الجمعة، 7 يناير 2022

12- ج8.علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِدَدِ


علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِدَدِ

1316 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرِير (1) ،
عَنْ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عُمَر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لمَّا نزلَت (3) الآياتُ الَّتِي فِي سُورَةِ البقرةِ فِي عِدَّةِ النِّسَاءِ؛ قَالُوا: لَقَدْ بَقِيَ مِنْ عِدَّةِ النِّسَاءِ عِدَدٌ لَمْ يُذكَرْنَ في القرآن: الصِّغارُ (4) ، والكِبارُ (5) اللاتِي قَدِ انقَطَعَ عنها (6) الحَيْض، وذواتُ
_________
(1) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (8/175) - قال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُمر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (3758) - قال: أخبرنا جرير، عن مطرف بن طريف، عن عَمرو بن سالم، عن أبيٍّ، به.
ومن طريق إسحاق رواه الحاكم في "المستدرك" (2/492-493) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/420) .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17098) ، والطبري في "تفسيره" (23/451) من طريق ابن إدريس، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (3758) - من طريق المفضل بن مهلهل، كلاهما (ابن إدريس والمفضل) عن مطرف، عن عَمرو ابن سالم، عن أبيٍّ، به.
(2) هو: ابن طريف.
(3) في (ك) : «أنزلت» .
(4) في (ت) و (ك) : «إن الصغار» .
(5) كذا في النسخ: «الصغار والكبار» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو جمع لـ «الصغيرة» و «الكبيرة» من النساء، قال في "المصباح المنير" (ص177- صغر) : «وقد يستغنون بـ"فِعَال" عن "فعائل"، قالوا: سَمينة وسِمَان، وصغيرة وصِغار، وكبيرة وكِبار، ولم يقولوا: سمائن، ولا صغائر، ولا كبائر في السِّنِّ، وإنما جاء ذلك في الذنوب» . اهـ.
(6) كذا، وفي مصادر التخريج: «عنهنَّ» ، وكلاهما صحيحٌ في العربية، انظر"المصباح المنير" (ص362/الخاتمة) .
(4/137)
الحَمْل، قَالَ (1) : فأُنزِلَتِ الَّتِي فِي النِّسَاءِ القُصْرَى (2) : {وَاللاََّّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} التي قد يَئِسَت، {فَعِدَّتُهُنَّ} (3) {ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاََّّئِي لَمْ يَحِضْنَ} ؛ قَالَ: هَذِهِ (4) الَّتِي لَمْ تَحِضْ؛ قَالَ (5) : {وَأُولاَتُ الأَْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (6) ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَمرو بْنُ سَالِمٍ (7) ، وَيُقَالُ: عُمَر (8) ، وعَمْرو أصحُّ، وَهُوَ جَدُّ (9) يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس أَبُو أُمِّه؛ وَلَمْ يُدْرِكْ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، إِنَّمَا يُحَدِّث عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (10) .
1317 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثِ عُمَرَ: لا نَدَعُ كتابَ ربِّنا وسنةَ نبيِّنا ... (12) ؟
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) .
(2) يعني: سورة الطَّلاق، وقد وردت تسميتها بالنساء القُصْرى في "صحيح البخاري" (4532 و4910) ، وانظر "فتح الباري" (8/655) ، و"الإتقان" للسيوطي (1/154) ، و (2/427) .
(3) قوله: «فعدتهن» من (ش) فقط، وكان كذلك في (أ) ، ثم ضُرب عليه.
(4) في (ش) : «هي» .
(5) قوله: «هَذِهِ الَّتِي لَمْ تَحِضْ قَالَ» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(6) الآية (4) من سورة الطلاق. وقوله: {أجلهن} سقط من (ت) .
(7) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (121) : «سألت أبي عن أبي عثمان الذي روى عنه مطرف ما اسمه؟ فقال: عَمرو بن سالم» .
(8) في (ك) : «عمرو» .
(9) في (ت) : «جيد» .
(10) أورد ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" (522) .
(11) نقل هذه المسألة بتمامها: ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/245) .
(12) وتمامه: «لقول امرأةٍ لا ندري لعلَّها حفظت أو نسيت» ؛ يعني: فاطمة بنت قيس لمَّا حَدَّثَتْ بأن المطلَّقة ثلاثًا لا سُكنى لها ولا نفقة.
(4/138)
فَقَالَ: الحديثُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ.
فَقِيلَ (1) لَهُ: حديثُ الأسْوَد، عَنْ عُمَرَ (2) ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وقيل» بالواو.
(2) أخرجه مسلم (1480) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيق، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود، به، وقد أعلَّه أبو حاتم هنا بتفرُّد عمار بن رُزَيق به عن أبي إسحاق السَّبيعي، دون سائر أصحاب أبي إسحاق المُكثِرين عنه، كإسرائيل ابن ابنه، وشعبة، والثوري، وشريك، وغيرهم.
لكن أخرجه مسلم عقب رواية عمار من طريق سليمان ابن معاذ، عن أبي إسحاق، ولم يَسُق متنه، ولكن قال: «بهذا الإسناد نحو حديث أبي أحمد عن عمار بن رُزَيق، بقصَّته» .
وقد أعلَّ الأئمة قوله: «وسنَّة نبيِّنا» . قال ابن القيم في"تهذيب السنن" (3/190-195) ، وأما قوله في الحديث: «وسنَّة نبيِّنا» فإن هذه اللفظة- وإن كان مسلم رواها - فقد طعن فيها الأئمة. كالإمام أحمد وغيره» . ثم نقل عن أبي داود أنه سأل الإمام أحمد عنه فقال: «أيصحُّ هذا عن عمر؟ قال: لا» .
وذكره الدارقطني في "العلل" (164) ، فقال: «رواه أشعث بن سوَّار، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن الأسود. ورواه المحاربي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود. وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيري عَنْ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود. وليست هذه اللفظة التي ذُكرت فيه محفوظة؛ وهي قوله: "وسنَّة نبيِّنا"؛ لأن جماعة من الثقات رووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود: أن عمر قال: " لا نُجِيز في ديننا قولَ امرأة "، ولم يقولوا فيه: " وسنَّة نبيِّنا ". وكذلك رواه يحيى بن آدم - وهو أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه -، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيق، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عمر، لم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أبو كُريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الأعمش. وخالفهم طلق بن غنَّام، فرواه عن حفص، عن الأعمش، فقال فيه: " وسنة نبيِّنا ". ووهم على حفص في ذلك؛ لأن محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب أحفظ منه وأثبت؛ روياه عن حفص، عن الأعمش، ولم يذكرا ذلك، والله أعلم» . اهـ.
