الجمعة، 7 يناير 2022

12- ج 19- عن علل الحديث لابن أبي حاتم


علل الحديث لابن أبي حاتم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم 
 
 وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسليمًا كثيرًاالجُزْءُ الخامِسَ عَشَرَ (1) في ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِيالآدَابِ والطِّبِّ، والمُجَازَاةِ عَلَى المَعْرُوفِ، والفَضَائِلِ (2)
2461 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وسمعتُ أَبِي قَالَ: لا أعلمُ أَنِّي عَثَرْتُ على أبي هارون [البَكَّاءِ] (4) شَيْءً (5) مِنْ حديثٍ، إِلا مَا رَوَاهُ عَنِ اللَّيث (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: مَنِ اعتَذَر إِلَيْهِ أخوهُ فَلَمْ يَعذِرْهُ، فإنَّ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مَا على العَشَّار (8) ، وصاحب المَكْسِ (9) .
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) ، وزاد بعده في (ف) : «من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" يشتمل على» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(3) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(4) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «البكالي» ، وتقدم على الصَّواب في المسألة (1157) و (1253) و (1720) و (1948) و (1949) ، ومثلُهُ في المسألة (2594) ، وكذا في "الجرح والتعديل" (8/160 رقم 712) ، وذكر أن اسمه: موسى بن محمد.
(5) كذا في جميع النسخ، وفي الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «بِشَيْءٍ» ؛ وهو الجادَّة، لكنْ يخرَّج ما وَقَعَ في النسخ على أنَّ «شَيْءً» منصوبٌ على نزع الخافض، وكُتِبَ على لغة ربيعة بحذف ألف تنوين النصب، وانظر التعليق على المسألتين رقم (12) و (34) .
(6) هو: ابن سعد.
(7) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(8) العَشَّار: هو الذي يأخذ عُشْرَ أموال الناس ظُلمًا كما يصنعُ بعضُ الملوك، أو على ما كان يأخُذُهُ أهل الجاهليَّة. انظر "النهاية" (3/238-239) .
(9) في (ت) و (ك) : «المكر» . والمَكْسُ: الضَّريبة التي يأخُذُها الماكِسُ، وهو العَشَّار. "النهاية" (4/349) .
(6/213)
فوجدتُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلا بعدُ:
حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ كاتبُ اللَّيث (1) ،
عَنِ اللَّيث، عمَّن حدَّثه، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ.
فسَكَنَ قَلْبِي، وظننتُ أنَّ اللَّيثَ لعلَّه لم يذكُر لهم الخَبرَ (2) ، فأرسلَهُ لهم، فلم (3) يَضبِطْهُ أَبُو هَارُون.
2462 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن شُرَحْبيل (4) ،
_________
(1) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8/283 رقم 8644) من طريق المطلب ابن شعيب، والبيهقي في "الشعب" (7985) من طريق الحسن بن بشر، كلاهما عن عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن أبي عمرو العبدي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي الزبير إلا أبو عمرو العبدي، ولا عن أبي عمرو إلا إبراهيم بن أعين، تفرَّد به الليث» .
وأخرجه الحارث في "مسنده" (885/بغية الباحث) ، وابن حبان في "الثقات" (8/388) من طريق الحسن ابن عمارة، عن أبي الزبير، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/306 رقم 1029) من طريق علي بن قتيبة الرفاعي، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «مَنِ اعتُذِرَ إليه فلم يقبَلْ، لم يَرِد عليَّ الحَوضَ» .
(2) أي: لم يصرَّح بالسماع.
(3) قوله: «فلم» سقط من (ك) .
(4) هو: سليمان بن عبد الرحمن المعروف بابن بنت شرحبيل. انظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (1186) . وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/319) ، والطبراني في "الأوسط" (3/220 رقم 2969) ، وفي "الصغير" (1/177 رقم 261) ، وابن عدي في "الكامل" (3/373) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/398) ، و (2/207) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/204) ، جميعهم عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن عمر بن الخطاب، به. كذا في جميع مصادر التخريج بزيادة الحسن بين قتادة وأنس. وذكره البرذعي في "سؤالاته" (549) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد، به. ولم يذكر في إسناده الحسن.
(6/214)
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى عَنْ حَلْقِ القَفا، إِلا عِنْدَ الحِجامَة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ! يُمْكِنُ أَنْ يكونَ دَخَلَ لَهُمْ حديثٌ فِي حَدِيثٍ (1) .
قَالَ أَبِي: ورأيتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كتاب سُلَيمان بْن شُرَحْبيل، فلم أكتبه، وكان سُلَيمانُ عندي فِي حَيِّزٍ (3) لو أنَّ رجلا وَضَعَ له لم يفهم، وكذلك هشامُ بنُ عمَّار؛ كُلُّ ما دُفِعَ إليه قرأَهُ، وكذا كَانَ هشامُ بْن خَالِد؛ كانوا لا يُميِّزون، وكان دُحَيْمٌ (4) يُمَيِّز ويَضبِطُ حديثَ نفسِه.
2463 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بن منصور (6) ، عن
_________
(1) قال ابن عساكر في الموضع السابق - بعد أن أخرج الحديث من طريق أبي سعيد بن الأعرابي، عن أبي بكر محمد بن الوليد، عن سليمان بن عبد الرحمن، به-: «فذكرته لابن أبي السري فقال: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن روح بن محمد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : "حَلقُ القَفا من غير حِجامَة مجوسيَّة". قال ابن أبي السري: فذكرته للوليد فقال: حدثنا رجل، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله (ص) عن حَلق القَفا من غير حِجامَة. وقال ابن أبي السري: فكنا نرى أن الوليد دلَّسه عن عمر بن عبد الواحد» . وذكر البرذعي في الموضع السابق أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «باطل! ليس هذا من حديث الوليد» .
(2) في (ت) و (ك) : «روايته» .
(3) في (ك) : «في جند» .
(4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(5) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) .
(6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2803) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/484) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23480 و25627) ، وأحمد في "مسنده" (1/354 رقم 3318 و3320) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (573) ، وابن ماجه في "سننه" (3499) ، والترمذي في "جامعه" (1757 و2048) ، وفي "الشمائل" (48 و49) ، وفي "العلل الكبير" (528) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2694) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/471/مسند ابن عباس) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/166) ، والطبراني في "الكبير" (11/257 رقم 11888) ، وابن عدي في "الكامل" (2/32) ، والحاكم في "المستدرك" (4/408) .
جاء في إسناد العقيلي وابن عدي: عن عباد بن منصور حدثنا عكرمة.
قال الترمذي في "جامعه": «حديث ابن عباس حديث حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث محفوظ، وعباد بن منصور صدوق» .
(6/215)
عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الكُحْل (1) ؟
قَالَ أَبِي: عبَّادٌ لَيْسَ بقويِّ الْحَدِيثِ، ويَروي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى (2) ، عَنْ داودَ ابن حُصَين، عَنْ عِكرمَة، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يكونَ مَا لَمْ يُسَمِّ (3) : إبراهيمَ (4) ، فَإِنَّمَا هُوَ عَنْهُ مُدَلَّسةً (5) .
_________
(1) ولفظه: «عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ» . وزَعَمَ [يعني: ابْنِ عبَّاسٍ] أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكتَحِلُ بها كُلَّ ليلةٍ، ثلاثًا فى هذه، وَثَلاَثًا فى هذه.
(2) هو: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسلمي.
(3) أي: في عنعنة عباد بن منصور.
(4) قوله: «إبراهيم» مكرر في (ف) ، والمعنى: أن أبا حاتم يخشى أن تكون الأحاديث التي يرويها عبَّاد عن عكرمة إنما أخذها عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عكرمة، فدلسها عباد فرواها عن عكرمة مباشرة ولم يذكر إبراهيم ولا داود.
(5) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون قوله: «مدلسة» متصحفًا عن «فدلَّسه» ، أو «مُدَلَّسٌ» ؛ يعني هذا الحديث. أو يكون قوله: «هو» متصحفًا عن «هي» ، فتكون العبارة: «فإنما هي عنه مدلَّسة» ؛ يعني الأحاديث التي يرويها عن عكرمة، ويدل عليه التعليق السابق.
ويوضحه قوله في "الجرح والتعديل" (6/86 رقم 438) : «سألت أبي عن عبَّاد بن منصور؟ قال: كان ضعيفَ الحديث، يُكتَب حديثُه، ونرى أنه أخذ هذه الأحاديثَ عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس» . اهـ.
= ... وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/166) من طريق أحمد بن داود قال: سمعت علي بن المديني يَقُولُ: سمعتَ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان يقول: قلت لعباد بن منصور الناجي: عمَّن سمعت: «مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ» ، «وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكتَحِل بالليل ثلاثًا» ؟ فقال: حدثني ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحصين، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ومن طريق العقيلي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/74) .
قال ابن حبان: «وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى عن داود بن الحصين؛ فدلَّسها عن عكرمة» .
ورواية دواد بن الحصين عن عكرمة منكرة، وابن أبي يحيى متروك.
(6/216)
2464 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ عِمران (1) ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي: ابْنَ الضُّرَيس - عَنْ سُفيان، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (2) ، عَنْ عبد الله (3) ؛ قال: قال (4) : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلا تَرُدُّوا الهَدِيَّةَ، ولا تَضْرِبُوا المُسْلِمِينَ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 242) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/160-161) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/128) . وجاء في إسناد ابن حبان زيادة مسلم بن إبراهيم بين يحيى وسفيان.
قال أبو نُعيم: «غريب من حديث الثوري تفرَّد به يحيى ابن الضريس» .
وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5/105) من طريق عَلِيُّ بْنُ قادم، عَنِ الثَّوْرِيِّ، به. وقال عن هذه الرواية: «وهو وهم، والصَّواب عن علي بن قادم، عن إسرائيل» .
(2) هو: شقيق بن سلمة.
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) أي: رسول الله (ص) .
(6/217)
قَالَ أَبِي: فَنَظَرُوا فِي كُتُبِ يَحْيَى فَلَمْ يُصِيبُوهُ عَنِ الثَّوري (1) .
2465 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ (2) عيَّاش (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا.
وَرَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (4) ، وعَبْدَةُ بنُ سُلَيمان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) ... ؟
_________
(1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/404 رقم 3838) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (157) ، والحارث في "مسنده" (404 و405/بغية الباحث) ، والبزار في "مسنده" (1698) ، والشاشي في "مسنده" (590 و591) ، والطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10444) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن الأعمش، به. جاء في إسناد الحارث زيادة: إبراهيم، بين الأعمش وأبي وائل.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (21979) ، والبزار في "مسنده" (1697) ، والشاشي في "مسنده" (597) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/296-297) جميعهم من طريق عمر بن عبيد الطَّنافسي، عن الأعمش، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5412) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5603) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله إلا عمر بن عبيد وإسرائيل» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (750) أنه حدَّث به عن الأعمش: عمر بن عبيد الطنافسي، وإسرائيل، وقيس ابن الربيع.
(2) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/202 رقم 649) . وأخرجه ابن منده في "الفوائد" (ص 68) من طريق النضر بن شميل، عن هشام بن عروة، به.
(4) هو: حمَّاد بن أسامة.
(6/218)
قَالَ أَبِي: والمُرسَلُ أصحُّ (1) .
2466 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيد، عَنْ رجلٍ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنَّا جُلُوسًا فِي بَيْتِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، فتحرَّكَت حَيَّةٌ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: دَعُوها! ثُمَّ أَنْشَأَ يحدِّثنا؛ قَالَ: كَانَ رجلٌ يومَ الخَندق أَقْبَلَ وَبِيَدِهِ رُمْحٌ، فَرَأَى امرأتَه جَالِسَةً خَارِجَةً مِنَ الْبَيْتِ، فأَهْوى إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: لا تَعْجَل! ادخُل الْبَيْتَ ... وذكَرَ الحديثَ، فقال رسولُ الله (ص) : إِنَّ لِهَذِهِ البُيُوتِ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا (2) ، فَإِنْ ذَهَبَتْ وإِلاَّ فَاقْتُلُوهُ (3) ؛ فَإِنَّمَا هُوَ كَافِرٌ؟
_________
(1) أصل الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2443) من حديث أنس بن مالك ح قال: قال رسول الله (ص) : «انصُر أخاكَ ظالمًا أو مَظلومًا» . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2584) من حديث أبي الزبير، عن جابر بلفظ: «ولْيَنصُر الرجلُ أخاهُ ظالمًا أو مَظلومًا، إن كان ظالمًا فَلْيَنهَهُ فإنه له نصرٌ، وإن كان مظلومًا فَلْينصُره» .
(2) قال ابن الجوزي في "كشف المشكل" (3/175) : «المراد بالعوامر: الجنُّ، يقال للجنِّ: عَوَامِرُ البيت، وعُمَّار البيت، والمراد: أنهنَّ يطولُ لبثهنَّ في البيوت، وهو مأخوذ من العمر، وهو طول البقاء، وقوله: «فحرِّجوا عليها» ، أي: قولوا: أنت في حَرَجٍ، أي: في ضِيق، إنْ عُدتِّ إلينا، فلا تلومينا أن نضيِّق عليك بالطَّرد والتَّتبُّع» . ونحوه في "فتح الباري" (6/349) وغيره، وزاد في "الفتح"، قال: «واختلف في المراد بالثلاث، فقيل: ثلاث مرات، وقيل: ثلاثة أيام» . اهـ. واختلف أيضًا في المراد بالبيوت: هل هي المساجد، أو بيوت المدينة النبوية، أو جنس البيوت عامَّة. وانظر في هذا كلِّه: "شرح النووي على صحيح مسلم" (14/229-230 و235-236) ، و"تقريب الأسانيد" للعراقي (8/122-123) ، و"تحفة الأحوذي" (5/51-52) ، و"النهاية" (3/298) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادة: «فإن ذَهَب، وإلا فاقتلوه» كما في الموضع الآتي من "صحيح مسلم" و"سنن النسائي الكبرى" (10809) ، لكن لعل ما في النسخ يتخرَّج على أنَّ اختلاف التذكير والتأنيث في الضمائر اختلف باختلاف المرجع، فأنِّث في «ذهبت» لأنَّه يرجع إلى «العوامر» ، وذكِّر في «فاقتلوه» لرجوعه إلى «شيئًا» ، وهو المرئيُّ الذي لم يذهب بالإنذار، والله أعلم.
(6/219)
قَالَ (1) أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مالكٌ (2) ، وعُبَيدُالله بنُ عُمَرَ (3) ،
عَنْ صَيْفيٍّ (4) ، عَنْ أَبِي السَّائب (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن (6) النبيِّ (ص) ،
_________
(1) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(2) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/976-977) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (2236) ، وأبو داود في "سننه" (5259) ، والترمذي في "جامعه" (1484) ، والنسائي في "الكبرى" (8871 و10808) ، وابن حبان في "صحيحه" (5637) .
قال الدارقطني في "العلل" (11/279) : «رواه مالك ابن أنس، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائب، عن أبي سعيد، وهو الصَّواب» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/27 رقم11215) ، والترمذي في "جامعه" (1484) من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صيفي، عن أبي سعيد الخدري. ليس فيه أبو السائب. قال الترمذي: «هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث: عن صيفي، عن أبي سعيد، وروى مالك بن أنس هذا الحديث عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مولى هشام بن زُهرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وفي الحديث قصَّة، حدثنا بذلك الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك. وهذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وروى محمد بن عجلان عن صيفي نحو رواية مالك» .
ورواية محمد بن عجلان أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/41 رقم11369) ، ومسلم في "صحيحه" (2236) ، وأبو داود في "سننه" (5257 و5258) .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (272/ب/أطراف الغرائب) : «كذا رواه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صيفي، عن الخدري، وإنما رواه صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ الخدري» .
(4) هو: ابن زياد، الأنصاري، مولى ابن أفلح.
(5) هو: مولى هشام بن زُهْرَة، يقال: اسمه عبد الله بن السائب.
(6) قوله: «أبي سعيد عن» مطموس في (ك) .
(6/220)
ونرى أنَّ هَذَا الرَّجلَ الذي روى عنه أسماءُ بنُ عُبَيد هو (1) : صَيْفيّ، وليس للسَّائب بْن يَزِيد معنى (2) .
2467 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ (4) ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَمْرَة (5) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا زَالَ جِبْريلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الرجلُ الَّذِي لَمْ (6) يُسَمِّه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ؟
قَالَ: أَحسَبُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بن حَزْم (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وهو» .
(2) أخرج مسلم الحديث في "صحيحه" (2236) من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أسماء بن عبيد يحدِّث عن رجل يقال له: السَّائب - وهو عندنا أبو السَّائب -؛ قال: دخلنا على أبي سعيد ... ، الحديث. وكذلك أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2357) ، والنسائي في "الكبرى" (10809) من طريق جرير بن حازم.
(3) انظر المسألة رقم (2221) .
(4) الراوي عنه هو يحيى بن سعيد القطان كما في"العلل" للدارقطني (5/100/أ) . وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/52 رقم 24260) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وفيه: «قال يحيى [يعني القطان] : أُراه سمَّى لي أبا بكر بن محمد، ولكن نُسِّيتُ اسمه» .
(5) هي: بنت عبد الرحمن.
(6) قوله: «لم» سقط من (ك) .
(7) هذا هو الصَّواب، فقد أخرج البخاري ومسلم الحديث من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة به. "صحيح البخاري" (6014) ، و"صحيح مسلم" (2624) .
وهذا الذي رجَّحه الدارقطني أيضًا؛ فإنه ذكر في "العلل" (5/99/ب - 100/أ) هذا الحديث، والاختلافَ فيه، ثم قال: «وقال يَحْيَى القطَّان: عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن رجل لم يُسَمِّه، عن عمرة، عن عائشة، والصَّحيحُ من ذلك: ما رواه زهير بن معاوية، والليث، ومن تابعهما، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد، عن عمرة، عن عائشة» .
(6/221)
2468 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق (1) ، عن عبد الله بن عمر، عن عيسى ابن عبد الله بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) دَعَا يومَ أُحُدٍ بماءٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِإداوَةٍ (2) فَقَالَ: اخْنِثْ فَمَ الإِدَاوَةِ (3) ، وَاشْرَبْ.
قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ يحيى القطَّان (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى الأَنْصَارِيِّ: أنَّ النبيَّ (ص) .
قلتُ لأبي: أيُّهما أصَحُّ؟
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1891) ، والطبراني في "الأوسط" (3/8 رقم 2306) ، والبيهقي في "الشعب" (5622) بلفظ: «رأيت النبيَّ (ص) قام إلى قِرْبَة معلَّقة فخنَثَها، ثم شرب من فيها» .
(2) الإداوَة: إناءٌ صغيرٌ من جلد يُتَّخَذ للماء. "النهاية" (1/33) .
(3) خَنَثَ فَمَ السِّقاء ونحوه: ثَنَى فَاهُ وكَسَرَهُ إِلى خَارِجٍ، فشَرِبَ مِنْه، كاخْتَنَثَهُ، وإِن كسَرَه إِلى داخل، فقد قَبَعَهُ، وقيل: خَنَث فمَ السِّقاءِ: إِذا قَلَبَ فَمَه داخِلاً كانَ أَو خَارِجًا، وكلُّ قَلْبٍ يقالُ له: خَنْثٌ، وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي. انظر "تاج العروس" (3/207- خنث) .
(4) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "النكت الظراف" لابن حجر (4/276) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (3721) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/106) ، والبيهقي في "الشعب" (5621) ، وبِيبى بنت عبد الصمد في "جزئها" (71) ، جميعهم من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الله، عن أبيه، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" (4/276) : «قال أبو عبيد الآجرِّي، عن أبي داود: هذا لا يُعرف عن عبيد الله بن عمر، والصَّحيح حديث عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر» .
(6/222)
قَالَ: جَمِيعًا صحيحَين (1) ، قد روى هَذَا الحديثَ غيرُهما، ولم يُسَمِّ والدَ عِيسَى؛ وقال: عَنْ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ (2) .
2469 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْرٌ - يَعْنِي: ابْنَ المُفَضَّل (4) - عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة؛ قَالَ: حدَّثني رجلٌ مِنْ قَوْمِي، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ (5) ؛ فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؛ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ هُوَ شُرَحْبيلُ بنُ سعد (6) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ! والجادَّة: «صحيحان» ؛ لأنَّ التقدير: «هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد أبنَّا عن وجوه ذلك في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) .
(2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث ليس إسناده بصحيح، وعبد الله بن عمر العُمَري يضعَّف في الحديث ولا أدري سمع من عيسى أم لا؟» .
وقال الطبراني في الموضع السابق: «لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الرزاق» .
(3) ستأتي هذه المسألة عن أبي زرعة برقم (2569) ، وانظر رقم (2328) و (2448) .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4813) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2137) ، والبيهقي في "الشعب" (8687) ، وفي "الآداب" (254) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/182) . قال أبو داود: «رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن عُمَارَةُ بْنُ غزيَّة، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عن جابر» ، ثم قال: «وهو شرحبيل - يعني رجلاً من قومي - كأنهم كرهوه، فلم يسمُّوه» .
(5) أي: فوجَدَ ما يَجزِي به.
(6) الحديث أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1147) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (215) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/182) ، وفي "الشعب" (8688) ، وفي "الآداب" (255) ، والخطيب البغدادي في "الموضح" (2/166) ، جميعهم من طريق يحيى بن أيوب، وأخرجه الحارث في "مسنده" (916/بغية الباحث) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/119) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، به.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3415) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (485) من طريق زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عَنْ شرحبيل بن سعد الأنصاري، عن جابر، به.
(6/223)
2470 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (1) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يزيد، عن حَبِيب ابن عُبَيد (2) ، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ ثَوْرٍ إِلا يَحْيَى القطَّانُ وَأَبُو هَمَّام محمدُ بنُ الزِّبْرِقان (3) ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ بالشَّام.
قَالَ أَبُو محمد (4) : وحدَّثنا (5) يَزِيدُ بْنُ سِنان (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطَّان ... ، بِهَذَا الحديث.
_________
(1) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة.
(2) في (ت) : «عبد» .
(3) في (ك) : «الزبير» . ورواية محمد بن الزِّبرقان أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/106) . وقولُ أبي حاتم: «إِلا يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو هَمَّامِ» يجوز فيه الرفع والنصب، لكنَّه جاء هنا على الرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ف) . وأبو محمد هو: ابن أبي حاتم نفسُه.
(5) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(6) روايته أخرجها أيضًا ابن حبان في "صحيحه" (570) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/130 رقم 17171) عن يحيى بن سعيد، به. ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/58-59) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (542) ، وأبو داود في "سننه" (5124) ، والطبراني في "الكبير" (20/279 رقم661) ، وفي "مسند الشاميين" (1/282 رقم 491) ، والحاكم في "المستدرك" (4/171) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/99) جميعهم من طريق مسدَّد، وأخرجه الترمذي (2392) من طريق محمد بن بشار بُنْدار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2440) من طريق محمد بن المثنى، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص 115 رقم65) من طريق عبيد الله بن عمر الجشمي، والنسائي في "الكبرى" (10034) من طريق شعيب بن يوسف. جميعهم عن يحيى بن سعيد، به.
ومن طريق النسائي أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (197) . قال الترمذي: «حديث المقدام حديثٌ حسن صحيح غريب» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث ثور، لم نكتبه إلا من حديث يحيى عنه» . وقال المزي في "تحفة الأشراف" (8/506) : «قال حمزة بن محمد الحافظ: هذا حديثٌ حسن من حديث ثور بن يزيد، لا أعلم أحدًا رواه عنه غير يحيى بن سعيد» .
(6/224)
2471 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين بْنُ نُمَير (2) ، عَنْ سُفيان بْن حسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سعيد بن المسيّب،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2249) عن أبي حاتم، وانظر المسألة رقم (2301) .
(2) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2579) ، والحاكم في "المستدرك" (2/114) ، والبيهقي في "السنن" (10/20) .
(6/225)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وقَدْ أَمِنَ أَنْ يُسْبَقَ فَلَيْسَ بقِمَارٍ، وإِنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وقَدْ أَمِنَ أَلاَّ يُسْبَقَ (1) فَهُوَ قِمَارٌ (2) ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرَ ُ (3) حُصَين بْنُ نُمَير، عَنْ سُفيان بْنِ حُسَيْنٍ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشير (4) ،
وَأَرَى أَنَّهُ كلامُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
2472 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الوارث (6) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة: أنَّ النبيَّ (ص) رَأَى رَجُلا مُتَخَلِّقًا (7) ، فَقَالَ: أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ ، فَقَالَ (8) : لا؛ قَالَ: اذْهَبْ (9) فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ لا تَعُدْ؟
_________
(1) في (ك) : «أمن لا يسبق» .
(2) كذا جاء متن الحديث في جميع النسخ، والصواب في المعنى على عكس ذلك؛ فإنَّ متنه المعروف: «مَنْ أدخلَ فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وهو لا يأمنُ أن يَسْبِقَ فليس بقِمارٍ، ومن أدخلَ فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وَقَدْ أمنَ أن يَسْبِقَ فهو قِمار» . أخرجه أبو داود (2579) وغيره.
(3) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) والمسألة رقم (68) .
(4) كذا قال! فلعله يعني من قرن رواية سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ وَسَعِيدِ بْنِ بشير عن الزهري، وإلا فقد رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُ كما نصَّ عليه المؤلف في المسألة (2249) ، وتقدم تفصيل ذلك. ورواية سعيد بن بشير أخرجها أبو داود في "سننه" (2580) ، والحاكم في "المستدرك" (2/114) من طريق محمود بن خالد الدمشقي، وابن عدي في "الكامل" (3/372) من طريق القاسم بن الليث وعمر بن سنان وابن دحيم، عن هشام بن عمار، كلاهما (محمود وهشام) عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سعيد بن بشير، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/62 رقم 3613) ، وفي "الصغير" (470) ، وفي "مسند الشاميين" (4/23 رقم 267) من طريق سعيد بن أوس الدمشقي، وابن عدي في "الكامل" (3/372) من طريق عبدان، كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عن قتادـ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة. وجاء في "المعجم الصغير": هشام بن خالد الأزرق بدل: هشام بن عمار.
