الجمعة، 7 يناير 2022

12-ج 18-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العَرْضِ والحِسَابِ

علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العَرْضِ والحِسَابِ

2126 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ (1) بنُ حَبِيب، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد (2) ، عَنِ ابْن (3) حَرْمَلةَ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) (5) ؟
قَالَ أَبِي: أخطأ فيه فَرَجٌ (6) ؛
أُرى أَنَّهُ دخل له حديثٌ في حديث.
_________
(1) في جميع النسخ: «يونس» ، وانظر التعليق آخر المسألة.
(2) هو: القطان.
(3) في (ش) : «أبي» بدل: «ابن» .
(4) هو: عبد الرحمن.
(5) لم يذكر المؤلف _ح متن الحديث، ولم نقف على حديث من رواية يحيى القطان عن ابن حرملة سوى حديثين: أحدهما: أخرجه النسائي في "سننه" (2733) فقال: أخبرنا عمرو بن علي؛ قال ثنا يحيى بن سعيد؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن حرملة؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: حجَّ علي وعثمان، فلمَّا كنا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع، فقال علي: إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا، فلبَّى علي وأصحابه بالعمرة، فلم ينههم عثمان، فقال علي: ألم أخبر أنك تنهى عن التمتع؟ قال: بلى، قال له علي: ألم تسمع رسول الله (ص) تمتع؟ قال: بلى.
وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري (1569) ، ومسلم (1223) من وجه آخر عن سعيد بن المسيب. وأما الحديث الآخر: فسيأتي ذكره في التعليق التالي.
(6) كذا في جميع النسخ، ولم يرد لفرج هذا ذكر في السؤال، فإما أن يكون سقط ذكره وسقط معه متن الحديث، أو يكون متصحِّفًا عن «نوح» ، ويكون الصواب في بداية المسألة: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نوح بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد ... » إلخ. ونوح بن حبيب معروف بالرواية عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وقد روى عنه حديثًا بنحو هذا الإسناد؛ وهو ما أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (13/320) من طريق موسى بن هارون الحافظ، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: سمعت سعدًا يقول: لقد جمع لي رسولُ الله (ص) أبويه يوم أحد. وقال نوح: حدثنا يحيى بن سعيد؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: سمعت سعدًا يقول: لقد جمع لي رسول الله (ص) أبويه يوم أحد. قال موسى بن هارون: حدثنا نوح بهذين الحديثين معًا، أحدهما يتلو الآخر، من كتابه؛ كتبتهما ثم قرأهما علينا في منزلنا. فأما حديث ابن حرملة، فلا أعلم أحدًا رواه غيره، وأما حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيدٍ الأنصاري: فإن جماعة رووه عن يحيى بن سعيد، فيهم شعبة، وزائدة، اتفقوا في إسناده ولم يختلفوا؛ رووه كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ، عن سعيد، عن سعد، وتفرَّد ابن عيينة؛ فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد، عن علي؛ فإن كان ابن عيينة حفظه عن يحيى بن سعيد، فإنه حديث غريب، ويكون الحديث صحيحًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد، عن سعد، وعن يحيى بن سعيد، عن علي. اهـ.
وخلاصة ما سبق: أن نوح بن حبيب يروي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شيخيه هذين كليهما، لكن القطان يرويه عن عبد الرحمن بن حرملة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ح، والأنصاري يرويه عن سعيد بن المسيب بلا واسطة، ورواية الأنصاري وقع فيها اختلاف عليه في تسمية الصحابي: هل هو سعد بن أبي وقاص، أو علي بن أبي طالب؟ والحديث أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عنهما كليهما، لكنه عن علي ح من غير هذا الوجه: فقد أخرجه البخاري (3725 و4056 و4057) من طريق عبد الوهاب الثقفي ويحيى القطان والليث بن سعد، ومسلم (2412) من طريق سليمان بن بلال والليث بن سعد وعبد الوهاب الثقفي، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سعد بن أبي وقاص، به.
وأخرجه البخاري (2905 و4058 و4059 و6184) ، ومسلم (2411) ، من طريق عبد الله بن شداد، عن علي ح قال: ما جمع رسول الله (ص) أبويه لأحد غير سعد ابن مالك؛ فإنه جعل يقول له يوم أحد: «ارم، فداك أبي وأمي» .
(5/480)
2126/أ- قلتُ لأَبِي: الحِمَّانيُّ (1) روى (2) عَنْ عبد الله بْن جَهْم (3) ؟
فَقَالَ: سألتُ عنه الحِمَّانِيَّ؛ فقال (4) : تعرفُ عبدَالله بن الجَهْم (5) ؟
_________
(1) هو: يحيى بن عبد الحميد.
(2) في (ك) : «رواه» .
(3) في (ت) : «الجهم» ، وفي (ك) : «الجهضم» .
(4) كذا في جميع النسخ، وهي ضمن سقط في (ت) و (ك) . ولعلها محرَّفة عن: «فقلت» ، ويحتمل أن يكون المراد: «فقال» أي: أبو حاتم في سؤاله للحماني.
(5) من قوله: «فقال سألت عنه ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5/481)
[فقال] (1) : نعم، هو حيٌّ. فيما ذاكرني (2) عن يعقوب (3) حديثًا، لم أسمعه من يَعْقُوب حديثا أحسن منه (4) .
قلتُ: ما هو؟
فَقَالَ: يَعْقُوب (5) ، [
عن] (6) حَفْص بن حُمَيد، [عن شِمْر بن
_________
(1) في جميع النسخ: «فقلت» .
(2) في (ش) : «ذا أرى» .
(3) في (ك) : «يعقوت» . وهو: يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي.
(4) كذا في جميع النسخ.
(5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على الزهد"- كما في "حادي الأرواح" لابن القيم (ص165) ، و"الدر المنثور" (7/64) -، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (276) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/534) ، والحكيم الترمذي في "مشكل القرآن"؛ كما في "تفسير القرطبي" (15/41) ، جميعهم من طريق محمد بن حميد الرازي، عن يعقوب القُمِّي، عن حفص بن حميد، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود - في قوله تعالى: [يس: 55] {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ *} -؛ قال: شغلهم: افتضاض العذارى.
وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد أيضًا، من طريق أبي الربيع الزهراني، عن يعقوب، به، كسابقه. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة" (375) من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن حميد وأبي الربيع الزهراني، ومن طريق أحمد بن يحيى الحلواني، عن أبي الربيع الزهراني، ومن طريق إبراهيم ابن إسحاق الصيني، عن يعقوب القمي، به كسابقه أيضًا.
وزاد السيوطي في "الدر المنثور" (7/64) نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(6) ما بين المعقوفين تصحف في جميع النسخ إلى: «ابن» ، والتصويب من مصادر التخريج؛ ولم نجد راويًا اسمه يَعْقُوب بْن حَفْص بْن حُمَيْد، والله أعلم.
(5/482)
عطيةَ] (1) ، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمةَ، عَنْ عبد الله (2) ؛ قَالَ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ... } (3) .
قلتُ لأَبِي: لم تكتبْه عَنْ أحدٍ؟
قَالَ: عَنْ غيرِ واحدٍ (4) .
2127 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنِ يزيدَ بْنِ جَابِرٍ (5) ، عَنْ سُلَيم ابن عامرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَوْف بْنَ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الشفاعةِ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخطأ فِيهِ ابْنُ جَابِرٍ (7) ،
لم يسمعْ سُلَيم بن
_________
(1) ما بين المعقوفين استدركناه من مصادر التخريج.
(2) هو: ابن مسعود.
(3) الآية (50) من سورة يس.
(4) يعني: عن غير واحد، عن يعقوب، وتقدم تخريجه من طريق ثلاثة من الرواة، عن يعقوب.
(5) روايته أخرجها البخاري - تعليقًا - في "التاريخ الكبير" (8/42) ، وابن ماجه في "سننه" (4317) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (820) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/637-639) ، والآجري في "الشريعة" (794) ، والطبراني في "الكبير" (18/68 رقم 126) ، و"مسند الشاميين" (575) ، وابن منده في "الإيمان" (932) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2077) ، والحاكم في "المستدرك" (1/14-15 و66) .
(6) ولفظه: «أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فإنه خيرني بين أن يُدْخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة» . وروي مطولاً.
(7) قال ابن خزيمة - بعد أن أخرجه-: «وأنا أخاف أن يكون قوله: " سمعت عوف بن مالك" وَهَمًا» . اهـ. وقال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورواته كلهم ثقات على شرطهما جميعًا، وليس له علة، وليس في سائر أخبار الشفاعة: "وهي لكل مسلم"» .
وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ فقد احتج بسليم بن عامر، وأما سائر رواته فمتفق عليهم. ولم يخرجاه. وقد رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وهشام بن سنبر، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك» .
وقال ابن منده: «وهذا حديث مشهور عن ابن جابر، ويقول: سمعت سليم بن عامر يقول: سمعت عوفً. وهو ثابت على رسم مسلم وغيره، وسليم أحد الثقات في الشاميين، أدرك أبا بكر الصديق ح، وروي عن معاوية بن صالح وجابر بن غانم، عن سليم، عَنْ معدي كرب، عَنْ عوف من وجه لا يثبت، وحديث ابن جابر أصح وأولى، وعند سليم بن عامر عن عوف بن مالك غيرُ هذا الحديث» .
(5/483)
عامرٍ مِنْ (1) عَوْف بْنِ مالكٍ شيئًا (2) ، بينه وبين عَوْفٍ (3) نَفْسَينِ (4) ؛ رواه فَرَجُ ابنُ فَضَالةَ (5) ، عَنِ الزُّبَيديِّ (6) ، عَنْ سُلَيم بْنِ عامرٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِب بْنِ عَبْدِ كِلاَلٍ، عَنْ أَبِي راشدٍ الحُبْرانِيِّ (7) ، عَنْ عَوْف بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح.
_________
(1) في (ك) : «بن» بدل: «من» .
(2) قال ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (4/211 رقم 909) في ترجمة سليم بن عامر: «وروى عن عوف ابن مالك، مرسلً؛ لم يلقه ... » ، وذكر كلامًا آخر ثم قال: «سمعت بعض ذلك من أبي، وبعضه من قِبَلي» .
(3) قوله: «عوف» سقط من (ك) .
(4) كذا في جميع النسخ: «نفسين» ، والجادَّة: «نفسان» ، ويخرَّج ما في النسخ على الإمالة، أي: أن الألف في «نفسان» أميلت نحو الياء لانكسار النون بعدها، فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «نفسين» . انظر تعليقنا على المسألة رقم (25) و (124) .
(5) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/58 رقم 107) ، وفي "مسند الشاميين" (1832) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي، عَنِ أبي راشد الحبراني، عن ابن عبد كلال، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، به، هكذا بإسقاط سليم بن عامر، وجعله من رواية أبي راشد، عن ابن عبد كلال، لا العكس!
(6) هو: محمد بن الوليد.
(7) مشهور بكنيته، قيل اسمه: أخضر، وقيل: النعمان.
(5/484)
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَاهُ جَابِر بن غانم ٍ (1) ،
عَنْ سُلَيم بْنِ عامرٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ عَوْف؛ أسقَطَ من الإسناد رجلا، وهو أَبُو راشد (2) .
2128 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُصْعَب بن سَلاَّم ٍ (4) ، عن عبد الله بن العلاء ابن زَبْرٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم (5) ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الحَوْضِ (6) ؟
_________
(1) روايته أخرجها يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/337) ، والطبراني في "الكبير" (18/57 رقم 106) كلاهما من طريق يحيى بن صالح الوحاظي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (851) ، وابن حبان في "الثقات" (6/143) من طريق عثمان بن سعيد، كلاهما (يحيى بن صالح وعثمان بن سعيد) عن جابر بن غانم، به. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/41) عن يحيى بن صالح؛ سمع جَابِر بْن غانم، عَنْ سُلَيْم بن عامر، عمن سمع معدي كرب، به، هكذا بزيادة الراوي المبهم بين سليم بن عامر ومعدي كرب.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/640) من طريق حجاج بن رشدين، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مَعْدِي كرب، عن عوف بن مالك، به.
(2) للحديث طرق أخرى عن عوف بن مالك، من أجودها: الطريق التي ذكرها الحاكم - فيما تقدم -، وهي ما أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1091) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/28 و29 رقم 24002 و24003 و24009) ، والترمذي في "جامعه" (2441) من طريق قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك، به.
(3) انظر المسألة الآتية برقم (2160) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/119 رقم 7546) ، وفي "مسند الشاميين" (802) .
(5) هو: مَمْطور الحبشي.
(6) ولفظه: «حَوْضِي كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وعَمَّانَ، فِيهِ الأَكَاوِيبُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَإِنَّ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي: الشَّعِثَة رُؤُوسُهُمْ، الدَّنِسَةَ ثِيَابُهُمْ، لاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلا يَحْضُرُونَ السُّدَدَ - يعني أبواب السُّلطان - الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يُعْطَوْنَ الَّذِي لَهُمْ» .
(5/485)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ مُصْعَب؛ وإنما هو: عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) .
وقال أَبِي: لا أعرفُهُ من حديث عبد الله بْن العلاء بْن زَبْر، ولكنْ رَوَاهُ يَحْيَى بْن الحارثِ، وشَيْبةُ بْن الأَحْنَفِ (1) ،
وشَدَّاد أَبُو محمد (2) ، وعباس بن سالم (3) ،
كلُّهم عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الحوض، وهو الصَّحيح.
_________
(1) روايتا يَحْيَى بْن الْحَارِث، وشيبة بْن الأحنف أخرجهما الطبراني في "مسند الشاميين" (904 و1625) ، والآجري في "الشريعة" (824) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/245) .
وأخرجه ابن عساكر (23/246) من طريق شيبة بن الأحنف وحده، و (60/265) من طريق يحيى بن الحارث وحده، كلاهما عن الأسود، به.
(2) هو: شداد بن عبيد الله القاري، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (707 و747) ، و"الآحاد والمثاني" (460) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (64) ، وابن عساكر في "تاريخه" (22/426) .
(3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1088) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/275 رقم 22367) ، والترمذي في "جامعه" (2444) ، وابن ماجه في "سننه" (4303) ، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (7) ، و"التواضع والخمول" (3) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (707) ، وبقيّ بن مخلد في "ما روي في الحوض والكوثر" (19) ، والروياني في "مسنده" (653) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (63 و65) ، والدينوري في "المجالسة" (2033) ، والطبراني في "الأوسط" (396) ، و"مسند الشاميين" (1411) ، و"الأوائل" (39) ، والحاكم في "المستدرك" (4/184) ، وتمام في "الفوائد" (1760/ الروض البسام) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (135 و136) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/293-394) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/249 و250) ، و (45/216) ، و (60/264 و265) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/99 رقم 1437) ، و"مسند الشاميين" (1206) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/394) ، كلاهما من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زيد بن واقد، عن أبي سلام، به.
وأخرجه الطبراني أيضًا في "مسند الشاميين" (1206) من طريق أحمد بن المعلى، وأبو نعيم في "المعرفة" (1414) من طريق الحسن بن سفيان، وابن عساكر في "تاريخه" (19/525) من طريق عبد الله بن سلم الفريابي، و (60/264) من طريق الباغندي، أربعتهم رووه عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة بن خالد، به، كرواية أبي مسهر السابقة.
وخالفهم ابن أبي عاصم؛ فرواه في "السنة" (706) ، وفي "الآحاد والمثاني" (459) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة بْن خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي سلام، به، هكذا بزيادة بسر في الإسناد!. وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1557) من طريق مسلم بن عبد الله، عن أبي سلام، به.
(5/486)
2129 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ (1) ، عَنْ زائدةَ (2) ، عن هشام ٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ (5) ، كَيْفَ نُفْضِي (6) إِلَى [نِسَائِنَا] (7) فِي الجنةِ ... ؟
_________
(1) هو: حسين بن علي، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ق 278/ب) ، و (3525/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (718 و5267) ، و"الصغير" (795) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/371) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا حسين بن علي» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن حسان إلا زائدة، تفرَّد به حسين بن علي» .
(2) هو: ابن قدامة.
(3) هو: ابن حسان القُرْدوسي.
(4) هو: ابن سيرين.
(5) في (أ) : «يا رسول الله (ص) » .
(6) في (ك) : «نقضي» .
(7) في (أ) و (ت) و (ك) : «شبابنا» بدل: «نسائنا» ! والمثبت من (ش) ومصادر التخريج، وهو ضمن السقط الواقع في (ف) .
(5/487)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ (2) ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ لأبي: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قَالَ: مِنْ حُسين (4) .
_________
(1) ذكر الشيخ الألباني في "الصحيحة" (367) أن الضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في "صفة الجنة" (ق 82/2) من طريق الطبراني، ثم قال: «ورجاله عندي على شرط الصحيح» ، وكذا نقله ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص 160) ، وابن كثير في "تفسيره" (8/11) ، ولم يتعقباه بشيء، ونقله الشيخ الألباني في الموضع السابق أيضًا عن ابن كثير، ثم قال: «وهو كما قال، فالسند صحيح، ولا نعلم له علة، خلافًا لأبي حاتم وأبي زرعة» .
(2) روايته أخرجها هناد بن السري في "الزهد" (88) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2436) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (374) ، والخطيب في "الموضح" (2/105) ، جميعهم من طريق أبي أسامة حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ ابن حسان، عن زيد بن الحواري العَمِّي، عن ابن عباس، به، مرفوعًا.
(3) هو: زيد بن الحواري، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب" (2131) .
(4) لم يرجح أبو حاتم وأبو زرعة رواية حماد بن أسامة على رواية حسين الجعفي بمجرد الحفظ فقط، وإلا لقال قائل: كلاهما ثقة، فما المانع من وجود الحديث عند هشام بن حسان بإسنادين، ويكون حديث ابن عباس شاهدًا لحديث أبي هريرة، كما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني _ح في "الصحيحة" (367) !
ولكن أبا حاتم وأبا زرعة ينظران مع غيرهما من علماء الحديث إلى قرائنَ وعللٍ خفية، تجعلهم يعلّون طريقًا، ويرجحون عليها طريقًا أخرى، ومن ذلك: سلوك الجادة الذي وقع فيه حسين الجعفي هنا، وأما حماد بن أسامة فخرج عن الجادة. وهذا عندهم - عادةً - لا يحصل إلا بمزيد حفظ لهذه الطريق الغريبة، وإلا فحفظ الجادة والإسناد المطروق دائمًا أسهل على حماد من حفظ الطريق الأخرى. وقد يكون حماد بن أسامة توبع أيضًا عند أبي حاتم - وإن لم نقف عليه - فيزداد الأمر وضوحًا، والله أعلم. وقد وافق أبا حاتم وأبا زرعة على هذا الترجيح: حافظ عصره الدارقطني؛ فقال في"العلل" (10/30 رقم1832) : «يرويه هشام بن حسان، واختلف عنه؛ فرواه حسين، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفه ابن أسامة؛ فرواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أنه قال ذلك عن ابن عباس؛ وهو أشبه بالصواب» .
(5/488)
2130 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (1) عُمر الحَوْضِيُّ (2) ، عَنْ مُعَلَّى (3) بن راشدٍ - أبو اليَمَان ِ النَّبَّالُ (4) - عَنْ مَيْمون بْنِ سِيَاه، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: ضَحِكَ رسولُ الله (ص) ذاتَ يومٍ (5) ، فَقِيلَ: مَا أضحككَ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِنْ رَجُلٍ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيُرِيدُ (6) أَنْ يَحْمِلَ ذُنُوبَهُ عَلَى أَخِيهِ المُسْلِمِ، فَقَالُوا له: يانبيَّ اللهِ، وَكَيْفَ ذَاكَ (7) ؟! قَالَ: يَجِيءُ رَجُلٌ يَوْمَ القِيَامَةِ - مُتَعَلِّقٌ بِرَجُلٍ (8) - إِلَى رَبِّهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ: أَعْطِ أَخَاكَ هَذَا حَقَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا لِي حَسَنَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُذْ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ... ، َوَذكر (9) الحَديث؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا (10) ! ورأيتُ أصحابَ الحديثِ يتكلَّمون فِي
_________
(1) قوله: «أبو» سقط من (ك) .
(2) هو: حفص بن عمر الأزدي، ولم نقف على روايته لهذا الحديث، وسيأتي أن سعيد بن منصور رواه عن حفص ابن عمر الجُدّي، وهو غير الحَوْضي هذا.
(3) في (ك) يشبه أن يكون: «يعلى» بدل: «معلى» .
(4) كذا في جميع النسخ بالواو في «أبو» ، والجادَّة أن يقال: أبي اليمان النَّبَّال، بالياء؛ لأنه بَدَلٌ من قوله: «معلى» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف؛ أي: هو أبو اليمان.
(5) قوله: «يوم» سقط من (ك) .
(6) في (ك) : «يريد» بلا واو.
(7) في (ش) : «ذلك» بدل: «ذاك» .
(8) قوله: «برجل» سقط من (ش) .
(9) في (ك) : «وذكرت» .
(10) يعني: أبا عمر الحوضي.
(5/489)
هَذَا الحديثِ حِينَ (1) حدَّثَنا بِهِ أَبُو عُمَرَ.
وحدَّثنا (2) ابنُ أَبِي زِيَادٍ (3) ، عَنْ سَيَّار (4) ، عَنِ المُعَلَّى بنِ راشدٍ أَبِي اليَمَان، عَنْ زيادُ بنُ مَيْمونٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ، مِثلَهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: زِيَاد بْن مَيْمون متروكُ الْحَدِيث (5) .
2131 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُجَين اليَمَاميُّ (7) ، عن
_________
(1) في (ش) : «حتى» بدل: «حين» .
(2) في (ش) : «أبو عمرو حدثنا» ، وجاءت «أبو عمرو» آخر السطر، و «حدثنا» أول السطر التالي، وليس من عادة ناسخها الفصل بين الواو وما بعدها.
(3) هو: عبد الله بن الحكم، له ترجمة في "الجرح والتعديل" (5/38 رقم 169) ، ولم نجد من أخرج الحديث من طريقه، ولكن أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (ق 202/ب) من طريق حفص بن عمر الجُدّي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/342) من طريق الصلت بن مسعود الجحدري، كلاهما عن المعلى بن راشد، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (118) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4590) -، والحاكم في "المستدرك" (4/576) ، ثلاثتهم من طريق عباد بن شيبة الحبطي، عن سعيد بن أنس، عن أنس ح، به.
وأشار البخاري إلى الحديث من هذا الطريق في ترجمة سعيد بن أنس من "التاريخ الكبير" (3/459) وقال: «لا يتابع عليه» .
(4) في (أ) و (ش) : «يسار» . وسيار: هو ابن حاتم العنزي.
(5) نقل أبو محمد بن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (3/544 رقم 2458) عن أبيه أنه قال: «زياد بن ميمون: كان يقال: إنه كذاب، تُرِك حديثه» .
ونقل أيضًا عن يزيد بن هارون أنه قال: «تركت أحاديث زياد بن ميمون، وكان كذابًا، قد استبان لي كذبه» .
(6) تقدمت هذه المسألة من طريق آخر عن حميد، برقم (931) .
(7) هو: حُجَيْن بن المثنى، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/147 رقم 12492) ، وابن حبان في "صحيحه" (7399) .
(5/490)
عبد العزيز المَاجِشُونِ (1) ، عَنْ حُمَيدٍ الطَّوِيل (2) ، عَنْ أنس ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ (3) ، لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، ولَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، ولَنَصِيفُهَا (4) عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنْ أنسٍ، مَوْقُوفٌ (5) .
2132 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُمَيديُّ (6) ، عن ابن
_________
(1) هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
(2) هو: حميد بن أبي حميد.
(3) قوله: «بيده» سقط من (ك) .
(4) النَّصِيفُ: فسِّر في حديث عند البخاري برقم (6568) بأنه الخِمَار، وقيل: هو المِعْجَر؛ وهو ما تلفُّه المرأة على استدارة رأسها. واعتجَرَ الرجلُ بعِمامَته: لفَّها على رأسه وردَّ طرفَها على وجهه وشيئًا منها تحت ذَقَنه. وقيل: المِعْجَرُ ثوبٌ تلبَسُه المرأةُ أصغر من الرداء. وقيل: ثوبٌ تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها؛ سمِّي نصيفًا لأنه نَصَفَ بين الناس وبينها فحَجَز أبصارَهُم عنها. والنصيف: العمامة، وكل ما غطى الرأس فهو نصيف. انظر "الفائق" (3/433) ، و"النهاية" (5/65) ، و"فتح الباري" (11/442) ، و"تاج العروس" (12/501-502) .
(5) أخرج الروايةَ الموقوفةَ المصنفُ في المسألة رقم (931) من طريق أبيه، عن محمد ابن عبد الله الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ. وتقدَّم تخريجه هناك. ولم يُخطِّئ أبو حاتم في المسألة رقم (931) الروايةَ المرفوعة، وإنما قال: «حديث حميد فيه مثل ذا كَثِيرٌ، وَاحِدٌ عَنْهُ يُسْنِد، وَآخَرُ يوقف» .
ولا شك في أن الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه من حميد نفسه، وليس من الرواة عنه، وقد صحح الرواية المرفوعة البخاري في "صحيحه" كما تقدم في المسألة رقم (931) ؛ لكثرة من رواها عن حميد، ولمتابعة ثابت له عن أنس. وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (2043) .
(6) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (129) .
(5/491)
عُيَينةَ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: أخبرَني يزيدُ بنُ (1) جُعْدُبَةَ اللَّيثيُّ: أنه سمع عبد الرحمنِ بنَ مِخْرَاقٍ يحدِّثُ عَنْ أَبِي ذرٍّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ فِي الجَنَّةِ رِيحًا، بُعْدُ الرِّيحِ لِسَبْعِ (2) سِنِينَ، وَإِنَّ مِنْ دُونِهَا بَابً مُغْلَقً (3) ؛ وَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الرَّوْحُ مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ (4) البَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ البَابُ (5) لأذْرَتْ (6) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ مِنْ شَيْءٍ، وَهِيَ عِنْدَ اللهِ الأَزْيَبُ (7) ، وَهِيَ عِنْدَكُمُ (8) الجَنُوبُ.
فسألتُ (9) أَبِي عَنْ يزيدَ بْن (10) جُعْدُبةَ هَذَا الذي روى هَذَا الحديثَ؛ من هو؟
قَالَ أَبِي (11) : لا أدري: هَذَا هو يَزِيد بْن عياض بن جُعْدُبة (12) ،
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(2) في (أ) و (ش) : «بسبع» .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب في الكلمتين، وهي لغة ربيعة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) قوله: «خلل ذلك» موضعه في (ك) : «ذلك ذلك» .
(5) قوله: «الباب» سقط من (ت) و (ك) .
(6) يقال: ذَرَتِ الريحُ الشيءَ تَذْروه ذَرْوًا، وأَذْرتْهُ تُذرِيهِ إذراءً، وذَرَّتْهُ تُذَرِّيهِ تَذْرِيَةً: أطارته وأذهبته. "القاموس المحيط" (4/330) .
(7) في (ك) : «الأرنب» . والأزيب: ريح من الرياح بلغة هُذَيل، قال شمر: «أَهلُ اليمن ومن يَرْكَبُ البَحر فيما بين جُدَّة وعَدَن، يُسَمُّون الجَنُوبَ: الأَزْيَبَ، لا يعرفون لها اسمًا غيره» . وقال النضر: «كل ريح شديدةٍ: ذات أزيبٍ. وإنما زيبها: شدتها» . انظر "العين" للخليل (7/392) ، و"تهذيب اللغة" (13/267) ، و"لسان العرب" (1/454) .
(8) في (ت) و (ك) : «فيكم» .
(9) في (ك) : «سألت» .
(10) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(11) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) .
(12) في (ش) : «جعد» بدل: «جعدبة» .
(5/492)
أو جَدُّه (1) ؟!
وقد حدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينةَ، عَنْ عَمرو، عن يحيى بن جُعْدُبةَ، عن يزيدَ بْن جُعْدُبة (3) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوف (4) .
قَالَ أَبِي: هَذَا عندي مِنِ ابنِ عُيَينة، وابنُ الطَّبَّاع ثَبْتٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: قلتُ أنا: حَدَّثَنَا ابْن المُقْرئِ (5) ، عَنِ ابْن عُيَينةَ؛ كما رَوَاهُ (6) الحُمَيديُّ.
وحدَّثنا سَعْد بْن مُحَمَّد البَيْرُوتيُّ (7) ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بْن يَحْيَى، عَنِ ابْن عُيَينة؛ كما رَوَاهُ الحُمَيدِيُّ (8) .
فدَلَّ - لاتفاق هؤلاء الثلاثة (9)
_________
(1) قال ابن عدي في "الكامل" (7/264) : «وهذا عن الذي يحدث عنه عمرو بن دينار، عن يزيد بن جعدبة بهذا الحديث هو يزيد بن عياض، وقد روى عنه مثل عمرو بن دينار، وعمرو ثقة، ويزيد ضعيف، وعمرو أكبر سنًّا منه وأقدم موتًا، وهذا من رواية الكبار عن الصغار» . وتعقبه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/437) بقوله: «قلت: ما أظن إلا أن هذا آخر قديم، لعلّه جَدّ صاحب الترجمة، وكذلك ابن مخراق تابعي كبير، وصاحب الترجمة يصبو عن ذلك» .
(2) هو: محمد بن عيسى.
(3) من قوله: «أو جده ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
(6) في (ك) : «روا» .
(7) لم نقف عليه من طريقه، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/264) من طريق الفضل بن عبد الله بن سليمان الأنطاكي، عن حامد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة، به.
(8) من قوله: «وحدثنا سعد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(9) وافقهم أيضًا جمع من الرواة عن سفيان:
فأخرجه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (3429-1) - عن سفيان بن عيينة، به، كذلك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/347) من طريق علي بن المديني، والبزار في "مسنده" (4063) من طريق أحمد بن أبان، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (995) من طريق علي بن حرب، وابن عدي في "الكامل" (7/264) من طريق محمد بن مُصَفّى، وأبو الشيخ في "العظمة" (845) من طريق محمد بن أبي عمر، والأزهري في "تهذيب اللغة" (13/267) من طريق عبد الرحمن بن العلاء، والمحاملي في "أماليه" (451) من طريق علي بن شعيب، والبيهقي في "سننه" (3/364) من طريق سعدان بن نصر، جميعهم عن سفيان بن عيينة، به، كما رواه الحميدي. ومن طريق المحاملي أخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2270) ، وقوام السنة في "الحجة" (1/470) .
(5/493)
-: أنَّ الخطأ مِنِ ابْن الطَّبَّاع (1) .
2133 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَشْعَثُ بن شُعبةَ (2) ،
_________
(1) سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1112) فقال: «يرويه عمرو بن دينار، واختُلِف عنه؛ فرواه ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يزيد بن جعدبة، عن عبد الرحمن ابن مخراق، عن أبي ذر، وأرسله ابن جريح، عن عمرو، عن أبي ذر، ووقفه. والحديث حديث ابن عيينة المرفوع. وقال صالح بن زياد - أخو عبد الواحد بن زياد -: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي بصرة، عن أبي ذر، مرفوعًا، وصالح بن زياد ليس بثقة» .
(2) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/156 رقم 628) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (424) ، و"معرفة الصحابة" (4618) .
وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (279) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (439) من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن حنش بن الحارث، به، إلا أن قوله: «حنش» تصحف في "البعث والنشور" إلى «الحسن» .
وأخرجه أبو نعيم عقب رواية أشعث السابقة؛ من = = طريق سلم بن قتيبة، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ علقمة بن مرثد قال: قال رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عمير بن ساعدة: يا رسول الله، إنه يعجبني الخيل ... ، الحديث، هكذا بتسمية صحابيِّهِ: «عمير ابن ساعدة» بدل: «عبد الرحمن بن ساعدة» .
(5/494)
عَنْ حَنَش (1) بْنِ الحارثِ، عَنْ عَلْقَمةَ بن مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بْنِ سَاعِدةَ (2) ؛
قَالَ: كنتُ أُحِبُّ الخَيلَ، فقلتُ: هَلْ فِي الجَنَّةِ خيلٌ، يا رسولَ الله؟ قال: يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ، إِنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ فِيهَا فَرَسًا مِنْ يَاقُوتٍ، لَهُ جَنَاحَان ِ، يَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ كَمَا يَرْوِيهِ الثَّوريُّ (3) ،.............................
عَنْ عَلْقَمةَ بْنِ مَرْثَدٍ،
_________
(1) في (ك) : «حفش» .
(2) كذا جاءت تسميته هنا من رواية حنش، وكذا في "صفة الجنة" لأبي نعيم (424) ، وفي الرواية الأخرى لأبي نعيم: «عمير بن ساعدة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/300) أن حنش بن الحارث حدَّث به عن علقمة ابن مرثد، فقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عوف، قال: «وهو وهم، والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) » . فسئل: أصحابي هو؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث» . وقال أبو موسى المديني: «وهذا الحديث اختُلِف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه، هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير ابن ساعدة» . نقله الحافظ في "الإصابة" (7/325) .
(3) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (271-زوائد نعيم) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (6700) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي (2543/م) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/642) ، والبغوي في "شرح السنة" (4385) ، وفي "تفسيره" (4/145) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/344) .
قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث المسعودي» .
ويعني الترمذي بحديث المسعودي: ما أخرجه الطيالسي في "مسنده" (843) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33980) ، وأحمد في "مسنده" (5/352 رقم 22982) ، والترمذي في "جامعه" (2543) ، والطبراني في "الأوسط" (5023) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (425) ، وفي "معرفة الصحابة" (1265) ، والبيهقي في "البعث" (436 و437) ، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سليمان بن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلا سأل النبي (ص) ... ، الحديث.
وقد سئل الدارقطني في "العلل" (579) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدث به حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بن مرثد، فقيل: عن عبد الرحمن بن عوف، وهو وهم. والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) . [قال راوي العلل] : قلت: صحابي؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث. قال: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ علقمة فقال: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ، ووهم فيه المسعودي» . اهـ. وذكر ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص178) كلام الترمذي السابق، ثم قال: قلت: أما حديث علقمة بن مرثد: فقد اضطرب فيه علقمة؛ فمرة يقول: «عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمير بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خيل يا رسول الله» ، ومرة يقول: «قال رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: عمير بن ساعدة-: يا رسول الله» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي (ص) » . والترمذي جعل هذا أصح من حديث المسعودي؛ لأن سفيان أحفظ منه وأثبت. وقد رواه أبو نعيم من حديث علقمة هذا فقال: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة؛ أن أعرابيًّا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْجَنَّةِ إبل؟ قال: «يا أعرابي، إن يدخلك الله الجنة رأيت فيها ما تشتهي نفسك، وتلذّ عينك» . ورواه أيضا من حديث علقمة، عن يحيى بن إسحاق، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) ....اهـ.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (ص699 رقم4849 - ط بيت الأفكار) عبدَالرحمن بن سابط، فقال: وقد ذكره أبو موسى في ذيل الصحابة، وقال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبيِّ (ص) في صفة الجنة. قلت: وإنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه: أن رجلاً سأل النبيَّ (ص) : هل في الجنة من خيل؟ ... ، الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط وقال فيها: أن النبي (ص) ... ، بمعناه.
قال الترمذي: «هذا أصح من حديث المسعودي» ؛ يريد: على قاعدتهم: أن طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رُجِّح المرسل على الموصول. وليس في سياق الترمذي ما يقتضي أن عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدل على الإرسال. ثم قال أبو موسى: = = قال أبو عبد الله بن منده: «عبد الرحمن بن سابط عن النبي (ص) ، مرسل» . قال أبو موسى: وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير بن ساعدة التميمي. اهـ.
(5/495)
عن عبد الرحمن بن سَابِطٍ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) .
وعبدُالرحمن بنُ سَاعِدَة لا يُعْرَفُ (2) .
2134 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ (3) ، عَنْ مُوسَى الجُهَنِيِّ (4) ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ (5) ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قال: أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ (6) ، أُمَّتِي مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا (7) ؟
_________
(1) قوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) لم يذكر ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن ساعدة هذا في "الجرح والتعديل"، فيستفاد كلام أبي حاتم عنه من هذا الموضع.
(3) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1294) ، وذكر لفظ الحديث هكذا: «إذا كان يوم القيامة أُعطي كلُّ رجل من المسلمين رجلاً من اليهود والنصارى، فقيل: هذا فداؤك من النار. وقال: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، أنتم من ذلك ثمانون صفًّا» . وشطر الحديث الأول أخرجه البزار في "مسنده" (3101) من طريق إسماعيل ابن محمد بن جحادة، عن موسى الجهني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى ح، به. ... قال البزار: «ولا نعلم روى موسى الجهني عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، إلا هذا الحديث» . وسيأتي ترجيح الدارقطني لهذا الحديث.
وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2767) من طريق قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عن أبيه، بشطر الحديث الأول.
وأخرجه مسلم أيضًا من طرق أخرى عن أبي بردة، بالشطر الأول أيضًا.
(4) هو: موسى بن عبد الله، ويقال: موسى بن عبد الرحمن.
(5) هو: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: الحارث.
(6) في (ك) : «صنف» بدل: «صف» .
(7) في (أ) : «صف» ، وفي (ك) : «صنفا» .
(5/497)
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى الجُهَنيُّ (1) ،
عَنِ الشَّعبيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (2) .
قَالا: والخَطأُ من الْقَاسِم.
قلتُ: ما حالُ الْقَاسِم؟
قَالا: لَيْسَ بقَوِيٍّ (3) .
2135 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (5) ،
عَنْ أَبِي
_________
(1) رواه ابن المبارك في "الزهد" (379- رواية نعيم) عن موسى الجهني.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31703) من طريق عبد الله بن نمير، وهناد في "الزهد" (196) من طريق يعلى بن عبيد، وسمويه في الثالث من "فوائده" (61) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن موسى الجهني، به، لكن تصحف «موسى الجهني» في رواية سمويه إلى «عيسى الجهمي» .
(2) قوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
وسئل الدارقطني في "العلل" (1294) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه موسى الجهني، واختلف عنه؛ فرواه الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى. وخالفه إسماعيل بن محمد ابن جحادة؛ فرواه عن موسى الجهني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، وهو أشبه بالصواب» .
(3) في (ك) : «ليس بالقوي» .
وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/116 رقم 667) هذا القول عن أبي زرعة فقط، وذكر عن أبيه أنه قال فيه: «ضعيف الحديث» .
(4) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/135-136) . وستأتي هذه المسألة برقم (2169) عن أبي زرعة، وفيها زيادة بيان على ما هنا.
(5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق، ولم نقف على روايته، ولكن تابعه زهير بن معاوية والثوري ومنصور بن المعتمر في بعض الطرق عنهم؛ كما سيأتي في المسألة رقم (2169) .
وتابعه أيضًا عمرو بن ثابت الحداد، وروايته أخرجها أبو نعيم في "صفة الجنة" (127) . وعمرو بن ثابت متروك الحديث؛ كما في "المغني" للذهبي (4636) .
(5/498)
إسحاق (1) ، عن عَلْقَمةَ (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قَالَ: الجنَّةُ سَجْسَجٌ (4) ؛ لا حَرَّ فِيهَا وَلا بَرْدَ.
قلتُ لأَبِي: هَلْ سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَلْقَمةَ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَآهُ (5) ، وَلَمْ (6) يَسمَعْ مِنْهُ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ زكريَّا بنُ أَبِي زَائِدةَ (7) ؛
فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بن
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) هو: ابن قيس النَّخَعِي.
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) قال ابن فارس: السين والجيم أصل يدل عى اعتدال في الشيء واستواء. فالسَّجْسَج: الهواء المُعتَدل لا حرٌّ فيه ولا برد يؤذي. اهـ. قال ابن قتيبة: السجسج: المعتدلُ لا حرٌّ فيه ولا برد. وقال بعضهم: هو كغَدَوَاتِ الصَّيفِ قبل طلوع الشمس. اهـ. وذُكر عن ابن الأعرابي أنه قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يقال له: السَّجْسَجُ، قال: ومن الزَّوالِ إلى العَصْرِ يقال له: الهَجِيرُ والهَاجِرَةُ، ومن غُرُوبِ الشمس إلى وقت الليل: الجِنْحُ. اهـ. والسجسج: الأَرضُ ليست بصُلْبة ولا سَهْلَةٍ. انظر"المقاييس" (ص455) ، و"العين" (6/5) ، و"جمهرة اللغة" (1/183) ، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (1/361) ، و"الدلائل" للسرقسطي (1/904 رقم 489) ، و"تهذيب اللغة" (10/450) ، و"النهاية" (2/343) ، و"تاج العروس" (3/399) .
(5) في (ك) : «رواه» بدل: «رآه» ، وهو مطموس في (ت) .
(6) في (ت) : «لم» ، والظاهر أن الواو في الطمس الذي تقدم ذكره.
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33959) ، ومن طريقه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص 262) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (127) .
ورجح الدارقطني - كما سيأتي - رواية زكريا هذه.
(5/499)
عَوْسَجةَ (1) .
2136 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (2) ، عَنْ ابْنِ (3) عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *} (4) ، قَالَ: يَقُومُ الرَّجُلُ فِي رَشْحِهِ (5) إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
وَرَوَاهُ (6) مُعاذُ بنُ مُعاذٍ (7) العَنْبَرِيُّ (8) ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمر، مَوْقُوفٌ.
قُلْتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) يعني: عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابن مسعود. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/151 رقم 783) عن هذا الحديث؟ فقال: «يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن علقمة، عن عبد الله. وخالفه زكريا؛ فرواه عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله. وقول زكريا أصح» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6531) ، ومسلم في "صحيحه" (2862) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/125 رقم 6075) ، ومسلم (2862) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، عن ابن عون، به. ورواه البخاري (4938) ، ومسلم (2862) من طريق مالك، ومسلم أيضًا (2862) من طريق موسى بن عقبة وأيوب وصالح بن كيسان وأنس بن عياض، جميعهم عن نافع، به، مرفوعًا.
(3) في (ش) : «أبي» . وهو: عبد الله بن عون المزني.
(4) الآية (6) من سورة المطففين.
(5) الرشح: العَرَق. "النهاية" (2/224) .
(6) في (ت) و (ش) و (ك) : «ورآه» .
(7) قوله: «بن معاذ» سقط من (ك) .
(8) لم نقف على روايته. والحديث رواه ابن المبارك في "مسنده" (94) عن ابن عون، به، موقوفًا. ومن طريق ابن المبارك رواه البغوي في "شرح السنة" (4316) .
ورواه الطبري في "تفسيره" (24/279) من طريق يزيد ابن زُرَيع، والمروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1317) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن ابن عون، به، موقوفًا.
(5/500)
قَالَ أَبِي: جَمِيعًا حافِظَينِ (1) ، وَلا أعلمُ أحدًا يُسْنِدُ (2) سِوَى عِيسَى بنِ يُونُسَ (3) ، وموقوف (4) أشبهُ (5) .
2137 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريكٌ (7) ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيع (8) ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (9) ، عَنْ حُذَيْفَة بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ ثَلاثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجٍ رَاكِبِينَ ... (10)
_________
(1) كذا، والجادَّة: «جميعًا حافظان» ، وما في النسخ يخرَّج على وجوهٍ ذكرناها في تعليقنا على قول المصنف: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) .
(2) أي: يُسْنِدُهُ، وحُذِفَ الضميرُ العائدُ إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة (253) .
(3) ظاهر عبارة أبي حاتم: أنه لا يَعلم من أسنده عن ابن عون - خاصَّةً - سوى عيسى بن يونس، لا مَنْ أسنده مطلقًا، وقد تقدَّم أن سليمان بن حيَّان أسنده عن ابن عون أيضًا، وروايته أخرجها مسلم (2862) ، والله أعلم.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق في المسألة رقم (34) .
(5) أي: من حديث ابن عون خاصَّةً - فيما يظهر - وخالف أبا حاتم في ترجيحه هذا: البخاريُّ ومسلم؛ فأخرجا حديث عيسى بن يونس في "صحيحيهما"، كما سبق. ويقوي ترجيحهما أن جماعة أسندوه عن نافع، وتقدم تخريج حديثهم. والله أعلم.
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2162) وفيها زيادة.
(7) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34385) ، وأحمد في "مسنده" (5/164-165 رقم 21456) ، والنسائي في "سننه" (2086) ، والبزار في "مسنده" (3891) ، والحاكم في "المستدرك" (2/367) و (4/564) ، والطبراني في "الأوسط" (8437) ، و"الصغير" (1084) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/312) - من طرق عن الوليد بن جُمَيع، به.
قال البزار: «هذا الكلام لا نعلمه يُروى عن رسول الله (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذر إلا هذا الحديث» .
(8) هو: الوليد بن عبد الله بن جُمَيع.
(9) هو: عامر بن واثلة.
(10) يجوز في قوله: «فوج» النصب والرفع والجر؛ وانظر بيان ذلك في "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص152) ، وسيأتي في المسألة (2162) منصوبا بالألف «فوجًا» .
(5/501)
وذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بشَّار، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَينة (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ - كَانَ كُوفِيًّا شاعيًا (2) - عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ بِبَعْضِ هَذِهِ القصَّة.
قَالَ أَبِي: حديثُ حَلاَّم أشبه.
2138 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سَلَمة (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (5) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
قلتُ: وَرَوَاهُ آدَمُ (6) فَقَالَ: عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قال: يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ
_________
(1) ذكر روايته ابن حجر في "نزهة السامعين، في رواية الصحابة عن التابعين" (4) .
وذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص76-79) عشرين حديثًا من رواية الصحابة عن التابعين عن الصحابة، عن النبي (ص) ، ختمها بهذا الحديث، ثم قال: «روى هذه الأحاديث أيضًا الخطيب بأسانيد ضعيفة» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (6/356) ، و"ميزان الاعتدال" (3/102) ، و"لسان الميزان" (4/184) : «شيعيًّا» .
(3) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/408) .
(4) هو: موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكي. ولم نقف على روايته، والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/32) من طريق يحيى بن السكن، عن حماد، به.
(5) في (ت) و (ك) : «حمَّاد بن أبي سلمة» .
(6) هو: ابن أبي إياس، والمراد: أنه رواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ علي بن زيد، بالوجه المذكور. ولم نقف على روايته هذه عن حماد، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33995) ، وأحمد في "مسنده" (2/295 رقم 7933) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/343 و415 رقم 8524 و9375) من طريق عفَّان، وابن عدي في "الكامل" (5/198) ، والطبراني في "الأوسط" (5422) ، و"الصغير" (808) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) من طريق عبيد الله بن محمد بن أبي عائشة، وابن عدي في "الكامل" (5/198) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (594) من طريق هُدْبة بن خالد، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) من طريق الحسن بن سفيان، جميعهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ علي بن زيد إلا حماد بن سلمة، ولا يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» .
(5/502)
الجَنَّةَ جُرْدًا (1) مُرْدًا (2) مُكَحَّلِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ.
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (3) الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحيحَينِ (4) ، قصَّر أَبُو سَلَمة.
2139 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنِ الجُرَيْري (6) وعليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الشَّفاعة (8) .
_________
(1) جُرْدًا: جمع أَجْرَد، والأجْرَدُ الذي ليس على بَدَنه شَعرٌ. "النهاية" (1/256) .
(2) مُرْدًا: جمع أَمْرَد، والأَمْرَد: الشابُّ الذي بلغَ خروجَ لحيته وطَرَّ شاربُه ولم تَبدُ لحيتُه. انظر "لسان العرب" (3/401) .
(3) في (ت) و (ك) : «وأيهما» .
(4) كذا في جميع النسخ!، والجادَّة: «صحيحان» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجوهٍ صحيحة في العربية، وقد ذكرناها في تعليقنا على المسألة رقم (25) .
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36002) ، وأحمد في "مسنده" (1/281-282 و295 رقم 2546 و2692) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (695/المنتخب) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2328) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/481) عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. مطولاً، ومختصرًا.
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة.
(8) وهو حديث الشفاعة الطويل الذي أوله - كما في رواية الإمام أحمد-: «إنه لم يكن نبي إلا له دعوة قد تنجَّزها في الدنيا، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ... » الحديث.
(5/503)
وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: كأنَّ حديثَ حمَّاد بْن سَلَمة أشبهُ.
2140 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ،
عَنِ عبد الله بْنِ المُختار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَر (4) ، عَنْ حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ الخَلْقَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، ويُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ... وذكر الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: لا يَرْفَعُ هَذَا الحديثَ إلا عبدُاللهِ ابنُ المُختار،
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3148 و3615) .
وأخرجه أحمد في "مسنده" (3/2 رقم 10987) ، وابن ماجه في "سننه" (4308) من طريق هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، به مختصرًا.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد روى بعضُهم هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عن ابن عباس، الحديث بطوله» .
(2) روايته أخرجها ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/204 رقم 542) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (808) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2094) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (1058) ، والحاكم في "المستدرك" (4/573) من طريق مُوسَى بْنُ أعْيُن، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيم، عَنْ أَبِي إسحاق، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ ليث إلا موسى» .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) في (ك) : «وقر» .
(5/504)
وَمَوْقُوفٌ (1) أصحُّ (2) .
2141 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيدُ ابنُ هارون (3) ، عن
_________
(1) في (ك) : «موقوف» بلا واو. وقد حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(2) روى الحديث موقوفًا الطيالسي في "مسنده" (414) ، والبزار في "مسنده" (2926) ، والنسائي في "الكبرى" (11294) ، وأبو يعلى ومسدَّد في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (4572) و (4573) -، والطبري في "تفسيره" (17/527) من طريق شعبة، وعبد الرزاق في "تفسيره" (1/387) ، والطبري في "تفسيره" (17/526) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2095) من طريق سفيان الثوري، وعبد الرزاق في "تفسيره" (1/387) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (4573) - من طريق معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31735 و34789) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1136/بغية الباحث) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/204 رقم 541) ، والحاكم في "المستدرك" (2/363) من طريق إسرائيل، وابن = = أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/203 رقم 540) ، وابن البختري في "الرابع من حديثه" (85/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2086) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة، به، موقوفًا. ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/278) ، وابن منده في "الإيمان" (929) .
قال البزار: «وهذا الحديث هكذا رواه شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن صِلَة، عن حذيفة. ورواه غير شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن غير صِلَة، عن حذيفة» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2346/كشف الأستار) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/247) .
ورواه البزار (2347) ، والطبراني في "الأوسط" (6543 و8114) ، وتمَّام في "فوائده" (1440/الروض البسام) من طريق النَّضْر بن شُمَيل، عن حماد ابن سلمة، به.
قال البزار: «لا نعلم أسْنَدَهُ إلا يزيد بن هارون والنَّضْر، ويرويه غيرهما موقوفًا» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سماك إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن حماد إلا النضر بن شميل ويزيد بن هارون» .
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/399) بعد نقله لكلام البزار: «لولا هذه العلَّة لكان على شرط الصحيح، ولم يخرِّجوه» .
(5/505)
حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ سِماك (1) ، عَنْ عِكرمَة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَعَدَّ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، لا صَدْعَ فِيهَا ولاَ وَهْيَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو سَلَمة (3) وسُلَيمانُ بنُ حَرب، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، مَوْقُوفٌ (4) . والموقوفُ أصحُّ (5) .
2142 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بْنُ نُصَير (7) ، عن
_________
(1) هو: ابن حرب.
(2) هو: مولى ابن عباس.
(3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلقنا عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (2165) : «يرويه سِماك بن حرب، واختُلف عنه، فرفعه النضر بن شُميل ويزيد بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وخالفهما سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وسُرَيج بن النعمان؛ رَوَوْه عن حماد بن سلمة موقوفًا. ووقفه عمر عن سِماك والموقوف أصحُّ» .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2166) . وفيها: «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ شُعبة، عَنِ العَوَّام بن مُراجم، عَنْ أَبِي السَّليل؛ قَالَ: قَالَ سلمان، موقوف» .
(7) روايته أخرجها عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (4246) ، والبزار في "مسنده" (387) ، وأبو يعلى في "مسنده" - كما في "المقصد العلي" (1899) -، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (1/72 رقم 520) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/285) ، وابن عدي في "الكامل" (2/232) ، والدارقطني في "العلل" (3/64) ، والرافعي في "التدوين" (2/80) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/548) . ووقع في "مسند أبي يعلى"، و"ضعفاء العقيلي" و"التدوين" للرافعي: «مزاحم» بدل: «مراجم» . ومن طريق الدوري رواه الدينوري في "المجالسة" (1067) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عثمان إلا من هذا الوجه، ولم يَرو هذا الحديثَ بهذا الإسناد إلا الحجاج، عن شعبة» .
(5/506)
شُعبة، عن العَوَّام بن مُراجِم (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدي (2) ، عَنْ عُثْمَانَ (3) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : يُقْتَصُّ لِلشَّاةِ الجَمَّاءِ (4) مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ، يَوْمَ القِيَامَةِ، تَنْطَحُهَا (5) ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ - فِي حَدِيثِ شُعبة - مرفوعٌ، وحَجَّاجٌ تُرِكَ حديثُه لسببِ هَذَا الحديثِ (6) .
2143 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَمُ بنُ مُوسَى (7) ، عَنْ يَحْيَى بن حَمزة، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ (*) جَابِرٍ، عَنْ سُلَيم ابن (*) عَامِرٍ؛ قَالَ: حدَّثني المِقْداد بْنُ الأَسْوَدِ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص)
_________
(1) كذا في (ت) ، ولم تنقط في (أ) ، وفي (ش) و (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) .
قال السيوطي في "تدريب الراوي" (2/193) عند ذكره لأنواع التصحيف: «فمن الإسناد: العوام بن مراجم - بالراء والجيم - صحَّفه ابن معين فقاله: بالزاي والحاء» . وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (8/113) .
(2) هو: عبد الرحمن بن مُلٍّ، مشهور بكنيته.
(3) هو: ابن عفَّان ح.
(4) الشاةُ الجَمَّاء: التي لا قَرْنَ لها. "النهاية" (1/300) .
(5) في (ك) : «بنطحها» .
(6) رجَّح ابن معين والعقيلي وابن عدي والدارقطني وَقْفَ هذا الحديث على سلمان الفارسي، وسيأتي بيان ذلك في المسألة رقم (2166) .
(7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2864) .
(*) ... في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(5/507)
يَقُولُ: تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ (1) مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيْلٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مِقْدَام بْنُ مَعْدِي كَرِب (2) ، وسُلَيم بْنُ عامرٍ لَمْ يُدرك المِقْدادَ بنَ الأَسْوَدِ.
2144- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ آدَمُ (3) ، عَنْ شَريك (4) ، عَنْ لَيْث (5) ، عَنْ طَاوُسٍ (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِمْ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ هذا الحديثَ [غَيْرُ] (7) شَرِيكٍ عَنْ لَيثٍ مَرْفُوعٌ (*) ، وَرَوَى غيرُ شَرِيكٍ موقوفً (*) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يكون» بالياء التحتية.
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/281) من طريق بقية بن الوليد، ثنا عمر ابن خثعم، حدثني سُلَيم ابن عامر، عن المقدام، به.
(3) هو: ابن أبي إياس.
(4) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي.
(5) هو: ابن أبي سليم.
(6) هو: ابن كَيْسان.
(7) ما بين المعقوفين في جميع النسخ: «عن» ، وهو ضمن السقط الواقع في (ف) . ولعل الصواب ما أثبتناه، وقد تقدم نحو هذا التصحيف في المسألة رقم (2012) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/392 رقم 9090) من طريق أسْوَد بن عامر، وابن ماجه في "سننه" (4229) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى في "مسنده" (6247) من طريق بشر بن الوليد، والقضاعي في "مسند الشهاب" (578) ، وتمَّام في "فوائده" (1744/الروض البسام) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، جميعهم عن شريك، به، مرفوعًا. ورواه ابن ماجه في "سننه" (4230) من طريق زكريا ابن عَدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي سفيان، عن جابر، به، مرفوعًا.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(5/508)
2145- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو شِهَاب (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي الدَّرداء؛ قَالَ: يُرسَل عَلَى أْهَلِ النَّارِ الجوعُ ... ، الحديثَ فِي قصَّةِ أهلِ النَّارِ وَمَا يَسْتَسْقُونَ.
وَرَوَاهُ أَبُو عَوانة، ومالكُ بنُ سُعَير (2) ، عَنِ الأعمَش (3) ،
عَنْ عَمْرٍو، عَنْ شَهْر، عَنْ أمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، هَذَا الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) هو: عبد ربه بن نافع الحنَّاط. ولم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (84) من طريق جرير، عن الاعمش، به.
(2) في (ش) : «سعيد» ، وفي (ت) و (ك) : «سفيان» .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34118) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأعمش، به، موقوفًا.
ورواه الطبري في "تفسيره" (19/78) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ شريك، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرَّة، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ، عن معدي كرب، عن أبي الدرداء، موقوفًا.
ورواه الترمذي في "جامعه" (2586) ، والطبري في "تفسيره" (19/78) ، والدينوري في "المجالسة" (846) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/345) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (600 و601) من طريق قطبة بن عبد العزيز السعدي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، به، مرفوعًا.
ونقل الترمذي عن شيخه الدارمي قوله: «والناس لا يرفعون هذا الحديث» .
وقال الترمذي: «إنما نعرف هذا الحديث عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قوله، وليس بمرفوع، وقطبة بن عبد العزيز هو ثقة عند أهل الحديث» .
(5/509)
قَالَ: هَذَا زَادَ رجُلاً، لا يُدْرى أيُّهما أصحُّ، قَدْ سَمِعَ شَهْر مِنْ أمِّ الدَّرْداء، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْداء، وَهَذَا ربَّما كَانَ مِنَ الأعمَش؛ يَزِيدُ مرَّةً رَجُلا، ويَنْقُصُ مَرَّة (1) .
2146 - وسمعتُ أبي وحدَّثنا عن هارون ابن سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نِزار، عن محمد (2) - يعني: ابنَ عبد الله بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير -، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (3) ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَا بَيْنَ زَاوِيَتَيْهِ سَوَاءٌ (4) ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الوَرِقِ (5) ، وأَحْلَى مِنَ
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1086) : «يرويه الأعمش واختُلف عنه فرواه قُطْبَة بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النبيِّ (ص) . وخالفه عبد السلام بن حرب، فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، ولم يجاوز به ولم يُسنده. وخالفه زائدة فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عن شهر، عن أبي الدرداء موقوفًا، ولم يذكر أم الدرداء، ولم يسنده غيرُ قطبة، وهو صالح الحديث؛ فإن كان حفظه فهو أحسنها إسنادًا. وقد وافق زائدةَ على روايته محمدُ بن فضيل؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عن شهر إلا أنه قال: عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء ووقفه أيضًا، وقيل: عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أبي الدرداء، عن النبيِّ (ص) ، وافقه قطبة. ورواه معمر بن زائدة قَائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عمرو بن مرة، عن شمر بن عطية» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/102 رقم 11249) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي، عن محمد بن عبد الوَّهاب الحارثي، عنه، به.
(3) هو: عبد الله بن عبيد الله.
(4) في حديث عبد الله بن عمرو الآتي تخريجه في مسألتنا: «وزواياه سواء» ، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (15/55) : قال العلماء: معناه طولُه كعَرضه.
(5) قال النووي في الموضع السابق: «هكذا هو في جميع النسخ، الوَرِق بكسر الراء: وهو الفِضَّة، والنحويُّون يقولون: أن فعلَ التعجُّب الذي يقال فيه: هو أفعل من كذا، إنما يكون فيما كان ماضيه على ثلاثة أحرف، فإن زاد لم يُتعَجَّب من فاعله، وإنما يُتعَجَّب من مصدره، فلا يقال: ما أبيضَ زيدًا، ولا: زيدٌ أبيضُ من عمرو، وإنما يقال: ما أشدَّ بياضَه، وهو أشدُّ بياضًا من كذا.
وقد جاء في الشعر أشياءُ من هذا الذي أنكروه، فعَدُّوه شاذًّا لا يُقاس عليه، وهذا الحديثُ يدلُّ على صحَّته، وهي لغةٌ، وإن كانت قليلةَ الاستعمال» .
(5/510)
العَسَلِ، ورِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وكِيزَانُهُ (1) كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي مُلَيْكَة (2) ، عَنْ أسماءَ (3) ، عن النبيِّ (ص) .
2147 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ،
عن
_________
(1) الكِيزانُ: جمع كُوز، وهو إناءٌ للشُّرب له عُروَة (أذن) . "متن اللغة" (ك وز) (ص123) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6593 و7048) ، ومسلم في "صحيحه" (2293) من طريق نافع بن عمر، عنه، به بلفظ: «إني على الحوض حتى أنظرَ من يَرِدُ عليَّ منكم، وسيُؤخذ أناسٌ دوني فأقول: يا ربِّ، منِّي ومن أمَّتي! فيُقال: هل شَعرتَ ما عَملوا بعدَك ... .
ورواه البخاري (6579) ، ومسلم (2292) من طريق نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبد الله بن عَمرو، به، مرفوعًا، نحو حديث ابن عباس.
(3) هي: ابنة أبي بكر الصديق خ.
(4) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (3517/كشف الأستار) ، من طريق الفضل ابن يعقوب، عنه، به. قال البزار: «لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا سفيان الثوري، ولا عنه إلا الفريابي» !
ورواه البيهقي في "البعث والنشور" (485) من طريق محمد بن يحيى، عَن الفريابي، عَن الثوري، عَن ابن المنكدر، به مرسلاً.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/301) ، وابن عدي في "الكامل" (4/218) ، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/248) -، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 73) ، والطبراني في "الأوسط" (8816) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/90) ، وفي "صفة الجنة" (215) ، وتمَّام في "فوائده" (1785/الروض البسام) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، والبيهقي في "البعث والنشور" (484) ، و"الشعب" (4416) ، وفي "الآداب" (843) من طريق معاذ ابن معاذ العنبري، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (353 و477) من طريق الحسين بن حفص، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1554) من طريق الحسين بن الوليد، جميعهم عن الثوري، عَنِ = = ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.
ورواه الطبراني في"الأوسط" (919) ، وابن عدي في"الكامل" (6/366) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (90) ، والخطيب في "الموضح" (1/467) من طريق نوح بن أبي مريم، كلاهما عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به.
(5/511)
الثَّوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَيَنامُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: النَّوْمُ أَخُو المَوْتِ، وأَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَمُوتُونَ.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: ابنُ المُنْكَدِر، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لْيَسَ فِيهِ: جَابِرٌ (1) .
2148 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِم (2) ،
عن
_________
(1) روى الحديث مرسلاً ابن المبارك في "الزهد" (279/رواية نعيم بن حماد) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/301) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد لأبيه" (ص15) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (486) من طرق عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المنكدر، به، مرسلاً.
وذكر الدارقطني في"العلل" (4/87/أ) الاختلافَ في الحديث، وصوَّب الإرسال.
(2) روايته أخرجها المصنِّف في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/25) -، والطبراني في "الأوسط" (6994) ، وابن عدي في "الكامل" (4/272) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/152) .
ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/324) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، تفرَّد به الوليد بن مسلم» .
(5/512)
عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ - يَعْنِي: ابنَ أَسْلَم -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَغْفِرَ لِنِصْفٍ مِنْ أُمَّتِي وأَنْ (1) أَخْتَبِئَ (2) شَفَاعَتِي، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِي، ورَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أَعَمَّ لأُمَّتِي، ولَوْلاَ الَّذِي سَبَقَنِي إِلَيْهِ العَبْدُ الصَّالِحُ لَتَعَجَّلْتُ دَعْوَتِي، قالوا: ومَنْ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَمَّا فَرَّجَ عَنْ إِسْحَاقَ كَرْبَ الذَّبْحِ قِيلَ لَهُ: سَلْ تُعْطَهْ؛ قَالَ: أمَا واللهِ لأَتَعَجَّلَنَّهَا (3) قَبْلَ نَزَغَاتِ الشَّيْطَان ِ، اللَّهُمَّ، مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِكَ (4) شَيْئًا فَاغْفِرْ لَهُ، وأدخِلْهُ الجَنَّةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (5) .
2149 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ،
عَنِ
_________
(1) في (ش) : «أو أن» .
(2) اخْتَبَأَ الشَّيءَ: ستره. فـ «اختبأ الشيءُ» ؛ يأتي لازمًا ومتعديًا. "تاج العروس" (خبأ) .
(3) في (ك) : «لا تعجلتها» .
(4) في (ش) : «به» .
(5) قال ابن كثير "تفسيره" (7/25) : «هذا حديث غريبٌ مُنكَر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيفُ الحديث، وأخشى أن يكونَ في الحديث زيادةٌ مدرجَة، وهي قوله: إن الله تعالى لما فرَّج عن إسحاق ... إلى آخره» .
(6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/263) ، والطبراني في "الكبير" (19/417 رقم 1006) ، وتمَّام في "فوائده" (1692/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/259) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (3/1545) .
قال العقيلي: «مُخَيْسُ بْنُ تَمِيمٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ بهز بن حكيم، لا يُتابَع على حديثه» . ثم روى هذا الحديث، وقال: «وهذا يُروى من غير هذا الوجه، وبغير هذا اللفظ بإسنادٍ أصلحَ من هذا» .
(5/513)
مُخَيَّس بْنُ تَميمٍ الأَشْجَعي، عَنْ بَهْز بْنِ حَكِيم (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قال: إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَبَثَّ بَيْنَ خَلْقِهِ وَاحِدَةً فَهُمْ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وأَخَّرَ لأَوْلِيَائِهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ؟
قَالَ أَبِي: «هَذَا حديثٌ موضوعٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ.
2150 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ زُهَير (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن عبد الله الأَصَمّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : وإِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ سَمُومِ جَهَنَّمَ ... ، وَذَكَرَ الحَديث (5) ؟
قَالَ أَبِي: الحديثُ موقوفٌ؛ أوقفَهُ أصحابُ زهير (6) .
_________
(1) هو: بهز بن حكيم بن معاوية بن حَيْدَة.
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2524) .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1864) ، والشاشي (829) ، والطبراني في "الكبير" (10/221 رقم 10532) . وجاء عند البزار: «عمرو بن ميمون» بدل: «عمرو بن عبدلله» .
قال البزار: «هكذا رواه زهير ولا نعلم رواه عن زهير إلا عبيد بن إسحاق. ورواه عمرو بن ثابت، عَنْ = = أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) بنحوه. ورواه غير عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله موقوفًا» .
(4) هو: ابن معاوية.
(5) ستأتي قطعة أخرى منه في المسألة رقم (2524) .
(6) أخرج الحديثَ موقوفًا معمر في "جامعه" (20357/مصنف عبد الرزاق) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن عاصم، عن ابن مسعود. كذا قال: عمرو بن عاصم. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (145) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عمرو بن عبد الله الأصم، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/217 رقم 9057) من طريق الثوري، والحاكم في "المستدرك" (2/474) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، به. لكن جاء عند الطبراني: عمرو بن ميمون.
(5/514)
2151 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة بْنُ شَبيب (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ الدِّمشقي، عَنِ الرَّبِيع بْنِ صَبِيح، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، اشْتَاقُوا الإِخْوَانَ، فَيَسِيرُ سَرِيرُ (2) ذَا، وَسَرِيرُ ذَا، حَتَّى يَلْتَقِيان (3) ، فَيَتَّكِئُ ذَا، وَيَتَّكِئُ (4) ذَا، فَيَتَحَدَّثَانِ مَا كَانَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَيَا فُلاَنُ، تَدْرِي يَوْمَ غَفَرَ اللهُ لَنَا يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا وكذَا، فَدَعَوْنَا اللهَ عَزَّ وجَلَّ فَغَفَر لَنَا؟
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3553/كشف الأستار) عنه، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/103) من طريق آدم بن موسى الحواري، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/124) من طريق أحمد بن إبراهيم بن محمد بن المنخل، كلاهما عن سلمة، به. ورواه الدينوري في "المجالسة" (2473) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (610) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (443) من طريق سعيد بن دينار، به. وقال البزار: «لا نعلمه يُروى عن النبيِّ (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أنس» .
قال العقيلي في ترجمة سعيد بن دينار: «لا يُتابَع عليه، ولا يُعرف إلا به» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (8/49) من طريق إبراهيم ابن أدهم قال: روى الرَّبيع بْنِ صَبِيح، عَنِ الْحَسَنِ، عن أنس، فذكره مرفوعًا. قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث إبراهيم والربيع» .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (2321) .
(2) في (ت) : «سير» .
(3) كذا في جميع النسخ بإثبات النون في «يلتقيان» بعد «حتَّى» ، وقد تقدم توجيه ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (594) .
(4) وقع في روايتي البزار وأبي نعيم في "تاريخه" السابقتين: «فيبكي ذا، ويبكي ذا» .
(5/515)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، وسعيدٌ مَجْهُولٌ.
2152 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا اختُلِفَ عَلَى عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن عبد الرَّحيم بْنُ مُطَرِّف (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيز (2) بْنِ عُثْمَانَ، عن عبد الرحمن بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ (3) النَّارَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ كَشَرْدِ (4) البَعِيرِ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثناه عبد الرَّحيم، مَرْفُوعٌ (*) ، وحدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ [يُونُسَ] (5) ، عن حَرِيز (6) ، موقوفً (*) .
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/258 رقم 22226) ، والحاكم في "المستدرك" (1/55-56) ، و (4/247) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ علي بن خالد، عن أبي أمامة، به، مرفوعًا.
(2) في (ك) : «جرير» .
(3) في (ك) : «لا تدخل» .
(4) في مصادر التخريج: «كشِراد البعير» ، قال ابن منظور: شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شَرْدًا وشِرادًا وشُرودًا: نَفَرَ، فهو شارِدٌ. "اللسان" (ش ر د/3/236) .
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد ذكرناها في المسألة رقم (34) .
(5) في جميع النسخ: «موسى» ، وهو خطأ، وما أثبتناه يدلُّ عليه السياق، فمدار الاختلاف في الحديث على عيسى ابن يونس، والله أعلم.
(6) في (ك) : «جرير» .
وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34720) من طريق شَبابة بن سوَّار، عنه، به موقوفًا. ووقع في المطبوع من "المصنف": «جرير» بدل: «حريز» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (8/175 رقم 7730) ، و"مسند الشاميين" (1583) من طريق فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به، موقوفًا.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (8/537) إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه.
(5/516)
2153 - وسمعتُ (1) أَبِي يقولُ فِي حديثٍ حدَّثنا يَحْيَى بنُ عَبْدَك القَزْويني، عَنْ مَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَبيبِ بنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لَيُخْرِجَنَّ أَقْوامًا (2) من النَّار بَعْدَمَا احْتَرَقُوا فِيهَا، فَيْقَالُ: هَؤُلاءِ الجَهَنَّمِيُّونَ طُلَقَاءُ اللهِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حَبيبُ بنُ شِهَاب المُدْلِجِي (3) ، وَلَيْسَ هُوَ بِحَبِيبِ بْنِ الشَّهيد.
2154 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسمعتُ عليَّ ابن شهاب الرازي (5)
_________
(1) انظر المسألة رقم (1011) .
(2) كذا في جميع النسخ، ولها تخريجان:
الأول: أن الفعل مبنيٌّ للمعلوم: «لِيُخْرِجَنَّ أقوامًا من النار» ، على أنَّ الفاعل ضمير يرجع إلى الجلالة، وهذا مفهوم من السياق، والتقدير: «لِيُخْرِجَنَّ اللهُ أقوامًا من النار» ، ويدلُّ على ذلك آخر الحديث في قوله: «طلقاء الله» ؛ فهؤلاء آخر من يَخْرُجُ من النار، ويكون خروجهم برحمة الله تعالى، وانظر تعليقنا على المسألة (400) .
والثاني: أن الفعل مبنيٌّ للمجهول: «لَيُخْرَجَنَّ أقوامًا من النار» ، ونائب الفاعل هو قوله: «من النار» ، ويبقى قوله: «أقوامًا» منصوبًا على المفعولية؛ وإنابة غير المفعول به مقام الفاعل مع وجود المفعول به، جائزٌ؛ وقد تقدم تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (252) .
(3) في (ك) : «المديحي» . وانظر ترجمته في "التاريخ الكبير" (2/114) ، و"الجرح والتعديل" (3/103) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "سننه" (3997) ، والطبراني في "الكبير" (10/96 رقم 10075) ، والدارقطني في "الأفراد" (224/أ/الأطراف) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/191) ، و"الشعب" (4943) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن الأعمش، به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به معتمر، عن أبيه، عن الأعمش» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث سليمان التيمي، عن الأعمش، لم يروه عنه إلا ابنه معتمر» .
(5/517)
وحدَّثنا عَنْ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ قاضي الرَّيِّ، [عن] (1) مِنْدَل (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ شَقيقِ بنِ سَلَمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل، عن عبد الله بن مسعود (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ؛ يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فِيمَ (4) قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ العِزَّةُ لَكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فَإِنَّهَا لِي؛ قَالَ: ويَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: بِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: قَتَلْتُهُ (5) لِتَكُونَ (6) العِزَّةُ لِفُلاَن ٍ؛ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلاَن ٍ، بوءا (7) بِذَنْبِهِ.
_________
(1) قوله: «عن» سقط من جميع النسخ، ولا بد منه. وانظر "الجرح والتعديل" (6/273) .
(2) في (أ) : «مبدل» . وهو: مندل - مثلث الميم وساكن النون - ابن علي العنزي، يقال: اسمه عمرو.
(3) هنا انتهى السقط من النسخة (ف) .
(*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ف) و (ك) : «فبم» .
(5) في (ت) و (ك) : «قتلت» .
(6) في (ك) : «ليكون» .
(7) كذا في جميع النسخ: «بوءا» ، ولعلها محرَّفة عن: «بُؤ» كما في مصادر التخريج، وهو فعل أمر من باء يَبُوءُ. وما في النسخ يمكن أن يضبط على وجهين:
الأول: «بَوْءًا» على أنها مفعول مطلق لفعل = = محذوف، والتقدير: «بُؤْ بَوْءًا بذنبه» .
والثاني: «بُوءَا» بألف التثنية، والمراد به: أن الذنب يكون على القاتل، وعلى المقتول لأجله إذا كان القتل برضاه وإذنه، والله تعالى أعلم.
(5/518)
فسمعتُ عليَّ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: وَجَّهتُ هَذَا الحديثَ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ، فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (1) عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيل، مَوْقُوفٌ (2) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَكَذَا (4) رَوَاهُ وَكيعٌ؛ حدَّثنا عَمْرٌو الأَوْدي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكيع (5) ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وائل (6) ، عن عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ.
قَالَ الأعمَش: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: زاد فيه عمرو ابن شُرَحْبيل: يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ ... ، وَذَكَرَ بقيَّة الْمَتْنِ.
وَأَمَّا أبو معاوية (8) فرواه مُرسَلً (*) .
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(2) قوله «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث من هذا الوجه أخرجه النسائي (3994) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، به، موقوفًا.
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو.
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27939) ، وفي "المسند" (229) عنه، به. وعن ابن أبي شيبة رواه مسلم في "صحيحه" (1678) .
ورواه مسلم (1678) من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نمير؛ ثلاثتهم عن وكيع، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (6533) من طريق حفص بن غياث، وفي (6864) من طريق عبيد الله بن موسى، ومسلم في "صحيحه" (1687) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
(6) هو: شقيق بن سلمة.
(7) قوله: «عن عبد الله» سقط من (ك) . وعبد الله، هو: ابن مسعود ح.
(*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) هو: محمد بن خازم الضَّرير.
(5/519)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (1) قَالَ: حدَّثنا (2) أَحْمَدُ بْنُ سَيَّار (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ شَقيق، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (5) بِيَدِ
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) ، وقوله «: عبد الرحمن ابن أبي حاتِم» ليس في (أ) و (ش) .
(2) في (ف) : «وحدثنا» .
(3) كذا في جميع النسخ، لكن ناسخ (ف) كان قد كتب: «أحمد بن سنان» ، ثم ضرب على «سنان» وكتبها «سيار» ، وهو مشكل! فإن عبد الرحمن بن أبي حاتم لم يسمع من أحمد بن سيار المروزي، وإنما يروي عنه بواسطة عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد كما أخبر هو عن نفسه بهذا في "الجرح والتعديل" (2/53 رقم61) .
والذي نراه أن ما وقع في النسخ هنا متصحِّف عن «أحمد بن سنان» بسبب تقارب الرسم، ويستأنس في هذا بما سبقت الإشارة إليه في نسخة (ف) ؛ وأحمد بن سنان القطان الواسطي هو الذي يروي عنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم كثيرًا كما في "الجرح والتعديل" (1/26) و (2/7) ، و (3/124) ، و (4/40) و (5/251) ، و (6/101) ، و (7/26) و (8/72) ، و (9/40) ، وغيره كثير، وهو الذي يروي عن أبي معاوية محمد خازم كما نص عليه ابن أبي حاتم نفسه في "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد جعل أبو الفضل الهروي هذا من علامات التمييز بينهما، فقال في "المعجم في مشتبه أسامي المحدثين" (ص63) : «أحمد بن سنان، وأحمد ابن سيار، كانا في عصر واحد. وأحمد بن سنان: هو القطان، يروي عن أبي معاوية، واسطي. أحمد بن سيار: يروي عن عبد الله بن عثمان المروزي، مروزي» .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35857) عنه، به.
ورواه النسائي في "سننه" (3995) من طريق أحمد بن حرب، عنه، به.
وخالفهما محمد بن العلاء فرواه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، عن ابن مسعود، به، موقوفًا. وروايته أخرجها النسائي (3996) .
ورواه معمر في "الجامع" (19717) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سلمة، عن ابن مسعود، به، موقوفًا. ورواه النسائي في "سننه" (3993) من طريق الثوري، عن الأعمش، به، موقوفًا.
(5) كذا! وتقدم التعليق على مثله قريبًا.
(5/520)
الرَّجُلِ ... ، وذكرَ بقيَّةَ الْمَتْنِ (1) .
2155 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يونسُ بنُ عبد الأعلى، [عن] (3)
العِرْقي (4) ، عَنِ ابْنِ المُبارك، عَنْ عَاصِمٍ (5) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي؟
_________
(1) قال الدارقطني في"العلل" (5/90) : «يرويه الأعمش، عن أبي وائل، رفعه عنه: يحيى القطان، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن داود الخريبي، وحميد الرواسي، ومالك بن سُعَير. ورواه أبو نعيم وأبو عاصم، عن الثوري، عن الأعمش مرفوعًا. وغيرهما يرويه عن الثوري، عن الأعمش، وشكَّ في رفعه. ورواه أبو معاوية الضرير، وعلي بن مسهر، عن الأعمش موقوفًا. وقيل: عن عمرو بن علي، عن وكيع، وأبي معاوية، والخريبي، عن الأعمش مرفوعًا. وقال جَرِيرٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عمرو ابن شُرَحْبيل مرسلاً، عن النبيِّ (ص) . وجمع حميد الرؤاسي بين الحديثين جميعًا فقال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، وعن الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن النبيِّ (ص) . وقيل: عن سليمان التيمي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل، عَنْ عبد الله؛ مرفوعًا. وحديث أبي وائل عن عبد الله، صحيح ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى، والله أعلم» .
(2) نقل بعض النص الضياء في "المختارة" (6/295) ، وانظر المسألة رقم (1729) .
(3) ما بين المعقوفين زيادةٌ ليست في النسخ، ولابد منها، فالحديث رواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2066) من طريق المصنف، ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (570) من طريق نوح بن منصور، كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، ثنا العِرْقي - وهو: عروة بن مروان - عن ابن المبارك، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (1/258 رقم 749) ، و"الأوسط" (3566) ، و"الصغير" (448) ، والضياء في "المختارة" (6/294-295) من طريق خير بن عرفة، عن عروة بن مروان العِرْقي، عن ابن المبارك، به.
ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في"تاريخ دمشق" (17/77) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ عاصم إلا ابن المبارك، تفرَّد به عروة بن مروان» .
(4) في (ك) : «الصدقي» ، وهو: عروة بن مروان.
(5) هو: ابن سليمان الأحول.
(5/521)
فسمعتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ يَقُولانِ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وقال (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِمٌ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: مَنْ كذَّبَ بِالشَّفاعَةِ أَوْ بالحَوْضِ، لَمْ تَنَلْهُ (3) .
2156 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ بَقِيَّة، عَنْ أَبِيهِ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عن بِشْر ابن جَبَلَة، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ (4) أَطْفَالَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي حِيَاضٍ تَحْتَ العَرْشِ، فَيَطَّلِعُ اللهُ إِلَيْهِمْ (5) اطِّلاَعَةً، فَيَقُولُ لَهُمْ: مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي رُؤُوسِكُمْ إِلَيَّ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! الآبَاءُ والأُمَّهَاتُ فِي عَطَشِ القِيَامَةِ، ونَحْنُ فِي هَذِهِ الحِيَاضِ (6) ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِمْ أَن ِ اغْرِفُوا فِي هَذِهِ الآنِيَةِ مِنْ هَذِهِ الحِيَاضِ، ثُمَّ تَخَلَّلُوا صُفُوفَ القِيَامَةِ فَاسْقُوا الآبَاءَ والأُمَّهَاتِ؟
_________
(1) في (ش) : «قال» بلا واو.
(2) أخرج هذه الرواية سعيد بن منصور في "سننه" (ق217/أ) فقال: نا عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ قال: من كذَّّب بالشفاعة فلا نصيب له فيها. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2088) من طريق بشر بن مبشر، عن ابن المبارك كذلك. وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (189) ، وأبو حفص الحدثي في "نسخته" (ق2) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن أنس، به. ومن طريق هنَّاد رواه الآجري في "الشريعة" (777) . وعزاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/426) إلى سعيد بن منصور، وصحح سنده.
(3) كذا في (ت) و (ف) ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ.
(4) تكرر في (ف) لفظ الجلالة: «الله» .
(5) في (أ) : «اللهم» .
(6) في (ك) : «ونحن في حياض تحت العرش» ، وضرب على قوله: «العرش» .
(5/522)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ.
قلتُ: باطل (1) هَذَا الْحَدِيث ممَّن هو؟
قَالَ: من بِشْر بْن جَبَلَة.
2157 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ، عَنْ النبيِّ (ص) : إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ فَوْقَهُمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَائِرَ (4) فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ يا رسولَ الله (5) ، لا (6) يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: بَلَى (7) والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ؟
قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ، وقد رُوي عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ حديثٌ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ مَالِكٍ (8) ، لَيْسَ هَكَذَا لفظُهُ (9) .
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والمراد: بُطلانُ هذا الحديث ممَّن هو؟ والمصدر قد يأتي في العربية على وزن اسم الفاعل، انظر التعليق على المسألة رقم (1867) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (1956) .
(3) هو: سلمة بن دينار.
(4) في (ف) : «العابر» . وتقدم تفسيرها والتعليق عليها في المسألة رقم (1956) .
(5) قوله: «يا رسول الله» الثانية ليس في (ت) و (ك) .
(6) قوله: «لا» سقط من (ك) .
(7) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1956) .
(8) في (ك) : «عن سهل بن سعد من حديث مالك» .
(9) في (ت) : «يعظه» .
(5/523)
فأمَّا مِنْ (1) حديثِ مالكٍ، فَإِنَّمَا (2) يَرْوِيهِ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) .
فقلتُ لَهُ: فَقَدْ حدَّثنا (3) يُونُسُ بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ، هَذَا المَتْنَ؟
فَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحيح.
وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ أيُّوب بْنِ سُوَيد هَذَا، فَقَالَ (4) : هَذَا وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أيُّوبُ بْنُ سُوَيد؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كذا حدَّثنا الأُوَيْسي (5) ، عَنْ مَالِك.
2158 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَير بْنِ [سَعْدٍ] (7) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ وَعَدَنِي في ثَلاثِ مِئَةِ أَلْفٍ مِنْ أُمَّتِي أَنْ يَدْخُلُوا الجَنَّةَ ... الحديثَ؟
_________
(1) قوله: «من» ليس في (ك) .
(2) في (ش) : «إنما» .
(3) في (ك) : «فقلت: قد حدثنا» .
(4) قوله: «هذا فقال» سقط من (ك) .
(5) هو: عبد العزيز بن عبد الله.
(6) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2525) ، وابن منده؛ كما في "الإصابة" (9/138) . قال ابن منده: «تابعه الحجَّاج، وخالفهما هشام» .
(7) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهو خطأ، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة.
(5/524)
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُعاذُ بنُ هِشَامٍ (1) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتادة، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ.
وهشامٌ (2) الدَّسْتَوائي أحفظُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ كنيةَ النَّضْر بْنِ أَنَسٍ: «أَبُو بَكْر» ، ويَحْتملُ أَيْضًا أَنْ يكونَ محمودُ بنُ عُمَيْر كنيتُه: «أَبُو بَكْرٍ» ، وعُمَيرُ بنُ سعدٍ لَهُ صُحْبةٌ (3) ، فقصَّر سعيدُ بْنُ بَشِير، وَلَمْ يقُل: عن أبيه (4) .
_________
(1) هو: معاذ بن هشام الدَّسْتَوائي. وروايته ذكرها الطبراني في "الأوسط" (3400) قال: «وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بكر بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابن عمير، عن أبيه» . وعزاه الحافظ ابن الحجر في "الإصابة" (7/170-171) إلى البغوي، وابن أبي خيثمة، وابن السكن. ورواه الطبراني في "الكبير" (17/64 رقم 123) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عمير، عن أبيه، به. كذا بإسقاط: «النضر بن أنس» بين قتادة وأبي بكر بن عمير.
قال ابن السكن - كما في "الإصابة" (7/171) -: «تفرَّد به معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن قتادة، وكان معاذ ربَّما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وربما لم يذكره» .
= ... وقال البغوي - كما في "الإصابة" (7/171) -: «بلغني أن معاذ بن هشام كان في أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند» .
ورواه معمر في "جامعه" (20556/مصنف عبد الرزاق) عن قتادة، عن أبي النَّضر، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «إن اللهَ عز وجل وَعَدَني أن يُدخلَ الجنَّةَ من أمتي أربعَ مئةِ ألفٍ ... » الحديث. ومن طريق معمر رواه الطبراني في "الأوسط" (3400) ، و"الصغير" (342) ، والضياء في "المختارة" (7/254-255) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/208) . قال الطبراني: «لم يَروه عَنْ قَتَادَةَ، عَن النَّضر بْن أنس، عن أنس إلا معمر، تفرَّد به عبد الرزاق» .
(2) من قوله: «عن أبيه عن قتادة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) كان عمر ح يسمِّيه: نسيجَ وَحْدِه. كما في "تقريب التهذيب".
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/ل12/ب) : «يرويه قتادة، واختُلف عنه؛ فرواه معمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن النَّضْر بْن أنس، عن أنس، وخالفه أبو هلال الراسبي؛ فرواه عن قتادة، عن أنس. وخالفهما هشام الدَّسْتَوَائي، رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُمَير الأنصاري، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . والقولُ ما قال هشام؛ لأن أبا هلال ضعيفٌ، ومعمر سيِّئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش» . اهـ. ومن قوله: «وخالفهما هشام ... » إلى «عن النبيِّ (ص) » تكرر في مخطوط العلل.
(5/525)
2159 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَناني الرَّقِّيُّ (1) ، عَنْ فَيَّاض بْنِ محمَّد الرَّقِّي (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، وَأَبِي أُمَامَة، وواثِلَةَ بنِ الأَسْقَع، وأنسِ بنِ مَالِكٍ؛ قالوا: سُئل رسولُ الله (ص) كيف يَبْعَثُ (3) الأوَّلين والآخِرين؛ صغيرَهم وكبيرَهم؟ قَالَ (4) : يَبْعَثُهُمُ اللهُ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، شُعْثًا (5) غُرْلاً (6) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وعبدُالله لا أعرفُهُ (7) .
_________
(1) هو: محمد بن أحمد بن محمد الكُرَيْزي. ويقال: الصَّيدَلاني بلام بدل النون. وتقدم بيان ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (1291) .
(2) قوله: «عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ» مكرر في (ك) .
(3) أي: الله تعالى.
(4) في (ك) : «ولا» بدل: «قال» .
(5) يقال: رجلٌ شَعِثٌ، وشَعرٌ شَعِثٌ، ويقال فيهما: أَشْعَث، وامرأةٌ شعثاء وشَعِثَة. وهو المتلبِّد الشَّعر المغيَّر. "مشارق الأنوار" (2/255) . وانظر "المصباح المنير" (ص314- شعث) .
(6) أي: غير مَخْتونين. انظر "المصباح المنير" (2/446) .
(7) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/197) : «عبد الله بن يزيد بن آدم روى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي أُمَامَةَ وواثلة بن الأسقع: أن النبيَّ (ص) سُئل كيف تُبعَثُ الأنبياءُ؟ روى عنه فياض بن محمد الرقي. سألتُ أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه، وهذا حديثٌ باطِلٌ» .
(5/526)
2160 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو (2) ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بن يَسار (3) ، عَنْ بَعْضِ مَنْ حدَّثه، عَنْ ثَوْبان مولَى رسول الله (ص) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَن ٍ إِلَى عَمَّانَ.
قلتُ لهما (4) : مَنْ هَذَا الرجلُ، مَنْ حدَّثه، هَلْ تَدري مَنْ هُوَ؟
قَالَ [أَبِي] (5) : أظنُّ أَنَّهُ أَبُو سَلاَّمٍ الحَبَشِيُّ؛ لأنَّ هَذَا الحديثَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ ثَوْبان إِلا أَبُو سَلاَّمٍ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ؛ فأَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ (6) .
2161 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكَرِي (7) ،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2128) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (710) من طريق أبي حاتم الرازي؛ ثنا عبد الله بن جعفر؛ ثنا عبيد الله بن عمرو ... ، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/100 رقم 1443) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (1415) -، من طريق حفص بن عمر، عن عبد الله بن جعفر، به، وسقط منه قوله: «عن بعض من حدثه» ، فجاء عنده من رواية سليمان بن يسار، عن ثوبان، ولعل الوهم فيه من شيخ الطبراني حفص بن عمر.
قال أبو نعيم: «رواه عمرو الناقد، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عبيد الله بن عمرو، مثله» .
(3) في (ت) و (ك) : «سيار» .
(4) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم، والجواب سيكون منه فقط.
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «إني» .
(6) تقدم تخريج هذا الوجه في المسألة رقم (2128) .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/179-180 رقم 10384) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/168) . قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث مُرَّة والسدي، تفرَّد به الحكم بن ظُهير» .
(5/527)
عَنِ الحَكَم بْنِ ظُهَير، عَنِ السُّدِّي (1) ، عن مُرَّة (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ قِيلَ لأَهْلِ النَّارِ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي النَّارِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا لَفَرِحُوا، ولَوْ قِيلَ لأَِهْلِ الجَنَّةِ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي الجَنَّةِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا سَنَةً (4) لَحَزِنُوا (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
2162- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بن [عبد الله] (8) بْنِ جُمَيع، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (9) ، عَنْ حُذَيفة بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذرٍّ؛ أنَّه أَتَى مَجلِسَ بَنِي غِفار فَقَالَ: حدَّثني الصادقُ المصدوقُ (ص) : أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلاَثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجًا طَاعِمِينَ كَاسِينَ (10) ، وفَوْجًا يَمْشُونَ ويَسْعَوْنَ، وفَوْجًا تَسْحَبُهُمُ (11) المَلاَئِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وتَحْشُرُهُمُ
_________
(1) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن.
(2) هو: ابن شَراحيل الهَمْداني.
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) قوله: «سنة» سقط من (ك) .
(5) في (ف) : «حزنوا» .
(6) قال ابن رجب في "التخويف من النار" (ص 179) : «والحكم بن ظهير ضعيف، ولعل هذا الكلام ... موقوفٌ على ابن مسعود؛ فإنه رُوي عنه موقوفًا من وجه آخر بإسناد جيد. قال أبو الحسن بن البراء العبدي في "كتاب الروضة" له: حدثنا أحمد بن خالد - هو الخلاَّل -، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال: ... » . اهـ.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2137) .
(8) في جميع النسخ: «مسلم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/8 رقم34) ، ومصادر ترجمته.
(9) هو: عامر بن واثِلَة ح.
(10) في (أ) و (ت) : «كاسبين» .
(11) في (ت) : «تسبحهم» .
(5/528)
النَّارُ (1) ، قَالُوا: قَدْ عَرَفنا هؤلاءِ وهؤلاءِ، فَمَا بالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ ويسعَون؟ قَالَ: تُلْقَى الآفَةُ عَلَى الظَّهْرِ فَلاَ يَبْقَى ظَهْرٌ، حَتَّى إِنَّ (2) الرَّجُلَ مِنْكُمْ تَكُونُ الحَدِيقَةُ المُعْجِبَةُ يُعْطَاهَا بِذاتِ القَتَبِ (3) فَلا يَقْدِرُ عَلَيْهَا؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ عُيَينة، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، ولَزِمَ الوليدُ بنُ (4) جُمَيع الطريقَ، وتابَعَ سعدُ بنُ الصَّلْت ابنَ عُيَينة، عَنْ مَعْرُوفٍ (5) ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
2163 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (6) ، عن
_________
(1) كذا اللفظ في النسخ، وهو موافق للفظ "سنن النسائي"، ويشهد له أيضًا لفظ رواية الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان": «وتحشرهم النارُ من ورائهم» . والرواية في "مسند أحمد" بلفظ: «وتحشرهم إلى النار» وضمير الفاعل فيها يعود على الملائكة. انظر مواضع الروايات الآنفة في تخريج المسألة رقم (2137) .
(2) قوله: «إن» سقط من (ك) .
(3) في (ت) : «العتب» . والقَتَبُ: إكافُ البعير، وقيل: هو رَحْلٌ صغيرٌ على قَدْر سَنام البَعير. انظر "لسان العرب" (1/661) .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) هو: ابن خَرَّبوذ.
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/11 رقم11081) ، والمروزي في زياداته على "الزهد لابن المبارك" (1268) ، والطبري في "تفسيره" (18/235) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (493) من طريق إسماعيل بن عليَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: حدثني عبيد الله بن المغيرة بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبدٍ الْعُتْوَارِيِّ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به، مرفوعًا. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الموضح" (2/116) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34181) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/130) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "السنن" (4280) .
(5/529)
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: حدَّثني عُبَيدالله بن عُبَيدالله (1)
بْنِ مُعَيْقيب (*) ، عَنْ [سُلَيمان] (2) بْنِ عبدٍ العُتْواري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، حَسَكٌ (3) كَحَسَكِ السَّعْدَان ِ (4) ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ (5) النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوجٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عُبَيدالله بن المُغيرة بن عبد الله بْنِ مُعَيْقيب (*) .
2164 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ (6) ،
عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ علي بن زيد، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: كنتُ عِنْدَ عائِشَة، وَعِنْدَهَا كَعْب، فذَكَر إِسْرافِيلَ، فَقَالَتْ عائِشَةُ: أَخبِرْنِي يَا كَعْبُ عَنْ إِسْرافِيلَ، فَقَالَ: عندكمُ العِلمُ، قالت: أجَلْ
_________
(1) في (ت) ضبَّب على قوله: «عُبَيد» ، وعلى قوله: «ابن» الأوَّلَين، وفي (ك) ضبَّب على قوله: «عُبَيد» . الأول والثاني معًا.
(
*) ... في (ت) و (ك) : «معيقب» .
(2) في جميع النسخ: «سُليم» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وترجمته في "الجرح والتعديل" (4/131) .
(3) في مصادر التخريج: «عليه حسكٌ» .
(4) السَّعْدان: نبتٌ ذو شوك، مَنْبَتُه سهولُ الأرض، وهو من أطيَبِ مَراعي الإبِل مادامَ رطبًا. انظر "لسان العرب" (3/215) ، و"معجم البلدان" (2/261) ، و"مرقاة المفاتيح" (10/251) ، و"تاج العروس" (حسك 13/540) .
(5) في (ك) : «يستجير» .
(6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "العظمة" (286) من طريق نوح بن حبيب، عنه، به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9283) من طريق محمد بن عمار الرازي، عن مؤمل ابن إسماعيل، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ علي بن زيد، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد بن زيد إلا مؤمل» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (6/47) من طريق عفان ابن مسلم، عن حماد بن سلمة، به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث كعب، لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث، ورواه خالد الحذاء، عن الوليد، عن أبي بشر، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، نحوه» . ورواية خالد الحذاء التي أشار إليها أبو نعيم أخرجها أبو الشيخ في "العظمة" (290) إلاأنه وقع عنده: «عن الوليد بن مسلم أبي بشر» .
(5/530)
فَأَخْبِرْنِي، قَالَ: لَهُ أربعةُ أَجْنِحَةٍ؛ جناحانِ فِي الْهَوَاءِ، وجناحٌ قَدْ تَسَرْبَلَ (1) بِهِ، وجناحٌ عَلَى كاهِلِه، والعرشُ عَلَى كاهِلِهِ (2) ، والقلَمُ عَلَى أذُنِهِ (3) ، فَإِذَا نزَلَ الوحيُ كتَبَ القلَمُ، ثُمَّ دَرَسَتِ (4) الملائكةُ، ومَلَكُ الصُّورِ جَاثٍي (5) على إِحْدَ (6) رُكْبَتَيْهِ ... وذكر الحديثَ؛ فقالت
_________
(1) تَسَرْبَلَ الثوبَ ونحوه: لَبِسَهُ. "تاج العروس" (سربل) .
