الجمعة، 7 يناير 2022

12-ج 12-علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْطْعِمَةِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْطْعِمَةِ

1479 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب (4) ، عَنْ أَبِي (5) واقدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: قَدِمَ النبيُّ (ص) المدينةَ والناسُ يَجُبُّونَ (6) أَسْنامَ الإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلَيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَا قُطِعَ مِنَ البَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ (7) مَيْتَةٌ.
_________
(1) نقل ابن الملقِّن في "البدر المنير" (2/184) بعض هذا النص بتصرف. وانظر المسألة الآتية برقم (1526) .
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/218 رقم 21903 و21904) ، والدارمي في "مسنده" (2061) ، وأبو داود في "سننه" (2858) ، والترمذي في "جامعه" (1480) ، و"العلل الكبير" (437) ، وابن الجارود في "المنتقى" (876) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1572) ، وابن عدي في "الكامل" (4/299) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي واقد، به. قال الترمذي في "جامعه" (1480) : «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم» . وقال في "العلل الكبير" (437) : «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقلت له: أترى الحديث محفوظًا؟ قال: نعم. قلت له: عطاء بن يسار، أدرك أبا واقد؟ فقال: ينبغي أن يكون أدركه، عطاء بن يسار قديم» .
وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن زيد بن أسلم غيرُ عبد الرحمن بن عبد الله هذا» .
(4) كذا في جميع النسخ! والحديث معروف من رواية عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي واقد كما مضى في التخريج.
(5) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» .
(6) أي: يقطعون. "النهاية" (1/233) .
(7) في (ت) و (ك) : «فهي» .
(4/353)
وَرَوَى مَعْن القَزَّاز (1) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جَمِيعًا وَهْمَين (2) ! والصَّحيحُ: حديثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
1480 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير الْكُوفِيُّ، عَنِ (5) الأَجْلَح، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة (6) ، عَنْ مِقْسَم،
_________
(1) في (ت) : «البزاز» ، وهو ابن عيسى، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3216) ، والبزار في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (4/317) ، والدارقطني في "سننه" (4/292) ، والحاكم في "المستدرك" (4/124) .
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» .
(2) كذا في جميع النسخ! وتقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (1088) .
(3) كذا في جميع النسخ، وهو مُشكِل كما ترى! إذ كيف يذكر أن الحديث مُرسَل وهو متَّصل؟! فلعله انتقال بصر من النسَّاخ، ولعله يعني: «والصَّحيح: حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسل» . فقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8611) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم مرسلاً، ليس فيه ذكرٌ لابن عمر ولا لغيره. وذكر الدارقطني في "العلل" (1152) الخلافَ على زيد بن أسلم في هذا الحديث، وفي آخره قال: «وقال سليمان ابن بلال: عن زيد، عن عطاء مرسلاً. وقال هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والمرسل أشبه» .
وقوله: «مرسلً» يحتمل هنا وجهين: النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (85) .
(4) انظر المسألة الآتية برقم (1506) .
(5) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(6) في (ك) : «عتبة» . وروايته أخرجها ابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2354) - من طريق إسماعيل بن مسلم، عنه، به.
(4/354)
عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهى عَنْ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاع (1) ؟
قَالَ (2) :
هَذَا (3) حديثٌ خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحَكَم بْنِ عُتَيبة (4) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّه نَهى عَنْ كلِّ ذِي نابٍ من السِّباع.
_________
(1) أي: نهى عن أكله، كما في الحديث الآتي برقم (1506) .
(2) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فالسِّياق يقتضي: أن يقال: «قالا» ، لكن ما في النسخ محتمل لوجهين:
الأوَّل: أن السؤال موجَّه إليهما، والجواب واقع منهما أيضًا، وأصلُ «قال» هنا: «قالا» بألف المثنَّى، لكنها حذفت واكتفي عنها بالفتحة على لغة هوازن وعليا قيس، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) ، أو أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهما.
والثاني: أنَّ ذكر أبي زرعة في السؤال وهم؛ فإن هذه المسألة ستكرَّر بنحو ذلك في المسألة رقم (1506) ، والسؤال فيها موجَّه إلى أبي حاتم وحده، والله أعلم.
(3) قوله: «هذا» سقط من (ف) .
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «عتبة» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/289 رقم 2619) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3477 و3478) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن الحكم به موقوفًا.
ورواه مسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة (7609) من طريق معاذ العَنبري، وأبو عوانة (7607 و7608 و7610) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء ويزيد ابن زريع ويحيى بن سعيد القطان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... فذكره مرفوعًا.
قال شعبة - كما عند أحمد -: رفعه الحكم، وأنا أكره أن أحدِّث برفعه، وحدثني غيلان والحجاج، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يرفعه» .
وانظر المسألة الآتية برقم (1506) .
(4/355)
1481 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الأعمَش، عن زيد ابن وَهْب، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينا إِلَى طَعَامٍ والنبيُّ (ص) مَعَنَا لَمْ نضَعْ أيديَنا حَتَّى يَضَعَ (3) النبيُّ (ص) يَدَهُ. فأُتِينا بِجَفْنَةٍ، فَجَاءَ أعرابيٌّ ... فذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الأعمَش (4) ، عَنْ خَيثمة (5) ، عَنْ أَبِي حُذَيفة الأَرْحَبي (6) ، عَنْ حُذَيفة، وليس هو من حديث زيد بن وَهْب.
فقلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قالا: مِن مَعْمَر (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(2) روايته أخرجها في "الجامع" (19563/مصنف عبد الرزاق) .
ومن طريقه أخرجه البزار في "مسنده" (2814) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1077) ، والبيهقي في "الشعب" (5445) .
(3) قوله: «أيدينا حتى يضع» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/383 و397 رقم 23249 و23373) ، ومسلم في "صحيحه" (2017) ، وأبو داود في "سننه" (3766) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1078 و1079) .
(5) هو: ابن عبد الرحمن.
(6) هو: سلمة بن صُهَيب.
(7) قال الطحاوي في الموضع السابق: «وأهل العلم جميعًا بالحديث يقولون: إن معمرًا غلط في إسناد هذا الحديث، عن الأعمش، وإنَّ الصحيح في إسناده هو: ما حدثنا ... » ، ثم رواه من طريق الأعمش.
(4/356)
1482 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (2) بِأَخَرَةٍ (3) ، عن إسماعيل ابن عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (4) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الضَّبِّ، وقصةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (6) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: وَفِي (7) حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ (8) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج كلامٌ (9) : قَالَ: فأُتِيَ النبيُّ (ص) بإناءٍ، فشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خَالِدُ بْنُ الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1497) و (1517) و (1527) .
(2) رواه بتمامه أبو عبد الله بن مروان القرشي في "الفوائد"- كما في "السلسلة الصحيحة" (2320) - قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص، ثنا هشام ابن عمار، حدثنا ابن عياش، حدثنا ابن جريج - قال: وابن زياد - عن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن شهاب (كذا الأصل، والصواب ابن عباس) فذكره. كذا وقع الإسناد فيه، وما بين القوسين من كلام الشيخ الألباني _ح. وسيأتي بيان من أخرجه مختصرًا.
(3) في (ك) : «فأخذه» .
(4) في (ك) : «عبد الله» .
(5) ذكر المصنف متن هذا الحديث كاملاً في المسألة رقم (1517) .
(6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391 و5400 و5537) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) .
(7) في (ف) : «في» بلا واو.
(8) أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه في "سننه" (3426) .
(9) قوله: «كلام» ليس في (ك) .
(4/357)
خَالِدًا؟ . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (1) : مَا أُحبُّ أَنْ أُوثِرَ بسُؤْرِ (2) النبيِّ (ص) عَلَى نَفْسِي. فَتَنَاوَلَ ابنُ عَبَّاسٍ فشَرِبَهُ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِن حديثِ عُبَيدالله بن عبد الله، وَلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل؛ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (3) ، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَفِي (4) هَذَا (5) الحديثِ بَعْضُ (6) هَذَا الْكَلامِ (7) : فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ (8) اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ (9) بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ يُجْزِئُ (10)
مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إلاَّ اللَّبَنَ؟
_________
(1) في (ك) : «فقال النبي (ص) » بدل: «فقال ابن عباس» .
(2) السُّؤْرُ: بقيَّةُ الشيء وفضلَتُه، والجمع: أسْآرٌ. انظر "اللسان" (سأر/4/339) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2352 و5612 و5619) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) .
(4) في (ف) : «في» بلا واو.
(5) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) .
(6) كذا في جميع النسخ، ولعل الصَّواب: «بعد» بدل: «بعض» .
(7) رواه ابن ماجه في "سننه" (3322) عن هشام بن عمار بالإسناد المتقدم في أول المسألة.
(8) في (ك) : «أطعم» .
(9) في (ك) : «الله» .
(10) كذا في جميع النسخ، وفي "سنن ابن ماجه": «لا أعلمُ ما يُجْزِئ» ، وسيأتي في المسألة رقم (1517) بلفظ: «لا أعلمُ شيئًا يُجْزِئ» .
وبالنظر إلى ما في "سنن ابن ماجه" يخرَّج ما هنا على أنه حذف الموصول «ما» وأبقى صلته، وهو جائز عند الكوفيين والأخفش، وتبعهم ابن مالك؛ ومنه قوله تعالى: [النِّسَاء: 46] {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، أي: مَن يحرِّفون.
وانظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/721-722) ، و"شرح التسهيل" (1/235) ، و"مغني اللبيب" (ص588) ، و"همع الهوامع" (1/343-344) .
وبالنظر إلى ما ورد في المسألة رقم (1517) ، فيتوجَّه ما هنا على حذف المنعوت - وهو «شيئًا» - للعلم به، وقد أجاز النحويون حذف المنعوت أو النعت مع بقاء الآخر إذا علم المحذوف. وانظر "أوضح المسالك" (3/274-287) .
وقوله: «إلا اللبن» يحتمل النصب والرفع، وقد ذكرنا توجيههما في التعليق على نحوه في المسألة (308/أ) .
(4/358)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَأَخَافُ أَنْ يكونَ قَدْ أُدخِل عَلَى هِشَامِ بْنِ عمَّار (2) ؛ لأَنَّهُ لَمَّا كَبِر تغيَّر.
1483 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ تَميم ابن زِياد، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ؟
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2846) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8676) ، والحميدي في "مسنده" (488) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/396-397) ، وأحمد في "مسنده" (1/220 رقم 1904) ، وأبو داود في "سننه" (3730) ، والترمذي في "جامعه" (3455) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن علي بن زيد، فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عَمرو بن حرملة؛ ولا يصحُّ» .
وانظر تخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (247) .
(2) في (ف) : «عمارة» ، وصوبت إلى: «عمار» .
(3) هو: عيسى بن أبي عيسى. وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (8378) .
(4/359)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
1484 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بنُ المُطَّلِب العِجْلي (3) ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنُ ذَكْوان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَقِلُّ طُعْمُهُمْ (4) ، فَتَسْتَنِيرُ (5) بُيُوتُهُم؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وعبد الله بْنُ المُطَّلِب مجهولٌ (6) .
1485 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بن أبي عَتَّاب
_________
(1) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2052) من طريق أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عن جابر، عن النبي (ص) ، به.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) في (ك) : «العجل» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع" (71) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/305) ، والطبراني في "الأوسط" (5165) ، وابن عدي في "الكامل" (2/318) .
ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1414) من طريق العقيلي.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا الحسن بن ذكوان، ولا عن الحسن إلا عبد الله ابن المطلب، تفرَّد به عبد الرحمن» .
(4) قال المناوي في "فيض القدير" (2/438) : «لَيَقِلُّ طُعْمُهُم: بِضَمٍّ فسُكُون، أي: أكلُهم للطَّعام» .
(5) في (ت) : «فيستنير» ، وهو جائز؛ لأنَّ فاعله جمع تكسير، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(6) قال العقيلي في ترجمة عبد الله بن المطلب: «مجهول، وحديثه منكر غير محفوظ» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله (ص) » . وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (166) : «موضوع» .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1519) ، وفيها قول أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» .
(4/360)
الأَعْيَن (1) ، عن الوليد ابن محمد الأَيْلي (2) ، عَنِ المُبارَك بْنِ فَضالة، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي اثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا (4) حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) - والوليدُ مجهولٌ.
1486 - وسمعتُ (6) أَبِي ورأى فِي كتابي عَنِ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بن بِشْر، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ، فقال: مَا أَنَا
_________
(1) هو: محمد بن أبي عتَّاب.
(2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي (ف) و (ك) : «الأبلي» ، وهي مهملة في (أ) . وتقدم في المسألة رقم (1388) ، وسيأتي في المسألة رقم (1519) .
وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/229 رقم 6958) من طريق إبراهيم بن الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأُبُلِّيُّ، عَنِ أبيه، به.
ورواه الروياني في "مسنده" (864) من طريق إسماعيل ابن مسلم، والبزار في "مسنده" (2874/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (7/231 رقم 6963) من طريق أبي بكر الهذلي، كلاهما عن الحسن، عن سمرة، به.
(3) هو: البصري.
(4) قوله: «هذا» سقط من (ت) و (ك) .
(5) هذا احترازٌ حسن من ابن أبي حاتم؛ فإن الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2059) من حديث جابر. وأخرجه البخاري (5392) ، ومسلم (2058) من حديث أبي هريرة بلفظ: «طعامُ الاثنينِ كافي الثَّلاثة، وطعامُ الثَّلاثة كافي الأربعَة» .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (252) .
(4/361)
بِآكِلِهِ (1) ، وَلا مُحَرِّمِهِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا (2) هو: عن (3) عبد الرحمن بن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .
1487 - وسمعتُ أَبِي (4) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزاري (5) ،
عَنْ سَهْل بْنِ عبد الله المَرْوَزي، عن عبد الملك بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ (6) ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ.
_________
(1) في (ت) : «يأكله» .
(2) في (ك) : «وهم فيه إنما» .
(3) قوله: «عن» ليس في (ف) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وذكر المصنف هذا الحديث في "الجرح والتعديل" (4/201 رقم866) وقال: «سمعت أبي يقول: سهل بن عبد الله وعبد الملك مجهولان، والحديث باطل» . اهـ. وانظر (5/370) منه.
(5) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/34-35) ، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/349) تعليقًا عن عبد الملك بن مهران، به.
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/361 رقم 368) ، وابن عدي في "الكامل" (5/307) من طريق بقية، عن عبد الملك بن مهران، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/11-12) .
قال العقيلي بعد أن ذكر أحاديث عدة لعبد الملك بن مهران: «كلُّها ليس لها أصلٌ، ولا يُعرف منها شيء من وَجْه يصحُّ» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن سهيل غير عبد الملك هذا» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (4560) .
(6) في (ك) : «الظبى» .
(4/362)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وسَهْلُ بن عبد الله وعبدُالملك بنُ مِهْران: مجهولان ِ.
1488 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَينة (2) ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنصور، عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أُتِيَ النبيُّ (ص) في غزوة تبوك بجُبْنَةٍ (3) ، فدعا بسِكِّينٍ، فسمَّى وقطَعَ.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» .
وقد نقل الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم" (ص535) حكم أبي حاتم على الحديث بالنكارة.
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه (3819) ، وابن حبان في "صحيحه" (5241) ، والطبراني في "الأوسط" (7084) ، و"الصغير" (1026) .
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/6) .
ورواه مسدد في"مسنده"- كما في المطالب العالية" (2413) - من طريق عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور به بلفظ: «إن النبيَّ (ص) أُتي بجُبنَة فقيل: إن هذا طعامٌ تصنعه المجوس، فقال: «اذكُروا اسمَ الله عليه وكُلوا» .
قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن منصور إلا إبراهيم بن عيينة، ولم يروه عن الشعبي إلا عمرو بن منصور» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (166/أ/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابن عباس به.
قال الدارقطني: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابن منصور المشرقي، عنه» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «بجبة» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وضُبطت في (ت) بتشديد النون، وهي لغةٌ صحيحة فيها. قال الفيومي: الجُبْنُ المأكول فيه ثلاث لغات؛ أجودُها: سكون الباء، والثانية ضمُّها للإتباع، والثالثةُ وهي أقلها: التَّثقيل. ومنهم من يجعل التثقيلَ من ضرورة الشعر. "المصباح المنير" (ج ب ن/1/90) . وقال ابن منظور: الجُبْن والجُبُن والجُبُنُّ مثقَّل: الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك بالهاء. "اللسان" (ج ب ن/13/85) .
(4/363)
قَالَ أَبِي: جَابِرٌ الجُعْفِي (1) يَقُولُ: عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكِلاهُمَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَهُوَ مُنكَر.
1489 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه شَريك (3) ، عن
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم ذكر رواية الدارقطني في "الأفراد" من طريق مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عباس.
والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2807) ، وأحمد في "مسنده" (1/234 و302 رقم 2080 و2755) ، والبزار في "مسنده" (2878 و2879/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11/240 رقم 11807) ، وابن عدي في "الكامل" (2/119) من طريق جابر الجعفي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
قال البزار: «لا نعلم أحدًا يروي (كذا) عن ابن عباس إلا عكرمة، ولا عنه إلا جابر» .
ونقل ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 535/الحديث الثلاثون) عن الإمام أحمد أنه سئل عن حديث ابن عباس هذا فقال: «هو حديث منكر» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24417) عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ = = به مرسلاً.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (8795) عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عمرو بن منصور الهمداني، عن الشعبي والضحاك بن مزاحم به مرسلاً.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص535) : «وهو أشبه» .
(2) في (ش) : «وسألت أبي وأبا زرعة» . وستأتي هذه المسألة برقم (1522) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) ، (1537) ، و (1538) ، و (2415) ، و (2521) .
(3) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6751) ، والطبراني في "الأوسط" (5575) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إلا شريك، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ والناس عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) » .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ عبيد الله، واختُلِف عنه: فرواه أحمد في "مسنده" (2/80 رقم 5514) عن محمد بن عبيد بمثل رواية شريك، ورواه أبو عوانة في "صحيحه" (8176) عن أبي الحسن الميموني في آخرين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر به.
(4/364)
عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إنما هو: عُبَيدالله (3) ،
عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ والوَهَمُ مِنْ شَريكٍ (4) .
1490 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه قَيسُ ابن الرَّبيع (5) ، عن
_________
(1) في (ش) : «عبد الله» . وعُبَيدالله هذا هو: ابن عمر العُمَري.
(2) وكذا قال النسائي في "الكبرى" (6751) وذكر أن الصَّواب رواية عبيد الله، عن الزهري الآتية.
(3) في (ف) : «عُبَيْد» بدون ذكر لفظ الجلالة، وهو العمري، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/146 رقم 6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) ، والترمذي في "جامعه" (1799) ، والنسائي في "الكبرى" (6750) .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى مالك وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر، وروى معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ورواية مالك وابن عيينة أصحُّ» .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (4/54/ب) : «ورواه شريك بن عبد الله ومحمد بن بشر، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، وذلك وهمٌ» .
وانظر "العلل" للدارقطني (100) أيضًا.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (805) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/237 و238) .
قال البزار: «ولا نعلم روى شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِيٍّ إلا هذا الحديث» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (383) ، وابن حجر في "الإصابة" (5/74) أن قيس بن الربيع يرويه أيضًا عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) .
(4/365)
أبي إسحاق (1) ، عن شَريك ابن حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ أَكْلُ الثُّومِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ منهم مَن يَقُولُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ (3) ؛ مَوْقُوفٌ (4) .
وَرَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ - لَمْ يَقُل: عَنْ عليٍّ -: لا يَحِلُّ أكلُ الثُّوم، وَهُوَ أشبهُ عِنْدِي؛ لأنَّ الثَّوْريَّ أحفظُهم.
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1808) من طريق مسدَّد، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أبي إسحاق، عن شريك، عن علي بلفظ: «نُهيَ عن أكل الثُّوم إلا مَطبوخًا» .
ورواه الترمذي (1809) من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بمثله بلفظ: «لا يصلحُ أكلُ الثُّوم إلا مطبوخًا» .
قال الترمذي: «هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوي، وقد رُوي هذا عن علي قوله، وروي عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» .
(3) قوله: «قوله» ليس في (أ) و (ش) .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) ذكر روايته الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" = = (4162) ولم يسق المتن. والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8657) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/310) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1474) من طرق عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمير بن قميم - ويقال: تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) به. وعند البغوي تصريح شريك بالسَّماع من النبي (ص) .
وقد سُئل الدارقطني في "العلل" (383) عن هذا الحديث فقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عنه؛ فرواه أَبُو وَكِيعٍ الجرَّاح بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكِ بن حنبل، عن علي قال: نهى عن أكل الثَّوم إلا مَطبوخًا. قاله مسدد، عن أبي وكيع. ووقفه يحيى الحماني، عن أبي وكيع، ولم يقل: نهى. وخالفه قيس بن الربيع، فرواه عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، ويشبه أن يكون قول قيس أولى بالصَّواب؛ لأن يونس بن أبي إسحاق رواه عن أبي هلال - وهو عمير بن تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي ح» .
(4/366)
1491- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْص بْنِ غِياث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي العُمَيْس (2) ،
عَنْ عُبَيد بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَعْقِل، عَنْ غالِب بْنِ أَبْجَر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: يارسولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يُبْقَ مِنْ مالي شيئًا (3) أُطعِمُهُ أهلي، إلا
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) هو: عتبة بن عبد الله المسعودي.
وذكر روايته أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2265 رقم5617) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) ، وفيهما: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن ابن معقل» .
والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3809) من طريق منصور، عن عبيد، به.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) .
(3) كذا في جميع النسخ، ولو جاء على الجادَّة لقال: «لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي شيءٌ» ؛ كما في مصادر التخريج. ولكنَّ النصب في النسخ يتجه ببناء «يُبْقَ» للمجهول، على أن يكون نائبُ فاعله هو الجارَّ والمجرور «من مالي» ، و «شيئًا» على ذلك: مفعول به منصوب، وهذا جارٍ على مذهب الكوفيين ومن وافقهم من النحاة في جواز إنابة الجارِّ والمجرور مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به، وقد منع ذلك جمهور البصريين. انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (252) .
(4/367)
أَحْمِرَةً (1) عِنْدِي؛ فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ؛ فَإِنَّمَا قَذِرْتُ لَكُمْ جَوَالَّ (2)
القَرْيَةِ.
وَرَوَاهُ شَريكٌ (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ عُبيد ابن حَسَنٍ، عَنْ (5) غالِب بْنِ ذُرَيح؛ قال: قيل للنبيِّ (ص) في أكل الحُمُرِ ... .
_________
(1) في (ك) : «حمرة» . وأَحْمِرَةٌ: جمعُ حِمار، ويُجمَع أيضًا على: حَمير، وحُمُر. انظر "المصباح المنير" (ح م ر/1/150) .
(2) قال أبو عبد الرحمن شرف الحق محمد أشرف الصدِّيقي العظيم آبادي في "عون المعبود" (10/282) : «جَوَالّ» بتشديد اللام جمعُ جالَّة، وهي التي تأكل الجَلَّة وهي: العَذِرَة. يقال: جَلَّت الدابةُ الجَلَّةَ، واجتَلَّتها، فهي جالَّةٌ، وجَلاَّلةٌ: إذا التقطتها. اهـ. وقال الفيومي: الجَلَّةُ بالفتح: البَعَرَة، وتُطلقُ على العَذِرَة. وجَلَّ فلانٌ البَعَرَ جَلاًّ من باب قتل: التَقَطَهُ، فهو جَالٌّ، وجَلاَّلٌ: مبالغةٌ، ومنه قيل للبهيمة تأكلُ العَذِرَةَ: جَلاَّلَةٌ وجَالَّةٌ أيضًا، والجمعُ: جَلاَّلاتٌ على لفظ الواحِدَة، وجَوَالُّ، مثل: دابَّة ودوابَّ. "المصباح المنير" (ج ل ل/1/160) . وانظر "النهاية" (1/288) ، و"اللسان" (ج ل ل) .
وفسَّر أبو داود في روايته جَوَالَّ القرية: بالجَلاَّلة. وقد ضُبطت كلمة «جوال» خطأً في طبعة بيت الأفكار الدولية: «جَوَّال» بتشديد الواو. ومثلها في متن السنن المطبوع مع شرحه "عون المعبود"، وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة بتحقيق عبد الله الجبوري (1/276) ، والصوابُ ضبطها بتخفيف الواو، وتشديد اللام، كما بيَّناه آنفًا، وضبط على الصَّواب في "سنن أبي داود" طبعة عزت عبيد الدعَّاس، وعادل السيد، والله تعالى أعلم.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24328) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 669) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1132) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 670) .
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(4/368)
وَرَوَاهُ شُعْبة (1) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حسن، عن عبد الرحمن بن مَعْقِل، عن عبد الرحمن بْنِ بِشْر، عَنْ رِجَالٍ مِنْ مُزَينة من أصحاب النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ مِسْعَر (2) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِل، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَينة، أحدُهُما عَنِ الآخَر: عبدُالله بْنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيٍّ (3) ، والآخَرُ: غالِبُ بنُ أَبْجَر. قَالَ مِسْعَر: أُرَى غالِبً (4) الَّذِي (5) أَتَى النبيَّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ أحفظُ مِنْ أَبِي العُمَيْس، لَمْ يَضبِط (6) أَبُو العُمَيْس.
وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: الصَّحيحُ حَدِيثُ (7) شُعْبة (8) .
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1401) من طريق شعبة، عن عبيد بن الحسن: سمعت عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن بشر، عن ناس من مزينة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1134) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5617) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8728) ، وأبو داود في "سننه" (3810) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1133) ، والطبراني في "الكبير" (18/266 رقم 666) . وفيها جميعًا: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن بن معقل» .
(3) في "سنن أبي داود": «عويم» .
(4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة أن يقال: «أُرَى غالبًا» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «الذي» مكرر في (ت) .
(6) في (ش) : «يضبطه» .
(7) قوله: «حديث» سقط من (ف) .
(8) في هذا الحديث اختلافٌ كثير جدًّا، منه ما ذكره ابن أبي حاتم هنا، ومنه ما تجده في "تحفة الأشراف" (8/253-254) ، و"نصب الراية" (4/197-198) ، ولذلك حكم عليه البيهقي في "المعرفة" (14/104) بالاضطراب، وذكر في "السنن" (9/332) بعض الاختلاف فيه، ثم قال: «ومثلُ هذا لا يُعارَض به الأحاديث الصَّحيحة التي قد مضت مصرِّحة بتحريم لحوم الحمر الأهلية» . اهـ.
(4/369)
1492 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (3) ؛
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2075) ، وانظر المسألة رقم (2091) .
(2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (5640) من طريق مهدي بن ميمون، عن الجريري، به.
(3) اسمه: علي.
(4/370)
قَالَ: قَالَ عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ تَدْرون مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أنْ [تقولوا] (1) : باسم اللَّهِ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رزقتَنا. قال: [وهل تَدْرون ما شُكْرُهُ؟ قَالُوا] (2) : وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: أَنْ [تَقُولُوا] (3) : الحمدُ للَّه ... (4) ؟
فَقَالا: الصَّحيحُ: الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي الوَرْد (6) ، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (7) .
1493 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بْنُ جَميل وابنُ الطَّبَّاع (9) ، عَنْ أَبِي عَوَانة (10) ، عَنْ رَقَبَة (11) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ [الأَقْمَر] (12) ، عَنْ عَوْن بْن أَبِي جُحَيفَة، عَنْ أَبِيهِ (13) ؛ قال: نهى النبيُّ (ص) أَنْ يُؤكَلَ مُتَّكِئًا (14) ؟
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا رَوَاهُ الثَّوْري (15) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر؛ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جُحَيفة.
_________
(1) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ.
(2) ما بين المعقوفين زيادة لابد منها لاستقامة السياق. وانظر مصادر التخريج.
(3) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ.
(4) في مصادر التخريج: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا» .
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24499 و29555) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود في "سننه" (2988) من طريق عبد الأعلى، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/153 رقم 1313) ، وفي "زوائده على فضائل الصحابة" (1207) ، والطبراني في "الدعاء" (235) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أعبدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، به.
(6) هو: ابن ثُمامة بن حزن القُشَيري، معروف بكُنيته.
(7) يعني: بهذا الأثر عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. كما سيأتي في المسألة رقم (2075) وهو بين في مصادر التخريج.
(8) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(9) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع، وروايته هذه أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/103 رقم 254) ، و"الأوسط" (3684) . قال الطبراني: «لم يُدخِل في هذا الحديث بين عليِّ بن الأقمر وبين أبي جُحَيفة: عونَ ابن أبي جحيفة إلا محمدُ بن عيسى الطباع. ورواه جماعةٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (265/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به أبو عوانة، عن رقبة» .
(10) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري.
(11) هو: ابن مَصْقَلَة.
(12) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «الأرقم» ، وما أثبتناه من مصادر التخريج، وسيأتي على الصَّواب.
(13) هو: وَهْب بن عبد الله السوائي.
(14) كذا وقع هنا، والذي في"الكبير" و"الأوسط": «عن النبيِّ (ص) قال: لا آكل مُتَّكِئًا» .
(15) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/308 و309 رقم 18754 و18764 و18766) ، والدارمي في "مسنده" (2115) ، وأبو داود في "سننه" (3769) ، والترمذي في "الشمائل" (133) ، و"العلل الكبير" (567) ، وأبو يعلى في "مسنده" (888 و889) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) ، و"شرح المشكل" (2086-2089) ، وابن حبان في "صحيحه" (5240) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (971-973) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (611 و612) .
قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث ابن الأقمر لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرُ علي بن الأقمر» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5398) من طريق مسعر، و (5399) من طريق منصور، كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة قال: قال رسول الله (ص) : «لا آكُلُ مُتَّكئًا» .
(*) ... في (ت) و (ك) : «الأرقم» .
(4/371)
وبعضُ أَصْحَابِ أَبِي عَوَانة رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانة، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَوْن، لا يَقُولُونَ: عَلِيُّ ابن الأَقْمَر (*) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر (*) ؛ سمعتُ أَبَا جُحَيْفة.
