشيءٍ، ومباركُ ابنُ أبي حمزة وعبدُاللهِ بنُ فَرُّوخٍ (1) مجهولان (2) .
1883 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي بَزَّة (4) ، عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) بمجلسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ (6)
_________
(1) في (ك) : «فروج» .
(2) لكن الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1007) من طريق أبي سلام ممطور الحبشي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ، به. ولذا قال الذهبي في "الميزان" (3/430) : «مبارك بن أبي حمزة، عن عبد الله بن فروخ مجهولان ضعيفان، قاله أبو حاتم، قلت: بل ابن فروخ صدوق» . وقال العراقي في الموضع السابق من "ذيل الميزان": «أما عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عائشة فثقة، احتج به مسلم، ووثقه العجلي» .
(3) نقل كلام أبي حاتم الذهبيُّ في "الميزان" (1/144) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/29/مخطوط) ، وابن حجر في "اللسان" (1/283) .
(4) هو: أحمد بن محمد بن أبي بزة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (691) ، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (55) ، والضياء في "المختارة" (5/76 رقم1701) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثابت إلا حماد، تفرد به مُؤَمَّل» .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3623 - كشف) من طريق جعفر بن محمد بن الفضيل، وأبو نعيم في "الحلية" (9/252) ، والبيهقي في "الشعب" (802) و (4493) من طريق محمد بن أسلم، كلاهما عن مؤمل، به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (802) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/72) من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، به.
(5) هو: ابن أسلم البناني.
(6) كذا في (ت) و (ك) ومعظم مصادر التخريج، وفي (أ) و (ف) : «يمرحون» براء مهملة، وهي ضمن السقط الذي في (ش) .
(5/160)
ويَضْحَكون، فقال: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ (1) اللَّذَّاتِ؛ يَعْنِي: الموتَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أَصْلَ لَهُ.
1884 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ زكريَّا ابنِ [منظورٍ] (3) ، عَنْ أَبِي حازمٍ، عَنْ سَهْل بْنِ سعدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ بشاةٍ ميتةٍ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ ... ، الحديثَ؟
ْقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ ابنُ أَبِي حَازِمٍ (4) ، ويعقوبُ الإسكَنْدَرانيُّ (5) - أحدُهما أَوْ كِلاهُمَا - عَنِ أَبِي حازم، عن عبد الله بْنِ بَوْلا، عَنْ رجلٍ مِنَ المهاجرين، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا (6) أشبهُ.
1885 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ سَلاَمٍ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ! أَبَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ؟ أَمْ قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ؟ ... ، الحديثَ.
وَرَوَاهُ ابنُ عجلانَ (8) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى؟
قَالَ أَبِي: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ جوَّد هَذَا الحديثَ، وهو أصحُّ.
_________
(1) كذا في النسخ؛ بالدال المهملة، وفي مصادر التخريج بالذال المعجمة. وهو بالمهملة من هدم البناء، وبالمعجمة من هَذَمَ بمعنى: قطع. وانظر "حاشية السندي على النسائي" (4/4) . والمصباح المنير (هـ ذ م/2/636) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1823) وفيها زيادة.
(3) في جميع النسخ: «منصور» ، وتقدم على الصواب في المسألة رقم (1823) .
(4) هو: عبد العزيز.
(5) هو: ابن عبد الرحمن.
(6) في (أ) : «وهو» .
(7) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(8) هو: محمد.
(5/161)
1886 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعْتَمِر بْنُ سليمانَ (1) ، عَنْ لَيْثٍ (2) ، عن موسى ابن وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: إِنَّ في الجَنَّةِ لَعُمُدً (3)
مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، أبوابُهَا مُفَتَّحَةٌ، قِيلَ: مَن يَسْكُنُها يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: المُتَحَابُّونَ فِي اللهِ (4) ، وَالمُتَجَالِسُونَ (5) فِي اللهِ، وَالمُتَلاَقُونَ فِي اللهِ؟
قَالَ أَبِي: لا أَعْلَمُ رَوَى ليثٌ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدانَ، وَهَذَا وَهَمٌ، وَهَذَا الحديثُ يَرْوِيهِ محمدُ بْنُ أَبِي حُمَيدٍ (6) ، عَنْ مُوسَى بن وَرْدانَ،
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (3592/كشف الأستار) عن محمد بن يزيد الرواس، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وهذا الوجه هو الموافق لترجيح أبي حاتم الآتي.
(2) الذي يظهر: أن ليثًا هذا هو ابن أبي سليم، بدليل قول أبي حاتم الآتي: «لا أَعْلَمُ رَوى ليثٌ عَنْ موسى بن وَرْدانَ» ، وأما الليث بن سعد: فإن ابن أبي حاتم نقل في "الجرح والتعديل" (8/165) عن أبيه أنه روى عن موسى بن وردان.
(3) في (ف) : «لعمل» ، وكذا جاء في جميع النسخ بلا ألف بعد الدال أو اللام، وفي مصادر التخريج: «إِنَّ في الجنَّةِ لَعُمُدًا» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين: النصب والرفع؛ وقد ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (130) وانظر المسألة رقم (854) .
وأرجح الوجهين هنا النصب؛ لموافقته لما في مصادر التخريج، ولأنَّه يَرِدُ على الثاني دخولُ لام الابتداء على المبتدأ المؤخَّر، وفيه نزاع بين النحاة.
(4) لفظ الجلالة ليس في (ك) .
(5) في (ك) : «المتجالسون» .
(6) روايته أخرجها ابن وهب في "الجامع في الحديث" (239) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4613) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1481) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1432/المنتخب) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (11) ، والبزار - كما في أول المسألة- والعقيلي في "الضعفاء" (1/309) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (497) ، وابن عدي في "الكامل" (6/197) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (587) ، وتمام في "فوائده" (1200- 1202/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (8589) ، جميعهم من طريق محمد بن أبي حميد، به.
(5/162)
لا أعلم رواه غيرُه، وموسى هو مدنيٌّ سكن مصرَ (1) .
1887 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثَنا عَنْ أحمدَ ابن شَبِيب بن سعيدٍ (3) ،
عن عبد الله بن رجاءٍ المكّيِّ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمر، عَنْ نافعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ ... الحديث.
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا موسى، ولا عنه إلا محمد بن أبي حميد، ومحمد مدني مشهور، روى عنه جماعة من أهل العلم، ولم يكن بالحافظ» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (1923) ، وفيها: «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هكذا حَدَّثَنَا أَحْمَد من حفظه، ثم رجع أَحْمَد بْن شبيب عنه؛ فَقَالَ: عن عبد الله بن عمر؛ وهو الصحيح» . وانظر "جامع العلوم والحكم" (ص131) .
(3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/253) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (865 و866) ، إلا أن البيهقي في الموضع الأول قرن رواية أحمد بن شبيب مع رواية إبراهيم بن محمد، وجاء عنده: «عبد الله بن عمر» .
وأخرجه العقيلي (2/252- 253) ، والطبراني في "الصغير" (32) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (4) ، والبيهقي في "الزهد" (865) من طريق إبراهيم ابن محمد الشافعي، والطبراني في "الأوسط" (2868) من طريق سعد بن زُنْبُور، كلاهما عن عبد الله ابن رجاء، عن عبيد الله بن عمر، به. وجاء عند البيهقي: «عبد الله بن عمر» .
قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الله بن رجاء، وقد رواه أيضًا عبد الله بن رجاء عن عبد الله بن عمر» .
(5/163)
قَالَ أَبِي: ثم كتب إلينا أحمدُ بْنِ شَبِيب بْنِ سَعِيدٍ: اجعلوا هذا الحديثَ عن عبد الله بْن عُمَرَ (1) .
1888 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرحمن بن عبد الله العُمَرِيُّ (2) ، عن سُهَيْلِ ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا بهذا الإسناد (3) .
_________
(1) إلى هنا انتهى السقط من النسخة (ش) الذي كانت بدايته من منتصف المسألة رقم (1879) .
وأخرج العقيلي في الموضع السابق عن أحمد بن محمد ابن هانئ أنه قال: «قلت لأبي عبد الله: تحفظ عن عبد الله بن رجاء، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أن النبي (ص) قَالَ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ» ؟ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، مَا أرى هذا بشيء، وقال لي أبو عبد الله: إن رجاء هذا زعم أن كتبه كانت ذهبت، فجعل يكتب من حفظه، ولعله توهم هذا» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به عبد الله بن رجاء المكي، ويشبه أن يكون رواية أبي حاتم عنهما، عن ابن رجاء، عن عبد الله بن عمر، أصح من رواية من قال: عبيد الله» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (108) ، والطبراني في "الأوسط" (2881) ، وابن عدي في "الكامل" (2/277) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/64) ، وفي "الأمثال" (53) ، وتمام في "فوائده" (1099 و1100/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخه" (5/172) .
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1389) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «ولا يصح عن سهيل، والصحيح: حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» .
قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا بهذا الإسناد لا يرويه عن سهيل غير عبد الرحمن العمري» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سهيل إلا عبد الرحمن بن عبد الله» .
(5/164)
1889 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيكٍ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خالدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سعدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ، وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ، وَمِنْكَ مَنْ أَعْتَبَكَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: يَحْيَى بنُ أَبِي خالدٍ مجهولٌ، وابنُ أَبِي [سَعْدٍ] (5) مثلُهُ، وَهُوَ حديثٌ ضعيف.
_________
(1) نقل السخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/88) كلام أبي حاتم على هذا الحديث بتصرف، وجعله من كلام ابنه فقال: «قال ابن أبي حاتم لما ذكره من هذا الوجه: هو حديث ضعيف، ورواه مجهول عن مجهول» . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1262) ، وانظر ما سبق في المسائل رقم (1797) و (1816) و (1841) ، وما يأتي في المسألة رقم (1918) .
(2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/306 رقم 775) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/398) .
جاء عند أبي نعيم «ابن قديد» بدل «ابن أبي فديك» .
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6821) من طريق الطبراني.
(3) في (ك) : «سعيد» . وهو الأنصاري الزرقي.
(4) يقال: أَعْتَبَكَ فلانٌ، أَي: أعطاء العُتْبَى وأزال عتبك ومَلامَتَك، بِتَركِه ما كُنْتَ تَجِدُ عَلَيه من أَجْلِه، ورجوعِهِ إلى مَسرَّتك وما يُرْضيك، وكأنَّ المراد: أنَّ من أزال عتبك وأرضاك مُستَبْقٍ لك، ومُحِبّ، وهو في معنى المَثَل: «ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ» . وانظر: "البيان والتبيين" (4/93) ، و"جمهرة الأمثال" (2/265) ، و"تاج العروس" (2/203- عتب) .
(5) في جميع النسخ: «سعيد» ، وكذا في "الحلية" (10/398) ، و"الأجوبة المرضية" (1/88) . والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/321 و378) ، و"الإصابة" (11/ 164) . وقد مرَّ أول المسألة على الصواب، وسبق التنبيه على مثل هذا في المسألة رقم (1262) . وانظر "المعجم الكبير" للطبراني (22/306) .
(5/165)
1890 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد (2)
بْنِ الجَرَّاح، عَنْ سُفيان (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ رِبْعِيٍّ (5) ، عَنْ حُذَيْفةَ؛ قال [قال
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2765) .
(2) في (ف) و (ك) : «داود» . وروايته أخرجها أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (4359) - وابن الأعرابي في "الزهد" ص (94) ، والعقيلي في "الضعفاء" = = (2/69) ، وابن عدي في "الكامل" (3/176- 177) ، والدارقطني في "الأفراد" (126/ب/أطراف الغرائب) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/471/منتخبه) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/197- 198) و (11/225) وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (62) ، وفي "الفوائد المنتخبة" (45) ، والبيهقي في "الشعب" (9867) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/55) و (18/211) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1051 و1052) ، والذهبي في "السير" (13/14) .
ومن طريق ابن الأعرابي رواه الخطابي في "العزلة" ص (36) .
قال العقيلي: «باطل» . وقال الدارقطني: «تفرد به روَّاد ابن الجرَّاح، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة» . وقال الخليلي: «وهذا لا يعرف من حديث سفيان إلا من هذا الوجه، وقد خطؤوه فيه، ورواه إبراهيم بن الهيثم البلدي، عن شيخ مجهول لا يعرف يقال له: الحسن بن حماد الخراساني، عن سفيان، مثله، وزاد: «لأن يربِّي أحدكم بعد المئتين جرو كلب خير له من أن يربِّي ولدًا من صلبه» وهذا منكر جدًّا» . اهـ. وقال الخطيب في "الفوائد المنتخبة": «هذا حديثٌ غريب من حديث أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رَبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حذيفة بن اليمان، تفرد بروايته أبو عصام رواد بن الجرَّاح عن الثوري، وقد رواه - أيضًا - عنه غيره» .
وقال البيهقي: «تفرد به رواد بن الجراح العسقلاني، عن سفيان الثوري» .
وقال الذهبي في "السير": «غريب جدًّا، تفرد به رواد» . وقال في "المغني": «خبر منكر» . وانظر "تهذيب التهذيب" (1/612) .
(3) هو: الثوري.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) هو: ابن حراش.
(5/166)
رسول الله (ص) ] (1) : خَيْرُكُمْ في المِئَتَيْنِ الخَفِيفُ الحَاذِ (2) ، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا خفيفُ الْحَاذِّ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ أَهْلَ لَهُ وَلاَ وَلَدَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
1891 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسدُ ابن مُوسَى، عَنْ يعقوبَ بْنِ إبراهيمَ، عن مالكِ ابن مِغْولٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (3) ، أَنَّهُ حَلَفَ أَنَّهُ لا يضحكُ (4) حَتَّى يعلمَ أَفِي الجنةِ هُوَ أَمْ فِي النارِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مالكُ بْنُ مِغْوَلٍ (5) ، عن عبد الملك بن عُمَيرٍ،
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ؛ ولابد منه، والسياق يدل عليه، وقد أثبتناه من المسألة رقم (2765) .
(2) الحاذُ من الناقة: مؤخر فخذها، وهو موضع اللبد من ظهر الفرس، وأصل الحاذ: الخط وسط الظهر من الإنسان، فإذا كان الإنسان خفيف لحم ذلك الموضع، كان أخف له في القيام، وإذا كان الرجل ليس له عيال، قيل له: خفيف الحاذين؛ أي: ليس له عيال يُقْعِدونه عن المسير والرحلة. "غريب الحديث" للحربي (3/1189) ، و"النهاية" (1/457) ، و"المصباح المنير" (1/155) ، و"لسان العرب" (10/221) . وانظر "شرح السنة" للبغوي (14/246) ،
(3) في (أ) و (ف) : «خراش» .
(4) قوله: «لا يضحك» ليس في (ش) .
(5) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (9) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/368) من طريق حفص بن عمر، وابن أبي الدنيا أيضًا (9) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص251) من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي الدنيا أيضًا (10) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/368) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/454- 455) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وابن حبان في "الثقات" (4/227) من طريق عبد الله بن عمرو، وأبو نعيم في "الدلائل" (536) من طريق عبيدة ابن حميد، والبيهقي في "الدلائل" (6/454) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، جميعهم عن عبد الملك ابن عمير، به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/455) من طريق مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا (12) من طريق الحارث الغنوي قال: آلى ربيع بن حراش ألا تفتر أسنانه ضاحكًا حتى يعلم أين مصيره، فما ضحك إلا بعد موته، وآلى أخوه ربعي بعده ألا يَضْحَكُ حَتَّى يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ هو أم في النار.
ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (882) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/433) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/45) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا (11) عن علي بن عبيد الله = = الغطفاني وحفص بن يزيد قالا: بلغنا أن ابن حراش كان حلف ألا يضحك ... فذكراه.
ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/455) .
(5/167)
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (1) ، عَنْ أَخِيهِ الربيعِ بْنِ حِرَاشٍ (2) . ويعقوبُ هُوَ: أَبُو يوسفَ الْقَاضِي.
1892 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ معاويةَ بْنِ يَحْيَى (4) الأَطْرابُلُسيِّ، عَنْ أَبِي الزنادِ، عَنِ الأعرجِ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَعُونَةَ تَنْزِلُ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَنْزِلُ مِنَ اللهِ بِقَدْرِ الشُّكْرِ؟
قَالَ أَبِي: كُنْتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ حَتَّى ظَهَرَتْ لِي عَوْرَتُه؛ فَإِذَا هُوَ: مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَبَّاد ابن كَثير، عَنْ أَبِي الزنادِ.
قَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ ما روى (5) الدَّرَاوَرْدِيُّ (6) ، عن عَبَّاد بن
_________
(1) في (ف) : «خراش» .
(2) في (أ) و (ف) : «خراش» ، وقوله: «عَنْ أَخِيهِ الرَّبِيعِ بْنِ حِرَاشٍ» سقط من (ك) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1067) و (1870) .
(4) قوله: «يحيى» ليس في (ش) .
(5) في (ش) : «رواه» .
(6) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1067) .
(5/168)
كَثير، عَنْ أَبِي الزنادِ، فبَيْنَ معاويةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي الزِّنَادِ: عَبَّادُ ابن كَثير.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وعبَّادٌ لَيْسَ بالقويِّ.
1893 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قتادةُ بْنُ الفُضَيل (2) ،
عَنْ أَبِي حاضرٍ (3) ، عَنِ الوَضِينِ بْنِ عطاءٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد (4) ؛ يَرْوُونَ هَذَا الحديث
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/243 رقم13223) ، وفي "الأوسط" (3477) ، وفي "مسند الشاميين" (649) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/367- 368) . ومن طريق الإسماعيلي أخرجه البيهقي في "الشعب" (9896) .
قال الطبراني: «لا يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3437) ، والحسين المروزي في"زوائده على الزهد لابن المبارك" (1477) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (797/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (4124) ، والبزار في "مسنده" (3094/كشف الأستار) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (4/264) . من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله (ص) : «ألا أبشركم يا معشر الفقراء، إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمس مئة عام» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1351) ، قال البزار: «لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعلته موسى بن عبيدة» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد ربه.
(4) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/169 رقم 6578) ، ومسلم في "صحيحه" (2979) من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
(5/169)
عَنْ أَبِي سَلاَّم (1) ، عَنْ ثَوْبانَ، عن النبيِّ (ص) ، ولا يُشْبِهُ أن يكونَ هَذَا مِنْ حديثِ سالم.
قلتُ: ما حالُ قتادةَ بنِ الفُضَيل؟
قَالَ: شيخٌ، هو رُهَاوِيٌّ.
قلتُ: أَبُو حاضرٍ مَنْ هو؟
قَالَ: مجهولٌ.
1894- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بنُ عمَّارٍ (3) ، عَنِ أَبِي معاويةَ الضَّرِيرِ (4) ، عَنْ زكريَّا بْن أَبِي زائدةَ، عَنْ أَبِي إسحاقَ (5) ، عَنْ مسروقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، لَقَدْ أسرَعَ الشَّيْبُ إِلَيْكَ! فَقَالَ (6) : شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالوَاقِعَةُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: يُرْوَى عَنْ زكريَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مسروقٍ، أنَّ أبا بكر.
_________
(1) هو: ممطور الحبشي.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1826) .
(3) روايته أخرجها أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (108) ، والدارقطني في "العلل" (1/208) .
(4) هو: محمد بن خازم.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(6) في (ف) : «قال» .
(5/170)
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ صالحٍ، عَنْ أَبِي إسحاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفةَ (2) .
وَرَوَاهُ شَيْبَانُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمةَ، أنَّ أَبَا بكرٍ قَالَ للنبيِّ (ص) ؛ وهذا [أشبهُها] (4) بالصوابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1895 - وسمعتُ (5) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حُسين بْنُ عيَّاشٍ (6) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَان، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصمِّ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.
_________
(1) روايته أخرجها سمويه في "الثالث من فوائده" (ص77/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والترمذي في "الشمائل" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (880) ، والطبراني في "الكبير" (22/123 رقم 318) ، والدارقطني في "العلل" (1/206) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/350) .
(2) هو: وهب بن عبد الله السوائي.
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد ذكر أبو حاتم في المسألة (1826) أن شيبان يرويه موصولاً، وانظر تخريجنا لروايته هناك.
(4) المثبت من (ش) وهو الذي يقتضيه السياق، وفي بقية النسخ: «أشبههما» .
(5) انظر المسألة الآتية برقم (1898) .
(6) روايته أخرجها أبو عوانه في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (15/717 رقم20247) . وجاء في المطبوع من الإتحاف: «عباس» بدل «عياش» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/539 رقم 10960) ، ومسلم في "صحيحه" (2564) ، وابن ماجه في "سننه" (4143) من طريق كثير بن هشام، وأحمد أيضًا (2/284- 285 رقم7827) من طريق محمد بن بكر البرساني، وابن حبان في "صحيحه" (394) من طريق مخلد بن يزيد، وابن منده في "الإيمان" (326) ، وتمام في "فوائده" (1662/الروض البسام) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/124) من طريق سفيان الثوري، جميعهم عن جعفر بن برقان، به، مرفوعًا.
وأخرجه مسلم أيضًا (2564) من طريق أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا.
(5/171)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوف (1) ؛ حدَّثنا به أَبُو نعيم (2) ، عَنْ جَعْفَر، موقوف (3) .
1896 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هلالِ بْنِ العلاءِ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ عُبَيدالله ابن عَمرو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسةَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ عَافَيْتُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ.
قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ (7) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي: ابنَ أَبِي أُنَيْسةَ - عَنْ مُوسَى بْنِ المُسَيّب، عن شَهْرٍ، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أَشبهُ.
_________
(1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) هو: الفضل بن دكين.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1804) .
(5) روايته أخرجها أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (4/164 رقم 17566) .
(6) هو: العلاء بن هلال الباهلي.
(7) في (أ) و (ش) : «سيار» بدل: «سنان» ، وروايته أخرجها أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/164 رقم 17566) . وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (130) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/177 رقم 21540) عن طريق ابن نمير، وابن ماجه في "سننه" (4257) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار في "مسنده" (4052) من طريق يعلى بن عبيد، والبيهقي في "الشعب" (6687) من طريق الأعمش، جميعهم = = (ابن فضيل وابن نمير وعبدة والأعمش) عن موسى ابن المسيب، عن شهر بن حوشب، به.
لكن اختلف على الأعمش؛ فجاء عند البيهقي من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"، وتمام في "فوائده" (1699/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/481) من طريق إدريس ابن يزيد الأودي، عن الأعمش، عن شهر، به.
وأخرجه ابن فضيل في "الدعاء" (130) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (29548) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 رقم21367) ، وهناد في "الزهد" (905) من طريق الليث بن أبي سليم، وأحمد أيضًا (5/154 رقم21368 و21369) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/164 رقم17566) من طريق عبد الحميد بن بهرام، كلاهما عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ ابن غنم، به.
ومن طريق هناد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2495) .
وأصل الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2577) من طريق أبي إدريس عائذ الله الخولاني، عن أبي ذر.
(5/172)
1897 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعبٍ القَرْقَسَانِيُّ (1) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عن عُبَيدالله بن عَبدالله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بشاةٍ ميتةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أهلُها، فَقَالَ: زَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا؟
_________
(1) في (ش) : «القرقشاني» ، وفي (ت) و (ك) : «القريساني» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34378) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/329 رقم 3047) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (3) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (132) ، والبزار في "مسنده" (3691/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2593) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/189) .
ومن طريق أحمد أخرجه الخلال في "العلل" كما في "المنتخب" (4) .
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/294) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(5/173)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بشاةٍ ميتةٍ فَقَالَ: مَا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا (2) ؟ .
فقلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قالا: من القَرْقَسانيِّ (3) .
_________
(1) في (ك) : «فقال: قد أخطأ» .
(2) اختلف أهل اللغة في الإهاب؛ فقيل: هو الجِلْدُ مطلقًا، وقيل: هو الجِلْدُ قبل الدباغ، فأما بعده فلا يسمى إهابًا. وقال بعضهم: ولا يقال: «إهاب» إلا لجلد ما يؤكل. والجمع: «أُهُبٌ» بضمتين على القياس؛ مثل: كتاب وكتب، و «أَهَبٌ» بفتحتين على غير قياس؛ قال بعضهم: وليس في كلام العرب «فِعَال» يجمع على «فَعَل» بفتحتين إلا «إِهاب» و «أَهَب» ، و «عِمَاد» و «عَمَد» . وربما استعير الإهاب لجلد الإنسان.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/194- 195) ، و"مشارق الأنوار" (1/50) ، و"النهاية" (1/83) ، و"المصباح المنير" (1/28) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (4/54) ، (10/87) .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/329- 330 رقم3051) من طريق محمد بن مصعب، وأبو يعلى في "مسنده" (2419) من طريق هِقْل بن زياد، وابن حبان في "صحيحه" (1282) من طريق الوليد بن مسلم، جميعهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبيد الله، عن ابن عباس، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" (2/498) ، والبخاري في "صحيحه" (1492) ، ومسلم (363) من طريق يونس ابن يزيد، والبخاري أيضًا (2221 و5531) ، ومسلم (363) من طريق صالح بن كيسان، ومسلم أيضًا (363) من طريق سفيان بن عيينة، جميعهم (مالك ويونس وصالح وابن عيينة) عن الزهري، به.
ومن طريق مالك أخرجه أحمد (1/327 رقم3016) .
(3) قال الإمام أحمد عن هذا الحديث - كما في الموضع السابق من "المنتخب من العلل" للخلال -: «هو عندي خطأ» . وقال ابن حبان في الموضع السابق: «هذا المتن بهذا الإسناد باطل؛ إنما الناس رووا هذا الخبر عن الزهري ... » ، فذكر مثل قول أبي حاتم وأبي زرعة. وقال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" (ص252) : «وهم محمد بن مصعب في متنه» .
وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن الأوزاعي إلا محمد بن مصعب، ولا نعلم أحدًا تابعه عليه، ولم يكن به بأس؛ قد حدث عنه جماعة من أهل العلم» .
(5/174)
1898 - وسألتُ (1) أبي عن أحاديثَ يَرْويه (2) أبو نعيم ٍ (3) ، عَن جعفرِ (4) بْن بُرْقَان، عَنْ يزيدَ بنِ الأصمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ (5)
فَيُغْفَرُ لَكُمْ، لأَتَى اللهُ بِقَوْمٍ ... ، فذكَرَ الحديثَ مَوْقُوفٌ (*) .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قال: وَاللهِ، مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الفَقْرَ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هريرةَ مَوْقُوفٌ (*) : لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ
_________
(1) انظر المسألة رقم (1895) و (1866) .
(2) كذا في النسخ عدا (ش) ففيها «يرويها» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما أثبتناه صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان: الأول: أنَّ الضمير مذكَّر على ظاهر اللفظ، ويعود إلى «الأحاديث» باعتبار مفرده، وهو من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وتقدم التعليق عليه في المسألة رقم (1135) .
والثاني: أن الضمير مؤنَّث، ويعود إلى «الأحاديث» ، والأصل: «يرويها» لكن حذفت الألف من «هَا» ونقلت فتحة الهاء إلى الياء قبلها فصارت «يَرْوِيَهْ» ، وهو جارٍ على لغة طيِّئ ولَخْم. وقد علقنا عليها في المسألة رقم (235) .
(3) هو: الفضل بن دُكين الملائي. ولم نقف على روايته للحديث الأول والثاني، وأخرج روايته للحديث الثالث إسحاق بن راهويه (320) .
(4) في (ف) : «جعفر يعني» ، وفي (ت) و (ك) : «جعفر عن» .
(5) في (ف) : «فتستغفروه» .
(
*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(5/175)
العَرَضِ (1) ... ، الحديثَ (2) .
قلتُ لأَبِي: أَلَيْسَ الجَزَرِيُّونَ يُسْنِدون هَذِهِ (3) الأحاديثَ (4) ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: كَمَا يقول (5) أبو نعيم.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1866) .
(2) في (أ) : «العرض ولا الحديث» . والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (320) عن أبي نعيم به موقوفًا.
(3) قوله: «هذه الأحاديث» من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «هذه الليلة الأحاديث» . ولعلها تصحفت على النساخ من: «هذه الثلاثة الأحاديث» ؛ إذ «الثلاثة» تكتب دون ألف هكذا: «الثلثة» .
(4) أما الحديث الأول: فأخرجه مسندًا عبد الرزاق في "المصنف" (20271) من طريق معمر، عن جعفر بن برقان، به مرفوعًا. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/309 رقم8082) ، ومسلم في "صحيحه" (2749) .
وأما الحديث الثاني: فأخرجه مسندًا أحمد أيضًا (2/539 رقم 10958) ، وابن البختري (67/ مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/98- 99) من طريق كثير بن هشام، وأحمد أيضًا (2/308 رقم 8074) ، والحاكم في "المستدرك" (2/534) من طريق محمد بن بكر البرساني، وابن حبان في "صحيحه" (3222) من طريق خالد بن حيان، جميعهم عن جعفر بن برقان، به مرفوعًا.
وشملت رواية كثير بن هشام الحديث الثاني والثالث. وأخرج الحديث الثالث وحده مسندًا وكيع في "الزهد" (181) ، وأحمد (2/540 رقم 10965) من طريق عمر ابن أيوب الموصلي، كلاهما (وكيع وعمر) عن جعفر ابن برقان، به مرفوعًا.
ومن طريق وكيع أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (321) ، وأحمد (2/443 رقم 9718) ، وفي "الزهد" (25) .
(5) في (ك) : «يقولون» .
(5/176)
1899 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ، عَنْ مَرْوَانَ الفَزَارِي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازم، عن جرير بن عبد الله؛ قال: قال النبيُّ (ص) : مَنْ يَتَزَوَّدْ فِي الدُّنْيَا يَنْفَعْهُ فِي الآخِرَةِ (4) ؟
قَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ باطل؛ إنما يُروى عَنْ قيسٍ، قولَهُ.
قلتُ: ممَّن هو؟
قَالَ: من هِشَام بْن عمَّار؛ كَانَ (6) هشامٌ - بِأَخَرَةٍ - كانوا يُلقِّنونه أشياءَ (7) ، فتلقَّن (8) ؛ فأُرَى هَذَا منه.
1900 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرازيُّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زمانٌ وأحدُنا (9) أَضَنُّ (10) بِأَخِيهِ المسلمِ مِنْهُ بالدينارِ والدرهمِ، وَلَقَدْ سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إِذَا ضَنُّوا بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ (11) ،
_________
(1) نقل قول أبي حاتم ٍ الذهبيُّ في "الميزان" (4/302) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/305 رقم 2271) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (459 و703) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/248- 249 و57/348- 349) .
(3) هو: ابن معاوية.
(4) أي: من يتزوَّد في الدنيا من العمل الصالح، يَنْفَعْهُ تَزَوُّدُهُ في الآخِرة.
(5) في (ت) و (ف) : «فقال» .
(6) قوله: «عمار كان» سقط من (ت) .
(7) في (ش) : «شيئًا» .
(8) في (ك) : «فيلقن» .
(9) في (ت) : «واجدنا» .
(10) في (ت) و (ك) : «أضر» .
(11) من قوله: «ولقد سمعت ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5/177)
وَتَبَايَعُوا (1) بِالْعِينَةِ (2) ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ البَقَرِ؛ أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ ذُلاًّ، وَلاَ يَنْزِعُهُ مِنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو بكرِ بنُ عيَّاش (3) ،
عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «ويتابعوا» .
(2) في (ك) : «بالغيبة» . والعينة - بكسر العين -: أصله أن يبيع الرجلُ من الرجل سلعةً بثمن معلوم إلى أجل، ثم يشتريها منه نقدًا بأقل من الثمن الذي باعها به؛ يتذرع بذلك إلى سلف قليل في كثير من جنس واحد، وكذلك إذا كان هذا البيع بين ثلاثة في مجلس. انظر "مشارق الأنوار" (2/107) ، و"الزاهر" للأزهري (ص311) ، و"الفائق" (2/108) ، و"النهاية" (1/237) ، (2/301) ، و"المصباح المنير" (2/441) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/28 رقم 4825) ، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر» (22) ، والطبراني في "الكبير" (12/330- 331 رقم 13583) ، والدارقطني في "الأفراد" (182/أ- ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (3920) .
وأخرجه الروياني في "مسنده" (1422) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/313- 314 و3/318- 319) من طريق الليث بن أبي سليم، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5659) ، والطبراني في "الكبير" (12/433 رقم 13585) ، والبيهقي في "الشعب" (10373) من طريق الليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عمر.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (3462) ، والدولابي في "الكنى" (2/849- 850 رقم 1489) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2417) ، وابن عدي في "الكامل" (5/361) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/208- 209) ، والبيهقي في "السنن" (5/316) من طريق حيوة بن شريح، عن إسحاق بن أسيد أبي عبد الرحمن، عن عطاء الخراساني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق» .
(4) هو: ابن أبي رباح.
(5/178)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا أَشْبهُ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فالخطأ من يَحْيَى بْن العلاء؟
قَالَ: نعم (1) .
1901 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَان (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [قَالَ رسول الله (ص) ] (3) : يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: المُتَحَابُّونَ بِجَلالِي (4) أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ (5) يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي؟
_________
(1) من قوله: «أشبه ... » إلى هنا، ليس في (ش) .
قال الدارقطني في "الأفراد" (182/أ- ب/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث الأعمش عن عطاء، تفرد به أبو بكر بن عياش عنه، وتفرد به سعيد بن عثمان الخزاز، عن أبي بكر. ورواه يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن مجاهد، ورواه ليث، عن مجاهد، وتفرد به جرير بن حازم عنه، وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وهو غريب من حديثه عنه، وتفرد به بشير بن زياد، عنه» .
(2) في "مشيخته" (80) ، ومن طريقه أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (295/أ- ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/344) ، والبيهقي في "الشعب" (8577) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/71) .
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من مصادر التخريج، ومنها "مشيخة ابن طهمان" راوي هذا الطريق.
(4) قوله: «بجلالي» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، غير (ك) فإن فيها: «ظلِّي» ، وهي منسوخة من (ت) التي وافقت بقية النسخ، وما جاء = = في (ك) هو الجادَّة، وهو الذي في مصادر التخريج، ولكن ما وقع في النسخ صحيحٌ من جهة العربية، ويُضبطُ بتشديد اللام مكسورةً ومفتوحة، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (2100) .
(5/179)
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (1) ، عَنْ أَبِي طُوَالة (2) ، عَنْ أَبِي الحُبَاب سَعِيدِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) .
1902- وسمعتُ (4) أَبِي قَالَ: كَانَ بِطَرَسُوسَ شيخٌ يُقَالُ لَهُ: محمدُ بنُ يَزِيدَ الأسلميُّ (5) ، وَكَانَ قَدْ كتَبَ حَدِيثًا كَثيرًا جِدًّا، ثُمَّ خَلَّطَ بعدُ؛ فرأيتُ يَوْمًا (6) فِي كُتبه: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، عن
_________
(1) في "الموطأ" (2/952) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (2/237، 535 رقم 7231، 10910) ، ومسلم في "صحيحه" (2566) .
(2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (1482) : «يرويه مالك بن أنس، واختلف عنه؛ فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، ولم يتابع عليه. وخالفه أصحاب "الموطأ"؛ فرووه عن مالك، عن أبي طُوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة. وذكره إبراهيم الحربي في كتاب "الأدب" عن مصعب الزبيري، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، والذي قبله أصوب» . وقال في الموضع السابق من "الأفراد": «تفرد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عن سعيد، وتفرد به حفص بن عبد الله عنه» .
وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «تفرد به إبراهيم، عن مالك، عن سعيد. ورواه عامة أصحابه على مَا فِي "الْمُوَطَّأِ": مَالِكٌ، عَنْ أَبِي طُوالة، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بهذا الإسناد، والمحفوظ عن مالك، عن عبد الله ابن عبد الرحمن أبي طوالة» .
(4) نقل ابن أبي حاتم هذا النص في "الجرح والتعديل" (8/129) عن أبيه.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «الأسلي» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، ومثله في "الجرح والتعديل" (8/129) ، وهو الصواب.
(6) قوله: «فرأيت يومًا» في (ك) : «يومًا فرأيت» .
(5/180)
أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيع، عَنْ مسلمٍ البَطِينِ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ.
قَالَ أَبِي: فأوقفتُه عنه، فقلتُ له: ليس هَذَا من حَدِيث ابْن نُمَير، وابنُ نُمَير لم يَسْمَع من إِسْمَاعِيل بْن سُمَيعٍ شيءً (2) ! فبقي الرجلُ (3) . وقلتُ له: هَذَا مِنْ حديثِ حَفْص بْن غِيَاث (4) .
فقلتُ لأَبِي: ما توهَّمْتَ؟
قَالَ: ظننتُ أنَّ إنسانا ذاكره، فسرقَهُ منه وكتَبَهُ، أسألُ اللهَ السلامة!
1903- وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ شُعبة (5) ،
عَنْ أبي سُفيان
_________
(1) في (ت) : «البطيني» . وهو: مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، كما في الموضع المذكور من "الجرح والتعديل". انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) أي: بقي ساكتًا مُفْحَمًا، أو بقي ساكتًا مبهوتًا منقطعًا. انظر "لمحات من تاريخ السنة" للشيخ عبد الفتاح أبي غدة (ص 141) .
(4) روايته أخرجها مسلم في صحيحه (2986) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حدثني أبي، عن إسماعيل بن سميع، به» .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص240) . وأخرجه الطبراني في "الصغير" (32) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (4) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (645) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (865) من طريق عبد الله بن رجاء المكي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به مرفوعًا.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (284) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (40) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/352) ، وفي "تاريخ أصبهان" (2/243) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/416 رقم 105) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/220) ، وفي "الموضح" (2/115) من طريق عبد الله بن أبي رومان، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عن نافع، به مرفوعًا أيضًا. قال أبو نعيم: «غريب من حديث مالك، تفرد به ابن أبي رومان، عن ابن وهب» . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/387) من طريق محمد بن عبد بن عامر، عن قتيبة، = = عن مالك، عن نافع، به مرفوعًا. وعن الخطيب نقله الرافعي في "التدوين" (ص310) .
قال الخطيب: «وهذا الحديث باطل عن قتيبة، عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبى رومان الإسكندراني، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان، وكان ضعيفًا، والصواب: عن مالك من قوله، قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي رومان، فرواه كما ذكرنا» . اهـ.
(5/181)
طَلْحَة بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ.
فَقَالَ أَبِي: لا نَعْلَمُ (1) رَوَى شُعبة عَنْ أَبِي سُفْيَانَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وتعجَّبنا من لُقِيِّهِ (2) إياه كيف لَقِيَهُ (3) ؟! لأنَّ طَلْحة بن نافع (4) كبيرٌ، وشُعبةُ يَحْمِلُ (5) عليه؛ يَقُولُ: ما يحدِّث عَنْ جابرٍ، لم يسمع منه؛ إنما هو مِنْ (6) صحيفةِ سليمانَ اليَشْكُريِّ (7) .
1904 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (8) ،
عن
_________
(1) في (ك) : «يعلم» .
(2) في (ت) و (ك) : «لقيته» .
(3) يعني: كيف لقي شعبةُ أبا سفيان طلحةَ بنَ نافع.
(4) المثبت من (أ) ، وفي بقية النسخ: «رافع» .
(5) في (ك) : «تحمل» .