وأطال الدارقطني أيضًا في تخريج طرق الحديث في "السنن" (4/22-27) ، ومنها رواية أبي أحمد الزبيري عن عمار بن رُزَيق، ثم أخرجه من طريق يحيى بن آدم، عن عمار، ثم قال: «ولم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهذا أصح من الذي قبله؛ لأن هذا الكلام لا يثبت، ويحيى بن آدم أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه - والله أعلم-، وقد تابعه قَبيصة بن عقبة ... » ، ثم أخرجه من طريق قَبيصة.
وانظر "المسند" للإمام أحمد (6/412 رقم 27329) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/475-476) .
(4/139)
............................
قَالَ (1) : رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيْق (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وحدَهُ، لَمْ يُتابَعْ عَلَيْهِ.
1318- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن طَلحَة بْنِ مُصَرِّف (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ
_________
(1) في (ش) : «فقال» .
(2) في (أ) : «زريق» بتقديم الزاي.
(3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/282) ، وأحمد في "مسنده" (6/369 و438 رقم 27083 و27468) ، والطبري في "تفسيره" (5088 و5089) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/74 و75) ، وابن حبان في "صحيحه" (3148) ، والطبراني في "الكبير" (24/139 رقم 369) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/438) . وفي رواية ابن حبان: «تسلمي» بالميم، وتعقَّبه ابن حجر في "فتح الباري" (9/487) .
ورواه ابن حزم في "المحلى" (10/280) من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عبد الله بْنِ شَدَّادٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ... ، به مرسلاً.
ورواه الطبراني في "الكبير" (23/287 رقم 631) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة، أن أسماء بكت على جعفر أو حمزة ... . قال البيهقي: «فلم يثبث سماع عبد الله من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/171/أ-ب) و (5/193/أ-ب) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أصح» .
(4) هو: ابن عُتَيْبَة.
(4/140)
عُمَيْس؛ قَالَتْ: لمَّا أُصِيبَ جعفرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَمَرَنِي النبيُّ (ص) قَالَ: تَسَلَّبي (1) ثَلاَثًا، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ؟
قَالَ أَبِي: فسَّروه عَلَى مَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أنَّ الحديثَ لَيْسَ هُوَ عَنْ أَسْمَاءَ، وغَلِطَ محمَّدُ بنُ طَلحَة؛ وإنَّما كانتِ امْرَأَةٌ سِواها.
وَقَالَ آخَرُونَ: هَذَا قبلَ أن ينزلَ (2) العِدَدُ.
قَالَ أَبِي: أشبهُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أنَّ هَذِهِ كَانَتِ امرأةً غير (3) أَسْمَاءَ، وكانتْ مِنْ جعفرٍ بِسَبِيلِ قَرابةٍ، وَلَمْ تَكُنِ امرأتَهُ؛ لأنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تُحِدُّ (4) امْرَأَةٌ عَلَى أَحَدٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ (5) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «لا تسلني» ، إلا أنها لم تنقط في (أ) ، وفي (ك) : «سلبي» .
ومعنى تَسَلَّبي، أي: البَسي ثوبَ الحِداد، وهو السِّلاَب، والجمع: سُلُب، وتَسَلَّبَتِ المرأةُ: إذا لَبِسَتْهُ، وقيل: هو ثوبٌ أسودُ تُغَطِّي به المُحِدُّ رأسَها. "النهاية" (2/387) .
(2) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «سوى» .
(4) قال ابن الأثير: «أحَدَّتِ المرأةُ على زوجها تُحِدُّ، فهي مُحِدٌّ. وحَدَّتْ تَحُدُّ وتَحِدُّ فهي حادٌّ: إذا حَزِنَت عليه، ولبِسَت ثِيابَ الحُزن، وتركت الزِّينَة. "النهاية" (1/352) . قال الزَّبيدي: وأبى الأصمعيُّ إلا «أَحَدَّتْ تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ» ولم يعرف: «حَدَّت» . "تاج العروس" (4/413/ح د د) .
وقوله: «لا تُحِدُّ» : إخبارٌ بمعنى النَّهْي.
(5) رواه البخاري في "صحيحه" (1280) ، ومسلم في "صحيحه" (1486) من حديث أم حبيبة عن النبي (ص) ، ومسلم (983) ، وأبو داود (2302) من حديث أم عطية، واللفظ المذكور لمسلم - في الموضع الثاني - وأبي داود.
(4/141)
1319 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ؛
قَالَ: حدَّثنا ابنُ عَيَّاش (2) ؛ قَالَ: حدَّثني الحجَّاج بْنِ أَرْطاة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) اسْتَبْرَأَ صفيَّةَ بِحَيْضَةٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ.
1320 - وسمعتُ أبي [وحدَّثَنَا] (3) عن الحسين بن الأسْوَد (4) ،
_________
(1) هو: الطَّاطري.
وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/227) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/449) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/427) .
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (27) من طريق العباس بن عثمان الدمشقي، وابن عدي (2/227) من طريق عبد الوهَّاب بن الضحاك، كلاهما (العباس وعبد الوهَّاب) عن إسماعيل بن عياش به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الزهري إلا الحجَّاج بن أرطاة، تفرد به إسماعيل بن عياش» .
وقال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يرويه عن حجَّاج غير ابن عياش، وهو معروف بمروان الطَّاطري، عن ابن عياش؛ إلا أن عبد الوهَّاب بن الضحاك ادعاه عن ابن عياش، كما حدثناه أبو عروبة عنه» .
وقال البيهقي: «في إسناده ضعف» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/424) : «إسناد ليِّن» .
(2) هو: إسماعيل.
(3) تصحفت في جميع النسخ إلى «وحدثت» ، وما أثبتناه هو الجادَّة المستمرة في هذا الكتاب، وتحتمل أن تكون: «وحدَّث» .
(4) هو: الحسين بن علي بن الأسود العجلاني، وقد ينسب إلى جَدِّهِ. وهو من شيوخ أبي حاتم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/378 رقم933) .