1494 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ (3) العَنْبَري (4) ،
عَنْ شُعْبة، عَنْ أبي جعفر (5) الفَرَّاء (6) ، عن عبد الله
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) من طريق حجاج بن منهال، وفي "شرح المشكل" (2090) من طريق حجاج وسعيد بن منصور وسهل بن بكار، والطبراني في "الكبير" (22/131 رقم346) من طريق مسدد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (607) من طريق عاصم بن علي، جميعهم عن أبي عوانة، به.
(2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» .
(3) في (أ) و (ش) : «يحيى بن أبي كثير» .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1790) ، والنسائي في "الكبرى" (10132) ، والطبراني في "الكبير" (10/231 رقم 10563) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (489) .
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غيرُ يحيى بن كثير عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر، عن عبد الله بن شدَّاد، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، ووصله يحيى بن كثير» .
(5) في (ف) : «عن ابن جعفر» ، وفي (ت) و (ك) : «عن جعفر» .
(6) مشهور بكنيته، أما اسمه فمُختَلَف فيه؛ فقيل: سلمان، وقيل: كيسان، وقيل غير ذلك.
(4/372)
بن شَدَّاد، عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَلْيُجِبْ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن عبد الله بن شَدَّاد (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
قلتُ لَهُمَا: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ (4) يَحْيَى بْنِ كَثِير (5) .
1495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فائدٌ أَبُو العَوَّام (6) ،
عن
_________
(1) هو: ابن مسعود ح.
(2) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (871) من طريق علي بن الجعد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر الفراء، عن عبد الله بن شدَّاد، به.
(3) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) في (ف) يشبه أن تكون: «بن» بدل: «من» .
(5) كذا بدون ذكر جواب لأبي حاتم، فلعله وافق أبا زرعة في جوابه، فاكتفى المصنِّف بجواب أبي زرعة. والله أعلم.
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3814) ، وابن ماجه في "سننه" (3219) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/258) ، والطبراني في "الكبير" (6/256 رقم 6149) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1295) .
قال أبو داود: «رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ أبي العوَّام، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» .
ورواه أبو داود (3813) ، والبزار في "مسنده" (2509) ، والطبراني في "الكبير" (6/251 رقم 6129) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1294) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، من طريق محمد بن الزبرقان، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي، عن سلمان به.
قال أبو داود: «رواه المعتمر، عن أبيه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو همام محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، عنه» .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/257) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره مرسلاً.
(4/373)
أَبِي عُثْمَانَ (1) ، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي الجَراد (2) - قَالَ: أَكْثَرُ جُنُودِ اللهِ، لاَ أُحِلُّهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، الصَّحيحُ: مرسلٌ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان (3) .
1496 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب الزَّاهِدُ (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بن الحَجَّاج الواسطي، عن عبد الملك بن عُمَير:
_________
(1) هو: النَّهْدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ.
(2) في (ك) : «في الجواد» .
(3) وكذا رجَّح ابن معين في "تاريخه" (4/268/رواية الدوري) ، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/622) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1533) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته على هذا الوجه ذكرها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) ؛ فقد روى الحديث من طريق داود ابن مهران، عن محمد بن حجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى وربعي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قال رسول الله (ص) فذكره.
قال الخطيب: «وهكذا رواه الحسن بن علي المتوكل، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ محمد بن الحجَّاج، إلا أنه قال: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن النبي (ص) ، وعن رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » .
والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (4/45) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/295) ، والطبراني في "الأوسط" (6596) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) من طريق يحيى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) به.
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1371) .
ورواه تمَّام في "فوائده" (987/الروض البسَّام) من طريق محمد بْنِ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج بمثله.
قال العقيلي: «هذا حديث باطل، لا يُتابع عليه إلا من هو مثله أو دونه» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن عمير؛ إلا محمد بن الحجاج» . وقال ابن عدي في "الكامل" (6/144) : «وهذا الحديث موضوعٌ؛ مما وضعه محمد بن الحجاج» .
وقال الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/242) : «موضوع» .
وقال تمَّام في "فوائده" (988/الروض البسَّام) : «لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج، وقد اختُلِف عليه فيه، ورواه الثقة عنه فقال: عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو أشبه» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج، وكلُّ الطرق تدور عليه؛ إلا أن طريق ابن عباس فيها نَهْشَل» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (690) .
(4/374)
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ [حِراش] (1) ، عَنْ حُذَيفة - وعبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (2) - أنَّ النبيَّ (ص) قال: إِنَّ جِبْرِيلَ _ج أَطْعَمَنِي الهَرِيسَةَ يَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِقِيَامِ اللَّيْلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومحمدُ بْنُ الحجَّاج هذا (3) ذاهبُ (4) الحديث.
_________
(1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «خراش» بالخاء المعجمة. وانظر "تهذيب الكمال" (9/54) .
(2) قوله: «وعبد الرحمن» معطوف على قوله قبلُ: «عن ربعي بن حراش» ، أي: أن عبد الملك بن عمير يرويه عَنْ رَبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) ، = = ويرويه أيضًا عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وراجع التخريج السابق.
(3) قوله: «هذا» ليس في (ك) .
(4) في (ف) : «ذهب» .
(4/375)
1497 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ (2) أَبِي الوَضَّاح (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) فِي بيتِ مَيْمونة، فقُرِّبَ (4) إِلَيْهِ ضَبٌّ (5) ، فَلَمْ يأكلْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، رَوَاهُ مالكٌ (6) ومَعْمَرٌ (7) ، وجماعةٌ (8) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن (9) سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) ، وستأتي برقم (1517) و (1527) .
(2) قوله: «بن» سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «بن حجاج» ، وكأنه ضرب على «حجاج» .
(3) روايته أخرجها ابن مردويه في "جزء أبي الشيخ" (99) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (3/746) ، والدارقطني في "الأفراد" (152/ب/أطراف الغرائب) ، وتمَّام في "فوائده" (951/الروض البسَّام) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به أبو سعيد المؤدِّب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوضَّاح، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عنه. ولم يروه عنه غير منصور بن أبي مزاحم» .
(4) في (ش) : «فقربت» .
(5) قوله: «ضب» ، سقط من (ك) .
(6) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/968) ، ومن طريقه البخاري في "صحيحه" (5537) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5400) .
(8) منهم يونس بن يزيد، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) . وصالح بن كيسان وروايته أخرجها مسلم (1946) .
(9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(4/376)
وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَانَ حدَّثنا (2) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي المُزاحِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوَضَّاح؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن سَهل بْن حُنَيف.
1498 - وسألتُهُ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (4) ، عَنِ عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهليَّة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ نافعٌ وسالمٌ (6) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: من الدَّرَاوَرْدي.
_________
(1) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو.
(2) كذا في (ش) ، ولم تنقط في (أ) و (ف) و (ك) ، وفي (ت) : «حديثا» .
(3) كذا في (ت) و (ك) ، والضمير فيه راجع إلى «أبي زرعة» في آخر المسألة السابقة. وسيأتي قولُ ابن أبي حاتم: «قال أبو زرعة» ، و «قلتُ لأبي زرعة» . ووقع هنا في بقية النسخ: «وسألت أبي» ولا يستقيم مع كون الجواب من أبي زرعة. وستأتي هذه المسألة برقم (1536) ، موجَّهةً إلى أبي زرعة، ومجيبًا هو عنها.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.
(5) هو: ابن عمر العُمَري.
(6) أخرجه أحمد في "مسنده" (2/102 رقم 5786) ، والبخاري في "صحيحه" (4215 و4217 و4218 و5521 و5522) ، ومسلم في "صحيحه" عقب الحديث (1936) ، وانظر "فتح الباري" لابن حجر (7/482) .
(4/377)
1499 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) سُئِلَ عَنِ السَّمْنِ الجامدِ تقعُ فِيهِ (4) الفأرةُ؟ فَقَالَ: خُذُوهَا ومَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ فِي "الموطَّأ" (5) : مالكٌ (6) ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) .
وَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مِن حديث الزُّهري: عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيْمونة، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1507) .
(2) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 870) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/379) .
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) في (ت) و (ك) : «يقع فيها» .
(5) (2/397 رقم2714/رواية أبي مصعب الزهري) .
(6) في (ك) : «لمالك» .
(7) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(8) من هذا الوجه أخرجه مالك في "الموطأ" (2/971-972/رواية يحيى الليثي) عن الزهري، به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (6/335 رقم 26847) ، والنسائي في "المجتبى" (4259) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي في "مسنده" (2131) من طريق زيد ابن يحيى، والبخاري في "صحيحه" (235) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و (236) من طريق معن ابن عيسى، و (5540) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (5358 و5359) من طريق جويرية وسعيد بن أبي مريم، جميعهم عن مالك، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (279) ، والنسائي في "سننه" (4260) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (6/329 رقم 26796) ، والبخاري في "صحيحه" (5538) ، والترمذي في "جامعه" (1798) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (6/330 رقم 26803) من طريق الأوزاعي، جميعهم عن الزهري، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سُئل ... ، ولم يذكروا فيه عن ميمونة، وحديث ابن عباس، عن ميمونة أصحُّ» .
وقد اختلف رواة "الموطأ" على مالك في هذا الحديث. وقد أطال الدارقطني في "العلل" (5/182/ب-183/أ) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/33) في ذكر الاختلاف على مالك، قال الدارقطني: «والصحيح: عن الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن ميمونة» . وقال ابن عبد البر: «وهذا اضطرابٌ شديد عن مالك في إسناد هذا الحديث، والله أعلم، والصَّواب فيه: ما قاله يحيى ومن تابعه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) : «رواه أصحاب "الموطأ" عنه واختلفوا، فمنهم من ذكره عنه هكذا؛ كيحيى بن يحيى وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ميمونة؛ كالقعنبي وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس؛ كأشهب وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس ولا ميمونة؛ كيحيى بن بكير وأبي مصعب، ولم يذكر أحدٌ منهم لفظة «جامد» إلا عبد الرحمن بن مهدي، وكذا ذكرها أبو داود الطيالسي في "مسنده" عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابن شهاب، ورواه الحميدي والحفَّاظ من أصحاب ابن عيينة بدونها، وجوَّدوا إسناده فذكروا فيه ابن عباس وميمونة، وهو الصَّحيح» . وانظر "مرويات الزهري المعلة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1019) .
(4/378)
1500 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيمان المِصِّيصِي (1) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِياث، عن عُبَيدالله (2) ، عن نافع، عن
_________
(1) روايته أخرجها ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (ص 432) .
ورواه الترمذي في "جامعه" (1880) ، و"العلل الكبير" (578) ، وابن ماجه في "سننه" (3301) ، وابن حبان في "صحيحه" (5322 و5325) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/195) من طريق سلم ابن جنادة، وابن حبان في "صحيحه" (5322) من طريق هشام بن يونس، كلاهما عن حفص به.
(2) في (ك) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري.
(4/379)
ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رسول الله (ص) نأكُلُ ونحنُ نَمْشي (1) ، ونَشْرَبُ وَنَحْنُ قيامٌ؟
قال أبي: قد تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ: ابنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ حَفْص؛ وإنما هو: حَفْص، عن محمد بن عُبَيدالله العَرْزَمي. وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ له بهذا الإسناد (3) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «نحن نأكل ونحن نمشي» .
(2) روايته أخرجها في "المصنف" (24108) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده" (2/108 رقم5874) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (785/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (2172) .
(3) وأعله كذلك الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبو زرعة، ورأى بعضهم أن = = حفص بن غياث وهم فيه، وإنما هو حديثُ عمران ابن حُدَير، عن أبي البَزَرَى يزيد بن عُطارد، عن ابن عمر، وأبو البَزَرَى مجهولُ الحال.
ففي ترجمة حفص بن غياث من "تاريخ بغداد" (8/195-196) روى الخطيب بسنده عن أبي بكر الأثرم؛ قال: قلت له - يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل -: «الحديث الذي يرويه حفص، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كنا نأكلُ ونحن نسعى، ونشرب ونحن قيام؟ فقال: ما أدري ما ذاك - كالمنكر له -! ما سمعت هذا إلا من ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ حَفْصٍ! قال لي أبو عبد الله: ما سمعتَه من غير ابن أبي شيبة؟ قال: قلتُ له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غيره أم لا؟ ثم سمعته أنا بعدُ من غير واحد، عن حفص. قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه. ثم قال: إنما هو حديثُ يزيد بن عطارد. اهـ.
وأسند الخطيب عن ابن معين أنه قال: «لم يحدِّث به أحدٌ إلا حفص، وما أراه إلا وَهِمَ فيه، وأراه سمع حديث عمران بن حُدَير، فغلط بهذا» . اهـ.
وذكر الآجري في "سؤالاته" (580) عن أبي داود أنه قال: «قال علي بن المديني: «نَعَسَ حفص نَعْسَةً - يعني: حين روى حديث عبيد الله بن عمر - وإنما هو حديث أبي البَزَرَى» . اهـ.
وفي ترجمة محمد بن عبد الملك من "التاريخ الكبير" (1/165 رقم491) أورد البخاري هذا الحديث من طريق أبي بَزَرَى يزيد بن عطارد، عن ابن عمر، ثم أورده من طريق حفص بن غياث هذا، ثم قال: «والأولُ أصحُّ» .
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (578) : «فسألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث فيه نظر» . ثم قال الترمذي: «لا يُعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حُدير، عن أبي البَزَرَى، عن ابن عمر. وأبو البَزَرَى اسمه: يزيد بن عطارد» .
وقال الترمذي في "جامعه" (1880) : «صحيحٌ غريبٌ» .
تنبيه: ضبط ابن ماكولا في "الإكمال" (1/428) كنية يزيد بن عطارد فقال: «أما البَزَرِي - بفتح الباء والزاي، وكسر الراء -: فهو أبو البَزَرِي يزيد بن عطارد، بصري روى عن ابن عمر، حدَّث عنه عمران بن حُدَير» . اهـ.
وخالفه الفيروز آبادي في "القاموس" (ص 349) فقال: «وأبو البَزَرَى - كَجَمَزَى-: يزيد بن عطارد، تابعي، وكسر الرَّاء لحنٌ» .
وتوسَّط الذهبي، فضبطه في "المشتبه" (ص 62) بقوله: «وبموحَّدة ثم زاي مفتوحتين، ثم راء ممالة» ؛ يعني: أنها مفتوحة بإمالة، تليها ألف مقصورة؛ كما قال المعلمي في تعليقه على الموضع السابق من "الإكمال". وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/437) .
(4/380)
............................
1501 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (1) ، عَنْ حَفْص - يَعْنِي: ابنَ غِيَاث - ... ، الْحَدِيثَ (2) ؟
قال أبو زرعة: [رواه] (3) حَفْصٌ وحدَهُ.
_________
(1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/273) .
(2) يعني: الحديث السابق.
(3) في جميع النسخ: «أوله» ، والمثبت من "تاريخ بغداد" (8/196) ؛ حيث قال الخطيب: «أنبأنا البرقاني؛ أنبأنا الحسين بن علي التميمي؛ حدثنا ابن أبي حاتم؛ قال: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديث، فقال أبو زرعة: رواه حفص وحده» . اهـ.
(4/381)
1502 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْس بْنُ الرَّبِيع (2) ،
عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّاني، عَنْ زَاذَانَ، عَن سَلْمان؛ قال: قلتُ للنبيِّ (ص) : قرأتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكةُ الوُضُوءِ قَبْلَ الطَّعَام (3) ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : بَرَكَةُ الطَّعَامِ: الوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَام ِ وبَعْدَهُ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (690) عن قيس به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/275) .
ورواه أحمد في "مسنده" (5/441 رقم 23732) من طريق عفان، وأبو داود في "سننه" (3761) من طريق موسى بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (1846) من طريق عبد الله بن نمير وعبد الكريم الجرجاني، والبزار في "مسنده" (2519 و2520) من طريق أبي قتيبة ويحيى بن ضريس، والطبراني في "الكبير" (6/238 رقم6096) ، والحاكم في "المستدرك" (3/604) من طريق عبيد بن إسحاق، والطبراني (6/238 رقم 6096) ، وتمَّام، في "فوائده" (964/الروض البسام) من طريق أبي بلال الأشعري، وابن عدي في "الكامل" (6/46) من طريق أبي معاوية، والحاكم في "المستدرك" (4/106) من طريق مالك بن إسماعيل، وتمَّام في "فوائده" (963/الروض البسام) من طريق عبيد الله بن موسى، جميعهم عن قيس، به.
ووقع عند الترمذي والحاكم في روايتَيْه وتمَّام نسبةُ أبي هاشم بأنه الرُّمَّاني. ووقع في رواية عفان عند أحمد، ومالك بن إسماعيل عند الحاكم تصريح قيس = = بالسَّماع من أبي هاشم.
قال أبو داود: «وهو ضعيف» .
وقال الترمذي: «لا نعرفُ هذا الحديثَ إلا من حديث قيس بن الربيع. وقيسُ بن الربيع: يُضعَّف في الحديث، وأبو هاشم الرمّاني اسمه: يحيى بن دينار» . وقال البيهقي: «قيس بن الربيع غير قوي، ولم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديثٌ» .
(3) كذا في جميع النسخ! ولفظه في بعض مصادر التخريج: قرأتُ في التَّوراة: أن بركةَ الطَّعام الوضوءُ قبلَه ... وفي بعضها: بعده، بدل: قبله.
(4/382)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لو كان هذا الحديثُ صحيحً (1) ؛
كَانَ حَدِيثًا (2) ، وَأَبُو هاشمٍ الرُّمَّانيُّ لَيْسَ هُوَ.
قَالَ: ويُشْبِهُ هَذَا الحديثُ (3) أحاديثَ أَبِي خَالِدٍ (4) الواسِطي عَمْرُو (5) بْنُ خَالِدٍ، عِنْدَهُ مِن هَذَا النَّحْوِ أَحاديثُ موضوعةٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَنْ حَبِيب بْنِ أبي ثابت.
_________
(1) كذا في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، وهذه لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
وتحتمل وجهًا آخرَ: أن تكون مرفوعةً على أنها خبرٌ للمبتدأ اسم الإشارة «هذا» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر «كان» ، واسم «كان» ضمير الشأن. وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) .
(2) كذا في (ت) ولم تنقط في بقية النسخ، وعليه يكون معنى عبارة أبي حاتم: لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لكان حديثًا أصلاً يُعتمد عليه في باب غسل الأيدي قبل الطعام وبعده، أو نحو هذا المعنى، ويحتمل أن تكون الكلمة: «حدثنا» ويكون المعنى: «لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لقال قيس: حدثنا أبو هاشم» ؛ فإن قيسًا هذا وإن كان صدوقًا، فإنه قد ابتلي بابن ٍ له أدخل عليه ما ليس من حديثه، ومن ذلك أنه وضع لقيس في كتابه عن أبي هاشم الرُّمَّاني حديث أبي هاشم إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بن لقيط في الوضوء، فحدَّث به، فقيل له: من أبو هاشم؟ قال: صاحب الرُّمَّان. قال ابن المديني: «وهذا الحديث لم يروه صاحب الرُّمَّان، ولم يسمع قيس من إسماعيل بن كثير شيئًا، وإنما أهلكه ابنٌ له قَلَب عليه أشياءَ من حديثه» وإذا صحَّ هذا الاحتمال يكون معنى قول أبي حاتم: «وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ لَيْسَ هُوَ» أي: وأبو هاشم الذي في إسناد هذا الحديث ليس هو الرُّمَّانيَّ؛ وإنما هو أبو هاشم إسماعيل بن كثير، وقيس لم يسمع منه، وأن هذا مما أُدخل عليه، وعليه فلا يعتدُّ بتصريحه بالسماع عند أحمد والحاكم في إحدى روايتيه، والله أعلم.
(3) من قوله: «صحيح كان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن خالد» بدل: «أبي خالد» .
(5) في (ك) : «عمر» .
(4/383)
قَالَ أَبِي: رَوَى (1) عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ (2) حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ مَوْضُوعَةً؛ خَمْسَةً، سِتَّةً.
قَالَ أَبِي: ومَنْ لَمْ يَفْهَمْ - وَرَأَى تلك الأحاديثَ التي يَرْوِي (3) عنه ابنُ جُرَيج، وحسينٌ المُعَلِّم - يَظُنُّ أنَّ [أبا] خالد (4) هَذَا هُوَ (5) الدَّالانِيُّ (6) ، والدَّالانيُّ ثقةٌ، وَهَذَا ذاهبُ الحديثِ، ومَنْ يَفْهَمْ لم يَخْفَى (7) عليه (8) .
_________
(1) في (ك) : «وروى» بالواو.
(2) قوله: «عمرو بن خالد عن» سقط من (ك) .
(3) في (ش) و (ك) : «تروى» ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمراد: التي يرويها. حُذِفَ الضمير العائد إلى الاسم الموصول. وانظر التعليق على المسالة رقم (1015) .
(4) في جميع النسخ: «يظن أن خالدًا» ، عدا (ف) ففيها: «يظن أن خالد» ، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير كما هنا.
(5) قوله: «هو» سقط من (ك) .
(6) هو: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني.
(7) كذا في جميع النسخ: «يخفى» ، والقياس: «لم يَخْفَ» بحذف الألف؛ لأنه مضارع معتلُّ الآخر، مجزومٌ بـ «لم» . ويخرَّج ما في النسخ على لغة من يُبقي حرف العلة مع الجازم. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (228) .
(8) قال ابن القيِّم في "تهذيب السنن" (5/297-298) : «وقال الخلال في "الجامع": عن مهنَّا؛ قال: سألت أحمد عن حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، = = عن زاذان، عن سلمان، عن النبي (ص) : «بركةُ الطعام الوضوءُ قبله وبعده» ؟ فقال لي أبو عبد الله: هو منكر. فقلت: ما حدَّث بهذا إلا قيس بن الربيع؟ قال: لا. وسألت يحيى بن معين؛ وذكرتُ له حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، عن زاذان، عن سلمان ... الحديث؟ فقال لي يحيى بن معين: ما أحسنَ الوضوءَ قبل الطعام وبعده! قلت له: بلغني عن سفيان الثوري أنه كان يكره الوضوء قبل الطعام. وقال مهنَّا: سألت أحمد؛ قلت: بلغني عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قال: كان سفيان يكره غسل اليد عند الطَّعام؛ قلت: لم كرهَ سفيان ذلك؟ قال: لأنه من زيِّ العجم، وضعَّف أحمد حديث قيس بن الربيع. قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المرُّوذي؛ قال: رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده، وإن كان على وضوء» . اهـ.
وانظر الكلام على هذا الحديث في التعليق على "مختصر المستدرك" (869) .
(4/384)
1503 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيف بْنُ هَارُونَ البُرْجُمِي (2) ،
عَنْ سُلَيمان التَّيمي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . ونقل ابن رجب في "جامع العلوم" (ص521) كلام أبي حاتم هنا، مع بعض الاختلاف، ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: «هو منكر» ، وأن ابن معين أنكره أيضًا.
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3367) ، والترمذي في "جامعه" (1726) ، وفي "العلل الكبير" (513) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/174) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/346) ، والطبراني في "الكبير" (6/250 رقم 6124) ، وابن عدي في "الكامل" (3/430) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (4/115) ، وبيبى في "جزئها" (85) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/12) .
قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان قوله، وكأن هذا الحديث الموقوفَ أصحُّ. وسألت البخاريَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أراه محفوظًا، روى سفيان عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان موقوفًا. قال البخاري: وسيف بن هارون مقاربُ الحديث، وسيف بن محمد، عن عاصم ذاهبُ الحديث» .
وقال العقيلي في ترجمة سيف: «ولا يحفظ إلا عنه بهذا الإسناد» . وقال ابن عدي: «هذا وإن كان معروفًا بسيف عن سليمان فقد رُوي عن غيره، عن سليمان التيمي» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به سيف بن هارون عن سليمان التيمي، عنه مرفوعًا، وروي عن ابن عيينة» .
(4/385)
سَلمان؛ قال: سُئِلَ النبيُّ (ص) عَنِ الفِراءِ والسَّمنِ والْجُبْنِ (1) ؟ فَقَالَ: الحَلاَلُ مَا أَحَلَّ (2) اللهُ فِي كِتَابِهِ، والْحَرَامُ مَا حَرَّمَ (3) اللهُ فِي كِتَابِهِ، ومَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا (4) عَنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (5) ، رَوَاهُ الثِّقاتُ عَنِ التَّيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ (7) .
1504 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْد (8) بْنُ سَعِيدٍ (9) ،
عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنصور (10) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (11) ، عَنِ الأَسْوَدِ (12) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: أُهدِيَ إلى النبيِّ (ص) ضَبٌّ، فلم يأكُل منه، فقلت (13) :
_________
(1) ضبطت في (ت) : «الجُبُنِّ» بضم الباء وتشديد النون، وهو وجه في ضبطها كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (1488) .
(2) في (أ) و (ش) : «ما أحله» .
(3) في (أ) : «ما حرمه» .
(4) في (ك) : «ما عفا» .
(5) وأنكره الإمامان أحمد بن حنبل وابن معين؛ كما في "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص521/الحديث الثلاثون) .
(6) كذا بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) للحديث طرق أخرى عن سلمان وغيره من الصحابة ج انظرها في تخريج "سنن سعيد بن منصور" (2/321-330) .
(8) ويقال: عُبَيدالله.
(9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24335) . وعنه أبو يعلى في "مسنده" (4461) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1487) ، وأحمد (6/105 رقم 24736) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ بن أبي سليمان، عن إبراهيم، بمثله.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325) وقال: «تفرَّد به حماد بن أبي سليمان موصولاً، وقيل: عنه، عن إبراهيم، عن عائشة مرسلاً» .
(10) هو: ابن المعتمر.
(11) هو: ابن يزيد النخعي.
(12) هو: ابن يزيد النخعي.
(13) في (أ) و (ش) : «فقلنا» .
(4/386)
أَلاَ نُطعِمُ (1) السُّؤَّالَ؟ قال: لا تُطْعِمِ (2) السُّؤَّالَ مَا لاَ تَأْكُلِينَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عُبَيد؛ قَالَ: عَنْ مَنصور؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ حمَّاد (3) ، وَكَانُوا أربعةَ إِخْوَةٍ: يَحْيَى وعُبَيد وَمُحَمَّدٌ وعَنْبَسة، وعَنْبَسَةُ أصغرُهم، والصَّحيحُ: مَا حدَّثنا قَبِيصةُ (4) ، عن الثَّوْري (5) ،
عن
_________
(1) في (ت) و (ف) : «تطعم» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والمثبت من (ك) ، وفي مصادر التخريج: «أَلاَ أُطْعِمُ» .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي رواية ابن أبي شيبة السابقة: «لا تطعمي» ، وهو الجادَّة، وما هنا يخرَّج على أن الأصل: «لا تُطْعِمِي» ، لكن حُذفت ياءُ المخاطبة اجتزاءً بالكسرة قبلها، والاجتزاءُ بالحركات عن الياء والواو والألف لغة هوازن وعليا قيس. وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) .
(3) في (ك) : «حمادة» . وحماد هذا هو: ابن أبي سليمان.
(4) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325-326) من طريق أبي أحمد الزبيري، عنه، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة قالت: أُهديَ لنا ضبٌّ ... .
ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4705) - قال: حدثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة، عن حماد بمثله. قال شعبة: «ليس يذكر هذا عن إبراهيم إلا حماد» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/62/أ) عن هذا الحديث، فأجاب: «يرويه إبراهيم النخعي، واختُلِف عنه، فرواه الثوري، واختُلِف عنه، فرواه عُبَيد بن سعيد الأموي، عَنِ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، حدَّث به عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، والحسن بن حماد الورَّاق. وخالفهم يونس ابن يعقوب الصفَّار؛ فرواه عُبَيد بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الثَّوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة. حدثناه ابن مخلد، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا يوسف الصفَّار بذلك، ورواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم عن الثَّوري، عن إبراهيم، عن عائشة. وكذلك رواه وكيع عن مسعر، عن الثوري، عن حماد، وكذلك رواه شعبة وعمران القطان عَنْ حَمَّادٍ،، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة. ورواه أبو حنيفة وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. وكذلك رواه الهيثم بن حنيف الصرَّاف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، قاله عبَّاد بن كثير عنه، والصَّحيحُ: عن شعبة والثوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة مرسلاً؛ ليس فيه الأسود» .
(4/387)
حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: أُهدِيَ لعائِشَةَ ضِبابٌ (1) ....
1505 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ كتابَ "الأَطْعِمَةِ"، فَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّثهم قَدِيمًا إسماعيلُ بْنُ أَبَانَ الوَرَّاقُ، عَنْ عَنْبَسة بن عبد الرحمن، عَنْ عَلاَّق بْنِ مُسلِم (2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : تَعَشَّوْا ولَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ (3) ؛ فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ (4) .
_________
(1) في (ك) : «ضبان» . وهو صواب أيضًا، فجمع «ضَبٍّ» : أَضُبٌّ وضِبابٌ وضُبَّانٌ. انظر "القاموس المحيط" (ض ب ب /ص107) .
(2) ويقال: عَلاَّق بن أبي مسلم، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/59 رقم338) : «غَلاَّق بن مسلم» بالغين المعجمة.
قال المزي في "تهذيب الكمال" (22/550) : «وذكره أبو نصر بن ماكولا بالعين المهملة، وهو الصَّحيح» . وقال المزي: «ويقال: إنه عبد الملك بن عَلاَّق» .
(3) في (أ) و (ف) : «خشف» .
والحَشَفُ: اليابسُ الفاسِدُ من التَّمر. انظر "النهاية" (1/391) .
(4) الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" (1856) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4353) من طريق محمد بن يعلى الكوفي، عن عنبسة، عن عبد الملك بن عَلاَّق، عن أنس به.
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) .
قال الترمذي: «هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعَّف في الحديث، وعبد الملك بن عَلاَّق مجهول» .
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (735) من طريق عبيدة بن الحارث، عن عنبسة، عن عَلاَّق بن أبي مسلم، عن أنس به.