(6) في (ش) : «في» .
(7) هو: ابن قيس.
(8) هو: ابن سعيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (10278) من طريق المعتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (1/301 رقم 885) ، وفي "الدعاء" (1831) من طريق عفان بن مسلم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، به، غير أنه وقع عندهما: «بردة» بدل «برزة» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29439) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/260- 261 و5/410- 411 رقم 18293 و23488) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1127) ، والطبراني في "الكبير" (1/302 رقم 887) ، وفي "الدعاء" (1830) من طريق يونس بن عبيد، والإمام أحمد (4/261 رقم 18294) ، والطبراني في "الكبير" (1/301- 302 رقم 886) ، وفي "الدعاء" (1832) من طريق أيوب السختياني، والمروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1136) من طريق جرير بن حازم، ثلاثتهم (يونس وأيوب وجرير) عن حميد بن هلال، به، وفيه عندهم أيضًا: «بردة» بدل «برزة» .
(5/182)
سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرة، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزة (1) ، عَنْ رجلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يُعْجِبني تواضعُهُ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وأَسْتَغْفِرُهُ (2) في اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ؟
قَالَ أَبِي: يقال: إنَّ هَذَا الرجلَ هو الأغرُّ المزنيُّ (3) ، وله صحبةٌ.
1905- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (4) ،
عَنْ أَبِي
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «عن أبي برزة» بالزاي، وفي جميع مصادر التخريج المتقدمة: «عن أبي بردة» بالدال، وهو ابن أبي موسى الأشعري.
(2) زاد بعده في (ف) : «أتوب إلى الله وأستغفره» .
(3) أخرج حديثه الإمام أحمد في "المسند" (4/211 و260 رقم 17847 و17850 و18292) ، ومسلم في "صحيحه" (2702) من طريق عمرو بن مرة، والإمام أحمد (4/211 و260 رقم 17848 و17849 و18291) ، ومسلم (2702) من طريق ثابت بن أسلم، كلاهما عن أبي بردة، عن الأغر المزني، به.
(4) في (ك) : «رواه أبو شعبة» .
ورواية شعبة هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (221) ، وفي "غريب الحديث" (3/416) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/439 رقم 4181) ، والشاشي في "مسنده" (815) من طريق الحجاج بن محمد، عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رجل من طيئ أحسبه قال: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وفي بعض الطرق لم يذكر: أحسبه عن أبيه، وجعله عن رجل من طيئ عن ابن مسعود.
وأخرجه الشاشي (814) من طريق بشر بن عمر الزهري، عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رجل من طيئ، عن ابن مسعود، به. ثم قال: «قال شعبة: قال أبو حمزة: سمعت الطائي يحدث بهذا عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) » .
وأخرجه أحمد (1/439 رقم 4184) من طريق محمد ابن جعفر، والبغوي في "الجعديات" (1420) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت رجلاً من طيئ يقال له: ابن الأخرم، يحدث عن ابن مسعود.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (379) عن شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9905) .
= ... وأخرجه أحمد (1/439 رقم 4185) من طريق محمد ابن جعفر، عن شعبة، عن أبي جمرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وأخرجه الطيالسي (378) ، والشاشي (812 و813) من طريق النضر بن شميل وعمرو بن مرزوق، والحاكم في "المستدرك" (4/322) من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، جميعهم (الطيالسي، والنضر، وعمرو، والعقدي) عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ ابن عطية، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) : «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا» .
وجاء عند الحاكم: عن شمر، عن الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (505) ، ويحيى بن آدم في "الخراج" (254) ، والطيالسي (377) ، والشاشي (811) من طريق قيس بن الربيع، والحميدي في "مسنده" (122) ، وأحمد (1/377 رقم 3579) ، وفي "الزهد" (ص37) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34368) ، وأحمد (1/426 رقم 4048) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5200) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأحمد (1/443 رقم 4234) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/54) ، والترمذي في "جامعه" (2328) ، والشاشي (817 و818) من طريق الثوري، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عن الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ الطائي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بلفظ حديث شعبة، عن الأعمش.
(5/183)
التَّيَّاح (1) ، عن رجلٍ من طيِّئٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قال: نَهى
_________
(1) هو: يزيد بن حميد.
(5/184)
رسولُ الله (ص) عَنِ التَّبَقُّرِ (1) فِي الأَهْلِ والمالِ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ هُوَ المُغِيرَةُ بنُ سعد ابن الأخْرَم (3) .
1906- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الأَعْسَم (4) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رُسْتُم؛ قَالَ: حدَّثنا أبو حَفْص الأَبْزِيُّ (5) ، عن إسماعيل
_________
(1) في (ك) : «التنفر» . والتبقر في الأهل والمال: الكثرة والسعة. "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/416) ، و"النهاية" (1/144) .
(2) وجاء بعده في "مسند أحمد" (1/439 رقم 4181) : «فقال أبو جمرة [بالجيم والراء، وفي "تعجيل المنفعة": أبو حمزة؛ بالحاء والزاي] وكان جالسًا عنده: نعم حدثني أخرم الطائي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) » .
(3) في (ك) : «الأحزم» .
قال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/442) : «وقد روى المتن غير شعبة فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد أيضًا والترمذي من رواية الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عَطِيَّةَ، عن المغيرة بن سعد بن الأخزم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا» ، وعلى هذا فابن الأخزم في رواية شعبة هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأخزم، نسب إلى جده، وأبوه على هذا: هو سعد بن الأخزم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى وهو الأخزم» . كذا وقع في جميع نسخ "التعجيل": «الأخزم» بالزاي، وبين المحقق أن الصواب: «الأخرم» بالراء كما في "الإكمال" لابن ماكولا (1/38) .
(4) روايته أخرجها الرافعي في "التدوين" (2/445) .
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/430 رقم 510) من طريق محمد بن الحجاج بن عيسى، عن إبراهيم بن رستم، به.
(5) الحديث ذكره العراقي في "ذيل الميزان" (ص198) في ترجمة: «حفص الأبزي» . ونقل عن العقيلي قوله: «حفص كوفي، حديثه غير محفوظ» . ثم قال: «وقد رويناه من طريق الحاكم وأبي نعيم فقالا فيه: عن أبي حفص العبدي، ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" عن عمر أبي حفص العبدي، عن إسماعيل بن سميع. وعمر بن حفص العبدي مذكور في "الميزان"» اهـ.
(5/185)
بْنِ سُمَيع، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : العُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى عِبَادِ اللهِ مَا لَمْ (1) يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ، وَيَدْخُلُوا (2) فِي الدُّنْيَا. فَإِذَا خَالَطُوا السُّلْطَانَ (3) ، وَدَخَلُوا فِي الدُّنْيَا؛ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُلَ؛ فَاحْذَرُوهُمْ وَاجْتَنِبُوهُمْ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) ؛ يُشْبِهُ أن يكون فِي الإسناد رجلٌ لم يُسَمَّ، وأُسْقِطَ ذلك الرجلُ.
1907 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن عاصم (6) ،
عن
_________
(1) قوله: «لم» سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ت) و (ف) : «ودخلوا» .
(3) قوله: «وَيَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا خَالَطُوا السلطان» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وقد رواه محمد ابن معاوية النيسابوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إسماعيل بن سُميع، وهذا حديث لا يصح عن = = رسول الله (ص) » . وانظر "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص289) مع التعليق عليه.
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2428) ، وفيها: «قد زاد في الإسناد جندبً، وليس بمحفوظ؛ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة عَنْ حَمَّاد، وليس فيه جندب» .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/405 رقم23444) ، والترمذي في "جامعه" (2254) ، وابن ماجه في "سننه" (4016) ، والبزار في "مسنده" (2790) ، والبيهقي في "الشعب" (10331) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/54) من طريق عمر بن موسى الحادي، و (6/305) من طريق محمد ابن عبد السلام، عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة، به.
وأخرجه معمر في "جامعه" (20721) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1411) من طريق المعلى بن زياد، والبيهقي في "الشعب" (10330) من طريق يونس بن عبيد، ثلاثتهم (معمر والمعلى ويونس) عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً.
(5/186)
حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ (1) ، عَنْ حُذَيْفَة؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَن يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
1908 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (5)
- خَتَنُ (6) سَلَمة (7) - قال: أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله
_________
(1) هو: ابن عبد الله البجليُّ.
(2) تَعَرَّضَ الشيءَ وتعرَّضَ له: تصدى له وطلبه. يتعدى بنفسه وبالحرف. انظر "المصباح" (2/404) ، وفي مصادر التخريج: «يتعرَّض من البلاء لما لا يطيق» .
(3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بن سلمة، ولا نعلم رواه عن حماد أوثق من عمرو بن عاصم وبه يعرف» .
وبيَّن ابن عدي في الموضع السابق أن عمر بن موسى ومحمد بن عبد السلام سرقاه، وأن الحديث يعرف بعمرو بن عاصم.
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (2800) .
(5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (41) ، والطبراني في "الأوسط" (2/95- 96 رقم 1367) ، والدارقطني في "الأفراد" (177/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/218 رقم 306) .
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/287) . ووقع في المطبوع من "الحلية" سقط وتحريف.
(6) في (ش) : «حين» . وتقدم تفسير «الختَن» في المسألة رقم (1791) .
(7) هو: سلمة بن الفضل الأبرش.
(5/187)
ابن (1) عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه سَالِمٍ، عَنْ أبيه عبد الله بْنِ عُمَرَ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : مُرُوا بِالمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونَ (3) اللهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ، وَمِنْ قَبْلِ أَنْ (4) تَسْتَغْفِرُوا فَلاَ يُغْفَرَ لَكُمْ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، لاَ يُقَرِّبُ أَجَلاً، وَلاَ يُبَاعِدُ رِزْقًا،، وَإِنَّ (5) الأَحْبَارَ مِنَ اليَهُودِ، وَالرُّهْبَانَ مِنَ النَّصَارَى، لَمَّا تَرَكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْفَعْهُمْ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) ضبب عليها في (ت) ، وفي (ك) زاد قبلها: «بن عبد العزيز» ، وضبب على «عبد العزيز» .
(2) في (ف) : «عمر بن الخطاب» .
(3) كذا في جميع النسخ بإثبات نون المضارع مع «أنْ» ، والجادَّةُ: «أنْ تَدْعوا» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على أنه أُهْمِلَت «أنْ» ؛ فلم يُنصب المضارع بعدها؛ كما تهمل «ما» المصدريَّة؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (88) .
وستأتي «أن» في هذا الحديث مستعملة ناصبة للمضارع في قوله: «أن تستغفروا» ، وفي هذا اجتماع لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وهو جائز في العربية؛ وقد عقَدَ له ابنُ جِنِّيْ بابًا في كتابه "الخصائص" (1/370- 374) ، وانظر المسألة رقم (241) .
هذا؛ والفاءُ في قوله: «فَلاَ يُسْتَجَابُ» و «فَلاَ يُغْفَرَ» عاطفةٌ لا سببيَّة.
(4) من قوله: «تدعون الله ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) في (ت) و (ك) : «إن» بلا واو.
(6) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العمري العابد إلا إسحاقُ بن إبراهيم، تفرد به ابن دنوقا» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث سالم عن أبيه، تفرد به عبد العزيز بن عبد الله العمري عنه، ولم يروه عنه غير ابنه عبد الله بن عبد العزيز العابد وهو عزيز الحديث، تفرد به إسحاق ابن إبراهيم الرازي عنه» .
(5/188)
1909 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن أَبِي قيس (2) ، عَن أَبِي سُفْيَانَ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهان (4) ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : وَجَدتُّ الحَسَنَةَ نُورًا فِي القَلْبِ، وَزَيْنًا فِي الوَجْهِ، وَقُوَّةً فِي العَمَلِ،، وَوَجَدتُّ الخَطِيئَةَ سَوَادًا (5) فِي القَلْبِ، وَزُهْدًا فِي العَمَلِ، وَشَيْنًا فِي الوَجْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَر، وَأَبُو (6) سُفْيَان مجهولٌ (7) .
1910 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن عبد العزيز بن عُبَيدالله (9) النَّرْمَقِي الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاء (10) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: تَجَشَّأَ رجلٌ عند النبيِّ (ص) فَقَالَ: كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ (11) ؛ فَإِنَّ أَطْوَلَكُمْ
_________
(1) نقل قول أبي حاتم الذهبيُّ في "الميزان" (4/532) .
(2) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (2/160- 161) .
(3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبدربه.
(4) في (ك) : «تيهان» .
(5) في (ك) : «سواد» .
(6) في (ك) : «وأبي» .
(7) قال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث الحسن عن أنس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَأَبُو سفيان اسمه: عبدربه» .
(8) انظر المسألة رقم (1861) .
(9) هكذا جاء في جميع النسخ: «يحيى بن عبد العزيز بن عبيد الله» ، وصوابه: أبو يحيى عبد العزيز بن عبد الله. كما في "الجرح والتعديل" (5/386- 387) ، و"تهذيب الكمال" (18/163) . وهكذا جاء في مصادر التخريج. ورواية عبد العزيز بن عبد الله هذه أخرجها الترمذي في "جامعه" (2478) ، وابن ماجه في "سننه" (3350) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (351) ، والطبراني في "الأوسط" (4/249 رقم 4109) .
(10) في (ف) : «يحيى النرمقي البكاء» .
(11) قال في "المصباح المنير" (ص 57- جشأ) : «تجشَّأَ الإنسانُ تَجَشُّؤًا، والاسم: الجُشَاء، وزان غُرَاب، وهو: صَوْتٌ مع رِيحٍ يحصُلُ من الفمِ عند حصولِ الشِّبَعِ» .
(5/189)
جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُكُمْ شِبَعًا فِي دَارِ (1) الدُّنْيَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
1911 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زهير عبد الرحمن بْنِ مَغْرَاءَ (3) ، عَنْ أَبِي رجاءٍ مُحْرِزٍ الجَزَرِي، عَنْ فُرَات بْنِ سَلْمان، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنَ عُمَرَ: أَنَّهُ مرَّ بأهلِ بيتٍ نُزُولٍ عَلَى ظَهْرِ الطريقِ، فقال: مَنْ أنزلكُمْ ها هنا؟ قَالُوا: تَعَرَّضْنا لِنُرْزَقَ (4) ؛ أَصَابَتْنَا السَّنَةُ (5) ، قال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقولُ: مَا مِنْ (6) أَهْلِ بَيْتٍ يَصْبِرُونَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ عَلَى حَاجَةٍ إِلاَّ أَتَاهُمُ اللهُ بِرِزْقٍ، قَالَ: فارتَحَلُوا مِنْ مكانِهم؟
_________
(1) في (ك) : «ذكر» .
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/387) في ترجمة عبد العزيز بن عبد الله: «سألت أبي عنه؟ فقال: رازي منكر الحديث، روى عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) ، ثلاثة أحاديث أو أربعة منكرة» .
وقال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب من هذا الوجه» .
وقال الطبراني في الموضع السابق: «لا يروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العزيز النرمقي» .
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5708) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/158) ، والبيهقي في "الشعب" (9580) ، من طريق عبدة بن سليمان، عن أبي رجاء الجزري، به.
(4) في (ف) : «للرزق» .
(5) السَّنَة، أي: الجَدْب. "المصباح المنير" (ص152-سنه) .
(6) في (ت) : «ما نر» ، وفي (ك) : «ما بر» .
(5/190)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
1912 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثابتٍ البُنَاني؛ قَالَ: لمَّا مَرِضَ سلمانُ الفارسيُّ بلَغَ سعدَ بنَ أَبِي وقَّاص وَهُوَ أميرُ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يعودُهُ؛ قَالَ: فقَدِمَ فدخَلَ عَلَيْهِ، فَوَافَقَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، وسلمانُ يَبْكِي؛ قَالَ: فسلَّم عَلَيْهِ وجلَسَ، فَقَالَ: مَا يُبكِيكَ يَا أَخِي؟ أَلاَ تَذْكُرُ صحبةَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟! أَلا تذكُرُ المَشَاهِدَ الصالحةَ؟! فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّهُ - وَاللَّهِ - يَا سَعْدُ! ما يُبْكِيني واحدةٌ من ثِنْتينِ؛ مَا أَبْكِي ضَنًّا بِالدُّنْيَا، وَلا كَرَاهِيَةً لِلِّقَاءِ اللَّهِ. فَقَالَ سَعْدٌ: فَمَا يُبكيك بَعْدَ ثَمَانِينَ (3) ؟ فَقَالَ: يُبكِيني أنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إليَّ عَهدًا؛ قَالَ سَعْدٌ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: عَهِد إِلَيْنَا لِيَكُنْ بَلاَغُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، وإنَّا قَدْ خَشِينَا أنَّا قَدْ تعدَّينا ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: يَقُولُ سِنَانٌ (4) فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عن جعفر، عن ثابت،
_________
(1) قال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة أبي رجاء الجزري: «شيخ يروي عن فرات بن السائب وأهل الجزيرة المناكير الكثير التي لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لغلبة المناكير على أخباره» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «إسناده ضعيف، وروي من وجه آخر ضعيف» .
(2) نقل هذا النص الذهبي في "السير" (1/556) .
(3) علَّق الذهبي، في الموضع السابق، على هذا بقوله: «وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين، وقد ذكرت في "تاريخي" الكبير أنه عاش مائتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أُصححه» .
(4) لم نقف على روايته. ولكن أخرجه ابن ماجه في "سننه" (4104) ، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (275) ، والطبراني في "الكبير" (6/227 رقم 6069) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/197) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/450 و451) من طريق عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثابت، عن أنس، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/258 رقم 430) من طريق حميد الطويل، عن أنس، به.
(5/191)
أَحسَبُهُ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (1) ،، وخلَّط فِيهِ، وَهَذَا أَشْبَهُ مُرسَلً (2) .
1913 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة (4) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب؛ قال: حدّثن
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن مل النهدي.
(2) كذا في جميع النسخ، وهو حال منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) انظر المسألة رقم (1835) .
(4) هو: ابن الفضل. وروايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (6/377 رقم 6981) ، والحاكم في "المستدرك" (4/244) ، جاء عند ابن جرير: ابن العاص، وجاء عند الحاكم: عمرو بن العاص.
وأخرجه الحاكم (2/373) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/174) ، من طريق يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن سعيد بن المسيب، حدثني عمرو بن العاص.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/643 رقم 3464) من طريق عباد بن العوام، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ العاص، لا يدري عبد الله أو عمرو.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/173- 174) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العاص.
(5) هو: محمد.
(5/192)
ي ابن العاص - يعني (1) : عبد الله بْنَ عَمْرٍو - أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: كُلُّ بَنِي آدَمَ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ ذَنْبٌ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، ثم دلَّى رسولُ الله (ص) يدَه إِلَى الأرضِ فَأَخَذَ عُودًا صَغِيرًا، ثُمَّ قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهُ (2) لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا لِلرِّجَالِ إِلاَّ مِثْلُ َ هَذَا العُودِ؛ وَبِذَلِكَ سَمَّاهُ سَيِّدًا وَحَصُورًا (3) ؟
قَالَ أَبِي: لا يرفعون هَذَا الحديثَ (4) .
1914 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عيسى (5) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ينعي» .
(2) قوله: «أنه» سقط من (أ) و (ش) .
(3) في (أ) و (ش) : «سيد وحصور» ، وفي (ف) : «سيدًا وحصور» ، والمثبت من (ت) و (ك) . وكلُّ ذلك صحيح: فما ورد بألف تنوين النصب: على لغة الجمهور. وما حذفت منه الألف: جاء على لغة = = ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والحَصْر: هو الحَبْس والمنع، والحصور: هو الذي لا يأتي النساء، سُمِّي به؛ لأنه حبس عن الجماع ومُنع. "غريب الحديث" للخطابي (1/698) و"النهاية" (1/395) .
(4) أخرجه موقوفًا ابن جرير في "تفسيره" (6/378 رقم 6983) من طريق شُعْبَةَ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ابن العاص: إما عبد الله وإما أبوه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/643 رقم 3465) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص.
وأخرجه ابن جرير (6/378 رقم6982) من طريق أنس ابن عياض، وأيضًا (6984) من طريق عبد الملك، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، من قوله.
(5) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/302) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/493) ، والبزار في "مسنده" (3694/كشف الأستار) من طريق معن ابن عِيسَي، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10030) من طريق يحيى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيب، مرسلاً.
(5/193)
مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كانتِ القَصْوَاءُ ناقةُ رسولِ الله (ص) لا تُدْفَعُ فِي سباقٍ إِلا سَبَقَتْ.
وَرَوَاهُ يونسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ - وَلَمْ يُجاوِزْ بِهِ (1) - أنَّ القصواءَ ناقةَ رسول اللهِ (ص) لا تُدْفَعُ فِي سباقٍ إِلا سَبَقَتْ (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عن (3) الزُّهريِّ عن سعيدٍ فقطْ (4) .
_________
(1) أي: لم يجاوز به سعيدَ بن المسيب بذكر أبي هريرة.
(2) من قوله: «ورواه يونس بن يزيد ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) قوله: «عن» من (أ) فقط.
(4) قال الدارقطني في "العلل" (9/173) : «يرويه مالك، عن الزهري واختلف عنه؛ فرواه مَعْنُ بْنُ عِيسَي، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وكذلك روي عن النضر بن طاهر، عن مالك. ورواه محمد بن الحسن، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد، مرسلاً. وكذلك رواه أصحاب "الموطأ" عن مالك. وكذلك رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ ومالك. وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً، والمرسل أصح» .
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رفعه إلا مالك، ولا عنه إلا معن، قال معن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يومًا نشيطًا فحدثنا به عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة» !.
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2872 و6501) من طريق حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كان للنبي (ص) ناقة تسمى العضباء، لا تسبق ... فذكره.
(5/194)
1915 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامٌ الرازيُّ (1) ، عَنِ الحارثِ بْنِ عُبَيدة الحِمْصي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَاية (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ: رسولُ اللَّهِ (ص) : الشُّهَدَاءُ عِنْدَ اللهِ: المُقْسِطُونَ، وَأَفْضَلُ الهِجْرَةِ: مَنْ هَجَرَ (3) مَا حَرَّمَ اللهُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتَادَةُ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن أبي
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2615 و2616) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (22) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، به.
(2) هو: إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية؛ بالحاء المكسورة، والياء المعجمة باثنتين من تحتها. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/531) .
(3) أي: وأفضلُ الهِجْرة: هجرةُ مَنْ هَجَرَ مَا حرَّم اللَّهُ. حُذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. انظر التعليق على المسألة رقم (2) .
(4) هذا جزء من حديث طويل، أخرجه بطوله البزار كما سيأتي.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها البزار في "مسنده" (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (1/76 و4/513) من طريق همام بن يحيى، والدارقطني في "الأفراد" (205/أ/أطراف الغرائب) من طريق منصور ابن زاذان، كلاهما عن قتادة، به.
= ... وأخرجه معمر في "جامعه" (20852) من طريق مطر ابن طهمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/162- 163 رقم 6514) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1610) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (701 و719) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (286) ، والحاكم في "المستدرك" (1/75- 76) من طريق الحسين بن ذكوان المعلم، كلاهما عن عبد الله بن بريدة، به.
ومن طريق معمر السابق أخرجه أحمد (2/199 رقم 6872) ، وابن أبي عاصم (700 و718) .
(5/195)
سَبْرَةَ [الهُذَلِيِّ] (1) ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن النبيِّ (ص) (2) .
1916- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ زيادٌ البَكَّائي (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (5) ، عَنْ أَبِي جُحَيفة، قَالَ: إنَّ المَعْصِيَةَ فِي الحَسَدِ؛ إنَّ الشيطانَ حسَدَ آدمَ أَنْ يسجدَ لَهُ فعصَى ربَّهُ.
قَالَ أَبِي (6) : يقال: مَنْصور، عَنْ أَبِي جمعة (7) .
1917 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سليمانُ بنُ حسَّان الشاميُّ (8) ، عَنْ شَريك (9) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عطاء، عن أبيه، عن عبد الله
_________
(1) قوله: «الهذلي» تصحَّف في جميع النسخ إلى: «المولى» وجاء على الصواب في مصادر التخريج التي نسبته؛ كـ"السنة" لابن أبي عاصم، و"مسند البزار" و"مستدرك الحاكم"، وانظر"الجرح والتعديل" (4/182) .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة» .
(3) هو: ابن عبد الله. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (71 و85) من طريق شيبان ابن عبد الرحمن وعبيدة بن حميد، كلاهما عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مجاهد، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، به.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) هو: ابن جبر المكي.
(6) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(7) هو: حبيب بن سباع، وقيل فيه غير ذلك، ولم نقف على روايته.
(8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (597) عن شريك، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/348) .
وأخرجه ابن المبارك (598) ، والحاكم في "المستدرك" (4/315) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (346) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/197 رقم 6855) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (144) .
(9) هو: ابن عبد الله القاضي النخعي.
(5/196)
بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ (1) الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ. إِنَّمَا مَثَلُ المُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ فِي سِجْنٍ فَأُخْرِجَ مِنْهُ، فَجَعَلَ يَتَقَلَّبُ فِي الدُّنْيَا، وَيَتَفَسَّحُ فِيهِ (2) ؟
قَالَ أَبِي (3) : الناس لا يرفعون هَذَا الحديثَ (4) ، والموقوفُ عندنا أَشبهُ (5) .
_________
(1) قوله: «إن» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يتقلب في الأرض ويتفسح فيها» ، وقوله: «فيها» هو الجادَّة، والضمير يعود إلى الدنيا أو الأرض، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ وفيه وجهان:
أحدهما: أن يضبط: «فِيهِ» ويكون قد ذكَّر الضمير حملاً لـ «الدنيا» على معنى «النعيم» ؛ فكأنه قال: «فجعل يتقلب في النعيم ويتفسح فيه» ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) .
والثاني: أن يضبط: «فِيَهْ» ويكون على لغة طيئٍ ولخم؛ بحذف الألف من ضمير المفردة الغائبة المتصل «ها» ، ونقل حركة الهاء على الحرف قبلها. انظر التعليق على المسألة رقم (235) .
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(4) يعني من حديث ابن عمرو، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34711) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/432) من طريق شعبة، عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن قمطة، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (2/492) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/323 و389 و485 رقم 8289 و9055 و10288) ، ومسلم في "صحيحه" (2956) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله (ص) : «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» .
(5) قوله: «أشبه» سقط من (ش) .
(5/197)
1918 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ ثَوْر (2) ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عبد الكريم الجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيدة بْنِ عبد الله، عَنِ ابنِ مسعودٍ؛ قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؛ التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ (3) ؛ إنما هو: عبدُالكريمِ، عن زياد بن
_________
(1) انظر ما سبق في المسائل (1797) و (1816) و (1841) و (1889) .
(2) هو: محمد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه نعيم ابن حماد في "رد زوائده على الزهد" (168) عن ابن المبارك، عن معمر، به.
وجاء في المطبوع فراغٌ بين عبد الكريم وابن مسعود، استدركناه من "الموضح" للخطيب (1/258) فقد أخرجه من طريق نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ المبارك.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4250) ، والطبراني في "الكبير" (10/150 رقم 10281) ، والدارقطني في "العلل" (5/297) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (674) ، والبيهقي في "السنن" (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/258) من طريق وهيب ابن خالد، عن معمر، به مرفوعًا.
وأخرجه البيهقي أيضًا (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/257) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله أنه قال: الندم توبة.
قال البيهقي: «كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعًا موقوفًا» .
وأخرجه ابن المبارك أيضًا (169) عن معمر، عن عبد الكريم، عن أبي هاشم، عن عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود قوله.
(3) قال البيهقي في الموضع السابق: «كذا قال، وهو وهم، والحديث عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود ح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (895) : «يرويه عبد الكريم الجزري، واختلف عنه فرواه وهيب بن خالد، عن معمر، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مرفوعًا، قاله محمد بن عبد الله الرقاشي، عن وهيب، وغيره لا يرفعه. - ثم قال - وعند عبد الكريم فيه إسناد آخر عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود مرفوعًا. وهو أصح من حديث أبي عبيدة، قاله ابن عيينة والثوري وغيرهما عن عبد الكريم. قيل فقد روى حبان، عن ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ عبد الكريم، عن أبي هاشم، عن عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود قوله: «الندم توبة» . فقال: موقوف نعم» .
وقال أيضًا (5/192- 193) : «وروى هذا الحديث معمر بن راشد، عن عبد الكريم الجزري بإسناد آخر حدث به وهيب، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي (ص) ، ولم يتابع على هذا القول عبد الكريم» .
(5/198)
الجَرَّاح، عَنِ ابنِ مَعْقِل؛ قَالَ (1) : دخلتُ مَعَ أَبِي عَلَى ابنِ مَسْعُود.
1919 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب (3) ،
عَنْ
_________
(1) تقدم تخريج رواية عبد الكريم في المسألة رقم (1797) .
(2) نقل قول أبي حاتم الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/207) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه؛ ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (13/178) والبيهقي في "الشعب" (7958) من طريق زيد ابن الحباب، عن الربيع بن سُليم، عن أبي عمرو مولى أنس بن مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4338) .
وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (2/444 رقم 266) من طريق شيبان بن فروخ، عن الربيع ابن سَلْم، عن أبي عمرو مولى أنس، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (10) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (13/183) -، وابن شاهين في "الترغيب" (393) من طريق عيسى بن شعيب الضرير، عن الربيع بن سليمان، عن أبي عمرو، عن أنس، به.
كذا جاء عند ابن شاهين، وجاء عند ابن أبي عاصم: عن أبي عمرو مولى أنس بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) . وجاء عند أبي يعلى: عن أبي عمرو بن أنس بن مالك، عن أبيه.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2376) ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" (2751) .
وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1082 و1353) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (329) من طريق عمرو بن عاصم، عن الربيع بن مسلم، عن أبي عمرو مولى أنس، عن أنس، به. ولم يذكر الدولابي في = = الموضع الثاني أنس بن مالك.
وأخرجه ابن أبي عاصم (47) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (13/184) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/111) من طريق خالد بن بُرْد العجلي، عن أبيه، عن أنس.
(5/199)
سليمان ابن (1) الربيع، عن (2) مَوْلَى أنسٍ (3) ، عَنْ أنسِ (4) بنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
1920 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابنُ حَرْب (6) ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثير (7) مِنْ آلِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: حدَّثني جَدِّي يَحْيَى ابن كَثِير، عن عبد الرحمن بْنِ نَجْدَة الحِمْصي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وكانت هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليها وصوبت في الهامش «ابن» وفوقها «صح» .
(2) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) .
(3) في (ف) : «لأنس» ، وكذا في "الميزان".
(4) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) .
(5) قال ابن كثير في "تفسيره" (2/100) : «هذا حديث غريب، وفي إسناده نظر» .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/337 رقم 798) ، وفي "الأوسط" (7/303 رقم 7564) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2588 رقم 6236) .
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/121) من طريق عبد الله بن النعمان الوراق، عن الحسن بن كثير، عن عبد الرحمن بن نجدة الحمصي، به. وسقط من إسناده يحيى بن كثير.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/384 رقم 3638) ، والبخاري في "صحيحه" (6094) ، ومسلم (2607) من طريق أبي وائل شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، عن النبي (ص) قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة» .
(7) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/34) ونقل عن أبيه قوله فيه: «مجهول» .
(5/200)
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (1) قَالَ: سَمِعْتُ مازنَ بْنَ الغَضُوبة (2) يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله (ص) يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، مَا نَعْلَمُ رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا (3) ، ومازنٌ لا أعرفُهُ (4) .
1921 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب، عن عبد الله بْنِ عيَّاش، عَنْ (5) عِيسَى بْنِ عبد الرحمن بْنِ فَرْوة الزُّرَقِي، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (6) : مَنْ لاَنَ لِحَقِّي، وَتَوَاضَعَ لِي، وَلَمْ يَتَكَبَّرْ فِي أَرْضِي؛ رَفَعْتُهُ
_________
(1) هو: صالح بن المتوكِّل، وقيل: يسار، وقيل غير ذلك.
(2) في النسخ: «العضوبة» بالعين المهملة إلا أنه في (ش) أهمل حروفها جميعًا. وانظر "الإصابة" (9/29) ، ومصادر التخريج.
(3) رواه الطبراني في "الأوسط" (7564) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا عبد الرحمن بن نجدة، تفرد به علي بن حرب» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (9/30) : «أخرجه ابن السكن ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في "نوادر الأخبار" وابن منده وأبو نعيم، من طريق الحسن بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبيه: سمعت مازن ابن الْغَضُوبَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إلى الجنة» . قال ابن منده: غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد» اهـ. كذا وقع فيه، وفيه سقط في الإسناد يستدرك مما هنا.
(4) ذكره ابن حجر في "الإصابة" (9/29) في القسم الأول من كتابه، وقال: ذكره ابن السكن وغيره في الصحابة. وقال ابن حبان: يقال: إن له صحبة. وذكر حديثًا يؤيد ذلك.
(5) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) .
(6) أي: عن ربه عز وجل.
(5/201)
إِلَى كَذَا وَكَذَا (1) .
وبهذا الإسناد أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (2) : مَنْ أَرَادَ هَوَانَ أَوْلِيَائِي فَقَدْ بَادَانِي (3) بِالْمُحَارَبَةِ، فِي كلامٍ ذَكَرَهُ (4) .
قَالَ أَبِي: هذه الأحاديثُ لعيسى عَنِ الزُّهريِّ بواطيلُ (5) ، ويُكْنَى عِيسَى: بأبي عَبَّاد.
1922 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (7) أَبُو سعيدٍ الوليدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمان الْبَصْرِيُّ، عَنْ حَفْص بْنِ (8) غِيَاث الْبَصْرِيِّ - وَلَيْسَ بِالْكُوفِيِّ- عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، أَنَّهُ قَالَ - وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الكُتُبَ - قَالَ: قَالَ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ ذاتَ يَوْمٍ للحواريِّين: «يا معشَرَ الحواريِّين!
_________
(1) رواه أبو نعيم عن أبي هريرة كما في "الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية" (ص68) ، وفيه: «رفعتُهُ حتى أجعله في عليِّين» .
(2) أي: عن ربه عز وجل.
(3) أي: بارزني وجاهرني، وانظر التعليق على المسألة رقم (1874) .
(4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/281) : «سئل أبي عنه؟ فقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك، لا أعلم روى عن الزهري حديثًا صحيحًا» . وأصل الحديث الثاني من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في "صحيحه" (6502) من طريق خالد ابن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ شريك بن عبد الله ابن أبي نمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة.
(6) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(7) في (ت) : «روى» .
(8) في (ك) : «عن» .
(5/202)
مَا (1) الدُّنْيَا تُرِيدُونَ، وَلا الآخرةَ تَطلُبون!» قَالُوا: يَا نبيَّ اللَّهِ! كَيْفَ لا نريدُ الدُّنْيَا وَلا نطلُبُ الآخِرَةَ؟! قَالَ: «لَوْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا لأَطَعْتُمْ ربَّ الدُّنْيَا فأعطاكُم مِنْهَا، وَلَوْ أردتُّم الآخرةَ لعبدتُّم ربَّ الآخرةِ فَأَعْطَاكُمْ مِنْهَا!» ؟
قَالَ أَبِي: حَفْص هَذَا لا أَعْرِفُهُ، مجهولٌ (2) ، ومَيْمُون لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ قَرَأَ الكتبَ (3) .
1923 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبيب بن سعيد، عن عبد الله بن رَجَاءٍ، عن عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن رسولِ الله (ص) ؛ قَالَ: الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ شُبُهَاتٌ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هكذا حدَّثنا أحمدُ مِنْ حفظه (6) ، ثم رجع أحمد ابن شبيب عنه؛ فقال: عن عبد الله بن عمر (7) ؛ وهو الصَّحيحُ.
_________
(1) في (ف) : «لا» ، بدل «ما» .
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/186) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول لا أعرفه» .
(3) هذا الحديث له إسناد آخر؛ رواه أحمد في "الزهد" (ص56) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (6/57) من طريق أبي عمران، عن أبي الجلد: أن عيسى _ج، فذكره.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1887) والكلام فيها لأبي حاتم نحو كلام أبي زرعة هنا.
(5) هو: ابن عمر العمري.
(6) في (ت) : «أحمد بن حفظة» ، وهو تصحيف ظاهر.
(7) يعني: العمري.
(5/203)
1924 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بن أبي هانئٍ إسماعيلَ (2) بنِ خليفةَ (3) قَاضِي أَصْبَهَانَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي (5) هَانِئٍ، عَنْ سفيانَ الثوريِّ (6) ، عَنْ أَبِي عُمَارة، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لَأَنْ (7) يَلْبَسَ العَبْدُ المُؤْمِنُ أَوِ المَرْأَةُ المُؤْمِنَةُ (8) أَلْوَانً مِنْ شَتَّى (9) - يعني: مُرَقَّعً (10) - خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ فِي أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1124) .
(2) في جميع النسخ: «عن إسماعيل» ، وهو خطأ؛ لأن إسماعيل بن خليفة هو والد سعيد، وكنيته «أبو هانئ» ؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/167) ، و"طبقات المحدِّثين بأصبهان" لأبي الشيخ (2/414) وكما في مصادر التخريج كما سيأتي. ثم هذا لا يتفق مع قوله بعد ذلك: «عن أبيه أبي هانئ» .
(3) قوله: «ابن خليفة» سقط من (ك) .
(4) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (1975) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/327) .
(5) في (أ) و (ش) : «ابن» .
(6) قوله: «الثوري» ليس في (ك) .
(7) في (ش) : «لا» بلا نون.
(8) قوله: «المؤمنة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(9) قوله: «ألوان من شتى» كذا وقع هنا في جميع النسخ، وكذا وقع عند الدولابي في «الكنى» ،، وجاء عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان": «من ألوانٍ شتى» ، وفي = = المسألة رقم (1124) : «من رقاع شتى» . فإن لم يكن هنا تقديم وتأخير من النساخ، فإنه يخرَّج على أنَّ «ألوان» مفعولٌ به منصوبٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة لربيعة. وقد تقدم التعليق عليها وبيان مصادرها في المسألة رقم (34) . ويقدر حينئذٍ لـ «شتى» موصوف؛ نحو: «ثياب» ؛ ويكون السياق: « ... ألوانًا من ثياب شتى» ، والله أعلم.
(10) قوله: «مرقع» في (ف) : «من رقع» . وكان حقها أن يلحق بها ألف تنوين النصب، إلا أنها تخرَّج على لغة ربيعة المتقدِّم ذكرها.
(5/204)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى (1) بنُ يَمَانٍ (2) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ أَبِي عمَّار، عَنِ أنس، عن النبيِّ (ص) ، وَأَبُو عمَّار هَذَا يُشبِهُ أَنْ يكونَ زيادَ بنَ مَيمونٍ (3) ، وزيادُ ابنُ مَيمون (4) متروكُ الْحَدِيثِ (5) .
