الجمعة، 7 يناير 2022

12. علل الحديث لابن ابي حاتم ج 2 .. فِي الصَّلاَةِ والزَّكَاةِ (1)


علل الحديث لابن أبي حاتم
بِسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم الجُزْءُ الرابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاَةِ والزَّكَاةِ (1)
473 - قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم الرَّازي (2) : وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو (4) مُصعَب (5) ، عن عبد العزيز ابن عِمران، عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْري (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (7) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي غزوة تَبوك فِي ركعَتَي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟
_________
(1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «يشتمل على» فوقع بدله في (ف) : «في» ، ولم يرد في (ش) إلا قوله: «علل أخبار رويت فِي الصَّلاة والزَّكاة» .
(2) في (أ) : «الرازي رحمه» ، أراد الترحُّم عليه فلم يكتب لفظ الجلالة. ومن قوله: «قال: أخبرنا ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «سألت» ، والأصل أن تكون العبارة: «قال: سألت» ، فحُذِفَ «قال» ؛ وحَذْفُ القولِ كثيرٌ في العربية؛ حتى قال أبو علي الفارسي: «حَذْفُ القولِ مِنْ حَدِيثِ البَحْرِ؛ قُلْ ولا حَرَجَ!» . انظر "مغني اللبيب" (ص596) .
(4) قوله: «أبو» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/218 رقم13123) ، وفي "الأوسط" (7792) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلاَّ ابن أخيه، ولا عن ابن أخي الزهري إلاَّ عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب» .
(6) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم.
(7) هو: سالم بن عبد الله بن عمر.
(2/406)
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
474 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعتَمِر، عَنْ وَابِصَةَ بنِ مَعْبَد، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى (4) خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عَنْ وابِصَة، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: أَمَّا عمرُ فمحلُّه الصِّدْقُ، ولولا [تدليسُهُ] (5) لحكَمنا (6) ؛ إذْ جاء بالزِّيادة (7) ، غَيْرَ أنَّا نخافُ أن يكونَ أَخَذَهُ عَن غير ثقة. وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث (8) .
قلتُ: حَنَشٌ أدرَكَ وابِصَةَ؟
_________
(1) هذه المسألة متأخرة في (أ) و (ش) عن المسألة التالية رقم (475) .
ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/285/مخطوط) .
وتقدَّمت هذه المسألة برقم (281) ، وانظر المسألة رقم (271) .
(2) هو: المقدَّمي.
(3) في (ت) و (ك) : «حفش» .
(4) في المسألة رقم (271) و (281) : «أن رجلا صلَّى خلفَ الصفِّ وحدَهُ» .
(5) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «تدلسه» ، والمثبت من (ك) و"الجرح والتعديل" (6/125) .
(6) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «لحكمنا له» ، وهو أجود.
(7) وجاء بالزيادة أيضًا يزيد بن هارون وحفص بن غياث، فروياه عن أشعث بن سوَّار، بزيادة حنش بن المعتمر؛ وتقدَّم تخريج روايتهما في المسألة رقم (281) .
(8) في المسألة رقم (281) : « ... وَأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَثُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/125) : «سألت أبي عنه [أي: عن عمر بن المقدَّمي] ؟ فقال: محلَّه الصدْقُ، ولولا تدليسُهُ، لحكمنا له؛ إذَا جاء بزيادةٍ؛ غير أنَّا نخاف بأن يكون أخذه عَن غير ثقة» .
(2/407)
قَالَ: لا أُبعِدُه.
475 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (2) ،
عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) (4) جَالِسًا فِي المسجِد وَنَحْنُ مَعَهُ؛ إِذْ (5) جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبة، فَدَخَلَ المَسْجِدَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: هَذَا رسولُ الله (ص) ، قَالَ: إِنِّي سائلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، ومُغَلِّظٌ عَلَيْكَ! أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ، آللهُ أرسلكَ إِلَى النَّاس؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ عَادَ عَلَيْهِ المسألةَ (6) ؛ قَالَ: آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَ النَّاسَ بالصَّلواتِ (7) الخمسِ في اللَّيل والنَّهار؟ قَالَ نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟
_________
(1) هذه المسألة متقدمة في (أ) و (ش) على المسألة التي قبلها رقم (474) .
(2) قوله: «أَبِي عَن حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فديك» مكرر في (ف) . وابن أبي فديك هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم.
وروايته على هذا الوجه ذكرها ابن منده في "الإيمان" (1/273) .
وأخرجها النسائي في "سننه" (2094) من طريق أبي عمارة الحارث، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري به.
(3) هو: سعيد بن أبي سعيد.
(4) في (أ) و (ش) و (ف) : «كان النبي (ص) » .
(5) في (ت) : «إذا» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: أعاد عليه المسألةَ، فإن لم تكن همزة «أعاد» سقطت من النساخ، فإن نصب «المسألة» هنا يتوجه على النصب على نزع الخافض، والتقدير: ثم عاد عليه بالمسألة، أي: رجع عليه بها، حُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. وقد تقدم التعليق على نزع الخافض في المسألة رقم (12) .
(7) في (أ) و (ف) : «بالصَّلاة بالصلوات» ، وكذا في (ش) ، وضُرِبَ على قوله: «بالصَّلاة» .
(2/408)
فقال (1) أَبِي: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ اللَّيْث (3) عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ شَريك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (4) .
476 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (5) ، عن ابن جُرَيج (6) ، عن عبد الملك، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآن ِ.
قلتُ لأبي: مَنْ عبدُالملك هذا؟
قال: مجهول (7) .
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» .
(2) نقل ابن حجر في "الفتح" (1/150) حكم أبي حاتم على رواية الضحاك بن عثمان هذه بالوهم.
(3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (63) .
(4) قال الدارقطني في "العلل" (8/150 رقم1470) : «يختلف فيه على سعيد المقبري، فروي عن عبيد الله بن عمر، وعن أخيه عبد الله، وعن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، ووهموا فيه على سعيد، والصَّواب: ما رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس بن مالك. وقال يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: عن اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ المقبري. وقد سمعه الليث من المقبري، وهو صحيح عنه» .
(5) هو: ابن همَّام الصَّنعاني وروايته في "مصنفه" (3810) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/163 رقم12665) .
(6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(7) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/376 رقم1759) : عبد الملك: روى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) : «يؤمُّ القومَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل» ، روى عنه ابن جريج، سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول. اهـ.
(2/409)
477 - وسمعتُ أَبِي: حدَّثنا عُبَيْس (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حاتِم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الكِنَاني (4) ؛ قَالَ: سمعتُ السَّائِبَ بْن يَزِيدَ يَقُولُ: جَمَعَ عمرُ ابنُ الخطَّابِ الناسَ فِي رمضانَ عَلَى أُبَيِّ بْن كعب.
قَالَ أَبِي: قال عُبَيْس: عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، وأخطأَ؛ إنما هو: محمد بن يوسف بن عبد الله (5) ، فأخبرتُهُ فلم يَرْجِعْ.
478 - وسألتُ (6) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد بْنُ (7) سَعِيدٍ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم الطَّائِفي، عَنْ إسماعيلَ بنِ أُميَّة وعُبَيدِاللهِ بنِ عمر، عن
_________
(1) هو: عُبَيس بن مرحوم.
(2) هو: حاتِم بن إسماعيل.
(3) قوله: «قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بن يوسف» سقط من (ف) .
(4) كذا في جميع النسخ! وصوابه: «الكندي» كما في "تهذيب الكمال" (27/49) ، و"التقريب" (6454) ، مع مراعاة تصويب أبي حاتم الآتي.
(5) أخرجه هكذا الإمام مالك في "الموطأ" (1/115 رقم251) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنْ السائب بن يزيد أنَّه قال: «أمر عمر بن الخطاب أُبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة» . ومن طريق الإمام مالك أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/469) ، وفي "فضائل الأوقات" (126) ، و"معرفة السنن والآثار" (4/43) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7730) ، وابن أبي شيبة (7670) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/713 و716) من طرق عن محمد بن يوسف به.
(6) نقل العراقي في "طرح التثريب" (2/245) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(7) قوله: «سويد بن» مكرر في (ت) بسبب مجيئه في آخر الورقة (112) وبداية الورقة التالية (113) .
(8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1036) .
(2/410)
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ الله (ص) لِلنِّسَاءِ فِي التَّصفيق فِي الصَّلاة، وللرِّجال فِي التَّسبيح؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
479 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (3) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنْ أبي واقِد (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادٍ (6) أَحَبَّ أنْ يَكُونَ لَه
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (8/340 رقم1610) : «يرويه إسماعيل بن أمية، واختُلِف عنه، فرواه يحيى بن سليم الطائفي مرة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عطاء، عن أبي هريرة، ومرة عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحديث عطاء عن أبي هريرة أصح» .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (643) و (1817) .
(3) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص322-323) ، وأبو بكر بن أبي شيبة في "المسند" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والإمام أحمد في "المسند" (5/218-219 رقم21906) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) ، وأبو عوانة في "الزكاة" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والطبراني في "المعجم الكبير" (3/247 رقم 3300 و3301) ، وفي "الأوسط" (2446) ، وأبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (176) ، والبيهقي في "الشعب" (9796 و9797) .
وأخرجه والطبراني في "االكبير" (3/247 رقم3302) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به.
(4) هو: ابن يسار.
(5) هو: الليثي، مشهور بكنيته.
(6) في (ت) و (ك) : «وادي» ؛ بإثبات الياء، وهو صحيحٌ فصيحٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (146) .
(2/411)
ُ وَادِيان ِ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيان ِ أحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثًا (1) ،
وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلاَّ التُّرَابُ، وَيَتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ؟
قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي فُدَيْك (2) ، عن ربيعة بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، بنصب ثالثًا، ونحوه في "شعب الإيمان" وكان حقُّه الرَّفْعَ؛ لأنَّه إما فاعلُ «يَكُون» إذا كانت تامَّةً، أو اسمٌ لها مؤخَّر إذا كانت ناقصة، وقد جاءت هذه الكلمة بالرفع على الجادَّة في كثير من مصادر التخريج، ووردت الجملةُ بتمامها في بعض مصادر التخريج بألفاظ أخرى كلُّها موافقة للمشهور من لغة العرب. لكنَّ ما وقع عندنا وفي "الشعب" يخرَّج على وجوه:
أحدها: أن التقدير: أحبَّ أن يكون [وادٍ] له ثالثًا؛ فـ «أن يكون» مفعولُ «أحبَّ» ، وفاعل «يكون» أو اسمها: ضمير يعود إلى «الوادي الآخَرِ» المفهومِ من السياق، و «ثالثًا» - على ذلك - إما حالٌ من الاسم المرفوع بـ «يكون» ، أو خبرٌ عنها، وهو على الإعرابين منصوبٌ.
والثاني: أنه نصب على توهم أنه خبر «يكون» لتأخُّره لفظًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (1853) .
والثالث: أنَّ «واديًا» فاعل «يكون» أو اسمٌ لها، لكنَّه جاء منصوبًا اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ فإنَّ العرب قد يحملها ظهورُ المعنى والعِلْمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: إلى نَصْبِ ما حقُّهُ الرفع، ورفعِ ما حقُّه النصب؛ كقولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحجرَ.
وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (2/132-133) ، و"شرح الأشموني" (2/142) ، و"شرح ابن عقيل" (1/485) ، و"مغني اللبيب" (ص662-663) ، و"همع الهوامع" (2/6-7) .
= ... والرابع: إنْ لم تكن هناك روايةٌ محفوظة في ضبط «يكون» يجب المصير إليها، فإنه يمكنُ - لغةً - أن تُضْبَطَ هنا بتشديد الواو من «كوَّن» مضعَّفًا، فتكون العبارة هكذا: «أحبَّ أن يُكَوِّنَ له ثالثًا» ، والجملةُ على هذا مستقيمةٌ لفظًا ومعنًى. والله أعلم.
(2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (3/248 رقم3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) من طريق أحمد بن صالح، عنه، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7014) من طريق أحمد بن الفرج، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن أبي المرواح، به مرسلاً. ليس فيه ذكر «أبي واقد» . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10281- دار الكتب العلمية) من طريق أبي الأزهر، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ أبي مرواح، به. وقال البيهقي: «كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مرواح، عن أبي واقد الليثي، ورواية هشام [تحرفت إلى: "همام"] بن سعد أصح وكذلك رواه عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي واقد» .
(2/412)
عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (1) ، عَنْ أَبِي (2) وَاقِدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وحديثُ هِشَامٍ أشبَهُ (3) .
480 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر (5) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا رَأَى رَجُلا مُغَيَّرَ الخَلْقِ، خَرَّ ساجِدًا شُكْرًا للَّه، وَإِذَا رأى القِرْدَ، خَرَّ
_________
(1) هو: الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهور بكنيته.
(2) من قوله: «فديك ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/298-299 رقم1153) رواية هشام بن سعد وربيعة بن عثمان، ثم قال: «وحديث هشام بن سعد أشبه بالصَّواب» .
(4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/205/مخطوط) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/136) ، والطبراني في "الأوسط" (4541) ، وابن عدي في "الكامل" (7/155) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه به.
وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص54) فقال: حدثنا محمد بن جابر الضرير، قال: حدثنا محمد بن السكن الشمشاطي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النبي (ص) كان إذا رأى صاحب بلاء خرَّ ساجدًا» .
(2/413)
ساجِدًا للَّه (1) ، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنامِه، خَرَّ ساجِدًا للَّه (2) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ.
481 - وسألتُ (3) أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بِشْر بْن الْحَكَمِ (4) ، عَنْ مالك ابن سُعَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ (5) ببناء المساجِد فِي الدُّور؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ عُروَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) (7) .
_________
(1) قوله: «لله» ليس في (ف) .
(2) من قوله: «وإذا رأى القرد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(3) نقل مغلطاي هذا النص في "شرح ابن ماجه" (4/1263) .
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (758) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1294) . وأخرجه أبو داود في"سننه" (455) ، وابن ماجه (759) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4698) ، وابن حبان في "صحيحه" (1634) من طريق زائدة بن قدامة.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/279 رقم 26386) - ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/439) - والترمذي في "جامعه" (594) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (556) ، وابن عدي في "الكامل" (5/83) ، والبغوي في "شرح السنة" (499) من طريق عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق قُرَّان بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة مرفوعًا.
(5) في (ت) و (ك) : «مر» ، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» .
(6) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) أخرجه من هذا الوجه مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (7443) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق وكيع، والترمذي في "جامعه" = = (595) من طريق وكيع وعبدة بن سليمان، وفي (596) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن هشام ابن عروة، به. ليس فيه ذكر عائشة. وقال الترمذي: «هذا أصحُّ من الحديث الأول» .
وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (5/ل36/أ) ، وذكر أنه يرويه جماعة عن هشام بن عروة، منهم الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وغيرهم، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ثم قال: «والصَّحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً عن النبي (ص) . وقيل: عن قُرَّان [في الأصل: حران] بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة، عن النبي (ص) ، ولا يصحُّ» . اهـ.
(2/414)
482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عَنْ شَرِيك (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمي (4) ، عَنِ البَرَاء؛ قال: رأيتُ رسولَ الله (ص) إِذَا سَجَدَ، خَوَّى (5) حَتَّى يُرَى (6) بياضُ إِبْطَيْهِ؟
_________
(1) في (أ) : «داود بن الحراج» غير منقوطة الجيم، وفي (ش) : «داود بن الجراج» . وروايته لم نقف عليها. لكن الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/228) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النفيلي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبي إسحاق، عن التميمي؛ الذي قد يحدث بالتفسير عن ابن عباس قال: أتيت النبي (ص) من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ وفرَّج يديه» . والذي يبدو لنا أن في المطبوع من "المستدرك" و"سنن البيهقي" سقطًا فإنَّ الحاكم قال قبل روايته لهذا الحديث: «ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أربد التميمي، عن البراء، عن ابن عباس؛ أخبرناه أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل ابن محمد الشعراني، ثنا النفيلي ... » ، ثم ذكر الحديث كما تقدم ولم يذكر فيه البراء، وهو كذلك بدون ذكر البراء عند البيهقي، لكن أخرجه البغوي في "مسند ابن الجعد" (2510) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عن أبي إسحاق قال: رأيت البراء ينعت لنا السجود فقال: يلزق إليتي الكف بالأرض، قال: ورفع البراء عجيزته.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) هو: أَرْبِدَةُ - ويقال: أربد - له ترجمة في "تهذيب الكمال" (291) .
(5) أي: جافى بطنَهُ عن الأرض؛ كما في "النهاية" (2/90) . وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/233) : «خوَّى: الخاء معجمة، والواو مشددة، معناه: رفع عجيزته، وتجافى عن الأرض» .
(6) في (أ) : «نرى» ، وفي (ك) : «ترى» .
(2/415)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ (1) .
483 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَبَّاسٍ (3) الخلاَّل، عَنْ يحيى
_________
(1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/421) عن يونس ابن محمد المؤدب، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2650) عن أسود بن عامر، والإمام أحمد في "المسند" (4/303 رقم18701) عن أبي كامل مظفر ابن مدرك، وأبو داود في "سننه" (896) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق الربيع ابن نافع، والنسائي في "سننه" (1104) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (646) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/231) من طريق يحيى الحماني، والبغوي في "الجعديات" (2114) من طريق محرز بن عون، والروياني في "المسند" (280) من طريق معلى بن منصور، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق سعيد بن سليمان، جميعهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن البراء، به.
وأخرجه النسائي في "سننه" (1105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (647) ، والحاكم في "المستدرك" (1/227-228) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النضر بن شميل، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ البراء، أن النبي (ص) كان إذا صلى جخَّى. وعند بعضهم: «جخ» .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/290) من طريق الحسن بن عمارة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، به.
وللحديث طرق أخرى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ في صفة السجود بألفاظ مختلفة.
(2) نقل قول أبي حاتم ابنُ كثير في "إرشاد الفقيه" (1/237) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/93/مخطوط) ، و"تحفة المحتاج" (1/610) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/264) ، و"إتحاف المهرة" (16/201-202) ، و"تهذيب التهذيب" (2/77) ، وانظر المسألة رقم (1026) .
(3) في (ش) : «عَيَّاش» . وهو: عباس بن الوليد الخلاَّل. = = وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1565) عنه، به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/332-333) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/115) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/312) من طريق عبد الله بن أبي داود، عن العباس بن الوليد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4673) عن أبي زرعة الدمشقي؛ عبد الرحمن بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن صالح الوحاظي، به.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلاَّ سلمة بن كلثوم، تفرَّد به يحيى بن صالح» .
(2/416)
بْنِ صَالِحٍ الوُحَاظِي، عَنْ سَلَمة بْنِ كُلثوم، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنَازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثَا عَلَيْهِ مِنَ قِبَلِ رأسِه ثَلاثًا (2) .
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) قوله: «ثلاثًا» ليس في (ك) .
(3) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (6/333) عقب رواية هذا الحديث عن ابن أبي داود قوله: «ليس يُرْوَى عن النبي (ص) حديثٌ صحيحٌ أنه كبَّر على جِنازة أربعًا، إلا هذا، ولم يروه إلا سلمة بن كلثوم، وهو ثقة، من كبار أصحاب الأوزاعي. قال: وإنَّما يروى عن النبي (ص) من وجه ثابت أنَّه كبر على قبر أربعًا، وأنَّه كبر على النَّجاشي أربعًا، وأمَّا على جنازة أربعًا هكذا فلا، إلاَّ حديث سلمة بن كلثوم هذا» .