(4/142)
عَنِ ابْنِ فُضَيل (1) ، عَنْ لَيْث (2) ، عَنْ مُجاهِد (3) ، عَنِ الأَسْوَد (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْس؛ قَالَتْ (5) : أتيتُ النبيَّ (ص) ، فَلَمْ يجعلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ مَنْصُورٌ (6) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: حدَّثني تميمٌ أَبُو سَلَمة مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: محمد.
(2) هو: ابن أبي سليم.
(3) في (ك) : «ليث بن مجاهد» . ومجاهد هو: ابن جَبْر.
(4) هو: ابن يزيد النخعي.
(5) في (ك) : «قال» .
(6) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/411 رقم27321) ، والنسائي في "المجتبى" (3419) .
(4/143)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النُّذُورِ وَالأَْيْمَانِ
1321 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ بَحير (3) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه قال لها النبيُّ (ص) : أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ قَالَتْ: مَا عندَنا شَيْءٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إنَّ المرأةَ المؤمنةَ لا تحلِفُ (4) أَنَّهُ (5) لَيْسَ عِنْدَهَا شيءٌ وَهِيَ (6) عندَها، فقال النبيُّ (ص) : مَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لاَ؟ إِنَّ المَرْأَةَ المُؤْمِنَةَ فِي النِّسَاءِ كَالغُرَابِ الأَبْقَعِ (7)
فِي الغِرْبَان ِ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1932) .
(2) قوله: «بن الوليد» ليس في (ف) . وروايته أخرجها عبد ابن حميد في "مسنده" (1528/المنتخب) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/192 رقم 1171) .
(3) في (ت) و (ك) : «يحيى» ، وكذا كانت في (أ) ، ثم صُوِّبت في الهامش.
(4) كذا في جميع النسخ، وكذا في المسألة (1932) ؛ ليس فيهما أن عائشة حلفت، وأوضحتْ ذلك رواية الطبراني؛ حيث جاء فيها: «أطعمينا، قالت: ليس عندنا طعام، فقال: أطعمينا يا عائشة، قالت: والله ما عندنا طعام ... » ، ونحوها رواية عبد بن حميد، غير أنه وقع فيها حلف عائشة في المرتين كلتيهما.
(5) في (أ) و (ش) : «أن» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في المسألة (1932) .
(6) في (ك) : «وهو» .
(7) الأبقع: الذي خالط بياضَه لونٌ آخر، أو الذي فيه بياض وسواد، وقيل: الذي في صدره بياض، وقيل: هو الأبيض البطن والظهر. والجمع: البقعان. واعلم أنه وقع هنا وفي المسألة رقم (1932) هكذا: «الأبقع» ، وفي مصادر التخريج وغيرها من كتب اللغة والغريب: «الأعصم» ؛ وهو الأنسب لسياق الحديث؛ قال أبو عبيد: وهذا الوصف في الغربان عزيز لا يكاد يوجد ... وأما هذا الأبيض البطن والظهر فإنما هو الأبقع وذلك كثير، وليس هو الذي ذكر في الحديث. فنرى أن مذهب الحديث أن من يدخل الجنة من النساء قليل كقلة الغربان العُصْم عند الغربان السُّود والبُقْع. اهـ..وقد اختلف في تفسير «الأعصم» ؛ فقيل: هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض أحد الجناحين، وقيل: الأبيض الرجلين، = = وقيل: الأبيض إحدى الرجلين، وقيل: الأحمر الرجلين والمنقار، وقيل: الذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/495-496) ، و"أدب الكاتب" (ص132، 135) ، و"مشارق الأنوار" (1/99) ، و"تهذيب اللغة" (2/55-56) ، و"النهاية" (1/145-146) ، و"لسان العرب" (12/405-406) ، و"تاج العروس" (11/25-26) ، (17/485-486) .
(4/144)
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ (1) ؛ إِنَّمَا يُرْوَى (2) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة: أنَّ عائِشَة سألت النبيِّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ.
1322 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمرو ابن عَوْن (3) ، عَنْ شَريك، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : وَاللهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا! وَاللهِ (4) لَأَغْزُوَنَّ (5) قُرَيْشًا! وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ؟
_________
(1) في (ك) : «شيء» .
(2) في (ك) : «يرويا» .
(3) هو: الواسطي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1930) ، والطبراني في "الكبير" (11/225 رقم 11742) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) .
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2674) ، وابن عدي في "الكامل" (2/331) من طريق الحسن بن شبيب، والطحاوي في "شرح المشكل" (1931) من طريق محمد ابن سعيد الأصبهاني، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن شريك به. ورواه أبو داود في "سننه" (3285) - ومن طريقه البيهقي (10/47) - من طريق قتيبة ابن سعيد، عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، به مرسلاً. قال أبو داود: «وقد أسند هَذَا الْحَدِيثَ غيرُ وَاحِدٍ عَنْ شَرِيكٌ، عَن سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس؛ أسنده عن النبي (ص) » .
قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم أحدًا رواه عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً إلا الحسن بن شبيب، وهذا رُويَ عن مسعر، عن سماك موصولاً ومرسلاً، والأصلُ في هذا الحديث الإرسال» .
(4) في (ك) : «الله» .
(5) من قوله: «عن ابن عباس ... » إلى هنا مكرر في (ك) .
(4/145)
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مِسْعَر (1) ، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة - لَمْ يذكُرِ ابنَ عباس -: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وَهُوَ أَشْبَهُ (3) .
1323 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُدامَة الحارثُ بن
_________
(1) هو: ابن كِدام. واختُلِف عليه، وروايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11306 و16123) عن سفيان بن عيينة، وأبو داود في "سننه" (3286) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) - من طريق محمد بن بشر العبدي، والطحاوي في "شرح المشكل" (1929) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن مسعر به.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2675) ، وابن حبان في "صحيحه" (4343) من طريق علي بن مسهر، والطحاوي في "شرح المشكل" (1928) من طريق عبد الله بن داود، وأبو نعيم في "الحلية" (3/343-344) من طريق عبد العزيز بن أبان، وأبو نعيم أيضًا (7/241) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/404) من طريق الحسن بن قتيبة، أربعتهم عن مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (1004) من طريق سفيان الثوري، عن سماك به موصولاً.