قال ابن عدي: «وذكر لنا عبدان في هذا الحديث قصة. وقال لُقِّن هشام بن عمار هذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، والحديث عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب» . قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله عبدان غلطٌ وأخطأ، والحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ الزهري أصوب من سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ لأن هذا الحديث في حديث قتادة ليس له أصل ومن حديث الزهري له أصل، قد رواه عن الزهري سفيان بن حسين أيضًا» .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1478) .
(6) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (2/184) .
(7) أي: مُتَطَيِّبًا بالخَلُوق. والخَلُوقُ: طِيبٌ مُرَكَّبٌ يُتَّخذُ من الزَّعفران وغيره من أنواع الطِّيب، وتَغلِبُ عليه الحُمْرة والصُّفْرة. انظر "النهاية" (2/71) .
(8) في (أ) و (ش) : «قال» .
(9) في (أ) و (ش) : «فاذهب» .
(6/226)
قَالَ أَبِي: بَيْنَ عَطاء بْنِ السَّائب وبين يَعْلى ابن مُرَّة: أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْص (1) .
2473 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ عُثْمَانَ العَسْكري (3) ، عَنْ ابْنِ العَذراء، عَنِ ابْنِ جُرَيج،
_________
(1) مُختَلَف في اسمه وكنيته، فقيل اسمه: عبد الله بن حفص، وقيل: حفص بن عبد الله، وقيل في كنيته: أبو حفص بن عمرو، وقيل: أبو عمرو بن حفص، وهو مجهولٌ لم يرو عنه سوى عطاء بن السائب. انظر "التقريب" (3297) . وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/40) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/171 رقم 17552) ، والترمذي في "جامعه" (2816) ، والنسائي في "سننه" (5121 و5122) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/128) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/184-185) . وجاء عند ابن سعد وأحمد: أبو حفص بن عمرو أو أبو عمرو بن حفص، وكذلك إحدى الروايات عند الطحاوي. وجاء عند الترمذي: أبو حفص بن عمرو. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن، وقد اختلف بعضهم في هذا الإسناد عن عطاء بن يسار» . قال ابن عبد البر: «هذا هو الصَّواب، وأما عطاء بن السائب فلم يسمع من يعلى بن مرة» .
(2) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (1/65) ، ونقل بعضه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 1174) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/138) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عثمان، به. وجاء في المطبوع من "التفسير": سهل بن عثمان بن العذراء.
ورواية سهل بن عثمان أخرجها أيضًا الطبراني في "الكبير" (10/263 رقم 10612) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/25) ، وفي "الجامع" (922) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/235 و3/446) من طريق الحسن بن علي النميري، عن فضل بن الربيع، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به. قال العقيلي: «الحسن بن علي النميري كوفي مجهول، وفضل بن الربيع نحوه، ولا يتابعه عليه إلا من هو دونه أو = = مثله» . وذكر الذهبي في "الميزان" (3/353/ترجمة الفضل بن شهاب) أن إبراهيم بن عبد الله الخُتلي قال: قلت لابن معين: حدثنا الحماني، عن الفضل بن شهاب، عن ابن جريج فذكر الحديث. فقال يحيى: «كذب» .
(6/227)
عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صفراءَ لم يَزَلْ في سُرُورٍ مادامَ لابِسَها، وَذَلِكَ قولُ اللَّهِ (2) عزَّ وجلَّ: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ (4) .
2474 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسباطُ بنُ محمَّد، عَنِ أَبِي رَجَاءٍ الخُراساني (6) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الجُرَيري (7) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (8) ، عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالا: قَالَ رسولُ الله (ص) : الغِيبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنَى، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ «الغيبةُ أشدُّ من الزِّنى» (9) ؟! قال: إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي (10) ثُمَّ يَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وإِنَّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ؟
_________
(1) قوله: «ابن جريج عن عطاء» مطموس في (ك) . وعطاء هو: ابن أبي رباح.
(2) قوله: «وذلك قول الله» مطموس في (ك) .
(3) الآية (69) من سورة البقرة.
(4) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/325) لابن العذراء، وقال: «سمعت أبي يقول: ابن العذراء الذي روى: «من لبس نَعْلاً صفراءَ» ليس بشيء، وهو حديث النَّوْكى، وهو حديثٌ كذب موضوع» . اهـ. ومع ذلك فإن الخطيب البغدادي - غفر الله له - استدلَّ بهذا الحديث في "الجامع" (922) على واحد من الآداب التي يرى أن على المحدِّث التأدُّب بها: وهو أن تكون نعلُه صفراءَ اللون.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1854) .
(6) هو: عبد الله بن واقد.
(7) هو: سعيد بن إياس.
(8) هو: المنذر بن مالك العبدي.
(9) كذا العبارة هنا، ومثلها في بعض مصادر التخريج، وجملةُ «الغيبة أشدُّ من الزنى» محكيَّةٌ مما تقدَّم، والمراد: وكيف تكون الغِيبةُ أشدَّ من الزنى؟!
(10) في (أ) و (ش) : «إن الرجل ليزني» .
(6/228)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ، وعبَّادٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2475- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ الْقَاسِمِ الأَسَديُّ، عَنْ عَنْبَسَة (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المَعْرُوفُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، مَنْ صَنَعَ مَعْرُوفًا دُفِعَ عَنْهُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ.
قَالَ: وَقَالَ النبيُّ (ص) (3) : إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ، فَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَضَعْ (4) يَدَهُ عَلَى ذِرْوَتِهِ، ويَسْتَعِذْ (5) بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ عَلَى (6) ذِرْوَتِهِ شَيْطَانٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وعَنْبَسَةُ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2476 - وسألتُ (7) أبي عن حديثٍ رواه عبد الوهَّاب الخَفَّاف (8) ، عَنْ سَعِيدٍ (9) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ (10) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1270) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن الأموي.
(3) في (ش) : «رسول الله (ص) » .
(4) قوله: «فليضع» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «ويستعيذ» . وفي المسألة (1270) : «وليستعذ» ، وهو أجود.
(6) في (ك) : «وعلى» .
(7) انظر المسألة المتقدمة برقم (2273) و (2388) .
(8) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء. وتقدم تخريجُ روايته في المسألة رقم (2273) .
(9) هو: ابن أبي عَروبة.
(10) قال ابن الأثير: القُسطُ: عَقَّار معروفٌ في الأدوية، طيِّب الرِّيح، تُبَخَّرُ به النُّفَساء والأطفال. "النهاية" (4/60) .
والقُسْطُ ضربان ِ: أحدهما: الأبيضُ المسمَّى البحري، وهو حُلْوٌ، أصله أبيضُ كالجَزَرة، وهو المستعمل في الطبِّ، عَطِرُ الرائحة، غليظُ القِشر، له ورقٌ كورق الخَسِّ. والآخر: الهنديُّ، وهو مُرُّ المَذاق، أسودُ = = اللون، ساطعُ الرَّائحة. انظر "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البَيطار (4/18) ، و"تنقيح الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لمحمد العربي الخطَّابي (ص 287) ، و"حديقة الأزهار، في ماهيَّة العُشب والعَقَّار" لأبي القاسم الغساني الوزير بتحقيق محمد العربي الخطَّابي (ص235-236) . وانظر فيها: خواصَّ القُسْط ومنافعَهُ.
(6/229)
وعن حديثٍ رواه عبد الوهَّاب (1) ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: ولاَ تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هذان الحديثان ِ مُنكَران (4) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3/138 رقم 2726) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء. وأخرجه الشافعي في"المسند" (ص405) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23428 و23667) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/496 رقم 782) من طريق عبد الوهاب ولم ينسباه. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5696) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (1577) من طريق إسماعيل بن جعفر، ومروان ابن معاوية الفزاري، ثلاثتهم عن حميد، به.
(2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(3) العُذْرَةُ: وَجَعٌ في الحَلْق يَهيجُ من الدَّم، وهو الذي يسمَّى: سُقُوطَ اللَّهاة - واللَّهاةُ: اللَّحْمة التي في أقصى الحَلْق- وقيل: هي قُرْحة تخرجُ في الخَرْم الذي بين الأنف والحَلْق، تَعْرِضُ للصِّبيان عند طلوع العُذْرة - وهي خمسةُ كواكب تطلُع في وسَط الحرِّ -، فتَعْمِد المرأة إلى خِرْقة فتَفْتِلها فَتلاً شديدًا، وتُدخِلُها في أنفِه، فتَطعُنُ ذلك الموضعَ، فيتفجَّر منه دمٌ أسودُ، وربما أَقْرحَه، وذلك الطَّعْن يسمَّى: الدَّغْر. يقال: عَذَرَت المرأةُ الصَّبيَّ: إذا غَمَزَتْ حَلْقَه من أجل العُذْرة. انظر "النهاية" (3/198) ، و"فتح الباري" لابن حجر (10/167-168) . وانظر تفسير أبي زرعة للعُذرة في المسألة رقم (2563) .
(4) ذكر أبو حاتم في المسألة (2273) أن أبان - وهو ابن يزيد العطَّار - رواه عن قتادة فأرسله، فقال له ابنه عبد الرحمن: «هذا خطأ؟» ، فقال أبو حاتم: «لا! لأن مَعْمَر أَيْضًا قَدْ رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) » .
(6/230)
2477 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو عبد الرحمن المُقْرئ (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: حدَّثني المثنَّى بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سِنان، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ عبد الله بن عمر ابن الخطَّاب؛ إذ قَالَ: لَقَدْ تَبَيَّغَ (4) بِيَ الدَّمُ يَا نَافِعُ! فادعُ لِي حَجَّامًا، ولا تجعله شَيْخًا وَلا صَبيًّا، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ؛ فِيهَا شِفَاءٌ وبَرَكَةٌ، تَزِيدُ فِي العَقْلِ، وتَزِيدُ فِي الحِفْظِ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بشيءٍ، لَيْسَ هُوَ حديثَ أهلِ الصِّدق (5) ، وإسماعيلُ والمثنَّى مجهولان ِ (6) .
2478 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن عبد الرحمن العَرْزَمي، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ جدِّه، عَنْ أُمِّ كُلثوم، عَنْ عائِشَة؛ قالت:
_________
(1) انظر المسألة رقم (2330) و (2346) .
(2) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/591) تعليقًا، والدينوري في "المجالسة" (631) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/20-21) .
(3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(4) تَبَيَّغَ به الدَّمُ: هاجَ به. "لسان العرب" (8/422) .
(5) في (ك) : «ليس هو أهل للصدق» .
(6) وقال أبو حاتم في ترجمة إسماعيل من "الجرح والتعديل" (2/157 رقم525) : «وهو مجهول، والحديث الذي رواه ليس بشيء» . اهـ. وقال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة المثنى بن عمرو: «المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به» .
(7) هو: عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيدالله العَرْزمي. انظر "الجرح والتعديل" (5/282 رقم 1343) .
(6/231)
كان رسولُ الله (ص) يَمُرُّ برَكْوَةٍ (1) لَنَا فِيهَا ماءٌ، فيطَّلعُ فِيهِ، ثُمَّ يُسَوِّي مِنْ لِحْيَتِه، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ! تفعلُ هَذَا؟ قَالَ: لا بَأْسَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى إِخْوَانِهِ أَنْ يُهَيِّئَ مِنْ نَفْسِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُهَيِّئَ مِنْ نَفْسِي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) .
2479 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو داود (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ واصِل، عَنْ بكر بن عبد الله، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ (4) كَعْبٍ - أَوْ بَعْضِ بَنِي أُبَيٍّ -، عَنْ أُبَيٍّ (5) قَالَ: خَضَبَ أَبُو بكرٍ بالحِنَّاء والكَتَم (6) حَتَّى اسودَّ شَعرُه، وخَضَبَ عُمَرُ (7) بالوَرْسِ (8) والزَّعْفَران؛ قال (9) :
_________
(1) الرَّكْوَةُ: إناءٌ صغيرٌ من جلد يُشرَبُ فيه الماءُ، والجمعُ: رَكَوات. "لسان العرب" (14/333) .
(2) الحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/347-348) ، والخطيب في "الجامع" (914) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 32) من طريق مكحول، عن عائشة، به. قال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث وحديثًا آخر: «وهذان الحديثان منكران عن مكحول» . ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/678 رقم114) . وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (173) من طريق معاذة العدوية، عن عائشة، به.
(3) هو: الطيالسي.
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) قوله: «عن أبي» سقط من (ش) .
(6) تقدم تفسير «الكَتَم» في المسألة رقم (2280) .
(7) قوله: «عمر» سقط من (ك) .
(8) الوَرْسُ: نَبْتٌ أصفرُ يُصْبَغ به. انظر "النهاية" (5/173) .
(9) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(6/232)
قال رسولُ الله (ص) : غَيِّرُوا، وخَالِفُوا عَلَى اليَهُودِ؟
قَالَ (1) أَبِي: هَذَا (2) حديثٌ باطلٌ، والحَسنُ بْنُ وَاصِلٍ: هُوَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، هُوَ (3) متروكُ الْحَدِيثِ (4) .
2480 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بُهْلول بْنِ عُبَيد، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عن حُجَيَّة بن عَدِيٍّ الكِنْدي؛ قال: قال عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ: أَحْسِنُوا مُجاوَرَة نِعَم اللهِ؛ فإنَّها لَنْ تَخرُجَ مِنْ قَومٍ قَط ُّ (5) فرَجَعَت إليهِم؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، وبُهْلُولٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2481 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّارِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ سُلَيمان الصَّنعاني، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ النُّعمان الأَفْطَس، عَنْ وَهْب بن مُنَبِّه، عن عبد الله بن عباس؛ قال النبيُّ (ص) : لاَ تَتَمَارَضُوا فَتَمْرَضُوا، وَلا تَحْفِرُوا قُبُورَكُمْ فَتَمُوتُوا؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وقال» .
(2) قوله: «أبي هذا» مطموس في (ك) .
(3) في (ش) : «وهو» بواو، وهو الجادَّة.
(4) أخرج البخاري في "صحيحه" (3462 و5899) ، ومسلم (2103) في "صحيحه" من طريق أبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن النبي (ص) قال: «إِنَّ اليهودَ والنَّصارى لا يَصْبِغُون، فخالِفُوهُم» .
وأخرج مسلم (2341) من حديث أنس بن مالك قال: «اختَضَبَ أبو بكر بالحِنَّاء والكَتَم، واختَضَب عمر بالحِنَّاء بَحْتًا» .
(5) كذا في جميع النسخ، و «لن» : للنفي في المستقبل، و «قَطُّ» لا تستعمل إلا مع النفي في الماضي، فتقول: «ما فعلتُه قطُّ» ، وإن أردتَّ المستقبل قلتَ: «لنْ أفعلَهُ عَوْضُ، أو أبدًا» ، والذي يظهر أن في العبارة تصحيفًا، وصوابها: «فإنها لم تخرُج مِنْ قَوْمٍ قطُّ فَرَجَعَتْ إليهم» ؛ فإنَّ «لم» تَقلِبُ زمن المضارع إلى الماضي. وانظر "مغني اللبيب" (ص157 و181) .
(6/233)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (1) .
2481/أ - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ: اشْفَعُوا؛ فَلْتُؤْجَرُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا أيضا مُنكَر (2) .
2482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَكِيمُ ابن زيد، عن عبد الأعلى الثَّعلبي (3) ،
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/268/ترجمة محمد بن سليمان الصنعاني) : «سألت أبي عنه فقال: مجهول، والحديث الذي روى عن المنذر منكر» . وذكر السخاوي في"المقاصد الحسنة" (رقم 1287) هذا الحديث وقال: «ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" عن ابن عباس، وقال عن أبيه: إنه منكر. وأسنده الديلمي من جهة أبي حاتم الرازي، حدثنا عاصم بن إبراهيم، عن المنذر بن النعمان، عن وَهْب ابن قيس، به مرفوعًا. وعلى كل حال فلا يصحُّ، وإن وقع لبعض أصحابنا» . اهـ. وفي إسناد الديلمي سقطٌ وتصحيفٌ كما هو ظاهر، والله أعلم.
(2) يعني بهذ الإسناد. فقد أخرجه البخاري في = = "صحيحه" (1432) ، ومسلم (2627) من طريق أبي موسى الأشعري، به.
(3) هو: ابن عامر. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (148) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/90 رقم 692) ، وابن ماجه في "سننه" (2163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/130) من طريق ورقاء بن عمر، عن عبد الأعلى، به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/90 رقم 692) ، والترمذي في "الشمائل" (361) ، وابن ماجه في "سننه" (2163) ، والبزار في "مسنده" (763) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/134 رقم1129 و1130) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/338) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20980) من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/135 رقم 1136) .
(6/234)
عَنْ أَبِي جَميلة (1) ، عَنْ عليٍّ؛ قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) ، وأَمَرني فأعطَيتُ الحَجَّامَ أَجرَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ هُوَ: أبو جميلة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (2) .
2483 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (3) عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كنتُ إِذَا أَذنَبتُ استَعذَرَ (4) رسولُ الله منِّي أُمِّي. قَالَتْ (5) : فدخلَ يَوْمًا وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ؟ ، قلتُ: ذاك عمَلُكَ (6) ؛ استَعْذَرتَ منِّي أُمِّي فضربَتْني؛ قَالَ (7) : إِمَّا لَى، لا أَعُودُ (8)
بَعْدَهَا،
_________
(1) هو: ميسرة بن يعقوب.
(2) أصل الحديث صحيح، أخرجه البخاري في "صحيحه" (2103 و2278 و2279 و5691) عن ابن عباس أنه قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وأعطى الذي حَجَمه، ولو كانَ حرامًا لم يُعطِه. قوله: «مرسل» في كلام أبي حاتم يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) قوله: «رواه» ليس في (أ) و (ش) .
(4) في (ك) : «استعذ» . ومعنى استَعْذَرَ مني أمِّي: طلبَ منها أن تَعذِرَه إذا ما عاقَبني وأدَّبني، ولا تلومه. انظر "النهاية" (3/197) .
(5) قوله: «قالت» ضُرب عليه في (ك) .
(6) في (أ) و (ش) : «يحملك» .
(7) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(8) قوله: «إما لى لا أعود» كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «فلا» بدل «لا» وتحتمل الجملة وجهين:
الأول: أن تكون «لى» محرفة عن «إني» ، ويكون أصل الكلام: «أَمَا إنِّي لا أعود بعدها» . بفتح همزة «أَمَا» وتخفيف الميم.
والثاني: أن تضبط هكذا « «إِمَّا لَى فلا أعود» بكسر همزة «إمَّا» وتشديد الميم، وهي المركَّبة من «إنْ» و «ما» الزائدة، وأدغمت النون في الميم. ويكون أصل «لَى» على هذا: «لا» ، ثم أميلت ألفها فكتبت ياءً. والمعنى: إن أبيتِ أن أَسْتَعذِرَ منكِ أُمَّكِ إذا أَذْنَبْتِ، فلا أعودُ بعدها. وهو نحو ما جاء في "صحيح مسلم" (1695) من قوله: «إما لى فاذهبي» ؛ قال النووي في "شرحه" (11/203) : «هو بكسر الهمزة من «إمَّا» وتشديد الميم، وبالإمالة» . اهـ. وذكر نحوه ابن الأثير في "النهاية" (1/72) ؛ وعلى هذا الوجه تقدر الفاء الواقعة في جواب الشرط في النسخ عدا (ك) ، أو يخرج على التقديم والتأخير، أي: لا أعود بعدها إما لى. وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) ، وفي حذف الفاء من جواب الشرط: التعليق على المسألة رقم (1791) .
(6/235)
قَالَتْ: فَمَا فَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) حَتَّى تُوُفِّيَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2484 - وسُئِلََ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) وجرير (2) ،
_________
(1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (263) ، وأحمد في "المسند" (6/39 رقم 24118) ، والترمذي في "العلل الكبير" (707) ، وابن ماجه في "سننه" (1979) ، والنسائي في "الكبرى" (8942) ، وابن حبان في "صحيحه" (4691) ، والطبراني في "الكبير" (23/47 رقم 125) ، والدارقطني في "العلل" (5/121/أ) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1565) من طريق ابن أبي الزناد، والإمام أحمد في "المسند" (6/264 رقم 26277) من طريق عمر أبو حفص المعيطي، وابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (160) ، وفي "العيال" (557) من طريق عبد العزيز الدَّراوَرْدي، وابن عدي = = في "الكامل" (5/95) من طريق عمران بن أبي الفضل، والدارقطني في "العلل" (5/121/أ) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وأبو نعيم في "الحلية" (11/140) من طريق الثوري، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الثوري، تفرَّد به يحيى بن حسان» .
(2) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (806) .
(6/236)
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: خرجتُ مع رسول الله (ص) فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِي رسولُ الله (ص) (1) : تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَبَقْتُهُ، فخرجتُ مَعَهُ بَعْدَ ذَلكَ (2) فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا (3) مَنْزِلا، فَقَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، قَالَتْ: فسَبَقَني، فَضَرَبَ بَيْنَ كَتِفَيَّ وَقَالَ: هَذِهِ بتِلْكَ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) وَأَبُو أُسَامَةَ (5) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ
_________
(1) قوله: «فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ الله (ص) » سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ذاك» .
(3) في (ك) : «ونزلنا» .
(4) هو: محمد بن خازم.
(5) هو: حماد بن أسامة. واختُلِف عليه، فمن هذه الطريق أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33577) ، والنسائي في "الكبرى" (8943) من طريق محمد بن المثنى، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى) ، عن أبي أسامة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/47 رقم 124) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبي أسامة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة، به. ليس فيه: «عن رجل» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/39 رقم 24119) ، والبيهقي في "السنن" (10/17-18) من طريق معاوية بن عمرو بن المهلب، والنسائي في "الكبرى" (8945) من طريق سعيد بن المغيرة الصياد، كلاهما عن إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة، به.
واختُلِف كذلك على أبي إسحاق الفزاري؛ فأخرجه النسائي في "الكبرى" (8944) من طريق محمد بن كثير، عن الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2578) عن محبوب بن موسى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ هشام ابن عروة، عن أبيه وعن أبي سلمة، عن عائشة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/261 رقم 26252) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام بن عروة، عن عروة وعن أبي سلمة، عن عائشة، به.
واختُلف كذلك على حماد؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33579) من طريق عفان بن مسلم، والإمام أحمد في "المسند" (6/129 و281 رقم 24981 و26398) من طريق عفان بن مسلم والحسن ابن موسى، والبغوي في "الجعديات" (3331) عن علي بن الجعد، والطبراني في "الكبير" (23/46 رقم 123) من طريق الحجاج بن المنهال، أربعتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/182 رقم 25488) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائشة، به.
(6/237)
عُروَة، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هِشَامٌ، عَنْ رجُلٍ، أصحُّ (2) .
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2) قال الترمذي في "العلل الكبير" (707) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الحديثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة» .
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/162) : «حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة قالت: سابقتُ رسول الله (ص) فسبقتُه، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبقَني، فقال: «هذه بتلكَ» . اختُلِف فيه على هشام، فقيل هكذا، وقيل: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وقيل: عن أبيه وعن أبي سلمة، عن عائشة» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/121/أ) : «يرويه هشام بن عروة واختُلِف عنه فرواه ابن عيينة ويحيى بن سعيد الأموي وعمران بن أبي الفضل وسعيد بن يحيى اللخمي ... ابن معاوية وجرير بن عبد الحميد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ووراه أبو إسحاق الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة، وقال أبو سلمة ويحيى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة، ورواه مالك بن سعيد، عن هشام، عن رجل، عن عائشة، ويشبه أن يكون القول قول يحيى بن = = زكريا وأبي أسامة فإنهما ثقتان، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة» .
(6/238)
2485- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ عُثمان، عَنْ غَالِبٍ (2) ، عَنْ شَريك (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيباني (4) ، عَنِ ابْنِ مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ فِيهِ غالبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي مَسْعُود (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) : الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ (6) .
2486 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَوَّام بْنُ حَوْشَب، عَنْ سُلَيمان الشَّيباني (7) ، عَنِ المُسيَّب بْن رافع، عَنْ عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ (8) : مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَلَهُ سَبْعُ حَسَنَاتٍ، ومَنْ قَتَلَ وَزَغَةً كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، ومَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ طَلَبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2319) .
(2) هو: ابن فائد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن عدي في "الكامل" (4/20) من طريق طلق بن غنام، عن شريك، به. وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) من طريق طلق بن غنام والأسود بن عامر، وجاء بإسناد الأسود بن عامر المتقدم في المسألة رقم (2319) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي.
(4) هو: سعد بن إياس.
(5) في جميع النسخ: «عن ابن مسعود» ، عدا (أ) فإنه صوب فيها كما هو مثبت.
(6) في هذه الرواية وهمان: الأول: جعل الحديث عن ابن مسعود، وصوابه: عن أبي مسعود، فالوهم هنا من غالب بن فائد كما قال أبو حاتم.
والثاني: جعل متن الحديث: «المستشار مؤتمن» ، وصوابه: «الدال على الخير كفاعله» ، فالوهم فيه من شريك بن عبد الله، وليس من غالب، وقد أوضح ذلك أبو حاتم في المسألة (2319) .
(7) قوله: «سليمان الشيباني» مطموس في (ك) . وهو: سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشَّيباني.
(8) قوله: «قال» مطموس في (ك) .
(6/239)
ورواه عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الشَّيباني، عَنِ المُسيَّب، عن عبد الله، موقوفً (1) ؟
قال أبي: عبد الواحد (2) أَوثَقُ مِنَ العَوَّام (3) .