(2) قوله: «والعرش على كاهله» سقط من (أ) و (ش) و (ك) . والكاهل: مقدَّم أعلى الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى. "المصباح المنير" (2/543) .
(3) في (ت) و (ك) : «أذنيه» .
(4) دَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْسًا: قَرَأَهُ. "تاج العروس" (د ر س) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة المشهورة: «جاثٍ» كما في مصادر التخريج، لكن يخرَّج ما وقع في النسخ على لغة من يقف على المنوَّن المنقوص بالياء، في حالتي الرفع والجر، وهي لغة فصيحة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(6) قوله: «إحد» ليس في (ك) ، وهو ثابت في بقية النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «على إحدى ركبتيه» ؛ لأنَّ = = «الركبة» مؤنَّثة، وعلى ذلك لفظ الحديث في الموضعين المذكورين من "الأوسط" للطبراني، و"الحلية" لأبي نعيم، لكنَّ ما وقع في النسخ - إن لم يكن مصحَّفًا عن «إحدى» - فيمكن تخريجه على أنَّ الأصل: «على إِحْدَى رُكبَتيه» ، وحذفت ألف «إحدى» اجتزاءً بالفتحة قبلها، فصارت: «إِحْدَ رُكبَتيه» ، وهي لغة هوازن وعليا قيسٍ. وانظر شواهد الاجتزاء بالحركات عن حروف المد في التعليق على المسألة رقم (679) .
(5/531)
عائِشَة (1) : هَكَذَا سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عائِشَة؛ وَهُوَ أشبهُ.
2165 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّة (3) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْص، عَنْ سُفْيَانَ (4) ، عَنْ زُبَيد (5) ، عَنْ مُرَّة (6) ، عَنْ عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ (8) حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً (9) ، وأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وإِنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِي
_________
(1) في (ش) : «فقال: يا عائشة» .
(2) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي.
(3) في (أ) و (ش) : «شيبة» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2023) ، وابن حبان في "صحيحه" (7328) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/276) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/245) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وأحسب أن عمر بن شبة أخطأ فيه؛ لأنه لم يتابعه عليه أحدٌ، وإنما عند الثوري هذا الكلام عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس» .
ونقل ابن عساكر عن الحافظ علي بن الحسن - الراوي له عن عمر بن شبة - قال: «هذا عندي دخل لعمر بن شبة حديث في حديث، هذا مشهور [عَنِ] الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/233) قول علي بن الحسن، ثم حكم على إسناد عمر ابن شبَّة بأنه خطأ.
(4) هو: الثوري.
(5) هو: ابن الحارث اليامي.
(6) هو: ابن شَراحيل الهَمْداني، المعروف بالطيِّب.
(7) هو: ابن مسعود ح.
(8) في (ك) : «تحشرون» .
(9) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2159) .
(5/532)
يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: أَصْحَابِي ... وذكَرَ الحديثَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ، رَوَاهُ سُفْيَانُ (1) ، عَنِ المُغِيرة بْنِ النُّعمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، مَرْفُوعٌ (2) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: بلغَني أنَّ فِي كِتَابِ الْحُسَيْنِ: عَنِ الثَّوري، عَنْ زُبَيد، عَنْ مُرَّة، عن عبد الله؛ في قوله: {} (3) . وَعَلَى أَثْرِهِ: الثَّوري، عَنِ المُغيرة بْنِ النُّعمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ ... فَدَخَلَ لعمرَ بْنِ شَبَّة (4) إسنادُ حَدِيثِ الأَّوُلِّ، فِي مَتْنِ حَدِيثِ الثَّانِي.
2166 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بْنُ نُصَير، عَنْ شُعبة، عَنِ العَوَّام بن مُراجِم (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدي، عَنْ
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3349) ، ورواه البخاري (4625 و4740 و6526) ، ومسلم في "صحيحه" (2860) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم أيضًا من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن المغيرة بن النعمان، به.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) الآية (102) من سورة آل عمران. قال الدارقطني في "العلل" (5/274) عن هذا الحديث: «يرويه زبيد، عن مُرَّة، عن عبد الله. وخالفه عمرو بن مُرَّة، فرواه عن مُرَّة، عن الربيع بن خثيم قوله» . وانظر "الحلية" (7/238) .
(4) في (ش) : «أشبه» .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (2142) ، وفيها سؤال ابن أبي حاتم لأبيه.
(6) كذا في (ت) ، وفي (أ) و (ف) و (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة. وفي (ش) : «مزاجم» بالزاي والجيم، وسبق التنبيه على الصواب فيه في المسألة (2142) ، وسيأتي آخر المسألة.
(5/533)
عثمان ابن عفان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الجَمَّاءَ (1) لَتَقْتَصُّ (2) مِنَ القَرْنَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعبة (3) ، عن العَوَّام بن مُراجِم (4) ، عَنْ أَبِي السَّليل (5) ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمان، موقوفً (6) .
_________
(1) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2142) .
(2) في (ت) : «ليقتصي» ، وفي (ك) : «لنقتص» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/285-286) ، وابن عدي في "الكامل" (2/232) ، والدارقطني في "العلل" (3/65) من طريق محمد بن جعفر غُنْدر، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1121) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة، عن العوَّام، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي عثمان النَّهْدي، عن سلمان، قوله. وانظر التعليق آخر المسألة.
(4) كذا في (ت) و (ف) ، وفي (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة، وهي مهملة في (أ) و (ش) .
(5) في (ك) : «الشليل» . وهو: ضُرَيب بن نُقَير.
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
وكذا جاء هنا: «عَنْ أَبِي السَّليل؛ قَالَ: قَالَ سلمان» ، والذي ذكره ابن معين والبزار والعقيلي وابن عدي والدارقطني أنه من رواية أبي السَّليل، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سلمان موقوفًا. ونقل الدوري في "التاريخ" (4/257-258) عن ابن معين قوله: «إنما هو: أبو عثمان، عن سلمان» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/286) بعد أن رواه من طريق أبي عثمان، عن سلمان موقوفًا: «وهذا أولى» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (2/232) : «قال لنا ابن صاعد: وليس هذا في حديث عثمان، أن النبيَّ (ص) ؛ إنما رواه أبو عثمان، عن سلمان من قوله» .
وقال الدارقطني في "العلل" (287) : «يرويه شعبة، واختُلف عنه، فرواه الحجاج بْنُ نُصَير، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ العوَّام بن مُراجِم، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عن النبيِّ (ص) وَوَهِم فيه. وخالفه غُنْدَر، فرواه عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ العوَّام بْنِ مُراجِم، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان، موقوفًا، وهو الصواب» .
(5/534)
2167 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَفْص عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الدِّمشقي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمد، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ؛ يَعْنِي: ابْنَ عَقيل، هَكَذَا قَالَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ الجَنَّةَ حُرِّمَتْ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ؟
2168 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَان (4) ،
عن عُبَيد
_________
(1) في (ت) : «التنسي» . وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (942) ، وابن عدي في "الكامل" (4/129) ، والدارقطني في "الأفراد" (21/ب/أطراف الغرائب) ، والثعلبي في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (2/85) - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (1/405) . قال الطبراني: لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ الزهري إلا ابن عقيل، ولا عن ابن عقيل إلا زهير، ولا عن زهير إلا صدقة، تفرَّد به عمرو.
وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث الزهري عنه، تفرَّد به أبو حفص عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ، عن صدقة السمين، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الزهري، عنه، وهو غريب من حديث الزهري، عنه، ومن حديث عبد الله، عن الزهري» .
(2) هو: صدقة بن عبد الله السمين.
(3) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(4) هو: الثوري، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2969) ، والبزار في "مسنده" - كما في "تفسير ابن كثير"-، والنسائي في "الكبرى" (11653) من طريق عبيد الله الأشجعي، والبزار في "مسنده"، وابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/159) - من طريق أبي عامر الأسدي، كلاهما عن الثوري، به.
قال النسائي: «ما أعلم أحدًا روى هذا الحديثَ عن سفيان غير الأشجعي، وهو غريبٌ» . وقال البزار: «لا نعلم رواه عن أنس غير الشعبي» .
(5/535)
المُكْتِب (1) ، عَنْ فُضَيل بْنِ عَمْرٍو الفُقَيمي، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: ضَحِكَ النبيُّ (ص) حَتَّى بَدَتْ نواجِذُهُ، ثُمَّ (2) قَالَ: تَدْرُونَ مِمَّا (3) أَضْحَكُ؟ ، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؛ قَالَ: مِنْ مُجَادَلَةِ العَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: لاَ أُجِيزُ عَليَّ [إِلاَّ] (4) شَاهِدًا مِنْ نَفْسِي، فَيُقَالُ: كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ... وذكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عُبَيد المُكْتِب، عَنِ الشَّعبي، عن أنس (6) ، عن النبيِّ (ص) .
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
قال: حديثُ سُفيان (7) .
_________
(1) هو: ابن مهران.
(2) قوله: «ثم» سقط من (ف) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مِمَّ» بحذف الألف؛ لكن إثبات الألف كما وقع هنا جائزٌ في العربية. وهو لغة حكاها الأخفش. انظر التعليق على المسألة رقم (1100) .
(4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه، وقد استدركناه من مصادر التخريج.
(5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" - كما في "تفسير ابن كثير" (7/159) -، وأبو يعلى في "مسنده" (3975) ، والطبري في "تفسيره" (21/452) -، والحاكم في "المستدرك" (4/601) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/291) .
(6) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) .
(7) وكذا رجَّح الدارقطني في "العلل" (4/ل21/ب) إلا أنه يشبه أن يكون وقع سقطٌ في النسخة الخطية، فقد جاءت العبارة فيها هكذا: «يرويه عُبَيْد بن المُكْتِب، واختُلف عنه فرواه شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيد المُكْتِب، عَنِ فُضَيل بن عمرو القَعنَبي (كذا) ، عن الشَّعبي، عن أنس، وهو الصَّحيح» . اهـ.
وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج" (34) : «هذا حديث رواه الأشجعي، وأبو عامر الأسدي، عن الثوري بهذا الإسناد، ورواه شريك بن عبد الله، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكَتِّبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن أنس، ولم يذكر في إسناده: فضيل بن عمرو، ورواه عمارة بن القعقاع، عن الشعبي، عن النبي (ص) ، ولم يذكر أنسًا، ولا نعرف بهذا الإسناد حديثًا غير هذا، والشعبي، عن أنس شيء يسير» .
(5/536)
2169 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، وعَمرُو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ عَلْقَمة (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: الجَنَّةُ سَجْسَجٌ (6) لا حَرَّ فِيهَا وَلا قُرَّ.
وَرَوَاهُ (7) زكريَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ (8) فَقَالَ: عَنْ أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجة، عَنْ عَلْقَمة، عَنْ عبد الله.
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/136) . وتقدمت هذه المسألة برقم (2135) عن أبي حاتم.
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، وستأتي روايته من طريق علي بن الجعد عنه على وجه آخر. وتقدم الحديث في المسألة رقم (2135) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به مثل رواية زهير المذكورة هنا.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) هو: ابن قيس النَّخَعي.
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) تقدم تفسيرها في تعليقنا على المسألة رقم (2135) .
(7) في (ت) : «ورواة» ، وفي (ك) : «رواه» بلا واو.
(8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2135) .
(5/537)
وَرَوَاهُ الثَّوْري (1) ، عَنْ أَبِي (2) إِسْحَاقَ، عن عَلْقَمة.
وَرَوَاهُ جَرير (3) ، عَنْ مَنْصور (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمة.
وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الجَعْد (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمة؛ قَالَ: «الجنَّةُ سَجْسَجٌ» ، لَمْ يُجَاوزوا (6) بِهِ (7) .
فقيل لأَبِي زرعة: أيُّهُ َأصحُّ (8) ؟
_________
(1) لم نقف على رواية الثوري له هكذا من قول علقمة، ولكن أخرجه حسين المروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1525) ، والسرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (489) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي حاتم في "التفسير" (6003) من طريق وكيع، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، به.
وهكذا ذكره الدارقطني في "العلل" (783) عن الثوري، ولم يذكر خلافًا عليه.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(3) هو: ابن عبد الحميد.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2515) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (127) ، لكنه زاد فيه: ابن مسعود.
(6) في (ك) : «يجاوزا» .
(7) أي: لم يتجاوز الثوريُّ، ومنصورٌ، وزهيرٌ، في هذا الحديث: علقمةَ، وجعلوه موقوفًا عليه، ولم يذكروا: عبد الله بن مسعود.
(8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أيُّها أصحُّ» ، وما وقع هنا له ضبطان في حال الوصل؛ فتح الهاء وضمُّها:
أما فتح الهاء «أيُّهَ» : فلأنَّ بعدها ألفًا حذفت اجتزاءً بهذه الفتحة، وعلى ذلك جاءت قراءة الجمهور في قوله تعالى: [النُّور: 31] {أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} ، و [الزّخرُف: 49] {يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ} ، و [الرَّحمن: 31] {أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} .
وأما ضم الهاء «أيُّهُ» : فجاء إتباعًا للضمة التي قبلها، وذكر ابن الأنباري أنَّ هذا لغة، وعيَّنها غيره أنها لغة بني أسد، وعلى هذه اللغة جاءت قراءة ابن عامر للآيات الثلاث السابقة. انظر: "الكشاف" للزمخشري، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، و"معجم القراءات" (في الكلام على الآيات الثلاث المذكورة) .
(5/538)
فَقَالَ (1) : الحديثُ حديثُ (2) الثَّوري، ومنصور، وزهير؛ من رواية عَلِيّ بْن الجَعْد (3) .
2170 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمان (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ مُوَرِّق (6) ، عن عبد الله (7) قَالَ: مَا مِنْ مؤمنٍ إِلا لَهُ خَيْرَةٌ (8) ، وَمَا مِنْ (9) خَيْرَةٍ إِلا لَهَا خَيْمَة، وَمَا مِنْ خَيْمَة إِلا لَهَا (10) أربعةُ أَبْوَابٍ، يدخلُ عَلَيْهِ كلَّ يَوْمٍ مِنْ كلِّ بابٍ تُحْفَةٌ.
_________
(1) في (ك) : «قال» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «حديثا» .
(3) تقدم في المسألة (2135) أن أبا حاتم لم يرجِّح ما رجحه أبو زرعة هنا، بل لم يذكر رواية الثوري ومنصور وزهير، وظاهر صنيعه ترجيحُه لرواية زكريا بن أبي زائدة، وهي التي رجَّحها الدارقطني كما سبق هناك؛ لأن فيها زيادة راوٍ في الإسناد.
(4) في (ك) : «اليمان» .
(5) هو: ابن يزيد الجُعْفي.
(6) هو: ابن مُشَمْرِج العجلي.
(7) هو: ابن مسعود ح.
(8) أي: امرأةٌ خَيْرَةٌ؛ وهي: الفاضِلَةُ في الجَمَال والخُلُق، وجمعُها: خَيْراتٌ، والتشديد «خَيِّرَة» لغةٌ فيها. انظر "المصباح المنير" (خ ي ر) (1/185) ، و"مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص301) .
(9) قوله: «من» ليس في (ت) و (ك) .
(10) في (ك) : «ولها» .
(5/539)
وَرَوَاهُ وَكِيع (1) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ، عَنْ عبد الله: ُ س ش ر ِ (3) ؛ قَالَ: فِي كُلِّ خَيمَةٍ خَيْرَةٌ.
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ (4) : أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: وَهِمَ فيه ابنُ يَمَان؛ إنما هو: عَنْ أَبِي عُبَيدة، عن عبد الله؛ وهو أصحُّ.
2171 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عن عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ زكريَّا (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَعْبَد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيس: أنَّ جَعْفَرً (6) جاءها وَهُم بأرضِ
_________
(1) هو: ابن الجراح الرؤاسي، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34045) .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (238/زيادات نعيم بن حماد) عن سفيان، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، به. ورواه الطبري في "تفسيره" (23/75) من طريق أبي هشام، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (7/483) - من طريق عمرو بن عبد الله الأودي؛ كلاهما عن سفيان بمثل رواية ابن المبارك.
ووقع عند ابن أبي شيبة والطبري: «أبي عبيد» بدل: «أبي عبيدة» .
(2) هو: ابن عبد الله بن مسعود، مشهور بكُنيته.
(3) الآية (70) من سورة الرحمن.
(4) قوله: «زرعة» سقط من (ك) .
(5) هو: ابن أبي زائدة.
(6) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/540)
الحَبَشَة، وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَتْ: مَا شأنُكَ؟ قَالَ (1) : رأيتُ فَتًى مُترَفًا، شَابًّا، جَسِيمًا، مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ، فطرَحَ (2) دَقِيقًا كَانَ مَعَهَا، فَسَفَتْهُ (3) الرِّيحُ، فَقَالَتْ لَهُ (4) : إِنِّي أَكِلُكَ إِلَى يومٍ يَجْلِسُ المَلِكُ عَلَى الكُرسِيِّ، فيأخذُ المظلوم (5) مِنَ الظَّالِمِ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو أُسَامَةَ (6) ، عَنْ زكريَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَعْبَد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيس.
فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ: سَعِيد بْن مَعْبَد، أو سَعْد بْن مَعْبَد؟
فَقَالَ: سعيدٌ أصحُّ.
_________
(1) في (ت) و (ف) : «قالت» .
(2) في (ت) : «تطرح» .
(3) أي: ذَرَتْهُ ونَثَرتْهُ، أو حَمَلَتهُ. انظر "القاموس المحيط" (س ف ي) .
(4) قوله: «له» سقط من (ت) ، ومن قوله: «ما شأنك» إلى هنا سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة - كما في مصادر التخريج -: «للمظلوم» ، فإن لم يكن ما في النسخ تصحيفًا؛ فإنَّه يخرَّج على نزع الخافض، والأصل: «للمظلوم» حُذِفَ الخافض، وهو لام الجر، فانتصب ما بعده. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (12) .
(6) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35655) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/246 رقم 152) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه عثمان بن سعيد الدارمي في "نقضه على بشر المريسي" (95) .
(5/541)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الآدَابِ (2) والطِّبِّ
2172 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (4) ، عَنْ ضِمام ٍ (5) ، عن أبي قَبِيل (6) ، عن عبد الله بن عمرو (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: زُرْ غِبًّا (8) تَزْدَدْ حُبًّا؟
قَالَ: هَذَا حديثٌ رَوَاهُ رجلٌ بِمِصرَ يُقَالُ لَهُ: محمدُ بنُ عَمْرِو بنِ عثمانَ الجُعْفِيُّ (9) ، عَنْ ضِمَام، عَنْ أَبِي قَبِيل، عَنْ عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
حَدَّثَنَا بِهِ هَذَا الشيخُ عَنْ ضِمامٍ بِمِصرَ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «باب علل» .
(2) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الأدب» .
(3) انظر المسألة رقم (2431) و (2545) .
(4) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/300) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1233) .
(5) هو: ابن إسماعيل المرادي المَعافِري.
(6) بفتح القاف، وكسر الموحَّدة، بعدها تحتانية ساكنة: حُيَيّ بن هانئ المَعافِري.
(7) في (أ) و (ش) : «عمر» .
(8) أي: زُر يومًا، ويومًا لا. انظر "اللسان (غ ب ب/1/635) . وقال الفيروز آبادي: والغِبُّ في الزيارة: أن تكونَ كلَّ أُسبوع. "القاموس" (غ ب ب/ص119) .
(9) روايته أخرجها تمام في "فوائده" (1208/الروض البسام) .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) ، والطبراني في "الكبير" (13/70 رقم173) ، وابن عدي في "الكامل" (4/103) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (18) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1234) من طريق سُويد بن سعيد، عن ضمام، به. لكن هذا الحديث مما دلسه سويد عن ضمام ولم يسمعه منه؛ كما نص على ذلك أبو زرعة في "سؤالات البَرْذعي" (ص 408) ، ورواه عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/230) .
(5/542)
بِصَحِيحٍ (1) ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ضِمامٌ (2) مُبتَّرً (3) .
2173 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ،
عَنْ بُكَير بن عبد الله ابن الأَشَجّ، عن عُبَيد بن
_________
(1) بوَّب البخاري في "صحيحه" (10/498/فتح) في كتاب الأدب بقوله: «باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشيًّا» ، ثم أخرج حديث عائشة خ في زيارة النبي (ص) لبيت أبي بكر الصديق ح بمكة بكرة = = وعشيًّا، ففسَّر ذلك الحافظ ابن حجر بقوله: «وكأن البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: «زِرْ غبًّا تزدد حبًّا» . وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحدٌ منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي برزة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حَيْدة، وقد جمعتها في جزء مفرد ... » ، ثم ذكر بعض طرقه، وتكلم عنها، ونقل الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص260) عن الصاغاني الحكم عليه بالوضع، وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في التعليق عليه: «الصحيح أنه حكمة قديمة» ، وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/739-743) .
(2) في (ش) : «ضما» .
(3) كذا بتشديد التاء في (أ) و (ش) ، ووضع ضمة على الميم في (ش) و (ف) ، وبَيْن الميم والباء في (أ) . ولم تعجم الباء إلا في (ت) ، والكلمة دون إعجام وعليها تضبيب في (ك) ؛ فالظاهر أنه بمعنى «مقطوع» ؛ من البَتْر بمعنى القطع، وفعله هنا - وهو «بتَّر» مزيدٌ - بالتضعيف؛ فيكون ضمام يرويه إما عن عبد الله بن عمرو من قوله، أو من قول أبي قبيل، أو غيرهما، وقد سبق التعليق على حذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، في المسألة رقم (34) ؛ إذ حقُّه على ما ظهر من معناه أن يكون: «يرويه ضمام مبترًا» ، والله أعلم.
(4) في (ف) : «وسألت أبي» ، وألحق بالهامش قوله: «زرعة» ، وكتب عليه «صح» ، ولم يصوب «أبي» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (5) ، وفي "المصنف" (19857) من طريق عبد الرحيم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/190 رقم4004) .
ورواه أحمد بن خالد الوهبي ويحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، فخالفا عبد الرحيم بن سليمان؛ فزادا: «عن أبيه» :
أما رواية الوهبي: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) ، والبيهقي في "سننه" (9/71) ، وابن عساكر في "تاريخه" (34/330-331) .
وأما رواية الأموي: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/190 رقم 4003) . كلاهما (الوهبي والأموي) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بن تعلى، به.
وفي سند المطبوع من "معجم الطبراني الكبير" سقط؛ حيث جاء الإسناد فيه هكذا: «حدثنا داود بن محمد بن صالح المروزي، ثنا سعيد بن سعيد الأموي، حدثني أبي، ثنا محمد بن إسحاق» ، وصوابه: «سعيد بن يحيى ابن سعيد الأموي، عن أبيه» ؛ فإن الطبراني كثيرًا ما يروي عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد. انظر مثلاً (6/42 رقم5457) ، و (17/174 رقم462) ، و (18/23 رقم 38) .
وأخرج الحديث أيضًا الطبراني في الموضع السابق برقم (4005) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عن عبيد بن تعلى، به. ورواه آخرون عن بكير - كما سيأتي -، لكن اختُلِف عليهم في زيادة: «عن أبيه» .
(5/543)
تِعْلى (1) - أو يَعْلى (2) -، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَصْبيرِ الْبَهَائِمِ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: بُكَير (4) ،
عَنْ أَبِيهِ، عن عُبَيد
_________
(1) المثبت من (أ) ، ولم تنقط في بقية النسخ.
(2) قوله: «أو يعلى» سقط من (ك) . والصواب في اسم والد عبيد هذا: «تِعْلى» . انظر "توضيح المشتبه" (9/242) ، و"التقريب" (ص 440) .
(3) صَبْرُ البهيمة وكلِّ ذي روحٍ: أن يحبسَ حيًّا، ويرمى بشيء حتى يموت. انظر "مشارق الأنوار" (2/38) ، و"المصباح المنير" (ص ب ر/1/331) .
(4) رواه عن بكير على هذا الوجه: يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، وعبد الله ابن لهيعة؛ وفيه اختلاف عليهم:
أما يزيد بن أبي حبيب: فأخرج روايته الإمام أحمد (5/422 رقم23589) ، والدارمي في "مسنده" (2017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) ، والشاشي في "مسنده" (1160 و1161) ، والطبراني في "الكبير" (4/159 رقم 4001) ، والبيهقي في "سننه" (9/71) ، جميعهم من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ تعلى، عن أبي أيوب، به.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5609) من طريق زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عَنْ يزيد بن أبي حبيب، به، ولم يذكر: «عن أبيه» .
وأما عمرو بن الحارث: فيرويه عنه عبد الله بن = = وهب، لكن اختُلِف عليه: فرواه سعيد بن منصور في "سننه" (2667) عنه، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بكير، عن عبيد بن تعلى، به هكذا، ولم يذكر: «عن أبيه» . ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه أبو داود في "سننه" (2687) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/422 رقم23590) من طريق سريج بن يونس، وابنُ حبان في "صحيحه" (5610) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/330) من طريق حرملة بن يحيى - كلاهما عن عبد الله بن وهب، به، كرواية سعيد بن منصور. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، والطبراني في "الكبير" (4/159 رقم 4002) من طريق أحمد بن رشدين، عن أحمد بن صالح - كلاهما، عن عبد الله بن وهب، به، وزادا: «عن أبيه» .
وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب متكلم في حفظه. وأحمد بن رشدين اسمه: أحمد بن محمد بن الحجاج ابن رشدين، وقد اتهم بالكذب كما في "لسان الميزان" (1/257 رقم804) . فالصحيح مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أنها عن بكير، عن عبيد بن تعلى؛ كما رواه سعيد بن منصور ومن وافقه.
وأما عبد الله بن لهيعة: فأخرج روايته الطيالسي في مسنده" (596) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/422-423 رقم23591) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عنه، به بزيادة: «عن أبيه» . وقد نسب الطيالسي في روايته ابن لهيعة إلى جده، فقال: «عبد الله ابن عقبة» . وأخرجه الطحاوي في الموضع السابق من طريق عبد الله بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، مقرونًا برواية عمرو بن الحارث السابقة التي فيها زيادة «عن أبيه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (6/120) أن الوليد بن مسلم رواه عن ابن لهيعة وأبي رافع إسماعيل بن رافع، كلاهما عن بكير، عن عبيد بن تعلى، به، ولم يذكرا «عن أبيه» .
(5/544)
بْنِ يَعْلى (1) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) (2) .
2174 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ أَبَا سفيانَ بنَ الحارثِ قَالَ للنبيِّ (ص) : قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا وأَقلِلْ؟
_________
(1) كذا في (ت) و (ش) ، ولم تنقط في بقية النسخ.
(2) وقال الدارقطني في "العلل" (6/119) : «يرويه بكير ابن عبد الله بن الأشج، واختلف عنه؛ فرواه عبد الحميد ابن جعفر، عن بكير، عن أبيه، عن ابن تِعْلى. وتابعه ابن لهيعة من رواية ابن المبارك عنه. وقال الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: عَنِ ابْن لهيعة، وأبي رافع - وهو إسماعيل بن رافع - عن بكير، عن ابن تِعْلى؛ لم يذكر بينهما أبا بكير، وكذلك قال محمد بن إسحاق وعمرو بن الحارث [عن] بكير، والله أعلم» .
وقال المزي في "تهذيب الكمال" (19) : «والصحيح قول من قال: عن أبيه» .
وقال الذهبي في "الكاشف" (1/689) : «والأصح: بكير، عن أبيه» .
وقال ابن حجر في "التهذيب" (3/33) : «والذي رواه بإسقاط والد بكير محمدُ بن إسحاق، وهو منقطع، قاله ابن المديني. قال: وإسناده حسن؛ إلا أن عبيد بن تِعْلى لم يُسمع به في شيء من الأحاديث. قال: ويقويه رواية بكير بن الأشج عنه؛ لأن بكيرًا صاحب حديث. قال: ولا نحفظه عن أبي أيوب إلا من هذا الطريق. وقد أسنده عبد الحميد بن جعفر وجوَّده» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2244) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2304) .
(4) لم نقف على من رواه عن حماد بن سلمة ولا عن غيره على هذا الوجه، ولكن رواه أسد بن موسى وموسى بن إسماعيل أبو سلمة التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله، قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لعلي أعقِلُه وأقْلل، قال: «لا تغضَب» .
أما رواية أسد بن موسى: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (2/261 رقم 2093) ، لكن جاءت الرواية عنده هكذا: «عن الأحنف بن قيس، عن عمِّه أو غيره؛ ذكر جارية بن قدامة» ، وأوضح الطبراني ذلك بقوله: «جارية بن قدامة السَّعدي، التميمي، عم الأحنف بن قيس، وليس بعمه أخي أبيه، ولكنه كان يدعوه عمه على سبيل الإعظام» .
وأما رواية موسى بن إسماعيل: فأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (7/246) هكذا: «مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الأحنف، عن عمه أنه قال: يا رسول الله ... ، الحديث.
وقد توبع حماد بن سلمة على هذه الرواية، فانظر هذه المتابعات - إن شئت - عند الطبراني وابن عبد البر، والله أعلم.
(5/546)
فقال أبي: يخالِفُ حمَّادٌ أصحابَ هِشَامٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُروَة، عن سفيان بن عبد الله الثَّقَفي، عن النبيِّ (ص) (1) .
2175- وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ (2) رَوَاهَا عُقْبةُ بنُ عبد الله الأَصَمّ (3) ،
عَنِ ابْنِ (4) بُرَيدة (5) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلْمُنَافِقِ: يَا سَيِّدَهُ (6) ، فَقَدْ أَغْضَبَ رَبَّهُ؟
_________
(1) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه مسلم في "صحيحه" (38) من طريق عبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: «قُل: آمنتُ بالله، ثم استَقِم» .
(2) منها هذا الحديث، والحديثان التاليان.
(3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/311) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/198) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/454) .
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4854) .
(4) في (ك) : «أبي» .
(5) هو: عبد الله بن بريدة.
(6) كذا في جميع النسخ، وجاء في مصادر التخريج على ألفاظ، وهي: «سيد» ، و «يا سيد» ، و «سيدنا» ، و «يا سيدنا» ، و «ياسيدي» ، وكل ذلك على الجادَّة، وما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ونحوه ما ذكره شُرَّاح الحديث في حديث البخاري (1360) ، ومسلم (24) ، وغيرهما، وفيه: «حتَّى قال أبو طالب آخرَ ما كلَّمهم: هو على ملَّةِ عبد المُطَّلب، وأبي أَنْ يَقُولَ: لا إِلَهَ إِلا الله» ؛ فقد كانت الجادَّة أن يكون بلفظ: «أنا على ملَّةِ عبد المُطَّلب» ، قال النووي في "شرح مسلم" (1/214) : «فهذا من أحسن الآداب والتصرُّفات، وهو أنَّ من حكى قولَ غيرِهِ القبيحَ، أتى به بضمير الغَيْبة لِقُبح صورة لفظه الواقع» . وانظر "فتح الباري" (8/507) ، و"عمدة القاري" (8/18) ، و"تيسير العزيز الحميد" (ص241) .
(5/547)
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (1) ،
عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ قَتادة، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
2175/أ- قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : ورَوَى (4) بِهَذَا الإسناد: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/346 رقم 22939) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (760) ، وأبو داود في "سننه" (4977) ، والنسائي في "الكبرى" (10073) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5987) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (364) ، والمحاملي في "أماليه" (391) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (391) ، والبيهقي في "الشعب" (4542) . وأخرج الدارقطني في "الأفراد" (1506) هذا الحديث وقال: «تفرد به هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن بريدة» . قال الشيخ الألباني _ح في "السلسلة الصحيحة" (371) عن هذا الحديث: «صحيح على شرط الشيخين» .
ولم يخرج البخاري ولا مسلم لقتادة عن عبد الله بن بريدة شيئًا، بل قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/12) : «لا يُعرَف سماع قتادة من ابن بريدة» .
وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (982) : «وقد قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد الله بن بريدة» .
وللحديث طريق آخر: أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" لعبد الله بن المبارك (186) فقال: أنا ابن خوط، عن قتادة ... ، فذكره.
وابن خوط هذا هو: أيوب، وقد تصحَّف في "زوائد الزهد" إلى: «ابن حوط» بالحاء المهملة، وهو متروك.
(2) هو: هشام الدستوائي.
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(4) يعني: عقبة بن عبد الله الأصم. وروايته هذه أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (1484/أطرافه) ، ثم قال: «تفرد به عقبة الأصم عنه [يعني: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ، ورواه قَتَادَةُ وَحُسَيْنٌ المعلِّم عَنِ ابْنِ بريدة، عن أبي سبرة، عن عبد الله بن عمرو» .
(5/548)
قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ، وقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وسُوءُ الجِوَارِ، ويُتَّمَنَ (1) الخَائِنُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ قَتَادة (2) ،
وَحُسَيْنٌ المُعَلِّم (3) ، عَنِ ابن (4)
_________
(1) كذا رُسمت في جميع النسخ، وهي لغةٌ؛ يقال: اتُّمِنَ يُتَّمَنُ، والأصل: اؤْتُمِنَ يُؤْتَمَنُ، وبهذه اللغة قرأ عاصم في شاذِّه، وابن محيصن، قوله: {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] بإبدال الهمزة حرف علة، وإدغام حرف العلة في التاء، وأجاز ذلك ابن مالك، وجعله مقصورًا على السماع، ونقل الصاغاني أنَّ القول بجوازه مذهب الكوفيين، وورد مثله في كلام أم المؤمنين عائشة خ، وهي من الفصحاء المشهود لهم، ففي "صحيح البخاري" (300) عنها: «كان (ص) يأمرني فأَتَّزِرُ» .
انظر: "روح المعاني" للآلوسي (3/63) ، وانظر: "البحر المحيط" (1/354) ، (2/372) ، و"فتح الباري" (5/259) ، و"الخصائص" (2/287) ، و"لسان العرب" (13/22) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (1/75) و (4/513) ، وابن عساكر في "تاريخه" (20/44) .
قال البزار: «لا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة» .
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» .
(3) هو: حسين بن ذَكْوان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/162-163 رقم 6514) ، والمروزي في زياداته على "الزهد لابن المبارك" (1610) ، ومن طريقه وطريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (20/41-42 و43) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/75) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص107-108 رقم172) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه " (20/42) .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح؛ فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير مبيَّن ذكره في المسانيد والتواريخ، غيرُ مطعون فيه، وله شاهد من حديث قتادة عن ابن بريدة» .
(4) في (ك) : «أبي» .
(5/549)
بُرَيدة، عَنْ أَبِي سَبْرة (1) الهُذَلي (2) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح (3) .
2175/ب - قال (4) أبومحمد (5) : ورَوَى (6)
بِهَذَا الإِسْنَادِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بهِ الشَّيْبَ الحِنَّاءُ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ مَعْمَرٌ (7) ، عن
_________
(1) في (ك) : «سيرة» .
(2) في (أ) و (ش) : «الهمداني» . وأبو سبرة هذا قيل: اسمه: سالم بن سلمة، وقيل: سالم بن سبرة.
(3) تابع قتادةَ وحسينًا المعلِّم مطرٌ الورَّاق، وروايته أخرجها معمر في "الجامع" (20852/مصنف عبد الرزاق) عنه، عن عبد الله بن بريدة، فذكر الحديث بطوله. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/199 رقم6872) ، وبقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (43) ، ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر (20/44-45) .
(4) انظر المسألة رقم (2418) .
(5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(6) يعني: عقبة بن عبد الله الأصم. ولم نقف على من أخرج روايته هذه، لكن الحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والمحاملي في "أماليه" (261) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه، به مرفوعًا.
وذكر الدارقطني هذه الطريق في "العلل" (6/279) .
وسيأتي تخريج طريق الأجلح هذه، وفيها بعض الخلاف.
(7) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها في "جامعه" (20174/ مصنف عبد الرزاق) من رواية عبد الرزاق، عنه. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/147 و150 رقم 21307 و21338) ، وأبو داود في "سننه" (4205) ، وابن حبان في "صحيحه" (5474) ، والطبراني في "الكبير" (2/153 رقم 1638) ، و"الأوسط" (3010) ، والبيهقي في "سننه" (7/310) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعيد الجريري إلا معمر» .
وذكرها الدارقطني في "العلل" (6/278) ، وقال: «تفرَّد به معمر بن راشد عنه [يعني: عن الجريري] ، وأغرب به» .
وروى هذا الحديث النسائي في "السنن" (5081) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، وهكذا رواه كَهْمَس بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ بريدة كما سيأتي.
(5/550)
الجُرَيري (1) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسْوَد الدِّيلِيِّ (2) ، عَنْ أَبِي ذر، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى هَذَا الحديثَ الأَجْلَحُ (3) ،
عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسودِ
_________
(1) هو: سعيد بن إياس.
(2) في (ف) : «الذيلي» . و «الدِّيلي» بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة التحتانية، ويقال: «الدؤلي» بضم الدال بعدها همزة مفتوحة، اسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل غير ذلك.
(3) هو: ابن عبد الله بن حُجَيَّة، ويكنى «أبا حجيَّة» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/156 رقم 21386) ، والنسائي في "سننه" (5078) ، وابن عدي في "الكامل" (1/429) ، والبيهقي في "الشعب" (5979) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وابنُ أبي شيبة في "المصنف" (24991) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 و169 رقم 21362 و21489) = = من طريق عبد الله بن إدريس، وابنُ سعد في "الطبقات" (1/439) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 و169 رقم 21362 و21489) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذيُّ (1753) من طريق عبد الله ابن المبارك، والنسائيُّ (2079 و5080) من طريق هشيم بن بشير وعبثر بن القاسم، والبيهقيُّ في "الشعب" (5979) من طريق عمر بن علي، والخطيبُ في "الجامع" (1/595) ، وابن عساكر في "تاريخه" (5/349) من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "الموضح" (1/459) من طريق زهير بن معاوية، جميعُهم عن أبي حُجَيَّة أجلح بن عبد الله الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، به.
وأخرجه ابن ماجه (3622) من طريق ابن أبي شيبة السابق، عن عبد الله بن إدريس. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (8/34) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، به.
وتقدم ذكر رواية المسعودي له عن الأجلح، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه، به مرفوعًا.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3921 و3922) من طريق يحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن إدريس وأبي أسامة حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن الأجلح، عن عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعمر، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، به، هكذا بزيادة «يحيى بن يعمر» . ولاشك أنه وهم، إما من البزار، أو من شيخيه، وهُما عمرو بن علي الفلاس الراوي عن يحيى ابن سعيد، ويوسف بن موسى الراوي عن عبد الله بن إدريس وأبي أسامة.
(5/551)
الدِّيلي (1) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
_________
(1) في (ف) : «الذيلي» .
(2) الحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والنسائي في"سننه" (5082) كلاهما من طريق كَهْمَس ابن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً.
وقال الدارقطني في "العلل" (1136) : «يرويه عبد الله ابن بريدة، واختُلِف عنه: فرواه سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، تفرد به معمر بن راشد عنه وأغرب به. ورواه الأجلح، عن ابن عبد الله بن بريدة واختلف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن صالح، ويحيى القطان، وزهير بن معاوية، وعبد الرحمن بن مَغْراء أبو زهير، وغيرهم، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبي الأسود، عن أبي ذر. ورواه أبو حنيفة عن الأجلح [في المطبوع: الأصلح] ، واختُلِف عنه: فرواه المقرئ، عن أبي حنيفة، عن أبي حجية - وهو أجلح - عن ابن بريدة، عن الأسود، عن أبي ذر. وكذلك رواه محمد بن الحسن، عن أبي حنيفة، وغيره يرويه عن أبي حنيفة، عن أبي حجية، عن أبي الأسود، لم يذكر بينهما ابن بريدة. ورواه ابن عيينة، عن عبد الرحمن المسعودي، عن الأجلح، فقال: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . والصَّواب قول من قال: عن أبي الأسود، عن أبي ذر ... وقيل: عن أبي أسامة، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود، عن أبيه، ولا يصح» .
وانظر "سؤالات البرذعي" (774) .
(5/552)
2176 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسِيُّ (1) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَطَن (2) ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ رسول الله (ص) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، ويَرْحَمْ صَغِيرَنَا؟
قَالَ أَبِي: لِهَذَا الحديثِ عِلَّةٌ؛ رَوَاهُ (3) غُنْدَر (4) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَطَن؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا يَزِيدَ المَدَنِيَّ؛ قَالَ: بلغَني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَّا ... ، الحديثَ.
قَالَ أبي: وهذا (5) أشبهُ (6) .
_________
(1) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/190) ، و"الأوسط" (2/64) من طريق محمد بن بشار، وابنُ عدي في "الكامل" (3/279) من طريق سوار بن عبد الله ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/135) من طريق محمد بن عاصم، جميعهم عن أبي داود، به.
(2) في (ف) : «فطر» .
(3) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو.
(4) هو: محمد بن جعفر. ولم نقف على روايته هذه، لكن رواها غيره عن شعبة، فأخرجه البخاري في الموضعين السابقين من طريق سهل بن حماد، وابنُ عدي في الموضع السابق من طريق سهل بن حماد والأسود بن عامر شاذان، كلاهما عن شعبة، به.
(5) في (ش) : «هذا» بلا واو.
(6) وهذا الذي رجَّحه البخاري أيضًا؛ فإنه ذكر في "التاريخ الكبير" (7/190) رواية سهل بن حماد، عن شعبة، ثم ذكر رواية أبي داود، ثم قال: «فنظر أبو داود في كتابه فلم يجده، والأول أصح» ، وكذا صنع في "التاريخ = = الأوسط" (2/64) ، لكنه قال: «والأول مع إرساله أثبت» . اهـ.
وأخرج الحديث ابنُ عدي في "الكامل" (3/279) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي داود، ثم قال: «قال لنا ابن صاعد: وكانوا يرون أنه حديث متصل، ويُعَدّ في حديث أبي زيد بن أخطب الأنصاري؛ إذ قد روى عن النبيِّ (ص) ، وهو وهمٌ؛ إنما رواه شعبة، عن قطن بن كعب القطعي جدِّ أبي قطن، عن أبي يزيد المدني؛ أنه بلغه عن النبيِّ (ص) ، فصار مرسلاً» . ثم رواه من طريق ابن صاعد أيضًا عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن شاذان، عن شعبة - كما سبق -، ثم نقل عن المخرمي قوله: «حديث أبي داود خطأ، وهذا الصواب» .
قال ابن عدي: «والبخاري وابن صاعد جميعًا نسبا أبا داود - هذا الحديث - إلى الخطأ فقالا: روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قطن، عن أبي زيد الأنصاري، عن النبيِّ (ص) . - وأبو زيد عمرو بن أخطب من الأنصار وله صحبة -؛ وقالا: إنما روى شعبة، عن قطن بن كعب، عن أبي يزيد المديني، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. والذي رواه أبو داود فمحتمل؛ وذلك أن حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَى عَنْ سعيد بن قطن، عن أبي زيد الأنصاري حديث مقطوع [كذا!] . ورواية حماد تنفي عن أبي داود خطأه، حيث خطَّآه بروايته عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد؛ لأن حماد بن سلمة قد روى عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد؛ فصار لسعيد بن قطن أصل، ولسعيد عن أبي زيد أصل برواية حماد بن سلمة، فسقط الخطأ عن أبي داود، وإن كان الحديث الذي ذكره رواه غيره عن قطن، عن أبي يزيد مرسلاً» . اهـ. وانظر "شرح العلل" لابن رجب (596-597) .
(5/553)
قلتُ: ومَن أَبُو يَزِيدٍ المدنيُّ؟
قَالَ: شيخٌ رَوَى عَنْهُ جَريرُ بنُ حَازِمٍ، وسعيدُ بنُ أَبِي عَرُوبة، وأيُّوبُ السَّخْتِياني، وَلا يُسَمَّى؛ سُئِلَ مالكٌ عن أبي يزيدَ؟ فَقَالَ: لا أعرفُهُ (1) .
2177 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (3) ،
عن
_________
(1) ونقل نحو هذا في "الجرح والتعديل" (9/459) .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (2777) .
(3) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (7/384) ، و"الأوسط" (1/264) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/210) ، والروياني في "مسنده" (873) ، وابن عدي في "الكامل" (5/110) ، والخطيب في "الموضح" (2/55-56) .
قال البخاري في "التاريخ الكبير": «وقال بشر بن الحكم: نا مرزوق بن ميمون الخياط ... ، فذكر مثل حديث نصر بن علي» .
وقال في "التاريخ الأوسط": «حدثني خليفة [يعني: ابن خياط] ؛ قال: حدثنا ميمون بن مرزوق - وأثنى عليه -؛ قال: حدثنا حميد الخياط، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) مثله. فقال عمرو بن عبيد: من حدثك يا أبا سعيد؟ قال: حدثني عبد الله بن مغفل» .
وذكر نحو هذا في "التاريخ الكبير"، إلا أنه قال: «وأثنى عليه خيرًا» .
هكذا قال خليفة بن خياط: «ميمون بن مرزوق» !
وأما حميد الخياط: فهو حميد بن مهران، وهو حميد ابن أبي حميد؛ كما بيَّن ذلك البخاري، والخطيب في الموضع السابق من "الموضح".
وأخرجه البخاري أيضًا في "التاريخ الأوسط" من طريق صالح الغداني؛ قال: شهدت الحسن ... ، فذكر مثل رواية نصر بن علي، لكنه قال: فقال له عمرو ابن كيسان بن باب. قال البخاري: «عمرو بن عبيد هو ابن باب، ولا أدري هو هذا؟» .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (734) من طريق كثير ابن يحيى صاحب البصري، عن ميمون بن زيد، عن صالح صاحب القلانس، عن الحسن؛ قال: حدثني عبد الله بن مغفل؛ قال: قال رسول الله (ص) : «سِبابُ الْمُسْلِمِ فُسوقٌ وقِتالُه كُفْر» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ صالح إلا ميمون، تفرَّد به كثير بن يحيى» .
(5/554)
مَرْزُوقِ بْنِ مَيْمون النَّاجي، عَنْ حُمَيد بْنِ مِهْران، عَنِ الْحَسَنِ (1) ؛ قَالَ: سِبَابُ المُسْلِم فُسُوقٌ، وقِتَالُه كُفْرٌ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبيد (2) : عمَّن تَرْوِي هَذَا؟ فَقَالَ: عَنْ عبد الله بن مُغَفَّل (3) ، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) هو: البصري.
(2) أي: قال للحسن البصري.
(3) في (ك) : «معقل» .
(5/555)
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحَسَنُ (1) ،
عَنْ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ مَوْقُوفٌ (3) . فَلَمْ يَضْبِطْ (4) عندي، فلعلَّهُ قاله عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، فظنَّ أنَّه يَقُولُ: عن عبد الله بن مُغَفَّل (5) .
_________
(1) أخرج هذه الرواية محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1095) من طريق حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مسعود، به موقوفًا.
وعلَّقه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/263) عن حبيب بن الشهيد.
وأخرجه محمد بن نصر أيضًا (1096) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالة، عَنِ = = الْحَسَنِ البصري، فذكره موقوفًا مثل سابقه.
وكذا علَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/56) عن أبي نعيم.
ورواه موسى بن إسماعيل، عن مبارك، واختُلِف على موسى: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/210) عن جدِّه، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مبارك بن فَضَالة ... ، فذكره موقوفًا كسابقه، ثم قال العقيلي: «وهذه الرواية أولى» ؛ يعني من رواية من رواه عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبيِّ (ص) .
وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (731) من طريق أحمد بن زهير بن حرب، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/105 رقم10105) ، وفي "الدعاء" (2041) من طريق العباس بن الفضل، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مبارك بن فَضَالة، به مرفوعًا. ويرى الدارقطني - كما سيأتي - أن رواية مبارك مرفوعة.
(2) هو: عَوْف بن مالك بن نَضْلَة.
(3) قوله «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) يعني: مرزوق بن ميمون فيما يظهر.
(5) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/324-325 رقم918) هذا الحديث، وقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي وإبراهيم الهجري والحسن البصري، عن أبي الأحوص، فرفعه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أبي إسحاق، ووقفه غيره، ورفعه إبراهيم الهجري، وأما الحسن: فرفعه عنه مبارك بن فضالة؛ ووقفه غيره. والموقوف عن أبي الأحوص أصح» .
(5/556)
2178 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ سعيدِ ابنِ المسيّب، عن النبيِّ (ص) : لَنْ يَهْلِكَ امْرُؤٌ عَنْ مَشُورَةٍ؟
فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ هُشَيْمٌ (2) ،
عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد: سألت» .
(2) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25419 و26262) ، وهناد في "الزهد" (1249) ، كلاهما عن هشيم، به، وفيه زيادة عندهما، ولفظه بتمامه: «رأس العقل بعد الإيمان بالله مُداراة الناس، ولن يهلك رجل بعد مشورة، وأهل الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المعروف في الآخرة» .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2266) عن أبيه، حدثنا هشيم، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل" (29) ، و "مداراة الناس" (2) عن أبيه محمد بن عبيد؛ أخبرنا هشيم ... ، فذكره، وليس فيه عندهما موضع الشاهد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "قضاء الحوائج" (17) عن أبيه؛ نا إبراهيم بن عبد الله؛ قال: أنا هشيم ... ، فذكره هكذا بزيادة «إبراهيم بن عبد الله» ، وليس فيه موضع الشاهد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (950) من طريق الفضيلي، عن هشيم، به.
وأخرجه البيهقي في"شعب الإيمان" (8088) من طريق حميد بن الربيع، عن هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به هكذا موصولاً، وليس فيه موضع الشاهد. قال البيهقي: «وصله منكر، وإنما روي منقطعًا» .
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/228) من طريق إبراهيم بن موسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد ابن المسيب، به مرسلاً بتمامه.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8637) من طريق سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن الفراء، عن يوسف ابن محمد العصفري، عن سفيان الثوري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به، وليس فيه موضع الشاهد. قال البيهقي: «في هذا الإسناد ضعف» .
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (140) ، و"الإشراف" (156) ، والبزار في "مسنده" (1945/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (6070) ، وابن عدي في "الكامل" (5/349) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (200) ، جميعهم من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به، وليس فيه موضع الشاهد. ووقع عند البزار: «عبيد الله بن عمرو القيسي» .
قال البزار: «رواه هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عن سعيد، مرسلاً، وعبيد الله بن عمرو ليس بالحافظ، لاسيما إذا خالف الثقات» . وقال ابن عدي: «وهذا منكر المتن» .
(5/557)
جُدْعَانَ؛ فنَرَى أَنَّهُ أَخَذَهُ (1) عَنْ أَشْعَث، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَشْعَث (2) ،
_________
(1) يعني: هشيم بن بشير. والحديث أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (934) ، وابن عدي في "الكامل" (1/376) كلاهما من طريق عيسى بن أبي حرب، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أشعث بن براز، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، به.
= ... وفي رواية ابن عدي: «قال عيسى: حدَّثتُ عمرو بن عاصم، عن يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هشيم، عن علي ابن زيد، عن سعيد، فقال لي عمرو بن عاصم: حدثت به هشيم (كذا) أنا عن أشعث بن براز حين سمعه، فخرج ولم يسمعه فدلسه» . وذكر نحوه ابن عدي أيضًا في (7/135) وفيه: « ... حتى أسمعه ... » .
ورواه البيهقي في "الشُّعب" (16/63 رقم8636) ، وفي "السنن" (10/109) من طريق زيد بن الحباب، عن أشعث به. وقال البيهقي: «هذا هو المحفوظ مرسل» .
(2) كما تدلُّ عليه رواية ابن عدي المتقدمة، وفيها أن هشيمًا أخذ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عاصم الكلابي، عن أشعث بن براز، عن علي بن زيد، وإلى هذا ذهب الإمام أحمد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين.
أما الإمام أحمد: فنقل عنه ابنه عبد الله في "العلل" (2266) أنه قال: «لم يسمعه هشيم من علي بن زيد» .
وأما ابن المديني: فروى الخطيب البغدادي في "التاريخ" (16/190 بشار) عن عبد الله بن علي بن المديني أنه قال: سمعت أبى يقول: عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب؛ قال: قال رسول الله (ص) : «رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس» ؛ قال [يعني: ابن المديني] : هذا رواه شيخ ضعيف يقال له: أبو أيوب التمار، وكان عندي ضعيفًا، ولم يسمعه هشيم من علي بن زيد. اهـ.
وأما يحيى بن معين: فنقل عنه عباس الدوري في "تاريخه" (4981) أنه قال: «ولم يسمع هشيم أيضًا من علي بن زيد حديث رأس العقل» .
وقال البيهقي في "الشعب" (14/504) : «هذا الحديث يُعرَف بأشعث بن براز، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابن المسيب، عن النبيِّ (ص) ... ، فدلَّسه هشيم» .
وسُئل الدارقطني في "العلل" (1372) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، واختُلف عنه: فرواه هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قاله لوين، عن هشيم، وخالفه سريج بن يونس، فرواه عن هشيم مرسلاً؛ ولم يذكر فيه أبا هريرة، وهو أصحُّ. ويقال: إن هشيمًا لم يسمعه من علي ابن زيد، وإنما أخذه عن رجل، عنه» . اهـ.
(5/558)
وأَشْعَثُ بنُ بُرَازٍ (1) ضعيفُ (2) الْحَدِيثِ (3) .
2179 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْباط بن عَزْرة (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: عَطَسَ رسولُ الله (ص) وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا: يرحمُك اللهُ يَا محمدُ، قَالَ النبيُّ (ص) : يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ؟
قَالَ أبي: أَسْباطُ بنُ عَزْرة (5)
مجهولٌ، ويقولُ: مجاهدٌ، عن
_________
(1) في (ش) : «سوار» بدل: «براز» .
(2) قوله: «بن براز ضعيف» مكرر في (ف) .
(3) ألحق بهامش (ف) مسألة ليس هذا موضعها، وستأتي برقم (2184/أ) .
(4) في (ش) : «عروة» بدل: «عزرة» ، وفي (ت) و (ك) : «عزارة» .
ورواية أسباط هذا أخرجها البزار في "مسنده" (2011/كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/314 رقم13516) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/166) ، ثلاثتهم من طريق إسرائيل، عنه، عن جعفر بن أبي وحشية، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا بزيادة «جعفر بن أبي وحشية» .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/110) : «فيه أسباط ابن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح» .
(5) في (ش) : «عروة» . ولم نجد ترجمة لأسباط بن عَزْرة هذا. وفي "الجرح والتعديل" (2/332 رقم 1262) لابن أبي حاتم: «أسباط بن زرعة: روى عن مجاهد، روى عنه إسرائيل، سمعت أبي يقول ذلك» .
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/53 رقم 1659) هكذا: «أسباط بن زرعة» ، ولم يزد عليه، ولم نجد من ذكره غيرهما، فلعله هو، والله أعلم.
(5/559)
عمر (1) ، فصار مُرسَلً (2) ؛ لأنَّ مُجَاهِدًا (3) لَمْ يَلْقَ عُمَرَ (4) .
2180 - وسمعتُ (5) أبي قال: أوَّلُ مَا أَنْكَرْنَا عَلَى أيُّوب بْنِ سُوَيد: حديثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُكُمُ المُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ، وَمَا أعلمُ أسامةَ (6) رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ شيئا.
2181- وسألتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الثَّوري (8) ،
عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! والحديث عند ابن أبي حاتم وعند المخرِّجين عن ابن عمر، وليس عن عمر، فإما أن يكون هذا الحديث روي أيضًا عن أسباط بن عزرة، فجعله من رواية مجاهد، عن عمر - ولم نقف على روايته هكذا -، أو يكون هناك وهم، والله أعلم.
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة لربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ش) و (ف) : «مجاهد» .
(4) وقد أنكر شعبة على الحسن بن دينار روايته لحديثٍ قال فيه: «عن مجاهد؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» . انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (754) ، و"مقدمة الجرح والتعديل" (1/140) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (2117) ، وفيها زيادة بيان عمَّا هنا.
(6) في (ف) : «أمامة» بدل: «أسامة» .
(7) ستأتي هذه المسألة برقم (2815) عن أبي حاتم وأبي زرعة معًا.
(8) هو: سفيان. والراوي عنه للحديث على هذا الوجه هو قَبيصة بن عقبة؛ كما بيَّنه ابن أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (2815) .
وتابعه معاوية بن هشام، فرواه عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، به. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (524) . وخالفهما عبد الرزاق، وأبو نعيم الفضل بن دُكَين، وإسحاق بن يوسف الأزرق، مع اختلاف بين عبد الرزاق والآخرَيْنِ:
أما عبد الرزاق: فأخرجه في "المصنف" (16537) عن شيخه سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عكرمة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً.
وأما أبو نعيم وإسحاق بن يوسف الأزرق: فروياه عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) به:
أما رواية أبي نعيم: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6975) ، وفي "الأدب المفرد" (417) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/315 رقم11853) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (288) ، والبيهقي في "سننه" (6/180) .
وأما رواية إسحاق الأزرق: فأخرجها الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (523) . ورواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، جمع من الرواة كما سيأتي.
(5/560)
أيُّوب (1) ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) : العائدُ فِي هِبتِهِ (3) ... ؟
قَالَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عِكرِمَة (4) .
2182 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زُهيرُ ابنُ معاوية (5) ؛ قال:
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(2) يعني: مرفوعًا كما هو مبيَّن في المسألة رقم (2815) .
(3) في (ش) : «هبة» ، وفي (ك) تشبه: «هيته» .
(4) سيأتي في المسألة رقم (2815) قول أبي حاتم وأبي زُرْعَةَ: «هَذَا خَطَأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إِنَّمَا هُوَ: أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) » .
وقد رواه عن أيوب على هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة جمع من الرواة:
فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16536) من طريق معمر، والحميديُّ في "المسند" (530) ، وأبو يعلى في "مسنده" (530) من طريق سفيان بن عيينة، وابنُ أبي شيبة في "المصنف" (21704) ، وأحمدُ في "المسند" (1/217) ، والنسائيُّ في "سننه" (3699) من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري في "صحيحه" (2622) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والترمذي (1298) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والنسائي (3698) من طريق سعيد بن أبي عروبة، جميعهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/346 رقم 22938) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5676 و5677) .
(5/561)
حدَّثنا وَاصِلُ بْنُ حَيَّان، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الكَمْأَةِ والحَبَّةِ (2) السَّوداءِ، وقولِ النبيِّ (ص) : عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ ... (3) ؟
فَقَالَ: أَخْطَأَ زهيرٌ مَعَ إِتْقَانِهِ (4) ؛ هَذَا هُوَ صالحُ بنُ حَيَّان (5) ، وَلَيْسَ (6) هُوَ وَاصِلٌ (7) ، وصالحُ بنُ حَيَّان لَيْسَ بالقويِّ، هو شيخٌ (8) ،
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ك) : «والحية» . وتقدَّم تعريف «الكَمْأَة» في المسألة رقم (1698) .
(3) ولفظه كما في "مسند أحمد": «إنَّ الجنَّةَ عُرِضَتْ عليَّ فَلَمْ أَرَ مثل ما فِيهَا، وإنَّها مَرَّتْ بِي خَصْلَةٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَعْجَبَتْنِي فَأَهْوَيْتُ إِليها لآخُذَها فَسَبَقَتْنِي، ولو أَخَذْتُهَا لَغَرَسْتُها بين ظَهْرَانَيْكُمْ حَتَّى تَأْكُلُوا مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، واعْلَمُوا أَنَّ الكَمْأَةَ دَوَاءُ العَيْنِ، وأنَّ العَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الجَنَّةِ، وأنَّ هَذِهِ الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِى المِلْحِ اعْلَمُوا أَنَّهَا دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ المَوْتَ» .
(4) روى ابن عدي في "الكامل" (4/53) عن الإمام أحمد أنه قال: «انقلب على زهير بن معاوية اسم صالح بن حيان، فقال: واصل بن حيان» . وروى أيضًا عن ابن معين أنه قال: «سمع زهير من صالح بن حيان، وقلب «صالح بن حيان» فجعلها كلها «عن واصل بن حيان» .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/356 رقم 22972) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1011) من طريق محمد بن عبيد، والروياني في "مسنده" (59) من طريق يعلى بن عبيد، وابن عدي في "الكامل" (4/53) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن صالح بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبيه، به.
(6) قوله: «هَذَا هُوَ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ وليس» سقط من (ك) .
(7) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. والجادَّة: واصلاً. انظر التعليق على المسألة رقم (34) ، والمراد: ليس هو واصلَ بن حيَّان.
(8) وفي "الجرح والتعديل" (4/398) قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن صالح بن حيان؟ فقال: ليس بالقوي، هو شيخ» .
(5/562)
ولم يُدْرِكْ زهيرٌ واصلاً (1) .
2182/أ- قال أَبُو محمدٍ (2) : قال (3) أَبُو زرعة: رَوى عبدُالوهَّابِ الخَفَّافُ (4) ، عَنْ ثَوْر (5) ، عَنْ خَالِد بْن مَعْدان: نَهِيقُ الحِمَارِ دُعَاءٌ عَلَى الظَّلَمَةِ وهو منكرٌ.
وروى (6)
حديثَ كُريبٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - حديثَ العباس (8) -
_________
(1) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (ص 60-61 رقم212) : «سمعت أبي يقول: زهير بن معاوية لم يدرك واصل بن حيان، وإنما هو عن صالح بن حيان» .
(2) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(3) في (ف) : «وقال» بالواو.
(4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء.
(5) هو: ابن يزيد الحمصي.
(6) يعني عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. وهذا الحديث أخرجه الترمذي (3762) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/373) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (1795) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (460 و3618) ، والخطيب في "تاريخه" (11/24) ، والخلال في "السنة" (24) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (294) ، جميعهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عَن ثور بْن يَزِيدَ، عَن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) للعباس: «إذا كان غداةُ الإثنين فأْتني أنت وولدُك، حتى أدعوَ لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك» ، فغدا وغدونا معه، وألبسنا كساءً، ثم قال: «اللَّهم، اغفر للعباس وولده مغفرةً ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا، اللهم احفظه في ولده» .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/89) : «إسناده جيد، رواه أبو يعلى في "مسنده"» ، روى الحديث في "ميزان الاعتدال" (2/682) من طريق الخطيب، ونقل كلام ابن معين وصالح جزرة الآتي في إعلال الحديث!
(7) هو: ابن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس.
(8) قوله: «حديث العباس» منصوبٌ؛ إمَّا على أنَّه بدل من قوله: «حديثَ كريب» ، وإمَّا على أنَّه مفعول به لفعل محذوف، والمراد: «أعني: حديث العباس» .
(5/563)
وهو منكرٌ، ليسا (1) من حَدِيث ثَوْر (2) .
2183 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه جَريرُ بنُ حازم (3) ،
_________
(1) يعني حديث العباس، وحديث خالد بن معدان.
(2) وفي "الجرح والتعديل" (6/72) قال ابن أبي حاتم: «سئل أبو زرعة عن عبد الوهاب الخفاف؟ فقال: رَوى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور. وذكر ليحيى بن معين هذين الحديثين، فقال: لم يذكر فيهما الخبر» . وروى الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/23-24) بسنده عن صالح بن محمد الأسدي المعروف بصالح جزرة أنه قال: «أنكروا على الخفاف حديثًا رواه لثور بن يزيد، عن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ حديثًا في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، فكان يحيى بن معين يقول: هذا موضوع، وعبد الوهاب لم يقل فيه: حدثنا ثور، ولعله دلَّس فيه، وهو ثقة» . ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/682) هذا النص، وقال: «فلعل الخفاف دلَّسه؛ فإنه بلفظة: عن» .
(3) في (أ) و (ش) : «جرير بن أبي حازم» . ورواية جرير بن حازم هذه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/225 رقم 7101) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (206) ، والبزار في "مسنده" (2998/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/245) ، والدارقطني في "الغرائب" (3558/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (1/48-49) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (186) ، ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/285) .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"- مقرونًا برواية جرير السابقة-؛ من طريق أبي الربيع الزهراني وأحمد بن إبراهيم، كلاهما عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الصَّقعب بن زهير، به هكذا، ليس فيه أن حماد بن زيد شكَّ.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/169-170 رقم 6583) عن شيخه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ ابن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال حماد: أظنه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو ... ، فذكره هكذا بالشك من حماد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/7 رقم1) من طريق أبي زرعة الدمشقي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، = = عَنْ حَمَّادِ، به، ولم يذكر أنه شكّ.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (548) عن شيخه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال: لا أعلمه إلا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، وهذا يؤكد أن رواية الإمام أحمد أصوب.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2674 و3835) من طريق أحمد بن إبراهيم- الذي روى الحاكم الحديث من طريقه -، عن حماد بن زيد، به، ولم يذكر «عطاء بن يسار» ، ووقع في "المطالب العالية": «عبد الله بن عمر» . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (62/285-286) ، وفيه: «عبد الله بن عمرو» على الصواب.
(5/564)
عَنْ (1) صَقْعَب (2) بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاء (3) بن يَسَار، عن عبد الله بن [عُمْرٍو] (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّة نُوحٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُوصِيكَ بوصيَّة (5) ... .
قلتُ لأَبِي: فَهَذَا الْحَدِيثُ محفوظٌ؟ لأنَّه رَوَى عبدُالعزيزِ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ النبيِّ (ص) ،
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(2) في (ك) : «ضعقب» .
(3) قوله: «عطاء» سقط من (ك) .
(4) في جميع النسخ: «عمر» ، والحديث في مصادر التخريج السابقة والآتية عن عبد الله بن عمرو، ومنها جَرَى التصويب.
(5) هو حديث طويل فيه نَهْيُ نوحٍ _ج لابنيه عن الشرك بالله والكِبر، وأمرُهُ لهما بـ «لا إله إلا الله» والتسبيح.
(6) هو: عبد العزيز بن محمد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج البخاري الحديث في "الأدب المفرد" (548م) فقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة؛ قال: حدثنا عبد العزيز، عن زيد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره هكذا موصولاً، دون ذكر عطاء بن يسار في سنده.
وشيخ البخاري هو: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وشيخه عبد العزيز: إما أن يكون الدَّراوَرْدي، أو ابن أبي حازم، فكلاهما يروي عنهما القعنبي، ويرويان عن زيد بن أسلم!
وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص67) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (595) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/286) ، كلاهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبِّر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/49) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ زيد بن أسلم، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، ولم يذكر فيه عطاء بن يسار. وسيأتي - آخر المسألة - من طريق هشام بن سعد.
(5/565)
مُرسَلً (1) ، قلتُ: فهو محفوظٌ عندك؟
قال: تابع عبدَالعزيز هشامُ بنُ سعد (2) .
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(2) أخرج روايته الإمام أحمد في "الزهد" (ص68) من طريق علي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/26) من طريق يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، به بذكر ما يتعلق بالكبر فقط.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (62/283-284) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعًا. قال ابن عساكر: «وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ هشام بن سعد، فقال: ابن عمر» . ثم أخرجه بسنده من طريق عيسى بن حماد، عن الليث ابن سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو ... ، فذكره هكذا عن عبد الله بن عمرو، فلعله تصحيف من الناسخ، أو الطابع، والله أعلم! . ورواه موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29416) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1151) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/235) ، وابن عساكر في "تاريخه" (62/282) . وأخرجه البزار في "مسنده" (3069/كشف الأستار) فقال: حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري؛ ثنا أبو معاوية الضرير، عن محمد ابن إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) ... ، فذكره. قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن عمرو، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق، ولا نعلم حدَّث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم ابن سعيد» . وأخرجه ابن عساكر في"تاريخه" (62/287) من طريق أحمد بن عمير بن يوسف، عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري، به، فقال: «عن عبد الله بن عمرو» ، وهو الصواب؛ فقد أخرجه الطبراني - كما = = في "البداية والنهاية" لابن كثير (1/119) - من طريق عبد الرحيم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، به، فقال: «عن عبد الله بن عمرو» ، ولذا قال ابن كثير: «والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني، والله أعلم» .
وكان ابن كثير قد أورد رواية الإمام أحمد التي أشار إليها - من طريق حماد بن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال حماد: أظنه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، ثم قال ابن كثير: «وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه» .
(5/566)
2184 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه عَنِ ابنِ الطَّبَّاع (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَشْعَث بْنُ شُعبة، عَنْ حَنَش (*) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، [عَنِ علي] (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الْغَارِ (4) ؟
قَالَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ حَنَش (*) ، عَنْ أبيه، عن علي،
_________
(1) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع. وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/428 رقم5581) ، والطبراني في "الدعاء" (187) . وأخرجه أبو عوانة أيضًا مقرونًا بالرواية السابقة، والخليلي في "الإرشاد" (2/552) ، كلاهما من طريق يعقوب بن كعب الأنطاكي، عن أشعث، به.
قال الطبراني: «هذا الحديث لم يرفعه عن حنش بن الحارث إلا أشعث بن شعبة، وهو ثقة» .
(*) ... في (ت) و (ك) : «حفش» .
(2) هو: الحارث بن لَقيط النخعي.
(3) ما بين المعقوفين استدركناه من مصادر التخريج، والسياق يدلُّ عليه.
(4) يعني قصة النفر الثلاثة الذين أطبقت عليهم صخرة وهم في الغار ... الحديث بطوله.
(5) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (2/280) ، وأبو عوانة (5583) ، والطبراني (188) ، والخليلي (2/552-553) . قال الخليلي: «أوقفه أبو نعيم عن علي، وتابعه عبد الصمد بن النعمان عن حنش، ويسنده أشعث، وليس هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد» . اهـ. وقوله: إن عبد الصمد تابع أبا نعيم، غير صحيح كما سيأتي.
(5/567)
مَوْقُوفٌ (1) .
قُلْتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟
قال: أبو نُعَيم أثبتُ (2) .
2184/أ - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمد بن يونس (4) ،
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(2) تابع أشعثَ بنَ شعبة: عبدُالصمد بن النعمان، فرواه عَنْ حَنَشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي ح، عن النبيِِّّ (ص) . علقه البخاري في الموضع السابق، وأخرجه البزار في "مسنده" (906) ، وأبو عوانة (5582) .
وتابع أبا نعيم على وقفه: مخلد بن يزيد، وروايته أخرجها أبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" (11/326-327 رقم14124) ، ولم نجده في المطبوع منه. وتابعه أيضًا أبو أسامة حماد بن أسامة - في بعض الطرق عنه - فيما يظهر من كلام البخاري في الموضع السابق من "تاريخه" حيث قال: «وقال لنا أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ حَنَشٍ، عَنْ أبيه، عن علي - في الغار -، ولم يرفعه بعضهم عن أبي أسامة» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (6/510) .
(3) سقطت هذه المسألة بتمامها من (ت) و (ك) ، وجاءت ملحقة بهامش (ف) بعد المسألة رقم (2178) ، وأثبتناها هنا بناءً على ترتيب (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4221) ، والحاكم في "المستدرك" (4/405) ، لكن وقع عندهما: «عبد الرحمن بن محمد المديني» بدل: «عبد الرحمن بن عمر» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عبد الرحمن بن محمد المديني، تفرد به مسلم بن خالد الزَّنجي» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/79) من طريق أحمد بن محمد القواس، والطبراني في "الأوسط" (113) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن مسلم بن خالد، به، لكن وقع عند العقيلي: «عبد الرحيم بن عمر» بدل: «عبد الرحمن بن عمر» . قال العقيلي: «عبد الرحيم بن عمر: عن الزهري روى عنه مسلم بن خالد الزنجي، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» ، ثم روى هذا الحديث بسنده.
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عبد الرحمن، تفرد به مسلم» .
(5/568)
عَنْ مُسْلِم بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُروَة (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قال: وَعِرْقُ الكُلْيَةِ (2) ، قَالَ: يُؤخَذُ (3) مَاءٌ مُحْرَقًا بِالعَسَلِ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ أَزَلْ أَلْتَمِسُ هَذَا الحديثَ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَر (4) .
2185 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو الظَّفَر (6) ،
_________
(1) قوله: «عن عروة» سقط من (ش) .
(2) قوله: «الكلية» من (ف) فقط.
(3) قوله: «يؤخذ» غير منقوط الحروف في (أ) و (ش) و (ف) ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وجاء الحديث في مصادر التخريج السابقة هكذا: «الخاصِرَة عِرْقُ الكُلْية، إذا تحرَّك آذى صاحِبَها، فداووها بالماء المُحْرَق والعَسَل» . وقوله: «محرقًا» حالٌ من «ماء» .
(4) رُوِيَ هذا الحديثُ أيضًا من طريقين آخرين لا يُفْرَحُ بهما:
فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (556/بغية الباحث) ، ويوسف بن خليل الأدمي في "عوالي حديث هشام بن عروة" - كما في "السلسلة الضعيفة" للألباني (3/369) - من طريق يحيى بن هاشم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. ويحيى بن هاشم هذا هو السمسار، وهو يضع الحديث ويسرقه؛ كما في "الكامل" لابن عدي (7/251) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (2/359) من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، به.
والحسين بن علوان هذا كذاب يضع الحديث؛ كما في الموضع السابق من "الكامل". وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1474) .
(5) نقل بعض هذا النص الضياء في "المختارة" (5/101) .
(6) هو: عبد السلام بن مُطَهَّر. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/93) وقال فيه: قال لي عبد السلام، وفي "التاريخ الأوسط" (1/297) وقال فيه: حدثني عبد السلام ... ، فذكره.
وأخرجه البزار في "مسنده" (3602/كشف) من طريق العباس بن جعفر، والضياء في "المختارة" (1722) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني، كلاهما عن عبد السلام ابن مطهر، به. وخالف هؤلاء محمد بن عبد الرحمن الصيرفي، فرواه عن أبي ظفر عبد السلام بن مطهر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثابت، عن أنس به، هكذا بجعل «جعفر بن سليمان» بدل: «سليمان بن المغيرة» .
وأخرجه ابن العسكري في "حديثه" المطبوع مع "الكرم والجود" لأبي شيخ البرجلاني (74) من طريق القاضي وكيع، عن محمد بن عبد الرحمن الصيرفي.
ومن طريق ابن العسكري أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1616) ، ثم قال: «وقد رواه حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، عن ثابت» . وتابع أبا ظفر على روايته هكذا: عليُّ بن عبد الحميد فيما أخرجه الضياء في "المختارة" (1721) من طريق إسماعيل بن عبد الله سَمُّويه، عن علي بن عبد الحميد هذا، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أنس. قال الضياء: «وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ثابت. ورواه أبو الظفر، عن سليمان ابن المغيرة؛ كرواية علي بن عبد الحميد. وقد رواه حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق، عن النبيِِّّ (ص) ، مرسل. قال أبو زرعة الرازي: الوهم من أبي الظفر؛ يعني في رفعه. قلت: فهذه رواية غير أبي الظفر، وقد تقدم في رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت مسندًا؛ رواه غير واحد عن آدم بن أبي إياس، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِِّّ (ص) ، والله أعلم» . اهـ.
ورواية آدم بن أبي إياس عن حماد بن سلمة التي أشار إليها الضياء المقدسي: أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/378) ، والضياء نفسه (1646 و1647) .
وأخرجها البيهقي في "الزهد" (815) من طريق الحاكم، ثم قال: «هكذا أخبرنا موصولاً، وقد ذكره البخاري في "التاريخ" عن موسى - هو: ابن إسماعيل -، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أبي الصديق، عن النبيِِّّ (ص) مرسلاً. ورواه عبد السلام بن مطهر، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثابت، عن أنس ... » .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» .
وقد خولف آدم بن أبي إياس في روايته عن حماد بن سلمة، كما سيأتي.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6544) من طريق يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به، وفيه زيادة.
ويوسف بن عطية هذا متروك؛ ولذا قال البيهقي: «تفرد به يوسف بن عطية الصفار عن ثابت، ورواياته عنه أكثرها مناكير، لا يتابع عليه، والله أعلم» .
(5/569)
عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، قيل له:
(5/570)
مَنْ أهلُ الْجَنَّةِ؟ مَنْ أهلُ النَّارِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَمْلأَ (1) مَسَامِعَهُ مِمَّا يُحِبُّ (2) ؟
فَقَالا: هَذَا عِنْدَنَا خَطَأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (3) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ؛ وَهُوَ الصَّحيح.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يُحدِّث (5) عَنْ سُلَيمان، عَنْ ثابتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ، والوَهَمُ مِنْ أَبِي الظَّفَر.
_________
(1) قوله: «يملأ» سقط من (ف) .
(2) كذا أورده مختصرًا، ومتنه في "الزهد" لابن المبارك (214) : «عن ثابت قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، من أهل الجنة؟ قال: «من لا يموت حتى يملأ سمعه مما يحب» ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: «مَنْ لا يموت حتى يملأ سمعه مما يكره» . وستأتي الإشارة إلى تخريج هذه الرواية.
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/93) ، و"الأوسط" (1/297) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبغوي في "الجعديات" (3354) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن حماد، به. ورواية البخاري للحديث في "التاريخ الكبير" جاءت هكذا: «وقال لنا سليمان: حدثنا حماد» ، وأظنه تصحف اسم موسى - المذكور في "الأوسط" - إلى «سليمان» ، ويستأنس في هذا بكلام البيهقي في "الزهد" الذي سبق نقله. وإذا كان ما جاء في "التاريخ الكبير" سالمًا من التصحيف، فتكون هذه طريقًا ثالثة عن حماد، ويكون سليمان المذكور هو ابن حرب، والله أعلم.
(4) هو: بكر بن عمرو - وقيل: ابن قيس - النَّاجي.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(5) رواه هكذا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (214/رواية نعيم بن حماد) ، فقال: أنا سليمان بن المغيرة ... ، فذكره.
(5/571)
وسمعتُ أَبِي قَالَ: قَالَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أعلمُ الناسِ بحديثِ ثَابِتٍ، وعليِّ بن زيد (1) ، وحُمَيد (2) : حمَّادُ بنُ سَلَمة (3) .
2186 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمة (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة (6) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ برَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ (7) : هَذِهِ ضِجْعَةٌ لاَ يُحِبُّهَا اللهُ؟
قَالَ أَبِي: لَهُ علَّة (8) .
_________
(1) في (ف) : «زيد حماد» ، وضرب على قوله: «حماد» .
(2) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(3) انظر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (3/141) .
(4) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2305) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/304 رقم 8041) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (9/299) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/339 رقم 26670) من طريق عبدة بن سليمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/287 رقم 7862) من طريق محمد ابن بشر، والترمذي في "جامعه" (2768) من طريق عبدة بن سليمان وعبد الرحيم بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (5549) ، والحاكم في "المستدرك" (4/271) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في "الشعب" (4394) ، و"الآداب" (976) من طريق أبي معاوية الضرير والنضر بن شميل، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
وذكر الدارقطني في "العلل" (9/299) أن الفضل بن موسى السيناني وشجاع بن الوليد ومعتمر بن سليمان، رووه أيضًا عن محمد بن عمرو، إلا أن معتمر بن سليمان أرسله، فلم يذكر فيه أبا هريرة.
(6) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(7) في (ف) : «قال» .
(8) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) طريق محمد بن عمرو هذه، وقال: «لا يصح» .
(5/572)
قلتُ: وَمَا هُوَ (1) ؟
قَالَ: رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (2) ، عَنْ خالِهِ (3) الحارث بن عبد الرحمن؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا وَأَبُو سَلَمة عَلَى ابنِ طِهْفة (4) ، فحدَّث عَنْ أَبِيهِ (5) ؛ قَالَ: مَرَّ (6) بِي وَأَنَا نائمٌ عَلَى وَجْهِي (7) ؛ وَهُوَ (8) الصَّحيح (9) .
_________
(1) أي: ما هو وجهُ العلَّة.
(2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1436) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/426 رقم 23616) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/180) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/103) ، و (2/275-276) ، والضياء في "المختارة" (8/138 رقم 153) .
(3) في (ت) و (ك) : «خال» .
(4) ضبب ناسخ (ف) على قوله: «طهفة» ، وابن طِهْفة هذا اسمه: يعيش.
(5) هو: طِهْفة- بكسر الطاء المهملة وسكون الهاء - ابن قيس الغفاري، ويقال: «طخفة» بالخاء المعجمة، ويقال: «طِغْفة» بالغين المعجمة.
(6) يعني: النبي (ص) ؛ كما سيصرح به في المسألة التالية، من طريق أخرى.
(7) في (ك) : «وجهتي» .
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «وهذا» بدل: «وهو» .
(9) في هذا الحديث اختلاف طويل، ذكره البخاري في = = "التاريخ الكبير" (4/365-366) ، و"الأوسط" (1/179-181) ، وأشار له الترمذي عقب الحديث (2768) ، وعرض النسائي بعضه في "السنن الكبرى" (6619-6622 و6695-6697) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/139-141) ، وذكره الدارقطني في "العلل" (1776) فقال: «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ ذلك حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، والنضر بن شُميل، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، والفضل بن موسى السيناني، وشجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر. ورواه مُعْتَمِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن أبي سلمة - مرسلاً -، عن النبيِِّّ (ص) ، وغيرُه يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ابن طهفة الغفاري، عن أبيه، وهو الصواب» . اهـ.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" (13/375-376) : «طِخْفة بن قيس الغفاري: صحابي له حديث واحد في النهي عن النوم على بطنه، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وفيه عنه اختلاف طويل عريض، فقيل: عنه (د س) ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن يعيش بن طِخْفة بن قيس، عن أبيه. وقيل: عنه (س ق) ، عن أبي سلمة، عن يعيش بن قيس بن طخفة، عن أبيه. وقيل: عنه (بخ) ، عن أبي سلمة، عَنِ ابْنِ طَخْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وقيل: عنه (س) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث التَّيْميّ، عَنْ عَطيَّة بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبيه، وهو وهمٌ. وقيل: عنه (س) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابنٍ ليعيش بن طِغْفة - وفي نسخةٍ: ابن طِخْفة -، عن أبيه. وقيل: عنه (س) ، عن ابنٍ لقيس بن طِغْفة - وفي نسخةٍ: ابن طِخْفة -، عن أبيه، من غير ذكر لأبي سلمة، ولا لمحمد بن إبراهيم بينهما. وقيل: عنه (ق) ، عن قيس بن طِهْفة، عن أبيه، من غير ذكرٍ لأحد بينه وبين قيس. ورواه يعقوب بن حُميد ابن كاسِب (ق) ، عن إسماعيل بن عبد الله - هو ابن أَبِي أُوَيس -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيم المُجْمِر، عن أبيه، عن طِهْفة، عن أبي ذَرّ، وهو قولٌ مُنكر لا نعلم أحدًا تابَعَه عليه. وفيه اختلاف غير ذلك؛ اقتصرنا منه على ما ذكره هؤلاء الأئمة» . اهـ.
(5/573)
2187- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو ابن حَلْحَلَة الدُّؤَلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاء العامِري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خرجَ عَلَيْنَا رسولُ الله (ص) وَأَنَا مُنكَبٌّ عَلَى وَجْهِي نائمٌ، فأقرعَني (3) ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: محمَّد بْنِ عَمْرو بْن عَطَاء (4) ، عن ابن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2305) ، وانظر المسألة السابقة.
(2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/180) ، وقال: «ولا يصح فيه أبو هريرة» ، وسيأتي كلام الدارقطني عن هذا الحديث.
(3) أقرعَ الفرسَ بلجامِه: كبَحَه، وأقرع فلانًا، وأقرع له: كفَّه. "الصحاح" (3/1264) ، و"أساس البلاغة" (ص 657) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/89) ، و"تاج العروس" (11/366) . والمراد: نهاه عن فعله هذا. والكلمة في (أ) و (ش) بلا نقط.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/426 رقم23615) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن عطاء، عن يعيش بن طِهْفة الغفاري، عن أبيه، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/277/تحقيق اللحيدان) من طريق عبيد ابن يَعِيشَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ، عَنْ نعيم بن محمد، عن يعيش ابن طِهْفة، عن طهفة الغفاري، به. ثم قال البخاري: «هو: نعيم بن مُجْمِر، و " ابن محمد " خطأ» .
(5/574)
طِخْفَة (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ بي النبيُّ (ص) (2) .
2188 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَرِيكٌ (3) ، عَنْ حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ... ؟
قَالَ أَبِي: لِهَذَا عِلَّة.
قلتُ: وَمَا عِلَّتهُ؟
قَالَ: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثابتٍ وحُمَيدٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .
_________
(1) في (ش) و (ف) و (ك) : «أبي طخفة» بدل: «ابن طخفة» .
(2) قال الدارقطني في"العلل" (9/300) : «وروي هذا الحديث عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عطاء، عن أبي هريرة. وقيل: عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ولا يصح عن أبي هريرة؛ وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عطاء عن ابن طِهْفَة أيضًا» .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (123) .
(4) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(5/575)
2189 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ وَكِيع (2) ، عَنْ فِطْر (3) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ أَنَّ جَبَلاً بَغَى عَلَى جَبَلٍ، لَدُكَّ (5) البَاغِي مِنْهُمَا.
وَرَوَاهُ وَكِيع (6) ، عَنْ سُفيان، عَنْ أَبِي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2548) .
(2) هو: ابن الجراح. وروايته هذه أخرجها هو في "الزهد" له برقم (426) ، وعنه هناد في "الزهد" (1395) . وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"- كما في "المقاصد الحسنة" (رقم 888) - عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أبي يحيى، عن مجاهد، مرسلاً.
كذا رواه عبد الله بن المبارك عن فطر كما رواه وكيع. وخالفهما أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكين وخلاد بن يحيى، فروياه عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، موقوفًا عليه، كما رواه سفيان الثوري فيما يأتي.
أما رواية أبي نعيم الفضل بن دُكين: فأخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (588) .
وأما رواية خلاد بن يحيى: فأخرجها أبو نعيم في "الحلية" (1/322) .
(3) هو: ابن خليفة.
(4) مشهور بكنيته. ومختلف في اسمه، فقيل: اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك.
(5) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (أ) و (ف) : «لذل» ، وفي المسألة الآتية برقم (2548) : «لذل» في جميع النسخ. وفي بعض طرق الحديث: «لجعل الله الباغي منهما دكًّا» .
(6) روايته هذه أخرجها هو في "الزهد" له برقم (427) ، وعنه هناد في "الزهد" (1396) . ولا يبعد أن يكون سفيان الثوري دلَّس هذا الحديث؛ فقد ذكر الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/124) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 342 رقم 888) ، أن ابن مردويه أخرجه من طريق سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، به، موقوفًا.
والحديث معروف عن الأعمش، إلا أنه ربما دلَّسه؛ فأسقط يحيى القتَّات؛ فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6266) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به، كرواية سفيان السابقة بذكر القتات.
وكذا رواه ابن مردويه - كما في "تخريج الكشاف" و"المقاصد" أيضًا - من طريق قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، إلا أنه رفعه.
ورواه عبيد الله بن زَحْر، وأبو معاوية محمد بن خازم، وقيس بن الربيع؛ ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عباس، به موقوفًا، ليس فيه ذكر لأبي يحيى القتات.
أما رواية عبيد الله بن زحر: فأخرجها ابن وهب في "جامعه" (/387 رقم 274) .
وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/603) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 66) ، وعلي بن حرب في "حديثه"، كما في "الضعيفة" للألباني (4/419) .
وأما رواية قيس بن الربيع: فأخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (7) .
وسيأتي في المسألة (2548) أن إسرائيل بن يونس رواه أيضًا عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس، موقوفًا.
(5/576)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَوْ أنَّ جَبَلَيْن بَغَى أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ، لَذَلَّ (1) البَاغِي مِنْهُمَا.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا أصحُّ مِنْ حديثِ فِطْر.
2190 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبيدالله القَواريري (2) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «لدك» ، مع أنها منسوخة من (ت) ، وانظر التعليق على هذه الكلمة في بداية المسألة.
(2) هو: عبيد الله بن عمر. ولم نقف على الحديث من طريقه، لكن رواه البزار في "مسنده" (3479) من طريق سعيد بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (7/291 رقم 7169) ، و"الأوسط" (6338) من طريق حفص بن عمر الجُدّي، كلاهما عن قَزَعة بن سويد، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النبيِِّّ (ص) [إلا] بهذا الإسناد، ويحيى بن [جُرْجة] روى عنه ابن جريج وقَزَعة بن سويد، وهذا الحديث إنما رواه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن محمود، عن شداد بن أوس، إلا يحيى بن جُرْجَة، تفرد به قَزَعة بن سويد. ورواه الناس: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم» .
وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" = = (2261/أطرافه) ، وقال: «تفرَّد به يَحْيَى بْنِ جُرْجة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنه، وتفرد به قَزَعة بن سويد عنه» ؛ يعني: عن يحيى بن جرجة.
(5/577)
عَنْ قَزَعة بْنِ سُويد، عَنْ يَحْيَى بْنِ جُرْجة (1) ، عَنِ الزُّهري، عن محمود ابن لَبِيد، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْس؛ أنَّ رسولَ الله (ص) قال: لَيْسَ الكَذِبُ (2)
مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ وَنَمَى (3) خَيْرًا؟
_________
(1) جُرْجَة: بضم الجيم الأولى، وسكون الراء، وفتح الجيم الثانية. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/69) .
(2) كذا لفظ الحديث هنا: «ليس الكذبُ مَنْ ... » ، ولفظه عند البخاري ومسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة - وهو ما سيرجِّحه أبو زرعة -: «ليس الكذَّابُ الذي يُصلحُ..» ، وكذا في أغلب مصادر تخريجه: «ليس الكَذَّاب» كما في صحيح البخاري ومسلم، وفي بعضها: «ليس الكاذب» ، وفي بعضها: «ليس الكَذِبُ أن يقولَ الرجلُ في إصلاح ما بين الناس» . وما وقع هنا صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على حذف مضاف في اسم «ليس» أو في خبرها: فالتقدير في الأوَّل: ليس ذُو الكذب مَنْ أصْلَحَ ... » ؛ ويشهد لهذا رواية: «ليس الكَذَّابُ» و «ليس الكاذب» .
والتقدير في الثاني: «ليس الكذِبُ قولَ مَنْ أصلح ... » ؛ ويشهد لهذا رواية: «ليس الكذبُ أن يقولَ الرجلُ في إصلاح ما بين الناس» . ... وحذفُ المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أسلوبٌ معروفٌ من أساليب اللغة العربية، وقد تقدَّم بيانه في تعليقنا على المسألة رقم (2) .
هذا؛ وقد قال النووي: ومعنى الحديث: ليس الكذابُ المذمومُ الذي يُصلح بين الناس، بل هذا مُحسنٌ. "شرح النووي" (16/157) .
(3) يقال: نَمَيْتُ الحديث أَنْمِيهِ: إذا بَلَّغتَهُ على وجه الإصلاح وطلب الخَير. فإذا بَلَّغتَهُ على وجه الإفساد والنَّميمة قلت: نَمَّيتُهُ؛ بالتشديد. "النهاية" (5/121) و"فتح الباري" (5/299) .
(5/578)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أُمِّه أُمِّ كلثوم ابنَتِ (1) عُقْبة، عن النبيِّ (ص) (2) .
2191 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [القَواريري] (4) ، عَنْ قَزَعة بْنِ سُويد، عَنْ يَحْيَى بْنِ جُرْجة، عَنِ الزُّهري، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيد، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ غَلَّ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، طُوِّقَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَى سَبْعَةِ أَرَضِينَ (5) ؟
_________
(1) في (ش) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية على لغة لبعض العرب، وعليها وردت بعض كلمات القرآن. انظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(2) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (2692) ، ومسلم (2605) .
(3) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1291) حُكم أبي زرعة على هذا الحديث بأنه خطأ.
(4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «القوارير» . وهو: عبيد الله بن عمر. ولم نقف على روايته لهذا الحديث، لكن أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/291 رقم 7170) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 145) من طريق أزهر بن مروان، كلاهما عن قَزَعة بن سويد، به، وزاد فيه: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شهيد» . وتصحف «أزهر بن مروان» عند ابن جميع إلى: «أزهر ابن مروز» .
(5) قوله: «سبعة أرضين» كذا في النسخ بتأنيث «سبعة» ، والمعدود مؤنث وهو «الأرض» مفرد «الأرضين» ، وجاء في رواية البخاري ومسلم للحديث - كما سياتي في التخريج -: «سبع أرضين» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما وقع هنا صحيح، ويخرَّج على وجهين: الأول: على مراعاة الجمع وهو «أرضين» ؛ إذ هو ملحق بجمع المذكر السالم؛ قال الفيومي في خاتمة "المصباح المنير" (2/704) : «وإذا كان المعدودُ مذكرًا واللفظ مؤنثًا، أو بالعكس، جاز التذكير والتأنيث؛ نحو: ثلاثة أنفُسٍ، وثلاث أنفُسٍ. اهـ. وانظر نحو ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (252) .
والثاني: على تضمين «الأرض» معنى «البساط» ؛ قال في "المصباح" (أر ض/1/12) : «وربَّما ذُكِّرت الأرض في الشعر على معنى البساط» . اهـ. وهو من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وهو فاشٍ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . هذا وفي النسخة (ف) : «سبع» ، لكنَّها صوِّبت في الحاشية إلى «سبعة» كما في بقية النسخ. وقولهم: «أرَضون» و «أرَضين» بفتح الراء، وتسكينُها لغةٌ قليلة.
(5/579)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنِ طلحة بن عبد الله بن عَوْف، عن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
2192 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ رَجَاء (2) ، وسَهْلُ بنُ حمَّاد العَقَدي (3) أبو عَتَّاب، عَنْ شُعبة، عن عَدِيِّ ابن ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَوْقُوفٌ (4) ؛ قَالَ: لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا.
_________
(1) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة رواه البخاري (2452) ، ورواه البخاري أيضًا (3198) ، ومسلم (1610) من طرق أخرى عن سعيد بن زيد ح، به.
(2) لم نقف على روايته موقوفًا، ولا على رواية سهل بن حماد، لكن أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) من طريق عبد الله بن رجاء هذا مقرونًا مع بشر ابن عمر، كلاهما عن شعبة، به، مرفوعًا.
(3) كذا في جميع النسخ: «العقدي» ، وهو موافق لنسخة خطية من "الجرح والتعديل" على ما ذكر العلامة المعلِّمي اليماني (4/196) في تعليقه عليه. وفي نسخة أخرى: «العقوي» بالواو. وفي "معرفة الثقات" للعجلي (691) ، و"تهذيب الكمال" (12/179) ، و"الكاشف" (1/469) ، و"تهذيب التهذيب" (2/122) : «العَنْقَزي» بمهملة، ثم نون، ثم قاف، بعدها زاي.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/580)
ورَوَيا (1)
عَنْ شُعبة، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ بِنَحْوِهِ؟
فَقَالا: أكثرُ أصحاب شُعبة (3) الحُفَّاظُ منهم يرفعون حديثَ عَدِيِّ بْن ثَابِت، ولا يقولون (4) فِي حَدِيث سِمَاك: ابْن عباس؛ إنما يقولون:
_________
(1) يعني عبد الله بْنُ رَجَاءٍ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ. ولم نقف على رواية سهل بن حماد، أما رواية عبد الله بن رجاء: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) .
والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8427) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد (1/345 رقم3216) ، والترمذي (1475) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19854) ، والإمام أحمد في الموضع السابق و (1/216 و237 رقم 1863 و2474) ، وابن ماجه (3187) من طرق أخرى عن الثوري، به.
وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/297 رقم 2705) ، والطبراني في "الكبير" (11/275 رقم 11719) كلاهما من طريق إسرائيل، والطبراني أيضًا (11718) من طريق أسباط بن نصر، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/478-479) من طريق الوليد ابن أبي ثور، ثلاثتهم عن سماك بن حرب، به.
(2) هو: ابن حرب.
(3) منهم: أبو داود الطيالسي في "المسند" (2738) ، ومحمد بن جعفر؛ غندر عند الإمام أحمد في "المسند" (1/285 و340 و345 رقم 2586 و3155 و3215) ، ومسلم في "صحيحه" (1957) ، ووكيع بن الجراح وبهز بن أسد؛ عند الإمام أحمد أيضًا (1/280 و345 رقم 2532 و3215) ، ومعاذ العنبري وعبد الرحمن بن مهدي؛ عند مسلم في الموضع السابق، وعبد الله بن المبارك؛ عند النسائي (4443) ، وغيرهم.
(4) لم نقف على رواية شعبة للحديث عن سماك، عن عكرمة مرسلاً، وتقدم أن سفيان الثوري وغيره رووه عن سماك موصولاً.
(5/581)
سِمَاك، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وَهَذَا صحيحٌ (1) .
قُلْتُ: إنما هو اتفقا (2) ؟
فَقَالا: شَيخَينِ صَالِحَينِ (3) ، أوقَفا ما رفَعَهُ الحُفَّاظُ، ووصَلاَ ما يرسله الحُفَّاظ (4) .
2193 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (5) ، عَنْ حَبيب؛ قَالَ: رأيتُ سَعِيدَ ابن جُبير يُقَبِّلُ (6) ابْنًا لَهُ ذَا لِحية.
فقلتُ لَهُمَا: فَهَذَا (7) حَبِيبُ بنُ أبي ثابت؟
_________
(1) الظاهر أنه يعني رواية شعبة، وأن الصواب التفريق فيها بين طريقي عدي بن ثابت وسماك، ولا يعني تصحيح رواية من أرسل طريق سماك مطلقًا؛ لأن سفيان الثوري وغيره رووه موصولاً كما سبق.
(2) أي: اتفق عبد الله بْنُ رَجَاءٍ وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ على روايته هكذا عن شعبة، ومتابعة كل منهما للآخر ترفع تفرد أحدهما بالحديث.