قال أبو نعيم (3/344) : «هذا حديث غريب من حديث مسعر، عن سماك [في المطبوع: هشام] ، ما كتبته عاليًا إلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبان» . وقال أيضًا في (7/241) : «وحديث سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس مشهور ثابت» .
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (4/30) : «والصَّحيح مرسل» . وقد نسب الزيلعي في "نصب الراية" (3/303) هذا القول إلى ابن القطان؛ فليصحَّح.
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قال ابن حجر في "التلخيص" (4/306) : «قال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه: الأشبه إرساله» . اهـ.
(4) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص" (4/383) .
(4/146)
عُبَيد (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رجلاً حَلَفَ بـ «لا إله إلا الله» كاذبًا، فقال رسولُ الله (ص) : غُفِرَ لَهُ كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ أنْ (2) لا إلهَ إلاَّ اللهُ؟
قَالَ أَبِي: حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) يخالفُهُ؛ يقولُ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قُدَامَة.
_________
(1) روايته أخرجها مسدَّد - كما في "المطالب العالية" (1776) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1376/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (3068/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3368) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/213) ، وابن عدي في "الكامل" (2/189) ، والحاكم - كما في "إتحاف الخيرة" (4830) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .
= ... قال البزار: «لا نعلم رواه عن ثابت، عن أنس إلا الحارثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، وخالفه حماد بن سلمة، فرواه عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» .
وقال العقيلي في ترجمة الحارث: «ولا يُتابَع عليه ... ، وهذا المتن يُروى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح أصح من هذا» .
وقال البيهقي: «ورُويَ من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي» .
وقال الحافظ في "المطالب العالية": «وصححه الحاكم من طريق مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة - وهو الحارث بن عبيد- به؛ لكن خالفه حماد بن سلمة، وهو أتقن منه في ثابت، فقال: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر، قال حماد: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر ذ؛ بينهما رجل» .
(2) قوله: «أن» ليس في (أ) و (ش) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (4828) -، وأحمد في"مسنده" (2/68 و70 و118و127 رقم5361 و5380 و5986 و6102) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (857/المنتخب) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5690) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (452) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .
(4/147)
1324 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَريرُ بْنُ حَازِمٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ (2) ؛ سمعتُ عِمْران بْنَ حُصَين يَقُولُ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (3) جماعةٌ؛ مِنْهُمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (4) ، والثَّوْري، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (5) ، وغيرُهم (6) ؛
قَالُوا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، وَلَمْ يَذْكُرُوا السَّمَاعَ كَمَا ذَكَرَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
_________
(1) لم نقف على روايته التي فيها التصريح بالسماع، ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) من طريق ابن وَهْب، عن جرير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أبيه؛ عن عمران به.
(2) هو: الزُّبَير التَّميمي الحَنظَلي البصري.
(3) في (ش) : «ورواه» ، وفي (ف) : «روا» وزيدت هاء صغيرة في أعلاها.
(4) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3842 و3843) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم 487 و488) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/28) .
قال النسائي: «محمد بن الزبير ضعيفٌ لا يقوم بمثله حجة، وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث» .
(5) مشهور بكنيته، ومختَلَف في اسمه؛ فقيل: عبد الله بن قطاف، أو ابن أبي قطاف، وقيل: وَهْب، وقيل: معاوية. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ورواه أحمد في "مسنده" (4/439 رقم 19945) ، والنسائي في "المجتبى" (3848) ، والطبراني في "الكبير" (18/168 رقم363) من طريق أبي بكر النهشلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الحسن، عن عمران به.
(6) منهم حماد بن زيد، وعبَّاد بن العوام، وسعيد بن أبي عروبة:
أما رواية حماد بن زيد: فأخرجها البزار في "مسنده" (3561) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/56) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن حزم في "المحلى" (8/6) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/56) .
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمران إلا من حديث محمد بن الزبير، وقد اختُلِف عن محمد ابن الزبير، ومحمد بن الزبير إنما ضعف حديثه بهذا الحديث عبيد الله بن عبد المجيد» . وقال البيهقي: «وهذا منقطع، الزبير الحنظلي لم يسمع من عمران» .
وأما رواية عبَّاد: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/29-30) .
وأما رواية سعيد بن أبي عروبة: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/30) .
(4/148)
ورواه عبد الوارث (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّن سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَين، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: ابن سعيد، وقد اختُلِف عليه: فرواه الطيالسي = = في "مسنده" (878) ، ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/31) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن عبيد) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن عمران به.
ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19955) من طريق عفان بن مسلم، والنسائي في "المجتبى" (3846) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم489) من طريق مسدد، والروياني في "مسنده" (126) من طريق أبي عبد الله الزيادي، والبيهقي في"السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/32) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، أربعتهم (عفان ومسدد والزيادي وعبد الرحمن) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن رجل، عن عمران به.
قال ابن عساكر: «والمحفوظ أن عبد الوارث رواه عن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران» .
ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19956) من طريق إسماعيل بن علية، والطحاوي في "شرح المشكل" (2164) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/33) من طريق خالد الطحان، والنسائي في "المجتبى" (3845) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم490) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد في "مسنده" (4/433 رقم19888) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وفي "شرح المشكل" (2163) ، والحاكم في "المستدرك" (4/305) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، أربعتهم (إسماعيل وخالد وابن إسحاق وعبد الوهاب) عن محمد ابن الزبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران به.
(4/149)
قال أبي: حديثُ عبد الوارث أشبهُ؛ لأَنَّهُ قَدْ بيَّن عَوْرَةَ الحديث (1) .
1325 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى (2) ، عَنِ الهَيْثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر (3) بْنِ عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ (4) ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَانَ أهلُ الشَّامِ يُسْأَلون عَنْهُ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ ليس عندهم (5) .
_________
(1) قال البيهقي في "المعرفة" (14/200 رقم19658) : «فهذا حديث مختَلَف في إسناده ومتنه كما ذكرنا، ولا تقوم الحجة بأمثال ذلك» .
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (4/40/المعرفة) ، والحاكم في "المستدرك" (4/301) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/52) .
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (267/ب/أطراف الغرائب) من طريق الهيثم بن حميد وقال: «غريب من حديث عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي الدرداء، تفرَّد به زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بن عبيد، ولم يروه عنه غير الهيثم بن حميد» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1777) - قال: حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم أو غيره، عن الهيثم بن حميد به. كذا بزيادة: «الوليد بن مسلم أو غيره» .