1925 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العبَّاداني (7) ، عَنْ زيادٍ الجَصَّاص (8) ، عَنْ سَالِمٍ (9) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَجِّلُ لِلْمُؤْمِنِ (10) عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هذا الحديثَ عبدُالوهَّاب الخَفَّافُ (11) ، عن
_________
(1) قوله: «يحيى» سقط من (ك) .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (5158) وجاء عنده: «عن أبي عمارة» وانظر التعليق الآتي. وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (1124) .
(3) قال البيهقي في الموضع السابق: «قال أبو عبد الله - يعني الحاكم -: قلت لأبي علي - يعني الحسين بن علي - من أبو عمارة هذا؟ قال: طلاب بن حوشب الشيباني أخو العوام، ولم يحدث به غير يحيى بن اليمان» .
(4) قوله: «وزياد بن ميمون» سقط من (ك) .
(5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) .
(6) في (ف) : «أبي» بدل: «أبو زرعة» .
(7) هو: أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله. وروايته أخرجها العقيلي في"الضعفاء" (2/79) .
(8) في (ك) : «الخصاص» . وهو: زياد بن أبي زياد.
(9) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(10) في (ف) : «المؤمن» .
(11) هو: ابن عطاء. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/6 رقم 23) ، والبزار في "مسنده" (1/191 رقم 21م) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (22) ، وأبو يعلى في "مسنده" (18) ، وابن جرير في "تفسيره" (9/241 رقم 10522) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/79) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1071 رقم 5993) ، وابن عدي في "الكامل" (3/188) ، والحاكم في "المستدرك" (3/552- 553) . وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (7) ، والترمذي في "جامعه" (3039) ، والبزار (20) ، والمروزي (20) ، وأبو يعلى (21) من طريق موسى بن عبيدة، عن مولى ابن سباع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بكر.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب وفي إسناده مقال. وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث؛ ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضًا» .
(5/205)
زيادٍ الجَصَّاص (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجاهد، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أَشبهُ (3) .
1926 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسامةُ بنُ زيدٍ، فاختلَفَ الرواةُ عَنْهُ:
فَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ (4) : عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن
_________
(1) في (ك) : «الخصاص» . وهو: زياد بن أبي زياد.
(2) قوله: «عن أبي بكر» سقط من (ك) .
(3) قال العقيلي في الموضع السابق: «كلاهما غير محفوظين، وهذا يروى بإسناد صالح من غير هذا الوجه» .
وقال البزار في الموضع السابق: «هذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله (ص) غير أبي بكر، ولا نعلم روى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ غير هذا الحديث» .
وقال الدارقطني في "العلل" (29) : «يرويه زياد الجصاص، واختلف عنه؛ فرواه عبد الوهاب الْخَفَّافُ، عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بكر. وخالفه أبو عاصم العباداني؛ فرواه عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ. ورواه سليم بن حيان، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن الزبير بن العوام. وقيل: عن سليم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن الزبير، وكلها ضعاف» . وقال أيضًا (4/223) : «وليس فيه شيء يثبت» .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/172 و180 رقم 1478 و1559) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/845) ، وأبو سعيد الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (ص91) .
(5/206)
لَبِيبة (1) ، عن سعد (2) ابن أبي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الذِّكْرِ الخَفِي، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي؛ وَكَذَلِكَ قَالَ (3) ابنُ وَهْبٍ (4) ؛ كَمَا قَالَ يَحْيَى.
وَرَوَاهُ وكيعٌ (5) فَقَالَ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبة، عَنْ سَعْدٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «ابْنُ أَبِي لَبِيبة» أصحُّ (6) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «لبلية» .
(2) في (ك) : «سعيد» .
(3) في (ت) و (ك) : «قاله» .
(4) هو: عبد الله، وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (183) ، وابن حبان في "صحيحه" (183) . وجاء عند ابن حبان: محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/187 رقم 1623) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (137) ، وأبو سعيد الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (ص91) من طريق عثمان بن عمر، والإمام أحمد (1/172 رقم 1478) ، والطبراني في "الدعاء" (1883) ، والبيهقي في "الشعب" (550) من طريق عبد الله بن المبارك، والدورقي في "مسند سعد" (74) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو سعيد الأعرابي (ص91) من طريق عبد المجيد بن سعد، والقضاعي في "مسنده" (1220) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، به. جاء عند الطبراني: أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، أخبره عمر بن سعد، أخبره أنه سمع أباه، به. وجاء عند البيهقي: عن ابن أبي لبيبة.
(5) في "الزهد" له (118 و339) . ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29654 و34366) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/172 رقم 1477) ، وفي "الزهد" (ص16) ، وأبو يعلى في "مسنده" (731) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (4/393) : «يرويه ابن زيد، واختلف عنه؛ فرواه يحيى القطان ووكيع، وعثمان بن عمر وغيرهم، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَبِيبة، عَنْ سَعْدٍ. وذكر يحيى القطان فيه سماع أسامة من ابن أبي لبيبة، وخالفهم ابن المبارك، فرواه عن أسامة قال: أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، والله أعلم بالصواب. قيل للشيخ أبي الحسن: في بعض الحديث «ابن لبيبة» ، وفي بعضها «ابن أبي لبيبة» ، فأنى [كذا، ولعله: فأي] ذلك أصحُّ؟ قال: يقال: هذا وهذا» . اهـ.
وفي "التهذيب" (3/627) : «محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ويقال: ابن أبي لبيبة، ويقال: إن لبيبة أمه، وأبا لبيبة أبوه، واسمه: وردان» .
(5/207)
1927 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَينٌ (1) ،
عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) : لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ (2) ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى فَتْرَةٍ (3) ، فَمَنْ صَارَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/157- 158 و188 و210 رقم 6477 و6764 و6958) ، والحارث في "مسنده" (232/بغية الباحث) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (51) ، والبزار في "مسنده" (2346 و2347) ، والنسائي في "المجتبى" (2388 و2389) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2105) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/87) ، وفي "شرح المشكل" (1236) و (1237) ، وابن حبان في "صحيحه" (11) .
وأخرجه أحمد (2/157- 158 رقم 6477) ، والبخاري في "صحيحه" (5052) من طريق المغيرة بن مقسم الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو.
والحديث طويل أخرجه أحمد بطوله وفيه قول النبي (ص) : «لكل عمل شرة ... » ، ولم يذكر البخاري هذه اللفظة. وجاء في مصادر التخريج مطولاً ومختصرًا.
وأخرجه أحمد (2/165 رقم 6539 و6540) من طريق أبي العباس مولى بني الديل، عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه البخاري (1131) ، ومسلم (1159) من طرق عن عبد الله بن عمرو. ولم يذكرا قوله: «لكل عمل شرة» .
(2) الشِّرَّة: النشاط والرغبة. "النهاية" (2/458) .
(3) الفترة: الراحة والسكون. "النهاية" (3/408) .
(5/208)
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مسلمٌ المُلائي (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس (2) ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيبة (3) ، عَنْ مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) .
وقد اختلفوا فِي هَذَا الْحَدِيث أيضا - حَدِيث الحكم بْن عتيبة -:
فأما ابْن أَبِي لَيْلَى فإنه يَقُولُ: عَنِ الحكم، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي عَمْرة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) :
والناس يقولون (5) : عَنِ الحكم، عَنْ مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) .
قال أبي: وحديث عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) مُرسَلً (*) (6) ، أَشبهُ.
_________
(1) هو: ابن كيسان.
(2) قوله: «عن ابن عباس» سقط من (ف) .
(3) روايته أخرجها الحارث في "مسنده" (231/بغية الباحث) . وأخرجه الحسين المروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1102) ، والشاشي في "مسنده" (894) من طريق عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن النبي (ص) مرسلاً.
(4) قوله: «مرسل» ليس في (ش) ، وهو حال منصوب حذفت منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(5) في (ك) : «يقولونه» .
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة.
(6) من قوله: «قال أبي وحديث ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(5/209)
1928- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيم بن أيُّوب الفُ ِرْساني (1) الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ أَبِي مسلمٍ قَائِدِ الأَعْمَش، عن الأَعْمَش ومالكِ ابن مِغْوَلٍ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ للهِ عِبَادً (3) عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ. قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: المُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِ اللهِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أخشى أن يكون خطأ؛ ما رُوي عَنِ الأَعْمَش (4) ، عَنْ شِمْر (5) ، عَنْ شَهْر (6) ، عَنْ عبادة - أَشبهُ من ذا.
_________
(1) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/444- 445 رقم 605) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (12) من طريق عمرو بن عثمان، عن الأعمش، عن عطية، به.
(2) هو: ابن سعد العَوفي.
(3) في (ك) : «عبادًا» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو خبر «إنَّ» مؤخر، لكن ما في بقيَّة النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان:
الأوَّل: أنه منصوبٌ اسمًا لـ «إنَّ» ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: أنه مرفوع على أنَّه مبتدأ مؤخر، وخبرُهُ قوله: «للهِ» ، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل رفع خبر «إنَّ» ، واسم «إنَّ» على ذلك: ضميرُ الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّه - أي الشأن والحديث: للهِ عبادٌ على منابر من نور. وانظر في ضمير الشأن: تعليقنا على المسألة رقم (854) .
هذا، وقد مضى هذان الوجهان في المسألة رقم (130) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/290 رقم 3434) ، وابن قدامه في "المتحابين في الله" (45) من طريق الأَعْمَش، عَنْ شِمْر، عَنْ شهر، عن أبي مالك الأشعري.
(5) هو: ابن عطية؛ قال أحمد: «الأعمش لم يسمع من شمر ابن عطية» ، "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص82) .
(6) هو: ابن حوشب.
(5/210)
1929 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ (2) ، عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُوَيْد، عَنْ سُفيان الثَّوريِّ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش (3) ، عَنْ حُذَيْفة؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقولُ: كُلُّ لَحْمٍ أَنْبَتَهُ السُّحْتُ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ (4) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ أيُّوب بْنُ سُويد؛ رَوَى هَذَا الحديثَ الثَّوريُّ (5)
عَنْ أَبِي حَيَّان (6) ، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ،
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (1/399) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/274) .
(2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/380 رقم 6675) من طريق إبراهيم بن خلف الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، به.
(3) في (ف) : «خراش» بالخاء المعجمة.
(4) رواه الطبراني في "الأوسط" (6675) من طريق إبراهيم ابن خلف الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، به. وقال: «لا يروي هذا الحديث عن سفيان إلا أيوب بن سويد، تفرد به إبراهيم بن خليفة» اهـ. كذا في الأصل: «خليفة» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17073) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/308) تعليقًا من طريق الثوري عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن أبي داود الأحمر، به. ولم يذكرا أبا حيان بين الثوري وشداد. والثوري يروي عن شداد كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (4/227 و7/308) ، و"الكنى" لمسلم (ص91) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/330) .
ومن طريق البخاري أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/157) .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (812) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/308) تعليقًا من طريق جرير بن عبد الحميد كلاهما عن أبي حيان التيمي، به. وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص224) من طريق فضيل بن غزوان، عن أبي الفرات - شداد بن أبي العالية - به. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/281) .
(6) في (ف) : «حبان» بالموحدة، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) . وهو: يحيى بن سعيد بن حيان التيمي.
(5/211)
عَنْ أَبِي دَاوُدَ الأحمريِّ (1) ، عَنْ حُذَيْفَة، مَوْقُوفٌ (2) .
1930 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ الفَرَجِ الخَيَّاطُ بالرَّيِّ، عَنْ شَبَابةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ محمَّد (3) بْنِ مُطَرِّف، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ (4) ، عَنْ عطاءِ بن يَسَار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَتَتْنِي الدُّنْيَا خَضِرَةً حُلْوَةً، وَقَدْ (5) زُيِّنَتْ بِكُلِّ زِينَتِهَا (6) ، وَأَخْرَجَتْ صَدْرَهَا إِلَيَّ، فقلتُ: لاَ (7) أُرِيدُكِ، قَالَتْ (8) : إِنِ انْفَلَتَّ مِنِّي، لَمْ يَنْفَلِتْ (9) مِنِّي غَيْرُكَ؟
_________
(1) اسمه: مالك.
(2) كذا في جميع النسخ، دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34)
(3) كذا في (ف) ، وكانت فيها: «عمرو» ، فضرب عليها، وفي بقية النسخ: «عمر» . وقد رواه أحمد في "الزهد" (ص476) قال: حدثنا حسين، حدثنا محمد بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف الفزاري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً، بلفظ: «أتتني الدنيا خضرة حلوة ورفعت رأسها وتزينت لي ... » الحديث. وكذا وقع فيه: «هلال بن يساف» ، فإما أن يكون ثمَّ خلاف آخر، أو يكون وقع تصحيف فيه. والله أعلم.
(4) هو: هلال بن علي بن أسامة.
(5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «فقد» .
(6) في (ك) : «زينتهما» .
(7) في (ت) و (ك) : «ولا» .
(8) في (ت) و (ك) : «فقالت» .
(9) في (أ) تشبه: «لم يتفلت» .
(5/212)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عطاءُ (1) بْن يَسَارٍ (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، كلامَ الأولِ (3) بنحوِ هَذَا؛ وهو حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) قوله: «عطاء» سقط من (ت) و (ك) . وأثبت بدلاً منه في (ت) : «عن» .
(2) في (أ) و (ش) : «سيار» .
(3) كذا، والمراد: ثم ذكر الكلام الأول - أي: الحديث السابق - بنحوه. وفيه إضافة الشيء إلى صفته؛ لأنَّ الأصل: الكلام الأوَّل، وهو جائز على مذهب الكوفيين؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (505) .
(5/213)

========


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِْيمَان ِ
1931- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ صِلَةَ (4) ، عَنْ عمَّارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَقَدْ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَان ِ: الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ ... ، الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوريُّ (5) وشُعبةُ (6) وإسرائيلُ (7) وجماعةٌ (8) ؛
_________
(1) نقل هذا النصَّ بتصرف ابنُ رجب في "فتح الباري" (1/124) ، وابن حجر في "فتح الباري" (1/82) ، و"تغليق التعليق" (2/39) .
(2) سيأتي تخريج روايته.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4) هو: ابن زفر.
(5) روايته أخرجها وكيع في "الزهد" (241) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (75) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/121) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/452) .
(6) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/451 و452) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/427) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) .
(7) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق.
(8) منهم: فطر بن خليفة، وروايته أخرجها اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (5/1016 و1017 رقم 1713) . ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2073) .
وحُدَيج بن معاوية، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10726) .
وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/451 و452) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) .
وهارون بن سعد، وروايته أخرجها أبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (144) . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/452) .
ويوسف بن أسباط، وروايته أخرجها ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقًا عن عمار في باب إفشاء السلام من الإسلام.
(5/214)
يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عمَّار، قولَهُ (1) ، لا يرفعُه أحدٌ مِنْهُمْ، والصَّحيحُ: موقوفٌ عَنْ عمَّار.
قلتُ لهما: الخطأُ ممَّن هو؟
قَالَ أَبِي: أُرَى من عبد الرَّزاق أو من مَعْمَر؛ فإنهما جَمِيعًا كَثِيري (2) الخطأِ.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا أعرفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَر (3) .
ثم قَالَ: مَنْ يقولُ هَذَا؟
قلتُ: حدَّثنا شيخٌ بواسطٍ يقالُ له: ابنُ الكوفِيِّ (4) ،
عَنْ
_________
(1) في (ت) : «خوله» . و «قولَهُ» : منصوبٌ على نزع الخافض، والأصل: «مِنْ قولِهِ» . انظر التعليق على المسألة رقم (12) .
(2) كذا في (ت) ، وفي بقية النسخ: «كثيرين» ، والجادَّة أن يقال: «كثيرا الخطأ» مرفوعًا بالألف، محذوف النون للإضافة. ويخرج المثبت على وجهين:
أحدهما: أنه خبر «إن» مرفوع بالألف لكن رُسمت ياءً للإمالة بسبب الياء التي قبلها مفصولةً عنها بحرف واحد؛ وحينئذ تقرأ بالألف الممالة مع رسمها بالياء. وانظر "شرح النووي" (1/41-42) . وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
والثاني: أن تكون منصوبة خبرًا لـ «إنَّ» على لغة بعض العرب ينصبون بـ «إن» الاسم والخبر جميعًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (550) .
(3) كذا قال أبو زرعة، لكن الحديث أخرجه معمر في "جامعه" (19439) عن أبي إسحاق، به، موقوفًا.
(4) هو: الحسين بن عبد الله الكوفي الواسطي. وأخرجه من طريق ابن أبي حاتم عن ابن الكوفي: اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (5/1009- 1010 رقم 1698) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (1396) ، وأبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (145) من طريق أحمد ابن كعب، كلاهما (البزار وأحمد) عن الحسين بن عبد الله الكوفي، وابن الأعرابي في "معجمه" (721) من طريق محمد بن الصباح الصغاني كلاهما، عن عبد الرزاق، به.
(5/215)
عبد الرزاق. فسكَتَ (1) .
1932 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِير (3) بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عن
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن صلة، عن عمار موقوفًا. وأسنده هذا الشيخ عن عبد الرزاق» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/82) : أخرجه أحمد ابن حنبل في كتاب الإيمان من طريق سفيان الثوري، ورواه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة = = وزهير بن معاوية وغيرهما، كلهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ صِلَة بن زُفر، عن عمار، ولفظ شعبة: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ استكمل الإيمان» ، وهو بالمعنى، وهكذا رويناه في "جامع معمر" عن أبي إسحاق. وكذا حدث به عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر، وحدث به عبد الرزاق بأَخَرَة، فرفعه إلى النبيِّ (ص) ؛ كذا أخرجه البزار في "مسنده"، وابن أبي حاتم في "العلل" كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، وكذا رواه البغوي في "شرح السنة" من طريق أحمد بن كعب الواسطي، وكذا أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" عن محمد بن الصباح الصنعاني، ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعًا. واستغربه البزار، وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: وهو معلول من حيث صناعة الإسناد؛ لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره؛ إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع، وقد رويناه مرفوعًا من وجه آخر عن عمار؛ أخرجه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده ضعف، وله شواهد أخرى بينتها في "تغليق التعليق"» . اهـ.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (1/124) : «وقد روي مرفوعًا من وجهين آخرين، ولا يثبت واحد منهما» . وانظر "البحر الزخار" (4/232-233) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1321) .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «يحيى» .
(4) في (ش) : «سعيد» .
(5/216)
عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أنه قال لها النبيُّ (ص) : أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ. قَالَتْ: مَا عِنْدَنَا شيءٌ، فَقَالَ أَبُو بكرٍ: إنَّ المرأةَ المؤمنةَ لا تَحلِفُ (1) أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهَا شيءٌ وَهِيَ عندها، فقال النبيُّ (ص) : وَمَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لاَ؛ إِنَّ (2) المَرْأَةَ المُؤْمِنَةَ فِي النِّسَاءِ كَالْغُرَابِ الأَبْقَعِ (3) فِي الغِرْبَان ِ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بشيءٍ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدانَ (4) ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّةَ: أن عائِشَةَ سألتِ النبيَّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ.
1933- وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن سُوقَةَ (6) ،
عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن عُمَرَ: أنه خطَبَ
_________
(1) كذا في جميع النسخ؛ ليس فيها أن عائشة حلفت، وكذا وقع في المسألة (1321) ، وذكرنا هناك أنه وقع في رواية الطبراني أن عائشة رضي الله عنها قالت: «والله ما عندنا طعام» .
(2) في (ت) و (ك) : «لأن» .
(3) تقدم في المسألة (1321) أن الأنسب لسياق الحديث: «الأعصم» ؛ لقلته وكثرة الأبقع. وتقدم تفسيرهما هناك.
(4) في (ك) : «سعدان» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2583) و (2629) ، وانظر المسألة رقم (1975) .
(6) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (241) عن محمد بن سوقة، به.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/18 رقم 114) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/150) ، وابن حبان في "صحيحه" (7254) ، والحاكم في "المستدرك" (1/113) ، والبيهقي في "الكبرى" (7/91) .
وأخرجه الترمذي في "سننه" (2165) ، وفي "العلل الكبير" (596) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (88 و897) ، والبزار في "مسنده" (166) ، والنسائي في "الكبرى" (9225) ، والحاكم في "المستدرك" (1/114) من طريق النضر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/114) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (403) من طريق الحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، به.
(5/217)
بالجَابِية (1) ، فَقَالَ (2) : قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : مَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ (3) الجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ (4) ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ (5) ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ... (6) ، الحديثَ؛ ماعلَّتُهُ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابنُ الهَادِ (7) ، عن عبد الله بن دينارٍ، عن
_________
(1) الجابية: قرية من أعمال دمشق. "معجم البلدان" (2/91) .
(2) في (ك) : «وقال» .
(3) بحبوحة الدار: وسطها. "النهاية" (1/98) .
(4) في (ك) : «سيئة» .
(5) في (ش) : «حسنة» .
(6) والحديث بتمامه عن ابن عمر؛ قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس! إني قمت فيكم كمقام رسول الله (ص) فينا، فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يُستحلفُ، ويشهد الشاهد ولا يُستشهد، ألا لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن = = الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة، من سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن» .
قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بن سوقة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر، عن النبي (ص) » .
وستأتي بعض ألفاظ هذا الحديث في المسألة رقم (1975) و (2583) و (2629) .
(7) هو: يزيد بن عبد الله بن الهاد. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9224) .
(5/218)
الزُّهريِّ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ: أنَّ عُمَرَ (1) أَخَذَ مِنَ الْخَيْلِ الزكاةَ (2) .
1934 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبِيبُ بنُ حَبِيبٍ أَخُو حمزةَ بنِ حَبِيب (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الحارِثِ (5) ، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قال: الإِيمَانُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ ... ؟
_________
(1) كذا جاء هنا: «الزُّهْرِيُّ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ: أن عمر» ، وسيأتي في المسألة (2583) : «قَالَ أَبِي أَفْسَدَ ابنُ الْهَادِ هَذَا الحديثَ وبيَّن عورتَه؛ رَوَاهُ ابن الهاد، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قام فينا رسول الله (ص) ، وهذا هو الصحيح» . وفي المسألة (2629) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الْحَدِيثُ حَدِيثُ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عمر قام بالْجابِية» .
(2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/102) : «وحديث ابن الهاد أصحُّ، وهو مرسلٌ؛ بإرساله أصح» . وانظر "التاريخ الأوسط" (1/229) .
وقال الدارقطني في "العلل" (2/65-68) : «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر. ورواه عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر. واختلف عن ابن سوقة؛ فرواه النضر بن إسماعيل، وابن المبارك، والحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر؛ بمتابعة رواية عبد الله بْن جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار، وخالفهما يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد؛ فرواه عن عبد الله ابن دينار، عن محمد بن مسلم الزهري: أن عمر خطب الناس بالجابية، وهو الصواب عن عبد الله بن دينار. وعن ابن سوقة فيه أقاويل أخر ... والصحيح من ذلك: رواية يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُمَرَ» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (596) ، و"البحر الزخار" (1/269) .
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (523) ، والرافعي في "التدوين" (1/5- 6) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/415) ، والبيهقي في "الشعب" (7180) .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(5) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5/219)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاق (1) ، عَنْ صِلَةَ (2) ، عَنْ حُذَيْفة، فقط (3) .
1935 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي (4) زائدةَ (5) ، عن أشعثَ (6) ، عَنْ محمَّد، عَنْ أَبِي سَلَمة (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَتَاكُمْ (8) أَهْلُ اليَمَنِ، الإِيمَانُ يَمَان ٍ ... (9) ؟
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5011، 9280) ، وابن أبي شيبة (19554 و30304) من طريق الثوري، والبزار في "مسنده" (2928) ، والبيهقي في "الشعب" (7179) من طريق شعبة، والبزار (2927) من طريق يزيد بن عطاء، جميعهم عن أبي إسحاق، به، موقوفًا. وجاء من طريق يزيد بن عطاء مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلم أسنده إلا يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق» .
(2) هو: ابن زُفَر.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قط» . وهما بمعنًى، وهي ساكنة الطاء، وتقدم الكلام عليها في المسألة رقم (92) و (1720) .
قال ابن عدي في الموضع السابق في ترجمة حبيب بعد أن ذكر هذا الحديث وحديثًا آخر: «وهذان الحديثان الذي (كذا) ذكرتهما لا يرويهما عن أبي إسحاق غيره، وهما أنكر ما رأيت له من الرواية» . وقال الدارقطني في "العلل" (337) : «تفرد به حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ ابن حبيب الزيات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وخالفه أصحاب أبي إسحاق؛ فرووه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بن زفر، عن حذيفة، قولَه، وهو الصواب» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (1/24) : «وروي مرفوعًا، والموقوف أصحُّ» .
(4) قوله: «ابن أبي» سقط من (ك) .
(5) هو: يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائدة.
(6) هو: ابن سوار.
(7) قوله: «عن أبي سلمة» مكرر في (ف) . وهو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(8) في (ك) : «إياكم» .
(9) قال أبو عبيد: قوله: «الإيمان يمانٍ» وإنما بدأ الإيمانُ من مكة؛ لأنها مولد النبي _ج ومبعثه، ثم هاجر إلى المدينة - ففي ذلك قولان:
أما أحدهما: فإنه يقال: إن مكة من أرض تهامة، ويقال: إن تهامة من أرض اليمن؛ ولهذا سمي ما والى مكة من أرض اليمن واتصل بها: التهائم؛ فكأن مكة على هذا التفسير يمانية؛ فقال: «الإيمان يمانٍ» على هذا.
والوجه الآخر: أنه يروى في الحديث أن النبي _ج قال هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك ناحية الشام، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة؛ فقال: «الإيمان يمانٍ» ، أي: هو من هذه الناحية؛ فهما - وإن لم يكونا من اليمن - فقد يجوز أن ينسبا إليها إذا كانتا من ناحيتها، وهذا كثير في كلامهم فاشٍ؛ ألا تراهم قالوا: الركن اليماني؛ فنسب إلى اليمن وهو بمكة لأنه مما يليها ... ويذهب كثير من الناس في هذا إلى الأنصار؛ يقول: هم نصروا الإيمان وهم يمانية؛ فنسب الإيمان إليهم على هذا المعنى، وهو أحسن الوجوه عندي. قال أبو عبيد: ومما يبين ذلك: أن النبي _ج لما قدم أهلُ اليمن قال: «أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدةً، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيَة» ، وهم أنصار النبي _ج. اهـ.
قال الحافظ في "الفتح" بعد ذكره كلامَ أبي عبيد: «وتعقبه ابن الصلاح بأنه لا مانع من إجراء الكلام على ظاهره، وأن المراد تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل المشرق؛ والسبب في ذلك: إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين، بخلاف أهل المشرق وغيرهم، ومن اتصف بشيء وقوي قيامه به نسب إليه إشعارًا بكمال حاله فيه، ولا يلزم من ذلك نفي الإيمان عن غيرهم، وفي ألفاظه أيضًا ما يقتضي أنه أراد به أقوامًا بأعيانهم؛ فأشار إلى من جاء منهم لا إلى بلد معين؛ لقوله في بعض طرقه في "الصحيح": «أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، ورأس الكفر قِبَلَ المشرق» ، ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمل أهل اليمن على حقيقته، ثم المراد بذلك: الموجودُ منهم حينئذ، لا كل أهل اليمن في كل زمان؛ فإن اللفظ لا يقتضيه. قال: والمراد بالفقه: الفهم في الدين، والمراد بالحكمة: العلم المشتمل على المعرفة بالله» . انتهى.
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/375- 378) ، و"مشارق الأنوار" (2/304) ، و"الفائق" (4/128) ، "النهاية" (5/299) ، و"فتح الباري" (6/531- 532) ، (8/99) .
(5/220)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، كَذَا رَوَاهُ مسروقُ بْنُ المَرْزُبانِ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: أشعثُ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ محمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ فدخل لَهُ حديثٌ فِي حديثٍ؛ دخَلَ لَهُ ذَاكَ الحديثُ فِي هَذَا الحديثِ.
1936 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ إدريسَ (3) ، عن
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه معمر في "جامعه" (19888) ، ومسلم في "صحيحه" (52) ، وابن حبان (7300) من طريق أيوب السختياني، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/404) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/488 و541 رقم 10327 و10983) من طريق هشام بن حسان، وأحمد (2/235 و474 رقم 7202 و10134) ، ومسلم (52) من طريق عبد الله بن عون، وأحمد (2/488 رقم 10328) من طريق جرير بن حازم، وأيضًا (2/541 رقم 10983) من طريق حبيب ابن الشهيد، والطبراني في "الأوسط" (6/122 رقم 5987) من طريق خالد بن مهران الحذاء، وابن عدي في "الكامل" (6/216) من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، وأبو نعيم في "الحلية" (3/60) من طريق منصور بن زاذان، جميعهم عن محمد بن سيرين، به.
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/502 رقم 10527) ، وفي "فضائل الصحابة" (1620) ، والترمذي في "جامعه" (3935) ، والبغوي في "شرح السنة" (4001) . وأخرجه أحمد (2/270 رقم 7652) ، والبخاري في "صحيحه" (3499) ، ومسلم (52) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به.
وأخرجه أحمد (2/252 و270 و372 و541 رقم 7432 و7652 و8846 و10982) ، والبخاري (4388- 4390) ، ومسلم (52) من طرق عن أبي هريرة.
(3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30392) عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن قسامة بن زهير من قوله.
(5/222)
أبي سعيدٍ مولى الجَرَاديَّين (1) ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلة، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَير، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ؟
فَقَالَ: أَبُو سَعِيد هَذَا هو الحسنُ بنُ دينارٍ.
فذكرتُ هَذَا الحديثَ لابن جُنيدٍ الحافظِ، فَقَالَ: كَانَ إسحاقُ بنُ أَبِي كاملٍ الباوَرْديُّ ببغدادَ، يُسْألُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث، وكنا نرى أَنَّهُ غريبٌ؛ فقد أفسَدَ علينا أَبُو حاتم _ح لَمَّا بيَّن أَنَّهُ الحسنُ بْن دينار!
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: الحسنُ بنُ دينار متروكُ الحديث.
تَمَّ (2) الجُزْءُ الحَادِيَ عَشَرَبِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ وكَرَمِهِ (3) ، ويَتْلُوهُ (4) الجُزْءُ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" (5) ، في حديث: أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (6) رواه عمرو بن العاصِ (7) .
_________
(1) في (ت) : «الجوادتين» ، وكذا في (ك) إلا أنها لم تنقط.
(2) من هنا إلى قوله: «والحمد لله رب العالمين» من (أ) و (ف) فقط. وكتب في حاشية (ش) : «آخر الجزء الحادي عشر» .
(3) في (ف) : «وعونه ومنِّه» .
(4) في (ف) : «ويتلوه في» .
(5) قوله: «من كتاب العلل» ليس في (ف) .
(6) قوله: «حديث» ليس في (ف) .
(7) كذا جاء ما بين القوسين في النسختين (أ) ، (ف) ، وستأتي هذه العبارة في المسألة التالية المشار إليها هكذا: «وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عاصم» ؛ فقد سقط من أوَّلها هنا قوله: «وسألتُ» ، وتحرَّف من آخرها قولُهُ: «عاصم» إلى «العاص» ؛ ولعل ذلك لشهرة عمرو بن العاصِ ح؛ وهذا سهو، وسبق قلم.
وقد جاءتْ نظائرُ لذلك في أواخر كثير من أجزاء الكتاب؛ كما في آخر الجزء التاسع (بعد المسألة رقم 1575) .
على أنَّ كلمة «سألتُ» - في مسألتنا - إنْ كان سقوطها عن سهو، فذاك ما ذكرناه، وإنْ كان عن غير سهو، فلابدَّ من تقديرها وإرادتها، وقد ذكر النوويُّ _ح مِثْلَ ذلك في شرحه على مسلم (2/227) ، قال: «وقوله في الرواية الأخرى: قال رسول الله (ص) : «مررتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي على موسى بن عمران» ؛ هكذا وقع في بعض الأصول، وسقطت لفظة «مررت» في معظمها، ولابدَّ منها؛ فإنْ حُذِفَتْ، كانتْ مرادةً، والله أعلم» . اهـ.
(5/223)
والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلواتُهُ عَلَى سيِّد المرسلين، محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. حَسْبُنَا اللهُ وكَفَى (1) .
_________
(1) من قوله: «وصلواته ... » إلى هنا، من (أ) فقط، وجاء بدلاً منه في (ف) : «وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّد وآله» .
(5/224)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِوصلَّى اللهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا (1) . الجُزْءُ الثانِيَ عَشَرَ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِْيمَانِ (3) ، وثَوَابِ الأَعْمَالِ، والدُّعَاءِ (4)
1937 - قال (5) : أخبرنا أَبُو محمدٍ (6) : سألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زرعةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو ابن عَاصِمٍ الكِلابيُّ (8) ، عَنْ عِمْرانَ القَطَّانِ (9) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بكر، عن النبيِّ (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟
_________
(1) قوله: «تسليمًا» من (أ) فقط.
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا، من (أ) و (ف) فقط.
(3) في (ف) : «رويت فيما يتعلق بالإيمان أيضًا» .
(4) من البسملة إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) . واقتصر في (ش) على قوله: «ذِكْرُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإيمان وثواب الأعمال والدعاء» .
(5) نقل هذا النص السبكي في "طبقات الشافعية" (1/72-73) ، وستأتي هذه المسألة برقم (1952 و1971) . وانظر المسألة (1964) .
(6) قوله: «قال أخبرنا أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(7) في (ف) : «وسألت» .
(8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (38) ، والنسائي في "سننه" (3094) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/7) ، والدارقطني في "السنن" (2/89) ، والحاكم في "المستدرك" (1/386- 387) .
(9) هو: ابن داوَر.
(5/225)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ (1) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله (2) بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ عُمَرَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ ... القِصَّةَ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممن هو؟
قَالَ: مِنْ عمرانَ (3) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/11 رقم 67) ، والبخاري في "صحيحه" (1399) ، ومسلم (20) .
(2) قوله: «بن عبد الله» سقط من (ك) .
(3) قال البزار في الموضع السابق: «وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده؛ لأن الحديث رواه معمر، وإبراهيم بن سعد، وابن إسحاق، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ؛ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبيد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عُمَرَ قال لأبي بكر ... فقلب عمران إسناد هذا الحديث» .
وقال الترمذي في "جامعه" (2607) : «وهو حديث خطأ، وقد خولف عمران في روايته عن معمر» . وقال النسائي في الموضع السابق: «عمران القطان ليس بالقوي في الحديث، وهذا الحديث خطأ، والصواب: حديث الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق: «وهم عمران في إسناده، والصواب: عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، عن أبي بكر» ، وقال في "العلل" (1/164) : «ورواه عمران القطان عن معمر وقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن أبي بكر، ووهم فيه على معمر» . وكذا خطَّأه الخطيب في "الموضح" (2/409- 410) وصوَّب حديث أبي هريرة.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص162) : «هذه الرواية خطأ، أخطأ فيها عمران القطان إسنادًا ومتنًا؛ قاله أئمة الحفاظ، منهم: علي بن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والترمذي، والنسائي، ولم يكن هذا الحديث عن النبي (ص) بهذا اللفظ عند أبي بكر ولا عمر، وإنما قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال ... » .
(5/226)
1938 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) الرَّبِيع (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمرو (4) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : بَيْنَ العَبْدِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ؟
قَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقَاتِ مِنْ أصحابِ حمَّاد، فَقَالَ حمَّاد: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ - أَوْ: حُدِّثْتُ (6) عَنْهُ - عَنْ جابرٍ، مَوْقُوفٌ (*) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّنْ هُوَ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي، يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ حدَّث حمَّادٌ مَرَّةً كَذَا، وَمَرَّةً كَذَا.
قلتُ: فبلغَكَ أَنَّهُ تُوبعَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي هَذَا الحديثِ؟
فَقَالَ: مَا بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدًا (7) تابعَهُ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ بعضُهُمْ مرفوعً (*) بِلا شكٍّ؛ وَهُوَ أَبُو الرَّبيع، وبعضُهم بالشكِّ غيرَ مرفوعٍ، وكأنْ بالشكِّ غيرَ (8) مرفوعٍ أَشبهُ (9) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (298) .
(2) قوله: «أبو» ليس في (ش) و (ك) .
(3) هو: الزهراني، سليمان بن داود العَتَكي.
(4) في (ش) : «عن حَمَّاد حدثنا عمرو» .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» .
(6) في (ش) : «حدث» .
(*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) في (ف) : «أحد» .
(8) قوله: «غير» سقط من (ك) .
(9) قوله: «وكأنْ بالشك ... » كذا في جميع النسخ، وتوجيهه أنَّ «كأنْ» هي المخفَّفة من الثقيلة، واسمها محذوف، و «أشبَهُ» خبرها، وقوله: «بالشك غير مرفوع» حالان. والتقدير: «وكأنَّ الحديثَ بالشك غير مرفوع أشبَهُ» ، فلمَّا خفِّفت «كأن» حذف اسمها، وجاز مجيء خبرها مفردًا. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (298) .
(5/227)
1939 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعبة، وسِمَاكُ بنُ حَرب، وحَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيرة: قال شُعبة (2) :
عَنِ النُّعْمان بْنِ سَالِمٍ؛ قَالَ: سمعتُ أَوْسَ بنَ أَبِي أَوْس،، وَقَالَ سِمَاك بْنُ حَرب (3) :
عَنِ
_________
(1) نقل هذا النص السبكيُّ في "طبقات الشافعية" (1/73) ، وتصحف عنده «أوس» إلى: «أويس» .
(2) من قوله: «وسماك بن حرب ... » إلى هنا، سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر.
ورواية شعبة أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1206) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/8 رقم 16160) ، والدارمي (2490) ، والنسائي في "سننه" (3982) ، والطبراني في "الكبير" (1/217- 218 رقم 592) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3981) ، والطبراني في "الكبير" (1/218 رقم 593) من طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى في "مسنده" (6862) ، والطبراني (1/218 رقم 594) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، كلاهما عن سماك، به.
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/348) .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18698) ، والنسائي في "الكبرى" (3428/ الرسالة) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما (عبد الرزاق وعبيد الله) عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رجل، عن النبي (ص) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (3227) ، والنسائي في "سننه" (3979) ، وفي "الكبرى" (3427) / الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (149/ مسند النعمان بن بشير) ، من طريق الأسود بن عامر، عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النبي (ص) .
قال البزار: «وهذا الحديث إنما رواه سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقالوا: عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أوس بن أبي أوس، وأحسب أسود بن عامر أوهم في إسناده» .
وقال النسائي في "الكبرى": «حديث الأسود بن عامر هذا خطأ» .
(5/228)
النُّعْمان بْنِ سَالِمٍ (1) ، عَنْ أَوْس (2) ،، وَقَالَ حَاتِمٌ (3) : عَنِ النُّعْمان، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْس، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ... ، الحَديث.
قَالَ أَبِي: وشُعْبَةُ أحفظُ القومِ.
1940 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه شَهْرُ ابن حَوْشَب، عَنْ غَيْرِهِ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّ جِبْرِيلَ _ج سَأَلَهُ (5) عَنِ الإِيمَانِ؛ أيُّ الطُّرُقِ أصحُّ؟
فقال (6) : روى عنه عبدُالحميدِ بنُ بَهْرَام (7) ، فَقَالَ: عَنْ شَهْر، عن ابن عباسٍ.