وذكر ابن كثير في الموضع السابق من "إرشاد الفقيه" هذا الحديث، ثم قال: «رواه ابن ماجه بإسناد لا بأس به، لكن قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث باطل» . وقال ابن الملقن في الموضع السابق من "البدر المنير": «إسناده لا بأس به، وخالف أبو حاتم الرازي فقال: إنه حديث باطل» . وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص الحبير" قول أبي حاتم، ثم قال: «قلت: إسناده ظاهره الصحة ... » ، ثم ذكره من رواية ابن ماجه، ثم قال: «ليس لسلمة بن كُلثوم في "سنن ابن ماجه" وغيرها إلا هذا الحديث الواحد، ورجاله ثقات ... » ، ثم ذكر أن ابن أبي داود رواه في "كتاب التفرُّد"، وذكر عبارته التي نقلها المزي، ثم قال ابن حجر: «فهذا حكمٌ منه [أي: من ابن أبي داود] بالصحَّة على هذا الحديث، لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبيَّن له، وأظن العلَّة فيه عنعنة الأوزاعي، وعنعنة شيخه، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري، والله أعلم» . اهـ.
والذي يظهر لنا - والله أعلم - أن أبا حاتم حكم على هذا الحديث بالبطلان بسبب تفرُّد سلمة بن كلثوم به عن الأوزاعي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده؛ لكونه مقلًّا غير مشهور، والأوزاعي إمام مكثر له تلاميذ لازموه، ولم يرووا عنه هذا الذي رواه سلمة.
(2/417)
484 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ، عَنِ الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي المَغرِب بِـ {المص *} (4) .
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) .
_________
(1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/54) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/214/مخطوط) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/428) قول أبي حاتم فقط.
(2) لم نقف على رواية هشام بن عمَّار هذه. والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (991) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/392) من طريق بقية بن الوليد وأبي حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرَّقها في ركعتين.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3362) من طريق بقية بن الوليد وحده، عن شعيب، به.
(3) هو: عبد العزيز بن محمد.
(4) يعني: سورة الأعراف.
(5) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
ولم نقف على هذه الرواية المرسلة، وقد اختلف على هشام في هذا الحديث على وجوه أخرى غير المذكورة هنا، فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (764) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت. وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (108) هذا الحديث من رواية محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وزيد بن ثابت، وذكر أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري = = عنه؟ فقال: «الصحيح: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشكُّ في هذا الحديث» .
قال الترمذي: «وصحَّح [يعني البخاري] هذا الحديث عن زيد بن ثابت» .
وذكر الدارقطني في "التتبع" (160) رواية البخاري السابقة، ثم قال: «ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عليه: فقال أبو حمزة، وابن أبي الزناد: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مروان؛ كقول ابن أبي مليكة، وقال يحيى القطان، والليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وغيرهم: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن زيد أنه قال لمروان، مرسلاً، وكذلك قال عمرو بن الحارث عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عن زيد بن ثابت» . اهـ. وقال في"العلل" (1144) : «يرويه هشام ابن عروة، واختُلِف عنه: فقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب وزيد، وخالفه أصحاب هشام؛ منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، ووكيع، وغيرهم، فقالوا: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، وهو الصَّحيح عن هشام، فإنه كان يشكُّ في هذا الحديث. والصَّحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان، عن زيد بن ثابت؛ بيَّن ذلك ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عروة؛ قال: أخبرني مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت» . اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/247) : «وعند النسائي من رواية أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زيد بن ثابت: أنه قال لمروان: أبا عبد الملك! أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {إنا إعطيناك الكوثر} ؟ وصرَّح الطحاوي من هذا الوجه بالإخبار بين عروة وزيد، فكأن عروة سمعه من مروان، عن زيد، ثم لقي زيدًا فأخبره» . اهـ. ولما نقل ابن دقيق العيد هذا النص في الموضع السابق من "الإمام" قال: «وفيما قاله ابن أبي حاتم نظر! فقد ذكرنا من جهة النسائي رواية هذا الحديث موصولاً من غير جهة هشام والدراوردي» . اهـ.
(2/418)
485 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ المُتَخَلِّفُونَ عَنْ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ ... ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ (4) وشَيْبانُ (5) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن يُحَنَّس (6) ، عَنْ عائِشَة، والصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَن عِيسَى، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبَهُ عِنْدِي: عن يُحَنَّس، وأخافُ أنَّ: «عِيسَى» إِنَّمَا صُحِّفَ فيه، وأراد: يُحَنَّس.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ (8) رَوَى عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عيسى؟
_________
(1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1339) ، وانظر المسألة (515) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (796) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/101) .
(3) في (ش) : «بن» بدل: «عن» .
(4) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها، وستأتي من طريق مسلم بن إبراهيم عنه مثل رواية الأوزاعي.
(5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3356) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/80 رقم24506) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (386) .
(6) هو: ابن أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، القرشي، الأسدي، المدني.
(7) من قوله: «عن يُحَنَّس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(8) هو: الأزدي، الفراهيدي. وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (387) .
(2/420)
قَالَ: أخافُ أَنْ يَكُونَ غَلِطَ مسلمٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن يُحَنَّس (2) ؛ وَهَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ مُسْلِمٍ.
486 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُم إلى المَسْجِد ِ، فَلْيَأذَنْ لَهَا؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) حُمَيد، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) (5) .
487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بن موسى (6) ، عن
_________
(1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي.
(2) في (ك) : «محيسر» .
(3) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) .
(4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) .
(5) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2213) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن نمير، قال: سمعت الزُّهري، قال: أخبرني حُمَيد بن عبد الرحمن، به.
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (873 و5238) ، ومسلم (442) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، به.
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/310 رقم22643) ، والدارمي في "مسنده" (1367) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (663) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (150) ، وابن المنذر في "الأوسط" (3/174) ، والطبراني في "الكبير" (3/242 رقم3283) ، وفي "الأوسط" (8179) ، والدارقطني في "العلل" (8/15) ، وفي "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/385-386) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) .
(2/421)
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عن يحيى (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذي يَسْرِقُ (3) صَلاَتَهُ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا الحَكَم بْنُ مُوسَى! وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الوليدِ هذا الحديثَ غَيْرهُ (4)
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن أبي كثير.
(3) في (ف) : «يسرق من» ، واللفظان في مصادر التخريج.
(4) وكذا قال الطبراني في "الأوسط" عقب رواية الحديث، والدارقطني في "العلل" (6/141) مسألة رقم (1033) ، وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأ الناس سرقة ... » فقال له عليٌّ: لو غيرك حدَّث به كنَّا نصنع به، أي لأنك ثقة، ولا يرويه غير الحكم.
ولكن يرد ذلك رواية أبي جعفر السويدي الآتية، وقال الخطيب عقب رواية الحكام السابقة: «وقد تابع الحكم أبي جعفر السويدي فرواه عن الوليد بن مسلم» .
وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) : «وتابع الحكم عليه أبو جعفر محمد بن النوشجان السويدي؛ فرواه عن الوليد كذلك، وخالف الوليد عبد الحميد بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ فرواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
(2/422)
(1) ، وَقَدْ عارَضَهُ (2) حديثٌ حدَّثنَاه هشامُ بنُ عمَّار (3) ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن حبيب ابْنُ أَبِي العِشْرين، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً ... (4) .
قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (5) أشبَهُ عِنْدَكَ؟
قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (6) ؛ لَيْسَ لواحدٍ مِنْهُمَا معنًى.
قلتُ: لِمَ؟
_________
(1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب؛ وقد سئل ابن الحاجب عن إعراب «غير» في قولهم: «هذا الحديثُ لا نَعْلَمُ أحدًا رَوَاهُ عن فلان غَيْرُ َ فلان» ، أيُنْصَبُ «غير» أم يرفع؟ - وهو نحو مما وقع عندنا - فأجاب بما نصُّه: «إنْ جَعَلْتَ "نَعْلَمُ" متعدِّيًا إلى مفعولَيْن، أحدهما: "أحدًا"، والثاني: "رواه" - كما تقول: ما أظنُّ أحدًا رواه عن فلان، وهو الظاهر - فالفصيحُ الرفعُ على البدل من الضميرِ المرفوعِ المستترِ في "رواه" العائدِ على "أحد"؛ لأنَّه المنفيُّ في "لا نعلم"، ويجوز نَصْبُهُ على الاستثناء، وهي قراءة ابن عامر [كذا] ، ولا يجوز أن يرفع على أنه فاعل "رواه"؛ لأنَّ في "رواه" ضميرَ فاعلٍ عائدًا على "أحد"؛ فلا يستقيمُ أن يُرْفَعَ به فاعلٌ آخر. وإن جعلتَ "نَعْلَمُ" بمعنى "نَعْرِفُ» المتعدِّي إلى واحد، كان "رواه" صفةً له؛ كأنَّك قلت: لا نعرفُ روايًا غَيْرَ فلان - تعيَّن النصب بدلاً أو استثناءً؛ كقولك: ما أكرمتُ أحدًا راويًا غَيْرَ زيد، لا يجوز في "غَيْر" إلا النَّصْب» . اهـ. ذكر ذلك السيوطي في "عقود الزبرجد" (1/72) ، ثم قال: «نقلته من خط ابن الضائع في "تذكرته"، وهو نقله من خط ابن الحاجب» .
(2) أي: عارضه في إسناده، وأما المتن فواحدٌ.
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه " (1888) ، والطبراني في "الأوسط" (4655) ، والحاكم في = = "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/410) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، إلاَّ ابن العشرين» .
(4) من قوله: «الذي يسرق صلاته....» إلى هنا سقط من (ك) .
(5) في (ف) : «أيهما» .
(6) كذا في جميع النسخ «منكرين» بالياء قبل النون، والجادَّة أن يكون بالألف «منكران» ؛ خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا منكران» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ في العربية ذكرناهما في التعليق على قوله: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» ، في المسألة رقم (25) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (759) .
(2/423)
قَالَ: لأنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي العِشْرين لَمْ يَرْوِ (1) أحدٌ سِوَاهُ، وَكَانَ الوليدُ صنَّف "كِتَابَ الصَّلاة"، وليس فيه هذا الحديثُ.
وقال (2) أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّاب؛ قَالَ: حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيدي (4) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، كَمَا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى.
قِيلَ (5) لأَبِي زُرْعَةَ: مَنِ السُّوَيدي؟
قَالَ: رجلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (6) .
_________
(1) أي: لم يَرْوِهِ، وحُذِفَ ضمير المفعول به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(2) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(3) روايته أخرجها في "المسند" (5/310 رقم22642) .
(4) في حاشية (أ) عُلِّق على هذا الموضع بما نصُّه: «أبو جعفر السُّويدي اسمه: محمد ابن النّوشَجان» .
(5) في (ف) : «قلت» .
(6) قال عثمان بن سعيد الدارمي: قدم عليُّ بن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأَ الناس سَرِقَةً ... » ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به - أي: لأنك ثقة -! ولا غير الحكم» . انظر "تاريخ بغداد" (8/227) .
وقال الدارقطني في "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عبد الله، عن أبيه، وغريب من حديث الأوزاعي، عنه، تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم» .
وقال في "العلل" (6/141 رقم1033) : «تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وخالفه هشام بن عمار، فرواه عن ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ويشبه أن يكون حديث أبي هريرة أثبت، والله أعلم» . وانظر "العلل" (8/15 رقم 1379) .
(2/424)
488 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعمان بْنُ المُنذِر (2) ، عَنْ مَكْحول، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟
فَقَالَ أَبِي: لِهَذَا الْحَدِيثِ عِلَّة؛ رَوَاهُ (3) ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ مَوْلًى لِعَنبَسَة بْنِ أَبِي سُفْيان، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا دليلٌ أنَّ (5) مَكْحُولً (6) لَمْ يَلْقَ عَنبَسَةَ (7) ، وَقَدْ أفسَدَهُ
_________
(1) انظر المسألة رقم (288) و (372) و (401) .
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/36) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1269) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1191 و1192) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/232-233 رقم441 و442) و (23/236 رقم458) ، وفي "الأوسط" (3083 و3162) ، وفي "مسند الشاميين" (1263 و3633) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، وتمام في "فوائده" (379/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/472) بلفظ: «مَن حافَظَ على أربع رَكْعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار» .
(3) في (أ) و (ش) : «روى» ، وفي (ف) : «ورواه» ، والمثبت من (ت) و (ك) .
(4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/326 رقم26772) ، والطبراني في "الكبير" (23/236 رقم 457) . وقد اختلف على سليمان بن موسى في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا.
(5) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أن» .
(6) كذا في النسخ، وله ثلاثة وجوه: الأوَّل: أنْ يكون اسم «أنَّ» منصوبًا «مكحولً» ، وحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني والثالث: أن «مكحولٌ لم يَلْقَ عنبسةَ» جملة اسمية، وهي خبر «أنَّ» مثقلة أو «أنْ» مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وانظر المسألة رقم (854) .
(7) جزم هشام بن عمار، وأبو مُسْهِر، والبخاري، وأبو زرعة بأن رواية مكحول عن عنبسة مرسلةٌ. انظر تفصيل ذلك في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص211-213) ، و"تحفة التحصيل" (ص515 - 518) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (81/أ) .
(2/425)
روايةُ ابنِ لَهِيعَة (1) .
قلتُ لأَبِي: لِمَ حَكَمْتَ بِرِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة، وقد عرفتَ ابنَ لَهِيعَة وكثرةَ أوهامِه؟
قال أبي: فِي رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة (2) زيادةُ رجل، ولو كان نُقصانَ
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وأفسده رواية ابن لهيعة» ، وكذا جاء بتذكير الفعل مع الفاعل المؤنَّث «رواية» .
ووجهُهُ: أنَّ الفاعل مؤنَّثٌ غيرُ حقيقيِّ التأنيث، وهو «رواية ابن لهيعة» ، وفُصِلَ بفاصل من الفعل وهو هنا ضمير المفعول، وفي ذلك يجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح، فالجادَّة أن يقول: «وقد أفسدَتْهُ روايةُ ابن لهيعة» .
وانظر "شرح شذور الذهب" (ص 200-203) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) .
ووجه آخر: أنَّه حمل قوله: «رواية ابن لهيعة» على معنى «الحديث» ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو باب واسع جدًّا في اللغة؛ لأنَّه ردُّ فرع إلى أصل، فكأنه قال: «وقد أفسَدَهُ حديثُ ابنِ لهيعة» .
وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
ووجه ثالث: أنَّه ذكَّر «الرواية» لإضافتها إلى «ابن لهيعة» ، والمضاف يستفيد من المضاف إليه التذكير والتأنيث على تفصيل في ذلك، فكأنَّه قال هنا: وقد أفسدَهُ ابنُ لهيعة بروايته هذه.
وانظر فيما يستفيده المضاف من المضاف إليه: التعليق على المسألة رقم (938) .
(2) من قوله: «وقد عرفت ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(2/426)
رجلٍ، كَانَ أسهلَ عَلَى (1) ابْنِ لَهِيعَة حِفْظُهُ (2) (3) .
489 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ ابْن ثَوْبَان (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ سعدًا كَانَ يُوتِرُ بركعة؛ ويقول: ثلاثٌ أَحَبُّ إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحبُّ إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس، وما كَانَ أكثرَ فهو أحبُّ إليَّ؟
_________
(1) في (ك) : «لكان أسهل عن» .
(2) لكن خالف ابن لهيعة: سويد بن عبد العزيز عند النسائي (1814 و1815) ، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به، وهذا يقوي رواية النعمان بن المنذر.
وقد تابع النعمان عليه غير واحد، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1724) - ومن طريقه ابن ماجه في "سننه" (481) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) ، والترمذي في "العلل الكبير" (54) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/130) من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ به مثل رواية النعمان.
وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة، روى عن رجل، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثنتي عشرة ركعة. وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنه عده محفوظًا» .
(3) في حاشية (أ) عُلِّقَ على هذه المسألة بما نصه: «هذا فقه في التعليل» .
(4) في هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» .
(5) لم نقف على روايته. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/33) من طريق الأوزاعي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثابت بن ثوبان: أن سعد بن أبي وقاص صلى العشاء، ثم أوتر بواحدة، فقال له رجل: يا أبا إسحاق ألم أرك أوترت بواحدة، قال: يا أعور وأنت تعلمني ديني.
(6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان.
(2/427)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَن عَمِّه (1) ، عَن سَعْد: أَنَّهُ كان يُوتِرُ بواحدة، وأمَّا ذِكْرُ الخَمْس والسَّبْع: فإنما يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قولَهُ (2) .
490 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِريابي (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوِتْرُ حَقٌّ؛ فَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ.
_________
(1) إسماعيل يروي عن عمَّيه عامر ومصعب ابني سعد بن = = أبي وقاص ح؛ كما في "تهذيب الكمال" (471) ، والمقصود هنا مصعب بن سعد؛ فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (4647) هذا الأثر من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد؛ قال: سمعت مصعب بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يقول لسعد: إنك توتر بركعة واحدة! قال: نعم، أخفف على نفسي، ثلاثٌ أحب إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحب إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس. كذا رواه عبد الرزاق!
وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/25) من طريق الحميدي، عن سفيان؛ حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن عمِّه مصعب بن سعد؛ قال: قيل لسعد: إنك توتر بركعة ... ، فذكره.
فتبيَّن بهذا أنه سقط من رواية عبد الرزاق قوله: «قيل» ؛ لأن إسماعيل بن محمد لم يدرك جدَّه سعد بن أبي وقاص. فظهر من هذه الرواية أن ذكر الخمس والسبع صحيح في رواية إسماعيل بن محمد.
(2) في (ك) : «وقوله» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/214) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» .
(4) في (ك) : «العرياني» . والفريابي هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1624) ، وابن ماجه في "سننه" (1190) ، والدارقطني (2/22) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) .
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2/428)
ورواه عمر بن عبد الواحد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ؛ وَلَمْ يَذكُرْ أَبَا أيُّوب.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ: مُرسَل، أَوْ متَّصل؟
قَالَ: لا هَذَا وَلا هَذَا، هُوَ مِنْ كَلامِ أَبِي أيُّوب.
قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وقد (4) أخبَرَنَا العبَّاسُ ابنُ الْوَلِيدِ بْنِ [مَزْيَد] (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأوزاعيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَى بكرُ بنُ وَائِلٍ (6) ، والزُّبَيديُّ (7) ، ومحمدُ بنُ أبي حَفْصة (8) ،
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .
(2) في (أ) و (ش) : «وقال» .
(3) قوله: «أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، فالكلام فيهما إلى آخر المسألة من تتمة كلام أبي حاتم، والعباس بن الوليد من شيوخ أبي حاتم وأبي زرعة وابن أبي حاتم، كما في "الجرح والتعديل" (6/214) .
(4) قوله: «وقد» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في جميع النسخ: «يزيد» ، عدا (ش) فإنها لم تظهر فيها، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التقريب" (3209) .
وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1711) ، وابن حبان في "صحيحه" (2402) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (13/259) .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2666) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/22) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/258) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (76/انتقاء ابن مردويه) .
(7) اسمه: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/307) و (14/333) .
(8) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/261-262) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/148 رقم3967) ، والبيهقي (3/24) .
(2/429)
وسُفْيانُ بنُ حُسَيْنٍ (1) ، ووُهَيبٌ (2) ، عَنْ مَعْمَر، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) .
وَأَمَّا مَنْ وَقَفَهُ: فَابْنُ عُيَينة (3) ، ومَعْمَرٌ - من رواية عبد الرزاق (4) - وشُعَيْبُ (5) بنُ أبي حمزة (6) .
_________
(1) في (ك) : «حنين» بدل: «حسين» .
وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وابن أبي شيبة في "المسند" (6) ، وفي "المصنف" (6844) ، والإمام أحمد في"المسند" (5/418 رقم 23545) ، والدارمي (1623) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والشاشي في "مسنده" = = (1111) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/147 رقم3963) ، والدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) .