قال ابن حبان في "المجروحين" (2/174) : «وهذا لا أصلَ له» .
= ... ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) من طريق عبد الرحمن بن مسهر، عن عنبسة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أنس، به.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (8/214-215) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/396) من طريق يحيى ابن أيوب، عن ابن السماك، عن عنبسة، عن مسلم، عن أنس، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عنبسة وابن السماك، لم نكتبه إلا [من] حديث يحيى بن أيوب» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (116) .
(4/388)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ضعيفٌ» . ولم يَقرأ علينا (1) .
1505/أ - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ آخرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ (2) ، عَنْ كَثِير بْنِ سُلَيم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْثُرَ لَهُ (3) بَرَكَةُ بَيْتِهِ؛ فَلْيَتَوَضَّأ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ، وإِذَا رُفِعَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ منكرٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قراءته، فلم يُسمَع (4) منه.
_________
(1) أي: ولم يقرأه علينا، يعني: هذا الحديثَ.
(2) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (686) من طريق أبي زرعة، عن إسماعيل بن أبان، به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (3260) ، وابن عدي في "الكامل" (6/63) من طريق جبارة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أنس. وقرن ابن عدي قتيبةَ بن سعيد بجبارة.
ورواه البيهقي في "الشعب" (5424) من طريق عبد الله ابن صالح كاتب الليث، عن كثير، عن أنس به.
قال ابن عدي بعد أن ساق عدة روايات لكثير بن سليم: «وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة» . وقال البيهقي: «وهذا ليس بشيء، وكثير بن سليم من طور أنس يأتي بما لا يُتابَع عليه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (117) .
(3) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(4) المثبت من (ت) ، ولم ينقط في بقية النسخ.
(4/389)
1506 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: نَهى النبيُّ (ص) عَنْ أكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباع، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّير؟
قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير!
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانة (3) ، عَنِ الحَكَم (4) وَأَبِي بِشْر (5) ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ علي بن الحَكَم،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1480) .
(2) روايته أخرجها تمَّام في "فوائده" (946/الروض البسَّام) .
(3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2868) . ومن طريق الطيالسي رواه أحمد في "مسنده" (1/302 و373 رقم 2747 و3544) ، ومسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7612) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/95) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/25) ، و (9/315) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/278) .
(4) هو: ابن عُتَيبة.
(5) في (أ) و (ش) : «وابن بشير» . وأبو بشر هذا هو: جعفر ابن أبي وحشيَّة.
(6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/339 رقم 3141) ، وأبو داود في "سننه" (3805) ، وابن ماجه في "سننه" (3234) ، والنسائي في "المجتبى" (4348) ، وابن الجارود في "المنتقى" (893) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/315) .
قال البزار - كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (2/450) -: «وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ ميمون ابن مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس إلا عليُّ ابن الحكم، وقد رواه أبو بشر والحكم، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يذكرا سعيد بن جبير بينهما» .
(4/390)
عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ عِنْدِي (1) محفوظٌ (2) .
1507 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مريم (4) ،
عن
_________
(1) في (ف) : «كذا» بدل: «عندي» .
(2) قال الخطيب - كما في "تحفة الأشراف" (5/253) -: «والصحيح في هذا الحديث: عن ميمون، عن ابن عباس، ليس بينهما سعيد بن جبير» .
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/450) : «ولم يسمعه [أي: ميمون] من ابن عباس، بل بينهما فيه سعيد بن جبير» .
= ... وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5/253) : «وخالفه [أي عليَّ بن الحكم] الحكمُ بن عتيبة وأبو بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية، فلم يذكرا سعيد بن جبير، وهما أحفظ من علي بن الحكم؛ فروايته شاذة» .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1499) ، ونقلها بتمامها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/567) ، ونقل بعضها في "المحرر" (852) ، وأشار ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) ، و"موافقة الخُبر الخَبَر" (1/154) إلى حكم أبي حاتم هنا.
(4) هو: سعيد. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/87) من طريق يحيى بن عثمان، عنه، به.
ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (2/293 رقم 888) من طريق علاَّن بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مريم، عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به.
ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/324) من طريق الحارث بن مسكين، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به.
قال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد لا يرويه غيرُ عبد الجبار هذا» .
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) من طريق عبد الجبار، عن الزهري، به. وقال: «كذا رواه عبد الجبار بْنِ عُمَرَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، ورُوي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك، وكلاهما وهمٌ، والصَّحيح: عن عبيد الله، عن ابن عباس» .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (3077) من طريق شعيب بن يحيى، عن عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به.
قال الطبراني: «هكذا رواه عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، ورواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيدالله بن عبد الله، عن ابن عباس» .
ورواه الدارقطني في "السنن" (4/291) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/380) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق شعيب بن يحيى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابن جريج، عن الزهري، به. قال الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد بحديث ابن جريج شعيب بن يحيى، عن يحيى بن أيوب، عنه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الزهري، لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى بن أيوب» . وقال البيهقي: «والصَّحيح عن ابن عمر من قوله موقوفًا عليه غير مرفوع» .
(4/391)
عبد الجَبَّار بْنِ عُمَرَ الأَيْلي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الفَأْرَةِ تَقَعُ (1) فِي السَّمْنِ؛ قَالَ: إِنْ كَانَ جَامِدًا ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) في (ت) : «يقع» وكلاهما صحيح، وانظر توجيه ذلك في التعليق على مثله في المسألة رقم (178) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (278) عن معمر، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/265 رقم 7601) ، وأبو داود في "سننه" (3842) ، وابن الجارود في "المنتقى" (871) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 871) ، وابن حبان في "صحيحه" (1393 و1394) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/37 و38) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24383) ، والبزار في "مسنده" (44/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد (2/232-233 و490 رقم 7177 و10355) من طريق غندر، والبزار (44/أ) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) من طريق يزيد ابن زريع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) من طريق عبد الواحد بن زياد، جميعهم عن معمر، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة إلا معمر، وقد خولف في إسناده ومتنه» .
وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/153) : «هذا حديث غريب، تفرَّد به معمر، عن الزهري، وخالف أصحاب الزهري في إسناده» .
وانظر "العلل" للدارقطني (1357) ، و"الضعفاء" للعقيلي (3/87) ، و"مرويات الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1017) .
(4/392)
قَالَ أَبِي: كِلاهُمَا وَهَمٌ، والصَّحيحُ: الزُّهْري (1) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيمونة، عن النبيِّ (ص) ؟
1508 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) وَأَبِي سُفْيَانَ (5) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إِذَا أَكَلَ (6) أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَام ٍ (7) البَرَكَةُ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1499) .
(2) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (2281) .
(3) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24446) . ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1934) .
(4) هو: ذكوان السمان.
(5) قوله: «وأبي سفيان» سقط من (ف) . وأبو سفيان هذا هو: طلحة بن نافع.
(6) قوله: «أكل» سقط من (ف) .
(7) في مصادر التخريج السابقة: «طعامه» .
(4/393)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يَقُولُونَ (1) : عَنْ أَبِي سُفيان، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) فقَطْ (2) ، بِلا «أَبِي صَالِحٍ» (3) .
1509 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عن أسامة ابن حَفْص، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنِ الأعرَج (6) ، عَنْ أَبِي عَمْرَة الأَنْصَارِيِّ، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَلَعَّقْ (7) أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّهِنَّ البَرَكَةُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ! وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ أبي عَمْرَة (8) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) : «يقولونه» .
(2) قوله: «فقط» ليس في (ك) .
(3) رواه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1903) من طريق جرير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24437) ، وأحمد في "مسنده" (3/316 رقم 14390) ، ومسلم (2033) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى (2283) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (8277) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو عوانة (8278 و8288 و8289) من طريق عيسى بن يونس ومالك بن سعير وشيبان، جميعهم عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به.
(4) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (2281) .
(5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(6) هو: عبد الرحمن بن هُرْمُز.
(7) كذا في جميع النسخ، وهو تفعُّلٌ من اللَّعْق، فهو في معنى «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» بمعنى: فَلْيَلْحَسْهَا؛ قال في "الصحاح" (4/1550) : «لَعِقْتُ الشيءَ، بالكسر، أَلْعَقُهُ لَعْقًا، أي: لَحِسْتُهُ ... والمِلْعقة: واحدة الملاعق، واللُّعْقة بالضم: اسمُ ما تأخذه المِلْعقة، واللَّعْقة بالفتح: المرة الواحدة ... واللَّعُوق: اسمُ ما يُلْعَق» . اهـ. وجاء متن هذا الحديث في كثير من كتب السنة وغيرها بلفظ: «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» ، ولم نقف عليه بهذا اللفظ الذي وقع هنا، في شيء من كتب اللغة أو الحديث أو غيرها، والله أعلم.
(8) واسمه: عبد الرحمن.
(4/394)
عن النبيِّ (ص) (1) .
1510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (3) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغيرَة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا (4) ، ثُمَّ لْيَأكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ.
وَرَوَاهُ (5) حمَّاد بْنُ سَلَمة (6) ، عَن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ (7) أَبُو زُرْعَةَ: حمَّادٌ أحفظُ.
1511- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيسابوري - نزيلُ مَكَّةَ (9) - عَنْ لَيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَة بْنِ مَعْبَد، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ (10) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ: أنَّ
_________
(1) يعني: مرسلاً؛ لأن عبد الرحمن بن أبي عمرة تابعيٌّ.
(2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(3) هو: عبد الله بن مسلمة.
(4) كذا، وفيه حذف المفعول به، وهو «الأذى» لفهمه من السياق، وقد جاء مصرَّحًا به في روايات أخرى، وانظر التخريج الآتي. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(5) في (أ) و (ش) : «وروى» .
(6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2034) ، وأحمد في "مسنده" (3/177 رقم 12815) ، وابن حبان في "صحيحه" (5249 و5252) .
(7) في (ش) : «قال» .
(8) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2569/أ) .
(9) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (897) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (691) .
(10) هو: عبد الله بن يزيد.
(4/395)
رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا أكَلَ أَوْ شَِربَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وسَوَّغَهُ، وجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ لَيث (1) ابن سَعْدٍ.
قلتُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ (2) ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بنِ مَعْبَد، عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
1512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عَنْ مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.
_________
(1) زاد قبله في (ف) : «ليس» .
(2) من قوله: «لَيث بن سعد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "السنن" (3851) ، والنسائي في "الكبرى" (6894 و10117) ، وابن حبان في "صحيحه" (5220) ، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (470) .
ورواه الطبراني في "الأوسط" (5384) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/62) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن زهرة بن معبد، به.
(4) انظر زيادة بيان في المسألة رقم (2569/أ) .
(5) في (ت) و (ك) : «وسُئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(6) هو: عبد الله.
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وقد ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (10/374) .
(4/396)
وَرَوَاهُ (1)
محمدُ بنُ مَعْن، عَنْ أبيه - وعبدُاللهِ (2) بنُ عبد الله (3) ، عَنْ (4) مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ - عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمي، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟
_________
(1) الحديث من هذا الوجه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1764) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، عن محمد بن معنٍ وعبد اللهِ بن عبد الله الأُمَوِيِّ، كلاهما عن معن بن محمد، به.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1899) ، وأبو عوانة في "مسنده" (8242) ، والحاكم في "المستدرك" (1/422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/306) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (7381) من طريق ابن جريج، كلاهما عَنْ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أبي هريرة، به.
ورواه الترمذي في "جامعه" (2486) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6582) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/288) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ محمد بن معن، وابن خزيمة (1898) من طريق عمر بن علي، كلاهما (محمد وعمر) عن معن، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
وقال ابن خزيمة: «الإسنادان صحيحان: عن سعيد المقبري، وعن حنظلة بن علي جميعًا، عن أبي هريرة، ألا تسمع المقبري يقول: كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (2061) الاختلاف في هذا الحديث ورجَّح رواية سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/583) .
(2) أي: «ورواه عبدُاللهِ ... » ، فقوله: «عبد الله» مرفوعٌ عطفًا على «محمد بن معن» ، وانظر التخريج السابق، وقد وقع نحو ذلك في المسألة رقم (1522) .
(3) هو: الأموي. وفي (ك) : «عن أبيه عبد الله بن عبد الله» .
(4) في (ش) : «بن» .
(4/397)
فَقَالَ: حَدِيثُ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : محفوظٌ؛ رَوَاهُ (1) دَاوُدُ العطَّار (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مَعْن، عَنْ حَنْظَلة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
1513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ محمد بن عبد الله بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سَلمان الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لا (5) أعلمُهُ إِلا عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.
وَرَوَاهُ الدَّراوَرْدي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله ابن أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سِنَانِ بنِ سَنَّة الأَسْلَميِّ صاحبِ رَسُولِ الله (ص) ، عن رسول الله (ص) (7) .
_________
(1) في (ف) : «ورواه» .
(2) في (ك) : «القطان» ، وهو داود بن عبد الرحمن العطار، وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (10/374 رقم 2061) من طريق الفضل بن موسى السيناني، عنه، به. وانظر التعليق المتقدِّم.
(3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/289 رقم 7889) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/143) ، والبيهقي (4/306) .
(5) في (ش) : «ولا» .
(6) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/343 رقم 19014) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/142) ، وابن ماجه في "سننه" (1765) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/343 رقم 19015) ، والطبراني في "الكبير" (7/100 رقم6492) .
(7) قوله: «عن رسول الله (ص) » سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4/398)
فقيل لأبي زرعة: أيُّهما صحيحٌ (1) ؟
قَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ أشبهُ (2) .
1514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ كَانَ رواه قديمًا (4)
عن عبد الرحمن بن عبد الملك بْنِ شَيْبَة الحِزَامي (5) ، عَنِ ابْنِ (6) أَبِي فُدَيْك (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا قُرِّبَ إِلَى أَحَدِكُمُ الحَلْوَى، فَلْيَأكُلْ (8) مِنْهَا وَلا يَرُدَّهَا؟
_________
(1) في (ك) : «أصح» .
(2) ذكر ابن حجر في "فتح الباري" (9/582-583) الاختلاف في هذا الحديث، ونقل عن أبي زرعة ترجيحه لرواية الدراوردي هذه.
(3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط، عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(4) رواه عن أبي زرعة البرذعي في "سؤالاته" (2/400) .
والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، والدارقطني في "الأفراد" (314/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (5536 و5670) من طريق فضالة بن حصين، وابن عدي في "الكامل" (2/54) من طريق بحر بن كنيز السفار، كلاهما عنه، به.
ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1378) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين، عنه» . وقال البيهقي: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين العطَّار، وكان متهمًا بهذا الحديث» . وقال أيضًا: «وهذا إسنادٌ غير قويٍّ» . وقال ابن الجوزي: «وهذا لا يصحُّ» . وانظر "لسان الميزان" (4/435) .
(5) في (ك) : «الخزامي» .
(6) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(7) هو: محمد بن إسماعيل.
(8) في (ك) : «فيأكل» .
(4/399)
فَامْتَنَعَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ أَنْ يحدِّثنا بِهِ، وَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
1515- وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ ثلاثةٍ (2) رَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ المَديني؛ مِنْهَا:
حديثُ أَبِي يُوسُفَ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهل بْنِ سعد؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) يأكُلُ البِطِّيخَ (5) بِالرُّطَبِ؟
قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُهُ: يعقوبُ ابنُ الْوَلِيدِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ (6) ، وحديثُ سَهلٍ هُوَ باطلٌ، وَهَذِهِ الأحاديثُ الثلاثةُ بواطيلُ.
_________
(1) ذكر البرذعي في "سؤالاته" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث الآتي برقم (1546) ؟ قال: «فأمرني أن أضربَ عليهما، ولم يقرأهما» .
(2) انظر الحديثين الآخرين في المسألة المتقدمة برقم (1235) ، والآتية برقم (2423) .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3326) ، والطبراني في "الكبير" (6/162 رقم 5859) ، وابن عدي في "الكامل" (7/147) ، والدارقطني في "الأفراد" (137/ب/أطراف الغرائب) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/245-246) .
قال الدارقطني: «تفرَّد به يعقوب بن الوليد المدني، عنه» .
ونقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (1305) عن أبيه قال: «يعقوب بن الوليد من أهل المدينة، وكان من الكذَّابين الكبار، يحدث عن أبي حازم ... » ، ثم ذكر له هذا الحديث. ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين قوله: «تفرَّد به عن أبي حازم - فيما أعلم - يعقوب بن الوليد المدني، وليس هو عندهم بذاك» .
= ... وانظر "الجرح والتعديل" (9/216) ، وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (57) .
(4) هو: سلمة بن دينار.
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الطِّبِّيخ» ، وهي لغة في «البِطِّيخ» كما ذكر الخطابي وغيره. انظر: "فيض القدير" (5/196 و230) ، و"عون المعبود" (10/222) .
(6) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" في الموضع السابق: «كان من الكذابين الكبار» .
(4/400)
1516 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّار (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) : أنَّه كَانَ يَقُولُ فِي الطَّعَامِ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا وقِنَا عَذَابَ النَّارِ، بِاسْمِ اللهِ، فَإِذَا فرَغَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا وهَدَانا، والَّذِي أَشْبَعَنَا (4) وأَرْوَانَا، وكُلَّ الإِحْسَانِ آتَانَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وابنُ أَبِي (5) الزُّعَيْزِعَة لا يُشْتَغَلُ بِهِ؛ منكرُ الْحَدِيثِ (6) .
1517 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: دخلتُ على خالتي مَيْمونَةَ وخالدُ ابنُ الْوَلِيدِ (8) ، فَقَالَتْ مَيمونة: يَا رسولَ اللَّهِ، أَلا أطعمُكَ مِمَّا أهدَتْ إليَّ أختي من البادية؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (888 و895) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (457 و466) ، وابن عدي في "الكامل" (6/206) .
(3) قوله: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سميع» مكرر في (ك) .
(4) في (ك) : «أسبغنا» .
(5) في (ك) : «وأين ابن» .
(6) وانظر "الجرح والتعديل" (7/261 رقم425) .
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1527) .
(8) قوله: «وخالدُ بنُ الوليد» بالرفع عطفًا على فاعل «دخَلَ» ، وهو تاء المتكلِّم. ولفظه في المسألة رقم (1527) : «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دخلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيت مَيمونة» ، وقال عنه ابن الجُنَيد: «والصَّحيحُ عندي: دخلتُ أنا وخالدٌ» .
(4/401)
فقرَّبَتْ ضَبَّينِ مَشْوِيَّيْنِ عَلَى خُبْزٍ، فقال النبيُّ (ص) : كُلُوا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي، أَجِدُنِي أَعَافُهُ. فأكَلَ مِنْهُ ابنُ عَبَّاسٍ وخالدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وقالتْ مَيْمونة: لا آكُلُ مِنْ طعام ٍ لَمْ يأكلْ مِنْهُ رسولُ اللَّهِ (ص) .
فأُتي بإناءٍ، فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خالدُ بن الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ خَالِدًا؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُحِبُّ أنْ أُوثِرَ بِسُؤْرِ رسول الله (ص) عَلَى نَفْسِي أَحَدًا، فَنَاوَلَهُ، فَشَرِبَ (1) ، وشرب خالدٌ، فقال النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ شَيْئًا يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إِلاَّ اللَّبَنَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خَطأٌ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ كتبتُ خَطَأَهُ فِي ظَهْرٍ (2) .
1518 - وسمعتُ أبي وروى حديثَ محمدِ ابن مُصفًّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (3) ، حدَّثنا الزُّبَيدي (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (5) ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهى عن أَكلِ
_________
(1) في (ك) : «وشرب» .
(2) هذه الوجوه التي أشار إليها أبو حاتم هنا فصَّلها في المسألة رقم (1482) ، وانظر المسألة رقم (1497) و (1527) .
(3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2630) ، والنسائي في "سننه" = = (4342) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7606) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/206) ، والطبراني في "الكبير" (22/210 رقم 559) .
(4) هو: محمد بن الوليد.
(5) هو: عائذالله بن عبد الله.
(4/402)
كُلِّ ذِي نابٍ منَ السِّباع، وَعَنْ لحومِ الحُمُرِ الأَهليَّة.
قَالَ أَبِي (1) : قَوْلُهُ: «لُحُومُ الحُمُرِ الأَهليَّة» لم يَرْوِهِ غيرُ الزُّبَيْدِي (2) .
_________
(1) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) ، وفي هامش النسخة (أ) تعقيب على عبارة أبي حاتم هذه بخط مغاير نصه: «بل رواه صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ... [كلمة غير واضحة] العمي، ورواه عقيل ويونس» .
(2) اختلفت كلمة الأئمة في هذا الحديث، فأبو حاتم يرى أن الزُّبَيدي تفرَّد - دون أصحاب الزهري - بلفظ: «لحوم الحُمُر الأهلية» مع أنه قد وافقه عليها غيره؛ فقد روى أحمد في "مسنده" (4/193 رقم 17735) من طريق عُقَيل بن خالد الأيلي، والبخاري في "صحيحه" (5527) من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة في "صحيحه" (7605) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/10) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ثلاثتهم عن الزهري، به، بمثل رواية الزُّبَيدي، واقتصر البخاري على تحريم لحوم الحمر الأهلية، وخالف البخاري أبا حاتم في ذلك، فرواه من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ - كما سبق - ثم قال: «تابعه الزُّبيدي، وعُقيل، عن ابن شهاب، وقال مالك ومعمر والماجشون ويونس وابن إسحاق: عن الزهري: نَهى النبي (ص) عَنْ كلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّباع» . وذهب الدارقطني في "العلل" (1163) إلى صحَّة الوجهين عن الزهري. وذهب ابن عبد البر إلى أن تحريم لحوم الحُمُر الأهليَّة لا يصحُّ عن الزهري بهذا الإسناد أصلاً، فضعَّف رواية صالح بن أبي الأخضر، وخطَّأ رواية صالح بن كيسان، ولم يذكر رواية الزُّبَيدي، وأما رواية عُقيل فقد ذكر أن عُقيلاً يرويه بمثل رواية الجماعة عن الزهري؛ بعدم ذكر لحوم الحمر الأهليَّة، وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (1163) رواية عقيل.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/11) : «ورواه صالح بن أبي الأخضر، وليس هو مما يُحتجُّ به في الزهري. وصالح بن كيسان - وإن كان ثقة - فإنه أخطأ في هذا؛ لأن أصحاب الزهري الثقات: مالك، وابن عيينة، ومعمر، ويونس، وعُقيل، لم يذكروا في هذا الإسناد غير النهي عن أكل كلِّ ذي الناب من السِّباع» .
وقال أيضًا: «ولا يصحُّ عن ابن شهاب في تحريم الحُمُر الأهليَّة إسنادٌ؛ إلا إسناد مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عبد الله والحسن ابني مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، عن أبيهما، عن عليٍّ، عن النبي (ص) » . والله أعلم.
(4/403)
1519 - وسألتُ (1) أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُميَّة الطَّرَسُوسي (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ بن محمد ابن صالح الأَيْلِيِّ (4) ، عَن مبارك بْن فَضَالة، عَن الْحَسَنِ (5) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
1520 - وسمعتُ أَبِي (6) يَقُولُ: رَوَى عبد الرَّزَّاق (7) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : كُلُوا الزَّيْتَ، وائْتَدِمُوا بِهِ ... (8) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (1485) ، وقال أبو حاتم هناك: «هَذَا حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإسناد - والوليد مجهول» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: محمد بن إبراهيم.
(4) كذا في (ت) و (ش) ، وتشبه في (ك) : «الأبلي» ، وهي غير منقوطة في (أ) و (ف) . وتقدم في المسألة رقم (1388) و (1485) .
(5) هو: البصري.
(6) في (ت) و (ك) : «وسمعته» .
(7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (13/المنتخب) ، وفي "تفسيره"- كما في "مسند الفاروق" لابن كثير (2/598) - وابن ماجه في "سننه" (3319) ، والترمذي في "جامعه" (1851) ، وفي "العلل الكبير" (570) ، والبزار في "مسنده" (275) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4450) ، والحاكم في "المستدرك" (4/122) ، والضياء في "المختارة" (82 و83) .
(8) وتمامه: «فإنه يخرج من شجرة مباركة» .
(4/404)
حَدَّثَ (1) مرَّةً عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) (2) ... هَكَذَا رَوَاهُ دَهْرًا، ثُمّ قَالَ (3) بعدُ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أحسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ثُمَّ لَمْ يَمُتْ (4) حَتَّى جَعَلَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ بلا شَكٍّ (6) .
_________
(1) أي: حدَّث به عبدُالرَّزاق مرةً عن معمر، فجعلهُ عن زيد ابن أسلم، به، ورواية عبد الرزاق من هذا الوجه أخرجها في "مصنفه" (19568/جامع معمر) ، ومن طريقه أخرجها الترمذي في "جامعه" (1851) .
(2) يعني: مرسلاً.
(3) أي: عبدُالرَّزاق. وروايته على هذا الوجه أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (5539) من طريق أحمد ابن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به.
(4) أي: عبد الرزاق.
(5) تقدَّم تخريج رواية عبد الرزاق من هذا الوجه في أول المسألة.
(6) قال أبو داود في "مسائل أحمد" (ص392 رقم 1877) : «سألت أحمد عن حديث عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبي (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ؛ فإِنَّها شَجَرةٌ مُبارَكةٌ» ؟ فقال: هذا حدثنا به عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن أبيه، ليس فيه عمر» . اهـ.
وروى عباس الدوري في "تاريخه" (3/142 رقم595) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «حدَّث مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ ... » ، ليس هو بشيء؛ إنما هو عن زيد مرسلاً» . اهـ.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" (570) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديثٌ مرسل. قلت له: رواه أحدٌ عن زيد بن أسلم غيرُ معمر؟ قال: لا أعلمه» . اهـ.
وقال في "جامعه" (1851) : «هذا حديث لا نعرفُه إلا من حديث عبد الرزاق، عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطَرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه: " عن عمر، عن النبي (ص) "، وربما رواه على الشَّك، فقال: أَحْسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وربما قال: عن زيد ابْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» . اهـ.
وقال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن عمر، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد، ورواه غيرُ واحد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غيرُ واحد بلا شَك، وهذا الكلام قد روي عن أبي أسيد وعن أبي هريرة، وإسنادهما فغير ثابت» .
(4/405)
1521- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (2) ، عَنْ سُفْيان، عن سُهَيل ابن أبي صالح، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ شيخٌ عِنْدَهُ: سمعتُ أَبَا ذرٍّ يقول: نهى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ (3) ، وكُلِّ (4) خَطْفَةٍ (5) ، وكُلِّ مُجَثَّمَة (6) . فَقَالَ سَعِيدٌ: صَدَقَ؟
فَقَالَ أَبِي: أَخْطَأَ (7) فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي الدَّرداء، بدل: أبي ذر (8) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1535) .
(2) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(3) النُّهْبَةُ والنُّهْبى: اسمٌ للمَنْهوب. "المصباح المنير" (ن هـ ب/2/627) .
(4) قوله: «كل» ليس في (أ) و (ش) .
(5) أي: ما اختطفَ الذئبُ من أعضاء الشَّاة وهي حيَّة؛ لأن كلَّ ما أُبِينَ من حيٍّ فهو ميِّت، والمراد: ما يُقطَعُ من أطراف الشَّاة، وذلك أنه لمَّا قَدِمَ المدينةَ رأى الناسَ يَجُبُّون أسنِمَةَ الإبل، وأَلَيَات الغنم، ويأكلونَهَا. والخَطْفة: المرَّةُ الواحدةُ من الخَطْف، فَسُمِّيَ بها العُضْو المُخْتَطَف. اهـ. انظر "النهاية" (2/49) .
(6) في (ك) : «محتمة» . والْمُجَثَّمةُ: كلُّ حَيَوان يُحْبَس ويُرمى لِيُقْتَلَ. "مشارق الأنوار" (1/1401) و"النهاية" (1/239) . وسيأتي تفسير المصنف للمجثَّمة في المسألة رقم (1535) .
(7) يعني: أبا إسحاق الفزاري.
(8) المعنى: أن الصواب في رواية الحديث: أن يقال: «عن أبي الدرداء» بدل «عن أبي ذر» ، وهذا ليس تصحيحًا من أبي حاتم للحديث من طريق أبي الدرداء، فقد قال في المسألة رقم (1535) : «سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي الدرداء لا يستوي» .
والحديث رواه ابن المبارك في "مسنده" (188) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8688) ، والحميدي في "مسنده" (401) ، وأحمد في "مسنده" (5/195 رقم 21706) ، ومسدد وأبو يعلى في "مسنديهما"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4717) - وابن حبان في "الثقات" (7/13) من طريق ابن عيينة، ومسدد في "مسنده" من طريق يحيى بن سعيد، وأحمد بن منيع في "مسنده" من طريق عبيدة بن حميد - كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - وأحمد في "مسنده" (6/445 رقم 27512) من طريق علي بن عاصم، وإسحاق بن = = راهويه وأبو يعلى في "مسنديهما" - كما في "نصب الراية" (4/193) - من طريق جرير، والدولابي في "الكنى" (2/154-155) من طريق سليمان بن بلال، جميعهم عن سهيل، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي الدرداء، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - والترمذي في "جامعه" (1473) ، والبزار في "مسنده" (1213/كشف الأستار) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النبي (ص) به.
قال الترمذي: «حديثٌ غريب» . وقال البزار - كما في حاشية "العلل" للدارقطني (6/204) -: «وهذا الحديث قد رُوي عن النبي (ص) نحو كلامه من وجوه، وأبو الدرداء فمن أعلى من روى ذلك عن رسول الله (ص) ، فلذلك ذكرنا حديث أبي الدرداء لجلالته، ولم نعدَّ كل من روى عن رسول الله (ص) من هذا الوجه بهذا اللفظ إلا أن يغير لفظًا أو يزيد شيئًا، وإسناده حسن، ولا نعلم روى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي الدرداء غيرَ هذا الحديث، ولا روى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم إلا أبو أيوب، وروى عن أبي أيوب هذا عبد الرحيم وابن أبي زائدة» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/8) عن حديث صفوان هذا: «ليِّن الإسناد» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1070) حديثَ سهيل وحديثَ صفوان ثم قال: «وحديث سهيل بن أبي صالح كأنه أشبه بالصَّواب، ولا يثبت سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» .