(3) يعنيان: عبد الله بْنُ رَجَاءٍ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ. وكذا جاء في جميع النسخ بالياء: «شيخين صالحين» ، والجادَّة أن يكونا بالألف؛ لأنهما خبر لمبتدأ محذوف، أي: هما شيخان صالحان، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجهين؛ على لغة لبني سُلَيم، وعلى الإمالة، وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (25) ، و (759) .
(4) يعني: عن شعبة فقط.
(5) هو: سفيان. وروايته هذه أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (1/208 رقم 221) ، و (2/151 رقم 1838) عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، بلفظ: يقبل ابنًا له رجلاً. وفيه قال عبد الرحمن بن مهدي: فقلت لسفيان: حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؟ قَالَ: لا، قلت: حبيب بن أبي عمرة؟ قال: لا، قلت: فمن حبيب؟ قال: شيخ لنا. قال عبد الله ابن أحمد: قال أبي: أظنه حبيب بن أبي الأشرس.
(6) في (ك) : «يقتل» !
(7) في (ك) : «فذا» .
(5/582)
فَقَالا: هُوَ حَبِيبُ بنُ أَبِي الأشْرَس؛ حَبيبُ ابنُ حَسَّان (1) .
2194 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَلاَّد بْنُ يَحْيَّى (3) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ (4) مِنْ أَنْ يَمْتلِئَ شِعْرًا؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ خَلاَّد؛ وَإِنَّمَا (5) هُوَ عن عمر قولَه (6) .
_________
(1) هو: حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار، وحسان والمنذر يقال لكل منهما: «أبو الأشرس» ؛ فهو حبيب بن أبي الأشرس: حسان بن أبي الأشرس المنذر بن عمار. وهو حبيب بن أبي هلال أيضًا. انظر "الجرح والتعديل" (3/98) ، و"تهذيب الكمال" (6/12-ترجمة حسان) ، و"الميزان" (1/450) ، و"لسان الميزان" (2/167) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2324) من كلام أبي حاتم وحده.
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (247) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/616/مسند عمر) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/295) ، والفاكهي في "فوائده" (226) ، والدارقطني في "العلل" (2/189) ، وتمام في "فوائده" (1158 و1159/الروض البسام) .
ومن طريق الفاكهي أخرجه عبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (35) .
(4) قوله: «له» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «إنما» بلا واو.
(6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن إسماعيل، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عمر موقوفًا، ولا نعلم أسنده غير خلاد، [عن] سفيان» .
وقال الدارقطني في الموضع السابق من "العلل": «يرويه إسماعيل بن أبي خالد عنه [أي عن عمرو بن حريث] ، أسنده خَلادُ بْنُ يَحْيَّى، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن إسماعيل؛ رفعه إلى النبيِّ (ص) ، ووقفه غيرُه عن الثوري. وكذلك رواه يحيى القطان وأبو معاوية وأبو أسامة وغيرهم، عن إسماعيل موقوفًا، وهو الصحيح» .
وفي "سؤالات الحاكم للدارقطني" (312) سأل الحاكم الدارقطني عن خلاد بن يحيى؟ فقال: «خلاد ثقة، إنما أخطأ في حديث واحد؛ حديث الثوري عن إسماعيل، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عمر، فرفعه وأوقفه الناس» . وانظر "تهذيب التهذيب" (1/558) .
وأما الطبري في الموضع السابق من "تهذيب الآثار" فإنه عنون للحديث بقوله: «ذِكْر ما صحَّ عندنا سنده من حديث عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب، عن النبيِّ (ص) » ، ثم أخرج الحديث، ثم قال «وهذا خبرٌ عندنا صحيحٌ سنده، لا علَّة فيه توهِنه، ولا سبب يضعِّفه، وقد يجب أن يكونَ على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلَّتين: إحداهما: أنه قد حدَّث بِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد جماعةٌ ولم يرفعوه إلى النبيِّ (ص) ، بل وقفوه على عمر، وجعلوا هذا الكلام من قِيلِه. والأخرى: أنه خبر لا يُعرَف له مخرجٌ عن عمرو ابن حريث، عن عمر، عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه، والخبرُ إذا انفرد به منفردٌ وجبَ فيه التثبت عندهم» .
(5/583)
2195- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الكَعْبي (4) ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ (5) يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ (6) يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ (7) فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ... الحديثَ.
قلتُ لأَبِي: وَرَوَاهُ مَالِكٌ (8) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبي شُريح،
_________
(1) انظر المسألة رقم (2309) و (2312) .
(2) هو: محمد بن إسحاق بن يسار. ووقع في (ف) و (ك) : «عن أبي إسحاق» .
(3) هو: كيسان المدني مولى أم شريك.
(4) قيل: اسمه: خويلد بن عمرو، وقيل عكسه، وقيل غير ذلك.
(5) في (ف) : «من كان من» .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «من كان» .
(7) قوله: «الآخر» سقط من (ك) .
(8) في "الموطأ" (2/929 رقم1660) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/385 رقم 27161) ، والبخاري في "صحيحه" (6135) ، وفي "الأدب المفرد" (743) ، وأبو داود في "سننه" (3748) .
(5/584)
عن النبيِّ (ص) ، لَمْ يَقُلْ: «عَنْ أَبِيهِ» ؟
قَالَ أَبِي (1) : وَقَدْ رَوَى عَبْدة بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُريح (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ بِلا «أَبِيهِ» .
قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ: سعيدٌ، عَنْ أَبِي شُريح (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
قُلْتُ لأَبِي: سمع سعيدٌ المَقْبُري من أَبِي شُريح؟
قَالَ: نعم (6) .
2196- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صالح ابن أَبِي الأَخْضر (7) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ محمد ابن ثَابِتِ بْنِ قَيْس بْنِ شَمَّاس، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ أَتَى النبيَّ (ص) ؛ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَشِيتُ أَنْ أكونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ!
_________
(1) قوله: «قال أبي» سقط من (ف) .
(2) روايته أخرجها هناد في "الزهد" (1052) . ورواه الدارمي في "مسنده" (2078) من طريق يزيد بن هارون، والحربي في "إكرام الضيف" (19) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، مثله.
(3) في (ك) : «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سعيد بن شريح» .
(4) في (ك) : «والصحيح: سعيد بن شريح» .
(5) الحديث أخرجه البخاري في"صحيحه" (6019 و6476) ، ومسلم (48) في اللقطة، عقب الحديث رقم (1726) من طريق اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ المقبري، عن أبي شريح، به. وأخرجه مسلم أيضًا (48) من طريق نافع بن جبير، عن أبي شريح، به.
(6) انظر "العلل" لابن المديني (ص 78) ، وللدارقطني (1465) .
(7) أخرج روايته الطبراني في "الكبير" (2/66 رقم 1310) ، وابن مردويه كما في "فتح الباري" لابن حجر (6/621) .
وأخرجه الطبراني أيضًا (1313) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، وابن مردويه - كما في "تفسير ابن كثير" (2/158) - من طريق موسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت الأنصاري: أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله ... ، الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1311) ، و"الأوسط" (42) من طريق الأوزاعي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت؛ حدثني أبي ثابت بن قيس ... ، فذكره هكذا موصولاً.
(5/585)
قَالَ: لِمَ؟ ، قَالَ: نَهَانَا اللهُ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نفعَلْ، وَأَنَا رجلٌ أُحِبُّ الحمدَ، وَنَهَانَا أَنْ نَرْفَعَ أصواتَنا فَوْقَ صوتِكَ، وَأَنَا رجلٌ جَهِيرُ الصوتِ، وَنَهَانَا عَنِ الخُيَلاء، وَأَنَا أحبُّ الجَمَالَ ... ، الْحَدِيثَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ صَالِحٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ إسماعيلَ بنِ محمدِ ابنِ ثابتٍ. الأُوَيْسيُّ (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا مَالِكٌ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الأُوَيْسي» ، فالظاهر أنه حذف صيغة التلقي عن الأويسي، كعادة بعض المحدثين، وربما كان هناك سقط في العبارة، وصوابه: «إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ. حدثنا به الأُوَيْسي» ، والأُوَيْسي إما أن يكون عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى، أو: إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس؛ فكلاهما يروي عن مالك، ويروي عنهما أبو حاتم الرازي، لكن المشهور بالأويسي هو عبد العزيز، وأما إسماعيل فلا يكاد يعرف بهذه النسبة، وأول من وجدناه نسبه: ابن الأثير في "اللباب" (1/95) .
وقد أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" هذا الحديث - كما في "فتح الباري" لابن حجر (6/621) ، و"تعجيل المنفعة" (1/309) - من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مالك، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"- كما في "فتح الباري" (6/621) - من طريق معن بن عيسى، والروياني في "مسنده" (1001) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1328) ، و"دلائل النبوة" (520) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن مالك، به. قال ابن حجر: «وهذا = = مرسل قوي الإسناد» .
وخالف هؤلاء جميعًا سعيدُ بن كثير بن عُفير وعبد العزيز ابن يحيى، فروياه عن مالك، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الأنصاري، عن ثابت ابن قيس؛ أنه قال: يا رسول الله، لقد خشيت ... ، الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/67 رقم 1312) ، والدارقطني في "غرائب مالك"- كما في الموضع السابق من "الفتح"- عن سعيد بن كثير فقط، وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (26/164-165) ، و"الاستيعاب" (1/201) عنهما كليهما.
قال ابن حجر: «وهو مع ذلك مرسل؛ لأن إسماعيل لم يلحق ثابتًا» .
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (123) ، والطبراني في "الكبير" (2/67 رقم1314) من طريق يونس بن يزيد، والطبراني أيضًا في "المعجم الكبير" (1315) ، و"الأوسط" (2236) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني أيضًا في "مسند الشاميين" (3217) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد؛ أن ثابت بن قيس قال ... ، فذكره.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7167) برغم إرساله!!
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/384) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أبيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: يا رسول الله ... ، فذكره.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/234) ، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/355) من طريق يعقوب ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه: أن ثابت بن قيس قال: ... ، فذكره.
وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20425) ، و"التفسير" (3/230) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/280) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري؛ أن ثابت بن قيس ... ، فذكره هكذا معضلاً.
(5/586)
عَنِ (1) ابْنِ شِهاب، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْس بْنِ شَمَّاس؛ أَنَّ (2) ثَابِتَ بن قَيْس أتى النبيَّ (ص) ، فذكَرَ نحوَهُ، وهو أشبهُ (3) .
_________
(1) قوله: «عن» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (ش) : «ابن» بدل: «أن» .
(3) قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/19) : «هكذا أخرجه - أي: ابن حبان - بهذا السياق، وليس فيه ما يدل على أن إسماعيل سمعه من ثابت، فهو منقطع. ورواه مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ ابْنِ شهاب، عن إسماعيل، عن ثابت أنه قال ... ، فذكره، ولم يذكره من رواة "الموطأ" إلا سعيد بن عُفير وحده، وقال: قال مالك: قتل ثابت بن قيس يوم اليمامة. قلت: فلم يدركه إسماعيل؛ فهو منقطع أيضًا» . اهـ.
وقول ابن حجر: «ولم يذكره من رواة "الموطأ" إلا سعيد بن عُفير وحده» فيه نظر، فلعله أراد: لم يذكره موصولاً، وإلا فقد تقدم أنه عزاه في "فتح الباري" أيضًا إلى ابن سعد من طريق معن بن عيسى، وإلى الدارقطني من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن مالك، به. وقال أبو نعيم في الموضع السابق من "المعرفة": «رواه يونس وعبيد الله بن عمر العمري في آخرين عن الزهري، كرواية مالك، عنه، عن إسماعيل. وخالفهم الأوزاعي ومعاوية بن يحيى الصدفي وصالح بن أبي الأخضر، فقالوا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت، عن ثابت، ولم يذكروا إسماعيل. ورواه محمد بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس، نحوه» . وانظر "التاريخ الكبير" (1/371) .
(5/587)
2197- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب (2) ، عَنْ سُعَيرِ (3) بْنِ الخِمْسِ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (4) ، عَنْ أبي عثمان النَّهْدِي (5) ،
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2570) .
(2) هو: أحوص بن جوَّاب. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2035) ، وفي "العلل الكبير" (589) ، والبزار في "مسنده" (2601) ، والنسائي في "الكبرى" (10008) ، وابن حبان في "صحيحه" (3413) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (151 و152) ، والطبراني في "الصغير" (1183) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/164) ، والبيهقي في "الشعب" (8713) ، والضياء في "المختارة" (1321) .
والحديث أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (276) من طريق النسائي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/345) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (160) من طريق الطبراني، والضياء في "المختارة" (1322) من طريق أبي بكر الشافعي.
(3) في (ك) : «سعيد» بدل: «سعير» .
(4) هو: سليمان بن طَرْخان.
(5) هو: عبد الرحمن بن ملّ؛ بتثليث الميم.
(5/588)
عَنْ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قال (1) : مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا (2) فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ (3) فِي الثَّنَاءِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) .
2198- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ،
عَنْ
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) كذا في جميع النسخ، وإقامة الجار والمجرور نائبًا عن الفاعل مع وجود المفعول به منصوبًا، جائز؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (252) .
وقد جاءت هذه العبارة في أكثر مصادر التخريج بالرفع على الجادَّة: «من صُنِعَ إليه مَعرُوفٌ» ، وفي بعضها على النصب كما وقع عندنا. وجاء في "المختارة" (1321) بلفظ: «من اصطُنِعَ إليه مَعرُوفٌ» ، وسيأتي في المسألة رقم (2570) بلفظ: «مَنْ أُولِيَ معروفًا» .
(3) في (ك) : «بلغ» .
(4) وفي المسألة رقم (2570) قال أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ مُنكر بِهَذَا الإِسْنَادِ» ، ونقله عنه الضياء في "المختارة" (4/111-112) . وقال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) بمثله، وسألتُ محمدًا [يعني: البخاري] ؟ فلم يعرفه» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا مُنكر، وسُعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير» .
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سعير، ولا عن سعير إلا الأحوص بن جواب» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2336) .
(6) هو: مروان بن محمد. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن" (10/196) ، ثم قال: «وأخرجه شيخنا فيما لم يُمْلِ من كتاب "المستدرك" عن ابن عبد الحكم، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتَيَانِيِّ، عَنِ محمد بن سيرين، عن عائشة خ» .
وستأتي هذه الرواية التي أشار إليها البيهقي في المسألة رقم (2336) .
وتابع محمدَ بن مسلم الطائفيَّ على هذا الوجه معمرُ بن راشد، وحماد بن زيد في وجه لا يصح عنه:
أما رواية معمر بن راشد: فأخرجها عبد الرزاق في "جامع معمر" (20195/المصنف) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابن أبي مليكة - أو غيره - عن عائشة، به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1245) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/152 رقم25183) .
وأخرجه مؤمل بن إيهاب في "جزئه" (25) عن شيخه عبد الرزاق، به، من غير شك. وهكذا أخرجه البزار في "مسنده" (193/كشف) من طريق الحسين بن مهدي وزهير ابن محمد، وابن حبان في "صحيحه" (5736) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، به، من غير شك.
ويظهر أن الاختلاف على عبد الرزاق نفسه؛ فقد أخرج البيهقي هذا الحديث في "السنن" (10/196) ، وفي "الشعب" (4476) من طريق أبي بكر أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، من غير شك، ثم نقل عن الرمادي قوله: «كان في نسختنا عن عبد الرزاق هذا الحديث: عن ابن أبي مليكة أو غيره، فحدثنا عبد الرزاق بغير شك، فقال: عن ابن أبي مليكة، ولم يذكر: أو غيره» .
ثم أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبري عن عبد الرزاق بالشك. وأخرجه البيهقي في "الشعب" أيضًا (4457) من طريق خلف ابن أيوب، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، هكذا من غير شك.
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/290) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/52) ، كلاهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان بن قراد، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة، ثم قال ابن عدي: «وابن قراد هذا له أحاديث عن ثقات الناس بواطيل ... ، وروى عن شريك أحاديث أنكرت عليه، وعن حماد بن زيد كذلك، وهو ممن يتهم بوضع الحديث» . اهـ.
وسيأتي أن الصواب في رواية حَمَّاد بْن زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة.
(5/589)
محمَّد بْنِ مُسْلِم الطَّائِفي، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (2) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مَا كانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (ص) منَ الكَذِب، وَمَا جَرَّبَ عَلَى أَحَدٍ كَذِبًا فرَجَعَ إِلَيهِ مَا كانَ يَعْرِفُ (3) ؛ حتَّى تَظْهَرَ (4) مِنهُ تَوْبَةٌ؟
قَالَ أَبِي: مَا أَدْرِي مَا هَذَا! إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَنْ أيُّوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) .
ومن
_________
(1) هو: أيوب بن أبي تميمة.
(2) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(3) كذا لفظه هنا، ويمكن أن يحمل على أنه (ص) لم يكن يَرْجِعُ إلى هذا الذي جرَّب عليه الكذب: ما كان يعرفه من صُحبته وتصديقه حتى تظهرَ توبةٌ منه. وجاء لفظه عند البيهقي: «فرجع إليه ما كان، حتى يعرفَ منه = = توبة» . «ما كان» ، أي: مدةَ حياتِهِ، أو: أيًّا كان قدر هذا الكذب ولوقليلاً؛ كما سيأتي لفظه في المسألة رقم (2336) : «وما جرَّب رسول الله [منه] مِنْ أَحَدٍ مِنْ شَيْءٍ وَإِنْ قلَّ فَيُخْرِجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ، حتى يُحدِثَ له توبةً» .
(4) في (ف) و (ك) : «يظهر» .
(5) لأن إبراهيم بن ميسرة لم يلق عائشة، فبين وفاتيهما نحو من خمس وسبعين سنة. ورواية إبراهيم بن ميسرة هذه أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/378) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة. وعلَّقها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/49) فقال: «محمد بن أبي بكيرة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عن عائشة: كان أبغضُ الخُلق إلى النبيِّ (ص) الكذبَ، وقال معمر: عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة، ولا يصح «ابن أبي مليكة» ؛ وهو مرسل» .
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (139) من طريق روح بن القاسم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "مكارم الأخلاق" (145) ، وفي "الصمت" (476) من طريق نصر بن طريف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عبيد بن سعيد، عن عائشة، به.
ونصر بن طريف هذا متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (8/467) . هذا؛ وقولُ أبي حاتم: «مرسل» منصوبٌ على الحال، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/591)
يَقُولُ: «عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة» لَيْسَ بمُصيبٍ عِنْدِي (1) .
2199 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلمةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/86/أ) هذا الحديث فقال: «يرويه أيوب السختياني، واختُلِف عنه: فرواه معمر، عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة. وتابعه محمد بن مسلم الطائفي؛ من رواية مروان بن محمد الطاطري عنه. وخالفه ابن وهب؛ فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عائشة. وخالفه حماد بن زيد، وحاتم بن وَرْدان، ووُهيب؛ فرووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسرة - مرسلاً -، عن عائشة، وهو الصواب. وحدَّث به القاسم بن يحيى الضرير، عن عمر بن فائد والحسن بن دينار، عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القاسم، عن عائشة. والقاسم بن يحيى هذا ضعيف، من شيوخ المعتزلة» . اهـ.
وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (9/109) : «ورواه محمد بن أبي بكيرة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عن عائشة: كان أبغض الخلق إلى رسول الله (ص) الكذب. قال البخاري: «هو مرسل» ؛ يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة، ولا يصح حديث ابن أبي مليكة. قال البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري! فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح» .
ثم قال البيهقي: «وروي من وجه آخر عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عائشة، ولا يصح» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/142-143 رقم 25100) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه (3651) من طريق علي بن مسهر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/54) ، و"شرح مشكل الآثار" (885 و4669) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، عن عائشة، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2104) من طريق أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة به.
(5/592)
قَالا: وَهِمَ فيه حمَّاد.
2200 - وسألتُ (1) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمر بن أبي
_________
(1) انظر المسألة رقم (230) و (236) و (547) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9248) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/26 رقم 8297) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/106) .
(5/593)
سَلَمة (1) : أنَّ النبيََّّ (ص) دَخَلَ بَيْتَ أمِّ سَلَمة، فَرَأَى عِنْدَهَا مُخَنَّثًا ... ، الحديثَ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ اضْطَرَبَ فِيهِ حمَّاد؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة (3) . وَلَيْسَ عَنْ هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، إِلا ذَاكَ الواحدُ (4) : أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى فِي ثوبٍ (5) واحدٍ (6) .
2201 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت (7) ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِير، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ عَطَاء (8) ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّ رَجُلاً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: يَا رَبِّ، لَوْ كَانَ لَكَ حِمَارٌ عَلَفْتُهُ (9) مَعَ حِمَارِي! فَهَمَّ بِهِ نَبِيٌّ كَانَ فِيهِمْ، فَأَوْحَى اللهُ (10)
_________
(1) من قوله: «عن هشام ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) وتتمة الحديث: فقال [يعني: المخنَّث] : يا عبد الله بن أبي أمية، لو قد فَتَحْتَ الطائف، لقد أريتُكَ باديةَ بنتَ غَيلان؛ فإنها تُقبلُ بأربعٍ، وتُدبِرُ بثَمَانٍ. قال رسول الله (ص) : «لا يَدْخُلَنَّ عليكُم هذا» .
(3) كذا في جميع النسخ: «هشام، عن أبيه - أي: عروة -، عن أم سلمة» ، فإن سلم النص من السقط، فإن مقصود أبي حاتم بيان أن الصواب في الحديث عن أم سلمة، لا عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ؛ دون الاهتمام بذكر السند إلى أم سلمة كاملاً؛ فالحديث رواه الإمام أحمد (6/290 و318) من طريق أبي معاوية ووكيع وعبد الله بن نمير، والبخاري (4324 و5235 و5887) من طريق زهير وعبدة بن سليمان وابن عيينة، ومسلم (2180) من طريق وكيع وجرير بن عبد الحميد وأبي معاوية وعبد الله ابن نمير، وأبو داود (4929) ، وابن ماجه (1902 و2614) من طريق وكيع، والنسائي في "الكبرى" (9245 و9249) من طريق عبدة وأبي معاوية، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أم سلمة، به.
هذا مع أن ابن عبد البر أخرج الحديث في "التمهيد" (22/270) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. والصواب في رواية مالك الإرسال؛ فقد أخرجه هو في "الموطأ" (2/767) عن هشام، عن أبيه مرسلاً، ليس فيه ذكر لأم سلمة.
(4) تقدم تخريجه في المسألة رقم (230) و (236) و (547) .
(5) في (ف) : «ثواب» .
(6) قوله: «واحد» سقط من (ك) .
(7) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4318) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عنه، به، موقوفًا. ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/165) ، والخطيب في "تاريخه" (4/46-47) ، كلاهما من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي، عن أبي السائب سلم بن جنادة، عن أحمد بن بشير، به، مرفوعًا.
ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (4319) ، والخطيب في الموضع السابق، وابن الجوزي في "الموضوعات" (367) . وقال ابن عدي: «هذا حديث مُنكر، لا يرويه بهذا الإسناد غير أحمد بن بشير» . وأخرجه الخطيب أيضًا (5/22/تحقيق بشار) من طريق أحمد بن إبراهيم القصباني، عَنْ سَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أحمد بن بشير، به.
(8) هو: ابن أبي رباح.
(9) في (ف) : «علقته» .
(10) لفظ الجلالة ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(5/594)
إِلَيْهِ: أَنْ دَعْ (1) ، فَإِنَّمَا أُثِيبُهُ (2) عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطاء (3) .
2202- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زُنَيْج (4) ،
_________
(1) تصحف في (ك) إلى: «ادع» . ومعنى العبارة هنا: أنْ دَعْهُ، وجاء الحديث بهذا اللفظ في "شعب الإيمان" للبيهقي، ولم تأت في بقية مصادر التخريج.
(2) في (ك) : «أتيته» كاملة النقط، وكذا في (أ) و (ش) إلا أنه في (أ) نقط التاء الثانية فقط، وفي (ش) نقط التاء الأولى والياء. ولم تنقط الكلمة في (ت) . والمثبت من (ف) ، وهو الصواب؛ يؤيده ما وقع في بعض مصادر التخريج: «إنما أجازي العباد على قدر عقولهم» .
(3) لم نقف على رواية إسماعيل بن مسلم هذه، والظاهر: أن أبا حاتم يعني أن عطاء يرويه إما مرسلاً، أو موقوفًا، فيكون من الإسرائيليات، والله أعلم.
(4) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ بكر، و «زُنَيْج» لقبه. ولم نقف على روايته، ولكن الحديث أخرجه الترمذي (1860) ، والحاكم (4/137) كلاهما من طريق منصور بْن أَبِي الأسود، عَنِ الأعمش، به، ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه» . وقال الحاكم: «سنده صحيح، ولم يخرجاه» . وتابع الأعمشَ سهيلُ بن أبي صالح، فرواه في نسخته التي رواها عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ونشرها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه "دراسات في الحديث النبوي" (2/497) .
ومن طريق سهيل أخرجه: ابن أبي شيبة في = = "مصنفه" (26209) ، والدارمي (2107) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و537 رقم7569 و10940) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1220) ، وأبو داود في "سننه" (3852) ، وابن ماجه (3297) ، والبغوي في "مسند ابن الجعد" (2674) ، وابن حبان في "صحيحه" (5521) ، وابن عدي في "الكامل" (4/179) ، وابن حزم في "المحلى" (7/435) ، والبيهقي في "السنن" (7/276) ، و"الشعب" (5430) .
وصحح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/579) سنده على شرط مسلم.
وقد قيل: إن سهيل بن صالح أخذه عن الأعمش، فأخرجه تمام في "فوائده" (965/الروض البسام) ، وابن الأعرابي في "معجمه"-كما في"الروض البسام"- وأبو نعيم في "الحلية" (7/144) ، والبيهقي في "الشعب" (5431/ألف) جميعهم من طريق أبي همام الدلال، عن سفيان الثوري، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن الأعمش، عن أبي هريرة، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه أبو همام الدلال» . وسيأتي كلام الدارقطني عن هذا الطريق.
(5/595)
عَنْ جَرير (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ بَاتَ (3) وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (4) فَأَصَابَهُ شَيءٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ فِي أَصل جَرير: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) . الشيءُ الَّذِي أوقفَهُ ابنُ حُمَيْد (6) ، فما يُغْني (7) ، مَعَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ المُغِيرة أيضًا أوقفه (8) .
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد.
(2) هو: ذكوان السمان.
(3) في (ك) : «باب» بدل: «بات» !
(4) الغَمَر - بالتحريك -: الدَّسَم والزُّهُومة من اللحم. "النهاية" (3/385) .
(5) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(6) كذا! ولم يتقدم ذكر ابن حميد هذا، والظاهر: أنه محمد بن حميد الرازي، فإنه من الرواة عن جرير.
(7) كذا في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «فما بقي» ، والعبارة مشكلة باللفظين كليهما.
(8) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1972) فقال: «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلف عنه: فرواه حماد بن سلمة، وعلي بن عاصم، وزهير بن معاوية - واختُلف عنه -، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ وقال محمد بن الصلت: عن زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ [قاله] يحيى بن معلى بن منصور: عن محمد بن الصلت. ورواه أبو همام الدلاَّل عن الثوري وعن إبراهيم بن طهمان، عن سهيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وقال قائل: عن أبي همام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، ووهم في هذا القول» .
(5/596)
2203 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي بكرِ بنِ عَيَّاش (2) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (4) .
قَالَ أَبِي: ويَرْوونه (5) عَنِ المَقْبُري، عَنْ أَبِي
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وسألت» .
(2) روايته علقها البخاري في "صحيحه" (10/443) عقب الحديث (6016) ، ولم يذكر ابن حجر في "الفتح" ولا في "تغليق التعليق" مَن وصَلها. لكن تابعه عليها حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وشعيب بن إسحاق؛ كما قال البخاري.
والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/10) ، و (4/165) من طريق إسماعيل بن أبي أويس وعبد الله ابن وهب، والخطيب في "الموضح" (2/226) من طريق عبد الله بن وهب فقط، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(4) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) .
(5) رواه عن المقبري على هذا الوجه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب أيضًا، والاختلاف عليه، لا على المقبري. وقد رواه عن ابن أبي ذئب جماعة:
فأخرجه البخاري في "صحيحه" (6016) ، والطبراني في "الكبير" (22/187 رقم487) ، والبيهقي في "الشعب" (9087) من طريق عاصم بن علي، والإمام أحمد في "المسند" (4/31 رقم 16372) و (6/385 رقم ... ) من طريق حجاج بن محمد ويزيد بن هارون، والطبراني في الموضع السابق من طريق أسد بن موسى وآدم بن إياس، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9087) من طريق يحيى بن أبي كثير، وذكر البخاري في الموضع السابق أن شبابة بن سوار وأسد بن موسى تابعا عاصم بن علي، ومن طريقهما وطريق يزيد بن = = هارون أخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/90) ، جميعهم رووه عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، به. وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التغليق" أن إسحاق بن راهويه أخرجه في "مسنده" من طريق شبابة، وذكر في "الفتح" (10/443) أن الإسماعيلي أخرجه أيضًا من طريق شبابة.
(5/597)
شُريح (1) ، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي: قَالَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: جَمِيعًا صَحِيحَين (2) .
قَالَ: يَحْتملُ أن يكونَ (3) جميعًا صَحِيحَين (4) .
_________
(1) في (ف) : «ابن شريح» بدل «أبي شريح» ، وهو: الخزاعي، واسمه: خويلد بن عمرو، وهو المشهور، وقيل غير ذلك.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، ويخرَّج ما في النسخ على وجهين، تقدم ذكرهما في التعليق على المسألة رقم (25) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «أن يكونا» بألف المثنى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وقد ذكرنا توجيهه في تعليقنا على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (679) .
(4) قال البخاري في الموضع السابق - بعد أن أخرج الحديث من طريق عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب -: «تابعه شبابة وأسد بن موسى. وقال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بْنِ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/443) - موضحًا كلام البخاري -: «يعني: اختلف أصحابُ ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا الحديث، فالثلاثة الأُوَل [كذا] قالوا فيه: عن أبي شريح، والأربعة قالوا: عن أبي هريرة. وقد نقل أبو معين الرازي عن أحمد أن مَنْ سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شُريح» . ثم ذكر الحافظ من قال: «عن أبي شُريح» ، ومن قال: «عن أبي هريرة» ، ثم قال: «وإذا تقرَّر ذلك، فالأكثرُ قالوا فيه: عن أبي هريرة، فكان ينبغي ترجيحهم؛ ويؤيِّده: أن الراوي إذا حدَّث في بلده كان أتقن لما يحدِّث به في حال سفره، ولكن عارَض ذلك أن سعيدًا المقبري مشهورٌ بالرواية عن أبي هريرة، فمن قال: " عنه، عن أبي هريرة" سلك الجادة، فكانت مع من قال: "عنه، عن أبي شُريح" زيادةُ علم ليست عند الآخرين. وأيضًا فقد وُجِدَ معنى الحديث من رواية اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي شُريح كما سيأتي بعد باب، فكانت فيه تقويةٌ لمن [رواه] عن ابن أبي ذئب فقال فيه: "عن أبي شُريح "، ومع ذلك فصنيعُ البخاري يقتضي تصحيحَ الوجهين وإن كانت الرواية [عن] أبي شريح أصح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1193) : «يرويه جماعة من العراقيين عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ المقبري، عن أبي شريح. ورواه جماعة ممن سمعه من ابن أبي ذئب بالمدينة عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحديث أبي هريرة أشبه بالصواب» . وقال في السؤال (1480) : «وهو عن أبي هريرة، محفوظ» .
(5/598)
2204 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ جُريج (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ جُلَساءُ، فَهُمْ شُرَكَاءُ فِيهِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا إسحاقُ بنُ منصور (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق،
_________
(1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (705) ، والخلال في "العلل" (20/المنتخب) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/25) ، والطبراني في "الكبير" (11/85 رقم11183) ، و"الأوسط" (2450) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/351-352) ، والبيهقي في "السنن" (6/183) ، والخطيب في "تاريخه" (4/249) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/362-363) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو إلا ابن جريج، تفرد به مندل، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، تفرد به مندل، عن ابن جريج» .
(2) لم نقف على رواية إسحاق بن منصور هذه، ولكن أخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/363) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن عبد الرزاق، به، موقوفًا. وتابع الصغانيَّ أحمدُ بن يوسف كما سيأتي.
وأخرجه البيهقي في "سننه" (6/183) من طريق محمد ابن السري، عن عبد الرزاق، عن محمد بن مسلم، به، مرفوعًا، ثم قال البيهقي: «وكذلك رواه أبو الأزهر، عن عبد الرزاق. ورواه أحمد بن يوسف، عن = = عبد الرزاق، فذكره عن ابن عباس موقوفًا غير مرفوع، وهو أصح» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/227) : «اختُلف على عبد الرزاق في رفعه، والمشهور عنه الوقف، وهو أصح الروايتين عنه» . وقال في "هدي الساري" (ص44) : «ورواه عبد الرزاق في مصنفه عنه موقوفًا، وهو أشبه» .
(5/599)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم الطائفيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عباسٍ، موقوف (1) .
2205- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله بن زيد بن أَسْلَم (2) ،
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علَّقنا عليها في المسألة رقم (34) .
وقد علَّق البخاري قول ابن عباس هذا، في كتاب الهبة من "صحيحه" (5/227) ، باب مَنْ أُهدي لَهُ هَدِيَّةً وَعِنْدَهُ جلساؤه فهو أحقُّ، فقال: «ويذكر عن ابن عباس: أن جلساءه شركاؤه، ولا يصح» .
وذكر الخلال في العلل" (ص 74) عن علي بن سعيد أنه قال: سألت أبا عبد الله [يعني الإمام أحمد] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «مَا أدري من أين جاء هذا الحديث؟! وهو عندي مُنكر» .
وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/67) هذا الحديث من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس مرفوعًا، ثم قال العقيلي: «وقال مندل: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) نحوه، ولا يصحُّ فِي هَذَا الباب شيء عن النبيِّ (ص) » .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/227) : «هذا الحديثُ جاء عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا، والموقوفُ أصلح إسنادًا من المرفوع. فأما المرفوعُ فوصَله عبد بن حميد من طريق ابن جريج، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس مرفوعًا: «من أُهديت له هديةٌ وعنده قومٌ فهم شركاؤه فيها» ، وفي إسناده منْدَل بن علي، وهو ضعيف. ورواه مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عمرو كذلك. واختلف على عبد الرزاق عنه في رفعه ووقفه، والمشهورُ عنه الوقف، وهو أصح الروايتين عنه» .
(2) روايته أخرجها تمام في "فوائده" (1161 و1162/الروض) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (227) ، وابن عدي في "الكامل" (4/186-187) ، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (58) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/338) ، وابن عساكر في "تاريخه" (53/353) .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم يوصله عن زيد ابن أسلم، عن أبيه [كذا!!] غير عبد الله هذا، ورواه الدراوردي وغيره عن زيد بن أسلم مرسلاً» .
وأخرجه ابن عساكر أيضًا (5/466-467) ، و (53/267) من طريق تمام وابن الأعرابي. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5769) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّراوردي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عن ابن عمر، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (275) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/127) ، وتمام في "فوائده" (1160 /الروض) ، وابن عساكر في "تاريخه" (35/370) ، و (3/268) ، جميعهم من طريق الوليد بن مزيد، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (479) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/99) من طريق عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ابن عمر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26259) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/94 رقم 5684) ، وعبد بن حميد في "المسند" (812) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (340) ، والبغوي في "الجعديات" (3343) ، وابن حبان في "صحيحه" (5770) ، والطبراني في "الكبير" (12/434 رقم13589) ، و"الأوسط" (2493) ، والخطيب في "تاريخه" (11/107) ، جميعهم من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن الحكم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن ابن عمر، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عطاء إلا علي ابن الحكم، تفرد به حماد» .
(5/600)
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: احْثُوا فِي وُجُوهِ (1) المَدَّاحِينَ التُّرَابَ؟
قَالَ أَبِي: فجعلتُ أستحسنُهُ! حَتَّى رأيتُ مَا رَوَاهُ حَفْصُ بنُ مَيْسَرة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي راشد: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ، فعَلِمتُ أنَّ ذَلِكَ الصوابُ؛ وذلك أنَّ أهلَ الكوفةِ يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَنِ المِقْداد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ عبد الله بن عمرو (2) ؛
_________
(1) في (ك) : «وجه» .
(2) كذا في جميع النسخ، ولم نقف على الحديث من = = رواية المقداد، عن عبد الله بن عمرو، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26250 و26251 و26260) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/5) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (339) ، ومسلم في "صحيحه" (3002) ، وأبو داود (4804) ، والترمذي (2393) ، وابن ماجه (3742) ، جميعهم من طريق المقداد، عن النبيِّ (ص) ، بلا واسطة.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح ... ، والمقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو الكندي، ويكنى: أبا معبد، وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث؛ لأنه كان قد تبنَّاه وهو صغير» .
وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/451) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (243) ، وابن عدي في "الكامل" (7/84) من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعًا، لكن وقع في "ضعفاء العقيلي": «عبد الله بن عمر» ! .
(5/601)
فعلمتُ أنَّ هَذَا الحديثَ لَيْسَ (1) مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ إِنَّمَا رواه أهلُ العراق، و «جامِعٌ» مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ؛ فَرَجَعَ الحديثُ إِلَى الْعِرَاقِ؛ وَهَذَا عِنْدِي الصَّحِيحُ.
2206 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (2) ، عَنْ قُرَّة - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: هُوَ ابْنُ خَالِدٍ، صَدُوٌق - عن عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: قَالَتْ عائِشَة: إنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذابًا المُصَوِّرُونَ (3) ؟
_________
(1) قوله: «ليس» سقط من (ك) .
(2) هو: الفضل بن دُكَين.
(3) كذا في جميع النسخ؛ برفع «المصورون» ، وكذلك وقع عند مسلم في بعض طرقه (2109) . ولو جاء على الجادَّة المشهورة، لقيل «المصوِّرين» ، لكنَّ مجيئَهُ بالواو كما في النسخ وعند مسلم في "صحيحه"، صوابٌ في العربية، وفيه توجيهان: الأول - ذكره ابن مالك -: أنَّ اسم «إنَّ» ضميرُ الشأن المحذوفُ، والتقدير: إنه [أي: الشأن أو الأمر] من أشد الناس ... » و «المصورون» مبتدأ مؤخَّر، خبره: «من أشد الناس» ، والجملة خبر «إن» . وابن مالك يجيز حذفَ اسم «إن» إذا كان ضميرَ الشأن مطلقًا، ومنهم من لا يجيزه إلا في الشعر. وانظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) .
والتوجيه الثاني - للكسائي-: أنَّ «مِن» زائدة، و «أشد الناس» ، اسمُ «إن» ، و «المصوِّرون» خبرها. والكسائي والأخفش يجيزان زيادة «مِن» مطلقًا، والجمهورُ على أنها لا تزاد مع المعرفة ولا في الكلام المثبت.
قال ابنُ مالك مناقشًا تخريج الكسائي: زيادة «من» في اسم «إن» غيرُ معروفة، وقال ابن هشام ردًّا على الكسائي أيضًا: والمعنى أيضًا يأباه؛ لأنهم ليسوا أشدَّ عذابًا من سائر الناس. اهـ. ونقول: ويعكِّر على ما ذكره ابن هشام ما ورد في بعض ألفاظ الحديث: «إن أشد الناس عذابًا» ، وذكر الحافظ ابن حجر من جمع بين هذا وما يعارضه، بحمل الرواية التي ليس فيها «من» على التي فيها «من» ، وذكر الحافظ أقوالاً في الجمع بين لفظ هذا الحديث وقوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 47] . انظر: "شرح التسهيل" (2/10-14) ، و"مشارق الأنوار" (2/356) ، و"مغني اللبيب" (ص 49-50) ، و"رصف المباني" (ص198-200) ، و"فتح الباري" (10/383-384) ، و"النحو الوافي" (1/637 - مع هامش 4) .
(5/602)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو الجَوْزاء (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنْ قُرَّة، عن عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، هذا الحديث (3) .
_________
(1) هو: أحمد بن عثمان النوفلي. ولم نقف على روايته، لكن أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/16) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، وفي (10/108) من طريق عمرو بن علي الفلاس، كلاهما عن أبي عاصم، به.
قال الخطيب: «غريب من حديث قرة بن خالد، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، انفرد به أبو عاصم عنه، وتفرد به عمرو بن علي الفلاس عن أبي عاصم. وقد تابعه الرمادي من هذا الوجه إن كان محفوظًا، والله أعلم» . اهـ.
وأخرجه الدارقطني في"الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" (6273) ، ثم قال: «غريب من حديث قرة، عن عبد الرحمن، عن أبيه، تفرد به أبو عاصم النبيل عنه، وتفرد به عمرو بن علي عنه» .
(2) هو الضحاك بن مخلد.
(3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5954) ، ومسلم (2107) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبيِّ (ص) ، به.
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق شعبة والثوري وبكير بن الأشج، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن القاسم، به، = = بذكْر نَصْبِ عائشة خ للستر الذي فيه تصاوير، ونَزْع النبيِّ (ص) له، ثم تقطيعِها له، ولم يذكروا قوله (ص) : «إن أشد الناس عذابًا المصورون» . وللحديث طرق أخرى عن القاسم بن محمد غير هذه. وانظر "العلل" للدارقطني (5/20/ب) .
(5/603)
2207 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُديك (2) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْص، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عبد الرحمن، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ، فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ؟
قَالَ أَبِي: عُمَرُ (3) بْنُ حَفْص مجهولٌ، وهذا الحديثُ باطِلٌ.
_________
(1) نقل قول أبي حاتم هنا الذهبي في "الميزان" (3/191) بتصرف.
(2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (11) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3607) ، وتمام في "فوائده" (1113/الروض البسام) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (371) ، والبيهقي في "الشعب" (4588) ، جميعهم من طريق أبي موسى هارون بن عبد الله الحمَّال، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي فديك، به. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2711) ، ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (5/398) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1934) من طريق عبيد الله بن عبد الله المنكدري، عن ابن أبي فديك، به، إلا أنه أسقط من الإسناد عمر بن حفص.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عثمان بن عبد الرحمن، تفرد به ابن أبي فديك» .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/171) من طريق محمد بن سنان الشيزري؛ حدثنا سليمان بن عمرو بن سيار؛ حدثني أبي، عن ابن أخي الزهري؛ حدثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، فذكره مرفوعًا، ثم قال العقيلي: «وهذا الحديث إنما يعرف بالوقاصي، لَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أخي الزهري، وقد حدَّث به عمر بن سيار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه، ولا يتابع عليه. وقد روى في الصمت أحاديث بأسانيد جياد بغير هذا اللفظ» . اهـ.
(3) في (ف) : «عمرو» بدل: «عمر» .
(5/604)
2208 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ بنُ يَحْيَى بْنِ عُبيد (2) ، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر؛ قَالَ: حدَّثنا القاسمُ مَوْلَى يَزِيدَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمامَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَرَجَ عَلَى شُيوخٍ مِنَ الأَنْصَارِ بِيضٍ لِحاهُم، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، حَمِّرُوا وصَفِّرُوا (3) ؛ وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (4) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أهلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلا يَنْتَعِلُونَ (5) ، فقال النبيُّ (ص) : فَتَخَفَّفُوا وانْتَعِلُوا (6) ؛ وَخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (7) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أَهْلَ الْكِتَابِ يقصُّون عَثانِينَهُم ويُوفِّرون سِبالَهُم (8) ؟
فَقَالَ النبيُّ (ص) :
_________
(1) انظر المسألة رقم (1455) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/264 رقم 22283) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/236 رقم7924) ، والبيهقي في "الشعب" (5987) .
(3) في (ك) : «وصفوا» .
(4) في (ك) : «فقلنا» .
(*) ... قوله: «إن» سقط من (أ) و (ش) .
(5) أي: يَلبَسون الخِفافَ، ولا يَلبَسون النِّعال؛ تَخَفَّفَ الرجلُ الخُفَّ: لَبِسَهُ. ونَعِلَ وتنعَّل وانتعَل: لَبِسَ النعلَ. "تاج العروس" (12/180) ، و (15/742) .
(6) في (أ) و (ت) و (ف) : «أو انتعلوا» .
(7) في (ك) : «فقلنا» .
(8) العثانين: جمعُ عُثْنون، ولم يُختَلَف أنه يخصُّ من الإنسان شعرَ اللحية، لكن قيل: هو ما نبتَ على الذَّقَن وتحته سُفلاً. وقيل: هو كلُّ ما فَضَلَ من اللحية بعد العارِضَين من باطنهما. وقيل: العُثْنون: اللحيةُ كلُّها. وقيل: طَرَفُها. وعُثْنون البعير: شُعَيرات عند مَذْبَحه. "النهاية" (183) .
أما السِّبال، فإنه جمع «سَبَلة» بفتحتين، وقد ذُكر فيها أقوال كثيرة: فقيل: السَّبَلَة: الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيا. وقيل: ما على الشَّارب من الشَّعر. وقيل: طَرَفُه. وقيل: ما على الشَّفَة العُلْيا من الشَّعر يجمعُ الشاربَين وما بينهما. وقيل: ما على الذَّقَن إلى طَرَف اللحية خاصَّة. وقيل: هي اللحيةُ كلُّها. وقيل: الشارب. وقيل: هي مقدَّم اللحية وما أَسبل منها على الصَّدْر. وقيل: ما ظهَر من مقدَّم اللحية بعد العارضَين، والعُثْنون: ما بطن، كما تقدم. وقد يُجمَع بين السَّبَلة والعُثْنون فيقال لهما: عُثْنون وسَبَلة. وذكر الخطابيُّ أن السَّبَلة بمعنى «الشارب» إنَّما هو عند العامَّة؛ في مَعْرِض حديثه عما جاء من أنه (ص) كان «وافر السَّبَلة» وفسَّرها على أنه مقدَّم اللحية. وحيثُ ورد المعنيان = = للسَّبَلة، فما يُحمل عليه اللفظ هنا هو ما يتصل بمعنى الشارب وشعر الشَّفَة العُلْيا؛ لما ورد عنه (ص) من الأمر بقصٍّ الشارب. وانظر "العين" (2/110) ، و (7/263) ، و"تهذيب اللغة" (2/330) ، و (12/437) ، و"خلق الإنسان" لثابت (ص158 و199) ، و"غريب الحديث" للحربي (2/732) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/214-215) ، و"النهاية" (2/339) ، و (3/183) ، و"الفتح" (10/349-350) ، و"لسان العرب" (11/321-322) ، و (13/276) ، و"تاج العروس" (14/327) .
(5/605)
وَفِّرُوا (1) العَثَانِينَ، وقُصُّوا السِّبَالَ؛ وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ؟
قال أبي: سألتُ (2) شُعيبَ بْن شُعيبٍ - وكان خَتَنَ (3) زيدِ بْن يَحْيَى عَلَى ابْنتِه -، فسألتُهُ أن يُخرجَ إليَّ كتابَ عبد الله بْن العلاء، فأخرجَ إليَّ الكتاب، فطلبتُ هذا الحديثَ، وحديثًا آخرَ -[عن أبي عُبَيدالله مُسْلِم] (4)
بْن مِشْكَم، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة، عن النبيِّ (ص) : أنه سأله عن
_________
(1) في (ك) : «وقروا» .
(2) في (ف) : «وسألت» بالواو.
(3) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) .
(4) في (ت) و (ك) : «عن أبي عبيد الله ومسلم» ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «عن عبيد الله بن مسلم» . والتصويب من "التقريب" (6692) وغيره من مصادر ترجمته، ومن مصادر التخريج؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/194 رقم17742) ، فقال: «حدثنا زيد ابن يحيى الدمشقي؛ قال: حدثنا عبد الله بن العلاء؛ قال: سمعت مسلم بن مشْكَم؛ قال: سمعت الخشني يقول: قلت: يا رسول الله، أخبرني بما يحلّ لي ويحرم عليّ، قال: فصعَّد النبيُّ (ص) وصوَّب فيّ النظر، فقال النبيُّ (ص) : «البر ما سكنتْ إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئنَّ إليه القلب، وإن أفتاك المُفْتون» ، وقال: «لا تقرب لحم الحمار الأهلي، ولا ذا ناب من السباع» .
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/219 رقم885) ، وفي "مسند الشاميين" (782) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/30) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/445) .
(5/606)
الإثم والبِرِّ -، فلم أجد لهما أصلا فِي كتابه، ولَيْسَ هما بمُنكَرَيْنِ (1) ، يحتملُ (2) !
2209 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْلى (3) بْنُ عُبيد (4) ،
عن
_________
(1) كذا، والجادَّة: لَيْسَا هما بمنكرين، لكن يخرَّج ما في النسخ على الاجتزاء بالفتحة في «ليسَ» عن ألف المثنى، والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة لهوازن وعليا قيس، انظر تعليقنا على المسألة رقم (679) .
(2) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون أبو حاتم رأى أن الحديثين صحيحان؛ فيكون المعنى: يحتمل تفرد زيد ابن يحيى بهما عن عبد الله بن العلاء، أو يكون يرى انهما ضعيفان؛ فيكون المعنى: يُحتمل هذان الحديثان؛ أي: يُتسامح في روايتهما والتحديث بهما؛ لأن أهل العلم بالحديث يفرِّقون في هذا بين الأحاديث الضعيفة، فمنها أحاديث موضوعة، أو باطلة، أو منكرة، ينكرون على من رواها أو ذكرها إلا كان بقصد بيان ضعفها وتحذير الناس منها، وهذان الحديثان ليسا كذلك. ومنها أحاديث ضعيفة، لكن ضعفها ضعفٌ يسير محتمل، وهذه يتسامح في روايتها أهل الحديث، ولأجله وُجِدَتِ الأحاديثُ الضعيفة في السنن الأربع، ومسند أحمد ونحوها، وفي هذا تفصيل تجده في كتب علوم الحديث، فانظر مثلاً "فتح المغيث" للسخاوي (1/330-334) ، و"تدريب الراوي" للسيوطي (3/220-221) ، وانظر "إعلام الموقعين" لابن القيم (1/31 و77) .
(3) في (ت) و (ك) : «يحيى بن يعلى» ، وكأنه ضرب في (ت) على قوله: «يحيى بن» .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (319/كشف) ، والبيهقي في "سننه" (7/309) ، وابن صاعد في "حديثه"، ومن طريقه المخلص في "الفوائد المنتقاة"؛ كما في "إرواء الغليل" للألباني (8/206) ، جميعهم من طريق يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، عَنْ يعلى ابن عبيد، به.
قال البزار: «وهذا رواه الناس عن طاوس، مرسلاً، ولا نعلم أحدًا وصله إلا يوسف، عن يعلى، عن الثوري» .
وقال البيهقي: «رواه الجمهور عن الثوري على الإرسال، وكذلك رواه أيوب السختياني وسفيان بن عيينة وروح بن القاسم وغيرهم، عن ابن طاوس، مرسلاً، وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار وغيره، عن ابن طاوس، موصولاً» . اهـ.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/222) ، والطبراني في "الكبير" (11/21 رقم10926) ، والبيهقي في "الشعب" (7378) من طريق يحيى بن عثمان التيمي، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، مرفوعًا.
= ... ويحيى بن عثمان التيمي هذا، قال عنه ابن معين والبخاري: «منكر الحديث» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (31/465) .
وأما طريق محمد بن إسحاق التي ذكرها البيهقي: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (11/23 رقم 10932) ، والحاكم في "المستدرك" (4/288) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7375) ، كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن طاوس وأيوب السَّختياني، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مرفوعًا.
(5/607)
سُفيان (1) ، عَنِ ابْنِ (2) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : احْذَرُوا بَيْتًا يُقَالُ لَهُ: الحَمَّامُ! ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّرَن، ويُنْقِي الوَسَخ! قَالَ: فَاسْتَتِرُوا؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوونه عن طاوس، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
_________
(1) هو: الثوري.
(2) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1117) عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1184) من طريق وكيع، والبيهقي (7/309) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن الثوري، به، مرسلاً.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1858) ، والبيهقي في الموضع السابق، وفي "الشعب" (7377) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، مرسلاً. وأخرجه البيهقي أيضًا في "الشعب" (7376) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السختياني، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، مرسلاً.
قال البيهقي: «وروي عن الثوري موصولاً، وليس بمحفوظ» .
(5/608)
2210 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حاتِم (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الأَجْلَح (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ رجلاً أتى رسولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا شاءَ اللهُ وشئتَ؛ فَقَالَ (4) : وَيْلَكَ! جَعَلْتَنِي (5) للَّهِ عَِدْلاً! بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (6) ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الأَجْلَح، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمّ، عَنْ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" من "الكبرى" (10824) .
(2) هو: ابن عبد الله بن حُجَيَّة الكوفي، يقال: اسمه: يحيى، يُكنى: أبا حُجَيَّة.
(3) هو: محمد بن مسلم بن تدرس.
(4) في (أ) و (ش) : «قال» .
(5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «جعلت» .
(6) يعني: من هذا الطريق، كما يدلُّ عليه باقي كلامه.
(7) أعلَّ أبو حاتم هذا الحديث بالنكارة؛ لأن القاسم بن مالك خالف جميع الرواة عن الأجلح؛ فقد رواه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (181) عن الأَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26682) من طريق علي بن مسهر، والإمام أحمد في "المسند" (1/283 رقم 2561) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (783) ، والطبراني في "الكبير" (12/244 رقم 13005) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (667) ، وابن عدي في "الكامل" (1/429) من طريق سفيان الثوري، والإمام أحمد أيضًا (1/214 و224 و347 رقم 1839 و1964 و3247) من طريق هشيم بن بشير وأبي معاوية محمد بن خازم ويحيى القطان، وابن ماجه (2117) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة من "الكبرى" (10825) من طريق عيسى بن يونس، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (342) من طريق عبد الرحمن المحاربي، والطحاوي في "مشكل الآثار" (235) من طريق شيبان النحوي، والبيهقي في "سننه" (3/217) من طريق جعفر بن عون، جميعهم عن الأجلح، به، كرواية عبد الله بن المبارك.
(5/609)
2211 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (1) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي
_________
(1) هو: سفيان. وروايته أخرجها عنه الحميدي في "مسنده" (597) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25350) ، ووقع في "المصنف": «عبد الله بن عامر» مكبرًا -كما وقع عندنا هنا-، وكذا في إحدى نسختي "مسند الحميدي" اللتين اعتمد عليهما المحقق، وأما النسخة الأخرى ففيها: «عبيد الله بن عامر» مصغرًا.
ومن طريق الحميدي أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/703) ، والحاكم في "المستدرك" (1/62) ، على اختلاف بينهما؛ فعند يعقوب بن سفيان: «عبيد الله بن عامر» مصغرًا، = = ومن طريق يعقوب أخرجه البيهقي في "المدخل" (665) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (118) ، لكن نبَّه محقق "تالي التلخيص" على أنه تصحف في الأصل إلى «عبد الله» مكبرًا، وكلام الخطيب الآتي ذكره يدل على أنه تصحيف.
وأما "مستدرك الحاكم" فوقع فيه: «عبد الله» مكبرًا، وزاده الحاكم تصحيفًا حين قال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولم يخرجاه» . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (10472) ، ونبَّه على غلط الحاكم فيه، فقال: «زعم أنه عبد الله بن عامر اليحصبي، وغلط فيه؛ إنما هو: عن عبيد الله بن عامر المكي، وهم ثلاثة إخوة» .
وأما ابن أبي شيبة: فقد أخرج أبو داود في "سننه" (4943) الحديث من طريقه وطريق ابن السرح؛ قالا: حدثنا سفيان، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو ... ، به، هكذا دون أن يسمي ابن عامر.
وذكر المزي في "تحفة الأشراف" (6/359) أن أبا داود قال - في رواية أبي الحسن بن العبد وغيره -: «هو: عبد الرحمن بن عامر» .
وفي "تهذيب الكمال" (17/197-198) قال: «قال أبو بكر بن داسة وغيره عن أبي داود: هو عبد الرحمن ابن عامر ... » ، ثم ذكر كلام البخاري الآتي وغيره، ثم قال: «فالظاهر أن أبا داود وهم في قوله: "هو عبد الرحمن بن عامر"، وأن الصواب قول البخاري ومن تابعه؛ أنه عبيد الله بن عامر» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/222 رقم 7073) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (354) ، كلاهما من طريق علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، به، وفيه: «عُبَيدالله» مصغرًا، لكن ذكر محققو "المسند" أن في بعض النسخ: «عبد الله» مكبرًا.
وأخرجه البخاري في الموضع السابق من طريق محمد ابن سلام، عن سفيان، به، وذكره مصغرًا. وانظر "أطراف المسند" (4/71 رقم 5314) ، و"إتحاف المهرة" (9/584) .
(5/610)
نَجِيح (1) ، عن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُُ: ابنُ أَبِي نَجِيح، عن [عُبَيدالله] (2) بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في جميع النسخ: «عبد الله» ، ولا يستقيم معه تعقُّب أبي حاتم.
ويؤكِّده: أن عبد الرحمن بن أبي حاتم - نقلاً عن أبيه - ترجم في "الجرح والتعديل" (5/330 رقم 1559) لعبيد الله هذا؛ فقال: «عبيد الله بن عامر: أخو عروة بن عامر وعبد الرحمن بن عامر، روى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه ابن أبي نجيح؛ سمعت أبي يقول ذلك» .
ثم روى بسنده عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: «سألت يحيى بن معين؛ قلت له: ابن أبي نجيح، عن عبيد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، مَن عبيد الله؟ قال: هو ثقة» .
وهذا النص في "سؤالات الدارمي" برقم (469) .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/392 رقم 1264) : «عبيد الله بن عامر: قال ابن عيينة: هم إخوة ثلاثة، فروى ابن أبي نجيح عن عبيد الله، وروى عمرو عن عروة بن عامر، وأدركت أنا عبد الرحمن بن عامر الحجازي» .
وقال الخطيب في "تالي التلخيص" (1/223) : «عبيد الله بن عامر، وعبد الله بن عامر: الأول: عبيد الله ابن عامر الحجازي، حدَّث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه عبد الله بن أبي نجيح ... » ، ثم أخرج له هذا الحديث.
(5/611)
2212 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ قَبِيصة (1) ،
عَنْ سُفيان (2) ، عَنْ أَبِي أُمَيَّة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُور؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ لِطَاوُسٍ: ادعُ لَنَا. قَالَ: مَا أجدُ لِذَاكَ حِسبةً (3) الآنَ.
قَالَ أَبِي: أَبُو أُمَيَّة (4) : وُهَيْبُ بنُ الوَرْد.
2213 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ناصِح (5) ،
عَنْ
_________
(1) هو: ابن عقبة السُّوائي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (5/541) مقرونة برواية أبي نعيم الفضل ابن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/399) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (59) فقال: أخبرنا وهيب بن الورد، فذكره. ومن طريق ابن المبارك أخرجه يعقوب بن سفيان في الموضع السابق، وأبو نعيم في "الحلية" (4/6) .
(2) هو: الثوري.
(3) في (أ) و (ش) : «لك حسنة» ، وفي (ك) : «لذاك حسية» . ووقع في "المعرفة والتاريخ" في الموضع الأول: «ما أجد بقلبي خشية الآن» ، وفي الموضع الثاني: «لا أجد لذلك حسبة» كما هنا. ولعل المعنيين متقاربان؛ ويكون قد امتنع إما لأنه لا يشعر بالخشية في قلبه في هذا الوقت، أو لأنَّه يشعر بعدم احتساب الأجر في هذا العمل؛ فامتنع لذلك، والله أعلم.
(4) قوله: «أمية» سقط من (ت) و (ك) .
(5) هو: أبو عبد الله المُحَلِّمي الحائك. وروايته أخرجها الترمذي (1951) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (328) ، وعبد الله في "زيادات المسند" (5/96) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/311) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/45) ، والطبراني في "الكبير" (2/246 رقم2032) ، وابن عدي في "الكامل" (7/46) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 285) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 394) ، والحاكم في "المستدرك" (4/263) ، والبيهقي في "الشعب" (8288-8290) من طريق ناصح، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وناصح هو: ابن العلاء، كوفي، ليس عند أهل الحديث بالقوي، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه» . وتعقبه المزي في "تهذيب الكمال" (29/264) بقوله: «وقد وهم في قوله: "هو ابن العلاء"؛ إنما ابن العلاء: البصري لا الكوفي» .
وقال عبد الله بن أحمد: «وهذا الحديث لم يخرجه أبي في "مسنده" من أجل ناصح؛ لأنه ضعيف في الحديث، وأملاه عليَّ في النوادر» .
وقال العقيلي: «لا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لناصحٍ عن سماك: «وهذه الأحاديث عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جابر بن سَمُرة، غير محفوظات» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (1887) .
(5/612)
سِمَاك (1) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنِصْفِ صَاعٍ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ، ونَاصِحٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2214 - وسألتُ أَبِي عَنْ أَحَادِيثَ رَوَاهَا عُقْبةُ بنُ خَالِدٍ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : غُبُّوا فِي العِيَادَةِ (4) وأَرْبِعُوا (5) ،
إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَغْلُوبًا؟
_________
(1) هو: ابن حرب.
(2) كذا هنا «يتصدق بنصف صاع» ، وعند الترمذي: «يتصدق بصاع» ، وفي بقية المصادر: «يتصدق كل يوم بنصف صاع» .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (212) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/241) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/334) .
ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (8782) ، ومن طريق الخطيب أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/206-207) .
(4) في (ك) : «العبادة» .
(5) في (ك) : «وارتعوا» . ولفظ الحديث في جُلِّ مصادر تخريجه: «أَغِبوا» . و «غبوا» و «أغبُّوا» بمعنًى. والغِبُّ في زيارة المريض: أن يُعادَ يومًا ويُترك يومًا. أصله من «الغِبِّ» في ورد الإبل؛ أن تشربَ يومًا وتظمأَ يومًا. غَبَّت الإبل تغِبُّ، من باب ضرب. وغَبَبْتُ عن القوم أغُبُّ غِبًّا، من باب نصر، وأَغْبَبْتُهم إغبابًا: أتيتهم يومًا وتركت يومًا. والأمر من الثلاثي: «غُبُّوا» ، ومن المزيد: «أَغِبُّوا» .
والإرباعُ في الزيارة: أن يُزار يومًا، ويُترك يومين، ثم يُزار في اليوم الرابع. وأصلُه أيضًا من «الرِّبْع» في ورد الإبل؛ يقال: رَبَعَتِ الإبل تَرْبَعُ من باب مَنَع: إذا وردت الرِّبْع. و «أربع» لغة في «رَبَع» . وهذا إذا كان المريضُ صحيحَ العقل، فإن غُلب وخِيف عليه تُعُهِّد كلَّ يوم. وانظر "الصَّحاح" (1/190-191) ، و (3/1212-1215) ، و"القاموس" (119 و718) ، و"الفائق" (3/46) ، و"النهاية" (2/190) ، و (3/336) ، و"المصباح" (1/216) ، و (2/442) .
(5/613)
وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قال: قال النبيُّ (ص) : إِذَا دَخَلْتُمْ (1) عَلَى المَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ في أَجَلِهِ (2) ، فَإِنَّ ذَاكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا، وهُوَ (3) يُطَيِّبُ بِنَفْسِ (4) المَرِيضِ (5) .
_________
(1) من قوله: «مغلوبًا ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(2) «فنفسوا له في أجله» ، أي: وسِّعوا له وأطمِعُوُه في طول الحياة، وأذْهِبوا حُزنَهُ فيما يتعلَّق بأجله. "فيض القدير" (1/341) .
(3) في (أ) و (ش) : «هو» بلا واو.
(4) قال في "تحفة الأحوذي": «يطيب» بالتشديد. اهـ. وقال في "فيض القدير": «يطيب بنفس المريض» الباء زائدةٌ، أو للتعدية، وفاعلُه ضمير يعود على اسم «إن» . وفي رواية بإسقاط الباء. اهـ. وتَطْييبُ النفس بالشيء: جَعْلُها تَطيب به، أي: تَنشرحُ له وتنبسط. ويمكن أن تكونَ «يَطيب» مخفَّفة بمعنى يَلَذُّ، أي: يَلَذُّ ذلك في نفس المريض. ومؤدَّاهما واحدٌ. والمعنى: لا بأسَ عليكم بتنفيسكم للمريض لَهُ فِي أَجَلِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ التنفيسَ لا يَردَّ شيئًا من المَقْدور، ويُفيدُ المريضَ بتطييب = = نفسه. والروايةُ التي أشار إليها المُناوي بإسقاط الباء، هي لفظ الحديث عند ابن أبي شيبة والترمذي وغيرهما. وانظر: "تحفة الأحوذي" (6/262-263) ، و"فيض القدير" (1/341) ، و"المصباح المنير" (2/382) .
(5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10851) ومن طريقه ابن ماجه في "السنن" (1438) .
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2087) ، وفي "العلل الكبير" (591) ، وابن عدي (6/344) ، والطبراني في "الدعاء" (1087) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (538) ، والبيهقي في "الشعب" (8778) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/870) من طريق عقبة بن خالد، به.
قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث غريب» .
وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي مُنكر الحديث، وأبوه صحيح الحديث. قلت له: أدرك محمد بن إبراهيم أبا سعيد الخدري؟ قال: لا؛ إنما روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف، عن أبي سعيد» . اهـ.
وقال ابن عدي: «وعقبة هذا يروي عن موسى بن محمد ابن إبراهيم أحاديث لا يتابع عليها» .
وقال البيهقي: «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يأتي من المنكرات بما لا يتابع عليه» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . وقال الحافظ في"الفتح" (10/121) : «وفي سنده لين» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (184) .
(5/614)
وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي؛ قَالَ: مرَّ رسولُ اللَّهِ (ص) عَلَى رجلٍ يَسُوقُ شَاةً بأُذُنها، فقال: دَعْ أُذُنَهَا، وخُذْ سَالِفَتَهَا (1) ؟
وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُفْرَشَ عَلَى بابِ البيوتِ، وقال: أَكِيمُوهُ (2) عَنِ البَابِ شَيْئًا (3) .
_________
(1) رواه ابن ماجه (3171) من طريق عقبة بن خالد، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/232) : «هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لضعف مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي» .
(2) في (ش) : «اكتموه» . وانظر الحاشية التالية.
(3) أخرجه الحربي في "غريب الحديث" (2/482) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/169) ، والطبراني في "الأوسط" (7061) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عقبة بن خالد» . ولفظ الحديث عند الحربي: «إذا فرشتم فأكيموا عن الباب شيئًا» ، وعند العقيلي: «نهى رسول الله (ص) أن يفترش على باب البيت، وقال: «أقيموا على الباب شيئًا» ، وعند الطبراني: «نهى رسول الله (ص) أن يفرش على باب البيت، وقال: أقيموه عنه شيئًا» . قال الحربي (2/485) : «قوله: " أكيموا عن الباب " لم أسمع فيه شيئًا، وأظنه: نحُّوا فُرُشكم عن أبواب البيوت. اهـ. ووردت لفظة: «أكيموا» في حديث ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/406-407) في مادة «كما» و «كام» قال: وفي الحديث أن النبي (ص) مرَّ على أبواب دور مُسْتَفِلة، فقال: «اكموها» ، أي: استروها؛ لئلا تقعَ عيونُ الناس عليها. وروي من وجه آخر: «أكيموها» أي: ارفعوها؛ لئلا يهجم عليها السيلُ؛ مأخوذ من الكومة وهي الرملَةُ المشرفة. اهـ. ومعنى «أكيموها» الذي ذكره الأزهري - وهو الرفع - يقترب مما ذكره الحربي في لفظ حديثنا هنا، ويقترب أيضًا من معنى «أقيموا» الذي ورد عند العقيلي والطبراني. ويكون المراد من الحديث أن يُرفعَ الفراشُ من أمام باب البيت، أو يقام شيء على الباب؛ لئلا يطلعَ فيه أحدٌ، وهو بذلك يقترب أيضًا من معنى «اكموها» الذي هو الستر. والله أعلم.
والحديث الذي ذكره الأزهري، تتابع على نقله بلفظه وتفسيره كثيرٌ ممَّن كتب في اللغة وغريب الحديث؛ فذكره أبو عبيد الهروي صاحب الأزهري في "الغريبين" (5/1652) ، والزمخشري في "الفائق" (3/279) ، وابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/301) ، وابن الأثير في "النهاية" (4/201) ، وابن منظور في "لسان العرب" (15/232) ، والزَّبيدي في "تاج العروس" (20/134) .
(5/615)
وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) (1) : إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَاخْلَعُوا النِّعَالَ؛ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لأَِقْدَامِكُمْ (2) ؟
_________
(1) في (ف) : «قال رسول الله (ص) » .
(2) أخرجه الدارمي (2125) ، والطبراني في "الأوسط" (3202) ، والحاكم (4/119) من طريق عقبة بن خالد، به.
قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عقبة» .
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . فتعقبه الذهبي بقوله: «أحسبه موضوعًا، وإسناده مظلم، = = وموسى تركه الدارقطني» . وانظر "مختصر استدراك الذهبي على الحاكم" رقم (876) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (980) .
(5/616)
وَعَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولي، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبل؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنْ أَتَّخِذْ (1) مِنْبَرًا فَقَدِ اتَّخَذَ (2) أَبِي إِبْرَاهِيمُ، وإِنْ أَتَّخِذِ (3) العَصَا فَقَدْ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ أحاديثُ منكرةٌ، كَأَنَّهَا موضوعةٌ، وَمُوسَى ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا (5) ،
وَأَبُوهُ (6) مُحَمَّدُ بْن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي لم يَسْمَع مِنْ جَابِرٍ، وَلا مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَرَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا واحدًا (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «اتخذوا» .
(2) في (ت) و (ك) : «اتخذه» .
(3) في (ك) : «اتخذوا» .
(4) رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (706) -، والبزار في "مسنده" (2632) ، والشاشي في "مسنده" (1368) ، والطبراني في "الكبير" (20/167 رقم354) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/175) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/226) ، جميعهم من طريق عقبة، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
(5) وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/159) : «سألت أبي عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي؟ فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد التي رواها عنه فهي من جناية موسى، ليس لعقبة فيها جرم» .
وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/169) : «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن أبيه، عن أنس، مديني لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. حدثني آدم؛ قال: سمعت البخاري، قال: مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: عن أبيه، عن أنس، منكر الحديث» .
(6) في (ك) : «وأبو» .
(7) وذكر في "المراسيل" (ص 188 رقم691) نحو الذي ذكره هنا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
(5/617)
2215 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير (1) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ دينارٍ، عَنْ شُعيب بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الحُسين (2) بْنِ عليٍّ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِنْ حُسْنِ (3) إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكَهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ؟
قَالَ أَبِي: إن (4) كَانَ شعيبُ بنُ خالدٍ: الرازيَّ، فبينهما الزُّهريُّ (5) ،
ولا أدري هو أو لا!
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/201 رقم 1732) .
والحديث أخرجه الإمام أحمد أيضًا في الموضع نفسه، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (49) ، كلاهما من طريق يعلى بن عبيد، عن حجاج بن دينار، به.
وذكره البخاري في "تاريخه" (4/220) تعليقًا عن الحجاج بن دينار.
وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1118) فقال: حدثنا عبدة، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شعيب بن خالد، عن حسين بن علي - أو علي بن حسين - ... ، فذكره هكذا على الشك.
(2) في (أ) و (ش) : «الحسن» .
(3) في (ك) : «أحسن» .
(4) قوله: «إن» سقط من (ك) .
(5) وإذا كان بينهما الزهري، فرواية الزهري لهذا الحديث معروفة، فهو يرويه عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً؛ كذا رواه ثقات أصحاب الزهري، ومنهم: الإمام مالك، وروايته في "الموطأ" برواية يحيى الليثي (2/903) ، وبرواية أبي مصعب (1883) ، وبرواية محمد بن الحسن (949) ، وبرواية سويد بن سعيد (650) .
ومنهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20617/المصنف) .
ومنهم: زياد بن سعد، وروايته أخرجها ابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (45) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (103) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/197-198) .
ومنهم: يونس بن يزيد، وروايته أخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (193) .
وقد اختلف على الإمام مالك، وعلى الزهري:
أما الإمام مالك: فجميع الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني؛ فرواه عن الإمام مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عن أبيه، مرفوعًا؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (152) ، وابن عدي في "الكامل" (3/37) .
قال ابن عدي: «وهذا قال فيه خالد الخراساني: = = عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وهو فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن حسين، عن النبيِّ (ص) ، ليس فيه "عن أبيه "» . اهـ.
وأما الزهري: فسائر الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم عبد الله بن عمر العمري؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/201 رقم 1737) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، وتمام في "فوائده" (1096 و1097/الروض البسام) ، جميعهم من طريق موسى بن داود، عن عبد الله العمري، به.
وذكر العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدارقطني في "العلل" (3/108) أن أبا همام الدلال محمد بن محبب، رواه عن العمري، به، فقال: «عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) » .
قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8402) ، وتمام في الموضع السابق (1098) من طريق قزعة بن سويد، عن عبيد الله بن عمر العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قال الدارقطني في "العلل" (310) : «وغيره يرويه عن عبيد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» . ثم ذكر الدارقطني الاختلاف عن مالك، فقال: «واختلف عن مالك: فرواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وخالفه أصحاب مالك فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً. وكذلك رواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ علي بن الحسين، مرسلاً ... ، والصحيح قول من أرسله عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) » . اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/220) : «ولا يصح إلا عن علي ابن حسين، عن النبيِّ (ص) » . اهـ.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (ص207) : «وممن قال: إنه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلاً: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني، وقد خلط الضعفاء في إسناده على الزهري تخليطًا فاحشًا، والصحيح فيه المرسل» . اهـ.
(5/618)
2216 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِي (2) ؛ فقال (3) : حدَّثنا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَير؛ قَالَ مُوسَى بْنُ عُلَيّ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ ويَسْقِيهِمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ، وبكرٌ هَذَا مُنكَر الحديثِ (5) .
_________
(1) نقل قول أبي حاتم عن هذا الحديث: الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/65/دار الكتب العلمية) ، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (2/10) ، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/247) .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/31) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1453) . وأخرجه الترمذي (2040) ، والحاكم (1/350) ، والبيهقي (9/347) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن ماجه (3444) ، وأبو يعلى (1741) ، والطبراني في "الأوسط" (6272) من طريق محمد بن عبد الله ابن نمير، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (200) من طريق ابن أبي شيبة، والروياني في "مسنده" (204) من طريق يوسف القطان، والطبراني في "الكبير" (17/293 رقم 807) من طريق عبيد بن يعيش، جميعهم عن بكر بن يونس، به.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(4) هو: عُلَيّ بن رباح.
(5) قال البرذعي في "سؤالاته" (684) : «سألت أبا زرعة عن بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ؟ فقال: واهي الحديث؛ حدَّث عن موسى بن عُلَيٍّ بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلاً من حديث موسى» . اهـ.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
وقال ابن عدي: «وهذا ليس يرويه عن موسى بن عُلَيّ غير بكر بن يونس هذا ... ، وبكر بن يونس عامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه» . وقال البيهقي: «تفرد به بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن موسى بن عُلَي، وهو منكر الحديث؛ قاله البخاري» . اهـ.
(5/620)
2217- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَريك (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ - أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) -، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّحْريش بَيْنَ الْبَهَائِمِ (3) ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا عليُّ بْنُ الجَعْد (4) ، عَنْ شَريك، عَنِ الأعمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ - أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) -، عن النبيِّ (ص) .
وحدثنا عُبَيدالله بْن مُوسَى (5) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ مجاهد، عن
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) هو: ابن عبد الله القاضي. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1709) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2510) ، كلاهما من طريق يحيى بن آدم، عن شريك. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/238) من طريق جُبارة بن المغلِّس، عن شريك. ولم يذكر يحيى بن آدم ولا جُبارة: الشكَّ، بل جزمَا به عن ابن عباس.
(3) التحريش هو: الإغراء، ومعنى «التحريش بين البهائم» ، أي: إغراءُ بعضها وحَمْلُهُ على بعض. "مشارق الأنوار" (1/188) ، وانظر التعليق على المسالة رقم (2355) .
(4) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2121) ، وقال فيه: «عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي (ص) أُراه ابنَ عمر، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الترمذي في الموضع السابق أن ابن فضيل رواه عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر مرفوعًا. ورواية محمد بن فضيل هذه أخرجها إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (1/285) .
وخالف محمدَ بن فضيل أبو جعفر الرازي؛ فرواه عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا عليه؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1232) .
(5) لم نقف على رواية عبيد الله بن موسى، ولكن تابعه على هذا الوجه أبو معاوية ووكيع:
أما رواية أبي معاوية: فعلقها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1709) ، وفي "العلل" (511) .
وأما رواية وكيع: فأخرجها البيهقي في "السنن" (10/22) .
ورواه الترمذي أيضًا (1709) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مرسلاً كذلك، لكن بزيادة أبي يحيى القتات.
ووافق الثوري على زيادة أبي يحيى القتات: قطبة بن عبد العزيز، لكنه وصله؛ أخرجه أبو داود (2562) ، والترمذي في "الجامع" (1708) ، وفي "العلل" (511) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2509) ، وابن عدي في "الكامل" (3/238) ، والطبراني في "الكبير" (12/85 رقم 11123) ، والبيهقي في "الشعب" (6119) ، جميعهم من طريق قطبة بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، مرفوعًا.
وخالفهم زياد البكائي، فرواه عن الأعمش، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس، مرفوعًا؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2136) ، وابن عدي في "الكامل" (3/138 و191) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش، عن المنهال إلا زياد بن عبد الله» .
(5/621)
النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) .
_________
(1) قوله: «مرسل» منصوبٌ على الحال، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
هذا؛ وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «وقال شَرِيكٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال الثَّوْرِيِّ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يحيى، عن مجاهد: نهى رسول الله (ص) . وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد: نهى رسول الله (ص) . فسألت محمدًا [يعني البخاري] ؟ فقال: الصحيح إنما هو عن مجاهد، عن النبيِّ (ص) ، مرسل.
وسئل الدارقطني في "العلل" (4/ق/48/أ) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عمر، وكذلك روي عن الأعمش، عن ابن عمر، واختلف عنه؛ فقال قطبة بن عبد العزيز: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وخالفه شريك فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عباس، وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد، عن رسول الله (ص) ، مرسلاً. وقال منصور بن الأسود: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قاله معن بن عيسى عنه، وليس بمحفوظ» . اهـ.
وقال البيهقي بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والمحفوظ ما أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله، أبنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد قال: نهى رسول الله (ص) عن التحريش بين البهائم، وهذا مرسل» .
(5/622)
2218- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم الفَضْل بْنُ دُكَين (2) ،
عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنْ منصور (4) ، عن الشَّعْبي (5) ،
_________
(1) انظر المسألة رقم (2361) .
(2) روايته أخرجها يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/160) فقال: حدثنا أبو نعيم وقبيصة؛ قالا: ثنا سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن المقداد - قال أبو نعيم: أبي كريمة الشامي -؛ = = قال: قال رسول الله (ص) : «ليلة الضيف حق واجبة على كل مسلم، وإن أصبح بفنائه فهو دين عليه، إن شاء [أقتضاه] ، وإن شاء تركه» . ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9145) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/132 رقم 17195) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (744) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/107) ، والطبراني في "الكبير" (20/263 رقم621) ، جميعهم من طريق أبي نعيم، به، لكنهم قالوا: «عن المقدام بن أبي كريمة» . وأخرجه الإمام أحمد في الموضع السابق مقرونًا برواية أبي نعيم، و (4/133 رقم 17202) ، وابن ماجه (3677) ، كلاهما من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به، وفيه: «عن المقدام أبي كريمة» .
وكذا أخرجه الطبراني في الموضع السابق من طريق خلاد بن يحيى، عن سفيان. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (344) من طريق إسحاق الأزرق، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن الشعبي، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبٍ، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1247) عن شيخه شعبة، عن منصور؛ قال: سمعت الشعبي يحدث عن أبي كريمة ... ، فذكره.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/130 و132 رقم 17196 و17172) من طريق يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن جعفر غندر، كلاهما عن شعبة، به، وسمياه: «المقدام» . وله طرق أخرى عن منصور، غير ما ذكر، وفيها: «المقدام» ، أو «أبو كريمة» ، وليس في شيء منها: «المقداد» .
(3) هو: الثوري.
(4) هو: ابن المُعتمر.
(5) هو: عامر بن شَراحيل.
(5/623)
عَنِ المِقْداد أَبِي كَرِيمة الشاميِّ، عن النبيِّ (ص) : فِي قِصَّةِ الضِّيافة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: المِقْدامُ بنُ مَعْدِي كَرِب، كَانَ خرَجَ الشَّعْبيُّ إلى عبد العزيز ابن مروان أخي عبد الملك، فَلَقِيَ المِقْدامَ بحِمْص، وَلا أَعْلَمُ أحدًا مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) هُنَاكَ غيرَه، وَقَدْ كَانَ عِدَّةٌ من أصحاب النبيِّ (ص) أحياءً: عبد الله بْنُ بُسْر، وواثِلَة بْنُ الأَسْقَع، وعُتْبة بْنُ عَبْدٍ.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيح: المِقْدام بْن مَعْدِي كَرِب، وكنيته أَبُو كَرِيمة (1) .
2219 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ (4) ، عَنْ [هُزيل] (5) بن شُرَحْبِيل،
_________
(1) قال يعقوب بن سفيان الفسوي في الموضع السابق: «والصحيح هو: المقدام، فأما في حديث سفيان فقد قال أبو نعيم وقبيصة: المقداد» . وقال أبو حاتم - كما في "المراسيل" لابنه (ص 160) -: «ولا أعلم سمع الشعبي بالشام إلا من المقدام أبي كريمة» . وقال الآجري في "سؤالاته" (ص 125) : «قيل لأبي داود: سمع الشعبي من المقدام بن معدي كرب؟ فقال: سمع المقدام أبي كريمة» .
(2) لم نقف على رواية عبيد الله بن موسى هذه، ولكن أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8440) من طريق أبي الأزهر؛ حدثنا وهب بن جرير؛ حدثنا أبي؛ قال: سمعت الأعمش يحدِّث عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف، عَنْ هزيل بن شرحبيل: أن سعد بن مالك استأذن على رسول الله (ص) ... ، الحديث. قال البيهقي: «كذا وجدته في [كتابي] : سعد بن مالك» .
(3) هو: الثوري. انظر "الحلية" (5/24) .
(4) هو: ابن مُصَرِّف.
(5) في جميع النسخ: «هذيل» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5/624)
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص: استأذنتُ على النبيِّ (ص) فَقَالَ: هَكَذَا (1) ؟ إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ.
وَرَوَاهُ جَرير (2) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ
_________
(1) ورد في بعض طرق الحديث أن سعدًا عند استئذانه، أدخل رأسه من الباب، وفي بعضها أنه وقف قبالة الباب؛ فقال له النبيُّ (ص) : «هكذا يا سعد؟! ... » ، الحديث، أي: أتفعل هكذا، وإنما شرع الاستئذان حتى لا يقع نظرُ المستأذِن على عورةٍ للمستأذَن عليه!
(2) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5174) من طريق عثمان بن أبي شيبة؛ حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عن هزيل؛ قال: جاء سعد فوقف على باب النبيِّ (ص) ... ، الحديث هكذا، ولم ينسب سعدًا. وكذا رواه الضياء في "المختارة" (1074) من طريق أبي داود.
ورواه البيهقي في "الشعب" (8439) من طريق أبي داود، فنسبه، فقال: «سعد بن معاذ» . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/24) من طريق قتيبة بن = = سعيد، والبيهقي في "السنن" (8/339) من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما عن جرير، به، وفيه: «أتى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» . قَالَ أَبُو نعيم: «رواه الثوري وأبو حمزة السكري عن الأعمش مثله» . اهـ. وسيأتي تخريج رواية الثوري، ولم يُنسب فيها سعد.
(5/625)
هُزيل (1) ؛ قَالَ: استأذَنَ سعدٌ الأَنْصَارِيُّ.
وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ عُبَيد (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزيل (3) : أنَّ سَعْدَ بْنَ مُعاذ اسْتَأْذَنَ.
وَرَوَاهُ قَيْس (4) ، عَنْ مَنْصور (5) ،
عَنْ طلحة، عن
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «هذيل» .
(2) لم نقف على روايته، ولكن بعض طرق رواية جرير السابقة جاءت هكذا مرسلة، وفيها: «سعد بن معاذ» .
وأخرج الحديث أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في "المصنف" (26224) فقال: «حدثنا حفص، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هزيل؛ قال: جاء رجل فوقف على باب النبي (ص) ... ، الحديث، مرسلاً، ولم يسم حفص بن غياث الصحابي في روايته. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (5174) .
(3) من قوله: «قال استأذن ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر، وفي (ت) و (ك) : «هذيل» بدل: «هزيل» .
(4) هو: ابن الربيع. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/347) ، والبيهقي في "الشعب" (8441) ، وأشار إليها أبو نعيم في "الحلية" (5/24) .
(5) هو: ابن المعتمر. وقد اختُلف عليه في هذا الحديث:
فرواه عنه قيس بن الربيع على الوجه المتقدم. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26223) ، وابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص258) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزَيْلٍ: أَنَّ سعدًا استأذن ... ، الحديث.
وتقدم أن أبا نعيم أشار لرواية الثوري هذه في "الحلية" (5/24) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5386) من طريق عبيدة بن حميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنِ هزيل، عن سعد بن عبادة، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق عمر الأبار، عن منصور مثل رواية الثوري. وخالفهم سفيان بن عيينة، فرواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف: أن سعدًا استأذن على النبيِّ (ص) قبالة الباب، فقال له: «إذا استأذنت فلا تستقبل الباب» . ذكره ابن أبي حاتم في الموضع السابق، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/23 رقم 5393) من طريق أسد بن موسى، عن ابن عيينة، لكنه وصله، فقال: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن سعد بن عبادة.
وأخرجه البيهقي في "سننه" (8/339) من طريق عبد الرحمن بن بشر العبيدي، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ: أن سعدًا استأذن ... ، فذكره هكذا مرسلاً.
وأخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، به، كسابقه، إلا أنه شك فيه فقال: «أراه عن هلال بن يساف» . وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق المقرئ؛ حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن بعض أصحابه: أن سعدًا ... ، الحديث.
وكان ابن أبي حاتم ساق علّة هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن بن مهدي لبيان معرفته بعلل الحديث، وروى عن علي بن المديني أنه قال: «قال لي عبد الرحمن - يعنى ابن مهدي-: يهم ابن عيينة في حديث منصور؛ أن سعدًا استأذن على رسول الله (ص) ... . قال علي بن المديني: فقلت لعبد الرحمن بن مهدي: ومن خالفه؟ قال: حدثناه عمر الأبار عن منصور ... » ، ثم ذكر روايته التي تقدم تخريجها.
(5/626)
الهُزَيل (1) ، عَنْ قَيس بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبادة؛ قَالَ: استأذنتُ عَلَى النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: الأعمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزيل (2) : أنَّ سَعْدَ بْنَ عُبادة استأذَنَ عَلَى النبيِّ (ص) .
2220 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبْيَض بن أَبَان (3) ، عن
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الهذيل» .
(2) في (ت) و (ك) : «هذيل» .
(3) أخرج روايته الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4008) ، والطبراني في "الكبير" (10/162 رقم 10326) ، و"الأوسط" (5685) ، و"الدعاء" (1983) ، والحاكم في"المستدرك" (4/266) ، والبيهقي في "الشعب" (8904 و8905) .
قال الطبراني في "الأوسط": «لا يروي هذا الحديث عن عطاء إلا أبيض بن أبان والمغيرة بن مسلم، تفرَّد به عن أبيض بن أبان: أحمد بن يونس، وتفرَّد به عن المغيرة بن مسلم النعمان بن عبد السلام» .
= ... وقال في "الدعاء": «هكذا رواه أبيض بن أبان والمغيرة السراج، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود متصلاً، ورواه الناس عن عطاء بن السائب - موقوفًا - عن عبد الله» .
وقال الحاكم: «هذا حديث لم يرفعه عن [أبي] عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، غير عطاء بن السائب؛ تفرد بروايته عنه جعفر بن سليمان الضبعي وأبيض بن أبان القرشي، والصحيح فيه رواية الإمام الحافظ المتقن سفيان بن سعيد الثَّوْرِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ» . ثم أخرجه من أربع طرق عن سفيان، عن عطاء، به، موقوفًا، ثم قال: «هذا هو المحفوظ من كلام عبد الله؛ إذ لم يسنده من يعتمد على روايته» .
(5/627)
عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ولْيَقُلْ مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِي ولَكُمْ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ النَّاسُ يَرْوونه (3) عن عبد الله، مَوْقُوفٌ (4) ؛ مِنْهُمْ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيمان (5) ،
_________
(1) هو: عبد الله بن حبيب.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) في (ش) : «يرونه» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(5) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير يبدو أنه خط محمد العطار، ونصها: «المشهور أن جعفر بن سليمان يرفعه أيضًا» . هذا؛ ولم نقف على رواية جعفر بن سليمان الموقوفة، لكن أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة من "الكبرى" (10052) ، والشاشي في "مسنده" (751) ، والحاكم في "المستدرك" (4/266) ، ثلاثتهم من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، عن جعفر، به مرفوعًا.
ومن طريق النسائي أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4009) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (260) .
قال النسائي: «وهذا حديث منكر، ولا أرى جعفر بن سليمان إلا سمعه من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، ودخل عطاء بن السائب البصرة مرتين، فمن سمع منه أول مرة فحديثه صحيح، ومن سمع منه آخر مرة ففي حديثه شيء، وحماد بن زيد حديثه عنه صحيح» . وتقدم ذكر كلام الحاكم.
وقال الطحاوي: «هكذا حدثنا أحمد بن شعيب بهذا اللفظ، فكان هذا الحديث عندنا أحسن من حديث الأبيض بن أبان؛ لأنهما يرجعان إلى عطاء بن السائب، وسماع الأبيض من عطاء بالكوفة، وبها كان اختلاط عطاء، وسماع جعفر بن سليمان منه بالبصرة، وسماع أهلها منه صحيح لم يكن في حال اختلاطه، منهم الحمادان: حماد بن سلمة، وحماد بن زيد. وقد روى أبو عوانة هذا الحديث عن عطاء بن السائب، فأوقفه على عبد الله، ولم يتجاوز به إلى رسول الله (ص) ... ، وأهل الحديث يقولون: إن سماع سفيان الثوري من عطاء بن السائب في حال صحته، وكذلك شعبة، وكذلك الحمادان، ويقولون: سماع أبي عوانة منه في الحالين جميعًا، ولا يميزونه» . اهـ.
(5/628)
وغيرُه (1) .
وأَبْيَضُ شيخٌ، وعَطاءُ بنُ السَّائِبِ اختلَطَ بِأَخَرة.
2221 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مجاهدٍ؛ في قول النبيِّ (ص) : أَوْصَانِي جِبْرِيلُ _ج بِالجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
واختلَفَ الرُّواة عَنْ مُجَاهِدٍ:
فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَلْمان (3) :
عَنْ مجاهدٍ، عن عبد الله بن عَمرو.
_________
(1) ممن رواه عن عطاء موقوفًا:
سفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (934) ، والحاكم في "المستدرك" (4/266-267) ، والبيهقي في "الشعب" (8903) .
ومنهم: محمد بن فضيل، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (25989) .
ومنهم: أبو عوانة، وروايته أخرجها الطحاوي في الموضع السابق، وتقدم ذكر كلامه، وذكر كلام الحاكم. وقال البيهقي: «هذا موقوف، وهو الصحيح» .
قال الدارقطني في"العلل" (927) : «يرويه عن عطاء ابن السائب، واختلف عنه: فرفعه أبيض بن أبان وجعفر بن سليمان عن عطاء، ووقفه جرير وعلي بن عاصم، والموقوف أشهر» .
(2) انظر المسألة رقم (2467) .
(3) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (604) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25408) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (128) ، وحسين المروزي في "البر والصلة" (216) ، وأبو داود في "سننه" (5152) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (321) ، والبزار في "مسنده" (2388) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2792) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/81) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (199) ، والدارقطني في "العلل" (8/232) ، والبيهقي في "الشعب" = = (9118) . وأخرجه العقيلي أيضًا من طريق إسماعيل ابن بشير بن سلمان، عن أبيه؛ قال: سمعت قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كنا عند ابن عمر ... ، فذكر الحديث.
وكان العقيلي قال في إسماعيل بن بشير هذا: «يهم في غير حديث، وكاد أن يغلب عليه الوهم، ومن حديثه: ما حدثناه به محمد بن عبدوس ... » ، ثم أخرج هذا الحديث من طريقه، ثم أخرجه من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن عبد الله بن عمرو، ثم قال العقيلي: «حديث أبي نعيم أولى» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/160 رقم 6496) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (105) ، والترمذي (1943) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (200) ، جميعهم من طريق داود بن شابور وبشير بن سليمان، كلاهما عن مجاهد.
وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (2403) من طريق داود ابن شابور فقط، عن مجاهد.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة، عن النبيِّ (ص) أيضًا» . اهـ.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9119) من طريق عبد الله بن أبي المجالد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا، نحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية" (3/306) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 36) من طريق الفريابي، عن الثوري، عن زبيد اليامي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به.
وسيأتي التنبيه على أن زبيدًا اليامي يرويه عن مجاهد، عن عائشة.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9117) فقال: «أخبرنا أبو الحسين بن بشران؛ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن عمرو الرزاز؛ قال: حدثنا حنبل بن إسحاق؛ قال: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بن مهاجر، عن مجاهد؛ قال: كنا جلوسًا عند عبد الله بن عمرو بن العاص ... » ، وذكر الحديث.
قال البيهقي: «كذا قال: بشير بن مهاجر! وهو غير بشير ابن سلمان» ، وأظنه خطأ، فقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي نعيم، وقال: بشير بن سلمان.
(5/629)
وقال يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (1) : عَنْ مجاهدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/305 و445 رقم 8046 و9746) ، وابن ماجه في "سننه" (3674) ، وأبو عوانة في "مستخرجه"- كما في "إتحاف المهرة" (15/490 رقم 19748) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2793 و2794) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 37) ، وابن حبان في "صحيحه" (5854) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/606 رقم 750) ، والدارقطني في "العلل" (8/231) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/306) .
وروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من وجوه أخرى، أجودها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25411) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (140) ، والإمام أحمد في "مسنده" (2/259 و458 و514 رقم 7522 و9910 و10675) ، والبزار في "مسنده" (1898/كشف) ، والبغوي في "الجعديات" (1586) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2795) ، وابن عدي في "الكامل" (3/81) ، وابن حبان في "صحيحه" (512) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 37) ، جميعهم من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، به.
(5/630)
وقال زُبَيد (1) : مُجَاهِدٍ، عَنْ عائِشَة؟
قَالَ أَبِي: حديثُ زُبَيد أَشبهُ؛ لأَنَّهُ أحفظُهُم، وَلا أُبْعِدُ أَنْ يكونَ رَوَى مجاهدٌ عَنْ كِلاهُمْ (2) .
قَالَ أَبِي: وقد رُوِيَ (3) عَنْ عبد الله بْن عَمْرو مِنْ غير هَذَا الطريق (4) .
_________
(1) هو: ابن الحارث اليامي. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1196 و1745) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/91 و125 و187 رقم 24600 و24942 و25539) ، وحسين المروزي في "البر والصلة" (263) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4590) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (320) ، والبغوي في "الجعديات" (2707) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (202) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 36) ، والدارقطني في "العلل" (8/231) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/605) .
(2) كذا في جميع النسخ، والصواب أن يقال: «كُلِّهِمْ» ؛ لأنَّ مراده: عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، وعائشة ج، وما وقع في النسخ بإقحام ألف التثنية تصحيفٌ لا نعلم له وجهًا في العربية.
(3) كما في المسألة الآتية برقم (2345) .
(4) في (ف) : «من غير وجه هذا الطريق» .
(5/631)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سمعتُ أَبَا حَفْصٍ الصَّيْرَفِيَّ (1) يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد (2) ، يَقُولُ: الصَّحيحُ حديثُ زُبَيد.
وقال أَبُو زُرْعَةَ: الصحيحُ حديثُ زُبَيْد.
قُلْتُ له: فتعرفُ خلافا سوى ما ذكرنا؟
قَالَ: لا (3) .
_________
(1) هو: عمرو بن علي الفلاَّس.
(2) هو: القطان.
(3) قال البزار في "مسنده" (6/372-373) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن مجاهد إلا بشير، وقد اختلفوا عن مجاهد في هذا الحديث؛ فقال زبيد الأيامي: عن مجاهد، عن عائشة، عن النبيِّ (ص) . وقال يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وقال بشير: عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/82/ب) : اختلف فيه على مجاهد؛ فرواه زبيد بن الحارث اليامي، عن مجاهد، عن عائشة؛ حدث به عنه الثوري ومحمد بن طلحة. وخالفه يونس بن أبي إسحاق؛ فرواه عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهما بشير بن سلمان؛ فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وكذلك روي عَن الفريابي، عَن الثوري، عَن زبيد، والصحيح: حديث مجاهد عن عائشة» .
وقال في موضع آخر من "العلل" (8/230-231 رقم 1538) : «اختلف فيه على مجاهد: فرواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مجاهد، عن أبي هريرة، وخالفه بشير بن [سلمان] ؛ فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وخالفهما زبيد؛ فرواه عن مجاهد، عن عائشة، وقول زبيد أشبهها» .