(3) في (ش) : «بشير» .
(4) هو: عبد الرحمن.
(5) قال الصغاني - شيخ أبي عوانة الإسفرائيني -: «ليس هذا بالشام» .
(*) ... في (ش) : «بشر» .
(4/150)
قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ بُسْر (*) بن عُبَيدالله إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي إدريسَ الخَوْلانيِّ عائذِاللهِ (1) ، وَلا أعلَمُ رَوَى (2) عَنِ ابْنِ عائذ شيءً (3) ؛ لأنَّ ابْنَ عَائِذٍ حِمصي، وبُسْرٌ (*) دِمَشْقي، فَلا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا، وَأَرَى أنَّه أَرَادَ: عَنْ عَائِذِ اللَّهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَائِذٍ (4) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1326 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ (6) كاسِب (7) ، عَنْ مُغِيرَة بْنِ عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْد (8) ، عن بُكَير بن عبد الله بْنِ الأَشَجّ، عَنْ كُرَيْب (9) ، عَنِ ابن
_________
(1) الحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1201) من طريق الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن بسر بن عبيد الله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي الدرداء، به.
(2) في (ك) : «والله أعلم» بدل «ولا أعلم» ، وفاعلُ «روى» ضميرٌ يعود على «بسر» .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(4) في (ت) : «ابن عائذالله» ، وفي (ك) : «أبي عائذالله» .
(5) نقل هذا النص بتمامه: الزيلعي في "نصب الراية" (3/295-296) .
(6) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(7) هو: يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كَاسِبٍ.
(8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3322) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و160) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/45 و72) من طرق عنه.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (2128) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/325 رقم 12169) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و159) من طرق عن بكير بن عبد الله به. قال أبو داود: «روى هذا الحديث وكيعٌ وغيرُه، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ أوقفوه على ابن عباس» .
(9) هو: ابن أبي مسلم مولى ابن عباس.
(4/151)
عباس، عن النبيِّ (ص) قال (1) : مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ، فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالا: رَوَاهُ وَكيعٌ (2)
عَنْ مُغِيرَةَ فأوقَفَهُ، والموقوفُ (3) الصَّحيحُ (4) .
قلتُ لَهُمَا: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
قَالا (5) : مَا نَدْرِي مِنْ مُغيرَة؟ أَوْ مِنَ ابْنِ كاسِب؟
1327 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (7) ، عَنْ عَطَاء بن
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(2) هو: ابن الجرَّاح.
وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (12183) .
(3) كذا باستعمال الفعل الرباعي «أوقَفهُ» ، واسم المفعول من الفعل الثلاثي: «موقوف» ، وهما لغتان صحيحتان، وأمَّا استعمالُ لغتَيْنِ في كلام واحد: فهو جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (241) و (628) .
(4) قال البيهقي في "المعرفة" (14/201 رقم19665) : «لم يثبت رفعُه» .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/587) : «ورواته ثقات؛ لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا، وهو أشبه» .
(5) في (أ) و (ش) : «قال» .
(6) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/383) .
(7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/3 رقم 16101) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (586 و587) ، والبزار في "مسنده" (2177 و2178) ، والنسائي في "الكبرى" (6005) ، والطبراني في "الكبير" (قطعة من الجزء 13/117 رقم 287) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/238) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) .
(4/152)
السَّائب (1) ، عَنْ أَبِي البَخْتَري (2) ، عَنْ عَبِيدَة (3) ، عَنِ ابْنِ الزُّبَير، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا حلفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا، فغُفِرَ لَهُ؟
قَالَ (4) أَبِي: رَوَاهُ عبدُالوارث (5) ، وجَريرٌ (6) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب (7) ، عَنْ أَبِي يَحيَى - هُوَ الأعرَجُ (8) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رجُلَيْنِ اختَصَما إلى النبيِّ (ص) ، فادَّعَى (9) أحدُهُما عَلَى صَاحِبِهِ حَقًّا، فاستَحْلَفَ النبيُّ (ص) المدَّعى عَلَيْهِ، فحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ قِبَلي حقٌّ؛ قَالَ النَّبِيُّ (ص) : غُفِرَ (10) كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ (11) .
_________
(1) في (ك) : «السامت» .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن ابن البختري» . وهو: سعيد ابن فَيْروز.
(3) هو: السَّلْماني. وتصحَّفت العبارة في"التلخيص الحبير" إلى: «عن البختري بن عبيد» .
(4) في (ف) : «فقال» .
(5) في (ك) : «رواه عنه الوارث» . وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/95-96) ، وأخرجه أحمد في "مسنده" (1/253 و288 رقم 2280 و2613) ، و (2/70 رقم 5379) ، وأبو داود في "سننه" (3275) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد في "مسنده" (1/296 و322 رقم 2695 و2956) من طريق شريك بن عبد الله، وأبو داود في "سننه" (3620) ، والنسائي في "الكبرى" (6007) من طريق أبي الأحوص مع اختلاف في لفظه، والنسائي أيضًا (6006) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس به. قال النسائي: «هذا الصَّواب، ولا أعلم أحدًا تابع شعبة على قوله: عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبيدة، عن ابن الزبير» .
(6) هو: ابن عبد الحَميد.
(7) في (ك) : «السامت» .
(8) اسمه: زياد، ووَهِمَ من قال: هو مِصْدَع. انظر "تحفة الأشراف" (5431) .
(9) في (ت) و (ك) : «فدعا» .
(10) في (ك) : «عقد» .
(11) في (ك) بعد هذا ما نصه: «ماله قِبَلي حق، قال النبي (ص) » وهو تكرار.
(4/153)
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: شُعْبةُ أقدمُ سَماعًا مِنْ هَؤُلاءِ، وعَطَاءٌ تغيَّر بأَخَرَةٍ (1) .