2487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كَتَبْنَاهُ عَنْ أَبِي بَدْرٍ عبَّاد بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ هُبَيرة العَيْشِي، عَنْ أَبِي مَكينٍ (4) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) البيتَ الذي يدخُلُه المُخَنَّث؟
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «عبد الله» .
(3) لكن تُوبع العَوَّام في روايته عن الشيباني، فقد أخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (1/420 رقم 3984) ، وابن حبان في "صحيحه" (5630) من طريق أسباط بن محمد، والطبراني في "الكبير" (10/209-210 رقم10492) من طريق أبي كُدَينة يحيى بن المهلَّب، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ المسيَّب ابن رافع، عن ابن مسعود مرفوعًا.
وسُئل الدارقطني في "العلل" (877) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه أبو إسحاق الشَّيباني، واختُلِف عنه: فرواه أسباط بن محمد وعبد الواحد بن زياد وخالد ابن عبد الله الواسطي، عن الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وليس حديث خالد إلا في قتل الحيَّة. ورواه عباد بن العوام، عن الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ (ص) . ووقفه أبو شهاب الحنَّاط، عَنِ الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ ابن مسعود قولَه. ورفعه صحيح» . اهـ، وفيه مخالفةٌ لما ورد عند ابن أبي حاتم من كون رواية عبد الواحد بن زياد موقوفة، والدارقطني يذكر أنها مرفوعة!
(4) هو: نوح بن ربيعة.
(6/240)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
2488 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بدرٍ (2) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ هُبَيرة (3) ، عَنْ أَبِي مَكينٍ (4) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) عَادَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهِي مِنْ شَيْءٍ؟ فقال (5) : نَعَمْ خبزَ بُرٍّ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ (6) فَلْيَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ بكِسْرَة، فَأَطْعَمَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قال رسولُ الله (ص) : إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ إِيَّاهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر.
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْو هَذَيْنِ الحديثَين (7) غيرُ صَفْوَانَ بن هُبَيرة (8) .
_________
(1) لم نقف عليه من هذا الوجه. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5886 و6834) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لعَنَ النبيُّ (ص) المُخَنَّثين من الرجال، والمُتَرجِّلات من النساء، وقال: «أخرجوهُم من بُيوتكم» .
(2) هو: عبَّاد بن الوليد، كما في المسألة السابقة.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1439 و3440) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/212 و4/306) ، = = والمزي في "تهذيب الكمال" (13/215-216) من طريق الحسن بن علي، وتمَّام في "فوائده" (1016/الروض البسام) من طريق عبد الملك بن محمد أبي قلابة الرقاشي، كلاهما عن صفوان بن هبيرة، به.
(4) هو: نوح بن ربيعة.
(5) في (ت) و (ك) : «قال» .
(6) في (ف) و (ك) : «من كان عنده خبزُ بُرٍّ» .
(7) يعني: حديثَ مسألتنا والمسألة التي قبلها.
(8) قال العقيلي في الموضع السابق من ترجمة صفوان بن هبيرة: «ولا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» . وقال في ترجمة نوح بن ربيعة أبي مكين: «ولا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» . قال الذهبي في "الميزان" (2/316) : «صفوان ابن هبيرة بصري عن أبي مكين بخبرٍ منكر» .
(6/241)
2489 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بنُ زُرَيع، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَوى أسعدَ بْنَ زُرارَة مِنَ الشَّوكَةِ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أَخَطَأَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (3) .
2490 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) العَلاءُ بنُ هِلالٍ (5) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي قَتادة (6) ؛ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ النَّجاشي على النبيِّ (ص) ، فقام النبيُّ (ص) يخدمُهُم بِنَفْسِهِ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: نَحْنُ نكفيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا لأَصْحَابِنَا مُكْرِمِينَ؛ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُكَافِئَهُمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وطلحةُ بْن زيد ضعيفُ الحديث (7) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2277) .
(2) الشَّوكَةُ هنا: مرضٌ يسبِّب حُمرةً تعلو الوَجْه والجَسَد. انظر "النهاية" (2/510) .
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) في (ف) : «روى» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم والأخلاق" (367) ، والصَّيداوي في "معجم الشيوخ" (97) ، والبيهقي في "الشعب" (8704) ، وفي "دلائل النبوة" (2/307) .
(6) هو: الحارث بن رِبْعي.
(7) قال البيهقي في الموضع السابق من "الشعب": «تفرَّد به طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ» .
(6/242)
2491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي غَنِيَّة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (3) ؛ قَالَ: دخَلَ عَلَى عائِشَةَ صبيٌّ تَسيلُ (4) مَنْخِراه دَمًا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: مَا لِهَذَا الصَّبِيِّ يَا عَائِشَةُ؟ ، قَالَتْ: بِهِ العُذْرَةُ (5) ؛ قَالَ: وَيْلَكُنَّ لاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ اشْتَكَى صَبِيُّهُا العُذْرَةَ أَوْ وَجَعًا فِي رَأْسِهِ، فَلْتَأخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا (6) ، فَلْتَحْكُكْهُ (7) بِمَاءٍ، ثُمَّ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ، فأمَرَ عائشةَ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فبَرَأ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروون عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (8) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (2563) .
(2) في (ف) : «ابن أبي عتبة» ، وفي (ك) : «ابن عيينة» . وابن أبي غَنِيَّة هو: يحيى بن عبد الملك بن حميد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) مقرونًا برواية أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن سفيان، عن جابر، به. وهذا إسناد أبي معاوية الآتي تخريجه في نهاية المسألة.
(3) هو: طلحة بن نافع.
(4) كذا في جميع النسخ، والجادة: «يَسِيلُ» بالياء التحتية؛ لأنَّ المَنخِر مذكَّر، ولو حُمل على معنى «الأنف» ، فهو أيضًا مذكَّر، لكن يخرَّج ما في النسخ بجعل «المَنخِرَين» في معنى «فتحتي الأنف» كأنه قال: تَسيلُ فتحتا أنفِه دمًا. انظر في الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر التعليق على المسألة رقم (81) .
(5) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2476) .
(6) تقدم تفسيره في التعليق على المسألة رقم (2476) .
(7) في (ك) : «فلتحكه» .
وأخرجه الإمام أحمد (3/315 رقم 14385) ، وعنده: «فتحكّه» .
(8) روايته بهذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23427) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) ، والبزار في "مسنده" (3024/كشف الأستار) ، جميعهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأبو يعلى في "مسنده" (1912 و2009) من طريق جرير ابن عبد الحميد، وأبو يعلى (2280) ، والحاكم في "المستدرك" (4/205) من طريق يعلى ومحمد ابنيّ عبيد، والحاكم (4/406) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به.
(6/243)
2492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقبَة بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنِ الصَّبَّاح بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي أُميَّة، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَاعَ دَارًا، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا؛ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: يَروونَهُ عَنْ عَمرو بْنِ حُرَيث، عَنْ أَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ حُرَيث (3) .
_________
(1) انظر المسألة رقم (2373) .
(2) روايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (30) ، والدارقطني في "الأفراد" (128/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أبي أمية، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عن أبيه، وعن عمرو بن حريث.
(3) من هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/467 رقم 15842) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي (2667) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/294) ، والطبراني في "الكبير" (6/65 رقم 5526) من طريق أبي نعيم، وابن ماجه في "سننه" (2490) ، وابن عدي في "الكامل" (1/288) ، والبيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق عبد الله بن عبد المجيد، وأبو يعلى في "مسنده" (1458) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق عفيف ابن سالم، جميعهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد بن حريث، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/307 رقم 18739) ، وابن ماجه في "سننه" (2490) من طريق وكيع، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث. ولم يذكر وكيع في إسناده: «عمرو بن حريث» .
وذكر الذهبي في "الميزان" (1/212) هذا الحديث وعده من مناكير إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر.
وتابع إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر في روايته عن عبد الملك بن عمير: قيس بن الربيع، واختُلِف عنه: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (709) من طريق أبي الوليد هشام ابن عبد الملك، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، كلاهما عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن حريث، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/190 رقم 1650) من طريق أبي سعيد، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن زيد، به. قال الدارقطني في "العلل" (662) : «يرويه عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، عن النبي (ص) . ومن قال: عن سعيد بن زيد فقد وهم» .
وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، به.
(6/244)
2493 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنِ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّة الرَّقاشي، عَنْ عمِّه؛ قَالَ: كُنتُ آخِذًا بزِمام ناقةِ رَسُولِ الله (ص) في أَوسَطِ أيام التَّشريق أَذودُ عنه النَّاسُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَان ٍ (2) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36001) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/72 رقم 20695) ، والدارمي في "مسنده" (2576) ، وأبو داود في "سننه" (2145) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1671) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1569 و1570) ، والطبراني في "الكبير" (4/53 رقم 3609) ، والدارقطني في "السنن" (3/26) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/100 و8/182) . وجاء لفظه مطولاً عند أحمد، ومختصرًا عند الباقين.
(2) قال ابن الأثير: أي: أُسَراء، أو كالأُسَراء، والعاني هو: الأسيرُ، وكُلُّ من ذلَّ واستكانَ وخضع فقد عَنا، والمرأةُ عانيةٌ، وجمعها: عَوانٍ. "النهاية" (3/314) .
(6/245)
قيل: هل يُسمَّى أَبُو حُرَّة، ويُسمَّى عمُّهُ؟
فَقَالَ: لا يُسمَّى أَبُو حُرَّة (1) ، ولا عمُّه (2) ، ولا أعرفُ له (3) إلا هَذَا الحديثَ الواحدَ.
2494 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة، عَنْ الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي السَّليل (6) ، عَنْ أَبِي تَميمَة (7) ، عَنْ رجلٍ مِنْ قَوْمِهِ؛ قَالَ: لقيتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) وَعَلَيْهِ إزارٌ مِنْ قُطنٍ (8) ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ «عَلَيْكَ السَّلاَمُ» تَحِيَّةُ المَيِّتِ، قُل: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.
وسألتُه عَنِ الإِزَارِ: أَيْنَ أَتَّزِرُ؟ فأَقْنَعَ ظَهرَه (9) ، وأخَذَ بعَظم سَاقِهِ، فَقَالَ: هَاهُنَا فَاتَّزِرْ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا - أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ - فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
_________
(1) أبو حُرَّة: مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: حنيفة، وقيل: حكيم.
(2) قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (4/660) : «أفاد ابن فتحون أن اسم عمِّه: عمر بن حمزة، وعزاه للبزَّار، قال: وسمَّاه البغوي: حِذْيَم بن حنيفة» .
(3) أي: لِعَمِّ أبي حُرَّة.
(4) في (ف) : «وسئل» .
(5) هو: سعيد بن إياس.
(6) هو: ضُرَيْب بن نُقَيْر.
(7) هو: طَريف بن مجالد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/64 رقم 20636) ، والترمذي في "جامعه" (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (10151 و10152) ، والطبراني في "الكبير" (7/66 رقم 6389) ، جميعهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، به.
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «قطر» .
(9) أي: حَنَاه وطَأطَأه. والفعل «أقنع» من الأضداد، يقال: أقنَعَ رأسَهُ: إذا رفعه، وأقنَعَهُ: إذا نَكَسَه. انظر "الأفعال" لابن القوطية (ص 58) ، و"الأفعال" لابن القطَّاع (3/12) ، و"أساس البلاغة" للزمخشري (ق ن ع) .
(6/246)
وسألتُه عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الحَبْلِ، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ (1) النَّعْلِ، ولَوْ أَنْ تُفْرِغَ دَلْوَكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسْقِي، ولَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، ولَوْ أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ ... ، فذكر الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: يُسمَّى هَذَا الرجلُ مِنْ قَوْمِهِ؟
قَالَ: نَعَمْ؛ سمَّاه عبدُالوارث (2) ، عن
_________
(1) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1449/أ) .
(2) هو: ابن سعيد.
(6/247)
الجُرَيرِي:
حدَّثنا أبي؛ قال: ثنا أبو مَعْمَر (1) ؛
قال: ثنا عبد الوارث، عَنِ الجُرَيريِّ (2) ، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي تَميمَة (3) ، عَنْ جَابِرِ بن سُلَيم (4) ، عن النبيِّ (ص) .
2495 - وسُئِلََ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيم (5) الطَّائفي، عن [عُبَيدالله] (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) هو: المُقْعَد، واسمه: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج التميمي، المِنْقَري. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (10149) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، به.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/186) من طريق جعفر بن عون، عن الجريري، به.
وأخرجه معمر في "جامعه" (194634/مصنف عبد الرزاق) عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي تميمة قال: سلَّم أبو جُري علي النبيِّ (ص) . هكذا جعل معمر هذا الحديث من مسند أبي تميمة. وأبو جُري هو: جابر بن سُلَيم. ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "الشعب" (8493) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63-64 رقم 20635) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/205) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4075) ، والطبراني في "الكبير" (7/63 رقم 6384) ، من طريق عبيدة الهجيمي، والنسائي في "الكبرى" (10150) ، والطبراني (7/65 رقم 6386 و6387) من طريق المثنى بن سعيد أبي غفار، والطبراني (7/65-66 رقم 6388) من طريق زيد بن هلال، ثلاثتهم عن أبي تميمة، به. قال المثنى: أبو جُري. وقال زيد بن هلال: سليم بن جابر.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63 رقم 20633 و20634) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" = = (1181) ، والنسائي في "الكبرى" (9696) ، وابن حبان في "صحيحه" (522) ، والطبراني في "الكبير" (7/62-63 رقم 6383) من طريق عقيل بن طلحة، والطيالسي في "مسنده" (1208) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1182) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1185) ، والنسائي في "الكبرى" (9692 و9693) ، وابن حبان في "صحيحه" (521) من طريق قرة بن موسى، كلاهما (عقيل وقرة) ، عن أبي جُري الهجيمي، وأحمد (5/63 رقم 20632) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1182) ، والنسائي في "الكبرى" (9691) من طريق عبدربه الهجيمي، عن جابر بن سليم أو سليم بن جابر، والدولابي في "الكنى" (1/66) من طريق محمد بن سيرين، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1186) ، والنسائي في "الكبرى" (9694) من طريق سهم بن معتمر، كلاهما (محمد وسهم) ، عن جابر بن سُلَيم.
(2) من قوله: «حدَّثنا أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) في (أ) و (ش) : «تميم» .
(4) قوله: «ابن سليم» سقط من (ش) .
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1287) ، وفي "العلل الكبير" (339) ، وابن ماجه في "سننه" (2301) ، والدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/359) .
قال الترمذي: «حديث ابن عمر حديثٌ غريب، لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم» . وقال الدارقطني في "الأفراد: «تفرَّد به يحيى بن سليم» .
(6) هو: ابن عمر العُمَري. وقد وقع في جميع النسخ: «عبد الله» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(6/248)
قَالَ: مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فَلْيَأْكُلْ مِنْهُ، وَلا يَتَّخِذْ (1) خُبْنَةً (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (3) .
2496- وسُئِلََ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله، عن عبد العزيز الدَّراوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عن نافع، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ولا ينخا» .
(2) الخُبْنَةُ: مَعْطِفُ الإِزار، وطَرَفُ الثَّوب، والمراد: ألا يأخذَ منه في ثوبه. انظر "النهاية" (2/9) .
(3) سأل أبو داود الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ قال أبو داود: «فانتهرني! استضعافًا للحديث» . انظر "مسائل أبي داود" (1927) . وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «يَحْيَى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها، وكأنه لم يعرف هذا إلا من حديث يحيى بن سليم» . وترجم الخليلي في "الإرشاد" (1/385) ليحيى بن سليم هذا، وقال: «لكنه أخطأ في أحاديثَ، منها ... » ، فذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يسنده عن النبيِّ (ص) غيرُ يحيى، والباقون رَوَوه عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قولَهُ» .
وروى البيهقي في "سننه" (9/359) عن المفضل بن غسان قال: «وذُكر لأبي زكريا يحيى بن معين حديث يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائفي، عَنْ عبيد الله - في الرجل يمرُّ بالحائط فيأكل منه -، قال: هذا غلط» .
وذكر الشافعي في "الأم" (2/245-246) أن هذا الحديث لا يثبت.
تنبيه: ذكر الحاكم في "المستدرك" (4/134) : أن الشيخين أخرجا هذا الحديث، وهو وهَمٌ منه رحمه الله.
(4) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. وفي (ف) : «وسألت» !.
(5) هو: عبد العزيز بن محمد.
(6) هو: ابن عمر العُمَري. كذا في جميع النسخ: «عبيد الله» ، وقد أخرجه البزار في "مسنده" (1189/كشف الأستار) من طريق محمد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/150) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق وهب بن جرير وإسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن العُمَري، عن نافع، به. هكذا قال الطحاوي: «العُمَري» ولم يسمِّه. ومن طريق أبي نعيم أخرجه الذهبي في "السير" (6/307) ، وفي "تذكرة الحفَّاظ" (3/1098) ، لكن جاء في "السِّير": «عُبَيدالله بن عمر» .
(6/249)
ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) أن يُهدَمَ (1) الآجامُ (2) ؛ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ زِينَةُ الدُّنْيَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَكَذَا قَالَ أَبُو ثَابِتٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: عبد الله بْنُ (3) نَافِعٍ» ؛ يَعْنِي: عَنْ نَافِعٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2497 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مهديٍّ (5) ، والفِرْيابيُّ (6) ، عَنِ الثَّوري، عن عُبَيدالله، عن نافع، عن ابن
_________
(1) كذا في (ت) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ. وتذكير الفعل هنا جائز وإن كان التأنيث أولى؛ لأن فاعله جمع تكسير، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(2) الآجامُ: جمع أُجُم، وهو الحِصْنُ. انظر "المصباح المنير" (أج م/1/6) .
(3) في (أ) و (ش) : «من» بل: «بن» ، وكانت في (ت) : «بن» ثم أُصلحت إلى: «من» أيضًا.
(4) قوله: «عن نافع» سقط من (ك) . ورواية نافع بهذا الوجه أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق ابن أبي مريم، وأيضًا (4/194) ، وابن عدي في "الكامل" (4/164) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والعقيلي في "الضعفاء" (2/311-312) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، ثلاثتهم عن عبد العزيز الدَّراوردي، عن عبد الله بن نافع، عن نافع، به.
(5) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/101) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (1/215) .
(6) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/136) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26182) من طريق معاوية بن هشام، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (1/9) من طريق علي بن أبي بكر، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبيد الله، به.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3754) من طريق وكيع، عن الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/184) : «هذا إسناد فيه العمري وهو ضعيف، واسمه عبد الله بن عمر» . هكذا سمى البوصيري: العمري عبد الله بن عمر، وكذلك جعله المزي في "تحفة الأشراف" (7738) في مسند عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر.
(6/250)
عُمَرَ؛ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ (1) عَلَى عهد رسول الله (ص) ، وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ؛ إِنَّمَا هُوَ شيءٌ بَعْدَ (2) قَتْلِ عُثْمَانَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيدالله، عن نافع (4) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .
2498 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ محمَّدُ بنُ أَسْعَدَ (6) ، عَنْ زُهَيْرٍ (7) ، عَنْ عُبَيدالله (8) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن
_________
(1) القَصُّ: هو البيان. والقاصُّ: هو الذي يأتي بالقِصَّة على وجهها، كأنه يتتبَّع معانيَها وألفاظَها، يقوم بذلك على سبيل وَعْظ الناس وإخبارهم بما مضى لِيَعتَبِروا. انظر "النهاية" (4/70-71) ، و"لسان العرب" (7/74-76) .
(2) في (ش) : «شيء بعد شيء» .
(3) هو: الفضل بن دُكَيْن.
(4) ضبب عليها في (ف) .
(5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26193) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به مرسلاً.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3019/كشف الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/503 و504 رقم 795 و796 و797) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/320) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/30) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/209) من طريق أسيد بن زيد الجمال، عن زهير بن معاوية، به.
(7) هو: ابن معاوية.
(8) في (ف) : «عبد الله» .
(6/251)
عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ؛ فَفِي شَرْطَةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ حَبَّاتٍ سُودٍ، أَوْ لَذْعَةٍ (1) مِنْ نَارٍ تُوَافِقُ دَاءً، ومَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) .
2499 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني عُبَيدالله (4) ، عن سعيد المَقبُري، عن جُرَيج؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عُمَرَ: رأيتُكَ تُصفِّرُ لحيتَك! قَالَ: إِنِّي (5) رأيتُ رسول الله (ص) يُصفِّر ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي زَائِدَةَ يَهِمُ فِيهِ؛ قَالَ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ: جُرَيج، وَقَالَ غَيْرُهُ: عُبَيد بْنُ جُرَيج (6) .
_________
(1) في (ت) : «سوداء ولذغة» ، وفي (ف) : «سوداء أو لذغة» .
(2) يعني بهذا الإسناد، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (5683) ، ومسلم في "صحيحه" (2205) من طريق عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن جابر بن عبد الله، نحوه. وأخرجه البخاري (5680 و5681) من طريق سالم الأفطس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) قال: «الشِّفاءُ في ثلاثٍ: في شَرطَة مِحْجَم، أو شَرْبَة عَسَل، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمَّتي عن الكيِّ» .
(3) هو: يحيى بن زكريا.
(4) هو: ابن عمر العُمَري.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2040) عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد بن جريج، عن ابن عمر.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/438 و4/179) من طريق حماد بن سلمة وعبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25038) ، وابن ماجه في "سننه" (3626) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والنسائي في"سننه" (117 و2760 و2950) من طريق عبد الله بن إدريس، أربعتهم عن عبيد الله العمري، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/17-18 رقم 4672) ، والبيهقي في "الشعب" (5984) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عبيد الله بن عمر الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جريج أو ابن جريج، عن ابن عمر. هكذا بالشكِّ. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/333) من طريق سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحة" (166 و5851) ، ومسلم (1187) .
وأخرجه الحميدي في "المسند" (651) من طريق محمد ابن عجلان، والنسائي في "سننه" (117 و2760 و2950) من طريق ابن جريج، وأيضًا (2760) من طريق ابن إسحاق، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. وأخرجه مسلم أيضًا (1187) من طريق يزيد بن قُسيط، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر.
(6/252)
2500 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَف (1) ،
عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش مَوْلَى ابْنِ الزُّبَير (2) ، عَنِ الزُّبَير: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الحَسَدُ والبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا تَدْخُلُوا (*) الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولاَ تُؤْمِنُوا (*) حَتَّى تَحَابُّوا،
_________
(1) لم نقف على رواية موسى بن خلف على هذا الوجه، ولكن أخرجه البزار في "مسنده" (2232) من طريق خلف بن موسى بن خلف، عن أبيه مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش بن الوليد مولًى لابن الزبير، عن ابن الزبير، به. هكذا جعله من مسند ابن الزبير.
قال البزار: «وهذا الحديث خالف موسى بن خلف في إسناده: هشامٌ صاحب الدَّستوائي، فرواه هشام، عن يحيى، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن الزبير، وقال موسى: عن يحيى، عَنْ يَعِيشَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عن ابن الزبير، وهشامٌ أحفظ» .
(2) في (ش) : «مولى ابن أبي الزبير» .
(*) ... كذا صحَّت الرواية: «لا تدخلوا» و «لا تؤمنوا» ،، و «لا» في الموضعين نافية وليست ناهية، فالفعلان بعدها مرفوعان، وليسا مجزومَين، وهما من الأمثلة الخمسة، لكنَّ حذف نون الرفع من الأمثلة الخمسة بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية: لغةٌ صحيحة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) .
(6/253)
أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عَليُّ بْنُ المُبارك (1) ،
وشَيبان (2) ، وحَربُ بنُ شدَّاد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش ابن الوليد بن هشام؛ أنَّ
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/167 رقم 1431) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن علي بن المبارك، به.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (669) من طريق أبي خيثمة، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (466) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ، عَنْ علي بن المبارك، به. لكن جاء في إسناد المروزي: أَنَّ مَوْلًى لآلِ الزُّبَيْرِ حدَّثه؛ أن النبيِّ (ص) حدثه، ولم يذكر الزبير.
(2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/164-165 رقم 1412) ، والشاشي في "مسنده" (55) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/120) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان وهشام الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن الزبير. وفي إسناد ابن عبد البر: وزاد شيبان: عن مولى الزبير، عن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25735) من طريق = = يزيد بن هارون، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن بعض بني الوليد، عن مولى للزبير، عن الزبير. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (97) ، والشاشي (54) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هشام قال: حُدثت عن الزبير بن العوام.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1430) ، والترمذي في "جامعه" (2510) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (465) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/223-224) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (190) عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بن الوليد بن هشام، عن مولًى للزبير، عن النبي (ص) . هكذا مرسلاً بلا ذكر الزبير، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (8373) من طريق الطيالسي متصلاً بذكر الزبير.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1432) من طريق رباح بن يزيد الصنعاني، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوليد، عن مولًى للزبير، عن الزبير.
لكن أخرجه معمر في "جامعه" (19438/مصنف عبد الرزاق) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي (ص) .
(6/254)
مَوْلًى لآلِ (1) الزُّبَير حدَّثه؛ أَنَّ الزُّبَير حدَّثه، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ (2) هَذَا، وحديثُ مُوسَى بْنُ خَلَف وَهَمٌ (3) .
2501- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ إسحاق ابن سُلَيمان (4) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعَ النبيُّ (ص) رجلاً يقول لرجل: تعالَ حَتَّى (6) أُقامِرَكَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يتصدَّق؟
_________
(1) في (ف) : «مولى آل» .
(2) في (ت) و (ك) : «الصحيح» بلا واو.
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد اختلفوا في روايته عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فروى بعضهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن الزبير» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (544) الاختلافَ فيه، ثم قال: «والقولُ قول حرب ابن شدَّاد ومن تابعه عن يحيى» .