(2) هو: ابن خالد.
وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) من طريق عدي بن الفضل، عن معمر، به.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6845) عنه، به. ورواه النسائي في "سننه" (1713) عن الحارث بن مسكين، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) عن يونس بن عبد الأعلى. وذكرها الدارقطني في "العلل" (7/100) من طريق الحميدي وقتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور، جميعهم عن ابن عيينة به، موقوفًا.
(4) روايته في "مصنفه" (4633) . ومن طريقه رواه ابن المنذر في "الأوسط" (5/182 رقم2654) .
(5) في (ت) : «وشعير» ، وفي (ك) : «وسعير» .
(6) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/27) . وممن رواه عن الزهري موقوفًا أيضًا: عبد الله بن بديل الخزاعي وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وحفص بن غيلان وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1712) .
وقال ابن عدي في ترجمة ضبارة بن عبد الله من "الكامل" (4/102) : «وهذا ما أقل من رفعه عن الزهري! وإنما يرفعه سفيان بن حسين وبعض رواة الأوزاعي، عن الأوزاعي، ومن رواية ضبارة هذا عن دويد، عن الزهري. ورواه وهيب، عن معمر والنعمان ابن راشد، عن الزهري مرفوعًا أيضًا» . وذكر في (6/261-262) هذا الحديث من طريق محمد بن أبي حفصة عن الزهري مرفوعًا، وذكر بعده أن سفيان بن حسين رفعه أيضًا عن الزهري، ثم قال: «وروي عن الأوزاعي، عن الزهري مرفوعًا، ورواه وهيب عن مَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزهري مرفوعًا أيضًا، والباقون يوقفونه» .
وقال الدارقطني في"العلل" (6/98 رقم1005) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه في رفعه: فرواه بكر بن وائل، والأوزاعي، والزُّبَيدي، ومحمد بن أبي حفصة، وسفيان بن حسين، ومحمد بن إسحاق، عن الزهري مرفوعًا إلى النبي (ص) . ورواه أشعث بن سوار عن الزهري، فشَكَّ في رفعه. واختُلِف عن يونس: فرواه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ يونس مرفوعًا، وخالفه ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ عمِّه، عن يونس فوقفه. وتابعه عثمان بن عمر، عن يونس. واختُلِف عن معمر: فرفعه عدي بن الفضل عن معمر، ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الأعلى وعبد الرزاق عنه: واختُلِف عن ابن عيينة: فرفعه محمد بن حسان الأزرق عنه، ووقفه الحميدي، وقتيبة، وسعيد بن منصور. والذين وقفوه عن معمر أثبتُ ممَّن رفعه» .
(2/430)
491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَد أَدْرَكَ؟
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/86) . وستأتي هذه المسألة برقم (519) و (607) ، وانظر المسألة رقم (584) .
(2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (557) ، وابن ماجه في "سننه" (1123) ، وابن عدي في "الكامل" (2/76) ، والدارقطني في "سننه" (2/11) .
(3) هو: ابن يزيد الأَيْلي.
(4) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(2/431)
قَالَ أَبِي (1) : هَذَا خطأٌ؛ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَد أَدْرَكَهَا (2) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ: مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ ... ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كِلَيهِما (3) .
_________
(1) في المسألة رقم (519) قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر» .
(2) ومن هذ الوجه أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/10 رقم15) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (607) ، وأخرجه مسلم أيضًا (607) من طرق أخرى عن الزهري، به.
(3) قال الدارقطني في "العلل" (9/216 رقم1730) : «واختلف عن يونس فرواه ابن المبارك وعبد الله بن رجاء وابن وهب والليث بن سعد وعثمان بن عمر، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ على الصواب. وخالفهم عمر بن حبيب فقال: عن يونس بهذا الإسناد: "من أدرك الجمعة" فقال ذلك محمد بن ميمون الخياط عنه، ووهم في ذلك، والصواب: "من أدرك من الصلاة". ورواه بقية بن الوليد عن يونس، فوهم في إسناده ومتنه، فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه: «من أدركَ من الجُمُعة ركعَة» ، والصَّحيحُ قول ابن المبارك ومن تابعه. اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/334) : رواه الثقات عن الزهري فقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، وما فيه: «مِن الجُمُعة» . اهـ.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه. فأما الإسناد فقال: عن سالم، عن أبيه، وإنما هو عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وفي المتن قال: «من صلاة الجمعة» والثقات رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، ولم يذكروا الجمعة» . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/526) رواية بقية هذه ثم قال: «فهذا منكر، وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون الجمعة ... » . وقد اختلف على الزهري في هذا الحديث اختلافات كثيرة، ذكرها الدارقطني في "علله" في المسألة رقم (1730) .
(2/432)
492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (2) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عَوف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى (4) الَّذينَ يُصَلُّونَ فِي الصُّفُوفِ الأُوَلِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بهذا الإسناد؛ والصَّحيحُ (5) مَا رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حُنَيْن، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) (8) .
493 - وسألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعي (10) ، عن
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/255) : «والصواب: إرسال إسناده، قاله أبو حاتم والدارقطني» . وانظر المسألة رقم (343) .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (999) ، والطبراني في "الأوسط" (6342) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/381) .
(3) هو: أنس بن عِياض.
(4) قوله: «على» سقط من (أ) .
(5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الصحيح» بلا واو.
(6) هو: عبد العزيز بن محمد.
(7) هو: محمد.
(8) قال الدارقطني في "العلل" (4/287 رقم570) : «يرويه محمد بن مصفًّى، وانفرد به عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووَهِمَ فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً» .
(9) في هامش النسخة (أ) عنون بخط مغاير لهذه المسألة بما نصه: «القراءة خلف الإمام» .
(10) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أبو يعلى (5861) ، وابن حبان في "صحيحه" (1850) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/158) . وفي "القراءة خلف الإمام" (322 و323 و324) من طرق عن الاوزاعي به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1851) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن الزهري، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... الحديث.
(2/433)
الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ النبيُّ (ص) فِي صلاةٍ (1) جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أحَدٌ مِنْكُمْ مَعِيَ آنِفًا؟ الْحَدِيثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ خالفَ الأوزاعيُّ أصحابَ الزُّهْريِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ الناسُ (2) عَنِ الزُّهْري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيْمَة (3) يحدِّثُ سعيدَ (4) بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) في (ف) : «في صلاة الجمعة» .
(2) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/86 رقم193) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (2/301-302 رقم8007) ، وأبو داود في "سننه" (826) ، والترمذي في "جامعه" (312) ، والنسائي في "سننه" (919) . ومنهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/240 رقم 7270) ، وأبو داود في "سننه" (827) ، وابن ماجه (848) . ومنهم ابن جريج، وروايته أخرجها = = عبد الرزاق في "المصنف" (2796) ، والإمام أحمد في"المسند" (2/285 رقم7833) . ومنهم معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2795) ، وابن ماجه في "سننه" (849) .
(3) في جميع النسخ: «ابن أبي أكيمة» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (21/228) ، و"التقريب" (8527) . والحديث معروف من طريقه كما في التخريج السابق.
(4) في (ف) : «يحدث عن سعيد» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (9/55 رقم1640) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه مالك ومعمر ويونس والزبيدي وابن جريج وعبد الرحمن بن إسحاق والليث ابن سعد وابن أبي ذئب وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن أُكَيمة، عن أبي هريرة، وخالفهم الأوزاعي؛ رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، ووَهِمَ فيه، وإنما هو: عن الزهري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيمة يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة، كذلك قال يونس وابن عيينة عن الزهري في حديثهما، وكذلك روي عَنِ النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه عمر بن محمد بن صهبان، عن الزهري ووهم فيه وهمًا قبيحًا فقال: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعمر متروك» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/24) : «لم يختلف رواة "الموطأ" فيما علمت في هذا الحديث من أوله إلى آخره، وزاد فيه: روح بن عبادة عن مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قال: لا قراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه الإمام. وقد رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) جعل في موضع ابن أكيمة: سعيد بن المسيب، وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة. وإنما دخل الوهم فيه عليه لأن ابن شهاب كان يقول في هذا الحديث: سمعت ابن أكيمة يحدث عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، فتوهم أنه لابن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ولا يختلف أهل العلم بالحديث: أن هذا الحديث لابن شهاب عن ابن أكيمة، عن أبي هريرة. وأن ذكر سعيد بن المسيب في إسناد هذا الحديث خطأ لا شك عندهم فيه، وإنما ذلك عندهم؛ لأنه كان في مجلس سعيد بن المسيب، فهذا وجه ذكر سعيد بن المسيب لا أنه في الإسناد» . اهـ.
(2/434)
494- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة ابن عمَّار (1) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ (2) : أَقِمْ عَلَيَّ الحَدَّ! فَقَالَ: أَتَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ ، قال (3) : نعم! قال (4) : وَصَلَّيْتَ مَعَنَا (5) ؟ ، قال: نَعَمْ (6) ! قَالَ: فَإِنَّ (7) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا عَنْكَ.
_________
(1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2765) .
(2) في (ش) : «قال» . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قلت» .
(4) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(5) قوله: «معنا» سقط من (ف) .
(6) من قوله: «قال: وصلَّيت ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(7) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» .
(2/435)
قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (1) ، عَنْ شَدَّاد أَبِي عمَّار، عَنْ واثِلَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: الأوزاعيُّ (2) أعلمُ به؛ لأنَّ شَدَّادً (3) دِمَشقيٌّ وَقَعَ إِلَى الْيَمَامَةِ، والأوزاعيُّ مِنْ أَهْلِ بلدِهِ، والأوزاعيُّ أَفْهَمُ بِهِ، وأهلُ الْيَمَامَةِ يَروون عَنْهُ ثلاثةَ أَحَادِيثَ؛ يَقُولُونَ: عَنْ شَدَّاد، عَنْ أَبِي أُمامَة، أحدُها هَذَا.
قلتُ: والآخَرَينِ (4) هما اللَّذَانِ رواهما الأوزاعيُّ (5) ؟
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروى هذا الحديث عنه الوليد بن مسلم واختلف عليه فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (7271/الرسالة) عن محمود بن خالد، وابن حبان في "صحيحه" (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حدثنا الأوزاعي ... الحديث. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (311) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/67 رقم 163) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما عن الوليد، عن الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به.
(2) من قوله: «عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ واثلة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) كذا: «شدادً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) كذا بالياء في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والآخران» ، لكنْ قد يخرَّج ما في النسخ على الإمالة؛ فالأصل: «والآخرانِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «والآخَرَينِ» ، وانظر الكلام على الإمالة في المسالة رقم (25) و (124) .
(5) الأحاديث الثلاثة التي يرويها أهل اليمامة عن شداد أبي عمار هي: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة كما نصَّ عليه أبو حاتم، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2765) . 2 - حديث: «يا ابن آدمَ! إنَّك أن تَبذُلَ الفضلَ خيرٌ لك ... » . أخرجه مسلم (1036) . 3- حديث: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: أرأيتَ رجلاً غزا يلتمِسُ الأجرَ والذِّكر، مالَهُ؟ ... الحديث. أخرجه النسائي (3140) .
وهذه الأحاديث الثلاثةُ من رواية عكرمة بن عمار اليمامي، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة.
وثَمَّة حديثٌ رابع لم يذكره أبو حاتم، وهو:
4 - حديث: أنه (ص) قال في الحرورية: «كلاب النار» . أخرجه ابن خزيمة في الجهاد من "صحيحه"- كما في "إتحاف المهرة" (6/229 رقم6396) -، والحاكم في "المستدرك" (2/149) ، من طريق عكرمة بن عمار أيضًا، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ.
وأما الأوزاعي فإنه روى عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة حديثين:
1 - الحديث المذكور في هذه المسألة، وفيه الاختلاف الذي عرضه ابن أبي حاتم، وبيَّنه النسائي في "السنن الكبرى" (7312-7316) .
2 - حديث: «من لَبِسَ الحريرَ في الدنيا لم يلبَسْه في الآخرة» . أخرجه مسلم (2074) .
وأما الرواية عن شداد، عن غير أبي أمامة فتزيد عن اثنتين.
(2/436)
قالا (1) : هَذَا سِوى ذاك (2) ؛ غيرَ أن الوليد ابن مُسْلِم يحكي عَنِ الأوزاعيِّ، عَن شَدَّاد، عَن واثِلَة (3) .
وروى عُمَر بن عبد الواحد (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن شَدَّاد، عَن أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قال» ؛ لأن السُّؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط؛ وما في النسخ يتخرَّج على أنه أُشْبِعَتْ فتحةُ اللام فتولَّدت ألفٌ بعدها؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى، وإنما أشبع هنا لتذكُّر القائل أو المقول؛ ولذلك تسمَّى هذه الألف: ألف التذكُّر. انظر "الخصائص" لابن جني (3/128-130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/778) ، و"المفصَّل" للزمخشري (ص467) .
أو يقال: إنَّه توهَّم أنَّ الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة فكتب: قالا، والله أعلم.
(2) في (ت) و (ك) : «ذلك» .
(3) في (ش) : «وايله» .
(4) روايته أخرجها أبو داود في في "سننه" (4381) ، والنسائي في "الكبرى" (7272/الرسالة) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/265 رقم 22286) ، والنسائي في "الكبرى" (7274/الرسالة) من طريق أبي المغيرة الخولاني، والنسائي في "الكبرى" (7273/الرسالة) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، به.
(2/437)
أُمَامَة، فقد اتفَقَتْ روايةُ عُمَر بن عبد الواحد عَنِ الأوزاعيِّ مَعَ رواية (1) عِكْرمَة بْن عمَّار (2) ، والوليدُ بْن مُسْلِم كثيرُ الوَهَمِ، والذي عِنْدِي: أنَّ الحديثَ عَنْ أَبِي أُمامَة أشبَهُ، وأنَّ الوليد (3) وَهِمَ فِي ذَلِكَ (4) .
495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم، عَن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ؛ قَالَ: أدركَ أَبُو الدَّرداء ركعة من صلاة الجماعة ... .
فقلتُ لأَبِي: الوليدُ هو (5) : عن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ، أو عثمانَ بْن زيد؟
فَقَالَ (6) : هُوَ عثمانُ بْن زَيْدٍ.
كتبه أَبِي بِخَطِّه.
496 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهير ابن محمد (7) ، عن
_________
(1) في جميع النسخ: «مع أن رواية» ، عدا (أ) ، فإنه ضُرِبَ فيها على قوله: «أن» ، وهو الصَّواب.
(2) أي: في جعله عن أبي أمامة.
(3) في (ف) : «الولد» .
(4) قال النسائي في "السنن الكبرى" عقب الحديث (7271/الرسالة) : «لا نعلم أن أحدًا تابع الوليد على قوله: "عن واثلة"، والصواب: أبو عمار عن أبي أمامة، والله أعلم» .
(5) في (ت) و (ك) : «وهو» بالواو.
(6) في (ش) : «قال» .
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (940) ، وابن حبان (5355) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/389) ، = = وفي "الشعب" (8237 و8353) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/314) من طريق هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، قال: حدثنا زهير بن محمد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9231) ، والبيهقي في "الشعب" (8236) من طريق مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر، به.
وروى الطبراني عقبه حديثًا آخر بنفس الإسناد ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عن عبد الله بن محمد بن عقيل إلاَّ زهير بن محمد، تفرد بهما الوليد، ولا يرويان عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد» .
(2/438)
مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ، وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّماءِ حَسَنَةٌ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَالمَرأَةُ السَّاخِطُ عَليْهَا زَوْجُهَا حَتَّى يَرْضَى، والسَّكْرَانُ حَتَّى يَصْحُوَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لم يَروِ عَنِ ابْنِ المُنكَدِر غيرُ (1) زُهَيْرٍ (2) .
497- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بن معاذ (3) ، عن
_________
(1) في (ك) : «عن» بدل: «غير» .
(2) ذكر ابن عدي في "الكامل" (3/219) هذا الحديث في الأحاديث المنتقدة على زهير بن محمد.
وقال البيهقي في "السنن" (1/389) : «تفرَّد به زهير هكذا» . وهذا الحديث يرويه أهل الشَّام عن زهير بن محمد، وروايتهم عنه منكرة كما تقدَّم في المسألة رقم (414) ، وانظر المسألة رقم (1299) .
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/146) ، والشاشي في "مسنده" (1/366 رقم356) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10064) ، لكن سقط من إسناد الطبراني قوله: «عن أبيه» .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (466) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. قال الطبراني: «لم يجود هذا الحديث أحد ممن رواه عن سعيد إلا معاذ بن معاذ وعبد العزيز بن الحصين» .
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (467) من طريق سلاَّم ابن مسكين، عن قتادة، عن صاحب له، عن علقمة، عن عبد الله، به موقوفًا.
وسيأتي من طرق أخرى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، في المسألة التالية.
(2/439)
أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: بَيَّنَا نحنُ مَعَ رسولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: عَلَى الفِطْرَةِ، فابتَدَرناه، فَإِذَا رَاعِي غَنَم ... ؟
قَالَ أبي: حدَّثنا عُبَيدالله بِهِ هَكَذَا، وحدَّثناه أَيْضًا ابنُ نُفَيل (5) ، عَنْ خُلَيد (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (7) .
قَالَ أَبِي: حديثُ سَعِيدٍ (8) أشبَهُ (9) .
498 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الحديث، وعَمَّا يرويه يزيد
_________
(1) هو: معاذ بن معاذ العنبري.
(2) هو: سعيد.
(3) هو: عَوف بن مالك.
(4) هو: ابن قيس النخعي.
(5) هو: أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/8 رقم1053) ، وابن عدي في "الكامل" (3/48) .
(6) هو: ابن دَعْلَج السَّدوسي.
(7) وأخرجه مسلم في "صحيحه" (382) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به.
(8) أي: ابن أبي عروبة.
(9) قال الدارقطني في "العلل" (5/116-118 رقم763) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، واختُلِف عن سعيد، فرواه معاذ بن معاذ، وعبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن علقمة، عن عبد الله» ، ثم ذكر أوجه الاختلاف فيه، ثم قال: «ويشبه أن يكون الصَّواب قول معاذ بن معاذ ومن تابعه عن سعيد» .
(10) انظر المسألة السابقة رقم (497) .
(2/440)
بن زُرَيْع (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنِ ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ بلا عَلْقَمَة (2) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يزيد (3) بْن زُرَيْع أحفظُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عَن عَبْدَة بْن سُلَيمان، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة؛ كما يرويه يزيد بْن زُرَيْع؛ بلا ذكر عَلْقَمَة في الإسناد (6) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة من "السنن الكبرى" (6/207 رقم10665) .
(2) أي: ليس فيه ذكرٌ لعلقمة بين أبي الأحوص، وابن مسعود.
(3) في (أ) و (ش) : «حديث يزيد» .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي (أ) و (ش) : «فقلت» بدلاً منه.
(5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد (1/406-407 رقم3861) عن محمد بن بشر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبو يعلى في "المسند" (5400) من طريق محمد بن بشر والعباس بن الفضل، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/405) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" (10/94 رقم 10063) ، وفي "الدعاء" (465) من طريق أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. مثل رواية يزيد وعبدة بدون ذكر «علقمة» في إسناده.
(6) أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/406-407 رقم 3861) من طريق عبد الوهاب بن عطاء ومحمد بن بشر.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5400) من طريق العباس بن الفضل ومحمد بن بشر.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10063) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن ابن مسعود بلا ذكر لعلقمة في الإسناد.