_________
(1) من قوله: «قال: سمعت أوس ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) الفرق بين روايتي شعبة وسماك بن حرب: أن شعبة نسب أوسًا، فقال: «ابن أبي أوس» ، ولم ينسبه سماك. وفي نسبه خلاف طويل انظره في "المعرفة" لأبي نعيم (1/305- 309) ، و"أسد الغابة" لابن الأثير (1/167- 169) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26171 و28928 و33091) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/8 و9 رقم 16163 و16164) ، والنسائي في "سننه" (3983) ، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3929) ، والطبراني في "الكبير" (1/218- 219 رقم 595) .
(4) كذا في جميع النسخ، ولعلَّها محرفة عن «عدة» ، أي: عدة من الصحابة، وانظر بقية كلامه!
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «سأل» .
(6) في (ش) : «قال» .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/318- 319 رقم 2923- 2924) مطولاً، وأبو يعلى في "مسنده" (2686) ، والطبراني في "الكبير" (12/248 رقم 13014) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/66) مختصرًا.
(5/229)
وَرَوَاهُ سَيَّار أَبُو (1) الْحَكَمِ فَقَالَ: عَنْ شَهْر، عَنِ ابنِ عباسٍ ورافعِ بْنِ خَدِيج.
وَرَوَاهُ مُؤَمَّل (2) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ عَاصِمٍ (3) ، عَنْ شَهْر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، وابنُ أَبِي حُسَيْنٍ (4) ، عَنْ شَهْر، عَنِ ابْنِ (5) غَنْم، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: ونَفْسُ (6) الحديثِ قد رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من وجوهٍ أُخَرَ (7) ، وشَهْرٌ لا يُنْكَر هَذَا من فِعْلِه وسوءِ حِفظِهِ، وهذا من شَهْرٍ؛ ذا الاضطرابُ (8) .
1941 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ سعدٍ (9) ، عَنِ
_________
(1) في (ك) : «أو» .
(2) هو: ابن إسماعيل.
(3) هو: ابن بهدلة.
(4) هو: عبد الله بن عبد الرحمن.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وهو: عبد الرحمن.
(6) في (ت) و (ك) : «وتفسير» .
(7) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/269 رقم 7651) ، والبخاري في "صحيحه" (5365) ، ومسلم (2527) من طريق طاوس، وأحمد (2/393 رقم 9113) ، والبخاري (5082 و5365) ، ومسلم (2527) من طريق الأعرج، وأحمد (2/269 رقم 7650) ، والبخاري (3434) تعليقًا، ومسلم (2527) من طريق سعيد بن المسيب، وأحمد (2/319 رقم 8244) ، ومسلم (2527) من طريق همام بن منبه، جميعهم عن أبي هريرة.
(8) في (ت) : «دليل الاضطراب» ، وفي (ك) : «وهذا أشبه من شهر وأصل الاضطراب» .
(9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (643) .
(5/230)
صَالِحِ بْنِ كَيْسانَ، عَنِ الزُّهريِّ، عن عبد الله بْنِ عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أبيه، سئل النبيُّ (ص) : مَا الإِسلام؟ قَالَ: طِيبُ الكَلاَمِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ. قِيلَ: فَمَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ، والسَّمَاحَةُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ سُويدٌ أَبُو حَاتِمٍ (1) ،
عَنْ عبد الله بْنِ عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، هَذَا الحديثَ.
وَرَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أبي سليمان (2) ، عَنْ عليٍّ الأَزْدِي (3) ، عَنْ عُبيد بن عُمَير، عن عبد الله ابن حُبْشِيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ.
وَرَوَاهُ (4) عِمْرانُ بْنُ حُدَير (5) ، عن بُدَيل ابن مَيْسَرة، عن عبد الله بن
_________
(1) هو: ابن إبراهيم الجحدري، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (911) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (645 و882) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/229) ، والطبراني في "الكبير" (17/48 رقم 103) ، وفي "الأوسط" (8/110- 111 رقم 8123) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/357) .
قال أبو نعيم: «هذا حديث تفرد به سويد موصولاً عن عبد الله، ورواه صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبد الله، عن أبيه من دون جده» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/411- 412 رقم 15401) ، والدارمي (1464) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (26 و40 و234) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2520) ، والنسائي في "سننه" (2526 و4986) .
ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود في "سننه" (1325 و1449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/14) .
(3) هو: ابن عبد الله البارقي.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وروى» .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/143) تعليقًا.
(*) ... كذا، وهو حالٌ منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(5/231)
عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ - عَنِ النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ، هكذا مُدْرَجً (*) فِي الحديثِ (1) .
وَرَوَاهُ جَرِير بْنُ حَازِمٍ، عَنِ عبد الله بن عُبَيْد، عن النبيِّ (ص) فَقَطْ (2) ، لا يقولُ فِيهِ: «أَبُوهُ» (3) وَلا «جَدُّهُ» ؟
قَالَ أَبِي: قد صحَّ الحديثُ عَنْ عُبيد بْن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) . واختلفوا فيمن فوق عُبيد بْن عُمَير، وقَصَّر قومٌ مثل جَرِير بْن حَازِم [وغيرِهِ] (4) ؛ فَقَالُوا: عن عبد الله بن عُبيد ابن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ، لا يقولون: «عُبَيد» ، وحديثُ عِمْرانَ بنِ حُدَيْرٍ أَشبهُ؛ لأنه بيَّن عورتَهُ.
قلتُ: فحديثُ الزُّهريِّ هَذَا؟
_________
(1) انظر "التاريخ الكبير" (5/143) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «قط» ، وهي فيهما بسكون الطاء لا غير، وهما بمعنًى واحد، أي: حَسْبُ، وانظر التعليق على المسألة رقم (92) و (1720) .
(3) كذا في جميع النسخ، ويخرج على حكاية أصل الوضع، أي: أصل وضع الاسم في «أبوه» ، وهو الرفع، و «جدُّه» على ذلك يكون معطوفًا على ظاهر اللفظ، والمراد: لا يقول فيه: عن أبيه ولا عن جده.
ولك فيه وجه آخر: وهو أن لام كلمة «أبوه» كتبت على الأصل فيها، وهو الواو.
وقد تكلَّمنا على هذين الوجهين في التعليق على المسألة رقم (22- الوجه الأول والثالث) .
(4) في (أ) و (ت) و (ف) : «وعشرة» ، ولم تنقط في (ش) ، وفي (ك) : «وغرُّه» .
(5/232)
قال: أخافُ ألاَّ يكونَ محفوظً (1) ، أخافُ أن يكون: صَالِح بْن كيسان، عن عبد الله بْن عُبيد نفسِهِ؛ بلا زُهْريٍّ (2) .
1942 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَارِيُّ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن المُزَنِي، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: نَادِ فِي النَّاسِ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ زَنَى، وإن سَرَقَ؟! ... الحديثَ (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، ومنهم من يُوقِفُه (7) ،
_________
(1) كذا، وهو خبر «كان» منصوب، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(2) قال ابن حجر في "الإصابة" (6/50 رقم 4607) : «له حديث عند أبي داود والنسائي وأحمد والدارمي بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبشي أن النبي (ص) سئل: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ لاشك فيه، وجهاد لا غلو فيه، وحج مبرور» ؛ لكن ذكر البخاري في "التاريخ" لهذا الحديث علة؛ وهي الاختلاف عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير فِي سنده، فقال: علي الأزدي عنه هكذا، وقال: عبد الله بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن جده، واسم جده: قتادة الليثي، ولكن لفظ المتن قال: «السماحة والصبر» فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولاً من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبيد، عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى» .
(3) هو: ابن معاوية.
(4) هو: عبد الرحمن بن مهران.
(5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) .
(6) يعني بهذا الإسناد، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/166 رقم 21466) ، والبخاري في "صحيحه" (1237) ، ومسلم (94) من طرق عن أبي ذر الغفاري.
(7) يقال: أَوْقَفَ الحديثَ يُوقِفُهُ، مزيدًا بالهمزة؛ كما يقال: وقَفَ الحديثَ يقفُه، ثلاثيًّا مجردًا. انظر: "تاج العروس" (وقف) .
(5/233)
وموقوف (1) أيضا منكرٌ.
1943- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنِ ابْنِ (2) أَنْعُمٍ (3) ، عَنْ عُتْبة بْنِ حُمَيد الضَّبِّيِّ، عَنْ عُبَادة بْنِ نُسَيٍّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مريَمَ الكِنْدِيُّ، عن أبي هريرة ح: أنَّ رسولَ اللهِ (ص) (4) قَالَ: الإِيمَانُ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ أَنْ يُحِبَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟
قَالَ أَبِي: بين عُتْبَةَ بْن حُمَيدٍ وبين عُبَادة: محمَّدُ بنُ سَعِيد الشَّامِيُّ (5) .
1944- وَسَمِعْتُ (6) أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي (7) الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْح (8) ، عَنْ سَلاَمة بْنِ رَوْح، عَنْ عُقَيل (9) ، عَنِ ابْنِ شهابٍ، عَنْ أنسٍ؛ قال:
_________
(1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، والتقدير: وهو أيضًا منكرٌ موقوفًا. انظر المسألة رقم (34) .
(2) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(3) هو: عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم.
(4) قوله: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) » مكانه في (ك) : «عن النبي (ص) » .
(5) هو: المصلوب، كذَّبه غير واحد.
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2018) .
(7) في (ك) : «أبو» .
(8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6/321 رقم 6522) ، وابن عدي في "الكامل" (3/314) . وأخرجه تمام في "فوائده" (4) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/436 و55/33) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به.
قال تمام: «هذا حديث غريب من حديث الأوزاعي، عن الزهري» .
(9) هو: ابن خالد الأيلي.
(5/234)
بَيْنَمَا نحنُ مَعَ رسولِ اللَّهِ (ص) إذْ هَبَطَتْ بِهِ راحلتُهُ مِنْ ثَنِيَّةٍ (1) ، ورسولُ الله (ص) وحدَهُ، فَلَمَّا أَسْهَلَتْ بِهِ الطريقَ (2) ،
ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (3) ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً (4) ، ثُمَّ ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرنا لتكبيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً فكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (5) ، ثُمَّ أدركَنَا، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رسولَ اللهِ، كبَّرنا لتكبيركَ، ولا ندري مِمَّ (6) ضَحِكتَ؟ قَالَ: قَادَ النَّاقَةَ بِي جِبْرِيلُ _ج، فَلَما أَسْهَلَتِ الطَّرِيقَ، التَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ، أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ، دَخَلَ
_________
(1) الثنية من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدور؛ فكأنه يثني السير، أو هي العقبة في الجبل، أو هي الجبل نفسه، أو الطريق العالي فيه، أو الطريق إليه، أو أعلى المسيل في رأس الجبل. انظر "مشارق الأنوار" (1/132) ، و"النهاية" (1/226) ، و"لسان العرب" (14/124) ، و"تاج العروس" (19/257) .
(2) قوله: «أسهَلتْ به الطريقَ» ؛ كذا جاء في النسخ، ومثله في مصادر التخريج، يقال: أسهَلَ القومُ: إذا نزلوا إلى السهل. و «الطريق» منصوبٌ على نزع الخافض، أو على التشبيه بالمفعول به، أو على تعدية الفعل «أسهل» دون حرف، والمعنى: أسهلت به في الطريقِ. وفاعلُ «أسهلَتْ» : ضميرٌ يعود إلى الراحلة. وانظر في نزع الخافض التعليق على المسألة رقم (12) .
ويمكن جعل «الطريق» فاعلاً، على القَلب، والأصل: أسهل هو بالطريق، أي: صار في السهل منها، ثم قَلَبَ؛ وانظر في القلب التعليق على المسألة رقم (1874) .
(3) في (ك) : «فكبر بالتكبيرة» .
(4) الرَّتْوَةُ: فيها أقوال؛ قيل: الخطوة؛ يقال: رَتَوْتُ أرتو: إذا خطوتَ. ويقال: الرتوة: الرمية. ويقال: البسطة. ويقال: هي: نحوٌ من ميل. وقيل: مدى البصر. "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/157- 159) ، و"النهاية" (2/195) .
(5) من قوله: «ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً ثُمَّ ضَحِكَ ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) في (ك) : «ثم» .
(5/235)
الجَنَّةَ، وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ، فَضَحِكْتُ وَكَبَّرْتُ رَبِّي، وَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لأُمَّتِي.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: حدَّثنا مُحَمَّد بْن عُزَيْز (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سلامةُ بإسناده، مثلَه (3) .
1945 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانُ بْنُ صالِح المِصْرِيِّ (5) ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ أبي عُشَّانة حَيِّ (6) بن يُؤْمِنَ، عَنْ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : لَوْ كَانَ فِيكُمْ مُوسَى وَعَصَيْتُمُونِي، دَخَلْتُمُ النَّارَ.
_________
(1) قال الطبراني في "الأوسط" (6522) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا سلامة بن روح، تفرد به أبو الطاهر» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (3/315) : «وهذه الأحاديث عن عقيل، عن الزهري، كتاب نسخة كبيرة يقع في جزأين، وفيها عن عقيل، عن الزهري، أحاديث أنكرت من حديث الزهري بما لا يرويه غير سلامة، عن عقيل، عنه» .
(2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد" (520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/314) من طريق النعمان بن هارون، كلاهما (ابن خزيمة والنعمان) عن محمد بن عزيز، به.
(3) قوله: «مثله» ليس في (أ) و (ش) .
(4) في (ش) : «حدثنا» بلا واو.
(5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الروياني في "مسنده" (225) من طريق عثمان بن صالح، نا ابن لهيعة، حدثني مشرح بن هاعان المعافري، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله (ص) قال: «لو كان فيكم موسى، فاتبعتموه وعصيتموني، لدخلتم النار» .
(6) في (ت) : «حيي» ، في (ك) : «حيني» . انظر "تهذيب الكمال" (7/485) .
(5/236)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: أَبُو عُشَّانة ثقةٌ.
1946 - وسألتُ (1)
أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَبَّاس بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الدِّمَشْقيُّ، عَنْ مَرْوانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابنِ وَهْبٍ ورِشْدِين بنِ سَعْد، عَنْ يونسَ، عَنِ الزُّهريِّ، عن إبراهيمَ بنِ عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنِّي لأُعْطِي (2) الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَكِلُهُ إِلَى إِيمَانِهِ؟
قَالَ أَبِي: كنا نستغربُ هَذَا الْحَدِيث ولم نكن عَرفْنا عِلَّتَه، وعلمنا أَنَّهُ خطأٌ (3) ، وكان يُسْأَلُ العباسُ عنه، ثم وقفنا بعدُ عَلَى عِلَّتِهِ، وعلمنا أنه خطأٌ.
_________
(1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/33) ، وتصحف فيه ابن وهب إلى: «أبي وهب» . ونقل بعضه ابن رجب في "فتح الباري" (1/121) ، وابن حجر في "فتح الباري" (1/81) . لكن قال ابن حجر في "الفتح": «وقد روي عن ابن وهب ورشدين ابن سعد جميعًا، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه؛ أخرجه ابن أبي حاتم، ونقل عن أبيه أنه خطأ من راويه، وهو الوليد بن مسلم عنهما» اهـ.
وليس للوليد بن مسلم ذكر عند ابن أبي حاتم. والذي يغلب على الظن أن الذي أوقع ابن حجر في هذا: نقله له من "فتح الباري" لابن رجب (1/121) الذي قال: «ورواه العباس الخلال، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَرِشْدِينِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إبراهيم بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، وأخطأ في ذلك؛ نقله ابن أبي حاتم الرازي، عن أبيه» .
(2) في (ك) : «لا أعطى» .
(3) قوله: «وعلمنا أنه خطأ» كذا في جميع النسخ، وأغلب الظن: أنه انتقال نظر مما يأتي بعدُ آخِرَ الفقرة.
(5/237)
قلنا: ما علَّتُهُ؟
قَالَ: روى الخلقُ؛ شُعَيبُ بْن أَبِي حَمْزَة (1) وغيرُ (2) واحدٍ (3) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
1947 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيْدُ ابنُ إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ زُهَيْرٍ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سِبَابُ المُؤْمِنِ فِسْقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ وَاحِدٍ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (27) .
(2) في (ش) : «وغيره» .
(3) منهم معمر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وابن عيينة، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري:
أما روايتا معمر، وابن أبي ذئب: فأخرجهما الإمام أحمد في "المسند" (1/176 و182 رقم 1522 و1579) .
وأما رواية صالح بن كيسان: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (1478) ، ومسلم (150) . وأما رواية ابن عيينة، وابن أخي الزهري: فأخرجها مسلم (150) .
وأخرجه البخاري (1478) ، ومسلم (150) من طريق صالح بن كيسان، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد ابن سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2039) .
(5) هو: ابن معاوية.
(6) منهم: زكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل بن يونس، وشريك ابن عبد الله، وعمرو بن ثابت، وروح بن مسافر:
أما رواية زكريا: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/178 رقم 1537) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/88- 89) ، وفي "الأدب المفرد" (429) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1099) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) .
وأما رواية إسرائيل: فأخرجها الإمام أحمد (1/183 رقم 1589) ، والبزار في "مسنده" (1171) ، وأبو يعلى في "مسنده" (720) .
= ... وأما رواية شريك: فأخرجها ابن ماجه في "سننه" (3941) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) .
وأما رواية عمرو: فأخرجها البزار (1172) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) .
وأما رواية روح: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (1/145 رقم 325) ، وفي "الدعاء" (2039) .
وأخرجه معمر في جامعه (20224) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبيه، به.
ومن طريق معمر أخرجه أحمد (1/176 رقم 1519) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (138) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/89) تعليقًا، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1098) ، والنسائي في "سننه" (4104) .
وأخرجه الإمام أحمد (1/385 رقم 3647) ، والبخاري في "صحيحه" (48 و6044 و7076) ، ومسلم (64) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، به.
(5/238)
وَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ زهيرٍ غيرَ (1) عُبيد (2) .
_________
(1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) ، وانظر التعليق على المسألة (68) .
(2) قال البزار في "مسنده" (4/14) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سعد إلا ابنه محمد، ولا عن محمد إلا أبو إسحاق» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/357 رقم 625) : رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عن أبي إسحاق، عن محمد ابن سعد، عن أبيه، وخالفه معمر؛ فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بن سعد، عن سعد. وقيل: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عامر بن سعد، ولا يصح، والصواب: حديث محمد بن سعد» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/88- 89) .
(5/239)
1948 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (2) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ عبدِ رَبِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ شَقِيق (3) بْنِ سَلَمة، عَنْ جَرِير؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا بايَعَ، بايَعَ عَلَى شَهَادَةِ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكَاةِ، والسَّمْعِ والطاعةِ لِلَّهِ ولرسولِهِ، والنُّصْحِ لكلِّ مسلمٍ،، وإذا بعَثَ سَرِيَّةً قال: بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، لاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا الوِلْدَانَ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الحديثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ؛ وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
1949 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (4) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ عُروَة، عَنِ ابْنِ عباسٍ، قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الإِيمَان ِ أَنْ يَقُولَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإسنادِ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (960) . وقال أبو حاتم هناك: «لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» .
(2) هو: موسى بن محمد.
(3) في (ك) : «سفيان» .
(4) هو: موسى بن محمد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7/270 رقم 7472) من طريق محمد بن عمير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا محمد بن عمير الرازي» .
(5) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.
(5/240)
1950 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ (2) التَّمَّارُ (3) ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ ويونسَ (4) وحُمَيدٍ (5) ، عَنْ أنسِ بْنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ؟
قَالَ أَبِي: مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ وجماعةٌ مِنْ أَصْحَابِ حمَّاد، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ زيدٍ وحُمَيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) .
قال أبي: هذا أشبهُ (8) .
_________
(1) نقل قولَ أبي حاتم الضياءُ في "المختارة" (6/57) .
(2) في (ت) : «أبو نضر» ، وفي (ك) : «أو نصز» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز، وروايته عن حماد أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (28) ، وفي "مكارم الأخلاق" (342) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4187) ، وابن حبان في "صحيحه" (510) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/154 رقم 12561) ، والحاكم في "المستدرك" (1/11) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، والبزار في "مسنده" (21/كشف الأستار) من طريق إبراهيم بن محمد، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/78) من طريق محمد بن إدريس أبي بكر الشعراني، عن أبي نصر التمار، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حميد ويونس، عن الحسن، عن أنس، به.
(4) هو: ابن عبيد العبدي.
(5) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(6) قوله: «عن حَمَّاد بن سَلَمة» ليس في (ش) .
(7) أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص471) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (260) من طريق إسماعيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الحسن، عن النبي (ص) .
(8) قال الدارقطني في "العلل" (4/35/ب) : «يرويه حَمَّاد ابن سَلَمة، واختلف عنه؛ فرواه أبونصر التَّمَّار والحسن الأشيب، عن حَمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد (أي عن أنس) وغيرهما يرويه عن حَمَّاد، عن يونس وحُمَيْد، عن الحسن، مرسلاً، وهو أشبه» .
(5/241)
1951 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالسلام بنُ حَرب (2) ، عن (3) عبد الله بْنِ بِشْر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفَّان، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سألتُهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأمرِ (4) ؟ قَالَ: هُوَ (5) الكَلِمَةُ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي، فَرَدَّهَا؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهريِّ؛ قال: أخبرني رجلٌ من
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1970) ، وفيها مزيد كلام لأبي زرعة.
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (5) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (7 و8) ، وأبو يعلى في "مسنده" (9) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/235) ، والدينوري في "المجالسة" (1822) ، وابن عدي في "الكامل" (4/245) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/272) .
وأخرجه العقيلي (2/235) من طريق عمر بن سعيد التنوخي، عن الزهري، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/312- 313) ، والعقيلي (2/235) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عثمان.
(3) في (ك) : «ابن» .
(4) في (ك) : «هذه الأمة» .
(5) كذا، والجادَّة: «هي» ؛ فإنَّ المسؤول عنه «النجاة» ، ويخرَّج ما في النسخ بجعله من باب الحمل على المعنى بتذكير االمؤنث: فإمَّا أنَّه حمل «النجاة» على معنى «المسؤول عنه» ، أو أنَّه حملها على معنى «النَّجاء» ، كأنَّه سُئل عن النجاء من هذا الأمر؛ قال في "المصباح المنير" (2/595) : «نجا من الهلاك يَنْجُو نَجَاةً: خَلَصَ، والاسم: النَّجاءُ بالمد، وقد يقصر» . اهـ. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(6) هو: ابن خالد الأيلي. وكذا جاءت روايته هنا على هذا الوجه، وسيأتي في المسألة (1970) عن أبي زرعة أن عُقيلاً رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي من لا أتهم، عَنْ رجل من الأنصار، عن عثمان. ومن طريق عقيل بهذا الإسناد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/236) .
(5/242)
الأَنْصَارِ؛ أنَّ عُثْمَانَ مرَّ عَلَى أَبِي بكرٍ.
قَالَ أَبِي: فَحَدِيثُ عُقَيل أشبهُ (1) .
_________
(1) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/169) : «ولا يصح فيه سعيد» . وقال البزار في الموضع السابق: «هذا رواه معمر وصالح بن كيسان، وقد تابعهما غير واحد على هذه الرواية عن الزهري، عن رجل من الأنصار، وقد روى هذا الحديث عبد الله بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ، عن أبي بكر. ثم قال: ولا أحسب إلا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطأ، والحديث حديث معمر وصالح بن كيسان مع من تابعهما. وقد رواه محمد بن عمر الواقدي عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عبد الله بن عمرو، عن عثمان، عن أبي بكر. وهذا الحديث مما لم يُتابَعْ محمدُ بن عمر على روايته، وإنما أردنا أن نذكره ليعلم أنه قد رواه هذا» .
وقال العقيلي في الموضع السابق: «ورواية صالح بن كيسان وشعيب وعُقيل أولى من رواية عبد الله بن بشر ومن تابعه» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1/171) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصواب عن الزهري قال: حدثني رجال من الأنصار - لم يسمهم -: أن عثمان ابن عفان دخل على أبي بكر. كذلك رواه = = أصحاب الزهري والحفاظ عنه جماعة منهم: عُقيل ابن خالد ويونس بن يزيد وغيرهم» .
وقال الخطيب في الموضع السابق: «هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي، عن الزهري، وقيل: عن مالك بن أنس وعن ابن أبي ذئب جميعًا عن الزهري مثله، ورواه ابن أخي الزهري - واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم - وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عثمان، وكلا القولين وهم، والصواب: عن الزهري قال: حدثني رجال من الأنصار - لم يسمهم - أن عثمان دخل على أبي بكر، رواه كذلك عن الزهري الحفاظ من أصحابه، منهم يونس بن يزيد وعقيل بن خالد وغيرهما» .
(5/243)
1952- قَالَ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ: وذكَرَ (2) أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عاصمٍ، عَنْ عِمْران أَبِي (3) العَوَّام، عَنْ مَعْمَر بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: لمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله (ص) ارتَّدتِ العربُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إنما قال رسولُ الله (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ... ، الحديثَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
1953 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو غِرَارَة (5) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن التَّيْمي (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة؛ قالتْ: قال النبيُّ (ص) (7) : الرِّفْقُ يُمْنٌ، وَالْخُرْقُ (8) شُؤْمٌ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1937) ، وستأتي برقم (1971) . وانظر المسألة رقم (1964) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(3) لعله غيّرها في (ف) إلى: «ابن» . وعمران هو: ابن داوَر القطان.
(4) انظر المسألة رقم (2522) .
(5) بكسر الغين المعجمة، وراءين مفتوحتين بينهما ألف، وآخره هاء. انظر "توضيح المشتبه " لابن ناصر الدين (6/423) .
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/157) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (6/189) ، والبيهقي في "الشعب" (7326 و8060) ، والخطيب في "الموضح" (1/319) . وجاء عند ابن عدي أبو غرارة، عن القاسم، عن عائشة، ولم يذكر عن أبيه.
(7) في (ف) : «رسول الله (ص) » .
(8) الْخُرْق - بالضم -: الجهل والْحُمْق. وقد خَرِقَ يَخْرَقُ خَرَقًا فهو أَخْرَقُ. والاسم: الخُرْق، بالضم. "النهاية" (2/26) .
(5/244)
بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ بَابَ (1) الرِّفْقِ، وَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ، وَإِنَّ الخُرْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ،، وَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَان ِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ كَانَ الحَيَاءُ رَجُلاً كَانَ رَجُلاً صَالِحًا،، وَإِنَّ الفُحْشَ مِنَ الفُجُورِ، وَالْفُجُورُ فِي (2) النَّارِ، وَلَوْ كَانَ الفُحْشُ رَجُلاً كَانَ رَجُلَ سُوءٍ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْنِي فَاحِشًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ قَالَ: بِهُذَا الإسنادِ هُوَ (3) مُنكَرٌ (4) .
1954- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يعقوبُ ابنُ إِسْحَاقَ الحضرميُّ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ المَدَنِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُؤْمِنُ وَاهٍي رَاقِعٌ (6) ، فَسَعِيدٌ
_________
(1) قوله: «باب» ليس في (ف) .
(2) في (ك) : «من» .
(3) في (ك) : «وهو» .
(4) سيأتي بإسناد آخر عن عائشة مختصرًا في المسألة رقم (2522) .
(5) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (3/1030) ، والبزار في "مسنده" (3236/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/324) ، والطبراني في "الأوسط" (1856 و1867) ، وفي "الصغير" (179) ، والبيهقي في "الشعب" (6721) .
(6) في (ك) : «واهي رافع» . وكذا رسمت «واهي» في جميع النسخ بإثبات الياء مع الاسم المنقوص المنون المرفوع، وهو لغة فصيحة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
ومعنى الحديث: أنَّ المؤمن مذنب تائب؛ شبَّهه بمن يهي ثوبه فيرقعه؛ قال الزمخشري: والمراد بالواهي: ذو الوهي في ثوبه. وقال الحربي: يهي دينُهُ بمعصيته ويرقعه بتوبته. انظر: "غريب الحديث" للحربي (3/1031) ، و"الفائق" (4/85) ، و"النهاية" (5/233) .
(5/245)
مَنْ هَلَكَ عَلَى رَقْعِهِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (2) .
1955 - وسمعتُ أَبِي يقولُ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه (3) ابنُ نُفَيل (4) ، عَنْ زهيرٍ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا مَنصور (6) ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي الهُذَيل، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ رَجُلا سَأَلَ رسولَ الله (ص) فَقَالَ (7) : إنَّ أحدَنَا يَعْرِضُ - أَوْ لَيَعْرِضُ (8) ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا - فِي نفسِه الشيءُ، لَأنْ يكونَ (9) [حُمَمَة] (10) أحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يتكلَّم بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ (11) رَسُولُ الله (ص) : اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الوَسْوَسَةِ.
_________
(1) في (ك) : «رفعه» .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، وسعيد فلم يكن بالقوي، وإنما نكتب من حديثه ما ليس عند غيره» .
وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد إلا سعيد، تفرد به يعقوب. وضعفه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص307) . والعراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3328/تخريج أحاديث الإحياء) .
(3) في (ت) : «حدث» ، وتقرأ في (ك) : «حدثت» .
(4) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
(5) هو: ابن معاوية.
(6) هو: ابن المعتمر.
(7) قوله: «فقال» سقط من (ك) .
(8) في (ت) : «ليعزض» .
(9) في (ك) : «لا يكون» .
(10) في جميع النسخ: «حمة» ، والمثبت من "سنن أبي داود" (5112) ، و"صحيح ابن حبان" (1/360) وغيرهما.
(11) قوله: «فقال» مكرر في (ك) .
(5/246)
فسمعتُ أَبِي يقولُ: قَالَ ابْن نُفَيْل: كذا قَالَ زُهَيْر. وهو خطأٌ (1) .
1956 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُويد (3) ، عَنِ مالكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهْل بْنِ سعدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : إنَّ
_________
(1) فقد أخرج هذا الحديث أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2827) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/340 رقم 3161) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (781) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1638 و1640) ، والطبراني في "الكبير" (10/338 رقم 10838) ، وابن منده في "الإيمان" (345 و346) ، والبيهقي في "الشعب" (334) من طريق شعبة.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (5112) ، والمروزي (779) ، وابن حبان في "صحيحه" (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم (شعبة والثوري وجرير) عن منصور، عن ذر بن عبد الله، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس، به. وجاء في رواية شعبة عن منصور والأعمش، عن ذر، به.
واختلف على الثوري في هذا الحديث؛ فأخرجه عبد ابن حميد في "مسنده" (701) ، والمروزي (780) ، والنسائي في "الكبرى" (10504) ، والطحاوي (1640) ، وابن منده (345) ، والبيهقي (335) ، من طرق عن الثوري مثل رواية شعبة وجرير.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (658) ، والنسائي في "الكبرى" (10503) ، وابن حبان في "صحيحه" (6188) ، من طريق إسحاق بن يوسف، عن الثوري، عن حماد بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس.
قال النسائي: «ما علمت أحدًا تابع إسحاق على هذه الرواية» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2157) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (6/141 رقم 5776) .
وأخرجه في (6/185 رقم 5940) من طريق أيوب بن يونس، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بن سعد، قال رسول الله (ص) : «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءُونَ أَهْلَ الغرف كما تتراءون الكوكب في أفق السماء» .
(4) هو: سلمة بن دينار.
(5/247)
أَهْلَ الجَنَّةِ (1) لَيَتَرَاءَوْنَ (2) أَهْلَ الغُرَفِ فَوْقَهُمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ (3) الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَائِرَ (4)
فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ (5) ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ لا يبلغُها غيرُهم؟ قَالَ: بَلَى (6) ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا المُرْسَلِين؟
_________
(1) قوله: «إن أهل الجنة» ليس في (ف) .
(2) في (ت) : «ليترايون» .
(3) في (ت) : «يترايون» .
(4) هذه إحدى روايات الحديث في هذه اللفظة؛ ويروى: «الغابر» بالمعجمة والموحدة قبل الراء، و «الغارب» بالمعجمة والموحدة بعد الراء، و «العازب» بالمهملة والزاي. وكلها يرجع إلى معنًى واحدٍ؛ وهو البعيد في الأفق. و «الغائر» من «الغور» وهو الانحطاط، وعدها بعضهم تصحيفًا، لكن قال القاضي عياض في تفسيرها: كأنه الداخل في الغروب. وقال: وهذه = = الرواية لها وجه؛ لاسيما مع قوله بعد ذلك: «فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى المغرب» وأحسن وجوهها: البعيد. اهـ.
وقال الحافظ في "الفتح": «ومن رواه الغائر من الغور، لم يصح؛ لأن الإشراق يفوت، إلا إن قدر: المشرف على الغروب، والمعنى: إذا كان طالعًا في الأفق من المشرق، وغائرًا في المغرب. وفائدة ذكر المشرق والمغرب: بيان الرفعة وشدة البعد» . اهـ. "مشارق الأنوار" (2/81، 127) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (17/169- 170) ، و"النهاية" (3/227) ، و"فتح الباري" (6/327) ، (11/425) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «من المشرق والمغرب» .
(6) كذا وقع هنا «بلى» ، وكذلك وقع في الحديث عند البخاري ومسلم في الموضعين الآتيين. والجمهور على أن «بلى» لا تكون أبدًا إلا جَوابًا للنفي المجرَّد، أو الذي دخل عليه همزة الاستفهام أو التقرير أو التوبيخ. واستشكل القرطبي في "المفهم" (7/ 176) ما وقع في هذا الحديث؛ بأنهم لم يستفهموا، فحقه أن يقال: «بل» ، قال: فكأنه تسومح فيها فوضعت «بلى» موضع «بل» .
وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 328) : قال ابن التين: يحتمل أن تكون «بلى» جواب النفي في قولهم: «لا يبلغها غيرهم» وكأنه قال: بلى يبلغها رجال غيرهم. اهـ. وقد وقع استعمالها - في موضع «نعم» - في الإيجاب أو الاستفهام المجرد عن النفي في هذا الحديث عند البخاري ومسلم، وفي حديث عبد الله بن مسعود ح عند البخاري (6642) ؛ أنَّ رسول الله (ص) قال لأصحابه: «أترضَوْنَ أن تكونوا ربع أهل الجنة؟!» قالوا: بلى ... الحديث. وفي حديث النعمان بن بشير عند مسلم (1623) وفيه قول النبي (ص) : «أيسرُّكَ أن يكونوا إليك في البر سواء؟ !» قال: بلى. ووقع في الشعر في قول الطُّهَويِّ [من الطويل] :
فَلاَ تَبْعدَنْ يَا خَيْرَ عَمْرِو بْنِ جُنْدُبٍ
بَلَى إِنَّ مَنْ زَارَ الْقُبُورَ لَيَبْعُدَا
كما وقع أيضًا استعمالُ «نعم» في موضع «بلى» ؛ قال البغدادي في "خزانة الأدب " (11/ 212) : «وهذا من التقارض» أي: التبادل.
(5/248)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل، حديثٌ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ مَالِكٍ، لَيْسَ هَكَذَا لفظُهُ.
وأمَّا مِنْ (2) حديثِ مالكٍ (3) : فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخُدْرِي، عن النبيِّ (ص) .
فَقُلْتُ لَهُ: فَقَدْ حدَّثنا يونسُ بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مالكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ هذا المتنَ؟
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6555) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم في "صحيحه" (2830) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ؛ كِلاهُمَا عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء» .
(2) قوله: «من» ليس في (أ) و (ش) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3256) ، ومسلم في "صحيحه" (2831) ، من طرق عن مالك ابن أنس، عن صفوان بن سليم، به.
(4) من قوله: «حدثنا يونس بن عبد الأعلى ... » إلى هنا، مكرر في (ك) .
(5/249)
فَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحيحُ.
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ أيُّوب بْنِ سُوَيد هَذَا، فَقَالَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فيه أيُّوبُ ابن سُوَيْد؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مالكٌ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كذا حدَّثنا الأُوَيْسِي (1) ، عَنْ مالكٍ (2) .
1957 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوْيَهْ، عَنْ بَقِيَّةَ (4) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو وَهْبٍ الأَسَدِيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا نافعٌ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لا تَحْمَدوا إسلامَ امرئٍ حتى تَعرِفوا عُقْدَةَ رأيهِ.
_________
(1) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3256) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (11/257) : «يرويه مالك ابن أنس، واختلف عنه؛ فقال معن بن عيسى، وعبد الله ابن وَهْب، وإسحاق الفروي، وعبد العزيز الأويسي: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيْم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عن أبي سعيد. وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مالك = = على وجهين؛ حدث به أبو عُمَيْرِ بْنِ النَّحَّاسِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ووهم في ذكر زيد بن أسلم؛ إنما هو صَفْوان بن سُلَيم. ورواه يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْل بن سعد، والصحيح: قول ابن وهب ومعن ومن تابعهما» . وانظر "علل الدارقطني" (11/100- 101) (2147) .
(3) روى هذا النص الخطيب في "الكفاية" (ص364) ، ونقله العلائي في "جامع التحصيل" (ص103) ، والعراقي في "التقييد والإيضاح" (ص96) ، والزركشي في "النكت على ابن الصلاح" (2/103) ، والأبناسي في "الشذا الفياح" (1/174) ، والسيوطي في "تدريب الراوي" (1/225) . وانظر ما تقدم في المسألة رقم (1879) .
(4) هو: ابن الوليد.
(5/250)
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَهُ علَّةٌ قلَّ مَنْ يَفْهَمُهَا؛ رَوَى هذا الحديثَ عُبَيدُالله بنُ عَمْرٍو (1) ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، وعُبَيدُالله بنُ عمرو كنيتُهُ (2) : أَبُو وَهْب، وَهُوَ أَسَدِيٌّ؛ فكأنَّ بَقِيَّةَ بن الوليد كنَّى عُبَيدَالله بْنَ عَمْرٍو، ونَسَبه إِلَى بَنِي أَسَد؛ لِكَيْلا يُفْطَنَ بِهِ، حَتَّى إِذَا ترَكَ إسحاقَ بنَ أَبِي فَرْوَة مِنَ الوسَطِ لا يُهتَدَى لَهُ (3) ، وَكَانَ بَقِيَّةُ مِنْ أَفعلَِ الناسِ لِهَذَا (4) .
وأما ما قَالَ إسحاقُ فِي روايته عَنْ بَقِيَّة، عَنْ أَبِي (5) وَهْب: «حدَّثنا نَافِع» ، فهو وَهَمٌ، غير أنَّ وجهه عندي: أن إِسْحَاق لعلَّه حفظَ عَنْ بَقِيَّةَ هَذَا الحديثَ، ولمَّا يَفْطَنْ (6) لِمَا عَمِلَ بَقِيَّةُ من تركهِ إسحاقَ من الوسطِ، وتكنيتِه عُبَيدَاللهِ بنَ عمرو، فلم يفتقدْ لفظَ (7) بَقِيَّة
_________
(1) أخرجه على هذا الوجه الخطيب في "الكفاية" (ص365) ، وفي "تاريخ بغداد" (13/80) من طريق موسى بن سليمان، عن بقية، عن عبيد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بن أبي فروة، به.
ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الأذكياء" (ص8) . وانظر تتمة التخريج في المسألة المتقدمة برقم (1879) .
(2) في (ت) و (ك) : «عمرو وكنيته» .
(3) في (ك) : «إليه» .
(4) وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (1847) .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» .
(6) في (ت) و (ك) : «يفطر» ، وقوله: «لمَّا» هنا حرفُ نفي وجزم وقلب، يدخلُ على المضارع، وبينه وبين «لَمْ» فروقٌ ذكرها ابن هشام في "المغني" (ص277-278) ، وانظر "الأشباه والنظائر» في النحو، للسيوطي (2/506-509) .
(7) في (ت) و (ك) : «لفظة» .
(5/251)
فِي قوله: «حدَّثنا نَافِع» ، أو «عَنْ نَافِعٍ» (1) .
1958 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ البَزَّاز (3) [أبو] (4) أبي حَصِين (5) ، عن حُدَيْج (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنِ الأَغَرّ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الإِيمَانُ كَلِمَاتٌ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (9) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ أَلاَ إِنَّمَا هُوَ (10) كَلِمَاتٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ ... . وَرَوَاهُ جماعةٌ كََثٌيرة عن حُدَيْجٍ هَكَذَا. وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَلِمَاتٌ مَنْ قَالَهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ (11) ... ، الحديثَ.
_________
(1) قوله: «فلم يفتقد ... » إلخ، انظر تعليقنا على نحوه في المسألة رقم (1871) و (2394) .
(2) انظر المسألة التالية.
(3) في (ش) : «البزار» .
(4) في جميع النسخ: «ابن» . والصواب ما أثبتنا. وانظر المسألة التالية، و"الجرح والتعديل" (9/364) .
(5) أبو حصين هذا: اسمه كنيته، كما في "الجرح والتعديل" (9/364 رقم 1663) . قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: قلت لأبي حصين: هل لك اسم؟ قال: لا، اسمي وكنيتي واحد، فقلت: فأنا قد سميتك: عبد الله، فتبسم» .
(6) في (ك) : «خديج» . وهو: ابن معاوية بن حديج.
(7) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(8) هو: الأغر أبو مسلم.
(9) قوله: «خطأ» ليس في (ف) .
(10) في (ك) كتب فوق قوله: «ألا إنما هو» : «كذا» .
(11) في (ش) و (ف) : «الحمد لله» دون الواو.
(5/252)
1959 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: قَالَ لَنَا أَبُو حَصِين: رأيتُ فِي كِتَابِ أَبِي هَذَا الحديثَ: فَقَالَ رسولُُ الله (ص) : أَلا، وَقَدْ تأكَّلَ مَا بعدَهُ، فَجَاءَ الرازيُّون فلقَّنوه: الإِيمَانُ كَلِمَاتٌ، وَإِنَّمَا موضعُهُ موضعٌ دارسٌ قَدْ تأَكَّلَ.
1960- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (2) ،
عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو (3) ، عَنْ أَبِي بُرْدة (4) ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: مَنْ جَاءَ بشهادةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ حُرِّم عَلَى النارِ؟
فَقَالَ (5) أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ بعضُ البصريين عَنْ هلالٍ فرفعَهُ، وموقوف (6) أَصحُّ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ هلالٌ هذا؟
_________
(1) انظر المسألة السابقة.
(2) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (12/329 رقم 2890) ، ومن طريق مسدد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/185 و8/202) .
وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1366) من طريق عثمان بن عمر، عن هلال، به.
(3) كذا في جميع النسخ، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (8/202) فقال: «هلال بن عمرو أبو عمرو» ، وجاء في مصادر التخريج: «هلال أبو عمرو» .
(4) في (ف) : «برزة» .
(5) في (ش) : «قال» .
(6) أي: وهو أصحُّ موقوفً، وحذفت من «موقوفً» ألفُ تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5/253)
قَالَ: أرى أَنَّهُ هلالُ بْن مزيدة البصريُّ (1) .
1961- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوريُّ (2) ، عَنْ مَنصورٍ (3) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الإِسْلاَمُ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ البَيْتِ، ثُمَّ الجِهَادُ بَعْدُ حَسَنٌ؟
قَالَ أَبِي: يَزيدُونَ فِي هَذَا الإِسْنَادِ رجلَيْنِ؛ يَقُولُونَ: سَالِمٌ (5) ، عَنْ عَطِيَّةَ - رجلٍ مِنْ أهلِ الشام - عن يزيد بْنِ بِشْرٍ السَّكْسَكِي، عَنِ ابْنِ
_________
(1) في (ك) : «النصري» .
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/26 رقم4798) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/389) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بن أبي الجعد، عن يزيد بْنِ بِشْرٍ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ عمر، به.
وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص176) من طريق حجاج بن دينار، عن منصور، عن يزيد بن بشر، عن ابن عمر. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن عساكر (65/130) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/11) : «ولم يذكر الثوري عطية» .
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ك) .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19556) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/322) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (412) من طريق جرير بن عبد الحميد، والمروزي (418) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن منصور، عن سالم، عن عطية، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي في "الشعب" (21) .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 و4514) من طريق عكرمة بن خالد ونافع، ومسلم (16) من طريق سعد بن عُبيدة السلمي ومحمد بن زيد بن عبد الله وعكرمة بن خالد، جميعهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «بُني الإسلام على خمس: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ البيت، وصوم رمضان» .
(5/254)
عمرَ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: وهذه الزيادةُ محفوظةٌ؟
قَالَ: نعم.
قلتُ: فعَطِيَّة من هو؟
قَالَ: هو عَطِيَّة بْن قَيْسٍ (1) .
1962 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المُحَارِبِيُّ (3) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عطاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : الدِّينُ خَمْسٌ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُنَّ شَيْءً (4)
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (4/52/أ) : «يرويه منصور ابن المعتمر واختلف عنه، فرواه يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ = = الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر. وخالفه أبو إسحاق الفزاري ووكيع بن الجراح ومؤمل؛ فرووه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سالم، وسمَّوا الرجل، وقالوا: عن يزيد بن بِشْر السَّكْسَكِي، وكذلك رَوَاهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ منصور، وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سالم، عن عطية مولى بني عامر [في الأصل: عاصم] ، عن يزيد بن بشر، عن ابن عمر. ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن يزيد بن بشر، أو بشر بن يزيد - كذا - حدث به عنه حجاج بن دينار. والقول عندي قول جرير بن عبد الحميد عن منصور» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (879) .
(3) هو: عبد الرحمن بن محمد.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/255)
دُونَ [شَيْءٍ] (1) : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِيمَانٌ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ المَوْتِ؛ هَذِهِ واحدةٌ،، وَالصَّلَوَاتُ (2) الخَمْسُ عَمُودُ الدِّينِ؛ لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ،، وَالزَّكَاةُ طُهُورٌ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ (3) إِلاَّ بِالزَّكَاةِ،، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ، ثُمَّ جَاءَ رَمَضَانُ فَتَرَكَ صِيَامَهُ مُتَعَمِّدًا؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ (4) الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ وَلاَ الزَّكَاةَ،، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَ، ثُمَّ تَيَسَّرَ لَهُ الحَجُّ فَلَمْ يَحُجَّ، وَلَمْ يُوصِ بِحَجِّهِ، وَلَمْ يَحُجَّ عَنْهُ بَعْضُ أَهْلِهِ؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الأَرْبَعَ الَّتِي قَبْلَهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ يَحْتملُ أنَّ هَذَا مِنْ كَلامِ عطاءٍ الخراسانيِّ؛ وإنما هو: عبد الحميد بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ شيخٌ كوفيٌّ.
1963 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [عُمَرُ] (5) بْنُ يُونُسَ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عبد العزيز (7) ، عَنْ يَحْيَى (8) ، عَنْ أَبِي قِلاَبة (9) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ العَدَوِيِّ، عَنْ هشام ابن [عامر] (10) الأنصاريِّ: أنَّ رسول الله (ص) قال:
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ هنا، وقد جاء مثبتًا في المسألة (879) .
(2) في (ش) : «والصلاة» .
(3) في (ك) : «الصلوات» .
(4) قوله: «منه» سقط من (ف) .
(5) في جميع النسخ: «عَمرو» ، والمثبت هو الصواب، كما في مصدر التخريج، وكما في "الجرح والتعديل" (6/142) ، و"تهذيب التهذيب" (3/255) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/177 رقم 460) .
(7) هو: الأردني.
(8) هو: ابن أبي كثير.
(9) هو: عبد الله بن زيد الجرمي.
(10) في جميع النسخ: «عُمر» ، والمثبت هو الصواب، كما في مصدر التخريج، وكما في "الجرح والتعديل" (9/63) ، و"تهذيب الكمال" (30/212 رقم 6580) .
(5/256)
مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ (1) عَنْ أَبِي قِلابةَ (2) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1964 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ (4) حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (5) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أنس: أنَّ (6) النبيَّ (ص) قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ (7) ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنا (8) ، وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا؛ حُرِّمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا (9) ؛ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ؟
_________
(1) في (ك) : «يرويه» .
(2) من هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/33 و34 رقم 16385- 16387 و16389- 16392) ، والبخاري في "صحيحه" (1363 و4171 و4843 و6047 و6105 و6652) ، ومسلم (110) من طرق عن أبي قلابة، به.
(3) نقل قولَ أبي حاتم: الضياءُ في "المختارة" (5/282) ، وابنُ رجب في "فتح الباري" (2/286) . وانظر المسألة السابقة برقم (1937) و (1952) ، والمسألة الآتية برقم (1971) .
(4) قوله: «عن» مكرر في (ك) .
(5) هو: عبد الله. وروايته في "مسنده" (240) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/199 و224- 225 رقم 13056 و13348) ، والبخاري في "صحيحه" (392) .
(6) في (ك) : «عن» .
(7) كذا رواية الحديث هنا، ومثله عند البيهقي في "السنن الصغرى"، والضياء في "المختارة"، وفي بعض مصادر التخريج: «حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا الله، فإذا قالوها» ، وفي بعضها: «حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رَسُولُ الله، فإذا شهدوا» .
(8) في (ك) : «قبلنا» .
(9) في (ف) : «بحقا» .
(5/257)
قَالَ أَبِي: لا يُسْنِدُ هَذَا الحديثَ إِلا ثلاثةُ (1) أنفسٍ: ابنُ المُبارَك، وَيَحْيَى بنُ أيُّوبَ (2) ، وَابْنُ سُمَيعٍ (3) .
_________
(1) في (ك) : «بثلاثة» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (393) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (2642) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (10) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/215) ، والدارقطني في "سننه" (1/232) ، وابن منده في "الإيمان" (191) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/92) ، وفي "السنن الصغرى" (349) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1916) .
(3) هو: مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ، وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3966) ، والدارقطني في "سننه" (1/232) ، وابن منده في "الإيمان" (193) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1915) .
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/439) ، والطبراني في "الأوسط" (3245) من طريق سليمان ابن حيان أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن حُمَيْدٍ، به مرفوعًا.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (391) ، والنسائي (4997) من طريق مَيْمُونِ بْنِ سَيَّاهٍ، عَنْ أَنَسٍ، مرفوعًا.
وأخرجه البخاري (393) تعليقًا، والنسائي (3968) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد قال: سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك، به، موقوفًا.
قال ابن حبان في "صحيحه" عقب الحديث رقم (5895) : «ما روى هذا الحديث عن حميد إلا ثلاثة نفر من الغرباء: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن أيوب البجلي، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (2/286) بعد نقله لكلام أبي حاتم: «يشير إلى أن غيرهم يقفه ولا يرفعه، كذا قال. وقد رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ حميد، عن أنس مرفوعًا. خرج حديثه الطبراني، وابن جرير الطبري» . اهـ.
ورواه معاذ بن معاذ، عن حميد، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سَيَّاهٍ، عَنْ أنس، موقوفًا، وصوَّب الدارقطني في "العلل" والإسماعيلي وَقْفَهُ. وذُكر هذا الحديث لعلي بن المديني من رواية ابن المبارك فقال: أخاف أن يكون هذا وهمًا، لعله: حميد، عن الحسن، مرسلاً. فتعقبه الدارقطني بقوله: «وليس كذلك؛ لأن معاذ بن معاذ من الأثبات» .
(5/258)
1965 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به أبي (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي أُمَامَة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ سَعْدِ بْنِ عِمران، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عثمان ابن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّهِ عثمان ابن سَهْل بْنِ حُنَيف، عَنْ عمَّه عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف (2) ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) - مُقَامَهُ بمكةَ - يَدْعُو إِلَى الإيمانِ بِاللَّهِ والتصديقِ بِهِ قَوْلٌ (3) بِلا عملٍ، والقبلةُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ،، فلمَّا هَاجَرَ إِلَيْنَا ونَزَلتِ الفرائضُ، نَسَخَتِ المدينةُ مكةَ والقولَ بِهَا، ونسخَ البيتُ الحرامُ بيتَ المقدسِ؛ فصار الإيمانُ قول وعمل (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ وسعدُ بْنُ عِمران مثلُ الوَاقِدي (5) في اللِّينِ وكَثْرةِ (6) عجائبِهِ!
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/32 رقم 8312) .
(2) من قوله: «عن سعد بن عمران ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) كذا، وهو منصوب على الحال المؤول بالمشتق، أي: يصدق به المرء قائلاً به بلسانه. وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) .
(4) قوله: «قول وعمل» كذا في جميع النسخ، وهما إما مرفوعان أو منصوبان:
أما الرفع: فعلى أن اسم «صار» ضمير شأن، و «الإيمان» : مبتدأ، و «قول وعمل» : خبره، والجملة في محل نصب خبر «صار» ، والتقدير: فصار هو -أي: الشأن- الإيمانُ قولٌ وعملٌ، وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) .
وأما النصب: فعلى أنهما خبر «صار» والمعطوف عليه، ورسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: محمد بن عمر.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وكثيرة» .
(5/259)
1966 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي أُوَيسٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبة بْنِ أَبِي كَثيرٍ مَوْلَى أَشْجَعَ، وثَوْرِ بن [زيد] (2) ، وخالِه مُوسَى بْنِ مَيْسَرة؛ الدِّيْلِيَّيْنِ (3) ، [وغيرِهم] (4) ، عَنْ نُعَيْمٍ المُجْمِر (5) ، وعن سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَفَعُوا الحديثَ - قَالَ النبيُّ (ص) : يَعُودُ الإِسْلاَمُ كَمَا بَدَأَ، أَي: إِنَّهُ (6) بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، ومَنِ الغُرباءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ؟
قَالَ أبي: عمر (7) بْنُ شَيْبة مجهولٌ، وَهَذَا حديثٌ (8) موضوعٌ (9) .
_________
(1) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله. وروايته أخرجها الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/141- 142) . ووقع فيه: «نعيم المجمر عن سعيد» .
(2) في جميع النسخ: «يزيد» ، وهو خطأ؛ فثور بن يزيد ليس دِيليًّا، وليس موسى بن ميسرة خالاً له، وإنما هو: ثور بن زيد كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (4/416) ، وقد جاء على الصواب في الموضع السابق من "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب.
(3) في (أ) : «الذيليين» .
(4) في جميع النسخ: «وغيره» ، والمثبت من "الموضح".
(5) هو: ابن عبد الله.
(6) قوله: «أي إنه» كذا في النسخ، وفي "الموضح": «وإنه» .
(7) في (ف) و (ك) : «عمرو» .
(8) في (ك) : «الحديث» .
(9) يعني بهذا الإسناد؛ فقد أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند" (2/389 رقم 9054) من طريق عبد الرحمن ابن يعقوب والد العلاء، ومسلم في "صحيحه" (145) من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي، كلاهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء» .
(5/260)
1967 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة ابن مَسْلَمة أَبُو مُعَاوِيَةَ خَتَنُ (1) عطاءٍ، عَنْ عطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُولِ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، رجلٌ يَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويصلِّي الخَمْسَ، ويصومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فإذا حدَّث كذَبَ، وإذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وعَدَ أخلَفَ (2) ؟! قَالَ: هَذِهِ خِصَالُ المُنَافِقِ؟
قَالَ أَبِي: سَلَمةُ هَذَا يُسْنِدُ كَثيرًا، ليس يَسْكُنُ عليه القلبُ (3) ، وَهَذَا حديثٌ منكرٌ.
1968 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (4) ،
عَنْ
_________
(1) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) .
(2) في (ت) و (ك) : «خلف» .
(3) في (ك) : «للقلب» .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/173) : «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، عنده مناكير، يدل حديثه على ضعفه، يسند كثيرًا مما لا يُسْنَد» .
(4) هو: عبد الله بن سعيد الكندي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2837/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (7298) ؛ لكن وقع عندهما: «الحسين بن عيسى» بدل: «الحسن بن عيسى» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2505) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/667) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص48) من طريق إسماعيل بن موسى، عن حسين بن عيسى، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/355) .
وأخرجه ابن عدي (2/355) من طريق إسحاق بن بهلول، عن الحسين بن عيسى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير (24/668) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن عكرمة مرسلاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11712) ، والطبراني في "الكبير" (11/260 رقم 11903 و11904) ، وفي "الأوسط" (2/284 رقم 1996) من طريق هلال بن خباب، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
(5/261)
الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الحَنَفِي، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَبِي حازمٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: بينا رسولُ الله (ص) بالمدينةِ إذ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ! اللهُ أَكْبَرُ! جَاءَ نَصْرُ اللهِ، وَجَاءَ الفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ اليَمَنِ؛ قَوْمٌ نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ (1) ؛ الإِيمَانُ يَمَان ٍ، وَالْفِقْهُ يَمَان ٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ليس له أصلٌ؛ الزُّهريُّ، عَنْ أَبِي حازمٍ، لا يجيءُ (3) .
وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديثِ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) ؛ وَأَبُو حَازِمٍ لا أظنُّهُ المَدِينِيَّ (5) .
_________
(1) كذا وقع هنا وفي بعض مصادر التخريج. ووقع في بعض المصادر: «لينة طباعهم» ، وفي بعضها: «حسنة طاعتهم» ، وفي بعضها: «رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم» .
(2) انظر تفسير «الإيمان يمان ... » ، والخلاف فيه في المسألة المتقدمة برقم (1935) .
(3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أسند الزهري، عن أبي حازم غير هذا» .
(4) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد روي عن الحسين أيضًا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس؛ ثناه محمد بن أحمد بن هلال الشطوي، عن إسحاق بن بهلول عنه، وكلا الروايتين عن معمر، عن الزهري، فسواء عن عكرمة أو عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عباس منكر جدًّا» .
وانظر المسألة المتقدمة برقم (1935) .
(5) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(5/262)
1969 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ الأَجْلَحِ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ (2) الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: فَمَنْ (3) خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فيه عبدُالله ابنُ الأَجْلَحِ.
قِيلَ لَهُ: فإنَّ ابنَ أَبِي فُدَيْكٍ (4) رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ هِشام بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ: وَهِمَ فِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ [عثمان] (5) وَهُوَ خطأٌ، يَعْنِي: والصَّحيحُ: حديثُ ابنِ عُيَينة (6) عَنْ هشامِ بنِ عُروَة، عن أبيه، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (648) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4704) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (254) .
(2) قوله: «إنَّ» سقط من (ك) .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «من» .
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/257 رقم 26203) ، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (28) ، والبزار في "مسنده" (50/كشف الأستار) . وقد توبع في روايته على هذا الوجه؛ فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (649) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن حبان في "صحيحه" (150) من طريق مروان بن معاوية، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (624 و626) من طريق الثوري والليث بن سالم، جميعهم عن هشام، به.
(5) وقع في جميع النسخ: «عمر» ، وهو خطأٌ ظاهر.
(6) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1187) ، ومسلم في "صحيحه" (134) ، وأبو داود في "سننه" (4721) .
(5/263)
أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وقد قَوَّى ذلك ما يَرْوِيهِ عُقَيلٌ (1) ، وابنُ أخي الزُّهريِّ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُروَة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) هو: ابن خالد الأيلي، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3276) ، ومسلم في "صحيحه" (134) .
(2) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (134) .
وتابعه في روايته على هذا الوجه يونس بن يزيد الأيلي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10499) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (625) ، وابن منده في "الإيمان" (355) .
وقد تابع عروة بن الزبير في روايته على هذا الوجه كلٌّ من:
محمد بن سيرين، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/282 رقم 7790) ، ومسلم في "صحيحه" (135) .
وأبو سلمة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (2/387 رقم 9027) ، ومسلم (135) .
ويزيد بن الأصم، وروايته أخرجها أحمد (2/539 رقم 10957) ، ومسلم (135) .
= ... وهمام بن منبه، وروايته في "صحيفته" (93) ، ومن طريقه الإمام أحمد (2/317 رقم 8207) ، وابن حبان في "صحيحه" (6722) ، وابن منده (356) .
والمحرر بن أبي هريرة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (2/421 رقم 9566) .
وعبد الرحمن بن يعقوب، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (646) ، وابن منده (365) .
وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وروايته أخرجها ابن منده (357) .
وأخرجه وكيع في "الزهد" (226) ، وهناد في "الزهد" (947) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما (وَكِيعٌ وَعَبْدَةُ) عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن أبيه، مرسلاً.
(3) من قوله: «وقد قوى ذلك ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
قال الدارقطني في "العلل" (8/322) : «يرويه هشام عن عروة، واختلف عنه؛ فروي عن الثوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ حدث به عمار بن محمد عنه. وقيل: عن الثوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، ولا يصحُّ. ورواه مالك وحسان بن إبراهيم، عن هشام، عن أبيه، مرسلاً، وهو أصحُّ» .
(5/264)
1970 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه عبدُالسلام بنُ حَرب، عن عبد الله بْنِ بِشْر (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ؛ قال: سألت النبيَّ (ص) عَنْ نجاةِ هَذَا الأمرِ؟ فَقَالَ: الكَلِمَةُ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي، فَرَدَّهَا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ فيما سَمَّى سعيدَ ابنَ الْمُسَيِّب، والحديثُ حديثُ عُقَيل (3) ويونس (4) ومن تابعهما، عَنِ الزُّهريِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ، عَنْ رجلٍ من الأنصار، عَنْ عُثْمَان؛ وافقهم صالحُ بْن كَيْسان (5) إلا أَنَّهُ ترَكَ مِنَ الإسنادِ رجلا (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1951) .
(2) في (ت) و (ك) : «بشير» .
(3) هو: ابن خالد الأيلي.
(4) هو: ابن يزيد الأيلي.
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/60 رقم 24) ، والبزار في "مسنده" (4) ، وأبو يعلى (10) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/236) جميعهم عنه، عن الزهري، حدثني رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم أنه سمع عثمان، به.
وتابع صالح بن كيسان في روايته على هذا الوجه شعيب ابن أبي حمزة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (1/6 رقم 20) .
وأخرجه معمر في "جامعه" (20554) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ، به.
ومن طريق معمر أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/289) ، وسقط من المطبوع «عن معمر» ، والعقيلي (2/236) .
وأخرجه البزار (4) من طريق سلمة بن شبيب، والعقيلي (2/236) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رجل من الأنصار من أهل الفقه، عن عثمان.
(6) يعني: أنه ذكر في روايته أن بين الزهري وعثمان ح رجلاً مبهمًا واحدًا، وأما عقيل ويونس ومن تابعهما فذكروا رجلين مبهمين.
(5/265)
1971 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرُو بنُ عاصمٍ، عَنْ عِمران القَطَّان (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّي رسولُ الله (ص) ارتدَّتِ العربُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أتريدُ أَنْ تقاتلَ الْعَرَبُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا قال رسولُُ الله (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا (3) أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ؛ وَلَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1972 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بنُ عمَّار (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ إسماعيلَ بنِ يَحْيَى الشَّيْبانيِّ، عن [عبد الله] (5) ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ (6) عُمَرَ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسولِ الله (ص) فِي بعضِ غَزَوَاتِهِ، فَمَرَّ بقومٍ فَقَالَ: مَنِ القَوْمُ؟ ، قَالُوا: نَحْنُ المسلمون،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1937) و (1952) ، وانظر المسألة (1964) .
(2) هو: ابن داور.
(3) في (ت) : «يشهد» ، وفي (ك) : «تشهد» .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4297) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/96) .
(5) في جميع النسخ: «عبيد الله» مصغرًا، والمثبت هو الصواب؛ كما في مصادر التخريج، ولأن إسماعيل معروف بالرواية عن «عبد الله» ، لا «عبيد الله» ؛ كما في "الضعفاء" للعقيلي (1/96) ، و"تهذيب الكمال" (3/213) .
(6) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(5/266)
قَالَ: وامرأةٌ تَحْصِبُ تَنُّورَها (1) ، مَعَهَا ابنٌ لَهَا، فَإِذَا ارتفَعَ مِنْ (2) وَهَجِِ التَّنُّور نفَخَتْ (3) به، فأتتِ النبيَّ (ص) فقالت: أنتَ رسولُ الله؟ قال: نَعَمْ، قَالَتْ: بِأَبِي أنتَ وأمِّي! أَلَيْسَ اللهُ الرحمنَ الرحيمَ أرحمَ الراحمينَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: أَلَيْسَ اللهُ أرحمَ بعبادِه (4)
مِنَ الأمِّ بِوَلَدِهَا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فإنَّ الأمَّ لا تُلقي ولدَها فِي النارِ! فقال النبيُّ (ص) : إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَنْ يُعَذِّبَ مِنْ عِبَادِهِ إِلاَّ المَارِدَ المُتَمَرِّدَ (5) الَّذِي تَمَرَّدَ عَلَى اللهِ؛ فَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ليس له عندي أصلٌ» ، وأَبَى أن يحدِّث به (6) .
_________
(1) في (ت) و (ف) : «تنورًا لها» ، وفي (ك) : «تنورًا لهما» . والتنور: ما يُخْبز فيه. وتَحْصِبُه: ترمي فيه الحَصَبَ؛ وهو ما هُيِّئ للوقود من الحطب. "المصباح" (1/77، 128) .
(2) قوله: «من» ليس في (ك) .
(3) كذا تقرأ في (ت) ، إلا أنها غير منقوطة الفاء فيها. ولم تنقط جميع الكلمة في (أ) ، ولم تنقط النون والخاء في (ش) و (ف) و (ك) . وفي مصادر التخريج: «تنحت به» ، أي: بعدت بولدها عن النار؛ وهو الأولى. ويمكن أن يكون معنى «نفخت به» : دفعته عنها، أي: التنور. ومعنى «نفحت به» : ضربته برجلها لتبتعد عنه هي وولدها. وانظر "النهاية" (5/89) و"اللسان" (2/624) .
(4) في (ك) : «ليس أرحم بعباده» ..
(5) في (ك) : «والمتمرد» .
(6) قال العقيلي في الموضع السابق: «إسماعيل بن يحيى، عن عبد الله بن عمر، لا يتابع على حديثه» . وتصحف «ابن عمر» في طبعتي "الضعفاء" إلى «ابن عمرو» . وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/318) : «هذا إسناد فيه إسماعيل بن يحيى، وهو متهم، وعبد الله ضعيف» .
(5/267)
1973 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ [البَزَّاز] (2) ،
عن سعيد ابن عبد الرحمن الجُمَحِي، عن عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) (4) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَوْصِني؛ قال: تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ (5) تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ (6) ، وَتَعْتَمِرُ (7) ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ، وَعَلَيْكَ بِالْعَلاَنِيَةِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُرْوَى هَذَا الحديثُ عن عُبَيدالله (8) ،
عن يونس،
_________
(1) من قوله: «هذا حديث ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) في جميع النسخ «البزار» آخره راء مهملة. والمثبت من "الجرح والتعديل" (7/289) ، و"تهذيب الكمال" (25/388) وغيرهما. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/494) ، وفي "الأوسط" (2/60) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1070) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2658) ، والحاكم في "المستدرك" (1/51) ، والبيهقي في "الشعب" (3690) ، والخطيب في "الموضح" (2/134) .
ومن طريق البخاري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/399) .
(3) هو: ابن عمر العمري.
(4) من قوله: «عن سعيد بن عبد الرحمن ... » إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) ، وكتب في (أ) فوق كلمة «البزار» : «كذا» .
(5) في (ت) و (ك) : «ولا» .
(6) قوله: «البيت» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(7) في (ت) و (ك) : «وتعمر» .
(8) في (ش) : «عبد الله» . وروايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/494) تعليقًا، وفي "الأوسط" (2/60) تعليقًا، وابن حبان في "المجروحين" (1/323) ، والحاكم في "المستدرك" (1/51) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2/227 رقم 333 و334) من طريق محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، به.
= ... ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (3691) .
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (164) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/358) من طريق جرير ابن حازم، عن الحسن، عن عمر، به.
(5/268)
عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عُمَرَ ... فذكَرَ الحديثَ (1) .
1974 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن سُلَيم (2) ، عن عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قال: قال النبيُّ (ص) : إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى المَدِينَةِ (4) كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إِلى جُحْرِهَا؟
_________
(1) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الكبير" بعد روايته له من طريق ابن عمر: «وقال محمد بن بشر، عن عبيد الله، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عمر؛ قولَه، مثله، وهذا أصح» . وكذا قال في "التاريخ الأوسط". وذكر الذهبي في "الميزان" (2/148) : أن هذا الحديث من مناكير سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وقال ابن حبان في الموضع السابق من "المجروحين": «وهذا خطأ فاحش، إنما روى عبيد الله بن عمر هذا الكلام عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحسن، عن عمر قوله» . ونقل قول البخاري. وقال الحاكم في الموضع السابق: «قال القباني (وهو: الحسن بن محمد بن زياد) : قلت لمحمد ابن يحيى: أيهما المحفوظ؛ حديث يونس، عن الحسن، عن عمر، أو نافع عن ابن عمر؟ فقال محمد بن يحيى: حديث الحسن أشبه. قال الحاكم: فرضي الله عن محمد بن يحيى؛ تورع عن الجواب حذرًا لمخالفة قوله عليه الصلاة والسلام: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يريبك» ولو تأمل الحديثين لظهر له أن الألفاظ مختلفة، وهما حديثان مسندان وحكاية، ولا يحفظ لعبيد الله، عن يونس بن عبيد غير حديث الإمارة، وقد تفرد به الدراوردي، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ثقة مأمون، وقد رواه عنه غير محمد بن الصباح، على أن محمد بن الصباح أيضًا ثقة مأمون» .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1182/كشف) ، وابن حبان في "صحيحه" (3727) .
(3) هو: ابن عمر العمري.
(4) أي: يَنْضمُّ إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. قال القاضي عياض: وقيل: يرجع؛ كما جاء في الحديث الآخر: «ليعودنَّ كل إيمان إلى المدينة» . اهـ. ورويت «يأرز» بكسر الراء وفتحها وضمها، والأكثر الكسر؛ وقال في "القاموس": أَرَزَ يَأْرزُ، مثلثة الراء، أُرُوزًا. وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/163) ، و"مشارق الأنوار" (1/27) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (2/177) ، و"النهاية" (1/37) ، و"القاموس المحيط" (2/165) .
(5/269)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله (1) ، عَنْ خُبَيب (2) ، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) .
1975 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَرِيُّ (5) ، عن عبد الله بْنِ وَهْب، عَنْ معاويةَ بْنِ صالح (6) ؛ قال: حدَّثني
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/286 و496 رقم 7846 و10440) ، ومسلم في "صحيحه" (147) من طريق حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير، وأحمد أيضًا (2/422 رقم 9471) من طريق يحيى بن سعيد، والبخاري في "صحيحه" (1876) من طريق أنس بن عياض، جميعهم عن عبيد الله بن عمر، به.
(2) أهملت الخاء في جميع النسخ، والمثبت هو الصواب؛ كما في مصادر التخريج المتقدمة، وهو خبيب بن عبد الرحمن.
(3) قال البزار في الموضع السابق: «تفرد به يحيى بن سليم، عن عبيد الله، ورواه غيره عن عبيد الله، عن جبير [كذا، والصواب خُبَيْبٍ] ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو الصواب» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (4/93) بعد أن نقل تخطئة البزار ليحيى بن سليم: «وهو كما قال، وهو (يعني يحيى بن سليم) ضعيف في عبيد الله بن عمر» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) : «لم يزل أصحاب الحديث يعدون هذا الحديث فيما تفرد به يحيى بن سليم، عن عبيد الله، حتى وجدنا أبا حذافة قد رواه عن الدراوردي، عن عبيد الله» .
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1933) ، والآتية برقم (2583) و (2629) .
(5) هو: مروان بن محمد، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/241- 242) .
وأخرجه أيضًا (25/243- 244) من طريق حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وهب، به.
(6) في (ش) : «عبد الله بن صالح» .
(5/270)
أَبُو دُوَيْدٍ (1) المؤذِّنُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ (2) ، وَسَرَّتهُ حَسَنَتُهُ (3) ؛ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.
وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ (4) ، عن عمر بن جُعْثُمٍ (5) اليَحْصُبِيِّ، عَنْ دُوَيد (6) بْنِ نَافِعٍ، عن عاصم ابن حُمَيد، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: دُوَيْدُ بنُ (7) نَافِعٍ.
1976 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ إسماعيل الجَعْفَرِي، عن عبد الله بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ (8) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا لأَِحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ، وَلاَ لأَِسْوَدَ (9) عَلَى أَحْمَرَ فَضْلٌ؛ إِلاَّ بِفَضْلٍ في دِينِ اللهِ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «دريد» ، وفي (ش) : «رويد» .
(2) في (ك) : «سيه» .
(3) في (ش) : «حسنه» .
(4) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/243) من طريق بقية بن الوليد، عن عمر بن خثعم، عن ابن دويد، عن عاصم بن حميد، به.
(5) كذا تقرأ في (ت) ، وفي (أ) : «حتعم» ، وفي (ش) : «حثعم» ، وفي (ف) : «حعثم» ، وفي (ك) : «خثعم» ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/287) .
(6) في (أ) : «ذويد» ، وفي (ت) و (ك) : «رويد» .
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(8) قوله: «قال» سقط من (ش) .
(9) في (ك) : «أسود» .
(5/271)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ وعبدُالله ابن سَلَمة منكرُ الْحَدِيثِ (1) .
1977 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ (2) ، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ حَزْنٍ، عَنْ حَربٍ الجَعْدِي، عَنْ أَبِي إسحاقَ (3) ، عن سُوَيد ابن غَفَلَةَ، عن عبد الله بْنِ مسعودٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ الله (ص) : أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى (4) الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ؟ ، قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ. قَالَ (5) : الوَلاَيَةُ في اللهِ: الحُبُّ (6) فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ. أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ ، قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قَالَ: فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا في العِلْمِ (7) ، وَإِنْ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «متروك الحديث» ، والمثبت موافق لما في "الجرح والتعديل" (5/70) .
(2) في "مسنده" (376) لكن جاء في إسناده عقيل الجعدي، ومن طريقه على هذا الوجه أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (761) ، والبيهقي في "السنن" (10/233) ، وفي "الشعب" (9064) ، وفي "المدخل" (2/291) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (746) ، وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (15) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(4) في (ت) و (ك) : «عود» .
(5) في (ك) : «فلك» .
(6) في (ت) و (ك) : «والحب» .
(7) كذا في جميع النسخ، وكذا في "مسند الطيالسي". لكن رواه البيهقي والخطيب وابن قدامة، من طريق الطيالسي، وفيه: «العمل» ، وكذا في بقية مصادر تخريج الحديث. وهو الصواب المناسب للسياق؛ ويؤيده أنه في بعض مصادر التخريج سأله قبل هذا السؤال: «أتدري أي الناس أفضل؟» قال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم» .
(5/272)
كانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ (1) حَربٌ الجَعْدِي، والناسُ يَقُولُونَ: عَقِيل.
وسألتُ (2) أَبِي عَنْ ذلك؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: الصَّعْقُ بْن حَزْنٍ (3) ، عَنْ عَقِيل الجَعْدِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، وليس لحربٍ (4) معنى. ونفسُ الحديثِ منكرٌ؛ لا يشبهُ حَدِيث أَبِي إِسْحَاق (5) ، ويشبه أن يكون عَقِيلٌ هذا أَعْرابيّ (6) . والصَّعْق، فلا بأسَ به (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وهو» .
(2) في (ك) : «سألت» بلا واو.
(3) روايته أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30434) ، وفي "مسنده" (321) من طريق زيد بن الحباب، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/504- 505) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/408- 409) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/177) ، والبيهقي في "الشعب" (9065) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/430) ، وفي "جامع بيان العلم" (2/807 رقم 1500) من طريق محمد بن الفضل عارم، والفسوي (3/504- 505) ، والطبراني في "الكبير" (10/220- 221 رقم 10531) ، والبيهقي في "الشعب" (9065) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، وابن أبي عاصم في "السنة" (70) ، والمروزي في "السنة" (55) ، والطبراني في "الكبير" (10/220- 221 رقم 10531) ، وفي = = "الأوسط" (4479) ، وفي "الصغير" (624) ، والثعلبي في "تفسيره" (9/248) من طريق شيبان بن فروخ، جميعهم من طريق الصعق بْن حزن، عَنْ عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق، به.
(4) في (ف) : «لحارث» .
(5) من قوله: «وليس لحرب معنى ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(6) كذا في جميع النسخ! وتقدم تخريج نحوه قريبًا في المسألة رقم (1965) ؛ عند قوله: «فصار الإيمان قول وعمل ... » .
(7) قال العقيلي في "الضعفاء" (3/408) : «عقيل الجعدي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق الهمداني، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» ، ثم رواه بإسناده، وقال: «وقد روي بعض هذا الكلام، عن الربيع، عن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أبي ابن كعب؛ موقوفًا» . وقال ابن عدي في "الكامل" (5/382) : «سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عقيل الجعدي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عن سويد بن غفلة، منكر الحديث. وعقيل الجعدي لم ينسب وإنما له هذا الحديث الذي ذكره البخاري» .
وقال الطبراني في "الأوسط" (4479) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي إسحاق إلا عقيل الجعدي، تفرد به الصعق بن حزن» . وقوله «والصعق فلا بأس به» من دخول الفاء على خبر المبتدأ وهو جائز على مذهب الأخفش. انظر (1026) .
(5/273)

========


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي ثَوَابِ الأَْعْمَالِ
1978 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُقْبة بن عبد الله بْنِ الأَصَمِّ (2) ، عَنِ ابْنِ (3) بُرَيْدةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أنَّ رَجُلا أَتَى النبيَّ (ص) فقال: علِّمْني دعوةً، فقال: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي صَبُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي عَيْنِي صَغِيرًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا؟
قَالَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) لا يُعرَفُ، وعُقْبةُ ليِّنُ الْحَدِيث، أَبُو هلالٍ أحبُّ إلينا منه (5) .
1979 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جماعةٌ (8) ، عن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2047) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (4439) .
(3) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وكتب فوقها في (ك) : «كذا» .
(4) قوله: «منكر» ليس في (أ) و (ش) و (ف) .
(5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه إلا عقبة الأصم، وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (911) .
(6) انظر المسألة الآتية برقم (1984) .
(7) في (أ) : «أبي زرعة» وعليها «صح» .