وقال أبو نعيم في "الحلية": «اختُلف على مجاهد فيه ثلاثة أقاويل فتفرد الفريابي عن زبيد بهذا، وتابعه عليه داود بن شابور وبشير بن سلمان، ورواه أصحاب الثوري عن زبيد عن مجاهد، فخالفوا الفريابي، فقالوا: "عن عائشة" بدل: "عبد الله بن عمرو". ورواه محمد بن طلحة عن زبيد مثله» .
(5/632)
2222 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاط بْنُ نَصْر (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ ثَعْلَبةَ بنِ الحَكَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: انْتَهبَ الناسُ غَنَمًا يَوْمَ خَيبر، فَذَبَحوها، فَجَعَلُوا يَطبُخُون مِنْهَا، فَجَاءَ رسولُ الله (ص) فَأَمَرَ بالقُدُورِ فأُكْفِئَتْ، وَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ النُّهْبَة (3) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سِمَاك، عَنْ ثَعْلَبة بْنِ الحَكَم، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهما «ابن عباس» (4) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في"الكبير" (10/272 رقم 10639) ، والحاكم في "المستدرك" (2/134-135) . وعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، و"الأوسط" (1/200) وقال: «ولا يصح فيه ابن عباس» .
(2) هو: ابن حرب.
(3) سبق بيان معناها في المسألة رقم (1521) .
وقوله: «لا يصلح» كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «لا تَصْلُحُ» ، لكنَّ الفاعل هنا مؤنَّث غير حقيقي التأنيث، فيجوز معه تأنيث الفعل وتذكيره، وتأنيثه أرجح، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) .
(4) رواه عدد من الرواة هكذا عن سماك، منهم: شعبة، وإسرائيل بن يونس، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وأبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري، وزكريا بن أبي زائدة، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان وعمرو بن أبي قيس، والحسن بن صالح:
أما رواية شعبة: فأخرجها الطيالسي (1291) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، و"الأوسط" (1/200) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/121) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (3/49) ، والطبراني في"الكبير" (1375 و1379) ، والحاكم في "المستدرك" (2/134) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1383) .
وأما رواية إسرائيل بن يونس: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18841) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/49) ، والطبراني في "الكبير" (1371) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) .
وأما رواية أبي الأحوص: فأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2637) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22313) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/120) .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3938) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (935) ، والطبراني في "الكبير" (1378) ، ثلاثتهم من طريق ابن أبي شيبة.
أما روايتا أبي عوانة وزكريا بن أبي زائدة: فأخرجهما البخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، وفي "الأوسط" (1/200) ، والطبراني في "الكبير" (1373 و1374) ، وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (3/47) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) من طريق أبي عوانة فقط. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني = = الآثار" (3/49) من طريق زكريا فقط.
وأما رواية زهير بن معاوية: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/49) ، و"مشكل الآثار" (8/13) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/120) ، والطبراني في "الكبير" (2/83 رقم1372) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) .
وأما رواية شريك: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (5169) .
وأما رواية سفيان الثوري: فأخرجها ابن قانع (1/120) ، والطبراني (1380) .
وأما روايتا الحسن بن صالح وعمرو بن أبي قيس: فأخرجهما الطبراني (1376 و1377) . وصحَّح البخاري رواية من رواه عن ثعلبة، عن النبيِّ (ص) ، دون ذكر ابن عباس؛ فقال: «وهذا أصح» .
(5/633)
وَقَالَ أَبِي: ثَعْلَبة بْنُ الحَكَم (1) قد سمع من النبيِّ (ص) .
2223 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه قَبِيصة بن عُقْبة (2) ،
_________
(1) من قوله: «عن ابن عباس قال ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25489) ، وزاد في آخره: «أخى الحلق» كذا وقعت محرفة، وصوابها عند البيهقي في الموضع الآتي: «حتى الحلق» ، وذكره الحافظ في "الفتح" (10/348) بلفظ «كالحلق» . وأخرجه ابن سعد في الطبقات" (3/558) و (4/178 و308) من طريق قبيصة مفرَّقًا في ترجمة أبي أسيد وعبد الله بن عمر وسلمة بن الأكوع، وفيه الزيادة محرفة أيضًا.
وأخرجه البيهقي في "السنن" (1/151) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، به، وزاد فيه: «وأبا رافع» .
قال البيهقي: «كذا وجدته! وقال غيره: عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع، وقيل: ابن رافع» .
(5/634)
عن سُفيان (1) ، عن محمد ابن عَجْلان، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ قَالَ: رأيتُ أَبَا سعيدٍ، وَرَافِعَ بْنَ خَدِيج، وسَلَمة بْنَ الأَكْوَع، وَابْنَ عُمر، وجابر بن عبد الله، وَأَبَا أُسَيد، يَنْهَكون شَوارِبَهُم (2) ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصة؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوريُّ، عَنْ عُثْمَانَ بن عُبَيدالله بن رافع (3) .
_________
(1) هو الثوري.
(2) «يَنْهَكُونَ شواربَهُمْ» ، أي: يُبالغونَ في قصِّها؛ نَهَكَ الشيءَ يَنْهَكُه نَهْكًا: إذا بالغَ فيه. انظر "النهاية" (5/137) ، و"المصباح" (ن هـ ك/2/628) .
(3) لم نقف على رواية سفيان الثوري على هذا الوجه، ولكن رواه غيره. فأخرجه ابن حزم في "المحلى" (2/220) من طريق يحيى بن سعيد القطان؛ ثنا محمد بن عجلان؛ قال: قال لي عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رافع: رأيتُ أصحابَ رسول الله (ص) يُبيِّضون شواربَهم شبه الحَلْق. قلت: مَنْ؟ قال: جابر بن عبد الله، وأبا سعيد الخدري، وأبا أسيد، وسلمة بن الأكوع، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج. اهـ. ولم يذكر ابن عمر، وذكر أنسًا مكانه.
وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (6/233) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/231) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6031) ، ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن عياش؛ حدثني عثمان بن عبيد الله بن رافع المدني؛ قال: رأيت عبد الله بن عمر، وأبا هريرة، وأبا سعيد الخدري، وأبا أسيد الساعدي، ورافع بن خديج، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع يفعلون ذلك. اهـ.
هذا سياق البيهقي ومثله سياق الطحاوي، غير أنه جاء فيه: «عثمان بن عبيد بن رافع المدني» ، وقد يكون الاختلاف من الطباعة.
وأما البخاري فلم يذكر أسماء هؤلاء الصحابة، اكتفى بقوله: «أنه رأى ثمانية من أصحاب النبي (ص) » ، ووقع عنده: «عثمان بن عبد الله بن رافع المدني» .
وأخرجه البخاري والطحاوي أيضًا من طريق عبد العزيز ابن محمد، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع ... ، فذكره، ولم يذكر الطحاوي أنسًا وسلمة بن الأكوع، وذكر مكانهما سهل بن سعد، فصار عددهم سبعة.
وأما البخاري فاختصره على عادته، فقال في لفظه: «رأيت سبعة من أصحاب النبي (ص) » ، وفي سياق آخر: «رأيت سبعة يحفون شواربهم» . وأخرجه البخاري أيضًا من طريق محمد بن بشار؛ حدثنا يحيى بن عجلان: رأى عثمان بن عبيد الله بن رافع؛ فقال: رأيت ستة.
كذا جاء عند البخاري: «يحيى بن عجلان» ، ولم نجد من ترجم له!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (668 و6217) من طريق إبراهيم بن سويد وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي، كلاهما عن عثمان بن عبيد الله، به مثل سياق البيهقي في "الشعب"، غير أنه لم يذكر أبا هريرة، وقال في الموضع الثاني: «عثمان بن عبد الله» .
(5/635)
2224- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه أبوالأَحْوَص (2) ،
_________
(1) في (ف) : «وسألت أبا زرعة» .
(2) في (أ) و (ف) : «الأخوص» بالخاء المعجمة. وأبو الأحوص هو: سلام بن سُليم. وروايته أخرجها المصنف في "تفسيره" (2810) ، فقال: «حدثنا أبو زرعة؛ ثنا هناد بن السري؛ ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود ... » فذكره هكذا بزيادة مرة الهمداني في سنده.
وهكذا نقله ابن كثير في "تفسيره" (1/475) عن ابن أبي حاتم.
وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2988) ، وفي "العلل الكبير" (654) ، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11051) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4999) ، والطبري في "تفسيره" (5/571-572 رقم6170) ، جميعهم من طريق هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به كرواية ابن أبي حاتم بزيادة مرة الهمداني.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (997) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (2027) ، والبيهقي في "الشعب" (4187) من طريق حسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، به كرواية هناد.
قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص» .
وقال في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى بعضهم هذا الحديث عن ابن السائب وأوقفه، وأرى أنه قد رفعه غير أبي الأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وهو حديث أبي الأحوص» .
وقال البزار: «هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص موقوفًا» .
(5/636)
عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ [عَنْ مُرَّةَ] (1) ،
عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً، وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً (3) ... ، الحديثَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يُوقفونه عن عبد الله؛ وهو الصَّحيح.
_________
(1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج - كما تقدَّم- ومنها رواية المصنف للحديث في "تفسيره".
ومُرَّةُ: هو ابن شَرَاحيل الهمداني.
(2) هو: ابن مسعود ح.
(3) قال ابن الأثير: اللَّمَّة: الهَمَّة والخَطْرة تقعُ في القلب؛ أراد إلمام الملَك أو الشَّيطان به والقُرب منه؛ فما كانَ من خَطَرات الخير فهو من الملََك، وما كانَ من خَطَرات الشرِّ فهو من الشَّيطان. "النهاية" (4/273) .
(5/637)
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عن مُرَّة، عن عبد الله (2) ، موقوفً (3) .
قلتُ: فأيُّهما الصَّحيح؟
قَالَ: هَذَا مِنْ (4) عَطاء بْنِ السَّائِبِ؛ كَانَ يَرْفَعُ الحديثَ مَرَّةً، ويُوقِفه أُخْرَى، والناسُ (5) يُحَدِّثون مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عبد الله موقوفً (6) .
ورواه الزُّهري (7) ،
عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ (8) مَسْعُودٍ، مَوْقُوفٌ (9) ، وذكر أشياءَ من هَذَا النحو موقوف (10) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (5/574 رقم 6174) .
(2) في (ف) : «عبيد الله» .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ش) : «هذا خطأ من» .
(5) أخرجه ابن جرير الطبري (5/573 رقم 6171 و6172 و6176) من طريق عمرو بن قيس الملائي، وإسماعيل ابن عليّة، وجرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به موقوفًا على عبد الله، غير أن ابن علية شك في روايته، فقال: «عن أبي الأحوص، أو عن مرة» . وذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/475) أن مسعر بن كدام رواه عن عطاء موقوفًا أيضًا، ولم نجد من أخرج روايته.
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (1/109) فقال: نا معمر، عن الزهري، فذكره.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (5/574 رقم 6173) .
وذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/475) أن ابن مردويه أخرجه من طريق هارون الفروي، عن أبي ضمرة، عن ابن شهاب الزهري، به، لكنه رفعه. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1435) عن فطر بن خليفة، والإمام أحمد في "الزهد" (ص 196) من طريق سعيد ابن مسروق، كلاهما عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ عامر ابن عبدة، عن عبد الله بن مسعود، به، موقوفًا عليه.
(8) في (ت) : «أبي» .
(9) كذا في جميع النسخ على لغة ربيعة، كسابقتها.
ومن قوله: «ورواه الزهري ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر.
(10) كذا في جميع النسخ، وهي أيضًا على لغة ربيعة، كسابقتها، إلا أن الأَوْلى هنا أن يقال: «موقوفة» .
(5/638)
2225 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنِ الأَعْمَش، عن عبد الله بْنِ سِنَان، عَنْ [ضِرَارِ] (2) بنِ الأَزْوَر؛ قال: حَلَبَ رجلٌ عند النبيِّ (ص) فَقَالَ: دَعْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ (3) ؟
فَقَالا: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4)
عن الأَعْمَش،
_________
(1) روايته أخرجها هو في "تفسيره" (ص 254) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311 و339 رقم 18982 و18792) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/339) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/654) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/30) ، والطبراني في "الكبير" (8/295 رقم 8172) ، والحاكم في "المستدرك" (3/620) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3894) .
قال الطبراني: «هكذا رواه سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمش، عَنْ عبد الله بن سنان، وخالفه أصحاب الأعمش، فرووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بحير» .
(2) في جميع النسخ: «عبد الله» ؛ وهو خطأٌ؛ فالحديثُ حديثُ ضرار بن الأزور كما سيأتي، وكما في جميع مصادر التخريج، وعبد الله بن الأزور متأخِّر يروي عن هشام بن حسان، وله ترجمة في"الميزان" (2/391) .
(3) قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/230-231) ، في تفسير هذا الحديث: يقول: أَبْقِ في الضَّرْع قليلاً، لا تستَوعبْه كلَّه في الحَلْب فإنَّ الذي تُبقيه فيه يدعو ما فوقه من اللبن فيُنزله وإذا استُنفضَ كلُّ ما في الضَّرْع أبطأ عليه الدَّرُّ بعد ذلك. اهـ.
وقال أبو المحاسن الحَنَفي في "معتصر المختصر" (2/367) : فيه أن النبيَّ (ص) كان يحبُّ أخلاقَ العرب فيما لم يُؤمَر بخلافها، وكان عادتُهم في حلب الناقة تبقيةُ شيء من اللبن في ضَرْعها، فإذا احتاجوا؛ لضيف نزلَ بهم أو لحاجة، احتَلَبوا مما كانوا قد أبقَوه في الضَّرْع، وإن قلَّ، ثم خلَطُوه بماء بارد، ثم ضَربوا به ضَرْعها، وأدنَوْا منه حُوَارَها [أي ولدها] أو جلدَه محشُوًّا إن كانوا نَحَروه، فتلحَسُه فتدرَّ عليه من اللبن مِلْءَ ضَرْعها، فيَصرفُون فيما يحتاجون إلى صَرْفه من أضيافهم ومن أنفُسهم، فأمرَهُم (ص) بذلك لهذا المعنى. والله أعلم. وانظر "النهاية" (2/120) ، و (5/166) .
(4) منهم: وكيع بن الجراح، وأبو معاوية محمد بن خازم، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن داود الخريبي، ويعلى بن عبيد، ومنصور بن أبي الأسود، وحفص بن غياث:
أما رواية وكيع بن الجراح: فأخرجها في "كتاب الزهد" (495) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/322 و339 رقم18905 و18980) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (1060) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/76 و322 رقم 16704 و18905) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1328) ، وابن حبان في "صحيحه" (5283) .
ورواية أبي معاوية محمد بن خازم: أخرجها من طريقه الإمام أحمد في "المسند" (4/322 رقم18905) ، وهناد بن السري في "الزهد" (795) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/339) من طريق محمد بن المثنى عن أبي معاوية، به. فهؤلاء ثلاثة رواة رووه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضرار، به.
وخالفهم أبو الوليد الطيالسي؛ فرواه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن ابن سنان، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضرار، به، هكذا بزيادة ابن سنان: أخرجه البخاري في الموضع السابق.
ورواية زهير بن معاوية: أخرجها من طريقه الإمام أحمد (4/339 رقم 18980) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1330) ، والطبراني في "الكبير" (8128) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3893) .
ورواية عبد الله بن المبارك: أخرجها من طريقه البخاري في "تاريخه" (4/338) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/76 و339 رقم 16702 و18983) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1328) ، ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/30) ، والطبراني في "الكبير" (8131) ، والحاكم في "المستدرك" (3/237) .
ورواية عبد الله بن داود الخريبي: أخرج روايته البخاري في "تاريخه" (4/339) ، والطبراني في "الكبير" (8129) .
ورواية أبي يعلى بن عبيد: أخرجها الدارمي (2040) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1329) ، والبيهقي = = في "سننه" (8/14) .
ورواية منصور بن أبي الأسود: أخرجها البغوي في "معجم الصحابة" (1331) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (24/381) .
ورواية حفص بن غياث: أخرجها الطبراني في "الكبير" (8130) .
(5/639)
عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير (1) ، عَنْ ضِرَار بْنِ الأَزْوَر، بَدَلا مِنْ عبد الله بْنِ سِنان (2) ؛ وَهُوَ الصَّحيح.
قَالَ أَبِي: خالف الثَّوريُّ الخَلْقَ فِي هذا الحديث. وقال غيرُ سفيان: الأَعْمَش، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير، عن ضِرَار بن الأَزْوَر (3) .
_________
(1) في (ك) : «عن يعقوب عن بحير» . وبحير: بفتح الباء الموحَّدة، بعدها حاء مهملة، ثم ياء مثنَّاة من تحت. وقيل فيه: «بُحَير» مصغَّرًا، والأول أشهرُ. انظر "توضيح المشتبه" (1/349) .
(2) يعني: بذكر يعقوب بن بحير بدلاً من عبد الله بن سنان.
(3) قال يحيى بن معين في "تاريخه" برواية الدوري (2676) : «في حديث الأَعْمَشِ: عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عن ضرار بن الأزور. وقال سفيان: عن عبد الله بن سنان. والقول قول سفيان» .
وروى ابن عساكر في "تاريخه" (24/382) عن ابن المديني قال: «حديث ضرار بن الأزور: أن النبي (ص) مرَّ به وهو يحلُب فقال: «دَعْ دواعيَ اللبن» : رواه يحيى وأبو معاوية وزهير عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَرِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار، وغلط فيه يحيى، إنما هو الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، ويعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش» .
ولما أخرج أبو نعيم الحديث في "معرفة الصحابة"- كما سبق - من طريق زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن يعقوب؛ قال: «رواه ابن المبارك، وجرير، ووكيع، وقيس، وحفص، وأبو معاوية، وعامة أصحاب الأعمش عنه مثله. وخالفهم الثوري فقال: عن الأَعْمَش، عن عبد الله بْنِ سِنَان، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَر» .
وقال البيهقي في "السنن" (8/14) : «وكذلك رواه ابن المبارك، وعبد الله بن داود عن الأعمش، وخالفهم أبو معاوية؛ فرواه عن الأعمش، عن عبد الله بن سِنَان، عن يعقوب، عن ضرار. وقال محمد بن المثنى: عن أبي معاوية، نحو رواية الجماعة» . وقال الذهبي في "الميزان" (2/449) : «غريب فرد، والأعمش فمدلس، وما ذكر سماعًا، ولا يعقوب ذكر سماعًا من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه» .
(5/641)
2226 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو (1) داود الحَفَري (2) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ مُسلِم البَطِين (3) ، عَنْ أبي عبد الرحمن السُّلَمي (4) ؛ قال: ذكَرَ عبدُاللهِ (5) حديثًا عن النبيِّ (ص) ، قَالَ: ثُمَّ تغيَّر وجهُهُ، ثُمَّ قَالَ نحوَ هَذَا، أَوْ دُونَ هَذَا؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى جماعةٌ هَذَا الحديثَ عَنِ الثَّوريِّ (6) ، فَقَالُوا: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصة، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِين، عَنْ أبي عبد الرحمن؛ وَهُوَ الصَّحيح.
ثم ذاكرتُ به أَبِي، فَقَالَ: الصَّحيحُ عندي: عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهاجر، ولا أعلم روى (7) الثَّوريُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصة إِلا حديثًا واحدًا؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير؛ قَالَ: الخالُ يُعْطَى منَ الزَّكاةِ (8) .
_________
(1) قوله: «أبو» سقط من (ش) .
(2) هو: عمر بن سعد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/387 رقم 3670) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/123 رقم 8618) .
(3) هو: مسلم بن عمران.
(4) هو: عبد الله بن حبيب.
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/297) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/163) ، كلاهما من طريق قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن إبراهيم ابن أبي حفصة، به.
(7) في (ك) : «أروى» .
(8) تقدم قول أبي حاتم هذا في المسألة رقم (621) .
(5/642)
وقال أَبُو زُرْعَةَ: ولا أعلمُ روى إبراهيمُ بنُ مُهاجر، عَنْ (1) مُسْلِم البَطِين شَيْءً (2) .
فذكرتُ ذلك لأَبِي، فَقَالَ: هَذَا ممَّا رَوَى (3) عنه، ولا أعلمُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَفْصَة روى عَنْ مُسْلِم البَطِين (4) .
قَالَ أَبِي: ولا يُعتَبرُ بقَبِيصة، ولا بأبي دَاوُد، إلا أن يَرْوِيَ هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ سَعِيد، أو عبدُالرحمن بْن مهدي، أو وَكيعٌ؛ فحينئذٍ يُعتَبَرُ به.
2227 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ أَسْلَم (6) ، عن
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «ولا أعلم روى إِبْرَاهِيم بْن مهاجر روى عن» .
(2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ش) : «رواه» ، وهو الجادَّّة، وما في بقية = = النسخ حذف منه الضمير العائد إلى الاسم الموصول، والتقدير: «هذا مما رواه عنه» ، والمراد: هذا مما رواه إبراهيم ابن مهاجر عن مسلمٍ البطين. وانظر في حذف العائد من جملة الصلة: المسألة رقم (1015) .
(4) من قوله: «شيء فذكرت ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) انظر المسألة رقم (1544) ، والمسألة التالية.
(6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (587) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (11/195) ، وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (584 و586) من طريق إسماعيل بن مسلم وأبي خالد الأحمر، كلاهما عن الأعمش، به مثل رواية روح.
وذكر الدارقطني هذين الطريقين في الموضع السابق من"العلل"، وذكر أن حميد بن الربيع رواه عن أبي داود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة كذلك.
(5/643)
زَائِدَةَ (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صالحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: ما عاب النبيُّ (ص) طعامًا قَط ُّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2228 - وسألتُ (5) أَبِي عَنِ حديثِ عَمْرِو ابن عَوْن، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (6) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدة بْنِ هُبَيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَا عَابَ رسولُ الله (ص) طَعامًا قط ُّ؟
قَالَ أَبِي: لَمْ يُتَابَع عَلَى هَذِهِ الروايةِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
2229 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ يَرْوِيهِ شُعبة، وَأَبُو الأَحْوَص (8) ، عَنْ سِمَاك (9) ، فَقَالَ شُعبة: عَنِ الأَغَرِّ بْنِ سُلَيك، وَقَالَ أَبُو الأَحْوَص: عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلة، عَنْ عليٍّ: ثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُم اللهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي (10) ، والغَنِيُّ الظَّلُومُ، والفَقِيرُ المُخْتَالُ؟
_________
(1) هو: ابن قدامة الثقفي.
(2) هو: ذكوان السمان.
(3) هو: سليمان بن مهران. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1544) .
(4) هو: سلمان الأشجعي.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1544) ، وانظر المسألة السابقة.
(6) هو: محمد بن خازم.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (1197) .
(8) هو: سلاَّم بن سُليم.
(9) هو: ابن حرب.
(10) في (ف) : «الزان» .
(5/644)
قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: شُعبة أحفظُ.
2230 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الحَكَم النَّخَعِي، عَن عَدِيِّ بْن ثابت، عَن أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ بَدَا جَفَا (3) ، ومَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ! وَرَوَاهُ غَيْرُهُ (4) عَنِ الْحَسَنِ بن الحَكَم، عن
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/371 رقم 8836) ، والبزار في "مسنده" (285/أ/ مسند أبي هريرة) - وهو في "كشف الأستار" (1618) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/233) ، وابن عدي في"الكامل" (1/318) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (339) ، والبيهقي في "سننه" (10/101) ، وفي "الشعب" (8956) . قال البزار: «وهذا الحديث رواه شريك، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، وقال إسماعيل: عن الحسن، عن عدي، عن أبي حازم، والحسن فليس بحافظ» .
وقال ابن عدي: «هذا الحديث لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن زكريا» .
(2) هو: سلمان الأشجعي.
(3) أي: من نزلَ الباديةَ - أي: سَكَنها - صار فيه جَفاءُ الأعراب، أي: غَلُظ طبعهُ لقلَّة مخالطة الناس. يقال: بَدا القومُ بَدْوًا: إذا خرجوا إلى باديتهم. "اللسان" (ب د و/14/67) و (ج ف و/14/148) .
(4) أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (429) من طريق عيسى بن يونس، والإمام أحمد في "المسند" (2/440 رقم 9683) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد، وأبو داود في "سننه" (2860) من طريق محمد ابن عبيد، ثلاثتهم عن الحسن بن الحكم، به هكذا. وذكر الدارقطني في العلل" (8/240-241) أن حاتم ابن إسماعيل ويحيى بن عيسى الرملي روياه عن الحسن ابن الحكم كذلك.
(5/645)
عَديِّ بْن ثابت، عَن رجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (1) .
2231 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ غِياث (2) ،
عن
_________
(1) هناك اختلاف آخر في هذا الحديث من جهة شريك بن عبد الله النخعي القاضي؛ فإنه رواه عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، مرفوعًا؛ أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (4/297 رقم 18619) ، والترمذي في "العلل الكبير" (608) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1654) ، والروياني في "مسنده" (383) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إنما يروي هذا الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وكأنه لم يعدَّ حديث شريك محفوظًا» .
ونقل ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (1406) عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به شريك، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عدي بن ثابت. وقال غيره: عن عدي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1548) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (576) من طريق الحسن بن إسماعيل الواسطي، والطبراني في "الكبير" (7/274 رقم 7113) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل الملقب بـ «عارم» ، كلاهما عن حفص ابن غياث، عن حجاج، عن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شداد بن أوس، به. وخالفهما إبراهيم بن الحجاج؛ فرواه عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ حجاج، عن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) ، ولم يذكر فيه شداد ابن أوس؛ أخرجه البيهقي في "سننه" (8/325) .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/273 رقم 7112) ، وابن عساكر في "تاريخه" (22/156) كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن حجاج، عن أبي المليح، عم أبيه، عن شداد. ورواه عباد بن العوام عن حجاج، لكن اختُلِف على عباد:
فرواه أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في "المصنف" (26459) عنه، عن حجاج، عن رجل، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس، به.
وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (5/75 رقم 20719) من طريق سريج بن النعمان، عن عباد بن العوام، به، فأسقط الرجل المبهم، ولم يذكر فيه شداد ابن أوس.
(5/646)
حَجَّاج بْن أَرْطَاة، عَنْ أَبِي المَلِيح (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ شَدَّاد بن أَوْس، عن النبيِّ (ص) : قَالَ: الخِتَانُ: سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ.
ورواه عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ (3) ، عَنْ حَجَّاج، عَنْ مَكْحُول، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الَّذِي أتوهَّم: أَنَّ حديثَ مَكْحُول خطأٌ؛ وَإِنَّمَا أَرَادَ حديث حَجَّاج (4) :
_________
(1) في جميع النسخ: «عن ابن أبي المليح» ، وهو خطأ، وصوابه: «عن أبي المليح» ، وهو: أبو المليح بن أسامة الهذلي، قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد.
(2) هو: أسامة بن عُمَير بن عامر.
(3) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (8/325) ، وقال: «وهو منقطع» .
(4) أي: من حديث حجاج، وحذف الخافض وهو «من» فانتصب ما بعده. انظر تعليقنا على المسألة رقم (12) . وهذا الحديث أخرجه الترمذي" في "جامعه" (1080) ، والطبراني في "الكبير" (4/183 رقم 4085) ، وفي "مسند الشاميين" (3590) ، كلاهما من طريق حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ، عن مكحول، به، لكن بلفظ: «أربع من سنن المرسلين ... » . وأخرجه الترمذي والطبراني أيضًا، والبيهقي في "الشعب" (7322) ثلاثتهم من طريق عباد بن العوام، عن حجاج، به نحو رواية حفص. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10290) من طريق يحيى بن العلاء، عن حجاج، ولم يذكر فيه أبا الشمال.
قال الترمذي: «وروى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد، عن الحجاج، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، ولم يذكروا فيه: "عن أبي الشمال"، وحديث حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَبَّادُ بْنُ العوام أصح» .
= ... وسئل الدارقطني في "العلل" (1022) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه حجاج بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الشِّمَالِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، واخُتلِف عنه: فرواه عباد بن العوام وحفص بن غياث عن حجاج هكذا، وخالفهم عبد الله بن نمير وأبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون، فرووه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبي أيوب، لم يذكروا بينهما أحدًا، إلا أن أبا معاوية من بينهم وقفه، الاختلاف فيه من حجاج بن أرطاة لأنه كثير الوهم» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (2139) .
(5/647)
مَا قَدْ رَوَاهُ (1) مَكْحُول (2) ، عَنْ أَبِي الشِّمال (*) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) : خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: التَّعَطُّرُ، والحِنَّاءُ، والسِّوَاكُ (3) ... ، فَتَرَكَ أَبَا الشِّمَال (*) ، فَلا أَدْرِي هَذَا مِنَ الحجَّاج أو من عبد الواحد. وَقَدْ رَوَاهُ النُّعْمان بْنُ المُنْذِر (4) ، عَنْ مَكْحُول؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الخِتَانُ: سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ.
_________
(1) في (ف) : «ما قد روى» .
(2) أي: ما قد رواه حجاجٌ عن مكحول.
(*) ... في (ش) : «السماك» . وأبو الشِّمال هذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/390 رقم 1844) ، وذكر له هذا الحديث، وروي عن أبي زرعة أنه قال: «لا أَعْرِفُهُ إِلا فِي هَذَا الحديث، ولا أعرف اسمه» .
(3) كذا ذكر الحديث مختصرًا، وبقية الخمس: الحِلْم، والحِجامَة. وفي بعض الروايات: «النكاح» بدل: «السواك» ؛ فصارت ستًّا، وفي بعضها: «أربع» لم يذكر فيها الحِلْم والحِجامة.
أما لفظ «الحناء» فجاء في أكثر الروايات بالياء: «الحياء» . قال الحافظ في "الفتح" (10/338) : «اختُلف في ضبط «الحياء» فقيل: بفتح المهملة والتحتانية الخفيفة، وقيل: هي بكسر المهملة وتشديد النون؛ فعلى الأول خَصْلة معنويَّة تتعلق بتحسين الخُلُق، وعلى الثاني هي خَصْلة حسِّية تتعلق بتحسين البَدَن» . اهـ. ثم ذكر أنه وقع في بعض الروايات بزيادة: «الحِلْم والحجامة» ، وقال: «وهو مما يقوِّي الضبط الأول» ، أي: «الحَياء» .
وقد ذكر الحافظ أيضًا أن الحصر في هذه الروايات غير وارد، وأن بمجموعها يزيد العدد. وانظر "فتح الباري" (10/336-339) ، و"نوادر الأصول" (2/254-256) .
(4) لم نقف على رواية النعمان هذه.
(5/648)
2232 - وسُئل (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ خَلَف بْنِ حَوْشَب، عن مَيْمون ابن مِهْران، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء (3) ، سَمِعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَوَّلُ (4) مَا يُوضَعُ فِي المِيزَانِ خُلُقٌ حَسَنٌ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكة، عَنِ يَعْلى بْنِ مَمْلَك، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء.
وَرَوَاهُ شُعبة (6) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عن عَطاء
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2323) .
(2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25328) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4426) ، والطبراني في "الكبير" (24/253 رقم647) ، و (25/73 رقم 178) ، والآجري في "الشريعة" (901) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1565) ، والطبراني في الموضع الأول.
(3) وهي الصُّغرى، زوجُ أبي الدرداء، اسمها هجيمة، وقيل: جهيمة بنت حيي، وهي لم تسمع من النبي (ص) كما يأتي عن أبي حاتم. وأما أم الدرداء الكبرى فاسمها: خيرة، لها صحبة، ولا رواية لها في الكتب الستة؛ كما قال الحافظ في "التقريب".
(4) سيأتي في المسألة رقم (2323) بلفظ: «أثقل» بدل: «أول» .
(5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (20157) ، والحميدي في "مسنده" (397 و398) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25296) ، و"المسند" (24) ، وأحمد في "مسنده" (6/451 رقم27553) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (464) ، والترمذي في "جامعه" (2002 و20013) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (782) ، و"الآحاد والمثاني" (2041) ، والبزار في "مسنده" (1975/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (5693 و5695) ، والآجري في "الشريعة" (899 و900) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (445) .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25314) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/446 رقم27517 و27518 و27532) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (204) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (270) ، وأبو داود في "سننه" (4799) ، = = والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4428) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/251) ، وابن حبان في "صحيحه" (481) ، والآجري في "الشريعة" (896 و897 و798) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/262) ، و (10/110) ، والبيهقي في "الشعب" (7639) .
(5/649)
الكَيْخَارانِي (1) ، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؟
قَالَ أَبِي: كلُّ هَذَا صحيحٌ، إلا حديثَ خَلَفِ (2) بْن حَوْشَب؛ فإنَّ أُمَّ الدَّرْداء هذه لم تَسمَع من النبيِّ (ص) شَيْئًا (3) .
2233 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه عبد الله بن بِشْر الرَّقِّي (4) ،
_________
(1) في (ك) : «الكيحاواني» .
(2) في (ت) و (ك) : «خلفه» .
(3) وسئل الدارقطني في "العلل" (1087) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يْعَلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عن أبي الدرداء؛ حدث به ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عنه. كذلك روى عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عن أبي الدرداء مختصرًا: "أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن"؛ حدَّث به عنه القاسم بن أبي بَزَّة؛ رواه عنه شعبة ومسعر. ورواه مطرف، عَنْ عَطَاءٍ الكَيْخاراني، عَنْ أُمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء. ومن قال: "عن مطرف، عن عامر، عن أم الدرداء"؛ فقد وهم؛ وإنما هو عطاء الكيخاراني. ورواه أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ عطاء، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، موقوفًا. ورواه كثير أبو محمد، عن عطاء وقال: عن ابن باباه، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، ووهم في ذكر ابن باباه. وحدث به أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ ابن مُحيريز، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء؛ قيل عنه موقوفًا، وقيل عنه مرفوعًا، لم يتابع عليه. وأصحها: حديثُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، وحديث شعبة، عن القاسم ابن أبي بزَّة» . اهـ.
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (235) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، والضياء في "المختارة" (103) ؛ ثلاثتهم من طريق معتمر بن سليمان، عن عبد الله بن بِشْر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: دخل رجلان على رسول الله (ص) ، فأمر لهما بدينارين ... ، الحديث.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن جابر، عن عمر إلا عبد الله بن بشر عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، ولا نعلم رواه عن عبد الله بن بشر، إلا معتمر بن سليمان» . وقال الحاكم: «أما معتمر بن سليمان فلم يخرجاه، وقد خرج مسلم عن عبد الله بن بشر الرقِّي، إلا أن هذا الحديث ليس له علة لحديث الأعمش عن أبي صالح، فإنه شاهد له بإسناد آخر» . اهـ.
وأخرجه الضياء أيضًا برقم (104) من طريق محمد بن فضيل، عن معمر بن سليمان، عن عبد الله بن بشر، به، ثم ذكر اختلاف الروايتين في الراوي عن عبد الله بن بشر: هل هو معتمر؟ أو معمر؟ ثم قال: «والصواب: معمر، والله أعلم» .
وأخرجه الإسماعيلي في"معجم شيوخه" (112) من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن الأعمش، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن عمر بن الخطاب به مختصرًا.
قال البيهقي في "شعب الإيمان" (16/142) : «وقد روي بإسناد غير قوي عن الأعمش، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن عمر بن الخطاب في هذه القصة. وهو في "معجم الإسماعيلي"، ولا أراه محفوظًا، فلم أنقله» . اهـ.
ورواه حبان بن علي العنزي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن جابر: أن عمر ... ، الحديث. أخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 119/ب/أطرافه) ، وذكره في "العلل" (141 و2326) .
(5/650)
عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (1) ، عَنْ جابرٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ للنبيِّ (ص) : سمعتُ فُلانًا يَذْكرُ خَيْرًا يَقُولُ: أعطاني النبيُّ (ص) دينارً (2) ، فقال النبيُّ: أَمَا إِنِّي أَعْطَيْتُ فَلاَنًا مِئَةَ دِينَارٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا؛ قَالَ (3)
_________
(1) هو: طلحة بن نافع.
(2) كذا في جميع النسخ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . لكن في جل مصادر التخريج أنه قال: «دينارين» ، وفي بعضها أنهما رجلان وأعطاهما النبيُّ (ص) دينارين.
(3) في (ف) : «فقال» .
(5/651)
النبيُّ (ص) : أَمَا إنَّ يَجِئُنِي (1) الرَّجُلُ فَأُعْطِيَهُ ومَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ.
ورواهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمر: يَا رسولَ اللَّهِ ... .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: لا يعلمُ هَذَا إِلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ؛ جَمِيعًا (4) ثقتَين (5) ؛ وَأَبُو بكر أوثقُ (6) وأحفظُ (7) !
_________
(1) في (ك) : «ان يجيئني» ، وفي (ف) تشبه أن تكون: «ان يجئن» ، فإن لم يكن ما في النسخ تصحيفًا فيمكن أن يخرج على أنَّ أصله: «أمَا إنَّه يَجيئُني» ، وحذف ضمير الشأن، واجتزئ بكسرة الجيم عن الياء. انظر التعليق على المسألة رقم (854) و (679) . وفي مصادر التخريج: «إن أحدكم (أو: أحدهم) يسألني ... » . وفي آخره: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فلم تعطيهم؟ قال: «إنهم يأبَوْن إلا أن يسألوني، ويأبى الله ليَ البُخل» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/4 و16 رقم 11004 و11123) ، والبزار في "مسنده" (224) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (398) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5936) ، وابن حبان في "صحيحه" (3412 و3414) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 29/ب/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، والبيهقي في "الشعب" (8708) .
(3) هو: ذكوان السمان.
(4) قوله: «جميعًا» سقط من (ت) و (ك) .
(5) في (ك) : «نفسي» بدل: «ثقتين» . وقوله: «جميعًا ثقتين» يخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (25) و (759) .
(6) في (ت) و (ك) : «أوثق منه» .
(7) اختُلِفَ على الأعمش أيضًا اختلافًا آخر: فأخرج الحديثَ الإمامُ أحمد في "المسند" (3/16 رقم 11124) ، وأبو يعلى (1327) ، والبزار (924/كشف الأستار) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (399) ، والبيهقي في "الشعب" (8707) ، جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، سمعت فلانًا يقول خيرًا ... ، الحديث. وذكر الدارقطني في "العلل" (11/343) أنه رواه زياد البكائي عن الأعمش مثل رواية جرير بن عبد الحميد. ورواه أبو كريب محمد ابن العلاء، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة: أن عمر ... ، الحديث. وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 30/ب/أطرافه) ، وذكره في "العلل" (141 و2326) .
وكان البيهقي روى الحديث في الموضع السابق من طريق علي بن المديني عن جرير، ثم نقل عن ابن المديني أنه قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو بَكْرِ بن عياش- فيما حدثوا عنه - عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد، وحديث جرير عندي هو الحديث» . ثم روى عنه برقم (8709) أنه قال: «وإنما أنكره من حديث أبي صالح» . وذكر الدارقطني في "العلل" برقم (141) الاختلاف على الأعمش في هذا الحديث، ثم قال: «والله أعلم بالصواب» ، وذكره أيضًا برقم (2326) ، ثم قال: «وليس فيها شيء أقطع على صحته؛ لأن الأعمش اضطرب فيه، وكل من رواه عنه ثقة إلا حبان، وحديث أبي كريب لم يجئ به إلا أحمد بن هارون الجسري، وليس بالقوي، بغدادي» .
(5/652)
2234 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنْ مَسْرُوق (4) ، عَنْ عائِشَة؛ أَنَّهَا قَالَتْ للسَّائب: ثَلاثُ خِصَالٍ فِيكَ، لِتَدَعْهُنَّ أَوْ لأُناجِزَنَّكَ: إيَّاكَ والسَّجْعَ في الدُّعاءِ؛ فإنَّ النبيَّ (ص) وأصحابَه كَانُوا لا يَسْجَعُون، وَإِذَا أتيتَ قَوْمًا يتحدَّثون فَلا تقطعْ حديثَهم، وَلا تُمِلَّهُم كتابَ اللَّهِ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2050) .
(2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4475) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/67/أ) .
(3) هو: عامر بن شَراحيل.
(4) هو: ابن الأجْدَع الهَمْداني.
(5/653)
وَلا تُحدِّثَنَّ فِي الجُمُعَةِ (1) إلاَّ مرَّةً، فَإِنْ أبيتَ فمرَّتين.
قلتُ لأَبِي: حدَّثنا هَذَا (2) الحديثَ أحمدُ ابن سِنان، والحسنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (3) ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعبي، فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ: «عَنِ ابْنِ أَبِي السَّائِبِ» ، وَفِي حَدِيثِ الحسن: «عن أبي السائب قاصِّ (4) الْمَدِينَةِ» ، عَنْ عائِشَة؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الشَّعْبي، عَنْ عائِشَة؛ مُرسَلً (5) .
2235 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحَكَم (6) ، عَنْ شُعيب بْنِ يَحْيَى التُّجِيبي، وطَلْق بن السَّمْح، عن
_________
(1) أي: في الأسبوع. قال الفيومي: الجُمْعَةُ - بسكون الميم - اسم لأيام الأُسبوع ... قال ابن الأعرابي: أول الجُمْعَةِ يومُ السبت، وأول الأيام يومُ الأحدَ. "المصباح المنير" (ج م ع/1/109) .
(2) في (ف) : «بهذا» .
(3) هو: محمد بن خازم الضرير. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (2050) .
(4) في (أ) : «قاض» ، وفي (ت) و (ك) : «قاضي» ، وهي محتملة للوجهين في (ف) ، وفي (ش) : «قاضي» بإهمال الضاد، والمثبتُ موافق لما في مصادر التخريج، وهو الذي يؤيده السياق؛ لأن عائشة خ تذكر له بعض الآداب التي ينبغي أن يتحلَّى بها في قصصه ووعظه وتذكيره.
(5) رجَّح أبو حاتم الإرسال أيضًا في المسألة المتقدمة برقم (2050) ، وكذا الدارقطني أيضًا كما سبق نقله عنه هناك.
وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ على أنَّه حالٌ، والرفع على أنَّه خبر ثانٍ، وتقدم نحوه في التعليق على المسألة رقم (1857) .
(6) لم نقف على روايته من طريق عبد الرحمن هذا، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3216) من طريق بكر ابن سهل، عن شعيب بن يحيى وحده، عن عبد الجبار، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/379) ، والحاكم في "المستدرك" (3/73) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/159) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/58) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الجبار بن عمر، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9014) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار، به. قال ابن حبان في ترجمة عبد الجبار هذا: «كان رديء الحفظ، ممن يأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات» .
وقال الحاكم: «لا أعلم أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر غير عبد الجبار» .
(5/654)
عبد الجبار بْنِ عُمر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكدَِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا مَشَى لا يَلْتَفِتُ.
وَزَادَ شُعيبٌ: وربَّما تعلَّق رِدَاؤُهُ بالشَّجَرةِ أَوِ الشَّيءِ فَلا يَلتَفِتُ حَتَّى يَرْفَعُونَهُ (1) عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحون ويَضحكون، وَكَانُوا قَدْ أَمِنوا التفاتَهُ.
قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَر، وعبد الجبار ضعيفٌ؛ هُوَ الأَيْلِي، وطَلْقٌ وشُعيبٌ شَيْخَينِ (2) ، ليسا بمعروفَيْنِ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «يرفعونه» ، والجادَّة: «حتى يَرْفَعُوهُ» ؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (747) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص234-237) ، و"مغني اللبيب" (ص 135) . وانظر المسألة (88 و594) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيخان» ؛ لأنَّه خبر المبتدأ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وفيه وجهان: الأول: منصوبٌ على أنه حالٌ سدَّ مسدَّ الخبر، والتقدير: وطَلْقٌ وشُعيبٌ كانا أو استقرَّا شَيخَينِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (827) ، والذي سوَّغ ترك الجادَّة: الازدواج مع قوله: «بمعروفين» .
والثاني: أنَّه مرفوعٌ على الخبرية، والأصل: «شيخان» ، لكن كتبت الألف ياءً لإمالتها، بسبب كسرة النون بعدها، ولسبقها بياء، ولا تُقرأ إلا ألفًا ممالة هكذا: «شَيخَينِ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (25) .
(5/655)
2236 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُنْدار (1) ، عَنْ غُنْدَر (2) ، عَنْ شُعبة، عن أبي عبد الرحمن (3) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ فِي المِسْكِينِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هَذَا يَرويه الكوفيُّون عَنْ أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عَنْ عائِشَة - فِي المِسْكِينِ -: بُورِكَ لَكَ (4) ، مَوْقُوفٌ (5) .
2237 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُبارك بْنُ فَضَالَة (6) ، عن
_________
(1) هو: محمد بن بشار.
(2) هو: محمد بن جعفر.
(3) هو: عبد الله بن حبيب السُّلَمي.
(4) أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (29854) من طريق شعبة، عن عاصم مولى القريبة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر، قال: سمعت القريبة تحدِّث عن عائشة أنها قالت: لا تقولي للمسكين: بورك فيه؛ فإنه يسأل البر والفاجر، ولكن قولي: يرزقنا الله وإياك.
ولم نقف على الحديث من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عائشة، ولم نجد لأبي عبد الرحمن السلمي رواية عن عائشة في "تحفة الأشراف"، ولا في "إتحاف المهرة"، وشعبة لم يدرك أبا عبد الرحمن السلمي، وهو معروف بتشدده في الأسانيد، فكيف يروي هذا عن أبي عبد الرحمن وهو لم يدركه؟ !!
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها المسألة رقم (34) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/150 رقم 12514) ، وأبو داود في "سننه" (5125) ، والبغوي في "الجعديات" (3193) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (199) ، والحاكم في "المستدرك" (4/171) .
وعلَّقها البخاري في"التاريخ الكبير" (2/318) ، وأخرجها ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (500) من طريق البغوي، والبيهقي في "الشعب" (8593) من طريق الحاكم.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/140-141 رقم 12430) ، والنسائي في "الكبرى" (10010) من طريق الحسين بن واقد، والبخاري في"التاريخ الكبير" (2/318) تعليقًا من طريق عمارة بن زاذان، كلاهما عن ثابت، عن أنس، به.
(5/656)
ثابتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ؟
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيب بْنِ سُبَيعَة الضُّبَعيِّ، عَنْ رجلٍ حدَّثه عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) .
قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ، وَهُوَ الصَّحيح، وَذَاكَ (3) لَزَمَ الطَّريقَ (4) .
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه الكبير" (2/318) تعليقًا، عن موسى بن إسماعيل؛ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبَيْعَةَ، عن رجل حدثه: أنه كان إلى جنب النبيِّ (ص) ... ، الحديث.
وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق يحيى بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (10011) من طريق الحسن بن موسى، كلاهما عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حبيب، عن الحارث: أن رجلاً كان عند النبي (ص) ... ، فذكره، لكن وقع عند النسائي: «حبيب بن أبي سبيعة» .
وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق سليمان بن حرب، والنسائي (10012) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حبيب، عن الحارث، عن رجل حدثه بهذا الحديث. ووقع عند النسائي أيضًا في هذا الموضع: «حبيب ابن أبي سبيعة» . وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق عبد الله ابن المبارك، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سبيعة بن حبيب، عن النبيِّ (ص) .
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) يعني: مبارك بن فضالة.
(4) قال النسائي - بعد إخراج الحديث من طريق حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، ثم من طريق حماد بن سلمة -: «وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد خطأ، وحماد بن سلمة أثبت - والله أَعْلَمُ - بِحَدِيثِ ثَابِتٍ مِنْ حُسَيْنٍ بن واقد» .
وقال الدارقطني في"العلل" (4/34/ب) : «يرويه مبارك بن فضالة وعبد الله بن الزبير الباهلي والحسين بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. وخالفهم حماد بن سلمة فرواه عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبيعة، عن الحارث، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، والقول قول حماد» .
وقال البيهقي: «تابعه عبد الله بن الزبير الباهلي وعمارة ابن زاذان، عن ثابت، عن أنس. واختلف فيه على حماد بن سلمة؛ فقيل: عنه، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سبيعة، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنِ النبيِّ (ص) . وقيل: عنه، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبيعة، عن الحارث، عن رجل حدثه سمع النبيَّ (ص) . وقيل غير ذلك» .
(5/657)
2238 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزيدُ بنُ هارون (2) ، عن
_________
(1) انظر المسألة برقم (2179) .
(2) روايته أخرجها المصنف في "الجرح والتعديل" (1/353) في سياق قصة قال فيها: «وحضرتُ أحمد بن سنان، وقد حدثنا عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جمرة، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى؛ أن رسول الله (ص) عطس، فقيل له: يرحمك الله، فقال النبي (ص) : "يهديكم الله ويُصلح بالَكم"؛ فقال أبي لأحمد ابن سنان: إنما هو " عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بردة "، فأبى أن يقبل، ثم صار أبي إلى محمد بن عبادة فسأله أن يخرج له حديث يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بن سلمة؛ فأخرج كتابه فإذا هُوَ "حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أبي حمزة "؛ كما قال أبي، فكتبنا عن ابن عبادة هذا الحديث، ثم أخبر أبي ابنَيْ أحمدَ بن سنان بأنه وجد في كتاب ابن عبادة: "عَنْ يَزِيدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي حمزة" كما قال أبي، فتحيرا وقالا: ننظر في الأصل، فلما كان الغد حملوا إلى أبي أصلَ أَحْمَدُ بْن سِنَانٍ: "عَن يزيد بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي حمزة"؛ معجمًا على الحاء والزاي، [أي: عليهما علامة مميزة تبيِّن أن الكلمة بالحاء المهملة، والزاي. قال في "المصباح المنير" (ع ج م/2/395) : أعجَمْتُ الحروفَ، بالألف: أزلتُ عُجْمَتَهُ بما يُميِّزه عن غيره = = بنَقْط وشكل. اهـ. فالمراد بالإعجام هنا: المعنى اللغوي، لا الاصطلاحي. والله أعلم] كما قال أبي، وقالا: وقع الغلط في التحويل، فحدثنا أحمد بن سنان من الرأس: "عَنْ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى"، كما قال أبي، واعتذروا من ذلك» .
(5/658)
حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدة (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، وَعِنْدَهُ نفَرٌ (2) مِنَ الْيَهُودِ، فعَطَسَ ... ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قلتُ: وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد، فَقَالَ: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَة؛ أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) .
فقيل لأَبِي: أيُّهما الصَّحيح؟
فَقَالَ: عَنْ أَبِي مُوسَى الصَّحيحُ؛ لأنَّ الثَّوريَّ (5) رَوَاهُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلم، عَنْ أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِي مُوسَى (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2239- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن
_________
(1) هو: ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، وقيل: اسمه كنيته.
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «نفرًا» .
(3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي.
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد (4/400 و411 رقم 19586 و19684) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (940 و1113) ، وأبو داود (5038) ، والترمذي (2739) ، والبزار في "مسنده" (3145) ، والنسائي في "الكبرى" (10061) ، والروياني في "مسنده" (443) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/302) ، و"مشكل الآثار" (4014) ، والطبراني في "الدعاء" (1986) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (263) ، والحاكم في "المستدرك" (4/268) ، والبيهقي في "الشعب" (9351) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8/482) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد» .
(6) من قوله: «الصحيح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(5/659)
المُبارك (1) ، عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّة بْنِ حَابِسٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لاَ شَيْءَ فِي الهَامِ، والْعَيْنُ حَقٌّ، وأَصْدَقُ الطَّيْرِ الفَأْلُ (3) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ شَيبان (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ حَيَّة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالا: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَرب بن شَدَّاد (6) ،
عَنْ يَحْيَى، عَنْ
_________
(1) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (4/67 رقم 16627) ، و (5/70 و379 رقم 20679 و23216) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (914) ، والبخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (3/108) ، والترمذي في "جامعه" (2061) ، وفي "العلل الكبير" (486) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1179) ، والطبراني في "الكبير" (4/31 رقم 3562) .
(2) في (ك) : «حانس» .
(3) في (ف) : «وأصدق الفأل الطير» ، وفي (ك) : «الغال» بدل: «الفأل» .
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في (ش) : «سفيان» . وهو شيبان بن عبد الرحمن النحوي. وروايته لم نقف عليها بهذا السياق، ولكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) تعليقًا عن سعد ابن حفص، حدثنا شيبان، عن يحيى؛ أن ابن حيّة حدثه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . ثم قال البخاري: «وتابعه عبيد الله عن شيبان» ؛ كذا أخرج البخاري رواية شيبان، بزيادة «عن أبيه» . وكذا أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/70 رقم 20681) من طريق حسن بن موسى وحسين بن محمد، كلاهما عن شيبان، به، بزيادة «عن أبيه» ، إلا أنه قال: «عن حية» بدل: «ابن حية» .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/31 رقم 3561) من طريق عبد الله بن رجاء، عنه. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2288) .
وعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) عن عبد الله بن رجاء.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/70 رقم 20680) فقال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب ... ، فذكره كسابقه. وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث، = = ورواية الإمام أحمد عنه موافقة لرواية عبد الله بن رجاء عن حرب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/107) تعليقًا عن عبد الله بن محمد، وابن خزيمة في "التوكل" - كما في "إتحاف المهرة" (4004) - من طريق عبدة بن عبد الصمد الخزاعي، والبغوي في "معجم الصحابة" (542) من طريق هارون بن عبد الله، جميعهم عن عبد الصمد، به، كرواية الإمام أحمد، إلا أن «حرب» تصحف في "إتحاف المهرة" إلى «حارث» .
وخالف هؤلاء جميعًا الحسن بن علي الحلواني؛ فرواه عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بن حابس التميمي؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، ولم يذكر أباه.
ورواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن عبد الصمد، لكن اختُلِف في روايته: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1582) ، وفي "المفاريد" (91) ، فقال: حدثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي؛ قال: حدثنا عبد الصمد؛ حدثنا حرب؛ حدثني يحيى؛ قال: حدثني حبة [كذا بالباء الموحدة!] ابن حابس التميمي؛ أن أباه أخبره أنه سمع رسول الله (ص) يقول ... ، فذكره هكذا قريبًا من رواية الإمام أحمد ومن وافقه. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/79) من طريق أبي يعلى، ولم يذكر «أن أباه أخبره» ، فوافقت روايته رواية الحسن بن علي الحلواني.
والظاهر أن هناك اختلافًا في نسخ أبي يعلى؛ فإن ابن حجر في "الإصابة" (2/144) ذكر الاختلاف في هذا الحديث فقال: «ومن الاختلاف فيه: ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] كَثِيرٍ؛ حدثني حية بن حابس؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، الحديث، فسقط منه "عن أبيه"» . اهـ.
ويمكن أن يكون ابن حجر اعتمد على رواية ابن الأثير وفيها هذا السقط، ويكون الصواب ما في "المسند" و"المفاريد"، والله أعلم.
(5/660)
حَيَّة بْنِ حابِس النُّمَيْرِيِّ (1) : أَنَّ أباه حدثه عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) كذا في النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (3/316) ، و"تهذيب الكمال" (5/186) وغيرهما من مصادر ترجمته: «التميمي» ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج السابقة.
(5/661)
قَالَ أَبِي: الصَّحيح: يَحْيَى، عَنْ حَيَّة بْنِ حابِس، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (1) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبهُ عِنْدِي: يَحْيَى، عَنْ حَيَّة بْنِ حابِس، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ لأنَّ أَبَان (3) قد رَوَاهُ فَقَالَ: يَحْيَى، عَنْ رجُل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
2240 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع (6) ، عَنْ شُعبة، عَن عَدِيّ بْن ثابت، عَن الْبَرَاءِ؛ قَالَ: سمعتُ حسَّان يُحدِّث
_________
(1) من قوله: «قال أبي ... » إلى هنا سقط من (ف) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) قوله: «عن أبيه» سقط من (ك) .
(3) هو: ابن يزيد العطار. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) . وأخرج الحديث أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/883-884) من طريق حرب ابن شداد وعلي بن المبارك، ثم قال: «ورواه الأوزاعي عن يحيى، عن حيوة بن عائش - أو عابس-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ورواه شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حية، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
(4) قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 266-267) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى علي بن المبارك وحرب بن شداد عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بْنِ حابس التميمي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله (ص) . وروى شيبان هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بْنِ حابس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة. قال [أي الترمذي] : قلت له: كيف علي بن المبارك؟ قال: صاحب كتاب، وشيبان صاحب كتاب. ولم أر محمدًا يقضي في هذا الحديث بشيء. وكأن حديث علي بن المبارك أشبه؛ لمَّا وافقه حرب بن شداد» .
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/280 ترجمة حابس) : «في إسناد حديثه اضطراب» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2269) .
(6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6025) .
(5/662)
عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لَهُ: اهْجُهُمْ وجِبْرِيلُ مَعَكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَلا أَدْرِي؛ الخطأُ مِنْ يَزِيدَ أَوْ مِنْ شُعبة! غيرَ أنَّ الخلقَ مِنْ أَصْحَابِ شُعبة (1) رَوَى عَنْ شُعبة، عَنْ عَدي، عَنِ البراء، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لحسَّان؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
2241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ زِرّ (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى (4) ؛ قال: عَرشُ إبليسَ على
_________
(1) رواه عن شعبة على هذا الوجه: أبو داود الطيالسي، ووكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وبهز بن أسد، وعفان ابن مسلم، وحفص بن عمر، وحجاج بن منهال، = = وسليمان بن حرب، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن حبيب، ووهب بن جرير:
أما رواية أبي داود الطيالسي: فأخرجها في "مسنده" (766) .
وأما رواية وكيع وبهز بن أسد، وعفان بن مسلم: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (4/299 و302 رقم 18650 و18689 و18690) .
وأما رواية محمد بن جعفر غندر: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة برواية بهز السابقة، وأخرجها مسلم في "صحيحه" (2486) .
وأما رواية حفص بن عمر وحجاج بن منهال وسليمان ابن حرب: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (3213 و4123 و6153) .
وأما رواية معاذ بن معاذ وعبد الرحمن بن مهدي: فأخرجها مسلم (2486) .
وأما رواية سفيان بن حبيب: فأخرجها النسائي في "الكبرى" (6024) ، وابن جرير الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" (921 و938) .
وأما رواية وهب بن جرير: فأخرجها ابن جرير الطبري في الموضع السابق (922) ، والبيهقي في "سننه" (10/237) .
(2) هو: ابن بَهْدَلة، وهو ابن أبي النَّجود.
(3) في (ت) و (ك) : «ذر» . وهو: زِرّ بن حُبيش.
(4) هو: الأشعري.
(5/663)
الْبَحْرِ، وحَوْلَه الحيَّات، فَإِذَا أصبَحَ بَثَّ جنودَه، فيقولُ: أيُّكم أكْفَرَ آدَمِيًّا (1) ؛ لأضَعَنَّ التاجَ عَلَى رأسِه ... ، وذكرَ الحديثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ (3) أَبُو عَوَانَة (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) ، عَنْ أَبِي مُوسَى؟
قَالَ أَبِي: أَبُو عَوانة أحفظُ من حمَّاد (6) .
_________
(1) أي: جعله كافرًا، أو ألجأه إلى الكُفر. انظر "المصباح المنير" (ك ف ر/2/535) .
(2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(3) في (ك) : «رواه» بلا واو.
(4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
(5) هو: شقيق بن سلمة.
(6) لم نقف على من أخرج هذا الحديث من هذا الطريق، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34811) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى، به، موقوفًا عليه.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6189) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، والحاكم في "المستدرك" (4/350) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء ونصر ابن علي، ثلاثتهم عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سفيان الثوري، به، لكنه رفعه.
وأخرجه الروياني في "مسنده" (552) من طريق محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، به، مرفوعًا كسابقه، لكنه قال: «عن أبي البختري» بدل «عن أبي عبد الرحمن» .
وأصل الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2813) من حديث جابر بن عبد الله ذ قال: قال رسول الله (ص) : «إن إبليسَ يضَعُ عرشَه على الماء، ثم يبعَثُ سَراياه، فأدناهُم منه منزلةً أعظمُهُم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه ويقول: نعم أنتَ!» قال: قال: «فيلتزمُه» .
(5/664)
2242 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيسان، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الدِّيكِ (4) ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ النَّاسُ يَرْوون - ابنُ عُيَينة (5) وغيرُه (6)
- عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (2332) و (2559) .
(2) روايته أخرجها النقاش في"فوائد العراقيين" (19) من طريق مسلم بن إبراهيم، عنه. وأخرجه البزار في "مسنده - كما في "كشف الأستار" (2041) ، و"مختصر مسند البزار" (1738) -، وابن عدي في "الكامل" (4/339) ، كلاهما من طريق عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، به مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وعباد روى عن عكرمة أحاديث، ولا نعلمه سمع عنه» .
(3) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «عبيد الله» .
(4) أي: في النَّهْي عن سبِّ الديك. ولفظه عن ابن عباس ذ قال: «صَرَخَ الدِّيكُ على عهد النبي (ص) فسَبَّهُ رجلٌ، فقال له النبي (ص) : «لا تَسُبَّه؛ فإنَّه يَدْعُو إِلَى الصَّلاةِ» .
(5) روايته أخرجها ابن عيينة الحميدي في "مسنده" (833) على الشك فقال: ثنا سفيان؛ قال: ثنا صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عتبة، قال سفيان: لا أدري زيد ابن خالد أم لا! قال: سبَّ رجل ديكًا عند النبيِّ (ص) ... ، الحديث.
(6) رواه هكذا أيضًا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومعمر، وعبد العزيز الدراوردي، والإمام مالك:
أما رواية عبد العزيز الماجشون: فستأتي في المسألة رقم (2559) .
وأما رواية معمر: فأخرجها في "جامعه" الملحق بـ"مصنف عبد الرزاق" (20498) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/115 رقم 17034) ، والطبراني في"الكبير" (5208) ، والبيهقي في "الشعب" (4808) .
وأما رواية الدراوردي: فأخرجها أبو داود في "سننه" (5101) ، والطبراني في"الكبير" (5210) . وفي روايته اختلاف ستأتي الإشارة إليه.
وأما رواية الإمام مالك: فأخرجها الطبراني أيضًا (5212) .
(5/665)
صالح بن كَيْسان، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد الجُهَني، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيح (1) .
2243 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وُهَيب (2) ،
عن
_________
(1) هناك اختلاف آخر على صالح بن كيسان سيأتي ذكره في المسألة رقم (2332) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10782) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، مرسلاً.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1448) من طريق خالد بن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ صالح بن كيسان، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4806) من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، وعبد العزيزبن محمد الدراوردي، ومسلم بن خالد، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان، مرسلاً.
وهذه الرواية خلاف ما جاء عن هؤلاء الثلاثة متفرقين، أما سليمان بن بلال والدراوردي فتقدمت روايتهما، وأما مسلم بن خالد فستأتي روايته في المسألة رقم (2332) .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (814) فقال: «يرويه صالح بن كيسان، واختلف عنه؛ فرواه مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَوْنِ بن عبد الله بن عتبة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. ورواه إسماعيل بن عياش، واختلف عنه؛ فقيل: عن صالح بن كيسان، كقول مسلم بن خالد، وقيل: عنه، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عون، عن عبد الله بن مسعود مرسلاً. وروى هذا الحديث عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنِ صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عن النبيِّ (ص) . وقال حسن بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَنْ صَالِحِ، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال قائل: عن صالح، عن عبيد الله بن عبد الله - مرسلاً - عن النبيِّ (ص) ، والمرسلُ أشبه بالصواب» .
(2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/259) ، والبيهقي في "الشعب" (6345) من طريق محمد بن أبي نعيم، عنه.
قال ابن عدي: «ولمحمد بن أبي نعيم غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه الثقات» .
(5/666)
النُّعْمان بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا (1) اسْتِطَالَةُ المَرْءِ (2) فِي عِرْضِ أَخِيهِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (4) ، عَنْ مَعْمَر ويُونُس (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، قولَهُ.
2244 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة (7) ، عَنْ أَبِيهِ؛ أنَّ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحارث قال للنبيِّ (ص) : قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا وأَقْلِل (8) ؟
قَالَ أَبِي: خَالَفَ حمَّادٌ أصحابَ هِشَامٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُروَةُ، عن سفيان بن عبد الله الثَّقَفي، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) كذا رسم في (ك) ، وهو الجادَّة. وفي (ت) : «أربا الربوا» ، وفي بقية النسخ: «أربوا الربوا» ، وهذا رسم قديم لكلمة «الربا» . انظر التعليق على المسألة رقم (1127) .
(2) في (أ) و (ش) : «الرجل» .
(3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) هو: عبد الله، ولم نقف على روايته المذكورة، لكن رواية معمر رواها أيضًا عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (20253) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها البيهقي في"الشعب" (6346) .
(5) هو: ابن يزيد الأيلي.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (2174) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2304) .
(7) في (ك) : «عن هشام، عن عروة» .
(8) قوله: «وأقلل» سقط من (ف) .
(5/667)
2245 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبدُالوارث (1) ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا تَكْتَنُوا بـ «أَبي عِيسَى» ؛ فَإنَّ عِيسَى لا أَبَ لَهُ.
قُلْتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ هشامٌ الدَّسْتوائي (3) ، عَنْ أيُّوب؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ، مُرسَلً (4) ؟
فَقَالا: هِشَامٌ أَحفظُ، ومُرسَلً (5) أصحُّ (6) .
2246 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (7) ،
عن
_________
(1) هو: ابن سعيد.
(2) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(3) هو: هشام بن أبي عبد الله.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدير الكلام: «وهو أصحُّ مرسلاً» .
(6) لم نقف على من أخرج هذا الأثر من الطريقين المتقدمين، لكن رواه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (19856) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنّ ابنًا لعمر تكنَّى أبا عيسى، فنهاه عمر. ثم أخرجه بعده (19857) عن معمر أيضًا؛ قال: أخبرني أيوب، عن نافع مثله، وزاد: فقال عمر: إن عيسى لا أب له.
والطريق المشهور لقول عمر هذا هو طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر، فانظره في "سنن أبي داود" (4963) ، و"أخبار المدينة" لابن شبة (1274) ، و"المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (1/245) ، و"تاريخ دمشق" (8/348-349) ، و (38/58-59) ، و (60/20) ، وانظر "العلل" للدارقطني (169) .
(7) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3518) من طريق إسحاق بن إدريس، عنه، به، بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لحسن إسناده، ولأن عمران أجل جلالة، ولا نعلم روى هذا الحديث إلا حماد بن سلمة» .
ثم أخرجه البزار أيضًا (3519) من الطريق نفسه بلفظ: «إذا قال الرجل لأخيه: "يا كافر" فهو كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران بن حصين بهذا اللفظ، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لجلالته، ولا نعلم روى حديث عمران فقال: "عن عمران"، إلا حماد بن سلمة، ولا نعلم روى هذين الحديثين على ما ذكرنا من إسنادهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ إلا إسحاق بن إدريس عن حماد بن سلمة، وإسحاق لم يكن به بأس إلا أنه حدث بأحاديث لم يتابع عليها» .
ثم أخرجه أيضًا (3520) من الطريق نفسه بلفظ: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به في الآخرة» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أحد بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد عن عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا عن عمران بن حصين إلا هذا الطريق، وقد قال بعض من رواه: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ثابت بن الضحاك» .
وأخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 61) من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، به بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» .
وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في "جزء من أحاديث الإمام أيوب السختياني" (9) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/189 رقم451) ، كلاهما من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: أن رسول الله (ص) كان في سفر، فلعنت امرأة ناقة لها، فقال النبيُّ (ص) : «ألقوا عنها جهازها؛ فإنها ملعونة» . قال: فألقي عنها جهازها، كأني أنظر إليها؛ ناقة ورقاء.
(5/668)
أيُّوب (1) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (2) ، عَنْ عمِّه أَبِي المُهَلَّب (3) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين: أنَّ امْرَأَةً كَانَتْ مع النبيِّ (ص) فِي سَفَرٍ، فلعَنَتْ بَعِيرَها ... ، وذكَرَ فِي (4) هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ لَعْنَ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، و: إِذَا قَالَ لِلرَّجُلِ: يَا كَافِرُ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ، ومَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، عُذِّبَ بِهِ؟
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(2) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(3) قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن معاوية، وقيل غير ذلك.
(4) قوله: «في» سقط من (ك) .
(5/669)
قَالَ أَبِي: الكلامُ الأوَّلُ - أنَّ امْرَأَةً لعنتْ بعيرَها -: صحيحٌ عَنْ أَبِي المُهلَّب، عَنْ عِمران، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَرَوَاهُ جماعةٌ عَنْ أيُّوب (1) .
وَأَمَّا قولُه: إِنَّ لَعْنَ المُؤمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، عُذِّبَ بِهِ (2) : فَهُوَ خطأٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو قِلابة (3) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاك، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهِمَ حمَّادٌ فِي هَذَا؛ فَجَعَلَ كلَّه (4) بالإسنادِ الأولِ.
2247- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ يَعْلَى
_________
(1) رواه عن أيوب: معمر، وإسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي، ووهيب بن خالد:
أما رواية معمر: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (19532) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/429 رقم 19859) ، والطبراني في "الكبير" (18/189 رقم 449) .
وأما رواية إسماعيل بن علية: فأخرجها الإمام أحمد أيضًا (4/431 رقم 19870) ، ومسلم في الموضع السابق، والطبراني برقم (452) .
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها الدارمي (2719) ، ومسلم في الموضع السابق، وأبو داود في "سننه" (2561) ، وإسماعيل القاضي في الموضع السابق برقم (1) ، وابن حبان في "صحيحه" (5741) ، والطبراني برقم (450) .
وأما رواية عبد الوهاب الثقفي: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (2595) ، والبيهقي في "سننه" (5/254) . وأما رواية وهيب بن خالد: فأخرجها إسماعيل القاضي في الموضع السابق برقم (2) .
(2) قوله: «عذب به» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1363 و6047 و6105 و6652) ، ومسلم (110) .
(4) كذا، والجادَّة: «فجعله كلَّه» .
(5) نقل قول أبي حاتم هنا - بتصرف - الزيلعيُّ في "نصب الراية" (4/238) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" رقم (509) ، والعجلوني في "كشف الخفا" رقم (1355) .
(5/670)
السُّلَمي (1) ؛
قال: حدَّثنا سالمُ ابنُ عبد الأعلى أَبُو الفَيْض، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يذكُرَ الحاجةَ، ربَطَ فِي يَدِهِ خَيطًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْلى هَذَا هو المعروف بـ «زُنْبُور» ، وكان جَهْمِيًّا (2) .
قُلْتُ: فَمَا حالُ سَالِمٍ ٍ؟
قَالَ: ضعيفُ الحديثِ، وَهَذَا مِنْ سالم ٍ (3) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/342) ، لكنه أدخل عمر بن صبح بينه وبين سالم، ونسب سالمًا هكذا: «سالم بن غيلان» ، وهي تسمية أخرى لسالم بن عبد الأعلى.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" - كما في "بغية الباحث" (47) ، و"المطالب العالية" (3044) - من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافع، به هكذا بتسمية الراوي عن نافع «سالم بن العلاء» .
ومن طريق الحارث أخرجه الخطيب في "تاريخه" (11/85) .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/152) من طريق الوليد بن القاسم الهَمْداني، وابن حبان في "المجروحين" (1/343) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (582) من طريق سعيد بن محمد الوراق، وابن عدي في "الكامل" (3/342) ، وابن شاهين في الموضع السابق (581) من طريق سعيد بن زكريا القرشي، وابن عدي أيضًا من طريق عثمان بن عبد الرحمن الحراني وزيد بن أبي الزرقاء، وابن شاهين أيضًا (583) من طريق الحسن بن بشر، جميعهم عن سالم بن عبد الأعلى، به، غير أن سعيد بن محمد الوراق قال: «سالم أبو الفيض» ، وهي كنية سالم بن عبد الأعلى.
(2) انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (7/45) .
(3) روى عباس الدوري في "تاريخه" (2778) عن يحيى ابن معين أنه قال: «سالم هو أبو الفيض، روى عنه ابن إدريس، ليس حديثه بشيء، هو الذي يروي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) كان إذا أشفق من الْحَاجَةَ رَبَطَ فِي يِدِهِ خَيْطًا» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (709) : «ذكر سالم ابن عبد الأعلى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) = = كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْكُرُ الشيء أوثق بخاتمه خيطًا، سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: سالم بن عبد الأعلى منكر الحديث» .
وذكر العقيلي هذا الحديث - كما سبق - في ترجمة سالم بن عبد الأعلى، ثم قال: «لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به» .
وقال ابن عدي: «ولسالم غير ما ذكرت من الحديث قليل، وهو معروف بحديث: أن النبيَّ (ص) ربط في إصبعه خيطًا، وقد حدَّث عنه من ذكرتهم، وأنكر عليه ابن معين وغيره هذا الحديث» .
وقال ابن شاهين في الموضع السابق: «وهذه الأحاديث المختلفة المعاني أسانيدها جميعًا منكرة، ولا أعلم أنه يصح منها رواية، والله أعلم بذلك» ؛ يعني طرق هذا الحديث، وحديثًا آخر يعارضه، وهو حديث أنس بن مالك مرفوعًا: «من حرَّك خاتمه، أو عمامته، أو علق خيطًا في إصبعه ليذكِّره حاجته؛ فقد أشرك بالله عزَّ وجلَّ؛ إن الله تعالى هو يذكِّر الحاجات» .
(5/671)
2248 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ الْوَاسِطِيُّ (1) ،
عَنْ يُونُسَ (2) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ، وأَعْطَى الحَجَّام أَجْرَهُ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه (2164) ، وأبو يعلى (2835) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/130) ، وابن حبان في "صحيحه" (5151) .
وخالف خالدًا عبيد الله بن تمام وجعفر الأحمر، فروياه عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عباس، وهو الصواب كما سيأتي.
(2) هو: ابن عبيد.
(3) هو: محمد.
(4) هو: ابن أبي تميمة السختياني. ورواية حماد بن زيد: أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/146 رقم 12850) ، والبيهقي في "السنن" (9/338) .
وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (19818) من طريق معمر، عن أيوب، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/146 رقم 12849) ، وأخرجه البيهقي في "السنن" (9/338) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، به، كذلك.
وأخرجه الطبراني أيضًا (12854/2) من طريق عبيد الله ابن تمام، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عباس، به، هكذا بخلاف رواية خالد بن عبد الله الطحان عن يونس؛ حيث جعله عن أنس كما في صدر المسألة. وقد رواه محمد بن سيرين عن عدد كثير، وكلهم قالوا: عن ابن عباس؛ أخرج رواياتهم: الشافعي في "السنن" (275) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (20978) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/333 رقم 3085) ، وابن الجارود في "المنتقى" (584) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (5297) ، والطبراني في "الكبير" (12846-12854) ، والبيهقي في "السنن" (9/338) . وأصل الحديث في "الصحيحين"؛ أخرجه البخاري (2278 و5691) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس، عن ابن عباس، وأخرجه البخاري وحده (2103 و2279) من طريق عكرمة، عن ابن عباس.
(5/672)
قَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) (1) .
2249 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزيدُ بنُ هارون (3)
_________
(1) قال علي بن المديني في "العلل" (76) : «قيل لشعبة: خالد، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أنس، أن النبيَّ (ص) احتجم وأعطى الحجَّام أجره! فأنكره وقال: هذا ريح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/25/ب) : «يرويه يونس ابن عبيد، واختلف عنه؛ فرواه خالد بن عبد الله، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أنس، وخالفه جعفر الأحمر وعبيد الله بن تمام؛ فروياه عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن ابن عباس. وهو معروفٌ برواية ابن عباس عن النبيِّ (ص) » . وابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ كما قال شعبة والإمام أحمد وغيرهما، وإنما سمعها من عكرمة عن ابن عباس؛ كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (679-681) ، و"فتح الباري" لابن حجر (9/546) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2301) و (2471) ، ونقلها بتمامها ابن القيم في "الفروسية" (ص229-230) ، ونقلها بتصرف في "تهذيب السنن" (3/400) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/86) قول أبي حاتم بتمامه، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/300) .
(3) روايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/352) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33541) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/505 رقم 10557) ، وابن ماجه في "سننه" (2876) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/175) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/20) .
(5/673)
وغيرُه (1) ، عَنْ سُفيان بْنِ حُسَين، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
_________
(1) كذا قال هنا! وفي المسألة رقم (2471) قال: «لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ حُصَيْن بْنِ نُمَير، عَنْ = = سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، وَأَرَى أَنَّهُ كَلامُ سَعِيدِ بن المسيب» .
وممن تابع يزيد بن هارون في روايته على هذا الوجه: عباد بن العوام، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2579) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5864) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1897) ، والدارقطني في "سننه" (4/111 و305) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/87) .
ومنهم: مروان بن معاوية الفزاري، وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/352) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (1898) .
ومنهم: حصين بن نمير، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2471) .
(5/674)
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَهُوَ يَأْمَنُ أَنْ يَسْبِقَ ... (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ! لَمْ يَعْمَلْ سفيانُ بْنُ حُسَيْنٍ شيءً (2) ، لا يُشبِهُ أن يكونَ عَنِ النبيِّ (ص) ، وأحسنُ أحواله (3) أن يكون عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَوْلَهُ، وقد رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ سعيد قَوْلَه (5) .
_________
(1) ضبطها ناسخ (ف) : «يُسبَق» بضم الياء وفتح الباء، والصواب ما أثبتناه، وهكذا جاء الحديث هنا مُخْتَصرًا، وتمامه: « ... فهو قِمارٌ، ومَنْ أَدخل فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وَهُوَ لا يَأمنُ أن يَسبِقَ، فليس بقِمارٍ» ؛ وانظر مصادر التخريج.
(2) كذا في (ش) و (ف) ، وضُبِّب عليها في (ف) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «بشيء» ، وفي "الفروسية"، و"تهذيب السنن"، و"إرشاد الفقيه": «شيئًا» على الجادَّة. وما أثبتناه يخرَّج على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «أحوال» .
(4) هو: الأنصاري. وروايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/468) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/20) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33540) من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد، به.
(5) قال أبو داود في "سننه" عقب الحديث رقم (2580) : «رواه معمر وشعيب وعُقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصح عندنا» . اهـ.
وممن أعلَّ الحديث: يحيى بن معين، وأبو عبيد القاسم ابن سلام، وابن عبد البر؛ كما سيأتي نقله عن ابن القيم.
وأعله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (1/495) ، و (3/90) حيث قال: «ومنها حديث محلل السباق: " مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ "؛ فإن هذا معروف عن سعيد بن المسيب من قوله؛ هكذا رواه الثقات من أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ سعيد، وغلط سفيان بن حسين؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا، وأهل العلم بالحديث يعرفون أن هذا ليس من قول النبي (ص) ، وقد ذكر ذلك أبو داود السِّجستاني وغيره من أهل العلم، وهم مُتَّفِقُون على أن سفيان بن حسين هذا يغلط فيما يرويه عن الزهري، وأنه لا يُحتجّ بما ينفرد به، ومُحَلِّل السباق لا أصل له في الشريعة، ولم يأمر النبي (ص) أُمَّته بمحلل السباق. وقد روي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وغيره: أنهم كانوا يتسابقون بِجُعْلٍ، ولا يدخلون بينهم مُحَلِّلاً، والذين قالوا هذا من الفقهاء ظنوا أنه يكون قمارًا، ثم منهم من قال بالمحلِّل يَخرُجُ عن شبه القمار، وليس الأمر كما قالوه، بل المحلِّل مُؤَدٍّ إلى المخاطرة، وفي المحلل ظلم؛ لأنه إذا سَبَقَ أَخَذَ، وإذا سُبِقَ لم يُعْطِ، وغيره إذا سُبِق أعطى، فدخول المحلل ظلم لا تأتي به الشريعة، والكلام على هذا مبسوط في مواضع أخر، والله أعلم» . اهـ.
وأعلَّه أيضًا ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/400-402) ، وأطال في إعلاله سندًا ومتنًا في "الفروسية" (ص229-235) ، ومن جملة ما قال: «وقال ابن أبي خيثمة في "تاريخه": سألت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثٍ سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة عن النبيِّ (ص) : " مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ ... " الحديث؟ فقال: باطل وخطأ على أبي هريرة. وقال أبو داود في "سننه" بعد أن أخرجه: رواه معمر وشعيب وعقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم قالوا: من أدخل فرسًا ... ، وهذا أصحّ عندنا. هذا لفظ أبي داود، فلا ينبغي أن يَقتصِر المُخَرِّجُ له من "السنن" على قوله: "رواه أبو داود" ويسكُت عن تعليله له. وقد رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ ابن شهاب، عن سعيد ابن المسيب؛ أنه قال: من أدخل فرسًا ... ، فجعله من كلام سعيد نفسه. وكذلك رواه الأساطين الأثبات من أصحاب الزهري: معمر بن راشد، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد الأيلي، وهؤلاء = = أعيان أصحاب الزهري؛ كلُّهم رووه عن سعيد بن المسيب من قوله. وممن أعلَّه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، وأعله أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" وقال: هذا حديث انفرد به سفيان بن حسين من بين أصحاب ابن شهاب، ثم أعلَّه بكلام أبي داود. وقال بعض الحفاظ: يبعد جدًّا أن يكون الحديث عند الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم لا يرويه واحد من أصحابه الملازمين له المختصين به الذين يحفظون حديثه حفظًا، وهم أعلم الناس بحديثه، وعليهم مداره، وكلهم يروونه عنه كأنما من قول سعيد نفسه، وتتوفر هممهم ودواعيهم على ترك رفعه إلى النبيِّ (ص) وهم الطبقة العليا من أصحابه، المُقَدَّمون على كل من عَدَاهم ممن روى عن الزهري، ثم ينفرد برفعه من لا يُدَانيهم ولا يقاربهم، لا في الاختصاص به، ولا في الملازمة له، ولا في الحفظ، ولا في الإتقان، وهو معدود عندهم في الطبقة السادسة من أصحاب الزهري؛ على ما قال أبو عبد الرحمن النسائي، وهو سفيان بن حسين، فمن له ذَوْقٌ في علم الحديث لا يشك ولا يتوقف أنه من كلام سعيد بن المسيب، لا من كلام رسول الله (ص) ، ولا يَتَأَتَّى له الحكم برفع الحديث إلى النبي (ص) ، بل إما أن يرويه ويسكت عنه، أو ينبه عليه. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: رفع هذا الحديث إلى النبيِّ (ص) خطأ، وإنما هو من كلام سعيد بن المسيب ... » ، ثم ذكر ابن القيم بعض كلام ابن تيمية السابق، ثم قال: «قلت: فقد غلَّط الإمام الشافعي سفيان بن حسين في تفرده عن الزهري بحديث " الرِّجْلُ جُبَارٌ "، فقال: روى سفيان ابن حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا: " الرِّجْلُ الجُبار "، ثم قال: وهذا غلط - والله أعلم - أن الحفاظ لم يحفظوا ذلك ... ، فهذا وأمثاله مما يبيِّن ضعف رواية سُفْيَانَ بْن حسين عَنِ الزُّهْرِيِّ، ولو تابعه غيره عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان، فكيف بما تفرَّد به عن الثقات وخالف فيه الأئمة الأثبات، ومعرفة هذا الشأن وعلله ذَوْقٌ ونورٌ يقذفه الله في القلب يقطع به من ذاقه ولا يشك فيه، ومن ليس له هذا الذوق لا شعور له به، وهذا كنقد الدراهم لأَرْبَابِه؛ فيه ذوقٌ ومعرفةٌ ليستا لكبار العلماء. قال محمد بن عبد الله بن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: إن معرفة الحديث إلهام. قَالَ ابْنُ نمير: صدق! لو قلت لَهُ: من أَيْنَ قلت؟ لم يكن لَهُ جواب.
وقال أبو حاتم الرازي: قال عبد الرحمن بن مهدي: إنكارنا للحديث عند الجهال كِهانة» . اهـ.
وانظر "العلل" للدارقطني (1692) .
(5/675)
............................
..
(5/676)
2250 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفى: أنَّ مُعاذً (3) قَدِمَ على النبيِّ (ص) ، فسَجد له، فنهاه النبيُّ (ص) وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ (4) آمِرًا (5) أَحَدًا يَسْجُدُ (6) لأَِحَدٍ؛ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا (7) ... ، الحديثَ؟
فقال أبي: يُخالَفُ (8) أيُّوبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَقَالَ هشامٌ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1282) عن أبي زرعة.
(2) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(3) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) قوله: «كنت» سقط من (ك) .
(5) في (ت) : «آمن» ، وفي (ك) : «أمرت» .
(6) في (ك) : «أن يسجد» ، وكذلك وقع في أكثر مصادر التخريج، وهو الجادَّة، ووقع في بعضها دون «أن» - كما هنا- وهو صحيحٌ أيضًا في العربية، فقد أجاز الكوفيون والأخفش من البصريين جذف «أنْ» قبل المضارع، لكنَّ الكوفيين ينصبونه بعد الحذف، والأخفش يرفعه، وقد تقدم تفصيل القول في ذلك وشواهده في التعليق على المسألة رقم (1024) .
(7) قوله: «أن تسجد لزوجها» ليس في (أ) و (ت) و (ش) .
(8) في (ت) و (ف) : «خالف» ، وفي (ك) : «خلاف» .
(5/677)
الدَّسْتوائِي (1) إِسْنَادًا (2) سِوَى [ذَا] (3) .
وَرَوَاهُ النَّهَّاسُ بنُ قَهْم (4) ، عَنِ [الْقَاسِمِ] (5) بإسنادٍ آخَرَ، والدَّسْتوائِي حافظٌ مُتْقِنٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَوْف مضطربُ الْحَدِيثِ، وأخافُ أَنْ يكونَ الاضطرابُ مِنَ الْقَاسِمِ.
2251 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الأعلى (6) ، عن
_________
(1) هو: هشام بن أبي عبد الله، وروايته هذه تقدم تخريجها في المسألة رقم (1282) ، وهو يروي الحديث عَن القاسم بْن عوف، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ معاذ بن جبل.
(2) أي: حكى أو ذكر هشامٌ إسنادًا ...
(3) المثبت من (ش) ، وفي (ك) : «ذي» ، وفي بقية النسخ: «ذى» ، وانظر توجيه ذلك في التعليق على المسألة رقم (124) .
(4) في (ك) : «فهم» . ورواية النهاس هذه أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (536) ، والطبراني في "الكبير" (8/31 رقم 7294) ، كلاهما من طريق عثمان بن عمر، عَنِ النهَّاس بْنِ قَهْم، عَنْ القاسم بن عوف الشيباني، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أبيه، عن صهيب؛ قال: لما قدم معاذ ... ، الحديث.
(5) في جميع النسخ: «الحسن» ، والتصويب من مصدري التخريج، ويدلُّ عليه أيضًا سياق المسألة.
(6) هو: ابن عبد الأعلى السامي، ولم نقف على روايته هذه، ولكن أخرج الحديث ابن سعد في "الطبقات" (1/107) من طريق شيخه عبد الوهاب بن عطاء؛ قال: سئل سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ الرجل يكتني بـ «أبي القاسم» ؟ فأخبرنا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عن جابر بن عبد الله؛ أن رجلاً من الأنصار اكتنى بـ «أبي القاسم» ، فقالت الأنصار: ما كنا لِنَكْنيكَ بها حتى نسأل رسول الله (ص) عن ذلك، فذكروا ذلك لرسول الله (ص) فقال: «تسمَّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» . قال سعيد: وكان قتادة يكره أن يكتني الرجل بـ «أبي القاسم» وإن لم يكن اسمه «محمدًا» .
(5/678)
سَعِيدٍ (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سُلَيمان اليَشْكُري (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَسَمَّوْا بِاسْمِي، ولاَ تَكْتَنُوا (3) بِكُنْيَتِي؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (4) شُعبة (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: أيُّهما أشبهُ؟
قَالَ: سعيدُ (6) بنُ أَبِي عَرُوبَة لِحَدِيثِ قَتادَةَ أحفظُ (7) .
_________
(1) هو: ابن أبي عروبة.
(2) هو: سليمان بن قيس.
(3) في (ت) و (ش) و (ك) : «ولا تَكَنَّوْا» .
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «روى» .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/298 رقم 144183) ، والبخاري في "صحيحه" (3114) ، ومسلم في "صحيحه" (2133) .
(6) في (أ) و (ش) : «سعد» .
(7) هذا ترجيح من أبي حاتم لرواية سعيد على رواية شعبة، وهذا بالنسبة لروايتهما عن قتادة، وإلا فالحديث معروف عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن جابر.
فقد أخرجه البخاري (3114) ، ومسلم في الموضع السابق من طريق شعبة، عن سليمان بن مهران الأعمش، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن جابر.
وأخرجه البخاري أيضًا (3115) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم في الموضع نفسه من طريق وكيع وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (3114 و3538) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق شعبة، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سالم، به.
وأخرجه مسلم في الموضع نفسه من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (6196) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم، به.
وأخرجه البخاري أيضًا (6187) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق عبثر بن القاسم، كلاهما عن حصين، عن سالم، به.
(5/679)
2252 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ القُلُوسِي (1) ؛
شيخٌ بـ «سامَرَّاء» ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله الرُّومِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ العَاقِلَ إِذَا عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ، ثُمَّ إِنْ عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ، ثُمَّ إِذَا (2) عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ؛ حَتَّى جَعَلَ مَصِيرَهُ إِلَى الجَنَّةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ مَا نعلَمُ إبراهيمَ بنَ مَيْسَرةَ أسنَدَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا حديثًا واحدًا (3) ؛ أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) كذا وقع هنا، ولم يترجم ابن أبي حاتم له في "الجرح والتعديل" ولم نجد له ذكرًا إلا في "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2254) حيث قال: «حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القلوسي» . وروى هذا الحديث الطبراني في "الصغير" (852) ، و"الأوسط" (6083) من طريق يعقوب بن إسحاق القلوسي، عن محمد بن عمر به. ثم قال الطبراني: «لم يروه عن إبراهيم بن ميسرة إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد ابن مسلم إلا محمد بن عمر؛ تفرد به يعقوب بن إسحاق القلوسي» .
ورواه ابن أبي الدنيا في "العقل" (1) فقال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري؛ قال: حدثنا محمد ابن عمر بن عبد الله بن الرومي ... ، فذكره. وشيخ ابن أبي الدنيا هو القلوسي، ولكنه لم ينسبه.
(2) في (ك) : «إن» بدل: «إذا» .
(3) أخرج البخاري في "صحيحه" (885) ، ومسلم (848) حديثًا آخر من رواية إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عن ابن عباس ذ؛ أنه ذكر قول النبيِّ (ص) في الغُسلِ يوم الجمعة، فقلت لابن عباس: أيمسّ طيبًا أو دُهنًا إن كان عند أهله؟ فقال: لا أعلمه.
وأخرج مسلم (1472) أيضًا من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ؛ أن أبا الصهباء قال لابن عباس: هات من هَنَاتِكَ، ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر واحدة؟ فقال: قد كان ذلك، فلما كان في عهد عمر تتايع الناس في الطلاق، فأجازه عليهم.
وأخرج مسلم حديثًا آخر (1997) فيه تصريح إبراهيم ابن ميسرة بالسماع من طاوس، لكنه من رواية طاوس عن ابن عمر في النهي عن نبيذ الجر. وقد يمكن أن يقال: إن هذه الأحاديث عند الشيخين في المتابعات، فلا يؤثر هذا على قول أبي حاتم، والله أعلم.
(5/680)
قَالَ (1) : لَمْ - يَعْنِي - يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ (2) . حَدَّثَنَا التِّنِّيسِيُّ (3) ؛
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
2253 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبيدة السَّقَطي (5) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مسلم،
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(2) كذا في جميع النسخ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «لم يُرَ للمتحابَّيْنِ ... » ، وفي بعضها: «لم يَرَوْا للمتحابَّيْنِ ... » .
(3) هو: عبد الله بن يوسف. ومن طريقه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/134) ، والطبراني في "الكبير" (11/42 رقم 1109) ، وفي "الأوسط" (3153) ، والحاكم في "المستدرك" (2/160) ، والبيهقي في "سننه" (7/78) .
وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1847) من طريق سعيد ابن سليمان، وتمام الرازي في "فوائده" (732 و733 و734/الروض البسام) من طريق أبي مسهر عبد الأعلى ابن مسهر، كلاهما عن محمد بن مسلم، به.
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (2816) .
(5) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي.
(6) هو: محمد بن عبد الله.
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(5/681)
عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَكَذَا يُرْوَى (1) ؛ يَرْوِيهِ (2)
عَنْ طَاوُسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تابَعَ هَذِهِ الروايةَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ مسلم، مرفوعً مُوَصَّلً (3) .
_________
(1) هكذا في النسخ وبعدها فراغ في (ف) بمقدار كلمة، وضبب عليه الناسخ.
(2) قوله: «يرويه» سقط من (ك) ، وفي المسألة رقم (2816) : «إنما يرويه» . والضمير في «يرويه» يعود للحسن بن مسلم، وروايته المرسلة هذه أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (6541) عن ابن جريج. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "سننه" (3704) من طريق مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ ابن جريج، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (21706) ، والنسائي في "سننه" (3692) من طريق إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، به، مرسلاً كذلك.
وأخرجه الإمام الشافعي في "اختلاف الحديث" (ص 519) ، و"المسند" (ص 174) عن شيخه مسلم بن خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن طاوس؛ أن النبيَّ (ص) قال: «لا يحلُّ لواهب أن يرجع فيما وهب، إلا الوالد من ولده» . وهذا اللفظ انفرد به مسلم بن خالد عن باقي أصحاب ابن جريج الذين رووه باللفظ السابق.
وأخرجه البيهقي في "سننه" (6/179) من طريق الشافعي، ثم قال: «هذا منقطع وقد رويناه موصولاً» ، ثم أخرجه من طريق حسين المعلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طاوس، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعًا. ثم أخرجه من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، به بلفظ: «العائد في هبته كالكلب يَعودُ في قَيئه» ، وهو في الصحيحين كما سيأتي.
(3) قوله: «مرفوع موصَّل» كذا في النسخ دون ضبط، والوجه هنا النصب، لكن يُخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وقوله: «موصَّل» هو اسم مفعول من وَصَّلَ الحديثَ، بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَهُ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (163) .
ومراد أبي حاتم: إعلال رواية من روى الحديث = = عن الحسن بن مسلم موصولاً؛ لأن المعروف أن الحسن كان يرسله، ولم يُرِدْ أبو حاتم إعلال أصل الحديث؛ فقد رواه البخاري (2589) ، ومسلم (1622) من طريق وهيب، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
(5/682)
2254 - وسألتُ (1) أَبِي عَنِ الحديثِ الَّذِي رُوِيَ (2) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (3) ، عَنْ أبي (4) موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
ومنهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله؟
قَالَ: أصحابُ أَبِي مُوسَى أحفظُ (5) .
2255- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابيُّ (6) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ قَيْس بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طارقٍ (7) ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ (8) : مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ (9) دَوَاءً؟
قَالَ أَبِي: إنَّما أسنَدَ هَذَا الحديثَ المَسْعُوديُّ (10) ، والرَّبيعُ بنُ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1862) ، وستأتي برقم (2632) .
(2) في (ك) : «يروي» .
(3) هو: شقيق بن سلمة.
(4) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(5) أي: الذين قالوا: «عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي موسى» أحفظ من الذين قالوا: «عن أبي وائل، عن عبد الله» .
(6) هو: محمد بن يوسف.
(7) هو: ابن شهاب.
(8) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(9) في (ت) و (ك) : «أنزله» بدل: «أنزل له» .
(10) هو: عبد الرحمن بن عبد الله.
(5/683)
الرُّكَيْن، وَأَبُو وَكيع (1) ، وَأَمَّا الثَّوريُّ، فَإِنَّهُ لا يُسْنِدُهُ (2) إِلا الفِرْيابيُّ، وَلا أظنُّ الثَّوريَّ سَمِعَهُ مِنْ قَيْس؛ أراه مُدَلَّسً (3) .
2256 - وسمعتُ أحمَدَ بنَ سَلَمة النيسابوريَّ يقولُ: ذاكرتُ أَبَا زُرْعَةَ بحديثٍ رَوَاهُ قَبِيصةُ بنُ عُقْبة (4) ، عَنِ اللَّيث (5) ، عَنْ عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ (7) ؛ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ ... ، الحديثَ.
_________
(1) من قوله: «قال أبي إنما أسند ... » إلى هنا، مثبت من (ت) و (ك) . وأبو وكيع هو: الجراح بن مليح الرؤاسي.
(2) أي: لا يُسنِدُهُ عنه.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (6/28) : «يرويه قيس بن مسلم واختلف عنه؛ فرواه إبراهيم بن مهاجر، وأيوب بن عايذ الطائي، وأبو حنيفة، وأبو وكيع الجراح بن المليح، والمسعودي، عن قيس، عن طارق، عن عبد الله مرفوعًا إلى النبيِّ (ص) . وكذلك قال الْفِرْيَابِيُّ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بن مسلم. وقال عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رجل، عن قيس. وقيل: إن الثوري لم يسمعه من قيس، وإنما أخذه عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس، وهو عنده مرسل، ورفعه صحيحٌ. وقال مسعر: عن قيس، عن طارق، عن عبد الله، موقوفًا» .
وانظر "مسند الطيالسي" (366) ، و"مسند البزار" (1450-1452) ، و"العلل" للدارقطني (928) .
وقوله: «أراه مدلَّس» كذا في النسخ بلا ألف بعد السين، ويُخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2555) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/250) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/159) .