(2/441)
499 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبيُّ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب (2) ، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أنه صلَّى بِمنى صلاةَ المغرب، فسلَّم فِي الرَّكعَتَينِ، فسَبَّح بِهِ النَّاسُ، فقام فصلَّى (4) ركعة أُخرى، ثُمَّ سجد سَجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّلام؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو عمر بن عُبَيدالله؛ قَالَ: صلَّى بنا أَنَس بْن مالك.
قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (560) .
(2) في (ك) : «ذياب» .
(3) في (ت) و (ك) : «بن أبي الرقاد» ، وفي (أ) و (ش) : «بن الوقاد» . والمثبت من (ف) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (6/119) . وجاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (6/168) : «عمر بن عبد الله بن أبي الواقد» ، ومثله في "الثقات" لابن حبان (5/149) ، إلا أنه قال: «واقد» . وهذا الراوي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ل75/أ) فسمَّاه: «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد» ، ونبَّه على خطأ من عدَّه في الصحابة، وسبقه ابن منده. وقال ابن حجر في "الإصابة" (8/28 رقم6823) : «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد: تابعيٌّ روى عن أنس، غَلِطَ بعض الرواة فذكره في الصحابة، قال ابن منده: لا يصحُّ ... ، ووقع في كتاب ابن الأثير: عمر بن عبيد الله بن أبي زكريا» . اهـ.
وهذا الذي ذكره ابن حجر عن ابن الأثير هو في "أسد الغابة" له (4/184) ، لكن وقع فيه مرة: «عمر بن عبد الله» ، ومرة: «عمر بن عبيد الله» ، وسيأتي ذكرُ الخلاف بين النسخ في اسم هذا الراوي في المسألة الآتية برقم (560) ، وهي تكرار لهذه المسألة.
(4) في (ت) : «يصلي» .
(2/442)
قَالَ: من مُوسَى (1) .
500 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ عبدُ الرَّزَّاق (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَرَّر (4) ، عَنْ يَزِيدَ ابن الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسجُدُ عَلَى كَوْرِ العِمامَة (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وابنُ مُحَرَّر ضعيفُ الحديث.
501 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (7) ، عَنْ خالهِ أَبِي رَجَاء عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَن عُقَيل (8) ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن سعيد ابن المسيّب وأبي
_________
(1) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" ذكر هذا الحديث، وذكر عن أبيه أن صوابه: أن أنسًا صلَّى بهم المغرب، وأنه قال: «وعمر تابعي» ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «أظنه ليست له صحبة» .
(2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/348) بعض هذا النص. وجعل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) الحكم على هذا الحديث من قول ابن أبي حاتم، فقال: «قال ابن أبي حاتم: هذا حديثٌ باطل» . اهـ. وانظر المسألة رقم (535) .
(3) روايته في "المصنف" (1564) . ورواه محمد بن أسلم الطوسي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" - كما في "عمدة القارئ" (4/117) - عن خلاَّد بن يحيى، عن عبد الله بن محرَّر، به.
(4) هو: عبد الله.
(5) كَوْرُ العِمامة: أحدُ أدوارِها، يقال: كارَ العِمامَةَ على رأسِه يكورُها كَورًا: لفَّها وأدارَها. انظر "مختار الصحاح" (ص 503) «كور» .
(6) انظر ما سبق في المسألة رقم (107) .
(7) روايته ذكرها العقيلي في "الضعفاء" (2/348) ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (550) من طريق أحمد بن القاسم؛ قال: حدثني أبي وعمي؛ قالا: حدثنا سويد، عن قرَّة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
(8) هو: ابن خالد الأَيْلي.
(2/443)
سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) قَالَ: يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فِي صَلاَتِهِ، حَتَّى يُخَيَّلَ إليْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ يَنْصَرِفْ (1) حَتَّى يَجِدَ (2) رِ يحًا، أوْ يَسْمَعَ صَوْتًا؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ (3) .
502 - وسألتُ (4) أَبِي عن الحديث الذي رواه عُبَيدالله بْن عَمْرٍو (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ في
_________
(1) في (ت) : «تنصرف» .
(2) في (ك) : «تجد» .
(3) إنما حكم أبو حاتم على هذا الإسناد بأنه خطأ؛ لصحة الحديث؛ فقد أخرجه البخاري (137) ، ومسلم (361) ، كلاهما من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابن المسيب وعبادة بن تميم، كلاهما عن عبد الله بن زيد عمِّ عباد بن تميم، عن النبي (ص) ، به. وأخرجه مسلم برقم (362) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة.
فالظاهر أن من رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: ركب الجادَّة، أو دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث آخر، أو غير ذلك، والله أعلم.
(4) نقل الضياء في "المختارة" (6/233) قول أبي حاتم الرازي في هذا الحديث.
(5) هو: الرَّقِّي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (2805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/218) ، وابن حبان في "صحيحه" (1844 و1852) ، والطبراني في "الأوسط" (2680) ، والدارقطني في "سننه" (1/340) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، وفي "المعرفة" (3790) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/175-176) ، والضياء في "المختارة" (6/232 رقم 2249) .
(6) هو: السَّختياني.
(7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(2/444)
القراءة خَلْفَ الإمامِ (1) ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَ فيه عُبَيدالله بن عمرو، والحديثُ: ما رواه خَالِدٍ الحَذَّاء (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (3) (4) .
_________
(1) ولفظه: أن النبي (ص) صلَّى بأصحابه، فلما قضى صلاتَه، أقبل عليهم بوجهه، فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلفَ الإمام والإمامُ يقرأ؟» ، فسكتوا، فقالها ثلاثَ مرات، فقال قائل - أو قائلون -: إنا لنفعلُ، قال: «فلا تفعَلوا، وليقرأ أحدكُمْ بفاتحة الكتاب في نفسِهِ» .
(2) هو: خالد بن مِهْران. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2766) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3758) ، وأحمد في "مسنده" (4/236 و5/60 و410 رقم 18070 و20600 و23481) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، و"جزء القراءة" (ص 155-156) ، و"المعرفة" (3790) من طريق الثوري، وأحمد (5/81 رقم 20765/وأطراف المسند 11138) من طريق شعبة، كلاهما عن خالد، به.
ورواه البخاري في "جزء القراءة" (ص 76) ، والبيهقي في "المعرفة" (3788) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/45) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة، عمن شهد ذلك، عن النبي (ص) .
قال البيهقي في "المعرفة" بعد أن رواه من طريق الثوري: «وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي (ص) كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه، ورواه أيوب، عن أبي قلابة، فأرسله، والذي وصله حجة» .
(3) قوله: «عن النبي (ص) » من (ت) و (ك) فقط.
(4) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) : «وقال عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو: عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، ولا يصح أنس» .
وقال ابن حبان: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد ابن أبي عائشة، عن بعض أصحاب رسول الله (ص) ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعا محفوظان» .
وخالفه البيهقي فقال في طريق أنس: «ليس بمحفوظ» ، وقال: «تفرد بروايته عن أنس: عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو ثقة، إلا أن هذا إنما يعرف عَنْ أَبِي = = قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله» .
وقال الخطيب: «هكذا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عن أيوب، وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة، وخالفهما الربيع ابن بدر، رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ورواه إسماعيل بن علية وغيره، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً، وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَن رَجُل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) » .
وقال الدارقطني في "العلل" (4/36/أ) : «يرويه أيوب السَّختياني وخالد الحذاء، واختُلِف عنه؛ فأما أيوب: فإن عبيد الله بن عمرو رواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) . وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة. وخالفهما الربيع بن بدر؛ رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهم ابن عُلَيَّة، وابن عيينة، وحماد بن زيد؛ رووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، وهو صحيح من رواية أيوب. فأما خالد الحذاء فرواه عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ من أصحاب النبي (ص) ؛ قال ذلك سفيان الثوري، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضَّل، عن خالد. ورواه ابن عُلَيَّة وخالد بن عبد الله وشعبة وعلي بن عاصم، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائشة - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ورواه هشيم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة مرسلاً، لم يجاوز أبا قِلابة، والمرسل أصح» . اهـ. وبنحو هذا ذكر في "العلل" (1645) .
(2/445)
503 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سَمِعَ معاويةَ بْنَ أَبِي سُفْيان؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟
_________
(1) نقل هذه المسألة بتمامها مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1152-1153) .
(2) في (ف) : «روى» .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/346 رقم802) .
(2/446)
قَالَ أَبِي: أنكَرْتُ هَذَا الحديثَ؛ إِذْ كَانَ: «عُمَارَة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سمعَ معاويةَ» ، وَلَمْ أَدْرِ مَنِ ابنُ يِسَاف هَذَا؟ فتفكَّرتُ فِيهِ، فَإِذَا إسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنَ خُبَيْب بن عبد الرحمن - قَالَ أَبِي: وَهُوَ ابْنُ يِساف - عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصِم بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ ... (1) .
قَالَ أَبِي: أَمَّا ابنُ يِساف: فَأَرَى أنه خُبَيْبُ ابن عبد الرحمن بْنِ يِسَاف، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّه، وَلَمْ يَسْمَعْ خُبَيْبٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، فيَحْتملُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ لإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش حديثٌ في حديث (2) .
_________
(1) ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في "الصحيح" (385) . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/94) : «أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله؛ كما أشار إليه الدارقطني» . وانظر التعليق التالي.
(2) قال الدارقطني في"العلل" (205) : «هو حديث يرويه عُمارة بْنِ غَزِيَّةَ، عَنَ خُبَيْبِ بن عبد الرحمن، واختُلِف عن عمارة: فرواه إسماعيل بن جعفر، عن عُمارة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، فوصل إسناده ورفعه إلى النبي (ص) ، حدَّث به عنه كذلك إسحاق بن محمد الفَرْوي، ومحمد بن جَهْضَم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنَ خُبَيْبِ بْنِ عبد الرحمن - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ووقفه يحيى بن أيوب، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنِ خبيب. وحديث إسماعيل بن جعفر المتصل قد أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيح". وإسماعيل ابن جعفر أحفظُ من يحيى بن أيوب وإسماعيل بن عياش، وقد زاد عليهما، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم» .
ونبَّه محقق "العلل" على خطأ الدارقطني في نسبته هذا الحديث للبخاري، وذكر أن في هامش إحدى النسخ ما نصه: «هذا الحديث إنما أخرجه مسلم دون البخاري، وقد بيَّن ذلك في كتاب "الاستدراك" له» ؛ يعني "التتبع" (ص264 رقم122) .
(2/447)
504 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَهْل- جَدِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ: مرَّ بِهِ النبيُّ (ص) وَهُوَ يصلِّي بَعْدَ الصُّبْح، فَقَالَ لَهُ: يَا قَيْسُ! مَا هَذِهِ الصَّلاَةُ؟ ، قَالَ: بِأَبِي أنتَ وَأُمِّي! دخلتُ المسجدَ وَأَنْتَ تصلِّي، وَلَمْ أكُنْ ركعتُ ركعَتَي الْفَجْرِ، فركعتُهُما (4) الآنَ. فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَطَاءٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ قَهْد (5) .
505 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه هُشَيم (6) ، وسُفْيان بن
_________
(1) انظر ما سبق في المسألة رقم (309) .
(2) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2313) .
(3) هو: ابن أبي رباح.
(4) في (ت) و (ك) : «فركعتها» .
(5) في (أ) و (ش) : «فهر» ، وفي (ف) : «فهد» ، ولم تنقط في (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/142) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/176) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2312) : «قيس بن قهد الأنصاري مختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عمرو، وقيل: قيس بن سهل، وقيل: ابن قهد، وهو: جد يحيى بن سعيد الأنصاري ... » . وانظر "الإصابة" لابن حجر (8/203-204 و207-208) .
(6) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3334) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/270 رقم 18377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782 و3783) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (174/مسند النعمان بن بشير) .
(2/448)
حُسَين (1) ، وروى (2) أَحْمَد بْن يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي عَوَانَة (4) ، كلُّهم (5) عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن أَبِي وَحْشِيَّة (6) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير؛ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أعلمُ النَّاسِ بوقتِ صلاة العِشاء؛ كَانَ (7) يُصَلِّيها بعد سُقُوطِ القمر ليلةَ الثالثةِ (8)
من أول الشَّهْر.
_________
(1) في (ك) : «حنين» . وروايته ذكرها الدارقطني في "سننه" (1/270) .
(2) في (ك) : «روى» بلا واو.
(3) لم نقف على روايته، والمعروف عن أبي عوانة روايته عَنْ أَبِي بشر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب، به، كما سيأتي.
(4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(5) أي: هشيم، وسفيان بن حسين، وأبو عوانة. ورواه أيضًا عن أبي بشر على هذا الوجه رقبة بن مصقلة، روايته أخرجها النسائي في "سننه" (528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ، والدارقطني في "الأفراد" (252/أ/أطراف الغرائب) .
(6) هو: جعفر بن إياس.
(7) يعني: النبي (ص) .
(8) في (ك) : «ليلة الثلاثة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية وله نظائر، وقد جعله الكوفيُّون من إضافة الشي إلى نفسه إذا اختلف اللفظان؛ كما وقع هنا، فإنَّ الليلة هي الثالثة، وقد احتَجَّ الكوفيُّون بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآْخِرَةِ خَيْرٌ} ، وقول العرب: صلاةُ الأولى، ومسجدُ الجامع، وحبَّةُ الحمقاءِ، وقد تأوَّل ذلك البصريُّون على تقدير حذف مضاف إليه وإقامة صفته مُقامه؛ والتقدير: صلاةُ الساعةِ الأولى، ومسجدُ المكان الجامع، وحبَّةُ البقلةِ الحمقاء..وانظر "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/436-438) ، و"أوضح المسالك" (3/109) ، و"همع الهوامع" (2/509) ، و"مشارق الأنوار" (1/83) . وسيأتي نحوُهُ في المسألة رقم (897) في قوله: «كلام الأوَّل» .
(2/449)
وروى (1) مُسَدَّد (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب ابن سالِم، عَنِ النُّعمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ بشير بْن ثابت أصحُّ.
قلتُ: وُفِّقَ أَبُو زُرْعَةَ لما قَالَ، وحكَمَ لِمُسَدَّدٍ بِما أتى عَنْ أَبِي عَوَانة؛ بزيادةِ رجلٍ فِي الإسناد.
_________
(1) في (ش) : «ورواه» .
(2) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (419) ، والحاكم في "المستدرك" (1/195) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/448) ، وأخرجه أحمد في "المسند" (4/274 رقم18415) عن عفان وسريج، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان وحده، والدارمي في "مسنده" (1247) عن يحيى بن حماد، والترمذي في "جامعه" (165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والترمذي (166) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3784) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والدارقطني في "سننه" (1/269-270) من طريق عبد الأعلى بن حماد. والطبراني في "الكبير" (173/مسند النعمان بن بشير) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/373) من طريق عارم بن الفضل، كلهم عن أبي عوانة، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1526) ، والطبراني في "الكبير" (172/مسند النعمان بن بشير) من طريق أبي الوليد، عن أبي عَوانة، عن إبراهيم بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به.
(3) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 = = رقم18415) من طريق عفان وسريج، والترمذي في "جامعه" (165 و166) من طريق محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، وعبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان، أربعتهم عن أبي عَوانة، به.
(2/450)
وقد حدَّثنا أحمدُ بْن سِنَان (1) ،
عَن يزيد (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر (3) ، عَن بَشِير بْن ثابت، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان (4) .
506 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ يَزيد بْنِ أَبِي حَبِيب، عن مَرْثَد (7) بن عبد الله، عن أبي أيُّوب
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (21/76 رقم175) ، قرن البزار في روايته «محمد بن موسى القطان» مع أحمد بن سنان.
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) عن يزيد بن هارون، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) عن أبي غسان مالك بن يحيى الهمذاني، والدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به.
(2) هو: ابن هارون، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) ، وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به.
(3) في (ف) : «عن أبي بسر» بالسين المهملة.
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، ولم يذكر فيه هشيم: عن بشير بن ثابت، وحديث أبي عوانة أصحُّ عندنا؛ لأن يزيد بن هارون روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر نحو رواية أبي عوانة» .
(5) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/246) بعض هذا النص، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/162) قول أبي زرعة: «حديث حيوة أصحُّ» .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/147 رقم17329) و (5/417 و422 رقم23534 و23535 و23582) ، وأبو داود في "سننه" (418) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/370) .
(7) في (أ) و (ش) : «يزيد» بدل: «مرثد» .
(2/451)
الأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ أنكَرَ عَلَى عُقبَة بْنِ عَامِرٍ تأخيرَهُ صلاةَ الْمَغْرِبِ، وقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ.
وَرَوَاهُ حَيْوَةُ (1) وابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أسلَمَ أَبِي (3) عِمران التُّجِيبي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: بَادِرُوا بِصَلاَةِ (4) المَغْرِبِ طُلُوعَ النُّجُومِ (5) ؟
قَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حَيْوَة أصحُّ.
507 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (8) حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْسُ (9) بن
_________
(1) هو: ابن شُرَيح. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم 4057) .
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/415 رقم 23521) ، والشاشي في "مسنده" (1129) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم4058) ، والدارقطني في "السنن" (1/260) .
(3) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: أسلم بن يزيد، وكنيته: أبو عمران.
(4) في (أ) و (ش) : «صلاة» ، والمثبت من بقية النسخ.
(5) جمع ابن أبي حاتم هنا بين رواية حيوة وابن لهيعة، وساقهما مساقًا واحدًا على أنهما متفقان في اللفظ، وليس كذلك؛ فالذي ذكره هو لفظ رواية ابن لهيعة، وأما لفظ رواية حيوة فهو: «عن أبي أيوب قال: كنا نصلِّي المغربَ حين تَجِبُ الشَّمسُ، نبادر بها طلوعَ النجوم» ؛ لذلك قال الدارقطني في "العلل" (6/125) : «ورواه حيوة بن شريح فنحا به نحو الرفع» . وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/162) .
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» ، وفي (ك) : «حيوة قال» .
(7) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/704) قول أبي زرعة: «هو حديثٌ مُنْكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الحديث» . ثم نقل عن الأثرم قوله: «هذا إسناد واهٍ» .
(8) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) و (ف) .
(9) في (ش) : «عنبس» .
(2/452)
مَيمون، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الكَلْبُ (1) ، وَالحِمَارُ (2) ، وَالمَرْأَةُ، واليَهُودِيُّ، والنَّصْرانِيُّ، وَالمَجُوسِيُّ، وَالخِنْزيرُ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
508 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان (5) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ اليَمَامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَنَى بَيْتًا يُعْبَدُ اللهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ (6) حَلالٍ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ؟
_________
(1) قوله: «الكلب» ليس في (أ) و (ش) .
(2) في (ش) : «الحمار» بلا واو.
(3) قوله: «الحديث» ليس في (ش) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (511) من طريق يَزِيدَ بْنِ الأصم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ المَرْأَةُ وَالحِمَارُ والكَلْبُ، ويَقِي مِن ذَلِك مثلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ» .
(4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1212) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده"- كما في "زوائد البزار لابن حجر (262) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) ، والطبراني في "الأوسط" (5059) ، والبيهقي في "الشعب" (2676) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/119) .
وأخرجه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (354) - وابن عدي في "الكامل" (3/277) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن سليمان بن داود، به.
وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/334) من طريق بشر بن الوليد، به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/288) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلاَّ سليمان بن داود، تفرد به سعيد بن سليمان، ولا يروى عن أبي هريرة إلاَّ بهذا الإسناد» .
(6) في (ت) و (ك) : «من ماله» .
(2/453)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَمٌٌ.
قلتُ: وَلَمْ يُشْبِعِ الجَوَابَ، وَلَمْ يُبَيِّن علَّةَ الحديثِ بأكثَرَ ممَّا ذكرَهُ.
وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ الصَّحيحَ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (1) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [مَحْمُودِ] (2) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أسماءَ بنت يزيد ابن السَّكَن، عن النبيِّ (ص) . وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) .
وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ مَحْمُودُ بن عمرو ابن يزيد بن السَّكَن (4) .
_________
(1) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/461 رقم 27612) عن سويد بن عمرو، حدثنا أبان - يعني العطار - به.
وتابع أبان عليه موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي واختلف عليه فيه؛ فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554) عن ابن أبي داود، وفهد. والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) عن عبد الرحمن بن أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/185 رقم468) ، وفي "الأوسط" (8459) عن معاذ بن المثنى، أربعتهم عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبان به مثل رواية سويد بن عمرو. وخالفهم محمود بن إسماعيل الصائغ فرواه عن موسى، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هريرة، موقوفًا. قال العقيلي: «وهذا أولى» .
(2) في جميع النسخ: «محمد» ، وكذا عند مغلطاي وهو خطأ، فالذي يروي عن أسماء بنت يزيد هو ابن أخيها محمود بن عمرو؛ كما في "تهذيب الكمال" (35/128) ، والسياق بعده يدلُّ عليه.
(3) ظاهر صنيع المصنف هنا: أن محمود بن عمرو كان عنده الحديث عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا، وعن أبي هريرة موقوفًا عليه، فكان يحدِّث به هكذا وهكذا.
وقوله: «موقوف» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(4) قال ابن معين عن هذا الحديث: «ليس هذا بشيء؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوف» . اهـ من "تاريخ ابن معين = = رواية الدوري" (3/112 رقم469) .
وقال الحافظ في "اللسان" (3/84) : «والمستغرب منه قوله فيه: «من در وياقوت» فإن للحديث طرقًا جيِّدة ليس هذا فيها» . اهـ.
(2/454)
509 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فاختُلِفَ عَنْهُ:
فَرَوَى بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي -[أَوْ] (3) عَنْ أَبِي أُسَيد السَّاعِدي - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَإذا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ.
وَرَوَاهُ سُلَيمانُ بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1286) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (713) . وقد توبع عليه؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1665) عن إبراهيم بن محمد، وابن ماجه" في "سننه" (772) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمارة بن غزية، به، عن أبي حميد الساعدي وحده. وسيأتي عن عمارة بإسناد آخر.
(3) قوله: «أو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنها ملحقة بها فوق قوله: «عن» ، وكأنها بخط مغاير، وإثباتها هو الصَّواب؛ كما تجده في الموضع السابق من "صحيح مسلم" وغيره، وكما يفهم من سياق المسألة.
(4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/497 رقم 16057) ، و (5/425 رقم 23607) ، والنسائي في "سننه" (729) ، والبزار في "مسنده" (3721) ، وابن حبان في "صحيحه" (2049) ، جميعهم من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان ابن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان ... ، فذكره.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (713) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق يحيى بن يحيى، والدارمي في "سننه" (2/293) من طريق عبد الله بن مسلمة، وأبو عوانة في "مسنده" (1235) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، به.
(2/455)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد - كِلاهُمَا عَنِ النبيِّ (ص) (1) - أصحُّ.
قلتُ: لَمْ يَكُنْ أخرجَ أَبُو زُرْعَةَ مَنْ خالفَ بِشْرَ بْنَ المُفَضَّل فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، وأحسَبُ أَنَّهُ لَمْ يكنْ وَقَعَ عندَهُ.
وَأَخْبَرَنَا يونس بْن عَبْدِ الأَعْلَى (2) - قراءة عَلَيْهِ - عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يحيى بن عبد الله ابن سالم، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عن ربيعة، عن عبد الملك بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كما رواه سُلَيمانُ ابن (4) بلال؛ فدلَّ عَلَى (5) أنَّ الخطأَ من بِشْرِ ابن المُفَضَّل (6) .
_________
(1) من قوله: «قال أبو زرعة ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ.
(2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (1233) ، والطبراني في "الدعاء" (426) من طريق أحمد بن سعيد الهمذاني، عن ابن وهب، به.
(3) هو: عبد الله.
(4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» .
(5) قوله: «على» ليس في (ت) و (ك) .
(6) روى البزار هذا الحديث في "مسنده" (9/170) من طريق بشر بن المفضل، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) بأحسن من هذا الإسناد، وقد روي عن رسول الله (ص) من وجوه، فذكرنا هذا الحديث لعلَّة عُمارة بن غزية، وذكرناه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ، وإن كان يروى عن غيرهما؛ لقلة ما يرويان عن رسول الله (ص) » .
(2/456)
510 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سَعِيد الجَرْميُّ (2) ، عَنْ أَبِي تُمَيْلَة (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزة السُّكَّري (4) ، عَن جَابِر الجُعْفِي (5) ، عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ السُّلَيك (7) ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أن يُصَلَّى في أَعْطان ِ الإبِلِ، وأمرَ أن يُتَوَضَّأَ مِنْ لُحومها.
فَقَالَ: حديثُ الأعمش، عَنْ عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البَرَاء، عن النبيِّ (ص) أصحُّ (8) .
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (38) .
(2) هو: سعيد بن محمد.
(3) في (أ) و (ف) : «ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو خطأ، والمثبت من (ت) و (ش) و (ك) ، وهو: يحيى بن واضح.
(4) هو: محمد بن ميمون.
(5) هو: جابر بن يزيد.
(6) قوله: «ليلى» سقط من (ف) .
(7) هو: سُلَيْك الغَطَفاني، صحابي مشهور.
(8) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/217) : «روى عبد الله في "زيادات المسند" والبغوي وابن السكن من طريق أبي جعفر الرازي عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ذِي الغرة قال: عرض أعرابي للنبي (ص) ، فسأله عن الصلاة في أعطان الإبل؟ قال: والراوي له عن أبي جعفر عبيدة ابن معتِّب، وهو ضعيف. وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة فقالا: عن عبيد الله (كذا) بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. قَالَ حجاج بن أرطاة: أو أسيد بن حضير - بالشك -، وقد صحَّح الحديث من رواية الأعمش: أحمد وابن خزيمة وغيرهما ... قال ابن السكن: لا يصح شيء من طرقه» . وانظر "معرفة الصحابة" لابن نعيم (2/1033) .
(2/457)
511 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقْرِئُ (1) ، عَنْ حَيْوَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة (3) ؛ قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بالنَّاس، فَكَانَ عَلَى تَشَهُّدِهِ، فقامَ، فصاحَ بِهِ النَّاسُ: سُبحانَ اللَّهِ! سُبحانَ اللَّهِ (4) ! فصَلَّى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَمَّ صلاتَهُ، ثُمَّ سجَدَ سَجدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي صَنَعْتُ هِيَ (5) السُّنَّة؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو عن عُقبَة ابن عامر.
قلتُ أنا (6) : الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (7) ، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة، عَنْ عُقبَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن أبي عمر في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (683) .
(2) هو: ابن شُريح.
(3) بكسر الشين المعجمة، وتخفيف الميم، بعدها ألفٌ، ثم مهملة. "فتح الباري" لابن حجر (4/80) .
(4) في (ف) : «سبحان الله» مرة واحدة.
(5) في (ش) : «هذه» .
(6) القائل: هو عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا من زيادته في بيان العلَّة.
(7) قوله: «بن سعد» ليس في (أ) و (ش) . ورواية الليث هذه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4498) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (182/البغية) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/313 رقم867) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/200-201) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1940) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/314 رقم868) ، والحاكم في "المستدرك" (1/325) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/344) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد ابن أبي حبيب، به، نحوه.
(2/458)
512- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة (4) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا قَاءَ (5) أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، أَو رَعَفَ، أَو قَلَسَ (6) ؛ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ (7) ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ أبي مُلَيْكَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (10) .
513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (11) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج (12) ، عَنْ عَطَاء (13) ، عن عبد الله (14) بن
_________
(1) في (أ) : «وسُئِلَ أبي أبو زرعة» . وقد تقدَّمت هذه المسألة برقم (57) ، وفيها إعلال أبي حاتم للحديث بمثل إعلال أبي زرعة هنا.
(2) في (ك) : «عباس» .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج.
(4) هو: عبد الله بن عبيد الله.
(5) في (ك) : «قال» بدل: «قاء» .
(6) سلف تفسير «القَلْسُ» في المسألة رقم (57) .
(7) في (ت) و (ك) : «وليتوضأ» .
(8) هو: عبد العزيز بن جريج.
(9) تقدم في المسألة رقم (57) أنه ليس فيه ذكر لابن أبي مليكة.
(10) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(11) في (أ) و (ف) : «الشَّيْباني» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، وانظر ترجمة الفضل هذا في "تهذيب الكمال" (23/254) . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1155) ، وابن ماجه (1290) ، والنسائي (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1462) ، وابن الجارود في "المنتقى (264) ، والدارقطني في "سننه" (2/50) ، والحاكم في "المستدرك" (1/295) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/301) .
(12) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(13) هو: ابن أبي رباح.
(14) في (ف) : «عبيد الله» .
(2/459)
السَّائِب؛ قَالَ: شَهِدتُّ مَعَ رَسُولِ الله (ص) العِيدَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّا نَخْطُبُ؛ فَمَنْ أحَبَّ أنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَرْجِعْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا حدَّثَنا بِهِ (1) إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) (3) .
514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيه (4) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن أنس بن
_________
(1) كلمة: «به» غير موجودة في (أ) و (ش) و (ف) .
(2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قال ابن معين: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني؛ يقول: عن عبد الله بن السائب» . اهـ من "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (56) .
وقال أبو داود في الموضع السابق: «هذا مرسل عن عطاء، عن النبي (ص) » .
وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (4/347) : «هذا خطأ، والصواب مرسل» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/148) : «وكذا ذكر الإمام أحمد أنه مرسل، وكان عطاء يقول به، ويقول: إن شاء فليذهب. قال أحمد: لا نقول بقول عطاء، أرأيت لو ذهب الناس كلُّهم؛ على من كان يخطب؟!» .
وقال ابن خزيمة: «هذا حديث خراساني غريبٌ غريب، لا نعلم أحدًا رواه غير الفضل بن موسى السيناني» . وانظر "إرواء الغليل" (629) .
(4) في (أ) : «دحية» بدل: «وجيه» . والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/610/ دار هجر) من طريق زيد بن الحباب، وابن عدي في "الكامل" (2/193) من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، عَنْ مَالِكِ بن دينار، به. وعزاه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/86) إلى ابن مردويه من حديث الحارث بن وجيه، به.
قال ابن عدي: «لا يحدث به عن مالك غيرُ الحارث بن وجيه» .
(2/460)
مَالِكٍ - فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {} (1) - قَالَ: كَانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ (ص) يُصَلُّونَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاء؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ (2) .
515 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (4) ، عَنْ زكريَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ العَتَمَةِ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزكريَّا ضعيفُ الْحَدِيثِ.
516 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الربيع بْن يَحْيَى (6) ،
عَنْ
_________
(1) الآية (16) من سورة السَّجدة.
(2) هو: ابن عبد الله بن عمر، فيما يظهر.
(3) انظر المسألة رقم (485) .
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (805) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا زكريا بن منظور، تفرَّد به عتيق بن يعقوب» .
(5) في (أ) و (ش) : «وسألت» .
(6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (1178) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وفيه: «عن ابن بحينة» لم يسمه.
وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1541) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وفيه: «عن مالك بن بحينة» مثل رواية الربيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ.
(2/461)
شُعْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبد الرحمن الأعرَج (1) ، عن مالك ابن بُحَيْنَة: أنَّ رسول الله (ص) قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فلمَّا تَشَهَّدَ (2) ، سجد سَجْدَتَيِ (3) الوَهَمِ، ثمَّ سَلَّم.
فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عبدُالله بنُ مالكٍ ابنُ بُحَيْنَةَ (5) الأَسَدِيُّ حليفُ بني عَبْد المُطَّلِب (6) .
517 - وسمعتُ أَبِي وذَكَرَ (7) حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَن حَيْوَة بْن شُرَيْح الحِمْصي، عَنْ بَقِيَّة (8) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن إِيَاس؛ قَالَ: قَالَ لي عُبَيد بْن عُمَير: لو رأيتَ عَنَاقًا تَبَْعَرُ (9) فِي المسجِد (10) . قَالَ شُعْبَة: كأنهُ لا يَرى بِهِ بأسًا.
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(2) في (ت) و (ك) : «شهد» .
(3) في (ت) و (ك) : «سجدتين» .
(4) في (ف) : «قال» .
(5) يُقرأُ بتنوين «مالك» ، ورفع «بن» بعده؛ لأن الأصح أنَّ «بحينة» هي أمُّ عبد الله لا أمُّ مالك؛ ولذلك توضع ألف الوصل في «بن» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (425) .
(6) روى هذا الحديث كثير من الحفاظ عن يحيى بن سعيد وعن غيره، ولم يقل أحدٌ منهم: «مالك بن بحينة» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1225) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (570) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة، به.
(7) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(8) هو: ابن الوليد.
(9) أي: تُلْقِي بَعْرَها.
(10) لم نقف على تخريجه، وأورده ابن حزم في "المحلَّى" (1/171) قائلاً: وعن عُبَيد بن عمير قال: إنَّ لي عُنَيِّقًا تبعَرُ في مسجدي. اهـ. أورده في جملة آثار، وقال عقبَها: أما الآثارُ التي ذكرنا فكلُّها صحيح.
(2/462)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي بِشْر، عَن (1) يوسف بْن ماهَِك.
518 - وسمعتُ (2) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنِ الزُّبَيدي (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسلِّم تَسْلِيمَتَينِ.
فَقَالَ (6) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (7) .
519 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة (8) ، عن
_________
(1) قوله: «عن» سقط من (ف) .
(2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) قول أبي حاتم: «هذا حديثٌ مُنكَر» .
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/268) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3569) ، وفي "مسند الشاميين" (1766) ، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» .
(4) هو: ابن الوليد.
(5) واسمه: محمد بن الوليد.
(6) في (ك) : «قال» .
(7) قال أبو داود في "مسائله" (2005) : «ذكرت لأحمد حديث بَقِيَّةَ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبي (ص) كان يسلم تسليمتين؟ قال: يقول فيه: «حدثنا» يعني بقية؟ قلت: لا ينكرون أن يكون سمعه. قال: هذا أبطل باطل» . اهـ. قال الدارقطني: «اختُلِف على بقية في لفظ روي أنه كان يسلم تسليمتين، وروي تسليمة واحدة، وكلها غير محفوظة» .
وقال الأثرم: «هو حديث واهٍ، وابن عمر كان يسلم واحدة، قد عرف ذلك عنه من وجوه، والزهري كان ينكر حديث التسليمتين ويقول: ما سمعنا بهذا» . نقل ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) .
(8) يعني: ابن شُرَيح المذكور في المسألة السابقة.
(2/463)
بَقِيَّة (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
520 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (4) ، عَنْ مُصعَب بْنِ المِقْدام، عَنْ زائِدَة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (6) بْنِ حَبَّان، عَنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قتادَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْن؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة! وَإِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم ابن (7) خَلْدَة، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) (8) .
_________
(1) هو: ابن الوليد.
(2) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) .
(3) تقدم هذا النص برقم (491) ، وفيه: قَالَ أَبِي: هَذَا = = خطأٌ، الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا» . وَأَمَّا قَوْلُهُ: «مِنْ صَلاة الجُمُعَة» ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كليهما. اهـ. وانظر المسألة رقم (584) و (607) .
(4) هو: محمد بن العلاء.
(5) هو: ابن قدامة.
(6) قوله: «الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى» سقط من (ك) . وانظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1034) .
(7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ ظاهر.
(8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (714) من طريق حسين ابن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيم بن خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (444) ، ومسلم (714) من طريق مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، به.
(2/464)
521 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ (1) الأصبَهاني (2) ، عَنْ شَرِيك (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَنَتَ رسولُ الله (ص) حِينَ فَرَغَ مِنَ السُّورة فِي الفَجرِ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّمَا قَنَتُّ بِكُمْ؛ لِتَدْعُوا اللهَ، وَلِتَسْألُوهُ حَوَائِجَكُمْ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا قولُ عُروَة، وَلَيْسَ (4) بِمَرْفُوعٍ (5) .
522 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو يُوسُفَ يعقوبُ (6) ،
_________
(1) قوله: «بن» ليس في (أ) و (ش) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/462) من طريق الخليل بن زياد، عن شريك، به. وذكر المقريزي في "مختصر كتاب الوتر" لمحمد بن نصر المروزي (ص146) عن هشام ابن عروة، عن أبيه، به. لم يذكر إسناده إلى هشام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7027) من طريق منظور بن زهير السعدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (55/ب/أطراف الغرائب) من طريق عثمان بن حكيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن الزبير، به، مرفوعًا.
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) في (ش) : «ليس» بلا واو.
(5) رواه محمد بن نصر - كما في "مختصر قيام الليل" (ص301) - من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/365 رقم 633/مسند ابن عباس) من طريق أنس بن عياض، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه؛ أنه كان لا يقنت في شيء من الصلوات، ولا في الوتر؛ غير أنه كان يقنت في صلاة الفجر قبل أن يركع الركعة الآخرة، ثم يقول لمن حوله: أقنتُ لأن أدعو، فادعوا الله.
(6) هو: ابن إبراهيم القاضي.
(2/465)
عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن عِيسَى (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد؛ قال: قَنَتَ النبيُّ (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، الْعَنْ رِعْلاً (2) ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والْعَنْ أبَا الأَعْوَرِ (3) السُّلَمِيَّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي يُوسُفَ» . وَلَمْ يَقْرَأْهُ (4) عَلَيْنَا (5) .
523 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ سَعِيدٍ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ويغلب على الظن أنها متصحِّفة عن: «ابن يُحَنَّس» ، فعيسى ويحنس رسمهما متقارب، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7046) ؛ فقال: حدثنا يعقوب بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عن ابن يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَنَتَ رسول الله (ص) فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، العَنْ رِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وعضلاً، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والعَنْ أبَا الأَعْوَرِ السُّلَميَّ» .
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4/90 رقم482) - عن أبي يوسف، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الحسن، عن سعيد بن زيد، به، مرفوعًا نحوه. كذا وقع فيه: «أبي الحسن» ، وأغلب الظن أنها محرَّفةٌ عن: «ابن يُحَنَّس» . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/264) من طريق أبي يوسف، به. ووقع عنده: «عن يوحنس» . وابن يُحَنَّس هو: أبو الحسن يزيد بن يُحَنَّس الكوفي، يروي عن سعيد بن زيد، ويروي عنه يزيد بن أبي زياد؛ كما في "التاريخ الكبير" (8/368) ، و"الجرح = = والتعديل" (9/295) ، و "تهذيب الكمال" (10/447) و (32/137) .
(2) في (ك) : «وعلاً» .
(3) في (ت) : «والعزبل الأعور» ، وفي (ك) : «والعدابل الأعور» .
(4) في (ك) : «يعده» .
(5) القائل: «ولم يقرأه علينا» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم.
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (347) ، وانظر المسألة رقم (211) .
(7) في (ش) و (ك) : «بشر» .
(2/466)
أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إذَا خَرَجْتِ إِلَى المَسْجِدِ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، فَلاَ تَطَيَّبِينَ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ الثَّقفيَّة، عن النبيِّ (ص) .
524- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت؛ قَالَ: جاءنا النبيُّ (ص) ، فصلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي (4) عبدِ الأَشْهَل، فرأيتُهُ واضِعًا يَدَيْهِ (5) فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَد.
وَرَوَى هذا الحديثَ عبدُالله بْنُ مَسْلَمَة القَعْنَبِيُّ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصَين، عَنْ مَشْيَخَةِ (7) بني (8)
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فلا تطيَّبي» ، وقد تقدَّمت هذه العبارة في المسألة رقم (347) ، وقد ذكرنا صحَّتَها، وبيَّنَّا وجه ذلك هناك.