(4/406)
1522 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن سعيد بن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1489) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) و (1537) ، و (1538) و (2415) ، و (2521) .
(4/407)
زائدة، عن شَريكٍ (1) ، عن عُبَيدالله (2) - وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عَنْ عُبَيدالله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ (4) ... ، وَذَكَرَ (5) الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (6) ؛ إنما هو: عن عُبَيدالله، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (7) بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ جدِّه (8) ابْنِ عُمَرَ.
1523 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه الدَّراوَرْدي (10) ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ بِأَكْلِ الضَّبُع؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا أَرَادَ: مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن أُميَّة (11) ،
عن عبد الله
_________
(1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي.
(2) هو: ابن عمر العُمَري.
(3) قوله: «عن عبيد الله ورواه يحيى بن سليم» سقط من (ك) .
(4) تمامه: «فليأكُل بيمينِه، وإذا شَرِبَ فليشْرَب بيمينِه؛ فإنَّ الشَّيطانَ يأكلُ بشِماله ويشربُ بشِماله» .
(5) قوله: «وذكر» ليس في (ف) .
(6) في المسألة رقم (1489) جعل أبو زرعة الوَهَمَ في رواية شريك من شريك.
(7) قوله: «عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله» سقط من (أ) و (ش) .
(8) في (ف) : «عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» . وانظر المسألة رقم (1538) .
(9) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(10) هو: عبد العزيز بن محمد.
(11) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8681) ، وابن ماجه في "سننه" (3236) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3466) ، والدارقطني في "السنن" (2/245 و246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/297 رقم 14165) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) .
ورواه أبو داود في "سننه" (3801) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "جامعه" (1791) ، و"العلل الكبير" (551) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465 و3471) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي (9/318) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبد الله بن عبيد، به.
قال الترمذي في "جامعه": «حديثٌ حسن صحيح» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث صحيح» .
= ... ونقل الترمذي في "جامعه" عن يحيى القطان قوله: «وروى جرير بن حازم هذا الحديثَ عن عبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عن جابر، عن عمر قوله. وحديث ابن جريج أصحُّ» .
ونقل الطحاوي في "شرح المشكل" (9/95) عن يحيى القطان أنه أنكر هذا الحديث وأنه قال: «يحدث به عن جابر عن عمر، ثم صيَّره عن النبي (ص) !» .
قال الطحاوي: «إنكارًا منه إياه على ابن أبي عمار» .
(4/408)
بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، عَنْ ابْنِ أَبِي عمَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ جَابِرًا عَنِ الضَّبُعِ: أَصَيْدٌ هُوَ (2) ؟ قَالَ: نَعَمْ، قلتُ: قَالَهُ النبيُّ (ص) ؟ قَالَ: نَعَمْ.
1524 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بن زيد
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله.
(2) في (ت) و (ك) : «أصيده» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/359-360) ، وابن الملقن في "البدر المنير" المطبوع (2/161) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/35) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم36) .
(4/409)
بْنِ أَسلَم (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَان ِ ودَمَان ِ ... (3) .
ورواه عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (4) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
ورواه القَعْنَبِي (6) ، عن أسامة (7) وعبد الله ابنَي زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ ابن عمر، موقوفً (8) ؟
_________
(1) روايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (2/173/السندي) ، وأحمد في "مسنده" (2/97 رقم 5723) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (820/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3218) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/331) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، والدارقطني في "سننه" (4/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/7) .
ورواه ابن عدي (1/397) ، والبيهقي (1/254) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ووقع عند ابن عدي: «عن عمر» بدل: «عن ابن عمر» وهو خطأ.
نقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (5204) عن أبيه أنه قال: «حديثٌ منكر» .
وقال البيهقي (10/7) : «وكذلك رواه عبد الرحمن وأخواه عن أبيهم، ورواه غيرهم موقوفًا على ابن عمر، وهو الصَّحيح» .
(2) قوله: «عمر» سقط من (ت) و (ك) ، وكتب ناسخ (ك) فوق «ابن» : «كذا» .
(3) تمامه: «فأمَّا الميتتان: فالحوتُ والجَرَاد، وأمَّا الدَّمَان فالكبد والطحال» ، واللفظ لأحمد.
(4) في (ت) و (ك) : «الصباغ» .
(5) في (ش) : «أبيهما» .
(6) هو: عبد الله بن مَسْلَمة.
(7) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/331) من طريق عبد الرحمن بن زيد، عن أخيه أسامة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا.
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/410)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الموقوفُ أصحُّ (1) .
1525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بن سُلَيمان (3) وعبد العزيز الدَّراوَرْدي (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ الأعرابَ يَأْتُونَا (5) بلحم ٍ، وَلا نَدْرِي (6) هَلْ سَمَّوُا اللهَ عَلَيْهِ أَمْ لا؟ فَقَالَ رسولُُ الله (ص) : سَمُّوا اللهَ عَلَيْهِ (7) ، وكُلُوا؟
_________
(1) وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (2277) فقال عن هذا الحديث: «يرويه المسوَّر بن الصلت عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد، وخالفه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فرواه عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، موقوفًا، وهو الصَّواب» .
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/621) .
(2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24427) ، والدارمي في "مسنده" (2019) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3174) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4447) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/299) .
(4) ذكر روايته البخاري في "صحيحه" (5507) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/634) : «أخرجه الإسماعيلي من طريق يعقوب بن حميد، عن الدراوردي» . ورواه البخاري في "صحيحه" (2057 و5507 و7398) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأسامة بن حفص المدني وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، ثلاثتهم عن هشام بمثله.
(5) في (ش) : «يأتوا» . والجادَّة: «يأتوننا» ؛ لأنه مضارعٌ مرفوعٌ بثبوت النون، لكنْ حُذِفَتْ هنا النونُ تخفيفًا؛ وهذا نادرٌ مع غير نون الوقاية وياء المتكلم: «نِي» . انظر: "الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/63-65) ، و"شواهد التوضيح" (ص228-230) ، و"شرح النووي" (2/36) .
(6) في (ك) : «ولا نعلم ندري» ، وكأنه ضرب على قوله: «نعلم» .
(7) قوله: «عليه» ليس في (ش) .
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4/411)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: هشامُ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (*) أصحُّ؛ كَذَا يَرْوِيهِ مالكٌ (1) ،
وحمَّادُ بن سَلَمة (2) ، مُرسَلً (*) .
_________
(1) في "الموطأ" (2/488 رقم1038) . ومن طريقه أبو داود في "سننه" (2829) .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/298-299) : «لم يُختلَف عن مالك - فيما علمت - في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة» ، وقال: «روى هذا الحديث مرسلاً - كما رواه مالك - جماعة، منهم: ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان. ورواه مسندًا جماعةٌ، منهم: هؤلاء الذين ذكر البخاري وغيرهم» . اهـ.
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2829) .
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (8542) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (838) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/239) من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به مرسلاً.
وسئل عنه الدارقطني في"العلل" (5/39/ب - 40/أ) ، فقال: «يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه: فرواه عبد الرحيم بن سليمان، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبو خالد الأحمر، ومحاضر، والنضر بن شُمَيل، ومسلمة بن [قعنب] ، وابن هشام بن عروة، و [عمرو] بن مجمع، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. واختُلف عن مالك بن أنس، فرواه عبد الوهَّاب بن عطاء، عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، [قاله] يحيى بن أبي طالب، عنه. وغيره يرويه عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً، وكذلك رواه [حَمَّادُ] بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والمفضل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه مرسلاً ليس فيه عائشة، والمرسل أشبه بالصَّواب» . اهـ، وما بين المعقوفين سقط، وتصحيف وقع في المخطوط، فاستدركنا بعضه وصوَّبنا بعضه الآخر من "فتح الباري" لابن حجر (9/634) ، فإنه نقل معظم النص عن الدارقطني، ثم قال: «قلت: رواية عبد الرحيم عند ابن ماجه ... وصحَّ الحديث على شرطه» . اهـ.
(4/412)
1526 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بن عمر العُمَري، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَا قُطِعَ مِنْ بَهِيمَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ مِنْ شَيءٍ؛ فَالَّذِي قُطِعَ مِنْهَا (3) لا يَأكُلُهُ أَحَدٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1527 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (5) فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيتَ مَيْمونة، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنوذٍ (6) ؛ قال خَالِدٌ: حرامٌ هُوَ؟ قَالَ: لا! وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي؛ فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى مالكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (7) ، عَنِ ابْنِ عباس وخالد،
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1479) .
(2) قوله: «الصائغ» ليس في (ك) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/230) .
(3) قوله: «منها» ليس في (ف) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة رقم (1517) .
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6653) من طريق معن بن عيسى، وأبو عوانة في "صحيحه" (7700) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/202) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن مالك به. وقَرَن ابنُ وَهْب بمالكٍ يونسَ بن يزيد الأيلي.
(6) أي: مَشْوِيّ. "النهاية" (1/450) .
(7) وهذا في رواية ابن بكير، عن مالك، كما في "التمهيد" لابن عبد البر (6/248) .
(4/413)
والقَعْنَبيُّ (1) رَوَى عَنِ (2) ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ؛ وَهُوَ أصحُّ.
فذكرتُ (3) ذَلِكَ لابْنِ الجُنَيد (4) ، فَقَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ المَكِّي (5) كَمَا رَوَاهُ القَعْنَبِي، والصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دخلتُ أَنَا وَخَالِدٌ (6) .
1528- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (8) ، عَنْ هِقْل بن زياد، عن هشام ابن حسَّان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (9) كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة: أنَّ (10) النبيَّ (ص) قال: لا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ
_________
(1) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5537) . وذكرها ابن عبد البر في "التمهيد" (6/248) .
قال البيهقي في "السنن الكبرى" (9/323) : «وكأن مالكًا كان يشكُّ فيه، والصَّحيحُ رواية القعنبي ومن تابعه، وقد رواه يونس بن يزيد ومعمر - في رواية هشام ابن يوسف عنه - وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نحو رواية القعنبي، عن مالك» .
(2) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(3) القائل: «فذكرت» : هو ابن أبي حاتم.
(4) هو: علي بن الحسين.
(5) قوله: «المكي» ليس في (ش) . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (4828) ، والطبراني في "الكبير" (4/108 رقم 3818) .
(6) من هذا الوجه رواه مسلم في "صحيحه" (1945) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، عن مالك، به.
(7) انظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) ، والمسألة الآتية برقم (1537) و (1538) .
(8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3266) ، والطبراني في "الأوسط" (7/35 رقم 6775) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/114) .
(9) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) و (ف) .
(10) في (ف) : «عن» بدل: «أن» .
(4/414)
بِشِمَالِهِ، وَلا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشْرَبُ بِشِمَالِهِ (1) ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَكَذَا حدَّثناه هِشَامٌ، وَقَدْ حدَّثني الأنصاريُّ (2) ،
عَنْ هشام بن حسَّان، عن عُبَيدالله بْنِ دِهْقان مَوْلَى أَنَسٍ، عَنْ أنس (3) ، عن النبيِّ (ص) .
1529- وسألتُ أَبِي (4) عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رواه داود بن رُشَيد (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «فإن الشَّيطان يشرب بها» .
(2) هو: محمد بن عبد الله بن المثنى. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا.
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/202 رقم 13097 و13098) من طريق يزيد بن هارون وخالد بن الحارث، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق عبد الأعلى وروح، والطبراني في "الأوسط" (1253) من طريق أسد بن عُبيدة البجلي، جميعهم عن هشام، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24429) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق يزيد بن هارون، وأحمد في "مسنده" (3/203 رقم 13097) من طريق روح، والترمذي في "العلل الكبير" (556) من طريق عبد الله بن سعد الرازي، وأبو يعلى في "مسنده" (4272 و4274) من طريق عبد الأعلى، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عبد الله ابن دِهْقان، عن أنس به.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/47) : «عبد الله بن دهقان ويقال: عبيد الله بن دهقان» .
وقال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: يقال: عبيد الله بن دهقان، وعبد الله بن دهقان، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
(3) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7147) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به داود بن رُشيد» .
(4/415)
عَنْ سَلَمة بْنِ بِشْر بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِير (2) الشَّامي، عَنْ أَبِي عِقال (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اثْرُدُوا وَلَوْ بِالمَاءِ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا النُّفَيلي (4) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير، عَنْ عبد الرحمن [السُّدِّيِّ] (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ أَبِي: عبَّادُ بنُ كَثِير هَذَا مضطربُ الْحَدِيثِ، ظننتُ أَنَّهُ أحسَنُ حَالا مِنْ عبَّاد بْنِ كَثِير الْبَصْرِيِّ، فَإِذَا هُوَ قريبٌ مِنْهُ.
1530 - وسألتُ أَبِي (6)
عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج القطَّان، عن عبد الله بن معاوية الزَّيْتوني، عن عبد العزيز بن [عمران] (7) بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن ابن
_________
(1) في (ت) : «صفي» .
(2) في (ت) و (ف) و (ك) : «بشر» .
(3) في (ف) : «ابن عقال» ، وأبو عقال هو: هلال بن زيد ابن يسار.
(4) هو: عبد الله بن محمد بن علي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (1110) ، والبيهقي في "الشعب" (5523) من طريق النفيلي، عن عباد، عن عاصم بن طلحة، عن أنس به.
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عباد» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (1790) .
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «السندي» ، وعبد الرحمن السدي: هو والد إسماعيل، ومولى قيس ابن مخرمة القرشي.
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
ونقل بعض هذا النص العينيُّ في "عمدة القاري" (21/44) .
(7) في جميع النسخ: «عمر» ، والمثبت من "الجرح والتعديل" (5/390) ، و"تهذيب الكمال" (18/178) ، ومصادر التخريج الآتية. ورواية عبد العزيز بن عمران أخرجها ابن منده - كما في "الإصابة" (3/77) - وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/299) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/913) .
قال ابن منده: «هذا حديثٌ غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
وقال أبونعيم: «وصوابه: ابن عبد الله بْنِ السَّائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده» .
وقال ابن حجر في "الإصابة": «يعني: فيكون من مسند السَّائب» .
(4/416)
أبي ذِئْب (1) ، عن عبد الله بْنِ السَّائب بْنِ خبَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يأكُلُ قَدِيدًا (2) فِي طَبَقٍ مُتَّكِئًا، ثُمَّ قَامَ (3) إِلَى فَخَّارَةٍ فِيهَا ماءٌ فشَرِبَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وعبدُالعزيز: متروكُ الحديث.
1531 - وسألتُ أَبِي (4) عَن حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ (5) ،
عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوَدِدتُّ أَنَّ عِنْدِي خُبْزَةً بَيْضَاءَ مِنْ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ، مُلَبَّقَةً (6) بِسَمْنٍ ولَبَنٍ ... ، الحديثَ؟
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) القَديدُ: اللحمُ المَمْلوح المجفَّف في الشَّمس. "النهاية" (4/22) .
(3) في (ش) : «قال» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3818) ، وابن ماجه في "سننه" (3341) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/199) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/326) ، وفي "الشعب" (5600) .
قال العقيلي: «حدثنا أحمد بن أصرم بن خزيمة قال: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له في حديث أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: عن النبيِّ _ج في الملبَّقة، فأنكره أبو عبد الله، وقال: من روى هذا؟ قيل له: الحسين بن واقد. فقال بيده، وحرَّك رأسه، كأنه لم يرضاه» . وقال أبو داود: «هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السَّختياني» . وعدَّ الذهبي في السير (7/104) هذا الحديث من مناكير الحسين بن واقد.
(6) أي: مُلَيَّنة، يقال: ثَرِيد مُلَبَّقٌ: مُلَيَّن بالدَّسَم. انظر "القاموس" (ل ب ق/ص921) .
(4/417)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب السَّخْتِياني، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب بْنِ خُوطٍ.
1531/أ - وَكَذَلِكَ الحديثُ الآخرُ الَّذِي يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمان (1) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : دِبَاغُ الأَدِيمِ (2) طُهُورُهُ (3) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا أَيْضًا باطلٌ.
قلتُ: فأيُّوبُ بن خُوطٍ روى عَنْ نَافِعٍ؟
قَالَ: نَعَمْ! وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ.
قلتُ: فحسينُ بنُ وَاقِدٍ رَوَى عَنْ أيُّوب بْنِ خُوطٍ شيءً (4) ؟
قال: لا أدري.
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (1/48) . ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/88) . قال الدارقطني: «إسناد حسن» .
وقول الدارقطني لا يُعارض قول أبي حاتم، فمقصود الدارقطني بالحُسْن: الغرابةُ والنكارة، انظر مزيدًا من الأمثلة على ذلك من كلام الدارقطني في كتاب "الإرشادات، في تقوية الأحاديث بالشواهد = = والمتابعات" للأخ طارق بن عوض الله (ص 145) فما بعدها.
(2) الأديم: الجلد ما كان، وقيل: الأحمر، وقيل: هو المدبوغ. «لسان العرب" (12/9) .
(3) في (ت) و (ك) : «طهور» .
(4) قوله: «شيء» ليس في (ف) ، ويخرَّج ما في النسخ على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4/418)
1532 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛ حدَّثنا عبد الله بن داود (2) ، عن عُقْبَة ابن وَهْب؛ حَدَّثَنِي أَبِي: أنَّ الهَجَنَّعَ (3) قَالَ: يَا رسولَ اللهِ (4) ، مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ المَيْتَة؟ قَالَ (5) : نَغْتَبِقُ ونَصْطَبِحُ؛ قَدَحًا باللَّيلِ، وقَدَحًا بِالْغَدَاةِ، قَالَ (6) : ذَاكَ الجُوعُ، كُلْهَا، وأحلَّها لَهُمْ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ (7) أهلُ الْعَرَبِيَّةِ: الصَّبُوحُ: شُربُ الغَدَاة، والغَبُوقُ: شربُ العَشِيِّ (8) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/197) .
(2) هو: الخريبي.
(3) قوله: «الهجنع» ضبب عليه ناسخ (ف) . وقد ترجم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (10/282) للهَجَنَّع هذا، وقال: «ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأً فاحشًا، وأورد من طريق عقبة بن وَهْب بن عقبة، عن أبيه: أَنَّ الهَجَنَّع قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يحلُّ لَنَا مِنَ الميتة؟ ... الحديث، وقوله: الهَجَنَّع تصحيفٌ؛ وإنما هو: الفُجَيع بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة، وقد تقدَّم في حرف الفاء على الصَّواب، والحديث عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في "المؤتلف" من الطريق التي أخرجها ابن قانع؛ فقال: عن الهَجَنَّع بن عبد الله، فذكره، وقال: كذا وقع، والصَّواب: الفُجَيع بن عبد الله» . اهـ.
وقد ترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (7/93) لفجيع العامري وذكر أن الراوي عنه هو وهب بن عقبة! وانظر "تهذيب الكمال" (23/144) .
(4) لفظ الجلالة: «الله» ليس في (ك) .
(5) أي: الهَجَنَّع.
(6) في (ك) : «فإن» .
(7) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(8) قال الخطابي في "غريب الحديث" (1/532) : «أخبرني أبو عُمَرَ: أنا أبو العَبَّاس ثَعْلَبٌ عن الكوفيِّين، والمُبَرِّدُ عن البصريِّين، قالوا: شُرْبُ الغدَاةِ: الصَّبُوحُ، وفي نصفِ النهار: القَيْلُ، وبالعشيِّ: الغَبُوقُ، وبين المغرب والعَتَمة: الفَحْمَةُ، وفي السَّحَرِ: الجَاشِرِيَّة، وكلُّ شَرَابٍ شُرِبَ في أيِّ زمانٍ كان، فهو: الصَّفْحُ، يقال: أتاني فصَفَحْتُهُ، أي: سَقيْتُهُ، وأتاني فأصفحْتُهُ: إذا حَرمْتَهُ وردَدْتَهُ» .
وانظر: "النهاية" (3/6 و341) ، و"لسان العرب" (2/504) و (10/281) .
(4/419)
قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ مُسَدَّد! وَإِنَّمَا هُوَ: وَهْب بْنُ عُقبَة؛ حدَّثنا أَبُو نُعَيْم (1)
بِهَذَا الْحَدِيثِ، هُوَ: وَهْب بْنُ عُقْبَة.
1533 - وسألتُ أَبِي (2) عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي أُوَيس (3) ؛
_________
(1) هو: الفضل بن دُكين. وروايته أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (36) من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن الفضل بن دُكَين، عن وَهْب بن عقبة، عن أبيه، عن الهَجَنَّع، به.
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (6/46) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/137) تعليقًا، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/144-145) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ عقبة بن وَهْب، عن أبيه، عن الفُجَيع، به.
ورواه أبو داود في "سننه" (3817) من طريق هارون ابن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (823) من طريق أبي أمية، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/338) من طريق إبراهيم الحربي، والطبراني في "الكبير" (18/321 رقم829) من طريق علي بن عبد العزيز، جميعهم عن أبي نعيم بمثله.
ووقع في رواية هارون بن عبد الله عند أبي داود: «قال أبو نعيم: فسره لي عقبة: قدح غدوة، وقدح عشية ... » .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (37) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/231) .
= ... ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/357) وقال بعد أن روى أحاديث عدَّة: «وفي ثبوت هذه الأحاديث نظرٌ» .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) هو: إسماعيل بن عبد الله. وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (350/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ، ولا يجوعُ أهلُ بيتٍ ... » الحديث. وقال: «تفرَّد به أبو أويس عنه بهذه الألفاظ، ولم يروه عنه غير مُعلَّى بن منصور الرازي» .
(4/420)
حَدَّثَنِي أَبِي (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: قَدِمَ على النبيِّ (ص) ناسٌ، فَرَأَى أجسامَهُمْ ضارِعَةً (2) ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا بِأَرْضِكُمْ أُدُمٌ؟ قَالُوا: لا؛ قَالَ: فَمَا يَكُونُ بِأَرْضِكُمُ الخَلُّ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: فَإِنَّهُ أُدُمٌ (3) . وَلا أُرَاهُ إِلا قَالَ لأناسٍ قَدِمُوا على النبيِّ (ص) مِنَ البَحْرَيْنِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
1534 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (7) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَاصِل، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنِ ابنِ مَعْقِل بْنِ يَسَار؛ أنَّ مَعْقِلاً قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، ولْيَأْكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن عبد الله المدني.
(2) الضَّارِعُ: النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. "النهاية" (3/84) .
(3) الأُدُم - بضم الهمزة والدال، وقد تُسَكَّن الدال - جمع الإدَام، وهو ما يؤكل مع الخبز أيَّ شيء كان. وإذا سكنت الدال جُمع الجمع على «آدام» . "النهاية" (1/31)
(4) في (ف) : «التحرير» بدل: «البحرين» .
(5) لعل ما يبين وَجْه نكارة الحديث ما رواه ابن عمار الشَّهيد في "علل أحاديث كتاب الصحيح" (25) من طريق الإمام أحمد بن صالح المصري أنه قال: وحدثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأنصار أن رسول الله (ص) سأل قومًا: «ما إدامكُم؟» قالوا: الخلُّ. قال: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ» . اهـ. فهذا يبين أن أصل الحديث مرسل، والله أعلم.
(6) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(7) هو: سليمان بن داود.
(4/421)
قَالَ أَبِي: إنَّما يَرْوِيهِ عَنْ يونس (1) ، عن الحسن؛ أنَّ معقلً (2) قَالَ: نَهَى ... .
1535- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بْنِ سُلَيمان الرَّازِي (4) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَفْرِيقِيِّ (5) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرداء، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه نَهى عَنْ أَكْلِ (*) المُجَثَّمَةِ (6) ، والنُّهْبَى، والْخَطْفَةِ (7) ، وَعَنْ أَكْلِ (*) كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السِّبَاع (8) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2072) ، وابن ماجه في "سننه" (3278) ، والروياني في "مسنده" (1306) ، والطبراني في "الكبير" (20/200 رقم 450) من طريق يزيد بن زريع، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1089) ، والطبراني في "الكبير" (20/201 رقم 453) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، والطبراني (20/200 رقم 451 و452) من طريق عامر بن صالح والمضاء الخزاز، جميعهم عن يونس، به.
(2) في (ش) : «عن الحسن بن معقل» ، والمثبت من بقية النسخ، و «معقل» : عَلَمٌ مصروفٌ منوَّنٌ، فحقُّه هنا أن يكون بألف تنوين النصب «معقلاً» ؛ لكنَّها حذفتْ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1521) .
(4) تقدم تخريج روايته والكلام عليها في المسألة رقم (1521) .
(5) هو: عبد الله بن علي.
(*) ... قوله: «أكل» ليس في (ف) .
(6) في (ك) : «المحتمة» .
(7) تقدم تفسير المجثمة والنهبى والخطفة، في المسألة رقم (1521) .
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «السبع» .
(4/422)
والْمُجَثَّمَة: التي تُصَبَّرُ (1) بالنَّبْلِ (2) ؟
قال أَبِي: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي الدَّرداء لا يَسْتَوِي (3) .
1536 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَكْلِ لحومِ الحُمُرِ الأهليَّة.
وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَير (7) ، عن عُبَيدالله؛ حدَّثني نَافِعٌ وَسَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) في (ت) : «يصبر» .
(2) في (أ) و (ش) : «بالليل» ، وفي (ف) غيِّرت «بالنبل» إلى «بالليل» ، أو العكس، قال في "اللسان" (12/83) : «قال أبو عبيد [في "غريب الحديث" (1/255) ] : والمُجَثَّمَةُ التي نُهِيَ عنها: هي المصبورة، وهي: كلُّ حيوان يُنصَبُ ويُرمَى ويقتل، قال أبو عبيد: ولكنَّ = = المجثَّمة لا تكون إلا من الطير والأرانب وأشباهها مما يَجْثُمُ بالأرض، أي: يلزمها؛ لأنَّ الطَّيْرَ تَجْثُمُ بالأرض إذا لزمتها ولبدت عليها؛ فإنْ حبسها إنسانٌ قيل: قد جُثِّمَتْ؛ فهي مُجَثَّمَةٌ: إذا فُعِلَ ذلك بها، وهي المحبوسةُ، فإذا فَعَلَتْ هي مِنْ غير فعل أحدٍ، قيل: جَثَمَتْ تَجْثُمُ وتَجْثِمُ جُثُومًا، فهي جاثمة» . اهـ. وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/239) ، و"تاج العروس" (ج ث م) .
(3) أي: لا يجيء؛ لأن سعيد بن المسيب ليس معروفًا بالرواية عن أبي الدرداء؛ قال الدارقطني في "العلل" (1070) ، في كلامه على هذا الحديث: «ولا يَثْبُتُ سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» ، وكأن الناسخ صوبها. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1498) ، وذكر فيها أبو زرعة: أنَّ الوَهَمَ من الدراوردي.
(5) هو: عبد العزيز بن محمد.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري.
(7) هو: عبد الله. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" عقب الحديث رقم (1936) .
(4/423)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْنِ نُمَير أصحُّ.
1537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي جُويرِيَة، عَنْ جُوَيْرِيَة (2) بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهري؛ أنَّ أَبَا بكر بن عبد الله (3) بن عبد الله ابن عمر أخبره؛ أنه سَمِعَ عبدَاللهِ ابنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ... ، الحَديث؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جُوَيْرِيَةُ يَهِمُ فيه (4) .
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) و (1528) ، والمسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2415) و (2521) .
(2) قوله: «عن جويرية» سقط من (ك) .
(3) كذا وقع هنا من رواية جويرية، عن مالك: «أبو بكر بن عبد الله ... » مكبَّرًا، وكذا ذكر الدارقطني في "الموطآت" - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (6/269) - وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) رواية جويرية وفيها: «أبو بكر بن عُبَيدالله ... » مصغَّرًا، وهو الموافق للثابت من رواية الجماعة عن مالك، وانظر "مرويات الإمام الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دمفو (3/1515-1516) ، والمسألة رقم (1489) و (1522) .
وقد ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «بن عبد الله» .
(4) أي: في ذكره السَّماع بين أبي بكر وجدِّه عبد الله بن عمر. وقد صرَّح الدارقطني في "العلل" (1713) بأن أبا بكر لم يسمعه من جدِّه ابن عمر، وإنما من عمه سالم، عن أبيه. وانظر "العلل" له (100) و (4/54/أ) . قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «ووقع في رواية جويرية، عن مالك، في "الموطآت" للدارقطني: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ أبا بكر بن عبد الله أخبره؛ أنه سمع عبد الله بن عمر، وهو من أغرب ما يكون» . اهـ.
وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) أن جويرية رواه عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر، ثم قال: «وحديث مالك كحديث جويرية قديمٌ، وكان يسنده» . اهـ. وقوله: «كحديث» يظهر أن صوابه: «من حديث» .
والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (2/922-923) - ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/33 و146 رقم 4886 و6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) - عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، ليس فيه تصريحٌ بالسَّماع.
وقد عرض ابن عبد البر في "التمهيد" (11/109-112) لاختلاف الرواة على مالك في هذا الحديث، ولم يذكر رواية جويرية، وإنما ذكر رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عمر، عمَّن حدثه؛ أنه سمع ابن عمر ... ، الحديث، ثم قال ابن عبد البر: «قال الدارقطني: روى هذا الحديث عمر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ القاسم بن عُبَيدالله، عن عبد الله بن عمر، وهو - أي القاسم - أبو بكر الذي روى عنه الزهري، وقال: عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فأشبه أن يكون قول إبراهيم بن طهمان له وجه، والله أعلم» . اهـ.
(4/424)
1538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (2) ابن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله، عن ابن عمر (3) :
أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم ... ، الحديثَ؟
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وانظر المسألة السابقة.
(2) في (ش) : «عبد الله» .
(3) كذا في جميع النسخ: «عن عبد الله، عن ابن عمر» ، وهو خطأٌ، فجميع الذين ذكروا مخالفة ابن بكير ذكروها على النحو التالي: عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله، عن أبيه (عُبَيدالله) ، عن جده (عبد الله بن عمر) . عدا الدارقطني في "الغرائب" كما سيأتي في آخر هذا التعليق.