(5) هو: ابن سعد.
(6) هو: ابن خالد الأيلي.
(7) الدُّلْجَة: سَيْر الليل. "النهاية" (2/129) .
(5/684)
فَقَالَ: أَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ رُوَيْم بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ اللَّيث، هَكَذَا، فَمَنْ رَوَاهُ عَنْ قَبِيصة؟
فَقُلْتُ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ قَبِيصة، هَكَذَا.
فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَم (2) ثقةٌ.
فذاكرتُ (3) بِهِ مسلمَ بنَ الحَجَّاج، فَقَالَ: أَخرَجَ إِلَيَّ عبدُالملك بن شُعَيب بن اللَّيث (4) ، كتابَ جَدِّهِ، فرأيتُ فِي كتابِ اللَّيثِ عَلَى مَا رَوَاهُ قُتَيْبة (5) .
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ (6) : حدَّثنا قُتَيْبة (7) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ عُقيل، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : عَلَيْكُمْ (8) بِالدُّلْجَةِ ... ، الحديثَ (9) .
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (644) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3618) ، وابن خزيمة (2555) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (113) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، والبيهقي في "السنن" (5/256) ، والخطيب في "تاريخه" (8/429) ، والضياء في "المختارة" (2629 و2630) .
(2) في (ف) : «سلمة» .
(3) القائل: «فذاكرت» هو أحمد بن سلمة.
(4) في (أ) و (ت) و (ش) : «شعيب والليث» .
(5) هو: ابن سعد.
(6) هو: أحمد بن سلمة.
(7) لم نقف على روايته هذه، لكن تابعه عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ فرواه عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، مرسلاً؛ أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (114) .
(8) قوله: «عليكم» سقط من (ف) .
(9) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وإنما ذَكر فيه: " عن أنس " رُويمُ بن يزيد هذا. قلت له: فإنهم ذكروا عن محمد بن أسلم أنه روى هذا الحديث عن قبيصة، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ عُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ؟ فلم يعرفه محمد، وجعل يتعجب من هذا!» .
وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أحدًا رواه عن الليث هكذا إلا رويم، وكان ثقة، وروي عن الزهري مرسلاً» .
وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/429) عن الدارقطني قوله في هذا الحديث: «رواه رويم بن يزيد المقرئ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، عن أنس، وتابعه مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقيل، عَنِ الزهري. والمحفوظ: عن ليث، عن عُقيل، عن الزهري، مرسل» .
(5/685)
2257 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفيان بْنُ وَكيع، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليِّ بنِ المُبارك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [ابن] (1) سَلاَّم، عن جَدِّهِ (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ مُعاذ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَيُّمَا امرَأَةٍ ... الحديثَ الطويلَ (3) ؟
فَقِيلَ لأَبِي: إنَّ سُفيان بْنَ وَكيع أخرَجَ هَذَا مِن أَصلِ أَبِيهِ العَتيق؟!
فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ؛ حدَّثنا عليٌّ الطَّنافِسي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا وَكيع، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبارك، عَنْ يَحْيَى، عَنْ (5) مُعاذ بْنِ جَبَلٍ، مُرسَلً (6) ، فَمِنْ أَيْنَ كَتَبَهُ عليٌّ عَنْهُ؟ أَلَيْسَ مِنْ كِتَابِهِ؟!
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «أبي» بدل: «ابن» . وهو: زيد بن سلام.
(2) هو: أبو سلام ممطور الحبشي.
(3) لم نقف على من أخرج هذا الحديث.
(4) هو: علي بن محمد.
(5) في (ت) و (ش) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5/686)
2258 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سَلاَّم العَطَّار (2) ، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان، عن النبيِّ (ص) : اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الحَوائِجِ بِالكِتْمَان ِ لَهَا؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر؛ كَانَ سببُ سعيدِ بْن سَلاَّم- بعدَ القضاءِ - ضَعْفِهِ (3) : من هذا الحديث (4) ؛ لأنَّ هذا حديثٌ لا يُعرف له أصلٌ (5) .
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/362) .
(2) لم نقف على من أخرج روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/108) ، والروياني في "مسنده" (1449) ، والطبراني في "الكبير" (20/94 رقم 183) ، و"الأوسط" (2455) ، و"مسند الشاميين" (408) ، وابن عدي في "الكامل" (3/404) ، والدارقطني في "الأفراد والغرائب" (4287/أطرافه) ، وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص332) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/215) ، و (6/96) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (707 و708) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6228) ، جميعهم من طريق سعيد بن سلام، به، لكنهم قالوا: «عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ معاذ بن جبل» .
(3) كذا العبارة، وضبطناها هكذا على أن «ضعفه» بدل اشتمالٍ من «سعيد» ، أي: كان سبَبُ ضَعفِ سعيد؛ وخبرُ «كان» ، هو: «مِنْ هذا الحديث» ، والمعنى: أن هذا الحديث كان سبب تضعيف العلماء لسعيد بن سلام.
(4) قال العقيلي: «لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «لا يتابع عليه، وبه يعرف، ولا يعرف إلا به» .
= ... وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد» .
(5) ذكر ابن قدامة في "المنتخب من العلل للخلال" (ص 25) عن مهنا: «سألت أحمد ويحيى عن قول الناس: "استعينوا على طلب حوائجكم بالكتمان"؟ فقالا: هذا موضوع، وليس له أصل» . اهـ.
(5/687)
2259 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير (2) ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكّ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً؟
قَالَ أَبِي: لا يَرْوِي هَذَا الحديث - يعني: موصولً (4) - إِلا حُسامٌ؛ حدَّثنا مُسْلِمٌ (5) ، عَنْ حُسام، عَنِ ابْنِ بُرَيدة: أنَّ النبيَّ (ص) .
قُلْتُ: فأيُّهما (6) أصحُّ؟
قَالَ: هَذَا من حُسامٍ، وحُسامٌ ليس بالقوي (7) .
2260 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ بَيَان الواسِطي، عَنْ حَفْص بن النَّجَّار، عن [عَنْبسة] (9) بْنِ مِهْران، عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (2370) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25999) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/300) ، وابن عدي في "الكامل" (2/434-435) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/146) . وقال العقيلي: «لا يتابع عليه» ؛ يعني: حسام بن مصكّ.
(3) هو: عبد الله.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(5) هو: ابن إبراهيم الفراهيدي.
(6) في (ك) : «أيهما» .
(7) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (3/317 رقم 1419) ، وزاد: «لا يكتب حديثه» .
(8) تقدمت هذه المسألة برقم (1998) .
(9) في (ت) و (ك) : «عتبة» ، وفي بقية النسخ: «عتيبة» ، وتقدم على الصواب في المسألة (1998) .
(5/688)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (1) .
2261 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرة السَّدُوسي بِمِصْرَ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّم؛ قَالَ: حدَّثنا حَنْظَلة السَّدُوسي؛ قَالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ، يقول: أُمِرْنَا ألاَّ نزيدَ أهلَ الكتابِ عَلَى (2) : وَعَلَيْكُمْ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حَنْظَلَةَ إنْ كان محفوظًا فهو غريبٌ (3) .
_________
(1) زاد في المسألة (1998) : «وَحَفْصٌ هُوَ عِنْدِي حَفْصٌ الإِمَامُ، وكان ضعيف الحديث» .
(2) في (ف) : «أن لا نزيد على أهل الكتاب على» .
(3) لم نقف عليه من هذا الطريق، وقد رواه بهذا اللفظ عبد الرزاق في "المصنف" (9838) ، وابن أبي شيبة (25754) ، وأحمد في "المسند" (3/113 رقم 12115) ، والبخاري في "تاريخه" (2/348-349) ، والحارث بن أبي أسامة (806/بغية الباحث) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/343) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (244) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 420) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/90) ، جميعهم من طريق حميد بن زادَوَيه، عن أنس، به. وأصل الحديث مخرج في "الصحيحين" من حديث أنس ح:
فقد أخرجه البخاري (6258) ، ومسلم (2163) من طريق عبيد الله بن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جده أنس؛ أن رسول الله (ص) قال: «إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» .
وأخرجه البخاري (6926) من طريق هشام بن زيد بن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أنس بن مالك يقول: مرَّ يهودي برسول الله (ص) ، فقال: السام عليك، فقال رسول الله (ص) : «وعليك» . فقال رسول الله (ص) : «أتدرون ما يقول؟ قال: السام عليك» . قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: «لا، إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» . وأخرجه مسلم (2163) من طريق قتادة، عن أنس: أن أصحاب النبيِّ (ص) قالوا للنبيِّ (ص) : إن أهل الكتاب يسلمون علينا، فكيف نردُّ عليهم؟ قال: «قولوا: وعليكم» .
(5/689)
2262 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ (2) ،
عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَامَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: مَن أَبِي؟ قَالَ (4) : أَبُوكَ فُلاَنٌ، وَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، أَفي الجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لا؛ بَلْ فِي الجَنَّةِ، وَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَفِي الجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لا؛ فِي النَّارِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، اعفُ عَنَّا! عَفَا اللَّهُ عَنْكَ! قَالَ: اسْكُتُوا مَا سَكَتُّ (5) عَنْكُمْ، فَلَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِعَلاَمَاتِكُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (2738) .
(2) مشهور بكنيته، قيل اسمه: عيسى بن أبي عيسى. ولم نجد من أخرج روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24207) ، وابن ماجه في "سننه" (3433) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5701 و5779) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5629) ، جميعهم من طريق محمد بن فضيل، عن ليث به بذكر آخره فقط: قصة الشرب من الماء. وكذا أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (19596) عن معمر، عن ليث، ولكنه أبهم اسم سعيد بن عامر، فقال: «عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "الشعب" (5628) . وانظر "العلل" للدارقطني (4/ق/71/ب) . وكذا أخرجها الدينوريّ في "المجالسة" (1/2503) من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث، به.
تنبيه: سقط من المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" قوله: «عن ابن عمر» والصواب إثباته؛ لأن ابن حزم في "المحلى" (7/521) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/515) أخرجا الحديث من طريق ابن أبي شيبة على الصواب.
(3) هو: ابن أبي سُليم.
(4) في (أ) و (ش) : «فقال» .
(5) في (ك) : «اسكتولنا سكت» .
(5/690)
تَعْرِفُوهُمْ، قَالَ: ومَرَرْنَا بِبِرْكَةٍ فكَرَعْنَا فيه (1) ،
فَقَالَ: لاَ تَكْرَعُوا فِيهَا، ولَكِنِ اغْسِلُوا أَكُفَّكُمْ واشْرَبُوا فِيهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَنْظَفَ - أَوْ قَالَ: أَطْيَبَ - مِنَ الكَفَّيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) .
قُلْتُ: ممَّن (3) هو؟
_________
(1) في (ك) : «قد كرعنا فيه» ، يقال: كَرَع في الماء يَكرَع كَرْعًا وكُرُوعًا: شرب بفيه من موضعه. "المصباح" (2/531) .
وقوله: «فكرعنا فيه» كذا في جميع النسخ؛ والجادَّة: فيها، وما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أنه من باب الحمل على المعنى، حمل «البِرْكَة» على معنى «الموضع» ، فذكَّر الضمير؛ وباب الحمل على المعنى واسع في العربية، وانظر التعليق على المسألة (270) .
وفي قوله بعد ذلك: «لا تكرعوا فيها» : رجع الضمير إلى «البِرْكَة» باعتبار لفظها، ورجوع الضمير إلى الكلمة تارةً باعتبار اللفظ، وتارةً باعتبار المعنى: أسلوب عربي معروف؛ ومنه قوله تعالى في نساء النبي: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا *} ؛ وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (54) .
والآخر: أن في الكلام حذف مضاف، والتقدير: «ومررنا بماءِ بركةٍ فكرعنا فيه» ، أي: في الماء، وهو الأقرب لما جاء في بعض مصادر التخريج التي جاء فيها: «ببركةٍ من ماء فكرَعنا فيه» . وانظر في حذف المضاف التعليق على المسألة رقم (2) .
(2) يعني: من هذا الطريق بهذا السياق. وبعض الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (93) ، ومسلم (2359) من حديث أنس بن مالك ح؛ أن رسول الله (ص) خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة» ، ثم أَكْثَرَ أن يقول: «سلوني» ، فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ (ص) نبيًّا، فسكت.
(3) في (ك) : «فمن» .
(5/691)
قَالَ: مِنْ لَيْثٍ، وسعيدٌ لا يُعرَفُ (1) .
2263 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيدُ ابنُ هَارُونَ (2) ،
ومحمَّدُ (3) بنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيم الواسِطي (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عامر ابن سَعْدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: أَيْنَ أَبِي؛ قَالَ: فِي النَّارِ، قَالَ: فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ: حَيْثُ مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ، فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ؟
_________
(1) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (4/48 رقم 207) .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1089) من طريق زيد بن أخزم ومحمد بن عثمان بن مخلد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (595) من طريق زيد بن أخزم وحده، كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، به.
وخالفهما محمد بن إسماعيل البختري - عند ابن ماجه (1573) - فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه.
وهذه الرواية شاذة؛ لمخالفة محمد بن إسماعيل لزيد ابن أخزم ومحمد بن عثمان في روايتهما عن يزيد، = = ومخالفته باقي الرواة الذين تابعوا يزيد، وهم: محمد ابن موسى بن أبي نعيم، والوليد بن عطاء الأغر، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
أما رواية مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نعيم فسيأتي تخريجها.
وأما رواية الوليد بن عطاء الأغر: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (4/334) .
وأما رواية أبي نعيم: فأخرجها البيهقي في "الدلائل" (1/191) .
(3) في (ف) : «هارون عن محمد» .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/145 رقم 326) .
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (543) .
(5) هو: عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص.
(5/692)
فَقَالَ: كَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ (1) ، وابنُ أَبِي نُعَيم، ولا أعلَمُ أحدا يُجاوِزُ به الزُّهريَّ غيرَهما؛ إنما يروونه (2) عَنِ الزُّهريِّ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) ، والمُرسَلُ أشبهُ (3) .
2264 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ الأنصاريِّ محمَّدِ بنِ عبد الله (5) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان، عَنْ محمد بن سيرين، عن أنس،
_________
(1) في (ف) : «يزيد بن هارون» .
(2) رواه هكذا معمر بن راشد في "جامعه" الملحق بـ"مصنف عبد الرزاق" (19687) عن الزهري، مرسلاً.
(3) قال الدارقطني في"العلل" (607) : «يرويه محمد بن أبي نعيم والوليد بن عطاء بن الأغر، عن إبراهيم بن سعد. وغيره يرويه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري مرسلاً، وهو الصواب» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (2536) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/219 رقم 13295) ، والدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) ، لكن أخرجاها عنه، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، به، ولم نقف على من رواها من طريقه، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين.
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1554) .
وتابع الأنصاريَّ على روايته هكذا: الوليد بن مسلم، ومعتمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحماد بن زيد، وعبد الله بن عون، وروح بن عبادة، وتابع هشامَ بن حسان حبيبُ بن الشهيد:
أما رواية الوليد بن مسلم: فستأتي.
وأما رواية معتمر بن سليمان: فأخرجها مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4/432 رقم 3883/1) ، ومن طريق مسدد أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/206) ، لكن سقط من المطبوع «أنس ابن سيرين» ، وهو مثبت في "إتحاف المهرة" (368) نقلاً عن "المستدرك".
وأما رواية أبي أسامة حماد بن أسامة: فأخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/2) ، والدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/311) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/3) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجها الضياء في "المختارة" (1554) .
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/129) من طريق المظفر بن نظيف، عن محمد بن مخلد العطار، عن محمد بن بديل، عن أبي أسامة، عن هشام، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به.
قال الخطيب: «قد أخطأ المظفر بن نظيف على ابن مخلد في هذا الحديث خطأ فظيعَا، وارتكب بما أتى من ذلك أمرًا شنيعَا؛ لأن ابن مخلد لم يرو عن أحمد ابن بديل ولا لقيه قط. وصواب هذا الحديث ما أخبرناه ... » ، ثم ساق الحديث من طريق آخر عن ابن مخلد، عن العباس بن يزيد، عن عبد الخالق بن أبي المخارق، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، به.
وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/4) ، والحاكم في "المستدرك" (4/408) .
وأما رواية عبد الله بن عون: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) .
وأما رواية روح بن عبادة: فأخرجها الحاكم أيضًا (2/292) .
وأما متابعة حبيب بن الشهيد: فعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/126) ، وأخرجها الطبراني في = = "الأوسط" (2067) ، والحاكم في "المستدرك" (4/206-207) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص299) ، والخطيب في "تاريخه" (13/129) .
(5/693)
عن النبيِّ (ص) ؛ في عِرْقِ النَّسَا (1) ؟
_________
(1) رواه أحمد (3/219 رقم 13295) عن محمد بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس: أنَّ النبي (ص) كان يصف من عرق النَّسَا أَلْية كَبْش عربيٍّ أسود ليس بالعظيم، ولا بالصغير يجزَّأ ثلاثة أجزاء؛ فيذاب فيشرب كل يوم جزء. و «النَّسا» : بوزن «العَصا» : عِرقٌ يخرجُ من الوَرِك فيستَبطِنُ الفَخِذَين، ثم يمرُّ بالعُرقوب. انظر "اللسان" (نسا/15/321) .
(5/694)
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ هِشَامِ بن حسان، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس؛ قال رسولُ الله (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، والحديثُ: مَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بنِ سِيرِينَ، عَنْ رجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ (3) ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أصحُّ (4) .
2265 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّلُ بنُ إسماعيل (5) ،
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه (3463) ، والحاكم في "المستدرك" (4/406) .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/78 رقم 20742 و20743) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وعفّان بن مسلم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2921) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أنس بن سيرين، عن مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، به هكذا بزيادة «عن أبيه» ، ولم نجد من رواه بإسقاط هذه الزيادة.
(3) هكذا ذكر أبو حاتم رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنِ النبيِّ (ص) » ، وكذا جاء عنه في المسألة رقم (2536) ، وتقدم في التخريج أن الذي وجدناه من رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «عَنْ رجل من الأنصار، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) » .
(4) وفي المسألة رقم (2536) نقل ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: «الصحيح حديث حَمَّاد بْن سَلَمَة» .
وقال الحاكم في "المستدرك" (4/207) : «وقد أعضله حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَنَسِ بن سيرين، فقال: عن أخيه معبد، عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ أبيه، والقول عندنا فيه قول المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم» .
(5) لم نقف عليه من طريق مؤمل، لكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/354 رقم 8654) من طريق حسن بن موسى، وأبو داود في "سننه" (3749) من طريق موسى ابن إسماعيل ومحمد بن محبوب، وابن أبي الدنيا في "الكرم والجود" (104) ، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (104) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم، به.
وتابع عاصمًا الأعمش وزيد بن أسلم، فروياه عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا؛ أخرج روايتهما إبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (103 و105) ، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/208) من طريق الأعمش وحده.
(5/695)
عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّام ٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ.
وحديثِ (3) المُؤَمَّل (4) ،
_________
(1) هو: ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود.
(2) هو: ذكوان السمان.
(3) قوله: وحديث» بالجر عطفًا على قوله: «عن حديث» في أوَّل المسألة، فالتقدير هنا: «وسألت أبي عن حديثِ المؤمَّل ... » .
(4) لم نقف عليه من طريق المؤمل على هذا الوجه، لكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/7 رقم 11045) عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، به، مرفوعًا. وأخرجه البزار في "مسنده" (1931/كشف) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وأبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد، عن قتادة، به.
ومن الواضح أن حماد بن سلمة يرويه عن قتادة والجريري كليهما؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/64 رقم 11615) ، والبزار في "مسنده" (1932/كشف) ، كلاهما من طريق عفان بن مسلم، عن حماد، عن قتادة والجريري جميعًا، عن أبي نضرة، به. وأخرجه إبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (119) فقال: حدثنا عفان وابن عائشة؛ قالا: نا حماد، عن قتادة والجريري، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا. هكذا بجعله من مسند أبي هريرة، وهذا خلاف روايتي الإمام أحمد والبزار لطريق عفان، وجعله عن أبي سعيد!!
وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20528/ = = المصنف) عن معمر، عن سعيد الجريري، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/37 رقم 11325) ، وعبد بن حميد (870) ، والبيهقي في "سننه" (9/179) .
وأخرجه الإمام أحمد (3/21 رقم 11159) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1244 و1287) ، والحارث بن أبي أسامة (922/بغية الباحث) ، ثلاثتهم من طريق يزيد بن هارون، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عن أبي سعيد، به، مرفوعًا.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5281) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33465) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (121) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن الجريري، به موقوفًا على أبي سعيد.
قال الحربي: «الحديث ليس بمنتشر عن قتادة، لم أسمعه إلا عن حماد، وأما الجريري فقد وافق حمادًا على رفعه، وأوقفه يزيد وأبو أسامة» .
(5/696)
عَنْ حمَّاد، عَنْ (1) قَتَادة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الضِّيَافة؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هذَينِ الحديثَينِ جماعةٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يرفعُ حديثَ عَاصِمٍ، ويُوقفُ حديثَ أَبِي نَضْرة، ومنهم من يُوقفُ حَدِيث عَاصِم، ويرفعُ حَدِيث أَبِي نضرة، ومنهم من يرفع الحديثَين جَمِيعًا، وقد حدَّثنا [سُلَيمان] (3) بْن حرب بهما (4) ، فأوقَفَ حَدِيث عَاصِم، ورفَعَ حَدِيث أَبِي نَضْرة.
قلتُ: فالصَّحيحُ ما هو؟
فَقَالَ (5) : أمَّا حديثُ عَاصِم فالصَّحيحُ موقوفٌ، وحديثُ أبي نَضْرة
_________
(1) في (ك) : «وعن» .
(2) هو: المنذر بن مالك العبدي.
(3) في جميع النسخ: «سليم» ، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة. وانظر "تهذيب الكمال" (11/384) .
(4) يعني: عن حماد بن سلمة، لكن لم نقف على رواية سليمان بن حرب هذه.
(5) في (ف) : «قال» .
(5/697)
الصَّحيحُ مرفوعٌ؛ لأنَّ سُلَيمان كَانَ ثَبْتً (1) .
وسألتُ (2) أَبِي: عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ وأيُّوبَ، عَنْ محمدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ المَلائكةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم ... الْحَدِيثُ.
تَمَّ الجُزْءُ الثالثَ عَشَرَ، بحمدِ اللهِ وعونِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِويتلوه في الجُزْءِ الرَّابِعَ عَشَرَفي هذا الحديثِ الذي تَقدَّمعن حمَّاد بن زيدوالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ (3)
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) .
(2) كذا جاء سياق نهاية هذا الجزء في (أ) ، والأولى أن يتقدَّم عليه قوله: «تَمَّ الجُزْءُ الثالثَ عشَرَ بحمد اللَّه وعونه ومنِّه وكرمه، ويتلوه في الجزءِ الرابعَ عَشَرَ» ؛ كما جرت به العادةُ في نهاية بقية الأجزاء، وقد استدرك الناسخ ذلك في النسخة (ف) ، فجعَلَ تخريجةً (لَحَقًا) بعد قوله: «كان ثَبْتً» ، وكتب في الهامش: «تَمَّ الجزءُ الثالثَ عَشَرَ، ويتلوه في الجُزءِ الرَّابعَ عَشَرَ، وأوَّلُه الحديث المكتوب بعد التخريجة» ، ثم انتهت التخريجة، ورجع إلى أصل النسخة، وفيها: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ وأيُّوب، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: "إنَّ المَلائكةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم ... " الحديث، والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ وآله وصَحْبِه أجمعينَ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين، وحَسبُنا الله وكفى» .
(3) من قوله: «تم الجزء الثالث عشر» إلى هنا ليس في (ش) ، وفي مقابله في الهامش: «آخر الجزء الثالث عشر» . ثم ذكر الحديث بعدُ كاملاً في أول الجزء التالي. ولم ترد خاتمة للجزء في (ت) و (ك)
(5/698)
بِسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ (1) وسَلَّمَ تسْلِيمًا كثيرًاالجُزْءُ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الآدَابِ والطِّبِّ (3)
2266 - قَالَ (4) أَبُو محمَّد (5) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (6) ، عَنْ يُونُسَ (7) وأيُّوبَ (8) ، عَنْ محمَّد (9) ، عن أبي
_________
(1) قوله: «وصحبه» ليس في (ف) .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(4) نقل ابن حجر في "فتح الباري" (13/25) تصحيح أبي حاتم للطريق المسندة، لكن جاء فيه: «موقوفًا» ، والصواب: «مرفوعًا» ، والظاهر أنه خطأ طباعي، على ما يدلُّ السياق، وستأتي هذه المسألة برقم (2737) ، وانظر المسألة رقم (2767) .
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" (14416) - من طريق قتيبة بن سعيد ويحيى ابن حبيب بن عربي، كلاهما عنه، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (2162) من طريق قتيبة، عن حماد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة، به موقوفًا.
ورواه ابْنِ عون عَن مُحَمَّد بن سيرين واختُلف عنه:
فرواه سليم الأخضر - كما عند النسائي في "الكبرى" (14472/تحفة الأشراف) -وابن أبي عدي - كما ذكر الإمام أحمد في "مسنده" (2/256 رقم 7476) - كلاهما عن ابن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، به موقوفًا.
ورواه مسلم في "صحيحه" (2616) من طريق يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا.
(7) هو: ابن عُبَيد.
(8) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني.
(9) هو: ابن سيرين.
(6/5)
هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِنَّ الملائكَةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم إِذا أَشارَ إِلى أَخيهِ بحَديدَةٍ؟
قَالَ أَبِي: فَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ أيُّوب وَيُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ موقوف أو مسند؟
قَالَ: المسندُ أصحُّ (2) .
_________
(1) تابعه سفيان بن عيينة - كما عند مسلم (2616) -، وسفيان الثوري - كما عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/123) - كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا.
ورواه الترمذي في "جامعه" (2162) من طريق خالد الحذاء، وابن حبان في "صحيحه" (5944 و5947) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة به، مرفوعًا.
قال الترمذي: «وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث خالد الحذاء» .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (1841) : «يرويه ابن عون، وهشام، عن ابن سيرين، واختُلف عنهما في رفعه، فرفعه الأنصاري ويزيد بن هارون، عن ابن عون، ورفعه أيضًا عباد عن هشام، ورفعه محبوب بن الحسن عن خالد، ورفعه مطر الوراق والأوزاعي عن ابن سيرين. ووقفه ابن أبي عدي، عن ابن عون ومكي عن هشام ابن حسان. ووقفه أيضًا يونس بن عبيد وسلمة بن علقمة جميعًا عن ابن سيرين. والأشبه بالصواب المسند. وهو الصحيح» .
ومما يؤيد ترجيحَ أبي حاتم: أن حماد بن زيد _ح معروفٌ عنه وقفُه للمرفوعات إذا شك فيها؛ لأنه لم يكن صاحب كتاب. وأيضًا روى الخطيب في "الكفاية" (2/524) بإسناده إلى ابن سيرين أنه قال: «كل شيء حدَّثت عن أبي هريرة فهو مرفوع» .
(6/6)
2267 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - أَخُو حمَّاد بْنِ زَيْدٍ - وَابْنُ عُلَيَّة (2) ،
عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) أَرْحَمَ بالصَّغيرِ، وَكَانَ يَسْتَرضِعُ إبراهيمَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عمرِو بنِ سَعِيدٍ، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ قصَّر بِرَجُلٍ (6) .
2268 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَدِيٍّ (7) ،
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2293) .
(2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2316) .
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (376) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4197) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب، به. ومن طريق أبي يعلى رواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (136) .
(3) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني.
(4) في (أ) و (ش) و (ك) : «عمر» .
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2229) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4192) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (135) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (4/21/ب: «يرويه أيوب السختياني، واختُلف عنه، فرواه وُهَيْب وَابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس، وخالفهما حماد ابن زيد، فرواه عن أيوب، عن أنس لم يذكر بينهما أحدًا، والأول أصحُّ» . وانظر "تاريخ ابن معين" (4321/رواية الدوري) .
(7) هو: محمد.
(6/7)
عَنْ حَبِيبِ بنِ الشَّهيد، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (1) : أنَّ ابْنَ الزُّبَير قال لعبد الله بْنِ جَعْفَرٍ: أتذكُرُ يومَ (2) تلقَّينا النبيَّ (ص) (3) ... ؟
وَرَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة: أنَّ ابنَ الزُّبَير قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: أتذكُرُ يومَ تلقَّينا النبيَّ (ص) (5) ، أَنَا وَأَنْتَ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: يختلفونَ فِيهِ، يَقُولُونَ (6) : هَكَذَا وَهَكَذَا، وشُعبة حافظٌ (7) .
_________
(1) هو: عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مليكة.
(2) قوله: «يوم» سقط من (ف) .
(3) وتتمته: «أنا وأنت وابن عباس؟ قال نعم، فحَمَلَنا وتَرَكَك» .
(4) في (ك) : «رسول الله (ص) » .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/240 رقم 2146) .
(6) في (ش) : «فيقولون» .
(7) وقع في هذا الحديث اختلافان:
الاختلاف الأول: في قائل: «أتذكر يوم تلقينا النبيَّ (ص) » أهو ابن الزبير أم ابن جعفر؟ ويتفرَّع عليه الخلافُ في قائل: «فحملنا وتركك» في آخر الحديث.
فرواه البخاري (3082) من طريق يزيد بن زُريع وحميد ابن الأسود، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قال ابن الزبير لابن جعفر ج: أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحَمَلَنا وتركَك.
قال ابن حجر في "الفتح" (6/192) : «ظاهره أن القائل: "فحملنا" هو عبد الله بن جعفر، وأن المتروك، هو ابن الزبير» . اهـ.
ورواه مسلم (2427) من طريق ابن عُلَيَّة وأبي أسامة، عن حبيب، عن أبي مليكة: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر ... فذكره.
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (7/438) : «وظاهره أن قائل هذا ابنُ الزبير، وأن ابن جعفر المتروك، ونحوه فى مسند ابن أبي شيبة؛ لكن البخاري والنسائي ذكرا الخبرَ على خلاف هذا مما هو الأشبه، وأن القائل أولاً: "أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) ؟ " إنما هو ابن الزبير، ويكون القائل له: "نعم، فحَمَلَنا وتركَك" ابن جعفر، ويدلُّ على صحَّتِه ما ذكر مسلم بعده من الأحاديث عن عبد الله بن جعفر فانظرها، وإن لم يكن فيها لابن الزبير ذكر» . اهـ.
وقال ابن حجر: «والذي في البخاري أصحُّ، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله (ص) مكة استقبلته أُغيلمةٌ من بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه؛ فإن ابن جعفر من بني عبد المطلب بخلاف ابن الزبير، وإن كان عبد المطلب جدَّ أبيه لكنه جدٌّ لأمه» . اهـ.
ويؤيده ما يأتي ذكره في الخلاف الثاني من حديث شعبة، وفيه قول ابن عباس لابن الزبير: «نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بنى هاشم - وتركك» .
قال ابن حجر: «وقد روى أحمد [1/203] الحديث عن ابن عليَّة فبيَّن سببَ الوهم ولفظه مثل لفظ مسلم؛ لكن زاد بعد قوله: " قال نعم ": قال: " فحملنا ". قال أحمد: وحدثنا به مرَّة أخرى فقال فيه: "قال نعم فحملنا"؛ يعني: وأسقط "قال" التي بعد "نعم". قلت: وبإثباتها توافق رواية البخاري وبحذفها تخالفها، والله أعلم» . اهـ.
والاختلاف الثاني: ما ذكره المصنف من حديث شعبة، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: شهدت ابن الزبير وابن عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلنا رسول الله (ص) وقد جاء من سفر؟ فقال: نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بني هاشم - وتركك.
(6/8)
2269 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن عبد الله بْنِ بَزيع (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ زُرَيع (3) ، عَنْ شُعبة، عَنْ عَديِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَراء، عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ النبيُّ (ص) : اُهْجُوهُمْ (4) ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2240) .
(2) في (ك) : «يريع» .
(3) قوله: «زريع» ، سقط من (ت) ، وتصحف في (ك) إلى: «رزيع» .
(4) في (ك) : «اهجوكم» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «اُهْجُهُمْ» ؛ وما في النسخ صحيح في العربية على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وقد وردت على الجادة في المسألة رقم (2240) .
(6/9)
قَالَ (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: البَرَاء؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لِحَسَّانٍ (2) . كَذَا حدَّثَناه محمَّد بن عبد الله بْنِ بَزيع.
2270 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عيسى بن عبد الله الأنصاريُّ - من وَلَدِ النعمان ابن بَشير (4) - عَنِ المُبارك بْنِ فَضَالَة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: ما عُرضَ على النبيِّ (ص) طِيبًا (5) فردَّهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُبارك، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (ش) : «فقال» .
(2) في (ت) و (ك) : «حسان» .
(3) انظر المسألة رقم (1417) .
(4) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (2/133) ، وابن حبان في "الثقات" (8/492) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (227) .
(5) كذا في جميع النسخ بالنصب، والجادَّة رفعُه على لغة الجمهور؛ لأنه نائب فاعل للفعل «عُرِضَ» ، وقد ورد على الجادَّة في جميع مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ له وجه من العربية، وهو أنَّ الجار والمجرور «على النبي (ص) » هو نائب الفاعل، ويكون قوله: «طيبًا» مفعولاً به منصوبًا، وإنابة غير المفعول به عن الفاعل مع وجوده، عند بناء الفعل لما لم يُسَمَّ فاعلُه، جائز. وانظر التعليق على المسألة رقم (252) .
(6) كذا في جميع النسخ: «إسماعيل بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » مرسلاً، ولم نقف عليه من هذا الوجه. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2194) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/399) ، وأحمد في "مسنده" (3/226 و250 و261 رقم 13364 و13617 و13746) ، والبزار في "مسنده" (2984/كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3197) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (226) ، وابن الغطريف في "جزئه" (64) من طريق المبارك بن فضالة، عن إسماعيل بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به.
ومن طريق أبي القاسم البغوي رواه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3171) ، و"الأنوار في شمائل النبي المختار" (1069) .
قال البزار: «لا نعلمه يروى عن إسماعيل إلا من حديث مبارك» .
ورواه البزار (2985/كشف الأستار) قال: سمعت محمد بن غالب يذكر عن محبوب بن موسى أبي صالح الفرَّاء، عن عبد الله بن المبارك، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ إسحاق وإسماعيل ابني عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به.
قال البزار: «إنما ذكرناه؛ لأن مباركًا لا نعلمه يروي عن إسحاق بن عبد الله، ولا نعلم أحدًا جمعهما إلا مبارك» .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2582 و5929) من طريق ثمامة بن عبد الله، عن أنس أنه كان لا يرد الطِّيب، وزعم أن النبي (ص) كان لا يردُّ الطِّيب.
(6/10)
قال لأبي (1) : عيسى بن عبد الله (2) ؟
قَالَ: رَوَى عَنْهُ الوليدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ شيخٌ دمشقيٌّ ضعيفُ الحديث (3) .
2271 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن مَسْعَدة (4) ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ (5) - أَوْ عَوْفٍ (6) - عَنْ أَبِي رَيْحَانة (7) ، عَنِ ابن عباس، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ولعل «قال» محرفة عن «قلتُ» ، أو المراد: قال، أي: أحدُ التلاميذ، والله أعلم.
(2) يعني: مَنْ عيسى بن عبد الله؟ وقال الدولابي في "الكنى والأسماء": «عيسى بن عبد الله هو أبو موسى الأنصاري» .
(3) تقدَّم في المسألة رقم (1417) قول أبي حاتم عنه: «هو ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، مجهولٌ، رَوَى عَنْهُ الوليد بن مسلم وبقيَّة» !
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2820) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/240) من طريقه عن عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنِ ابن عباس، به مرفوعًا.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/313) .
قال أبو داود: «غندر أوقفه على ابن عباس» .
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي.
(7) هو: عبد الله بن مطر.
(6/11)
النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ نَهى عَنْ تَعَاقُرِ الأَعْراب (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا - مرفوع (2) - باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عبَّاس، قولَهُ (3) .
ومعناه: أنَّ الأعرابَ كانَ (4)
- فِي الجاهليَّة - يَقُولُ بعضُهُم لبعض: نَتَعاقَرُ إبلَنَا؛ إنْ كَانَ كذا وكذا؛ عَقَرْتَ مِنْ (5) إبلك (6) كذا، وإن لم يكُن، عقرتُ مِنْ إبلي كذا، وذلك عَلَى أن يَتَهاجَيَا على تَعاقُرِ الأعرابِ بينهما.
_________
(1) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/272) : «هو عقرهم الإبلَ، كان يتبارى الرجُلان في الجُود والسَّخاء فيعقرُ هذا إبلاً ويعقرُ هذا إبلاً، حتى يُعَجِّزَ أحدهما الآخرَ، وكانوا يفعلونها رياءً وسمعة وتفاخُرًا، ولا يَقْصدون به وجهَ الله، فشبَّهه بما ذُبح لغير الله» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وأصل الكلام: هذا باطلٌ مرفوعًا.
(3) رواه الحربي في "غريب الحديث" (3/992) : حدثنا أبو بكر بن الأسود، حدثنا غُندر، عن عوف، عن أبي ريحانة؛ كان ابن عباس يقول: لا تأكلوا من تَعاقُر الأعراب. اهـ. وتتمته عند غيره: «فإني لا آمنُ أن يكونَ مما أُهِلَّ به لغير الله» .
ورواه ابن أبي شيبة في "تفسيره" - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/567) لابن تيمية - قال: حدثنا وكيع، عن أصحابه، عن عوف الأعرابي، عن أبي ريحانة قال: سئل ابن عباس ... فذكره.
(4) كذا في جميع النسخ، وفي هامش (ف) : «هكذا في أصله» ، ويتخرَّج على وجهين:
الأول: على أنَّ اسم «كان» ضمير الشأن، والتقدير: «أنَّ الأعرابَ كان هو [أي: الشأن] : يقول بعضُهُم لبعض في الجاهليَّة ... إلخ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (854) . والثاني: أن ضبطها «كانُ» وهي من باب الاجتزاء بالحركة عن الحرف، فالأصل: «كانُوا» ، ولكن اجتُزئ بضمة النون عن الواو، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (679) .
(5) قوله: «من» من (ك) فقط.
(6) في (ك) : «إبل» .
(6/12)
2272 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَنْبَسَة بن عبد الواحد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: إِيَّاكُمْ ومَجَالِسَ الطُّرُقِ، فإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَأَدُّوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ... ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثَناه يزيدُ بنُ أَبِي يَزِيدَ القطَّان، عَنْ عَنْبَسَة.
وَرَوَاهُ أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتادة؛ أَنَّهُ بلغَه أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ... .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قال: إنْ كان ذلك محفوظً (2) فَهُوَ حسنٌ، وما أخوفَني أن يكونَ قد أفسَدَ حديثُ أَبانَ ذَلِكَ الحديثَ.
2273 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الوهَّاب الخفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ (6) النبيَّ (ص) احتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ؟
_________
(1) هو: ابن يزيد العطَّار.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2476) ، وانظر المسألة رقم (2388) .
(4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/447) ، والبزار في "مسنده" (3021/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (2831 و8225) ، والدارقطني في "العلل" (4/28/أ) . قال البزار: «لا نعلم أحدًا رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا سعيد، ولا عنه إلا عبد الوهَّاب، وعبد الوهَّاب ليس بالقوي في الحديث، وقد روى عنه أهل العلم» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد، تفرَّد به عبد الوهَّاب بن عطاء» .
(5) هو: ابن أبي عَروبة.
(6) في (ف) : «عن» بدل: «أن» .
(6/13)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ، عَنْ قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) ...
قلتُ لأَبِي: هَذَا خطأٌ؟
قَالَ: لا؛ لأنَّ مَعْمَرً (1) أَيْضًا قَدْ رَوَاهُ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (2) .
2273/أ - قال أبومحمَّد (3) : قيل (4) لأبي زرعة: هُشَيمٌ (5)
يروي
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروفٌ، والجادَّة = = «معمرًا» بألف تنوين النصب، لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
ورواية معمر أخرجها أحمد في "مسنده" (3/164 رقم 12682) ، وأبو داود في "سننه" (1837) ، والنسائي في "سننه" (2849) ، والترمذي في "الشمائل" (358) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3041) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2659) ، وابن حبان في "صحيحه" (3952) ، والحاكم في "المستدرك" (1/453) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/339) ، والبغوي في "شرح السنة" (1986) ، و"الأنوار في شمائل النبي المختار" (1099) بلفظ: «أن النبيَّ (ص) احتجم وهو مُحرِمٌ على ظهر القدم من وَجَعٍ كان به» .
قال أبو داود: «سمعتُ أحمد قال: ابن أبي عروبة أرسله؛ يعني: عن قتادة» .
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (10/154) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (4/28/أ) : «يرويه عبد الوهَّاب بن عطاء واختُلف عنه؛ فرواه أحمد بن منيع واختُلف عنه أيضًا؛ فرواه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو عبد الله بن عمير وأبو حامد الحضرمي، عن أحمد بن منيع، عن عبد الوهَّاب، عن شعبة. وخالفهم البغوي فرواه عن جده، عن عبد الوهَّاب، عن سعيد. وأخرج كتاب جدِّه وأنكر على من رواه عنه عن شعبة، وكذلك رواه غيرُ أحمد بن منيع، عن عبد الوهَّاب، عن سعيد أيضًا، وهو الصواب، حدثناه أبو حامد الحضرمي إملاءً، ثنا أحمد بن منيع، نا عبد الوهَّاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، به» .
(3) قوله: «قال أبومحمد» من (ف) فقط.
(4) في (أ) و (ش) : «وقيل» بالواو.
(5) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/162 رقم 17482) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (266) .
ورواه أبو عبيد في "الأموال" (630) عن هشيم وإسماعيل بن علية، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به مرسلاً. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33434) من طريق وكيع، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (450/بغية الباحث) من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به مرسلاً.
(6/14)
عَنِ ابْنِ عَوْن (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِياض بْنِ حِمار (2) ؛ أَنَّهُ بَعَثَ إلى النبيِّ (ص) هَدِيَّةً قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، فردَّهُ (3) عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّا لاَ نَقْبَلُ زَبْدَ (4) المُشْرِكِينَ.
وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبيل (5) ، عن الصَّلْتِ ابن عبد الرحمن
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ت) و (ك) : «حماد» .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي رواية أبي عبيد وابن أبي شيبة: «فردَّها» ؛ وهي الجادة، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان:
الأول: أن الضمير مذكَّر، ويُجعل ذلك من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ والمراد: فردَّ العَطاءَ عليه، أو فردَّ المذكورَ عليه، أو نحوه. وانظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل: «فرَدَّها» ، لكن حذفت الألف، ونقلت فتحة الهاء إلى ما قبلها؛ فصارت: «فَرَدَّهْ» ، على لغة طيِّئ ولخم. انظر التعليق على المسألة رقم (235) .
(4) في (أ) و (ف) : «زيد» . والزَّبْد - بسكون الباء الموحدة -: هو الرِّفْد والعَطاء. "النهاية" (2/293) .
(5) هو: سليمان ابن بنت شرحبيل، وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/210) ، والطبراني في "الأوسط" (70) ، و"الصغير" (4) .
قال العقيلي: «الصلتُ بن عبد الرحمن، عن الثوري مجهول، لا يتابعَ على حديثه» . وقال: «وقال أشعث ابن سوار وأبو بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عياض بن حمار المجاشعي. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار نحوه، وكل هذه الأحاديث غير محفوظة، وأسانيدها متقاربة» .
وقال الطبراني: «لم يَروه عن سفيان إلاَّ الصلت بن عبد الرحمن، تفرَّد به سليمان بن عبد الرحمن» .
(6/15)
الزُّبَيدي، عَنْ سُفيان الثَّوري، عَنِ ابْنِ عَوْن، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْران؛ قَالَ: بَعَثَ عِياضُ بْنُ حِمارٍ (1) إلى النبيِّ (ص) ... ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ هُشَيم، عَنِ ابْنِ عَوْن أشبهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد (2) : وسألتُ أَبِي عنه؟
فَقَالَ: «حديثُ هُشَيمٍ الصَّحيحُ، والذي يقولُ: "عَنْ عِمْران"، فليس بشيء» ، وأنكَرَهُ جِدًّا.
2274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زياد ابن الرَّبيع (3) ، عَنْ عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قال:
_________
(1) في (ك) : «حماد» .
(2) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3477) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/488/مسند ابن عباس) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23673) ، وأحمد في "مسنده" (1/354 رقم 3316) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (574/المنتخب) ، والترمذي في "جامعه" (2053) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (1/488/مسند ابن عباس) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (330) ، والحاكم في "المستدرك" (4/209 و210) . قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من حديث عبَّاد بن منصور» .
وروى العقيلي بإسناده إلى يحيى بن سعيد القطان أنه سأل عبَّاد بن منصور: «سمعتَ "مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ ... "، و "النبي (ص) كان يكتحل ثلاثًا"؟ فقال: حدثني ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس» .
(6/16)
مَا مَرَرْتُ بِمَلَأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلاَّ كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي (1) : عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ؟
قَالَ (2) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
قَالَ (3) أَبِي: يُقالُ: إنَّ عبَّاد بْن مَنْصُور أخذ جُزءًا من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ فما كَانَ من المَناكِير فهو من ذاك.
2275 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زياد ابن الرَّبيع (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان، عن محمَّد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ يُجْلِي البَصَرَ، ويُنْبِتُ الشَّعْرَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوه عَنْ محمَّد إلا الضعفاءُ (5) : إسماعيلُ بْن مُسْلِم (6) ونحوهٌ، ولعلَّ هشامَ بن حسان أخذه من
_________
(1) قوله: «لي» سقط من (أ) و (ش) .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» .
(3) في (ف) : «وقال» .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/195) .
(5) في (ت) و (ك) : «الصعقل» .
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23475) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1085/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3496) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/92) .
ورواه الترمذي في "الشمائل" (52) ، و"العلل الكبير" (529) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2058) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (748/مسند ابن عباس) من طريق محمد بن إسحاق، والطبري أيضًا (766) من طريق قزعة بن سُوَيد، والطبراني في "الأوسط" (6151) من طريق سليمان بن خالد، وابن عدي في "الكامل" (3/304) من طريق سلام بن أبي خبزة، جميعهم عن محمد بن المنكدر، به. قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه من حَدِيث مُحَمَّد بن إسحاق» .
(6/17)
إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم؛ فإنه كَانَ يُدَلِّس (1) .
2276 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بن سَهْل؛ قال: أخبرني العباسُ - وزاد غيره (3) -: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الرُّقَى حِينَ قَدِمَ المدينةَ.
قَالَ أَبُو حَفْص عَمْرُو بْنُ عليٍّ (4) : الحديثُ عَنْ أَبِي أُمامة، وقولُهُ: «أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ» كلامُ ابْنِ جُرَيج (5) ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، والعباسُ شيخٌ لابْنِ جُرَيج، وَلَيْسَ هو بالعباس ابن عبد المُطَّلب.
قَالَ أَبُو محمَّد (6) : وحدَّثنا بهذا الْحَدِيثِ أحمدُ بنُ عِصَامٍ، عَنْ رَوْح (7) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ - وَزَادَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ - عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ رَجُل مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهى عَنِ الرُّقى حِينَ قَدِمَ المدينةَ؛ فقد بيَّن هَذَا الحديثُ علَّةَ حديث أبي عاصم.
_________
(1) ويؤيِّد ما ذهب إليه أبو حاتم أن الطبراني روى الحديث في "الأوسط" (6056) من طريق زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ هِشَامِ بن حسان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن حسان إلا زياد بن الربيع» .
(2) هو: الضحَّاك بن مَخْلَد.
(3) سيأتي ما يوضح السياق في هذه الرواية.
(4) هو: الفَلاَّس.
(5) قوله: «ابن جريج» سقط من (أ) و (ش) .
(6) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط.
(7) هو: ابن عُبادة.
(6/18)
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وذُكِرَ لي أنَّ أَبَا مسعودِ بنَ الفُراتِ أدخل هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي عَاصِم فِي مسند العباس بْن عبد المُطَّلب، ووَهِمَ فيه.
2277 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرارَة مِنَ الشَّوكَة (3) ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أخطَأَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري (4) ،
عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل (5) : أنَّ النبيَّ (ص) كَوَى أسعَدَ، مُرسَلً (6) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2489) .
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2050) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3528) ، وابن حبان في "صحيحه" (6080) ، والحاكم في "المستدرك" (3/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/342) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/27) من طريق جرير بن حازم، عن معمر، به.
(3) الشَّوكة: داءٌ يكونُ منه حُمرةٌ تعلو الوجهَ والجسدَ. انظر "النهاية" (2/510) .
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها معمر في "جامعه" (19515/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري، به. ومن طريق معمر أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/611) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/610) من طريق صالح بن كيسان، والحاكم في "المستدرك" (4/214) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/61) من طريق يونس بن يزيد، وابن عبد البر أيضًا في "التمهيد" (24/61) ، وفي "الاستذكار" (27/40) من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل، به.
(5) هو: أسعد بن سهل بن حنيف، معدود في الصَّحابة، له رؤية ولم يسمع من النبيِّ (ص) .
(6) أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/392) هذا الحديث من طريق العباس بن يزيد البحراني، عن يزيد ابن زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن أنس، ثم قال: «قال العباس: وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة؛ وذلك أنه لم يكن معه كتاب فغلط في هذا ... قال عبد الرزاق: فلما قدم علينا قال: إني قد غلطت بالبصرة في حديثين حدثتهم، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ النبي (ص) كوى أسعد بن زرارة، وإنما حدثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، مرسل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/24 ب - 25/أ) : «يرويه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ حدَّث به بالبصرة، ووهم فيه، والصحيح: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل: أن النبي (ص) كوى أسعد بن زرارة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/60) : «قد روي مسندًا من حديث ابن شهاب، عن أنس؛ إلا أنه لم يروه بهذا الإسناد عن ابن شهاب إلا معمر وحدَه، وهو عند أهل الحديث خطأ، يقولون: إنه مما أخطأ فيه معمر بالبصرة، ويقولون: إن الصَّواب في ذلك حديثُ ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بن حنيف» .
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي (2/603) : «مما اختلف فيه باليمن والبصرة حديث: أن النبي (ص) كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الشوكة؛ رواه باليمن عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل مرسلاً، ورواه بالبصرة عن الزهري، عن أنس، والصَّواب المرسل» .
وقوله: «مرسل» يجوز نصبه على الحال، ويجوز رفعه على أنه خبر ثان. انظر تعليقنا على المسألة رقم (85) .
(6/19)
2278 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا عَمْرُو ابن عليٍّ الصَّيْرفي (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهى أَنْ يَنتعِلَ الرجلُ قَائِمًا، أَوْ يَشتَمِلَ (4) الصَّمَّاءَ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ثُمَّ رجَعَ أَبُو (5) حَفْص عَنْ قَوْلِهِ: نَهَى أنْ يَنتعِلَ الرجلُ قَائِمًا، وَكَانَ قَدِيمًا حدَّثنا به.
_________
(1) هو: الفلاَّس؛ أبو حفص.
(2) هو: الضَّحاك بن مَخْلَد.
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(4) في (ك) : «يشتمد» . وانظر التعليق على المسألة رقم (544) .
(5) قوله: «أبو» سقط من (ش) .
(6/20)
2279 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي الوَزير (2) ، عَنْ موسى بن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَيْبَة الحَجَبي (3) ، عَنْ عَمِّه (4) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : ثَلاَثَةٌ يُصَفِّيِنَ لَكَ وُدَّ أَخِيكَ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وتُوَسِّعُ (5) لَهُ فِي المَجْلِسِ، وتَدْعُوهُ بِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، وموسَى ضعيفُ الْحَدِيثِ (7) .
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/326 و340) ، والذهبي في "الميزان" (4/213) .
(2) هو: محمد بن عمر بن مطرف. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/352) ، والطبراني في "الأوسط" (8369) ، والدارقطني في "الأفراد" (258/ب/أطراف الغرائب) ، وابن جُمَيع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 246-247) ، والحاكم في "المستدرك" (3/429) ، وتمَّام في "فوائده" (1172 و1173/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/377) .
ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "الآداب" (229) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ موسى بن عبد الملك إلا إبراهيم بن أبي الوزير» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به موسى بن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شيبة» .
(3) في (ك) : «الحجين» . وهو: شيبة بن عثمان.
(4) هو: عثمان بن طلحة.
(5) في (ك) : «يوسع» .
(6) ضبَّب ناسخ (ف) على آخر كلمة: «منكر» ، وليس فيها ما يشكل، إلا أن يكون بسبب بياض يسير بينها وبين قوله: «وموسى» ، فخشي أن يلحق فيه شيء، والله أعلم.
(7) قال الدارقطني في "العلل" (1194) : «يَرْوِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عنه. ورواه موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه فقال: عَنْ شَيْبَة الحَجَبي، عَنْ عَمِّهِ. قاله أبو المطرف بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، عَنْ مُوسَى ابن عبد الملك، فإن كان حفظَه فقد وصل إسناده وأغربَ به، والله أعلم» .
(6/21)
2280 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عامرٍ العَقَديُّ (1) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (2) ، عن (3) عبد العزيز بْنِ حَكِيم، عَنْ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: رأيتُ ابْنَ الحنفيَّة (4) يَخضِبُ بالحِنَّاء والكَتَم (5) ، فقلتُ (6) لَهُ: أَكَانَ عليٌّ يَخضِبُ (7) ؟ قَالَ: لا؟
إِنَّمَا هُوَ (8) : أَبُو إِدْرِيسَ (9) .
2281 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبَّان بْنُ هِلالٍ (10) ، عَنْ هَارُونَ المُقرئ (11) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَشْعَث [الحُمْلي] (12) أبو عبد الله؛
_________
(1) هو: عبد الملك بن عمرو.
(2) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(3) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(4) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب.
(5) الكَتَمُ بفتحتين: نبتٌ فيه حُمرَةٌ يُخْلَط بالوَسِمَة، ويُخْتَضَبُ به للسَّوادِ. "المصباح المنير" (ك ت م/2/525) . والوَسِمَةُ: نبتٌ يُخْتَضَبُ بورقه أيضًا. انظر المصدر السابق (وس م/2/660) .
(6) في (ت) و (ك) : «فقالت» .
(7) في (ك) : «يخطب» .
(8) كذا في النسخ! ومن الواضح أنه سقط منه قوله: «قال أبي» قبل قوله: «إنما هو» .
(9) رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/114) عن عُبَيدالله ابن موسى والفضل بن دكين قالا: حدثنا إسرائيل، عن عبد العزيز بن حكيم، عن أبي إِدْرِيسَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يخضِبُ بالحنَّاء والكَتَم، فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ عَلِيٌّ يخضِبُ؟ قَالَ: لا، قلت: فما لك؟ قال: أتشبَّب به للنساء.
(10) روايته أخرجها البخاري "التاريخ الكبير" (1/433) .
(11) في (ك) : «المقبري» . وهو: هارون بن موسى الأزدي النَّحْوي.
(12) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «الجملي» بالجيم، وهو: أشعث بن عبد الله بن جابر الحُدَّاني، وقد يُنسَب إلى جدِّه وهو الحُمْلي. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/253) ، و"التقريب" لابن حجر.
(6/22)
قَالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ، يقولُ: قال (1) رسولُ الله (ص) : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ بُورِكَ لَهُ؛ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟
قَالَ أَبِي: أَشْعَثُ هو [الحُدَّاني] (2) .
قلتُ: ما حالُهُ؟
قَالَ: شيخٌ كَانَ أعمَى.
2282 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه بَشَّار بْنُ عُمَرَ الخُرَاساني (3) بِمِصرَ سنةَ سِتَّ عَشْرَةَ (4) ومئتين؛ قَالَ: حدَّثنا حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: ملعونٌ ملعونٌ (5) مَنْ أحاطَ عَلَى مَشْرَبةٍ، أَوْ بَاعَدَ مَقْرَبَةً. فسُئِلَ حُمَيدٌ الطَّويل: ما المَشْرَبَةُ؟ فَقَالَ (6) : بئرُ ماءٍ يَشربَُ منه الناسُ، فضرَبَ عليه خِباءَهُ أو قُبَّتَهُ، وأمَّا المَقْرَبَةُ (7)
_________
(1) في (أ) و (ش) : «قال قال» .
(2) في جميع النسخ: «الحراني» ، والتصحيح من المصادر السابقة.
(3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/416) : «نزيل مصر، روى عن حميد الطويل حديثًا منكرًا، سمع منه أبي بمصر سنة عشر ومئتين، خطَّ أبي على حديثه ولم يحدِّث عنه» .
(4) في (ك) : «ستة عشر» .
(5) ضبَّب ناسخُ (ف) على «ملعون» الثانية.
(6) في (ت) و (ك) : «قال» .
(7) قال ابنُ الأَثِير في النهاية (4/34) : «وفيه: مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ، فعليه لَعْنَةُ اللهِ» ، والمَقْرَبَةُ: طريقٌ صغير يَنْفُذُ إِلى طريقٍ كبيرٍ، وجمعها: المَقَارب، وقيل: هو من القَرَبِ، وهو السَّيْرُ باللَّيْل، وقيل: السَّيْرُ إِلى الماءِ، ومنه الحديث: ثلاثٌ لَعِيناتٌ: رَجُلٌ غَوَّرَ طَرِيقَ المَقْرَبَة» . اهـ. وانظر "تاج العروس" (قرب) .
(6/23)
فطريقٌ كان يَختَصِرُه (1) قطعها عَنْ مَمَرِّ الناسِ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2283 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب (3) ،
عَنْ عيسى بن عبد الرحمن السُّلَمي؛ قَالَ: حدَّثني عَدِي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنَّ فُلاَنًا هَجَانِي وهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ فَأَهْجُوَهُ (5) ، فَالْعَنْهُ عَدَدَ مَا هَجَانِي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوونه عَنْ عَديٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) مُرسَلاً، بلا «بَرَاء» .
2284 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ بَشير (6) ، عن
_________
(1) في (ك) : «مختصرة» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2557) ، وفيها زيادة في أولها.
(3) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (382) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/287) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ل 187) .
ومن طريق الروياني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/118) .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (3332) من طريق أحمد بن المفضل الحفري، عن عيسى بن عبد الرحمن، به.
واللفظ في بعض مصادر التخريج: «اللهم إن عمرو بن العاص هَجاني ... » .
قال الذهبي في "الميزان" (3/318) بعد أن ذكر رواية الروياني: «يعني: قبل أن يُسْلِم، والحديث منكر» .
وقال ابن عساكر: «في إسناده مقالٌ، وهذا قبل إسلامه، والإسلام يَجُبُّ ما قَبْلَه» .
(4) في (ف) : «أنس» بدل: «البراء» .
(5) قوله: «أَهْجُوَهُ» منصوبٌ بعد فاءِ السببيَّة؛ لسبقه بنفيٍ محضٍ، انظر المسألة (189) .
(6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (746) ، والطبراني في "الكبير" (1/260 رقم 757) ، و"الصغير" (687) ، و"مسند الشاميين" (2586) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/169) ، وتمَّام في "فوائده" (713/الروض البسام) .
واقتصر الطبراني في رواياته على الشطر الثاني حسبُ.
قال الطبراني: «لم يَروه عن قتادة إلا سعيد، تفرَّد به أبو الجماهر» .
(6/24)
قَتادة؛ قَالَ: أُراه عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ (1) لَقَبِلْتُ، ولَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَكَانَ يَأْمُرُ بالهديَّة صِلَةً بين الناس، وقال: لو قد أَسْلَمُوا، تَهَادَوا مِنْ غَيْرِ جُوعٍ؟
قَالَ أَبِي: أولُ الحديثِ رَوَاهُ أَبَانُ (2) ،
عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ.
وَأَمَّا الكلامُ الأخيرُ: فَإِنَّمَا يُروى عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ؛ أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
_________
(1) الكُرَاع: من الغَنَم والبَقَر بمنزلة الوَظيفِ من الفَرَس، وهو مُسْتَدَقُّ الساعد. وقال ابن فارس: الكُرَاعُ من الدَّوابِّ ما دونَ الكَعْب، ومن الإنسان ما دون الرُّكْبَة. انظر "المصباح المنير" (ك ر ع/2/531) .
(2) هو: ابن يزيد العطار. وتابعه على روايته هذه: سعيد ابن أبي عروبة، وروايته أخرجها ابن سعد في = = "الطبقات" (1/389) ، وأحمد في "مسنده" (3/209 رقم 13177) ، والترمذي في "جامعه" (1338) ، و"الشمائل" (337) ، وابن حبان في "صحيحه" (5292) ، والضياء في "المختارة" (7/19) .
قال الترمذي: «حديث أنس حسن صحيح» .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة (34) .
والحديث رواه المروزي في "البر والصلة" (249 و257) من طريق يونس، عن الحسن، به مرسلاً.
(6/25)
2285 - وسألتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أيُّوب (2) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنعاني (3) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، يرفعُه، قَالَ: مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ العِشَاءِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ حَتَّى يُصْبِحَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ، لا يَرْفعونَهُ يقولون: عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو فقَطْ (4) .
قلتُ: الغَلَطُ ممَّن هو؟
قَالَ: من مُوسَى، لا أدري من أينَ جاء بهذا مرفوعً (5) .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه ابنُ حجر في "القول المسدد" (ص37) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1238) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/339) .
(3) هو: شَراحيل بن آدةَ.
(4) الحديث رواه المروزي في "كتاب الصلاة"- كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/218) للسيوطي - قال: حدثنا إسحاق، أنبأنا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن أبي السائب قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول: سمعت عبد الله بن عمر (كذا) به موقوفًا.
قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص295) : «مراد أبي حاتم أن صواب الرواية عن الوليد بن مسلم هي رواية الوقف، فأما صحَّة الخبر عن عبد الله بن عمرو ففيها نظر؛ لأن الوليد ابن مسلم مدلِّس ولم يصرِّح بالسماع» . اهـ.
تنبيه: لم نقف على هذا الحديث في المطبوع من "تعظيم قدر الصلاة" للمروزي، وقد نبَّه محقق الكتاب (ص 75) على وجود نقصٍ في الكتاب من آخره، فلعلَّ هذا منه، والله أعلم.
(5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6/26)
2286 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي الفَضْل (3) ، عَنْ مَكحُول (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو الفَضْل هَذَا؟
قَالَ: شيخٌ مجهول.
وقال (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ.
2287 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : اصْبُغُوا اللِّحَى، وخَالِفُوا اليَهُودَ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ الأوزاعيُّ فِي هَذَا الحديث؛ الناسُ يقولون: عن
_________
(1) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (7/92) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الجوهري - كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (1/120) -، من طريق سويد بن سعيد، عن بقية، به.
ومن طريق الجوهري رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (345) وقال: «هذا الحديث لا يصحُّ» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (193) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن الفضل» . وهو: بحر بن كُنَيز. انظر "ميزان الاعتدال" (1/298) .
(4) هو: أبو عبد الله الشامي.
(5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (1452) .
(7) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(6/27)
الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) .
2288 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ (5) جميلٍ الحَذَّاء، عن سَهْل ابن سعد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو (6) : اللَّهُمَّ، لاَ تُدْرِكْنِي زَمَانًا فِيهِ قَوْمٌ لاَ يَتَّبِعُونَ العَلِيمَ، وَلا يَسْتَحْيُونَ الحَلِيمَ (7) ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ العَجَمِ، وأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ العَرَبِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا قُتَيبة (8) ، عَنْ بَكْرِ بنِ مُضَر، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَمِيلٍ: أنَّ (9) النبيَّ (ص) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري (3462) من طريق صالح بن كيسان، عنه، به.
(2) كذا قال أبو حاتم هنا بينما صحَّح في المسألة رقم (1452) روايةَ ابن عيينة التي جمَعَ فيها بين سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن؛ فقال هناك: «قد جُمِعَا، وهو صحيحٌ» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2755) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/340 رقم 22879) ، والروياني في "مسنده" (1116) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 275-276) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (221) .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) في جميع النسخ،: «يدعوا» بألف بعد الواو، وهو رسم قديم، وقد تقدم تعليقنا عليه في المسألة رقم (1025) .
(7) الفعل: «استَحْيا» يتعدَّى بنفسه وبالحرف، فيقال: اسْتَحْيَيْتُ منه واسْتَحْيَيْتُه. انظر "المصباح المنير" (ح ي ي/1/160) .
(8) هو: ابن سعيد.
(9) في (ش) : «عن» .
(6/28)
قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ؛ لأَنَّ عَمْرًو (1) أحفظُ مِنِ ابنِ لَهِيعَة وأتقنُ (2) .
2289 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بنُ يزيد الأزرق (3) - والدُ محمود بن خالد - عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص الجُشَمي (5) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا، ضَمِنْتُ لَهُ الجَنَّةَ: إِذَا حَدَّثَ (6) صَدَقَ ... ؟
قَالَ (7) أَبِي: رأيتُ هَذَا الحديثَ فِي روايةِ بعضِ الثِّقات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّهُ بلَغَهُ عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا أشبهُ.
2290- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروَانُ بْنُ محمَّد الطَّاطَري؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ لَهِيعَة (8) ؛ قال: حدَّثنا عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكير بن عبد الله بْنِ الأشَج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ المَديني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن تنوينَ النصب، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، ولو جاء على الجادَّة لقيل: «عَمْرًا» بالألف مع حذف الواو.
(2) وقال في المسألة رقم (2755) : «هذا وهمٌ وهو من تخاليط ابن لهيعة ... » .
وقال ابن يونس في "تاريخ مصر": «جميل بن سالم مولى أسلم يُكنى أبا عروة، رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وابن لهيعة، وحديثُه عن سهل معلول» . نقله ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (149) .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (1371) .
(3) قوله: «الأزرق» سقط من (ك) .
(4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(5) هو: عَوْف بن مالك.
(6) في (ف) : «إذا أحدث» ، وهو خطأ.
(7) في (ف) : «وقال» بالواو.
(8) في (ف) : «ابن أبي لهيعة» .
(6/29)
قال رسولُ الله (ص) : إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمُ الرِّزْقَ، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يَسْأَلُ، ولْيَسْأَلِ اللهَ مَا يَنْفَعُهُ ولاَ يَضُرُّهُ؛ فَإِنَّمَا يَرْزُقُ الحَلاَلَ والحَرَامَ اللهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدا، وكان مروانُ (1) تأخَّر سماعُهُ من ابْن لَهِيعَة، فهو يحدِّث بمثلِ هَذَا.
قلتُ لأَبِي: فأبو إِسْحَاق المَدينيُّ من هو؟
قَالَ: يقال له: الدَّوْسيُّ (2) ، هو (3) معروفٌ.
2291- وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (5) ، عن عُمارَة ابن القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعة (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : لاَ عَدْوَى، ولاَ هَامَةَ (7) ، ولاَ صَفَرَ (8) ؟
_________
(1) في (ش) : «ومروان» .
(2) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/333) .
(3) في (ش) : «وهو» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (2313) و (2343) .
(5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1150) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308) ، وابن حبان في "صحيحه" (6118) .
(6) هو: ابن عمرو بن جرير، قيل اسمه: هرم، وقيل غير ذلك.
(7) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/501) : «أما قوله: "لا هامة" بالتخفيف: فإن العرب كانت تقول: يخرجُ من هامَة القتيل طائرٌ فلا يزالُ يقول: اسقُوني اسقُوني، حتى يُقتَلَ قاتلُهُ، فسمَّوا ذلك الطائرَ هامَةً. وقال أبو عبيد: كانوا يقولون: تصيرُ عظامُ الموتى هامَةً فتطير، وكانوا يسمُّون ذلك الطائرَ الصَّدِيَّ، فأبطَلَ رسولُ الله (ص) ذلك» .
(8) قوله: «لا صَفَر» فُسِّر تفسيرين: الأول: أن «الصَّفَر» فيما تزعمُ العربُ: حيَّةٌ في البطن تعَضُّ الإنسانَ إذا جاعَ، واللَّذْعُ الذي يجدُهُ الإنسان عند الجُوع من عضِّها. فقول النبي (ص) : «لا صَفَر» إبطالٌ لهذا الزعم. انظر "الصحاح" للجوهري (ص ف ر/2/714) .
والثاني: أنه أراد بالصَّفَر: النَّسيءَ الذي كانوا يفعلونَه في الجاهليَّة، وهو: تأخيرُهم المحرَّمَ إلى صَفَر في تحريمه، ويجعلون صَفَرًا هو الشهر الحرام، فأبطله النبيُّ (ص) . انظر "اللسان" (ص ف ر/4/463) .
(6/30)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ ابنُ عُيَينة، رَوَاهُ الثَّوري (1) ،
عَنْ عُمارَة (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن رجُلٍ، عن عبد الله (3) ، عن النبيِّ (ص) .
2292 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرَة (4) ، عَنْ عبد الله بن عبد العزيز (5) ، عَنِ ابْنِ شِهَاب (6) ، عَنْ عَطَاء ابن يَزِيدَ اللَّيثي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) : لاَ تَهَاجَرُوا، ولاَ تَدَابَرُوا (7) ،
_________
(1) روايته أخرجها ابن طهمان في "مشيخته" (85) ، وأحمد في "مسنده" (1/440 رقم4198) ، والترمذي في "جامعه" (2143) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308) .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (5182) من طريق جرير، عن عمارة، به.
ورواه الطحاوي (4/308) من طريق سعيد بن مسروق الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زرعة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله (ص) ، عن ابن مسعود، به.
كذا وقع في المطبوع: «عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله (ص) » !؛ والحديث ذكره ابن حجر في "إتحاف المهرة" (16/51) وفيه: «عن رجل» فقط، ولم يذكر: «من أصحاب رسول الله (ص) » .
(2) في (ف) : «عن أبي عمارة» .
(3) هو: ابن مسعود ح.
(4) هو: أنس بن عياض. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/145 رقم 3957) ، وابن عدي في "الكامل" (4/157) .
(5) هو: الليثي.
(6) في (ف) : «عن أبي شهاب» .
(7) الأصل في اللغة أن يقال: «لا تتَهَاجَرُوا، ولاَ تتَدَابَرُوا» ، لكن حذفت هنا إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) .
(6/31)
وكُونُوا (1) عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، هِجْرَةُ المُؤْمِنِ ثَلاَثًا (2) ؛ فَإِنْ تَكَلَّمَا وإلاَّ أَعْرَضَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى يَتَكَلَّمَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كلامُ الأوَّل (3) صحيحٌ، يخالفونَ أَبَا ضَمْرَة فِي آخرِهِ يقولون: عن عبد الله بن عبد العزيز (4) ،
عَنْ سُلَيمان بْنِ عَطاء بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: من عبد الله بن عبد العزيز.
ثم قال: عبد الله بن عبد العزيز ليس بالقويِّ.
سألتُ أبي عن هذا الحديث؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «تكونوا» .
(2) كذا في جميع النسخ، ومصادر التخريج، وهو صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على أنَّه ظرفٌ سدَّ مَسَدَّ الخبر، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (827) .
(3) قوله: «كلامُ الأوَّل» جادَّته: الكلامُ الأوَّلُ، على الوصف، لكن ما في النسخ صحيح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وقد أجازه الكوفيُّون، وتقدَّم بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (505) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/150 رقم 3974) من طريق عاصم بن يزيد قال: حدثني عبد الله ابن عبد العزيز، به بلفظ: «لا تقاطعوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخوانًا، هجرة المؤمنين ثلاثًا، فإن لم يتكلَّما أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى يتكلَّما» .
قال الدارقطني في "الأفراد" (261/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن عبد العزيز، عن سُليمان ابن عطاء، عن أبيه» .
(6/32)
فقال: لا تَشتغل (1) بحديثِ عبد اللهِ بنِ عبد العزيز، ليس عبد الله فِي هَذَا الوزن أن يُشتغلَ بخطئه، عامَّة حديثه عَلَى هَذَا.
2293 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - أَخُو حمَّاد بْنِ زَيْدٍ - وابنُ عُلَيَّة، عَنْ أيُّوب، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) أَرْحَمَ بالصَّغيرِ، وَكَانَ يَسْتَرضِعُ إبراهيمَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وحمَّاد بْنُ زَيْدٍ قصَّر بِرَجُلٍ.
2294 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ الأثْرَم (3) ، عَنْ هَمَّامٍ (4) ، عَنْ ثَابِتٍ (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ وجَارُهُ جَائِعٌ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، ومحمدُ ابنُ زياد الأثْرَم ليِّنُ الحديث (6) .
_________
(1) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملت التاء في بقيَّة النسخ.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2267) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/259 رقم 751) .
(4) هو: ابن يحيى.
(5) هو: ابن أسلم البُناني.
(6) نقل البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/490) عن أبي زرعة أن هذا الحديث مما أُنكر على محمد بن سعيد الأثرم.
(6/33)
2295- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زُكَيرٍ يَحْيَى بْنُ محمَّد بْنِ قَيْس المَدَني (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، سمعتُ أنس (3) ، يقول: عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَسْتُ مِنْ دَدٍ، وَلاَ دَدٌ (4) مِنِّي؟
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/366) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (785) ، والبزار في "مسنده" (2402/كشف الأستار) ، والدولابي في"الكنى والأسماء" (1/79) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/427) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (7/243) ، والطبراني في "الأوسط" (413) ، والدارقطني في "الأفراد" (955/أطراف الغرائب/العلمية) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/217) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/369) .
قال العقيلي في ترجمة يحيى بن محمد: «تابعه عليه من هو دونه» .
وقال البزار: «لا نعلمه يُروى إلا عن أنس، ولا نعلم رواه عن عمرو إلا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن أبي عمرو إلا أبو زُكَير» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عمرو عنه، يرويه أَبُو زُكَير يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن قيس، عنه» .
(3) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وانظر المسألة رقم (195) .
(4) كذا ضبطت في (ف) بضمتين، وهي كذلك في كتب الحديث والمعاجم، واللفظ في بعض مصادر التخريج: «ولا الدَّدُ مني» ، قال في "النهاية" (2/109) : «التقدير: لست من أهل دَدٍ، ولا الدَّدُ من أشغالي» .
والدَّدُ، أصله: الدَّدَنُ، قال عدي بن زيد [من الرمل] :
أَيُّهَا القَلْبُ تَعَلَّلَ بِدَدَنْ
إنَّ هَمِّي في سَمَاعٍ وأَذَنْ
ويقال فيه أيضًا: الدَّدَا، مقصورًا. وهو: اللهو واللعب. انظر "سر صناعة الإعراب" (2/547) ، وانظر اللغات الثلاث في «الدد» في "لسان العرب" (13/152) .
(6/34)
قَالا: يَعْنِي: لستُ من الباطِلِ، ولا باطلَ مني.
وقالا: هكذا رَوَاهُ أَبُو زُكَير (1) .
وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (2) ، عَنْ عَمْرٍو (3) ، عن المُطَّلب بن عبد الله، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفيان، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما عندك أشبهُ؟
قَالَ: اللَّه أعلم، ثم تفكَّر ساعة، فَقَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ أشبهُ.
وسألتُ أَبِي؟
فَقَالَ: حديثُ معاويةَ أشبهُ (4) .
2296 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عن الحارث بن عبد الرَّحيم (6) بْنِ أَبِي ذُباب، عَنْ أَبِي سَلَمة (7) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «زكين» .
(2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في"الكبير" (19/343 رقم794) .
(3) هو: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب.
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/21/ب -22/أ) : «اختُلف فيه على عمرو بن أبي عمرو، فرواه أَبُو زُكَير يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن أنس. ورُوي عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً، والمرسلُ أشبه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (2453) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/272) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7614) .
(6) كذا في جميع النسخ، وصوِّب قوله: «الرحيم» في هامش (أ) و (ش) إلى «الرحمن» بخط يشبه أن يكون خط الناسخ، وكتب فوقه «ص» . وقد ترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (3/79 رقم 365) لهذا الراوي باسم: «الحارث ابن عبد الرحمن» .
(7) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوْف.
(6/35)
عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ عَمْرٍو (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ الْحَارِثِ أشبهُ، ومحمد ابن عَمْرٍو لزمَ الطَّرِيقَ.
2297 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله العُمَري، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (3) ، عَنْ أَبِي الحَجَّاجِ مجاهدٍ (4) : أنَّه
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25309 و30360) ، وأحمد في "مسنده" (2/250 و472 رقم 7402 و10106) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (452) ، وهشام بن عمار في "حديثه" (95) ، وأبو داود في "سننه" (4682) ، والترمذي في "جامعه" (1162) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5926) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4431) ، وابن حبان في "صحيحه" (479 و4176) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/195) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/248) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1613) ، والبيهقي في "الشعب" (27 و7612 و7613) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (790) .
(3) قوله: «بن عمر بن عبد العزيز» مكرر في (ك) .
(4) في جميع النسخ: «عن أبي الحَجَّاج، عن مجاهد» ، ومجاهدٌ كنيتُه: أبو الحجاج كما في المسألة رقم (2302) ، وقد روى الحديثَ النسائي في "الكبرى" (10269/الرسالة) من طريق عبد الله العمري، عن عبد العزيز، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل"- كما سيأتي - رواية العمري، والله أعلم.
والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (10269) ، وابن حبان في "صحيحه" (2693) ، والطبراني في "الأوسط" (4667) ، و"الدعاء" (828) من طريق المطعم بن المقدام، والطبراني في "الأوسط" (6725) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن مجاهد، به.
(6/36)
جَاءَ فسلَّم عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ (1) ابنُ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : إنَّه ودَّع رَجُلا فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرير، عَنْ قَزَعَةَ (3) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: ممَّن الوَهَمُ؟
قَالَ: من العُمَري (4) .
2298 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة عن حديثٍ رواه عبد العزيز الماجِشُون (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ عبَّاد بْنِ تَمِيم،
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) تقدمت روايته في المسألة رقم (790) .
(3) هو: ابن يحيى البصري.
(4) ذكر الدارقطني في "العلل" (4/112/أ) الاختلافَ في هذا الحديث ومما قاله: «وقال عبد الله بن عمر العُمَري: عن عبد العزيز، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال ذلك عنه وَهْب بن جرير والأويسي ومؤمل بن إسماعيل. وقال حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ: عَنْ العمري، عن رجل من قريش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. = = ورُوي عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر. وزهيرٌ لم يسمع من مجاهد شيئًا» .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/278) ، والدارقطني في "الأفراد" (229/أ/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «غريب من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عن عبَّاد، تفرَّد به عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون بهذا الإسناد، ورواه عبيد الله، عن الزهري، عنه، تفرَّد به عنه يحيى بن عبد الله بن سالم» .
(6/37)
عن عمِّه عبد الله بْنِ زَيْدِ بْنِ (1) عَاصِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص) مُستَلْقِيًا ... (2) ؟
فقالا: خالَفَ عبدُالعزيز الماجِشُونيُّ أصحابَ الزُّهري فِي ذلك، أدخَلَ فيما بين الزُّهري وعبَّادٍ محمودَ بنَ لَبِيد، ولم يُدخِله أحدٌ من الحفَّاظ (3) .
2299 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (5) ، عَنِ أَبِي سَلَمة (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وقال أَبِي: الخَطأُ مِنْ إِبْرَاهِيم بن إسماعيل.
_________
(1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(2) الحديث بتمامه: «رأيتُ النبيَّ (ص) مُستَلْقِيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى» .
(3) الحديث رواه البخاري (475 و5969 و6287) من طريق مالك وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، ومسلم (2100) من طريق مالك وابن عيينة ويونس ومعمر، كلهم عن الزهري، عن عبَّاد، عن عمه عبد الله بن زيد، به.
(4) انظر المسألة رقم (2309) و (2312) .
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6138 و6475) ، ومسلم (47) .
(6) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف.
(6/38)
2300 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ عَمْرَة (4) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ:
. لَهَا أَكْبُش
تَبَحْبَحُ (5) فِي المِرْبَدِ
، الحديثَ (6) ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو غَسَّانٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عن يحيى بن
_________
(1) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(2) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأَصْبحي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3401) ، و"الصغير" (343) ، والحاكم في "المستدرك" (2/184-185) . ومن طريق الطبراني رواه ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (3/612) ، وعن الحاكم رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/289) .
قال الطبراني: «لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرَّد به إسماعيل» .
(3) هو: الأنصاري.
(4) هي: بنت عبد الرحمن الأنصارية.
(5) أصلها: «تَتَبَحْبَحُ» ، وحذفت إحدى التاءين تخفيفًا. انظر تعليقنا على المسألة رقم (388) . ومعنى تَبَحبَحُ: تتمكَّنُ [أي: الأكبُش] من الموضع الذي تُحبَسُ فيه، وهو المِرْبَد. انظر "النهاية" (1/98) . ويجوز أن تُضبط: «تُبَحْبَحُ» ، أي أنها: تُمَكَّن من موضع حَبْسها.
(6) كذا جاء متن الحديث هنا، ووقع في مصادر التخريج السابقة: أن النبي (ص) مرَّ بنساء من الأنصار في عُرسٍ لهن وهُنَّ يغنِّينَ [من مجزوء المتقارب] :
وأهْدَى لها أَكْبُشًا
تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ
وزَوجُكِ في النَّادي
ويَعلَمُ ما في غَدِ
فقال النبيُّ (ص) : «لا يعلم ما في غدٍ إلا الله عزَّ وجلَّ» .
(7) هو: يوسف بن موسى التُّسْتَري.
(6/39)
سعيد؛ قَالَ: حدَّثتني عَجُوزٌ لَنَا، عَنْ عَجُوزٍ لهم؛ قالتْ (1) : سَمِعت النبي (ص) (2) وَأَنَا أَقُولُ ... (3) .
قَالَ أَبِي: أفسَدَ ابنُ عُيَينة حديثَ ابْنِ أَبِي أُوَيس، وبيَّن خَطَأَهُ (4) ؛ والصَّحيحُ مَا قال ابنُ عُيَينة.
2300/أ - وسمعتُ (5) أبي يقول: يَعْلَى ابنُ عَطَاء، هُوَ طَائِفِيٌّ، يُكتَبُ حديثُهُ، وَكَانَ بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ أَبِي: لا أعلمُ فِي: اللَّهُمَّ، بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا حديثً صحيحً (6) .
وَفِي حَدِيثِ يَعْلى (7) ،
فِيهِ: عُمَارةُ بنُ حَدِيد، وهو مجهولٌ،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قال» ، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ.
(2) في (أ) و (ش) : «رسول الله (ص) » .
(3) كذا العبارة في النسخ، وإن لم يكن قولها: «سمعتُ» متصحِّفًا عن «سمعني» ، فيحمل على أنَّ عبارة: «وأنا أقول ... » إلخ الأبيات، جملة اعتراضية، ولها نظائر في كتب الحديث وغيرها، والله أعلم.
(4) في (ك) : «وبين هذا خطأه» .
(5) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/184) قول أبي حاتم.
(6) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1342) ، وأحمد في "مسنده" (3/416 و432 رقم 15438 و15558) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (432/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/310) ، والنسائي في "الكبرى" (8833) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1696 و2464) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/21 و22) ، وابن حبان في "صحيحه" (4755) ، والطبراني في "الكبير" (8/24 رقم 7275) من طريق شعبة، وسعيد بن منصور في "سننه" (2382) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33608) ، وأحمد في "مسنده" (3/417 و431 رقم 15443 و15557) ، وأبو داود في "سننه" (2606) ، والترمذي في "جامعه" (1212) ، وابن ماجه في "سننه" (2236) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2402) ، والبغوي في "الجعديات" (1696 و2464) ، وابن حبان في "صحيحه" (4754) ، والطبراني في "الكبير" (8/24 رقم 7276) من طريق هشيم، كلاهما عن يعلى، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي، عن النبي (ص) ، به. قال الترمذي: «حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي، عن النبي (ص) غيرَ هذا الحديث» .
وفي "العلل الكبير" للترمذي رقم (310) أنه سأل البخاري عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف لصخر الغامدي، عن النبي (ص) إلا هذا الحديث، ولا لعمارة ابن حديد» . وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (2/205) .
وفي (ت) و (ف) و (ك) : «عمارة بن حدير» بدل: «حديد» . وانظر "التقريب".
(6/40)
وصخرٌ الغامِدي، لَيْسَ كلُّ أصحابِ شُعبة يقولُ: صخرٌ الغامِدي، إِلا رجُلان يَقُولانِ: عَنْ صَخْرٍ، وكانت له صُحبة، ولا نعلَمُ (1) له حديثً (2) غيرَ هَذَا الْحَدِيث (3) .
2301 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفيان بْنُ حُسَين، عن
_________
(1) في (ت) : «ولا يعلم» .
(2) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليقُ على مثله في أول المسألة.
(3) قال الحافظ في "الفتح" (6/114) : «وحديث "بورك لأمتي في بكورها" أخرجه أصحابُ السنن وصححه ابن حبان من حديث صخر الغامدي- بالغين المعجمة، وقد اعتنى بعض الحفَّاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسًا» . وانظر "التاريخ الكبير" (6/199 و 289) ، و"سؤالات البرذعي" (1/390) ، و"العلل المتناهية" (1/313 فما بعدها) .
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (2249) ، والمسألة الآتية برقم (2471) ، وفيهما متن الحديث.
(6/41)
الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي السَّبق.
وَرَوَاهُ عُقَيل (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: سمعتُ رِجَالا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ ذَاكَ (2) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ هَذَا (3) .
2302 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ (4) وَابْنُ وَهْب (5) ،
عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ مجاهد (8) ، عن
_________
(1) هو: ابن خالد الأيْلي.
(2) في (ك) : «ذلك» .
(3) قال أبو داود عقب الحديث رقم (2580) : «رواه معمر وشعيب وعقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصحُّ عندنا» .
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (275) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5001) ، والطبراني في "الكبير" (10/119 رقم10157) ، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (100) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/207) وقال: «حديث أبي الزبير، عن مجاهد ينفرد به ابن جريج» . ووقع في رواية أبي يعلى: «عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ وعن مجاهد» !
(5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/210) .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/385 رقم 3649) ، والنسائي في "سننه" (2884) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والفاكهي في "أخبار مكَّة" (3/396) من طريق عبد المجيد بن أبي روَّاد، والأزرقي في "أخبار مكَّة" (2/150) من طريق مسلم ابن خالد الزنجي، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1830) ، ومسلم في "صحيحه" (2234) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن ابن مسعود، به. وانظر "العلل" للدارقطني (728) .
(6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(7) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(8) هو: ابن جبر المكي.
(6/42)
أبي عُبَيدة بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا رَأَى حَيَّةً فِي مَسْجِدِ مِنًى، فدَخَلَ جُحْرَهُ (1) ، فَقَالَ: دَعُوهَا، فَقَدْ وَقَاكُمُ اللهُ شَرَّهَا ... الحديثَ.
وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الحَجَّاج مجاهدٍ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) .
قَالَ أَبِي (4) : جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) ، ذاك وَصَّلَهُ (6) ، وَهَذَا لم يوصِّله (7) :
حدَّثنا (8) أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «فدخلت جُحْرَها» ، وهي الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أن الضمير مذكَّر، ويكون ذلك من باب الحمل على المعنى؛ لأن الحيَّة في معنى الثُّعبان، والتقدير: «فدخلَ الثُّعبانُ جُحْرَهُ» ، أو حمل على معنى المذكور، والتقدير: «فدخل المذكور [وهو الحيَّة] جُحْرَهُ» ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وانظر التعليق على المسألة رقم (270) .
والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل: «جُحْرَها» ، لكن جاء على لغة طيِّئ ولخم، حذفت ألف «ها» ونقلت فتحة الهاء إلى ما قبلها وسكنت؛ فصارت: «جُحْرَهْ» ، وانظر هذه اللغة وبعض شواهدها في تعليقنا على المسألة رقم (235) .
(2) هو: ابن معاوية، أبو خيثمة.
(3) في (ك) : «عن مجاهد» .
(4) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد خرَّجناه على وجوه في التعليق على مثله في المسألة رقم (25) و (759) .
(6) في (ك) : «ذلك وصلة» .
(7) انظر تعليقنا على ضبط هذا الفعل «وصله يوصله» في المسألة رقم (163) .
(8) في (ش) : «وحدثنا» ، وفي (ت) و (ك) : «أخبرنا» ، والقائل: هو أبو حاتم.
(6/43)
قَالَ (1) : حدَّثنا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيبة، عَنِ ابْن إدريس.
2303 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العُمَري عبد الله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا ... ، الحديثَ (4) ؟
قال أبي: الصَّوابُ مارواه عبدُالعزيز الدَّراوَرْديُّ (5) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صفيَّة بنتِ أَبِي عُبَيد؛ قَالَتْ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب، يَقُولُ (7) : سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ ... .
وَكَانَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ يقول: «تُشْبِهُ (8) أحاديثُ الدَّراوَرْدي عن عُبَيدالله (9) أحاديثَ عبد الله (10) بْنِ عُمَرَ (11) » ، وقد بان مِصْداقُ ما قال
_________
(1) أي: أبو حاتم، فهو يرويه عن شيخه أحمد بْنُ صالِح الْمِصْرِيّ، عَنِ ابْنِ وَهْب. وعن ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ إدريس، كلاهما عن ابن جريج به.
(2) نقل هذا النص بتصرف ابنُ رجب في "شرح علل الترمذي" (2/667-668) .
(3) روايته ذكرها ابن حبان في "المجروحين" (2/7) .
(4) الحديث بتمامه: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا يسأله، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةُ أَرْبَعِينَ ليلً» .
(5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) ، والطبراني في "الأوسط" (9172) ، والشاشي في "مسنده"، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1/245) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي بكر بن نافع إلا الدراوردي» .
(6) هو: العدوي، يقال اسمه: عمر.
(7) قوله: «يقول» سقط من (ف) .
(8) في (ت) و (ك) : «يشبه» ، والتاء مهملةٌ في بقية النسخ.
(9) هو: العمري، ثقة ثبت.
(10) قوله: «أحاديث عبد الله» سقط من (ك) .
(11) هو: العمري أخو عُبَيدالله، ضعيف عابد.
(6/44)
أَحْمَد فِي هَذَا الْحَدِيث؛ لأنَّ الدَّرَاوَرْديَّ روى (1) عَنْ أَبِي بَكْر بْن نَافِع، كما وَصَفْنا، ثم أردَفَ عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مثلَهُ (2) . وليس يُشْبِهُ هَذَا حَدِيث عُبَيدالله؛ إذ (3) كَانَ غلطا، والناسُ يَرْوون عن عبد الله العُمَري كما وَصَفْنا.
2304- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد (5) ، عن
_________
(1) قوله: «روى» سقط من (ك) .
(2) رواية الدراوري على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) ، والطبراني في "الأوسط" (1402) ، والشاشي في "مسنده"، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1/246) . وقال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدَّة للدراوري: «لم يرو هذه الأحاديثَ عن عبيد الله إلا الدراوردي» .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/68 رقم 16638) ، ومسلم (2230) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) من طريق يحيى وعبد الله بن رجاء كلاهما عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي (ص) ، عن النبيِّ (ص) به. قال ابن رجب بعد نقله لكلام أبي حاتم: «والصحيح أن عبيد الله بن عمر إنما رواه عن نافع، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عن بعض أزواج النبي (ص) ، عن النبيِّ (ص) ، وهذا أصح من حديث أبي بكر بن نافع؛ قاله ابن المديني» . اهـ.
(3) في (ش) : «إذا» .
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (2174) و (2244) .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/413 رقم 15418) ، وابن ماجه في "سننه" (3972) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (22) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1123) ، وابن حبان في "صحيحه" (5700) ، والطبراني في "الكبير" (7/69 رقم 6396) ، والحاكم في "المستدرك" (4/313) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (4572) . ورواه الطيالسي واختُلف عنه، فرواه يونس بن حبيب، عن الطيالسي كما في "مسنده" (1327) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان الثقفي، به.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "الشعب" (4573) . ورواه النسائي في "الكبرى" (11777/الرسالة) من طريق محمد بن المثنَّى، وابن منده في "الإيمان" (141) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات، كلاهما عن الطيالسي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان، به.
قال البيهقي: «والمحفوظ عن إبراهيم رواية الجماعة، فأما من جهة غير إبراهيم بن سعد فالمحفوظ رواية من رواه عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز» .
(6/45)
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن بْنِ ماعِز، عَنْ سُفيان بْنِ عبد الله (1) الثَّقَفي، قلتُ أَنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثني بأمرٍ أعتصمُ بِهِ ... الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: خُولف إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ فِيهِ، رَوَاهُ عُقَيل (2) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بن [أبي] (4) سُوَيد: أنَّ جَدَّه سُفيان بْنِ عبد الله، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قلتُ لأَبِي (5) : أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: قد تابع (6) إبراهيمَ بْن سَعْد عَلَى روايته إبراهيمُ بن إسماعيل
_________
(1) في (ت) : «عبيد الله» .
(2) هو: ابن خالد. وتابعه يونس بن يزيد الأيلي، أخرج روايته ابن حبان في "صحيحه" (5698) ، والبيهقي في "الشعب" (4577) .
(3) في (ف) : «أبي شهاب» .
(4) في جميع النسخ: «محمد بن سُوَيد» ، والتصويب من "الثقات" (5/363) و"الصحيح" (5698) ، كلاهما لابن حبان، و"تهذيب التهذيب" (3/58) . وانظر "تهذيب التهذيب" (3/584) .
(5) قوله: «لأبي» ليس في (أ) و (ش) .
(6) في (ش) : «بايع» .
(6/46)
بن مُجَمِّع (1) ، وتابَعَ عُقَيلً (2) عَلَى روايته يونسُ بْن يَزِيد.
قَالَ أَبِي: حديثُ عُقيلٍ ويونس أشبهُ (3) ، هم أَفْهَمُ بالزُّهري (4) .
2305 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة الدُّؤَلي (6) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطاء العامِري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خرَجَ علينا رسولُ الله (ص) وَأَنَا مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِيَ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ؟
فقال أَبِي (7) : [إنما هو] (8) : محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَطاء، عَنِ ابْنِ
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2753) إلا أنه وقع عنده: «عبد الرحمن بن معاذ» !
(2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن، لكن حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قال البيهقي: «بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: المحفوظ عندنا ما رواه معمر وشعيب والنعمان بن راشد، ولا أظن حديث يونس محفوظًا لاجتماع معمر وشعيب والنعمان على خلافه. قال: وفي حديث إبراهيم ابن سعد دلالة أنه بروايتهم أشبه منه برواية يونس» .
وقال البغوي في "معجم الصحابة" (3/199) : «والصواب زعموا قول إبراهيم بن سعد» .
وقال ابن حبان في "الثقات" (5/363) بعد ذكره الاختلافَ على الزهري: «والقلبُ إلى رواية يونس أميلُ» .
(4) قوله: «بالزهري» من (ف) فقط.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (2187) وانظر المسألة رقم (2186) .
(6) ويقال: الدِّيْلي. وقوله: «عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حلحلة الدؤلي» سقط من (ك) .
(7) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(8) ما بين المعقوفين أثبتناه من المسألة رقم (2187) .
(6/47)
طِخْفَة (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ؛ قَالَ: مَرَّ بي النبيُّ (ص) .
2306 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة، عَنْ عُمَرَ (4) بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَجَدَ أَلَمًا، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَيْهِ وَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ العَظِيمِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وأُحَاذِرُ؟
قَالَ أَبِي: أخطأ أَبُو مَعْشَر فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إنَّما هُوَ مَا رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بن خُصَيفة (6) ، عن عَمرو بن عبد الله ابن كَعْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبير، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح.
_________
(1) في (ك) : «أبي طفحة» . وهو: يعيش بن طِخْفَة.
(2) تقدم الخلافُ في اسمه في المسألة رقم (2186) .
(3) هو: نجيح بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (983) ، وأحمد في "مسنده" (6/390 رقم 27179) ، والطبراني في "الكبير" (19/92 رقم 197) ، وفي "الدعاء" (1134) .
(4) كذا في جميع النسخ: «عُمر» ، وكذا في إحدى النسخ الخطية لـ"مسند أحمد"، وفي بقية نسخ "المسند" و"أطراف المسند" لابن حجر (5/228) : «عَمرو بن كعب بن مالك» ، ووقع في رواية الطيالسي والطبراني في روايتيه: «ابن كعب بن ملك» .
(5) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/942) ، ومن طريقه أخرجه أحمد (4/21 رقم 16268) ، وأبو داود (3891) ، والترمذي (2080) ، والنسائي في "الكبرى" (10837) ، وابن حبان في "صحيحه" (2965) ، والطبراني في "الكبير" (9/45 رقم 8340) ، والحاكم في "المستدرك" (1/343) ، عن يزيد بن خصيفة به. ورواه مسلم (2202) من طريق ابن وَهْب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ عثمان بن أبي العاص به. وانظر "التتبع" للدارقطني (33) .
(6) في (ت) و (ك) : «حفصة» .
(6/48)
2307 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني (2) ، عَنِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَينة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) فِي المَمْلوكين: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: لم يكَُن هَذَا الحديثُ عند الحُمَيدي، ولا عند عليٍّ المَديني، ولم نجِدهُ عند أحدٍ من أصحاب ابْن عُيَينة.
قَالَ أَبِي: ولم أزل أُفَتِّشُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث، وهَمَّني (3) جدا، حتى رأيتُ فِي موضع: عَنِ ابْن عُيَينة (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عن ابن عباس، موقوفً (5) ؛ فقلتُ: إنَّ رفعَهُ (6) ليس له معنًى؛ والصَّحيحُ موقوفٌ.