(2) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» .
(3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2728) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (4/334-335 رقم 18953) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (7/66) ، وابن ماجه في "سننه" (1031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) .
(4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .
(5) في (ك) : «يده» .
(6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/453) .
(7) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيخه» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وكذا في الموضع السابق من "الطبقات" لابن سعد.
(8) في (ت) و (ف) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .
(2/467)
عبدِ الأَشْهَل: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عبدِ الأَشْهَل مُلْتَحِفًا فِي كِساء، كَانَ يضعُ يدَيه (1) عَلَى الكِساء؛ يَقِيهِ بَرْدَ الحَصْبَاءِ إِذَا سَجَد.
وَرَوَى إسحاقُ الفَرْوي (2) ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي حَبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى ... مِثلَ مَتنِ حديثِ القَعْنَبِيِّ؟
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «يده» .
(2) هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة، وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، والفسوي في "تاريخه" (1/321-322) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/108) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت ابن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه به. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قوله: «عبد الرحمن بن» ، والتصويب من المخطوط (83/أ) ، و"إتحاف المهرة" (3/15) .
ورواه ابن ماجه (1032) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/76 رقم1344) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1336) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) ، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبيه، عن جدِّه به. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/266) : «عبد الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) . قال ابن أبي حبيبة: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، ولم يصحَّ حديثُه» .
ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/67) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/129) من طريق معن = = ابن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن ثابت بن صامت، عن أبيه، عن جده، به. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (5/282) : «إنما هو: عن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدِّه ثابت بن الصامت» .
(3) في (ش) : «جَدَّته» .
(2/468)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ الفَرْوي.
525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَامِر العَقَديُّ (1) ، عَن زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمرو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالمدينة ثَمانًا (2) جَميعًا، وسَبْعًا جَميعًا؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، وحمَّادُ بْن زَيْدٍ (4) ، ومحمدُ بْن مسلم (5) ، وحمَّادُ بن سَلَمة (6) ، وسُفْيانُ بن عُيَينة (7) ، عن
_________
(1) هو: عبد الملك بن عمرو القيسي.
(2) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «ثمانيًا» ، وهي مفعول: «صلَّى» منصوب. وفي كلمة «ثماني» منوَّنة لغتان:
الأولى: إعرابها إعراب الاسم المنقوص، فتقول: هذه شجراتٌ ثمانٍ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانيًا، وعلى هذه اللغة جاءت هذه اللفظة في مصادر التخريج «ثمانيًا» ، وهذه هي اللغة المشهورة.
والثانية: حذفُ الياء، وجَعْلُ الإعراب على النون، فيقال: هذه شجراتٌ ثمانٌ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانًا.
وعلى هذه اللغة جاءت الكلمة في جميع النسخ التي بين أيدينا. انظر: "همع الهوامع" (3/257) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (1/115) ، و"لسان العرب" (8/358) ، و"تاج العروس" (11/484) ، وانظر: "المغرب، في ترتيب المعرب" (1/120-121) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (562) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (543) ، ومسلم (705) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/137 رقم12807) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/90) .
(6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2735) .
(7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (475) ، والبخاري في "صحيحه" (1174) ، ومسلم (705) .
(2/469)
عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ بْن زَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، والوَهَمُ (2) ينبغي أن يكونَ من زكريَّا (3) .
526 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَنْ حَجَّاج (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ (7) مِقْسَم (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى تزيغَ الشَّمسُ، صلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ جميعًا، وإذا كانت لم تَزِ غْ، أَخَّرها (9) حَتَّى يَجْمَعَ بينهُما فِي وقتِ الْعَصْرِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو خالد (10) ، عن ابن
_________
(1) من قوله: «وحماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(2) قوله: «والوهم» سقط من (أ) و (ش) .
(3) مراد أبي زرعة: أن عمرو بن دينار إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن جابر بن زيد، وليس عن سعيد بن جُبَير، وحديث سعيد بن جُبَير أخرجه مسلم (705) من طريق أبي الزبير وحبيب بْن أَبِي ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس قال: صلَّى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر.
(4) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني في "مسنده"- كما في "التلخيص الحبير" (2/101) -. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/582) : «وفي إسناده مقال» .
(5) هو: ابن أرطاة.
(6) هو: ابن عُتَيبة.
(7) في (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(8) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس.
(9) في (ف) : «أخرهما» .
(10) روايته أخرجها عبد بن حميد (613) ، والطبراني في "الكبير" (11/211 رقم11524) ، والدارقطني في "سننه" (1/389) . ورواه عبد الرزاق (4405) - وعنه أحمد (1/367-368 رقم 3480) - عن ابن جريج، عن حسين، عن عكرمة وكريب، عن ابن عباس به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (1/186 رقم530-ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح = = السنة" (1042) - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/211 رقم11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كريب وحده، به.
(2/470)
عَجْلان (1) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) .
527 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وذكر (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمَّد بْنِ عبد الله بْنِ نُمَير (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائِل (6) ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ عليٍّ، فكان يُسَلِّم عَن (7) يمينه: السَّلام عليكُم ورحمةُ اللَّه، وعن يساره: السَّلامُ عليكُم (8) ورحمةُ اللَّه.
قَالَ أَبُو زرعة (9) : قَالَ ابْنُ نُمَير: «هَذَا خطأٌ» ، ولم يُبَيِّنِ الصحيحَ ما هو.
_________
(1) هو: محمد.
(2) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/101) : «وحسين ضعيف، واختُلِف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه؛ إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسَّنه، وكأنه باعتبار المتابعة» .
(3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه.
(4) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو.
(5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3051) عن ابن فضيل، به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/221 رقم1544) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270 و271) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ أَبِي وائِل، عَنْ عليٍّ ح؛ أنَّه كان يسلِّم في الصلاة عن يمينه، وعن شماله. وزاد ابن المنذر فيه: «السَّلام عليكُم ورحمة الله، السَّلام عليكُم ورحمة الله» .
(6) هو: شقيق بن سلمة.
(7) في (ش) : «على» بدل: «عن» .
(8) قوله: «عليكم» ليس في (ك) .
(9) قوله: «قال أبو زرعة» ليس في (ك) .
(2/471)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: الأعمش، عَنْ أَبِي رَزِين (1) ، عَن عليٍّ.
قلتُ: كَذَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنِ الأعمش (2) .
527/أ - قلتُ (3) : وحَدَّث (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كثير العَبْدي (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَن فُضَيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ؛ قَالَ: مَنْ آذاهُ الحَرُّ؛ فليسجُدْ عَلَى ثَوبه يوم الجُمُعة.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَرَ (8) ؛ حدَّثنا قَبيصة (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (10) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن فُضَيل، عن إبراهيم، عن عمر.
_________
(1) هو: مسعود بن مالك الأسدي.
(2) أخرجه عبد الرزاق (3131 و3133) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رزين، عن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 270) ، والبيهقي (2/178) من طريق شعبة، عن الأعمش، عَنْ أَبِي رزين، عَن علي، به.
ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) عن هشيم، عن مغيرة، عن أبي رزين، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3052) عن ابن فضيل، عن إبراهيم بن سُميع، عَنْ أَبِي رزين، عَن عَليّ به.
(3) قوله: «قلت» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (أ) و (ش) : «وحديث» .
(5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2772) عن هشيم؛ قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم؛ أنَّه قال: «إذا كان حَرٌّ أو بَرْدٌ فليسجُدْ على ثوبه» .
(6) هو: ابن المعتمر.
(7) هو: ابن يزيد النخعي.
(8) يعني: عمر بن الخطاب ح.
(9) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(10) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1558 و5466) عن الثوري، عن منصور، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2767) عن جرير، عن منصور، به، نحوه
ورواه ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (2771) عَنِ ابْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: قال عمر: إذا وجد أحدكم حرَّ الأرض؛ فليضع ثوبه بينه وبين الأرض، ثم ليسجُد عليه.
(2/472)
528 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (2) ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبِّر (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ الحديثُ حديثُ ابْنِ عمر، موقوفً (4) .
_________
(1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/291) بعض هذا النص، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/206) : «وصححه أبو حاتم الرازي موقوفًا على عبد الله» ، كذا قال: «أبو حاتم» بدل: «أبو زرعة» !!
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/271) ، والحاكم في "المستدرك" (1/206) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/9) .
ورواه الدارقطني (1/270) ، والحاكم (1/205) ، والبيهقي (2/9) من طريق شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به.
(3) قوله: «المجبر» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) .
(4) وقد قال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح، قد أوقفه جماعة عن عبد الله بن عمر» .
وقال ابن رجب في الموضع السابق: «ورفعُه غير صحيح عند الدارقطني وغيره من الحفاظ. وأما الحاكم فصححه، وقال: على شرطهما، وليس كما قال» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به ابن مجبر ... والمشهور رواية الجماعة: حماد بن سلمة وزائده بن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ من قوله» .
ورواه عبد الرزاق (3636) عن معمر، عن أيوب، ورواه البغوي في "الجعديات" (2405) عن شريك، عن عبيد الله، والفاكهي في "أخبار مكة" (291) من طريق حماد بن مسعدة، عن عبيد الله، كلاهما - أيوب وعبيد الله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قبلة.
وجاء عن عمر بن الخطاب من قوله، وصححه الإمام أحمد عنه. انظر "فتح الباري" لابن رجب (2/290) ، و"العلل" للدارقطني (94) .
وقول أبي زرعة: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة (85) .
(2/473)
529 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ بَشِير (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلاَئي، عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي رَزِين (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: أَخَّرَ رسولُ الله (ص) العِشاءَ (3) الآخِرَةَ ذاتَ ليلةٍ حَتَّى ذَهَبَ (4) ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قريبٌ، ثُمَّ خرجَ عَلَيْنَا والناسُ قليلٌ، فغضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أنَّ رَجُلاً دَعَا النَّاسَ (5) إِلَى عَرْقٍ (6) أَوْ مِرْمَاتَيْنِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَهْمَيْن (7) - لأَجَابُوهُ، وَهُمْ يَسْمَعُونَ النِّداءَ لِلصَّلاَةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالاً، ثُمَّ أَتَخَلَّلَ دُورَ قَوْمٍ لاَيَشْهَدُ أَهْلُها الصَّلاَةَ، فأُضْرِمَهَا بِالنَّارِ.
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/182 رقم7221) ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم، عن أبي رزين إلا عمرو بن قيس، تفرد به: الحكم بن بشير. ورواه الناس عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، ورُوي عَن عَاصِمٍ، عَن زرٍّ، عن عبد الله» .
(2) هو: مسعود بن مالك الأسدي.
(3) في (ك) : «عشاء» .
(4) في (ت) : «ذهبت» .
(5) من قوله: «فغضب غضبًا ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(6) قال ابن الأثير في «النهاية» (3/220) : «العَرْق - بالسُّكون -: العَظْمُ إذا أُخِذَ عنه مُعظَمُ اللَّحم» .
(7) ما ذكره أبو زرعة قولٌ في تفسير: «المِرْماة» ؛ قيل: هي السهم الصغير الذي يُتَعَلَّم به الرَّمْيُ، والمعنى: أنه لو دُعِيَ إلى أن يُعْطى سَهْمَين من هذه السِّهام، لَأَسرع الإجابة. قال الزمخشري: وهذا ليس بوَجيه، ويدفَعُهُ قوله: «أو عَرْق» . والتفسير الأشهر لمِرْماة هو أنها: ظِلْفُ الشَّاة، وقيل: ما بين ظِلْفَيها.
وقال أبو عبيد: هذا حرفٌ لا أدري ما وجهُهُ، إلا أنه هكذا يفسَّر بما بين ظِلْفَيِ الشَّاة، يريد به حقارتَهُ. انظر "النهاية" (2/269-270) .
(2/474)
وَرَوَى هَذَا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) وزيدُ بنُ أَبِي (*) أُنَيْسَة، فَقَالا: عَن عاصِم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ حمَّادٍ وزيدِ بنِ أَبِي (*) أُنَيْسَة، وتابَعَهُما عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) .
530 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّث بِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ (4) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (5) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة (6) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/416 رقم9383) ، والدارمي في "مسنده" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) .
(*) ... قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ف) : «قال» .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/377 و525-526 رقم8903 و10803) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) . ورواه البخاري في "صحيحه" (657) ، ومسلم (651) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به.
قال الدارقطني في "العلل" (1503) : «يرويه عاصم بن أبي النَّجود، واختُلِف عنه: فرواه أبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب (كذا) ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهم عمرو ابن قيس المُلائي؛ رواه عن عاصم عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ولعل عاصمًا حفظه منهما» . اهـ.
(4) هو: عبد الله بن سعيد.
(5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (14372) ، وابن عدي في "الكامل" (2/228) .
(6) أخرجه الدارقطني في "سننه" (1/414) - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/301-302) - من طريق ابن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به.
(2/475)
يعلى ابن عَطَاء، عن أبيه (1) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الخَيْف، فبَصُرَ برجُلَيْنِ مُتَنَحِّيَان ِ (2) ،
فَدَعَا بِهِمَا، فجيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرائِصُهُما (3) ، فقال (4) : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ ؛ قَالا: صَلَّينا فِي رِحَالِنَا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا؛ قَالَ: أَفَلاَ صَلَّيْتُمَا مَعَنَا، تَكُنْ صَلاَتُكُمَا مَعَنَا تَطَوُّعً (5) ، وَالَّتي صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا الفَرِيضَةَ؟! ؟
_________
(1) هو: عطاء العامري.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «برجُلَيْن مُتَنَحِّيَيْنِ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أن نجعل قوله: «مُتَنَحِّيان» تابعًا لـ «رجلين» على أنه نعتٌ مقطوعٌ بالرفع، وهو خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: فَبَصُرَ برجُلَينِ هما متنحيان، والجملة الاسمية «هما متنحيان» في محل جر صفة لـ «رجلين» . وانظر الكلام على النعت المقطوع في "شرح ابن عقيل" (2/188-190) .
والثاني: أنَّ «متنحيان» نعت لـ «رجلين» ، وهو مجرورٌ بكسرة مقدَّرة على الألف؛ وحينئذٍ نجري قوله: «برجلين» في جَرِّه بالياء على لغة الجمهور، ونجري قوله: «متنحيان» على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب، واستعمالُ لغتين في كلامٍ واحدٍ شائع في لغة العرب، انظر: "الخصائص" (1/370-374) ، وانظر في اللغة الحارثية: التعليق على المسألة رقم (554) .
(3) الفرائصُ والفَرِيص: جمع فَرِيصَة، وهي: اللحمة بين الكتِف والصَّدر، ويقال: أُرْعِدَتْ فرائصُهُ عند الفزع- بالبناء لما لم يُسَمَّ فاعله - أي: ارتجفَتْ واضطربَتْ عند الخوف، ومنه هذا الحديث. انظر "الصحاح" (2/475) ، و"النهاية" (3/432) ، و"اللسان" (3/179) ، و (7/64) .
(4) في (ت) و (ك) : «قال» .
(5) كذا في جميع النسخ: «تطوُّع» ، وهي صحيحة في العربية، ولها وجهان:
الأول: أن تكون منصوبة «تَطوُّعً» خبرًا لـ «تكن» ، لكن حذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
والثاني: أن تكون مرفوعة «تطوُّعٌ» على أنها خبرٌ للمبتدأ «صلاتُكُما» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في موضع نصب خبر «تكن» ، واسم «تكن» على هذا: ضمير القصة- وهو المسمَّى أيضًا بضمير الشأن والحديث- والتقدير: تكن هي -أي: القصة والشأن - صلاتكما معنا «تطوُّعٌ» . وانظر لضمير الشأن أو القصة التعليق على المسألة رقم (854) .
(2/476)
قَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ عِنْدِي.
قلتُ: لَمْ يُبَيِّنْ مَا الصَّحيحُ، وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: مَا رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، وسُفْيان (3) ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّان (4) ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، وَأَبُو عَوَانة (6) ، وشَرِيك (7) ، وهُشَيم (8) ، عَنْ يَعْلى بْنِ (9) عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ
_________
(1) في (ف) : «قلت: قال» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477 و17478 و17479) ، وأبو داود في "سننه" (575 و576) .
(3) هو: الثوري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17475) ، وأبو داود في "سننه" (614) .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3934) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/517) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1638) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (22/233 رقم612) .
(6) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17476) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1463) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/234 رقم613) .
(7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1637) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/235 رقم615) ، والدارقطني في "سننه" (1/413) .
(8) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/160-161 رقم17474) ، والترمذي في "جامعه" (219) ، والنسائي في "سننه" (858) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» .
(9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» .
(2/477)
بن يزيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ النبيِّ (ص) (2) .
531 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجِّ، [وَعَنْ] (4) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ (5) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَير بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجِّ؛ جَمِيعًا (6) عَنْ عَفِيف بْنِ عَمْرٍو السَّهْمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيمة أَتَى أَبَا أيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: أُصَلِّي فِي مَنْزِلِي، ثُمَّ آتِي المَسْجِدَ، فتقامُ الصَّلاة، فأصلِّي مَعَهُم، فأجدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو أيُّوب: سَأَلْنَا عَن ذلكَ النبيَّ (ص) فَقَالَ: لَكَ بِذَلِكَ سَهْمُ جَمْعٍ (7) ؟
_________
(1) أبوه هو: يزيد بن الأسود الخُزاعي، ويقال: العامري، صحابيٌّ نزل الطَّائف. انظر "التقريب" (7735) .
(2) قال البيهقي في الموضع السابق: «أخطأ حجاج بن أرطاة في إسناده، وإن أصاب في متنه، والصحيح رواية الجماعة» .
(3) هو: عبد الله.
(4) في جميع النسخ: «عن» بلا واو، وهو خطأ يترتَّب عليه تخليطٌ في الإسناد، والصَّواب: «وعن» ، ومعناه: أن يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ يروي هذا الحديث أيضًا عن عبد العزيز بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن زيد، عن بُكَيْر، فعبد الله بن وَهْب وعبد العزيز بن أبي حازم كلاهما من شيوخ يعقوب كما في "تهذيب الكمال" (32/218-219) .
(5) في (ش) : «عن أبي أسامة» .
(6) المراد أن جميع الرواة - في الطريقين اللتين رواهما يعقوب بن حُمَيد - اتفقوا على قول: «عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رجلاً من بني أسد ... الحديث» ؛ خلافًا لما سيرجِّحُه أبو زرعة بعدُ.
(7) قال ابن الأثير في «النهاية» (1/296) : «أي: له سهمٌ من الخير جُمِعَ فيه حَظَّان، والجيم مفتوحة. وقيل: أراد بالجَمع: الجيش، أي: كسَهْمِ الجيش من الغنيمَة» .
ونقل ابن عبد البر في «التمهيد» (4/249) عن ابن وَهْب تفسيره لها بأنه يضعَّف له الأجر، ثم قال ابن عبد البر: «قول ابن وَهْب هذا - والله أعلم - خيرٌ من قول من قال: إن الجمع هاهنا الجيش، وإن له أجرَ الغازي - أو الغزاة - من قوله: تراءى الجَمْعان؛ يعني: الجيشَين، وليس هذا عندي بشيء، والوجهُ ما قاله ابن وَهْب، وهو المعروف عن العرب» . اهـ.
(2/478)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيَّبِ السَّهْمي: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَأَلَ أَبَا أيُّوبَ عَنْ ذلك؟ فقال: سألتُ النبيَّ (ص) (1) .