قال الجوهري في "مسند الموطأ" (ص 205) : «وفي رواية ابن بكير: عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن عمر» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (4/ل54/ب) الاختلاف في هذا الحديث، ومن ذلك قوله: «وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله، عن أبيه، عن جده، وكذلك قيل عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ مالك» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/110) : «وقال ابن بكير في هذا الحديث: عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، ولم يتابعه أحدٌ من أصحاب مالك على ذلك فيما علمت، وإنما يجعلون الحديث لأبي بكر بن عبيد الله، عن جده، لا يقولون فيه: عن أبيه كما قال ابن بكير» . اهـ.
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «قال ابن العربي في "العارضة": اتفق أكثر الرواة عن مالك على هذا، وخالفهم يحيى بن بكير فقال: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده؛ زاد فيه: " عن أبيه " قلت [أي ابن حجر] : أورده الدارقطني في "الغرائب" من رواية يحيى بن بكير، وليس فيه: " عن جده " وإنما فيه: " عن أبيه " حسبُ، فإذا حملنا قوله: "عن أبيه" على أن المراد "جده" وافق الجماعة» .
(4/425)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ يَحْيَى.
1539- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بن عائِشَة (2) ،
عن عبد الرحمن بْنِ حمَّاد بْنِ (3) عِمْرَانَ بْنِ موسى بن طَلْحَة بن عُبَيدالله،
_________
(1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(2) هو: عُبَيدالله بن محمد بن حفص ابن عائشة. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/165) ، والشاشي في "مسنده" (11) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/60) ، والحاكم في "المستدرك" (3/370 و4/411) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/57) ، جميعهم، عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبيه، عن طلحة بن عُبَيدالله، به. ورواه البزار في "مسنده" (949) من طريق سليمان ابن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن حماد، بمثله.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد» .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (54/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به طلحة بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» .
(3) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(4/426)
عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ طَلْحَة بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ أَبِيهِ، عن طَلْحَة بن عُبَيدالله؛ قَالَ: دخلتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وَفِي يَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ (2) ، فَأَلْقَاهَا إليَّ وَقَالَ: إِنَّهَا تُجِمُّ الفُؤَادَ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
1540- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه إبراهيم بن موسى (6) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ بزيادة: «عن أبيه» ، ولم نقف عليه من هذا الوجه.
(2) السَّفَرْجَلَةُ: واحدة السَّفَرْجَل، وهو من الفواكه؛ قال في "تاج العروس" (14/347) : «السَّفَرْجَلُ: ثمَرٌ مَعْرُوفٌ، قالَ أبو حَنِيفَةَ: كثِيرٌ في بِلادِ العَرَبِ. قَابِضٌ مُقَوٍّ مُدِرٌّ مُشَهٍّ لِلطَّعامِ والْبَاهِ، مُسَكِّنٌ لِلْعَطَشِ، وإِذا أُكِلَ عَلى الطَّعامِ أَطْلَقَ، وأَنْفَعُهُ: ما قُوِّرَ وأُخْرِجَ حَبُّهُ، وجُعِلَ مَكانَهُ عَسَلٌ وطُيِّنَ وشُوِيَ في الفُرْنِ، ج: سَفارِجُ، الْواحِدَةُ: بِهَاءٍ، وتَصْغِيرُها: سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ» .
(3) تُجِمُّ الفؤادَ، أي: تُريحُه. وقيل: تجمعُه وتكمِّل صلاحَه ونشاطَه. "النهاية" (1/301) .
(4) قال البرذعي في "سؤالاته" (2/700-701) : «وشهدت أبا زرعة يحدِّث عن عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عائشة بحديث طلحة بن عبيد الله في السَّفَرْجَلَة: إِنَّهَا تُجِمُّ الفؤادَ. قَالَ أَبُو زرعة: "إما واهٍ"، وإما كلمة نحوها، ثم قال أبو زرعة: سئل = = أبو الوليد عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث البقَّالين» . اهـ. وانظر "تحفة الأشراف" (5004) ، و"لسان الميزان" (3/412) ، و"مختصر المستدرك" (721) .
(5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) .
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/379) ولكن من حديث: عبد الله بن عمر. قال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن حمدون، حدثنا أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة وابن حيويه قالوا: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا أَشْعَثَ بْنِ عَطَّافٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به» .
وقال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجرجاني، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا أشعث بن عطاف، بإسناده نحوه» . ثم قال: «وهذا عندي حديث إبراهيم بن موسى الفراء، عن أشعث، سرقه منه محمد بن حميد، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الحديث عن الثوري فقال: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) غير أشعث بن عطاف، ورواه ابن مهدي وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، وعن ابن عمر، عن النبي (ص) ، وهذا أصوب» . ووقع في المطبوع: «عن الثوري وعن أبي الزبير» ؛ وهو خطأ.
(4/427)
عَنْ أَشْعَث بْنِ عَطَّاف، عَنْ سُفْيَانَ (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ (3) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى (4) وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ أَشْعَث، وَكَانَ كُوفِيًّا؛ شيخٌ صالِحٌ (5) ، كان ها هنا عِنْدَنَا. والحديثُ حديثُ (6) ابنِ مَهْدِيٍّ (7) الَّذِي رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جابرٍ وابنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
1541 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه الفَضْل بن موسى
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(3) كذا في جميع النسخ: «عمر» ، والظَّاهر أنه خطأٌ صوابه: «ابن عمر» ، كما تقدَّم في التخريج، وكما يدلُّ عليه سياق المسألة.
(4) في (ف) : «معا» وعليها علامة المد. قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/576) : «المِعَى: المُصْران، وقصره أشهر من المد، وجمعه أمعاءٌ» .
(5) قوله: «شيخٌ صالح» خبر لمبتدأ محذوف، أي: «هو شيخٌ صالحٌ» . وهذا على قطع هذا الكلام عما قبله. ولو قيل بوصله، نُصِبَ: «شيخ صالح» خبرًا آخر لـ «كان» ، وكانت الجادَّة أن يقال: شيخًا صالحًا، لكنْ حذفت هنا ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «حديث» سقط من (ك) .
(7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2061) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2152) ، ورواه أبو عوانة في"صحيحه" (5/424) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، به.
(4/428)
السِّيناني (1) ، فاختَلَفَ الروايةُ عَنْهُ (2) :
فَرَوَى مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ المَرْوَزِي (3) ،
عَنِ الفَضْل بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بن عمرو؛ قال: كنتُ أَرْمِي (4) نَخْلا لِلأَنْصَارِ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبُوا بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، فَقَالُوا: هَذَا يَرْمِي نَخْلَنَا؛ قَالَ: يَا رَافِعُ، لِمَ تَرْمِ (5) نَخْلَهُمْ؟ ، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الجُوع؛ قَالَ: لا تَرْمِ، وَكُلْ مَا وَقَعَ، أَشْبَعَكَ اللهُ! .
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ك) : «الشيباني» ، ووضع في (ت) و (ف) علامة الإهمال على السين. وانظر "تهذيب الكمال" (23/254) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فاختلفتِ الروايةُ عنه» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى «الرواية» ، وهي مؤنَّثٌ غير حقيقي، وفي مثل ذلك يجوز تأنيثُ الفعلِ وتذكيرُهُ، وإنْ كان التأنيث أرجح. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (5/19 رقم 4460) من طريق أحمد بن داود المكي، والحاكم في "المستدرك" (3/444) من طريق أبي يحيى بن أبي ميسرة، كلاهما عن معاذ بن أسد، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن رافع، به.
ووقع عند الحاكم: «صالح بن أبي جعفر» بدل: «صالح بن أبي جبير» .
ومن طريق الطبراني رواه المزي في "تهذيب الكمال" (13/27) .
(4) في (أ) : «أومي» .
(5) في (ش) و (ك) : «لِمَ تَرْمي» ، وهو الجادَّة، ولكنهما نسختان ليستا بقويتين؛ والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أن الأصل: «لِمَ تَرْمِي» ، والفعلُ مرفوعٌ، لكنْ حُذفت منه الياء اجْتزاء بالكسرة قبلها، والاجتزاء بالحركات عن حروف المدِّ لغةٌ لهوازن وعليا قيس. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) .
والثاني: أنَّ الفعل مجزوم بـ «لِمَ» ، على ما ذهب إليه بعض النحاة من الجزم بـ «لِمَ» حملاً لها على «لَمْ» - وكأن ذلك لتشابههما في الصورة - وخرَّجوا على ذلك قراءةَ عُبَيد بن عمير في قوله تعالى: {لِمَ تَلْبِسُوا ... وَتَكْتُمُوا} [آل عِمرَان: 71] . وانظر كلام أبي حيان في "البحر المحيط" (2/516) ، وانظر كلام السمين الحلبي على هذه القراءة في "الدر المصون" (3/247) ، فهو مهم.
(4/429)
وَرَوَى الحسينُ بنُ حُرَيث (1) ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلان، عَنِ الفَضْل، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو؟
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: صالحُ ابنُ أبي جُبَير (2) . ورواه (3) أَبُو تُمَيْلَة (4) وقَصَّرَ بِهِ (5) ؛ والصَّحيحُ متصلٌ.
1542 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمان
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1288) ، و"العلل الكبير" (340) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن صحيح غريب» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف هذا إلا من حديث الفضل بن موسى، وصالح بن أبي جبير لا أعرف اسم أبيه» . اهـ.
(2) من قوله: «عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَافِعِ بْنِ عمرو، فسمعتُ أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(4) المثبت من (ت) وفي بقية النسخ: «أبو ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو تصحيفٌ. واسم أبي تميلة: يحيى بن واضح. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/274) ، والبيهقي في "السنن" (10/2) من طريقه، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ مولى الحكم بن عمرو الغفاري، عن أبيه؛ قال: شكا ناسٌ من أهل المدينة إلى رسول الله (ص) أن غلامًا من بني غِفار يرمي نخلَهم ... ، الحديث، واللفظ للبيهقي. قال البيهقي: «وهذا منقطع» .
(5) في (أ) و (ت) و (ش) : «وقصرته» .
(6) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(4/430)
الواسِطي (1) ،
عَنْ هُشَيم (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي العُرْيان المُجَاشِعي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) اليهودَ! حُرِّمَتْ عليهمُ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا، وأكلوا أثمانَهَا، وإنَّ اللَّهُ إِذَا حرَّم أكلَ شيءٍ حرَّم ثَمَنَهُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ (3) ؛ وَهِمَ فِيهِ هُشَيم.
_________
(1) لم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/293 رقم2678) قال: حدثنا سُرَيج، حدثنا هشيم؛ أخبرنا خالد الحذاء، عن بَرَكَة بن العُريان المجاشعي، قال: سمعت ابن عباس، به.
وبَرَكَةُ هذا كنيته: أبو الوليد، وقيل: أبو العريان. قال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/232-233) : «بركة أبو الوليد، عن ابن عباس، روى عنه خالد الحذَّاء والتيمي، هو: المجاشعي البصري، وقيل: هو أبو العريان المجاشعي» . وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/218) : «وقرأت بخط مغلطاي أن ابنَ خَلْفون سمَّى أباه: العُرْيان. والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان» .
ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/402) من طريق أحمد بن زهير، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ هشيم، عن خالد، عن بركة أبي العريان المحاربي، عن ابن عباس، به. قال ابن عبد البر: «قال أحمد بن زهير: كذا قال: عن بركة أبي العريان، وسمعت أبي يقول: وأبو العريان الذي يحدث عنه خالد اسمه: أنيس» .
ورواه الطبراني في "الكبير" (12/155 رقم 12887) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/44) من طريق عمرو بن عوف الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذاء، عن بركة بن الوليد، عن ابن عباس، به.
(2) هو: ابن بشير الواسطي.
(3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/247 رقم 2221) من طريق علي بن عاصم، و (1/322 رقم 2961) من طريق محبوب بن الحسن، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/13) من طريق وهيب بن = = خالد، وأبو داود في "سننه" (3488) ، والبيهقي (6/13) من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (3488) ، والدارقطني في "السنن" (3/7) من طريق خالد بن عبد الله، وابن حبان في "صحيحه" (4938) من طريق يزيد بن زريع، والضياء في "المختارة" (9/510 رقم 493) من طريق عبد الوهَّاب، عن خالد، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس، به.
(4/431)
1543 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عمَّار بْنُ خَالِدٍ الواسِطي، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرة يُكْنى: أَبَا الفَضْلِ الأَشَجَّ، عَنْ جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكْلِ الطِّين، وَقَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ، فَقَدْ (2) أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ؟
فسمعتُه يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، والشيخُ لا أعرفُهُ.
1544 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن الواسِطي (4) ،
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (5) ، عَنِ الأَعمش، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَة بْنِ هُبَيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَا عابَ (6) رسولُ اللَّهِ طعامًا قَطُّ؟
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1487) .
(2) في (ف) : «فكأنما» .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (2228) ، وانظر المسألة رقم (2227) .
(4) لم نقف على روايته، لكن أخرجه مسلم في "صحيحه" (2064) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وأبي كريب ومحمد بن المثنى وعمرو الناقد، وأبو عوانة في "صحيحه" (8444) من طريق أحمد بن حنبل وعلي بن حرب، ستتهم عن أبي معاوية، به.
ثم رواه مسلم أيضًا من طريق أبي كريب ومحمد بن المثنى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(5) هو: محمد بن خازم.
(6) في (أ) و (ت) : «ما غاب» .
(4/432)
قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ عَلَى هَذِهِ (1) الروايةِ! إِنَّمَا هُوَ: الأَعْمَشُ (2) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
1545 - وسُئِلَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ حُمَيد (5) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ،
_________
(1) في (ف) : «هذا» .
(2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2568 و3563) ، وأحمد في "مسنده" (2/479 رقم 10212) من طريق شعبة، والبخاري (5409) ، ومسلم في "صحيحه" (2064) ، وأحمد (2/474 رقم 10141) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (2064) من طريق جرير وزهير بن معاوية، وأحمد (2/481 رقم 10242) من طريق وكيع، وأبو عوانة في "صحيحه" (8436 و8437 و8439 و8441) من طريق أبي يحيى الحماني علي بن حرب وشيبان والوضَّاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (950) من طريق زائدة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (583) من طريق فضيل بن عياض، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة، به.
قال يحيى بن معين: «يرويه أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة، والناس يَروون هذا عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . "تاريخ ابن معين/رواية الدوري" (2217) . وذكر الدارقطني في "العلل" (2217) اختلاف الرواة في هذا الحديث على الأعمش ومن دونه، ثم قال: «والصَّحيح: عن شعبة وَغَيْرُهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة» .
(3) هو: سلمان الأشجعي.
(4) قوله: «وسئل» كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «وسئل أبي» . وسيأتي الجواب من أبي زرعة. وعلى ما أثبتناه يكون نائب الفاعل في قوله: «وسئل» ضميرًا يعود إلى «أبي زرعة» في المسائل السابقة قبل مسألتين، أو يعود إلى غير مذكور - وهو أبو زرعة أيضًا - لفهمه من السياق بعد، والله أعلم، انظر التعليق على المسألة رقم (400) .
(5) هو: محمد بن حميد الرازي.
(4/433)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيح (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لحومِ الجَلاَّلَةِ (2) وَأَلْبَانِهَا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) .
1546 - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّث بِهِ قَدِيمًا فِي كِتَابِ "الأطعمة"، عن عبد الرحمن بن عبد الملك الحِزَامي (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْك (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ أحبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) الذِّرَاعُ.
فلم يَقْرأ (6) ؛ قال: هو حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) الجَلاَّلة من الحَيَوان: الَّتي تأكل العَذِرَة؛ يقال: جَلَّتِ الدابةُ الجَلَّةَ واجتَلَّتها، فهي جالَّة وجلاَّلة: إذا التَقَطَتها. انظر "النهاية" (1/288) .
(3) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (3785) ، = = والترمذي في "جامعه" (1824) من طريق عبدة، وابن ماجه في "سننه" (3189) من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني في "الكبير" (12/311 رقم 13506) من طريق علي بن مسهر، والحاكم في "المستدرك" (2/34) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وروى الثوري، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، عن النبي (ص) مرسلاً» .
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة، ويكنى أبا بكر، وروايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (628) إلا أنه وقع في المطبوع: «أبو بكر ابن عبد الرحمن» ، وصنيع محقق الكتاب في التعريف برجال الإسناد يدل على أن الخطأ ليس في الأصل؛ لأنه عرف بعبد الرحمن، فالظاهر أن كلمة «بن» خطأ في الطباعة، والله أعلم.
(5) هو: محمد بن إسماعيل.
(6) أي: فلم يقرأه علينا.
(7) ذكر البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث المتقدم في المسألة رقم (1514) ؟ قال: «فأمرني أن أضرب عليهما، ولم يقرأهما» .
(4/434)
عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْشْرِبَةِ
1547 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلى المُحَارِبي، عَنْ زَائِدَةَ (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْب بْنِ عُجْرَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ بِشَرَاب، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، فناول أعرابيًّ (5) ... الْحَدِيثَ (6) ؟
وَقَالَ (7) أَبِي: هَكَذَا حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى (8) ! وأردتُّ أَنْ أقولَ حِينَ حدَّثني بِهِ: أَنَّهُ خطأٌ، فتركتُ، وَلَمْ أقلْ شَيْئًا، وَهُوَ خطأٌ.
قَالَ أَبِي: أصحابُ زَائِدَةَ يُخَالِفون فِي هَذَا الْحَدِيثِ، يَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ زائدة (9) ، عن أبي طُوَالَةَ عبدِاللهِ بنِ عبد الرحمن
_________
(1) في (ت) : «باب علل» .
(2) انظر المسألة الآتية برقم (1573) .
(3) هو: ابن قدامة الثقفي.
(4) كذا، والمشهور بالرواية من ولد إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ هو: سَعْد، وترجمته في "الجرح والتعديل" (4/80 رقم 348) ، و"تهذيب الكمال" (10/248) .
(5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) .
(6) هو الحديثُ المعروفُ الذي فيه أن النبيَّ (ص) بعد ما فرغَ من الشُّرب أعطى الإناءَ الأعرابيَّ لكونه عن يمينه، وفيه أنه (ص) قال: «الأيمنون الأيمنون» .
(7) في (أ) و (ش) : «هو قال» .
(8) في (ش) : «علي» .
(9) كذا في جميع النسخ، ومن الواضح أن قوله: «يحيى بن يعلى» هنا لا معنى له، فالصواب حذفه، أو تكون العبارة: «أَصْحَابُ زَائِدَةَ يُخَالِفُونَ فِي هَذَا الحديث يحيى بنَ يعلى؛ يقولون: عن زائدة ... » . ولم نجد رواية زائدة هذه التي ذكرها أبو حاتم، ولكنَّ الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2571) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) من طريق سليمان بن بلال، عن أبي طُوالة، به.
(4/435)
ابن مَعْمَر، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟
قَالَ: هَذَا حديثٌ معروفٌ بِهِ أَبُو طُوَالَة، غَيْرَ أنَّ يَحْيَى كَذَا حدَّثنا، وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الأَدَمي: أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَهُ عَنْ يَحْيَى كَذَا (1) .
قَالَ أَبِي: وتوهَّمْتُ (2) أَنْ يَكُونَ وَهِمَ الشيخُ (3) ، وَكَانَ فِي قَلْبِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الأَدَمي بِبَغْدَادَ: كَذَا سَمِعَهُ (4) مِنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلى؛ فسَكَنَ قَلْبِي.
1548 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه شَرِيك (6) ، عن
_________
(1) يعني: عن يَحْيَى بْنُ يَعلَى، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي طُوالة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) .
(2) في (أ) و (ش) : «توهمت» بلا واو.
(3) يعني: إبراهيم بن راشد الأَدَمي.
(4) كذا في جميع النسخ: «سمعه» ، وكأن هناك من حاول إصلاحها في (ش) إلى «سمعتُهُ» ، فزاد نقطتين بين العين والهاء من غير سنّة للتاء، وكانت الجادَّة أن يقال: «سمعتُهُ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح على أن أبا حاتم يقول: وكان في قلبي ريبٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كتابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الآدَمِيِّ ببغداد أنَّه سَمِعَهُ كذلك من يحيى بن يَعلى، كما رواه غيره من أصحاب زائدة؛ فسَكَنَ قلبي.
(5) في (أ) : «أبي زرعة» .
(6) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/274) ، وفي "شرح المشكل" (2111) من طريق أبي غسان، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (719) من طريق عثمان ابن أبي شيبة، والطبراني في "الأوسط" (654) من طريق علي بن حكيم الأودي، ثلاثتهم عن شريك، به.
(4/436)
حُمَيد (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخَلَ، فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وَهُوَ قَائِمٌ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شَرِيكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شَرِيك (2) ،
عن عبد الكريم، عن البَرَاء بن أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دَخَلَ فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وهو قائم.
_________
(1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(2) روايته أخرجها البغوي في"الجعديات" (2255) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ شَرِيكٍ، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) من طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الكريم، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1755) ، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أم سليم. ورواه الدارمي في "مسنده" (2170) من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أنس، عن أم سليم، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، به. مثل رواية منصور بن سلمة.
وثَمَّ اختلافاتٌ أخرى تنظر في "العلل" للدارقطني (5/217/ب) ، وحاشية "مسند الطيالسي" (1755) ، وحاشية "مسند أحمد" (6/376 رقم 27115) .
(3) كذا في جميع النسخ: «البراء بن أنس» ، ووقع في بعض مصادر التخريج: «البراء ابن بنت أنس» ، وفي بعضها: «البراء بن زيد ابن بنت أنس» ؛ وبهذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/400 رقم 1573) . وما وقع هنا يمكن أن يكون له وجهٌ؛ بأن يكون نُسب إلى جدِّه لأمه، وله نظائر، فأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، يقال له: «أبو القاسم بن مَنيع» ويقال له: «ابن بنت مَنيع» يُنسب إلى جدِّه لأمه: أحمد بن مَنيع الحافظ، صاحب "المسند"، ولهذا تجدُ أحاديثَ "مسند الحِبِّ ابن الحِبِّ أسامة بن زيد لأبي القاسم البغوي مصدَّرةً بـ «حدثنا ابن مَنيع» وهو هو. ومثله سُليمان بن شرحبيل؛ نُسب إلى جدِّه لأمه، وهو سليمان بن عبد الرحمن. ويقال: ابن بنت شرحبيل، ترجمته في"الجرح والتعديل" (4/129 رقم 559) . وانظر المسألة رقم (80) و (208) و (390) و (1186) و (1277) و (2273/أ) و (2462) و (2596) و (2678) و (2748) من هذا الكتاب، والله أعلم.
(4/437)
1549 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حَدِيثٍ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي بُرْدَة (5) ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (6) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فوَهِمَ أَبُو الأَحْوَص (7) ،
فَقَالَ: عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، قَلَبَ (8) مِنَ (9) الإِسْنَادِ مَوْضِعًا،
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482) معظم هذا النص بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (1551) .
(2) في (ف) و (ك) : «الأخوص» . وأبو الأحوص هذا: هو سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23930) ، والنسائي في "سننه" (5677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/204) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الكبير" (22/198 رقم 522) .
(3) هو: ابن حرب.
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
(5) هو: ابن نيار.
(6) في (ش) : «ولا تشكروا» .
(7) في (أ) و (ف) و (ك) : «الأخوص» ، وفي (ش) : «الأجوص» . قال النسائي: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، غَلِطَ فِيهِ أبو الأحوص سلاَّم بن سُلَيم، لا نعلم أن أحدًا تابعه عليه من أصحاب سِماك بن حرب، وسِماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين. قال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث» . وقول الإمام أحمد هذا رواه عنه أيضًا أبو زرعة كما في المسألة الآتية برقم (1551) .
وقال الدارقطني في "العلل" (955) : «يرويه أبو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، واختُلف عن أبي الأحوص؛ فقال عنه سعيدُ بن سليمان، عن سماك، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، ووهم فيه على أبي الأحوص؛ ووهم فيه أبو الأحوص على سماك أيضًا. وإنما روى هذا الحديث سماك، عن القاسم، عن ابن بردة، عن أبيه، ووهم أيضًا في متنه في قوله: " ولا تسكروا " والمحفوظ عن سماك أنه قال: وكلُّ مسكر حرام» . وقال في "السنن" (4/259) : «وَهِمَ فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه» .
(8) في (ش) : «قلت» .
(9) قوله: «من» سقط من (ف) .
(4/438)
وصحَّف فِي مَوْضِعٍ؛ أمَّا القَلْبُ: فَقَوْلُهُ: «عَنْ أَبِي بُرْدَة» ، أَرَادَ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (1) ، ثُمَّ احْتَاجَ أَنْ يَقُولَ: «ابْنُ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ» ، فقَلَبَ (2) الإِسْنَادَ بِأَسْرِهِ، وأَفْحَشَ فِي الْخَطَإِ. وأَفْحَشُ مِنْ ذَلِكَ وأَشْنَعُ: تصحيفُهُ فِي (3) مَتْنِه: اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (4) (5) .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ: أَبُو سِنَان ضِرَارُ بْنُ مُرَّة، وزُبَيدٌ الْيَامِيُّ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار (6) ، وسِماكُ بْنِ حَرْبٍ (7) ، والْمُغِيرةُ بْنِ سُبَيْع (8) ، وعَلْقَمةُ بْنِ مَرْثَد (9) ، والزُّبَيرُ بْنِ
_________
(1) في (ك) : «أبي بريدة» . وابن بريدة هو: عبد الله بن بريدة ابن الحصيب.
(2) في (ش) و (ك) : «فقلت» .
(3) في (ش) : «من» .
(4) في (ش) : «ولا تشكروا» .
(5) التصحيف في متن الحديث في موضعين؛ الأول: قوله: «اشْرَبُوا في الظُّرُوفِ» ، والمحفوظ: «اشْرَبُوا في الأَسْقِيَةِ» . والثاني: قوله: «ولا تَسْكَرُوا» ، والمحفوظ: «وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ؛ وَفِي حَدِيثِ بعضهم: «اجتنبوا كلَّ مسكر» كما يأتي في كلام أبي زرعة. وانظر كلام الدارقطني في التعليق على أول جواب أبي زرعة. وانظر كلام الإمام أحمد في المسألة رقم (1551) .
(6) المعنى: أن ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ رَوَيا هذا الحديث عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ورواية ضرار أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11803) ، وأحمد في "مسنده" (5/350 رقم 22958) ، ومسلم في "صحيحه" (977) . ورواية زُبَيْد أخرجها أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23003) ، ومسلم في "صحيحه" (977) .
(7) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5678) ، والطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) .
(8) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11812) ، والنسائي في "سننه" (2033) .
(9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23016) ، ومسلم (977) .
(4/439)
عَدِي (1) ، وعطاءٌ الخُرَاساني (2) ، وسَلَمَةُ بن كُهَيل (3) ، كلُّهم عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) : نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، ونَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، ونَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلاَّ فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الأَسْقِيَةِ، وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا.
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ قَالَ (4) : وَاجْتَنِبُوا (5) كُلَّ مُسْكِرٍ، وَلَمْ يَقُلْ أحدٌ (6) مِنْهُمْ: وَلا تَسْكَرُوا، وَقَدْ بانَ وَهَمُ (7) حديثِ أَبِي الأَحْوَص مِنِ اتفاقِ هؤلاءِ (8) [المُسَمَّيْنَ] (9) ؛ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ خِلافِهِ.
1550 - وسألتُ (10) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ يحيى بن يَمان (11) ،
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (4430 و5651) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7884) .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6708 و16957) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23005) ، ومسلم في "صحيحه" (977) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23015) .
(4) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(5) في (ك) : «اجتنبوا» بلا واو.
(6) في (ت) و (ف) و (ك) : «أحدًا» .
(7) في "التنقيح": «وقد بان خطأ» .
(8) في جميع النسخ: «وهؤلاء» بزيادة واو، وقد طُمِست الواو في (أ) ، وجاء على الصَّواب في "التنقيح" لابن عبد الهادي.
(9) تصحَّفت هذه الكلمة في جميع النسخ إلى: «المشمس» ، والتصويب من "التنقيح".
(10) نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) كلام أبي زرعة هذا. وستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (1552) .
(11) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23858) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/286 رقم 585) ، والنسائي في "سننه" (5703) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، وابن عدي في "الكامل" (3/29) ، والطبراني في "الكبير" (17/243 رقم 675) ، والدارقطني في "سننه" (4/263) ، وفي "العلل" (6/193) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) .
(4/440)
عَنْ سُفْيان (1) ، عَنْ مَنْصور (2) ، عَن خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) عَطِشَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بشَرَابٍ مِنَ السِّقَاية (3) ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ (4) ، فَقَالَ: عَلَيَّ ذَنُوبًا (5) مِنْ زَمْزَمَ، فصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا إسنادٌ بَاطِلٌ (6)
عن الثَّوْري، عن مَنْصور؛
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) أي: فأُتِيَ بنبيذٍ من السِّقَاية، كما في مصادر التخريج، وكما يأتي في المسألة رقم (1552) .
(4) أي: قبض ما بين عينيه كما يفعلُه العَبوسُ. "النهاية" (4/79) .
(5) الذَّنُوب - وِزانُ صَبُور -: الدَّلْوُ العظيمةُ، قالوا: ولا تُسمَّى ذَنُوبًا حتى تكونَ مَملوءَةً ماءً. انظر "المصباح المنير" (ذ ن ب/1/210) ، وقوله: «عَلَيَّ ذَنُوبًا» بالنصب كذا جاء في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «عَلَيَّ بذَنُوبٍ» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على النصب على نزع الخافض. وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) .
(6) روى البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) بإسناده إلى أبي موسى قال: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان، عن منصور في النبيذ ... قال: لا يحدث به.
ونقل أبو داود في "مسائله" (1903) عن الإمام أحمد أنه قال: «هذا منكر» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) : «ولم يصحَّ» . وقال في "التاريخ الأوسط" (2/52) : «ولم يثبت» .