(4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (227) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/400) .
(5) هو: الصَّدَفي أبو رَوح. وقد أخرج روايته ابن عدي في الموضع السابق من "الكامل" في معرض الأحاديث التي تُنتقَد عليه.
(6) قوله: «حتى» سقط من (ف) .
(6/255)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عُقَيل (1) ، ومَعْمَر (2) والأوزاعيُّ (3) وَغَيْرُهُمْ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ لِصَاحِبهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ؛ فَلْيَتَصَدَّقْ.
2502 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ عُمَرَ الحَوْضيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الغُصْن الدُّجَيْن (6) بْنُ ثَابِتٍ (7) ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: كنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ: حدِّثنا عَنِ النبيِّ (ص) ؛ يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزيدَ أو أَنقُصَ (8) ، وقد سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟
_________
(1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6301) .
(2) في (ك) : «ويعمر» . ورواية معمر أخرجها البخاري في "صحيحه" (4860 و6650) ، ومسلم (1647) .
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6107) ، ومسلم (1647) .
(4) منهم: يونس بن يزيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1647) .
(5) هو: حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
(6) في (ك) : «الرجين» .
(7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/46 رقم 326) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (259) ، العقيلي في "الضعفاء" (2/46) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/294) ، وابن عدي في "الكامل" (3/106) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/107) من طريق مسلم بن إبراهيم. وأبو يعلى أيضًا (260) ، وابن عدي (3/106) من طريق وكيع، والطبراني أيضًا (3) من طريق حجاج بن نصر، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (327) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/54-55) من طريق بشر ابن محمد بن أبان، جميعهم عن الدجين بن ثابت، به.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «أزيد وأنقص» .
(6/256)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ الدُّجَيْنُ يحدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز، فلُقِّنَ: أسلَم مَوْلَى عُمَرَ، فتَلَقَّن، ثُمَّ لُقِّنَ: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن (1) .
2503 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ [هاشم] (2) بن عبد الواحد - أبو (3) بِشْر [الجَشَّاشُ] (4) - قال يزيد - يعني: ابن عبد العزيز - عن
_________
(1) ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/445) عن أبي زرعة قوله: «الدُّجَين يحدِّث عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بن عبد العزيز، فلُقِّن: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، فتلَقَّن، ثُمَّ لُقِّن: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن» .
وذكر البرذعي (437-438) أنه سأل أبا زرعة عن الدُّجين [في المطبوع: "هذا"] ؟ فقال أبو زرعة: «كان مرَّةً يقول: حدثنا مولًى لعمر بن عبد العزيز، ثم قال بعدُ: أسلم مولى عمر ح» . ويبدو أن عمدة أبي زرعة على ما رواه عليُّ بن المديني؛ قال: سمعتُ عبد الرحمن - يعني: ابن مهدي - وسُئل عن دُجَين بن ثابت الذي يَروي عنه، عن أسلم مولى عمر؟ فقال عبد الرحمن: قال لنا أول مرَّة: حدَّثني مولًى لعمر ابن عبد العزيز، فقلنا له: إن مولًى لعمر لم يُدرك النبي (ص) ، فتركه، فما زالوا يلقِّنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، ثم قال لي عبد الرحمن: فلا نعتدُّ به. قال: وكان يتوهَّمه فلا يدري ما هو؟ ويقول: مولًى لعمر بن عبد العزيز. اهـ. من الموضع السابق من "الجرح والتعديل".
وأخرج هذه الحكاية البخاري في "التاريخ الكبير" (3/257-258) ، و"الصغير" (2/117-118) مختصرة.
(2) في جميع النسخ: «هشام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/106 رقم447) ، و"التاريخ الكبير" (8/234-235 رقم2834) ، وغيرهما.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبي» ؛ لأنَّه بدلٌ مما قبله، لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: «هو» .
(4) في جميع النسخ: «الحشاش» بالحاء، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التاريخ الكبير". وضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (2/361) ، فقال: «بفتح الجيم، والشين المعجمة المشدودة، وبعد الألف معجمة أخرى» .
(6/257)
الأعمَش، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ - وَلا أعلمُه إِلا قَدْ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) -: مَنِ اسْتَمَعَ حَدِيثَ قَوْمٍ يَفِرُّونَ (1) بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ (2) يَوْمَ القِيَامَة (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قد أفسدَهُ أَبُو بَكْر بنُ عَيَّاش؛ يَقُولُ: عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة.
وَرَوَاهُ أَبُو يَحْيَى الحِمَّاني (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، ولم يرفَعْه (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يقرون» .
(2) الآنُكُ: هو الرَّصَاصُ الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل: هو الخالص منه. "النهاية" (1/77) . وهو لفظ فارسيٌّ معرَّب. انظر "معجم المعرَّبات الفارسيَّة في اللغة العربية" للدكتور محمد ألتونجي (ص 21) .
(3) قوله: «يوم القيامة» سقط من (ت) و (ك) .
(4) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن.
(5) في (ف) : «فلم يرفعه» ، وفي (ت) : «فلم يعرفه» ، وفي (ك) : «ولم يعرفه» .
وهذا الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (7042) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس مرفوعًا، وفيه زيادة: «من تحلَّم بحُلْم ... » ، و «من صَوَّر صُورةً ... » ، ثم قال: «قال سفيان: وَصَلَه لنا أيوب. وقال قتيبة: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن قتادة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قوله: «من كذَبَ في رُؤياه» . وقال شعبة: عن أبي هاشم الرُّماني: سمعت عكرمة: قال أبو هريرة قولَه: «من صَوَّر صُوَّرة، ومن تحلَّم، ومن استَمَع» . حدثنا إسحاقُ، حدثنا خالد [هو: الواسطي] ، عن خالد [هو: الْحَذَّاءِ] ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: «من استَمَع، ومن تحلَّم، ومن صَوَّر ... » نحوه. تابعه هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قوله» .
(6/258)
2504 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُصَفى، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ رَافِعٍ - أَوْ رُوَيْفِع (3) -، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ (5) : لا تَقُصُّوا الأَظْفارَ فِي أَرضِ العَدُوِّ؛ فَإنَّه أشدُّ للقبضَة، وأَحَلُّ للعُقْدَة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وأَبى أن يُحَدِّثَ به.
2505 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ نُمَير (6) ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائِشَة بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ، عَجْوَةً؛ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سَمٌّ ولا سِحْرٌ؟
_________
(1) كتب ناسخ (ف) في الهامش: «في الأصل مكرر: سئل أبو زرعة» .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) في (ف) : «أو ريفع» .
(4) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(5) كذا في جميع النسخ، وإن لم يكن هناك سقطٌ أو تكرار، فإنَّه يحتمل وجهين:
الأول: أنَّ «قال» الأولى لأبي الزبير، والثانية لجابر، والمراد: قال أبو الزبير قال جابر.
والثاني: أن يكون هذا من قبيل الحديث المرفوع حكمًا، والمراد: «قال جابر: قال النبي (ص) » ؛ قال الحافظ ابن حجر في "نزهة النظر" (ص108) : «وقد يقتصرون على القول مع حذف القائل، ويريدون به النبي (ص) ، كقول ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قال: تقاتلون قومًا ... وفي كلام الخطيب أنه اصطلاح خاصٌّ بأهل البصرة» . اهـ.
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/181 رقم 1571) ، والمحاملي في "أماليه" (14) .
(6/259)
وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ نُمَير! وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) وَأَبُو أُسَامَةَ (3) وَأَبُو ضَمْرَة (4) : عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ (5) بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ (6) .
2506 - وسُئِلَ أبو زرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ هاشم بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5445 و5768) ، ومسلم (2047) .
(3) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5769) ، ومسلم (2047) .
(4) هو: أنس بن عياض. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (70) .
(5) قوله: «عن عامر» سقط من (ك) .
(6) ذكره الدارقطني في "العلل" (610) ، وقال: «يرويه هاشم بن هاشم، واختُلف عنه: فرواه أبو أسامة، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، وخالفه ابن نمير، فرواه عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وكلاهما ثقةٌ، ولعل هاشمًا سمعه منهما، والله أعلم» .
ولكنَّ عبد الله بن نمير تفرَّد بروايته عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وخالفه جمع من الرُّواة غير أبي أسامة، منهم من ذكره أبو زرعة، وهما مروان ابن معاوية، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومنهم: أحمد بن بشير عند البخاري (5779) ، وأبو بدر شجاع ابن الوليد عند مسلم (2047) ، ومنهم: مكي بن إبراهيم عند أبي يعلى في "مسنده" (717) ، وأبي عوانة في "المستخرج" (5/190) .
وقال البزار في "مسنده" (3/336) بعد أن أخرج الحديث من طريق شجاع بن الوليد، عن هاشم بن هاشم، به؛ قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلا هاشم بن هاشم، وقد اختُلف على هاشم بن هاشم، فرواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائشة ابنة سعد، عن أبيها، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عامر بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد، فأخطأ فيه؛ لأنا لا نعلم لسعد ابنًا يقال له خالد» .
(6/260)
البَرِيد (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَى كُلِّ خَلَّةٍ يُطْبَعُ المُؤْمِنُ، إِلاَّ الخِيَانَةَ والكَذِبَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى عَنْ سَعْدٍ، مَوْقُوفٌ (3) .
2507 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (5) ، وثابتُ بنُ
_________
(1) في (ت) : «البرتد» ، وفي (ك) : «اليزيد» . وروايته أخرجها أبو عبد الله الدورقي في "مسند سعد" (65) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (144) ، وفي "الصمت" (472) ، والبزار في "مسنده" (1139) ، وأبو يعلى (711) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) ، وفي "الشعب" (4469) .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) من هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25595 و30330) من طريق الثوري، وابن المبارك في "الزهد" (828) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) من طريق شعبة، كلاهما عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/241) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، = = عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، مرفوعًا.
قال ابن عدي: «هذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق، ورواه أيضًا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) » . قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد يُروى عن سعد من غير وجه موقوفًا، ولا نعلم أحدًا أسنده إلا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بهذا الإسناد» .
رجَّح الموقوفَ الدارقطنيُّ في "العلل" (602) ، والبيهقيُّ كما في الموضع السابق. وقول أبي زرعة: «موقوفً» منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) روى هذا النص ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) من طريق مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، به.
(5) هو: ابن عقبة.
(6/261)
محمَّد، ووَكيعٌ، وَأَبُو نُعَيم، عَنِ الثَّوري، فاختَلَفوا:
فَقَالَ قَبِيصَة (1) : عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بْنِ أَبِي المُساوِر، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ.
وقال ثَابِتٌ: عَنِ الثَّوري، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ وَكيع (2) : عَنْ سُفيان، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) .
وقال أَبُو نُعَيم (4) :
عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك، عن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها هنَّاد في "الزهد" (1044) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) . وجاء عند هناد: «عبد الله بن المساور» .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/196) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (4/167) ، وتمَّام في "فوائده" (1270/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (9089) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عن سفيان، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بن أبي المساور، به.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30874/ طبعة اللحيدان) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/215-216) . وجاء عنده: «عبد الله بن مساور» . وعند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن المسور» .
(3) من قوله: «وقال وكيع ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (347) ، والطبراني في "الكبير" (12/119 رقم 12741) . وجاء عند الطبراني: «عبيد الله بن المساور» .
وتابع أبا نعيم في روايته على هذا الوجه:
عبد الرزاق، وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (694) .
ومحمد بن كثير، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (112) ، والبيهقي في "الشعب" (3117 و5272) .
وعمر بن عبيد، وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (629) . وعبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2699) .
ومحمد بن يوسف الفريابي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/3) ، وفي "الشعب" (5272) .
والمؤمل بن إسماعيل، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/28) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/216) .
وجاء عند الطحاوي: «عبد الله بن المساور، أو ابن أبي المساور» .
وعبد الله بن الوليد، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا.
(6/262)
مُساوِر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «وَهِمَ ثابتٌ فِيمَا قَالَ! وَأَبُو نُعَيم أثبتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَكيع» ؛ كأنَّه حَكَم لأَبِي نُعَيم.
2508 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ محمَّد (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا النَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ البَجَلي، عَنْ طَلْحَةَ (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا (5) ، فَابْعَثُوا حَسَنَ الوَجْهِ، حَسَنَ الاسْمِ؟
_________
(1) من قوله: «وقال أبو نعيم ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/107) .
(3) هو: ابن عمرو المكيُّ.
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) في (ف) : «بريد» . وقال في "العين" (8/29) : «البريد: الرسولُ المُبْرَدُ على دوابِّ البريد، وإبرادُهُ: إرسالُهُ، وقال الراجز:
رأَيتُ للمَوْتِ رسولاً مُبْرَدَا
ويروى عن النبي (ص) ؛ أنه قال: «إذا أَبرَدتُّم إليَّ بريدًا، فاجعلوه حسَنَ الوجه، حسَنَ الاسم» ، وقال بعض العرب: الحُمَّى: بريد الموت، أراد أنها رسولُ الموت تُنْذِر به» . اهـ. وانظر "تهذيب اللغة" (14/75) ، و"اللسان" (3/86) .
(6/263)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ: طلحةُ، عَنْ عَطاء، مُرسَلً (1) .
2509 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأسودُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَيَّاش، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ (5) ؛ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَلْيَسْتَتِرْ ولَوْ بِشَيْءٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش شَيْئًا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شيءٌ؛ والحديثُ حَدِيثُ الَّذِي (6) رَوَاهُ زُهَيْرٌ (7) ، وأسباط بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، من غير ألف، ويحتمل النصب على أنه حالٌ مؤكِّدة لمضمون الجملة قبله، والرفع على أنه خبرٌ ثان ٍ للمبتدأ «هو» ، انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (24) ، وأجاب عنها أبو حاتم، وفيها قوله: «ليس بذاك» .
(3) هو: شاذان، وقد تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (24) .
(4) هو: ابن أبي رَباح.
(5) فيها ضبطان: «سَتِير» - كـ «رَحيم» - «فَعِيل» بمعنى فاعل، و «سِتِّير» - كـ «صِدِّيق» - «فِعِّيل» بمعنى «فاعل» أيضًا. انظر الكلام عليهما في التعليق على المسألة رقم (24) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «والحديث هو الحديثُ الذي» ، ويخرَّج ما هنا على مذهب الكوفيين في جواز من إضافة الشي إلى صفته. انظر التعليق على المسألة رقم (505) .
(7) هو: ابن معاوية. وتقدم تخريج روايته في التعليق على المسألة رقم (24) .
(6/264)
محمد (1) ، عن (2) عبد الملك، عَنْ عَطاء، عَنْ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عن النبيِّ (ص) .
2510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة (4) ، عن أبي الحَكَم (5) ، عن عبد الله ابن عَمْرٍو؛ قَالَ: لا تقتُلوا الضِّفْدِعَ؛ فإن صوتَه الذي تسمعون تسبيحٌ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (6) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن عبد الله بن عمرو.
وَرَوَاهُ شُعبة (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن ابن أبي
_________
(1) لم نقف على روايته، وانظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (24) .
(2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(3) هو: هشام الدَّسْتَوائي.
(4) هو: ابن أوفى.
(5) سيعرِّفه أبو زرعة في آخر المسألة.
(6) لم نقف على روايته، وقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عَنْ هِشَامٍ الدَّستَوائي، عَنْ قَتَادَةَ، به. قال البيهقي: «إسناده صحيح» .
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23700) من طريق يزيد بن هارون، والخطيب في "الموضح" (2/219-220) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن أبي الحكم البجلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، موقوفًا. وجاء عند ابن أبي شيبة: «شعبة، عن زرارة» ليس في إسناده: قتادة. وأخرجها عبد الرزاق في "المصنف (8418) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نعم، عن عبد الله بن عمر، موقوفًا. هكذا جاء: ابن عمر بدل: ابن عمرو.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (521) ، وفي "الأوسط" (4/104 رقم 3716) ، وابن عدي في "الكامل" (6/388) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في = = "العظمة" (5/1744 رقم 7226) ، جميعهم من طريق الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ حَجَّاجِ بن محمد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . وجاء عند ابن عدي: «سعيد» بدل: «شعبة» .
قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن شعبة إلا حجاج، تفرد به المسيب بن واضح» . وقال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد يرويه المسيب ويرفعه إلى النبي (ص) ، والحديث موقوف» .
وذكر الذهبي في "الميزان" (4/117) ، وفي "السير" (11/404) من طريق المسيب، وقال: «صوابه موقوف» .
(6/265)
نُعْمٍ (1) ، عن عبد الله بن عمرو.
فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّها (2) أصَحُّ؟
قَالَ: حَدِيث شُعبة أصحُّ، وَأَبُو الحَكَم: هو عبد الرحمن بْن أَبِي نُعْمٍ (3) .
2511 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ يَزِيدَ بْنِ راشِد الدِّمَشْقِيُّ (4) ، عن صَدَقَة بن عبد الله، عَن ثَور بْن يَزِيدَ، عَن خالد ابن مَعْدان، عَنْ أَبِي أُمامة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى العُنْفِ.
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «نعيم» ، وكانت هكذا في (ف) ثم صوِّبت، ويشبه أن تكونَ صوِّبت أيضًا في (ت) .
(2) في (ش) و (ك) : «أيهما» .
(3) في (ك) : «نعيم» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/95 رقم 7477) ، وفي "مسند الشاميين" (421) . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/378-379) .
(6/266)
وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيد حَاجِبِ سُلَيمان (2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان يرفعُه (3) .
وَرَوَاهُ وَكيع (4) وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَور، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان؛ قال: قال النبيُّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خَالِدٌ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) ، مُرسَلً (6) أصحُّ (7) .
2512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عن عبد الله بْنِ وَهْب بْنِ مُنَبِّه، عَنْ أبيه، عن أبي
_________
(1) في "الموطأ" (2/979 رقم1767) .
(2) يعني: سليمان بن عبد الملك بن مروان، ويقال: أبو عبيد مولى سليمان.
(3) يعني: يرويه عن النبي (ص) ، مرسلاً بلا ذكر أبي أمامة.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25301) .
(5) قوله: «خالد عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قوله: «مرسل أصح» سقط من (ك) ، وسقط من (ت) : «مرسل» فقط. وأخرجه على هذا الوجه أيضًا سعيد بن منصور في "سننه" (2620) من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عن أبان ابن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ النبي (ص) .
لكن خالف ابن عيينة في روايته على هذا الوجه الثوري، فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9251) هذا الحديث من طريق الثوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أبان بن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/129) .
(8) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/307) ، وأبو يعلى في "مسنده" (490) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/425) ، والضياء في "المختارة" (799 و800) .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (52/ب/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، ثم قال: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ الصنعاني، عن عبد الله ابن وَهْب بْنِ مُنَبَّهٍ، عَنْ أَبِيهِ. وفيه: قلت لهشام: من أبو خليفة؟ قال: رجل من أصحاب علي، هرب من معاوية فجاءنا هاهنا ذاك مسجدُه» .
(6/267)
خَليفة (1) ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ.
ورواه بكر (2) بن خَلَف، عن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسان (3) ، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي خَليفة (4) ، عن علي، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: حديثُ هِشَام بْن يُوسُف أصحُّ.
2513 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا [الأَحْمَسي] (5) ، عن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن خليفة» . وأبو خليفة: هو الطائي البصري.
(2) في (أ) و (ش) : «أبو بكر» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/112 = = رقم902) ، والبيهقي في "الشعب" (8057) من طريق علي بن بحر، والبزار في "مسنده" (756) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/250) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/336) من طريق سلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر، به. ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (801) . قال البزار: «ولا نعلم روى أبو خليفة، عن علي إلا هذا الحديث، ولا له إسناد إلا هذا الإسناد» .
(4) في (ش) : «ابن خليفة» .
(5) تشبه في (ف) : «الأحمسي» ، وفي بقية النسخ: «الأحمس» . والأحمسي هذا هو: محمد بن إسماعيل. انظر "التقريب" (5732) .
(6/268)
وَكيع، عن شُعبة، عن عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1) ، أنَّ عمَّ (2) عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل (3) أَهْدَى إلى النبيِّ (ص) فَرَسًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ الدَّواءَ مِنْ داءٍ نَزَلَ بِهِمْ يُقَالُ لَهُ: الدُّبَيْلَة (4) ، فبعَثَ إِلَيْهِ النبيُّ (ص) بعُكَّةِ (5) عَسَلٍ، وردَّ عَلَيْهِ الفَرَس.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: وَكيع، عَنْ عُقْبَة بْنِ عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، بِلا «شُعبة» (6) .
2514 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيح الواسِطي (8) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أبي (9)
_________
(1) هو: عبد الله بن بريدة.
(2) في (ك) : «عمر» .
(3) عمُّ عامر بن الطفيل هو: عامر بن مالك، المعروف بمُلاعِب الأسِنَّة.
(4) قال ابن الأثير: وفي حديث عامر بن الطُّفيل: «فأخذَتْه الدُّبَيلة» هي: خُرَّاجٌ ودُمَّلٌ كبير تظهَرُ في الجَوْف، فتقتُل صاحبَها غالبًا، وهي تصغير دُبْلَة. "النهاية" (2/99) .
(5) العُكَّة: وِعاءٌ من جلد مُستَدير، يَختَصُّ. بالسَّمن والعَسَل، وهو بالسَّمن أخصُّ. انظر "النهاية" (3/284) .
(6) على هذا الوجه أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (632) من طريق الهيثم بن جميل، عن عقبة بن عبد الله الأصم، عن ابن بريدة؛ أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى النبيِّ (ص) . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/99-100) من طريق شيبان، عن عقبة الرفاعي، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عم عامر بن الطُّفيل العامري، أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى رسول الله (ص) . وأخرجه ابن عساكر أيضًا (26/100) من طريق عيسى اليشكري، عن عقبة بن عبد الله اليشكري، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عامر بن الطُّفيل أنه أهدى إلى النبيِّ (ص) .
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2386) عن أبي حاتم.
(8) المعروف بـ: «زَحْمُوْيَهْ» .
(9) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2386) .
(6/269)
الأخضَر (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ مَكَان ٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2515 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ المُصَفَّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (5) ؛ قَالَ: حدَّثني مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الأَطْرابُلُسي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ عَيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبَّاسٍ (6) الحَجْرِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سُئل رسول الله (ص) عَنِ الْخَادِمِ يُذنِب؟ قَالَ: يُعْفَى عَنْهُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : سَعِيدُ بْنُ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي هَانِئٍ (8) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْد (9) الحَجْري.
2516 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو تَقِيٍّ (11) ؛ قال:
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(3) هو: ابن المسيّب.
(4) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2341) .
(5) هو: ابن الوليد.
(6) قوله: «عن عباس» سقط من (ش) . وهو: عباس بن جليد.
(7) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(8) هو: حُمَيد بن هانئ الخَوْلاني.
(9) في (ك) : «جليدة» ، وتشبه ذلك في (ت) .
(10) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2390) ، وانظر المسألة التالية.
(11) هو: هشام بن عبد الملك الحِمْصي. وروايته أخرجها أبو نعيم في"الحلية" (8/199) .
(6/270)
حدَّثني بَقِيَّة؛ قال: حدَّثني عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لا تَبْدَؤُوا بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلاَمِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلامِ فَلاَ تُجِيبُوهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ؛ لَمْ يَسْمَعْ بَقِيَّة هذا الحديثَ من عبد العزيز؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَهْلِ حِمْص، وأهلُ حِمْص لا يميِّزون هَذَا (1) .
2517 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ السَّريِّ الأَنْطاكي (3) ، عَنْ هَارُونَ بن محمد، عن عبد الله العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ (4) قَبْلَ السَّلامِ، فَلاَ تُجِيبُوه؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ ليس له أصلٌ.
2518 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُقاتل المَرْوَزي (5) ،
_________
(1) يعني: أن أهل حمص إذا رَوَوا عن بقية يجعلون سماعًا ما ليس بسماع.
(2) انظر المسألة رقم (2390) ، والمسألة السابقة.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/136 رقم 429) .
(4) في (ك) : «بالسواك» .
(5) لم نقف عل روايته، لكن أخرجه الروياني في "مسنده" (2/426 رقم 1447) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/138) ، وابن عدي في "الكامل" (3/234) ، والبيهقي في "الشعب" (9575) ، جميعهم من طريق أبي موسى الهروي، وأبو نعيم في "الحلية" (8/197) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (298) من طريق محمد ابن بكار، والبيهقي في "الشعب" أيضًا (9574) من طريق خلف بن تميم، ثلاثتهم عن زافر بن سليمان، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، به، ولم يذكروا في الإسناد: عبد الرحيم.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرَّد به عنه زافر» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/296) ، والبيهقي في "الشعب" (9577) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، والبيهقي أيضًا (9576) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد،، به.
(6/271)
عن زافِرٍ (1) ، عن عبد الرَّحيم (2) ، عن عبد العزيز ابْنُ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: مِنْ كَنْزِ البِرِّ كِتْمَانُ المَصَائِبِ والأَمْرَاضِ والصَّدَقَةِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ وامتنَعَ أَنْ يُحَدِّث بِهِ (3) .
2519 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُتَيْبَة (4) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (5) ، عَنْ عبد الله بن الحَكَم، عن جابر ابن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال (6) : غَطُّوا الإِنَاءَ، وأَوْكُوا السِّقَاءَ (7) ؟
_________
(1) هو: ابن سليمان
(2) هو: ابن هارون الغَسَّاني، وهو من المعروفين بالرِّواية عن ابن أبي رَوَّاد، لكن لم نقف على من روى هذا الحديثَ من طريقه، وإنما يروونه من طريق زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد بلا واسطة، كما تقدم في مصادر التخريج.
(3) ذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/137) عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد هذا، وقال: «روى عبد العزيز، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نسخة موضوعةً لا يحلُّ ذكرها إلا على سبيل الاعتبار ... » . وذكر منها هذا الحديثَ كما تقدم في التخريج.