532 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختلَفَ (3) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى والثوريُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي (4) أُمَيَّة (5) :
فَقَالَ سُفْيان (6) : عن عبد الكريم، عن عمرو ابن سعيد، عن عائِشَة؛
_________
(1) الحديث رواه أبو داود (578) عن أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب به.
ورواه الطبراني في "الكبير" (4/158 رقم 3998) من طريق أحمد بن صالح، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/183) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بن الحارث، عن بكير؛ أنه سمع عفيف بن عُمر بن المسيب يقول: حدثني رجل من أسد خزيمة: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. ... قال أحمد بن صالح: قال ابن وَهْب: عفيف بن عُمر، والصواب: عفيف بن عَمرو؛ قد روى مالك، عن عفيفٍ هذا الحديث، فقال: عفيف بن عمرو، لم يرفعه مالك.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/157 رقم 3997) ، و"الأوسط" (8683) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب ابن عفيف بن المسيب: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به بكير بن الأشج» .
ورواه مالك في "الموطأ" (1/133) عن عفيف السَّهْمي، عن رجل من بني أسد: أنه سأل أبا أيوب، فذكره موقوفًا.
(2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (3/923) .
(3) أي: اختلف فيه.
(4) في (ش) : «بن» بدل: «أبي» .
(5) هو: عبد الكريم بن أبي المُخارق.
(6) أي: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6215) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده"- كما في "مصباح الزجاجة" (1/233) - ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (654) ، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/244) .
(2/479)
أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا، واختَبَأَتْ مَولاةٌ لَهُ، فقال النبيُّ (ص) : حاضَتْ؟ فَقَالَتْ (1) : نَعَمْ، فَشَقَّ لَهَا مِنْ ثَوْبِهِ، وَقَالَ: اخْتَمِري بِهَذَا.
وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (2) : عَن عبد الكريم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عائِشَة؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا يَرويه الثوريُّ أصحُّ.
وسألتُ أَبِي عَنْهُ؟
فَقَالَ: هُوَ عَمْرو بْن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بن (3) المُعَلَّى (4) .
533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو معاوية الضَّرير (5) ،
_________
(1) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقال» .
(2) روايته أخرجها أسلم الواسطي المعروف بـ «بحشل» في "تاريخ واسط" (ص71) .
(3) قوله: «بن» سقط من (ش) .
(4) كذا في جميع النسخ! وكذا عند مغلطاي! ولم نجد في الرواة من ينسب هكذا، ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وحقُّه أن يذكره فيه لو كان هكذا، فالظَّاهر أنه مصحَّف، وصوابه: «عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص بن سعيد بن العاص» ، وهو المعروف بالأشدَق، فهو الذي يروي عن عائشة خ، ويروي عنه عبد الكريم أبو أمية المعروف بابن أبي المخارق؛ كما في "تهذيب الكمال" (22/35-36) . على أن مغلطاي لم يعدَّه تصحيفًا، وإنما ذكر أن ابن عساكر نسبه إلى العاص، وذكر أن المزِّي تابعه على ذلك، ثم قال مغلطاي: «وكأن ما قاله أبو حاتم أشبه، وإن كان كما قاله، فهو رجل مجهول لا يُعرف حاله» .
(5) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4063) ، -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (1078/المنتخب) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) .
(2/480)
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1) ، عَنْ جَابِرِ؛ قال: خرجَ النبيُّ (ص) ذاتَ ليلةٍ وأصحابُهُ ينتظرونَهُ لِصَلاةِ العِشَاء، فَقَالَ: نَامَ النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَكِبَرُ الكَبِيرِ؛ لأَخَّرْتُ هَذهِ الصَّلاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) .
قلتُ: لم يُبَيِّنِ الصَّحيحَ ما هُوَ، والذي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: ما رَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) وخالدٌ الواسطيُّ (4) ، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعَة.
(2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/202) بعد أن ذكر رواية أبي معاوية: «والصواب قول سائر أصحاب داود في قولهم: عن أبي سعيد؛ قاله أبو زرعة، وابن أبي حاتم، والدارقطني، وغيرهم» .
(3) هو: ابن خالد.
(4) هو: خالد بن عبد الله.
(5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (3/5 رقم 11015) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو داود في "سننه" (422) من طريق بشر ابن المفضَّل، والنسائي برقم (538) ، وابن ماجه (693) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) من طريق علي ابن عاصم، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري به مرفوعًا.
قال البيهقي: «هكذا رواه بشر بن المفضل وغيره عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، وخالفهم أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ دَاوُدَ فقال: عن جابر بن عبد الله!
= ... وقال الدارقطني في "العلل" (4/132/أ) : «يرويه داود بن أبي هند واختُلِف عنه: فرواه أبو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جابر، وغيره يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، وهو الصَّواب» .
وهذا الحديث له إسناد آخر عن جابر؛ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/367 رقم14949) ، وأبو يعلى (1936) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/157) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، به.
(2/481)
534 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواةُ (1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: فروى عبد الوارث (2) ، ومَعْمَر (3) ، وَبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (4) ، وَابْنُ عُلَيَّةَ (5) ، وحُمَيد بْنُ الأَسْوَدِ (6) ، كلُّهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أمَامَهُ.
_________
(1) أي: اختلف الرواة فيه.
(2) هو: ابن سعيد.
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) لكن قال: عن أبي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة.
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (689) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/199) .
(5) هو: إسماعيل.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) عن بكر بن خلف، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه حُرَيث بن سُليم، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) من طريق يوسف بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. كذا روي عن حميد على الوجهين.
وقال الدارقطني في "العلل" (10/281 رقم2010) : «ورواه بشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد، وحميد ابن الأسود، وأبو إسحاق الفزاري؛ فقالوا: عن إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أبي هريرة؛ إلا أن حميدًا قال من بينهم: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .
(2/482)
وَرَوَى ابْنُ جُرَيج، وسُفْيان بْنُ عُيَينة - فِي رِوَايَةِ الحُمَيديِّ (1) وعليِّ بْنُ المَدِيني (2) وابنِ المُقْرِئ (3) - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه حُرَيْث - رجلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي محمد بن (5) عمرو ابن حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: عبد الله بن الزُّبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (993) .
(2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (690) ، ثم قال ابن المديني: «قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه. قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو. قال سفيان: قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ؛ أبا محمد حتى وجده، فسأله عنه؟ فخلَّط عليه» . وقال أبو داود: «وسمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف الخط غير مرَّة؟ فقال: هكذا؛ عرضًا مثل الهلال» .
(3) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. وروايته لم نقف عليها، وممن رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه أيضًا: أبو خثيمة زهير بن حرب، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2361) ، وفي "الثقات" (4/175) ، وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجوَّاز، روايتهما أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (811) . وعمَّار بن خالد، روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) .
(4) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2376) .
(5) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) و (ك) .
(6) قوله: «عن جده» سقط من (ت) و (ك) .
(2/483)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ (1) ، عَنِ الثوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي عَمْرِو (2) بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (4) : الصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الثوريُّ.
قلتُ: قَدِ (5) اختُلِفَ عَنِ ابْنِ عُيَينة (6) ؛ فأمَّا يونسُ بن عبد الأعلى وسُلَيمانُ (7) القَزَّاز: فحَدَّثاني (8) عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) . وأخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، به.
(2) في (ف) : «عن ابن عمرو» .
(3) من قوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «قال أبا زرعة» .
(5) قوله: «قد» ليس في (ت) و (ك) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (10/278 رقم2010) : «ورواه ابن عيينة واختُلِف عنه: فقال سعيد بن منصور عنه: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أبي محمد بن عمرو ابن حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن أبي هريرة. وخالفه جماعة من أصحاب ابن عيينة، فقالوا عنه: عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حُرَيث، عن جَدِّه، ولم يقولوا: عن أبيه» .
(7) هو: ابن داود.
(8) في (ك) : «فحدثا» .
(2/484)
وَرَوَى الحُمَيديُّ، وعليُّ بْنُ المَديني، وَابْنُ المُقْرئ عَلَى مَا بَيَّنَّا (1) .
_________
(1) أطال الدارقطني _ح في "العلل" (2010) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/639) عنه أنه قال: «والحديث لا يثبت» .
وروى البيهقي في "سننه" (2/271) عن علي بن المديني أنه قال: «قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه! بعضهم يقول: أبو عمرو بن محمد، وبعضهم يقول: أبو محمد بن عمرو! فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا أبا محمد بن عمرو. قلت لسفيان: فابن جريج يقول: أبو عمرو بن محمد؟ فسكت سفيان ساعة، ثم قال: أبو محمد ابن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد. ثم قال سفيان: كنت أراه أخًا لعمرو بن حريث. وقال مرَّة: العذري» . ثم قال البيهقي: «واحتجَّ الشافعي _ح بهذا الحديث في القديم، ثم توقف فيه في الجديد، فقال في كتاب البويطى: ولا يخط المصلي بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت، فليُتَّبع، وكأنه عثر على ما نقلناه من الاختلاف في إسناده، ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى، وبه التوفيق» . اهـ.
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/198-200) : «واختلفوا فيما يعرض ولا يُنصب، وفي الخطِّ: فكل من ذكرنا قوله أنه لا يجزئ عنده أقل من عظم الذراع، أو أقل من ذراع، لا يجيز الخطَّ، ولا أن يعرض العصا والعود في الأرض فيصلي إليها، وهم: مالك، والليث، وأبو حنيفة وأصحابه، كلهم يقول: الخط ليس بشيء، وهو باطل، ولا يجوز عند واحد منهم إلا ما ذكرنا، وهو قول إبراهيم النخعي. وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور: إذا لم يجعل تلقاء وجهه شيئًا، ولم يجد عصًا ينصبها فليخطَّ خطًّا، وكذلك قال الشافعي بالعراق. وقال الأوزاعي: إذا لم يكن ينتصب له؛ عرضَه بين يديه، وصلى إليه، فإن لم يجد خطَّ خطًّا، وهو قول سعيد بين جبير. قال الأوزاعي: والسوط يعرضه أحب إلي من الخط. وقال الشافعي بمصر: لا يخط الرجل بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتَّبع» .
ثم أخرج ابن عبد البر الحديث، ثم قال: «وهذا الحديث عند أحمد بن حنبل ومن قال بقوله حديث صحيح، وإليه ذهبوا، ورأيت أن علي بن المديني كان يصحِّح هذا الحديث ويحتج به. وقال أبو جعفر الطحاوي- إذ ذكر هذا الحديث -: أبو عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ هذا مجهول، وجدُّه أيضًا مجهول، ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث، ولا يحتج بمثل هذا من الحديث» . اهـ.
وحكى ابن رجب في "فتح الباري" (2/636) عن الإمام مالك أنه قال: «الخطُّ باطل» ، ثم ذكر نقل ابن عبد البر عن الإمام أحمد أنه صححه، ثم قال متعقبًا: وأحمد لم يُعرَف عنه التصريح بصحته، وإنما مذهبه العمل بالخطِّ، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة، لا على الحديث المرفوع؛ فإنه قال في رواية ابن القاسم: الحديث في الخطِّ ضعيف» ، ثم عرض ابن رجب الاختلاف على إسماعيل بن أمية، ونقل عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الصَّحِيحُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ جده حريث، وهو أبو أمية، وهو من عُذرَة. قال: ومن قال فيه: عمرو بن حريث فقد أخطأ» . اهـ.
وقد مثَّل ابنُ الصلاح والعراقيُّ للحديث المضطرب بهذا الحديث، ونازعهما في ذلك ابن حجر بأن الطرق قابلةٌ لترجيح بعضها على بعض، والراجحة منها يمكن التوفيق بينها. انظر "التقييد والإيضاح" (ص 124-125) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/772-773) .
(2/485)
..........................
535 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ بَكْرِ (2) بْنِ الرَّبيع بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني حسَّان بْنُ سِيَاه؛ قَالَ: حدَّثنا ثابتٌ البُنَاني (3) ، عن أنس ابن مالك: أنَّ النبيَّ (ص) سَجَد عَلَى كَوْرِ العِمامة (4) .
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
_________
(1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (1/385) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) . وانظر المسألة رقم (500) .
(2) في (ش) : «بن أبي بكر» .
(3) هو: ثابت بن أسلم.
(4) سلف تفسير: «كَوْر العِمامة» في التعليق على المسألة رقم (500) .
(5) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 106) : «وأما ما رُوي عن النبي (ص) من السجود على كور العمامة: فلا يثبت شيء من ذلك، وأصحُّ ما روي في ذلك: قول الحسن البصري حكايةً عن أصحاب النبي (ص) » . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/231) : «ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن» .
(2/486)
536- وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ شَيبان بْنِ فَرُّوخ (2) ،
عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إبراهيم، عن عبد الملك بن عُمَير اللَّيْثي (3) ، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد؛ قال: سألتُ رسولَ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (4) ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا؟
فسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) يَقُولُ: هذا خطأٌ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .
_________
(1) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1740) .
(2) روايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (822) ، والدولابي في "الكنى" (1445) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/387) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) .
ورواه البزار في "مسنده" (1145) من طريق يحيى بن حسان، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/632-633) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/377) من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214-215) من طريق حرمي بن حفص، ثلاثتهم عن عكرمة بن إبراهيم، به.
(3) كذا في جميع النسخ! والصواب: «اللخمي» . انظر "تهذيب الكمال" (18/370) .
(4) الآية (5) من سورة الماعون.
(5) في (ك) : «يخرجونها» .
(6) في (ك) : «وسمعت» .
(7) في (أ) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» ، وصوِّبت في الهامش، ولم تتضح جيدًا في التصوير.
(8) الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (704) ، والطبري في "تفسيره" (24/630-631) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (43) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا.
ورواه عبد الرزاق في "التفسير" (3/400) من طريق الأعمش، والطبري في "تفسيره" (24/630) من طريق خلف بن حوشب، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (233) من طريق عبد الله بن زبيد اليامي، جميعهم عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا. ورواه أبو يعلى في "المسند" (705) من طريق سماك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه.
قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك بن عمير، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، وعكرمة لينُ الحديث» .
وقال العقيلي في الموضع السابق بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والموقوف أولى» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرفع هذا الحديث، عن عبد الملك بن عمير إلا عكرمة بن إبراهيم» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يصحُّ موقوفًا، وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث» .
وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/516) بعد أن ذكر الرواية الموقوفة: «وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه وصحَّح وقفه، وكذلك الحاكم» .
وقال الدارقطني في "العلل" (592) : «يرويه عبد الملك بن عمير فاختُلِف عنه، فأسنده عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير ورفعه إلى النبي (ص) ، وغيرُه يرويه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ موقوفًا على سعد، وهو الصَّواب. وكذلك رواه طلحة بن مصرِّف، وسماك بن حرب، وعاصم بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ ابن سعد، عن أبيه موقوفًا، وهو الصَّواب» .
(2/487)
537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواة عَن شَريك (1) :
فَرَوَى (2) أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ شَرِيك، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه.
_________
(1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(2) أي: فرواه، حذف ضمير المفعول، للعلم به. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) .
(3) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (101/المنتخب) ، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (499) من طريق أبي الأحوص وعمر ابن عبيد الطنافسي، كلاهما عَن سماك، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، به.
(4) هو: ابن حرب.
(2/488)
وَرَوَاهُ إسحاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَق، عَنْ شَرِيك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَب، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَسْتُرُ المُصَلِّيَ مِثْلُ (2) مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ (3) ؟
فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سِماكٍ أشبَهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ، إِلا أَنْ يكونَ رَوَى (5) عَنْهُمَا جَمِيعًا (6) .
538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ (7) بْن سَعْد، فاختُلِف عَن ليث:
فَرَوَى أَبُو الوليد (8) ، عن ليث (9) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) من قوله: «ورواه إسحاق ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2) قوله: «مثل» سقط من (ش) .
(3) كذا في (ت) ، وأثبت الناسخ علامة الإهمال تحت الحاء. ووردت في بقيَّة النسخ: «الرجل» بالجيم.
(4) في (ك) : «قال» .
(5) الضمير يعود إلى شريك، وفي (ش) : «رُوي» .
(6) ذكر الدارقطني وجوهًا أخرى من الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (512) ، وصحح حديث من رواه عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ موصولاً.
(7) قوله: «ليث» سقط من (ش) .
(8) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3531) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/230) - ووقع عند الدارمي: «ابن أبي نهيك» من غير تسمية. وعند أبي داود والبيهقي: «عبيد الله بن أبي نهيك» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1512) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1197) من طرق عن الليث بن سعد، به.
(9) قوله: «عن ليث» سقط من (ف) .
(2/489)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَير (1) ، عَنْ ليث، عن عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله (2) بْن أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال (3) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ِ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي كِتَابِ اللَّيث فِي أَصْلِهِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَكِنْ لُقِّنَ بِالْعِرَاقِ: عن سعد (4) (5) .
_________
(1) لم نقف على روايته من هذ الوجه، لكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/569) من طريق عبيد بن شريك، يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بن مالك، به. والرواية المذكورة أخرجها أبو داود في "سننه" (1469) من طريق يزيد بن خالد بن موهب، عن الليث ابن سعد، به.
(2) كذا في جميع النسخ مُصغَّرًا، وكلاهما مذكور عنه؛ فيقال له: «عبد الله» ، و «عبيد الله» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (3607) .
(3) قوله: «أنه قال» ليس في (ت) و (ك) .
(4) في (ك) : «عن سعيد» .
(5) الحديث رواه أبو داود في "مسنده" (1469) من طريق أبي الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد، ورواه أحمد في "المسند" (1/175 رقم1512) عن حجاج وأبي النضر، كلهم عن الليث، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ به. قال يزيد ابن خالد: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ.
ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 210) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) من = = طريق عبد الله بن صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبيد الله بْن أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي سعيد به.
قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق - يعني في هذا الحديث -: عن سعد ابن أبي وقاص.
قال الدارقطني في "العلل" (4/389 رقم649) : «واختُلِف على الليث في ذكر سعد ابن أبي وقاص؛ فأما الغرباء عن الليث فرووه عنه على الصَّواب. وأما أهل مصر فرووه وقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ؛ كان سعد. ومنهم من قال: عن سعيد، أو سعد. وقال قتيبة: عن الليث، عن رجل؛ ولم يُسَمِّ سعدًا ولا غيره» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (651) عن البخاري قوله: «والصحيح: ما رواه عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عبيد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقاص، عن النبي (ص) : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ". قال محمد: وكان الليث بن سعد يروي هذا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبيد الله بن أبي نهيك ويقول: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، ثم رجع فقال: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، هكذا قال عبد الله بن صالح» .
وقال الدارقطني في "العلل" (9/407) : «والصَّواب قول عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن ابن أبي نهيك، عن سعد» . اهـ.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" (3/305) : «والصحيح حديث سعد» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/29) : «سعيد بن أبي سعيد روى عن النبي (ص) في التغني بالقرآن، من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه، والصَّواب: عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذهبي في "التجريد"، وليس لسعيد بن أبي سعيد صحبة، إنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة» .
تنبيه: ذكر الدارقطني في "العلل" (4/387) الاختلاف في هذا الحديث، إلا أنه وقع في أثناء الطباعة سقطٌ في كلام الدارقطني، استدركه المحقق _ح في نهاية الجزء التاسع من "العلل" (ص 405-407) .
(2/490)
539- وسألتُُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس (1) ابن محمد
_________
(1) في (ش) : «عَيَّاش» . ونقل الإمام ابن القيم هذه المسألة في "زاد المعاد" (1/229) باختصار، ثم قال: «إنما أنكره - والله أعلم - لأنَّه من رواية الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارِ، عَنْ حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة» .