وقد رَوَاهُ (7) ابنُ جُرَيج (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عَنِ ابْنِ
_________
(1) ستأتي المسألة برقم (2434) .
(2) هو: محمد بن يحيى.
(3) في (ش) و (ك) : «وهمتي» .
(4) روايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (ص 305) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1021) ، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/8) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وهو حال منصوب. انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) .
(6) في (ت) : «رقعه» .
(7) في (ت) و (ك) : «وقد كان رواه» .
(8) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6734) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/284) ، والبزار في "مسنده" (1179/كشف الأستار) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2369) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/209-210) .
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/367 رقم 3472) ، والطبراني في "الكبير" (11/111 رقم 11282) .
قال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وابن أبي خداش من أهل مكة، لا نعلم حدَّث عنه إلا ابن جريج» .
(6/49)
عباس، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ المَقْبَرَةُ هَذِهِ، يَعْنِي: مَقْبَرَةَ مَكَّةَ.
قَالَ أَبِي: فلم يُعْرَفْ بذى (1) الإسناد إلا هَذَا وحدَهُ (2) حتى كتبتُ عَنِ ابْن أَبِي عُمَر ذاك (3) الحديثَ.
2308 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادَة (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ حَبِيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة، عَنْ عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (6) : لاَ تُبْرِزْ فَخِذَكَ، ولاَ تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ ولاَ مَيِّتٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (7) حجَّاج (8) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج؛ قَالَ: أُخْبِرتُ عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) كذا في النسخ، ولها وجه في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(2) في (ت) و (ك) : «وجده» .
(3) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/150/ مخطوط) ، ونقله مختصرًا ابن رجب في "شرح العلل" (2/701) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/540) .
(5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1460) ، والبزار في "مسنده" (694) ، والدارقطني في "السنن" (1/225) ، والحاكم في "المستدرك" (4/180-181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/228) ، والضياء في "المختارة" (515) .
قال البزار: «هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/146 رقم 1249) ، وأبو يعلى في "مسنده" (331) من طريق يزيد بن أبي خالد البَيْسَري، والدارقطني في "سننه" (1/225) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، كلاهما عن ابن جريج، به.
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) في (ك) : «روى» .
(8) هو: ابن محمد المصيصي. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3132 و4011/ عوَّامة) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/228) .
قال أبو داود في الموضع الأول: «وكان سفيان ينكر أن يكونَ حبيب بن أبي ثابت روى عن عاصم شيئًا» . وقال في الموضع الآخر: «هذا الحديث فيه نكارة» .
(6/50)
قَالَ أَبِي (1) : ابْن جُرَيج لم يَسمَع هذا الحديثَ بذى (2) الإسناد من حَبيب؛ إنما هو من حَدِيث عَمْرو بْن خَالِد الواسِطي، ولا يثبُت لحَبيب (3) روايةٌ عَنْ عَاصِم، فأرى أنَّ ابنَ جُرَيج أخذه من الْحَسَن بْن ذكوان، عن عمرو ابن خَالِد، عَنْ حَبيب، والحسنُ بنُ ذَكْوان وعمرُو بنُ خالدٍ ضعيفَي (4) الْحَدِيث (5) .
2309 - وسمعتُ (6) أَبِي وسُئل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ ومحمدُ بنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري:
فَأَمَّا ابنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) قوله: «قال أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(2) كذا في النسخ، ولها وجه في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(3) في (ك) : «لحسن» ، وفي (ت) تشبه: «حويد» .
(4) كذا في جميع النسخ، والجادة: «ضعيفا» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أنه على الجادة، أي: «ضعيفا» ، ولكن رسم بالياء للإمالة، ويُنطق بالألف الممالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) .
والثاني: أنه حالٌ منصوب سدَّ مسدَّ الخبر. والله أعلم. وانظر التعليق على المسألة رقم (827) .
(5) في هذا الحديث كلامٌ طويل ينظر في "البدر المنير" (3/149-155/مخطوط) ، و"نصب الراية" (4/243 فما بعدها) ، و"شرح العلل" لابن رجب (2/698-701) ، و"التلخيص الحبير" (1/504) ، و"إرواء الغليل" (1/ 296 فما بعدها) .
(6) انظر المسألة رقم (2299) و (2312) .
(7) أي: عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أبي سعيد، عن أبي هريرة.
(6/51)
وَأَمَّا مالكٌ: فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ؛ إِنَّمَا قَالَ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة (1) ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ... ، الْحَدِيثُ.
قيل لأَبِي: حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ محفوظٌ؟
قَالَ: لا، مالكٌ أحفظُ.
2310 -وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُوَيس (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عبَّاد ابن تميم، عن عَمِّه عبد الله بن (3) زيد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ (4) ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ (5) ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَقُلْ: إِنَّكَ (6) مَضْنُوكٌ (7) ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ولم نقف على روايته على هذا الوجه من طريق مالك وابن إسحاق، وتقدم الحديث في المسألة رقم (2195) من رواية محمد بن إسحاق ومالك، لكن عن أبي شريح الكعبي ح، وفيه وقع الخلاف بين مالك وابن إسحاق في زيادة «عن أبيه» وإسقاطها، والله أعلم.
(2) هو: عبد الله بن عبد الله المدني.
(3) من قوله: «أبي بكر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) في (ت) : «فسمِّته» ، وهي صوابٌ أيضًا؛ قال في "المصباح المنير" (سمت) (ص150) : «تسميت العاطس: الدعاءُ له، والشين المعجمة مثله، وقال في "التهذيب": سَمِّتَهُ بالسِّين والشِّين إذا دعا له، وقال أبو عبيد: الشين المعجمة أعلى وأفشى، وقال ثعلب: المهملة هي الأصل أخذًا من السَّمْت، وهو القَصْد والهَدْي والاستقامة» . وانظر "مختار الصحاح" و"اللسان" (سمت) .
(5) في (ت) و (ش) : «فسمَّته» .
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «إني» .
(7) أي: مَزْكوم: من الضُّناك - بضم الضَّاد المعجمة- وهو: الزُّكَام. "النهاية" (3/103) .
(6/52)
قَالَ أَبِي: هَذَا وهَمٌ؛ رَوَاهُ مالك بن أنس (1) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (3) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
2311 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيْك (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي يَحْيَى الأسْلَمي (5) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ المُنذر بِنْتِ قَيْس، قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رسولُ الله (ص) (6) ، وعليٌّ ناقهٌ (*) مِنْ مرضٍ، فأُتي بِطَعَامٍ، فَقَالَ لعليٍّ: مَهْلاً! فَإِنَّكَ نَاقِهٌ (*) ... الْحَدِيثُ؟
فَقَالَ أَبِي: محمَّد بْنُ أَبِي يَحْيَى هُوَ: محمَّد ابن فُلَيْح، وَهَذَا الْحَدِيثُ معروفٌ مِنْ رِوَايَةِ فُلَيْح (7) ،
وكنت أظنُّ أَنَّهُ محمَّد بن أبي
_________
(1) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/965) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8919) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/325) : «لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وهو حديث يتصل عن النبي (ص) من وجوه، منها: حديث سلمة بن الأكوع، وحديث أبي هريرة» . وقال ابن حجر في "الفتح" (10/604) : «وهذا مرسل جيد» .
(2) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم.
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(4) في (ك) : «ابن فديك» ، وهو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك.
(5) كذا في جميع النسخ، والذي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/3566) ، وابن حجر في "الإصابة" (12944/ بيت الأفكار) أن ابن أبي فديك يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأسلمي، عن أبيه، عن يعقوب، به.
وهذا الصوابُ إنْ شاء الله تعالى، وكلام أبي حاتم الآتي يدلُّ عليه، والله أعلم.
(6) في مصادر التخريج زيادة: «ومَعَهُ عليٌّ» .
(*) ... في (ت) : «ناقة» . ونَاقِه: قريبُ عهد بمرض بَرَأ منه. "النهاية" (5/110) .
(7) اختُلف على فليح في هذا الحديث:
فرواه ابن سعد في "الطبقات" (8/422) من طريق يحيى بن عباد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23656) ، وأحمد في "مسنده" (6/364 رقم 27052) ، وابن ماجه في "سننه" (3442) من طريق يونس بن محمد المؤدب، وأحمد (6/364 رقم 27051) ، وإسحاق في "مسنده" (2328) ، وأبو داود في "سننه" (3856) ، والترمذي في "جامعه" (2037) ، وابن ماجه في "سننه" (3442) من طريق أبي عامر العقدي، وقرن أبو داود والترمذي وابن ماجه أبا داود الطيالسي بأبي عامر، وأحمد (6/364 رقم 27053) ، والطبراني في "الكبير" (25/99 رقم 258) من طريق سُرَيج بن النعمان، وقرن الطبراني محمد بن سنان بسُرَيج، والحاكم في "المستدرك" (4/204) من طريق المعافى بن سليمان، جميعهم عن فليح، عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عن أم المنذر، به.
قال الترمذي: «هذا حديث جيِّد غريب» .
وخالفهم زيد بن الحباب فرواه عن فليح، عن أيوب، عن يعقوب، عن أم مبشر وكانت إحدى خالات النبيِّ (ص) . أخرجه الحاكم (4/ 204-205) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
ورواه الترمذي (2037) عن عباس الدوري، عن يونس ابن محمد، عن فليح، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن يعقوب، عن أم المنذر، به.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح، ويروى عن فليح عن أيوب بن عبد الرحمن» .
(6/53)
يحيى الأسْلَمي أبو (1) إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى (2) ، فألقيتُ على أبي
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «أو» بدل: «أبو» .
(2) أي: كان يظن أنه والدُ إبراهيم شيخ الشافعي، وهو: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسْلَمي، وهو متروك.
قال ابن حجر في "الإصابة" (12944) : «وفليح بن سليمان الأسلمي، وكنيته أبو يحيى، وابنه [في المطبوع: ابن] محمد من رجال البخاري، وابن أبي فديك من أقرانه، فلعلَّه حمله عنه، ولم يُفصح باسم ابنه لصغره. قال محمد بن إسحاق: [لعله: ابن منده] فالتبس بمحمد بن أبي يحيى والد إبراهيم شيخ الشافعي، وليس هو به، بل رجع الخبر إلى فليح، كما قال الترمذي» .
(6/54)
زُرعة، فلم يَعْرفه (1) من حَدِيث محمَّد بْن أَبِي يَحْيَى، وجعل يعجَبُ، ويَضْطَربُ عليه الأمر، وكذلك (2) كَانَ يَضْطَربُ عليَّ، حتى الآنَ وقَفتُ (3) عليه، هو: فُلَيْح، ويُكنى أَبَا يَحْيَى.
2312 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وجائِزَتُهُ يَومٌ ولَيْلَةٌ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ (6) جَارَهُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سَعِيدٌ المَقبُري (7) ، عَنْ أبي شُريح (8) الخزاعي، عن عليٍّ (9) ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يرفعه» .
(2) في (ت) و (ك) : «وكذاك» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقعت» بدل: «وقفت» .
(4) انظر المسألة رقم (2299) و (2309) .
(5) هو: نجيح بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (13) بلفظ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر، فلا يؤذ ضيفه»
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (372) من طريق محمد ابن عَجْلان، والحربي في "إكرام الضيف" (14) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6590) ، والحاكم في "المستدرك" (4/164) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن المقبري، به.
(6) من قوله: «ضيفه وجائزته ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(7) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «المقبري» .
(8) في (ش) : «ابن شريح» .
(9) كذا وقع هنا بإثبات «علي» ، وسبق في المسألة رقم = = (2195) أن الصحيح: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عن النبيِّ (ص) ، وكذا رجَّح ابن المديني.
(6/55)
2313 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ شُبْرُمة (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا؛ لاَ عَدْوَى، ولاَ هَامَةَ (*) ، ولاَ صَفَرَ (*) ؟
قَالَ أَبِي: خَالَفَ ابنَ شُبْرُمة ابنُ أخيه عُمارةُ ابن الْقَعْقَاعِ (4) ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (5) ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب.
2314 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ زَائِدَةَ، عَنْ زَائِدَةَ (6) ، عَنْ سِماك (7) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قَصُّ الشَّارِبِ مِنَ الدِّينِ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2291) ، والمسألة الآتية برقم (2343) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/327 رقم 8343) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6112) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308 و312) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (8/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (6119) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/168-169) ، والبغوي في "شرح السنة" (3249) .
(3) هو: أبو زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ. قيل اسمه: هرم، وقيل غير ذلك.
(*) ... تقدم تفسيرها في المسألة رقم (2291) .
(4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2291) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبي مسعود» .
(6) هو: ابن قُدامة. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، لكن رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25494) قال: حدثنا حسين بن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كان رسول الله (ص) يقصُّ من شاربه أو من شاربيه.
(7) هو: ابن حرب.
(6/56)
قَالَ أَبِي: حدَّثَناه أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (1) ، عَنْ زَائِدَةَ، مَوْقُوفٌ (2) بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَهُوَ أصحُّ ممَّن يَرْفَعُهُ.
2315 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (4) وغيرُهُ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وائل (5) ،
_________
(1) تابعه عليه عمرو بن مرزوق، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (6033) . وانظر "الأوسط" لابن المنذر (1/239) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (21/63) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) انظر المسألة رقم (2447) و (2530) .
(4) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2699) ، والشاشي في "مسنده" (540 و542) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/107) و (7/364) .
ورواه مسلم في "صحيحه" (2184) من طريق أبي معاوية وعيسى بن يونس وسفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (6290) ، ومسلم في "صحيحه" (2184) من طريق جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن ابن مسعود، به، مرفوعَا.
(5) هو: شقيق بن سلمة.
(6/57)
عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) : لاَ يَتَنَاجَى (2) اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ.
وَرَوَاهُ جَرير (3)
بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عن أبي وائل، عن عبد الله (4) ، مَوْقُوفٌ (5) ؛ أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صحيحَين (6) ؛ ولكنْ عاصمٌ قصَّر به.
2316- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاق ابن يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ (7) ، عَنِ العَيْزار بْنِ جَرْوَل، عن أبي عُمَير
_________
(1) هو: ابن مسعود ح.
(2) كذا في جميع النسخ، ومثله في كثير من مصادر التخريج، لكنَّ إثبات حرف العلة في مثل ذلك صحيحٌ أيضًا، وله وجوهٌ في العربية ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (228 و331) ، وانظر المسألة رقم (2447) .
(3) لم نقف على روايته على هذا الوجه، والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1790) من طريق ابن وَهْب، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/158) من طريق محمد بن مخلد العطار، عن حماد بن الحسن، عن أبي عاصم، كلاهما (ابن وَهْب وأبو عاصم) ، عن جرير، عن عاصم، عَنْ زِرٍّ - أَوْ عَنْ أَبِي وائل - عن ابن مسعود، به مرفوعًا.
قال الخطيب: «رواه محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي الثلج، عن حماد بن الحسن فقال: عن زر وأبي وائل، وهو غريبٌ من حديث عاصم، تفرَّد به جرير عنه» .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/460 رقم 4395) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5114) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1789) من طريق حماد بن زيد، والطبراني في "الكبير" (10/189 رقم 10419) من طريق سليمان بن طرخان، وفي (10420) من طريق المسعودي، ثلاثتهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مسعود، به، مرفوعًا.
(4) جاء في جميع النسخ بعد هذا الموضع زيادة قوله: «عن النبيِّ (ص) : «لاَ يَتَنَاجَى اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ» . وَرَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلة، عن أبي وائل، عن عبد الله» ، وهو تكرار ظاهر؛ سبَّبه انتقال النظر، والله أعلم.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: قال: جميعًا صحيحان، لكنَّ ما هاهنا يخرَّج على وجهين ذكرناهما في تعليقنا على المسألة رقم (25) ، و (759) .
(7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/408 رقم 3876) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح المشكل" (3707) من طريق شعيب بن حرب، والبيهقي في "الشعب" (4800) من طريق حسين الجعفي، ثلاثتهم عن عمر بن ذَر، به.
ورواه أحمد (1/425 رقم 4036) من طريق يعلى بن عبيد، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ العيزار أن ابن مسعود، به. بإسقاط أبي عمير.
(6/58)
- من أصحاب عبد الله - عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الْخَادِمِ واللَّعنة: أَنَّ امْرَأَةً بَعَثَتْ خَادِمًا فِي طَلَبِ حَاجَةٍ فَاسْتَبْطَأَ الخَادِمَ، فَلَعَنَتْهَا (2) ... القصَّة؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (3) ، عن إسحاق الأَزْرَقِ (4) هَكَذَا، وحدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ العَيْزار بْنِ جَرْوَل، عَنْ أَبِي عُمَير - من أصحاب عبد الله -، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً، بلا ذكر «عبد الله» .
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نُعَيم أصحُّ (6) .
2317 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الأَجْلَحُ (8) ، ومحمدُ بنُ
_________
(1) هو: ابن مسعود ح.
(2) في رواية أحمد السابقة: «فبعثتِ الجاريةَ ... فأبطأَتْ فلعنتها» ، والجادَّة فيما أثبتناه أن يقال: «فاستبطأتِ الخادمَ» ، أي: عَدَّتها بطيئةً، لكن يخرَّج ما في النسخ على ما جاء عن العرب من مثل قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَهَا» ، والجادَّة: أبقَلَتْ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (178) .
(3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ.
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «إسحاق بن الأزرق» ، والمثبت هو الصواب، قال المزي في "تهذيب الكمال" (2/496) : «إسحاق بن يوسف بن مِرداس القُرشي المَخْزومي أبو محمد الواسطي المعروف بالأزرق.
(5) هو: الفضل بن دُكَين.
(6) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط محمد بن العطار - فيما يبدو - ونصها: «ليس كما قال» .
(7) تقدمت هذه المسألة مختصرةً برقم (1204) .
(8) هو: ابن عبد الله الكندي.
(6/59)
سَالِمٍ، وجابرٌ الجُعْفيُّ (1) ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعبي:
فقال الأَجْلَح (2) :
عن عبد الله بْنِ الخَليل،.............................
عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم،
_________
(1) هو: جابر بن يزيد.
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/374 و375 رقم 19342 و19344) من طريق هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، والحميدي في "مسنده" (803) ، والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (1095) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو داود في "سننه" (2269) ، والنسائي في "المجتبى (3490) ، وفي "الكبرى" (5684) ، والحاكم في "المستدرك" (2/207) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/267) من طريق يحيى القطان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23379) ، والنسائي في "المجتبى (3489) ، وفي "الكبرى" (5683) ، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق علي بن مسهر، والعقيلي في "الضعفاء" (1/140) ، والحاكم في "المستدرك" (3/135) و (4/96) من طريق عيسى بن يونس ومالك بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق يحيى الحماني، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، جميعهم عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله ابن الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، به.
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/382) ، و"شرح المشكل" (4760) من طريق جعفر بن عون، أو يعلى بن عبيد - والشك من الطحاوي-، عن الأجلح، به.
ورواه قيس بن الربيع، عن الأجلح، واختُلِف على قيس؛ فرواه الطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق يحيى الحماني وجُبارة بن = = المغلِّس، كلاهما عن قيس، عن الأجلح بالإسناد السابق.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (183) قال: حدثنا قيس، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن خليل، عن علي، به مرفوعًا.
ورواه خالد الواسطي عن الأجلح، واختُلف على خالد؛ فرواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140) و (2/638/ السلفي) ، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق مسدَّد، والعقيلي (2/638) من طريق العباس بن طالب، كلاهما عن خالد، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن خليل، عن زيد بن أرقم، به.
ورواه النسائي في "المجتبى (3491) ، وفي "الكبرى" (5685) من طريق إسحاق ابن شاهين، عن خالد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، عن زيد بن أرقم، به.
ورواه الثوري، عن الأجلح، واختُلِف على الثوري؛ فرواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140/السلفي) من طريق عبد الملك بن الصبَّاح، والطبراني في "الكبير" (5/172 رقم 4988) من طريق أحمد بن الفرات، كلاهما عن الثوري، عن الأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَير، عن زيد بن أرقم، به.
ورواه عبد الرزاق عن الثوري، واختُلِف على عبد الرزاق: فرواه أحمد في "مسنده" (4/373 رقم 19329) عن عبد الرزاق، عن الثوري بالإسناد السابق.
ورواه أبو داود في "سننه" (2270) ، والنسائي في "المجتبى (3488) ، و"الكبرى" (5682) من طريق خُشَيْش بن أَصْرَم، وابن ماجه في "سننه" (2348) من طريق إسحاق بن منصور، والطبراني في "الكبير" (5/172 رقم 4987) من طريق إسحاق الدَّبَري، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/266-267) من طريق أحمد بن الأزهر، جميعهم عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن صالح الهَمْداني، عن الشعبي، عن عَبْدِ خَير، عن زيد بن أرقم، به.
وكذا رواه ابن عساكر عن عبد الرزاق؛ كما في "العلل" للدارقطني (3/118) .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/79) في ترجمة عبد الله بن خليل: «ولا يُتابَع عليه» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/140) : «ولا يُتابِعُ الأجلحَ على هذا - مع اضطرابه فيه - إلا من هو دونَه: محمد بن سالم» . وقال في (2/639) : «الحديثُ مضطربُ الإسناد، متقاربٌ في الضعف» . وانظر "البداية والنهاية" (5/107-108) .
(6/60)
عن النبيِّ (ص) ؛ فِي القُرعَة (1) .
وَتَابَعَهُ محمَّد بْنُ سالم (2) .
_________
(1) في (ش) : «القربة» مهملة الباء. وتقدم ذكر متن الحديث بتمامه في المسألة رقم (1204) .
(2) لم نقف على روايته من هذا الطريق، ولكن رواه الحميدي في "مسنده" (804) ، والطبراني في "الكبير" (5/174 رقم 4992) من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سالم، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ذريح - كذا -، عن زيد بن أرقم، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140/ط. السلفي) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن سالم، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ذَرِيْ، عن زيد بن أرقم، به.
قال العقيلي: «هكذا قال: عن علي بن ذَرِي» . ومن طريق الحميدي أخرجه العقيلي (2/639/ط. السلفي) ، ونقل عن ابن عيينة قوله: «خالف [أي محمد بن سالم] أجلحَ، وأجلحُ أحفظهما» .
وذكر ابن ماكولا في "الإكمال" (3/383) أن محمد ابن سالم يرويه عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن علي بن ذَرِي، عن زيد بن أرقم، به.
(6/61)
وخالفَهُما جَابِرٌ الجُعْفيُّ (1) فِيمَا رَوَى عَنْهُ وَرْقاء (2) ، فَقَالَ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ عليِّ بْنِ زَرْبِي، عَنْ زيد بْن أرقَم، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَقَالَ غَيْرُ وَرْقاء: عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عليِّ بْنِ ذَرِيح، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم.
وَرَوَاهُ الشَّيْباني (3) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْت، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم، مَوْقُوفٌ (4) ، وَلَمْ يرفَعْه.
وَرَوَاهُ سَلَمة بْنُ كُهَيل (5) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أَبِي الخَليل - أَوِ
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (3/117) أن جابرًا الجعفي يرويه عن الشعبي، عن عبد الله بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، به، بمثل رواية الأجلح.
(2) هو: ابن عمر اليشكري. وقد ذكر ابن ماكولا في "الإكمال" (3/383) أن ورقاء رواه عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن علي بن ذَرِي، عن زيد بن أرقم، به.
(3) هو: أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى (3491) ، وفي "الكبرى" (5685) من طريق خالد الواسطي، عن الشيباني، به. ورواه أبو إسحاق الفزاري - كما في "العلل" للدارقطني (3/118) - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيباني، عَنْ الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن زيد ابن أرقم، به.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (7/178) ، وأبو داود في "سننه" (2271) ، والنسائي في "المجتبى" (3492) ، وفي "الكبرى" (5686) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/267) .
قال النسائي في "المجتبى": «هذا صوابٌ، والله سبحانه وتعالى أعلم» . وقال في "الكبرى": «هذه الأحاديث كلُّها مضطربةُ الأسانيد» . وقال: «وسلمةُ بن كُهَيل أثبتُهم، وحديثه أولى بالصَّواب، والله أعلم» . وقال البيهقي: «هذا موقوفٌ، وابن الخليل ينفردُ به» ، ثم ذكر أن حديث سلمة بن كهيل هذا أصحُّ ما روي في الباب.
(6/62)
ابْنِ الخَليل - أنَّ عَلِيًّا قُضِيَ ... ، وَلَمْ يَذكُر زيدَ بْنَ أرقَم؟
وأتقَنُهم (1) : سَلَمة بْنُ كُهَيل (2) ، والشيبانيُّ قويٌّ (3) .
2318- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهيرٌ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو بَلْج (5) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو الحَكَم عليٌّ الْبَصْرِيُّ (6) ، عَنْ أَبِي بَحْر (7) ، عَنِ الْبَرَاءِ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ التَقَيَا فَتَصَافَحَا، تَنَاثَرَ خَطَايَاهُمَا (8) ؟
_________
(1) في (ك) : «وأسهم» .
(2) في (ف) : «زيد بن سلمة بن كهيل» .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي النص سقطٌ، ومن الواضح أن عبارة: «وَأَتْقَنُهُمْ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالشَّيْبَانِيُّ قوي» من كلام أبي حاتم، فلعل قوله: «قال أبي» سقط مع بداية جواب أبي حاتم، والله أعلم. وقد تقدم في المسألة رقم (1204) قول أبي حاتم: «قَدِ اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَاضْطَرَبُوا، والصَّحيح حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ كهيل» .
(4) هو: ابن معاوية، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/293-294 رقم 18594) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا.
(5) في (ت) و (ك) : «بلح» بالمهملة. وهو: يحيى بن أبي سُليم.
(6) في (ش) : «أبو الحكم عن النصري» ، وفي (ك) : «أبو الحاكم علي البصري» .
(7) ذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/ 414) ، ونقل عن أبي حاتم قوله فيه: «مجهول» .
(8) كذا في جميع النسخ، والجادة: «تناثرت خطاياهما» كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها أيضًا: «تحاتَّت» ، لكنَّ ما هنا صحيحٌ، ويخرَّج على جواز تذكير الفعل إذا أُسنِد إلى جمع تكسير لمؤنث أو لمذكر. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(6/63)
قَالَ أَبِي: قَدْ جَوَّد زهيرٌ هَذَا الحديثَ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا جَوَّد كَتَجْوِيدِ زُهَيْرٍ هَذَا الْحَدِيثَ.
قلتُ لأَبِي: هو محفوظٌ؟
قَالَ: زهيرٌ ثقة (1) .
2319 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عن
_________
(1) هذا الحديث يرويه أبو بَلْج واختُلف عنه؛ فرواه زهير ابن معاوية، كما سبق، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (5211) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (112) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1673) ، والروياني في "مسنده" (428) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/154) من طريق هشيم، والطيالسي في "مسنده" (787) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بلج، عن زيد بن أبي الشعثاء أبي الحكم، عن البراء، به. بإسقاط: «أبي بحر» . ووقع في رواية الطيالسي: «زياد أبي الحكم البجلي» . ومن طريق أبي داود رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/14) ، ومن طريق أبي يعلى رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (193) .
قال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/28-29) بعد أن ذكر رواية هشيم وأبي عوانة: «وخالفهم زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي بلج قال: حدثني علي أبو الحكم فسمَّاه عليًّا، وانفرد بذلك، ومن طريقه أخرجه أحمد، وخالف زهير أيضا في السند، فأدخل بين أبي الحكم والبراء بن عازب راويًا، وهو: أبو بحر» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (2485) ، وفيها التنبيه على خطأ آخرَ وقع فيه غالبُ بن فائد الراوي عن شريك؛ حيثُ جعل الحديث عن ابن مسعود.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/274 رقم 22360) ، وعبد بن حميد (235) ، والدارمي (2493) ، وابن ماجه في "سننه" (3746) ، وابن حبان في "صحيحه" (1991/موارد الظمآن) ، والطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) ، وأبو الشيخ في = = "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/277 رقم 1034) ، والبيهقي في "الكبرى" (10/112) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/229 رقم 637) من طريق عبد الحميد بن بحر، عن شريك، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/20) ، والطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) من طريق طلق بن غنام، وقرنه الطبراني برواية الأسود بن عامر، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (34) من طريق عثمان بن زُفَر، كلاهما (طلق وعثمان) عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، به.
(6/64)
شَريك (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي عمرو الشَّيْباني (2) ، عَنْ أَبِي مَسْعُود (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ (4) كَفَاعِلِهِ.
قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مْنِ شَريك (5) .
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي.
(2) هو: سعد بن إياس.
(3) في (ت) و (ك) : «ابن مسعود» . وأبو مسعود: هو عقبة ابن عمرو الأنصاري البدري.
(4) قوله: «على الخير» سقط من (ك) .
(5) قال الإمام أحمد في الموضع السابق: «وذكر شاذانُ أيضًا حديث: "الدالُّ على الخير كفاعِله"» . وقال أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/278 رقم 1035) بعد أن ذكر رواية شاذان السابقة، قال: «وقال النبي (ص) : "الدالُّ على الخير كفاعِله"» .
فدلَّ هذا على أن الأسود بن عامر شاذان رواه عن شريك باللفظين كليهما. والحديثُ معروفٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشيباني، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) قال: «من دلَّ على خير فله مثلُ أجر فاعله» . أخرجه مسلم في "صحيحه" (1893) من طريق سفيان الثوري وشعبة وأبي معاوية محمد بن خازم وعيسى بن يونس، كلهم عن الأعمش، به هكذا.
(6/65)
2320- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَير (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ ثُمامة بْنِ بِجاد؛ قَالَ: أنذرتُكُم: «سوفَ أصلِّي» «سوفَ أصومُ» .
وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلَ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ العَيْزار (4) ، عَنْ ثُمامة بْنِ بِجاد (5) .
قلتُ لأبي: هو محفوظٌ، حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ؟
قَالَ: نعم.
2321 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَيْض بن الوَثِيق (7) ،
_________
(1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35237) ، وأحمد في "الزهد"- كما في "الإصابة" (2/28) - وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/508-509) . قال أبو نعيم: «وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن ثمامة بن بجاد، وكانت له صحبة» .
(2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها البخاري في"التاريخ الكبير" (2/ 176) ، وابن صاعد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (12) .
(4) هو: ابن حُرَيث.
(5) من قوله: «قال أنذرتكم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(6) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 801) شرح الحديث (48) .
(7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وذكر الدارقطني في "العلل" (11) أن حكَّام بن سَلْم يرويه عن علي بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي وقَّاص، عن سلمان، به. والحديث رواه البزار في "مسنده" (2544) ، والطبراني في "الكبير" (6/270 رقم 6186) - ومن طريقه المزي في"تهذيب الكمال" (34/351) من طريق مهران بن أبي عمر، عن علي بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي وقَّاص، عن سلمان، به. وسقط من مطبوع الطبراني اسم: علي بن أبي طالب ح.
(6/66)
عَنْ حَكَّام الرَّازِيِّ (1) ، عَنْ عليِّ بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعمان (2) ، عَنْ سَلْمَانَ؛ قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ عندِ النبيِّ (ص) فَاسْتَقْبَلَهُمَا عليٌّ وَهُمَا يُقْبِلان، فَقَالَ عليٌّ: ما لي أراكما [ثَقِيلَيْنِ] (3) ؟ فقالا: سمعنا النبيَّ (ص) ، يَقُولُ (4) : مِنْ عَلاَمَةِ المُنَافِقِ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإِذَا اتُّمِنَ (5) خَانَ؟
قَالَ أَبِي: يَرويه الرازيُّون، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمان (6) ، عَنْ عَلِيِّ بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعمان، عَنْ أَبِي وقَّاص، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَعَدَ رَجُلاً أَنْ يَأْتِيَهُ، ومِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَيْسَ بِمُخْلِفٍ.
قلتُ: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) هو: ابن سَلْم الرازي.
(2) تقدم في التخريج أن أبا النعمان يرويه عن أبي وقاص، عن سلمان، وسيأتي هكذا في كلام أبي حاتم، فإما أن تكون رواية فيض بن وثيق، عن حكام بن سلم هكذا جاءت، أو يكون سقط من الإسناد هنا «عن أبي وقاص» .
(3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه، وقد استدركناه من "مسند البزار"، و"الكبير" للطبراني، و"تهذيب الكمال".
(4) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «إِذَا اؤْتُمِنَ» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ على مذهب الكوفيين. انظر تعليقنا على على المسألة رقم (2175/أ) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4995) ، والترمذي في "جامعه" (2633) ، والطبراني في "الكبير" (5/199رقم 5080) ، والدارقطني في "الأفراد" (136/أ/أطراف الغرائب) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1882) .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/198) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، علي بن عبد الأعلى ثقة، ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقَّاص وهما مجهولان» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «تفرَّد به خالد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طهمان، عن علي بن عبد الأعلى، عن النعمان بن المنذر، عن أبي وقاص» . وقال الدارقطني في "العلل" (11) : «يرويه علي بن عبد الأعلى الثعلبي واختُلف عنه فرواه حكَّام بن سَلْم، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبي نعمان، عن أبي وقَّاص، عن سلمان. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طهمان، عَن علي بن عبد الأعلى، فأسنده عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم عَنِ النبيِّ (ص) . وأبو النعمان مجهولٌ، وعلي بن عبد الأعلى ليس بالقويِّ. والحديث مُضطرب غير ثابت. وقيل: إن أبا النعمان هو الحارث بن حصيرة، والله أعلم» .
(*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «الحديثان مضطربان، وفي الإسناد مجهولان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد خرَّجناه على وجهين تقدم ذكرهما في تعليقنا على المسألة رقم (25) و (759) .
(6/67)
قال: الحديثين مُضطربين (*) ، وفي الإسناد مَجْهولين (*) : أَبُو النُّعْمَان وَأَبُو الوقَّاص (1) .
2322 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ فقلتُ: حدَّثْتَنا أَنْتَ عَنْ مُسْلِمٍ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سُلَيمان الأعمَش، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمة، عَنْ هِلالِ بْنِ عبد الله، عن جَرير، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ يُحْرَمْ مِنَ الرِّفْقِ، حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ.
_________
(1) وحكم عليهما بالجهالة أيضًا الترمذي في "جامعه" (2633) ، وحكم الدارقطني في "العلل" (1/186) بالجهالة على أبي النعمان فقط.
(2) هو: ابن إبراهيم الفراهيدي. وتابعه على روايته: عفَّانُ ابن مسلم، وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/219) . قال الخطيب: «كذا رواه عفَّانُ وغُنْدر هذا الحديث عن شعبة، وخالفهما أبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي ويعقوب الحضرمي؛ فرَوَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، وكذلك رواه أبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وزهير بن معاوية، وشريك، وجعفر الأحمر، وعمار بن رزيق، وموسى بن أَعْيَن، عن الأعمش، وهو الصواب» .
(6/68)
وحدَّثْتَنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (1) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الأعمَش، عَنْ تَمِيمٍ - أَوْ هِلالٍ - عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) .
وحدَّثْتَنا عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الأعمَش، عَنْ تميم بن سَلَمة، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وَكيع (3) ، عَنِ الأعمَش، عن تميم، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شَريك (4) ،
عَنْ محمَّد بن إسماعيل، عن عبد الله بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: حَدِيث الأعمَش، عن تميم، عن عبد الرحمن
_________
(1) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الرَّامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 484) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (2/346 رقم 2449) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (701) عن شعبة، بمثله. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (463) من طريق محمد بن كثير، عن شعبة، به.
(3) روايته أخرجها في "كتاب الزهد" له (461) ، ومن طريقه مسلم في "صحيحه" (2592) .
(4) هو: ابن عبد الله النخعي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (2/347 رقم 2454) من طريق شريك، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) » .
ورواه مسلم (2592) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن هلال به.
(6/69)
بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
2323 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ خَلَف بْنِ حَوْشَب، عن مَيْمون ابن مِهْران، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء؛ قَالَتْ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَثْقَلُ مَا يُوضَعُ فِي المِيزَان ِ الخُلُقُ الحَسَنُ؟
قَالَ أَبِي: أمُّ الدَّرْداء هذه لم تسمع من النبي (ص) ، يَروي جماعةٌ عَنْ أُمِّ الدَّرْداء هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) .
مِنْهُمْ (4) : عَطاءٌ الكَيْخاراني، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء.
وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْهَا: مُعَلَّى بْنِ هِلالٍ (5) ، فقال: عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
2324 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خلاَّد بْنُ يحيى، عن
_________
(1) رواه مسلم (2592) من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمٍ، عَنْ عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، به.
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2232) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي.
(4) قوله: «منهم» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه متصحف عن «يعلى بن مَمْلَك» ، فهو الذي يروي هذا الحديث عن أم الدرداء كما سبق في المسألة رقم (2232) ، أما معلًّى فلا رواية له عن أم الدرداء، والله أعلم.
(6) قوله: «عن أبي الدرداء» ليس في (أ) و (ش) ، ومن قوله: «ورواه أيضًا ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2194) من كلام أبي زرعة وأبي حاتم معًا.
(6/70)
الثَّوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمَرُ (2) ، مَوْقُوفٌ (3) .
2325 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم ابن حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَكَم بْنِ أَبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة؛ قَالَ: تزوَّج ابْنُ عُمَرَ، فاشتَرى (4) بدرهَم طَعَامًا، وبدرهَم لَحمًا، وبدرهَم شَيْئًا آخرَ، ثُمَّ دَعَا الناسَ فَأَكَلُوا وَلَمْ يأكُلْ، فَقَالَ: لولا أنَّ رسولَ الله (ص) لَمْ يأكُل لأكَلتُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2326- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ آدَمُ (5) ، عَنْ يزيد بن
_________
(1) قوله: «هذا خطأ» سقط من (ك) .
(2) في (ك) : «عمرو» .
(3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) ، والذي في المسألة (2194) : «إنما هو عن عمر قوله» .
(4) في (ك) : «قال: فاشترى» .
(5) هو: ابن أبي إياس، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2884/كشف) وقال: «لا نعلم له طريقًا عن بريدة إلا هذا، ولا نعلم رواه إلا آدم، عن يزيد» .
ورواه الروياني في "مسنده" (64) ، وابن البختري في "ستة مجالس من أماليه" (116/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، والطبراني في "الأوسط" (7068) ، و"الشاميين" (2445) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (579) من طريق محبوب بن القواريري، عن يزيد، به.
ومن طريق ابن شاهين رواه ابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" (331) .
= ... قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عطاء الخراساني إلا يزيد بن بزيع» .
(6/71)
زُرَيع (1) ،
عن عَطاء الخُراساني، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة الأسْلَمي، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ قِرَان ِ التَّمْرِ فَاقْرِنُوهُ (2) ، فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ الخَيْرَ؟
_________
(1) في (ك) : «رزيع» . والمثبت من بقية النسخ، وكذا وقع في "كشف الأستار عن زوائد البزار"، ومثله في الأصول الخطية لـ "مسند الروياني"، و"أمالي ابن البختري" و"مسند الشاميين" للطبراني، و"الناسخ والمنسوخ" لابن شاهين، إلا أن محققيها خطَّؤوا هذا، وصوبوها «بزيع» .
ووقع في "الأوسط" للطبراني: «بزيع» ، وكذا في "الناسخ والمنسوخ" لابن الجوزي، ولم يذكر المحققان أن في أصليهما خلاف ذلك، مع أن ابن الجوزي رواه من طريق ابن شاهين الذي وقع عنده: «زريع» ، وأما "الأوسط" للطبراني: فقد نقل العيني في "عمدة القاري" (13/3) إسناده، وفيه: «يزيد بن زريع» !
والذي نراه: أن يزيد بن بزيع، ويزيد بن زريع، كلاهما يروي عن عطاء الخراساني، لكن يزيد بن زريع هذا هو الرَّملي، وليس أبا معاوية البصري، فليس من المعقول أن تجمع المصادر التي ذكرناها على هذا الخطأ، مع تعدد الرواة عنه!!
هذا مع أنه جاءت روايته عن عطاء الخرساني في غير هذا الحديث. فانظر: "السنة" لابن أبي عاصم (1380) ، و"تفسير ابن جرير الطبري (16/218) ، و"مسند الشاميين" للطبراني (2444) ، و"سنن الدارقطني" (3/163 رقم240) ، و"مستدرك الحاكم" (2/17) .
وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/422 رقم 9691) فقال: «يزيد بن زريع شيخ رملي لا يكاد يعرف، يروي عن عطاء الخراساني، ضعفه ابن معين» ، فتعقبه ابن حجر في "لسان الميزان" (6/287 رقم 1011) بقوله: «صوابه: يزيد بن بزيع، وقد مرَّ» . والظاهر أن كلام الحافظ ابن حجر هنا هو عمدة أولئك المحققين الذين غيروا العبارة في تلك الكتب، والله أعلم.
(2) في (ت) و (ك) : «فافرزوه» ، ولم تنقط الزاي في (ك) ، وقِرَانُ التمر: هو جمع التمرتَين في لُقمة واحدة، ونحوه القِرانُ في الحج، وهو جمعُه مع العمرة في الإحرام، ويقال في فعله: قَرَن، ولا يقال أَقرَنَ، أفاده القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (2/180) ، وقال: «وجاء في الحديث: " نَهَى عن الإقرَان في التَّمر"؛ كذا في أكثر الروايات، وصوابه: القِرَان» . اهـ.
وانظر "مقدمة فتح الباري" (ص 172) .
(6/72)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2327- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعاذ ابن خَالِدٍ العَسْقَلاني (1) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/222) ، والحاكم في "المستدرك" (3/222-223) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (312/ترجمة جبار) .
ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "الشعب" (7363) .
وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/56) إلى ابن شاهين وابن السكن.
(2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(6/73)
جَبَّار بْنِ صَخْرٍ؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِنَّا نُهِينَا أَنْ تُرَى عَوْرَاتُنَا؟
فَقَالَ (1) أَبِي: هَذَا الحديثُ بعينه حدَّثنا مُعاذ ابن حَسَّانٍ (2) ؛
قَالَ: حدَّثنا إبراهيمُ بْنُ محمَّد ابن أَبِي (3) يَحْيَى، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَبَّار بْنِ صَخْرٍ (4) .
2328 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُويد (6) ،
عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن محمَّد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أُبْلِيَ خَيْرًا (7) ، فَلْيُكَافِئْ عَلَيْهِ (8) ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُكَافِئُ عَلَيْهِ (9) ، فَلْيَشْكُرْهُ؛ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ تَرَكَ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى بَاطِلاً فَهُوَ كَلاَبِسِ ثَوْبَي زُورٍ؟
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(2) تابعه يحيى بن عبد الله المسكني، وروايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1472) .
وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/57) إلى ابن منده.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/161) ، وابن عدي في "الكامل" (3/222) من طريق الحسن بن عبد الملك، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَبَّار، به.
(3) قوله: «أبي» سقط من (ش) .
(4) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (8/250) في ترجمة معاذ بن خالد: «هو شيخٌ تشبه أحاديثه عن زهير ابن محمد أحاديثَ إبراهيم بن أبي يحيى، ودليلنا أن أحاديثه من أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى حديثٌ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ عن زهير بن محمد قال: حدثني شرحبيل ابن سعد: أنه سمع جبار بن صخر يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: " نُهينا أن تُرى عوراتُنا"، وقد حدثني بهذا الحديث بعينه معاذ بن حسان نزيل برذعة قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شُرَحْبِيلَ بن سعد» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (2448) ، وانظر المسألة رقم (2469) و (2569) .
(6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6617) ، وابن عدي في "الكامل" (1/364) .
قال الطبراني: «لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوبُ بن سويد» .
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/147) من طريق صدقة بن عبد الله، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر: أن النبي (ص) ، به.
قال أبو نعيم: «كذا رواه صدقة عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ- واسمه محمد بن تدرس- وتفرد به، والحديث مشهور بأيوب بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ» .
(7) بلاه وأبلاه: أحسن إليه، وأبلاه معروفًا: فعله به. انظر: "الأفعال" لابن القطاع (1/104) ، و"الصِّحاح" للجوهري (6/2285) .
(8) قوله: «عليه» سقط من (ت) و (ك) .
(9) قوله: «عليه» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(6/74)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (1) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، مَوْقُوفٌ (2) .
2329 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) إبراهيمُ بنُ محمَّد الفِرْيابي؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَن؛ قَالَ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (5) ؛ قَالَ (6) : قَالَ الزُّبَير بْنُ العوَّام: التَّقِيُّ مُلْجَمٌ (7) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «إنما يرويه الثقات عن الأوزاعي» ، أو «إنما يرويه الأوزاعي..» ، والأول أقرب لما سيأتي في المسألة رقم (2448) .
(2) كذا وقع هنا، وفي المسألة رقم (2448) : «عن جابر، عن النبيِّ (ص) » مرفوعًا، وزاد: «كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنْ رِوَايَةِ الأَوْزَاعِيِّ، وَرَوَاهُ مِسْكِينٌ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، لَمْ يَذْكُرِ الرَّجُلَ، وَلَيْسَ لِمُحَمَّدِ بن المنكدر معنى» .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عائشة وابن عمر. انظر "العلل" للدارقطني (5/27/ب) .
وقوله: «موقوف» منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «رواه» مكرَّر في (ف) .
(4) هو: الجُمَحي.
(5) هو: عبد الله.
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) ، وفي (ت) : «قلل» .
(7) لم تنقط الجيم في جميع النسخ، وقد جاءت هذه العبارة عن عمر بن عبد العزيز، رواها ابن سعد في "الطبقات" (5/374) عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رجل قال: نال رجلٌ من عمر بن عبد العزيز، فقيل له: ما يمنعُك منه؟ فقال: «إنَّ المتَّقي مُلْجَم» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (5/339) من طريق قبيصة، عن سفيان قال: نال رجل من عمر ... فذكره.
(6/75)
2330 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ زكريَّا بْنِ يَحْيَى [الوَقَار] (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ المُرادي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنَ عُمر؛ أَنَّهُ أرسَل رَسُولا فَقَالَ: ادْعُ لِي حَجَّامًا، وَلا تَدْعُ شَيْخًا وَلا صَبيًّا، وقال: احتَجِمُوا باسم اللَّهِ عَلَى الرِّيق؛ فَإِنَّهُ يزيدُ الحافظَ حِفْظًا، وَلا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ السَّبْتِ، واحتَجِمُوا يومَ الأَحَدِ، وَلا تَحتَجِمُوا يومَ الإِثْنَيْنِ (3) ؛ فَإِنَّهُ يومٌ فُجِعْتُم فِيهِ بنبيِّكم ... وذَكَرَ حَدِيثًا فِي أَسْبَابِ الحِجَامة فِي الأَيَّامِ.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا مجهولٌ، وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ (4) .
2331 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (5) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشيط، أَنَّهُ دخَلَ عَلَى عبد الله بن الحارث بن جَزْء،
_________
(1) نقل هذا النص العراقي في "ذيل الميزان" (ص146-147) ، وابن حجر في "اللسان" (5/78) . وستأتي هذه المسألة برقم (2346) ، وفيها زيادة على ما هنا. وانظر المسألة رقم (2477) .
(2) في (ك) : «الوقات» ، وفي بقية النسخ: «الوقاب» ، والتصويب من المسألة رقم (2346) . وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (9/192) . ولقِّب بـ «الوَقَار» لسكونه وثَباته.
(3) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(4) قال المصنف في "الجرح والتعديل" (7/189) في ترجمة محمد بن إسماعيل المرادي: «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، وأبوه مجهول، والحديث الذي رواه باطل» .
(5) هو: ابن يحيى التُّجيبي.
(6) هو: عبد الله.
(6/76)
فَرَمَى إِلَيْهِ بِوَسَادَةٍ كَانَتْ تَحْتَ خدِّه، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يُكرِمْ ضَيفَهُ، فليسَ مِنْ محمَّد (1) ، وَلا مِنْ إبراهيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلام.
قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ المُبارك (2) ، فَقَالَ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشيط، عمَّن حدَّثه، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْء.
2332 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ [عَوْن] (5) بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّ الدِّيكَ صَرَخَ مرَّةً
_________
(1) في (ش) : «فليس مني» .
(2) روايته أخرجها في "الزهد" (614) ، ومن طريقه سعيد ابن منصور في "سننه" (2437) ، والحربي في "إكرام الضيف" (55) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1042/ مسند عمر) .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (2242) ، والمسألة الآتية برقم (2559) .
(4) في (ك) : «الدبخي» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1763) من طريق أحمد بن محمد الأزرقي، والبيهقي في "الشعب" (4807) من طريق سويد بن سعيد وصالح بن محمد، ثلاثتهم عن مسلم بن خالد، به. قال البزار: «وهذا الحديث أخطأ فيه مسلم بن خالد، وإنما الصَّواب: عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عبيد الله، عن زيد بن خالد» . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/16 رقم 9796) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/268) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، به كرواية مسلم بن خالد.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث صالح، عن عون، عن أبيه، عن عبد الله، تفرَّد به إسماعيل، والصحيح رواية صالح، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد الجُهَني، وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عيَّاش من حديث الحجازيين، واختَلط فيه» .
(5) في جميع النسخ: «عوف» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وانظر ما سبق في المسألة رقم (2242) .
(6/77)
عند رسول الله (ص) فَقَالَ رجلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ العَنْهُ، فقال رسولُ الله (ص) : لاَ تَلْعَنْهُ وَلا تَسُبَّهُ؛ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ صَالِحٍ (1) ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
2333 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (3) ،
عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ محمَّد الغافِقي أَبِي مَسْعُودٍ، عن هشام (4) ، عن
_________
(1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2242) .
(2) انظر المسألة رقم (1230) .
(3) هو: ابن يحيى التجيبي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (1017) ، والطبراني في "الأوسط" (1887) من طريق أحمد بن طاهر بن حرملة، عن جدِّه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الماضي، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به. كذا بزيادة: «أبي سلمة» بين الحسن وأبي سعيد.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن حسان إلا الماضي بن محمد، تفرَّد به ابنُ وَهْب» .
ورواه ابن عدي (6/432) من طريق موسى بن سابق، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ إسماعيل، عن النبي (ص) ، به.
قال ابن عدي: «وهذه الأحاديثُ التي ذكرتها غير محفوظة، وللماضي غير ما ذكرت قليلٌ، وعامَّة ما يرويه لا يُتابع عليه، ولا أعلم روى عَنْهُ غير ابن وَهْب» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/11-12) ، والطبراني في "الأوسط" (9269) ، و"مسند الشاميين" (1615) ، والحاكم في "المستدرك" (4/322) ، وابن بشران في "الأمالي" (412) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/13) من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أبي سعيد الخدري، به.
قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مالك» .
(4) هو: ابن حسان القُرْدُوسي.
(6/78)
الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَلاَ (2) أُخْبِرُكُمْ بِأَشْقَى الأَشْقِيَاءِ (3) ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ؛ قَالَ: مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وعَذَابُ الآخِرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وماضٍي (4) لا أعرفُه (5) .
2334 - وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثنا (7) عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (9) ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (10) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ؟
_________
(1) هو: ابن أبي الحسن البصري.
(2) في (ك) : «لا» .
(3) في (ش) : «بأشقياء الأشقياء» .
(4) كذا في جميع النسخ: «ماضي» بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والأفصح حذفها «ماض» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ فصيح. انظر التعليق على المسألة رقم (123) و (146) .
(5) في "الجرح والتعديل" (8/442) نقل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه أنه قال في الماضي بن محمد هذا: «لا أعرفه، والحديث الذي رواه باطل» .
(6) انظر المسألة رقم (1401) و (1413) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط يبدو أنه خط محمد ابن العطار بما نصه: «لا يمنعن أحدكم جاره» .
(7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «حدثنا» بلا واو.
(8) هو: ابن يحيى التجيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2337) .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/255 رقم 2307) عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في "الكبير" (11/163 رقم 11502) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
(9) هو: عبد الله.
(10) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.
(6/79)
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عِكرمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَا رَوَاهُ أيُّوب (1) .
2335 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا (2) عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ (*) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلاَّم، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَم، عَنْ نُعَيم بن المُجْمِر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَكْذَبَ الكَاذِبِينَ (5) الصُّنَّاعُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وَعُثْمَانُ هُوَ: البُرِّيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلاَّم هو الذي روى عنه عبد الحَكَم (6) ، بَصريٌّ وَقَعَ إِلَى مِصْرَ.
2336 - وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا (8) عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ (*) ، عن ابن
_________
(1) هو: السَّختياني، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5627) .
(2) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(*) ... هو: أَحْمَدَ بْنِ عَمرو بْنِ السَّرْح.
(3) هو: عبد الله، وروايته أخرجها في "الجامع" (512) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/158) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْب، به.
قال ابن عدي عن عثمان البري: «وعامة حديثه مما لا يُتابَع عليه إسنادًا أو متنًا، وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق، وضعَّفوه للغلط الكثير الذي كان يغلط؛ إلا أنه في الجملة ضعيف، ومع ضعفه يُكتب حديثه» .
(4) هو: نُعيم بن عبد الله المُجْمِر.
(5) في (ش) و (ف) : «الكذابين» ، وفي مصادر التخريج: «إنَّ أكذب الناس» .
(6) كذا في جميع النسخ! وفي "الجرح والتعديل" (9/155 رقم642) : «روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم» ، فالظاهر أن صوابه هنا: «ابن عبد الحكم» ، وسقط قوله: «ابن» من الأصول، والله أعلم.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (2198) .
(8) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو.
(6/80)
وَهْب (1) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عائِشَة (2) زَوج النبيِّ (ص) قَالَتْ: مَا كَانَ شيءٌ أبغضَ عند أصحاب النبيِّ (ص) مِنَ الكَذِب، وَمَا جَرَّبَ مِنْهُ (3) رسولُ الله (ص) مِنْ أحدٍ مِنْ شيءٍ - وَإِنْ قَلَّ - فيخرجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى يُحْدِثَ لهُ تَوْبةً (4) .
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أيُّوب (5) ، عَنْ إبراهيم ابن مَيْسَرة، عَنْ عائِشَة، مُرسَلً (6) .
2337 - وسمعتُ (7) أبي وحدَّثنا عن يحيى ابن عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: مرَّت بالنبيِّ (ص) نعجَةٌ، فَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي بُورِكَ فِيهَا وَفِي خَرُوفِهَا.
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ كَذِبٌ.
_________
(1) هو: عبد الله، وروايته أخرجها في "الجامع" (533) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/98) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/256) ، وفي "الاستذكار" (27/355-356) من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وَهْب، به.
(2) قال أبو حاتم: «لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئًا» . "المراسيل" لابن أبي حاتم (1/188) ، و"جامع التحصيل" للعلائي (1/264) .
(3) قوله: «منه» سقط من (ك) .
(4) في (ت) : «ثوبة» .
(5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2198) .
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) نقل الذهبي في "الميزان" (3/40) قول أبي حاتم، وستأتي هذه المسألة برقم (2348) ، وفيها: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنكَر» .
(6/81)
2338 - وسمعتُ (1) أبي حدَّثنا عن يحيى ابن عُثْمَانَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ (5) بِهَذِهِ الشَّجَرَةِ المُبَارَكَةِ زَيْتِ الزَّيْتُون ِ، فَتَدَاوَوْا بِهِ؛ فَإِنَّهُ مَصَحَّةٌ (6) مِنَ البَاسُورِ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ.
2339 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ (7) عَجْلان (8) ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، رفعه إلى النبيِّ (ص) ، قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسٍ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ (9) ، وبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ رجُل، عَنْ أبي هريرة (10) .
_________
(1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/446) ، ونقل قول أبي حاتم الذهبي في "الميزان" (3/40) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/281 رقم774) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/104) . وعن الطبراني رواه أبو نعيم في "الطب" كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (2/446) . ورواه حنبل في "جزئه" (73) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، والسِّلَفي في "الطيوريات" (1295) من طريق عبد الله بن محمد بن شرف المصري، كلاهما عن عثمان بن صالح، به.
(3) هو: عثمان بن صالح السهمي المِصري.
(4) هو: مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.
(5) قوله: «عليكم» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «مصبحة» والمَصَحَّة - بفتح الميم والصاد، وقد تكسر الصاد-: ما يُسَبِّبُ الصِّحَّة. انظر "القاموس المحيط" (ص ح ح/228) ، و"المعجم الوسيط" (1/527) .
(7) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(8) هو: محمد.
(9) قوله: «بعضه في الشمس» سقط من (ت) و (ك) .
(10) الحديث رواه الحميدي في "مسنده" (1172) ، وأبو داود في "سننه" (4821) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/326) من طريق سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/236) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/383 رقم 8976) من طريق عبد الوارث، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
(6/82)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) (1) .
فَقَالَ أَبِي: مَنْ قَالَ: عَنْ جَابِر، فقد أخطَأ، ومن قَالَ: عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فقد أصاب. وَهَذَا قد أصاب، قد تخلَّص؛ قصَّر به (2) .
2340 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ اللَّيث، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : إِيَّاكُمْ والقُعُودَ عَلَى الطُّرُقِ ... ، الحديثَ.
_________
(1) الحديث رواه البزار في "مسنده: (2014/كشف الأستار) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" (4/218) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن سفيان الثوري، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «إسماعيل ليِّن الحديث، ولم يُتابَع عليه، وقد روى عنه الأعمش والثوري وغيرهما» .
وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن الثوري غير عبد الله ابن محمد» .
(2) قوله: «وهذا قد أصاب ... » يعني به راوي الرواية الأصل في المسألة، وهو: إما الليث بن سعد، أو محمد بن عجلان.
والمراد: أنه تخلَّص من الاختلاف، فقصَّر بالرواية؛ فأرسل الحديث حتى لا يذكر الصحابي الذي حصل فيه الاختلاف، ولا الرجل المبهم. هذا مع أن أبا حاتم صوَّب رواية من رواه عن ابن المنكدر، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولكنه لا يرى التقصير في الرواية اختلافًا مؤثرًا؛ ولذا يكثر قوله في هذا الكتاب: «جميعًا صحيحين، قصَّر به فلان» .
(6/83)
فَقَالَ أَبِي: بَيْنَهُمَا عَطاءُ بنُ يَسار؛ كذا رواه هشام بْنُ سَعْدٍ (1) ، والدَّرَاوَرْدي (2) .
2341 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (4) ، عن حُمَيد ابن هَانِئٍ، عَنْ عبَّاس الحَجْري (5) ، عَنْ عبد الله بن عُمر، عن النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ سُئل عَنِ الْخَادِمِ يُذنِب؟ [قَالَ] (6) : يُعْفَى (7) عَنهُ أكْثرَ مِنْ سَبْعينَ مرَّةً.
وَمِنَ المِصْريِّين مَنْ يرويه عن عبد الله بن عَمرو (8) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11436) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (958/المنتخب) ، ومسلم في "صحيحه" (2121) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (1150) ، ومسلم في "صحيحه" (2121) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6229) من طريق زهير بن محمد، والبخاري أيضًا (2465) ، ومسلم (2121) من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، عن أبي سعيد، به.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2515) ، وانظر المسألة رقم (2345) .
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1949) ، والبيهقي في "الشعب" (8219) من طريق قتيبة بن سعيد، عنه، به.
(5) هو: عباس بن جُلَيد - بجيم، مصغَّرٌ - و «الحَجْري» بفتح المهملة وسكون الجيم. كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب". وانظر ما سيأتي في التعليق على المسألة رقم (2345) .
(6) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من المسألة رقم (2515) .
(7) في (ك) : «أيعفى» .
(8) أي: من المصريين من يرويه عن ابن وَهْب، فيجعله من مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) من طريق أصبغ بن الفرج، وأبو داود في "السنن" (5164) من طريق أحمد ابن سعيد الهَمْداني وأحمد بن عَمرو بن السَّرْح - وثلاثتهم مصريُّون - عن ابْنُ وَهْب، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هانئ، عن ابن عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/10-11) .
ووقع في المطبوع من "السنن" لأبي داود، و"السنن الكبرى" للبيهقي: «عبد الله بن عُمر» بدل: «عبد الله بن عَمرو» ، والتصويب من "تحفة الأشراف" (8836) ، وانظر "تهذيب الكمال" (14/206-207) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1765) و"مسند الشاميين" (247) من طريق عبد الرحمن بن ثابت، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ ابن عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو ابن العاص، به.
(6/84)
قَالَ أَبُو محمَّد (1) : وَرَوَاهُ (2) أَبُو مُطيع معاويةُ بنُ يَحْيَى (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ عَيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ القِتْباني (4) ، عَنْ عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عُمر، عن النبيِّ (ص) ؟
قال أبي: بعبد الله بْن (5) عَمرو أشبهُ، غير أَنَّهُ قد اتفقَ نفسينِ (6) على ابن عُمر (7) .
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(2) في (ك) : «فرواه» .
(3) ذكر المصنف رواية أبي مُطيع هذه في المسألة رقم (2515) ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ: سَعِيدٌ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيد الحَجْري» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/90 رقم 5635) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (821/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5760) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/8) من طريق عبد الله بن يزيد الْمُقْرِئِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيوب، به.
(4) في (ت) و (ك) : «الفتياني» .
(5) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(6) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «اتقن تفسير» . وما في النسخ يخرَّج على الإمالة، أي: أن الألف رسمت ياءً؛ لأنها ألفٌ مُمالة بسبب كسرة النون. وانظر التعليق على الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) .
(7) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وهو حديث فيه نظر» ، وقال البيهقي في"السنن الكبرى" (8/10) : «وابن عُمر أصح» .
(6/85)
2342 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُرَاد (1) ،
عَنِ اللَّيث، عَنْ مَالِكٍ، عَن الزُّهري، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إنَّ لِي مماليكَ أضربُهُم؛ قال: إنْ ضَرَبْتَهُمْ بِقَدْرِ
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن غزوان. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/280-281 رقم 26401) ، والترمذي في "جامعه" (3165) ، والدارقطني في "غرائب مالك" - كما في "تهذيب التهذيب" (2/542) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/430) ، والبيهقي في "الشعب" (8223) . ومن طريق أحمد رواه تمام في "فوائده" (1351) . ومن طريق تمام رواه الذهبي في "الميزان" (3/448) وقال: «هذا باطل» .
قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان» .
وقال أحمد بن صالح المصري- كما في "تهذيب التهذيب" (2/542) -: «هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء؛ إنما روى هذا: الليثُ أظنه قال: عن زياد بن العجلان، منقطع» .
وقال الدارقطني في "غرائب مالك": «قال لنا أبو بكر [يعني النيسابوري] : ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث: ما حَدَّثَنَا بِهِ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ من كتابه، حدثنا ابن وَهْب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل ... » . وقال الدارقطني في "غرائب مالك": «لم يروه عن مالك، عن الزهري غير قُراد، عن الليث، وليس بمحفوظ» .
وقال الدارقطني في "العلل" (5/26/ب) : «يرويه الليث بن سعد، واختُلف عنه، فرواه أبو نوح، عن الليث، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يُتابَع على هذا الإسناد، وخالفه ابن وَهْب؛ رواه عن الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، عن النبيِّ (ص) ، وهو الصَّواب» .
وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/248/منتخبه) : «قُراد، قديمٌ، روى عنه الأئمة، روى عن مالك، ويتفرَّد بحديثٍ عن الليث، عن مالك، لا يُتابَع عليه» .
قال ابن حجر: «يعني: هذا» .
وقال أبو أحمد الحاكم- كما في "الميزان" (2/581) - في قُراد: «روى عن الليث حديثًا منكرًا» . وانظر "تاريخ ابن معين" (5191/رواية الدوري) .
(6/86)
ذَنْبِهِمْ فَلاَ بَأْسَ، وإِنْ زِدتَّ اقْتُصَّ (1) مِنْكَ، فَقَالَ الرجُل: فمَماليكي أحرارٌ، لا أملكُ بَعْدَ الْيَوْمِ؟
قال أبي: نُرَى أن قُرَادً (2) غَلطَ، بَحَثْنا عَنْ (3) هَذَا الْحَدِيثِ من حديثِ مالك، ولم نُصِبْ (4) لَهُ أَصْلٌ (5) ، وبحَثْنا مِنْ حديثِ اللَّيث، فَإِذَا حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (6) ، عَنِ اللَّيث، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (7) ، عن زيادٍ مولى ابن عياش (8) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) (9) ... .
_________
(1) في (ك) : «فاقتص» .
(2) في (ك) : «يرى أن قرادة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوّن، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ك) : «على» .
(4) أهملت في جميع النسخ ما عدا (ف) ففيها «يُصِبْ» بالياء المضمومة.
(5) في (ك) : «أحل» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة.
(6) قوله: «أبو صالح» سقط من (ك) . وهو: عبد الله بن صالح؛ كاتب الليث.
(7) في (ك) : «أبي الهاد» ، وهو: يزيد بن عبد الله بن الهاد.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «عباس» بالباء الموحدة، آخره مهملة. ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ش) . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (9/465) .
(9) لم نقف عليه من هذا الوجه، وقد سبق أن أبا بكر النيسابوري رواه عن بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عن الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل ... فذكره.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/280-281 رقم 26401) من طريق الليث، عن مالك، به. ثم قال: «وعن بعض شيوخهم؛ أن زيادًا مولى عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة، حدثهم عمَّن حدثه عن النبي (ص) ، به.
(6/87)
2343 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (2) ، عَنْ رَجُلٍ - قَدْ سمَّاه ابْنُ وَهْب -، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ عَدْوَى ... ؟
فَقَالَ: حدَّثَناه أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (4) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ عَدْوَى ... (5) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: إنَّ مُوسَى أحفَظُ من ذاك.
2344 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث بْنُ سَعْدٍ (6) ،
عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (2291) و (2313) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "الجامع في الحديث" له (638) فقال: حدثني معروف بن سويد الجذامي، عن عُليٍّ، به.
ومن طريقه رواه أحمد في "مسنده" (2/420 رقم 9454) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (ص9/مسند علي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/309) .
(3) هو: الفضل بن دكين. وتابعه ابن وَهْب في "الجامع في الحديث" (639) .
(4) تتمة الحديث: « ... ولا طيرة، والعين حقٌّ» .
(5) هو: عُلَيّ بن رَباح.
(6) روايته أخرجها البيهقي في "الأفراد" (357/أ/أطراف الغرائب) وقال: «هكذا رواه أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ. وتابعه ابن جريج، عن يحيى، وتفرَّد به يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ ابن جريج، وقد تقدم الخلاف في ترجمة القاسم عنها. وروى يَحْيَى بْن أَيُّوبَ، عَن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ الأعرج، عن مجاهد عنها، وتفرَّد به يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عن حميد» .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4847) ، والطبراني في "الأوسط" (6480) من طريق ابن جريج، عن يحيى ابن سعيد، عن مجاهد، عن عائشة، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ ابن جريج إلا يحيى بن سعيد» .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/256 رقم 26194) عن حماد بن خالد، عن ليث، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4873) من طريق حجاج ابن محمد المصِّيصي، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ معاوية بن صالح، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرة، عن عائشة، به.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (541) ، والترمذي في "الشمائل" (342) من طريق عبد الله بن صالح، وابن حبان في "صحيحه" (5675) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/331) من طريق ابن وهب، كلاهما عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة، به.
(6/88)
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْر؛ قَالَ: قلتُ لعائِشَة: مَا كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) في بيته؟ قال (1) : يَخْرِزُ (2) الشَّيءَ، ويَخِيطُ الشَّيءَ؟
فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيد بْنِ قَيْس، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قلتُ لعائِشَة. قَالَ يَحْيَى بْنُ أيُّوب: وَسَمِعْتُ مِنْ حُمَيد (5) بْنِ قَيْس، عَنْ مُجَاهِدٍ هَكَذَا.
2345 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي اختُلف فيه عن ابن وَهْب:
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «قال» ، والسياق يقتضي: «قالت» ، ويخرَّج ما في النسخ على ثلاثة أوجه: أحدها: على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، فالجادة: «أبقَلَت» . انظر بيان ذلك في المسألة (178) . والثاني: لمجاورته للمذكر قبله في قوله: «عَمَلُ رسول الله (ص) في بيته» . وللمجاورة تأثيرات في العربية. انظر التعليق على المسألة (54 - الوجه الثالث) . والثالث: أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، والمراد: «قال» ، أي: الراوي. انظر التعليق على المسألة (270) .
(2) في (ت) : «نحرر» ، وفي (ك) : «تحرز» .
(3) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ المصري.
(4) روايته ذكرها الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد"، وأبو نعيم في "الحلية" (8/331) .
(5) في (ك) : «وسمعت ابن حميد» .
(6/89)
فَقَالَ أَصْبَغُ بْنُ الفَرَج (1)
وَغَيْرُهُ: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي هَانِئٍ (2) ، عَنْ عَبَّاسِ (3) بْنِ جُلَيْد (4) الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
وَرَوَاهُ غَيْرُ أَصْبَغ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْب: عَنِ ابْنِ وَهْب (5) هذا الحديث، وحديثً آخَرَ (6) فَقَالَ: عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبيِّ (ص) (7) ، وَلا أَعْلَمُ سَمِعَ [عبَّاسٌ] (8) مِنِ ابن عُمرَ شيءً (9) ، وقد سمع من عبد الله بن عَمرو.
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) .
ورواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/899) من طريق حرملة، عن ابن وَهْب، به.
(2) هو: حميد بن هانئ.
(3) في جميع النسخ: «ابن عباس» ، وضرب على قوله: «ابن» في (أ) ، وهو الصواب كما يأتي في آخر المسألة. وانظر المسألة المتقدمة برقم (2341) .
(4) المثبت من (ت) ، وفي (أ) و (ش) و (ف) بالحاء المهملة، وفي (ك) بالخاء المعجمة. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/3) : «عباس بن جُليد الحجري ... وقال بعضهم: ابن خليد، وهو وهم» . وانظر المسألة رقم (2341) .
(5) المثبت من (ف) ، وفي (ش) : «أبي وهيب» ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «ابن وهيب» .
(6) هو المتقدم في المسألة رقم (2341) ، وانظر "التاريخ الكبير" (7/3-4) .
وقوله: «حديث» منصوب عطفًا على «الحديث» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) الحديث رواه أبو عوانة في "البر والصلة"- كما في "إتحاف المهرة" (8/487) - من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي هانئ، عن عباس ابن جليد، عن ابن عُمر، به.
(8) في جميع النسخ: «ابن عباس» ، وضرب في (أ) على قوله: «ابن» ، لكن قد يكون الضرب من محمد بن العطار أو أحد المطالعين. وانظر المسألة رقم (2341) .
(9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(6/90)
2345/أ - قَالَ أَبِي: رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمة بْنِ قَعْنَب (1) ، عَنْ حُمَيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَفَاكَ الحَيَّةَ ضَرْبَةٌ بِالسَّوْطِ، مَاتَ أَوْ حَيِيَ (4) .
قلتُ لأَبِي: سمعتَ هَذَا الحديثَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ؟
قَالَ: «لا، وَلَكِنْ حدَّثني بعضُ أَصْحَابِنَا عَنْهُ» . وأنكرَ هَذَا الحديثَ جِدًّا، وَقَالَ: لَيْسَ لِهَذَا الْكَلامِ أصلٌ، وَلَمْ أَعْرِفْ هَذَا الكلامَ عَنْ أَحَدٍ (5) حَتَّى رأيتُ الآنَ: اللَّيث، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن القَعْقاع
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (314/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو العباس الأصمُّ في "حديثه" رقم (150) -كما في "السلسلة الصحيحة" (676) -، والبيهقي في"السنن الكبرى" (2/266) .
قال الدارقطني: «غريب من حديثه عنه [أي: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة] ، تفرَّد به أبو الأسود حميد بن الأسود، ولا نعلم حدث به غيرُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ» .
وقال البيهقي: «وهذا إن صحَّ، فإنما أراد - والله أعلم- وقوع الكفاية بها في الإتيان بالمأمور، فقد أمر (ص) بقتلها، وأراد - والله أعلم - إذا امتنعَتْ بنفسها عند الخطأ، ولم يُرد به المنعَ من الزيادة على ضربة واحدة» .
(2) من قوله: «قال أبي روى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف ح.
(4) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مات الثعبان، أو المضروبُ، أو المذكور، أو حَييَ» ، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . ويجوز أن يجعل تذكير الفعل جاريًا على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» . انظر التعليق على المسألة رقم (178) . وقد جاء الحديث في رواية البيهقي بلفظ: «أَصَبْتَهَا أم أخطأتها» .
(5) في (ك) : «من أحد» .
(6/91)
بْنِ حَكِيمٍ، قولَهُ هَذَا الكلامَ.
وعن اللَّيث، عن عُبَيدالله العُمَري، عن سالم بن عبد الله، كَانَ يَرْمِي الحيَّةَ بالعَصا، وَإِنْ كَانَ رَاكِبًا؛ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
2346 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زكريَّا بن يحيى الوَقَار؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ المُرادي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ أَنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولا فَقَالَ: ادْعُ لِي حَجَّامًا، ولا تَدْعُوهُ (2) شَيْخًا، وَلا صَبِيًّا، وَقَالَ: احتَجِمُوا باسم اللَّهِ عَلَى الرِّيق؛ فَإِنَّهُ يزيدُ الحافظَ حِفْظًا، وَلا تحتَجِموا يَوْمَ السَّبْتِ؛ فَإِنَّهُ يومٌ يُدْخِلُ الداءَ ويُخْرِجُ الدواءَ (3) ، واحتَجِمُوا يَوْمَ الأَحَدِ؛ فَإِنَّهُ يومٌ يَخرُجُ فِيهِ الداءُ (4) ويَدخُلُ الشِّفَاءُ، وَلا تحتَجِمُوا يَوْمَ الإِثْنَيْنِ (5) ... وذَكَرَ الأيامَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا هو مجهولٌ، وأبوه مجهولٌ (6) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2330) ، وانظر المسألة رقم (2477) .
(2) كذا في جميع النسخ بإثبات الواو، والقياس حذفها؛ = = لأنه مضارع مجزوم معتل الآخر، لكنَّ ما في النسخ لغةٌ صحيحة تخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على مثلها في المسألة رقم (1025) . وقد تقدمت بلغة الجمهور في المسألة رقم (2330) : «ولا تدعُ» .
هذا؛ وقد تقدم هنا قوله: «ادعُ لي حجَّامًا» بحذف الواو من «ادع» ؛ وهذا جارٍ على لغة الجمهور، وعلى ذلك: فقد اجتمعت هنا لغتان في كلام واحد، وهو جائز على ما تقدم بيانه في المسألة رقم (241) .
(3) في (ت) و (ك) : «الداء» .
(4) من قوله: «واحتجموا يوم الأحد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(6) من قوله: «قال أبي ... » إلى هنا مكرر في (ك) ، عدا قوله: «أبي» و «هو» .
(6/92)
قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديث كاتبُ اللَّيث (1) ،
عن [عَطَّاف] (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مِمَّا أُدخِل عَلَى أَبِي صالح.
ورواه عبد الله بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ وعبدُالله متروكُ الحديث.
2347 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى (4) ، عن عبد الله بْنِ عيَّاش القِتْباني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عن [شِيَيْم] (6) بن
_________
(1) هو: أبو صالح عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (812/مسند ابن عباس) ، والإسماعيلي" في "معجمه" (302) ، والحاكم في "المستدرك" (4/211) .
ومن طريق الإسماعيلي أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/38) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (3487) ، وابن عدي في "الكامل" (2/308) ، والحاكم في "المستدرك" (4/211 و409) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1463) من طريق محمد بن جُحادة، وابن ماجه أيضًا (3488) من طريق سعيد بن ميمون، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به مرفوعًا.
(2) في جميع النسخ: «عطاء» ، وهو خطأ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة. وهو: عطاف بن خالد المخزومي.
(3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/211) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1465) عن ابن عمر، موقوفًا.
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2316) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 279) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا رويفع بن ثابت وحدَه وشِيَيْم بن بيتان غير مشهور، وإنما ذكرنا حديثَه إذ كان لا يُروى عن رسول الله (ص) هذا الكلام إلا عنه» . وانظر "مسند أحمد" (4/109 رقم 17000) .
(5) في (ف) تشبه: «القياني» ، ولم تتضح في (ك) .
(6) في (ف) : «يشيم» ، وكذا في (أ) و (ش) إلا أن أوَّله لم ينقط فيهما، وفي (ت) و (ك) : «سم» . والمثبت من مصدري التخريج، و «شِيَيْم» ضبطه ابن حجر في "التقريب" بكسر أوله وفتح التحتانية وسكون مثلها بعدها. انظر: "الجرح والتعديل" (4/384) ، و"تهذيب الكمال" (12/611) .
(6/93)
بَيْتان (1) ، عَنْ [شَيْبان] (2) بْنِ أُميَّة، عن رُوَيفع ابن ثابت: أن رسول الله (ص) قَالَ: مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ قَارَفَ (3) الشِّرْكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2348 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ المِصْري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مرَّت بِالنَّبِيِّ (ص) نعجةٌ فَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي بُورِكَ فِيهَا وَفِي خَرُوفِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2349 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ الْمُخْتَارِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ فَائِدٍ أَبِي الوَرْقاء (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: كَيْفَ تَصْدُقُ رُؤْيَاكُمْ، وأَظْفارُكُمْ مَمْلُوءَةٌ وسَخًا؟ ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، والفَضْلُ مجهولٌ (7) .
_________
(1) في (ك) : «بيان» مهملة الأحرف.
(2) في جميع النسخ: «بيتان» ، عدا (ش) فقد سقط منها قوله: «عن بيتان» ؛ لانتقال النظر، والمثبت من مصدري التخريج، و"تهذيب الكمال" (12/591) .
(3) في (ك) : «فارق» . وقارفَ الشِّرك: داناه ولاصَقَه. "لسان العرب" (9/280) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2337) ، وفيها: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثُ كَذِبٍ» .
(5) هو: فائد بن عبد الرحمن.
(6) قوله: «مُنكَر» سقط من (ك) .
(7) قال المصنف في "الجرح والتعديل" (7/69) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، وأحاديثه منكرة يحدِّث بالأباطيل» .
(6/94)
2350- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَسْلَمة بْنُ عُلَيّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبِيدَة السَّلْماني؛ قَالَ: لا يَنْبَغِي لمعلِّمِ الكُتَّاب أَنْ يَضْرِبَ فِي أدب (1) الغُلام أكثر من أربع دِرَّات، أَوْ قَالَ سِتًّا (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. وعاصمٌ عَنْ عَبِيدَة (3) : لا يَجِيءُ.
2351 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (5) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الوضَّاح؛ قَالَ: كَتَبَ عَطاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ: بلغَني أَنَّكَ تَقُولُ: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ منافقٌ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ: إِذَا حدَّث كَذَبَ، وَإِذَا وعَدَ أخلَفَ، وإذا اتُّمِنَ (6) خَانَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلا خَصلةٌ وَاحِدَةٌ، كَانَتْ فِيهِ خَصلةٌ مِنَ النِّفَاقِ» ، فَقَدْ كَذَبَ إخوةُ يُوسُف وَخَانُوا وغَدَرُوا، وَلَمْ يُسمِّهِمُ اللهُ مُنَافِقِينَ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ أَبُو هَارُونَ فِي هَذَا الحديث؛ حدَّثنا أبو صالح
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أدم» .
(2) «ستًّا» مفعول به للفعل «قال» ، وهو هنا بمعنى: «ذكر» ، أي: «وذكر ستًّا» .
(3) في (ك) : «وسالم بن عبيد» بدل: «وعاصم عن عبيدة» .
(4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة.
(5) هو: موسى بن محمد.
(6) كذا في جميع النسخ: «اتُّمِنَ» ، والجادة: «اؤْتُمِنَ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ على مذهب الكوفيين، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (2175/أ) .
(6/95)
كاتبُ اللَّيث، عَنِ اللَّيث، عَنْ [الأسوار] (1) بْنِ أَبِي (2) الوضَّاح (3) .
2352- وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة - يعني: ابن عبد الملك (5) وَهُوَ جَزَري، وَلَمْ أكتُب عَنْهُ (6) إِلا عَنِ الْفَضْلِ الرُّخامي (7) - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) في جميع النسخ: «الأسود» ، وكذا في "الثقات" لابن حبان (8/129) ، وقال محققه: «لم نظفر به» . والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/349) ، وفيه: «روى الليث عنه أن عطاء كتب إلى الحسن البصري» .
(2) قوله: «أبي» سقط من (ش) .
(3) للحديث طرق أخرى عن الحسن، رواها الطبري في "تفسيره" (16999) ، وابن عدي في "الكامل" (6/143) من طريق محمد المُحْرِم، عن الحسن، به.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/248) : «محمد المُحْرِم، عن عطاء والحسن، منكر الحديث، إذا وعد أخلف ... » .
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 799/الحديث 48) : «وهذا كذبٌ، والمُحْرِم هذا شيخ كذاب، معروف بالكذب، وقد رُوي عن عطاء من وجهين آخرين ضعيفين أنه أنكر على الحسن ... ، وهذا لا يصحُّ من عطاء» .
(4) انظر المسألة التالية.
(5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10355) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 49) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1107) . ورواه البيهقي في "الشعب" (10352) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 48-49) ، من طريق سهل بن عثمان، عن تَلِيد بن سُليمان وسعيد بن مسلمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عائشة، به. قال البيهقي: «تَلِيد وسعيد ضعيفان» .
(6) القائل: «ولم أكتُب عنه» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم.
(7) هو: الفضل بن يعقوب.
(6/96)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ، أخافُ أَنْ يكونَ أُدخِل لَهُ (1) .
2353 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ (3) بْنُ محمَّد
_________
(1) سُئل الدارقطني في "العلل" (1530) عن هذا الحديث فقال: «يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلف عنه: فرواه سعيد بن محمد الورَّاق الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وخالفه سعيد بن مسلمة. واختُلف عنه: فرواه محمد بن بكار بن الريان، عن سعيد بن مسلمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ، عن أبيه، عن عائشة خ، وغيره يرويه عن سعيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن عائشة مرسلاً ... » .
وقال في (5/91/ب) : «يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلف عنه، فرواه سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيِّ، عَنْ سعيد بن مسلمة وتليد بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عائشة. وخالفهما عنبسة بن عبد الواحد القرشي فرواه عن يحيى، عن [في الأصل: بن] سعيد ابن المسيب، عن عائشة. وخالفهم محمد بن مروان فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عائشة. وكذلك قال محمد بن بكار الريان: عن سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفه الحسن بن عرفة: فرواه عن سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يحيى بن سعيد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وقال رواد بن الجراح: عن عبد العزيز بن أبي حازم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ عائشة، عن النبيِّ (ص) : «السخيُّ الجَهول أحبُّ إلى الله من العابد البَخيل» . وقال سعيد بن مسلمة: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن عائشة. ولا يثبت منها شيء على وجه» . اهـ.
(2) انظر المسألة السابقة.
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه سعد سعيد» وضبب على قوله: «سعيد» في النسخ الثلاث، وفي (أ) و (ش) : «رواه سعد بن سعيد» ، والمثبت هو الصَّواب، كما في مصادر التخريج.
(6/97)
الورَّاق (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عن عبد الرحمن الأَعْرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ ... هَذَا الْحَدِيثُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1961) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (612) ، و"مساوئ الأخلاق" (366) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 235) ، وابن عدي في "الكامل" (3/403) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 47) من طريق الحسن ابن عرفة، والعقيلي في "الضعفاء" (2/117) من طريق محمد بن حرب الواسطي، والطبري في "تهذيب الآثار" (163/مسند عمر) من طريق الفضل بن إسحاق، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (348) من طريق عمر بن عبد الله بن عمر الهجري، جميعهم عن سعيد بن محمد الورَّاق، به.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (10357) . ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1104) . ومن طريق الإسماعيلي رواه الخطيب في "البخلاء" (ص46) إلا أنه زاد: «إبراهيم بن سعيد الجوهري» بين عمر الهجري وسعيد الورَّاق.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (2363) و (1416/مجمع البحرين) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 48) ، والأنصاري في "أحاديث الشيوخ الثقات" (168) من طريق محمد بن بكار بن الريَّان، عن سعيد الورَّاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أبيه، عن عائشة، به.
وليس في رواية الأنصاري في "أحاديث الشيوخ الثقات": «عن أبيه» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى، عن محمد، عن أبيه، عن عائشة إلا سعيد بن محمد» .
(2) قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفه مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إلا من حديث سعيد بن محمد. وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد؛ إنما يُروى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عائشة شيء مرسل» .
وقال العقيلي: «ليس لهذا الحديث أصلٌ من حديث يحيى ولا غيره» .
وقال ابن حبان: «إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب، غريب» .
وقال ابن عدي: «وهذا اختُلف فيه على يحيى بن سعيد، وكل الاختلاف فيه عليه ليس بمحفوظ» .
= ... وقال الإمام أحمد: «منكر» نقله الحافظ في "تهذيب التهذيب" (2/40) .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ» .
وانظر "المنار المنيف" (ص126) ، و"لسان الميزان" (4/417) ، و"السلسلة الضعيفة" (154) .
(6/98)
2354 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (1) ، عَنِ المُخَيَّس (2) بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ حَفْص بْنِ عمر (3) ، عن إبراهيم بن عبد الله ابن الزُّبَير، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ المَعِيشَةِ، والتَّوَدُّدُ (4) إلَى النَّاسِ نِصْفُ العَقْلِ، وحُسْنُ السُّؤالِ نِصْفُ العِلْمِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومُخَيَّس وحَفْص مجهولان (5) .
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في"الأوسط" (6744) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 358-359) ، والبيهقي في "الشعب" (6148) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/64) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (33) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/360) ، و"معجم الشيوخ" (936) .
وتصحف في "معجم الشيوخ" إلى: «مُحْسِن بن تميم» .
(2) بضم الميم وفتح الخاء المعجمة بعدها ياء مشدَّدة بعدها سين مهملة. وقيل فيه: مِخْيَس بكسر الميم وسكون الخاء وتخفيف الياء؛ قاله ابن ماكولا في "الإكمال" (7/170) .
(3) في (أ) و (ش) : «عمرو» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «والتردد» .
(5) قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به هشام بن عمار. وحفص ابن عمر هو: حفص بن عمر بن أبي العطَّاف المدني. وإبراهيم بن عبد الله هو: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ» .
وقال ابن عساكر في "معجم الشيوخ": «غريب الإسناد والمتن» .
وقال الذهبي في"الميزان" (4/85) : «منكر» ، وضعفه المزي في "تهذيب الكمال" (29/220) .
(6/99)
2355- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب ابن وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (2) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ، ولَكِنَّهُ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ (3) .
وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (4) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صالح (5) ،
_________
(1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وتابعه جرير، ووكيع، وأبو معاوية، وروايتهم أخرجها مسلم في "صحيحه" (2812) .
(2) قوله: «عن أبي سفيان» سقط من (ك) . وهو: طلحة بن نافع.
(3) قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (1/234) : «أنَّه يسعى في التحريش بينهم، أي: إغراء بعضهم على بعض، والتحريض بالشرِّ بين الناس من قتل وخصومة، والمعنى: لكنَّ الشيطانَ غَيرُ آيسٍ من إغراء المؤمنين، وحملهم على الفتن، بل له مطمع في ذلك، قيل: ولعلَّه أخبر عما يجري فيما بعده من التحريش الذي وقع بين أصحابه، أي: أيسَ الشيطانُ أن يُعبدَ فيها، لكن طمع في التحريش بين ساكنيها، وكان كما أخبر؛ فكان معجزةً له عليه الصلاة والسلام» . اهـ. وانظر "شرح النووي على مسلم" (17/156) ، و"فيض القدير" (2/356) ، و"مشارق الأنوار" (1/188) ، و"النهاية" (1/368) ، وانظر المسالة رقم (2217) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/368 رقم 8810) ، والبزار في "مسنده" (2850/كشف الأستار) .
قال البزار: «قد رواه أبو إسحاق هكذا، ورواه غيره عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة أو أبي سعيد» .
(5) هو: ذَكوان السَّمان.
(6/100)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ بنحوه؟
قال (2) أَبِي: أحدُ هَذَيْنِ باطلٌ.
2356 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن هشام الحَلَبي (3) ، عن عبد الله بْنِ المُبارك، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) لِرَجُلٍ وَهُوَ يُمازحُه: يَا فُلاَنُ، ضَرَبَ اللهُ عُنُقَكَ، فَقَالَ لَهُ الرجُل: يَا رسولَ اللَّهِ، فِي سَبِيلِهِ.
قَالَ ابْنُ المُبَارك: هِيَ كَانَتْ (4) أولَ نيَّة رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر؛ أُرَى (5) دخَلَ له (6) حديثٌ فِي حديث (7) .
_________
(1) قوله: «عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) .
(2) في (أ) و (ش) : «وقال» .
(3) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (3/253) .
والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/910-911) عَنِ زيد بن أسلم، عن جابر به. ومن طريق مالك رواه ابن حبان في "صحيحه" (5418) ، والبزار في "مسنده" (2963/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (4/183) .
(4) قوله: «كانت» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «وأرى» .
(6) أي: لعبيد بن هشام.
(7) قال ابن عبد البر: «وقد حدَّث أبو نعيم الحلبي عبيد بن هشام، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بحديث هو عندهم خطأ؛ إن أراد حديث زيد بن أسلم هذا» . وقال: «رواه عن أبي نعيم الحلبي جماعةٌ هكذا بهذا الإسناد منهم: أبو عمران، وموسى بن محمد الأنطاكي، وسعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي» .
وعدَّ الذهبي في "الميزان (3/24) هذا الحديث من مناكير عُبيد بن هاشم.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (3/255) : «وفيه إباحة الكلام بالمَعاريض وبما فَحْواه يسمع إذا كان المتكلِّم به يريد به وجهًا محمودًا، ألا ترى إلى قوله: "ما لَه ضرب الله عنقَه! " وهو يريد بذلك الشهادة له، وكان (ص) قلما يقول مثل هذا إلا كان كما قال» .
(6/101)
2357 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو (3) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى (4) أَهْلِهِ ومَالِهِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ (5) بِمُؤْمِنٍ، ولَيسَ بِمُؤْمِنٍ (6) مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (7) ... ، وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حقِّ الْجَارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ.
2358 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن جَنَّاد الْحَلَبِيُّ (8) ؛ قَالَ: حدَّثنا عَطاء بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة بن عبد الرحمن، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ؛ قَالَ: ما دخلتُ على النبيِّ (ص) قطُّ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (639) .
(2) هو: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني.
(3) في (ك) : «عمر» .
(4) في (ك) : «عن» .
(5) في (أ) و (ش) : «ذاك» .
(6) قوله: «وليس بمؤمن» سقط من (ك) .
(7) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) .
(8) روايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (237) ، وابن عدي في "الكامل" (5/368) ، والطبراني في "الكبير" (17/85 رقم 196) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/124) ، والبيهقي في "الشعب" (8532) .
قال ابن عدي: «وعطاء بن مسلم في حديثه بعض ما يُنكَر عليه» .
وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، تفرَّد به عطاء بن مسلم» .
(6/102)
إِلا تَوسَّع لِي أَوْ تحرَّك لِي، وإنِّي (1) دخلتُ عَلَيْهِ (2) يَوْمًا وَهُوَ فِي بيتٍ مَمْلوء مِنْ أَصْحَابِهِ، فلمَّا رَآنِي، تَوسَّع لِي، فجلستُ إِلَى جَنْبِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2359 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ (3) ، عَنْ (4) يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنِ الثَّوري، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْباط
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وإن» .
(2) من قوله: «قط إلا توسع ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (3) ، وابن حبان في "صحيحه" (471) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (326) ، وابن عدي في "الكامل" (7/157) ، وابن الأعرابي في "معجم شيوخه" (916) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (130) ، وفي "طبقات المحدثين" (3/608-609) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/246) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/311) ، والبيهقي في "الشعب" (8087) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/335) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/9) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/58) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1215) من طريق الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، عن يوسف بن أسباط، به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث حديث المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ يُوسُفَ بن أسباط، سرقه منه الاحتياطي هذا، وغيره من الضعفاء» .
= ... وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ، وإنما يعرف بالمسيب بن واضح، وهو في مقام مجهول» .
(4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(6/103)
دَفَنَ كُتُبَه (1) .
2360 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ النبيُّ (ص) : لا يَقُصُّ (4) عَلَى النَّاسِ إِلاَّ أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَائٍي (5) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي الأوزاعيُّ (6)
هَذَا الحديثَ عَنْ عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قال ابن عدي: «وهذا يُعرف بالمسيب بن واضح عن يوسف، عن سفيان بهذا الإسناد، وقد سرقه منه جماعةٌ ضعفاء رَوَوْه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديثه عنه [أي: من حديث الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ] ، تفرَّد به يوسف بن أسباط عنه» .
وقال أبو نعيم: «تفرد به يوسف عن الثوري» .
وقال الخليلي: «غريب تفرَّد به يوسف، وهو زاهد إلا أنه لم يُرضَ حفظُه، وقيل: اشتبه عليه وإنما هو: سفيان، عن أبي مالك، عن الأشجعي، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنّ النبي (ص) قال: " كلُّ معروف صَدَقة "» .
(2) هو: إبراهيم بن محمد الفزاري.
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(4) في (ت) و (ك) : «لا يقضي» .
(5) كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والجادَّة: «مُراءٍ» بحذف الياء، لكنَّ ما في النسخ جارٍ على لغة صحيحة لبعض العرب. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(6) روايته بهذا الوجه أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3753) ، وابن أبي عاصم في "المذكِّر والتذكير" (10) ، وابن عدي في "الكامل" (4/155) من طريق الهِقْل بن زياد، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/9) من طريق محمد بن مصعب، كلاهما عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عامر به.
ورواه الدارمي في "مسنده" (2821) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد في "مسنده" (2/183 رقم 6715) من طريق الفرج بن فضالة، كلاهما عن عبد الله ابن عامر به.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/178 رقم 6661) ، وابن أبي عاصم في "المذكِّر والتذكير" (12) ، والطبراني في "الأوسط" (976) ، وابن عدي في "الكامل" (3/220) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عمرو بن شعيب به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (4384) ، وابن عدي في "الكامل" (2/251) من طريق الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، عن أبيه، عن حماد بن عبد الملك الخولاني، عن هشام بن عروة، حدثني عمرو بن شعيب به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به العباس بن الوليد» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديثُ لا أعلم يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ غير حماد هذا، وليس هو بالمعروف، وهو عجبٌ من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عمرو بن شعيب، ولا أعرف لهشام عن عمرو غيره» .
(6/104)
2361 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزاري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الجَزَري؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو بِشْر الدِّمَشْقِيُّ - لقيتهُ غَازِيًّا - عَنِ المِقْداد (2) بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَحَقٌّ عَلَى المُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ، حَتَّى يَأْخُذُوا لَهُ قِرَاهُ مِنْ زَرْعِهِ ومَالِهِ، أو قَالَ: زَرْعِهِ وضَرْعِهِ (3) ، قال: أحدَهُم (4) ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2218) .
(2) في (ك) : «المقدام» .
(3) في (ش) : «زرعه ضرعه» .
(4) أي: ذكر أحد اللفظين، وكانت الجادة أن يقال: «أحدَهُما» ؛ لأنَّ الضمير يرجع إلى قوله: «من زرعه وماله» ، و «من زرعه وضرعه» ، لكن استعمال الضمير «هم» في موضع المثنى صحيح في العربية، وقد ذكرنا توجيهه في تعليقنا على المسألة رقم (74) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (368) .
(6/105)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن المِقْدام ابن مَعْدِي كَرِب (1) ، وغيرُه يَقُولُ: أَبُو يُونُسَ (2) ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو يُونُسَ: المِقْدام.
2362- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمَّد ابن بكَّار (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلا النَّهَارَ، وَلا الشَّمْسَ وَلا القَمَرَ، وَلا الرِّيحَ؛ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ، وعَذَابٌ لآخَرِينَ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَاهُ إِلا (4) ابْنَ أَبِي ليلى (5) ، وسعيد بن
_________
(1) قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (2/647) : «والشاميون كانوا يسمون المقدام بن معد يكرب: المقداد، ولا ينسبونه أحيانًا، فيظنُّ من سمعه غير منسوب أنه ابن الأسود، وإنما هو ابن معد يكرب، وقد وقع هذا الاختلافُ لهم في غير حديث من رواياتهم» .
(2) أي: بدل أبي بشر. وأبو يونس ذكره البخاري في "الكنى" (791) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/456) ، وذكرا أنه يروي عن المقداد بن الأسود هذا الحديث.
والحديث رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2386) - عن وكيع، عن يزيد ابن سنان، عن أبي يونس، عن المقداد، به.
قال ابن حجر: «هكذا أخرجه في مسنده المقداد بن الأسود، وأصله معروف من حديث المقداد بن معدي كرب» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4698) ، و"مسند الشاميين" (2797) ، و"الدعاء" (2051) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (6795) من طريق الوليد بن الوليد، وتمام في "فوائده" (1136/الروض البسام) من طريق أبي الجُماهِر محمد بن عثمان، كلاهما عن سعيد بن بشير، به.
(4) قوله: «إلا» سقط من (ك) .
(5) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2194) من طريق سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أبي الزبير، عن جابر، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26301) عن علي بن هاشم، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (615) من طريق النضر بن إسماعيل، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، به مرسلاً.
ووقع في المطبوع من "الصمت": «أبي ليلى» بدل: «عبد الرحمن بن أبي ليلى» .
(6/106)
بَشير (1) .