(8) منهم: أبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الله بن نمير، وروايتهما أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/252 رقم 7427) ، ومسلم في "صحيحه" (2699) .
ومنهم أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته أخرجها مسلم (2699) .
(5/274)
الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً ... ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الأَعْمَش (2) ، عَنْ رجلٍ (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، والصَّحيحُ: عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (4) .
_________
(1) هو: ذكوان السمان.
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو داود في "سننه" (4946) ، والترمذي في "جامعه" (1930) ، والنسائي في "الكبرى" (7290) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
(3) في (أ) إشارة لحق، وكتب بالحاشية: «لعله: عن أبي صالح» ، ومراده فيما يظهر: «الأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، = = عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة» ؛ كما في التخريج السابق، ولم نقف على من رواه بإسقاط أبي صالح.
(4) من قوله: «والصحيح عن رجل ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.
قال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1425) : «هكذا روى غير واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) نحو رواية أبي عوانة وروى أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حُدّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) نحوه، وكأن هذا أصح من الحديث الأول» .
وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب الصحيح" (35) : «وهو حديث رواه الخلق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فلم يذكر الخبر في إسناده غير أبي أسامة، فإنه قال فيه: عن الأعمش قال: حدثنا أبو صالح. وَرَوَاهُ أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الأعمش، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. والأعمش كان صاحب تدليس، فربما أخذ عن غير الثقات» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1966) بعد أن ذكر أوجه الخلاف في هذا الحديث قال: «وهو محفوظ عن الأعمش، وقد اختلف عنه؛ فرواه أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن سعيد الأموي، وأبو بكر بن عياش، والثوري، وعبيد الله بن زحر، ومحاضر بن المورع، وجرير، وعبد الله بن سيف الخوارزمي، وعمار ابن محمد، وعمرو بن عبد الغفار، وأبو أسامة، وأبو كدينة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة ... ثم قال: ورواه أسباط بن محمد، واختلف عنه؛ فقيل: عنه عن الأعمش قال: حدثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وقيل: عنه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الخدري جمعهما» .
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (632 حديث رقم 36) : «خرجه مسلم عن رواية الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، واعترض عليه غير واحد من الحفاظ في تخريجه، منهم أبو الفضل الهروي والدارقطني، فإن أسباط بن محمد رواه عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، فتبين أن الأعمش لم يسمعه من أبي صالح، ولم يذكر من حدثه به عنه، ورجح الترمذي وغيره هذه الرواية» .
(5/275)
1980 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ لَيْثٍ (3) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْر (4) ، عَنْ عُقْبة بن عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ من حَدِيث يزيدَ بْن أَبِي حَبِيب؛ يُرْوى عَنْ خالدِ بْن أَبِي عمران، قولَهُ. وإنما تكلَّموا في محمد
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2024) ، وفيها زيادة بيان على ما هنا.
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/285 رقم 786) ، وفي "الأوسط" (3546) ، وفي "الصغير" (439) .
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/271) . ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/137) .
وأخرجه القضاعي في "مسنده" (472) من طريق سعيد ابن كثير بن عفير، عن الليث بن سعد، به.
(3) هو: ابن سعد.
(4) هو: مرثد بن عبد الله اليزني.
(5/276)
بْن مُعَاوِيَة فِي هَذَا الحديثِ وغيرِه (1) .
1981 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ خالدٍ الزَّيَّاتِ (3) ، عَنْ داودَ (4) ، عَنْ أَبِي طُوَالةَ (5) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : المَوْلُودُ
_________
(1) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الليث إلا محمد بن معاوية، ولا يُروى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إلا بهذا الإسناد» .
ونقل الخطيب في الموضع السابق عن أبي زكريا - يحيى بن معين - قوله: «ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول؛ حدث بحديث عقبة بن عامر: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ» عن ليث بن سعد وهو في كتابه، وليس هذا بشيء، وزعم أنه سمع مع معلى، وإنما هو - زعموا - في كتاب معلى، عن رشدين بن سعد، عن يزيد، عن أبي الخير، مرسل» . قال الخطيب: «قد روى هذا الحديث خالد بن عمرو، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سعيد ابن ميمون مولى عَليّ بْن أَبِي طالب، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رجل ... » الحديث. وخالد ابن عمرو ضعيف لا يحتج به، ويقال: إن الحديث لا أصل له مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب؛ وإنما يروي عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران قوله» .
ونقل الخطيب عن الإمام أحمد قوله: «ورأيت من حديثه عن المخرمي، عن عثمان بن محمد، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن النبي (ص) صلى على جنازة فكبر أربعًا وسلم تسليمة. قال أبو عبد الله: وهذا عندي موضوع. = = قيل لأبي عبد الله: وروى عن ليث، عن يزيد، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، عن النبيِّ (ص) : «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ» ، وقال: هذا أيضًا!» . اهـ.
وقال نحوه ابن الجوزي في الموضع السابق.
وقال الذهبي في "الميزان" (4/45) : «وهذا منكر جدًّا، تفرد به ابن معاوية» .
(2) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3678) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/240) .
(4) جاء عند أبي يعلى: «داود بن سليمان» ، ووقع عند ابن كثير في "تفسيره" (5/392) وعند السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (ص144) كلاهما نقلاً عن "مسند أبي يعلى": «داود أبو سليمان» . وكذا وقع عند الثعلبي.
(5) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
(5/277)
حَتَّى يَبْلُغَ الحِنْثَ (1) : مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ فَلِوَالِدَيْهِ، وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلاَ عَلَى وَالِدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الحِنْثَ أُوحِيَ إِلَى المَلَكَيْنِ ... فذكرتُ لَهُ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسناد، وأتوهَّمُ أَنَّهُ مِنْ سُلَيْمَان بْن عَمْرو (2) النَّخَعِيِّ أَبِي دَاوُد.
قلتُ: فيحدِّث سليمانُ بنُ عَمْرو هَذَا عَنْ أبي طُوَالةَ؟
قال: يحدِّث عمَّن دَبَّ ودَرَجَ!
قلتُ: ما حالُ سليمانَ؟
قَالَ: متروكُ الحديثِ.
قلتُ لأَبِي: لداودَ هَذَا معني؟
قَالَ: لا (3) .
ثم قَالَ: ليس هَذَا من حديثِ أَبِي طُوَالةَ، ويُرْوَى هَذَا المتنُ بإسنادَيْنِ عَنْ أنسٍ (4) ، ليسا بقويِّيْنِ.
_________
(1) قال ابن الأعرابي: الحِنْثُ: الإدراك والبلوغ؛ يقال: بلغ الغلام الحِنْث. وإنما أصل الحنث: الإثم والحرج، وما لم يبلغ لم يُكْتَبْ عليه الإثم؛ فلذلك قيل: بلغ الغلام الحنث. "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص546) ، و"النهاية" (1/449) .
(2) في (ت) و (ك) : «عمر» .
(3) قوله: «لا» ليس في (أ) و (ش) و (ف) .
(4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/217- 218 رقم 13279) ، والحارث في "مسنده" (1085 و1086/بغية الباحث) ، والبزار في "مسنده" (3587/كشف الأستار) ، وأبو يعلى (4246 و4247) ، والدينوري في "المجالسة" (1334) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/132) من طريق أنس بن عياض، عن يوسف بن أبي ذرة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أمية، عن أنس بن مالك.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "القول المسدد" (23) ، و"اللآلئ المصنوعة" (138) من طريق عباد بن عباد المهلبي، عن عبد الواحد بن راشد، عن أنس بن مالك.
ومن طريق أحمد بن منيع أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/70- 71) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/179- 180) .
ويوجد طرق أخرى عن أنس. انظرها في "اللآلئ المصنوعة" (138- 147) .
(5/278)
قلتُ: ما حالُ خالدٍ؟
قَالَ: لَيْسَ بِهِ بأسٌ (1) .
1982 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصة (3) ، عَنْ الثَّوريِّ، عَنْ عطاءِ بْنِ السَّائِب، عن أبيه (4) ، عن عبد الله بْنِ عَمرو؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ - يَعْنِي: أَنَّهُ غَلِطَ فِي الْمَتْنِ - يريدُ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: جئتُ أبايعُكَ عَلَى الهِجرةِ وأَبوايَ (5) يَبكِيَانِ (6) ؛
_________
(1) قال ابن كثير في الموضع السابق: «هذا حديث غريب جدًّا، وفيه نكارة شديدة» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2115) .
(3) هو: ابن عقبة السوائي.
(4) هو: السائب بن مالك، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن زيد، الثقفي الكوفي.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وأبوي» .
(6) رواه عن الثوري على هذا الوجه جمع، منهم: عبد الرزاق في "مصنفه" (9285) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/198 رقم 6869) ، = = والخطيب في "الجامع" (1860) .
ومنهم: محمد بن كثير العبدي، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (19) وأبو داود في "سننه" (2528) ، والبيهقي في "السنن" (9/26) .
وأبو نعيم الفضل بن دكين، وروايته أخرجها البخاري (13) ، والحاكم في "المستدرك" (4/152) .
ويحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8696) .
وروح بن عبادة، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (419) .
وأبو عاصم الضحاك بن مخلد وأبو حذيفة موسى بن مسعود، وروايتهما أخرجها الحاكم (4/152) . وأبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، وروايته أخرجها البغوي في "شرح السنة" (2639) .
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (595) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2332) ، وأحمد (2/160 رقم 6490) ، والمروزي في "البر والصلة" (75) ، وابن حبان (419) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (2/204 رقم 6909) ، والمروزي (73) ، والحاكم (4/153) من طريق شعبة، وأحمد أيضًا (2/194 رقم 6833) من طريق ابن علية، وابن ماجه في "سننه" (2782) من طريق محمد بن عبد الرحمن المحاربي، والبزار في "مسنده" (2409) من طريق جرير بن عبد الحميد، والمروزي (72) ، والنسائي في "المجتبى" (4163) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2122) من طريق حماد بن زيد، والطحاوي (2124) ، وابن حبان (419) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي (2123) ، وابن حبان (423) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/250) من طريق مسعر بن كدام، وابن حبان (419) من طريق ابن جريج، جميعهم عن عطاء بن السائب، به.
(5/279)
وإنما روى ذاك (1) الحديثَ: أُوصِي امْرَأً بأُمِّهِ: سفيانُ (2) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(2) هو: الثوري، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/311 رقم 18789) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/219) تعليقًا، والدولابي في "الكنى" (220) .
وأخرجه ابن أبي شيبة (25393) من طريق شريك بن عبد الله، والبخاري (3/218) تعليقًا، والطبراني في "الكبير" (4/219-220 رقم 4185) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/529) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (3/220) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (4/150) من طريق زائدة بن قدامة، جميعهم عن منصور، به. لكن رواية جرير وزائدة قال عنها الحافظ في "التهذيب" (1/540) : «وقال ابن قانع: ورواه زائدة وجرير، عن منصور، فقالا: خراش» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البخاري (3/218- 219) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (3657) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2632) ، والطبراني (4/220 رقم 4186) .
وقد اختلف على منصور بن المعتمر، انظر الاختلاف عليه في "التاريخ الكبير" وفي "تخريج المسند".
(5/280)
مَنصورٍ (1) ، عَنْ عُبيد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلامة (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: فهذا الذي أراد قَبِيصَةُ (3) ، دخَلَ له حديثٌ فِي حديثٍ.
1983- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه عبدُالحميدِ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن؛ قَالَ: سمعتُ حمَّادَ بنَ أَسَدٍ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ عَمرٍو، يقولُ: عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ... ؟
قَالَ أَبِي: الحديثُ حديثُ أَبِي نُعَيم، عَنْ عِيسَى؛ قَالَ: سمعتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ قال: سمعتُ عبدَالله بنَ عمرو، يقول: «من قال:
_________
(1) هو: ابن المعتمر.
(2) قال الحافظ في "التهذيب" (1/540) : «خداش بن سلامة، ويقال: ابن أبي سلامة، ويقال: ابن أبي سلمة، ويقال: خداش أبو سلمة السلمي، ويقال: السلامي» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/220) : «ولم يتبين سماعه من النبيِّ (ص) » .
وقال الطبراني في "الأوسط" (2449) : عن حديثه هذا «لا يروى عن خداش إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور» .
(3) أي: فهذا الذي أرادَهُ قَبِيصَةُ، وحذف العائد من جملة الصلة. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
(5/281)
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ... » مَوْقُوفٌ (1) .
1984 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ (2) ،
عَنِ البُرْسَانِيِّ (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ مُخَلَّدٍ؛ أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضْطَرِبُ الإسنادِ (5) .
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في "مسنده" (4/104 رقم 16959) . ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) ، = = وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/55) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/174) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (113) من طريق محمد بن أبان البلخي، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (369) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/155- 156) ، وابن عساكر (58/54) من طريق نصر ابن علي الجهضمي، كلاهما عن محمد بن بكر البرساني، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18936) عن ابن جريج، به، وجاء عنده: «عن أبي أيوب، وعن مسلمة ابن مخلد، أن النبي (ص) » .
ومن طريق الصيداوي أخرجه الذهبي في "السير" (6/334 و9/422) .
قال الذهبي في الموضع الأول: «هذا حديث جيد الإسناد، ومسلمة له صحبة، ولكن لا شيْء له في الكتب إلا في سنن أبي داود من روايته عن رويفع بن ثابت» . وقال في الموضع الثاني: «حديث غريب فرد» .
(3) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عثمان.
(4) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «أن» .
(5) فقد جاء عند الإمام أحمد في "المسند" (4/104 رقم 16960) والطبراني في "الكبير" (17/349 رقم 962 و19/439- 440 رقم 1067) أن عقبة بن عامر رحل إلى مسلمة بن مخلد، وعند الطبراني في "الأوسط" (8129) أن جابر بن عبد الله هو الذي رحل إلى مسلمة، وجاء عند عبد الرزاق في "المصنف" (18936) ، وأحمد (4/153 و159 رقم 17391 و17454) أن أبا أيوب رحل إلى عقبة بن عامر، وأبهم الخطيب في "الرحلة" (35) اسم الصحابي الذي رحل إلى عقبة. والحديث أخرجه أحمد (2/91 رقم 5646) ، والبخاري في "صحيحه" (2442 و6951) ، ومسلم (2580) من طريق سالم بن عبد الله، عن ابن عمر.
وأخرجه أحمد (2/252 رقم 7427) ، ومسلم (2699) من طريق أبي صالح ذكوان السمان، عن أبي هريرة، وقد تقدم هنا برقم (1979) .
(5/282)
1985 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو صالحٍ (2)
كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْث (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوانَ بن
_________
(1) انظر المسألة رقم (2037) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8722) وجاء عنده: «صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سعيد المقبري» ولم يذكر زيد بن الحباب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/391) تعليقًا من طريق يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عن عبيد الله ابن أبي جعفر، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/404 رقم 9242) من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2569) من طريق ثابت البناني، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدتَّهُ لَوَجَدتَّنِي عِنْدَهُ؟! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدتَّ ذَلِكَ عِنْدِي؟! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ، فَلَمْ تَسْقِهِ! أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدتَّ ذَلِكَ عِنْدِي!» .
(3) هو: ابن سعد.
(5/283)
سُلَيم، عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ (1) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ مَوْلَى أَبِي (2) ليثٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عِبَادِي، وَظَمِئْتُ فَلَمْ يَسْقِنِي عِبَادِي، قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ؟! قَالَ: نَعَمْ: يَمْرَضُ عَبْدِي؛ فَلَوْ عِيدَ عِيدَ لِي، وَيَعْطَشُ عَبْدِي؛ فَلَوْ سُقِيَ سُقِيَ لِي (3) ؟
قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: زيدُ بْنُ حُبَاب، وغيرُهُ يَقُولُ: زَيْدُ بْنُ عَتَّاب، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: زيدُ بنُ أَبِي عَتَّاب، والصَّحيحُ: زيدُ بنُ أَبِي عَتَّاب (4) ، وَهُوَ شيخٌ حجازيٌّ، رَوَى عَنْهُ الْحِجَازِيُّونَ.
1986 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (6) ، عَنْ سعيدٍ
_________
(1) في (ف) : «خباب» ، وفي (ت) : «خياب» ، وفي (ك) : «حبان» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "التاريخ الكبير" (3/391) ، و"الجرح والتعديل" (3/569) ، و"تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/875) : «مولى بني ليث» . وهو الصواب، وهو: أبو سعيد المقبري؛ كما سيأتي في التخريج.
(3) تكلم شيخ الإسلام ابن تيميَّة عن معنى هذا الحديث، وبيَّن أنَّه لا يحتاج إلى تأويل. فانظر: "درء تعارض العقل والنقل" (1/148-150) و (5/233-236) ، و"الجواب الصحيح" (3/332-349) .
(4) كذا هنا. وفي "الجرح والتعديل" (3/570) : «والصحيح زيد بن عتاب» ، ونقله عنه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/875) .
(5) ذكر ابن أبي حاتم هذا النص بتمامه في "المراسيل" رقم (608) .
(6) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3323) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/502) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي (ص) " (42) ، والبزار في "مسنده" (3799) ، والنسائي في "الكبرى" (9893) ، والطبراني في "الكبير" (22/195- 196 رقم 513) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (156) .
(5/284)
بْنِ سعيدٍ أَبِي الصَّبَّاح التَّغْلِبي، عَنْ سعيدِ بنِ عُمَير بْنِ عُقْبةَ بْنِ نِيَارٍ الأنصاريِّ، عَنْ عمِّه أَبِي بُرْدَة بْنِ نِيَارٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَا صَلَّى عَلَيَّ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلاَةً صَادِقًا بِهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِلاَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ (1) بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ خَطِيئَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ وَكِيعٌ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبي (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ وكيعٍ أَشبهُ، ولا أعلمُ لعُمَيرٍ صُحبةً (4) .
1987 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يوسفُ بن
_________
(1) قوله: «له» ليس في (ت) و (ك) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9892) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5250 و5251) ، وفي "الحلية" (8/373- 374) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/27) . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/233) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلابِيِّ، عَنِ سعيد بن سعيد، به.
ومن طريق ابن قانع أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1673) .
قال أبو نعيم في "الحلية": «لا أعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلا سعد، عن سعيد» .
(3) في (ك) : «الثعلبي» .
(4) قال أبو قريش محمد بن جمعة القُهُسْتاني الحافظ: «سألت أبا زرعة عن اختلاف هذين الحديثين؟ فقال: حديث أبي أسامة أشبه» . نقله المزي في "تهذيب الكمال" (11/27) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (197) ، وستأتي برقم (2054) .
(5/285)
عديٍّ، عَنْ عَثَّامٍ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا تَضَوَّر (3) مِنَ الليلِ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشام بْنُ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يقولُ نفسُهُ (4) ؛ هَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ (5) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا يوسفُ بْنُ عديٍّ بِهَذَا الحديثِ؛ وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ.
1988 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر بن
_________
(1) هو: ابن علي الكلابي.
(2) قوله: «بن عروة» من (ت) و (ك) فقط.
(3) قال أبو بكر الأنباري في قولهم: «يتضور» : معناه: يُظهر الضُّرَّ الذي قد وقع به بالتقلقل والاضطراب ... ويتضور: «يتفعَّل» من الضَّوْرِ، والضَّوْرُ بمعنى الضُّرِّ؛ يقال: ضَرَّنِي يَضُرُّنِي ضَرًّا، وَضَارَنِي يَضِيرُنِي ضَيْرًا، وَضَارَنِي يَضُورُنِي ضَوْرًا؛ بِمَعْنًى. اهـ. وقال ابن الأثير: يتضور: يتلوى ويضج. "الزاهر في معاني كلمات الناس" (2/164) ، و"النهاية" (3/105) .
(4) كذا في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «كان يقولُ هو نفسُهُ» ؛ لأنَّ «نفسه» توكيد معنويٌّ للضمير = = المستتر الذي هو فاعل «يقول» ؛ وقد أوجب أكثرُ النُّحاةِ في ذلك توكيد الضمير المستتر أولاً بضمير منفصل.
لكنَّ هذا قول أكثر النحاة لا جميعهم، فما وقع في النسخ وإن خالف الجادَّة، إلا أنه صحيحٌ في العربية، والله أعلم. انظر "شرح ابن عقيل" (3/212-213) ، و"مغني اللبيب" (ص716) .
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (619) ، وستأتي برقم (2113) .
(5/286)
شَبِيبٍ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدالله (1) ابني (2) أخي سالم بن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إِلاَّ البِرُّ، وَلاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفيان الثَّوريُّ، عَنْ عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمِ بن أبي الجَعْد (4) ، ها هنا - مَعْنَى؟
قَالا (5) : لا.
1989 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنِ الحارثِ (8) ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يقولُ عِنْدَ مَنَامِهِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الحُفَّاظِ (9) ، عن أبي
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وعبد الله» .
(2) في (ك) : «ابن» .
(3) قوله: «عن سالم» ليس في (ش) .
(4) من قوله: «عن ثوبان ... » في الفقرة السابقة، إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «قال» .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2055) .
(7) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(8) هو: ابن عبد الله الأعور.
(9) منهم إسرائيل بن يونس، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29308) .
(5/287)
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرة (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وهو الصَّحيحُ.
وقال أَبِي: رَوَى عمَّارُ بنُ رُزَيقٍ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرةَ والحارثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .
ثُمَّ قَالَ: وحديثُ (4) الأوَّلِ أشبهُ؛ لأنَّ عمَّارَ بنَ رُزَيقٍ سَمِعَ من أَبِي إِسْحَاق بِأَخَرَةٍ.
1990 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَة (6) ، وزهيرٌ (7) ؛ فقال أحدُهُمَا: عَنْ أَبِي إسحاق، عن عَمرِو بنِ
_________
(1) هو: عمرو بن شرحبيل.
(2) كذا في النسخ، دون ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وانظر المسألة (34) .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5052) ، والنسائي في "الكبرى" (7732 و10603) ، والطبراني في "الصغير" (998) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (713) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (510) .
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (354) .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (238) من طريق حماد ابن عبد الرحمن الكلبي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به.
(4) في (أ) و (ش) : «وحدت» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2056) .
(6) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5446) ، وفي "الكبرى" (7882 و7916 و9961) .
(7) هو: ابن معاوية، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "سننه" (5482) ، وفي "الكبرى" (7918 و9963) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قال: حدثني بعض أصحاب محمد (ص) .
(5/288)
مَيمونٍ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ،، [وَقَالَ الآخَرُ (1) :
عَنْ عَمرِو بنِ مَيمونٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ] (2) ؛أَنَّهُ كَانَ يتعوَّذُ مِنْ خمسٍ: مِنَ البُخْلِ، والْجُبْنِ، وسوءِ العمرِ، وفتنةِ الصَّدرِ، وعذابِ القبرِ؛ فأيُّهما أصحُّ؟
فَقَالا: لا هَذَا ولا هَذَا؛ روى هَذَا الحديثَ (3) الثَّوريُّ (4) فَقَالَ (5) : عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَمْرو بْن مَيمون؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يتعوَّذ، مُرسَلً (6) . والثَّوريُّ أحفظُهُم.
وقال أَبِي: أَبُو إِسْحَاق كَبِر وساء حفظُه بأَخَرةٍ؛ فسماعُ الثَّوريِّ منه قديمًا (7) .
_________
(1) رواه على هذا الوجه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ميمون، به، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26606 و29125) ، والبزار في "مسنده" (324) ، والنسائي في "سننه" (5481 و5497) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (849 و850) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5182) ، وابن حبان في "صحيحه" (1024) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (310) .
ورواه أيضًا إسرائيل بن يونس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، به، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (12030 و26605 و29124) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/22 و54 رقم 145 و388) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (670) ، وأبو داود في "سننه" (1539) ، وابن ماجه (3844) ، والنسائي (5443 و5480) ، وابن جرير (848) ، والطحاوي (5180 و5181) ، والحاكم في "المستدرك" (1/530) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/150) .
(2) ما بين معقوفين سقط من جميع النسخ، وأثبت مما يأتي في المسألة (2056) .
(3) قوله: «الحديث» ليس في (أ) و (ش) و (ف) .
(4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5483) ، وفي "الكبرى" (7919 و9964) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (852) . وأخرجه ابن جرير (851 و852) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5183) . من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به.
(5) قوله: «فقال» سقط من (ك) .
(6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ حذفت منه ألف التنوين، انظر التعليق على المسألة (34) .
(7) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في المسألة رقم (2056) ، والجادَّة: «قديمٌ» بالرفع؛ لأنه خبر «سماع» ، لكن نصبه جارٍ على أنه ظرفٌ منصوبٌ سدَّ مسدَّ الخبر، أي: فسماعُ الثوري منه كائنٌ أو مستقرٌّ قديمًا، أي: في القديم، وانظر التعليق على المسألة رقم (827) .
(5/289)
وقال أَبُو زُرْعَةَ: تأخَّر سماعُ زهيرٍ وزكريا من أَبِي إِسْحَاق (1) .
1991 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكيم (3) ، عَنْ شَريكٍ (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِقِ العَبْدِي، عَنِ ابْنَ عُمر؛ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رجلٌ ضَخْمٌ لَهُ خَلْقٌ (5) وجسمٌ، فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ فِي سبيلِ الله! فأُخبر النبيُّ (ص) ذَلِكَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَكِدُّ عَلَى أَبَوَيْهِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يقولون: عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِق؛ أنَّ النبيَّ (ص) ؛ مُرسَلً (6) ؛ وهذا (7) الصَّحيح.
_________
(1) قال الترمذي في "جامعه" (3567) : «قال عبد الله بن عبد الرحمن (هو الدارمي) : أبو إسحاق الهمداني مضطرب في هذا الحديث؛ يقول: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عمر، ويقول: عن غيره، ويضطرب فيه» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2/187) : «رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وابنه إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ، وخالفهما شعبة والثوري ومسعر؛ فرووه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، مرسلاً، عن النبيِّ (ص) ، والمتصل صحيح» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2114) .
(3) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/479) ، وفي "الشعب" (7469 و8337) .
(4) هو: ابن عبد الله النخعي.
(5) في (أ) و (ف) : «خلو» .
(6) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) .
(7) في (ك) : «وهو» .
(5/290)
قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمّن هُوَ؟
قَالا: مِن شَريك.
1992 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ (1) الوَاسِطيُّ (2) ، وعبدُالله بنُ إدريسَ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا (3) مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ (4)
العَمَلُ فِيه (5) مِنْ أَيَّامِ العَشْرِ ... ، الحديثَ.
_________
(1) قوله: «خالد» سقط من (ك) .
(2) هو: خالد بن عبد الله، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/82 رقم 11116) ، وأبو طاهر ابن أبي الصقر في "مشيخته" (79) .
وأخرجه أحمد في "المسند" (1/224 و339 و346 رقم 1968 و3139 و3228) ، والبخاري في "صحيحه" (969) من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس.
(3) قوله: «ما» سقط من (ك) .
(4) قوله: «إليه» ليس في (ت) و (ك) .
هذا وقوله: «أعظم وأحب» يجوز فيهما الرفع نعتًا لـ «أيام» على الموضع؛ لأنها في موضع رفع على الابتداء، و «مِنْ» زائدةٌ، والتقدير: ما أيامٌ أعظمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أحبُّ ... إلخ، ويجوز أيضًا فتحهما نعتًا لـ «أيام» على اللفظ. انظر "مرقاة المفاتيح" (4/492) .
(5) كذا، وحقُّ الضمير أن يرجع إلى «أيَّام» فيقال: «فيها» أو «فيهنَّ» كما في مصادر التخريج، لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة طيِّئ ولَخْم، والأصل: «فيها» ؛ لكن حُذِفَتِ الألفُ ونقلت فتحة الهاء إلى الساكن قبلها، فصارت «فِيَهْ» . انظر تفصيل هذه اللغة وشواهدها في التعليق على المسألة (235) . أو يخرَّج على الحمل على المعنى؛ فـ «فيه» أي: في هذا الوقت المذكور. وانظر التعليق على المسألة (270) .
وقوله: «العمل» : مرفوعٌ على أنَّه فاعل لأفعل التفضيل «أعظم» و «أحب» ، ولا يجوز عند النحاة أن يَرْفَعَ «أفعلُ التفضيلِ» فاعلاً ظاهرًا إلا في مسألة الكُحْلِ، ومنها هذا الحديث، ومسألةُ الكحل المشار إليها هي قولهم: «ما رأيتُ رجلاً أحسَنَ في عَيْنَيه الكُحْلُ مِنهُ في عَين زيد» . وانظر "كتاب سيبويه" (2/32) ، و"اللباب" للعكبري (1/447) ، و"شواهد التوضيح" (ص176-177، بحث رقم 41) ، و"شرح قطر الندى" (ص314-315) ، و"شرح شذور الذهب" (ص421) ، و"شرح ألفية ابن مالك" (باب أفعل التفضيل) .
(5/291)
قِيلَ لَهُ: وَرَوَاهُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ إِدْرِيسَ وخالدٌ أحفَظُ فِي حديثِ يزيدَ مِنِ ابْنِ فُضَيلٍ (3) .
1993 - وسألتُ (4) أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيدُالله بنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (5) ، عَنْ عبد الله بْنِ المُخْتار، عَنِ ابْنِ سِيرِين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: وَصَبُ (6) المُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَاهُ؟
قَالَ أَبِي: كنتُ (7) أَستغربُ هَذَا الحديثَ، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ وَهَمٌ.
_________
(1) في (ش) : «رواه» بلا واو.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (14093) - الرشد، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (173) ، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (83) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/75 و131 رقم 5446 و6154) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (807) ، والبيهقي في "الشعب" (3474) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2971) ، والبيهقي (3475) من طريق مسعود ابن سعد، كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (3024) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(3) في (ك) : «يزيد بن أبي فضيل» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1062) .
(5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق.
(6) تقدم تفسيره في المسألة (1062) .
(7) في (ك) : «كنت أن» .
(5/292)
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيدٍ، عَنْ أيُّوبَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ (2) القُشَيْرِي، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: وَصَبُ المؤمنِ ... قولَهُ، غيرَ مرفوعٍ.
_________
(1) هو: السختياني.
(2) المثبت من (ت) ، وهو موافق لما في المسألة رقم (1062) ، وفي (ك) : «الربان» ، ولم تنقط الكلمة في بقية النسخ.
(5/293)
1994 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكِيعٌ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى (2) ، عَنْ جَرِير بن عبد الله؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ ... ، الحديثَ.
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ،
عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي الضُّحَى مسلمٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ العَبْسِيِّ، عَنْ جريرٍ، عن النبيِّ (ص) (4) ؟
قَالَ أَبِي: كنتُ (5) أَظُنُّ أنَّ (6) أبا الضُّحَى قد لقيَ جريرً (7) ، فإذا روايةُ الأَعْمَش تدلُّ عَلَى أَنَّهُ لم يَسْمَعْ منه، وحديثُ الأَعْمَش قد أفسد حديثَ محمدِ بْنُ قَيْسٍ (8) .
1995 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بْنُ طَهْمَانَ أبو العلاء الخَفَّافُ، عن
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الفسوي في = = "المعرفة والتاريخ" (3/233) ، والطبراني في "الكبير" (2/343 رقم 2437) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (24/328) .
(2) هو: مسلم بن صَبيح.
(3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (19202) ، ومسلم في "صحيحه" (1017) .
وأخرجه مسلم (1017) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد وأبي الضحى، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، به.
وأخرجه الإمام أحمد (4/362 رقم 19206) ، ومسلم (1017) من طريق محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن هلال، به.
وأخرجه أحمد (4/357 رقم 19156) ، ومسلم (1017) من طريق المنذر بن جرير، عن أبيه، به.
وأخرجه أحمد أيضًا (4/360 و361 رقم 19183 و19200) من طريق حميد بن هلال وشقيق بن سلمة، عن جرير، به.
(4) رواه مسلم (1017) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
(5) قوله: «كنت» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(6) قوله: «أن» سقط من (أ) و (ش) .
(7) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) وقد جاء التصريح بالسماع بين أبي الضحى وجرير عند الطبراني في "الكبير" (2/343) رقم (2437) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن قيس الأسدي، عن مسلم بن صبيح قال: سمعت جرير ابن عبد الله، فذكره.
(5/294)
حُصَينٍ - وليس بابن عبد الرحمن (1) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا كَانَ فِي حِفْظٍ مِنَ اللَّهِ مَا وَارَاهُ مِنْهُ رُقْعةٌ (2) ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الخَفَّافِ، عَنْ حُصَينٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: النَّاس يرفعونه. مرفوعٌ (4) عندي صحيحٌ.
1996 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين (6) ، عَنْ سَعْدِ (7) بْنِ عُبيدةَ، عَنِ البَرَاءِ؛ قَالَ: إِذَا اضْطَجَعَ الرجلُ فتوسَّد يمينَه؛ قَالَ: اللَّهم إِنِّي أسلمتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ... ؟
قَالَ أَبِي: لم يرفعْه حُصَينٌ، وَرَوَاهُ مَنصور (8) وفِطْرٌ (9) ، فرفعاه.
_________
(1) أي: وإنما هو حصين بن مالك البجلي؛ انظر "التاريخ الكبير" (3/9) ، و"تهذيب الكمال" (6/536) .
(2) رواه الترمذي (2484) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن خالد بن طهمان به مرفوعًا، وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» .
(3) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (302) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2484) ، والحاكم في "المستدرك" (4/196) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، والطبراني في "الكبير" (12/76 رقم 12591 و12592) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وسفيان الثوري، جميعهم عن أبي العلاء خالد بن طهمان، به.
(4) كذا، وهو مبتدأ، ساغ الابتداء به مع كونه نكرة؛ لأنه موصوفٌ بوصفٍ مقدرٍ؛ إذ مراده: مرفوعٌ منهما عندي صحيح، أي: المرفوع منهما عندي صحيح، وذلك كقولهم: «السمن منوان بدرهم» ، أي: مَنَوانِ منه، وكقولهم: «شرٌّ أهرَّ ذا نابٍ» ، أي: شرٌّ عظيمٌ. وخرَّج ابن هشام على ذلك قوله تعالى: [آل عِمرَان: 154] {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} . وانظر "مغني اللبيب" (ص445-450) ، و"همع الهوامع" (/381-384) . ويمكن أن تكون «مرفوع» منصوبة على أنها حالٌ؛ والتقدير: الحديثُ مرفوعًا عندي صحيح. وتكون «مرفوعًا» قد جاءت دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2057) و (2062) ، وانظر المسألة رقم (177) و (6062) .
(6) هو: ابن عبد الرحمن السلمي. ولم نقف على روايته الموقوفة هذه، ولكن الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2710) ، وأحمد في "مسنده" (4/296 رقم 18617) ، والنسائي في "الكبرى" (10620 و10621) ، وابن عدي في "الكامل" (6/191) من طريق حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عبيدة، عن البراء، به، مرفوعًا.
(7) في (ش) : «سعيد» .
(8) هو: منصور بن المعتمر. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (177) .
(9) في (أ) و (ش) : «ومطر» . وهو فطر بن خليفة، وروايته أخرجها أبو داود (5047) ، والنسائي في "الكبرى" (10619) ، والطبراني في "الدعاء" (240) ، والبيهقي في "الدعوات" (336) ، والخطيب في "الكفاية" (ص175) .
(5/295)
قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: مَنصورٌ أحفظُ الثلاثة، وأثبتُهم، وأتقنُهم.
1997 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن يَمَانٍ (2) ؛
قال:
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2059) .
(2) لم نقف على روايته، لكنه توبع مع بعض الاختلاف الآتي ذكره؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29170 و30622) من طريق وكيع، عن مسعر، عن أبي بكر ابن حفص، عن الحسن بن الحسن: أن عبد الله ابن جعفر زوّج ابنته، فخلا بها فقال: إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور الدنيا فظيع، فاستقبليه بأن تقولي: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.
قال الحسن بن الحسن: فبعث إليّ الحجاج، فقلتهن، فلما مثلت بين يديه قال: والله لقد أرسلت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك، ولقد صرت وما من أهل بيت أحد أكرم علي منك، سلني حاجتك.
وكذا أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10478 و10479 و10480) من طريق يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن مسعر، به، موقوفًا كسابقه، لكن لم يذكر سفيان بن عيينة قولَ الحسن بن الحسن: فبعث إليّ الحجاج ... إلخ، وقال يحيى القطان في روايته: «أن عبد الله بن جعفر تزوج امرأة فدخل بها، فلما خرج قلت لها: ما قال لك؟ قالت: قال: إذا نزل بك أمر ... » إلخ.
وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (86) فقال: حدثنا مسعر، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/62) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما (محمد بن فضيل وشيبان) عن مسعر، به مثل رواية يحيى القطان، إلا أنهما قالا: «لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها ... » إلخ، وفيه أن الحسن أخذ الحديث عن ابنة عبد الله بن جعفر.
وخالف هؤلاء كلهم سليمان التيمي ومحمد بن بشر:
أما سليمان التيمي: فرواه عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، عن عبد الله بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر؛ قال في شأن هؤلاء الكلمات: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني» . قال عبد الله بن جعفر: أخبرني عمي [يعني علي بن أبي طالب ح] : أن رسول الله (ص) علّمه هؤلاء الكلمات؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (10477) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (192) ، والطبراني في "الدعاء" (1016) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص219) ، والبيهقي في "الدعوات" (205) .
وأما محمد بن بشر: فرواه عن مسعر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ عبد الله بن حسن: أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض يقال له: صالح، فقال: قل ... ، ثم ذكر الدعاء بنحو سابقه، وذكر أنه أخذه عن عمّه علي ح، عن النبي (ص) ؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29348) ، لكن سقط من المطبوع ذكر مسعر. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه النسائي في "الكبرى" (10481) ، والطبراني في "الدعاء" (1017) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/230) ، وذكروا في سنده مسعر ابن كدام.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1044) من طريق العباس بن الفضل، عن الحسن بن الحسن؛ قال: لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها ... ، فذكره بنحو رواية ابن أبي شيبة لطريق وكيع عن مسعر، إلا أنه ذكر أن الحسن أخذه عن ابنة عبد الله بن جعفر.
كذا وقع في المطبوع من "مكارم الأخلاق": «الحسن ابن حسين» ، وجاء على الصواب في "المنتقى من = = مكارم الأخلاق" (585) للسِّلَفي.
وقد ورد الحديث مرفوعًا من طرق أخرى عن عبد الله بن جعفر، عن علي ح، فانظرها إن شئت في "مسند أحمد" (1/91 و94 و206 رقم 701 و726 و1762) ، و"سنن ابن ماجه" (1446) ، و"سنن النسائي الكبرى" (10463- 10473) .
(5/296)
حدَّثنا.............................
مِسْعَرٌ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ (2) ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حسنٍ (3) ، عن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ (4) : لمَّا جَهَّز (5) ابنتَهُ إلى الحَجَّاجِ (6) قال
_________
(1) هو: ابن كدام.
(2) هو: عبد الله بن حفص.
(3) ضبب ناسخ (ف) على كلمة: «حسن» الثانية.
(4) القائل: هو حسين بن حسن.
(5) يعني: عبد الله بن جعفر.
(6) هو: الحجاج بن يوسف الثقفي؛ كما جاء مصرَّحًا به في بعض مصادر التخريج.