(4) هو: ابن سعيد.
(5) هو: يزيد بن عبد الله.
(6) قوله: «قال» من (ف) فقط.
(7) أي: شُدُّوا رأسَهُ بالوِكَاء؛ لئلا يَدخُلَه حيوانٌ أو يسقط فيه شيءٌ، يقال: أَوْكيتُ السِّقاء أُوكِيه إيكاءً، فهو مُوكًى، ومنه الحديث: «نَهَى عن الدُّبَّاءِ والمُزَفَّت، وعليكم بالمُوكى» ، أي: السقاء المشدود الرأس؛ لأنَّ السقاء المُوكى قلَّما يَغفُلُ عنه صاحبُه لئلا يشتدَّ فيه الشرابُ فينشقَّ فهو يتعهَّده كثيرًا. "النهاية" (5/221-222) ، و"عمدة القاري" (2/109) و (15/196) .
(6/272)
قَالَ أَبِي: قد تَرَكَ (1) من الإسناد رجلا (2) أو رجلَين (3) ؛ حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يحيى (5) ، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الحَكَم، عَنِ القَعقاع بْنِ حَكيم، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) ... .
2520 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق (6) ،
_________
(1) أي: قتيبة بن سعيد.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «رجل» . وضبط ناسخ (ف) قبلها قوله: «ترك» بضم التاء.
(3) في (ت) و (ك) : «ورجلين» .
(4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/355 رقم14829) ، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2014) من طريق هشام بن القاسم ونصر بن علي الجهضمي، وأبو عوانة في "مسنده" (8166) من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق سعيد بن أبي سليمان، جميعهم عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يزيد بن الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حكيم، عن جابر، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14228) ، ومسلم في "صحيحه" (2012 و2013) من طريق أبي الزبير، والبخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم أيضًا (2012) من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم أيضًا (2102) من طريق عمرو بن دينار، ثلاثتهم عن جابر بن عبد الله، به.
(5) قوله: «ابن يحيى» سقط من (ك) . وهو مثبت في بقية النسخ، والظاهر أنه خطأ، والصَّواب: يحيى بن سعيد، وهو الأنصاريُّ، كما تقدم في التخريج، وتصحَّف «سعيد» إلى «يحيى» ؛ غير أننا لم نجد من أخرج الحديث من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ ابن الهاد، عنه، وقد تقدم تخريجه عن غير أبي صالح.
(6) في "المصنف" (9754) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (2145) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/438 رقم27469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان في "صحيحه" (6587) ، والطبراني في "الكبير" (24/140 رقم 372) ، والحاكم في "المستدرك" (4/202) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/148) : «رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح» .
(6/273)
عَنْ مَعْمَر، عَنِ [الزُّهري] (1) ، عَنْ أبي بكر (2) بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أسماءَ بِنْتِ عُمَيس؛ قَالَتْ: كَانَ أولُ ما اشتكى النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ مَيْمونة ... ، فَذَكَرَ قصَّةَ اللَّدُود (3) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (*) ، وشُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (*) ، وغيرُهما (4) ، عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) ، وهذا الصَّحيحُ (5) .
_________
(1) في جميع النسخ: «الثوري» ، وصوِّبت في هامش (أ) إلى: «الزهري» ، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(2) في (أ) : «أبو بكر» .
(3) اللَّدُود - بفتح اللام -: من الأدوية، وهو ما يُسقاه المريضُ في أحد شِقَّي الفَمِ. ولَدِيدا الفَم: جانباه. "النهاية" (4/245) .
وقصَّةُ اللَّدود بتمامها - بلفظ رواية أحمد-: أولُ ما اشتكى رسولُ الله (ص) في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضُه حتى أغميَ عليه، فتشاورَ نساؤه في لَدِّه، فلَدُّوه، فلما أفاقَ قال: «ما هذا؟» ، فقلنا: هذا فِعْلُ نساءٍ جِئْنَ من هاهنا، وأشار إلى أرض الحَبَشة، وكانت أسماءُ بنت عُمَيس فيهنَّ، قالوا: كنا نتَّهم فيك ذاتَ الجَنْب يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إنَّ ذلك لداءٌ ما كانَ الله عزَّ وجلَّ ليَقْرِفَني به، لا يَبْقَيَنَّ في هذا البيت أحدٌ إلا التَدَّ، إلا عمَّ رسول الله (ص) يعني العباس» . قال: فلقد التَدَّت ميمونةُ يومئذ وإنها لصائِمَة؛ لِعَزْمَةِ رسول الله (ص) .
(*) ... روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) .
(4) منهم: عقيل بن خالد، ومعمر، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي جدُّ الحجاج، وروايتهم أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) .
(5) وأخرج الحديث البخاري في "صحيحه" (4458) ، ومسلم في "صحيحه" (2213) من حديث عائشة خ.
(6/274)
2521 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عبد الرزاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي النَّهْي عَنِ الأَكْلِ بالشِّمال؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ.
قلتُ: قَدْ تابع مَعْمَرً (4) في هذا الحديث عبدُالرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عُبَيدالله ابن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (5) ، وَهَذَا الصَّحيحُ.
2522 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (7) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَمْ يُقْسَمِ الرِّفْقُ لأَهْلِ بَيْتٍ إِلاَّ نَفَعَهُمْ، ولَمْ يُعْزَلْ عَنْهُمْ إِلاَّ ضَرَّهُمْ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2415) ، وتقدم التعليق عليها هناك. وانظر المسألة رقم (1489) و (1522) و (1537) و (1538) .
(2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2415) .
(3) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(4) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1953) .
(7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1493) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/71 رقم 24427) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6140) من طريق حفص بن ميسرة، والبخاري أيضًا (1/416) من طريق أيوب بن سعد، والبيهقي (6141) من طريق علي بن مسهر، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/341) من طريق إسحاق بن أبي فروة، جميعهم عن هشام بن عروة، به.
(6/275)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَر.
قَالَ أبي: إنما هو: ما رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (1) ، وعَبْدَة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ عبد الله (3) بن عبد الرحمن بْنِ مَعْمَر أَبِي طُوالَة، عَنْ عائِشَة - مُرسَلً (4) -، وأمِّ حَبيبة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عن أبيه، عن عُبَيدالله بن مَعْمَر، عن النبيِّ (ص) : فِي الرِّفق؛ هَذَا الْحَدِيثُ.
قَالَ أَبِي (6) : فأدخل (7) قومٌ لا يفهمون عِلَّةَ هَذَا الْحَدِيث فِي مسند
_________
(1) هو: محمد بن خازم. وروايته لم نقف عليها من هذا الوجه، ولكن أخرجه هناد في "الزهد" (1435) عنه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن عائشة أو عن أم حبيبة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6139) من طريق بشر ابن الحكيم، عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، عن عائشة.
(2) هو: ابن سليمان الكلابي.
(3) في (ف) : «عبيد الله» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6138) .
(6) من هنا إلى آخر المسألة أورده ابن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (ص118 رقم426) .
(7) أي: فأدخَلَه، يعني: هذا الحديث، لكن حُذفَ منه المفعولُ به للعلم به. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (24) .
(6/276)
الوُحْدان (1) ، وقالوا: ما أسند عُبَيدالله (2) بن مَعْمَر عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: هَذَا وَهَمٌ أيضا؛ إنما أراد حمَّادٌ: هِشَام (3) ، عَنْ أَبِي طُوالَة عبد الله بن عبد الرحمن بْن مَعْمَر، ولم يَضبِط، وغلط فيه مَعْمَر وحمَّاد، والحديثُ حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَة؛ أَبْدى عَوْرَة حديثهم (4) .
2523 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى ابنُ أخت عبد الرزاق (5) ، عن عبد الرزاق (6) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ الأعمَش، عن
_________
(1) في (أ) : «الوحداني» ، وفي (ش) : «الواحدي» ، وفي (ف) : «الوجداني» . ومعنى مسند الوُحْدان: أحاديث الصحابة الذين ليس لهم إلا حديث واحد.
(2) أي: هذا الذي أسنده عبيد الله.
(3) في "المراسيل": «أراد حماد بن سلمة: هشام بن عروة ... » . وقوله: «هشام» في كلام أبي حاتم: منصوبٌ لأنَّه مفعول «أراد» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في "المراسيل": «وروى أبومعاوية الضَّرير عن هشام ابن عروة، فأظهر علَّة هذا الحديث» . وانظر "الإصابة" لابن حجر (6/353-354) و (7/225-226) .
(5) هو: أحمد بن داود، وقيل: ابن عبد الله.
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/286) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، عن عبد الرزاق، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8573) . وأحمد بن محمد بن عمر كذَّبه أبو حاتم وابن صاعد، وقال عنه الدارقطني: ضعيف، وقال مرة: متروك. نقله ابن حجر في "لسان الميزان" (1/423) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (2/286) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/121) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/346) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/274-275) من طريق إسماعيل بن أبان الخياط، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ ابن مسعود، مرفوعًا.
قال ابن عدي: «وهذا لم أكتبه مرفوعًا إلا من هذا الشيخ، ولا أرى يُرفَع هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وهو معروفٌ عن الأعمش موقوفًا» .
وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، عن خيثمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه» .
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8574) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (861) . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ؛ فإن إسماعيل الخيَّاط مجروحٌ. قال أحمد: كتبتُ عنه ثم حدث بأحاديثَ موضوعة فتركناه وقال يحيى: هو كذَّاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي والدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات» .
وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/691) في ترجمة إسماعيل البجلي: «قال أبو الفتح الأزدي: هذا حديث باطل» .
(6/277)
خَيْثَمة (1) ، عن عبد الله (2) ؛ قَالَ: جُبِلَت القُلوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحسَنَ إِليها، وبُغْضِ مَنْ أَساء إِلَيْهَا.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وكان ابنُ أخت عبد الرزاق يكذبُ.
2524 - قَالَ (3) : سألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زُهَيْرٍ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عن عمرو بن عبد الله (7) الأَصَمِّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : رُؤْيَا المُؤْمِنِ بُشْرَى، وهِيَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (8) ؟
قَالَ أَبِي: الحديثُ موقوفٌ؛ أوقفَه أصحابُ زهير.
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2150) .
(5) هو: ابن معاوية.
(6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(7) في (ف) : «عبيد الله» .
(8) تقدمت قطعة منه في المسألة رقم (2150) .
(6/278)
2525 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامٌ الرَّازي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ نَافِعٍ (3) ،
عَنِ ابْنَ عمر، عن رسول الله (ص) قَالَ: أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: عَبْدُاللهِ وعَبْدُالرَّحْمَنِ، وأَكْرَهُ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: مُرَّةُ وحَرْبٌ.
قَالَ (4) : فأخبرتُهُ (5) زيدَ بنَ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قد تَركَ من الإسناد (6)
_________
(1) هو: هشام بن عُبَيدالله.
(2) هو: خالد بن سعيد بن أبي مريم.
(3) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (2132) من طريق عبيد الله بن عمر العمري وأخيه عبد الله، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله (ص) : «إن أحَبَّ أَسْمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25902) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/24 و128 رقم 4774 و6122) ، والترمذي (2834) ، وابن ماجه (3728) من طريق عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه.
وأخرجه الدارمي (2737) ، وأبو داود (4949) من طريق عبيد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه. وأخرجه الترمذي (2833) ، والحاكم (4/274) من طريق عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نافع، به كسابقه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/333) من طريق خارجة بن عبد الله، عن نافع، به كسابقه.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، ابن عدي في "الكامل" (6/406) من طريق فرج بن فضالة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) ، به بلفظ: «خيرُ الأسماء عند الله: عبد الله وعبد الرَّحمن، وأصدَقُها الحارث وهمَّام، وشرُّها حربٌ ومرَّة» .
وأخرجه عبد الله بن وَهْب في "الجامع" (71) فقال: وحدثني عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قال: «أصدقُ الأسماء الحارثُ وهمَّام، وأبغَضُها إلى الله حَربٌ ومرَّة، وأكذبها خالدٌ ومالكٌ، لا مالكَ إلا الله» .
(4) القائل هو: خالد بن سعيد فيما يظهر.
(5) في (ك) : «فأخبر به» .
(6) الظاهر أنه يريد: ترك من الحديث.
(6/279)
شيئا: وأَصْدَقُ الأَسْمَاءِ: الحَارِثُ وهَمَّامٌ، وَأَكْذَبُ الأَسْمَاءِ: خَالِدٌ ومَالِكٌ.
فقلتُ له: ما أصدقُ الأسماء وأكذبُ الأسماء؟ قال: لا ترى (1) أن الحارثَ حارثُ خيرٍ أو شرٍّ؟! وأن همَّامً (*) يَهُمُّ بخيرٍ أو شرٍّ؟! ألا ترى أن خَالِد (*) لا يَخْلُدُ؟! وأن مَالِك (*) لا يَملِكُ؟!
قَالَ أَبِي: الكلامُ الأوَّل (2) هو حسنٌ، والبقيةُ مُنكَرٌ.
2526 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الهَرَوي (3) ؛
قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائِدَة؛ قال: أنا عثمانُ بنُ حَكِيم الأنصاريُّ (4) ، عَنْ أفلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أسامة بن زيد؛
_________
(1) المراد: «ألا ترى» بحذف همزة الاستفهام، وهو كثير في العربية.
(*) ... كذا في جميع النسخ: «أن همام ... أن خالد ... وأن مالك» ، وهمامٌ وخالد ومالكٌ: أعلام مصروفة، وحذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) الظاهر أنه يعني قوله (ص) : «أحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (336) .
وقد خالف الهرويُّ في روايته عن أبي زائدة كلًّا من: معلَّى بن منصور، ويحيى الحِمَّاني، وأسد بن موسى؛ فقد رَوَوه عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عثمان بن حكيم، عن مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
أما رواية معلًّى: فأخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/27) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (334) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/188) .
وأما رواية يحيى وأسد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (1/165 و166 رقم 399 و404) .
(4) قوله: «الأنصاري» ليس في (ك) .
(6/280)
قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد (1) ، قَالَ (2) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا الْقَاسِمُ - يَعْنِي: ابنَ مَالِكٍ - عن عثمان ابن حَكِيمٍ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْنُ أفلحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: أشهدُ على رسول الله (ص) أَنِّي سمعتُه يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ الهَرَوي.
2527 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُّعمان الشَّيباني؛ قَالَ (4) : حدَّثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ أَبَا أيُّوب الأنصاريَّ أخَذَ عن رسول الله
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) قوله: «قال» سقط من (ف) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/106 رقم 328) من طريق أحمد بن راشد، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عيسى ابن يونس، عن عثمان بن حكيم، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى ابن أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد. كذا فيه: «مولى ابن أبي أيُّوب» وهو خطأٌ، والصَّواب: مولى أبي أيُّوب.
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الإشراف، في منازل الأشراف" (6) ، وابن عدي في "الكامل" (7/199) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1212) من طريق حرمي بن عمارة، والطبراني في "الدعاء" (1933) ، والحاكم في "المستدرك" (3/462) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن العلاء، به.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (281 و282) من طريق إسماعيل بن محمد السهمي وقتادة، عن سعيد بن المسيب، به.
(6/281)
شيئًا (1) ، فقال النبيُّ (2) (ص) : لا يُصِبْكَ (3) السُّوءُ يَا بَا أَيُّوبَ (4) ! .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
2528 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُعمان؛ قال: ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ؛ قَالَ: حدَّثنا عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيم (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: أخذتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَذاةً، فَقَالَ: أُمِطَ عَنْكَ الأَذَى (7) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا مثلُه؛ يعني: مُنكَرً (8) .
_________
(1) كذا، وفي بعض مصادر التخريج: «أَخَذَ مِنْ لحيته أو رأسه شيئًا» ، في بعضها: «نَزَعَ مِنْ لحيةِ النبيِّ (ص) أَذًى» ، فما في النسخ يخرَّج على أنه ضمَّن الفعل «أخذ» معنى أزال، أو نَزَعَ، أو أماط؛ ولذا عَدَّاهُ بـ «عن» . انظر في التضمين التعليق على المسألة رقم (1426) .
(2) في (ك) : «للنبي» .
(3) كذا في جميع النسخ، ومثله في "المجروحين" لابن حبان (851) ، وفي مصادر التخريج: «لا يُصيبُكَ» ، وهو دعاءٌ في العبارتين.
(4) في (ك) : «يا أبا أيوب» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما أثبتناه من بقية النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على حذف ألف «أبا» تخفيفًا، وهي لغة لبعض العرب. انظر تعليقنا عليها في المسألة رقم (1781) .
(5) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا لا يصح؛ قال أحمد: يحيى بن العلاء كذَّاب يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثُه موضوعة، وقال الدارقطني: غيرُ ثابت» .
(6) في (ك) : «خيثم» .
(7) كذا في جميع النسخ: «أمط» ، والجادَّة: «أُمِِيطَ» ، من باب الدعاء له، لكن قد يخرَّج ما في النسخ على أنه حذف الياء واكتفى بالكسرة؛ على لغة هوازن وعليا قيس في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد. انظر تعليقنا على المسألة (679) .
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6/282)
2529 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عبد العزيز بن عبد الله العامِري؛ قَالَ: حدَّثنا مَالِكٌ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ (2) عُمَرَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَ بإِحْفاءِ الشَّوارِبِ، وإِعْفاءِ اللِّحَى.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أعرفُ اسمَ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ (3) .
_________
(1) في "الموطأ" (2/947) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (259) ، وأبو داود في "سننه" (4199) ، والترمذي في "جامعه" (2764) ، وابن حبان في "صحيحه" (5475) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/156 رقم 6456) عن حماد بن خالد، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/142) : «وهذا لا يصحُّ عند أهل العلم بحديث مالك، وإنما هذا الحديث لمالك عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، هذا هو الصَّحيح عن مالك في إسناد هذا الحديث، كما رواه يحيى وسائر الرواة عن مالك» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/109/ب) : «يرويه مالك واختُلِف عنه فرواه النعمان بن عبد السلام وابن وَهْب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. ورواه مالك في "الموطأ" عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو الصَّحيح» .
وأخرجه الإمام أحمد (2/16 رقم 4654) ، والبخاري في "صحيحه" (5893) ، ومسلم في "صحيحه" (259) من طريق عبيد الله بن عمر، والبخاري أيضًا (5892) ، ومسلم (259) من طريق عمر بن محمد بن زيد، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
(2) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(3) قال ابن حبان في الموضع السابق: «ما روى مَالِكٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نافع غيرَ هذا الحديث، واسم أبي بكر: عمر» .
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/496/ترجمة أبي بكر بن نافع) : «وقال الحاكم أبو أحمد: لم أقف على اسمه» .
(6/283)
2530 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي الرَّبيع سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ الزَّهْراني (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد الله بن المُبارك، عن عبد الوهَّاب بْنِ الوَرْد، عَنِ الحَسَن بْنِ جُبَير، عَنْ عِكرمة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يَتَنَاجَى (3) اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي المُؤْمِنَ، واللهُ يَكْرَهُ أَذَى المُؤْمِنِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ؛ وَإِنَّمَا هُوَ الحسنُ بْنُ كَثير، فِيمَا يَقُولُونَ (4) .
2531 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ قَبِيصَة بْنِ عُقْبة (5) ؛ قال:
_________
(1) انظر المسألة رقم (2315) و (2447) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2444) ، والطبراني في "الأوسط" (1986 و4988) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/120) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/305) عن محمد، عن ابن المبارك، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (692) عن = = الحسن بن كثير، عن عكرمة بن خالد؛ قال: قال رسول الله (ص) ... مرسلاً.
قال البخاري: «قال ابن المبارك بالري عن ابن عباس، وكان في كتابه مرسل، والآخرون لا يسندونه عن ابن المبارك» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا يَتَنَاجَ» ، لكن ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (331) ، وانظر المسألة رقم (228 و2315 و2447) .
(4) هكذا جاء عند ابن المبارك، والبخاري، وأبي نعيم، كما في مصادر التخريج السابقة، وجاء عند أبي يعلى: الحسن بن حبيب أو كثير، على الشَّك، وجاء عند الطبراني: الحسن بن جبير أو كثير، على الشَّك أيضًا.
(5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2755) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (841 - مسند علي) من طريق هارون بن المغيرة، والطبراني في "الكبير" (19/351-352 رقم 820-822) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ووكيع وابن المبارك، جميعهم عن سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهيد، عن أبي مجلز، عن معاوية، عن النبي (ص) ، ولم يذكر قصَّة القيام.
(6/284)
حدَّثنا سُفيان (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (2) ؛ قَالَ: خرج معاويةُ، فقام عبد الله بْنُ الزُّبَير وَابْنُ صفوانَ (3) حِينَ رَأَوْهُ (4) ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اجْلِسَا؛ سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يقولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَهُ - أَوْ مَقْعَدَهُ - مِنَ النَّارِ.
قَالَ أَبُو محمَّد (5) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (6) ؛
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: لاحق بن حميد.
(3) هو: عبد الله بن صفوان الجُمَحي.
(4) في جميع النسخ: «رواه» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صوِّبت كما هو مثبت، وكذا جاءت الرواية بالجمع في الموضع المذكور من "جامع الترمذي"، وكانت الجادَّة أن يقال: «رَأَيَاهُ، أي: ابن الزبير وابن صفوان، وسيأتي قولُ معاوية لهما: «اجلِسا» . لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب من يرى أنَّ أقلَّ الجمع اثنان، وقد تقدم بيانه في المسألة رقم (368) ، وتجد في "فتح الباري" (11/50) تخريجًا آخر لصيغة الجمع في «رأوه» ، وسيأتي نقلُهُ عنه في آخر المسألة.
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5229) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (977) من طريق الحجاج بن المنهال، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/219) من طريق أبي داود، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/91 رقم16830) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (977) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (842) ، والبغوي في "الجعديات" (1503) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25573) ، وهناد في "الزهد" (837) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (413) من طريق حماد بن أسامة، والإمام أحمد (4/93 رقم 16845) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (840) من طريق إسماعيل بن علية، وأحمد (4/100 رقم 16918) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والطحاوي في "شرح المشكل" (1127) من طريق روح بن عبادة، جميعهم عن حبيب بن الشهيد، به.
(6/285)
قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ؛ قَالَ: خَرَجَ معاويةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَير وَابْنِ عَامِرٍ (2) ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وجلَسَ ابنُ الزُّبَير، وَكَانَ أوزَنَهما، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابنَ عَامِرٍ، اجْلِسْ؛ فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ (3) لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حمَّادٍ أصَحُّ؛ يَعْنِي: قيامَ ابْنَ عَامِرٍ، بدلَ: ابْنِ صَفوان (4) .
2532 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ محمَّد بْنِ مُقاتل المَرْوَزي (6) ؛
قَالَ: حدَّثنا حُصَين بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسي؛ قال: حدَّثنا
_________
(1) هو: ابن سلمة.
(2) هو: عبد الله.
(3) ضبطها في (ف) : «يُمثل» بضم الياء، وفي "النهاية" (4/294) : «يقال: مَثَلَ الرَّجُل يَمْثُلُ مُثُولاً: إذا انتصب قائمًا» ، وانظر تفصيل القول في معنى هذا الحديث وغيره من أحاديث هذا الباب في: "فتح الباري" (11/49-54) ، و"حاشية ابن القيم على أبي داود" (14/85) ، و"تحفة الأحوذي" (8/24-27) .
(4) قال ابن حجر في "فتح الباري" (11/50) : «وسفيان وإن كان من جبال الحفظ إلا أن العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظةً من الواحد، وقد اتَّفقوا على أن ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهلٌ لاحتمال الجمع بأن يكونا معًا وقع لهما ذلك؛ ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع» .
(5) انظر المسألة رقم (2553) .
(6) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (672) ، والطبراني في "الأوسط" (6/240 رقم6290) ، وفي "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/168) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، وابن عدي في "الكامل" (2/396) ، والبيهقي في "الشعب" (10487) ، وفي "المدخل" (712) ، والخطيب في"الجامع" (807) ، وفي "تاريخ بغداد" (1/188) ، والقزويني في "أخبار قزوين" (4/74-75) ، جميعهم من طريق أحمد بن محمد بن خلف، عن حصين بن عمر، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/94) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. ثم قَالَ: «قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الحسن الدارقطني بخطِّه: لم يروه عن يحيى القطان غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقويِّ، وهذا إنما يُعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل» .
قال البيهقي في "المدخل": «حصين بن عمر الأحمسي: منكرُ الحديث. وروى هذا القول من أوجهٍ أخرى كلُّها ضعيفةٌ. وله شاهدٌ مرسل بإسناد صحيح» .
(6/286)
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس (1) ، عن جَرير ابن عبد الله؛ قال: لما بُعِث النبيُّ (ص) أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا جَريرُ، لأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ؟ ، قلتُ: جئتُ (2) لأُسْلِمَ عَلَى يَدَيْكَ يَا رسولَ الله (3) ، قال: فألقى لي كِساءَه، ثُمَّ أقبلَ عَلَى أَصْحَابِهِ؛ قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
قِيلَ لَهُ: فَحَدِيثُ عَوْن بْنِ عَمْرٍو القَيْسي (4) ، عَنْ سعيد (5) الجُرَيري، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) : إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟
_________
(1) هو: ابن أبي حازم.
(2) قوله: «قلت جئت» سقط من (ف) .
(3) في (ف) : «يا رسول الله (ص) » .
(4) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (71) ، والطبراني في "الصغير" (793) ، وفي "الاوسط" (5/262 رقم 5261) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/205) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (1/352 رقم231) .
(5) في (ف) : «عن قيس» .