2363 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ عبد الله بْنِ يَزِيدَ البَكْري، عَنْ عِكرمَة بْنِ عمَّار، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ سَلَمة بْنِ الأَكْوَع (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ النَّارَ لاَ تَشْفِي (3) أَحَدًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وعبد الله البَكْريُّ ذاهبُ الْحَدِيثِ.
2364 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الرحمن بن عَوْف (4) ،
_________
(1) قوله: «ابن» وما عطف عليه، وهو قوله: «سعيد» يجوز فيهما النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) .
(2) رواه الطبراني في "الأوسط" (8800) من طريق داود ابن بشير، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأكوع، عن أبيه به. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عبد العزيز» .
(3) في (ت) و (ك) : «لا تشقى» .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/360 رقم 14870) عن يعقوب بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أهله، عن أبيه، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ جابر، به. ورواه عبد بن حميد (1126) من طريق زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنْ سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن جابر به.
ورواه مسلم (2013) من طريق سفيان وزهير كلاهما عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قال: قال رسول الله (ص) : «لا تُرسلوا فواشيَكُم وصبيانَكُم إذا غابت الشمسُ حتى تذهبَ فحمةُ العشاء؛ فإن الشياطينَ تنبعثُ إذا غابت الشمسُ حتى تذهبَ فحمةُ العشاء» .
وانظر "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6/95-97) .
(6/107)
عَنْ طَلْق بْنِ حَبيب، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ فَوْرَةِ العِشَاءِ (1) ؛ فَإِنَّ فِيهَا بَعْثَةَ الجِنِّ؟
قَالَ أَبِي: إبراهيمُ بْنُ عُثْمَانَ هُوَ: أَبُو شَيبة جدُّ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: جدُّ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2365 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ (2) ،
عَنِ ابْن جَابِرٍ (3) ، عَنْ أَبِي كَبْشة السَّلولي، عن سَهْل بن الحَنْظَلية؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ، ومرَّ بِبَعِيرٍ مُناخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أوَّل النَّهَارِ، ثُمَّ مرَّ بِهِ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا البَعِيرِ؟ ، فالْتُمِسَ فَلَمْ (4) يُوجَدْ، فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ البَهَائِم ِ؛ كُلُوهَا سِمَانًا، وَارْكَبُوهَا صِحَاحًا.
قَالَ أَبِي: بَيْنَ ابْنِ جَابِرٍ وَأَبِي كَبْشة: ربيعةُ ابن يزيد (5) .
_________
(1) فَوْرة العشاء: بعدَه. "لسان العرب" (5/67) .
(2) تابعه صدقة بن خالد، ورواه عنه هشام بن عمار، واختُلف على هشام، فرواه أبو عبيد في "الأموال" (1737) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي كبشة، عن سهل، به مختصرًا.
ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (584) عن محمد ابن أبي زرعة الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة، عن ابن جابر، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي كبشة، عن سهل، به.
(3) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
(4) قوله: «فلم» سقط من (ت) و (ك) .
(5) الحديث من هذا الوجه رواه أحمد في "مسنده" (4/180-181 رقم 17625) ، وابن حبان في "صحيحه" (545 و3394) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/25) من طريق علي بن المديني، والطبراني في "مسند الشاميين" (585) من طريق سهل بن زنجلة، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2074) ، والطبراني في "الكبير" (6/96 رقم 5620) من طريق عمر بن عبد الواحد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/20) و (4/371) من طريق أيوب بن سويد، وفي (4/371) ، وفي "مشكل الآثار" (486) من طريق بشر بن بكر، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/338) من طريق الوليد بن مزيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3289) من طريق محمد بن شعيب، جميعهم عن ابن جابر، به.
ورواه أبو داود في "سننه" (2548) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2545) ، والبيهقي في "السنن" (7/25) من طريق محمد بن مهاجر، عن ربيعة، به. وانظر "السلسلة الصحيحة" (23) .
(6/108)
2366 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة (1) ،
عَنْ عليِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ البَريد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (2) ، عن الحَكَم (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا وهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ (4) ؟
_________
(1) روايته أخرجها في "المصنف" (25607) . ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (38) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ» (19) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (40) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/113 رقم 903) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (421) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (18 و19) ، والضياء في "المختارة" (647) من طريق الأعمش، عن الحكم، به.
(2) في (ك) : «عن أبي ليلى» . وهو: محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى.
(3) هو: ابن عُتَيبة.
(4) قال النووي في "شرح مسلم" (1/64) : «قوله (ص) : «يُرى أَنَّهُ كذبٌ، فَهُوَ أحدُ الكاذِبِينَ» ضبطناه: "يُرى" بضم الياء، و"الكاذِبِينَ" بكسر الباء وفتح النون على الجمع، وهذا هو المشهورُ في اللفظتَين» .
(6/109)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) وَأَبُو عُمَرَ (2) الحَوْضي (3) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الحَكَم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَذَا رَوَى ابنُ أَبِي لَيْلَى (5) كَمَا رَوَاهُ (6) عليُّ بْنُ هَاشِمٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ (7) : حدَّثنا (8) أَبُو سَعِيد الأشجُّ (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْن نُمَير (10) ، عَنِ ابْن أَبِي ليلى.
_________
(1) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها الطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (133) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/161) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (937) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25606) ، وأحمد في "مسنده" (5/14 و20 رقم 20163 و20221) ، وعلي بن الجعد في "مسنده" (140) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (422) ، وابن حبان في "صحيحه" (29) ، و"المجروحين" (1/7) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/306) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (316) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/41-42) من طرق عن شعبة، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه مسلم في "مقدمة صحيحه" (1/9) ، وابن ماجه في "سننه" (39) . ومن طريق ابن الجعد رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (534) .
(2) في (ف) : «وأبو عمرو» .
(3) هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سَخْبَرَة.
(4) في (ف) : «عن أبي ليلى» .
(5) أي: جعله من مسند علي.
(6) في (ف) : «روى» .
(7) من قوله: «أخبرنا ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «أخبرنا أبو محمد، قال» ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» .
(8) في (ف) : «وحدثنا» .
(9) هو: عبد الله بن سعيد.
(10) هو: حصين بن نمير الواسطي. وروايته أخرجها هناد في "الزهد" (1381) ، والمحاملي في "أماليه" (126) .
(6/110)
وحدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنان (1) ؛ قَالَ (2) : حدَّثنا عُبَيدالله بْن مُوسَى (3) ، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَم، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ عليٍّ.
إلاَّ حَفْص بن غِياث (5) ؛ فإن (6) أَبَا سَعِيد الأشجَّ حدَّثنا عَنْ حَفْص، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَم، عَنِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (7) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أخبرنا أَبُو مُحَمَّد، وحدَّثنا أَحْمَد بْن سِنان» ، والمثبت من (ف) ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) .
(2) من قوله: «حدثنا أبو سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(3) روايته أخرجها البزار (621) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (19) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/356) .
قال البزار: «وهذا الحديث هكذا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيّ، ورواه غير ابْنِ أَبِي لَيْلَى: عَنِ الْحَكَمِ، عن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ» .
(4) قوله: «عن ابن أبي ليلى» سقط من (ف) .
(5) في (ف) : «عنان» .
(6) في (أ) و (ش) : «إن» وتصحفت في (ك) إلى: «قال» .
(7) قوله: «مرسل» منصوب على الحال، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
قال الترمذي عن هذا الحديث (2662) : «سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن [الدارمي] عن حديث النبي (ص) : " من حدَّث عني حَدِيثًا وَهُوَ يُرى أَنَّهُ كذبٌ فهو أحد الكاذبينَ" قلت له: من روى حديثًا وهو يعلم أن إسناده خطأ أيخاف أن يكونَ قد دخل في حديث النبي (ص) ، أو إذا روى الناسُ حديثًا مرسلاً فأسنده بعضهم أو قلبَ إسناده يكون قد دخل في هذا الحديث؟ فقال: لا؛ إنما معنى هذا الحديث: إذا روى الرجل حديثًا ولا يُعرف لذلك الحديث عن النبيِّ (ص) أصلٌ فحدث به، فأخاف أن يكونَ قد دخل في هذا الحديث» . اهـ.
وانظر "العلل" للدارقطني رقم (399) فقد ذكر الاختلاف في هذا الحديث.
(6/111)
2367 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثناه محمَّد بْنُ عَوْف الحِمْصي، عن الهيثم ابن جَميل، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ (1) ،
عن فَرْقَد
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (8) ، وعفان بن مسلم في "جزئه" (12/ب) ، وأحمد في "مسنده" (1/4 و7 و12 رقم 13 و31 و32 و75) ، والترمذي في "جامعه" (1946) ، وابن ماجه في "سننه" (3691) ، وأبو يعلى في "مسنده" (93 و94 و95) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (97 و98 و100 و101) ، وابن عدي في "الكامل" (4/77) ، و (6/27 و28) ، والدارقطني في "الأفراد" (17/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/49) و (4/164) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/343) ، والبيهقي في "الشعب" (8216) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/162) من طرق عن فَرْقد، به.
قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب، وقد تكلَّم أيوبُ السَّختياني وغيرُ واحد في فرقد السَّبَخي من قبل حفظه» .
وقال أبو نعيم بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد: «لم يرو هذه الأحاديثَ الثلاثة عن الصدِّيق - رضي الله تعالى عنه - إلا مُرَّة الطيب، ولا عنه إلا فرقد السَّبَخي» . وقال ابن عبد البر: «وهذا حديث في إسناده رجالٌ معروفون بضعف الحديث، فليس مما يُحتَجُّ به، ولكنه مما يخاف عقوبة ما جاء فيه» .
ورواه المروزي في "مسند أبي بكر" (102) ، والطبراني في "الأوسط" (9312) من طريق شيبان، والمروزي أيضًا (99) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (117) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/164) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/403) ، والبيهقي في "الشعب" (8217 و8218) ، وأبو بكر الأنصاري = = في "أحاديث الشيوخ الثقات" (727) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن مُرَّة، عن أبي بكر، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الشعبي إلا جابر الجعفي، ولا رواه عن جابر إلا شيبان وأبو حمزة السكري» .
ورواه معمر في "الجامع" (20993) عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخي، عَنْ مُرَّة الطيب، عن النبي (ص) ، به مرسلاً.
(6/112)
السَّبَخي (1) ، عَنْ مُرَّة الطَّيِّب (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيِّئُ (3) المَمْلَكَةِ (4) ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ مَاكَرَهُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْطَأَ مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عثمانُُ بنُُ مِقْسَم البُرِّيُّ (5) ، والهيثمُ بنُ جَمِيلٍ لَمْ يلقَ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، وعثمانُ بنُ وَاقِدٍ (6) لَمْ يَسمَع مِنْ فَرْقَد؛ قَالَ (7) : وعثمانُ بنُ مِقْسَم البُرِّيُّ ضعيفُ الحديث.
2368- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن محمَّد الورَّاق (8) ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عن ابن عباس، عن
_________
(1) في (ف) : «السحيمي» .
(2) في (أ) و (ف) : «الطبيب» . وهو: مرة بن شَراحيل الهَمْداني.
(3) في (ك) : «شيء» .
(4) كذا في جميع النسخ: «المملكة» ، وفي مصادر التخريج: «المَلَكَة» ، وهما بمعنًى، يقال: مَلَكَهُ يَمْلِكُهُ مَلْكًا، ومِلْكًا، ومُلْكًا، وتَمَلُّكًا، ومَلَكَةً، ومَمْلَكَةً، ومَمْلُكَةً، ومَمْلِكَةً: إذا احتوى الشيءَ وقَدَرَ على الاستبداد به. انظر "اللسان" (م ل ك/10/492) . ومعنى «سَيِّئ المَمْلَكة والمَلَكَة» : الذي يسيء إلى مَمَاليكه ويؤذيهم. انظر "النهاية" (4/358) .
(5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (8215) .
(6) قوله: «وعثمان بن واقد» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(7) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) .
(8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4182) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (302) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/201) ، والطبراني في "الكبير" (10/320 رقم 10780) ، وابن عدي في "الكامل" (4/51-52) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/220) ، والبيهقي في "الشعب" (7319) .
قال العقيلي: «وفي هذا روايةٌ من وجه آخر أيضًا فيه لين، والصحيح عن النبي (ص) أنه قال: " الحياءُ من الإيمان، والحياءُ خيرٌ كلُّه" أسانيدها جياد» .
وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريبٌ من حديث محمد انفرد به سعيد عن صالح» .
وقال البيهقي: «ضعيف» .
(6/113)
النبيِّ (ص) قال: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقً (1) ، وخُلُقُ هَذَا الدِّينِ الحَيَاءُ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2369 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ قُرَيش بْنِ حيَّان، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيم؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا أيُّوب الأزْدي، فَرَأَى أَظْفَارِي طِوالاً، فَقَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فسأله،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على وجهَيْن:
الأول: بنصب «خلق» على أنها اسم «إنَّ» مؤخَّر، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم بيانها في تعليقنا على المسألة رقم (34) .
وانظر تعليقنا على عبارة: «إنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُقالُ لَهُ الْوَلْهَانُ» في المسألة رقم (130) .
والثاني: برفع «خلق» على أنها مبتدأ مؤخَّر، وشبه الجملة قبلها خبر مقدَّم، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لـ «إن» ، واسم «إنَّ» ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّهُ - أي الشأنَ - لكلِّ دين خُلُقٌ. وانظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) .
(2) روى هذا النص الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/462) من طريق مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، به.
ونقله ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/525-526) ، وجاء هذا النص أيضًا في هامش نسخة خطية من "مسند الطيالسي" (1/488/تحقيق التركي) .
(3) في "مسنده" (597) . ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/175- 176) ، والخطيب في "الموضح" (2/461) .
قال البيهقي: «وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي غير أبي أيوب الأنصاري» .
(6/114)
فقال: لَيَسْأَلُنِي أَحَدُهُمْ (1)
عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كأَظْفَارِ (2) الطَّيْرِ، يَجْمَعُ فِيهَا الجَنَابَةَ (3) والتَّفَثَ (4) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هُوَ واصلَ بْنُ سُلَيم؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو واصل سُلَيمان ابن فَرُّوخ (5) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، وَلَيْسَ هو من أصحاب النبيِّ (ص) ، هُوَ أَبُو أيُّوب يَحْيَى بْنُ مالك العَتَكي من التابعين.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يسألني أحدكم» ، لكن يخرَّج ما هنا على وجهَيْنِ: الأول: = = أنَّ اللام في «لَيَسألني» هي لام التوكيد المزحلقة الواقعة في خبر «إنَّ» ، وتقدير الكلام: «إنَّه لَيَسأَلُنِي أَحَدهم» .
والثاني: أنَّها لام القَسَم، والفعل مؤكد بنون التوكيد الثقيلة؛ فتكون العبارة هكذا: «لَيَسْأَلَنِّي أَحَدُهُم» ، والله أعلم.
(2) في (ت) : «كالمقار» ، وفي (ك) : «كالمنقار» .
(3) في (ت) و (ك) : «الجماعة» بدل: «الجناية» .
(4) التَّفَثُ: هو الوَسَخُ والشَّعَثُ. "المغرب" للمطرِّزي (1/104) .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/175-176) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/128) من طريق وكيع، والشاشي في "مسنده" (1139) ، وابن عدي في "الكامل" (3/315) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، والشاشي أيضًا (1138) من طريق سليمان بن حرب، والشاشي (1140) ، والطبراني في "الكبير" (4/184 رقم 4086) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/175) من طريق أبي الوليد الطيالسي، جميعهم عَنْ قُرَيْشِ بْنِ حيَّان، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، عَنْ أَبِي أيوب، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "الجامع" (869) .
ووقع في رواية أحمد والطبراني وابن عدي: «أبو أيوب الأنصاري» .
قال الإمام أحمد: «ولم يقل وكيع مَرَّة: الأنصاري. قال غيره: أبو أيوب العتكي. قال أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد] : قال أبي: يسبقه لسانه - يعني وكيعًا - فقال: لقيت أبا أيوب الأنصاري، وإنما هو أبو أيوب العتكي» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/30) : «سليمان ابن فروخ أبو واصل قال: لقيني أبو أيوب، هو: الأزدي، مرسل» .
وقال الخطيب: «كذا قال: عن أبي أيوب الأنصاري، وزعم أبو حاتم الرازي أن صوابه: عن أبي أيوب الأزدي، وهو يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ الْعَتْكِيُّ، مِنَ التابعين» .
(6/115)
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: ولم يَفهَم يونسُ بْن حَبِيب أنَّ أَبَا أيُّوب الأزْديَّ هو العَتَكيُّ، فأدخله فِي مسند أَبِي أيُّوب الأنصاري (1) .
2370 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حَدِيثٍ فِي "فُوَائِدِهِ" (3) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي، عَنْ أَبِي تُمَيلة (4) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ النَّحْوي (5) عبد الله بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عبد الله بْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قال: بينا (6) هُوَ جالسٌ بِالْكُوفَةِ فِي مَجْلِسٍ مَعَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يقول: إِنَّ مِنَ البَيَان ِ سِحْرًا، وإِنَّ مِنَ العِلْمِ (7) جَهْلاً، وإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا (8) ، وإِنَّ مِنَ [القَوْلِ] (9) عِيَالاً، فقال
_________
(1) أي: جعله فِي "مسند أَبِي أَيُّوب الأنصاري من "مسند الطيالسي"، فإن "مسند الطيالسي" ليس من تصنيفه، وإنما هو عدَّة مجالس سمعها يونس بن حبيب منه. انظر "السير" للذهبي (9/382) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2259) .
(3) الحديث رواه الخليلي في "الإرشاد" (3/898) من طريق ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة، به. ورواه أبو داود في "سننه" (5012) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (151) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/82) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيِّ، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (613) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/180) .
(4) هو: يحيى بن واضح.
(5) ضبب الناسخ عليها في (ف) .
(6) في (ت) و (ك) : «بينما» .
(7) في (ك) : «العمل» .
(8) سيأتي في آخر المسألة: «حكمة» .
(9) في (أ) و (ف) و (ك) : «القوم» ، وفي (ت) : «القوام» وضرب على الألف، والمثبت من (ش) فقط، وهو موافق لما سيأتي في الموضع الآتي من هذه المسألة، ورواه الخليلي في الموضع السابق من "الإرشاد" من طريق ابن أبي حاتم على الصواب.
(6/116)
صَعْصَعَة (1) - وَهُوَ أحدثُ الْقَوْمِ سِنًّا -: صدَقَ رسولُ الله (ص) ، وَلَوْ لَمْ يَقُلْها كَانَ (2) كَذَلِكَ، فتوسَّمه رجلٌ مِنَ الجُلساء، فَقَالَ لَهُ بَعْدَمَا تصدَّع الْقَوْمُ مِنْ مَجْلِسِهِمْ: مَا حَمَلك عَلَى أَنْ قلتَ: صدق نبيُّ الله (ص) ، وَلَوْ لَمْ يَقُلْها كَانَ كَذَلِكَ؟
قال: بلى، أمَّا قولُ نبيِّ الله (ص) (3) : إِنَّ مِنَ البَيَان ِ سِحْرًا: فالرجُل يكونُ عَلَيْهِ الحقُّ، وَهُوَ أَلْحَنُ بالحُجَج مِنْ صَاحِبِ الحقِّ، فيَسحَرُ القومَ بِبَيَانِهِ، فيَذهَبُ بالحقِّ وَهُوَ عَلَيْهِ.
وأمَّا قَوْلُهُ: إِنَّ مِنَ العِلْمِ جَهْلاً: فيُكلَّفُ العالمُ إِلَى عِلْمِهِ مَا لا (4) يَعْلَمُ (5) ، فَيُجَهِّلُهُ ذَلِكَ.
وأمَّا قولُه: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً (6) : فَهِيَ هذه المواعظُ والأخبارُ التي [يتَّعِظ بها] (7) الناسُ.
_________
(1) هو: ابن صُوْحان.
(2) في (ش) : «لكان» .
(3) قوله: «وَلَوْ لَمْ يَقُلْهَا كَانَ كَذَلِكَ؟ قال: بلى أما قول نبي الله» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(4) في (ف) : «ما لم» .
(5) أي: يتكلَّف العالمُ القولَ فيما لا يعلَمُه. "عون المعبود" (13/242) .
(6) تقدم بهذا اللفظ في المسألة رقم (2259) ، وتقدم في مسألتنا هذه: «حِكمًا» .
(7) في (ك) : «يتعظمها» ، وفي بقية النسخ: «يتعظمه» ، والمثبت من "سنن أبي داود" (5012) .
(6/117)
وأمَّا قولُه: إِنَّ مِنَ القَوْلِ (1) عِيَالاً: فَعَرْضُك كلامَك وحديثَك إِلَى (2) من لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ وَلا يريدُه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبي (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ ... .
وَرَوَى بعضَ الحديث حسامُ بنُ مِصَكّ (6) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ خطأٌ.
ورَوَى (7) قَتادةُ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ ولم يَرفَعْه.
ورواه (8) كَهْمَسُ بنُ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة؛ قال: كان يقال (9) ....
_________
(1) في (ت) و (ك) : «القوم» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وكُتب في هامش (ف) : «هكذا وُجد في الأصل» .
(2) في مصادر التخريج وكتب الشروح: «فعرضُك كلامَك وحديثَك على مَنْ ليس ... » .
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(5) في (ك) : «الرايسي» . وهو: محمد بن سليم.
(6) في (ف) : «مضك» . وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2259) .
(7) أي: ورواه، وحُذف الضمير للعلم به.
(8) في (أ) و (ش) : «وروى» .
(9) قال الدارقطني في "العلل" (384) : «يرويه عمارة بن أبي حفصة، واختُلف عنه، فروي عن شعبة، عن عمارة، عن عبد الله بن بريدة، عن صعصعة، عن علي، عن النبيِّ (ص) ، قال ذلك مغيرة بن عبد الرحمن الحَرَّاني، عن يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، عَنْ شُعْبَةَ. وخالفه يحيى بن أبي طالب؛ رواه عن يحيى بن السكن، عن أبي جُزَي، عن عمارة، عن ابن بريدة، عن صعصعة مرسلاً. وكذلك قال مسعود بن جُوَيرية، عن إسماعيل ابن زيادـ عن أبي جُزَي. وروى هذا الحديث حُسَامِ بْنِ مِصَكّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال سلام أبو المنذر: عن مطر الوراق، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ، قال ذلك محمد بن عمر القصي عنه. وخالفه عثمان بن مخلد التمار، فقال: عن سلام، عن مطر، عن أبي بريدة، عن ابن عباس» .
(6/118)
2371 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي (1) ،
عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي عَلَيْهِ (3) مَالاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ، وَكَانَ يُقَالُ: خُذُوا بالناسِ اليَسيرَ (4) وَلا تُمِلُّوهم. قَالَ قَتادة: إنَّ المؤمنينَ قومٌ رُفَقاء رُحَماء.
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1961/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (2934) ، و"الصغير" (221) ، وأبو الشيخ في "حديثه" (71/انتقاء ابن مردويه) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/124) ، والبيهقي في "الشعب" (10554) . قال البزار: «وهذا لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن سعيد غير عبد الأعلى (كذا) » . ولعل صوابه: «عبد الواحد» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا أبو عبيدة، ولا عن أبي عبيدة إلا سعيد الجرمي» .
(2) هو: عبد الواحد بن واصل السَّدوسي.
(3) في (ت) و (ك) : «عليه بالرفق» .
(4) كذا في جميع النسخ، ونحوه في "شعب الإيمان"، والجادَّة: «خُذُوا الناسَ باليَسيرِ» ، وفي الموضع السابق من "تاريخ بغداد": «خُذُوا الناسَ بالمَيسورِ» . لكن ما في النسخ إن لم يكن سهوًا أو تصحيفًا، فإنه يخرَّج على أنه من باب «القلب» ، ومثله قوله تعالى: [القَصَص: 76] {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ، أي: إنَّ العصبة لتنوءُ بمفاتحه، وقوله (ص) : «زيِّنوا القرآنَ بأصواتكم» ، أي: زيِّنوا أصواتَكُمْ بالقرآنِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1874) .
ويحتمل أن يكون على التقديم والتأخير في الكلام، والتقدير: خذُوا اليسير بالناس، أي: على الناس، والباء في العربية قد تأتي بمعنى «على» ، وله شواهد كما في "مغني اللبيب" (ص113) .
(6/119)
وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: ذاكرتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أحمدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: عمَّن كتبتَ؟ قلتُ: حدَّثنا بِهِ سَعِيدٌ الجَرْمي، فَأَثْنَى عَلَى سَعِيدٍ خَيْرًا، وقال: يَرْوِيهِ (2) عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (4) .
2372 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبِ بْنِ الحسن القُرَشي (5) ؛
قال (6) : حدَّثنا عبد العزيز بن مُختار؛ قال: حدَّثنا
_________
(1) في (ف) : «فسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(2) كذا في جميع النسخ، لكن أُهملت الياء الأخيرة في (ش) ، وتخرَّج على أن المراد: يَرويه الجماعة، وهي في معنى «يروونه» ، ويحتمل أن تكون متصحِّفةً عن «يَرْوُنَهُ» بواو واحدة، وحذفت الواو الأخرى تخفيفًا، كما في داود وطاوس ونحوهما، والله أعلم.
(3) هو: ابن أبي عَروبة.
(4) أشار البخاري في "التاريخ الكبير" (6/61) إلى رواية أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل، ثم قال: «ورواه الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مرسلاً» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/27/أ) : «يرويه أبو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس حدث به سعيد الجرمي عنه، والمحفوظُ عن قتادة مرسلاً» .
(5) روايته أخرجها ابن مردويه - كما في "تفسير ابن كثير" (3/135) - قال: حدثنا عبد الباقي، حدثنا أحمد بن صالح، عنه، به.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (5640) ، والبزار في "مسنده" (1232/كشف الأستار) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/348 رقم 3255) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1085) من طرق عن عبد العزيز ابن مختار، به.
ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/270 رقم11946) ، و"الأوسط" (4269) . قال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر لعبد العزيز: «لم يرو هذين الحديثين عن خالد الحذَّاء إلا عبد العزيز بن المختار» . وقال ابن كثير: «هذا حديثٌ غريب جدًّا»
(6) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) .
(6/120)
خَالِدٌ (1) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَيَّاتُ مَسْخُ (2) الجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ القِرَدَةُ والخَنَازِيرُ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا الحديثُ هُوَ موقوفٌ (3) ، لا يرفَعُه إلا عبدُالعزيز بنُ (4) المُختار، وَلا بأسَ (5) بِحَدِيثِهِ.
2373 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة، واختُلف عَلَى (7) شُعْبة:
فَرَوَى وَهْب بْنُ جَرير (8) ،
عَنْ شُعْبة، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (9) ، عَنْ
_________
(1) هو: ابن مِهْران الحذَّاء.
(2) في (ك) : «سيخ» .
(3) الحديث رواه معمر في "الجامع" (19617) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به، موقوفًا. ومن طريق معمر رواه أحمد في "مسنده" (1/348 رقم 3254) ، والطبراني في "الكبير" (11/249 رقم 11846) .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) في (ك) : «ولا يابس» .
(6) انظر المسألة رقم (2492) .
(7) في (ش) : «عن» .
(8) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (2967) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3947) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/33) .
= ... وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق محمد بن بشار، عن سَلْم بن قتيبة، عن شعبة، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (424) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) ، وابن ماجه في "سننه" (2491) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (291) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3948) ، وابن عدي في "الكامل" (5/304) و (7/166) من طريق يوسف بن ميمون، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، به.
(9) في (أ) و (ش) : «عن يزيد بن أبي خالد» ، وفي (ك) : «عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أبي خالد» .
(6/121)
أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة: أنَّ رسول الله (ص) (1) قَالَ: مَنْ بَاعَ دَارًا فَلَمْ يَشْتَرِ مِنْ ثَمَنِهِ (2) دَارًا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا.
ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يزيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة، موقوفً (4) .
فسمعتُ أَبِي يقولُ: مَوْقُوفٌ (5) عِنْدِي أقوى، و «يزيدَ أبي
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «أن النبي (ص) » .
(2) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «ثمنها» ، وضرب الناسخ عليها وكتبها «ثمنه» ، والجادَّة أن يقال: «ثمنها» كما في المسألة رقم (2492) ، وفي مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ عربيةً، ويخرَّج على وجهين: الأول: أن يكون الضمير مذكَّرًا على ما هو ظاهر، ويكون هذا جاريًا على لغة من يذكِّر الدار، قال في "القاموس" (ص393) : «الدار: المَحَلُّ يَجمعُ البناء والعَرْصة كالدارة، وقد تذكَّر» . اهـ. وسيعيدُ الضميرَ إلى «الدار» على لغة من يؤنثها في قوله: «فيها» ؛ وفي هذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ. انظر تعليقنا على المسألة رقم (241) . والثاني: أن الضمير مؤنث على الجادَّة، والأصل: «مِنْ ثَمَنِهَا» ؛ لكن جاء على لغة طيِّئ ولَخْم؛ حُذِفَتْ ألف «ها» ، ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، فصارت: «مِن ثمَنَهْ» ، وانظر في هذه اللغة تعليقنا على المسألة رقم (235) .
(3) في "مسنده" (423) ، ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/57) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/327) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر، عن شعبة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "الأسامي والكنى" (147) من طريق حجاج بن محمد، والبخاري أيضًا (8/328) من طريق آدم بن أبي إياس، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق حَرَمي بن عمارة، كلاهما عن شعبة، به.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «فسمعت أبي يقول موقوف» مكرر في (ك) . وقوله: «موقوفً» كذا في جميع النسخ، وهو حال منصوب، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6/122)
خَالِدٍ» (1) : لَيْسَ بالدَّالاني (2) .
2374 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهري، عن سُلَيمان ابن يَسار، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أربَعٌ مِنَ
_________
(1) كذا، على حكاية القول السابق في الإسناد.
(2) وممَّن ذهب إلى أن يزيد أبي خالد ليس بالدالاني: شعبة بن الحجاج فقد ذكر أحمد في الموضع السابق من "الأسامي والكنى" عن شعبة أنه قال: كنت أرى أن اسمه يزيد، وكنيته أبو خالد، حتى ذكروا أن اسمه غير ذلك. ثم أخرج أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال شعبة: ليس بالدالاني، يعني: أباخالد.
وذهب إلى ذلك أيضًا عبد الرحمن بن مهدي، فقد أخرج المزي هذا الحديث - كما تقدم - في "تهذيب الكمال" من طريق بُنْدار، عن حَرَمي بن عمارة، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خالد الدالاني، به ... ، قال بندار: فقلت لعبد الرحمن: تحفظ هذا الحديث عن شعبة؟ قال: نعم. قلت: حدِّثني به، فقال: حدثنا شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ. قلت: الدالاني؟ قال: ليس بالدالاني. فقلت له: فإن ها هنا من يرويه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خالد الدالاني، فألحَّ عليَّ. قلت: حَرَمي بن عمارة. قال: وَيْحَهُ ما أقلَّ علمه بالحديث. يزيد الدالاني أصغر من أن يسمع من أبي عبيدة بن حذيفة. اهـ.
وذهب إلى ذلك أيضًا الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/209) وزاد: «لا أدري من هو» ، أي: يزيد أبي خالد الذي في حديثنا. وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/300) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/55) .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2416) و (2444) . ونقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/426/مخطوط) .
(4) كذا أورد رواية أيوب بن سويد هنا، ومثله في المسألة رقم (2444) . وفي المسألة (2416) عن أبي زرعة أن أيوب بن سويد رواه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، = = عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو زرعة: «وأخطأ فيه، ولم يسمع ابْن جُرَيْج من الزهري هَذَا الْحَدِيث» .
(6/123)
الدَّوابِّ لا يُقتَلْنَ: النَّمْلَةُ، والهُدْهُدُ، والصُّرَد (1) ، والنَّحلة؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُضْطَرِبٌ (2) .
2375 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (3) ،
عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِرْضُ الرَّجُلِ المُسْلِمِ، والمَسَبَّتان ِ (5) بِالسَّبَّةِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
2376- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز (7) الدَّراوَرْدي (8) ،
_________
(1) بضم الصاد المهملة، وفتح الراء: طائرٌ ضَخْمُ الرأس، يَصْطادُ العَصافيرَ. "القاموس" (ص293) .
(2) سيأتي تفصيل ذلك في المسألة رقم (2416) .
(3) في (ت) و (ك) : «التنسي» . وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/932) ، فقال: حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحيم، ثنا عمرو بن أبي سلمة، به. وعن ابن أبي حاتم نقلها ابن كثير في "تفسيره" (2/342) .
ورواه أبو داود في "سننه" (4877) من طريق جعفر بن مسافر، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (727) من طريق الحسن بن عبد العزيز، كلاهما عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، به، نحوه.
(4) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(5) كذا في (ف) ، وهي مهملة في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ك) : «والمستبان» بتقديم التاء المثناة على الباء الموحَّدة، وفي مصادر التخريج: «والسَّبَّتَانِ» ، والمَسَبَّة: مصدر ميمي من السَّبِّ.
(6) لأنَّ رواية الشاميين عن زهير بن محمد منكرة، وعمرو ابن أبي سلمة شامي.
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «عبد العزيز بن» .
(8) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (5034) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق يحيى القطان، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، موقوفًا.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "الشعب" (8915) .
قال ابن عبد البر: «هكذا أوقفه يحيى القطان، وحماد ابن مسعدة على أبي هريرة، ورفعه الليث بن سعد على الشكِّ» .
ورواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عجلان، واختُلف عنه في رفعه ووقفه، فرواه البخاري في "الأدب المفرد" (939) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن عيينة، به، موقوفًا.
ورواه الطبراني في "الدعاء" (2001) من طريق إبراهيم ابن بشار الرمادي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة يَبلُغ به فذكره.
(6/124)
عَنْ محمَّد بْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شَمِّت (1) أَخَاكَ ثَلاثًا؛ فَمَا زَادَ فَهُوَ زُكام؟
قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يرفَعُه.
قلتُ: مَن يرفَعُه؟ وأيُّهما أصحُّ؟
فَقَالَ: قومٌ من الثقات يرفَعونه (2) .
_________
(1) في (أ) و (ش) بالسين المهملة، وكلاهما لغتان صحيحتان. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2310) .
(2) رواه الطبراني في "الدعاء" (2000) ، وابن عدي في "الكامل" (6/190) من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن مجبر، والطبراني أيضًا (1998) من طريق موسى ابن موسى الأنصاري، كلاهما عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ، عن أبي هريرة، به مرفوعًا.
ورواه أبو داود في "سننه" (5035) ، والطبراني في "الدعاء" (1999) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (251) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي (ص) » .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "الشعب" (8916) .
قال الدارقطني في "العلل" (10/365) : «اختُلف فيه على المَقبُري، فرواه ابن جريج، عَنِ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . ورواه ابن عَجْلان، واختُلف عنه، فرواه اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ المقبري، عن أبي هريرة بالشكَّ. ورفعه الثوري، عن ابن عَجْلان والموقوف أشبه» .
وانظر "السلسلة الصحيحة" (1330) .
(6/125)
2377 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيم (1) جَمِيعًا، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيب، عَنْ عبد الله (2) بن بُرَيدة.
فأما عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (3)
فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الحَذْف (4) .
فأما أَبُو نُعَيم (5) فلم يقُل: «عن أبيه» .
_________
(1) هو: الفضل بن دكين.
(2) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4578) ، والبزار في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/381) -، وابن أبي عاصم في "الديات" (173) ، والنسائي في "سننه" (4813) ، والروياني في "مسنده" (67) بلفظ: «أن امرأةً حَذَفت امرأة فأسقَطَتْ، فرُفع ذلك إلى رسول الله (ص) فجعَلَ في ولدها خمسَ مئة شاة، ونهى يومئذ عن الحَذْف» .
قال أبو داود: «كذا الحديث: خمس مئة شاة، والصَّواب: مئة شاة، هكذا قال عباس، وهو وهم» .
وقال البزار: «لا نعلمه يرويه عن ابن بريدة إلا يوسف ابن صهيب، وهو رجل مشهور من أهل الكوفة» .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/115) .
(4) قال السندي في "حاشيته على النسائي" (8/47) : «الذالُ معجمة وفي الحاء الإهمال والإعجام. ذكره السيوطي في حاشيته على أبي داود» .
(5) هو: الفضل بن دكين، وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4814) .
(6/126)
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نُعَيم أصحُّ؛ مُرسَلٌ (1) .
2378 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ عُمَرَ (4) الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ مَكحُول (5) ، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) - قَالَ (6) - يومَ خَيْبَرَ جُعِلَت لَهُ (7) مَأْدُبَةٌ، وَأَكَلَ مُتَّكِئًا، واطَّلَى (8) بالنُّورَة (9) ، وَأَصَابَتْهُ الشمسُ، وَلَبِسَ البُرْطُلَّة (10) ؟
قَالَ أبي: هو عمر بْنُ مُوسَى الوَجِيهي (11) ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ.
_________
(1) قوله: «مرسل» مرفوعٌ على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مرسلٌ، ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال اللازمة، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وانظر في الحال المنتقلة واللازمة: شروح ألفية ابن مالك، باب الحال.
(2) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (5/ل 56) .
(3) هو: ابن الوليد.
(4) في (أ) و (ش) : «عمرو» .
(5) هو: الشامي أبو عبد الله.
(6) القائلُ هو واثلة، وانظر التعليق التالي.
(7) أي: للنبي (ص) ؛ ويوضحه رواية الطبراني، ففيها: «عن واثلة قال: لما افتتح رسول الله (ص) خيبر، جُعلت له مَأْدُبَة ... » .
(8) في (ك) تشبه: «والحلا» .
(9) هي: أخْلاطٌ تُستَعمَلُ لإزالة الشعر. انظر "المصباح المنير" (ن ور/2/630) .
(10) البُرْطُلَة والبُرْطُلَّة: المِظَلَّة الصيفيَّة، أي: ما يُستَظَلُّ به من الشمس. والبُرْطُلُ والبُرْطُلُّ: القَلَنْسُوَة تُلْبَسُ على الرأس. انظر "اللسان" (11/51) ، و"تاج العروس" (28/75) (ب ر ط ل) .
(11) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/62 رقم149) ، وفي "مسند الشاميين" (3398) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/78) ، إلا أنه وقع منسوبًا عند ابن عساكر: «عمر بن سليمان» .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/24) : «وبقية ثقة ولكنه مدلِّس، وعمر لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» .
(6/127)
2379 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ (1) ، عَنْ حجَّاج بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (2) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة ابن جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةِ اللِّسَان ِ؟ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الشَّفَاعَةُ؛ يُحْقَنُ بِهَا الدَّمُ، وتُجَرُّ بِهَا (3) المَنْفَعَةُ إِلَى أَحَدٍ، وتُدْفَعُ (4) بِهَا الغَرَامَةُ عَنْ أَحَدٍ؟
قَالَ أَبِي: أُرَى بَيْنَ حجَّاج وبين أبي بكر رجُلً (5) ؛ وَهَذَا حديثٌ مُنكَر (6) .
2380 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضح (7) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (669) .
ورواه الطبراني في "الكبير" (7/230 رقم 6962) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1279) من طريق محمد بن يزيد، وابن عدي في "الكامل" (3/322) من طريق حجاج بن نصر، والبيهقي في "الشعب" (7279) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عن أبي بكر الهذلي، به.
(2) في (ك) : «الهدبي» . وقد اختُلف في اسمه فقيل: سُلْمى، وقيل: رَوْح.
(3) في (ت) : «ويجريها» ، وفي (ف) : «ويجر بها» .
(4) في (ت) : «ويدفع» ، وفي (ف) : «وترفع» ، لكن لم يُنقَط أولها.
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة لربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) وضعَّفه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص444) شرح الحديث رقم (25) . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (1442) .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4931) ، و"الصغير" (743) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/319) ، وأبيٌّ النَّرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (11) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن حسَّان إلا علي بن بكَّار، تفرَّد به المسيَّب بن واضح» .
(6/128)
عَلِيِّ بْنِ بكَّار، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وأَهْلُ المُنكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ (1) المُنكَرِ (2) فِي الآخِِرَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا.
2381 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطَّان، عَنِ المُثَنَّى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ زُرعة بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا عُرِضَ عَلَى أَحَدِكُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّهْنِ، أَوْ شَيْءٌ مِنَ الطِّيبِ، فَلاَ يَرُدَّهُ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ ثُمامة (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَزْرَة هكذا.
_________
(1) من قوله: «المعروف في الآخرة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر.
(2) قوله: «المنكر في موضعه بياض في (ك) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2582 و5929) ، وأحمد في "مسنده" (3/118 رقم 12176) بلفظ: كان رسول الله (ص) إِذَا أُتيَ بطيب لم يَرُدَّه. واللفظ لأحمد.
قال الحافظ في "الفتح" (10/371) : «وللإسماعيلي من طريق وكيع، عن عَزْرَة بسند حديثِ الباب نحوُه وزاد: "وقال: إذا عُرِضَ عَلَى أَحَدِكُمُ الطِّيبُ، فَلاَ يَرُدَّهُ"، وهذه الزيادة لم يصرح برفعها» . اهـ.
(4) هو: ابن عبد الله بن أنس بن مالك.
(6/129)
2382 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ (3) الجَزَري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَشِيط، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يضربَ الرجلُ بِإِحْدَى نعلَيه عَلَى (4) الأُخرى فِي الْمَسْجِدِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا، كَأَنَّهُ موضوعٌ، وَأَبُو مِسْكِينٍ مجهولٌ.
2383 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (5) ، عَنِ خَالِدِ بْنِ محمَّد - مِنْ آلِ الزُّبَير - عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: خَرَجْنَا نتلقَّى الوليدَ بن عبد الملك مَعَ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَتَّى إذا كنا ببعض الطريق
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/447) في ترجمة أبي مسكين: «سألت أبي عنه فقال: هو مجهولٌ، والحديثُ الذي رواه كأنه موضوع» . وانظر "لسان الميزان" (7/105) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) في (أ) و (ش) : «ابن مسكين» .
(4) في (ك) : «عن» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (3218) ، والطبراني في"المعجم الكبير" (25/89 رقم 229) .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/14) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1199) - من طريق محمد بن خالد، عن خالد بن محمد قال: خرجنا نتلقى الوليد ... فذكره، ولم يقل: «عن أبيه» .
قال العقيلي: «وفي هذا المتن روايةٌ أخرى من وجه أيضًا ليِّن لا يثبت» .
وذكر ابن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح.
وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص101) : = = «أحاديث ذم الحبشة والسُّودان، كلُّها كذب» ، وذكر منها هذا الحديث.
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (3218) .
(6/130)
عَرَضَ حبشيٌّ لِرَكَابِنَا، فَقَالَ عليُّ بْنُ حُسَيْنٍ: حدثَتْني [أُمُّ أَيْمَنَ] (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وفَرْجِهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخالدٌ مَجْهُولٌ (2) .
2384- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروان بْنُ مُحَمَّدٍ (3) الطَّاطَري، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قال: نِعْمَ الإِدَامُ (4) الخَلُّ، وبَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسناد (5) .
_________
(1) في جميع النسخ: «أم أمي» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/350) : «خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ آلِ الزبير روى عن أبيه، عن علي ابن الحسين، روى عنه محمد بن خالد الوهبي، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» .
(3) قوله: «بن محمد» سقط من (ف) ، وألحق بالهامش، ولم يظهر إلا قوله: «بن» .
(4) في (ك) : «الأُدُم» ، وهي روايةٌ أخرى.
(5) متن هذا الحديث يشتمل على حديثين، الأول: «نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ» ، والثاني: «بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» :
روى الحديث الأول ابن ماجه في "سننه" (3316) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/30) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/371) من طريق مروان بن محمد به.
ورواه مسلم في "صحيحه" (2051) ، والدارمي في "مسنده" (2055) ، والترمذي في "الجامع" (1840) ، وفي "العلل الكبير" (562) ، والذهبي في "السير" (12/229) من طريق يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، به.
ورواه مسلم (2051) من طريق يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ، عَنْ سليمان بن بلال، به.
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذين الحديثين؟ فقال: لا أعلم أحدًا روى هذين الحديثين غير يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، ولم يعرفهما محمد إلا من هذا الوجه» .
وقال ابن بطة فيما نقله عنه الخطيب: «لَيْسَ يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حديث عائشة إلا من هذا الطريق، ولا رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال، وهو حديثٌ صحيحٌ، طريقُه مستقيم، ولكن الحديثَ المشهور حديث جابر» .
وقال ابن عمار الشهيد في "العلل" (ص 109) : «حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم الفسوي، حدثنا أحمد بن سفيان، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا يحيى بن حسان بهذين الحديثين. قال أحمد بن صالح: نظرت في كتب سليمان بن بلال فلم أجد لهذين الحديثين أصلاً» . قال أحمد بن صالح: «وحدثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأنصار: أن رسول الله (ص) سأل قومًا: «ما إدامُكُم؟» قالوا: الخَلُّ. قال: «نِعْمَ الإدامُ الخلُّ» . اهـ.
وروى الدارقطني هذا الحديث بشطريه في "الأفراد" (350/ب/أطراف الغرائب) ثم قال: «تفرَّد به سليمان ابن بلال، عن هشام، ولم يروه عنه غير يحيى بن حسان ومروان بن معاوية. وقال في موضع آخر: «تفرَّد به أبو أويس عنه بهذه الألفاظ، ولم يروه عنه غير معلَّى ابن منصور الرازي» .
وقال الذهبي: «هذا حديث صحيحٌ غريبٌ فردٌ على شرط الشيخين، وانفرد مسلم به» .
والحديث الثاني رواه أبو داود (3831) ، وابن ماجه (3327) ، وابن حبان (5206) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (8337) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/31) من طريق مروان بن محمد به.
ورواه مسلم (2046) ، والترمذي في "الجامع" (1840) ، وفي "العلل الكبير" (561) من طريق الدارمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ سليمان بن بلال به.
(6/131)
2385 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْنُ عبد الرحمن، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنِ جابر بن عبد الله؛ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقولُ لأبي ذَر: يَا بَا ذَرٍّ (2) ، أَتَرى البُخْلَ
_________
(1) هو: ابن الوليد.
(2) في (ك) : «يا أبا ذر» ، وهو الجادَّة، لكن ما في بقية النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على حذف ألف «أبا» تخفيفًا، وهي لغة لبعض العرب انظر التعليق عليها في المسألة رقم (1781) .
(6/132)
مِنْ قِلَّةِ المَالِ، والسَّمَاحَةَ مِنْ كَثْرَةِ المَالِ؟ ، قَالَ: ذَلِكَ مَا أَقُولُ. قَالَ: كَلاَّ! يَا أَبَا ذَرّ! هُمَا خُلُقَان ِ جَبَلَ اللهُ عَلَيْهِمَا العَبْدَ؟
قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ مُحَمَّدًا هَذَا هُوَ المَقْدسيُّ، متروكُ الْحَدِيثِ (1) . وَقَدْ تُرك من الإِسْنَادَ رجلٌ (2) .
2386 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع (4) ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص)
_________
(1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/325) : «سمعت أبي يقول وسألته عنه؟ فقال: متروك الحديث، كان يكذب ويفتعلُ الحديث» .
(2) لم يبيِّن أبو حاتم من الذي تُرك من الإسناد! ولم نجد من أخرج الحديث أو ذكره سوى ابن أبي حاتم، والمعروف بالرواية عن شرحبيل بن سعد هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب كما في المسألة رقم (2387) ، وشرحبيل معروف بالرواية عن جابر، فإذا كان محمد ابن عبد الرحمن هذا هو المقدسي كما قال أبو حاتم، فسيكون موضع الرجل الذي تُرك: بين المقدسي هذا وشرحبيل بن سعد؛ لأن بقية من الرواة عن المقدسي كما في "الجرح والتعديل" (7/325) ، وقد صرح بالتحديث عنه.
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (2514) عن أبي زرعة.
(4) روايته أخرجها تمام في "الفوائد" (1165 و1166/الروض البسام) .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/231و4/65) من طريق المعافى بن عمران، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر وزمعة بن صالح، عن الزهري، به.
وأخرجه الطيالسي في "المسند" (1813) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/115 رقم 5964) ، وعبد بن حميد (735) ، وابن ماجه في "سننه" (3983) ، والطبراني في "الكبير" (12/222 رقم 13138) من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به.
(5) في (ت) : «صالح بن الأخضر» ، وفي (ك) : «صاح بن الأخضر» .
(6) هو: ابن عبدلله بن عمر.
(6/133)
قَالَ: لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ.
وَرَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (1) ، عَنْ يُونُسَ (2) ، عَنِ الزُّهري، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: الزُّهريُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أشبَهُ (3) .
2387 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عن محمَّد ابن عبد الرحمن، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنِ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ؛ قال: المَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، البَاغُونَ لِلْبُرَآءِ عَنَتًا (5) ؟
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1462) . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2998) من طريق ابْنُ وَهْب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يزيد الأيلي، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6133) ، ومسلم في "صحيحه" (2998) من طريق عُقَيل بن خالد، ومسلم أيضًا (2998) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به.
(2) هو: ابن يزيد الأَيْلي.
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1666) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «ورواه صالح بن أبي الأخضر وزَمْعَة بن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ووهم فيه. والصَّحيح: عن سعيد وحدَه، عن أبي هريرة» .
(4) هو: ابن الوليد.
(5) كذا في (أ) و (ش) و (ف) ، وهي مهملة في (ت) و (ك) .
(6/134)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وليس محمَّد ابن عبد الرحمن بِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (1) .
2388 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي مُوسَى (3) الأَنْطاكي (4) ، عَنْ حجَّاج بْنِ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ والْكُسْتُ (7) ، وَذَكَرَ العُذْرَة (8) ؟
قَالَ (9) أَبِي: زِيَادٌ لا يُدرى (10) مَنْ هُوَ؛ وَإِنَّمَا يُروى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُمَيد (11) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ك) : «بأبي أبي ذئب» . وهو - فيما يظهر- محمد ابن عبد الرحمن المقدسي الذي تقدم ذكره في المسألة رقم (2385) فالحديث المتقدم فيها بهذا الإسناد نفسه.
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2273) ، والآتية برقم (2476) .
(3) في (ف) : «محمد بن موسى» .
(4) لم نقف على روايته، ورواه إبراهيم بن الحسن - كما سيأتي - عن حجاج، به إلا أنه قال: «زياد بن سعد» بدل «زياد بن حميد» .
(5) هو: المِصِّيصي.
(6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(7) الكُسْتُ: لغةٌ في القُسْط، وانظر تفسير «القُسْط» في المسألة رقم (2476) .
(8) في (ت) و (ك) : «العادة» . وانظر تفسير «العذرة» في المسألة رقم (2476) .
(9) في (ف) : «فقال» .
(10) في (ك) : «ندري» .
(11) أخرج هذه الرواية النسائي في "السنن الكبرى" (7594) من طريق إبراهيم بن الحسن، عن الحجاج، عن ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن حميد الطويل: سمعت أنسًا ... ، فذكره. ورواه عبد الوهاب ابن عطاء، عن حميد، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2476) .
(6/135)
2389- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمان ابن خُرَّزاذ (1) ، عَنْ عَتيق بْنِ يَعْقُوبَ (2) ، عَنِ الدَّراوَرْدي (3) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يشربُ مِنَ ثَلاثَةِ أَنْفَاسٍ، إِذَا أدْنى الإِنَاءَ إِلَى فِيهِ سمَّى الله، وإذا أخَّره (5) حَمِدَ اللَّهَ؛ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مرَّات؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر.
2390 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (7) ؛ قال: حدَّثني
_________
(1) في (ك) : «حززاد» . قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/149) : «كان رفيق أبي في كتابة الحديث في بعض بلدان الجزيرة والشام، وهو صدوق، أدركته ولم أكتب عنه» .
(2) روايته أخرجها الخرائطي في "فضيلة الشكر" (24) من طريق أحمد بن إبراهيم القوهستاني، والطبراني في "الأوسط" (840) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (703) من طريق أحمد بن هارون بن روح، ثلاثتهم عن عتيق به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن عجلان إلا الدراوردي تفرَّد به عتيق بن يعقوب» .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) هو: محمد.
(5) في (ت) و (ك) : «أخذه» .
(6) وستأتي هذه المسألة برقم (2516) ، وفيها قول أبي زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ليس له أَصْلٌ، لَمْ يَسْمَعْ بَقِيَّةُ هَذَا الحديثَ من عبد العزيز؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَهْلِ حِمْص، وأهل حِمْص لا يميِّزون هَذَا» . وانظر المسألة رقم (2517) .
(7) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (214) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/199) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/291) من طريق حفص بن عُمر الأيلي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عبد العزيز، لم نكتبه إلا من حديث بقيَّة» . ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (880) ، والطبراني في "الأوسط" (429) من طريق هارون أبو الطيب السرخسي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به.
(6/136)
ابْنُ أَبِي رَوَّاد (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ تَبْدَؤُوا بِالْكَلاَمِ قَبْلَ السَّلاَمِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالْكَلاَمِ قَبْلَ السَّلاَمِ فَلاَ تُجِيبُوهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، لَيْسَ مِن حَدِيثِ ابْنِ أَبِي رَوَّاد.
2391 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن حِمْيَر (2) ، عن عبد الله بن ثابت، عن عبد الله ابن محمَّد بْنِ عليٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أنه قال: [الثُّفَّاءُ] (3)
_________
(1) هو: عبد العزيز.
(2) هو: محمد.
(3) في (ت) و (ك) : «التقا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ، والتصويب من "ميزان الاعتدال" (2/399) ، و"لسان الميزان" (3/264) .
والثُّفَّاءُ، بتشديد الفاء بوزن «القُرَّاء» ، وقيل: بتخفيف الفاء بوزن «الغُراب» : هو حبٌّ يُتَداوى به، حِرِّيفٌ يَلْذَعُ اللسانَ. الواحدة: ثُفَّاءة أو ثُفاءَة. ويسمَّى أيضًا: الحُرْفَ، وحَبَّ الرَّشَاد.
انظر "تنقيح الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" (ص94 و114 و119) ، و"النهاية" (1/214) ، و"اللسان" (ث ف أ/1/41) ، و (ر ش د/3/177) ، و (ح ر ف/9/45) ، و"المصباح المنير" (ث ف أ/1/82) .
(6/137)
دَوَاءٌ لِكُلِّ دَاءٍ، وَلَمْ يُدَاوَ لِلْوَرَمِ والضَّرَبَان ِ (1) بِمِثْلِهِ. قَالَ (2) : سألتُ ابْنَ حِمْيَر (3) عَنِ [الثُّفَّاء] (4) ؟ فَقَالَ: الحُرْفُ؟
قَالَ أبي: عبد الله بْنُ ثَابِتٍ مجهولٌ، وَالْحَدِيثُ مُنكَر (5) .
2392 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سمعتُ رَجُلا يحدَّث محمَّد بْنَ عَجْلان، عَنْ فَرْوة بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْل بْنِ مُعاذ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ، مَلأَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْنًا وإِيمَانًا؟
قَالَ أَبِي (7) : هَذَا الحديثُ قَدْ رَوَاهُ زبَّان بن فائد (8) .
_________
(1) الضَّرَبانُ: ألمٌ يُصيبُ العِرْقَ. انظر "تاج العروس" (ض ر ب/2/168) .
(2) القائل: هو الراوي محمد بن حمير، ولم يبيِّن ابن أبي حاتم من هو؟ ولا يمكن أن يكون أباه؛ لأنه لم يسمع من ابن حمير، فولادة أبي حاتم كانت سنة خمس وتسعين ومائة - كما تقدم في المقدمة -، ووفاة ابن حمير سنة مئتين كما في "التقريب" (5837) ، وهو حمصي، وأبو حاتم رازي.
(3) في (ت) و (ك) : «ابن حميد» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «التقا» ، وفي (أ) و (ش) مهملة التاء.
(5) وكذا نقل عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (5/20) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (3/264) . والحديث أنكره الذهبي في "الميزان" (2/399) .
(6) هو: ابن الوليد. وروايته على هذا الوجه أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/47) من طريق محمد بن عمرو ابن حَنَان، عن بقية، به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (20/189 رقم 417) من طريق واثلة بن الحسن، وابن منده في "مسند إبراهيم ابن أدهم" (37) من طريق عبد الله بن سليمان بن الأشعث، كلاهما عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: سمعتُ رجلاً يحدث عن محمد ابن عجلان، عن فروة، عن سهل، عن أبيه، به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9256) من طريق واثلة ابن الحسن، عن كثير، عن بقية، عن إبراهيم، عن محمد بن عجلان، به.
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (8/47) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم بن أدهم إلا بقية» .
ورواه الطبراني في "الصغير" (1112) من طريق واثلة ابن الحسن، عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عن إبراهيم، عن فروة بن مجاهد، به.
(7) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(8) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/438 رقم 15619) ، والطبراني في "الكبير" (2/188 و189 رقم 415 و416) ، والحاكم في "المستدرك" (1/61) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/48) ، والبيهقي في "الشعب" (5741) من طريق زبَّان بن فائد، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (3/440 رقم 15637) ، وأبو داود في "سننه" (4777) ، والترمذي في "جامعه" (2021 و2493) ، وابن ماجه في "سننه" (4186) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1497) ، وفي "المفاريد" (13) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (333) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/47-48) ، والبيهقي في "السنن" (8/161) ، و"الشعب" (7950) من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ به. قال الترمذي: «حديث حسن غريب» .
(6/138)
2393 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيب الحرَّاني (1) ،
عن مسكين ابن بُكير، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أنسً (3) عَنِ النُّشْرَة (4) ؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ (5) الشَّيْطَان ِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو رَجَاءٍ؛ قَالَ: سألتُ الْحَسَنَ عَنِ النُّشْرَة؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عن
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث مرويٌّ من طريق ابنه الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، وكلاهما يروي عن مسكين بن بكير، كما في"تهذيب الكمال" (27/484) .
ورواية الحسن أخرجها البزار في "مسنده" (3034/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (4/418) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/165) .
قال البزار: «لا نعلم أسنده عن شعبة إلا مسكين، وهو حرَّاني، مشهور، ولا أسند شعبة، عن أبي رجاء إلا هذا، وأبو رجاء اسمه: محمد بن سيف، وهو بصري مشهور، روى عنه شعبة، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن عليَّة، ونوح بن قيس الطاحي، ويوسف بن داود السَّمتي» .
(2) هو: محمد بن سيف، كذا سمَّاه البزار - كما تقدم - والمزي في "تحفة الأشراف" (18551) ، وهكذا ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1/104) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/281) .
وقال أبو نعيم في "الحلية" (7/165) : «أبو رجاء، = = اسمه محمد بن يونس، بصري» .
وقال الحاكم في "المستدرك" (4/418) : «هو: مطر الورَّاق» .
(3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وانظر المسألة رقم (195) .
(4) النُّشْرَة بالضم: ضَربٌ من الرُّقْية والعِلاج، يُعالَجُ به مَن كان يُظَنُّ أن به مَسًّا من الجِنِّ، سمِّيت نُشرةً لأنه يُنشَر بها عنه ما خامَرَه من الداء: أي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشرة من السِّحر. "النهاية" (5/54) .
وقال ابن القيم في "إعلام الموقِّعين" (4/396) : «وسئل النبي (ص) عن النُّشْرةِ؟ فقال: «هي من عمل الشيطان» ؛ ذكره أحمد [في "مسنده" (14167) ] ، وأبو داود [في "سننه" (3868) ] ، والنشرة: حلُّ السِّحر عن المسحور، وهي نوعان؛ [أحدهما] : حلُّ السِّحر بسِحرٍ مثله؛ وهو الذي من عمل الشيطان، فإنَّ السحر من عمله؛ فيتقرَّب إليه الناشر والمنتشر بما يُحبُّ؛ فيبطلُ عمله عن المسحور. والثاني: النشرةُ بالرقية والتعوُّذات والدعوات والأدوية المباحة؛ فهذا جائزٌ بل مستحبٌّ، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يَحلُّ السِّحر إلا ساحِر» . اهـ.
وعلى ذلك فالنشرة منها الممنوعة ومنها المشروعة. انظر "معارج القبول، شرح سلم الوصول" (709-712) ، و"فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد" (ص 341-344/باب ما جاء في النشرة) ، وانظر تعليقة الشيخ ابن باز _ح على هذا الموضوع من "فتح المجيد".
(5) في (ك) : «علم» .
(6/139)
النبيِّ (ص) ... فَهَذَا مِنْ كَلامِ الْحَسَنِ وقِيلِه (1) .
2394 - وسمعتُ (2) أَبِي رَوَى عَنْ هِشَامِ ابن خالد الأزرق؛ قال:
_________
(1) روى الحديثَ مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (23506) من طريق ابن عيينة وأبي أسامة، وأبو داود في"المراسيل" (453) من طريق علي بن الجعد، ثلاثتهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عن الحسن، به مرسلاً.
(2) تقدمت المسألة عن الحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة، برقم (1871) و (2028) .
ونقل الذهبي في "السير" (8/525) ، والزيلعي في "نصب الراية" (4/248) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/309) قولَ أبي حاتم بتصرف.
(6/140)
حدَّثنا بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: [حدَّثنا] (1) ابْنُ جُرَيج، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ، أَوْ جَارِيَتَهُ، فَلاَ يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ العَمَى (2) .
وعَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ (3) : قَالَ رسولُ الله (ص) (4) : مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ (5) ، مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ ولَمْ يَشْكُو (6) إِلَى النَّاسِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ.
وَقَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ تَأْكُلُوا بِهَاتَيْنِ: الإِبْهَامِ والمُشِيرَةِ، ولَكِنْ
_________
(1) في جميع النسخ: «حديث» بدل: «حدثنا» والتصويب من المسألة رقم (1871) و (2028) .
(2) رواه ابن عدي في "الكامل" (2/75) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/202) من طريق هشام بن خالد الأزرق، عن بقية به.
قال ابن عدي: «حدثناه بهذا الإسناد ثلاثة أحاديث أُخَر مناكير، وهذه الأحاديث يشبه أن تكونَ بين بقية وابن جريج بعضُ المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيرًا ما يُدخل بين نفسه وبين ابن جريج بعضَ الضعفاء أو بعض المجهولين، إلا أن هشام بن خالد قال: عن بقية، حدثني ابن جريج» .
وقال ابن حبان: «في نسخة كتبناها بهذا الإسناد، كلها موضوع، يشبه أن يكونَ بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلَّس عليه، فالتزق كل ذلك به» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (195) .
(3) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) .
(4) من قوله: «إذا جامع أحدكم ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر.
(5) في (ف) : «من مصيبة» .
(6) في جميع النسخ: «ولم يشكوا» بإثبات الواو بعدها ألف، والجادَّة أن يقال: «ولم يَشْكُ» ، لكنَّ إثبات الواو مع الجازم - كما في النسخ - صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على مثلها في المسألة رقم (228) ، وذكرنا في المسألة رقم (1025) وجه إثبات الألف الفارقة مع واو الفعل.
(6/141)
كُلُوا بِثَلاَثٍ، فَإِنَّهَا سُنَّةٌ، ولاَ تَأْكُلُوا بِخَمْسٍ، فَإِنَّهَا أَكْلَةُ الأَعْرَابِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الثلاثةُ الأحاديثِ (2) موضوعةٌ، لا أصلَ لَهَا، وَكَانَ بَقِيَّة يدلِّس، فظنُّوا هؤلاءِ (3) أَنَّهُ يَقُولُ فِي كل حَدِيث: حدَّثنا، ولا يَفْتَقدوا (4) الخبرَ (5) مِنْهُ.
2395 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنْ أَبِي التَّقيِّ (6) ، عَنْ وَهْب بْنِ داود، عن الحسن بن واقع (7) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزَّرْقاء (8) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران؛ قَالَ: لا تَضْربوا أعوانكُم (9) عَلَى كَسْر الآنِيَةِ؛ فإنَّ لَهَا آجَالا (10) كَآجَالِ النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الحكايةُ كذبٌ.
2396- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن المُصَفَّى (11) ، عن
_________
(1) قال الذهبي في "السير" (8/525) عن هذه الأحاديث: «وهذه بواطيل» .
(2) في (ك) : «الثلاث أحاديث» .
(3) في (ك) : «وظنوا هؤلاء» . والجادَّة: «فظنَّ هؤلاء» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يقول: "أكلوني البراغيث"، وانظر تعليقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (410) .
(4) كذا في جميع النسخ، ومثله في المسألة رقم (1871) . والجادَّة: «ولا يفتقدون» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يحذف نون الرفع من الأفعال الخمسة بلا ناصب ولا جازم. وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (1015) . وانظر معنى «لا يفتقدون الخبر منه» في تعليقنا على المسألة (1871) .
(5) في (ك) : «الحديث» .
(6) هو: هشام بن عبد الملك.
(7) في (ت) و (ك) : «رافع» .
(8) في (ك) : «عن أبي الزرقاء» .
(9) ضبَّب في (ف) على قوله: «أعوانكم» .
(10) في (أ) و (ش) و (ف) : «أجلاً» .
(11) تابعه أحمد بن فرج أبو عتبة الحمصي، عن بقية، به. وروايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص68) .
والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (392) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/378) ، والترمذي في "جامعه" (2490) ، وابن ماجه في "سننه" (3716) من طريق زيد العَمِّي، عن أنس، به.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» .
ورواه البخاري في "صحيحه" (3561) ، ومسلم في "صحيحه" (2330) من طريق ثابت، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مسستُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ (ص) ، وَلاَ شممتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ (ص) .
(6/142)
بَقِيَّة، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي مُوسَى مُسْلِمٍ الأَعْور، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: كان النبيُّ (ص) لا يُقدِّم رُكْبَتَيْهِ قُدَّامَ جليسٍ لَهُ أَبَدًا، وَلا يصافحُهُ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَنزعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى ينتزعَ الرجلُ، وَلا يجلسُ إِلَيْهِ رجلٌ فَيَقُومُ حَتَّى يقومَ الرجلُ، وَلَمْ أَجِدْ رِيحًا قطُّ أطيبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) (1) ؟
قَالَ أَبِي: أُنْكِرُ هَذَا الذي ذُكِرَ، وذلك أنَّ كُنية مُسْلِم الأعور: أبو عبد الله.
2397- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام ابن عمَّار (2) ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وفي بعض مصادر التخريج: «من ريح رسول الله (ص) » ، لكنَّ ما في النسخ إن لم يكن فيه سقطٌ فيتخرَّج على حذف مضاف، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2) .
(2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/68) ، وابن عدي في "الكامل" (6/205) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/288) .
ومن طريق ابن عدي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/44-45) .
قال العقيلي: «والكلام يُروى بغير هذا الإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا» .
وقال ابن عدي: «وابن أبي الزعيزعة عامَّةُ ما يرويه عن من رواه ما لا يتابع عليه» .
وعدَّ الذهبي في"الميزان" (3/548) هذا الحديثَ من مناكير محمد بن أبي الزعيزعة.
(6/143)
محمَّد بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة - مِنْ أَهْلِ أَذْرِعَات (1) - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَصَافَحُوا؛ فَإِنَّ التَّصَافُحَ يَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ (2) ، وتَهَادَوْا؛ فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تَذْهَبُ بِالْغِلِّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2398- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (4) ،
عن عبد الملك بن محمَّد الصَّنْعاني (5) ؛ قال: حدثنا (6) أَبُو سَلَمة العامِليُّ (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) قال لأَكْثَمَ
_________
(1) بلدٌ في أطراف الشام، يُجاورُ أرضَ البَلْقاء وعمَّان. "معجم البلدان" (1/130) ، وهي البلدةُ المعروفةُ الآن باسم: دَرْعا، جنوبيِّ سورية.
(2) السَّخيمَةُ: هي الحِقْدُ والضَّغينة والمَوْجِدَة في النفس. "لسان العرب" (12/282) .
(3) نقل ابن حجر في "الإصابة" (1/96) هذه المسألة بتصرف.
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2827) ، والطبراني في "الأوسط" (6715) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1236) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/380) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1063) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن أنس إلا أبو سلمة العاملي، تفرَّد به هشام بن عمار» .
وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (136) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1238) ، والخطيب في "الموضح" (2/438) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/11 و12) من طريق داود بن رشيد، عن عبد الملك بن محمد أبي الزرقاء، عن شيخ من عاملة يقال له: أبو سلمة، ونا أبو بشر، قالا: نا الزهري، عن أنس، به.
(5) في (ك) : «الضعاني» .
(6) في (أ) و (ش) : «وحدثنا» .
(7) قيل: اسمه الحكم بن عبد الله بن خُطَّاف، وقيل: عبد الله بن سعد.
(6/144)
بْنِ الجَوْن (1) : يَا أَكْثَمُ، اُغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ تُحَسِّنْ (2) خُلُقَكَ، وتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو سَلَمة العامِليُّ متروكُ الْحَدِيثِ، كَانَ يَكذبُ، والحديثُ باطِلٌ (3) .
_________
(1) في (ت) : «الجوز» ، وفي (ك) : «الجور» .
(2) كذا في (أ) و (ت) و (ف) بالتاء وبلا ضبط، وأُهملت في بقيَّة النسخ، والذي في مصادر التخريج: «يَحْسُنْ خُلُقُكَ» ، لكن ما في النسخ يحتمل وجهين:
الأول: بتشديد السين ونصب «خُلُقَكَ» كما أثبتناه.
والثاني: أنَّه بتخفيف السين ورفع الخُلُق: «تَحْسُنْ خُلُقُكَ» ، ولعل ذلك من باب المشاكلة مع قوله: «وتَكْرُمْ» ، أو أنَّ الأصل: «تَحْسُنْ أنتَ خُلُقُكَ» ، وارتفع الخُلُق» على بدل الاشتمال، ثم حذف ضمير التوكيد «أنت» ، والله أعلم.
وقد وقعت هذه الكلمة بالتاء - كما هنا - في "تاريخ دمشق" (15/12) ، و"الروض الأنف" (1/166) .
(3) قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/383) في ترجمة أبي سلمة العاملي هذا: «سألت أبي عنه؟ فقال: كذاب متروك الحديث، والحديث الذي رواه باطل» .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/24/ب) : «يرويه عبد الملك بن محمد الدمشقي، عن أبي سلمة العاملي وأبي بشر، عن الزهري، عن أنس. وأبو سلمة هذا هو: الحكم بن عبد الله بن خُطَّاف الحِمْصي، وأبو بشر هو: الوليد بن محمد الموقري، وكلاهما ضعيفان، ولا يصح هذا الخبر عن الزهري، عن أنس. ورُوي عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عُقيل، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس. والصحيح: عن الزهري مرسل» . اهـ.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/169) : «هذا إسناد ضعيف لضعف أبي سلمة العاملي الأزدي، وعبد الملك بن محمد الصنعاني» .
(6/145)
2399- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عن عُبَيدالله بن أبي جعفر، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ (4) : مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ (5) ، قَيَّضَ (6) اللهُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُعْبَانَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (7) .
2400 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزاري (8) ، عن عبد الرحمن ابن إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (9) ،
_________
(1) نقل الذهبي في "الميزان" (4/348) قول أبي حاتم. وفي هامش النسخة (أ) عُنوِنَ لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطَّار، بما نصه: «من جلس على فراش مغيبة» .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/300 رقم 22557 و22562) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ويحيى بن إسحاق، والطبراني في "الكبير" (3/241 رقم3278) ، و"الأوسط" (3213) من طريق عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى، أربعتهم عن ابن لهيعة، به.
(3) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) .
(4) في (ف) : «أنه قال» .
(5) في (ك) : «مغنية» .
والمُغِيبَة: بضم الميم وكسر الغين، وبسكونها أيضًا مع كسر الياء، أي: المُغْيِبَة، هي: التي غاب عنها زَوْجُها. "الترغيب والترهيب" (3/192) . وقال السندي: = = «والمراد أنه غاب عن منزلها، سواء كان في بلدها أو لا» . "حاشية مسند أحمد" (37/250/الرسالة) .
(6) في (ت) : «قبض» .
(7) عدَّ الذهبي في "الميزان" (4/348) هذا الحديث مِنْ أنكر ما أتى به الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن لهيعة.
(8) ذكر روايته الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/547-548) .
(9) قوله: «ابن محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(6/146)
عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مرَّ رَسُولُ الله (ص) عَلَى الحَبَشَة الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِالْمَدِينَةِ فوقفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: خُذُوا يَا بَنِي أَرْفِدَةَ (1) ، حَتَّى يَعلَمَ اليَهُودُ والنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، فَقَالُوا (2) : يَا أَبَا الْقَاسِمِ الطَّيِّب ... فحسر عن ذِراعَيه (3) ، فابْذَعَرُّوا (4) ؟
قَالَ أَبِي: رُوي (5) هَذَا الحديثُ عَنْ مَرْوَانَ (6) ،
عَنْ أَبِي شَيبة، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، وهو بالشَّعبي أشبهُ. وعبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ هُوَ (7) : أَبُو شَيبة الكوفيُّ، ضعيفُ الحديث.
_________
(1) بفتح الهمزة، وسكون الراء، وكسر الفاء، وقد تفتح، قيل: هو لَقبٌ للحَبَشَة، وقيل: هو اسم جنس لهم، وقيل: اسمُ جدِّهم الأكبر. انظر "النهاية" (2/242) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/444) .
(2) في (ف) : «قالوا» .
(3) كذا متن الحديث هنا، ومثله في "الميزان"، ووقع في "غريب الحديث": «فَبَيْنا هم كذلك؛ إذ جاء عمر، فلما رأوه ابذعَرُّوا» .
(4) لم تُنقَط الباءُ في (أ) و (ت) ، وأهملت الباء والذال في (ك) ، وفي (ف) : «فانذعروا» بالنون والذال المعجمة، وفي (ش) : «فاندعروا» بالنون والدال المهملة.
قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/10-11) : «ابْذَعَرُّوا، يعني: تَفرَّقوا وفَرُّوا» . يقال: ابْذَعَرَّ الناسُ: إذا تفرَّقوا. انظر "اللسان" (4/51) ، و"تاج العروس" (دركل) .
(5) في (ك) : «روا» .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ل 110) من طريق أبي نعيم قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا بقية، عن أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به.
ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/10-11) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (869/البغية) من طريق أبي معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الشعبي، به، مرسلاً.
(7) في (ت) و (ك) : «وهو» .
(6/147)
2401 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِنْ طِينَةِ الجابِيَة (3) ، وعَجَنَهُ بماءٍ مِنْ مَاءِ الجَنَّة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2402 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ،
عَنِ
_________
(1) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (1/281) من طريق هشام ابن عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، به مرفوعًا.
ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (394) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/345) .
قال ابن عدي: «ولإسماعيل بن رافع أحاديثُ غير ما ذكرته، وأحاديثه كلُّها مما فيه نظر؛ إلا أنه يكتب حديثُه في جملة الضعفاء» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (354) .
(2) في (ك) : «دافع» .
(3) قال المُناوي: الجابية، بجيم فموحَّدة فمثنَّاة تحتيَّة: قريةٌ أو موضعٌ بالشام، والمرادُ: أنه خلقَه من قبضة من جميع أجزاء الأرض ومعظمُها من طين الجابية. "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/252) ، وانظر أيضًا "فيض القدير" (2/232) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه موقوفًا، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (3970) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ اللهِ لا يَرى بها بأسًا فيَهْوي بها في نار جهنَّم سبعينَ خريفًا» .
= ... ورواه ابن المبارك في "الزهد" (948) من طريق عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة مرفوعًا باللفظ الذي ذكره المصنف.
ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (2/402 رقم 9220) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (71) ، وابن حبان في "صحيحه" (5716) ، وابن عدي في "الكامل" (3/225) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/164) و (8/187-188) .
ورواه البخاري في "صحيحه" (6477) ، ومسلم في "صحيحه" (2988) من طريق عيسى بن طلحة، والبخاري (6478) من طريق أبي صالح، كلاهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن ما فيها يَهْوي بها في النار أبعدَ مما بين المَشْرِق والمَغْرِب» .
(6/148)
عبد العزيز (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ أحدَكُم لَيَتكلَّمُ بالكلمةِ لعلَّه يُضحِكُ بِهَا، يَهْوي بِهَا أبعدَ مِنَ الثُّريا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ فإنَّ هَذَا الحديثَ لَمْ يَرْوِهِ إِلا بَهْزُ بنُ حَكِيمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه، عن النبيِّ (ص) .
2403 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ،
عَنْ صدَقَة بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي العاتِكَة، عَنْ عَلِيِّ بن
_________
(1) هو: ابن محمد الدَّراوَرْدي.
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوْف.
(3) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (733) ، وابن وهب في "جامعه" (539) ، والأنصاري في "جزئه" (24) ، وأحمد في "مسنده" (5/3 و5 و7 رقم 20021 و20046 و20055 و20073) ، والدارمي في "مسنده" (2744) ، وأبو داود في "سننه" (4990) ، والترمذي في "جامعه" (2315) ، والنسائي في "الكبرى" (11126) ، والروياني في "مسنده" (910 و925) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (129) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/71) ، والطبراني في "الكبير" (19/403 و404 رقم 950 و956) ، وابن عدي في "الكامل" (2/68) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، وتمَّام في "فوائده" (1122-1127/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن" (10/196) بلفظ: «ويلٌ للذي يحدِّث القومَ، ثم يكذِّب ليُضحِكَهم، ويلٌ له، ويلٌ له» ، واللفظ لأحمد.
(4) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1196 رقم6745) عن أحمد بن منصور الرمادي، عن هشام ابن عمار، به.
وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/211) إلى الطبراني، وقال: «وفيه علي بن يزيد، وهو متروك» . وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (3/168) إلى ابن مردويه.
(6/149)
يَزِيدَ (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ (2) ، عَنْ أَبِي أُمامة (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا هَذِهِ الكِعَابَ المَوْسُومَةَ (4) الَّتِي تُزْجَرْنَ زَجْرًا (5) ؛ فَإِنَّهَا مِنَ المَيْسِرِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ وَهُوَ مِنْ عليِّ ابن يَزِيدَ، وعثمانُ لا بأسَ بِهِ (6) .
2404 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار، عن عبد العزيز بْنِ محمَّد الدَّراوَردي (7) ،
عَنْ محمَّد بن زيد بن طَلْحَة ابن
_________
(1) هو: الألهاني.
(2) هو: ابن عبد الرحمن الشامي.
(3) هو: صُدَيُّ بن عَجْلان.
(4) في (ك) : «الموسوقة» .
قال ابن كثير في "تفسيره" الموضع السابق: «وكأن المراد بهذا هو النَّرْد» .
قال ابن منظور: الكِعابُ: فُصوصُ النَّرْد. "اللسان" (1/719) .
فالمرادُ بالكِعاب الموسومةِ: فُصُوصُ النَّرْد التي لكلِّ فَصٍّ منها علامةٌ، مِنْ رَقْم أو نَقْش، ونحوها.
(5) في (ك) : «رجوًا» . والعبارة في بعض المصادر: «التي يُزجَر بها زَجْرًا» ، وفي أُخرى: «التي تَزْجُرون بها زَجْرًا» .
(6) قال ابن معين: «عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن أبي أمامة هي ضعافٌ كلُّها» .
وقال محمد بن إبراهيم الكناني: «قلت لأبي حاتم: ما تقول في أحاديث عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية، هي ضعاف» . "تهذيب الكمال" (21/179-181) .
والحديث ذكره ابن كثير في "تفسيره" (3/169) من رواية ابن أبي حاتم ثم قال: «حديث غريب» .
(7) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/180) من طريق عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب، = = وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/93) من طريق عبد الأعلى ابن حماد، كلاهما عن الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ؛ أنه رأى ابن عمر يصفِّر بالخَلوق والزَّعْفران لحيتَه. ولم ينسبا محمدَ بن زيد.
والحديث رواه النسائي في "سننه" (5085) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5642) ، والمحاملي في "أماليه" (233) من طريق يعقوب الدورقي، عن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ؛ أن عمر كان يُصَفِّرُ لِحيتَه بالخَلُوق.
ومن طريق النسائي رواه ابنُ حزم في "المحلى" (4/77) .
(6/150)
عبد الرحمن بن عَوْف؛ قال: رأيتُ عبد الله ابن عُمَرَ (1) يُصَفِّرُ لِحيتَهُ بالخَلُوق (2) والزَّعفَران؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ (4) مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذ.
2405 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (5) ، عَنْ بَزِيع بْنِ عبد الرحمن، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص)
_________
(1) في (ك) : «عمرو» .
(2) انظر تفسير «الخَلوق» في المسألة رقم (2472) .
(3) في (ت) و (ك) : «هذا خطأ» بدل: «هذا حديثٌ باطِلٌ» .
(4) قوله: «بن» سقط من (ك) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1076/كشف الأستار) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (157) ، والطبراني في "الأوسط" (6639) ، والدارقطني في "الأفراد" (188/أ/أطراف الغرائب) .
قال البزار: «لا نعلمه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث عن بَزيع إلا إسماعيل» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا بَزيع ابن عبد الرحمن، تفرَّد به إسماعيل بن عيَّاش» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ بَزِيعِ عنه» .
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/77) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (3701) .
(6/151)
قَالَ: سَفَرُ (1) المَرْأَةِ مَعَ عَبْدِهَا ضَيْعَةٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، [وبَزِيعٌ] (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ.
2406 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (3) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ رُزِقَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ رُزِقَ الخَيْرَ كُلَّهُ، ومَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ؟
قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ وَهْب (4) ، عَنْ حَيْوَة، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة، عَنِ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، فتبيَّن أنَّ حَيْوَة لَمْ يُدرِك ابنَ أَبِي مُلَيْكَة (6) .
2407 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «سمر» .
(2) في (ت) و (ك) : «ويرويه» مهملة النقط في (ك) ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «ويزيد» ، وضبب عليها ناسخ (أ) . والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (1/307) ونقل تضعيف أبي حاتم لبزيع.
(3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(4) هو: عبد الله.
(5) هو: يزيد بن عبد الله بن الهاد.
(6) من قوله: «عن عائشة، عن النبيِّ (ص) فتبيَّن أن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
والحديث رواه البغوي في "الجعديات" (3453) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن عمِّه ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/159 رقم 25259) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4530) من طريق عبد الرحمن ابن القاسم، عن القاسم، عن عائشة، به مرفوعًا.
(7) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/349-350 رقم 3269) ، وابن ماجه في "سننه" (2391) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2474) ، وابن حبان في "صحيحه" (5122) .
ورواه مسلم في "صحيحه" (1622) من طريق عيسى ابن يونس وابن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (2621) ، ومسلم في "صحيحه" (1622) من طريق قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، به.
(6/152)
الأوزاعيُّ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ (2) بْنُ عليٍّ؛ قَالَ: حدَّثني سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: حدَّثني ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، مَثَلُ الكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْكُلُ (3) مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرَ الأَوْزَاعِيِّ.
2408 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيع (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ نَفَى (5) والِدَيْهِ، وأَرَى عَيْنَيْهِ مَا لَمْ يَرَيَا (6) ، وقَالَ
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) في (ك) : «أبو جعفر بن محمد» .
(3) في (أ) و (ش) : «يأكل» .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/206) من طريق هشام بن عمار، عنه، به مطولاً. ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (218) من طريق ابن عدي، به مختصرًا. ورواه ابن شاهين في "الأفراد" (82/أ/الظاهرية) من طريق العباس بن الوليد بن صبيح، عن محمد بن عيسى، به مختصرًا.
قال ابن شاهين: «تفرَّد بهذا الحديث محمد بن عيسى ابْنِ سُمَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزعيزعة، ما حدَّث به عنه غيره، ومحمد بن عيسى بن سميع شيخ من أهل الشام ثقة، وهو حديث غريب» .
ومن طريق ابن شاهين رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/44) .
(5) في (ك) : «بقى» .
(6) كذا في جميع النسخ إلا أنها مهملة في (ك) ، والجادَّة: «مالم تَرَياهُ» ، أي: أنه يدَّعي أنَّ عَيْنَيه رأتا في النوم شيئًا ما رَأَتَاهُ؛ فيقولُ: رأيتُ في منامي كذا، وهو يكذبُ، ففي قوله: «مالم يَرَيا» إشكالان:
أحدهما: حذف ضمير النصب العائد إلى الاسم الموصول، في «يرياه» ، وهذا جائزٌ في العربية، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1015) .
والثاني: تذكيرُ ضمير الفاعل المثنَّى، والجادة: «تَرَيا» ، أي: عيناه، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وفيه وجهان:
الأوَّل: أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، والمراد: «مالم يَرَيا» ، أي: الناظِرَان. وتقدم تعليقنا على نحو هذا في المسألة رقم (270) .
والثاني: أنه على القول بجواز تذكير الفعل المسند إلى ضمير المؤنث، ومنه قولُ بعضهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، والجادَّة: أَبْقَلَتْ. وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) .
(6/153)
عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
قال عبد الله (1) : فلَبِثْنا بِذَلِكَ زَمَانًا نتخوَّفُ الزيادةَ في الحديث؛ إذْ قال النبيُّ (ص) : حَدِّثُوا عَنِّي؛ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ فِي ذَلِكَ كَمَا قُلْتُ لَكُمْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَحَدِّثُوا عَنْهُمْ ولاَ حَرَجَ؛ يَقُولُ: لَنْ تَبْلُغوا مَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ خَير أَوْ شرٍّ، ومَنْ قَالَ عَلَيَّ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
2409 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم الكِناني، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
_________
(1) أي: ابن عمر ذ.
(2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1491) عن هشام بن عمار، والطحاوي في "شرح المشكل" (785) من طريق ابن أبي داود، والطبراني في "مسند الشاميين" (1383) من طريق أحمد بن أنس بن مالك، وفي "الأوسط" (8250) من طريق موسى بن جمهور، والخطيب في"الموضح" (1/94) من طريق محمد بن صالح، جميعهم عن هشام بن عمار، عنه به.
وقرن الطبراني في "مسند الشاميين" الهيثم بن خارجة بأحمد بن أنس، ويظهر أنه حمل رواية الهيثم على رواية أحمد، فقد رواه جمعٌ عن الهيثم على خلاف هذا الوجه، وسيأتي تخريج روايته. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1993) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن سليم، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِر، عَنِ حكيم بن معاوية، عن مخمر، به. ورواه الخطيب في "الموضح" (1/94) من طريق الحسن بن سفيان، عن هشام، بمثله.
(6/154)
بن حكيم، عن عمِّه [مِخْمَرِ] (1) بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لا شُؤْمَ، وقَدْ (2) يَكُونُ اليُمْنُ فِي المَرْأَةِ والفَرَسِ والدَّارِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حَكِيمُ بنُ معاوية (3) .
_________
(1) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «محمد» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة.
(2) في (ت) و (ك) : «فقد» .
(3) الحديث رواه سعيد بن منصور في "سننه" (2296) = = عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سليمان بن سليم، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِر، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ حكيم ابن معاوية، عن النبي (ص) ، به.
ومن طريق سعيد بن منصور رواه الخطيب في "الموضح" (1/93) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (2824) من طريق علي بن حجر، والروياني في "مسنده" (932) من طريق أبي أيوب الدمشقي، والبغوي في "معجم الصحابة" (489) من طريق الحسن بن عرفة، والطبراني في "الكبير" (3/208 رقم 3148) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1893) ، والخطيب في "الموضح" (1/93) من طريق يحيى الحماني، وأبو نعيم في "المعرفة" (1894) ، والخطيب في "الموضح" (1/92) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/279-280) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/474-475) من طريق الهيثم بن خارجة، والخطيب في "الموضح" (1/92) من طريق عبد الوهاب بن نجدة، وإسماعيل بن إدريس، جميعهم عن إسماعيل بن عياش، بمثله.
ورواه الخطيب في "الموضح" (1/93) من طريق بقية قال: «وجدت في كتابي: حدثني سليمان بن سليم ... » فذكره.
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/19) من طريق جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، عن هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يحيى بن جابر، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ صخر بن معاوية، به.
قال ابن حجر في "الإصابة" (5/175) : «ذكره ابن قانع فصحَّفه، وتبعه الذهبي، وإنما هو مِخْمَر» .
(6/155)
2410- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه عبد الله بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَاشِدٍ المُقرئ (1) ، عن هشام ابن يحيى بْنِ يَحْيَى (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : مَنْ وُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدً (4) ، فَلَمْ يَدْخُلْ حُبُّ مُحَمَّدٍ قَلْبَهُ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: «عَنْ مَكْحول» ، لَيْسَ هُوَ: «عَنْ أَبِيهِ» .
2411 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي داود (6) ، عن زهير ابن محمَّد، عَنِ الوَضِين بْنِ [عَطَاءٍ] (7) ، عن
_________
(1) في (ك) : «المقبري» . والحديث رواه ابن بكير في "فضائل التسمية بأحمد ومحمد" رقم (2) من طريق معمر، عن هشام بن يحيى المقدام، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به.
(2) قوله: «بن يحيى» ليس في (ش) و (ك) ، وضبِّب عليها في النسخ الثلاث، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/70) .
(3) هو: يحيى بن يحيى الغساني.
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) نقل الذهبي في "الميزان" (2/85) قول أبي حاتم.
(6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (652) ، وابن عدي في "الكامل" (3/222) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (ص462) .
والحديثُ عزاه ابن حجر في "الفتح" (10/355) إلى ابن أبي عاصم في "كتاب الخضاب" وقال: «وسنده ليِّن» .
(7) في جميع النسخ: «عبد الرحمن» ، وضبب عليها في (أ) ، وصوِّبت في هامشها إلى «عطاء» ، وهكذا وقع في مصادر التخريج السابقة.
(6/156)
جُنَادة (1) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ، سَوَّدَ اللهُ وَجْهَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مَوْضُوعٌ.
2412 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة (2) ؛
قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ إلَى بِلاَدٍ تُرِيدُونَهَا، فَقُولُوا إِذَا أَشْرَفْتُمْ (3) عَلَى المَدِينَةِ أَوِ القَرْيَةِ: اللَّهُمَّ، رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ (4) ، ورَبَّ الأَرَضِينَ ومَا أَقَلَّتْ، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَّتْ، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أَضَلَّتْ، ورَبَّ الجِبَالِ ومَا أَقَلَّتْ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا المَنْزِلِ ... ، وذكرَ الحديثَ؟
فَقَالَ: هُوَ حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإسناد (5) .
_________
(1) هو: ابن أبي أمية.
(2) في (ش) : «مسلم» . وروايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (835) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/277) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (4755) ، وفي "الدعاء" (836) من طريق إسماعيل ابن صبيح اليشكري، عن مبارك بن حسَّان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ مبارك بن حسَّان إلا إسماعيل بن صبيح» .
(3) في (ت) و (ك) : «إذا شرفتم» .
(4) في (ف) : «أصلت» .
(5) سعيد بن مسلمة: منكر الحديث، كما قال البخاري وأبو حاتم. انظر"تهذيب الكمال" (11/65) .
(6/157)
2413 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (2) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنْ عِشْتُ أَمَرْتُ أُمَّتِي أَلاَّ يُسَمُّوا: بَرَكَةَ، وَلاَ نَجِيحً، وَلاَ رَاشِدً (3) .
يُقَالُ: أَثَمَّ (*) رَاشِدٌ؟ فَيُقَالُ (4) : لاَ، فَيُقَالُ (5) : أَثَمَّ (*) بَرَكَةُ؟ فَيُقَالُ: لا، فَيُقَالُ: أَثَمَّ (*) نَجِيحٌ؟ فَيُقَالُ: لاَ، وأَخْيَرُهُ (6) وأَصْدَقُهُ: عَبْدُاللهِ أوْ هَمَّامٌ؛ لأَنَّ كُلَّهُمْ للهِ عَبِيدٌ، وكُلُّ بَنِي آدَمَ هَمَّامٌ بِالأُمُورِ؟
قَالَ أَبِي: آخِرُ الْحَدِيثِ قَدْ زِيدَ فِيهِ، مِنْ قَوْلِهِ: وخَيْرُه (7) وأصْدَقُهُ هَمَّامٌ ... لَيْسَ فِي الحديثِ.
2414- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بن محمَّد
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه البخاري في "الأدب المفرد" (833) من طريق حفص بن غياث، وعبد بن حميد في "مسنده" (1019/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (4960) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عن الأعمش به بنحوه. بدون الزيادة التي في آخره. وسعيد بن مسلمة: منكر الحديث، كما سبق في تعليقنا على المسألة السابقة.
(2) هو: طلحة بن نافع.
(3) كذا في جميع النسخ: «ولا نجيح، ولا راشد» ، وهما علمان مصروفان، وحذفت منهما ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليق عليها بالمسألة رقم (34) .
(
*) ... في (ت) و (ك) : «أنتم» .
(4) في (ش) و (ك) : «فقال» .
(5) قوله: «فيقال» سقط من (ت) و (ك) .
(6) في (ت) و (ف) : «وأجبره» ، وقوله: «وأَخيَرَهُ» جاء على لغة بني عامر في إثبات الهمزة، والجادَّة، وهي لغةُ سائر العرب: حذفُ الهمزة فيقال: خَيْرُهُ؛ كما سيأتي في كلام أبي حاتم، ومثل ذلك: شَرٌ وأشَرُّ. وانظر تعليقنا على ذلك في المسالة رقم (2562) .
(7) كذا في جميع النسخ: «وخيره» ، وتقدم في الحديث: «وأخيره» .
(6/158)
الزُّهري (1) ، عن عبد العزيز ابن محمد (2) ، عن الحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذُبَاب (3) ، عَنْ عمِّه ويزيدَ بنِ هُرْمُز (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ (5) .
2415 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (8) ،
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (309/ب) وقال: «تفرَّد به يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عبد العزيز الدراوردي، عن الحارث» . أي: عن عمِّه، عن أبي هريرة.
(2) هو: الدَّرَاوَرْدي.
(3) في (أ) و (ت) : «ذياب» ، وهو: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب.
(4) في (ف) : «هارون» .
(5) قال ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (3/79) : «سألت أبي عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب؟ فقال: يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة، وليس بذاك القوي، يُكتب حديثه» .
(6) ستأتي هذه المسألة برقم (2521) ، وانظر المسألة رقم (1489) و (1522) و (1537) و (1538) .
(7) في (أ) : «وسألت أبي زرعة» ، وفي (ف) : «وسألت أبي» .
(8) روايته في "جامع معمر" (19541/مصنف عبد الرزاق) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (2/146 رقم 6332) ، والنسائي في"الكبرى" (6747) ، وابن حبان في "صحيحه" (5226 و5331) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/277) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/146 رقم 6332) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والترمذي في "جامعه" (1800) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والنسائي في "الكبرى" (6889) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم، عن معمر، عن الزهري، به.
وأخرجه الإمام أحمد (2/146 رقم 6332) من طريق رباح بن يزيد الصنعاني، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله يرفع الحديث.
وأخرجه الإمام أحمد (2/134-135 رقم 6184) = = من طريق عاصم بن محمد، وأيضًا (2/128 رقم 6117) ، وابن حبان في "صحيحه" (5229) من طريق شجاع بن الوليد، والبخاري في "الأدب المفرد" (1189) ، ومسلم في"صحيحه" (2020) ، وأبو عوانة في "مسنده" (7178) من طريق عبد الله بن وَهْب، وابن الجارود في "المنتقى" (869) من طريق الثوري، وأيضًا (870) ، وأبو عوانة (8179) من طريق سليمان ابن بلال، جميعهم عن عمر بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (5568) من طريق يحيى بن المتوكل، كلاهما (عمرو ويحيى) ، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
لكن لم يذكر شجاعُ بن الوليد في إسناده: القاسمَ بن عبيد الله. وجاء في إسناد سليمان بن بلال: أبو بكر بن عُبَيدالله بدل: القاسم بن عُبَيدالله. قال ابن الجارود بعد أن ذكر رواية سليمان بن بلال: «سمعت محمد بن يحيى - وهو الذُّهلي - يقول: القاسم عندنا هو: أبو بكر بن عُبَيدالله إن شاء الله» .
قال النسائي وابن حبان: «فقال ابن عيينة لمعمر: إن الزهري رواه عن أبي بكر بن عبيد الله، قال معمر: إن الزهري كان يلفظ الحديث عن النَّفر، فلعلَّه سمع منهما جميعًا» . وقال البيهقي بعد أن نقل قول معمر: «هذا محتمل، فقد رواه عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم، عن أبيه» .
(6/159)
عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي النَّهْي عَنِ الأَكْلِ بالشِّمال (2) ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ.
قلتُ: قَدْ تابع مَعْمَرً (3) في هذا الحديثِ عبدُالرحمن بنُ
_________
(1) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(2) ولفظه: «إِذَا أَكَلَ أحدُكم فليأكُل بِيَمِينِهِ، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإنَّ الشيطانَ يأكل بشماله، ويشرب بشماله» .
(3) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6/160)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الزُّهري؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يقولون: عَنِ الزُّهري (2) ، عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وهذا الصَّحيحُ (3) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عبد الرحمن بن أبي إسحاق» ، ورواية عبد الرحمن بن إسحاق أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 112) .
(2) روايته على هذا الوجه رواها عنه مالك بن أنس، وابن عيينة، وعُبيدالله بن عمر العمري، وعبد الله بن عمر العمري، وإسحاق بن راشد:
أما رواية مالك: فأخرجها في "الموطأ" (2/922) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/33 و146 رقم 4886 و6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) .
وأما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها الإمام أحمد (2/8 رقم 4537) ، ومسلم (2020) ، والترمذي في "العلل الكبير" (554) .