1328 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن عبد الله (4) ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى عائِشَة مُحَرَّرٌ (5) مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فقَدِم عَلَيْهِ (6) سَبْيُ بَلْعَنْبَرِ (7) ، فأمرها النبيُّ (ص) أن تُعتِقَ
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يُتابِعْ شعبةَ على روايته هذه عن عطاء بن السائب أحدٌ، وقد خالفوه فيها، فقال حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رجُلَين اختَصَما إلى رسول الله (ص) ، ولا أحسَبُ أتى هذا الاختلاف إلا من عطاء بن السائب؛ لأنه قد كان اضطرب في حديثه ولم يرو عَبيدة عن ابن الزبير حديثًا مسندًا غير هذا الحديث من وجه صحيح» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا وهم من شعبة، والصَّواب رواية الجماعة، وعَبيدة مات قبل ابن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعُد روايته عنه» . وقال: «تفرَّد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده» .
(2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (1892) ، والطبراني في "الكبير" (10/148 رقم10400) من طريق أصبغ بن الفرج عن علي بن عابس، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس» .
(3) هو: عبد الله.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) أي: تحرير رقبة، فقوله: «محرَّر» : مصدرٌ ميميٌّّ بمعنى التحرير.
(6) أي: على النبي (ص) .
(7) السَّبْيُ: النَّهْبُ، وأَخْذُ الناس عبيدًا وإماءً. "النهاية" (2/340) . وقال المرزوقي: المراد بـ «بَلْعَنْبَرِ» : بني العَنْبَرِ، ولهذا وجبَ ألا يصحبَ الكسرةَ التي في الرَّاء التنوينُ. وإنما حُذف النون من «بني» لاجتماعِه مع اللام من «العنبر» وتقاربِهما في المخرج؛ وذلك لأنه لما تعذَّر الإدغامُ فيه [لسكون اللام] جُعل الحذفُ بدلاً من الإدغام. "شرح ديوان الحماسة" بتحقيق عبد السلام هارون (1/22) .
ومثل «بَلْعَنْبَرِ» : بَلْحارثِ، وبَلْهُجَيْمِ، وكُلُّ قبيلة تظهرُ فيها لامُ المعرفة. انظر "لسان العرب" (ح ر ث/2/137) .
وبَلْعَنْبَرِ: قومٌ من بني تميم. انظر "الاشتقاق" لابن دريد، تحقيق عبد السلام هارون (ص 211) ، و"اللسان" (ص د غ) (8/440) .
(4/154)
منهُنَّ؛ وَقَالَ: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ مُحَرَّرٌ مِنْ وَلَدِ إِسمْاعِيلَ، فَلاَ يُعْتِقْ مِنْ حِمْيَرَ أَحَدًا.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ مَسْعُودٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُرسَلٌ.
1329 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عبد الحميد (1) ؛
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس السَّكُوني، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : اليَمِينُ الغَمُوسُ (3) تَذَرُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
_________
(1) روايته أخرجها الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/702-703) .
ورواه خيثمة الأطرابلسي في "الفوائد" (ص70) ، وابن حبان في "الثقات" (8/400) من طريق عبد السلام بن عبد الحميد، والدولابي في "الكنى" (2/165) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2543) من طريق سليم بن عبد الحميد، كلاهما (عبد السلام وسليم) عن أبيهما عبد الحميد به. ومن طريق خيثمة رواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/582) . وانظر "السلسلة الصحيحة" (978) .
(2) هو: عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم الحِمصي.
(3) هي: اليمين الكاذبةُ الفاجِرةُ؛ كالتي يَقْتَطعُ بها الحالفُ مالَ غيره. سُمِّيَتْ غَمُوسًا؛ لأنها تَغمِسُ صاحبَها في الإثم، ثم في النار. "النهاية" (3/386) .
(4) البَلاَقِعُ: جمع بَلْقَع وبَلْقَعَة؛ وهي: الأرضُ القَفْرُ التي لاشيءَ بها، يريد: أن الحالفَ بها يَفْتَقِرُ ويذهبُ ما في بيته من الرِّزق. "النهاية" (1/153) .
(4/155)
1330 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاوية (1) بْن سَلاَّم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ اسْتَلَجَّ (2) بِيَمِينٍ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا، لَيْسَ الكَفَّارَةَ (3) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى (4) هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَر (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عِكْرِمَة- فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} (6) -: وقد قال رسولُ الله (ص) : لاَ يَسْتَلِجَّ (7) أَحَدُكُمْ بِاليَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الكَفَّارَةِ الَّتي أُمِرَ بِهَا.
_________
(1) في (ف) : «أبو معاوية» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2626) .
(2) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/233) : اسْتَلَجَّ: من اللَّجَاج، ومعناه: أن يَحْلِفَ على شيء ويَرَى أن غيرَهُ خيرٌ منه، فيُقيمَ على يمينه، ولا يحنَث فيُكفِّرَ، فذلك آثَمُ له.
وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (11/123) : «ومعنى الحديث: أنه إذا حلف يمينًا تتعلَّق بأهله، ويتضرَّرون بعدم حِنْثه، ويكون الحِنْثُ ليس بمعصية؛ فينبغي له أن يَحنَثَ، فيفعلَ ذلك الشيء، ويكفِّر عن يمينه، فإن قال: لا أحنَثُ بل أتورَّع عن ارتكاب الحِنْث، وأخافُ الإثم؛ فهو مُخطِئ بهذا القول، بل استمرارُهُ في عدم الحِنْث وإدامةُ الضَّرر على أهله أكثرُ إثمًا من الحِنْث» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/519) .
(3) وقع في قوله: «ليس الكفَّارة» خلاف كثير في الرواية والتفسير، انظر تفصيله في "فتح الباري" لابن حجر (11/520) .
(4) في (ك) : «رواه» .
(5) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (1/91) .
(6) الآية (225) من سورة البقرة.
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يَسْتَلْجِجْ» ، وهو صحيحٌ في العربية، ومثله قولك: لا تَسْتَمِرَّ في الخطأ، ويجوزُ: لا تَسْتَمرِرْ، وكذلك في الأمر تقولُ: استَلِجَّ واستَلْجِجْ، واستَمِرَّ واستَمْرِرْ، وهذا جارٍ في كل فعل مضعَّف؛ يجوز لك فيه: الإدغامُ، وهو لغة التميميِّين؛ وعليه قوله تعالى: [المَائدة: 54] {يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . والفك، وهو لغة الحجازيين؛ وعليه قوله تعالى: [البَقَرَة: 217] {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . انظر "شرح ابن عقيل" (2/542) ، و"شذا العرف في فن الصرف" للحملاوي (ص180) . لكن الرواية في الموضع المذكور من "تفسير عبد الرزاق": «لا يتلجَّجْ» .