وقال النسائي: «وهذا خبرٌ ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتجُّ بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه» .
وقال ابن عدي: «سمعت عبدان يقول: سمعت ابن نمير يقول: أخطأ ابن يمان على الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود، وإنما هُوَ: الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صالح، عن المطلب قال: عطش النبي (ص) ... فذكره» .
وقال ابن عدي: «ويحيى بن يمان قد وهم في حديث النبي (ص) ... فذكره» .
وقال الدارقطني في "السنن" (4/264) : «وهذا حديثٌ معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي، عن أبي صالح» .
وذكر نحوه في "العلل" (1061) وزاد: «والكلبي متروكُ الحديث، ولا يحفظ هذا من حديث منصور إلا من رواية يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وقد تابعه عبد العزيز بن أبان - وهو متروكٌ - عن الثوري، وتابعهما أيضًا اليسع بن إسماعيل - وهو ضعيفٌ - عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ الثوري» .
وقال البيهقي: «ورواه يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ فغلط في إسناده» .
(4/441)
وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمان؛ وَإِنَّمَا ذَاكَرَهُمْ سُفْيَانُ (1) عَنِ الكَلبي (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ أَبِي وَداعة، مُرْسَلً (4) . ولعلَّ (5) الثَّوْري إِنَّمَا ذَكَرَهُ تعجُّبًا مِنَ الكَلبِي حِينَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ؛ مُستَنكِرًا (6) عَلَى الكَلبِي.
1551 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ (8) يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل
_________
(1) روايته ذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) فقال: وقال الأشجعي وغيره: عن سفيان ... .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به.
= ... ورواه الدارقطني في "السنن" (4/261-262) من طريق عمر بن علي المقدمي وشعيب بن خالد، كلاهما عن الكلبي، به.
(2) هو: محمد بن السَّائب.
(3) هو: باذام مولى أم هانئ.
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) في (ت) و (ك) : «فلعل» .
(6) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «مستنكر» ، وهو صحيحٌ أيضًا على لغة ربيعة المشار إليها.
(7) تقدمت هذه المسألة برقم (1549) ، ونقلها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482-483) .
(8) في (ف) : «أبي زرعة» .
(4/442)
_ح (1) يَقُولُ: حديثُ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة: خطأٌ؛ الإسنادُ والكلامُ:
فَأَمَّا الإسنادُ: فإنَّ شَرِيكً (4) وأيُّوبَ ومحمدً (5) ابني جابرٍ رَوَوْهُ (6) عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) كما روى (8) الناسُ: فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا (9) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا أَقُولُ: هَذَا خطأٌ! أمَّا (10) الصَّحيحُ:
_________
(1) في (ف) : «رضي الله عنه» بدل: «رحمه الله» .
(2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «الأخوص» . وأبو الأحوص: سلام بن سليم.
(3) هو: ابن حرب.
(4) كذا في جميع النسخ! إلا أنها غُيِّرَتْ في (أ) بخط مغاير إلى «شريكًا» ، وهو الجادَّة؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وجاءت على الجادَّة: «شريكًا» في "التنقيح". وشريك هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها النسائي (5678) .
(5) كذا في جميع النسخ و"التنقيح": «ومحمد» ، وغُيِّرَتْ في (أ) إلى «محمدًا» ، وانظر التعليق السابق. ورواية محمد أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) .
(6) في جميع النسخ: «روياه» ، ثم صوبت في (أ) وجاءت على الصَّواب في "التنقيح".
(7) هو: عبد الله.
(8) في (أ) و (ف) : «رواى» ، وفي (ك) : «رواه» .
(9) وفي ضمن هذا بيان للخطأ في الكلام، أي: المتن؛ فالصواب: كَمَا رَوَاهُ النَّاسُ: «فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ، والخطأ في رواية أبي الأحوص: «اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا» كما في المسألة رقم (1549) ، وانظر تعليقنا على نحو ذلك هناك.
(10) في (ف) : «إنما» .
(4/443)
حديثُ (1) ابنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ (2) .
1552 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَان، عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) طافَ بِالْبَيْتِ فاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بِنَبِيذٍ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ وجهَهُ، فَقِيلَ: أحرامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا.
فقلتُ لَهُمَا: مَا عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ؟ وَهَلْ هُوَ صحيحٌ؟
فَقَالا: أخطَأَ (4) ابنُ يَمَان فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، ورُوِيَ هَذَا الحديثُ، عَنِ الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعة، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ يَحْيَى بْنَ يَمَان دَخَلَ حديثٌ لَهُ فِي حديثٍ، رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد (5) مولى أبي
_________
(1) قوله: «حديث» ليس في (ف) ، والمثبت من بقية النسخ، وكانت الجادَّة فيها أن يقال: «أمَّا الصَّحيحُ: فحديثُ ابنِ بُرَيْدة ... » ؛ بإثبات الفاء في جواب «أمَّا» ، لكنَّ حَذف هذه الفاء أجازه بعضهم. انظر التعليق على المسألة رقم (637) .
(2) من قوله: «أما الصحيح ... » إلى هنا ليس في "التنقيح"، وفيه بدلاً منه: «ولم يخرجوه» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (1550) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1565) . ونقل معظم هذا النص ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) .
(4) في (ت) و (ك) : «خطأ» .
(5) في (أ) و (ش) : «خالد بن سعد بن خالد بن سعيد» ولم نَرَ أحدًا ذكر هذه الزيادة في ترجمته.
(4/444)
مسعود (1) ، [عن أَبِي مَسْعُودٍ] (2) : أَنَّهُ كَانَ يشربُ نبيذَ الجَرِّ (3) ، وَعَنِ (4) الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يطوفُ بِالْبَيْتِ ... الحديثَ، فسقَطَ عَنْهُ إسنادُ الكَلْبي، فَجَعَلَ إسنادَ مَنْصور عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، لِمَتْن (5) حديثِ الكَلْبي.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمَان؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) .
1553 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسن بن عَطِيَّة، وعُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (7) ، عَنْ حَكِيم بْنِ جُبَير، عَنْ سَعِيدِ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «ابن مسعود» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولعلَّه لانتقال النظر، وأثبتناه من "تنقيح التحقيق"، ومصادر التخريج المذكورة في المسألة رقم (1550) ، وسيأتي في كلام أبي حاتم ما يدلُّ عليه.
(3) النَّبِيذ: ما يُعملُ من الأشربة من التَّمْر والزَّبيب والعسل والحِنطة والشَّعير وغير ذلك. يقال: نَبَذْتُ التَّمر والعنب: إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا. وانتبذتُهُ: اتخذتُهُ نبيذًا. وسواء كان مُسكرًا أو غير مُسكر، فإنه يقال له: نبيذ، ويقال للخمر المُعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنَّبيذ: خمرٌ. والجَرُّ: اسم جنس جمعي لـ «جَرَّة» ، وتجمع جرَّة على جِرارٍ أيضًا. وهو الإناء المصنوع من الفخَّار. والمراد بالنَّهي عن نبيذ الجر: النَّهْيُ عن الانتباذ في الجرار المدهونة؛ لأنها أسرع في الشدة والتَّخمير؛ قاله ابن الأثير. انظر "النهاية" (1/260) ، و (5/6) .
(4) قوله: «الجر وعن» في (ت) و (ك) : «الجرد عن» .
(5) في (أ) و (ش) و (ف) : «متن» .
(6) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (1591) .
(7) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2934/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/253) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (164/ب/أطراف الغرائب) من طريق المعلَّى بن هلال، والسِّلفي في "الطيوريات" (946) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن إسرائيل، به.
ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1119) .
قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ولا نعلمه عن غيره من وَجْهٍ صحيح، وحَكيم ابن جُبَير غالٍ في التشيع، وتوقَّف بعضُ أهل العلم في الرواية عنه، وحدَّث بغير حديث لم يُتابَع عليه، وروى عنه الأعمش والثوري وإسرائيل وغيرهم» .
وقال الدارقطني: «تفرَّد به حكيمٌ عنه، ولم يروه عنه غير المعلَّى بن هلال» .
(4/445)
ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ كَانَ كَعَابِدِ وَثَنٍ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (1) ، فَقَالَ: عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ حَكيمٍ عِنْدِي أصحُّ.
قلتُ لأَبِي: فحَكِيمُ بنُ جُبَير أحبُّ إِلَيْكَ أَوْ ثُوَيْر (3) ؟
فَقَالَ: مَا (4) فِيهِمَا إلاَّ ضعيفٌ غالٍي (5) في التشيُّع.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/36 رقم 12428) ، وابن بشران في "الأمالي" (1346) .
(2) هو: ابن أبي فاخِتَة.
(3) في (أ) و (ش) : «توير» .
(4) قوله: «ما» سقط من (ك) .
(5) كذا في جميع النسخ، بإثبات ياء الاسم المنقوص المنوَّن المرفوع، والجادَّة: حَذفها: «غالٍ» ؛ لكنَّ إثبات هذه الياء لغة لبعض العرب، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) .
(4/446)
قلتُ: فأيُّهما أحبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: هُمَا مُتَقَارِبَانِ.
1554 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ ... ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بن يونس! وإنما هو: إسرائيلُ، عَنْ حَكيم بْنِ جُبَير.
1555 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنُ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُجلَسَ عَلَى مائدةٍ يُشرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ يَرْوُونَهُ (4) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهري هَكَذَا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ صَحِيحِ (5) حَدِيثِ الزُّهري، وَهُوَ مُفتَعَلٌ، ليس من حديث الثِّقات.
_________
(1) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1591) .
(2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل112/أ) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1205) ، وستأتي برقم (1576/أ) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) .
(3) هو: عبد الله بن عمر ذ.
(4) في (ت) و (ف) : «يرونه» ، وفي (ك) : «يرويه» .
(5) قوله: «صحيح» ليس في (أ) و (ش) .
(4/447)
1556- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن القاسم الأَسَدي (2) ، ثنا أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ المَديني الأَعْوَر (3) ، عن نافعٍ وزيدِ ابنِ أسلَم وَأَبِي الزِّنَاد، كلُّهم عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.
قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو يَحْيَى هَذَا؟
قَالَ: هُوَ مجهولٌ، وَأَبُو الزِّناد لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ عُمَرَ.
1557 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَبَابة (5) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ بُكَيْر بْنِ عَطَاء، عَنِ ابْنِ يَعْمَر (6) : أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن (7) الدُّبَّاءِ (8) والْمُزَفَّت (9) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1562) و (1564) و (1567) .
(2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (18) ، والبزار في "مسنده" (2919/كشف الأستار) .
(3) اسمه: مطيع.
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(5) هو: ابن سَوَّار. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3404) ، والترمذي في "العلل الكبير" (575) ، و"العلل الصغير" (1/439/شرح العلل) ، والنسائي في "سننه" (5628) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/227) .
(6) اسمه: عبد الرحمن، وهو صحابي ح.
(7) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(8) الدُّبَّاءُ: القَرْعُ [وهو: اليَقْطينُ] ، واحدُها: دُبَّاءةٌ، كانوا ينتبذونَ فيها فتُسْرِعُ الشِّدَّةُ في الشَّراب. "النهاية" (2/96) .
(9) الْمُزَفَّت: هو الإناءُ الذي طُلِيَ بالزِّفْت - وهو نوعٌ من القارِ - ثم انْتُبِذ فيه. "النهاية" (2/304) .
(4/448)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ (1) شَبابة، وَلا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ (2) .
1558 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عن
_________
(1) في (ك) : «عن» .
(2) قال الترمذي في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] ؟ فقال: هذا حديث شبابة عن شعبة، لم يعرفه إلا من حديث شبابة. قال محمد: ولا يصحُّ هذا الحديث عندي» . وقال في "العلل الصغير": «هذا حديث غريب من قِبَل إسناده، لا نعلم أحدًا حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي (ص) من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدُّباء والمزفَّت، وحديث شبابة إنما يُستغرَب؛ لأنه تفرَّد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي (ص) أنه قال: "الحجُّ عَرَفَة"، فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد» . وذكر ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر على شبابة وقال: «ولا أعلم رواه عن شعبة في الدُّبَّاء غير شَبابة، وإنما روى شعبة بهذا الإسناد، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ عبد الرحمن بن يعمر في ذكر الحج» .
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/442-443) : «وأما حديث النهي عن الدُّبَّاء والمزَفَّت فهو بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا، وقد أنكره على شَبابة طوائفُ من الأئمة، منهم: الإمام أحمد، والبخاري، وأبو حاتم، وابن عدي. وأما ابن المديني فإنه سئل عنه؟ فقال: «لا ينكر لمن سمع من شعبة - يعني: حديثًا كثيرًا - أن ينفرد بحديث غريب» .
= ... وقال أحمد: «إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج» . يشير إلى أنه لا يعرف بهذا الإسناد غير حديث الحج» . اهـ. وكلام ابن المديني رواه ابن عدي في "الكامل" (4/46) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1574) و (1580) .
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1601) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/92 رقم 10056) ، وابن عدي في "الكامل" (5/248) .
قال البزار بعد أن ذكر حديثًا آخر لعيسى بن أبي عيسى: «وهذان الحديثان لا نعلم رواهما عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله إلا عيسى بن أبي عيسى» .
(4/449)
عيسى بن أبي عيسى الخَيَّاط (1) ، عَنِ الشَّعْبي (2) ، عَنْ عَلْقمة (3) ، عَنْ عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ لَعَنَ عَشَرَةً: الخَمْرَ، وعاصِرَهَا، ومُعتَصِرََهَا ... (5) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حَسَنُ بن صالح، عن عيسى الخَيَّاط (6) ، عَنِ الشَّعْبي، عمَّن حدَّثه، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: لا أُبعِدُ عِيسَى أَنْ يكونَ قَالَ مَرَّةً كَذَا، ومرَّة كَذَا، هَذَا مِنْ عِيسَى.
1559 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النُّعمان بن مُرَّة، عن عبد الله ابن عَمْرٍو: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: شُرْبُ الْخَمْرِ؛ مَنْ شَرِبَهَا، لَمْ تُقْبَلْ (8) لَهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ مِيتةً جاهلية؟
_________
(1) في (ك) : «الخاط» في هذا الموضع، و «الحفاظ» في الموضع الآتي، وفي (ت) : «الحناط» بالحاء المهملة، بعدها نون في الموضعين، وهو صحيح أيضًا، فعيسى هذا يقال له: الخيَّاط، والحنَّاط، والخبَّاط أيضًا؛ لأنه عالج الصَّنائع الثلاث؛ كما في "التقريب" (5352) .
(2) هو: عامر بن شراحيل.
(3) هو: ابن عيسى النخعي.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) وبقية العشرة هم: بائعها ومبتاعها، وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وساقيها، وآكل ثمنها. كما في مصادر التخريج وغيرها. وانظر ذِكْرَ المصنِّف لمتن الحديث في المسألة رقم (1574) .
(6) انظر تعليقنا على لفظة: «الخياط» في أول المسألة.
(7) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(8) في (ت) : «لم يقبل» .
(4/450)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سَعِيدٍ (1) ، عَنْ النُّعْمان بْنِ أَبِي عيَّاش.
قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟
قَالَ: مِنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة.
1560- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ حَمَّادٍ (3) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - أو غيره -: أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ (5) فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ نَافِعٍ، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق ح، عَنْ أمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24078) ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أبي عياش قال: أرسلت إلى عبد الله بن عمر فسأله ...
كذا عنده: «عبد الله بن عُمر» وكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" (24/308) نقلاً عن ابن أبي شيبة.
وقال ابن عبد البر بعد أن ذكر هذا الإسناد وإسنادًا آخر: «وهذان إسنادان لا يختلف أهل العلم بالحديث في صحَّتهما» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (43) ، وستأتي برقم (1585) .
(3) هو: ابن سلمة.
(4) في (ش) : «عن» .
(5) تقدم تفسير «يجرجر» في التعليق على المسألة رقم (43) .
(4/451)
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هو؟
قال: مِنْ حمَّاد (1) .
1561 - حدَّثنا أبي (2) ؛ قال (3) : ثنا محمد ابن يَزِيدَ [الأَسْفَاطي] (4) ؛
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ كَثِير الْبَصْرِيُّ؛ حدَّثنا شُعْبة، عَنْ قَتَادة، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (5) .
قَالَ شُعْبَة: قلتُ لِقَتَادَةَ: سمعتَهُ (6) مِن سعيد ابن جُبَير؟ قَالَ: حدَّثني بِهِ (7) أيُّوبُ (8) .
فلَقِيتُ أيُّوب، فسألتُهُ؟ فحدَّثني بِهِ (9) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عمر، عن (10) النبي (ص) . فقلتُ لأيُّوب: سمعتَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؟
_________
(1) في المسألة رقم (43) : «قلتُ لأَبِي ولأَبِي زرعة: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ فَقَالا: مِنْ حمَّاد» .
(2) ذكر هذا النص بتمامه ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (1/169) . وانظر المسألة رقم (1576) و (1584) .
(3) قوله: «قال» من (ف) فقط.
(4) في جميع النسخ: «الأسقاطي» بالقاف، والتصويب من "الجرح والتعديل"، وانظر "تهذيب الكمال" (27/22) . وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (8073) .
ورواه أبو عوانة أيضًا (8074) من طريق سليمان بن داود، عن يحيى بن كثير، به. وانظر "تحفة الأشراف" (5657) .
(5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(6) في (ك) : «سمعت» .
(7) قوله: «به» من (ت) و (ك) فقط.
(8) أي: السَّختياني كما في رواية "الجرح والتعديل".
(9) في (ك) : «فحدثنه به» .
(10) في (ش) : «أن» بدل: «عن» .
(4/452)
قَالَ: لا، حدَّثني بِهِ أَبُو بِشْر (1) .
فلَقِيتُ أَبَا بِشْر (2) ، فسألتُهُ؟ فحدَّثني أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ.
1562 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب (4) ، عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (6) ؛ قولَهُ: كُلُّ مُسكِرٍ حرامٌ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثناه أَبُو الرَّبِيع الزَّهْراني (7) ،
عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أصحُّ مَرْفُوعٌ (*) ؛ كَذَا رَوَاهُ ابنُ المُبَارك (8) ، عَنْ حمَّاد بن زيد، مَرفوعً (*) .
_________
(1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشيَّة.
(2) في (أ) و (ش) : «أبو بشر» .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1556) ، والآتية برقم (1564) و (1567) .
(4) قوله: «رواه سليمان بن حرب» مكرر في (ك) . وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) .
(5) هو: السختياني.
(6) في (ك) : «عن أبي عمر» .
(7) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (27) ، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وأبو داود في "سننه" (3679) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) ، والدارقطني في "السنن" (4/248) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/288) .
(
*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(8) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (28) ، والنسائي في "سننه" (5673) ، والدارقطني في "سننه" (4/248) .
ورواه أحمد في "الأشربة" (26 و105) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق أبي كامل، والترمذي في "جامعه" (1861) ، والنسائي في "سننه" (5674) من طريق يحيى بن درست، وأبو داود (3679) من طريق محمد بن عيسى، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق إبراهيم بن الحسن العلاف، والدارقطني في "سننه" (4/248) من طريق خلف بن هشام، جميعهم عن حماد، به.
(4/453)
1563 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ (3) ، عَن عائِشَة؛ قالت: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ الأَوْعِيَةِ (4) ... ؟
فَقَالَ (5) أَبِي: كَانَ (6) شُعْبة (7) يُخْطِئُ فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقمة، وَكَانَ أَبُو عَوَانة يَقُولُ: خَالِدُ بْنُ عَلْقمة (8) ، فَقَالَ شُعْبة: «لَمْ يكنْ بِخَالِدِ بْنِ عَلْقمة؛ وَإِنَّمَا كَانَ: مالكَ بنَ عُرْفُطَة» ؛ فلقَّنَهُ (9) الخطأَ، وترك
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذا المسألة برقم (1578) ، وانظر المسألة رقم (145) .
(2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/78) .
(3) هو: ابن يزيد الهمداني.
(4) اختصر المصنف هنا متن الحديث، وعبَّر عنه بمعناه حين قال: «الأوعية» ، وسيأتي لفظه في المسألة رقم (1578) .
(5) في (ف) : «قال» .
(6) في (أ) و (ش) : «كذا كان» .
(7) ستأتي رواية شعبة في المسألة رقم (1578) .
(8) أخرجه الخطيب في "تاريخه" (7/400) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن أبي عوانة، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير؛ قال: سألت عائشة عن الآنية التي ينتبذ فيها؟ فقالت: نهى رسول الله (ص) عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمُزفَّت.
(9) في (ك) : «فلقيه» .
(4/454)
الصَّوَاب، وتَلَقَّنَ مَا قَالَ (1) شُعْبة، لم يَجْسُرْ (2) أن يخالفَهُ (3) .
1563/أ - قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) حَدِيثًا وَاحِدًا (5) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ويلقن قال» .
(2) في (ك) : «يجر» .
(3) نقل المزي في "تحفة الأشراف" (7/417 رقم 10203) عن أبي داود أنه قال - في رواية ابن العبد -: مالك بن عرفطة: إنما هو خالد بْن علقمة، أخطأ فيه شعبة. قال أبو داود: قال أبو عوانة يومًا: حدثنا مالك ابن عرفطة، عن عبد خير، فقال له عمرو الأعصف: رحمك الله يا أبا عوانة! هذا خالد بن علقمة، ولكن شعبة مخطئ فيه! فقال أبو عوانة: هو في كتابي: خالد ابن علقمة، ولكن قال شعبة: هو مالك بن عرفطة. قال أبو داود: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ؛ قَالَ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عرفطة. قال أبو داود: وسماعه قديم. قال أبو داود: حدثنا أبو كامل؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كان بعد ذلك رجع إلى الصَّواب. اهـ.
وذكر الخطيب في "الموضح" (2/78-79) كلام أبي داود هذا، ثم قال: «فيشبه أن يكون أبو عوانة كان يتابع شعبة على روايته عن مالك بن عرفطة، ثم تبين له أن الصواب خالد بن علقمة، فرجع إليه في آخر أمره، والله أعلم» .
وروى الخطيب أيضًا عن علي بن المديني أنه قال: وأما حديثُ عبد خير عن علي في الوضوء [يعني المذكور في المسألة رقم (145) ] : فهذا حديثٌ كوفي، وإسناده صالح، رواه مشيخة عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ، لم يبلغنا عنهم إلا خير، منهم: خالد ابن علقمة، فرواه عنه زائدة وشريك وشعبة، وكان يخالفهم في الاسم؛ يقول: مالك بن عرفطة. ورواه أبو عوانة، وكان زمانًا - فيما بلغني عنه - يرويه عن هذا الشيخ، ويقول: مالك بن عرفطة - كما قال شعبة - ثم رجع أبو عوانة إلى كتابه فوجده: خالد بن علقمة. اهـ.
(4) في (أ) و (ش) : «عن ابن الزبير» . وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(5) سيأتي ذكره في كلام أبي حاتم في آخر المسألة.
(4/455)
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ (1) حَدِيثًا وَاحِدًا.
وَعَنْ بُكير بْنِ الأَخْنَسِ حَدِيثًا وَاحِدًا (2) .
وَعَنِ ابْنِ سِيرين رُؤْيةً (3) .
وَعَنِ الحسن (4) رؤيةً (5) .
_________
(1) هو: إما معاوية بن إسحاق بن طلحة، أو معاوية بن قُرَّة المزني، فكلاهما يروي عنه أبو عوانة كما في "تهذيب الكمال" (28/160-161) ، و (30/444) .
وقد روى أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إسحاق حديثين، أولهما رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1172) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/195) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عثمان ح - أنه سئل عن المتعة في الحج؟ فقال: كانت لنا ليست لكم. وانظر "العلل" للدارقطني (281) . وثانيهما رواه الطبراني في "الكبير" (3/135 رقم 2910) ، و"الأوسط" (4287) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الحسين بن علي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (ص) فقال: إني جبان، وإني ضعيف، فقال: «هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج» . قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن حسين بن علي إلا بهذا الإسناد» .
(2) لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (687) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأخنس، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: فَرَضَ اللَّه الصَّلاة عَلَى لِسَانِ نبيكم (ص) فِي الحَضَر أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَر ركعتين، وفي الخَوْف ركعة.
وقال أبو حاتم في المسألة المتقدمة برقم (306) : «روى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكير بْنِ الأخنس، وبُكيرٌ قديمٌ لَمْ يرو عَنْهُ الثوري، ولا شُعْبَة، إِنَّمَا روى عَنْهُ الأعمش، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيباني، ومسعر، فلا أدري أين لقيه؟ وكيف أدركه؟» .
(3) في (ك) : «روته» .
(4) هو: البصري.
(5) في (ك) : «روته» . قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) : «ورأى الحسن البصري، ومحمد بن سيرين» .
(4/456)
وعن الحَكَم (1) أَحْرُفً (2) ، وَكَانَ شُعْبةُ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديثَهُ عَنِ الحَكَم، وَيَقُولُ (3) : لَمْ يكُن ذَاكَ (4) الحَكَمَ الَّذِي سمعتَهُ (5) .
وَرَوَى عن ابن المُنْكَدِر (6) واحدً (7) .
فَأَمَّا عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ كَانَ يُنْبَذُ (8) لِلنَّبِيِّ (ص) (9) .
_________
(1) هو: ابن عُتَيْبَة.
(2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) أي: شعبةُ لأبي عوانة.
(4) في (ك) : «ذلك» .
(5) ذكر المصنف في المسألة المتقدمة برقم (306) حديثًا لأبي عَوانة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرة، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: إِذَا قعدَ المصلِّي مقدارَ التشهُّد، فقد تمَّت صلاتُه. ونقل عن أبيه قوله: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، لا أَعْلَمُ رَوَى الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرَة شَيْئًا، وَقَدْ أَنْكَرَ شُعْبَةُ عَلَى أَبِي عَوَانَةَ رِوَايَتَهُ عَنِ الْحَكَمِ، وَقَالَ: لَمْ يَكْنُ ذَاكَ الَّذِي لَقِيتُهُ: الْحَكَمَ» .
(6) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) في ترجمة أبي عوانة: «وسمع من محمد بن المنكدر حديثًا واحدًا» . اهـ. وهذا الحديث لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (1435) من طريق أبي عوانة، عن محمد ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها، في قبلها، كان الولد أحول، فنزلت: [البَقَرَة: 223] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .
(7) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) في (ك) : «نبيذ» .
(9) كذا وقعت العبارة، وفيها اختصار، وتقدير الكلام: فأما ما رواه عن أبي الزبير: فحديث أبي الزبير عن جابر ... إلخ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1999) من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أن النبي (ص) كان يُنبَذُ له في تَوْرٍ من حجارة. والعبارة هنا كأنها بداية تفصيل لذكر تلك الأحاديث التي رواها أبو عوانة عن أولئك الرواة، لكن لا يوجد في النسخ تكملة لذكر الأحاديث، والله أعلم.
(4/457)
1564 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ (2) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ طَاوس (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خطبَ رسولُ الله (ص) ، فذكَرَ الخَمْرَ، فَقَالَ رجلٌ (4) : يَا رسولَ اللهِ، أرأيتَ المِزْرَ (5) ؟ قَالَ: مَا المِزْرُ؟ ، قَالَ (6) : حَبَّةٌ بِالْيَمَنِ، قَالَ: هَلْ يُسْكِرُ (7) ؟ ، قَالُوا (8) : نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنكَرٌ، لا يُحْتَمَلُ عِنْدِي أَنْ يكونَ مِنْ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1567) .
(2) هو: نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (5605) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (178/ب/أطراف الغرائب) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان، عن عمر بن حبيب القاضي، عن سليمان التيمي، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
قال الدارقطني: «غريب من حديث سليمان التيمي، عن طاوس، تفرَّد به عمر بن حبيب القاضي، وتفرَّد به عنه إسحاق بن إبراهيم شاذان» .
(3) هو: عبد الله.
(4) قوله: «رجل» سقط من (ف) .
(5) الْمِزْرُ - بالكسر -: نَبيذٌ يُتَّخَذُ من الذُّرة، وقيل: من الشَّعير أو الحِنْطَة. "النهاية" (4/324) .
(6) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(7) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط في بقية النسخ. والمراد: هل يُسكر شربُها، أو هل يُسكر هذا المِزْرُ. ويمكن تخريجه أيضًا على ما جاء عن العرب في قولهم: «ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَهَا» ؛ بتذكير الفعل مع كون الفاعل ضميرًا يعود على اسم مؤنَّث. وانظر المسألة رقم (178) .
(8) في (ش) : «قال» ، ومثله في مصادر التخريج. وما وقع في بقية النسخ متَّجهٌ على أن الذين حضروا خُطبته (ص) هم الذين قالوا: نعم، والله أعلم.
(4/458)
حديث ابن عُمر، وبعبد الله ابن عَمرو أَشْبَهُ.
1565 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَد (2) بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ؛ قَالَ: سُئِلَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدريُّ عَنْ نَبِيذ الجَرِّ (5) ؟ فَقَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عن نَبِيذ الجَرِّ. فقلت: الجُفُّ (6) ؟ فقال (7) : ذَاكَ (8) شَرٌّ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ سِيرِينَ (9) ، عَنْ أَبِي العَلانية (10) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1552) .
(2) في (ت) و (ك) : «مخالد» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6806/الرسالة) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (16947) من طريق معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، به.
(3) هو: ابن حسان.
(4) هو: رُفَيْع بن مهران.
(5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(6) في (ت) و (ف) : «الخف» بالخاء المعجمة، وفي (ك) : «الحق» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/419) : وأما الجُفُّ الذي نُهيَ أن يُنبَذَ فيه، فإنه شيءٌ يُنْقَرُ من جِذْع النَّخلة. وهي أيضًا: قِرْبَةٌ يُقطَعُ عند يدَيها ويُنبَذُ فيها. اهـ. وأورد ابن منظور غيرَ قول في تفسير «الجُفِّ» ومدارها على أنها: ضَربٌ من الدِّلاء والآنية. انظر "لسان العرب" (ج ف ف/9/29) ، و"النهاية" (1/279) .