(6/287)
قَالَ: ما أقربَه من هَذَا! أخافُ أن يكونَ ليس لهما أصل. والصَّحيحُ: حَدِيث الثَّوري (1) ،
عَنْ طارق بن عبد الرحمن، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25576) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الشعبي، عن رسول الله (ص) . كذا إسناده: بلا ذكر طارق بن عبد الرحمن.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (511) من طريق ابن أبي شيبة، وذكر في إسناده طارق بن عبد الرحمن.
واختُلف على سفيان: فأخرج الدارقطني في "العلل" (4/105/ب) ، وفي "الأفراد" (123/أ/أطراف الغرائب) من طريق عباد بن موسى، عن سفيان الثوري، عن طارق، عن الشعبي، عن جرير، عن النبيِّ (ص) .
قال الدارقطني في "العلل": «يرويه طارق بن عبد الرحمن واختُلِف عنه، فرواه الثوري، عن طارق، واختُلِف عنه فرواه عباد بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ طارق، عن الشعبي، عن جرير، وخالفه يحيى القطان وأبو نعيم وغيرهما، رَوَوه عن الثوري، عن طارق، عن الشعبي مرسلاً. ورواه شعبة عن طارق واختُلِف عنه، فرواه يوسف بن بحر، عن عبد الملك بن سعد السنجاري، عن شعبة، عن طارق، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، وغيره يرويه عن شعبة مرسلاً، وهو الصواب» .
وقال في "الأفراد": «غريبٌ من حديث طارق بن عبد الرحمن عنه، ومن حديث الثوري، عن طارق تفرَّد به عباد بن موسى أبو عقبة عنه، وما كتبناه إلا عن أبي عبد الله بن مخلد» .
وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25575) ، = = والشاشي في "مسنده" (619) ، والبيهقي في "المدخل" (714) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طارق بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/325 رقم 2358) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (14) من طريق الحسن بن عمارة، عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/352-353) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (760) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/77) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قال العقيلي: «هذا يُروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلحُ من هذا» .
(6/288)
الشَّعبي، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) .
2533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ محمَّد الزُّهْري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كان النبيُّ (ص) إِذَا أخَذَ مِنْ شَعره، أَوْ قَلَّم أظفارَه، أَوِ احتَجَم؛ بعثَ بِهِ إِلَى البَقيع، فدُفِنَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثٌ باطلٌ، لَيْسَ لَهُ عِنْدِي أصلٌ.
وَكَانَ حدَّثهم (2) قَدِيمًا فِي "كِتَابِ الآدَابِ"، فَأَبَى (3) أنَّ يقرأَه، وقال: اضربوا عليه، ويعقوبُ بْن محمَّد هَذَا: شيخٌ واهي الْحَدِيث.
2534 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاطٌ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ ابنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ (6) : هَلْ لَكَ (7) فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَة ولحيتُه تقطُر خمرًا؟ قال: إنَّ
_________
(1) وقد أخرجه أبو داود في"المراسيل" (511) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) أي: أبو زرعة. والمتكلِّم هو المصنِّف ابن أبي حاتم.
(3) في (ف) : «فأباه» .
(4) نقل هذا النص بتصرف: الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/347) .
(5) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (663) ، والبزار في "مسنده" (1769) ، والحاكم في "المستدرك" (4/377) .
(6) في (ت) و (ك) : «قال» .
(7) في (ك) : «هدلك» .
(6/289)
رسول الله (ص) نهانا عن التَّجْسيسِ (1) ، وَإِنْ يَظهَرْ لَنَا نأخُذْه؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ أَسْبَاطٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إنَّ اللَّهَ نَهَانَا؛ رَوَاهُ (2) أَبُو مُعَاوِيَةَ (3)
وغيرُه (4) : إنَّ الله نهانا (5) ؛ وهو الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «التجسُّس» . وما في النسخ صوابٌ؛ لأن التجسيس هنا مصدرٌ واقعٌ موقعَ «التجسُّس» ، والأصل في مصدر «تفعَّل» : «تَفَغُل» ، نحو: تَصرَّف تَصَرُّفًا، وتَكرَّم تكَرُّمًا، وأما «التفعيلُ» فمصدرُ: «فَعَّلَ» ، نحو: صَرَّف تَصْريفًا؛ ومن هذا قوله تعالى: [المُزّمل: 8] {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} ، فأوقع «التَّبتيل» موقعَ «التبتُّل» . انظر "الدر المصون" (10/520-521) ، وانظر "كتاب سيبويه" (4/81) باب: ما جاءَ المصدرُ فيه على غير الفعل؛ لأن المعنى واحد.
وقد أخرج الطبريُّ في تفسيره" (21/375/طبعة دار هجر) - في تفسير قوله تعالى: [الحُجرَات: 12] {وَلاَ تَجَسَّسُوا} - قولَ قتادة: هل تدرون ما التجسُّسُ أو التَّجْسيسُ؟ هو: أن تتبعَ، أو تبتغيَ غيبَ أخيكَ؛ لتطَّلعَ على سِرِّه.
(2) في (ك) : «ورواه» بالواو.
(3) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26559) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/21) . ولفظه: «إنا قد نُهينا» .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (4890) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10/3305 رقم 18618) .
(4) يعني: رَوَوه عن الأعمش بالإسناد السابق. وممَّن تابع أبا معاوية: سفيان بن عيينة، ويعلى بن عبيد، وجعفر ابن عون:
أما روايةُ ابن عيينة: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18945) بلفظ: «قد نُهينا عن التجسُّس» . ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9/350 رقم 9741) .
وأما روايةُ يعلى بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/334) ، وفي "الشعب" (7199) .
وأما روايةُ جعفر بن عون: فأخرجها البيهقي في "الشعب" (9214) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «نهاني» .
(6) قال الترمذي: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عَن = = هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأ، والصَّحيح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله: نُهينا عن التجسُّس» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا أسباط، وقد رواه غير أسباط عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله؛ أنه قال: إن الله نهانا عن التجسُّس» .
(6/290)
2535- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبادَة (2) ، وابنُ عائِشَة (3) ،
عَنْ حمَّاد (4) ، عَنْ حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : إِذَا (7) حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ (8) عَلَيْهِ المَاءَ البَارِدَ ثَلاَثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَرِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وغيرُه، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيد، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبهُ.
_________
(1) نقل بعض هذا النص بتصرف: الضياء المقدسي في "المختارة" (6/66) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3794) . ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2043) .
(3) هو: عُبَيدالله بن محمد. وروايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (2/868) عنه، والنسائي في "الكبرى" (7612) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هانئ، والحاكم في "المستدرك" (4/200 و403) من طريق الفضل بن محمد والحسين بن يسار ومحمد بن غالب ابن حرب، والضياء في "المختارة" (2044 و2045) من طريق علي بن أحمد بن النضر، جميعهم عن ابن عائشة، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/232 رقم 5174) من طريق محمد بن الحسين الأنماطي، عن ابن عائشة، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس. ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس إلا ابن عائشة، ورواهما أصحاب حماد، عَنْ حمَّاد، عَنْ حُمَيد، عَنْ الحسن» .
(4) قوله: «عن حماد» سقط من (ف) . وحمَّاد هو: ابن سَلَمة.
(5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «فإذا» .
(8) في (ك) : «فَلْيَسْنُنْ» ، وفي رواية أبي يعلى: «فَلْيَسُنَّ» بالسين المهملة. والسَّنُّ: هو الصَّبُّ المُتَّصِل، والشَّنُّ: الصَّبُّ المُنقطِع. انظر "النهاية" (2/507) .
(6/291)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) (2) ، وَهُوَ الصَّحيحُ.
2536 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بن حسَّان، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في عِرْقِ النَّسا (4) .
فقلتُ: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَد بْنِ سِيرين، عَنْ رجلٍ من الأنصار، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالا: الصَّحيحُ حَدِيثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة.
2537- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ،
عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (6) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بني سعد بن [هُذَيْم] (7) ، عن أبيه، عن
_________
(1) قوله: «حميد» سقط من (ك) .
(2) من قوله: «وهو أشبه ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (2264) .
(4) تقدم تفسير «النَّسا» في المسألة رقم (2264) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/434) تعليقًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ ابن خزامة، عن أبيه. كذا فيه: ابن خزامة.
وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (2/271) أن يزيد بن زريع رواه عن عبد الرحمن ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي خزامة، عن أبيه.
(6) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «حذابة» ، وفي (ش) : «حدابة» ، وضبطها في (ف) : «خُزامة» .
(7) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «هريم» بالراء بدل الذال. وانظر "الجرح والتعديل" (9/139) ، و"التاريخ الكبير" (8/434 رقم361) ، و"تهذيب الكمال" (33/279) ، و"التقريب" (8077) .
(6/292)
النبيِّ (ص) - فِي الدَّواء -: إِنَّ لَنَا أَدْوِيَةٌ نَتَداوى بِهَا؟
فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ حمَّاد؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (2) أَحَدِ بَنِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وأخطأ فيه أيضا سُفْيَان بْن عُيَينة (3) ،
فَقَالَ: عَنِ
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في = = "المسند" (3/421 رقم 15473) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2611) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وأحمد أيضًا (3/421 رقم 15474) ، والحاكم في "المستدرك" (4/199) ، والبيهقي في "السنن" (9/349) من طريق عمرو بن الحارث المصري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/412) ، والحاكم (4/199) ، والبيهقي (9/349) من طريق يونس بن يزيد، وابن طهمان في "مشيخته" (86) من طريق عباد بن إسحاق، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2610) من طريق صالح بن كيسان، جميعهم عن الزهري، به.
(2) في (أ) و (ك) : «حزامة» بالحاء، ولم يتضح في (ش) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15472) عنه، به.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2065 و2148) عن سعيد بن عبد الرحمن، وابن ماجه في "سننه" (3437) من طريق محمد بن الصبَّاح، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وقد اختُلِف فيه على ابن عيينة فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15475) ، وفي "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) من طريق الحسين بن محمد ويحيى بن أبي بكير، والترمذي في "جامعه" (2065) من طريق ابن أبي عمر، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/270) من طريق علي بن المديني، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه.
قال الإمام أحمد: «وهو الصَّواب» .
وقال الترمذي: «وقد روي عن ابن عيينة كلتا الروايتين، فقال بعضهم: عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، وقال بعضهم: عَنِ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أبيه، وقد روى غيرُ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه، وهذا أصحُّ، ولا نعرف لأبي خزامة غير هذا الحديث» . وقال في الموضع الثاني برقم (2148) : «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري، وقد روى غيرُ واحد هذا عن سفيان، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عن أبيه، وهذا أصحُّ» .
(6/293)
الزُّهري، عَنِ ابْن (1) أَبِي خِزامَة (2) ، عَنْ أَبِيهِ.
قَالا: وإنما هو: عَنْ أَبِي خِزامَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (4) .
2538 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن عبد العزيز الأُوَيْسيّ (5) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن سفيان الثَّوري، عن
_________
(1) ضبب عليها في (ف) .
(2) في (ت) : «خزابه» ، وفي (أ) و (ش) : «خرامه» .
(3) في (أ) : «حزامه» ، وفي (ش) : «خرامه» .
(4) قال الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) : «والحديث إنما يروى عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، رواه يونس والزبيدي - يعني محمد بن الوليد- وهو أصحُّهما» . وقال الدارقطني في "العلل" (2/251) : «روى هذا الحديث الزهري، عن أبي خزامة بن يعمر، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب، وقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، ولم يتابعَ عليه» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 794) : «والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه» .
(5) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن ذكر القسم الأول من الحديث الدارقطني في "العلل" (3/198 و6/180) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الثَّوري، به. وقد اختُلف في هذا الحديث على الثوري:
فأخرج القسم الأول منه أبو نعيم في "الحلية" (4/370-371) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 رقم 17098) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1533) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/370) من طريق روح بن عبادة، وأحمد أيضًا (4/122 رقم 17107) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (17/236 رقم652) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود ومحمد ابن يوسف الفريابي، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/69) من طريق يحيى بن سعيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، به. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة كما سيأتي. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/383 و405 رقم 23254 و23441) ، والبزار في "مسنده" (2835) ، وابن حبان في "الثقات" (8/237) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/371) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/135-136) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/67-68) من طريق أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، وأبو نعيم في "الحلية" (8/136-137) = = من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ربعي، عن حذيفة، به.
وأما القسم الثاني في الحديث، وهو قوله: «ويأتيك بالأخبار ... » ، فلم نقف على من أخرجه عن حذيفة، ولا عن أبي مسعود، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/31 رقم 24023) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (867) ، والترمذي في "جامعه" (2848) من حديث عائشة خ. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح» . ولفظ الحديث كما في "المسند" عَنْ عَائِشَة قَالت: «كَانَ رَسُولُ الله (ص) إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِقَولِ طَرَفَةَ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ» ، وفي "جامع الترمذي" قالت: «كان يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَتَمَثَّلُ وَيَقُولُ ... » ، ونحوه في "الأدب المفرد".
(6/294)
مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِمَّا (3) أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كلام النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ.
وَكَانَ رسولُ الله (ص) يقول:
_________
(1) هو: ابن المعتمر.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «خراش» بالخاء المعجمة.
(3) في (ك) : «إنما» بدل: «إن مما» .
(6/295)
.....................
ويَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (1) .
قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ رِبْعِيٍّ، عن أبي مسعود،
_________
(1) هذا عَجُزُ بيتٍ من الطويل، وهو لطرفةَ بن العَبد؛ كان النبي (ص) يتمثَّل به، كما تقدم في التخريج، وهو في آخر معلَّقته المشهورة، التي مطلعُها:
لخَولَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تَلُوحُ كَباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
والبيتُ بتمامه:
سَتُبْدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وهو في "ديوان طرفة" بشرح الأعلم الشَّنْتَمَري (ص85) ، و"شرح القصائد السَّبع الطِّوال الجاهليات" لأبي بكر بن الأنباري (ص 230) ، و"لسان العرب" (2/157) ، و (5/351) ، و"تاج العروس" (5/150- رجز) .
وأما عن تمثُّل النبي (ص) بالرجز والشعر، فقد ذكر الحربي - فيما نقله عنه ابن الأثير في "النهاية"- أنه لم يبلغه أنه جرى على لسان النبي (ص) من ضروب الرجز إلا ضَرْبان: المنهوك، والمشطور؛ ولم يَعُدَّهما الخليلُ شِعْرًا؛ فالمنهوك كقوله:
أنا النبيُّ لا كَذِبْ
أنا ابنُ عبدِ الْمُطَّلِبْ
والمشطور كقوله:
هل أنتِ إلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ
فأمَّا القصيدةُ فلم يَبْلُغني أنه أنشَدَ بيتًا تامًّا على وزنه؛ إنما كان يُنْشِدُ الصدر أو العجز (كما وقع هنا) ؛ فإنْ أنشده تامًّا لم يُقِمْهُ على ما بُنِيَ عليه؛ فقد أنشد ذات يوم [من المتقارب] :
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْـ
ـدِ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَةَ
فقالوا: إنما هو: بين عيينةَ والأقرعِ، فأعادها: بين الأقرع وعيينة، فقام أبو بكر فقال: أشهد أنك رسولُ الله، ثم قرأ: [يس: 69] {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} ، والرجز ليس بشعر عند أكثرهم.
وانظر: "النهاية" (2/199 - 200) ، و"الفائق" (2/57) ، و"فيض القدير" (5/98 و202) ، و"تحفة الأحوذي" (8/114) .
(6/296)
عن النبيِّ (ص) (1) ، كلامَ الأَوَّلِ (2) ، وَالثَّانِي لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ؛ يَعْنِي (3) : وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (4) .
2539 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدامَة بْنُ محمَّد بْنِ قُدامة (5) المَديني الخَشْرَمي (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَيبة بْنِ تَميم الطَّائفي،
_________
(1) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 و122 رقم 17090 و17098 و17108) ، والبخاري في "صحيحه" (3484) من طريق شعبة، والبخاري أيضًا (3483 و6120) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن منصور، عن ربعي، به.
(2) في (ك) : «الأولى» . وقوله: «كلامُ الأوَّل» كذا ورد في النسخ، والجادَّة: «الكلامُ الأوَّلُ» ، على الوصف، لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب يجيز إضافة الموصوف إلى صفته؛ وهو قول الكوفيين، وتقدَّم بيان ذلك في المسألة رقم (505) .
(3) قوله: «يعني» سقط من (ك) .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (3/198) : «والصَّواب: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أبي مسعود الأنصاري، وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، = = عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، ووهم أيضا، وقال أبو مالك الأشجعي: عن ربعي، عن حذيفة، وحديث أبي مسعود هو الصَّواب» .
وقال (6/180) : «والصَّحيح حديث منصور عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «هذا الحديث خطأٌ، ويقولون: إن الخطأ فيه من أبي مالك الأشجعي، ورواية منصور عندهم صواب رواها شعبة والثوري وشريك وغيرهم: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ عَنْ أبي مسعود الأنصاري، ولا يصح ُّ في هذا الحديث عندهم غيرُ هذا الإسناد، وإنما هو لربعيِّ بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو، عن النبي (ص) ، وليس لربعيٍّ، عن حذيفة» .
وقال الحافظ في"الفتح" (6/523) : «وليس ببعيد أن يكون ربعيٌّ سمعه من أبي مسعود ومن حذيفة» .
(5) في (ش) : «رواه قدامة بن قدامة بن قدامة» ، وقوله: «بن محمد بن قدامة» مكرر في (ت) و (ك) .
(6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2055 و3505/كشف الأستار) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (771 و772) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/83) ، وابن عدي في "الكامل" (6/51) .
وأخرج الحديث الأول دون الثاني: الطبرانيُّ في "الكبير" (11/149 رقم 11445) ، وأخرج الثاني دون الأول: البيهقيُّ في "الشعب" (7978) .
وجاء عند العقيلي: إسماعيل بن شبيب بدل: إسماعيل ابن شيبة، وكلاهما صحيح كما في "لسان الميزان" (1302) .
(6/297)
عن عبد الملك بْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلنَّارِ (1) بَابٌ لا يَدْخُلُهُ إِلاَّ مَنْ شَفَى غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ.
قال: وقال رسولُ الله (ص) : مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، والحِلْمُ، والحِجَامَةُ، والسِّوَاكُ، [والتَّعَطُّرُ] (2) ، وكَثْرَةُ الأَزْوَاجِ؟
فقال أبو زرعة: مُنكَرٌ كِلَى (3) الحديثَين.
2540 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ (4) عَدِي (5) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِيَاث، عَنِ لَيث (6) ، عَنْ عَطاء (7) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس،
_________
(1) في (ك) : «النار» .
(2) في (ك) : «والعطر» ، وفي بقية النسخ: «والمعطر» . والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (11445) ؛ فإنه أخرج الحديث من طريق قدامة بن محمد.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كِلاَ» بالألف، لكنَّ مجيئَه بالياء جارٍ على أن الألف في «كِلاَ» أميلت نحو الياء، بسبب كسرة الكاف قبلها، ولذا رسمت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة، وتجدُ نحو ذلك في "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/41-42) . وانظر الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) .
(4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(5) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ الطبراني في "الكبير" (11/63 رقم 11094) من طريق الحسن بن حماد سجادة، عن حفص بن غياث، به.
(6) هو: ابن أبي سُلَيم.
(7) هو: ابن أبي رَباح.
(6/298)
رفعَهُ؛ قَالَ: إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشَاءِ (1) ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَنْتَشِرُ (2) فِيهَا الشَّيَاطِينُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
2541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي (4) ،
عن عبد الصَّمد بْنِ سُلَيمان الأَزْرَقِ، عَنْ خَصِيب ابن
_________
(1) فَحْمَةُ العِشاء: هي إقبالُه وأوَّلُ سَوادِه، ويقال للظُّلْمة التي بينَ صَلاتَي العِشاء: الفَحْمَة. انظر "النهاية" (3/417) .
(2) في (ش) : «تنشر» ، وفي (ك) : «تتبشر» .
(3) يعني: من حديث ابن عباس، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم (2012 و2013) من حديث جابر ح.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/244 رقم 801) .
وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" (ص 65) من طريق جعفر بن حميد وسويد بن سعيد، كلاهما عن عبد الصَّمد ابن سليمان البصري، عن الخصيب بن جحدر، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/83) ، وابن عدي في "الكامل" (3/69) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (625) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 65 و66) من طريق الربيع بن مسلم، عن الخصيب بن جحدر، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة.
= ... وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) ، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (504) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة.
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "المدخل للسنن" (766-767) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2666) ، البيهقي في "المدخل للسنن الكبرى" (764) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قال أبو عيسى: «هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم، وسمعتُ محمد بن إسماعيل [البخاري] يقول: الخليل ابن مرَّة منكرُ الحديث» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عن علي بن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هريرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/169 رقم 2825) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) من طريق الخصيب بن جحدر، عن عبيد الله بن جحدر، عن عبيد الله بن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس.
(6/299)
جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا كَانَ يشهَدُ حديثَ النبي (ص) (2) وَلا يحفظُ، فَيَسْأَلُنِي فأحدِّثه، فَشَكَا إلى رسول الله (ص) قِلَّةَ حِفظِه، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ؛ يَعْنِي: الْكِتَابَ (3) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخَصِيبٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2542 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي سَلَمة، عن مُعاذ بن عبد الله بْنِ خُبَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى، والصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الغِنَى، وطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيْم ِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه، ولعَمِّ صُحبَة (5) . هـ
_________
(1) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(2) قوله: «وسلم» مكرر في (ك) .
(3) «الكتاب» هنا مصدرٌ بمعنى: الكتابة.
(4) في (ك) : «حبيب» .
(5) واسمه: عُبَيد بن معاذ. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (44) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ بن عبد الله، عن عبد الله ابن خبيب، عن عمه.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/69 رقم 16643 و5/372 رقم 23158) من طريق أبي عامر العَقَدي، والبخاري في "الأدب المفرد" (301) ، وفي "التاريخ الكبير" (5/22) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (2/3) ، والبيهقي في "الشعب" (1188) من طريق سليمان بن بلال، وابن ماجه في "سننه" (2141) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2566) من طريق خالد بن مخلد، والروياني في "مسنده" (1472) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/450-451) من طريق عبد الله بن مسلمة، أربعتهم عن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ، به.
(6/300)
2542/أ - وحدَّثنا أبو محمَّد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ الحَكَم بْنِ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا حدَّثنا الحَكَم، والحَرَّانيون يَروونَ هَذَا الحديثَ، يُدخلون بَيْنَ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر: الحسنَ بْنَ عُمارة (2) .
_________
(1) قوله: «وحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2775) ، ونقلها ابن الملقن في "البدر المنير" (6/ل13/أ) بتصرف.
(2) لم ينفرد الحكم بن موسى بروايته عن محمد بن سلمة على هذا الوجه، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (140) من طريق أبي أيوب سليمان بن عمرو الرَّقي، والنسائي في "سننه" (3986) من طريق محمد بن = = معاوية بن مالج، والطبراني في "الكبير" (ق317/أقطعة من الجزء المفقود من مسند ابن عمرو) ، وفي "الأوسط" (4349) ، وفي "الصغير" (594) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، ثلاثتهم عن محمد بن سلمة، به، ليس فيه ذكرٌ للحسن بن عُمارة.
قال الدارقطني في "الأفراد" (201/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن مهاجر، عنه» .
(6/301)
2543- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (1) وأبو عُبَيدالله بن (2) أَخِي ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ،
عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيد بْنِ هَانِئٍ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي سعيد الغِفاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: سَيُصِيبُ أُمَّتِي دَاءُ الأُمَمِ، قَالُوا: وَمَا داءُ الأُمَمِ؟ قَالَ: الأَشَرُ (5) ، والبَطَرُ (6) ، والتَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا، والتَّبَاغُضُ، والتَّحَاسُدُ؛ حَتَّى يَكُونَ البَغْيُ، ثُمَّ يَكُونَ الهَرْجُ (7) ؟
فَقَالَ أبي: إنما هو: أبو سعد (8) الغِفَاريُّ.
ثم ذكرتُه (9) لعليِّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد؟ قَالَ: حدَّثنا أحمد بن
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(2) في (أ) و (ش) : «وأبو عبيد بن» .
(3) هو: أحمد بن عبد الرحمن، ولقبه: بَحْشَل.
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (9/23 رقم 9016) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المستدرك" (4/168) من طريق محمد بن عبد الله، كلاهما عن ابن وهب، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي سعيد الغفاري إلا أبو هانئ» .
(5) الأَشَرُ: هو البَطَر، وقيل: هو أشدُّ البَطَر. "النهاية" (1/51) .
(6) ضبب عليها في (ف) ، والبَطَرُ: هو الطُّغيانُ عند النِّعمة وطُولِ الغِنى. "النهاية" (1/135) .
(7) الهَرْجُ: القِتالُ والاختِلاطُ. "النهاية" (5/257) .
(8) كذا في (ف) ، وضبَّب عليها الناسخ، وفي (ش) و (ك) : «سعيد» ، وكذا كان في (أ) و (ت) ، ثم صُوِّبت. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (9/36 رقم314) ، و"الجرح والتعديل" (9/379 رقم1764) ، و"تعجيل المنفعة" (1282) .
(9) القائل هو: ابن أبي حاتم.
(6/302)
صَالِح، عَنِ ابْن وَهْب، فَقَالَ: أَبُو سَعِيد الغِفاري.
2544 - قَالَ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ [شُعبة] (2) ، عَنْ أبي إسحاق (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قَالَ لابْنِهِ سُلَيمان (4) : يَا بُنيَّ، كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تزرعُ كَذَلِكَ تَحصُِدُ، وَلا تَعِدَنَّ أَخَاكَ مَوْعِدًا (5) ثُمَّ تُخْلِفَهُ؛ فإنَّ ذَلِكَ يُورثُ بَيْنَكَ وبينَه عَدَاوَةً، وَاعْلَمْ أنَّ خُطْبة الأحمَق فِي المَلأ كالمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، مَا أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الغِنَى! وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالةُ بَعْدَ الهُدى؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن (6) عبد الرحمن بْنِ أَبْزى فقَطْ: أنَّ دَاوُدَ قَالَ، لَيْسَ فِيهِ أَبُوهُ (7) .