وأما رواية عُبيدالله بن عمر: فأخرجها الإمام أحمد (2/146 رقم 6334) ، ومسلم (2020) ، والترمذي في "جامعه" (1799) .
وأما رواية عبد الله بن عمر: فأخرجها الإمام أحمد (2/106 رقم 5847) .
وأما رواية إسحاق بن راشد: فأخرجها الطبراني في"الأوسط" (9/119 رقم9297) .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «وهكذا روى مالك وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر. وروى معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ورواية مالك وابن عيينة أصحُّ» .
وقال في "العلل الكبير": «قال سفيان: فذكرت هذا الحديثَ لمعمر أريد أن أبلوَه فأنظر كيف حفظه للحديث، فقلت: عمَّن سمعت من الزهري؟ فقال: عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فقلت: لا. أخبرنيه الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبد الله، فقال معمر: إنما عرضناه عليه ... قال الترمذي: سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث فقال: روى مالك وعبيد الله بن عمر وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي بكر وهو ابن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وروى عُقيل ومعمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه. وروى سفيان الثوري وابن وَهْب، عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هذا الحديث. وزعموا أن القاسم بن عُبَيدالله كنيته: أبو بكر، فإن كان هذا صحيحًا فإنه يصحُّ حديث معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه؛ لأن أبا بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر لا يزعم في حديثه أنه سمع جدَّه ابن عمر» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (5/5) : «وأخطأ معمر في هذا الحديث» .
قال الدارقطني في "العلل الكبير" (4/54/ب) : «ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزبيدي [كذا] ، = = وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإبراهيم بن سعد، وعبد الله العُمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبيدالله ابن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، وهذا المحفوظ عن الزهري ... ، ورواه معمر بن راشد وإسحاق بن راشد وليس بأخيه وعمرو بن قيس وصالح بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن أبيه، ورواه عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ مرسلاً، عن النبي (ص) ، ورواه عمر بن محمد العمري واختُلف عنه فرواه ابن وَهْب، عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، وخالفه أبو بدر رواه عن عمر بن محمد، عن سالم، لم يذكر بينهما: القاسم بن عُبَيدالله، والصَّحيح قول ابن وَهْب، عن عمر بن محمد، وقد تابعه سليمان بن بلال، وقيل: إن القاسم بن عبد الله [كذا] هو أبو بكر بن عبيد الله وإنه لم يسمع هذا من ابن عمر وإنما أخذه عن سالم كما قال عمر بن محمد» .
وقال في "العلل" (2/47 رقم 100) : «وهو أصحُّها، والله أعلم» .
وانظر أيضًا المسألة (1713) من علل الدارقطني. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 111) : «وقد رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وأخشى أن يكون خطأ من معمر؛ لأنه لم يروه غيرُه، ولا يُحفَظ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عن سالم، ولو كان عند الزهري عن سالم ما حدَّث به عن أبي بكر، والله أعلم. وهو مما حدَّث به معمر باليمن وبالبصرة؛ لأنه رواه عنه عبد الأعلى وعبد الرزاق وسعيد ابن أبي عروبة ... ، الصواب في إسناد هذا الحديث: الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن جدّه عبد الله بن عمر، والله أعلم. وإن صحَّ حديث مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ؛ فهو إسناد آخر» .
(6/161)
2416- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (2) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (2374) ، وستأتي برقم (2444) .
(2) روايته أخرجها في "مصنفه" (8415) ، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (1/332 رقم 3066) ، والدارمي في "مسنده" (1999) ، وأبو داود في "سننه" (5267) ، وابن ماجه في "سننه" (3224) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (650/المنتخب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) .
(6/162)
عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ (1) النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّملة، والنَّحلة، والهُدْهُد، والصُّرَد (2) .
قلتُ لَهُمَا: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ هِشَامٌ الدَّسْتوائيُّ، وأَبانُ العطَّار، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... ؟
فَقَالا: رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وقالا: سمعنا عليَّ بْن المَديني يذكُرُ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنِ الثَّوري؛ قَالَ (3) : اطَّلعتُ فِي كتاب ابْن جُرَيج فوجَدتُّ (4) فيه: عن
_________
(1) في (ف) : «عن» بدل: «أن» .
(2) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/21-22) : «الصُّرَد: طائر ضخمُ الرأسِ والمنقار، له ريشٌ عظيمٌ، نصفه أبيض، ونصفه أسودُ» .
(3) كذا وقع هنا بجعله من قول الثوري، ولعل المراد أنه عن يحيى بن سعيد حكايةً عن كتاب الثوري؛ كما في نظائره، فقد روى هذه المقالة الإمام أحمد في "العلل" (3/64) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2/327) ، وابن عدي في "الكامل" (4/241) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (4/15) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان أنه قال: «رأيت في كتاب سفيان الثوري الذي كتبه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: عَنِ ابْنِ أبي لبيد ... » ، وكذا رواه ابن خيثمة في "التاريخ الكبير" (880) من طريق يحيى القطان أنه قال: «فكان هذا الحديثُ عندي ضعيفًا، فمَحَوتُه، حتى رأيته في كتابٍ عن ابن جريج ... » . والله أعلم.
(4) في (ت) و (ك) : «فوجدته» .
(6/163)
عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وهو أصحُّ.
وَرَوَاهُ رَبَاح (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... .
وروى أيُّوب بْن سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بن يَسَار، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وأخطأ فيه، وَلَمْ يَسْمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ الزُّهري هَذَا الحديثَ.
وقد روى بعضُهُم عَنِ ابْن جُرَيج هَذَا الحديثَ، فَقَالَ: حُدِّثْتُ (4) عَنِ الزُّهري (5) .
_________
(1) هو: ابن زيد الصنعاني.
(2) كذا روايةُ أيوب بن سويد هنا. وقد رواه ابن أبي حاتم في المسألة (2444) عن أبيه، عَنْ أَبِي عُمير بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيد، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيمان بن يَسار، عن عبيد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: = = «أربعٌ لا يُقْتَلن ... » فذكره. وكذا جاء في المسألة (2374) . قال أبو حاتم: «هذا حديث مضطرب» .
(3) في (ت) و (ك) : «عبد الله» .
(4) في (ك) : «حديث» .
(5) رواية ابن جُريج على هذا الوجه رواها ابن المبارك في "مسنده" (196) عن ابن جريج، حدِّثت عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (1/347 رقم 3242) ، وفي "العلل" (3/64) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (880) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (870) ، وابن عدي في "الكامل" (4/241) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/15) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان، والطحاوي في "شرح المشكل" (867 و868) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن ابن جريج، به.
ومن طريق أحمد رواه القطيعي في "جزء الألف دينار" (58) .
(6/164)
وَرَوَى هَذَا الحديثَ حارثٌ الخازن (1) - شيخٌ بِهَمَذَانَ (2) - عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وأخطَأَ فيه الشيخُ، يشبه أن يكونَ دخل له حديثٌ فِي حَدِيث، وليس هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: ما حالُ هَذَا الشيخ الهَمْذانيِّ (3) ؟
قال: كان شيخً (4) لم يبلُغْني عنه أَنَّهُ حدَّث بحديثٍ مُنكَر إلا هَذَا، وقد كَانَ كتب عَنْ أَبِي مَعْشَر حديثا كثيرا.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فما وجهُ هَذَا الْحَدِيث عندك؟
قال: أخطأ فيه عبد الرزَّاق، والصَّحيحُ من حَدِيث مَعْمَر: عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (5) . وأمَّا نفسُ الْحَدِيث، فالصَّحيحُ
_________
(1) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (2/153) قول أبي زرعة في حارث الخازن.
ورواية حارث هذا أخرجها الخطابي في "غريب الحديث" (2/142) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
(2) المثبت من (ت) ، وأهملت الذال في بقية النسخ.
(3) لم تنقط الذال في جميع النسخ، وتقدمت نسبته لهمذان، وانظر "سير أعلام النبلاء" (11/145) ، و"لسان الميزان" (2/519- أبو غدة) .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/426/مخطوط) قول أبي زرعة أن الصحيح من حديث معمر: الإرسال.
وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(6/165)
عندنا عَلَى ما رُويَ فِي كتاب ابن جُرَيج: عن عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: أليس هشامٌ وأَبانُ العَطَّارُ رَوَيا عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري؛ أنَّ النبيَّ (ص) ؟
قَالَ: بلى، ولكنَّ زيادةَ الحافظ عَلَى الحافظ تُقبَلُ.
2417 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: رأيتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، وَأَخْبَرَنِي أنَّ أَبَاهُ كَانَ يَخْضِبُ بِهِ؟
فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، وَكَانَ الزُّهري رَجُلا قصيرًا،
_________
(1) روايته في "جامع معمر" (20184/المصنف) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كان الحسين بن علي يخضب بالسواد. قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد، وكان قصيرًا. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (422) من طريق ابن المبارك، والطبراني في "الكبير" (3/99 رقم2791) من طريق سليم بن مسلم، كلاهما عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، أن الحسين بن علي كان يخضب بالسواد.
= ... وأخرجه البغوي في "الجعديات" (2126) ، والطبراني في "الكبير" (3/99 رقم 2788) من طريق شريك، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رأيت الحسين بن علي خضب بالسواد.
وقرن الطبراني إبراهيم بن مهاجر بفراس.
(2) في (ت) و (ك) : «قال» .
(6/166)
وَكَانَ أسنانُهُ (1) مُشَبَّكَة بالذَّهَب، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
2418 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الجُرَيْرِي (3) ، عَنْ عبد الله بن بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيْلي (4) ، عَنْ أَبِي ذَر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بهِ الشَّيْبَ الحِنَّاءُ والكَتَمُ (5) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الأَجْلَح؛ وَلَيْسَ للجُرَيري مَعْنًى.
2419- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عبد الجبَّار الزُّبَيدي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (6) ، عَنْ حَبيب بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وهُوَ يُعَادِي فِيهِ ابْنَ آدَمَ عِلْمُهُ وهَوَاهُ: فَإِنْ غَلَبَ عِلْمُهُ هَوَاهُ، فَيَوْمٌ صَالِحٌ، وَإِنْ غَلَبَ هَوَاهُ عِلمَهُ، فَيَومُ سُوءٍ؟
قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «وكانت أسنانُهُ» ، لكن ما في النسخ صحيحٌ في العربية أيضًا. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (224) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2175/ب) .
(3) في (ت) : «الجويري» . والجُرَيري هو: سعيد بن إياس.
(4) في (أ) : «الذيلي» . وهو: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة، ويقال: الدُّؤَلي، واسمه: ظالم بن عمرو ابن سفيان، وقيل غير ذلك.
(5) تقدم تفسير «الكَتَم» في المسألة رقم (2280) .
(6) قيل: اسمه بكير، وقيل: عبد السلام.
(6/167)
2420 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر (1) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد الرحمن الجَحْشي (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كَانَ عمرُ يَمرُّ عَلَيْنَا نصفَ النَّهَارِ أَوْ قُبَيله، فَيَقُولُ: قُومُوا فَقِيلُوا، فَما يَقِيلُ الشَّيْطانُ؟
قَالَ أَبِي: ليس فيه: «ابنُ حزم» من رواية ابْن المُبارك.
2421 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا (4) أَبُو أُميَّة؛ قَالَ: حدَّثني حسين بن عبد الله (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يومَ الأَرْبَعَاءِ، واطَّلَى يومَ السَّبْتِ، فَلا يلومَنَّ إِلا نفسَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو أُميَّةَ لا أعرفُهُ، وحسينٌ هو: ابنُ ضُمَيرَة، وابنُ ضميرة (6) : متروكُ الحديث (7) .
_________
(1) روايته أخرجها في "الجامع" (19874/مصنف عبد الرزاق) .
ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1239) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4411) .
(2) قوله: «الجحشي» ضُرب عليه في (ش) ، وكتب بالحاشية: «الجمحي» . وانظر ترجمة الجحشي في "تهذيب الكمال" (10/525) .
(3) نقل الذهبي في "الميزان" (4/493) قول أبي حاتم.
(4) في (ت) و (ك) : «أخبرني» .
(5) هو: حسين بن عبد الله بن ضميرة.
(6) قوله: «وابن ضميرة» سقط من (أ) و (ش) و (ك) .
(7) في استحباب الحِجامة في يوم بعينه أو كراهتها أحاديثُ مرفوعةٌ أعلَّها الأئمة النقاد.
قال البرذعي في "سؤالاته" لأبي زرعة (757) : «شهدت أبا زرعة لا يثبِّت في كراهة الحجامة في يوم بعينه، ولا في استحبابه في يوم بعينه، حديثًا» .
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/509) : «قال العقيلي: وليس يثبُتُ في التوقيت في الحجامة شيء في يوم بعينه، ولا في الاختيار في الحجامة والكراهية شيء يثبت. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما صح عن النبيِّ (ص) شيء إلا الأمر به» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (10/150) : = = «ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء قال حنبل ابن إسحاق: كان أحمد يحتجم أيَّ وقت هاج به الدم، وأيَّ ساعة كانت» .
(6/168)
2422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنِ أسلَمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ يَعْرِضُ الناسَ (2) فَإِذَا هُوَ برجلٍ مَعَهُ ابنُه (3) ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْحَكَ! مَا رأيتُ غرابًا بغرابٍ بأشبهَ بِهَذَا منكَ (4) ! قَالَ: وَاللَّهِ - يَا أمير
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (24) ، و"مجابي الدعوة" (47) ، و"القبور" (135) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/191-192) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (799) ، والطبراني في "الدعاء" (824) ، وقد ذُكِرَ متن هذا الحديث بتمامه في "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/253) ، و"المنتقى من مكارم الأخلاق" للسِّلَفي (ص 178 رقم 411) ، و"فيض القدير" للمناوي (2/506) ، و"كشف الخفا" للعجلوني (1/222 رقم 678) .
(2) أي: يَسْتَعْرِضُ الناسَ لِيُعْطِيَهُمْ عطاياهم؛ فقد ورد بلفظ: «يُعْطِي الناسَ عطاياهم» في "مكارم الأخلاق"، و"منتقاه"، و"إحياء علوم الدين"، وبلفظ: «أنَّ عمر ح استَعْرَض الناسَ» في "كشف الخفا"، وورد بلفظ: «يَعْرِضُ الناسَ» كما عندنا.
(3) في (ت) : «مع ابنه» ، وفي (ك) : «مع أبيه» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في مصادر التخريج.
(4) قوله: «ما رأيتُ ... » إلخ. كذا في جميع النسخ، ومثله في "نوادر الأصول"، و"الدعاء" إلا أنَّ فيهما «أشبه» بدل «بأشبه» - وهو الأولى- والخطاب للأب، ففيه تشبيه الأب بالابن، والجادَّةُ عكسُهُ، وقد جاء على الجادَّة في "مكارم الأخلاق"، و"منتقاه"، و"إحياء علوم الدين"؛ ففي ثلاثتها: «ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ بأحدٍ من هذا بك» ، ونحوه ما في كتب ابن أبي الدنيا الثلاثة: «ما رأيتُ غرابًا أشبَهَ بغرابٍ من هذا بهذا» ، وفي "فيض القدير": «ما رأيتُ غرابًا أشبَهَ [بغرابٍ] بهذا منك» .
(6/169)
الْمُؤْمِنِينَ - مَا ولدتْهُ (1)
إِلا مَيِّتةً! فَاسْتَوَى لَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! حدِّثني؛ قَالَ: خرجتُ فِي غزاةٍ وأُمُّهُ حاملٌ بِهِ، فَقَالَتْ: تخرُجُ وتدعُني عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، حَامِلٌ مُثْقِلً (2) ؟!
قَالَ: قلتُ: أَسْتودِعُ اللَّهَ مَا فِي بطنِكِ، قَالَ: فغِبْتُ (3) ، ثُمَّ قَدِمْتُ، فَإِذَا بَابِي مُغْلَقٌ؛ قال: قلتُ: فُلانةُ؟! قالوا: مَاتَتْ، قَالَ: فذهبتُ إِلَى قَبْرِهَا، فمكَثتُ عِنْدَهُ (4) ، فلمَّا كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ (5) ، قَعَدتُّ مَعَ بَنِي عَمِّي أتحدَّث، وَلَيْسَ يَسْتُرُنَا مِنَ الْبَقِيعِ شيءٌ، فرُفِعَتْ (6) لي نارًا (7) بين القبور (8) ، فقلتُ لبني عمي:
_________
(1) في (ك) : «ما ولدته أمه» ..
(2) كذا في جميع النسخ: «حامِلً مُثْقِلً» بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وقد وردت على الجادَّة في بعض مصادر التخريج: «حامِلاً مُثْقِلاً» .
وفي "كشف الخفا": «وأمُّه حاملٌ به مُثْقِلة» بتأنيث لفظ «المُثْقِل» وهذا اللفظ مثل لفظ «الحامل» خاصٌّ بالمؤنَّث، فيَستغني عن علامة التأنيث، قال الزَّبيدي: «وأثْقَلَتِ المرأةُ، وثَقُلَت - كَكَرُمَ - فهي مُثْقِلٌ: استَبانَ حَمْلُها» . "تاج العروس" (ث ق ل/ 14/85) .
(3) في (ك) : «فبعث» .
(4) كذا ضبَّب ناسخ (ف) على «عنده» ، والمراد: عند قبرها.
(5) كذا في جميع النسخ، والتقدير: فلما كانت ساعةٌ من الليل، وفي "نوادر الأصول"، و"الدعاء"، و"كشف الخفا": «فلما كان من الليل» ، وهو الجادَّة.
(6) ضبطت في (ف) بالبناء لما لم يسم فاعله.
(7) في (ك) : «نار» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، ويخرج على إقامة الجار والمجرور «لي» نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به «نارًا» . وقد أجاز هذا الكوفيُّون وجماعة من النحاة خلافًا لجمهور البصريين. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) . وقد ورد بلفظ: «فَرُفِعَتْ لي نارٌ» بالرفع على الجادَّة في "نوادر الأصول" و"فيض القدير".
(8) في (أ) و (ش) : «المقابر» .
(6/170)
مَا هَذِهِ النارُ؟! فتفرَّقوا عَنِّي، فأَتَيْتُ أقربَهُم مِنِّي فسألتُه؟ فَقَالَ: نَرَى عَلَى قَبْرِ فلانةَ كلَّ لَيْلَةٍ نَارًا، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! أَمَا وَاللَّهِ! إنْ كانتْ صَوَّامةً (1) ،
قَوَّامةً، عَفِيفَةً، مُسْلِمةً! انطلِقْ بِنَا! فأخذتُ فأْسً (2) ، فَإِذَا القَبْرُ مُنْفَرجٌ (3) ، وَهِيَ جالسةٌ، وَهَذَا يَدِبُّ حولَها، فَنَادَانِي منادٍ (4) : أيُّها المُسْتودِعُ ربَّه وَدِيعَتَه! خُذْ وديعتَكَ، أمَا لَوِ استودَعْتَ أُمَّهُ لوجدتَّها. فأخذتُه، وَعَادَ القبرُ كَمَا كَانَ، فَهُوَ واللهِ هَذَا يَا أمير المؤمنين!
قال أبو عبد الرحمن (5) : فحدَّثْتُ أنا (6) بهذا الْحَدِيث محمدَ بن
_________
(1) «إنْ» هنا مؤكِّدة مخفَّفة من الثقيلة، وقد استعملتْ مهملةً واستغني معها عن اللام الفارقة بينها وبين «إن» النافية؛ لظهور المقصود من قرينة الحال؛ فإنَّ السياق ظاهر في الإثبات دون النفي، ولذلك نظائر وشواهد في العربية. وقد ورد بإثبات اللام الفارقة في مصادر التخريج، ففي أكثرها: «إنْ كانتْ لَصَوَّامةً» . وانظر في حذف اللام = = الفارقة مع «إِنِ» المخفَّفة عند ظهور المقصود: "شرح ابن عقيل" (1/346) ، وغيره من كتب النحو في باب إن وأخواتها وانظر التعليق على المسألة رقم (232) ..
(2) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «فأسًا» ، وهو الجادَّة، وقد حُذِفَت ألفُ تنوين النصب في بقية النسخ جريًا على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) في (ك) : «مفتوح» .
(4) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «منادي» . وهو لغة لبعض العرب يثبتون ياء الاسم المنقوص المنوَّن رفعًا وجرًّا، وعلى ذلك جاءت بعض كلمات من القرآن في قراءة ابن كثير المكي وغيره. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) .
(5) يعني: عبيد بن إسحاق؛ فهذه كنيته؛ كما في "الجرح والتعديل" (5/401 رقم 1859) ، وقد ورد مصرَّحًا به في "نوادر الأصول"؛ ففيه: «قال عبيد: فحدثت أنا ... » .
(6) في (ك) : «أبا» .
(6/171)
إِبْرَاهِيم العُمَريَّ، فَقَالَ: هَذَا واللهِ حقٌّ (1) ! قَالَ: وقد سمعتُ عمَّ أَبِي عَاصِم (2) يذكُرُهُ، وقد رأيتُ ابنَ ابنِ هَذَا الرجلِ (3) بالكوفة، وقال لي مُوَالِينا (4) : هو هَذَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ الذي أنكروا على عُبَيد (5) ، لا أعلَمُ رَوَى غيرَ عُبَيد (6) ، وعاصمٌ ثقةٌ، وزيدُ بنُ أسلمَ ثقةٌ.
_________
(1) في "نوادر الأصول": «الحق» .
(2) يعني: عمّ محمد بن زيد والد عاصم؛ فيكون الذي حدَّثه أحد أبناء عبد الله بن عمر ذ؛ فعاصم هو: ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.
(3) قوله: «الرجل» سقط من (ك) .
(4) كذا، ولم نجده في مصادر التخريج إلا في "نوادر الأصول"، ولعلَّه بمعنى: جارنا الذي يلينا، وقد يكون صوابه: «مَوَالينا» بفتح الميم، وهو جمع تكسير لِلْمَوْلى، وتذكيرُ الفعل مع جمع التكسير جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (224) .
(5) في (ك) : «عبد» . وقد حذف الرابط من جملة الصلة، وهو ضمير نصب؛ والتقدير: «الذي أنكروه على عبيد» . وانظر التعليق على المسألة رقم (1015) .
(6) كذا العبارة في جميع النسخ، ويجوز فيها وجهان:
الوجه الأول: أن يكون بالنصب: غيرَ عُبَيْد، والتقدير: هذا الحديث الذي أنكروه على عُبَيْد، لا أعلمُ غيرَ عُبَيْدٍ رواه، ولا أعلمُ: بمعنى لا أعرفُ، فينصبُ مفعولاً واحدًا، وهو هنا: غيرَ عُبَيْدٍ، وجملةُ: روى: نعتٌ لـ: غيرَ عبيد، تقدَّم على منعوته؛ فيعرب حالاً؛ كقوله تعالى: [الإخلاص: 4] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} ، وكقول ذي الرُّمَّة أو كُثَيِّر عَزَّة [من مجزوء الوافر] :
لِمَيَّةَ موحِشًا طَلَلُ
يَلُوحُ كأنَّهُ خِلَلُ
وقد حذف الرابط هنا من جملة الحال: رواه، وحذف الرابط إذا كان ضميرنصب: جائزٌ في جملة الخبر والنعت والحال والصلة؛ كما هو معلوم.
الوجه الثاني: أن يكون بالرفع: غيرُ عُبَيْد، والتقدير: هذا الحديث الذي أنكروه عَلَى عُبَيْد، لا أعلمُ رَوَاهُ غيرُ عُبَيْدٍ، وانظر التعليق على المسألة رقم (68) .
(6/172)
2423 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ (2) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: سَبْعٌ لَمْ يَفُتْنَ رسولَ اللَّهِ فِي سفرٍ وَلا حضرٍ: القارورةُ، والمِرآةُ، والمُكْحُلَةُ، والمِقْراضَينِ (3) ، والمِدْراة (4) ، والمُِشطُ، والسِّواكُ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ موضوعٌ، ويعقوبُ ابنُ الوليد كان يَكذِبُ.
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/146) قول أبي حاتم هنا لكن بلفظ: «هو حديث موضوع، وفي إسناده رجل كذاب» .
(2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/147) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1147) . ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (829) من طريق عبد الكريم الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/62) من طريق حُسَين بن علوان؛ كلاهما عن هشام، به. ولم يذكر عبد الكريم: «المدراة» .
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1145) .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/116) ، وابن عدي في "الكامل" (1/356) من طريق أيوب بن واقد، والخرائطي في "مكارم والأخلاق" (828) ، والطبراني في "الأوسط" (5242) ، وابن عدي في "الكامل" (1/316) ، والبيهقي في "الشعب" (6072) ، والخطيب في "الجامع" (908) من طريق أبي أمية = = ابن يعلى، كلهم عن هشام به. بلفظ: «خمس لم يَكُن رسول الله (ص) يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والمكحلة، والمشط، والمِدْرى، والسِّواك» . ومن طريق ابن عدي (1/356) رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1146) . قال العقيلي في ترجمة أيوب بن واقد: «لا يتابع عليه، ولا يحفظ هذا المتن بإسناد جيد» .
وقال ابن عدي: «هذا الحديث لم يحدِّث به عن هشام ابن عروة إلا ضعيف» .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «المِقْرَاضَان» ، لكن أميلت الألف فكتبت ياءً، وسبب إمالتها كسرة النون بعدها، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وتقدم تفسير «المقراضين» في المسألة رقم (1592) .
(4) المِدْراة والمِدْرَى: شيءٌ يُعمَلُ من حَديدٍ أو خَشَب، على شكل سنٍّ من أسنان المُشط وأطول منه، يُسرَّح به الشعرُ المتلبِّد، ويستعملُه من لا مُشطَ له. "النهاية" (2/115) ، وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (14/136-137) .
(6/173)
2424 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرُو (1) بْنُ عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ الذُّهْليُّ، عن إسماعيل بن عُلَيَّة (2) ، ويعقوبَ بْنِ الْوَلِيدِ (3) ؛
قَالا: حدَّثنا محمَّد بْنُ المُنْكَدِر، قَالَ: قَالَ أَبُو قَتادةَ: كَانَتْ لِي جُمَّةٌ
_________
(1) في (ك) : «عمر» .
(2) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/157) من طريق الإمام أحمد، عنه، به.
(3) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/157) من طريق سويد بن سعيد، عنه، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث أبي قتادة ومحمد، [لم] نكتبه عاليًا من حديث ابن عليَّة إلا من حديث أحمد» . ورواه يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ محمد بن المنكدر، واختلف عنه؛ فأخرجه مالك في "الموطأ" (2/949) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، أن أبا قتاد قال لرسول الله (ص) : إن لي جمَّةً ...
قال ابن عبد البر في "التمهيد " (24/9) : «لا أعلم بين رواة الموطأ اختلافًا في إسناد هذا الحديث، وهو عند جميعهم هكذا مرسل منقطع» .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9313) ، وابن عبد البر في "التمهيد " (24/9-10) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ يحيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن أبي قتادة قال: كانت لي جمَّة ... . قال النسائي: «وهذا أشبه بالصواب» .
ورواه البيهقي في "الشعب" (6039) من طريق حماد ابن زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد بن المنكدر، أن أبا قتادة اتخذ شعرًا ... الحديث.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/299) ، والطبراني في "الأوسط" (671) من طريق إسماعيل بن عيَّاش، والدارقطني في "الأفراد" (281/ب/أطراف الغرائب) من طريق يحيى بن سعيد الأموي؛ كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به.
قال ابن عدي: «وهذا الحديث موصولاً هكذا لم يروه عن يحيى غير ابن عيَّاش، وجماعةٌ غيره رووه عن يحيى، عن ابن المنكدر قال: كان لأبي قتادة وفرة، ولم يُذْكَر في الإسناد جابر» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ يحيى إلا إسماعيل» . وقال الدارقطني: «تفرد به يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، عنه» .
ورواه البيهقي في "الشعب" (6041) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، به. قال البيهقي: «هكذا روي بهذا الإسناد موصولاً، وما قبله بإرساله أصح، ووصله ضعيف» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1036) : «حدث به عمر ابن علي المقدمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن أبي قتادة. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يحيى، عن ابن المنكدر مرسلاً. وكذلك قال ابن جريح وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: أن أبا قتادة، وهو الصواب» .
(6/174)
جَعْدَةٌ حسنةٌ (1) ، فَكُنْتُ أَدْهُنُها كلَّ يوم، فقلتُ لرسول الله (ص) : إنَّ لِي جُمَّةً فأرَجِّلُها (2) ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَكْرِمْهَا، قَالَ: فربَّما ادَّهَنتُ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ؛ لِقَوْلِ (3) رَسُولِ الله (ص) : وأَكْرِمْهَا (4) ؟
قَالَ أَبِي: قد زاد فِي الْحَدِيث ما ليس منه، وهو مِنْ يعقوبَ بْن الْوَلِيد.
2425 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحارثُ بنُ النُّعمان، عَنْ شُعبةَ، عن مَسْلَمةَ (5) ابن نافع، عن أخيه ذُوَيدِ (6) بْنِ نافعٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنِ ادَّهَنَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ، ادَّهَنَ مَعَهُ سَبْعُونَ شَيْطَانًا؟
_________
(1) في (ك) : «حسية» . والجُمَّة من شعر الرأس: ما سَقَط على المَنْكِبَين. وجَعْدَة، أي: شَعرُها فيه التواءٌ وتقبُّضٌ. "النهاية" (1/300) ، و"المصباح المنير" (1/102) .
(2) أي: أفأرجِّلها، على تقدير همزة الاستفهام، وترجيل الشَّعر: هو تسريحُه وتنظيفُه وتحسينه. "النهاية" (2/203) .
(3) في (ش) يشبه: «بقول» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فأكرمها» .
(5) في (ك) : «سلمة» .
(6) في (ش) و (ك) : «دويد» بالدال المهملة. وقد ذكر في ترجمته أنه يقال بالمهملة والمعجمة.
(6/175)
قَالَ أَبِي (1) : الحارثُ بْنُ النُّعمان هَذَا كَانَ يفتعلُ الحديثَ. وَهَذَا (2) حديثٌ كَذِبٌ؛ إِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ بَقِيَّةُ (3) ، عَنْ مَسْلَمة (4) بْنِ نَافِعٍ.
2426 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد السلام بْنُ حَرْبٍ (5) ، عَنْ يونسَ بْنِ عُبَيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَير، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَدِمَتْ إِلَى النبيِّ (ص) امرأةٌ جليلةٌ، كَأَنَّهَا مِنْ نساءِ مُضَرَ، فَقَالَتْ: أيْ رسولَ اللَّهِ، إِنَّا كَلٌّ عَلى آبائنا وأبنائنا وأزواجِنا، فَمَا يَحلُّ لَنَا مِنْ أموالِهم؟ قال: الرُّطَبُ تَأْكُلِينَهُ وَتُهْدِينَهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مضطربٌ (6) .
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ف) : «وهو» .
(3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (174) . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (651) .
(4) في (ك) : «سلمة» .
(5) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/10) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22078) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (147/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (1686) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (519) ، والحاكم في "المستدرك" (4/134) ، والبيهقي في "السنن" (4/192-193) .
ورواه البزار في "مسنده" (1241) ، والحاكم في "المستدرك" (4/134) ، والبيهقي في "السنن" (4/193) من طريق سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، به. ووقع في رواية الحاكم: «سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ» .
قَالَ البزار: «لا نعلمه رواه عن النبيِّ (ص) إلا سعدٌ بهذا الإسناد» .
(6) واضطراب الحديث من وجهين: أحدهما: أنه اختُلف في سعد هذا هل هو: ابن أبي وقاص أو غيره. والثاني: كونُ الحديث روي مرسلاً ومسندًا.
قال الدارقطني في "العلل" (645) : «يرويه يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بن جبير، واختلف عنه؛ فرواه الثوري، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زياد، عن سعد. وأرسل هاشم، عن يونس، عن زياد: أن النبيَّ (ص) بعث سعدًا على الصدقة ... الحديث. ويقال: إن سعدًا هذا رجل من الأنصار، وليس بسعد بن أبي وقاص، وهو أصح إن شاء الله تعالى» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/282) : «قال ابن المديني في "العلل": سعد هذا ليس هو: ابن أبي وقاص، والحديث مرسل؛ هكذا حكى عبد الحق في الأحكام» . اهـ.
وقال في "الإصابة" (4/180) : «أخرجه البزار وعبد ابن حميد ويحيى بن عبد الحميد الحماني في مسند سعد ابن أبي وقاص، وأفرده البغوي وابن منده وهو الراجح؛ فإن الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في "العلل" ورجح أنه عن سعدٍ رجلٍ من الأنصار، وأن من قال فيه: سعد بن أبي وقاص، فقد وَهَمَ. قلت [أي: ابن حجر] : ويؤيد أنه غيره أن ابن منده أخرج من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جبير: أن رسول الله (ص) بعث رجلاً يقال له: سعد، على السعاية. فلو كان هو ابن أبي وقاص ما عبَّر عنه الراوي بهذا» .
(6/176)
2427 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو مَعْمَر الهُذَليُّ (1) ؛ قال: ثنا أَبُو سُلَيمانَ (2) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي إبراهيمُ بن جَرير بن عبد الله؛ قال: أخبرني أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ رَأَى حَيَّةً فَلَمْ يَقْتُلْهَا، فَلَيْسَ مِنَّا؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سُلَيمانَ داودُ بن عبد الجبار مُنكَرُ الحديث، وإبراهيمُ ابن جَريرٍ لَمْ يَسمَعْ مِنْ أَبِيهِ.
_________
(1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/278) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/33) ، وابن عدي في "الكامل" (1/259) ، والطبراني في"الكبير" (2/311 رقم2294) ، و"الأوسط" (812) من طريق سعيد ابن سليمان، عن أبي سليمان داود بن عبد الجبار، به.
قال العقيلي في ترجمة داود بعد ذكر حديثًا آخر له: «لا يتابع عليهما» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم بن جرير إلا داود بن عبد الجبَّار» .
(2) هو: داود بن عبد الجبار، كما سيأتي.
(6/177)
2428 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن عاصم ٍ الكِلابيُّ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيدٍ (2) ، عَنْ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ جُنْدُب (4) ، عَنْ حُذَيفَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نفسَه (5) ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ (6) مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ؟
قَالَ أَبِي: قد زاد في الإسناد جُنْدُبً (7) ، وليس بمحفوظ ٍ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (8) ، عَنْ حمَّادٍ، وليس فيه جُنْدُبٌ (9) .
2429 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينانيُّ (10) ، عَنِ الْحُسَيْنِ (11) بْنِ واقدٍ، عن أوفَى بن دَلْهَم ٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنه صَعِدَ رسولُ الله (ص) المِنبَر، فنادى بصوتٍ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1907) .
(2) هو: ابن جُدْعان.
(3) هو: ابن أبي الحسن البصري.
(4) هو: ابن عبد الله البجلي.
(5) قوله: «قيل: وكيف يذل نفسه» سقط من (ك) .
(6) انظر تعليقًا لغويًّا على هذه العبارة في المسألة رقم (1907) .
(7) كذا في جميع النسخ! وهو عَلَمٌ مصروف منصوبٌ؛ لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي.
(9) وقال في المسألة (1907) : «هذا حديث منكر» .
(10) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2032) ، وابن حبان في "صحيحه" (5763) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (93) ، وأبو بكر الإسماعيلي - كما في "تفسير ابن كثير" (7/361) - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (4/208) ، و"شرح السنة" (3526) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب؛ لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد» .
(11) في (ش) : «الحسن» .
(6/178)
رفيعٍ: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِي (1) الإِيمَانُ (2) إِلَى قَلْبِهِ! لاَ تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، ولاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَةَ المُسْلِمِ اتَّبَعَ اللهُ (3) عَوْرَتَهُ، ومَنِ اتَّبَعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ ولَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: لا يُعرف أوفى عَنْ نَافِعٍ، ولا أدري مَا هُوَ (5) ؟
2430 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى الْجَارِي (6) ، عَنْ محمَّد بن رَدَّادٍ (7) ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) في (ك) : «يفض» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ أيضًا في العربية على لغة من يثبت حرف العلة مع الجازم، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1025) ..
(2) في (ت) و (ك) : «الإسلام» .
(3) لفظ الجلالة ليس في (ك) .
(4) في (ك) : «رجله» .
(5) وكذا نقل عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (2/349) .
وانظر "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/344) .
(6) هو: يحيى بن محمد الجاري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7400) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/190) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (622) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/387) من طريق بشر بن معاذ، وتمام في "فوائده" (855/الروض البسام) ، وابن بشران في "الأمالي" (1240) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/37) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/102) من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن محمد بن ردَّاد، به.
قال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر لابن ردَّاد: «لم يَرو هذين الحديثين عن عبد الله بن دينار إلا محمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد» . وقال ابن عدي: «وهذا عن عبد الله بن دينار لا أعلم يرويه غير ابن الردَّاد هذا» . وقال: «وعامَّة ما يرويه غير محفوظ» .
(7) في (ت) و (ش) و (ك) : «رواد» براء وواو. وهو: محمد ابن عبد الرحمن بن الرداد؛ براء ودالين مهملتين. = = انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (7/315) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/169) .
(6/179)
قَالَ: سَافِرُوا؛ تَصِحُّوا وتَسْلَمُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (1) .
2431 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (3) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيمانَ؛ قَالَ: نا عَطاءُ بن أبي رباحٍ،
_________
(1) لأنه مما تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد؛ وقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/315 رقم 1705) : «سألت أبي عنه. فقال: ليس بقوي، ذاهب الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه» .
(2) ستاتي هذه المسألة برقم (2545) ، وانظر المسألة رقم (2172) .
(3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/231) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8016) .
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/108) ، وفي "الموضح" (2/10) من طريق عبد الله بن رجاء، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، به.
وذكر ابن عدي (7/231) رواية أخرى ليحيى بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَطَاءٍ؛ أن النبي (ص) ... مرسلاً، لكنه لم يسندها، أو أسندها وسقط من النسخة!
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1754) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق الأوزاعي، وابن عدي (5/161) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) من طريق عثمان بن عبد الرحمن أبي عمرو القرشي، وابن عدي أيضًا (2/15 و6/159) من طريق يزيد بن عبد الله القرشي ومحمد بن عبد الملك، وأبو الشيخ في "الأمثال" (15) ، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص139) من طريق أبي حنيفة، جميعهم عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا الوليد» .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/138) ، وابن عدي في "الكامل" (3/291) من طريق الحسن البصري، وابن عدي أيضًا (3/146) من طريق الأعرج وأبي يونس، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وسيأتي في المسألة رقم (2545) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة.
(6/180)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (1) : زُرْ غِبًّا (2) ، تَزْدَدْ حُبًّا؟
قَالَ أَبِي: مِن الناس مَن يُرْوَى هَذَا الحديثَ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيمانَ، عَنْ رجلٍ حدَّثه عَنْ عَطاء، وَهَذَا الرجلُ الذي حدَّثه هو طلحةُ بْن عَمرو (3) .
_________
(1) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) و (ك) .
(2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2172) .
(3) في (ش) : «عمر» بدل: «عمرو» .
ولم نجد من رواه من طريق يحيى بن أبي سليمان هكذا، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2658) عن طلحة، به. وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/609) من طريق وكيع، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) من طريق معتمر بن سليمان، والبزار في "مسنده" (1922/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/613/تحقيق السلفي) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (629) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (920/زوائده) ، والبيهقي في "الشعب" (8015) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن عدي في "الكامل" (4/108) من طريق جرير بن حازم، والطبراني في "الأوسط" (5641) من طريق منصور بن إسماعيل، والبيهقي في "الشعب" (8008) من طريق النضر بن شميل، والقضاعي في "مسند الشهاب" (631) من طريق عمرو بن محمد العنقزي، جميعهم عن طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
ومن طريق الحارث بن أبي أسامة أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص 34) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/322) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) .
قال البزار: «لا يعلم في " زر غبًّا تزدد حبًّا " حديثٌ صحيح» .
وقال العقيلي: «وتابعه يحيى بن أبي سليمان المكي، وهو دونه. ورواه منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج وطلحة بن عمرو، ولا يصح لمنصور، عن ابن جريج. ورواه محمد بن خليد الكرماني، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ الأوزاعي، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا. ومحمد بن خليد يضع الحديث، وهذا يُروى عن عطاء، عن عبيد بن عمير قوله» .
وقال ابن عدي في ترجمة طلحة: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتها مما فيه نظر» . وقال البيهقي: «وطلحة بن عمرو غير = = قوي. وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها» .
وأخرجه ابن الجوزي من طريق العقيلي، وعن صحابة آخرين غير أبي هريرة، ثم قال: «وهذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت عن رسول الله (ص) » .
ورواه العقيلي (2/614/السلفي) من طريق عطاء قال: انطلقت أنا وعبيد بن عمير إلى عائشة فاستأذنَّا، فأذنتْ لنا، فأقبلتْ على عبيد بن عمير فقالت له: ما يمنعك من زيارتنا؟ قال: قولُ الأول: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» .
قَالَ العقيلي: «وهذا أولى من رواية طلحةَ الحديثَ» .
وقال المعلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص260) : «الصحيح أنها حكمة قديمة؛ قال عبيد بن عمير لعائشة لمَّا لامتْه على انقطاعِه عنها: أقول يا أُمَّهْ ما قال الأولُ: " زر غبًّا تزدد حبًّا"» .
(6/181)
2432 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي بَزَّةَ (1) ، عَنِ الحَكَم بن عبد الله البزَّاز البصريِّ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبةَ، عَنْ قَتادةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ المُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيَسُرَّهُ بِهِ، سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
_________
(1) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة. وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/159) ، وابن عدي في "الكامل" (2/215) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1178) عن ابْنُ أَبِي بَزَّةَ عَنِ الْحَكَمِ، به.
قال ابن عدي: «وهذا منكر بهذا الإسناد» .
وقال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عنه إلا الحكم بن عبد الله، تفرد به ابن أبي بزة» .
وقال ابن حجر في"تهذيب التهذيب" (1/465) : «ويهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد هو أبو مروان، وهو غير أبي النعمان الراوي عن شعبة؛ فالله أعلم» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (1286) .
(2) في (ت) و (ك) : «المصري» .
(6/182)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، والحَكَمُ لا أَعْرِفُهُ.
2433 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيم ٍ (1) ،
عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ خَيْثَمةَ (3) ، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ الأَخْذَ بِاليَدِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
2434 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمر (5) ، عَنِ ابْنِ عُيَينةَ، عَنِ ابْنِ (6) أَبِي خِداشٍ، سَمِعَ ابْنَ عباسٍ، عن النبيِّ (ص) في المماليك: أَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ (7) ، وأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ... ، الحديثَ.
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2730) ، وفي "العلل الكبير" (636) ، وأبو أحمد الحاكم في "فوائده" - كما في "السلسلة الضعيفة" (1288) - وابن عدي في "الكامل" (7/220) ؛ ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8548) .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعده محفوظًا وقال: إنما أراد - عندي - حديث سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عمَّن سمع ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) قال: " لا سَمَرَ إلا لمُصَلٍّ أو مُسافر ". قال محمد: وإنما يروى عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره، قال: "مِنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ الأَخْذُ بِالْيَدِ"» . قال ابن عدي: «وهذا يعرف بيحيى بن سليم، عن الثوري، بهذا الإسناد» . وضعفه ابن حجر في "الدراية" (2/234) .
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (2307) .
(5) هو: محمد بن يحيى العدني.
(6) قوله: «ابن» سقط من (ك) . وهو: إبراهيم بن أبي خداش.
(7) في (أ) و (ف) : «تلبسون هم» .
(6/183)
قَالَ أَبِي: لم أجِد هَذَا الحديثَ عند الحُمَيدي فِي "مسنده"، ولا عند عليِّ بْن المَدِينيِّ، فإن كَانَ محفوظا فهو غريبٌ.
قلتُ: عَلَى ما (1) يُصْنَعُ (2) ؟
قَالَ: لعلَّه أن يكونَ (3) عندهما موقوف (4) .
2435 - وسألتُ (5)
أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الضيفِ أَبُو يَعْقُوبَ المَرْوَزِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ؛ قَالَ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ؛ قال: حدَّثني عبد الملك بن قُدامةَ الجُمَحيُّ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، ويَرْحَمَ صَغِيرَنَا، ويَعُودَ (*) مَرِيضَنَا، ويَشْهَدَ جَنَائِزَنَا، ويُجِيبَ (*) دَعْوَتَنَا؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عَلاَمَ؟» بحذف ألف «ما» الاستفهاميَّة، لكنَّ ما في النسخ جاء على لغةٍ حكاها الأخفش. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1101) .
(2) كذا في جميع النسخ، والمعنى - فيما يظهر -: على أي شيء يُحمَلُ، وما وجهُ الصواب فيه؟ والله أعلم.
(3) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) تقدمت هذه المسألة بإسناد آخر برقم (2176) .
(*) ... كذا في جميع النسخ: «ويعود، ويجيب» ، ويخرَّج على ثلاثة أوجه:
الأول: أنَّ جميعَ الأفعال في هذا الحديث مرفوعةٌ، على لغة لبعض العرب حكاها ابن مالك، أنهم يرفعون الفعل المضارع بعد «لم» حملاً لها على «ما» أو «لا» النافيتين.
والثاني: أنَّ جميعَ الأفعال في هذا الحديث منصوبةٌ، على لغة من ينصب الفعل المضارع بعد «لم» ؛ وهي لغة حكاها اللِّحْياني.
وعلى هذين الوجهين خرَّجنا قوله: «لم يحتاجَ ُ» في تعليقنا على المسألة رقم (376) . والوجه الأخير: أن يكون الفعل «يوقر» مجزومًا بـ «لم» ، والفعل «يرحم» منصوبًا بـ «أن» مضمرة بعد واو المعيَّة، ويكون ما بعد «يرحم» من أفعال منصوبًا بالعطف عليه، والله أعلم.
(6/184)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ، وعبد الملك ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) .
2436 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (3) ، عن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: ثَلاثٌ (4) لاَ يُرَدُّ (5) : اللَّبَنُ (6) ، ولاَ الوِسَادَةُ، ولاَ الدُّهْنُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) قال الذهبي في "الميزان" (2/662) : «منكر جدًّا» .
وقال البخاري والعقيلي وابن عدي: «ولعبد الملك عن عبد الله بن دينار مناكير» . انظر "الضعفاء" للعقيلي (3/30) ، و"الكامل" لابن عدي (5/309) .
(2) نقل قول أبي حاتم هنا، الذهبيُّ في "الميزان" (2/503) .
(3) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2790) ، و"الشمائل" (218) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/27) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/217) ، والطبراني في "الكبير" (12/258 رقم 13279) ، والبيهقي في "الشعب" (5677) . ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3173) ، ومن طريق أبي الشيخ رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/99) .
(4) في (ك) : «قلت» بدل: «ثلاث» .
(5) كذا في (ت) و (ف) بالياء، وهي غير منقوطة في بقية النسخ. والمراد: «ثلاثةُ أشياءَ لا يُرَدُّ منها شيءٌ» ، وذُكِّرَ لفظُ العدد لعدم التصريح بالمعدود، والله أعلم، وجاء في مصادر التخريج بلفظ: «ثلاث لا تُرَدُّ» ، وبلفظ: «ثلاثةٌ لا تُرَدُّ» .
(6) في (ك) : «اللبس» .
(7) وقال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب» ، وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/177) : «حديثٌ معلولٌ رواه الترمذي وذكر علته، ولا أحفظ الآن ما قيل» .
وذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/26-27) عبد الله ابن مسلم بن هرمز، وجرحه، ثم قال: «وهو الذي روى عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنه سمع رسول الله (ص) يقول: "ثلاثة لا تُرَدّ: اللبن، والوسائد، والدهن، أخبرناه الحسن بن سفيان؛ قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمَّال؛ قال: حدثنا بن أبي فديك؛ قال: حدثني عبد الله بن مسلم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، [هكذا] حدثنا الحسن بن سفيان، وقال: عبد الله بن مسلم فقط، وقد قيل: إن راوي هذا الخبر هو عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي، وهو بحديث عبد الله بن مسلم بن هرمز أشبه، وقد روى مسلم بن جندب الهذلي ومسلم بن هرمز جميعًا، عن ابن عمر، واسم ابن كل واحد منهما عبد الله؛ فلذلك اشتبه على القائل بهذا ذاك» .
وقد روي الحديث على وجه آخر، فأخرجه ابن حبان في "الثقات" (4/110) فقال: «ثنا عبد الله بن جابر بطرسوس؛ قال: ثنا محمد بن يزيد المستملي؛ قال: ثنا ابْنُ أَبِي فديك، عَنِ ابْنِ أبي ذئب، عن مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر ... » ، فذكره. لكن محمد بن يزيد المستملي هذا يسرق الحديث كما في "ميزان الاعتدال" (4/66 رقم 8316) .
(6/185)
2437 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي أُويسٍ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن الجُدْعانيِّ، عن عبد العزيز بن عُمر ابن عبد العزيز، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : ثَلاَثَةٌ (1) مِنَ العَجَبِ (2) فِي الرَّجُلِ: أَنْ يَلْقَى مَنْ يُحِبُّ مَعْرِفَتَهُ فَيُفَارِقَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ ونَسَبِهِ، والثَّانِيَةُ: أَنْ يُكْرِمَهُ (3) أَخُوهُ ويَتَأَيَّدَ (4) لَهُ، ثُمَّ يَرُدَّ عَلَيْهِ كَرَامَتَهُ، والثَّالثةُ: فِي شَأْنِ النِّساءِ. قلتُ: مَا هِيَ؟ وَاللَّهِ، ما (5) من الثلاثةِ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ثلاث» .
(2) كذا في جميع النسخ! وانظر التعليق آخر المسألة.
(3) في (ت) و (ك) : «يكرم» .
(4) في (ك) : «يتاد» . وتأيَّد الشيءُ: تقوَّى، ولعل المراد: تكلَّف له أخوه.
(5) قوله: «ما» سقط من (ش) .
(6/186)
خَصلةٌ أحبُّ إليَّ (1) أن أعملَها (2) مِنْ هَذِهِ، فَمَا هِيَ؟! قَالَ: أَنْ يُقَارِبَ الرَّجُلُ جَارِيَتَهُ، فَيُصِيبَ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يُؤَانِسَهَا ويُضَاجِعَهَا ويُقَبِّلَهَا؛ فَيَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتَهَا مِنْهُ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
2438- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فُدَيكٍ (5) ،
عن جَهْم ِ بْنِ عثمانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَفْزَعُ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فِي حَوائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الآمِنُونَ (7) مِنْ عَذَابِ اللهِ (8) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وجَهْمٌ مجهولٌ.
_________
(1) بعدها في (أ) و (ف) : «من» وضُرب عليها.
(2) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «أَعْلَمها» .
(3) قوله: «منه» سقط من (ك) .
(4) عزاه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1401/طبعة الحداد) إلى الديلمي من حديث أنس، بلفظ: «ثلاث خصال من العجز ... » .
(5) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (80) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/23) ، وابن الشجري في "أماليه" من طريق الخطيب (2/175) .
والحديث رواه أبيٌّ النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (42) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به، مرفوعًا.
(6) هو: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب. وأبوه: أبو جعفر الباقر.
(7) في (ف) فقط: «هم الآمنون» .
(8) لفظ الجلالة ليس في (ك) .
(6/187)
2439 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عاصم بن عبد العزيز (1) ، عَنِ الحارث بْن أَبِي ذُبابٍ (2) ، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سمع رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مُحَرِّمُ الحَلاَلِ كَمُحِلِّ الحَرَامِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2440 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي فُدَيكٍ (4) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في"الأوسط" (7982) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (981) . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/34) تعليقًا، وابن حبان في "المجروحين" (1/103) ، وأبو بكر النيسابوري في "الفوائد"، والسرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث"، وأبو بكر اليَزْدي في "مجلس له"- كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (5434) - والخطيب في "المتفق والمفترق" (1727) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (980) من طريق إبراهيم ابن إسماعيل بن مُجَمِّع، عن يحيى بن عبَّاد بن حارثة، أن أباه أخبره أنه كان يصحب ابن عمر في الحج والعمرة، فقال: قال لي ابن عمر: سمعت النبي (ص) ... فذكره.
ومن طريق البخاري رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1726) .
قال ابن حبان: «وهذا من قول ابن عمر محفوظًا (كذا) ، فأما من حديث رسول الله (ص) فلا» .
(2) هو: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «عبد الله» .
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8245) ، و"الكبير" (3/85 رقم 2738) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (117) ، والخطيب في "الموضح" (2/23) ، و"المتفق والمفترق" (794) .
= ... ورواه الطبراني في "الكبير" (3/83 رقم 2731) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1139) من طريق يعقوب بن محمد، عن جهم بن عثمان، به.
قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك» .
ووقع عند الدولابي: «عبيد الله بن حسن» ، وعند الخطيب في "الموضح": «عبد الله ابن حسين» ، وفي "المتفق والمفترق": «عبد الله بن سرجس» .
(6/188)
جَهْم ِ بن عثمان، عن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ مِنْ وَاجِبِ المَغْفِرَةِ إِدْخَالَكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ المُسْلِمِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
2441 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دينارٍ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبيدةَ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَنْ يَحْرُمُ (3) عَلَى النارِ؟ قَالَ: الهَيِّنُ اللَّيِّنُ، السَّهْلُ القَرِيبُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، والحارثُ ضعيفٌ.
2442 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بنُ الْوَلِيدِ (4) ،
عَنْ ابن
_________
(1) هو: عبد الله بن حسن بن حسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب.
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8256) . ورواه ابن مردويه في "ثلاث مجالس من أماليه" (23) من طريق الربيع بن روح، عن الحارث، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حميد إلا محمد بن أبي بكر، ولا عن محمد إلا الحارث بن عبيدة، تفرد به عمرو بن عثمان» .
(3) في (ك) : «يحر» .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/75) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/134 و202) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/369) .
ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (106) .
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/134) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/ب/أطراف الغرائب) من طريق إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، به.
قال ابن عدي: «يشبه أن يكون بين بقية وابن جريج بعض المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيرًا ما يدخل بين نفسه وبين ابن جريج بعض الضعفاء أو بعض المجهولين» .
وقال ابن حبان: «وهو في نسخة كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه، فالتزق كل ذلك به» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج» .
وقال ابن الجوزي: «ولا يصح عن رسول الله (ص) » .
وقال الذهبي في "السير" (8/524) : «باطل» .
(6/189)
جُرَيجٍ، عَنْ عَطاءٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : تَرِّبُوا (2) الكِتَابَ وَسَحُّوهُ (3) مِنْ أَسْفَلِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.
_________
(1) هو: ابن أبي رباح.
(2) أي: اجعلوا عليه التراب؛ يقال: تَرَبْتُ الكتابَ أَتْرِبُه تَرْبًا - من باب ضرب - وأتْرَبْتُهُ إتْرابًا، وتَرَّبتُهُ تتريبًا: جعلْتُ ووضعْتُ عليه الترابَ، والتشديدُ للمبالغة. "الصَّحاح" (1/91) ، و"النهاية (1/185) ، و"المصباح المنير" (1/37) .
وقيل في تتريب الرسائل معنيان:
الأول: التبرُّك؛ وقد ورد في بعض الروايات في لفظ هذا الحديث: «فإن التراب مبارك» .
والثاني: التجفيفُ لما كتب بطرح التراب عليه كي لا ينمحي بما يصيبه قبل الجَفاف. وانظر "صبح الأعشى" (6/260-261) .
(3) في (ك) : «وسخوه» . و «سَحُّوه» : لُفُّوا عليه السِّحَاءةَ؛ وهي قُصَاصَةٌ رقيقةٌ من الورق تُلَفُّ على الكتاب (الرسالة) ، ويُلصَق رأسها؛ يقال: سَحَوْتُ الكتاب وسَحَيتُهُ وسَحَّيْتُهُ؛ فهو مَسْحُوٌّ، ومَسْحِيٌّ، ومُسَحًّى. وأصله من السَّحْو، وهو القَشْر؛ سَحَوْتُ القِرطاس: إذا قَشَرْتَه. "الصّحاح" (6/2373) ، و"معجم المقاييس" (ص487) ، و"أساس البلاغة" (ص365) ، و"صبح الأعشى" (6/334) .
(4) في بعض روايات هذا الحديث: «فإنه أنجح له» ، وفي بعضها: «فإنه أنجح للحاجة» .
(6/190)
2443 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيدُ بنُ عبد العزيز (1) ،
عَنْ نُوحِ بْنِ ذكوانَ، عَنْ أَخِيهِ أيُّوبَ بْنِ ذكوانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَبَادَرُوا السَّلاَمَ (2) ؛ فَمَنْ بَدَرَ أَخَاهُ بِالسَّلاَمِ كُتِبَتْ (3) لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وكُتِبَ للرَّادِّ عَلَيْهِ (4) عَشْرُ حَسَنَاتٍ. قَالَ أنسٌ: إِنْ كانتِ الشجرةُ لَتُفَرِّقُ بَيْنَنَا حَتَّى يَتَوَارَى أحدُنا عَنْ صاحبِه، فنلتقي (5) بالسلام ِ، وَكُنَّا إِذَا فَقَدَْنا بعضَ إِخْوَانِنَا يَوْمًا أَوْ يومَين، غَدَونا أَوْ رُحْنا إِلَى أهلِه نسلِّم؛ إِنْ كَانَ مَرِيضًا عُدْناه، وإنْ كَانَ غَائِبًا ذَكَرناه، وإنْ كَانَ مُحَْوِجًا (6) أَعَنَّاه (7) ، وإنْ كَانَ مَيِّتًا لَمْ نُؤذَنْ به (8) ، أتينا قَبرَهُ، فكبَّرْنا (9) عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ قُلْنَا فِي الخامسةِ: يَغفِرُ اللَّهُ لكَ مِنْ أخ ٍ ومِنْ صاحبٍ؟
_________
(1) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/47) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/129) من طريق = = عبيد بن هاشم الحلبي، عن سويد بن عبد العزيز، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الحسن، عن أنس، به. هكذا ليس فيه: «أيوب بن ذكوان» .
ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/237) .
(2) في (ك) : «الإسلام» .
(3) في (ت) و (ك) : «كتب» .
(4) قوله: «عليه» سقط من (ك) .
(5) في (ت) و (ك) : «فيلتقي» ، وأهملت في بقية النسخ.
(6) في (ش) : «مجوعًا» . وحاجَ الرجلُ يَحُوجُ، وأَحْوَجَ فهو مُحْوِجٌ: إذا احتاج. ويُستعمَلُ الرباعيُّ متعدِّيًا؛ فيقال: أحوَجَهُ اللهُ إلى كذا، فهو مُحْوَجٌ. انظر "المصباح" (1/155) .
(7) في (ك) : «أغناه» .
(8) أي: لم نُعلَم به، يقال: آذَنَهُ الأمرَ وآذَنَهُ به، أي: أعلمَهُ به. "لسان العرب" (13/9) .
(9) في (أ) و (ش) : «وكبرنا» .
(6/191)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ونوحٌ مجهولٌ (1) .
2444 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثَنا عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْليِّ، عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُوَيدٍ (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيمانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سُلَيمانَ بن يَسارٍ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ قَالَ: «أَرْبَعٌ لا يُقْتَلْنَ: النَّمْلَةُ، والنَّحْلَةُ، والْهُدْهُدُ، والصُّرَدُ» .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مضطربٌ.
2445- وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عَنْ بَسَّام ابن خالدٍ (5) ،
عن
_________
(1) وأخوه أيوب منكر الحديث؛ كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/414) .
وقال ابن حبان في ترجمة نوح بن ذكوان: «يروي عن الحسن، وأخيه أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ أيضًا، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث جدًّا، ولست أدري أتفرَّد بها، أو شارك أخاه فيها، وعلى الوجهين جميعًا يجب التنكُّب عن حديثهما؛ لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (2374) و (2416) .
(3) سبق التعليق على الخلاف في رواية أيوب بن سويد في المسألة رقم (2374) .
(4) نقل هذا النص بتمامه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/308) .
(5) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله الذهبي في "الميزان" (1/308) ، وابن حجر في "اللسان" (2/14) .
وقال المعلمي في تعليقه على"الفوائد المجموعة" (ص280) صوابه: «هشام بن خالد» .
وقال الألباني في "الضعيفة" (3/207) تعليقًا على كلام المعلمي: «يمكن أن يكون كذلك لولا أن الذهبي والعسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من "العلل"، إلا أن يقال: إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ، وهو بعيد جدًّا» .
وروايته لم نقف عليها، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/12) ، والدارقطني في "سننه" (4/208) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/391) من طريق الفضل بن سهل، عن يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذئب، به.
ورواه الخلال في "المنتخب من العلل" (71) من طريق الإمام أحمد، والهروي في "ذم الكلام" (673) من طريق الحسن بن علي الحلواني، كلاهما عن يحيى ابن آدم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ولم يذكر: «عن أبيه» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/367 و483 رقم 8801 و10269) من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، نحوه.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/44) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، نحوه.
(6/192)
شُعيب بْنِ إسحاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئبٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) (3) : إِذَا بَلغَكُمْ عَنِّي حَدِيثًا (*) يَحْسُنُ بِي أَنْ أَقُولَهُ (4) ، فَأَنَا قُلْتُهُ، وَإِذَا بَلغَكُمْ عَنِّي حَدِيثًا (*) لاَ يَحْسُنُ بِي أَنْ أَقُولَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَمْ أَقُلْهُ.
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) هو: كيسان أبو سعيد المقبري.
(3) في (ش) زيادة: «قال» .
(*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «إذا بَلَغَكُم عني حديثٌ» ، واللفظُ في مصادر التخريج: «إذا حُدِّثْتُم عني حديثًا» . وما في النسخ يمكن أن يخرَّج على وجهين:
الأول: أنَّ الفِعلَ «بلغكم» مشدد اللام، أي: «بَلَّغَكُمْ» ، ويكون المراد به: الراوي أو المبلِّغ، والمعنى: «إذا بلَّغكم عني المبلِّغ حديثًا ... » .
والثاني: أنَّ الفِعلَ «بَلَغَكُم» مخفَّف اللام، وقوله: «حديثا» فاعلٌ، وجاء منصوبًا كالمفعول به؛ لوضوح المعنى، وأمن اللبس، والعرب قد تنصبُ الفاعل وترفع المفعول لذلك كما في قولهم: «خَرَقَ الثَّوبُ المِسْمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحَجَرَ. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (479) .
(4) في (ت) و (ك) : «أقول» .
(6/193)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ الثقاتُ لا يَرْفَعُونَهُ (1) .
2446- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه موسى ابن أيُّوبَ النَّصيبيُّ (2) ؛ قَالَ: قرأتُ عَلَى الجَرَّاح ابن مُلَيحٍ الحِمصيِّ، عن أرطاةَ
_________
(1) الظاهر أنه يعني: أن الثقات يرسلونه، لا يذكرون فيه أبا هريرة؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/474) : «وقال ابن طهمان: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد المقبري، عن النبيِّ (ص) : " ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدِّقوه "، وقال يحيى: عن أبي هريرة، وهو وَهَمٌ؛ ليس فيه أبو هريرة، هو سعيد بن كيسان» .
قال المعلمي: «وقوله: «لا يرفعونه» أراد بها -والله أعلم- لا يرفعون في إسناده فوق المقبري؛ ليوافق قول البخاري. والله أعلم» . وقال الألباني: «يعني: لا يجاوزون به المقبري، ولا يذكرون في إسناده أبا هريرة» . اهـ.
وكذا فهم ابن رجب كلام أبي حاتم فقال في "جامع العلوم والحكم" (ص 483) : «وهذا الحديث معلول أيضًا، وقد اختلف في إسناده على ابن أبي ذئب، ورواه الحفاظ عنه، عن سعيد مرسلاً، والمرسل أصح عند أئمة الحفاظ، منهم: ابن معين والبخاري وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة» .
وقال ابن خزيمة - كما في"السير" (9/254) -: «في صحة هذا الحديث مقال، لم نَرَ في شرق الأرض ولا غربها أحدًا يعرف هذا من غير رواية يحيى، ولا رأيت محدثًا يُثبت هذا عن أبي هريرة» .
وقال الذهبي في"السير" (9/254) : «حديث منكر» .
(2) روايته أخرجها الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (111) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (683) .
ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (684 و2488) ، وتمام في "فوائده" (743 و744/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (8352) ، من طريق يزيد بن قُبَيس، عن الجراح، به.
وقرن الطبراني وتمام: إبراهيم بن ذي حماية بأرطاة بن المنذر.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (110/ب/أطراف الغرائب) من طريق عبد الرحمن بن عطاف الزهري، عن عطاء، به.
قال الدارقطني: «تفرد به عبد الرحمن بن عطَّاف الزهري، عن عطاء، عن جابر» .
(6/194)
بن المنذرِ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ (1) ، عَنْ عَطاءٍ (2) ، عَنِ جابرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (3) : النِّسَاءُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ: فَصِنْفٌ كَالْوِعَاءِ ... ، الحديثَ (4) ؟
فَقَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
قُلْتُ: ممَّن إنكارُه؟
قَالَ: مِنْ عبد الله بْن دينار؛ هو مُنكَر الْحَدِيث، يحدِّث عنه إسماعيلُ بْن عَيَّاش أحاديثًا (6) مسندة لا نعرفها (7) ، منكرة. ومنقطعٌ (8) عَنْ كعب. لا يَضْبِطُ.
2447 - وسألتُ (9) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بن شَبِيْب - الذي
_________
(1) هو: البهراني، ويقال: الأزدي.
(2) هو: ابن أبي رباح.
(3) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط.
(4) وتتمة الحديث: « ... كالوعاء تحملُ وتضع، وصنفٌ كالعُرِّ؛ وهو الجَرَبُ، وصنفٌ وَدودٌ وَلودٌ مسلمةٌ، تُعين زوجها على إيمانه، وهي خيرٌ له من الكنزِ» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحاديثَ» ؛ لأنَّه ممنوعٌ من الصرف لمجيئه على صيغة منتهى الجموع، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين: إمَّا على لغة من يصرف جميعَ ما لا ينصرف، أو على لغة من يقف على ما لا ينصرف بالألف إذا كان منصوبًا. وانظر تعليقنا على هذين الوجهين في المسألة رقم (787) .
(7) في (ك) : «لا يعرفها» .
(8) أي: وحديثه عن كعب الأحبار منقطع، والله أعلم.
(9) انظر المسألة رقم (2315) ، و (2530) .
(6/195)
كَانَ بِطَرَسوسَ - عَنْ عليِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ البَريد (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صاعدٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً (2) ، فَلاَ يَتَنَاجَى (3) اثْنَان ِ دُونَ ثَالِثٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي صالحٍ ذكوانَ (4) .
2448 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكدِر، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (199/ب/أطراف الغرائب) إلا أنه وقع عنده: «أبو صالح» بدل: «أبو صاعد» .
قال الدارقطني: «تفرد به علي بن هاشم، عن الأعمش، بهذه الألفاظ عنه» .
(2) في (ت) و (ك) : «ثلاثًا» ؛ وكلاهما جائزٌ لحذف المعدود. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) .
(3) في بعض روايات الحديث عن ابن عمر وغيره: «فلا يتناجَ» بجيم فقط. ووقعت الروايتان في "البخاري"؛ قال الحافظ ابن حجر: قوله: «فلا يتناجى» كذا للأكثر بألف مقصورة ثابتة في الخط صورة ياء، وتسقط في اللفظ لالتقاء الساكنين، وهو بلفظ الخبر، ومعناه النهي. وفي بعض النسخ بجيم فقط بلفظ النهي وبمعناه. اهـ. "الفتح" (11/81) . وانظر وجوهًا أخرى على مثل ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (228 و331) ، وانظر المسألة برقم (2315) .
(4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25557) ، وأحمد في "مسنده" (2/18 و43 و141 رقم 4685 و5023 و6264) ، وأبو داود في "سننه" (4852) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5625) ، وابن حبان في "صحيحه" (584) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1783) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/291) من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عمر، به، مرفوعًا.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (2328) ، وستأتي بإسنادين آخرين برقم (2469) و (2569) .
(6/196)
(1) قال: مَنْ أُبْلِيَ خَيْرًا (2) فَلْيُجَازِي (3) عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُجَازِي عَلَيْهِ فَلْيَشْكُرْهُ؛ مَنْ فَعَلَ (4) فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ تَرَكَ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى بَاطِلاً كَانَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ الأوزاعيُّ، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ (5) ، عن جابرٍ، عن النبيِّ (ص) (6) ؛ كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ، وَهُوَ الصَّحيحُ مِنْ رِوَايَةِ الأوزاعيِّ.
وَرَوَاهُ مسكينٌ (7) وصَدَقةُ السَّمِينُ (8) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَمْ يُذْكَرِ الرَّجُلُ (9) ، وَلَيْسَ لمحمَّد ابن المُنكدِر معنًى.
_________
(1) قوله: «عن جابر عن النبيِّ (ص) » سقط من (أ) و (ش) .
(2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2328) .
(3) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء مع الجازم، والجادَّة: «فَلْيُجَازِ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة (228) .
(4) في (ف) : «من فعل ذلك» .
(5) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(6) كذا هنا: «عن جابر عن النبيِّ (ص) » ، وفي المسألة رقم (2328) : «عن جابر، موقوف» .
(7) هو: ابن بكير الحرَّاني.
(8) في (ش) : «السهمي» . وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (6/147) وقال: «كذا رواه صدقة عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ - واسمه: محمد بن مسلم بن تدرس - تفرد به، والحديث مشهور بأيوب بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ» .
(9) كذا في جميع النسخ، فإن خلا الكلام من السهو والتصحيف، فإنَّه يحتمل أوجهًا ثلاثة: الأول: «لم يُذكَرِ الرجلُ» ببناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله. والثاني: «لم يَذكُرِ الرجلَ» بالبناء للفاعل، ويعود الضمير في الفعل إلى الأوزاعي. والثالث: «لم يَذكُرَا الرجلَ» ، ويعود الضمير - وهو ألف المثنى - إلى مسكين وصدقة، لكن حذفت الألف اجتزاءً بالفتحة قبلها على لغة هوازن وعليا قيس. انظر التعليق على المسألة رقم (679) .
(6/197)
2449 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ كَانَ يَرْوِيهِ النُّفَيْليُّ (1) ، عَنْ أَبِي معاويةَ (2) ، عن عاصم ٍ الأحولِ، عن عبد الله بْنِ سَرْجِسَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: فِي الحَجْمِ (3) شِفَاءٌ؟
قَالَ أَبِي: حَلَف ليَ النُّفَيليُّ أَنَّهُ سَمِعَهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْني بِهِ؛ قَالَ: أَجْبُنُ (4) عنه.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يمكنُ أَنْ يَكُونَ دَخَلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيثٍ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (5) ، عَنِ الشَّيبانيِّ (6) ، عن يُسَيْر بن عمرو: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: فِي الحَجْمِ شِفَاءٌ، وَلَيْسَ لِذَاكَ (7) أصلٌ، وذَكَر (8) لي أنَّ يَحْيَى بْن معين كتب إليه ألاَّ يحدِّث به.
2450 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه النُّفَيليُّ (9) ، عن
_________
(1) هو: عبد الله بن محمد، أبو جعفر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/121) ، والضياء في "المختارة" (9/406 رقم 380 و381) .
قال أبو نعيم: «غريب من حديث عاصم، لم نكتبه إلا من حديث أبي معاوية» .
(2) هو: محمد بن خازم الضرير.
(3) الحَجْم: مصدر حجَمَ يَحْجُم، والصِّناعة: الحِجامة. "المصباح المنير" (1/132) .
(4) في (ت) و (ك) : «أخبر» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23678) .
(6) هو: سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق.
(7) في (ش) : «لذلك» ، وفي (ك) : «ذلك» .
(8) كذا ضبطت في (ف) ، والمراد: ذكَرَ لي النفيليُّ.
(9) هو: عبد الله بن محمد، أبو جعفر. وروايته رواها الطبراني في "الأوسط" (1050 و3343) بلفظ: أن النبي (ص) رخَّص في الرقية من كلِّ ذي حمة.
قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا مسكين» .
(6/198)
مسكينٍ (1) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ إسماعيلَ بن عُبَيدالله، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمونةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ رُقْيَةَ (2) ، إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ الأوزاعيِّ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عمَّن سَمِعَ يزيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمونةَ، عن النبيِّ (ص) ، ولم يُسَمِّ أحدًا، فكان (5) النُّفَيليُّ يمتنعُ مِنْ تحديثِ (6) حَدِيثِ مِسْكينٍ هَذَا، ويقولُ: لَمْ أُتابَعْ (7) عَلَيْهِ، والذي يَرْوِيهِ الدِّمشقيُّون، عَنِ الأوزاعي، عمَّن سمع يزيدَ بنَ الأَصَمِّ: أشبهُ؛ لأنَّ الأوزاعيَّ لو كَانَ سمع من إسماعيل بن عُبَيدالله لَمْ يُكَنِّ عَنْهُ.
2451 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ (9) ،
_________
(1) هو: ابن بكير.
(2) في (ت) و (ك) : «لأن فيه»
(3) في (ت) و (ك) : «أو حمية» . والحُمَةُ - بتخفيف الميم -: سَُمُّ كل شيءٍ يلدَغُ أو يلسَعُ. "المصباح المنير" (ح م ي/1/154) .
(4) قوله: «عن الأوزاعي» من (ش) فقط.
(5) في (أ) و (ش) : «وكان» .
(6) في (ك) : «تحدث» .
(7) في (ت) : «وأتابع» ، بدل: «لم أتابع» .
(8) نقل ابن حجر في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/788-789) هذا النص بتمامه مع اختلاف يسير، ونقل بعضه في "الإصابة" (12/93) ، و"تهذيب التهذيب" (4/606) . وفي هامش نسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنَّه خط محمد بن العطار بقوله: «الخيل» .
(9) روايته أخرجها في "المسند" (4/345 رقم 19032) . ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (814) ، و"الكنى" (ص78) ، والطبراني في "الكبير" (22/380-381 رقم 949) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (7045) ، والبيهقي في "السنن" (9/306) ، وفي "الآداب" (469) .
ورواه أبو داود في "سننه" (2553 و4950) مختصرًا، وأبو يعلى في "المسند" (7169 و7170) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (6/3043) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/329) من طريق هارون بن عبد الله، والنسائي في "المجتبى" (3565) من طريق محمد بن رافع، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي؛ ثلاثتهم عن هشام بن سعيد، به.
ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/102) .
(6/199)
وفَضْلٌ الأعرَجُ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي أَحْمَدَ (2) الطَّالْقَاني، عَنْ محمَّد بْنِ مهاجِرٍ، عَنْ عَقيل بْنِ شَبيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحبةٌ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : سَمُّوا أَوْلاَدَكُمْ أَسْمَاءَ الأَنْبِيَاءِ، وأَحْسَنُ الأَسْمَاءِ: عَبْدُاللهِ وعَبْدُالرَّحْمَنِ، وأَصْدَقُهَا: حَارِثٌ وهَمَّامٌ، وأَقْبَحُهَا: حَرْبٌ ومُرَّةُ. وارْتَبِطُوا الخَيْلَ، وامْسَحُوا عَلَى نَوَاصِيهَا، وقَلِّدُوهَا، ولاَ تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ (3) ؟
_________
(1) هو: الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج.
(2) في (ك) : «ابن أبي أحمد» .
(3) في (ت) و (ك) : «الأوثان» . وقال ابن الأثير في «النهاية» (4/99) في قوله: «قلِّدوا الخيلَ، ولا تقلِّدوها الأوتارَ» ، أي: «قلِّدوها طلبَ أعداءِ الدين والدفاعِ عن المسلمين، ولا تقلِّدوها طلبَ أوتارِ الجاهلية وذُحُولَهَا التي كانتْ بينكم، والأوتارُ: جمعُ وَتَرٍ بالكسر، وهو: الدمُ وطلبُ الثأر، يريدُ: اجعلوا ذلك لازمًا لها في أعناقها لزومَ القلائدِ للأعناق، وقيل: أراد بالأوتار: جمعَ وَتَرِ القوسِ، أي: لا تجعلوا في أعناقها الأوتارَ؛ فتختنقَ؛ لأنَّ الخيلَ ربَّما رَعَتِ الأشجارَ فنَشِبَتِ الأوتارُ ببعض شعبها فخنقتها، وقيل: إنما نهاهم عنها؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ تقليد الخيل بالأوتار يدفعُ عنها العَيْنَ والأذى؛ فتكونُ كالعُوذةِ لها؛ فنهاهم، وأعلمهم أنها لا تدفع ضَرَرًا، ولا تصرفُ حَذَرًا» . اهـ
(6/200)
قَالَ أَبِي (1) : سمعتُ هَذَا الحديثَ مِنْ فَضْلٍ الأعرجِ، وَفَاتَنِي مِنْ أحمدَ، وأنكرتُه فِي نَفْسِي، وَكَانَ يقعُ فِي قَلْبِي أَنَّهُ أَبُو وَهْبٍ الكَلاعيُّ صاحبُ مَكْحُولٍ، وكان أصحابنا يَستغربون (2) ، فلا يمكنني أن أقول شيءً (3) ؛ لما رَوَاهُ أَحْمَد. ثم قَدِمتُ حمصَ، فإذا قد حدَّثنا ابْن المصفَّى (4) ، عَنْ أَبِي المُغِيرةِ (5) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْن مهاجرٍ؛ قَالَ: حدَّثني عَقيل بْن سعيدٍ، عَنْ أَبِي وَهْب الكَلاعيِّ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ... .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ (6) : وحدَّثَنا به أبي مَرَّةً أُخرى (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا هِشَام بْن عمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزةَ، عَنْ أَبِي (8) وَهْبٍ، عَنْ سُلَيمانَ بْن مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) .
قال أبي: فعلمتُ أن ذاك (9) باطلٌ، وعَلِمْتُ أنَّ إنكاري كَانَ (10)
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) في "النكت": «وكان أصحابنا يستعملون هذا الحديث» .
(3) كذا في جميع النسخ، وفي "النكت": «ولا يمكنني أن أقول شيئًا» . وما في النسخ يخرَّج على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في"النكت": «ابن الصفي» ؛ وهو خطأ. وهو: محمد ابن مصفًّى بن بُهلول الحمصي.
(5) هو: عبد القدوس بن الحجاج الحمصي.
(6) قوله: «وأخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) .
(7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «أخبرني» بدل «أخرى» .
(8) في (ت) و (ك) : «ابن» .
(9) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(10) قوله: «كان» سقط من (ف) .
(6/201)
صحيحا، وَأَبُو وَهْب الكَلاعيُّ هو صاحبُ مَكْحُول؛ الذي يروي عَنْ مَكْحُول، واسمه: عُبَيدالله بن عُبَيد، وهو دون التابعين؛ يروي عَنِ التابعين، وضَرْبُه مثلُ الأوزاعيِّ ونحوِه، فبقيتُ متعجِّبًا من أحمدَ ابن حنبل؛ كيف خَفِيَ عليه؛ فإني أنكرتُه حين سمعتُ به قبل أن أقفَ عليه!
قلتُ لأَبِي: هو عَقِيلُ بن سعيدٍ (1) ، أو عَقيل بْن شَبيبٍ؟
قَالَ: مجهولٌ لا أَعْرِفُهُ (2) .
2452 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رواه الوليد (3) ،
عن ابن
_________
(1) في (ش) : «سعد» .
(2) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/326) : «عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي الجشمي، وكان من أصحاب مكحول. روى أحمد بن حنبل والفضل الأَعْرَجُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِيدٍ الطَّالَقَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَشْمِيِّ - وَكَانَتْ لَهُ صحبة- وهو وهَمٌ» .
وقال الذهبي في "الميزان" (3/88) : «عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وهب الجشمي بحديث: "تَسَمَّوا بأسماء الأنبياء" لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه» .
(3) هو: ابن مسلم الدمشقي. وروايته أخرجها أبو بكر = = الشافعي في "الغيلانيات" (935) ، وابن حبان في "صحيحه" (559) من طريق عمرو بن عثمان، والطبراني في "الأوسط" (8991) من طريق عبد الله ابن يوسف. وابن عدي في "الكامل" (5/259) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/165) ، وفي "الجامع" (250) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (36) من طريق عيسى بن عبد الله بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (37) من طريق الخطاب بن عثمان، والبيهقي في "الشعب" (10493) من طريق حيوة وابن أبي السري، والرافعي في "التدوين" (4/108-109) من طريق علي بن عبد الحميد؛ جميعهم عن الوليد بن مسلم، به.
قال ابن عدي: «وهذا رواه عن ابن المبارك جماعةٌ فأسندوه، والأصل فيه مرسل» .
وقال الخطيب: «هكذا رواه عيسى عن الوليد متصلاً، وخالفه هشام بن عمار؛ فرواه عن الوليد بن مسلم وقال فيه: عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكر فيه ابن عباس» . ورواه نعيم بن حماد، واختلف عنه؛ فأخرجه البزار في "مسنده" (1957/كشف الأستار) من طريق محمد بن سهل بن عسكر، وأبو نعيم في "الحلية" (8/171-172) من طريق إسماعيل بن عبد الله؛ كلاهما عن نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، به، بمثل رواية الجماعة.
ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (355) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي، والحاكم في "المستدرك" (1/62) - وعنه البيهقي في "الشعب" (10494) - من طريق عبد الكريم بن الهيثم؛ كلاهما عن نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ المبارك، به، ولم يذكر فيه: «الوليد بن مسلم» .
وتصحف «الهيثم» في المطبوع من "المستدرك" إلى: «هشيم» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/77) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (41) - من طريق بقية بن الوليد، والحاكم (1/62) - وعنه البيهقي في "الشعب" (10494) - من طريق وارث بن عبيد الله، كلاهما عن ابن المبارك، به.
قال ابن عدي: «وهذا لا يُروى موصولاً إلا عن ابن المبارك، روى عنه نعيم بن حماد، والوليد بن مسلم، وبقية هذا، والأصل فيه مرسل» .
(6/202)
المُبارك بأرض الرُّوم ِ (1) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكرمةَ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ رسولُ الله (ص) : البَرَكَةُ (2) مَعَ أَكَابِرِكُمْ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا نُعَيم بْنُ حمَّاد، عَنِ ابنِ المُباركِ (3) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء، عن عِكرمةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَسْتَاكُ، فأُمِرَ أَنْ يُكَبِّرَ؛ يَعْنِي: يدفعَ السواكَ إِلَى أَكْبَرِهِمْ.
_________
(1) في "صحيح ابن حبان": «حدَّثنا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حدَّثنا ابن المبارك بدرب الروم» .
(2) من قوله: «عن خالد الحذاء ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10495) من طريق عبدان، عنه، به.
(6/203)
2453 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلم ابن إِبْرَاهِيمَ (1) ،
عَنْ (2) زيادِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ عبَّاد بْنِ كثيرٍ الفِلَسْطِينيِّ، عَنِ امرأةٍ يُقَالُ لَهَا: فُسَيلَةُ (3) ، عَنْ أَبِيهَا (4) ، قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَمِنَ العصبيَّةِ أَنْ يُحبَّ الرجلُ قومَه؟ قَالَ: لاَ! ولَكِنَّ العَصَبيَّةَ: إِذَا أَعَانَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37363) ، وخليفة بن خياط في "الطبقات" (ص123) ، وأحمد في "مسنده" (4/107 و160 رقم 16989 و17472) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (396) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/48) ، والحارث بن أسامة في "مسنده" (872) ، والروياني في "مسنده" (1503) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/141) ، وابن عدي في "الكامل" (3/196) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/45) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3949) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (6952) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/246-247) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/153) . ومن طريق أحمد رواه الطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 955) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/45) .
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (7270) .
قال العقيلي: «وهذا يُروى عن واثلة بن الأسقع وغيره بإسناد أصلح من هذا» .
(2) في (ك) : «ابن» .
(3) كذا ضبطها ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (4/485) ؛ بضم الفاء وفتح السين المهملة، وضبطها ابن حجر في "الإصابة" (11/297) بفتح الفاء وكسر السين.
(4) قال ابن حجر في "الإصابة" (11/297) : «أبو فَسِيلةَ - بكسر المهملة، وزن عَظيمة - هو: واثلة بن الأسقع تقدم، أخرج حديثه البغوي، وابن ماجه من طريق عباد ابن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها: = = فَسِيلَة: سمعتُ أبي يقول: سألت النبيَّ (ص) فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يحبَّ الرجلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: "لا، ولكن من العصبية أن يعينَ الرجلُ قومه على الظلم ".
وأخرجه أبو داود من طريق سلمة بن بُسر، عن بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِيهَا، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما العصبية؟ قال: "أن تعين قومك على الظلم "، فجزم ابن عساكر ومن تبعه بأن فَسِيلَة هي: بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية» . اهـ.
(6/204)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الوليدُ بنُ مسلمٍ (1) ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ يزيدَ، عَنْ خُصَيلةَ بنتِ واثِلةَ بْنِ الأَسْقَع، عَنْ أَبِيهَا، عَنِ النبيِّ (ص) ، هَذَا الحديثَ بعينِه؛ وَهُوَ أشبهُ بِالصَّوَابِ.
2454 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيلٌ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَطاء بْنِ يزيدَ، عَنْ أبيِّ بن كعبٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: أَصْحَابُ الزُّهريِّ يُخَالِفُونَهُ؛ يَقُولُونَ: عَطاءٌ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (1/301) ، والطبراني في "الكبير" (22/97 رقم 235) ، وابن عدي في"الكامل" (4/78) .
ورواه الطبراني في "الكبير" (22/97 رقم 236) من طريق محمود بن خالد الدمشقي؛ قال: حدثتنا خَصِيلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، أنها سمعت أباها ... فذكره. ورواه أبو داود (5119) من طريق سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة ابن الأسقع، عن أبيها، به. قال الذهبي في "الميزان" (2/188) : «سلمة بن بشر، روى حديث خصيلة بنت واثلة فدلَّسه» .
(2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/146 رقم 3960) ، وابن عدي في "الكامل" (4/230) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/94) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث هكذا يَرْوِيهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بن كعب. وقد روي عن غير الليث، عن عقيل، هكذا أيضًا؛ وإنما يرويه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيوب» .
(3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (6077 و6237) ، ومسلم (2560) من طرق عن الزهري، عن عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
(6/205)
وَعَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، أشْبَهُ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تابعَ عُقَيلً (1) عَلَى هَذِهِ الروايةِ.
2455 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ كثيرٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ (2) ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ (3) ، عَنْ عُمر؛ أَنَّهُ انْقَطَعَ شِسْعُه (4) ، فاستَرجَعَ، وَقَالَ: كلُّ مَا ساءَكَ فَهُوَ مصيبةٌ؟
قَالَ: لا أعرفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ الأوزاعيِّ (5) .
2456 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ الوَزَّانُ الرَّقِّيُّ (6) ، عَنْ عُمر بْنِ أيُّوبَ المَوْصِليِّ، عن محمَّد بن عُبَيدالله بن يزيدَ العامريِّ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(3) في (ت) و (ك) : «معيقب» . وهو: ابن أبي فاطمة الدَّوسي.
(4) الشِّسْعُ -بكسر المعجمة-: هو أحدُ سُيور النَّعْل، وهو الذي يَدخُل بين الإصبَعَين، ويدخُلُ طرفُه في الثُّقْب الذي في صَدْر النَّعْل المشدود في الزِّمام؛ والزمام: السَّيرُ الذي يُعقَد فيه الشِّسْع. والشِّسْعُ هو القِبالُ أيضًا. "مشارق الأنوار" (2/258) ، و"النهاية" (2/472) ، و"شرح النووي" (14/74) .
(5) رواه ابن سعد في "الطبقات" (6/121) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26642) ، وهناد في "الزهد" (423) ، والبيهقي في "الشعب" (9245) ، من طريق أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، به.
ورواه ابن أبي شيبة (26643) من طريق مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ المسيب، قال: انقطع قَبال نعل عمر، فذكره بنحوه.
(6) هو: أيوب بن محمد بن زياد الوزان.
(6/206)
عن عبد الرحمن بْنِ عَدِيٍّ الكِنْديِّ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ للَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمرُ بنُ أيُّوبَ، عَنْ محمَّد بْنِ طَلْحَةَ (1) ، عَنِ عبد الله بن شَريكٍ العامريِّ، عن عبد الرحمن بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عن النبيِّ (ص) .
2457 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ محمَّد القَطَّانُ الرَّقِّيُّ (2) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ رجاءٍ الحِصْنيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1144) ، وأحمد في "مسنده" (5/212 رقم 21846) ، وأحمد ابن منيع في "مسنده" - كما في إتحاف الخيرة" (5181) -، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (79) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/60) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 236 رقم648) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (996 و998) ، والبيهقي في "الشعب" (8699) ، والخطيب في "الجامع" (501) ، والضياء في"المختارة" (1490 -1492) .
ومن طريق الطيالسي رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (73) ، والبيهقي في "السنن" (6/182) . قال العقيلي في"الضعفاء" (3/112) بعد أن رواه من حديث أسامة بن زيد: «وروي بإسناد صالح عن أبي هريرة والأشعث بن قيس وغيرهما» .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن حبان في "المجروحين" (1/130) ، والطبراني في "الأوسط" (2358) ، و"الصغير" (214) ، والبيهقي في "الشعب" (9581) ، وتمام في "فوائده" (1647/الروض البسام) من طرق عن إسماعيل بن رجاء، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1/400) ، ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1038) .
قال ابن حبان: «وهذا خبرٌ باطلٌ؛ لا الأعمش حدَّث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله (ص) قاله» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا موسى، تفرد به إسماعيل» .
وقال الخطيب: «هذا حديثٌ غريب من حديث الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن أبي هريرة، تفرَّد به مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الأَعْمَشِ، ولم نكتبه إلا من رواية إسماعيل، عن موسى» .
وقال البيهقي: «تفرَّد به إسماعيل بن رجاء، عن موسى ابن أعين» .
(6/207)
(ص) : مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ، فَكَتَمَهُ النَّاسَ (1) وَأَفْضَى بِهِ إِلَى اللهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنْ حَلاَلٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى، عَنْ شيخٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير.
2458 - وسمعتُ (2) أَبِي قَالَ: روى أحمدُ ابنُ يزيدَ (3) الحَرَّانيُّ [الوَرْتَنِيسيُّ] (4) ، عَنْ فُلَيحٍ (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرةَ: أنَّ
_________
(1) قال في "المصباح المنير" (2/525) : «كتمتُ زيدًا الحديثَ كَتْمًا، من باب قتل، وكِتْمانًا؛ بالكسر؛ يتعدى إلى مفعولين، ويجوز زيادة «مِن» في المفعول الأول؛ فيقال: كتمت من زيد الحديثَ» .
(2) نقل هذا النص ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/51-52) . ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/164) قول أبي حاتم: «هذا حديث باطل» .
(3) في (ت) و (ك) : «زيد» .
(4) في جميع النسخ: «الورنيسي» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/82) ، و"الأنساب" للسمعاني (4/477) ، وضبطها السمعاني بفتح الواو وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخره السين المهملة، وكذا في "معجم البلدان" (5/370) ، وكذا ضبطها ابن حجر في "التقريب" (128) إلا أنه قال: «وكَسْر النون الثقيلة» .
وروايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/319) ، وعنه أبو نعيم في"تاريخ أصبهان" (1/230) .
(5) هو: ابن سليمان أبو يحيى المدني.
(6/208)
النبيَّ (ص) مَرَّ بِبقعةٍ مِنَ الْبِقَاعِ بَيْنَ البَقِيع والمَناصِعِ (1) ، فَقَالَ: نِعْمَ مَوْضِعُ الحَمَّامِ هَذَا، فاتُّخِذَ حَمَّامًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَلَيْسَ له أصلٌ، و [الوَرْتَنِيسيُّ] (2) أدركتُه، وَكَانَ ضعيفَ الْحَدِيثِ.
2459 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عُبَيدالله بن عمرو (3) ، عن عبد الكريم (4) ، عَنْ عِكرمةَ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِيَّاكُمْ وَالْخَلْوَةَ؛ أَن يَخْلُوَ الرَّجلُ وَحدَهُ؟
قال أبي: حدَّثنا عبد الله بن جعفر، عن عُبَيدالله، هكذا.
ورواه إسرائيل (5) ، عن عبد الكريم، عن عِكرمةَ، عن النبيِّ (ص) ،
_________
(1) المَنَاصِع: قيل: هي المواضع التي يُتخلَّى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: مَنْصَعٌ. وقيل: هي اسم لمواضعَ مخصوصةٍ خارجَ المدينة كانوا يتبرَّزون فيها. وظاهر الحديث هنا وقولُه في حديث آخر في البخاري = = ومسلم: «كُنَّ يَخرُجْنَ إلى المناصع وهو صعيدٌ أَفْيَحُ» - أي: واسع - يشهد لكونه مكانًا مخصوصًا.
وانظر "تهذيب اللغة" (2/36-37) ، و"مشارق الأنوار" (1/394) ، و (2/15) ، و"النهاية" (5/64) ، و"شرح النووي" (17/106) ، و"فتح الباري" (1/249) .
(2) في جميع النسخ: «الورنيسي» ، وانظر التعليق في الصفحة السابقة.
(3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/278 و299 رقم 2510 و2719) ، والبزار في "مسنده" (2022/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2588 و2589) ، والحاكم في "المستدرك" (2/102) .
(4) هو: ابن مالك الجزري.
(5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34201/ط. اللحيدان) من طريق شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة قال: نهى رسول الله (ص) أن يسلك الرجل القَفْرَ وحده.
(6/209)
مُرسَلً (1) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: جميعًا ثِقَتين (2) ، إسرائيلُ ثقةٌ؛ وعُبَيدُالله ثقةٌ؛ ذَاكَ زَادَ رَجُلا، وَهَذَا نَقَصَ.
قلتُ (3) : المتصلُ محفوظٌ؟
قَالَ: مَا أَدْرِي.
2460 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (4) ، عن
_________
(1) قوله: «مرسل» سقط من (ت) و (ك) . وقد حذفت ألف تنوين النصب من «مرسل» على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يكون بالألف؛ لأنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال أبي: هما جميعًا ثقتان» ؛ لكنَّ لِمَا في النسخ وجوهًا في العربية ذكرناها في التعليق على «هما جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) .
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1437) ، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (54) ، والطبراني في "الأوسط" (3642) ، وفي "الصغير" (484) ، وابن عدي في "الكامل" (6/317) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/34) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (752) ، والبيهقي في "الشعب" (8781) ، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" (662) .
قال الطبراني: «لم يروه عن ابن جريج إلا مسلمة، تفرد به هشام» .
وقال البيهقي: «إسناده غير قوي» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (10 /113) : «هذا حديث ضعيف جدًّا، تفرد به مسلمة بن عُلي؛ وهو متروك» . وعدَّه ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/77) من منكرات مسلمة. وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (145) .
(6/210)
مَسْلَمةَ (1) بْنِ عُلَيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أنسٍ (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَعُودُ مَرِيضًا إلا بعدَ ثلاثة أيام ٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ موضوعٌ (5) .
قلتُ: ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مَسْلَمةُ (6) ضعيفُ الحديث.
_________
(1) في (ك) : «سلمة» .
(2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(3) هو: حميد بن أبي حميد الطويل.
(4) قوله: «عن أنس» تكرر في (ف) .
(5) نقل قول أبي حاتم، الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (4/110) ، وابن حجر في "فتح الباري" (10/113) ، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/463) ، وجاءت العبارة عند ابن حجر: «وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: هو حديث باطل» . وعند البوصيري: «قال أبو حاتم: هذا باطل منكر» .
(6) في (ش) : «مسلم» .
(6/211)
.. تَمَّ (1) الجُزْءُ الرابعَ عَشَرَ، بِحَمْدِ اللهِ تعالى وعَونِهِ وتَوْفِيقِهِ (2) ، ويَتْلوهُ (3) في الجُزْءِ الخامسَ عَشَرَوسمعتُ (4) أَبِي قَالَ: لا أعلمُ أنِّي (5) عَثَرْتُ على أبي هارون [البكَّاءِ] (6) شَيْءً (7) مِنْ حَدِيثِ، إِلا مَا رَوَاهُ عَنِ اللَّيْث، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عن جابر (8)
والحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصَلَواتُهُ (9) على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ (10) وصَحْبِهِ وسَلَّمَ (11)
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «ثم» . ومن هنا إلى نهاية الجزء، ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وأثبتناه من (أ) ، وفي (ف) نحوه، وبينهما فروق تذكر في موضعها. وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع عشر» .
(2) قوله: «وتوفيقه» ليس في (ف) .
(3) زاد بعده في (ف) : «إن شاء الله» .
(4) قوله: «وسمعت» جاء بدله في (ف) : «في حديث يقول فيه: سمعت» .
(5) قوله: «أني» من (ف) فقط، وليس في (أ) ، وهو موجود فيها في الموضع الآتي في أول المسألة رقم (2461) .
(6) في النسختين (أ) و (ف) : «البكالي» . وانظر التعليق عليه في المسألة المشار إليها في بدايةِ الجزءِ الخَامِسَ عَشَرَ، وهي برقم (2461) .
(7) كذا في جميع النسخ: «شيء» ، وانظر توجيهها من جهة العربية في المسألة المذكورة.
(8) من قوله: «إلا ما رواه ... » إلى هنا، من (أ) فقط.
(9) زاد بعده في (ف) : «وسلامه» .
(10) في (ف) : «محمد سيد المرسلين وعلى آله» .
(11) قوله: «وسلم» في (ف) : «أجمعين» .
(6/212)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...