(7) في (ت) و (ك) : «قال» .
(8) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/66 رقم 1633) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (3759) - وأبو يعلى في "مسنده" (1307) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (6807/الرسالة) من طريق يحيى القطان، كلاهما عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أبي العلانية، عن أبي سعيد الخدري، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1077) من طريق عاصم، عن ابن سيرين، به، مطولاً. قال النسائي: «أبو العلانية الصَّواب، والذي قبله خطأ» ، أي: أبو العالية.
(10) في (أ) و (ش) : «العالية» . وأبو العلانية هذا: معروف بكنيته، واسمه: مسلم.
(4/459)
قَالَ أَبِي: لا يَروي (1) ابنُ سيرين عن أبي العالية (2) شيء (3) .
1566 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْب (5) ، عَنْ الزُّهري، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أسلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا أَشْرَبُ خَلاًّ مِنْ خَمْرٍ أُفْسِدَت (6) حَتَّى يُبدئَ اللَّهُ إفسادَها، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَطيبُ [الخَلُّ] (7) ، فَلا بأسَ عَلَى امرئٍ يَبْتَاعَ ُ (8)
خَلاًّ وقد
_________
(1) في (ف) : «لا يرون» .
(2) المثبت من (أ) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «العلانية» .
(3) قوله: «شيء» سقط من (ت) و (ك) . والجادَّة: «شيئًا» بالألف؛ لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وسيأتي في آخر المسألة موافقةُ أبي زرعة لأبي حاتم في علة الحديث. وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1133) من كلام أبي حاتم وحده. وقد ذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/137) ، و"إرشاد الفقيه" (1/86) هذا الحديث عن عمر، ثم قال: «وروي عن أسلم مرسلاً، ورجَّح أبو حاتم وأبو زرعة أنه من كلام الزهري نفسه» .
(5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1133) .
(6) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/37) : «قوله: أُفسِدت، يعني: عولجت» .
(7) في (ت) و (ف) و (ك) : «للمرجل» ، وفي (أ) و (ش) : «الرجل» ، والمثبت من مصادر التخريج المتقدمة وفي المسألة رقم (1133) ، وهو الصواب، والمراد: أنه إن زالت شدة الخمر وصارت خلًّا بفعل الله تعالى، طابَ الخل المتحول عنها. بخلاف ما إذا زالت بفعل الآدمي ومعالجته. وانظر "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام (1/36) .
(8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنْ يبتاعَ» كما في مصادر التخريج، وتقدير الكلام: «لا بأس على امرئٍ أن يَبتاع خَلاًّ ... إلخ» ؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة من يحذفُ «أنْ» قبل الفعل المضارع، وإذا حذفت: جاز بقاء عملها ونصب الفعل، وجاز إهمالها ورفع الفعل. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) .
ويمكن رفع الفعل - مع عدم تقدير «أنْ» - ويكون «يبتاع» في محل جر نعت لـ «امرئٍ» ، وتقدير الكلام: «فلا بأس على امرئٍ مبتاعٍ خلًّا ... » . والمراد: ليس بأسٌ حاصلاً على مبتاع الخل ... إلخ. ولعل الأول أولى لوجود «أن» في مصادر التخريج.
(4/460)
وَجَدَهُ (1) مَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَا لَمْ يَعْلَمْ (2) أَنَّهُمْ تعمَّدوا إفسادَها بَعْدَمَا صَارَ (3) خَمْرًا؟
فَقَالَ (4) أَبِي: يشبهُ (5) أَنْ يكونَ عامَّةُ هَذَا الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الزُّهْري؛ لأَنَّهُ قَدْ رُوي بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عُمَرَ كلامٌ في الطِّلاَء (6) . ورُوِيَ عَنِ الزُّهْري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ (7) ،
فاستدلَلنا: أنَّ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وجد» ، وفي (ت) و (ك) : «وجدتموه» ، والمثبت من (ف) .
(2) في (ت) : «تعلم» ، ولم تنقط في بقية النسخ؛ فهو محتمل للوجهين، والمثبت مما تقدم في المسألة رقم (1133) بلفظ: «يعلم» ومن مصادر التخريج، وما في (ت) يخرج على الالتفات من الغَيْبة إلى الخطاب؛ وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (884) .
(3) في مصادر التخريج: «صارتْ» و «عادتْ» بالتأنيث، وهو الجادَّة؛ لأن المراد الخمر لا الخل. وما في النسخ صحيحٌ؛ ومثله قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (178) .
(4) في (ف) : «قال» .
(5) في (ف) : «ويشبه» .
(6) تقدم تفسير «الطِّلاء» في المسألة رقم (1133) .
وهذا الكلام الذي يروى عن عمر في الطِّلاء بهذا الإسناد - الزهري، عن القاسم، عن أسلم مولى عمر، عن عمر - تقدم تخريجه في المسألة رقم (1133) .
(7) أخرج الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص63-64) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري؛ قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن أباه قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يقول: اجتَنبوا الخمرَ؛ فإنها أمُّ الخبائث ... وذكر الحديث بطوله.
قال ابن شهاب: في هذا الحديث بيان أن لا خير في خَلٍّ من خمر أُفسدت، حتى يكونَ الله يفسدُها، عند ذلك يطيب الخلُّ. ولا بأسَ على امرئٍ أن يبتاع خَلاًّ وحدَه من أهل الكتاب، ما لم يعلم أنها كانت خمرًا فتعمَّدوا إفسادَها بالماء، فإن كان خمرًا عمدوا ليكون خَلاًّ فلا خيرَ في أكل ذلك. اهـ.
وقولُ أبي حاتم: «وَرُوِيَ عَنِ الزُّهري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ» فيه تقديم وتأخير، وهو سائغٌ في العربية، وأصل الكلام: ورُوي هذا الكلام عن الزهري قولَهُ.
(4/461)
هَذَا الكلامَ لَيْسَ هُوَ مِنْ كَلامِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ كَلامُ الزُّهْري. وَقَدْ كَانَ الزُّهْري يحدِّث بِالْحَدِيثِ، ثم يقولُ على إثره كلامً (1) ، فكان أقوامٌ لا يَضْبِطون، فجعلوا كلامَهُ فِي الْحَدِيثِ، وأمَّا (2) الحفَّاظُ وأصحابُ الْكُتُبِ فَكَانُوا يميِّزون كلامَ الزُّهْري من الحديث.
فذكرتُ (3) هذا الْحَدِيثَ لأَبِي زُرْعَةَ؟ فَقَالَ: الَّذِي عِنْدِي أنَّ هَذَا كلَّه كلامُ الزُّهْري، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا قَالَ أَبِي فِي بَيَانِ عِلَّة هَذَا الحديثِ.
1567- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ كَعْب الحَلَبي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ (6) ؟
_________
(1) من قوله: «الزهري وقد كان ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. وقوله: «كلام» كذا في النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «وإنما» .
(3) في (ف) : «وذكرت» .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1564) .
(5) هو: سلمة بن دينار.
(6) هنا تنتهي الورقة (152/أ) من النسخة (ف) ، وتبدأ بعدها الورقة (152/ب) في خلال المسألة رقم (1635) كما سيأتي التنبيه عليه، وما بينهما ساقطٌ. وقوله: «قال أبي» الآتي، موجود في تعقيبة الصفحة.
(4/462)
قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (1) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ، لَمْ يَقُلْ: نَافِعٌ.
قَالَ أَبِي: وَهَذَا عِنْدِي أصحُّ؛ بِلا نَافِعٍ.
1568 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ (3) ،
عَنْ مِسْكين بْنِ دِينَارٍ التَّيْمي (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ حدَّثني زيد الجُرَشي (5) ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلا مَنَّانٌ، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3392) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) روايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (311/مسند علي) ، والطبراني في "الكبير" (22/372 رقم 931) .
ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/309) ، و"معرفة الصحابة" (6810) . قال أبو نعيم في "الحلية": «تفرَّد عنه عبيد بن إسحاق العطَّار» .
(4) في (ك) : «التميمي» .
(5) في (ك) : «زيد الحوشي» . ووقع في الأصل الخطي لـ "تهذيب الآثار": «زيد الجرمي» وفي "الحلية": «أبو يزيد الحرمي» بالحاء المهملة، وفي "المعجم الكبير" و"معرفة الصحابة": «أبو زيد الجرمي» ، وهو الصَّواب، وهكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/271) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/151) وذكرا له هذا الحديث. قال ابن عبد البر: «حديثه هذا يدور على عبيد بن إسحاق ... » ، وقال ابن حجر: «وعُبيد ضعيف جدًّا، وقد خولف» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1191) وقال: «يرويه مجاهد واختُلِف عنه: فرواه مسكين بن دينار التيمي - يكنى: أبا هريرة، كوفي - عن مجاهد؛ قال: سمعت أبا زيد الجرمي، عن النبي (ص) . وخالفه عبد الكريم، فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وقال يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: عَن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ.
(4/463)
1569 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيمان الرَّازي، عَنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (2) ، عَنِ الرَّبِيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِية (3) ، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل المُزَني؛ قَالَ: كنتُ آخِذًا بغُصْن مِنْ أَغْصَانِ الشَّجرة التي بايع رسولُ الله (ص) عليها، فبايعناه على ألاَّ نَفِرَّ، وَسَمِعْتُهُ حِينَ نَهَى عَنْ نَبيذِ الجَرِّ (4) ، وشهدتُّهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبه وَقَالَ: اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا سَعِيدٌ.
وَرَوَاهُ الفَضْل بن دُكَين، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيع، عَنْ أبي العالية، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل - أَوْ غَيْرِهِ - عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ.
1570 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب: أنَّ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (933) .
(2) مشهور بكنيته، واسمه: عيسى بن أبي عيسى.
(3) هو: رفيع بن مهران.
(4) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) .
(5) في (ت) : «وسألته» .
(6) لم نقف على روايته، لكن أخرجه النسائي في "سننه" (5720) من طريق عبد الأعلى، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ داود، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أبا الدرداء ... فذكره.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23979) ، ومسدد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1820) - من طريق الأعمش، عن ميمون، عن أم الدرداء قالت: كنت أطبخُ لأبي الدرداء الطِّلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فيشربُه.
(4/464)
أبا الدرداء كان يَشْرَبُ (1) من الطِّلاَء مَا قَدْ ذهَبَ ثُلُثَاهُ، وبَقِيَ ثُلُثُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ.
1571 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رواه العبَّاس الخَلاَّل (3) ، عن عبد السلام بن عبد القدُّوس الكَلاَعي، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ أبي أُمَامة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ حَتَّى يَشْرَبَ (4)
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهو عبد السلام بن عبد القُدُّوس بن حَبِيب.
قلتُ: ماحاله؟
قال: لا أعرفُهُ.
_________
(1) في (ت) : «شرب» .
(2) في (ت) : «وسألته» .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3384) ، والطبراني في "الكبير" (8/94 رقم 7474) ، وابن عدي في "الكامل" (5/330) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/97) . ووقع عند الطبراني: «عبد الصمد ابن عبد القدوس» .
قال ابن عدي: «ليس بمحفوظ عن ثور إلا من رواية عبد السلام عنه، ولعبد السلام غيرُ ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ» .
(4) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمثبت صحيحٌ؛ لأنَّ الفاعل «طائفة» مؤنَّثٌ غير حقيقي، فيجوز معه تذكيرُ الفعل وتأنيثُه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح. وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) .
أو تُحمل «الطائفة» على معنى «الجمع» أو «الفريق» ؛ فيسوغ التذكير؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
(4/465)
1572 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيْب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعي، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَجْمَعُوا بَيْنَ الزَّهْوِ (2) والرُّطَبِ، ولاَ بَيْنَ الزَّبِيبِ والتَّمْرِ، ولَكِنِ انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزَاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
1573 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الرحمن بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) اسْتَسْقَى، فنُزِعَ لَهُ دَلْوٌ مِنْ بِئْرِ أَرِيس (5) ، ثُمَّ صُبَّ لَهُ في
_________
(1) في (ت) : «وسألته» .
(2) الزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يقال: إذا ظَهَرتِ الحُمْرة والصُّفْرة في النَّخْلِ، فقد ظهرَ فيه الزَّهْوُ. "لسان العرب" (14/362) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24022) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/12) من طريق محمد ابن مصعب، عن الأوزاعي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/161) .
ونقل الخطيب عن أبي جعفر السامي قوله: «هذا حديث غريب، ولم يروه إلا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، وهو خطأ، وصوابه: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) » . اهـ.
وهذا الطريق الذي صوَّبه أبو جعفر رواه مسلم في "صحيحه" (1988) .
(4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1547) .
(5) أَرِيس - بفتح الهمزة وتخفيف الراء المكسورة -: بئر معروفةٌ قريبًا من مسجد قُباء عند المدينة. انظر "النهاية" (1/39) .
(4/466)
قَدَحٍ، وشِيبَ (1) عَلَيْهِ لَبَنٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ، فَشَرِبَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَساره، وَعُمَرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هو عبد الله بن عبد الرحمن ابن مَعْمَر، أَبُو طُوالَة (2) .
1574 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ فُرَات بْنِ سُلَيمان، عَنْ لَيْث (4) ، عَنْ طَلْحَة (5) ، عَنْ خَيْثَمة (6) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) الخَمْرَ: بِعَيْنِهَا (7) ، عاصِرَها (8) ومُعْتَصِرَها، وحامِلَها ومُحَمِّلَها، وشارِبَها وساقِيَها (9) ، وآكِلَ ثَمَنِهَا؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثُ جَرِيرٌ (10) ؛ فَقَالَ: عَنْ لَيْث، عَنْ طَلْحَة، عَنْ (11) خَيْثَمة، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ النبيِّ (ص) .
_________
(1) شِيبَ، أي: خُلِطَ من الشَّوْبِ، وهو الخَلْطُ. "لسان العرب" (1/510) .
(2) سبق تخريج روايته في المسألة المتقدمة برقم (1547) .
(3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1558) و (1580) .
(4) هو: ابن أبي سُلَيم.
(5) هو: ابن مُصَرِّف.
(6) هو: ابن عبد الرحمن.
(7) في (ش) : «الخمرة لعنها» ، وفي (ت) : «الخمر يعينها» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) .
(8) كذا، والمراد: وعاصرها. وحذفت واو العطف. ويدلُّ عليه رواية حديث ابن عمر عند الإمام أحمد، كما سيأتي.
(9) قوله: «وساقيها» سقط من (ك) .
(10) هو: ابن عبد الحميد.
(11) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(4/467)
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الحديثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) .
1575 - وسألتُ أبي (2) عن حديثٍ رواه عُبَيدالله (3) بن موسى (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَة، عَنْ صالح بن كَيْسان، عن عُبَيدالله (5) بن عبد الله بْنِ عُتْبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُشْرَبَ فِي الإِناءِ المَجْبُوبِ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وابنُ أَبِي حَبِيبَة لَيْسَ بالقويِّ.
_________
(1) الحديث رواه سعيد بن منصور في "سننه" (815 و816) من طريق سعيد بن جبير، وعبد الله بن عبد الله ابن عمر، وأحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4787) من طريق أبي طُعْمة وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، والطحاوي في "شرح المشكل" (3342) من طريق ثابت بن يزيد الخولاني، جميعهم عن ابن عمر، به. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) .
(2) في (ت) و (ك) : «وسألته» .
(3) في (ك) : «عبد الله» .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2431) - و"إتحاف الخيرة" (3673) .
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "مسنده" (2380 و2496) .
(5) في (ش) : «عبد الله» .
(6) كذا في جميع النسخ، وكذا في "إتحاف الخيرة"، ووقع في "المطالب العالية" و"مسند أبي يعلى": «المخنوث» بالخاء المعجمة والنون آخره مثلثة، وهي رواية.
والإناء المجبوب: هو الذي قطع رأسه، فصار كهيئة الدَّنِّ. وقيل: هو الذي قطع رأسه، وليس له عزلاء (أي: فم) من أسفله يتنفس منها الشراب فيصير شرابه مسكرًا ولا يدرى به. "شرح النووي" (13/159) ، و"النهاية" (1/233) .
(4/468)
.. تمَّ الجُزْءُ التَّاسعُ بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّه وعَوْنه، ويَتلوهُ في الجُزْءِ العاشِرِ في حديث: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلَة، عَنِ القاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًا (1)
_________
(1) من قوله: «تم الجزء التاسع ... » إلى هنا من (أ) فقط، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء التاسع» .
(4/469)
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيموصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍوآلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا الجُزْءُ العاشرُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي آخِرِ الأَطْعِمَةِ والأَشْرِبَةِ، والذَّبَائِحِ والأَضَاحِيِّ، والصَّيْدِ، والعَقِيقَةِ، والفَرَائِضِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ وتَفْسِيرِهِ (2)
1576 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (4) ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلة (5) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (6) ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَنْظَلة، عَنْ طاوسٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) (7) .
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) .
(3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1561) ، والمسألة الآتية برقم (1584) .
(4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم.
(5) هو: ابن أبي سفيان.
(6) سبق تفسير «نبيذ الجر» في المسألة رقم (1552) .
(7) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه الإمام أحمد - فيما وجده ابنه عبد الله في كتاب أبيه - (2/47 رقم5072) من طريق يزيد بن هارون، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/242) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16933) عن ابن جريج، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/35 رقم 4913) ، ومسلم في "صحيحه" (1997) .
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاوس، به.
وأخرجه أيضًا من طريق سليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة، كلاهما عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
وأخرجه أيضًا من طريق سعيد بن جبير، ونافع، وثابت البُناني، ومُحارب بن دِثَار، وعقبة بن حُريث، وجَبَلة ابن سُحيم، وزاذان أبي عمر، وسعيد بن المسيب، جميعهم عن ابن عمر، به، إلا أن في رواية بعضهم ما يدل على أن ابن عمر سمعه من صحابة آخرين، ولم يسمعه من النبيِّ (ص) ، فهو مرسلُ صحابي.
(4/470)
قال أَبُو محمد (1) : قال أَبُو زُرْعَةَ: ما أرى الوَهَمَ إلا من دُحَيْم؛ فإني لم أره (2) عند (3) أحدٍ منهم (4) .
قال أَبِي: الوَهَمُ من الوليد بْن مسلم.
1576/أ - قَالَ أَبِي (5) : رَوَى جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان - فِي رِوَايَةِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْهُ - عَنِ الزُّهرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَلَسَ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ (6) .
قَالَ أَبِي (7) : فطلبتُ أثرَ هذا الحديثِ مِنْ ثقاتِ أصحابِ جعفرٍ،
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) .
(2) في (ك) : «قال أبي: لم أره» !
(3) في (أ) : «عنه» .
(4) مراد أبي زرعة: أنَّه لم يَرَ هذا الحديثَ عند أحدٍ من أصحاب الوليد غير دُحَيْم.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (1205) و (1555) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) .
(6) هكذا ورد لفظ الحديث هنا، ولفظه في معظم مصادر تخريجه: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر، فلا يجلس (أو: يقعد) عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» ، وفي بعضها: «نهى رسول الله (ص) أن يقعد عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» . وانظر المسائل المشار إليها في التعليق السابق.
(7) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) .
(4/471)
فوجدتُّ بعضَهُمْ يرويه عَنْ جعفر، عمَّن حدَّثه، عن الزُّهريِّ.
1576/ب - وكان هشامُ بْن عمَّار قديما حديثُهُ أصحُّ منه بِأَخَرةٍ؛ وذلك أنه كَانَ يُلَقَّن، فما لُقِّنَ تَلَقَّنَ (1) ، وقديما كَانَ يقرأ من كتابِهِ (2) .
1577 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْن (4) بْنُ حَفْص (5) ، عَنْ أبي مسلم ٍ (6) قائدِ الأَعْمَش، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أَنْ يُسْقَى (7) البهائمُ الخمرَ؟
قال: هذا باطِلٌ رَفْعُهُ.
قلتُ له: فإنَّ أَبَا زُرْعَةَ قال: إنما هو موقوفٌ؟
_________
(1) في (ش) : «يلقن» .
(2) وردت هذه المسألة في النسخ متصلةً بالتي قبلها، ولم نر علاقةً بينهما. وقائل هذا الكلام هو أبو حاتم، وانظر "الجرح والتعديل" (9/66) .
(3) نقل الذهبي في "الميزان" (3/9) عن الكتاني - وهو محمد بن إبراهيم، وله رواية لكتاب "العلل"- أنه قال: قلت لأبي حاتم: حديث أَبِي مُسْلِمٍ قَائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) نهى أن تسقى البهائم الخمر؟ فقال: هذا باطل، وجاء هذا بإسناد ضعيف من قول ابن عمر. اهـ.
(4) في (أ) و (ش) تشبه: «جبير» .
(5) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (2/331 رقم 271) ، و (3/589 رقم 737) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/133) ، كلاهما من طريق حسين ابن حفص، به مرفوعًا.
(6) في (ك) : «مسلمة» . وهو: عبيد الله بن سعيد بن مسلم.
(7) كذا في (ت) و (ك) و"طبقات أصبهان"، وأهملت الياء في (أ) و (ش) فيحتمل أن تكون بالتحتية أو الفوقية، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) .
وفي "أخبار أصبهان": «تُسْقَى» بالفوقية، وهو الجادَّة؛ لكنَّه بالياء صحيحٌ أيضًا في العربية؛ وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .
(4/472)
قال أَبِي: موقوفٌ أيضا لا يصحُّ؛ لأنَّ ابنَ لَهِيعة (1) روى عن عُبَيْدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْن عُمَرَ: أنه كره أن يُسْقَى البهائمُ (2) الخمرَ (3) .
1578 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (5) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيرٍ (6) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن الدُّبَّاء
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) تقدم التعليق على صحة هذه العبارة لغةً في أول المسألة.
(3) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5233) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به، موقوفًا عليه، ثم قال البيهقي: «وقد رفعه بعض الضعفاء بإسناده عن عبيد الله، وليس بشيء» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23485) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به موقوفًا كسابقه. ومن طريق عبد الله العمري أيضًا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17103) ، فقال: عن عبد الله بن عمر المديني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن غلامًا له سقى بعيرًا له خمرًا، فتواعده.
وروى معناه عبد الرزاق (17104) من طريق أيوب، وابن أبي شيبة (23483) من طريق أبي هاشم، كلاهما عن نافع، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (1563) ، وانظر المسألة رقم (145) .
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1642) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/172 و244 رقم 25397 و26072) ، وقال الإمام أحمد: «إنما هو خالد بْن علقمة الهمداني؛ وَهِمَ شُعبة» . وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 149) من طريق الإمام أحمد، ثم قال: «والدليل على صحة قول أحمد _ح أن زائدة بن قدامة وأبا عوانة وشريك بن عبد الله، رووا عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد خير نحوه» .
(6) هو: ابن يزيد الهمداني.
(4/473)
والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّت (1) ؟
قال أَبِي: وَهِم شُعْبة؛ إنما هو: خالد بْن عَلْقمة، عَنْ عَبدِ خَيرٍ (2) .
1579 - وسألتُ (3)
أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاط بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّيْباني (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (5) أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَدَعَا بماءٍ، فَصَبَّهُ فِيهِ حَتَّى كَسَرَهُ بِالْمَاءِ، ثم
_________
(1) الدُّبَّاء: القَرْعُ، واحدتها: دُبَّاءَة، كانوا يجعلونها أوعية وينتبذون فيها. والحنتم: جِرَارٌ مدهونة خضر، واحدتها: حَنْتمة، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله: حنتم. والمزفت من الأوعية: ما طُلي بالزِّفْت - وهو نوع من القار - ثم انتبذ فيه. "النهاية" (1/448) و (2/96) و (2/304) .
(2) رواه على هذا الوجه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. وتقدمت روايته في المسألة رقم (1563) .
(3) نقل هذا النص جميعه ابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/481) ، وتصحّف فيه «الشيباني» = = إلى «السيناني» .
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/308) قول أبي حاتم فقط.
(4) هو: سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني. وورايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23790 و23837) ، والنسائي في "سننه" (5695) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، والدارقطني في "سننه" (4/262) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) ، لكن ابن أبي شيبة ذكر كلامًا موقوفًا على ابن عمر جوابًا لسؤال عبد الملك بن نافع، وهو الذي يعنيه أبو حاتم بقوله في "الجرح والتعديل" (5/372) : «قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث، فجعله حديثين» .
وأخرجه النسائي أيضًا (5694) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/36) من طريق العوام بن حوشب، عن عبد الملك بن نافع، به.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/132) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) من طريق قرة العجلي، عن عبد الملك بن القعقاع، عن ابن عمر، به، وعند البيهقي: «عبد الملك بن أخي القعقاع» .
(5) قوله: «أنه» سقط من (ك) .
(4/474)
شَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَسْقِيَةَ تَغْتَلِمُ (1) ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ فَاكْسِرُوهَا (2) بِالْمَاءِ؟
قال أَبِي: هذا حديثٌ مُنكرٌ، وعبدُالملكِ ابنُ نافع (3) شيخٌ مجهول (4) .
_________
(1) الأسقية: جمع سقاءٍ. و «تغتلم» ، أي: يشتدُّ شرابها، ويتحول إلى مسكر.
قال ابن الأثير: إذا جاوزت حدّها الذي لا يُسْكر إلى حدِّها الذي يُسكر. اهـ.
وقال النووي: وقال الكسائي: الاغتلام أن يتجاوز الإنسان ما حُدَّ له من الخير والمباح. اهـ.
والاغتلام والغُلْمة: شدة الحاجة إلى النكاح؛ غَلِمَ يَغْلَمُ غَلَمًا، واغتلم اغتلامًا. "النهاية" (3/382) ، و"شرح النووي" (18/82) ، و"المصباح" (2/452) .
(2) في (ك) : «فاكروها» .
(3) في (ك) : «مالك» بدل: «نافع» !
(4) وترجم ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/372) لعبد الملك بن نافع هذا، ثم قال: «سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مجهول، لم يرو إلا حديثًا واحدًا، قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث فجعله حديثين، لا يثبت حديثه، منكر الحديث» .
وعرض البخاري في "التاريخ الكبير" (5/433-434) الخلافَ في نسب عبد الملك، وذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يتابع عليه» .
وقال النسائي (8/324) : «عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتجُّ بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلافُ حكايته» ، ثم أخرج من طرق عن ابن عمر موقوفًا ومرفوعًا، ما يدل على تحريم قليل المسكر وكثيره، ثم قال: «وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحَّة النقل، وعبد الملك لا يقوم مَقام واحدٍ منهم ولو عاضَده من أشكالِه جماعةٌ» .
وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/262) من طريق الشيباني، لكن سمَّى الراوي: «مالك بن القعقاع» ، ثم قال الدارقطني: «كذا قال «مالك بن القعقاع» ! وقال غيره: عن عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع، وهو رجل مجهولٌ ضعيفٌ، والصَّحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «ما أسكر كثيرُه، فقليلُه حرامٌ» .
وقال البيهقي في"السنن" (8/305) : «هذا حديث يُعرف بعبد الملك بن نافع هذا، وهو رجلٌ مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه، فقيل هكذا، وقيل: عبد الملك بن القعقاع، وقيل: ابن أبي القعقاع، وقيل: مالك بن القعقاع» . ثم أسند عن سعيد ابن أبي مريم أنه قال: قلت ليحيى بن معين: أرأيتَ حديثَ عبد الملك ابن نافع الذي يرويه إسماعيلُ بن أبي خالد في النَّبيذ؟ قال: هم يُضعِّفونه. اهـ.
(4/475)
1580 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ طَلْق بن السَّمْح (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ شُرَيح، عَنْ شَرَاحِيل بْنِ بَكِيل (3) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، ولَعْنِ شارِبِهَا وساقيها ... في كلام ٍ ذكَرَهُ.
قال أَبِي: طَلْقٌ شيخٌ (4) ، وابنُ [شريح] (5) لا أظنُّهُ أدرك ابنَ بَكِيل (6) .
1581 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ سعيدِ بنِ ذي لَعْوة: أنَّ أعرابيا شرب من إِدَاوة عمر، فَسَكِرَ ... ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (1574) و (1558) . وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص130) هذا الحديث، وقال: «قال أبي: عبد الرحمن بن شريح: أظنه أدرك شراحيل بن بكيل» . كذا وقع فيه: «أظنه» بحذف «لا» ، وهو في "جامع التحصيل" (ص222) ، و"تحفة التحصيل" (ص289) ، و"تهذيب التهذيب" (2/515) نقلاً عن أبي حاتم: «لا أظنه» بإثبات «لا» ، وهو الموافق لما هنا. وانظر "اللسان" (7/252) .
(2) في (ك) : «سمح» .
(3) بفتح الموحدة، على وزن عظيم. انظر "تعجيل المنفعة" (451) .
(4) كتب في هامش (أ) : «قال الذهبي: طلق بن السمح فيه ضعف. حاشية» .
(5) في جميع النسخ: «سيرين» ، عدا (ف) فإنه ضمن السقط الذي فيها، وكتب تحتها في (أ) : بخط صغير «شريح» .
(6) لهذا الحديث طرق كثيرة عن ابن عمر - سوى هذا الطريق - انظرها في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) إن شئت.
(4/476)
فقال: سعيدٌ مجهولٌ، لا أَعْلَمُ روى عنه غيرَ (1) الشَّعْبِيِّ (2) وَأَبِي إسحاق (3) .
_________
(1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) .
(2) هو: عامر بن شراحيل.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/153) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي قال: أشهد على سعيد بن ذي لعوة أنه حدثني عن عمر: أنه كان يُنقَع له زبيبٌ من زبيب الطائف، فيُجعل في سَطيحتين، فيَمْخُضه البعير، فإذا أصبح شرب منه. اهـ.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/105) من طريق يونس بن إسحاق، عن أبي إسحاق السَّبيعي وابن أبي السفر، عن سعيد بن ذي لعوة؛ قال شرب أعرابيٌّ نبيذًا من إداوة عمر، فسكر، فأمر به فجُلد، فقال: إني شربت نبيذًا من إداوتك! فقال عمر ح: إنما نجلدك على السُّكْرِ.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/218) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق وحده، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به نحو سابقه مختصرًا. ثم أخرجه من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن سعيد بن ذي حُدَّان - أو ابن لعوة -؛ قال ... فذكره بمعنى سابقه.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/260 رقم75) عن عبد الله بن جعفر بن خشيش، عَنْ سَلْم بْنِ جُنادة، عَنْ وَكيع، عن عمرو بن منصور المشرقي، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به، ثم قال الدارقطني: «لا يثبت هذا» .