(5/297)
لها: إنَّ رسولَ الله (ص) أَمَرَنِي إِذَا أَصَابَنِي هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَنْ أدعوَ بِهَذَا الدعاءِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَليِمُ (1) الكَرِيمُ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ روى غيرُ واحدٍ عَنْ مِسْعَرٍ لا يُوَصِّلُونَهُ (2) .
1998 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ وَهْب ابن بَيَانٍ (4) الوَاسِطِيِّ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا حَفْصُ ابن النَّجَّارِ الوَاسِطِيُّ، عَنْ عَنْبَسةَ بْنِ
_________
(1) في (ك) : «الحكيم» .
(2) انظر الكلام على ضبط «يوصِّلونه» لغة في التعليق على المسألة رقم (163) .
هذا وقد تقدم في التخريج أن عددًا من الرواة رووه عن مسعر موقوفًا على عبد الله بن جعفر، وبعضهم رفعه. ورواه بعض الرواة عن مسعر، فجعلوه من رواية حسن ابن حسن، عن ابنة عبد الله بن جعفر، عن أبيها، ولعل هذا الذي عناه أبو حاتم بقوله: «لا يوصلونه» .
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (311) اختلاف الرواة في طرق هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر، وذكر رواية مسعر فقال: «وعند مسعر فيه إسنادان آخران: أحدهما: رواه سليمان التيمي، عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، ورفعه إلى النبي (ص) . وخالفه شيبان؛ فرواه عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، ولم يرفعه.
والإسناد الآخر: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ مسعر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ عبد الله بن الحسن، عن عبد الله ابن جعفر، عن علي، عن النبي (ص) » . اهـ.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2260) . وفي هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(4) في (أ) و (ش) : «نيار» بدل «بيان» .
(5) لم نقف على روايته، ولم نقف على الحديث من مسند أبي موسى، وإنما يروى من مسند أبي هريرة؛ فقد أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص134) من طريق عبد الرحيم بن سلام عن حفص بن أبي حفص، عن عنبسة بن مهران الحداد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا؛ هكذا بجعل الزهري مكان مكحول، وجعله من مسند أبي هريرة. وحفص بن أبي حفص هو حفص بن عمر النجار كما تجده عند بحشل نفسه في (ص158) .
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (457) من طريق حمزة بن محمد، عن حفص النجار، عن عنبسة الحداد، عن مكحول، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا؛ هكذا بإسقاط سعيد بن المسيب.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3601) ، وابن عدي في "الكامل" (5/263) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق293/أ- أطراف الغرائب) ثلاثتهم من طريق يحيى بن المتوكل، عن عنبسة الحداد، عن مكحول، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به.
ووقع عند ابن عدي: «يحيى بن عقيل» بدل «يحيى بن المتوكل» ، والظاهر أنه تصحف عن «يحيى أبو عقيل» فهذه كنية يحيى بن المتوكل، وذكر ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" (5370) أن ابن عدي أخرج الحديث أيضًا في ترجمة يحيى بن المتوكل، ووقع سند الحديث في المطبوع من "الكامل" (7/207) على الصواب، لكن سقط متنه من هذه الطبعة السقيمة.
(5/298)
مِهْرانَ؛ قَالَ: حدَّثنا مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ، عَنْ سعيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا؛ وحفصٌ هُوَ عِنْدِي حَفْصٌ الإمامُ (1) ، وَكَانَ ضعيفَ الحديثِ (2) .
_________
(1) هو: ابن عمر أبو عمران الرازي النجار الواسطي.
(2) قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/402) في ترجمة عنبسة بن مهران الحداد: «سألت أبي عنه فقال: منكر الحديث» . ثم أخرج من طريق عثمان بن سعيد الدارمي أنه قال: قلت ليحيى بن معين: عنبسة بن مهران، عن الزهري. = = من عنبسة الذي يروي عنه يحيى بن المتوكل؟ فقال: لا أعرفه. قال أبو محمد: لأنه مجهول. اهـ.
وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث مكحول عنه، تفرد به عنبسة بن مهران عنه، وتفرد به يحيى بن المتوكل عن عنبسة» .
(5/299)
1999 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاجُ بْنُ دينارٍ (2) ،
عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (3) ، عَنْ رُفَيعٍ (4) أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي بَرْزةَ (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي كَفَّارة المجلسِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... .
وَرَوَاهُ يُونُسُ (6) بْنُ مُحَمَّدٍ (7) ، عن مُصْعَبِ ابن حَيَّان، عن مُقَاتِل
_________
(1) نقل الحافظ في "الإصابة" (11/74) بعض هذا النص. وستأتي هذه المسألة برقم (2060) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29316) ، وأبو داود في "سننه" (4859) كلاهما من طريق عبدة بن سليمان، عن حجاج، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7426) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/425 رقم 19812) ، والدارمي في "سننه" (2700) ، والبزار في "مسنده" (3848) ، والروياني في "مسنده" (1309) ، والحاكم في "المستدرك" (1/537) ، وابن بشران في "الأمالي" (687 و1077) ، والخطيب في "الجامع" (1441) جميعهم من طريق يعلى بن عبيد، عن حجاج، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10259) من طريق عيسى بن يونس، عن حجاج، به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1917) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6419) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، عن عتاب بن بشير، عن حجاج، به.
وخالف هؤلاء جميعًا عبد الله بن نمير؛ فرواه عن حجاج، وأسقط من سنده أبا العالية؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/420 رقم 19769) .
(3) هو: يحيى بن دينار الرُّمَّاني.
(4) في (ش) : «ربيع» . وهو: رُفيع بن مهران الرِّياحي.
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بردة» . واسم أبي برزة: نضلة بن عبيد.
(6) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «ورواه عن يونس» ، وقد جاء على الصواب في المسألة (2060) ، ووقع على الصواب هنا في (ك) .
(7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10260) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/287 رقم 4445) ، و"الأوسط" (4467) ، و"الصغير" (620) ، و"الدعاء" (1918) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (223) ، والحاكم في "المستدرك" (1/537) .
(5/300)
ابن حَيَّان، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رافعِ بن خَدِيجٍ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ مَنصورٌ (1) ، عَن فُضَيْل بْن عَمرو، عَنْ زِياد (2) بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالية، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ مَنصورٍ أشبهُ؛ لأنَّ حديثَ أَبِي هاشم رَوَاهُ حجَّاجُ بنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هاشم، وحجَّاجٌ ليس بالقويِّ، وفي حديث الربيع بن أنس دونه (4) مُصْعَبُ بن حَيَّان، عَنْ مُقَاتِل بن حَيَّان (5) .
_________
(1) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29318) من طريق جرير، والنسائي في "الكبرى" (10262) من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، به، مرسلاً.
وتابعهما سفيان الثوري عن منصور، واختلف على الثوري كما سيأتي.
وأخرجه النسائي أيضًا (10263) ، وابن بشران في "الأمالي" (1574) ، كلاهما من طريق عاصم الأحول، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ أبي العالية، به، مرسلاً.
(2) في (ت) : «إياد» بدل «زياد» .
(3) قوله: «مرسل» سقط من (ش) . وهو حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) أي: في حديث الربيع في الإسناد إليه: مُصْعَبِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ مُقَاتِلِ بن حيان.
ومصعب بن حيان لين الحديث كما في "التقريب" (6687) .
(5) قوله: «مقاتل بن حيان» سقط من (ك) . وفي المسألة (2060) : «عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الربيع» .
(5/301)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيث مَنصورٍ أشبهُ؛ لأنَّ الثَّوريَّ (1) رَوَاهُ، وهو أحفظُهُم (2) .
2000 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه شُعبةُ (3) ،
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10264) من طريق أبي داود الحفري، وابن عمشليق في "جزئه" (31) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما = = عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ بن المعتمر، عَن فضيل بْن عَمْرٍو، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي العالية، به، مرسلاً.
وخالفهما يزيد بن هارون؛ فرواه عن سفيان الثوري، فأسقط فضيل بن عمرو من الإسناد؛ أخرجه النسائي (10261) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (6/310 رقم 1161) : «اختلف فيه على أبي العالية؛ فرواه حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هاشم الرماني، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ برزة. وخالفه مقاتل بن حيان؛ فرواه عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خديج؛ حدث به مصعب بن حيان، عن أخيه مقاتل بن حيان. ورواه زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي العالية، مرسلاً. وكذلك رواه فضيل بن عمرو؛ حدث به منصور بن المعتمر وغيره، عن فضيل بن عمرو، مرسلاً أيضًا. والمرسل أصح. وقال محمد بن مروان العقيلي: حدثنا هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قوله؛ لم يجاوز به» . اهـ. وقول الدارقطني: «عن فضيل بن عمرو مرسلاً أيضًا» ، أي: عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ أبي العالية مرسلاً، والله أعلم.
وانظر كلام السخاوي عن هذا الحديث في "البلدانيات" (45) .
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2616) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/298 رقم 7966) ، والبزار في "مسنده" (3086/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (1/21) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد (2/298 رقم 7966) من طريق هاشم بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (9841) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "الدعاء" (1636) من طريق مسلم بن إبراهيم، وخلف بن الوليد، وأسد بن موسى، والحاكم (1/21) من طريق آدم بن أبي إياس؛ جميعهم (الطيالسي، ومحمد بن جعفر، وهاشم، وحجاج، ومسلم، وخلف، وأسد، وآدم) عن شعبة، به.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) عن شعبة، به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه أحمد (2/363 رقم 8753) ، والبزار (3087/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/204) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3460) ، والبزار في "مسنده" (2447) ، والنسائي في "الكبرى" (9951) ، والحاكم (1/503) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي (9950) من طريق أبي النعمان الحكم بن عبد الله، كلاهما عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا.
وأخرجه الطيالسي في "المسند" (2679) والإمام أحمد في "المسند" (2/469 رقم 10056) عن محمد ابن جعفر وعن حجاج - ثلاثتهم: الطيالسي ومحمد بن جعفر وحجاج - عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد مولى أبي رهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/403 رقم 19605) عن محمد بن جعفر والطبراني في "الدعاء" (1668) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن شعبة، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أبي موسى.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (252) من طريق النضر بن شميل، والإمام أحمد (2/335 رقم 8426) من طريق أبي عوانه الوضاح بن عبد الله، والإمام أحمد أيضًا (2/355 و403 رقم 8660 و9233) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/427) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني في "الدعاء" (1634) من طريق هشيم بن بشير، وابن عدي في "الكامل" (7/229) من طريق القاسم؛ جميعهم عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) تعليقًا عن معمر وإسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كميل ابن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وعلقه أيضًا عن شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن كميل، عن أبي هريرة، مرفوعًا، وعلق أيضًا عن قبيصة أنه قال: أخبرني يونس، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد النخعي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
وأخرجه الإمام أحمد (2/158 و210 و211 رقم 6479 و6959 و6973) ، والترمذي (3460) ، والبزار (2448) ، والنسائي في "الكبرى" (9952) ، والحاكم في "المستدرك" (1/503) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (121) ، والبغوي في "شرح السنة" (1281) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/366) من طريق شعيب بن صفوان، كلاهما عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بن ميمون، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبي (ص) .
(5/302)
عَنْ أَبِي بَلْجٍ (1) ، عَنْ عَمرو بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِب بْنِ بَرَكةَ، عَنْ عَمرو بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لهما: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ ابْن عُيَينةَ أصحُّ.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي هريرة، غامضٌ.
_________
(1) هو: الفزاري، يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم.
(2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (130) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (35250) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/150 رقم 21336) ، وحسين المروزي في "زوائده على الزهد" (1122) ، والنسائي في "الكبرى" (9842) ، وابن حبان في "صحيحه" (820) .
ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) .
وأخرجه أحمد (5/145 رقم 21298) ، وابن ماجه في "سننه" (3825) ، والبزار في "مسنده" (4020) ، والنسائي في "الكبرى" (11303) ، والطبراني في "الدعاء" (1645- 1647) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأحمد (5/179 رقم 21552) ، وهناد في "الزهد" (1065) ، والبزار (4034) من طريق عُبيد بن الخشخاش، وأحمد (5/157 رقم 21394) ، والبزار (4049) من طريق عبد الرحمن بن غنم، جميعهم عن أبي ذر، به.
(5/304)
قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: فِي هَذَا نظرٌ (1) .
2001 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة عن حديثِ [جَِسْرِ] (3) بْنِ فَرْقَدٍ (4) ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً ... الحديثَ.
قلتُ: وَرَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمةَ (6) ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ سليمانَ مَوْلَى
_________
(1) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) أوجه الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والأول أشبه» ، أي: حديث ابن عيينة. وذكره الدارقطني في "العلل" (6/255) و (8/326) ، وقال: «والله أعلم بالصواب» .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (2035) .
(3) في جميع النسخ: «حسن» ، والمثبت هو الصواب. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/358) ، ونقل عن ابن دريد قوله: «صوابه الفتح (أي: فتح الجيم) لكن المحدِّثون يكسرونه» . وقيده الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/452) ، وابن ماكولا في "الإكمال" (1/100) ، بكسر الجيم.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (5/99- 100 رقم 4718) ، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي (ص) " (50) .
وأخرجه ابن أبي عاصم في (49) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي (ص) " (1) ، والطبراني في "الكبير" (5/99 رقم 4717) ، وفي "الصغير" (579) ، والبيهقي في "الشعب" (1461) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني في "الكبير" (1719) من طريق صالح المري، كلاهما عن ثابت، به.
(5) هو: ابن مسلم البناني.
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31779) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/29- 30 و30 رقم 16361 و16363) ، والدارمي في "مسنده" (2815) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي (ص) " (2) ، والنسائي في "المجتبى" (1283 و1295) ، والشاشي في "مسنده" (1073) ، وابن حبان في "صحيحه" (915) ، والطبراني في "الكبير" (5/102 رقم 4724) ، والحاكم في "المستدرك" (2/420) .
وأخرجه إسماعيل القاضي (3) من طريق إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده.
(5/305)
الحسن بن عليٍّ، عن عبد الله ابن أَبِي طَلْحةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّادٍ أصحُّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وإنما هو ما رَوَاهُ حمَّاد.
قلتُ: الوَهَمُ مِمَّنْ هُوَ (2) ؟
قَالا: من [جَِسْر] (3) .
2002 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن هارونَ ومحمدُ بن عبد الله الخُزَاعِيُّ (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ قتادةَ، عَنْ أَبِي ثُمَامةَ
_________
(1) من قوله: «عن ثابت ... » إلى هنا، سقط من (ك) .
(2) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(3) في جميع النسخ: «حسن» ، وانظر التعليق المتقدم أول المسألة.
قال الدارقطني في "العلل" (943) : «يرويه عبيد الله بن عمرالعمري، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ أبي طلحة، تفرد به سليمان بن بلال عنه. وتابعه سلام بن أبي الصهباء، وصالح المري، وجسر بن فرقد؛ فرووه عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ أبي طلحة، وكلُّهم وَهِم فيه على ثابت، والصواب مَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ = = ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الحسن بن علي، عن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ» .
(4) لم نقف على رواية يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، عن حماد بن سلمة، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25388) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم 6774) من طريق عفان بن مسلم وبهز بن أسد، وأحمد (2/209 رقم 6950) من طريق روح بن عبادة، والدولابي في "الكنى" (740) من طريق المؤمل بن إسماعيل، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (3/20- 21) من طريق عيسى بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (4/162) من طريق حبان ابن هلال وحجاج بن المنهال، جميعهم عن حماد بن سلمة، به مرفوعًا.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (269) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به موقوفًا.
جاء عند أبي أحمد الحاكم: «عبد الله بن عمر» ، وجاء عند الخرائطي والحاكم «أبي أمامة الثقفي» .
(5/306)
الثَّقَفِيِّ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الرَّحِمُ حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ (1) المِغْزَلِ (2) ؟
قَالَ أَبِي: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَ هَذَا الحديثَ غيرَ هَذَيْنِ (3) ، والناسُ يُوقفُونَه.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ بالصَّحيحِ؟
قَالَ: الموقوفُ أصحُّ.
_________
(1) في (ف) : «حجبة كحجبة» ، وفي (ك) : «حجفة كجحفة» .
(2) كذا وقع الحديث هنا، وفي "مسند الإمام أحمد" وغيره: «توضع الرَّحِمُ يوم القيامة لها حُجْنَة ... » .
وتتمة الحديث: «تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلقٍ ذَلْقٍ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا» .
وحجنة المغزل: الصنارة، وهي الحديدة العقفاء التي في رأس المغزل، ويعلق بها الخيط ثم يفتل الغزل. وكل شيء انعقف فهو أحجن. "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/334) ، و"تهذيب اللغة" (4/153) ، و"الفائق" (1/261) ، و"النهاية" (1/347) .
(3) في (ك) : «هارون» . وقد تقدم في مصادر التخريج أن عفان بن مسلم، وبهز بن أسد، وروح بن عبادة، والمؤمل بن إسماعيل، وعيسى بن موسى، وحبان بن هلال، والحجاج بن المنهال؛ قد تابعوا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله في روايتهما عن حماد بن سلمة.
(5/307)
2003 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيدٍ، عَنْ أنسٍ،، وَرَوَاهُ رَوْحُ بنُ عُبَادةَ، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ ثابتٍ وحُمَيدٍ، عن أنسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَلِظُّوا (2) بِذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حمَّاد (3) يَرْوِيهِ عَنْ أَبَانَ بْنِ (4) أَبِي عيَّاش، عَنْ أنسٍ.
2004 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن خَلَفٍ، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ ثابتٍ؛ قَالَ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ: وأحسَبُهُ عَنْ أنسٍ، وَقَالَ مُوسَى: عن أنس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ (6) ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ... (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2069) وفيها زيادة بيان على ما هنا.
(2) قال أبو عبيد: قوله: «ألظوا» يعني: الزموا ذلك، والإلظاظ: لزوم الشيء والمثابرة عليه. يقال: ألظظت به أُلِظُّ إلظاظًا، وفلان مُلِظٌّ بفلان: إذا كان ملازمًا له لا يفارقه. "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/420-421) ، وانظر "النهاية" (4/252) .
(3) هو: ابن زيد. وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2069) .
(4) في (أ) و (ف) : «عن» بدل «بن» ، وكانت هكذا في (ش) ، ثم صوبت في الهامش، وكتب فوقها: «صح» .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1212) .
(6) كذا، والجادة أن يقال: «ثلاث» ، وما في النسخ صحيحٌ وقد ذكرنا وجهه في تعليقنا على المسألة (1212) .
(7) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية بخط مغاير يبدو انها بخط محمد العطار، نصها: «رواه الحبيب بن زياد بن عبد الرحمن عن ثابت عن أنس أيضًا» .
(5/308)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّوابِ، وحمادٌ أثبتُ الناسِ في ثابتٍ وعليّ ابن زيدٍ.
2005- وسألتُ أَبِي (1) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّارُ بْنُ حاتمٍ (2) ،
عن عبد الواحد ابن زيادٍ، عن عبد الرحمن بْنِ إسحاقَ، عَنِ القاسمِ بْنِ عبد الرحمنِ، عن أبيه، عن عبد الله ابن مسعودٍ، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ _ج لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ لِي (3) : يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُمْ (4) أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ (5) ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ؟
قال أَبِي (6) : هَكَذَا رَوَاهُ سَيَّارٌ، وغيرُه (7) يقولُ: عن القاسم، عن
_________
(1) ضرب في (ت) على قوله: «أبي و» .
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3462) ، والبزار في "مسنده" (1992) ، والطبراني في "الكبير" (10/173 رقم 10363) ، وفي "الأوسط" (4170) ، وفي "الصغير" (539) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/250) .
ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/292) ، وابن عساكر (6/251) . وأخرجه البزار (1991) من طريق محمد بن صالح أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
(3) قوله: «لي» ليس في (أ) و (ش) .
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «أخبرهم» .
(5) في (ك) : «تيعان» .
(6) في (ت) و (ك) : «فقال» بدل: «قال أبي» .
(7) سيأتي تخريج هذا الوجه.
(5/309)
أبيه (1) ؛ وهذا الصَّحيحُ مُرسَلً (2) .
قلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن تراه (3) ؟
قَالَ أَبِي: مِنْ سَيَّارٍ.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا أدري؛ إما من سَيَّارٍ، وإما من عبدِالواحد؛ رواه جماعةٌ (4) عن عبد الواحد، فلم يقولوا: عن أبيه (5) .
_________
(1) أي: عن النبي (ص) مرسلاً، بدون ذكر «عبد الله بن مسعود» ، والله أعلم.
(2) «مرسل» حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «الصحيح» خبر المبتدأ، أي: هذا هو الصحيح في حال إرساله.
(3) كذا في جميع النسخ، والمرادُ: «قلت لكل واحدٍ منهما: الوهم ممن تراه» ؛ كما في قوله تعالى: [آل عِمرَان: 7] {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قال البغوي: «لم يقل: أمهات الكتاب؛ لأن الآيات كلها في تكاملها واجتماعها كالآية الواحدة، وكلام الله تعالى واحد، وقيل: معناه كلُّ آية منهن أم الكتاب؛ كما قال: [المؤمنون: 50] {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} ؛ أي: كل واحد منهما آية» . "تفسير البغوي" (ص188) .
ويؤيِّد ذلك احتمال أن يكون ابن أبي حاتم سأل أباه وأبا زرعة في مجلسين مختلفين، والله أعلم.
(4) منهم أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1993) .
(5) كلام أبي زرعة هنا مشكل؛ لأن رواية الجماعة ترجِّح أن الخطأ من سيار كما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون قصد أبي زرعة: أن عبد الواحد كان يضطرب فيه، فمرة لا يقول: «عن أبيه» كما في رواية الجماعة، ومرة يذكره كما في رواية سيار، والله أعلم.
وقال الترمذي (3462) في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (211/أ/أطراف الغرائب) : «تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، عن القاسم، عن أبيه» .
(5/310)
2006 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بنُ دينارٍ وكيلُ آلِ (2) الزُّبَير (3) ،
عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر ابن الخَطَّاب: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ دَخَلَ سُوقًا يُصَاحُ (4) فِيهَا وَيُبَاعُ،
_________
(1) انظر ما يأتي في المسألة (2038) .
(2) في (أ) و (ش) : «ابن» بدل: «آل» .
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/47 رقم 327) ، والترمذي في "جامعه" (3429) ، وابن ماجه (2235) ، والبزار (125) ، والطبراني في "الدعاء" (789) ، وابن عدي في "الكامل" (5/135) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص332) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (183) ، جميعهم من طريق حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، به.
وأخرجه الترمذي في الموضع السابق من طريق معتمر ابن سليمان، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (790) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص333) ، وابن عدي في "الكامل" (5/135) ، وأبو الشيخ في "طبقات = = المحدثين" (2/173) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (2984- أطرافه) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/180) ، وابن بشران في "الأمالي" (684) ، والخطيب في "الموضح" (2/286) ، جميعهم من طريق هشام بن حسان، عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (791) من طريق ثابت ابن يزيد، وابن عدي في "الكامل" (5/135) من طريق عمر بن المغيرة، والخطيب في "الموضح" (2/286) من طريق محمد بن راشد، والبغوي في "شرح السنة" (1338) من طريق سعيد بن زيد، جميعهم عن عمرو بن دينار، به، لكن محمد بن راشد لم يسمّ عمرو ابن دينار، وإنما كناه فقال: «عن أبي يحيى مولى آل يزيد» . وذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/642) أن علي بن المديني أخرجه في "مسند عمر" من طريق زياد بن الربيع، عن عمرو.
وسيأتي في المسألة (2038) من طريق عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو.
(4) في (أ) و (ف) : «يضاج» .
(5/311)
فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ ... ، الْحَدِيثُ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، لا يَحْتَمِلُ سالمٌ هَذَا الحديث (1) .
_________
(1) وروي هذا الحديث أيضًا من ثلاث طرق أخرى متابعة لطريق عمرو بن دينار:
الأولى: طريق أزهر بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ واسع قال: قدمت مكة، فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر، فحدثني عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رسول الله (ص) قال ... ، فذكره؛ أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (28) ، والدارمي في "سننه" (2734) ، والبخاري في "الكنى" (ص50 رقم 430) ، والترمذي في "جامعه" (3428) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/133-134) ، والطبراني في "الدعاء" (792) ، والحاكم في "المستدرك" (1/538) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/355) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» .
الثانية: طريق أبي عبد الله الفراء، عن سالم، به، ولم يقل: «له الملك، وله الحمد» ، وزاد: «بُني لَهُ بَيْت فِي الْجَنَّةِ» ؛ أخرجه البخاري في الموضع السابق من "الكنى".
الثالثة: طريق المهاجر - أو المهاصر - بن حبيب، عن سالم؛ أخرجها الطبراني في "الدعاء" (793) من طريق عبيد بن غنام ومحمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن المهاجر بن حبيب؛ قال: سمعت سالم ابن عبد الله بن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول، سمعت عمر ح يقول ... ، فذكره مرفوعًا. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "الزهد" (ص263) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، لكنه جعله من قول عبد الله بن عمر.
ورواية عبيد بن غنام والحضرمي أرجح كما يظهر من سياق كلام الدارقطني الآتي.
وقال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/642-643) : «وقال أبو خالد الأحمر: عن المهاجر بن حبيب، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جدِّه، ورواه غيره عن المهاجر فلم يقل: عن جدِّه.
قال علي بن المديني في "مسند عمر": وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق، فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالمًا، وإنما رَوى هذا الحديثَ شيخٌ لم يكن عندهم بثَبَتٍ يُقال له: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير؛ حدثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده. وقال: وقد روى هذا الشيخ حديثًا آخر عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) أنه قال: «مَنْ رأى مبتلًى..» فذكر كلامًا لا أحفظه، وهذا مما أنكروه، ولو كان مهاجر يصحّ حديثه في السوق، لم ينكر على عمرو بن دينار هذا الحديث. انتهى كلامه _ح وإيانا» . اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" (2/48-50 رقم 101) : «هو حديث يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير البصري - وكنيته أبو يحيى - عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر. واختلف عن عمرو في إسناده؛ رواه حماد بن زيد، وعمران بن مسلم المنقري، وسماك بن عطية، وحماد بن سلمة، وغيرهم، عن عمرو بن دينار، هكذا. واختلف عن هشام بن حسان؛ فرواه عنه عبد الله بن بكر السهمي، فتابع حماد بن زيد ومن تابعه. ورواه فضيل بن عياض، عن هشام، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر عمر. ورواه سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ هشام، عن عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر، موقوفًا، ولم يذكر فيه سالمًا، ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن = = دينار؛ لأنه ضعيفٌ قليل الضبط. وروي عن المهاصر بن حبيب وعن أبي عبد الله الفراء، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، مرفوعًا. وروي عن عمر بن محمد ابن زيد؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البصرة مولى قريش، عن سالم، فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف الحديث لا يحتج به. وروي هذا الحديث عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيِّ، عن أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ. وأبو يحيى هذا هو: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، ولم يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا روى هذا عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . وذكر نحو هذا أيضًا في "العلل" المخطوط (4/ق 56/ب) .
وانظر التعليق على المسألة الآتية برقم (2038) ، و"علل الترمذي" (674) ، و"الكامل" لابن عدي (5/135) ، و"ميزان الاعتدال" (3/259) .
(5/312)
............................
2007 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَيرٌ (1) ، عن سعدٍ الطَّائِيِّ
_________
(1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (3099) من طريق أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ زهير، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/13 رقم 11101) ، وابن مردويه في "ثلاثة مجالس من أماليه" (37) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن زهير، به، إلا أنه جاء عندهما: «عن أبي سعيد الخدري أراه قد رفعه إلى النبي (ص) » .
وأخرجه البيهقي أيضًا (3098) من طريق عثمان بن سعيد، عن زهير، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عن أبي سعيد، وعن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي؛ قالا: قال رسول الله (ص) ... فذكره.
(5/313)
أَبِي مُجَاهِد، عَنْ عَطِيَّةَ (1) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ؛ قَالَ: أيُّما (2) مؤمنٍ سَقَى (3) مُؤْمِنًا شَرْبَةً عَلَى ظَمَأٍ، سقاه اللهُ مِنْ رَحِيقِ المَخْتُومِ (4) ،،
وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا ... ومَنْ كسا مؤمنًا ... الحديثَ (5) .
_________
(1) هو: ابن سعد بن جنادة العوفي.
(2) في (ش) : «إنما» .
(3) في (ت) : «سقط» .
(4) في (ش) : «رحيق مختوم» ، وفي مصادر التخريج: «الرحيق المختوم» ، والمثبت من بقية النسخ. و «الرحيق» : من أسماء الخمر؛ يريد: خمر الجنة، و «المختوم» : صفة له، أي: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه، وقيل: الممزوج.
وما وقع في (ش) : «رحيق مختوم» على الوصف، وهو لفظ الآية الكريمة في سورة المطففين: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ *} . وما وقع في مصادر التخريج: «الرحيق المختوم» : فهو على الوصف أيضًا، و «أل» فيه عهدية، للعهد الذهني؛ يعني: الرحيق الذي ذكر في القرآن. وما وقع هنا في بقية النسخ: «رحيق المختوم» ، فهو من إضافة الموصوف إلى صفته؛ كـ «دار الآخرة» و «حق اليقين» ، وهو جائزٌ عند الكوفيين، ومؤوَّل عند البصريين على حذف مضاف. وانظر ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (505) .
(5) وتمام الحديث: «وأيَّما مؤمن أطعَمَ مؤمنًا على جوعٍ أطعمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وأيُّما مؤمن كسا مؤمنًا ثوبًا على عُري كساه الله من خُضرِ الجنة» .
(5/314)
فَقِيلَ لأَبِي: هِشَامُ (1) بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ الجَارُود (3) ، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أبي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ موقوفٌ؛ الحُفَّاظُ لا يَرْفَعُونَهُ (4) .
2008 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «هاشم» .
(2) في (ش) : «حيان» . ورواية هشام أخرجها ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (31) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1111) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2449) من طريق عمار بن محمد ابن أخت الثوري، عن أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (1682) من طريق أبي خالد الدالاني، عن نبيح بن عبد الله العنزي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن" (4/185) .
وأخرجه هناد في "الزهد" (658) من طريق عبدة بن سليمان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن سعد الطائي قال أخبرت أن رسول الله (ص) ... فذكره، وقد تقدم في التعليق أول المسألة أن البيهقي رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن الشعبي، عن النبي (ص) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/134) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/267- 268) من طريق أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا.
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا في الأصول الخطية لـ"مسند أبي يعلى"، وغيَّره محققه (2/360) إلى: «أبي الجارود» . و «أبي الجاورد» هو الموافق لما في مصادر التخريج السابقة. واسم أبي الجارود: زياد بن المنذر الهمداني.
(4) قال الترمذي - بعد أن رواه مرفوعًا -: «هذا حديث غريب، وقد روي هذا عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، موقوفًا، وهو أصح عندنا وأشبه» .
(5) هو: ابن أسلم البناني.
(5/315)
بَنَى مَسْجِدًا فِي الدُّنْيَا، بَنَى اللهُ لَهُ (1) مَسْجِدًا فِي الآخِرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ مُؤَمَّلٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمةَ (2) ، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ (3) ثابتٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) . وَعَنْ حمَّادٍ، عَنْ أَبَانَ (5) ، عن أنسٍ، عن النبيِّ (ص) . والصَّحيحُ: حديثُ أَبِي سَلَمةَ.
2009 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُرَّانُ ابنُ تَمَّام (6) ، عَنْ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ أَبِي المُبارَكِ، عَنْ عطاءٍ (7) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ قَالَ: قُلْنَا لرسولِ الله (ص) : مَا لِمَنْ قَالَ: الحمدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، مِنَ الأجرِ؟ قَالَ: عِشْرُونَ حَسَنَةً مُضَاعَفَةً، وَعِشْرُونَ سَيِّئَةً مُكَفَّرَةً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وَأَبُو فَرْوةَ: يزيدُ بنُ سِنَان، وأبو المُبَارَك مجهولٌ (8) .
_________
(1) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي.
(3) في (ش) : «بن» .
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن أبي عياش.
(6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1686) من طريق عبد الله ابن سعد الرقي، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدِ بْنِ محمد بن سنان الرهاوي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عطاء بن أبي رباح، به.
(7) هو: ابن أبي رباح.
(8) وكذا قال الترمذي في "جامعه" (2918) عن أبي المبارك؛ إنه مجهول. وقال الذهبي في "الميزان" (4/569) : «فأبو المبارك لا تقوم به حجة؛ لجهالته» .
(5/316)
2010 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَدُ بنُ يَزِيدَ الحَرَّانِيُّ (1) ، عَنْ يوسفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ (2) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَيُكْشَفَ كُرْبَتُهُ (3) ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى المُعْسِرِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: زيدٌ لم يَسمَعْ من ابنِ عُمَرَ شيءً (5) .
2011 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ تفسيرِ حديثِ أَبِي الدرداءِ وجابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنَّهُ (7) قَالَ: مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ... ، هَلْ يثبُتُ هَذَانِ الْخَبَرَانِ، أَمْ لَهُمَا معارِضٌ أَوْ دافعٌ، أَوْ فِيهِمَا عِلَّةٌ؟ وَمَا مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ؟
_________
(1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/23 رقم 4749) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (826) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (101) من طريق محمد بن عبيد، وأبو يعلى في "مسنده" (5713) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن يوسف بن صهيب، به.
(2) هو: ابن الحواري.
(3) كذا في (ت) ، وأهمل نقط الياء من «يستجاب» و «يكشف» في بقية النسخ، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية. انظر توجيهه في التعليق على المسالة رقم (224) .
(4) في (أ) و (ش) : «معسر» .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(6) نقل الحافظ ابن رجب كلام أبي حاتم على حديث جابر في "شرح علل الترمذي" (2/760) ، وفي "فتح الباري" (3/463) .
(7) قوله: «أنه» ليس في (ت) و (ك) .
(*) ... كذا بدخول الفاء في خبر المبتدأ، في غير المواضع التي ذكرها جمهور النحاة، وهو جائز على مذهب الأخفش؛ حيث يجيز دخول الفاء على أي خبر؛ نحو: «زيدٌ فمنطلقٌ» . انظر تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (1026) .
(5/317)
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الحديثُ: فَلا نَعْلَمُ (*) لأَبِي الدرداءِ فِي هَذَا روايةً عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ عُفَيرُ بنُ مَعْدانَ (2) ، عَنْ سُلَيمِ بْنِ عامرٍ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) (3) .
وعُفَيرٌ فواهِي الحديثِ (*) ، لا يُشتَغَلُ بروايتِهِ وبحديثِهِ، منكرُ الْحَدِيث؛ يحدِّث (4) عَنْ سُلَيمِ بْنِ عامرٍ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ كَثيرةً؛ منها ما لا أصل لها (5) ، ومنها ما يَرْوِيهِ الثقاتُ عن
_________
(1) لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3662) ، وفي "الدعاء" (432) من طريق محمد بن أبي السري، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن صدقة بن عبد الله، عن سليمان ابن أبي كريمة، عن أبي قرة عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال: سمعت أبا الدرداء ... فذكره. قال في "الأوسط": «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة» .
وفي سنده سليمان بن أبي كريمة وصدقة بن عبد الله، وهما ضعيفان، وابن أبي السري وعمرو بن أبي سلمة متكلَّم في حفظهما.
(2) روايته أخرجها أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (242) ، والطبراني في "الدعاء" (458) ، والحاكم في "المستدرك" (1/546- 547) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/212- 213) .
(3) من قوله: «وإنما رواه عفير ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(*) ... كذا بدخول الفاء في خبر المبتدأ، في غير المواضع التي ذكرها جمهور النحاة، وهو جائز على مذهب الأخفش؛ حيث يجيز دخول الفاء على أي خبر؛ نحو: «زيدٌ فمنطلقٌ» . انظر تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (1026) .
(4) في (ك) : «فحدث» .
(5) كذا، والجادَّة: «منها ما لا أصل لَهُ» ، برجوع الضمير في «له» إلى لفظ «ما» ، وهو مذكَّر، لكن يجوز في العربية رجوع الضمير إلى معناه - ما كان - وهنا «ما» في معنى «الأحاديث» ، ونظير ذلك قوله تعالى مخاطبًا نساء النبي (ص) : {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا *} ؛ فقد رجع الضمير في «يقنت» مذكَّرًا؛ لأنه يرجع إلى لفظ «مَنْ» ، ورجَعَ مؤنثًا في قوله: «وتعمل» ، و «نؤتها» ، و «أجرها» ، و «لها» ؛ لأنه يرجع إلى معناها. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (54) .
(5/318)
سُلَيم؛ قَالَ: قَالَ: أَبُو الدرداء، مُرسَلً (1) ، ومنها ما يَرْوِيهِ الثقاتُ عَنْ سُلَيم (2) ، عَنْ جُبَير بْن نُفَير (3) ، قولَهُ. وقد وَصلَهُ عَنْ أبي أُمامة عن النبيِّ (ص) كَثيرً (4)
من هَذَا النحوِ، وقد رأيتُ أبا اليَمَانِ الحَكَمَ (5) ابنَ نَافِعٍ، ويحيى بنَ صالحٍ الوُحَاظِيَّ يرويان عنه أحاديثَ مُعْضَلةً، كنا نتنكَّبُ كتابتَها.
وأما حديثُ جابرٍ (6) :
فرواه شُعَيبُ ابنُ أَبِي حمزةَ، عَنْ محمدِ بْنِ
_________
(1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(2) من قوله: «قال قال أبو الدرداء ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) في (ت) و (ك) : «نقير» .
(4) قوله: «وقد وصله ... كثير ... » كذا في جميع النسخ، ولعل الأَولى: «وقد وَصلَ ... كثيرًا ... » ، أي: وصل عفيرٌ كثيرًا من الأحاديث غير الموصولة. ويمكن تخريج ما وقع هنا على أن الهاء في «وصله» ضمير المصدر المفهوم من الفعل، أي: «وصلَ عفيرٌ - الوَصْلَ - كثيرًا من الأحاديث» ، و «كثيرً» على ذلك مفعولٌ للفعل «وصل» ، وجاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وعَمَلُ الفعلِ في ضمير المصدر ورد كثيرًا في كلام العرب، ووقع كذلك في القرآن الكريم؛ كما في قراءة ابن ذكوان عن ابن عامر: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90] بكسر الهاء ووصلها بياءٍ وصلاً. انظر البحر المحيط" (4/180) .
(5) في (ك) : «الحكيم» .
(6) حديث جابر ح رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/354 رقم 14817) ، والبخاري في "صحيحه" (614 و4719) ، والترمذي في "جامعه" (211) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، به، مرفوعًا.
قال الترمذي: «حديث حسن غريب من حديث محمد ابن المنكدر، لا نعلم أحدًا رواه غير شعيب بن أبي حمزة» .