2545 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (9) ، عن عبد الله بن
_________
(1) قوله: «قال» من (أ) و (ش) فقط. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1190) .
(2) في جميع النسخ: «سعيد» ، والتصويب مما تقدم في المسألة رقم (1190) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) قوله: «لابنه سليمان» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «موعودًا» .
(6) قوله: «عن» سقط من (ش) .
(7) أي: ليس لأَبْزى والد عبد الرحمن ذِكرٌ في الإسناد.
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (2431) . وانظر المسالة رقم (2172) .
(9) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو الطاهر في "جزئه" (114) .
وأخرج الحديث العقيلي في "الضعفاء" (4/192) ، وابن حبان في "الثقات" (9/172) ، والطبراني في "الأوسط" (5641) من طريق منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (2431) .
(6/303)
سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال لي رسولُ الله (ص) : يَا بَا (2) هُرَيْرَةَ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ عَطاء، عَنِ النبيِّ (ص) .
2546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو داود الطَّيالسي (4) ،
عن
_________
(1) هو: ابن أبي رَباح.
(2) في (ك) : «يا أبا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وله وجه في العربية تقدَّم بيانه في التعليق على المسألة رقم (1781) .
(3) تقدمت روايته في المسألة رقم (2431) مسندة بذكر أبي هريرة.
(4) في "مسنده" (1407) من رواية يونس بن حبيب، عنه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/134) . ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) . وقد اختُلِف فيه على الطيالسي، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا عن محمود بن غَيلان، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عبدة بن حزن النَّصري، وهذا الذي رجَّحه أبو حاتم كما سيأتي في نهاية المسألة. وأخرجه البخاري أيضًا (6/113) تعليقًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/84) من طريق محمد بن بشار بُندار، عن أبي داود الطيالسي وابن أبي عدي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن نصر ابن حزن.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (577) ، وفي "التاريخ الكبير" (6/113) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (11324) من طريق إسماعيل ابن مسعدة، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبدة بن حزن. جاء في "التاريخ الكبير" وعند النسائي: «عن ابن حزن» .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا من طريق عثمان بن جَبَلة، عن شعبة، وأيضًا (6/114) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، كلاهما - شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبيدة بن حزن.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن النَّصري، وأيضًا (17/83-84) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبدة بن حزن النصري. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/126) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد" (1177) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: بلغنا أن النبي (ص) قال ... فذكره.
(6/304)
شُعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَن بِشْر بن حَزْن [النَّصْرِي] (2) ؛ قَالَ: افْتَخَرَ أصحابُ الإبِل وَالْغَنَمِ عند النبيِّ (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : بُعِثَ دَاوُدُ النبيُّ (3) (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَم ٍ، وبُعِثَ مُوسَى (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أَنَا وأَنَا أَرْعَى غَنَمًا (4) لأَهْلِي بِجِيَادٍ (5) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَبْدَة بْنُ حَزْن.
2547 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع (6) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ (7) عُمَرَ الجُمَحي، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (8) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ؛ الَّذِي
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) في جميع النسخ: «البصري» ، والتصويب من "مسند الطيالسي" ومصادر التخريج، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/112-114) ، و"الجرح والتعديل" (2/354) ، و (6/89) .
(3) قوله: «النبي» ليس في (ك) .
(4) قوله: «غنمًا» سقط من (ف) .
(5) جِيادٌ: موضعٌ بمكَّة يَلي الصَّفا، ويقال له «أَجْيادٌ» أيضًا. انظر "معجم البلدان" (جياد 2/195) و (أجياد 1/104-105) .
(6) روايته أخرجها في "الزهد" (302) .
وأخرج الحديث ابن أبي الدنيا في "الصمت" (723) من طريق أبي قتيبة، عن نافع ابن عمر، به.
(7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(8) هو: عاصم بن سفيان الثقفي.
(6/305)
يَتَخَلَّلُ (1) بِلِسَانِهِ (2) كَمَا تَتَخَلَّلُ (3) البَقَرُ بِلِسَانِهَا.
فقلتُ لأَبِي: أَلَيْسَ حدَّثْتَنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (4) ، وَسَعِيدِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؟
فقال: نعم (6) .
_________
(1) المثبت من (ت) ، وأهملت الياء في بقية النسخ.
(2) قال ابن الأثير: هو الذي يتَشَدَّقُ في الكلام ويُفخِّم به لسانَه، ويلُفُّه كما تلُفُّ البقَرةُ الكلأَ بلسانها لفًّا. "النهاية" (2/73) .
(3) في (ت) و (ك) : «يتخلل» ، وأهملت الياء في بقية النسخ؛ فتحتمل الفوقية والتحتية وهما صحيحان من جهة العربية؛ لأنَّ «البقَرَ» اسم جنس جمعي، ويجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، لكن آثرنا التأنيث لقوله بَعدُ: «بلسانها» .
(4) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26288) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/165 رقم 6543) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/187 رقم 6758) من طريق أبي كامل المظفر بن مدرك، ويونس بن محمد، وأبو داود في "سننه" (5005) من طريق محمد بن سنان الباهلي، والترمذي في "جامعه" (2853) ، وفي "العلل الكبير" (643) ، والبزار في "مسنده" (2452) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (302) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (9/27 رقم 9030) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 102) من طريق خالد بن نزار، والطبراني (5/205 رقم 5091) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق سريج بن النعمان وقرن معه البيهقي يونس بن محمد، جميعهم عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، به.
(6) قوله: «نَعَمْ» جوابُ: «أليس» ، والأكثرُ والأحسنُ: أن يكون جوابها: «بلى» . غيرَ أن الجواب بـ «نعم» جائزٌ في مثل هذا الموضع على قِلَّة؛ لأن الاستفهامَ المتقدم على النفي في «أليس» استفهامٌ تقريريٌّ، أي: كأن السائل قال: «لقد حدثتنا عن أبي الوليد ... » ، فالكلامُ في معناه: إيجابٌ؛ فمن هنا ساغ الجوابُ بـ «نَعَمْ» .
وقد ذهب جماعةٌ من متقدِّمي النحاة ومتأخِّريهم إلى: أن النفيَ إذا سُبِقَ باستفهام، فإن كان الاستفهامُ على حقيقته، أي: استفهامًا عن النفي، فجوابُه: كجوابِ النَّفْي المجرَّد من الاستفهام، أي: تدخلُه «نعم» لتقرير النفي، وتدخلُه «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات. وإن كان الاستفهامُ تقريريًّا، أي: يُراد به تقريرُ ما بعد النفي، فالأكثر الغالبُ أن يُجابَ بما يُجابُ به النفيُ، أي: «نعم» لتقرير النفي، و «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات؛ مراعاةً للفظه، ويجوز عند أَمْن اللَّبْس أن يُجابَ بما يُجابُ به الإيجابُ، أي: «نعم» في الحالتين مراعاةً لمعناه.
انظر "خزانة الأدب" للبغدادي (11/201) ، و"الدر المصون" (5/326) ، و"مغني اللبيب" لابن هشام، بتحقيق وشرح د. عبد اللطيف الخطيب (4/302) ، ومظانُّ المسألة في حواشي المحقِّق.
(6/306)
وقال: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) ، قَصَّر وَكيع (2) .
2548 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف فِيهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (4) :
فَرَوَى فِطْرُ بنُ خَليفة، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ، لَذَلَّ (5) البَاغِي مِنْهُمَا.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لكنَّ يخرَّج ما في النسخ على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) .
(2) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم له طريقًا عن عبد الله إلا هذا الطريق» .
وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إن نافع بن عمر يقول: عن عبد الله بن عمرو، ومرة يقول: أراه عن عبد الله بن عمرو. قال محمد: وأرجو أن يكون محفوظًا» . اهـ.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (2189) ، وقد نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/123) .
(4) مشهور بكُنيته، ومختلفٌ في اسمه، فقيل: زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك.
(5) كذا في جميع النسخ، وصوابه: «لَدُكَّ» كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (2189) .
(6/307)
وَرَوَاهُ الثَّوري (1) ، وَإِسْرَائِيلُ (2) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) ؟
فَقَالَ أَبِي: حديثُ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَولَهُ، أصحُّ (4) .
2549 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوي - خَتَنُ ابْنُ مَنيع (5) - عَنْ دَاوُدَ بن عبد الحَميد الْكُوفِيِّ - نزيلِ المَوْصِل- عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس المُلائي، عَنْ عَطِيَّة (6) ، عن أبي سعيد
_________
(1) تقدم تخريج رواية سفيان الثوري هذه في المسألة رقم (2189) .
(2) هو: ابن يونس. ولم نقف على روايته هذه.
(3) يعني: موقوفًا عليه.
(4) يعني: أصحُّ عن أبي يحيى القَتَّات، ولا يلزم منه صحَّةَ الحديث؛ لأن أبا يحيى القَتَّات هذا ضعيف.
(5) هو: ابن عم أحمد بن منيع، والخَتَنُ: الصِّهْرُ، وكذا قرابة المرأة، من أبٍ وأخٍ وغيره. انظر "النهاية" = = (2/10) ، و"لسان العرب" (13/137-138) . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (142/كشف الأستار) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 165 رقم 5) .
ومن طريق البزار أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/105) .
وأخرجه البزار (141/كشف الأستار) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/602 رقم746) من طريق عطاء بن يسار، وأبو عمرو المديني في "جزء فيه قول النبي (ص) : نضر الله امرأ ... " (15) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1302) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/87) من طريق أبي نضرة المنذر ابن مالك، كلاهما عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
قَالَ أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، تفرَّد به إسحاق، عن داود» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (274/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به داود بن عبد الحميد، عن عمرو بن قيس، عنه» .
(6) هو: ابن سعد العَوْفي.
(6/308)
الخُدْري، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ فِي حجَّة الوَداع: نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا (1) ؛ [فَبَلَّغَهَا] (2) كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ... ، الْحَدِيثَ؟
فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) .
2550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي المِقْدام (6) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا أَتَاكُمُ الزَّائِرُ، فَأَكْرِمُوهُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
2551 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيم (9) ، عن عبد الله
_________
(1) في (ك) : «فراعاها» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه، وقد استدركناه من بعض المصادر.
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) قيد أبو حاتم النكارة بهذا الإسناد، وأما الحديث فقد أخرجه البخاري (1741) ، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة ح.
(5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 115) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (763) .
(6) هو: هشام بن زياد.
(7) ذكر العراقي في "تخريج الإحياء" (2/9) حكمَ أبي حاتم على هذا الحديث.
(8) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/197-198/المطبوع) بتصرف.
(9) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/201) في ترجمة عبد الله بن محمد بن زاذان. وقال: «له أحاديثُ غير محفوظة» .
وأخرجه أبو داود في "سننه" (50) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، به.
(6/309)
بْنِ محمَّد بْنِ زَاذَانَ المَديني، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَسْتَنُّ (1) وَعِنْدَهُ رَجُلانِ (2) ، فأُوحيَ إِلَيْهِ: أَنْ كَبِّر (3) . وأَعطى السِّوَاكَ - حين فَرَغَ -[أَكْبَرَ] (4) الرجلَين؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عُروَة: أنَّ (5) النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) ، وعبدُاللهِ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2552 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه داودُ ابنُ رُشَيد (7) ، عن
_________
(1) الاسْتِنانُ: استعمالُ السِّواك، وهو افتعالٌ من الأسنان، أي: يُمِرُّه عليها. "النهاية" (2/411) .
(2) في (ك) : «رجلا» .
(3) في رواية أبي داود: «أن كبِّر، أَعْطِ السِّواكَ أكبرَهُما» .
(4) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، ولابد منه، وقد استدركناه من بعض مصارد التخريج.
(5) في (ش) : «عن» ، وكذا في "البدر المنير".
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها معمر في "جامعه" (19604) عن هشام بن عروة، به. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6352) ، وابن عدي في "الكامل" (6/402) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8920) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/316 رقم 6509) من طريق عبدة بن عبد الرحيم المروزي، وتمام في "الفوائد" (1220/الروض البسام) من طريق محمد بن عثمان أبي الجماهر، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/77) من طريق حاجب بن الوليد، ثلاثتهم عن بقية، به.
= ... وأخرجه ابن عدي (4/179) من طريق عبد الله بن جعفر - والد عليِّ بن المديني - عن أبي الزبير، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي الزِّناد إلا معاوية بن يحيى، تفرَّد به بقية، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» .
(6/310)
بَقِيَّة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (1) ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ، فَعُطِسَ عِنْدَهُ (2) ؛ فَهُوَ حَقٌّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ (3) .
2553 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَبُو عَوانة الْكُوفِيُّ (5) ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ سَلْم [البَزَّاز] (6) ، عن محمَّد بن ربيعة
_________
(1) هو: أبو مطيع الأطرابلسي.
(2) كذا لفظ الحديث هنا وفي مصادر التخريج، عدا الموضع السابق من "الكامل" ففيه: «إذا عَطَسَ أحدُكم عند حديث، كان حقًّا» ، ويحتمل ما هنا وجهين:
الأول: ببناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله: «فَعُطِسَ» ، أي: فعطَسَ عاطسٌ عند المحدِّث أو التحديث. والثاني: ببناء الفعل للفاعل: «فعطَسَ» ، أي: فعطَسَ المحدِّث عند تحديثه بالحديث.
(3) قال الدارقطني في"الأفراد" (297/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّناد، عن الأعرج» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهو منكر عن أبي الزناد» .
وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا حديث باطلٌ، تفرَّد به معاوية بن يحيى» .
(4) انظر المسألة رقم (2532) .
(5) لم نعرفه، ولم نقف على روايته، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/177) من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلابِيِّ، به.
ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1243) .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث يعرف بشيخ يقال له: الخليل بن سلم الباهلي كوفي، رواه عن محمد بن ربيعة، ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه، سرقه منهما أبو ميسرة الهَمَذاني هذا» .
(6) في جميع النسخ: «القزاز» ! والتصويب من "الجرح والتعديل" (3/381 رقم1740) ومصادر ترجمته.
(6/311)
الكِلابي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ عَطاء (2) ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ أَبِي قَتادة (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي لَيْلَى (5) ، عَنِ الشَّعبي: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) .
2554 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الملك بْنِ مَسْلَمة أَبُو مَرْوَانَ المِصْري (7) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن المُنكَدِر، عن عمِّه
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن أبي رَباح.
(3) من قوله: «بن سلم القزاز ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. وأبو الخليل هو: صالح بن أبي مريم.
(4) هو: الحارث بن رِبْعي الأنصاري ح.
(5) لم نقف عليه مرسلاً من هذا الوجه، وتقدَّم تخريجه عن الشعبي مرسلاً في المسألة رقم (2532) .
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (2/134) ، والطبراني في "الأوسط" (8/375 رقم 8920) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/80) ، والبيهقي في "الشعب" (10368) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1461) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/189-190) ، والبيهقي في "الشعب" (10366) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن محمد بن المنكدر، به. وفي رواية البيهقي: عبد الله بن أبي بكر: بدل محمد بن أبي بكر. قال ابن عدي عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري: «وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات» ، وقال البيهقي: «يأتي بما لا يُتابَع عليه» .
وأخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (3/827) ، والبيهقي في "الشعب" (10367) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، به.
قال الخليلي: «وهذا من حديث سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لا يُعرَف، وإنما الحديث معروف برواية عبد الله بن أبي بكر، عن ابن المنكدر» .
(6/312)
محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال: قَالَ جِبْرِيلُ _ج: قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ (1) : هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي، ولَنْ يُصْلِحَهُ إِلاَّ السَّخَاءُ وحُسْنُ الخُلُقِ؛ فَأَكْرِمُوهُ (2) بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ؟
فسمعتُ أَبِي يقول: حدَّثني عبد الملك بْنُ مَسْلَمة بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ حديثٌ موضوعٌ، وعبد الملك هُوَ: مُضطَربُ الْحَدِيثِ.
2555 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ - فِي كِتَابِي- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَاصِمٍ (4) ،
عَنْ شَبيب بْنِ بِشْر (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن النبيِّ (ص) أنه (6) قال: مَلْعُونٌ
_________
(1) في (ك) : «قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» .
(2) في (ش) : «فأكرموا» .
(3) في (ش) : «عمرو بن عاصم» .
(4) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها الضياء في "المختارة" (6/189 رقم 2203) من طريق عبد الرحمن بن عمر رسته، عنه، به. وليس فيه: «مَنْ أتى بهيمةً» ، أو «مَنْ غيَّر منارَ الأرض» .
وهو منكر بهذا اللفظ والإسناد، وقد أخرج مسلم في "الصحيح" (1370) من حديث علي: « ... ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه يومَ القيامة صرفًا ولا عَدْلاً» . وأخرج مسلم (1978) من حديث علي: «لعن اللهُ من ذَبَح لغير الله، ولعن اللهُ من آوى مُحدِثًا، ولعن اللهُ من لعن والديه، ولعن اللهُ من غيَّر منارَ الأرض» .
(5) في (ف) : «بشير» .
(6) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) .
(6/313)
مَلْعُونٌ (1) مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ (2) ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ (3) مَلْعُونٌ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى بَهِيمَةً، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ (4) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2556 - وسمعتُ أبي ورَأى في كتابي حديثً (5) كتَبَ إليَّ (6) سعيدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُونيُّ الحِمْصي (7) ، عَنْ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ قَيْس بن الرَّبيع، عن عبد السلام بْنِ حَرب، عَنْ خُصَيف الجَزَري، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم أَنَّهُ قَالَ: أتيتُ رسول الله (ص) وعلَيَّ صَلِيبٌ مِنْ ذَهَب، وَهُوَ يَقْرَأُ سورةَ بَرَاءَةَ، فَقَالَ: اقْطَعْ هَذَا الوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، فقطَعْتُه.
_________
(1) ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «ملعون» الثانية.
(2) أي: انتسب إلى غير أبيه، وقد كانوا يفعلونه في الجاهلية فُنُهيَ عنه، وجُعلَ الولد للفراش. "النهاية" (2/121) .
(3) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «ملعون» هنا.
(4) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (15/166) : «المَنَارُ: العَلَمُ والحَدُّ بين الأَرَضين. ومنَارُ الحَرَم: أعْلامُهُ التي ضَرَبها إبراهيمُ (ص) على أَقْطَار الحَرَمِ ونَوَاحيه، وبها تُعْرَفُ حُدُودُ الحَرَمِ من حُدُود الحِلّ. ويَحْتمل معنى قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ غيَّر مَنَارَ الأرض» ، أراد به: مَنَارَ الحَرَم، ويجوز أن يكون «لعَنَ اللهُ من غيَّر تُخُومَ الأرض» ، وهو أن يَقْتطع طائفة ً من أرض جارِهِ، أو يُحوِّلَ الحَدَّ من مكانه. وروى شَمِرٌ عن الأصمعيِّ: المَنَارُ: العَلَمُ يُجْعلُ للطَّرِيق، أو الحدُّ للأَرَضين مِنْ طين وتُرَاب»
(5) في (ف) : «في حديث» . وفي (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) أي: كَتَبَهُ إليَّ، وحذف الضمير العائد إلى المنعوت، وهو جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(7) في (أ) و (ش) : «السكوني من أهل حمص» . وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (16633) ، وفيه: «غضيف» . وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 219) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ بن الوليد.
(6/314)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عبد السلام بْنُ حَرب (1) ، عَنْ غُطَيف (2) بْنِ أَعْيَن الجَزَري، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2557 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي، عَنْ أَبِي تُمَيْلة (5) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ - يعني السَّكُوني (6)
-، عن
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/106) ، والطبري في "تفسيره" (16632) ، والطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) من طريق مالك بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (3095) ، والطبري في "تفسيره" (16631) من طريق الحسين بن يزيد، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1784 رقم 10057) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/116) من طريق سعيد بن سليمان، والطبراني (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) ، وابن حزم في "الإحكام" (6/283) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ = = الأَصْبَهَانِيِّ، والطبراني (17/92 رقم 218) من طريق يحيى بن الحِمَّاني، جميعم عن عبد السلام بن حرب، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفُه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، غُطَيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث» .
(2) في جميع النسخ: «عطيف» بالعين المهملة، والتصويب من "التاريخ الكبير" (7/106 رقم471) ، و"تهذيب الكمال" (23/117) . وقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/55 رقم315) باسم: «غضيف» بالضاد بدل الطاء.
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (2283) .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» .
(5) في (ت) و (ك) : «علية» . وأبو تُمَيْلَة هذا هو: يحيى بن واضح.
(6) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «السُّكَّري» ، وهو: محمد بن ميمون، فهو الذي يروي عن جابر بن يزيد الجُعْفي، ويروي عنه أبو تُمَيْلَة يحيى ابن واضح؛ كما في "تهذيب الكمال" (4/466) ، و (32/22) ، وترد نسبته في بعض المراجع: «السكوني» ، ولعلها نسبة أخرى له، والله أعلم.
انظر "الكنى" للبخاري (ص91 رقم974) ، و"حلية الأولياء" (8/117) ، و (9/239) ، و "تهذيب الكمال" (31/130) ، و"نصب الراية" (3/442) .
(6/315)
جَابِرٍ - يَعْنِي الجُعْفي -، عَنْ عَدِي بن ثابت، عن زِرِّ ابن حُبَيْش، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال: إِنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَدْ هَجَانِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا هَجَانِي.
وحدَّثنا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ عبد الرحمن السُّلَمي، عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ؛ قال: قال رسولُ الله، (ص) ، مُرسَلً (2) .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ (3) أَبُو جعفر السِّمْناني (4) ؛ قال: نا أَبُو نُعَيم؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بن عبد الرحمن، عَن (5) عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: ثنا محمَّد بن المثنى (6) ؛ قال: ثنا سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب؛ قال: ثنا (7) عيسى بن عبد الرحمن، عَن عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء، عن النبيِّ (ص) بنحوه.
_________
(1) هو: الفضل بن دُكَين.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(*) ... قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط.
(**) ... في (ت) و (ك) : «ثنا» .
(3) في (ف) : «الحضين» .
(4) في (ش) : «النبهاني» .
(5) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(6) تقدم تخريج روايته في المسألة (2283) .
(7) قوله: «ثنا» سقط من (ك) .
(6/316)
وسألتُ أَبِي عن حديثِ سَهْل بْنِ حمَّاد، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن، عَنْ عَدِي، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ عَدِي، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ، مُرسَلاً (2) بلا «براء» .
2558 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ سعيدٍ الأَصْلَع، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ جَرير (5) ، عَنْ جَرير بْنِ عبد الله؛ قال: سألتُ رسول الله (ص) عَنْ نَظْرَةِ الفَجْأة؟ فَقَالَ: غُضَّ بَصَرَكَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يُونُسُ بْنُ عُبَيد (6) ، عَنْ [عَمْرِو] (7) بْنِ سَعِيدٍ (8) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرير، عَنْ جَرير، عَنِ
_________
(1) من قوله: «فقال أبي: هذا ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) في (أ) و (ت) و (ك) : «مرسل» ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) أخرج هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/288) من طريق المصنف. ونقله ابن حجر في "لسان الميزان" (4/54) بتصرف.
(4) في "مسنده" (707) ، ومن طريقه الخطيب في الموضع السابق.
(5) قوله: «بن جرير» سقط من (ك) .
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/358 و361 رقم 19160 و19197) ، ومسلم في "صحيحه" (2159) .
(7) في جميع النسخ: «عمر» ، عدا (ك) ، فالاسم سقط منها كما سيأتي، والتصويب من "الموضح" للخطيب، و"لسان الميزان".
(8) قوله: «عن عمرو بن سعيد» سقط من (ك) .
(6/317)
النبيِّ (ص) (1) .
2559 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ حَبيب، عَنْ أَبِي داود الطَّيالسي (3) ،
عن عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ صَالِحِ بن كَيسان، عن عُبَيدالله بن (4) عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبيب (5) : وحدَّثنا أَبُو (6) دَاوُدَ مرَّة أخرى، عن
_________
(1) والخطأ في هذا الحديث من الطيالسي، فقد قال الخطيب في الموضع السابق: «سعيد الأصلع الذي روى أبو داود الطيالسي حديثه، فأخطأ فيه» .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/337 رقم 2407) من طريق أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جريرًا سأل النبي (ص) .
قال الدارقطني في "العلل" (4/ق 104/أ) بعد أن ذكر اختلافًا آخرَ في هذا الحديث: «والصحيحُ حديث الثوري ومن تابعه عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زرعة، عن جرير» .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2242) و (2332) .
(3) في "مسنده" (999) . ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4809) .
وأخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (5/192-193 رقم 21679) ، وعبد ابن حميد (278) ، وابن حبان في "صحيحه" (5731) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد أيضًا من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (10781) من طريق موسى بن داود، والطبراني في "الكبير" (5/240 رقم 5209) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "الشعب" (4810) من طريق أحمد بن يونس وبقية بن الوليد، والبغوي في "شرح السنة" (3270) من طريق علي بن الجعد، جميعهم، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة المتقدمة برقم (2242) .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) في الموضع السابق من"مسند الطيالسي".
(6) قوله: «أبو» سقط من (ف) .
(6/318)
عبد العزيز الماجِشُوني (1) ، عن صالح، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا الدِّيكَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتادة عن أبيه هاهنا له (2) مَعْنَى، هَذَا كذبٌ، وحديثُ صَالِحٍ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - صحيحٌ.
_________
(1) هو: ابن أبي سلمة المتقدم ذكره. قال الترمذي في "جامعه" بعد الحديث رقم (266) : «وإنما يقال الماجِشُوني؛ لأنه من ولد الماجِشُون» .