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1839) من طريق عبيد الله بن محمد بن شيبة، عن ابن خشيش، فجعله من رواية وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الشعبي! ثم قال ابن الجوزي: «هذا كذب بلا شك» ، ثم نقل كلام ابن حبان الآتي.
وذكر الشافعي في "الأم" (6/144) قول من أباح شرب النبيذ المسكِر وأنه لا يُحدُّ منه حتى يسكر، ثم قال: «فقيل لبعض من قال هذا القول: كيف خالفت ما روي عن النبيِّ (ص) ، وثبت عن عمر، وروي عن علي، ولم يقل أحدٌ من أصحاب النبيِّ (ص) خلافَه؟! قال: روينا فيه عن عمر أنه شرب فضلَ شراب رجل حدَّه، قلنا: رويتموه عن رجل مجهول عندكم، لا تكون روايته حجة» . ولما ذكر البيهقي في "المعرفة" (13/24-25) قول الشافعي هذا قال: «وهذا الحديث رواه الأعمش تارة عن أبي إسحاق، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، وتارة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ ابن ذي حُدَّان وابن ذي لعوة ... ومن لا ينصف يحتج برواية سعيد بن ذي لعوة على ما قدمنا ذكره عن عمر وغيره» ، ثم أسند عن إسحاق بن راهويه قال: كنت عند ابن إدريس وعنده جماعة، فجرى ذكر المسكِر، فحرَّمه الحجازيون، وجعل أهلُ الكوفة يحتجُّون في تحليله، إلى أن قال بعضهم: حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن ذي لَعْوة؛ في الرخصة، فقال الحجازيون - أو قال ابن إدريس-: والله ما تجيئُون به عن المهاجرين والأنصار، ولا عن أبنائهم وإنما تجيئُون به عن العُوْران ِ والعُمْيان ِ، والعُرْجان ِ، والحُولان ِ، والعُمْشان ِ!» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/471 رقم 1569) : «سعيد بن ذي لعوة: عن عمر؛ في النبيذ، روى عنه الشعبي، يخالف الناس في حديثه، لا يعرف، وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم» . وقال في "التاريخ الأوسط" (1/334-335) : «وروى الشعبي عن سعيد بن ذي لعوة، عن عمر؛ في الشراب، وسعيد يخالف الناس في حديثه، وهو مجهول لا يعرف. وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم، وخالفه الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ ... » . ثم روى بإسناده من طريق الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ = = عُمَرَ خطب: أَلاَ إن الخمر حُرِّمت، وهي من خمسة أشياء: من الحنطة، والشعير، والتمر، والعسل، والخمرُ ما خامر العقلَ. ثم قال البخاري: «وقال بعضهم: هذا أثبت حديث للكوفيين في المسكِر، ثم خالفوه!» .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/18) : «سألت أبي عن سعيد بن ذي لعوة؟ فقال: لا يعبأ بحديثه، مجهول لإنكاره، لا أعلم روى عنه غير الشعبي وأبي إسحاق، روى حديثًا عن عمر في رخصة المسكِر، يخالف الناسَ في حديثه» .
وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/316) : «سعيد ابن ذي لعوة: شيخ دجَّالٌ، يزعم أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ح يشرب المسكِر، روى عنه الشعبي، ولم يرو في الدنيا إلا هذا الحديثَ وحديثا آخر لا يحلُّ ذكره في الكتب، ومن زعم أنه سعيد بن ذي حُدَّان فقد وَهِمَ، وكيف يشربُ عمرُ بن الخطاب ح المسكِر، وهو الذي خطب الناسَ بالمدينة وقال في خطبته: سمعت النبيَّ (ص) يقول: " الخمرُ من خمسة أشياء، والخمرُ ما خامر العقل ". ولم يكن عمر ممن كان يشربها في أول الإسلام حيث كان شربُها حلالاً، بل حرَّمها على نفسِه وقال: لا أشرب شيئا يُذهب عقلي!!» . اهـ.
وانظر "الكامل" (3/407) ، و"نصب الراية" (3/349-350) ، و"اللسان" (3/27) ، و"الفتح" (10/40) ، والمسألة الآتية برقم (1590) .
(4/477)
............................
(4/478)
وقد روى الزُّهري (1) عَنِ السَّائِب بْن يَزِيد، عَنْ عُمَرَ؛ أنَّه قال
_________
(1) روايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/842 رقم 1532) عنه، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ أخبره أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: إني وجدتُ من فلان ريحَ شرابٍ، فزعم أنه شرب الطِّلاء، وأنا سائلٌ عما شرب، فإن كان يُسكر جلدتُه، فجلده عمر الحدَّ تامًّا.
ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 284) ، والنسائي (5708) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/222) ، والدارقطني في "سننه" (4/248 رقم6) .
ورواه الشافعي أيضًا (ص285) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزهري، به، وفيه: أن عمر بن الخطاب ح خرج فصلَّى على جنازة، فسمعه السائب يقول: إني وجدتُ من عبيد الله وأصحابِه ريحَ الشرابِ ... الحديث هكذا مصرِّحًا فيه باسم عبيد الله.
ومن طريق ابن عيينة أيضًا أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"- كما في "فتح الباري" (10/65) ، و"تغليق التعليق" (5/26) - وفيه التصريح بأنه عبيد الله بن عمر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17028) عن معمر، عن الزهري، به، كذلك مصرحًا فيه بأنه عبيد الله بن عمر.
وللحديث طرق أخرى عن الزهري، انظرها عند عبد الرزاق في "المصنف" (17029) ، والطحاوي (3/158) ، و (4/222) ، والدارقطني (3/167-168 رقم 246 و247) . وقد صحح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/65) سند الإمام مالك، وعلقه البخاري في "صحيحه" (10/62/الفتح) عن عمر. وانظر "سنن البيهقي" (8/312) ، و"غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (1/270) .
(4/479)
على المنبر: ذُكِر لي أنَّ [عُبَيدالله] (1) بْن عمر وأصحابه شربوا شَرَابًا، وأنا سائلٌ عنه، فإنْ كَانَ يُسْكِرُ (2) حَدَدتُّهُمْ. قال السَّائِب: فشهدتُ عمرَ حَدَّهم.
1582 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَيْثَم (3) بْنُ جَمِيل (4) ، عَنْ شَرِيك (5) ، عَن سِمَاك (6) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ شَرِيك، عن عبد الكريم الجَزَري (7) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عن النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والتصويب من بعض مصادر التخريج السابقة.
(2) في (أ) و (ش) : «مسكر» ، وفي (ك) : «سكر» .
(3) في (أ) و (ش) : «هشيم» .
(4) أخرج ابن عدي في "الكامل" (2/383) هذا الحديث من طريق حفص بن أبي داود، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به، مِن فِعْل النبيِّ (ص) أنه لم يكن يتنفس في الإناء. لكن حفص بن أبي داود هذا هو: حفص بن سليمان الأسدي، وهو متروك.
(5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(6) هو: ابن حرب.
(7) هو: عبد الكريم بن مالك.
(8) الحديث أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3288 و3430) من طريق عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، عن شريك، عن عبد الكريم، به بلفظ: لم يكن رسول الله (ص) ينفخ في طعام ولا شراب، ولا يتنفَّس في الإناء.
= ... وأخرجه الحميدي في "مسنده" (535) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24158 و24170) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/220 رقم1907) ، والدارمي (2180) ، وأبو داود (3728) ، والترمذي (1888) ، وابن ماجه (3429) ، وأبو يعلى (2402) ، جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن مالك الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/309 و357 رقم 2817 و3366) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، به بلفظ: نهى رسول الله (ص) عن النفخ في الطعام والشراب. وذكر الإمام أحمد عقب روايته للحديث أن محمد بن سابق رواه عن إسرائيل موصولاً، كما رواه عبد الرحمن بن مهدي، وأن أبا نعيم خالفهما فرواه عن إسرائيل، مرسلاً؛ ليس فيه ذِكْرٌ لابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (3428) ، وابن حبان في "صحيحه" (5316) ، والطبراني في "الكبير" (11/349 رقم 11978) ، والحاكم في "المستدرك" (4/138) ، جميعهم من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. وهذه الطريق مع رواية ابن عيينة وشريك وإسرائيل للحديث عن عبد الكريم موصولاً: جميعها تدفع الإعلال المتوهم من رواية الثوري التي ذكرها ابن معين؛ فيما حكاه عنه الدوري في "تاريخه" (592) حيث قال: «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: حديث ابن عيينة، عن عبد الكريم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبيَّ (ص) نهى عن النفخ في الطعام؛ قال يحيى: حدَّث به الثوري، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً» .
(4/480)
1583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بن [أبي] (2) حُميد، عَنْ أَبِي تَوْبة (3) المِصْري (4) ، عَنِ ابن عُمَرَ؛
_________
(1) في (ش) : «رواد» ، وكانت في (أ) : «داود» ، ثم ضرب عليها وكتب: «رواد» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والمثبت من (ت) و (ك) . وأبو داود هذا هو: الطيالسي، واسمه: سليمان بن داود، والحديث أخرجه في "مسنده" (3/462 رقم 2069) . ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5181) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/331 رقم 4143) من طريق أبي عامر العقدي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به.
(2) قوله: «أبي» سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من "مسند الطيالسي"، و"تفسير الطبري"، و"شعب الإيمان".
(3) في (ش) : «ثوبة» بالمثلثة.
(4) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/82) : «أبو توبة هذا لم أجد له ذِكْرًا في كتاب من الكتب المشهورة، ومحمد بن أبي حميد سيِّئُ الحفظ» .
(4/481)
قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْخَمْرِ ثلاثُ آيَاتٍ، فأولَ شيءٍ نزلتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (1) ، الآيةَ ... فَذَكَرَ الحديثَ (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو طُعْمة قارئُ مِصْر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) .
قلتُ: فيُسمَّى أَبُو طُعْمة؟
_________
(1) الآية (219) من سورة البقرة.
(2) وتمامه عند الطيالسي: فقيل: حُرِّمت الخمر، فقيل: يا رسول الله، دعنا ننتفعْ بها كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، [النساء: 43] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} فقيل: حُرِّمت، فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نشربها قُرْب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية [المَائدة: 90] { ... الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} ؛ فقال رسول الله (ص) : «حُرِّمت الخمرُ» ..قال: وقَدِمَتْ لرجلٍ راويةٌ من الشام - أو روايا - فقدم النبيُّ (ص) ، وأبو بكر، وعمر، ولا أعلم عثمان إلا معهم، فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله (ص) : «خلِّ عنا نَشُقَّّها» ، فقال: يا رسول الله، أفلا نبيعها؟ قال رسول الله (ص) : «إن الله لعن الخمر، ولعن غارِسَها، ولعن شاربَها، ولعن عاصِرَها، ولعن مؤْويَها، ولعن مُديرَها، ولعن ساقيَها، ولعن حاملَها، ولعن آكِلَ ثمنِها، ولعن بائعَها» .
(3) الحديث أخرجه الإمام أحمد (2/25 و71 رقم 4787 و5390 و5391) ، وأبو داود في "سننه" (3674) ، وابن ماجه (3380) من طريق أبي طعمة وعبد الرحمن ابن عبد الله الغافقي، كلاهما عن ابن عمر، به بذكر لَعْن الخمرِ وشاربِها ... إلخ الحديث، دون ذكر الآيات. ووقع في بعض نسخ أبي داود: «عن أبي علقمة» بدل: «عن أبي طعمة» .
والحديث صحيح عن ابن عمر، فانظر تخريجه وجمْع طرقه - إن شئت - في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" رقم (815 و816) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1580) .
(4/482)
قَالَ: لا (1) .
1584 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (3) ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير؛ قَالَ: سألتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ نَبِيذِ الجَرِّ؟ فَقَالَ: حَرَّمَهُ رسولُ الله (ص) . فأخبرتُ ابنَ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ، قلتُ: مَا الجَرُّ؟ قَالَ: كلُّ شَيْءٍ عُمِلَ مِنْ مَدَر (7) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌٌ (8) ؛ إِنَّمَا هو: هشام (9) ، عَنْ أيُّوبَ نفسِهِ (10) ، ليس فيه «قتادة» ؛ أَبُو داود يخطئُ فيه (11) .
_________
(1) وقيل: إن اسمه هلال، وهو مولى عمر بن عبد العزيز.
(2) انظر المسألة رقم (1561) و (1576) .
(3) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(4) هو: ابن أبي عبد الله الدستوائي.
(5) هو: ابن دِعامة السدوسي.
(6) هو: ابن أبي تميمة السختياني.
(7) المدر: هو الطين. "النهاية" (4/309) .
(8) يعني: بالنسبة لرواية هشام الدستوائي، وأما قتادة: فإنه يرويه عن أيوب كما سيأتي.
(9) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5619) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/223) .
(10) قوله: «نفسه» سقط من (ك) .
(11) هذا الحديث يرويه سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عمر وابن عباس. ورواه عن سعيد عدد من الرواة، منهم: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية، وأيوب السختياني، ويعلى ابن حكيم، ومنصور بن حيان:
أما رواية جعفر بن أبي وحشية: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وسيأتي ذكرها في الكلام عن روايتي قتادة وشعبة، عن أيوب.
وأما أيوب فرواه عنه: هشام الدستوائي، وإسماعيل بن علية، ووهيب بن خالد، وقتادة، وشعبة. أما رواية هشام: فهي التي ذكرها أبو زرعة هنا، وتقدم تخريجها.
وأما رواية إسماعيل بن علية: فاختُلف عليه فيها: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/48 رقم 5090) فقال: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ... فذكره. وأخرجها النسائي في "سننه" (5620) من طريق عمرو بن زرارة، عن إسماعيل؛ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ سعيد بن جبير ... فذكره، هكذا بزيادة الرجل المبهم في سنده.
وأما رواية وهيب: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (5403/الإحسان) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سعيد بن جبير، به، هكذا بلا واسطة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/223) من طريق الخصيب بن ناصح، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به، هكذا بذكر الواسطة.
وأما رواية قتادة وشعبة: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وخلاصة ما هناك: أن قتادة كان يروي الحديث عن سعيد بن جبير، فسأله شعبة: هل سمعه من سعيد؟ فذكر أنه سمعه من أيوب، فلقي شعبةُ أيوبَ، فحدثه به عن سعيد، فسأله: هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من أَبِي بشرٍ جعفرِ بْن أَبِي وحشية، فلقي جعفرَ بن أبي وحشية، فحدثه به، فسأله هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من سعيد فأوضحت هذه الرواية أن رواية قتادة رجعت إلى رواية أيوب، وأن رواية أيوب رجعت إلى رواية جعفر بن أبي وحشية.
وهذا مما يؤكد رجحان رواية من رواه عن إسماعيل بن علية ووهيب بن خالد، حيث روياه عن أيوب بذكر واسطة بينه وبين سعيد، وهذه الواسطة المبهمة في روايتهما هي «جعفر بن أبي وحشية» .
وأما روايتا يعلى بن حكيم ومنصور بن حيان: فأخرجهما مسلم في "صحيحه" (1997) .
(4/483)
1585 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ دُكين؛ قَالَ: ثنا عبد الله - يَعْنِي: ابنَ عَامِرٍ (2) - عَنْ نافعٍ، عن ابن عُمَرَ؛
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (43) و (1560) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع.
(2) هو: الأسلمي، أبو عامر المدني.
(4/484)
قال: قال رسولُُُ الله (ص) : مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَكَأَنَّمَا جَرْجَرَ فِي جَوْفِهِ شِهَابَ نَارٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ذَا (1) خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: نافعٌ، عَنْ زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله ابن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنْ أمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) .
1586 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحمر (2) ، عَنِ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري (3) ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: سمعتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يقولُ: يَا أَيُّهَا الناسُ، إِيَّاكُمْ والخمرَ! فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) سَمَّاها أُمَّ الخبائثِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحدِّث ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (4) ومَعْمَر (5) ويونُس
_________
(1) رسمت في (ت) : «ذي» ، أي: هذه الرواية. و «ذي» : اسمُ إشارةٍ لمؤنَّث. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(2) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة" (338) .
(3) قوله: «عن الزهري» مكرر في (ك) .
(4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وهي من وجه آخر موقوفة عند ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (2) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، قال: سمعت عثمان ح يقول: «الخمر مَجمع الخبائث» . ثم أنشأ يحدِّث عن بني إسرائيل، قال: «إن رجلاً خُيِّر بين أن يقتل صبيًّا، أو يمحوَ كتابًا، أو يشربَ خمرًا، فاختار أن يشرب الخمر، ورأى أنها أهونُهنَّ، فشربها، فما هو إلا أن شربها حتى صنعهنَّ جميعًا» . وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24058) من طريق شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبيه، عن عثمان.
(5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17060) ، والنسائي في "سننه" (5666) .
(4/485)
بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ، مَوْقُوفًا؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) .
1587 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّنْعاني، عن النُّعْمان بن الزُّبير، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُخَمَّرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5667) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 63) ، والبيهقي في "السنن" (8/287) ، وفي "شعب الإيمان" (5198) .
(2) وأخرج الحديث أيضًا ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (1) ، وابن حبان في "صحيحه" (5348) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5197) ، والضياء في "المختارة" (370 و371) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1122) ، جميعهم من طريق عمر بن سعيد ابن سُرَيج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن ابن الحارث، عن أبيه، عن عثمان، به، مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (3) ، والبيهقي في "السنن" (8/288) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ عثمان، به، موقوفًا.
وسئل الدارقطني في "العلل" (3/41 رقم 274) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، واختلف عنه: فأسنده عمر بن سعيد بن سريج، عن الزهري. ووقفه يونس ومعمر وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم عن الزهري، والموقوف هو الصواب» .
وقال البيهقي عقب روايته له موقوفًا على عثمان - كما سبق -: «وهو المحفوظ» . وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري كما ذكرنا، وقد وقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري» . وقال الزيلعي في "نصب الراية" (4/297) : «رواه البيهقي في "سننه" موقوفًا على عثمان، وهو الأصحُّ» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3680) ، ومن طريقه البيهقي (8/288) .
(4/486)
حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ مُسْكِرًا بُخِسَ صَلاَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ سَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ، قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الخَبَالِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ. وَمَنْ سَقَاهُ صَغِيرًا (1) لاَ يَعْرِفُ حَلاَلَهُ مِنْ حَرَامِهِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ؟
فقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكرٌ.
1588 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ أحبَّ الشرابِ إِلَى رسولِ اللَّهِ (ص) الحُلْوُ الباردُ.
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وابنُ ثَوْر (3) ، عَنْ مَعْمَر (4) ، عن الزُّهري (5) ؛ قال: قال النبيُّ (ص) (6) : أَطْيَبُ الشَّرَابِ الحُلْوُ البَارِدُ؟
_________
(1) أي: صبيًّا؛ كما في "عون المعبود، شرح سنن أبي داود" (10/87) .
(2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (259) ، والإمام أحمد (6/38 و40 رقم 24100 و24129) ، والترمذي في "جامعه" (1895) ، والنسائي في "الكبرى" (6844) ، وأبو يعلى في "المسند" (4516) ، وابن حبان في "الثقات" (8/39) ، = = والحاكم في "المستدرك" (4/137) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5528) .
(3) في (ك) : «وأبي ثور» . وهو: محمد بن ثور.
(4) ورواه عن معمر مرسلاً كذلك: عبد الرزاق في "جامع معمر" (19583/المصنف) ، وعبد الله بن المبارك عند الترمذي (1896) .
(5) ورواه عن الزهري مرسلاً أيضًا: يونس بن يزيد عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (24187) ، والترمذي (1896) .
(6) في (ك) : «رسول الله (ص) » .
(4/487)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرسَلُ أشبهُ (1) .
1589 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو نُعيم (2) ، والقَعْنَبي (3) ، وعبدُالعزيزِ الأُوَيْسي (4) :
فروى أبو نُعيم والقَعْنَبي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ، عَنْ [أَبِيهِ] (6) ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب يشربُ قائمًا.
وروى عبد العزيز الأُوَيْسي، عن عبد الله العُمَري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ شرب قائمًا. أسقط والدَ
_________
(1) قال الترمذي (1895) بعد أن روى طريق ابن عيينة: «هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً» . ثم أخرجه من طريق عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ، عَنِ الزهري، مرسلاً، ثم قال: «وهكذا روى عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً، وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة _ح» . ورجح المرسلَ أيضًا الدارقطنيُّ في "العلل" (5/26/ب) ، فقال: «والمرسل أشبه بالصواب، ولم يتابع ابنُ عيينة على ذلك» . اهـ.
وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (5431) ، ومسلم (1474) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة خ قالت: كان رسول الله (ص) يحبُّ الحَلْواء والعسل. اهـ. فلعل هذا الذي ذهبت إليه رواية سفيان بن عيينة، والله أعلم.
(2) هو: الفضل بن دُكين.
(3) هو: عبد الله بن مسلمة.
(4) هو: عبد العزيز بن عبد الله.
(5) قوله: «عن أبيه» ليس في (أ) و (ش) .
(6) في جميع النسخ: «أنس» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها، والمثبت يدل عليه السياق بعده.
(4/488)
[عبد الرحمن] (1) بْنِ رَافِعٍ؟
فقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأٌٌ؛ إنما هو عبد الرحمن بْن رافع، عَنْ أبيه، عَنْ عُمَرَ.
1590 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَكْحُول؛ قَالَ: سمعتُ ابْنَ عُمَرَ يقولُ: مَا أَمَرَ عُمَرُ بن الخَطَّاب بِشُرْبِ الطِّلاَءِ قَطُّ، وَلا سَقَاهُ قَطُّ (3) ؟
فَسَمِعْتُ (4) أَبِي يَقُولُ: هَذَا وَهَمٌ؛ مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ (5) مِنَ ابْنِ عُمَرَ.
1591 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (8) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُُ الله (ص) : مُدْمِنُ الخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هو كما رَوَاهُ حسن بْن
_________
(1) في جميع النسخ: «عبد الرحيم» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها، وكتب فوقه في (ك) : «كذا» ، والتصويب من السياق قبله.
(2) هو: ابن الوليد.
(3) قوله: «ولا سقاه قط» سقط من (ك) .
(4) في (ت) : «سمعت» .
(5) في (ت) و (ك) : «يسمعه» .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1553) و (1554) .
(7) هو: الثوري.
(8) في (ش) : «عمر» .
(4/489)
صالح (1) ،
عَنْ محمد بْن المُنْكَدِر؛ قَالَ: حُدِّثتُ (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) .
1592 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ يَحْيَي بْنِ جَعْفَرٍ المازِني، عَنْ هِلالِ بْنِ يَزِيدَ الْمَازِنِيِّ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: رأيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ (4) يَقْطَعُ البُسْرَ مِنَ التَّمْرِ بالمِقْراضَيْنِ (5) ؛ يَعْنِي: أَنَّهُ يَكْرَهُ أنْ يَنْبِذَ التَّمْرَ والبُسْرَ؛ يَجْمَعُ بينهما.
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/272 رقم 2453) ، وعبد بن حميد في "مسنده" = = (708) ، والخطيب في "الموضح" (2/407) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1116) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17070) من طريق ابن أبي نجيح، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/515) من طريق سعيد بن سلمة، كلاهما عن عن محمد بن المنكدر؛ حُدِّثت عن ابن عباس، فذكره.
قال ابن الجوزي: «الراوي عن ابن عباس مجهول، والحسن بن صالح قال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات» . وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/279/السلفي) .
(2) في (ك) : «حديث» .
(3) روايته أخرجها ابنه عبد الله في "العلل" (4107) .
(4) كذا في جميع النسخ: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا هريرة» ، ومعنى العبارة: أن هلال بن يزيد يحدِّث عن أبي هريرة فيقول: رأيت أبا هريرة.
(5) المِقْراضان: ما يُقطع به، مثنى «المقراض» وهو اسم آلةٍ من «القَرْض» بمعنى القطع، وهو أصله في اللغة؛ يقال: قَرَضَ يقرِض قَرْضًا. والمِقْراضان، والجَلَمان، والمِقَصَّان: يتركب كل منهما من جزأين، يقال لكلٍّ منهما: مِقْراض، وجَلَم، ومِقَصٌّ. قال أهل اللغة: إذا استخدما معًا، فلا يفردان؛ بل يقال بالمثنى. وعدَّ بعضهم الإفراد من لحن العامة. لكن حكى الخليل الإفراد، وقال: الجَلَم: اسم يقع على الجلمين؛ كالمقراض والمقراضين. اهـ. وكذلك حكى سيبويه الإفراد في حديثه عن اسم الآلة. انظر "العين" (5/10 و49) ، و (6/138) ، و"الكتاب" (4/94-95) ، و"تهذيب اللغة" (8/340) ، و (11/101) ، و"لسان العرب" (7/216) ، و (12/102) ، و"تاج العروس" (10/137) .
(4/490)
ورَوى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (1) ، عَنْ عبد الصمد ابن عبدِالوارثِ وَأَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْفُر، عَنْ هِلالِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فسئل أَبُو زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: يحيى بْن يَعْفُر (3) .
1593 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصة بْنُ عُقْبة (4) ، عَنِ سفيان الثَّوْريِّ، عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي [خَازِمٍ] (5) ؛ قال: سُئِلَ
_________
(1) في "الأشربة" (57) ، ولفظه: سألت أبا هريرة ح عن الفَضِيخ؟ فقال: اقطعْ كلَّ حلقاته. قال: قلت: وما حلقاتُه يا أبا هريرة؟ قال: المُذنِّبة، اقرِضْها بالمقاريضِ، ثم انتبذ أيَّهما شئت، ولا تجمعْهما جميعًا؛ بُسْرًا وتمرًا. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابنه عبد الله في "العلل" (4107 و6096) ، والخطيب في "الموضح" (1/185 و186) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد.
(3) من قوله: «فسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ك) . قال الإمام أحمد في الموضع السابق من "العلل" لابنه عبد الله: «أخطأ وكيع إنما هو يحيى بن يعفر» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/311) : «وقال وكيع: يحيى بن جعفر، وهو وهم» . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/157) : «وكان وكيع يغلط فيه ويقول: يحيى بن جعفر المازني» . وقال ابن حبان في "الثقات" (9/254) : «وقد وهم وكيع حيث قال: يحيى بن جعفر» . وانظر "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/90) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/184-186) .
(4) روايته أخرجها الخطيب في"الموضح" (1/295) ، وسيأتي النقل عنه.
(5) في جميع النسخ: «حازم» بالحاء المهملة، ولم تنقط الزاي في (أ) و (ش) ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) ، والمثبت هو الصواب. واسم أبي خازم هذا: عبد الرحمن بن خازم. انظر "التاريخ الكبير" (5/279) ، و"الجرح والتعديل" (5/231) ، و"توضيح المشتبه" (3/16) .
(4/491)
مجاهدٌ عَنْ نَبِيذ (1) البُخْتُجِ (2) ؛ قَالَ: كَانَ نَائِمًا فأنبهتَهُ (3) ؟
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ قَبِيصة، ووَهِمَ فيه؛ وإنما هو: عبد الله بْنُ جَابِرٍ أَبُو حَازِمٍ (4) ، عَنْ مجاهد (5) .
_________
(1) قوله: «نبيذ» ليس في (أ) و (ش) .
(2) أي: العصير المطبوخ. وهو فارسيٌّ معرب، أصله: «ميبُخْتَه» : «مي» شراب أو خمر، و «بخته» : مطبوخٌ. وهو اسم لما حُمل على النار وطُبخ إلى الثلث. رخص فيه النخعي وكان يشربه مع عَكَره خيفة أن يصفِّيه فيشتد ويسكر. قال أبو عبيد: «وهو الذي يسميه الناس = = اليوم «الجمهوريَّ» ، وهو إذا غلَى وقد جعل فيه الماء، فقد عاد إلى مثل حاله الأولى لو كان غلى وهو عصير لم يخالطه الماء؛ لأن السكر الذي كان زايَله (فارقَه) أُراه قد عاد إليه، وإن الماء الذي خالطه لا يُحِل حرامًا ... فإذا عاوده ما كان فارقه، فما أغنت عنه النار والماء، وهل كان دخولهما ههنا إلا فضلاً؟!» . اهـ. وهو قريب مما ذكره المحبي عن أبي حنيفة الدينوري. وظاهر كلام أبي عبيد أنه لا يرخص فيه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/396-397) ، و"النهاية" (1/101 و312) ، و"قصد السبيل" (ص256) .
(3) في (أ) و (ش) : «فانتبه» . وفي ضوء ما نقل عن أبي عبيد في التعليق السابق، يمكن أن تفهم عبارة مجاهد هنا، على أنه لا يرخِّص فيه، ويقول بأن السكر الذي كان «نائمًا» فيه خافيًا، «تنبَّه» وظهر بالغليان مرة أخرى، والله أعلم.
(4) لم تنقط الزاي في (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب التهذيب" (2/312) .
(5) وعلى هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24038) من طريق إسحاق بن سليمان، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد.
وروى الخطيب في "الموضِح" (1/295) عن علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا [يعني: يحيى بن معين] أبو خازم: عبد الرحمن بن خازم، حدث عنه فضيل بن غزوان، عن مجاهد في نبيذ البختج، حدثنا وكيع عنه. قلت لأبي زكريا: إن قبيصة حدثناه عن سفيان، عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي خَازِمٍ، عن مجاهد، فأنكره أبو زكريا؛ وقال: حدثناه إسحاق الرازي، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد، ليس بينهما أحد. قال أبو زكريا: وأرى قبيصة سمع من سفيان حديث عبد الله بن جابر، عن مجاهد، وحديث فضيل، عن أبي خازم، فأدخل حديث هذا في هذا» .
(4/492) 
------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...