(4/156)
فقلت ُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
فَقَالَ (1) : لا أعلَمُ أَحَدًا وصلَهُ غيرَ معاويةَ ابنِ سَلاَّم، ومَعْمَرٌ أشهرُ وأحبُّ إليَّ من معاوية ابن سَلاَّم (2) .
1331 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ [حَدَّثَناه عن] (3) عليِّ بْنُ جَعْفَرٍ الأَحمَر؛ قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر، عَنِ الفَضْل بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالي، عَنْ عِكْرمَة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ حَلَفَ عَلَى امْرِئٍ فِي
_________
(1) في (ف) : «قال» .
(2) خالف البخاريُّ أبا حاتم، فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" (2626) من طريق معاوية بن سلاّم، به. كما تقدم.
قال ابن حجر في"الفتح" (11/519) : «كذا أسنده معاوية بن سلاَّم، وخالفه معمر، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فأرسله، ولم يذكر فيه أبا هريرة. أخرجه الإسماعيلي من طريق ابن المبارك عن معمر، لكنه ساقه بلفظ رواية همام عن أبي هريرة، وهو خطأ من معمر، وإذا كان لم يضبِط المتن، فلا يُتعَجَّب من كونه لم يضبِط الإسناد» . اهـ.
ورواية معمر عن همام عن أبي هريرة التي أشار إليها ابن حجر: أخرجها البخاري (2625) ، ومسلم (1655) ، ولفظها: «والله لأن يَلَجَّ أحدُكُم بيمينِه في أهله؛ آثَمُ لَهُ عندَ اللَّهِ مِنَ أن يُعْطِيَ كفَّارَتَه التي افتَرضَ الله عليه» .
(3) في (أ) و (ش) : «حدثنا» ، وفي بقية النسخ: «حدثناه» ، وزدنا: «عن» ؛ لأن هذا الحديث لا يمكن أن يكون من رواية ابن أبي حاتم عن علي بن جعفر؛ لأن علي بن جعفر توفي سنة 230 هـ قبل مولد ابن أبي حاتم بنحو عشر سنوات. وضمير الفاعل في «حدثناه» يعود إلى أبي حاتم؛ فإن علي بن جعفر من شيوخه، قال ابنه في "الجرح والتعديل" (6/178) : «روى عنه أبي قال: أنا علي بن جعفر بن زياد الأحمر، وكان ثقة صدوقًا» . وانظر "المنتظم" (11/161) ، و"تاريخ الإسلام" (16/282) .
(4/157)
شَيْءٍ فَأَحْنَثَهُ (1) ؛ فَالإِثْمُ عَلَى المُحْنِثِ (2) (3) ؟
قال أبي (4) : فحدَّثتُ بِهِ أَبَا نُعَيم (5) ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عَنْ عِكْرِمَة قَطْ (6) ، وَلَمْ يرفَعْه - كَانَ أحسنَ.
1332 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ (7) ، عَنْ أَبِي سِنان (8) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي الهُذَيل (9) ، عَنْ حَنْظَلَة بن خُوَيْلِد (10) ؛
_________
(1) أحْنَثَهُ: حمله على الحِنْث في يمينِه، أي: نَقْضِهَا وعدم ِ البِرِّ بها. انظر "اللسان" (ح ن ث/2/138) .
(2) في (ك) : «المخبث» .
(3) الحديث أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/340 رقم 522) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/215) - من طريق إبراهيم بن يزيد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، به.
(4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قال علي» .
(5) هو: الفضل بن دُكَيْن.
(6) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء لا غير؛ بمعنى «حَسْبُ» ، وتستعمل في الإثبات وفي النفي، وقد تدخل عليها الفاء لتزيين اللفظ، فيقال: «فَقَطْ» ، يريد: «لو كان عن عكرمة فَحَسْبُ ... » ، وهذا بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرف لا يستعمل إلا في النفي، وهنا الكلام في سياق الإثبات.
(7) هو: خالد بن عبد الله. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (141) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) .
ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (378) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري عن أبي سنان به.
(8) هو: ضرار بن مرَّة.
(9) في (ك) : «عبد الله بن أبي لهيعة الهذيل» ، ثم ضرب على قوله: «لهيعة» .
(10) اختُلِف في اسم حنظلة، فقيل كما هنا، وقيل: سويد بن حنظلة، وقيل: عبد الله بن حنظلة، وقيل: حنظلة بن سويد. انظر: "الجرح والتعديل" (3/240 رقم1067) ، و"التاريخ الكبير" (3/42 رقم162) مع الحاشية، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (141) .
(4/158)
قَالَ: أَخَذَ بِيَدي ابنُ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَ رَجُلا يَحْلِفُ بسورةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ، تَرَى هَذَا يُكَفِّرُ (1) عَنْ يَمِينِهِ؟! إنَّ عَلَيْهِ بكلِّ آيَةٍ كفَّارةً!!
وَرَوَاهُ جَرير (2) ، عن أبي سِنان، عن عبد الله (3) بْنِ أَبِي الهُذَيل، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَرَوَاهُ الثَّوْري (4) ،
عَنْ أَبِي سِنان، عن عبد الله بن أبي الهُذَيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (5) .
قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟
قال: الثَّوْريُّ أحفَظُهُمْ كُلِّهِمْ.
_________
(1) في (ش) : «تكفر» .
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) في (أ) و (ش) : «عن أبي سنان وعبد الله» .
(4) هو: سفيان، وقد اختُلِف عليه، فرواه ابن حزم في "المحلى" (8/33) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) من طريق عبد الله بن الوليد، كلاهما (عبد الرحمن وعبد الله) عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12228) من طريق ابن فضيل ووكيع، كلاهما عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ورواه الطبراني في "الكبير" (9/181 رقم8895) ، وفي "الدعاء" (2/1168 رقم 796) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن سليم بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به.
ووقع في "الدعاء": «أبو حصين» بدل: «أبو سنان» .
(5) من قوله: «ورواه الثوري ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال البصر.
(4/159)
1333 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زُهَير الْبَصْرِيُّ ثابتُ (1) بْنُ زُهَير (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، ومَنِ اسْتَجَابَكُمْ فَأَجِيبُوهُ، ومَنْ أَهْدَى إِلَيْكُمْ فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ مَا تُكَافِئُونَهُ (3) فَادْعُوا لَهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
1334 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاد بن إسحاق (5) ،
_________
(1) في (ف) : «ابن ثابت» .