(5/319)
المُنْكَدِرِ، عَنْ جابرٍ، وقد طُعِنَ فيها (1) ، وكان (2) عَرَضَ شُعيبٌ عَلَى (3) ابْن المُنْكَدِر كِتابًا، فأمر بقراءتِهِ عليه، فعرف (4) بعضا (5) وأنكر بعضا، وقال لابنه أو لابن أخيه: اكتُبْ هذه الأحاديثَ، فدوَّن (6) شُعَيبٌ ذلك الكتابَ، ولم يَثبتْ روايةُ شُعَيبٍ تلك (7) الأحاديثَ عَلَى الناسِ، وعُرِضَ عليَّ بعضُ تلك الأحاديثِ (8) ، فرأيتُها مُشَابِهًا (9)
_________
(1) قوله: «وقد طعن فيها» كذا، ولم يسبق لفظٌ مؤنَّثٌ يعود عليه الضمير في «فيها» . ويخرَّج على أنه أراد طُعِنَ في روايته، كأنَّه قال: «وأما حَدِيث جَابِر: فرواه شعيبٌ ... روايةً، وقد طُعِنَ فيها» ؛ فأعاد الضمير بالتأنيث لفهم ذلك من السياق، وأغنى عن ذكر «روايته» قولُهُ: أولاً: «فرواه» . وقد جاء ذلك في = = الكتاب الحكيم؛ قال تعالى على لسان سليمان: [ص: 32] {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ، أي: توارت الشمسُ؛ أغنى عن ذكرها ذكرُ العشي قبلها في قوله: [ص: 31] {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ *} وانظر: "معاني القرآن" (4/77) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/332) ، و"ارتشاف الضرب" (2/941-943) .
(2) اسم «كان» هنا: هو ضمير الشأن، والخبر جملة: «عرض ... » إلخ. وانظر الكلام على ضمير الشأن في المسألة رقم (854) .
(3) في (ش) : «عن» .
(4) في (ك) : «فعرق» .
(5) في (ت) و (ك) : «بعضها» .
(6) في (ت) و (ك) : «فروى» .
(7) في (ك) : «بتلك» .
(8) في (أ) و (ش) : «الكتب» .
(9) كذا في جميع النسخ، ولعله ذَكَّر متوهمًا أنه قال: «فرأيته» ، أي: ذلك البعض؛ والضمير في «مشابهًا» يعود إما على قوله: «بعض تلك الأحاديث» ، وإما على واحدٍ من تلك الأحاديث؛ وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع؛ وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1135) ..
(5/320)
لحديثِ إسحاقَ بْن أَبِي فَرْوةَ (1) ،
وهذا الحديثُ من تلك
_________
(1) نقل الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/862) كلام أبي حاتم هنا، وأوضحه بقوله: «ومصداق ذلك؛ ما ذكره أبو حاتم: أن شعيب بن أبي حمزة روى عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ حديث الاستفتاح في الصلاة بنحو سياق حديث علي.
ورُوي عن شعيب، عن ابن المنكدر، عن الأعرج، عن محمد بن مسلمة، فرجع الحديث إلى الأعرج.
وإنما رواه الناس عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب.
ومن جملة من رواه عن الأعرج بهذا الإسناد: إسحاق ابن أبي فروة. وقيل إنه رواه عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج.
وروي عن مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر، عَنْ شُعَيْبِ بن أبي حمزة، عن ابن أبي فروة وابن المنكدر، عن الأعرج، عن محمد بن مسلمة. ورواه أبو معاوية، عن شعيب، عن إسحاق، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن مسلمة.
فظهر بهذا أن الحديث عند شعيب: عن ابن أبي فروة. وكذا قال أبو حاتم الرازي: هذا الحديث مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فروة، يرويه شعيب عنه.
وحاصل الأمر أن حديث الاستفتاح رواه شُعَيْبٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فروة وابن المنكدر؛ فمنهم من ترك إسحاق وذكر ابن المنكدر، ومنهم من كنى عنه فقال: عن ابن المنكدر وآخر. وكذا وقع في "سنن النسائي"، وهذا مما لا يجوز فعله؛ وهو أن يروي الرجل حديثاً عن اثنين؛ أحدهما مطعون فيه، والآخر ثقة، فيترك ذكر المطعون فيه ويذكر الثقة. وقد نص الإمام أحمد على ذلك وعلله بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيء ليس في حديث الثقة، وهو كما قال، فإنه ربما كان سياق الحديث للضعيف، وحديث الآخر محمولاً عليه.
فهذا الحديث يرجع إلى رواية إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر، ويرجع إلى حديث الأعرج. ورواية الأعرج له معروفة عن ابن أبي رافع، عن علي، وهو الصواب عند النسائي والدارقطني وغيرهما.
وهذا الاضطراب في الحديث الظاهر أنه من ابن أبي فروة؛ لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث، وهو يروي عن ابن المنكدر» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن رجب أيضًا (3/463) .
(5/321)
الأحاديثِ (1) .
2012 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو خُلَيدٍ القَارِئُ (2) ،
عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ - وعَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ -
_________
(1) لم يجب أبو حاتم عن السؤال عن معنى «رب هذه الدعوة التامة» .
وقد قيل فيها: إنها دعوة التوحيد، وقيل: دعوة الأذان، وقيل: الدعوة التامة: من أول الأذان إلى قوله: «محمد رسول الله» ، والحيعلة هي الصلاة القائمة. و «التامة» : الكاملة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للفساد. هذا على أن الدعوة التامة هي دعوة التوحيد. وأما على أنها دعوة الأذان، فوصفها بالتمام لما اشتمل عليه الأذان من التوحيد والإقرار بالنبوة والأذكار وغيرها من الخيرات، ولأنها ذكر الله تعالى ويدعى بها إلى عبادته، وذلك هو الذي يستحق صفة الكمال والتمام. وقد تكون التامة في الدعوة بمعنى: الواجبة والحاقة اللازمة بالشرع.
ينظر "مشارق الأنوار" (1/122) ، و"النهاية" (1/197) ، (2/179) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/39) ، و"تحرير ألفاظ التنبيه" (1/54) ، و"فتح الباري" لابن رجب (3/465) ، ولابن حجر (2/95) .
(2) هو: عتبة بن حماد القارئ. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (512) ، وابن حبان في "صحيحه" (5665) ، والطبراني في "الأوسط" (6776) ، وفي "الكبير" (20/108- 109، 215) ، وفي "مسند الشاميين" (203 و3570) ، والدارقطني في "العلل" (6/50) ، والبيهقي في "الشعب" (3552 و6204) ، وفي "فضائل الأوقات" (22) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/234- 235 و54/97) جميعهم من طريق هشام بن خالد، عن أبي خُلَيْد، به. ورواية الدارقطني في"العلل" من طريق الأوزاعي وحده عن مكحول، ليس فيها «ابن ثوبان عن أبيه» .
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (205) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا أبو خليد، ثنا ابن ثوبان، حدثني أبي، عن مكحول، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ معاذ بن جبل.
(3) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
(5/322)
عَنْ مالكٍ بْنِ يُخَامِرَ، عَن معاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَطَّلِعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ (1) ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسنادِ (2) ، لم يَرْوِ (3) بهذا الإسنادِ [غير] (4) أَبِي خُلَيدٍ، وَلا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهِ!
قلتُ: ما حالُ [أَبِي] (5) خُلَيدٍ؟
قَالَ: شيخٌ (6) .
_________
(1) وتمامه: «فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» .
(2) قوله: «الإسناد» ليس في (أ) و (ش) .
(3) أي: لم يَرْوِهِ.
(4) في جميع النسخ: «عن» ، وهو تصحيفٌ، وسيأتي مثله في المسألة رقم (2144) ، ويحتمل أن يكون سقط من العبارة كلمة «إلا» ؛ فيكون السياق هكذا: «لم يُرْوَ بهذا الإسناد [إلا] عن أبي خُلَيْد» ، والله أعلم.
(5) في جميع النسخ: «ابن» ، وتقدم في أول المسألة على الصواب، وانظر "تهذيب الكمال" (19/303) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (970) : «يروى عن مكحول، واختلف عنه؛ فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القارئ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، وعَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخامِرَ، عن معاذ ابن جبل؛ قال ذلك هشامُ بن خالد، عن أبي خليد؛ حدثناه ابن أبي داود قال: ثنا هشام بن خالد، بذلك. وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي؛ فرواه عن أبي خليد، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل؛ كلاهما غير محفوظ. وقد روي عن مكحول في هذا روايات. وقال هشام بن الغاز: عن مكحول، عن عائشة. وقيل: عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مكحول، عن أبي ثعلبة. وقيل: عن الأحوص، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة. وقيل: عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، مرسلاً. وقال الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ: عَنْ مَكْحُولٍ، عن كثير بن مرة، مرسلاً؛ أن النبيَّ (ص) قال. وقيل: عن مكحول من قوله. والحديث غير ثابت» . اهـ.
(5/323)
2013 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْد بنُ جَنَّادٍ، عَنْ عطاءِ بْنِ مسلمٍ (1) ، عَنْ فِطْرِ بن خَلِيفةَ، عن سَلَمةَ، عن (2) شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ لَهُ في الإِسْلاَمِ ابْنَتَان ِ (3) ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، ثُمَّ مَاتَ؛ أَدْخَلَتَاهُ (4) الجَنَّةَ؟
فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فِطْرٌ (6) ، عَنْ شُرَحْبيلَ بنِ سعدٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا حدَّثنا أَبُو نُعيمٍ (7) ،
عَنْ
_________
(1) في (ك) : «سلم» . وهو: الخفاف أبو مخلد الكوفي.
(2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(3) قوله: «ابنتان» فاعل لـ «أدرك» ، ولم يؤنَّث الفعل معه مع كونه مؤنَّثًا حقيقيًّا؛ للفصل بينه وبين الفعل. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (206) .
هذا؛ وقد جاءت هذه العبارة في مصادر التخريج على ألفاظ؛ منها: «أَدْرَكَتْ له ابنتان» ، و «تُدْرِكُ له ابنتان» ، والمعنى: أدركَتْهُ ابنتان، ويشهد له روايةُ "الأدب المفرد": «تُدركُهُ ابنتان» ، و"مسند أبي يعلى": «يكون له ابنتان» ، وفي "مسند أحمد": «كانت له أختان» ، والله أعلم.
(4) في (أ) و (ف) : «أدخلناه» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) في (ت) و (ك) : «فطير» .
(7) هو: الفضل بن دكين، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (77) ، والخرائطي في "مكارم = = الأخلاق" (637) ، والطبراني في "الكبير" (10/337- 338 رقم 10836) ، والحاكم في "المستدرك" (4/178) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25428) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والإمام أحمد في "المسند" (1/235- 236 رقم 2104) من طريق وكيع ومحمد بن عبيد، والحسين المروزي في "البر والصلة" (145) من طريق ابن المبارك، وأبو يعلى في "مسنده" (2571 و2742) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني (10/337- 338 رقم 10836) من طريق خلاد بن يحيى، والحاكم (4/178) ، والبيهقي في "الشعب" (10512) من طريق يعلى بن عبيد، والبيهقي (8314) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، والخطيب في "الموضح" (2/166) من طريق عبيدة بن حميد، جميعهم عن فطر بن خليفة، به.
ومن طريق الحسين المروزي أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3670) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2945) .
وأخرجه الإمام أحمد (1/363 رقم 3424) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن شرحبيل بن سعد، به.
ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (10/425- 426 رقم 451) .
وأخرجه أبو يعلى (2457) ، والطبراني في "الكبير" (11/173 رقم 11542) ، من طريق عكرمة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، نحوه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/20) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ ابن عباس.
(5/324)
فِطْرٍ، والخطأُ مِنْ عطاءِ بْنِ مسلمٍ.
2014 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ بَيَانُ بْنُ عَمرٍو أَبُو محمَّد (1) المُحَارِبِيُّ (2) ، عَنْ سالمِ بْنِ نُوحٍ - وَيَحْيَى بنِ سعيدٍ القَطَّانِ،
_________
(1) في (ك) : «وأبو محمد» .
(2) كذا جاء هنا، وكذا وقع في "الجرح والتعديل" (2/425) .
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/134) فقال: «بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مُحَمَّدٍ، بخاري» . وكذا جاء في "تهذيب الكمال" (4/305) ، و"الميزان" (2/74) .
وروايته هذه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/134) عنه، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ، عَنْ سعيد بن أبي عروبة، به، ولم يذكر القطان ولا ابن مهدي في سنده.
ومن طريق البخاري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/348) ، والدارقطني في "المؤتلف" كما في "تهذيب التهذيب" (1/256) ، وأبو الوليد الباجي في "التعديل والتجريح" (1/433) .
وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق حنش بن حرب، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ، عَنْ سعيد، به.
(5/325)
وابنِ مهديٍّ (1) ، عَنْ سالمِ بْنِ نُوحٍ (2) - عَنْ سعيدٍ (3) ، عَنْ قتادةَ (4) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإسنادِ (5) ، وبَيَانٌ شيخٌ مجهولٌ (6) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن.
(2) قوله: «ويحيى بن سعيد ... » كذا في جميع النسخ، والمراد: أن بيان بن عمرو روى هذا الحديث عن يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سالم بن نوح، ورواه بيان بن عمرو أيضًا عن سالم بن نوح بلا واسطة، وبيان معروف بالرواية عن هؤلاء الثلاثة: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وسالم ابن نوح؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/425 رقم 1688) وغيره.
(3) هو: ابن أبي عروبة.
(4) قوله: «عن قتادة» مكرر في (أ) .
(5) قيّد أبو حاتم إعلاله بهذا الإسناد؛ لأن البخاري أخرجه في "صحيحه" (1252 و1283 و1302 و7154) ، ومسلم (926) ، لكن من طريق ثابت بن أسلم الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به.
(6) كذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (2/425) .
وروى ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" كما سبق ثم قال: «قال البخاري: فذكرته لعلي بن المديني، فقال: ليس هذا الحديث عندنا بالبصرة» . ثم قال ابن عدي: «وهذا لم يحدث به عن سالم بن نوح غير أهل بخارى؛ بيان بن عمرو، وحنش بن حرب، بخاريان، وما أعلم حدث به عن سالم غيرهما» .
وقال الذهبي في "الميزان" (2/74) بعد أن ذكر قول أبي حاتم: «الآفة من غيره، وإلا فهو صدوق» .
وقال ابن حجر في "هدي الساري" (ص393) : «بيان ابن عمرو البخاري العابد شيخ البخاري، أثنى عليه ابن المديني ووثقه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل. قلت: ليس بمجهول من روى عنه البخاري وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل، ووثقه من ذكرنا، وأما الحديث فالعهدة فيه على غيره؛ لأنه لم ينفرد به كما قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"» . وقال في "تهذيب التهذيب" (1/256) : «وجهالة بيان = = ارتفعت برواية هؤلاء عنه، وعدالته ثبتت أيضًا، والحديث لم ينفرد به؛ فقد قال الدارقطني: إنه تابعه عليه حنش بن حرب الخراساني عن سالم بن نوح، وكذا قال ابن عدي في ترجمة سالم بن نوح» .
فظهر مما سبق: أن هذا الحديث مما يستغرب ويستنكر بهذا الإسناد، لكن أبا حاتم يرى أن التبعة فيه على بيان ابن عمرو، وقد يؤيده استغراب علي بن المديني لبعض أحاديثه التي يرويها عن البصريين. وأما الدارقطني فذكر أنه تابعه حنشُ بن حرب على هذا الحديث، وهذا ما جعل الذهبي وابن حجر لا يسلِّمان بتجهيل أبي حاتم له، وأشار الذهبي إلى أن الآفة في هذا الحديث من غيره، وصرّح بذلك في "تاريخ الإسلام" (16/116) بعد أن ذكر كلام أبي حاتم فقال: «قلت: قوله: مجهول: ممنوع، وأما في الحديث الذي رواه، فسالم [يعني: ابن نوح] له مناكير لعلّ هذا منها؛ قال فيه ابن معين: ليس بشيء، قلت: ولهذا لم يخرِّج له البخاري، وخرّج له مسلم» .
(5/326)
2015 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ محمدُ بْنُ عَوْفٍ الحِمْصِيُّ (1) ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي مريمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعةَ، عَنْ يزيدَ بْنِ عَمرو المَعَافِرِيِّ، عَنْ سالمٍ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عُقْبةَ بْنِ عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةُ رَهْطٍ أَوَوْا إِلَى غَارٍ ... ، فَذَكَرَ حديثَ الغارِ بطولِه؟
قَالَ أَبِي: «هَذَا حديثٌ (2) خطأٌ؛ أخطَأَ فِيهِ ابنُ عَوْفٍ» ؛ وَلَمْ يذكُرِ الصحيحَ ما هو.
_________
(1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (11/180 رقم 13855) وجاء فيه: «أبو أسلم القتباني» .
وأخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/504- 505) ، وأبو عوانة في "مسنده" (5587) ، من طريق عَلاَّن بن المغيرة ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والطبراني في "الدعاء" (195) من طريق أحمد بن حماد، جميعهم (الفسوي وعلان ومحمد وأحمد) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عمرو المعافري، أن أبا سلمى القتباني أخبره عن عقبة بن عامر، به.
(2) قوله: «حديث» ليس في (ت) و (ك) .
(5/327)
فحدَّثنا أبو عُبَيدالله ابنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ (1) ، عَنْ عمِّه ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعةَ، عن يزيدَ ابن عمرو المَعَافريِّ، عن أبي (2) سُ َلْمى (3) القِتْبَانِيِّ (4) ، عَنْ عُقْبةَ بْنِ عامرٍ الجُهَنِيِّ، عن النبيِّ (ص) .
2016- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ دُحَيمٍ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيكٍ (6) ، عَنْ ابْنِ (7) أَبِي حُمَيدٍ (8) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [زَيْدِ] (9) بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمر بْنِ الخَطَّاب، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ (10) : إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ: إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ
_________
(1) هو: أحمد بن عبد الرحمن، وروايته أخرجها الروياني في "مسنده" (265) .
(2) في (ك) : «ابن» .
(3) في (ك) : «سليمان» ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «سلمان» ، والمثبت من (ت) ، وهو الموافق لما في "الإكمال" لابن ماكولا (4/326) حيث قال: «سلمى بضم السين وبالإمالة» ، ثم قال: أبو سلمى القتباني، مصري، يحدث عن عقبة بن عامر، وقيل فيه بفتح السين» . اهـ. وفي "تهذيب الكمال" (32/214) : «يزيد بن عمرو المعافري، روى عن سلمان أبي سلمة القتباني» .
(4) في (ك) : «العتباني» .
(5) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (10/85 رقم 2150) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، والبيهقي في "الشعب" (6986) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (438) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، به.
(6) هو: محمد بن إسماعيل.
(7) قوله: «ابن» ليس في (ت) و (ك) .
(8) هو: محمد، ولقبه: حماد.
(9) في جميع النسخ: «يزيد» ، والتصويب من مصادر التخريج، ومن "الجرح والتعديل" (7/255) ، و"تهذيب الكمال" (25/113) .
(10) قوله: «أنه قال» سقط من (ك) .
(5/328)
عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ (1) يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْزِلَةً: إِمَامٌ جَائِرٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : فسمعتُ (3) أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وَابْنُ أَبِي حُمَيدٍ ضعيفُ الحديثِ (4) .
2017 - وقال (5) أَبُو مُحَمَّدٍ: كتبتُ بوَاسِطٍ عَنْ نَصْرِ بنِ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ (6) ،
وَكَانَ قَدِمَ علينا واسطَ (7) ، فحدَّثنا عن [عبيد الله] (8) بْنِ عَمْرٍو الآمِدِيِّ، عَنْ طَلْحةَ بْنِ زيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي وَائِلٍ (9) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُود؛ قَالَ: أَقْبَلَتِ ابنةٌ لعبد الله (10) وهي جاريةٌ صغيرةٌ،
_________
(1) قوله: «عند الله» ليس في (ش) .
(2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(3) في (ك) : «سمعت» .
(4) رواه الطبراني في "الأوسط" (348) من طريق ابن لهيعة، قال: حدثني مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بن قنفد، عن أبيه، عن عمر، به، مرفوعًا.
قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» .
(5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(6) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (634) ، وابن عدي في "الكامل" (4/111) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10447) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عبيد الله بن عمرو الأسدي، به.
(7) في (ت) : «بواسط» . و «واسط» مصروفة، وقد تمنع، وانظر "معجم البلدان" (5/347) .
(8) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وسيأتي على الصواب في نهاية المسألة، وانظر مصادر التخريج، والجرح والتعديل" (4/480) و (5/329) و (8/472) .
(9) من قوله: «عن عبد الله بن عمرو ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(10) في (ت) و (ك) : «لعبد الله بن مسعود» .
(5/329)
فضمَّها إِلَى نَحْرِه، ثُمَّ قَبَّلَها، وقال: يا سِترَ عبدِالله مِنَ النارِ! سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقولُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَغَذَّاهَا فَأَحْسَنَ غِذَاءَهَا، وَأَسْبَغَ عَلَيْهَا مِنَ النَّفَقَةِ الَّتِي أَسْبَغَ (1) عَلَيْهِ؛ كَانَتْ لَهُ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرةً مِنَ النَّارِ إِلَى الجَنَّةِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (2) ، وطَلْحةُ بْن زيدٍ ضعيفُ
_________
(1) كذا، وفي مصادر التخريج: «التي أَسبغ اللهُ عليه» . وما هنا يخرَّج على وجهين: أحدهما: أن الفاعل ضمير مستتر يعود على «الله» عزَّ وجلَّ، وإن لم يَجْر لاسمه - تعالى- ذِكْرٌ؛ لفهمه من السياق. ويكون فيه أيضًا حذف العائد على الموصول من جملة الصلة؛ والأصل: التي أسبغها اللهُ عليه؛ وهو جائز؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (400) و (1015) .
والثاني: أن يكون الفعل: «أسبغ» مبنيًّا للمجهول، ويكون فيه أنه ذكَّره مع كون المسند إليه - وهو نائب الفاعل - ضميرًا لمؤنَّثٍ، وهو جائزٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (178) .
(2) قال ابن عدي في الموضع السابق: «قال عبيد الله - يعني ابن عمرو الآمدي -: كتب إلي أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فكتبت إليه بهذا الحديث. قال نصر: فلقيت أبا بكر بالعسكر فقلت: شيخ كتبنا عنه بمكة وذكرت له الحديث، وذكر أنك كتبت إليه فكتب إليك، فقال: كتبت إليه ولم يأتني الجواب، فكيف حدثكم؟ فحدثته فاستعادنيه مرارًا، فقلت: ما هذا عندك من حديث الأعمش؟ قال: لا، ولكني رأيته في كتب الأكابر من أصحاب الأعمش ولم أسمعه من أحد. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو، ولطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت» .
وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1407/تخريج أحاديث الإحياء) : «رواه الطبراني في "الكبير" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث ابن مسعود بسند ضعيف» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (10/428) : «أخرجه الطبراني بسند واه» .
(5/330)
الحديث، وعبيد الله (1) ابن عَمْرو الآمِدِيُّ لا أعرفُه (2) .
2018 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سلامةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيل بْنِ خالدٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مع رسول الله (ص) إِذَ هبطتْ بِهِ راحلتُهُ مِنْ ثَنِيَّةٍ، ورسولُ الله (ص) وحدَه، فلمَّا أَسْهَلَتْ بِهِ الطريقَ ضَحِكَ وكبَّر (4) ، فكبَّرْنا لتكبيرِه، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِه، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ كبَّر فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (5) ، ثُمَّ أدركَنا (6) ، فَقَالَ القومُ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَبَّرْنا لتكبيركَ، وَلا نَدْرِي مِمَّ ضَحِكتَ؟ قَالَ: قَادَ النَّاقَةَ بِي (7) جِبْرِيلُ _ج، فَلَمَّا أَسْهَلَتِ الطَّرِيقَ، التَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ، أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ، وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ، فَضَحِكْتُ، وَكَبَّرْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لأُمَّتِي؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وعبد الله» .
(2) قال ابن عدي في "الكامل" (4/112) : «وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو. ولطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت» . وقال الحافظ في "الفتح" (10/428) : «أخرجه الطبراني [في "الكبير" (10/197) ] بسندٍ واهٍ» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1944) ، وتقدم هناك تفسير ما فيها من الغريب.
(4) في (أ) و (ف) : «وكبرنا» .
(5) قوله: «ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فكبرنا لتكبيره» مكرر في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) في (ك) : «أذكرنا» .
(7) قوله: «بي» من (ت) و (ك) فقط.
(5/331)
2019 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ الوَزَّانُ (2) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ الحُبابِ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (3) ، عَنْ عَمرو بْنِ دينارٍ، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : الدِّينُ النَّصِيحَةُ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ ابنُ عُيَينةَ (4) ، عَنْ عَمرو بْنِ دينارٍ، عَنِ القَعْقاع بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صالحٍ، قَالَ (5) : ثُمَّ لَقِيتُ سُهَيلاً (6) فسألتُهُ فَقَالَ سُهَيل: سمعتُهُ (7) مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أبي؛
_________
(1) انظر المسألة التالية.
(2) هو: ابن محمد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/351 رقم 3281) عن زيد بن الحباب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/89 رقم 11198) ، وفي "مسند الشاميين" (92) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس، هكذا متصلاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (9/462 رقم 2038 و13/688 رقم 3295) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2372) .
(3) في (أ) : «أبي ثوبان» ، وابن ثوبان هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
(4) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (860) ، ومسلم في "صحيحه" (55) . ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/460) ، وفي "الأوسط" (2/27) .
(5) أي: ابن عيينة.
(6) في (ك) : «سهلاً» . وهو: سهيل بن أبي صالح.
(7) في (ش) : «سمعت» .
(5/332)
أَخْبَرَنِيهِ عطاءُ بنُ يزيدَ - صَدِيقٌ كَانَ لأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
2020 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ بْنُ سُويدٍ (3) ، عَنْ أُمَيَّةَ بنِ يزيدٍ، عَنْ أَبِي المُصَبِّحِ المَقْرَائِيِّ (4) ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: رَأْسُ الدِّينِ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: للهِ (5) وَلِرَسُولِهِ ... ؟
_________
(1) قَالَ البخاري في "التاريخ الكبير" (6/460) ، وفي "الأوسط" (2/34) : «وقال مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ: عَنْ عَمْرِو، عن ابن عباس ذ، عن النبي (ص) ، والصحيح عمرو، عن القعقاع» .
وقال في "الأوسط" (2/35) : «فمدار هذا الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (9/462 رقم 2038) : «هذا الإسناد حسن إلا أنه معلول، والمحفوظ مَا رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ تميم الداري ح، وحديث تميم ح في "صحيح مسلم"» . وقال نحوه في "تغليق التعليق" (2/59) .
وفي الحديث اختلاف كثير، انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/460- 461) ، و"العلل" للدارقطني (1905) .
(2) انظر المسألة السابقة.
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/10) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1095) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (760) ، والروياني في "مسنده" (657) ، والطبراني في "الأوسط" (1184) ، وفي "مسند الشاميين" (2923) ، والدارقطني في "الأفراد" (105/ب/أطراف الغرائب) ، وابن منده في "الفوائد" (37) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/306- 307) .
(4) في (أ) : «المقراني» .
(5) في (أ) : «الله» .
(5/333)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (1) .
2021 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُنَيْنِيُّ (2) ، عَنْ مالكِ بْنِ أنسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خَيْرُ بُيُوتِكُمْ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) .
_________
(1) قال الطبراني في الموضع السابق: «لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث ثوبان عن النبي (ص) ، تفرد به أمية بن يزيد بن أبي عثمان الأموي، عن أبي مصبح الحمصي، عن ثوبان. ولم يروه عنه غير أيوب بن سعيد الرملي» .
وقال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/61) : وفي الباب عن ثوبان، وأبي أمامة، وحذيفة بن اليمان، وأسانيدهم ضعيفة، وأصح طرقه حديث تميم؛ بل قال البخاري في "التاريخ الأوسط": «لا يصح إلا عن تميم» .
وضعفه الألباني في "الضعيفة" (2175) .
(2) هو إسحاق بن إبراهيم. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/97) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (660) ، والطبراني في "الكبير" (12/388 رقم 13434) ، وابن عدي في "الكامل" (1/341) ، وابن مردويه في "الأمالي" (27) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/337) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1249) ، والبيهقي في "الشعب" (10526 و10527) .
(3) قوله: «عن عمر» سقط من (ك) .
(4) قال العقيلي في الموضع السابق: «لا يتابع عليه، وحديث مالك لا أصل له» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «لا يرويه عن مالك غير الحنيني» .
وقال الخليلي في الموضع السابق: «تفرد به الحنيني عن مالك، والحديث صحيح» كذا قال!
(5/334)
2022 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن (2) بْنُ أَبِي الرِّجَال (3) ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صالحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَبَّرَ وَاحِدَةً، كُتِبَتْ (4) لَهُ عِشْرُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عِشْرُونَ، وَمَنْ سَبَّحَ وَاحِدَةً، كُتِبَتْ لَهُ عِشْرُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عِشْرُونَ، وَمَنْ حَمِدَ (5) وَاحِدَةً، كُتِبَتْ لَهُ ثَلاَثُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ ثَلاَثُونَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُهَيل (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِي (7) ، عن كَعْبٍ (8) ؛ قولَهُ.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» .
(2) في (ش) : «عن عبد الرحمن» .
(3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/513) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4084) .
(4) في (ت) و (ك) : «كتب» .
(5) في (ت) : «جمدة» ، ولعلَّها مصحَّفة عن «حَمِدَهُ» .
(6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10679) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن جرير في "تفسيره" (1/60) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/585 رقم 3123 و5/1586 رقم 8364 و8/2514 رقم 14075 و9/2869 رقم 16277) من طريق عمر بن محمد، وابن أبي حاتم أيضًا (1/26 رقم 10 و4/1258 رقم 7076 و5/1479 رقم 8474 و6/1931 رقم 10249 و9/3002 رقم 17057) من طريق وهيب بن خالد، والعدني في "الإيمان" (3) من طريق عبد العزيز الدراوردي، جميعهم عن سهيل، به.
ومن طريق النسائي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/48) .
ولفظ ابن جرير وابن أبي حاتم مختصر.
(7) هو: عبد الله بن ضَمْرة.
(8) هو: كعب الأحبار.
(5/335)
قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَال.
2023 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (1) ، عَنْ (2) صَفْوانَ بْنِ سُلَيمٍ، عَنْ عطاءِ بْنِ يَسَارٍ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا، وقَرَنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ؟
فَقَالا: رَوَى ابنُ عُيَينة (3) هَذَا الحديثَ عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيْم، عَنْ أُنَيْسةَ، عَنْ أمِّ سعيدٍ بنتِ مُرَّة، عَنْ أَبِيهَا (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) لم نقف على رواية مالك على هذا الوجه، ولكن أخرجه مالك في "الموطأ" (2/948) عن صفوان بن سليم أنه بلغه أن النبي (ص) قال: ... فذكره.
ومن طريق مالك أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (653) ، والبيهقي في "السنن" (6/283) ، وفي = = "الشعب" (10515) .
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (27/74) : «هكذا رواية مالك لم يختلف عليه رواة "الموطأ" في ذلك عنه، وقد رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ صفوان فأسنده» . وانظر التعليق آخر المسألة.
(2) في (أ) : «بن» بدل: «عن» .
(3) روايته أخرجها الحميدي في "المسند" (861) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (205 و212) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (133) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (838) ، والروياني في "مسنده" (1483) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (651) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/58) ، والطبراني في "الكبير" (20/320 رقم 758) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/246) .
ومن طريق الحميدي أخرجه الحارث في "مسنده" (907) ، وابن قانع (3/58) ، والطبراني في "الكبير" (20/320 رقم 758) .
(4) هو: مرة بن عمرو الفهري.
(5/336)
فَقَالا: هَذَا أشبهُ بالصوابِ (1) .
2024 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ معاويةَ (3) ، عَنِ اللَّيْثِ (4) ، عَنْ يزيدَ ابن أَبِي حبيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ (5) ، عن عُقْبةَ ابن عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً؟
_________
(1) أخرج البيهقي في "السنن" (6/283) من طريق يعقوب ابن سفيان الفسوي، عن الحميدي أنه قال: «قيل لسفيان: فإن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن سفيان أصوب في هذا الحديث من مالك. قال سفيان: وما يدريه أدرك صفوان؟ قالوا: لا، ولكنه قال: إن مالكًا قاله عن صفوان، عن عطاء بن يسار، وقاله سفيان، عَنْ أُنَيْسَةَ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بنت مرة، عن أبيها، فمن أين جاء بهذا الإسناد؟ فقال سفيان: ما أحسن ما قال لو قال لنا: صفوان عن عطاء بن يسار، كان أهون علينا من أن يجيء بهذا الإسناد الشديد» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/6/ب) : «يرويه صفوان بن سليم، واختلف عنه؛ فرواه ابن عيينة، عن صفوان، وأقام إسناده، فقال: عَنْ أُنَيْسَةَ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بنت مرة، عن أبيها. ورواه مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) . ورواه ابن عجلان، واختلف عنه؛ فرواه محمد بن جحادة، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن ابنة مرة، عن أبيها، والحديث لابن عيينة لأنه ضبط إسناده. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صفوان، عن ابنة مرة، عن النبي (ص) ، ولم يذكر أباها، ولا ذكر بينها وبين صفوان أحدًا. قولُ ابن عيينة أصح» .
وقال ابن رجب في "شرح العلل" (2/842) : «ورجح الحفاظ كأبي زرعة وأبي حاتم قول ابن عيينة في هذا الإسناد على قول مالك» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وحديث صفوان هذا يتصل من وجوه، ويسند من غير رواية مالك؛ من حديث الثقات سفيان بن عيينة وغيره» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1980) ، وفيها زيادة بيان على ما هنا.
(3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1980) .
(4) هو: ابن سعد.
(5) هو: مرثد بن عبد الله اليزني.
(5/337)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَمرو، عَنِ اللَّيثِ بْنِ سعدٍ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حبيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيمونٍ مَوْلَى لعليِّ (1) بْنِ أَبِي طالبٍ، عن رسول الله (ص) ، مُرسَلً (2) .
2025 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العَسْقَلانِيُّ، عَنْ رَوَّادٍ (4) ، عَنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيٍّ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : لِلرِّجَالِ أَرْبَعٌ، وَلِلنِّسَاءِ أَرْبَعٌ: للرِّجال (5) : مَنِ اتَّقَى الدِّمَاءَ، وَالْفُرُوجَ، وَالأَمْوَالَ، وَالأَشْرِبَةَ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ،، وَلِلنِّسَاءِ: إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا؛ دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَتْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ ليس له أصلٌ؛ لعلَّهم لَقَّنُوا رَوَّادً (6) وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا رُوي عَنِ الثَّوريِّ؛ قال: بلغني، مُرسَلً (7) .
_________
(1) قوله: «لعلي» في (أ) و (ش) و (ف) : «العلاء» ، والمثبت من (ت) و (ك) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1410) .
(4) هو: ابن الجرَّاح.
(5) قوله: «للرجال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) كانت في (أ) : «روادًا» ، وضرب على الألف، وفي (ك) : «داود» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: «رَوَّادًا» ، بالألف؛ كما في المسألة رقم (1410) ، وانظر تفصيل الكلام على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) .
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة.
(5/338)
2026 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بنُ عيَّاشٍ، عَنْ أبي إسحاقَ (1) ، عَنْ يزيدَ (2) بْنِ أَبِي مريمَ، عَنْ عُمَرَ بنِ سعدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قال (3) : المُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ... ، وذكَرَ الحديثَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: أَبُو إسحاقَ، عَنِ (5) العَيْزارِ بْنِ حُرَيثٍ، عَنِ ابْنِ سعدٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ؛ كَذَا رَوَاهُ شُعَبةُ (7) ، وإسرائيلُ (8) ، وجماعةٌ (9) .
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(2) في (ت) : «بريد» ، ولم تنقط في (أ) و (ف) .
(3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) تتمة الحديث كما ساقه الطيالسي: «حتى في اللُّقْمَةِ يَرفَعُها إلى فِيهِ» .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) في (ك) : «سعيد» .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (208) ، ونعيم ابن حماد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (115) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/177 رقم 1531) ، والبزار في "مسنده" (1190) ، والشاشي في "مسنده" (132) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/39) . ومن طريق الطيالسي أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (143) ، والبيهقي في "الشعب" (9477) .
(8) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها وكيع في "الزهد" (98) ، والبغوي في "شرح السنة" (1541) . ومن طريق وكيع أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/182 رقم 1575) ، والضياء في "المختارة" (1027) . ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/38- 39) .
(9) منهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20310) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/173 رقم 1492) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (139) ، والبغوي في "شرح السنة" (1540) ، وفي "تفسيره" (1/127) . ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1028) .
ومنهم: سفيان الثوري، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/173 رقم 1487) ، والدورقي في "مسند سعد" (70) ، والبزار في "مسنده" (1189) ، والدارقطني في "العلل" (4/353) .
ومنهم: أبو الأحوص سلام بن سليم، وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (10906) ، والشاشي في "مسنده" (130 و131) . ومن طريق الشاشي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/39) .
قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلمه يروى عن سعد بإسناد صحيح إلا من هذا الوجه، وقد روي عن صهيب وعن أنس، عن النبي (ص) ، وهذا الحديث قد ذكرناه من حَدِيث الأعمش عَنْ أَبِي إسحاق، عن مصعب، عن أبيه. والصواب: ما رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إسحاق، عن العيزار، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/351-353) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح من ذلك قول الثوري وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق» .
(5/339)
2027 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إسحاقَ الفَزَارِيُّ (1) ، عَنْ أَبِي إسماعيلَ، عن عبد الله (*) بن عبد الله؛ قَالَ: كَانَ يُقال: مَثَلُ الذَّاكِرين فِي الْغَافِلِينَ كمَثَلِ الَّذِي يُقاتِلُ عَنِ الفارِّينَ (2) .
قَالَ أَبِي: أَبُو إِسْمَاعِيلَ هُوَ حاتمُ بْنُ إسماعيلَ، وهو عن عَوْنِ بن عبد الله (3) ، وليس هو عن عبد الله (*) بن عبد الله، وحاتم لم يَلْقَ
_________
(1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(*) ... في (ت) و (ف) و (ك) : «عبيد الله» .
(2) في (ش) : «الفارس» .
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34950) ، وأبو نعيم في "الحلية" = = (4/241) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/75) من طريق محمد بن عجلان، وأبو نعيم أيضًا من طريق النضر بن عربي، كلاهما عن عون بن عبد الله، به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1759) ، والطبراني في "الكبير" (10/16 رقم 9797) ، وفي "الأوسط" (271) من طريق محصن بن علي، عن عون بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) ، به.
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/267- 268) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عون متصلاً مرفوعًا، لم يروه عنه إلا محصن، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه، وروي من حديث عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعًا.
(5/340)
عَوْنً (1) .
2028 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بْنُ خالدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّةُ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ جُرَيجٍ، عَنْ عطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يَشْكُ إِلَى النَّاسِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ باطلٌ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1871) ، وستأتي برقم (2394) . وفيها في الموضعين: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لا أصل له، وكان بَقِيَّة يدلِّس؛ فظنوا هؤلاء أنَّه يَقُولُ فِي كل حَدِيث: "حَدَّثَنَا". ولا يفتقدون الخبر منه» .
(5/341)

=========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...