(2) «له» هنا توكيد لـ «لابن» ، والمعنى: «لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أبيه ها هنا، ليس له معنًى» ، والله أعلم.
(6/319)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَت فِي الطِّبِّ
2560 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ مُوسَى الأنصاريُّ، عَنْ عاصم بن عبد العزيز، عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارة، عَنْ عبد الله ابن عبد الرحمن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) ذَكَرَ الدَّواءَ؛ فقال: السَّنَا (2) والسَّنُّوتُ (3) فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ (4) ، قالوا: يا رسولَ الله، أمَّا السَّنَا فَقَدْ عَرَفْناه، فَمَا السَّنُّوتُ؟ فَقَالَ: لَوْ شَاءَ اللهُ، لَأَعْلَمَكُمْ؟
فسمعتُ (5) أبي يقول: ليس هو: عبدَاللهِ بنَ عبدِالرحمنِ، أبو طُوَالَة (6) ؛ إنما هو: عبدُاللهِ ابنُ أَبِي طَلْحة (7) ، وَكَانَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ إسحاقُ بنُ مُوسَى بَيْنَ (8) أحاديثَ عاصمِ بنِ عبد العزيز، عن
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «باب علل» .
(2) السَّنا: نباتٌ معروفٌ؛ من الأدوية؛ له حَمْلٌ إذا يَبِسَ وحرَّكته الرِّيحُ سمعتَ له زَجَلاً. الواحدة: سَناة. "النهاية" (2/414-415) . ويسمَّى: السَّنا المكِّي. انظر "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البَيطار (3/36) . وانظر منافع السَّنا وخواصَّه في كتاب "حديقة الأزهار، في ماهيَّة العُشب والعقَّار" للوزير أبي القاسم الغسَّاني (ص 273) .
(3) في (أ) و (ش) : «الستوت» . والسَّنُّوتُ: هو العَسَل، وقيل: الرُّبُّ، وقيل: الكَمُّون. "النهاية" (2/407) .
(4) السَّامُ، بتخفيف الميم: المَوت. "مختار الصحاح" (س وم) .
(5) في (ت) و (ك) : «سمعت» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبا طُوَالة» ؛ لأنه بَدَلٌ من «عبدَاللهِ» ، لكنَّ لِمَا في النسخ وجهين من العربية ذكرناهما في المسألة رقم (22- الوجهين الأول والثالث) .
(7) هو: عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة. والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (4/373 رقم 7577) ، والضياء في "المختارة" (6/237 رقم 2255) من طريق محمد بن عمارة، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
(8) في (ك) : «من» .
(6/320)
محمَّد بن عُمارة، عن عبد الله ابن عبد الرحمن أَبِي طُوالَة.
2561 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ سَهْل الرَّمْلي، عن عليِّ بن عبد العزيز (1) ، عن سُلَيمان بن حَيَّان (2) ، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَم، وَقَالَ: مَنْ تَبَيَّغَ (3) بِهِ الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
2562 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، واختُلِف عَلَى حاتِم:
فَرَوَى النُّفَيلي (5) ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيْد، عن أُمِّه؛ قال (6) :
جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «علي بن عبد العزيز» ، ولم نقف على ترجمته، وقد أخرج الحديثَ الطبري في "تهذيب الآثار" (1/494 رقم 779/مسند ابن عباس) عن مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، عَنْ محمد بن عبد العزيز، عن سليمان بن حيان، به.
ومحمد بن عبد العزيز ذكره المزي ضمن شيوخ موسى ابن سهل الرملي في "تهذيب الكمال" (29/76) ، وذكره ضمن تلاميذ أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان في (26/12) .
(2) في (ك) : «حبان» بالباء الموحدة، ولم ينقط في بقية النسخ. وسليمان هذا هو المعروف بأبي خالد الأحمر.
(3) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2477) .
(4) نقل هذه المسألة السخاوي في "الأجوبة المرضية" (2/506-507) بتصرف.
(5) هو: عبد الله بن محمد بن علي.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادة: «قالت» ؛ كما في "الأجوبة المرضيَّة"، يعني: أُمَّهُ، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على وجهين: الأول: على ما جاء عن العرب من مثل قولهم: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، فالجادَّة: «أبقَلَتْ» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) .
والثاني: على أنَّه من الحَمْلِ على المعنى بتذكير المؤنَّث، والمراد: قال الراوي، وهو هنا أُمَّه، وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(6/321)
فقالت: إنَّ [بِابْنَتي] (1) العُذْرَة (2) ، فَقَالَ: اذْهَبِي فَخُذِي كُسْتًا (3) ، ومُرًّا (4) ، وزَيْتًا، وحَبَّةً سَوْدَاءَ؛ [فَأَسْعِطِيها] (5) ، وتَوَكَّلِي، فَلَمْ تُقِرَّها نَفْسُهَا حَتَّى أَعْلَقَتْ (6) [عليها] (7) ، فقُدِّرَتْ مَنِيَّتُها فِيهِ، فزَمَّلَتها (8) ،
ثُمَّ أتت [بها] (*) رسولَ الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، معصيةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أشرُّ عليَّ (9) مِنْ مُصيبتي [بها] (*) ! فَقَالَ: إِنَّكِ وَالِدَةٌ، لا جُنَاحَ
_________
(1) في جميع النسخ: «بابني» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية".
(2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة له في المسألة التالية.
(3) الكُسْتُ: لغةٌ في «القُسْط» ، وقد تقدم تفسير «القُسْط» في المسألة رقم (2476) .
(4) المُرُّ: دَواءٌ كالصَّبِر؛ سُمِّيَ به؛ لمرارته. "النهاية" (4/316) .
(5) المثبت من (ش) ، ومثله في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «فاستعطيها» . والسَّعُوط: ما يُجعَل في الأنف من الدَّواء. انظر "النهاية" (2/368) .
(6) الإعْلاقُ: معالجة عُذْرَة الصَّبيِّ؛ وهي: وَجَعٌ في حَلْقه ووَرَمٌ تدفعُه أمُّه بإصْبعها. "النهاية" (3/288) .
(7) المثبت من (ش) و (ك) ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «عليهما» .
(8) في (ف) : «فزملتهما» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية".
(
*) ... في جميع النسخ: «بهما» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية".
(9) كذا في جميع النسخ: «أشرُّ» ، وهي أفعلُ تفضيل، والجادة أن يقال: «شَرّ» بحذف الهمزة لكثرة الاستعمال. لكن إثبات الهمزة في «أشرّ» ، ومثلها «أَخْيَرُ» هو لغة بني عامر، وهي لغة نادرة قليلة. ومن شواهدها قراءة قتادة وأبي قلابة وأبي حيوة وعطية بن قيس وأبي جعفر: {مَنِ الكَذَّابُ الأَشَرُّ} [القمر: 26] ، وقد ورد ذلك في الحديث أيضًا؛ ومنه في حديث أبي بكر: «بل أنت أَبَرُّهُمْ وأَخْيَرُهُمْ» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/250) ، و"شرح النووي على مسلم" (7/167) ، و"مرقاة المفاتيح" (10/19) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (3/473) ، و"المصباح المنير" (ص98- خير) ، (ص161 - شرر) ، و"معجم القراءات" (9/231-232) .
(6/322)
عَلَيْكِ، ووافقَ عِنْدَهُ نِسَاءٌ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، [لا] (1) تُعْلِقْنَ عَلَى أَوْلاَدِكُنَّ؛ فَإِنَّهُ قَتْلُ السِّرِّ.
وَرَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله المَدينيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيد، عَنْ جدَّته؛ قَالَتْ: جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رسول الله (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مَا يَرْوِيهِ النُّفَيليُّ أصَحُّ، والنُّفَيْلي أحفظُ، وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (2) ، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف (3) ، واتَّفَقَ روايتُهما (4) عَنْ جَدَّته.
وَتَرْجَمَ (5) فِي كِتَابِ "الوُحْدان": مَا رَوَىٍ (6) جدَّةُ الصَّلْتِ بنِ زُبَيد
_________
(1) في جميع النسخ: «ألا» ، والتصويب من "الأجوبة المرضية".
(2) ذُكر اسمُه قبل قليل هكذا: إبراهيم بن حمزة، وهكذا ترجم له المصنِّف في "الجرح والتعديل" (2/95 رقم 259) ، والذي يظهر أنه يقال له هذا وهذا؛ فإنه ورد في بعض المراجع: «إبراهيم بن أبي حمزة» . انظر "خلق أفعال العباد" للبخاري (ص67) ، و"الأجوبة المرضية".
(3) كذا! ولم يذكر: حاتم بن إسماعيل بينهما.
(4) أي: رواية أبي ثابت محمد بن عُبَيدالله، وإبراهيم بن حمزة، وكانت الجادة أن يقال: «اتفَقَت روايتهما» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ في العربية وإن كان مرجوحًا؛ لأنَّ الفاعل مؤنَّث غير حقيقي، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(5) أي: أبو حاتم الرازي؛ كما بين ذلك السخاوي في "الأجوبة المرضية".
(6) كذا في جميع النسخ، وفي "الأجوبة المرضية": «ما روت» ، وهو الجادَّة المشهورة في العربية؛ لأن الفاعل مؤنَّث حقيقي، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: «قال فلانةُ» ، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1417) .
(6/323)
عن النبيِّ (ص) . قَالَ (1) : إِنَّهُ (2) حكَمَ بالصِّحَّةِ لِمَن رَوَى عَنْ جَدَّة الصَّلْت.
2563 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيرُ بنُ أبي الأَشْعَث (4) وعبد الله بْنُ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (5) ، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بصَبيٍّ لها إلى النبيِّ (ص) بِهِ العُذْرَةُ (6) ، وأنفُهُ يَسيلُ دَمًا.
فَفِي حديثِ نُصَير: فَقَالَ النبيُّ (ص) : خُذِي قُسْطًا هِنْدِيًّا (7) وَوَرْسً (8) ، فَأَسْعِطِيهَا (9) إِيَّاهُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَة: فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا، فَلْتَحُكَّهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لْتُسْعِطْهُ (10) إِيَّاهُ.
_________
(1) أي: ابن أبي حاتم.
(2) في (أ) و (ش) : «إن» .
(3) انظر المسألة رقم (2491) . وقد نقل السخاوي بعض هذه المسألة في "الأجوبة المرضية" (2/505-506) .
(4) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/205-206) . وأخرجه الحاكم أيضًا (4/406) من طريق حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، به.
(5) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(6) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة في آخر هذه المسألة.
(7) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) .
(8) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) في (ت) و (ك) : «فاستعطها» .
(10) في (ت) و (ك) : «لتستعطه» .
(6/324)
وَرَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبَة (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ عائِشَة، عن (2) النبيِّ (ص) ، ولم يذكُر فِيهِ الوَرْسَ؟
فسمعتُ أَبِي يقولُ: الصَّحيحُ: جابرٌ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: العُذْرَةُ: داءٌ (4) يأخُذُ الإنسانَ فِي حَلْقِهِ.
2564 - وسمعتُ أبي: حدَّثنا (5) محمَّدُ ابنُ خَلَفٍ العَسْقَلاني (6) ، عَنِ الفِرْيابي (7) ، عَنْ سُفيان بْنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (8) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: الشَّعْرُ (9) فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَام، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ الفِرْيابيُّ.
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (7585) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه النسائي أيضًا (7584) من طريق إسماعيل بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر: أن امرأةً جاءت إلى رسول الله (ص) ... ، فذكره.
(2) في (ك) : «أن» .
(3) من قوله: «ولم يذكر فيه الورس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) قوله: «داء» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، والمراد: «سمعت أبي يقول: حدَّثنا» على تقدير القول، وحذفُ القولِ كثيرٌ في العربية، وانظر المسألة رقم (473) .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) من طريق عباس الخلال، عن الفريابي، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) .
(7) هو: محمد بن يوسف.
(8) هو: عبد الله.
(9) في (أ) و (ش) : «الشعبي» .
(6/325)
وَقَالَ (1) : قَالَ لِي يَحْيَى بنُ معينُ: «هَذَا حديثٌ كَذِبٌ» (2) ، وجعلَ يَستَعظِمُ زَلَّتهُ فِيهِ! وَقَالَ: «لَوْلا أنَّ الفِرْيابي شيخٌ صَالِحٌ، ولكنِّي أظنُّه يُحمَلُ عَلَيْهِ فِيهِ» (3) .
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ: حدَّثنا (4) بِهِ (5) محمَّد بْنُ عَوْف الحِمْصي؛ قَالَ: حدَّثنا الفِرْيابي ... ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ.
2565 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بِشْر جعفرُ بنُ أَبِي وَحْشِيَّة، واختُلِف عَنْهُ:
فَرَوَى الأعمَشُ (6) ، عَنْ جعفرِ بْنِ إِيَاسٍ- وَهُوَ ابنُ أبي وَحْشِيَّة -،
_________
(1) أي: أبو حاتم، أو محمد بن خلف العسقلاني. وانظر المسألة رقم (1312) .
(2) وفي "تاريخ ابن معين" برواية الدوري (551) : قال ابن معين: «حدث الفِريابي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نجيح، عن مجاهد: الشَّعر فِي الأنفِ أمانٌ مِنَ الجُذام، وهذا حديثٌ باطِلٌ ليس له أصل» .
ومن طريق الدوري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) . وقال الذهبي في "الميزان" (8340) متعقِّبًا قول ابن معين: «قلت: إنما الباطل أن يجعلَه من قول النبي (ص) ، أما أن يكون مجاهدًا قاله فهذا صحيح عنه، رواه عنه عباس الخلال وغيره، عن محمد، وهو ثقة فاضل عابد من جِلة أصحاب الثوري، حديثه في كتب الإسلام» .
(3) كذا! وذكر ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الفريابي عندنا ثقة، ولكن طُنَّ على أذن الشيخ» .
(4) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «وحدثنا» بدل: «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: حدَّثنا» .
(5) قوله: «به» ليس في (ش) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23577) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/10 رقم 11070) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (866) ، والترمذي في "جامعه" (2063) ، وابن ماجه في "سننه" (2156) ، والنسائي في "الكبرى" (10866 و10869) ، وابن حبان في "صحيحه" (6112) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (636) ، والدارقطني في "السنن" (3/63 و64) ، والحاكم في "المستدرك" (1/559) .
(6/326)
عَنْ أَبِي نَضْرَة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: بَعَثَنا رسولُ الله (ص) فِي سَرِيَّة ثلاثونَ رَجُلاً (2) ، فأتَينَا حَيًّا مِنَ الأَحْيَاءِ، وأَرَدْنا مِنْهُمُ الضِّيافَة، فأَبَوا (3) عَلَيْنَا، فتَنَحَّيْنا ناحِيَةً، فَنَزَلْنَا، فلُدِغَ سَيِّدُهم، فأتَونا، فَقَالُوا: أفيكُم (4) مَن يَرْقي؟ قُلْنَا (5) : نَعَمْ، فَأَرَادُوا أَنْ نَرْقِيَه، فَقُلْنَا: لا نَرقيه حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً (6) ؛ قَدْ سألناكُم الضِّيافَة فأَبَيْتُم، فَقَالُوا: لَكُمْ ثلاثونَ شَاةً، فأتيتُه فقرأتُ بأمِّ الْكِتَابِ (7) ، وجعلتُ أمسحُ بِيَدِي حتى بَرِئَ، وأخذنا الشَّاة (8) ،
فقلتُ: وَاللَّهِ، لا آكلُها حَتَّى أسألَ رسولَ الله (ص) ، فأتيتُ رسول الله (ص) فسألتُه، فعَجِبَ! وَقَالَ: كَيْفَ عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! ، قلتُ: شيءٌ جَاءَ على لساني، فقال: كُلُوهَا،
_________
(1) قوله: «عن أبي نضرة» سقط من (ف) . وأبو نضرة هذا هو: المنذر بن مالك.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ثلاثين رجلاً» ، كما في بعض مصادر التخريج، وقد يخرَّج ما في النسخ على إضمار المبتدأ، والتقدير: ونحن ثلاثون رجلاً، والجملة في محل نصب على الحال، والله أعلم.
(3) في (ك) : «فأتوا» .
(4) في (ك) : «فيكم» بحذف همزة الاستفهام.
(5) في (ك) : «قالوا» .
(6) الجُعْلُ: هو الأُجرَة على الشَّيء. انظر "النهاية" (1/276) .
(7) في (أ) و (ش) : «بأم القرآن» .
(8) كذا في جميع النسخ: «الشاة» بالتاء، ولعلَّ الجادَّة أن تكون بالهمزة «الشاء» ، وهي جمع «شاة» ، وعلى الجادَّة ورد في الموضع المذكور من "صحيح ابن حبان"، وفي "مستدرك الحاكم": «الشياه» ، وفي بعض مصادر التخريج الأخرى: «الغَنَم» ..
(6/327)
وَاضْرِبُوا لِي (1) مَعَكُمْ سَهْمًا.
وَرَوَاهُ شُعبة (2) ، وَأَبُو عَوانة (3) ، وهُشَيم (4) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: وَهِمَ فِيهِ الأعمَش؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) (6) .
2566 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن سعيد بن (7)
_________
(1) في (ك) : «إلي» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/44 رقم 11399) ، والبخاري في "صحيحه" (5736) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) .
(3) هو: وَضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2276 و5749) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/2 رقم 10985) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) .
(5) هو: علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد، بضم الدال بعدها همزة مفتوحة.
(6) قال الترمذي في "جامعه" (2064) بعد أن أخرج حديث شعبة، عن جعفر: «وهذا أصحُّ من حديث الأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عَنْ أَبِي بشر جَعْفَر بْن أبي وحشِيَّة، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد» .
وقال ابن ماجه عقب الحديث (2156م) : «والصَّواب هو: أبو المتوكل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2320) : «يرويه أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية واختُلِف عنه، فرواه الأعمش، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أبي سعيد، وخالفه شعبة وهشيم فروياه عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، وهو الصَّحيح» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (4/455) : «والذي يترجَّح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين فحدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا» .
(7) قوله: «ابن» ليس في (ش) .
(6/328)
الأصبَهاني (1) ، عَنْ شَريك (2) ، عَنِ العبَّاس بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) ؟
وسمعتُ أَبِي يقولُ: كَذَا رَوَاهُ ابنُ (4) الأصبَهاني؛ وحدَّثنا (5) عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنْ شَريك (6) ،
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عن الشَّعبي - رفعَه -؛
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/254 رقم 733) ، والدارقطني في "العلل" (4/21/أ) ، والحاكم في "المستدرك" (4/413) . وسقط من إسناد الطبراني والدارقطني: شريك. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3889) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، به.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي.
(3) الحُمَةُ بتخفيف الميم: هي السُّمُّ، وقد تُطلَق على إبرة العَقْرَب. انظر "النهاية" (1/446) .
(4) قوله: «ابن» سقط من (ف) .
(5) قوله: «وحدثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أنا أبو محمد؛ قال: وحدثنا» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب، ويدل على ذلك أمور:
الأول: أن عمرو بن عون توفي سنة (225 هـ) قبل ولادة ابن أبي حاتم التي كانت سنة (240 هـ) أو (241 هـ) .
والثاني: لم يذكر أحد - فيما وقفنا عليه - أن عبد الرحمن بن أبي حاتم يروي عن عمرو بن عون، وإنما ذكر أن الذي يروي عنه هو أبوه أبو حاتم؛ كما في "الجرح والتعديل" (6/252) ، و"تهذيب الكمال" (22/179) .
والثالث: ما جاء مصرَّحًا به في بقيَّة النسخ، أنَّ القائل: «وحدثنا عمرو بن عَوْن» هو أبو حاتم، وهو ما اخترنا إثباته.
والرابع: سياق المسألة؛ فإنَّ أبا حاتم يذكر الرواية التي خالفت رواية ابن الأصبهاني؛ ليبيِّن أن الصواب في رواية شريك: الإرسال. وانظر نظير هذا الإشكال في المسألة رقم (2734) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (3889) ، والبغوي في "الجعديات" (2395) .
وأخرج الحديث الدارقطني في "الأفراد" (ق104/ب/أطراف الغرائب) من طريق كثير بن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عن بريدة، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن غالب تمتام، عن كثير ابن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عنه» .
(6/329)
قَالَ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْول (1) ، عَنْ حُصَين (2) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْران بن حُصَين، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ شُعبة (3) ،
عَنْ حُصَين، عَنِ الشَّعبي، عَنْ بُرَيدة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/436 و438 و446 رقم 19908 و19930 و20010) ، وأبو داود في "سننه" (3884) ، والبزار في "مسنده" (3597) ، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم 588) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) .
وأخرج الحديث الحميدي (858) ، والترمذي (2057) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم587) من طريق عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل، وفي "الأوسط" (2/121 رقم 1449) من طريق شعبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) من طريق إسماعيل بن زكريا، جميعهم عن حصين، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5705) من طريق محمد بن فُضَيْل، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: لا رقيةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أو حُمَةٍ. قال حصين: فذكرته لسعيد بن جُبَير فقال: حدثنا ابن عباس ... ، فذكر حديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة.
(2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (2057) تعليقًا، وابن خزيمة في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" (2/563 رقم2263) . وتقدم أن الطبراني أخرجه من طريق شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعبي، عن عمران.
وانظر كلام الدارقطني في آخر المسألة.
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3513) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/157) من طريق أبي جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى، وابن عبد البر في "التمهيد" أيضًا (23/157) ، وفي "الاستذكار" (27/19-20) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (220) من طريق هُشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشَّعْبِي، عن بُرَيْدَة بن حُصَيب، به موقوفًا عليه، وفيه رواية ابن عباس لحديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة.
(6/330)
قَالَ أَبِي: شُعبة أحفَظُهم (1) ، وَلَيْسَ لِمَا رَوَى ابْنُ الأصبَهاني - مِنْ ذِكْرِ أنسٍ - مَعْنًى؛ لأَنَّ الحفَّاظَ يرسلونَه مِنْ حَدِيثِ شَريك، إِلا أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ شَريك (2) ؛ لأَنَّ ابْنَ الأصبَهاني كَانَ مُتقنًا (3) .
_________
(1) اختُلف على الشعبي في هذا الحديث اختلافًا آخر، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23521) ، والبزار في "مسنده" (3056/كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (851) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي، عن جابر بن عبد الله. وعند ابن أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بعض أصحاب النبيِّ (ص) .
(2) هذا الأظهَر، فقد تابع يزيدُ بن هارون، ابنَ الأصبهاني في روايته عن شريك كما جاء عند أبي داود في الموضع السابق.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (4/20/ب-21/أ) : «يرويه الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عن أنس، قاله شريك عنه. واختُلف عن الشعبي في هذا الحديث، فرواه مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، عن النبيِّ (ص) ، ورواه حصين بن عبد الرحمن، واختُلف عنه: فرواه مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عن الشَّعبي، عن عمران ابن حصين، وقيل: عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْولٍ، عَنْ أبي حصين، [و] كذا الشَّعبي، ولا يصحُّ أبو حصين. ورواه شعبة واختُلف عنه: فقال السري: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين. وقال غيره: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة الأسلمي، عن النبيِّ (ص) . وعن شعبة يرويه عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة موقوفًا. وقال جابر: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عائشة. وقال ابن أبي السفر: عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود قوله، قاله شعبة عنه، والحديث مضطرب» .
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد اختُلف فيه عن الشَّعبي، فقال مُجَالِدٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، وقال الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ: عَنِ الشَّعبي، عن أنس، هكذا رواه يزيد، عن شريك. وقال حُصَيْنٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ» .
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (2/77) : «ورواه غير واحد عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين؛ وهو المحفوظ» .
وقد تقدم في الموضع السابق أن البخاري أخرج هذا الحديث في "صحيحه" من طريق عمران بن حصين موقوفًا عليه، وأن مسلمًا أخرجه من طريق بريدة بن الحصيب موقوفًا عليه.
ولكن يظهر أن البخاري ومسلمًا إنما أخرجا الحديث لأجل رواية ابن عباس التي ليس فيها اختلاف، ورواية حصين عن الشعبي جاءت عرضًا.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/156) : «كذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حصين موقوفًا، ووافقه هشيم وشعبة عن حصين على وقفه، ورواية هشيم عند أحمد ومسلم، ورواية شعبة عند الترمذي تعليقًا، ووصلها ابنا أبي شيبة، ولكن قالا: "عن بريدة"؛ بدل "عمران بن حصين"، وخالف الجميعَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ حُصَيْنٍ، فرواه مرفوعًا، وقال: "عن عمران بن حصين"، أخرجه أحمد وأبو داود، وكذا قال ابن عيينة: "عن حصين"، أخرجه الترمذي، وكذا قال إسحاق بن سليمان: "عن حصين"، أخرجه ابن ماجه. واختُلفَ فيه على الشعبي اختلافًا آخر: فأخرجه أبو داود من طريق العباس بن ذَرِيح - بمعجمة وراء، وآخره مهملة، بوزن عظيم - فقال: "عن الشعبي، عن أنس"، ورفعه، وشَذَّ العباس بذلك، والمحفوظ: رواية حصين، مع الاختلاف عليه في رفعه ووقفه، وهل هو عن عمران أو بريدة؟ والتحقيق أنه عنده عن عمران وعن بريدة جميعًا. ووقع لبعض الرواة عن البخاري قال: حديث الشعبي مرسل، والمسند حديث ابن عباس، فأشار بذلك إلى أنه أوردَ حديث الشعبي استطرادًا، ولم يقصد إلى تصحيحه، ولعل هذا هو السر في حذف الحميدي له من "الجمع بين الصَّحيحين"، فإنه لم يذكره أصلاً. ثم وجدتُ في نسخة الصغاني: "قال أبو عبد الله - هو المصنف -: إنما أردنا من هذا: حديث ابن عباس، والشعبي عن عمران مرسل"، وهذا يؤيد ما ذكرتُه» . اهـ.
(6/331) 
-------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...