(2) قال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يُشتَغَل به» . "الجرح والتعديل" (2/452 رقم1819) . وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/76) : «وذكره ابن المديني في المتروكين من أصحاب نافع، وجعله دون جابر الجُعفي» .
(3) في (ك) : «تكافئوه» .
(4) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/23 رقم795) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (235) من طريق الوضَّاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش وليث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (189/ب/أطراف الغرائب) من طريق الوضَّاح، عن منْدَل، عن الأعمش، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وقال: «تفرَّد به وضاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش، عنه» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/68 رقم5365) وغيره من طريق أَبِي عَوانة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر، به.
وقد اختُلِف على الأعمش في هذا الحديث، وذكر الدارقطني في "العلل" (4/47/أ) أوجهَ الاختلاف عليه وقال: «والصَّحيح عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عمر» . وانظر "السلسلة الصحيحة" (254) .
(5) ويقال: عبد الرحمن بن إسحاق. وروايته أخرجها البخاري - كما ذكر الترمذي في "العلل الكبير" بعد الرقم (460) -، وأخرجها الترمذي نفسه في المصدر السابق برقم (460) ، وابن ماجه في "سننه" (2092) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (234) ، والنسائي في "المجتبى" (3762) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5520) ، والطبراني في "الكبير" (12/223 رقم 13142) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6628) ، وأحمد في "مسنده" (2/26 رقم4788) من طريق مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ يمينُ النبيِّ (ص) : «لا ومُقلِّبِ القُلوب» .
(*) ... هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب ذ.
(4/160)
عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (*) ؛ قَالَ: أكثرُ يَمِينِ رسولِ الله (ص) : لا وَمُصَرِّفِ القُلُوبِ! .
وَرَوَاهُ يونسُ بنُ يَزِيدَ (1) ، وعُقَيلٌ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه (*) ، عن النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ يُونُسَ وعُقَيلٍ أصحُّ.
1335 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ زِرّ (3) - أَوْ (4) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) - عن عبد الله بن
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم 6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (237) .
(2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (238) . قال المزي بعد أن ذكر رواية يونس وعقيل: «هذا الحديث لم يذكره أبو القاسم، وهو ثابت في عدة نسخ، من عدة طرق» .
(3) هو: ابن حُبَيْش.
(4) ضبَّب ناسخ (أ) على قوله: «أو» ، وناسخ (ف) على قوله: «زر» .
(5) هو: شَقيق بن سلمة.
(4/161)
مَسْعُودٍ؛ أنَّه قَالَ (1) : مَنْ حَلَفَ على يَمينٍ لِيَقْتَطِعَ بها مالً (2) ، لَقِيَ اللَّهَ وهُوَ علَيهِ غَضْبانُ (3) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أبي وائل، عن عبد الله (4) .
_________
(1) كذا! وظاهره أنه من قول ابن مسعود، وهذا الظَّاهر غيرُ مرادٍ - فيما يبدو -؛ فالحديث لم يُختَلَف في رفعه، فهو مرفوعٌ في مصادر التخريج كلها، وإنما وقع الخلاف في راويه عن ابن مسعود. انظر "العلل" للدارقطني (715) ، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) ؛ فليكن التقدير هنا: «أنه قال: قال رسول الله (ص) » ، والله أعلم.
(2) في (ش) : «مالاً» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، لكن ضبَّبَ عليها ناسخ (ف) ، وهي صحيحة في العربية، فقد حُذِفَتْ منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في "مسنده" (1/460 رقم 4395) من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «لا تُباشِر المرأةُ المرأةَ كأنها تَنعَتُها لزوجها - أو تَصِفُها لزوجها، أو للرجل- كأنه ينظرُ، وإذا كان ثلاثةٌ فلا يتناجى اثنان ِ دونَ صاحبهما؛ فإنَّ ذلك يُحزِنه، ومن حَلَفَ على يمين كاذبًا ليقتَطِعَ بها مالَ أخيه - أو قال: مال امرئ مسلم - لقيَ الله عز وجل وهو عليه غَضْبانُ» .
ورواية جرير أخرجها الدارقطني في "الأفراد" = = (209/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «لا يَتَناجى اثنان ِ دونَ الثَّالث» ، وقال: «تفرَّد به جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ، واختُلِف عنه، فقيل: عنه، عَن عَاصِمٍ، عَن زر، عن أبي وائل» . وذكرها في "العلل" (5/70) فقال: «وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ عاصم، عن أبي وائل - أو زر-، عن عبد الله: " لا يَتَناجى اثنان ِ " حسبُ» .
(4) رواه من هذا الوجه البخاري في"صحيحه" (7445) ، ومسلم في"صحيحه" (138) .
قال الدارقطني في "العلل" (5/70) : «والحديث عن أبي وائل أشبه بالصَّواب؛ لأن منصور والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله» .
وانظر تمام تخريج الحديث في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) .
(4/162)
1336 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَهْل بْنِ بَكَّار (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَن حُمَيد بْن هِلال، عَنْ أبي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ (5) مُتَعَمِّدًا فِيهَا لإِثْمٍ لِيَقْتطِعَ (6) مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ؛ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا يُوقِفُهُ حمَّادُ ابنُ زيد (7) ، عن أيُّوب.
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (7/122) - والطحاوي في "مشكل الآثار" (443) ، والطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10113) ، وفي "الصغير" (338) . وسقط من رواية الطحاوي قوله: «عن أيوب» .
قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن يزيد بن إبراهيم إلا سهل بن بكار» . وقال في "الكبير": «رفعه يزيد بن إبراهيم ولم يرفعه حماد بن زيد» .
(2) هو: السَّختياني.
(3) هو: عَوْف بن مالك.
(4) هو: ابن مسعود ح.
(5) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (1/578) : مَنْ حلفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرٍ: هو أن يحبسَ نفسَهُ على اليمينِ الكاذبةِ، غيرَ مُبالٍ بها. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1005) .
(6) في (ت) و (ك) : «ليقطع» .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10114) من طريق عارم أبي النعمان، عن حماد، به.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (5085) من طريق مُعلَّى بن مهدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبي (ص) ، به.
(4/163)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...