ونقل الحافظ ابن حجر بعض هذا النص في "لسان الميزان" (4/182-183) ، و"إتحاف المهرة" (2/61 رقم1225) ، وعلَّق على كلام أبي حاتم بقوله: «وإنما أنكره؛ لأنه تفرد به عن حفص، والعلاء لا يُعرَف حاله. وقد ذكر مسلم: أن علامة المنكر أن يتفرَّد من ليس معروفًا حالُه برواية حديث عمَّن يكون مكثرًا من الرواية. وقد رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غياث عن أبيه بسند آخر؛ قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة وغيره، عن عمر موقوفًا عليه، وهذا هو المحفوظ؛ فإن عمرَ أثبتُ الناس في أبيه» .
(2/491)
الدُّوري (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ العَطَّار (2) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَل (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) (4) إِذَا كبَّر حَاذَى (5) إِبْهامُهُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ ركَعَ حَتَّى استَقَرَّ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْهُ فِي مَوضِعِه، ثُمَّ انحَطَّ بالتَّكبير، فسَبَقَتْ رُكبَتَيهِ (6)
يَدَيهِ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .
_________
(1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/345) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (6/293-294 رقم 2310) -، والحاكم في "المستدرك" (1/226) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/99) .
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «القطَّان» .
(3) هو: عاصم بن سليمان.
(4) في (ف) : «رأيت النبي (ص) » .
(5) في (ت) : «حاذ» .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ركبتاه» كما في مصادر التخريج؛ لأنَّه فاعل «سَبَقَتْ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ قد يخرَّج على وجهين:
الأول: وجه الرفع على الفاعليَّة بـ «سَبَقَتْ» ، والأصل: «ركبتاهُ» ، لكن أُمِيلَتْ ألفُهُ فكتبت ياءً، وإمالتُها لوقوع الياء بعدها في قوله: «يَدَيْهِ» . وتنطق «رُكْبَتَيهُ» بالألف الممالة، مضمومة الهاء، انظر "شرح التصريح على التوضيح" (2/648) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) في الكلام على الإمالة.
والثاني: وجه النصب على المفعولية بفعل مضمر، تقديره: أعني أو أَخُصُّ، كأنه قال: فَسَبَقَتْ - أعني ركبَتْيهِ - يديه. والله أعلم.
(7) قال الدارقطني والبيهقي في الموضع السابق: «تفرد به العلاء بن إسماعيل» .
وقال الحاكم في الموضع السابق: «صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه» .
ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/256) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أصحاب عبد الله: علقمة = = والأسود، فقالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخرُّ البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه. اهـ. وهذه الطريق هي التي رجَّحها ابن حجر كما تقدم.
(2/492)
540 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَنْ حَبِيب (3) ، عَنْ مُجَاهِد (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيب، عَنْ أبي موسى الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1369) ، والبزار في "مسنده" (2492) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/423) .
(2) هو: الثوري.
(3) هو: ابن أبي ثابت.
(4) هو: ابن جبر المكي.
(5) قال أبو حاتم: «أبو موسى الحذاء لا يُعرَف ولا يُسمَّى» . "الجرح والتعديل" (9/438) .
(6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبد الله بن عمرو إلا معاوية بن هشام» .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4633) ، وأحمد في "المسند" (2/192-193 رقم6808) عن وكيع، والنسائي في "الكبرى" (1370) من طريق أبي نعيم، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي موسى، عن عبد الله بن عَمرو به مرفوعًا.
تنبيه: أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/47/ب) في "مسند ابن عُمر" بضم العين، فقال: «يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختُلِف عنه؛ فرواه معاوية ابن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن حبيب بن (كذا، وصوابه: عن) أبي موسى، عن عبد الله بن عُمر، وهو الصَّواب. اهـ.
والحديث من هذين الطريقين والخلاف فيه إنما هو معروف عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، ويبعد أن يكون تصحيفًا من الناسخ؛ لأنه أورده في سياق أحاديث ابن عُمر، ومسند عبد الله بن عَمرو بن العاص ليس في "العلل" للدارقطني، فلعله وقع للدارقطني وهمٌ في اسم صحابيِّه، والله أعلم.
(2/493)
541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ وَرْقاء (2) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (3) ، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ العَبْدَ إذَا صَلَّى فِي العَلاَنِيَةِ فأَحْسَنَ، ثُمَّ صَلَّى فِي السِّرِّ (5) ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذا عَبْدي (6) حَقًّا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ كَثير.
542 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عَبَّاد بْنِ مُوسَى (8) ، عَنْ طَلْحَة بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: إِذَا عَرَفَ الغلامُ يمينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بالصَّلاة.
_________
(1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4200) .
(2) هو: ابن عمر اليَشْكُري.
(3) هو: عبد الله بن ذكوان.
(4) هو: عبد الرحمن بن هرمز.
(5) كذا في جميع النسخ، وجاء عند ابن ماجه في الموضع السابق: «وصلَّى في السِّرِّ فأحسن» .
(6) في (ش) : «عندي» .
(7) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/536-537) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/240/مخطوط) ، والشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/617) .
(8) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8332) .
(2/494)
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ عَنِ الزُّهْريِّ قَطْ (1) ، قولَهُ.
543 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمة القَيْسي (5) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : لِيَبْشُرِ (7) المُدْلِجُونَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلاَ يَفْزَعُونَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة، عمَّنْ حدَّثه، عَنْ أبي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) ، وبعضُهم يَقُولُ: عَنْ رجالٍ مِنْ أهل بيتِه، عن أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «قَطْ» ، وليس هو في "البدر المنير"، ووقع مكانه بياض في "الإمام"، وفي "توجيه النظر": «فقَطْ» . و «قَطْ» بفتح القاف وسكون الطاء. وانظر التعليق على المسألة رقم (92) .
(2) نقل قول أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1298) .
(3) لم نجد روايته على هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7633) من = = طريق عمرو بن عثمان، وفي "مسند الشاميين" (1033) من طريق عيسى بن المنذر، كلاهما عَنْ بقيَّة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمَةَ القَيْسي، عَنْ أبي أُمامَة به، لكن في "مسند الشاميين": «سلمة العبسي» بالباء الموحَّدة.
ورواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7634) ، وفي "مسند الشاميين" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان، عن سلمة القَيْسي - ولم ينسبه في "مسند الشاميين"- عن رجلٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عَنْ أَبِي أُمامَة.
(4) هو: ابن الوليد.
(5) كذا في جميع النسخ، والموضع الآتي من "المعجم الكبير" للطبراني، وفي "الجرح والتعديل" (4/178) : «سلمة العنسي، روى عَنْ رجالٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عن أبي أُمامَة، روى عنه صفوان بن عمرو» .
(6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) .
(7) في (ف) : «بشر» ، ومعنى: «ليَبْشُر» : ليَفْرَح.
(2/495)
أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) (1) .
544- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيْج (2) ابن يُونُسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عن عُبَيدالله ابن عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلاتَيْنِ (5) ، وَعَنْ بَيْعَتَين؛ نَهَى عَنِ الصَّمَّاءِ (6) ، والحُبْوَةِ (7) وفَرْجُهُ مفتوحٌ إِلَى السَّماء، وَعَنْ بَيع الحَصَاة (8) ،
_________
(1) من قوله: «وبعضهم يقول عن رجال ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ لانتقال البصر.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) . وانظر "تهذيب الكمال" (10/221) .
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) . ونقل عن ابن صاعد قوله: «وهذا مما وهم يحيى بن سليم في إسناده؛ لأن بعضه عن حبيب، وبعضه عن أبي الزناد، تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله» .
(4) في (ف) : «عَمْرو» .
(5) في (ف) : «نهى رسول الله (ص) عن صلاتين» .
(6) الصَّمَّاء؛ هي: أن يتجلَّلَ الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، وإنما قيل له: صَمَّاء؛ لأنه يسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلَّها؛ كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع، والفقهاءُ يقولون: هو أن يتغطَّى بثوبٍ واحد ليس عليه غيرُه، ثم يرفعَه من أحد جانبيه فيضعَهُ على مَنْكِبه، فتنكشفَ عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (3/54) .
(7) الحُبْوَةُ بضم الحاء - وبكسرها أيضًا - والاحْتِباء: أن يضُمَّ الإنسانُ رجلَيه إلى بطنه بثوبٍ يجمعُهما به مع ظهره، ويشدُّه عليها. وقد يكون الاحتباءُ باليدين عوضَ الثَّوب، وإنما نَهَى عنه؛ لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوبٌ واحد ربَّما تحرَّك أو زال الثوبُ فتبدو عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (1/335-336) .
(8) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/360) : «واختُلِف في تفسير بيع الحصاة، فقيل: هو أن يقول: بعتُك من هذه الأثواب ما وقعتْ عليه هذه الحَصاة، ويرمي حصاةً، أو من هذه الأرض ما انتهت إليه في الرمي. وقيل: هو أن يشترط الخيارَ إلى أن يرميَ الحصاة. والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بيعًا» . اهـ.
وهذا الثالث الذي ذكره ابن حجر هو الذي حكاه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1230) حيث قال: «ومعنى بيع الحصاة: أن يقول البائعُ للمشتري: إذا نَبذتُ إليك بالحَصاة، فقد وجبَ البيعُ فيما بيني وبينك، وهذا شبيهٌ ببيع المنابذة، وكان هذا من بيوع أهل الجاهلية» .
(2/496)
وَعَنِ المُنابَذَةِ (1) ، وصلاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العصرِ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمْسُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الحديثُ كلُّه منكرٌ (2) .
545 - أخبرنا (3) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: وحدَّثنا (4) يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيسابوري، عن
_________
(1) في (أ) : «وعن بيع المنابذة» .
والمُنابَذَةُ في البيع: أن يقولَ الرجلُ لصاحبه: انْبِذْ إليَّ الثوبَ - أو أَنْبِذُهُ إليك - ليجبَ البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذْتُ إليك الحصاة، فقد وجب البيع» . "النهاية " (5/6) .
(2) ومقصوده: أنه منكرٌ من حديث ابن عمر، وإلا فالحديثُ رواه البخاري (584) ، ومسلم (1511) مختصرًا من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا. وانظر "فتح الباري" لابن رجب (2/180 فما بعدها) .
(3) انظر المسألة رقم (226) و (333) و (455) ، وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» .
(4) قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وجاء مكانه في (ف) : «قلت: وحدثنا» ، ويظهر أن الراوي فيها عن يحيى: هو ابن أبي حاتم، وهو الصواب، لكن جاء في نسختَي (أ) و (ش) : «وحدَّثنا» فقط، والمفهوم منهما أن الراوي هو أبو حاتم لا أبو محمد، وهو خطأ لمخالفته لسياق المسألة؛ ففي آخرها قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: «ثُمَّ ذكرته لأبي ... إلخ» ، وهذا شاهد بأن الراوي عن يحيى هو ابن أبي حاتم، وليس أباه أبا حاتم، والله أعلم. على أنه لولا قرينة السياق لجوَّزنا صحة ما في هاتين النسختين أيضًا؛ فإنَّ يحيى ابن محمد هذا روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابنه أبو محمد؛ كما في "الجرح والتعديل" (9/186) .
(2/497)
مُسَدَّد (1) ، عن مُعتَمِر ابن سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوبٍ واحدٍ.
وذلك (3) عند أَبِي زُرْعَةَ بعد رجُوعه من الحجِّ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، ليس هذا هكذا؛ حدَّثنا (4) مُسَدَّد، عَنِ المُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ سُلَيمان التَّيْمِي (5) .
فَقَالَ يَحْيَى: اضرِبوا عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : ثُمَّ ذكرتُه لأَبِي فَقَالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وغيرُهُ، عَنْ مُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولو كَانَ عَنِ (8) التَّيْمِي، لكان مُنكَرًا.
546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن عَجْلان (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن مُسَرْهَد.
(2) هو سليمان بن طَرْخان التَّيْمي.
(3) أي: كان تحديثُ يحيى بن محمد النيسابوري بهذا الحديث عند أبي زرعة.
(4) زاد قبلها في (أ) و (ت) و (ف) : «حديثًا» .
(5) تقدَّم في المسألة رقم (226) من طرق عن حميد.
(6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» .
(7) من قوله: «ليس فيه سليمان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(8) في (ت) و (ك) : «على» بدل: «عن» .
(9) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/339-340 و417 رقم 8477 و9403) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/203) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (902) ، والترمذي في "جامعه" (286) ، وابن حبان في "صحيحه" (1918) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/116-117) .
(2/498)
سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رسول الله (ص) مَشَقَّةُ السُّجود عَلَيْهِمْ إِذَا انْفَرَجُوا، فَقَالَ: استَعِيُنوا بالرُّكَب (3) .
وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) وغيرُهُ (5) ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمان بْنِ أَبِي عَيَّاش، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؟
فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعمان بْنِ أبي عَيَّاش، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (7) .
_________
(1) هو: القرشي المخزومي، أبو عبد ال المدني.
(2) هو: ذكوان السَّمَّان.
(3) فسَّرها ابن عجلان في رواية الإمام أحمد في "المسند" (2/339) ، والبيهقي في "سننه" (2/116-117) بقوله: «ذلك أن يضعَ مِرفَقَيه على رُكبَتَيه إذا طال السُّجود وأَعْيا» .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (2662) ، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، والتاريخ الكبير" (4/203) .
(5) كسفيان الثوري، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2928) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، و"التاريخ الكبير" (4/203) .
(6) كذا، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) من قوله: «فسمعت أبي يقول ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث لا نعرفه من حديث أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) = = إلا من هذا الوجه، من حَدِيثَ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وقد روى هَذَا الحديث سُفْيَان بن عيينة وغير واحد عَنْ سُمَي، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ أبي عياش، عن النبي (ص) نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصحُّ من رواية الليث» .
وقال البخاري في الموضع السابق بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «مرسل أصحُّ» . وصحح الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" (10/86) . قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/110) : «والمرسل أصحُّ عند البخاري، وأبي حاتم الرازي، والترمذي، والدارقطني، وغيرهم» .
وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2/499)
547 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف على عُبَيدالله بن عُمَرَ:
فَرَوَى أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ أَبِي سَلَمة؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يصلِّي فِي بيتِه فِي ثَوبٍ واحدٍ متوشِّحًا (4) بِهِ، يخالفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
وروى سعيدُ بن عبد الرحمن (5) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي أشبَهُ (6) .
_________
(1) انظر ما سبق في المسألة رقم (230) و (236) وانظر المسألة رقم (2200) .
(2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (15899) - من طريق أبي الأزهر حوثرة بن محمد ومحمد بن علي بن محرر، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/24 رقم 8290) من طريق محمد بن عبد الرحمن العنبري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4887) من طريق هارون ابن عبد الله، جميعهم عن أبي أسامة، به. وأخرجه الطبراني في نفس الموضع من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، به.
(3) في (ش) : «عمرو» في هذا الموضع، وفي الآخر جاءت على الصَّواب.
(4) ذكر ابن الأثير في "النهاية" (5/187) حديث: «أنه كان يتوشَّحُ بثوبه» ، وفسَّره بقوله: «أي: يتغشَّى به» .
(5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (812) عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/225) من طريق موسى بن عبد الرحمن، عن أبي أسامة، به. ليس فيه ذكر لسعيد بن المسيب كذلك.
(6) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم (517) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به.
(2/500)
548 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقارِبُ بَيْنَ (4) الخُطا إِلَى المَسْجِدِ، وَقَالَ: إنَّمَا فَعَلْتُهُ لِتَكْثُرَ خُطَايَ إِلَى (5) المَسْجِدِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ عَنْ ثَابِتٍ البُناني، فَلَمْ يُوَصِّلْهُ (6) أحدٌ إِلا الضَّحَّاكُ بنُ نَبَراس (7) ، والضَّحَّاكُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ ذَا يُتَابِعُهُ محمدُ بْنُ ثَابِتٍ، ومحمدٌ أَيْضًا لَيْسَ بِقَويٍّ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .
_________
(1) نقل قول ابن أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1301-1302) .
(2) هو: سليمان بن داود. والحديث في "مسنده" (606) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/118 رقم4800) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2608) .
(3) هو: ثابت بن أسلم البُناني.
(4) قوله: «بين» سقط من (ش) .
(5) قوله: «إلى» سقط من (ف) .
(6) قوله: «يُوَصِّلْهُ» من «وَصَّل الأحاديثَ» بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(7) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" فقال: «بفتح النون والموحَّدة، وآخرُهُ مهملةٌ» ، وعند الخزرجي في "الخلاصة" (ص177) ضبطت بكسر النون: «نِبْرَاس» ؛ قال: «بكسر النون، وإسكان الموحَّدة، ثم مهملتين بينهما ألف» .
(8) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (133) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (458) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/606/السلفي) ، وعبد بن حميد في = = "مسنده" (256/المنتخب) ، والطبراني في "الكبير" (5/118 رقم4799) ، وابن عدي في "الكامل" (4/97) من طريق الضحاك بن نبراس، عن ثابت، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3408) من طريق جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (7410) من طريق حميد الطويل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/607/السلفي) ، من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن ثابت، به، موقوفًا.
قال العقيلي: «حديث حماد أولى» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/242 رقم581/2) : «والمحفوظ في هذا موقوف على زيد بن ثابت ح» .
(2/501)
549 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ؛ فَلاَ يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلاَ عَنْ يَسَارِهِ، وَلاَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَفِي ثَوْبِهِ؟
فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُوِيَ عن النبيِّ (ص) بِأَنْ يَبْزُقَ (4) عَنْ يسارِه أصحُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ: وَلا يَبْزُقْ عَنْ يسارِهِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : أَخْطَأَ سُلَيمانُ بْنُ حَرْب فيما روى من مَتْن ِ هَذَا الْحَدِيثِ: بأنْ لا يَبْزُقَ عَنْ يَسَارِهِ؛ فَقَدْ حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (6) وآدَمَ (7) العَسْقلانيِّ، عن شُعْبَة (8) ، عن القاسم ابن مِهْران، عن أبي
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/345) : «وأخطأ سليمان في قوله: " ولا عن يساره "، فقد رواه أصحاب شعبة عنه وقالوا: " وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ " ذكره ابن أبي حاتم» .
(2) هو: نُفَيع المدني.
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) في (ك) : «ما يبزق» بدل: «بأن يبزق» .
(5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «قلت» .
(6) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
(7) هو: ابن أبي إياس.
(8) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (550) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه أيضًا (550) من طريق ابن علية، وعبد الوارث، كلاهما عن القاسم ابن مهران، به.
(2/502)
رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيهِ وَلاَ عَنْ يَميِنِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ.
هَكَذَا متنُ حديثِ أَبِي الْوَلِيدِ وآدَمَ عَنْ شُعْبَة (1) .
وَرَوَاهُ هُشَيم (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، واتَّفَقَ متونُ سائرِ الأحاديثِ عَنِ النبيِّ (ص) مِثل ذَلِكَ سَوَاءٌ.
550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسيُّ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس (4) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سَمِعتُ سَمُرَةَ يقول: صَلَّى
_________
(1) سليمان بن حرب ثقة إمام؛ إلا أنه ربما روى الحديث بالمعنى، فتغير بعض ألفاظه. قال أبو داود: «كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك» . وقال الخطيب: «كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته» . انظر "تهذيب الكمال" (11/391) .
وقد روي عن سليمان بن حرب بما يوافق رواية آدم وأبي الوليد، أخرجه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1210) عن أبي حفص الخطابي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به.
وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر؛ غندر، ثنا شعبة، به. والذي يبدو لنا أن أبا نعيم حمل رواية سليمان بن حرب على رواية محمد بن جعفر، ثم قال عقب روايته للحديث: «ذلك لفظ غندر» .
(2) هو: ابن بشير، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (550) .
(3) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (932) ، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس المكتب" (ص42 رقم 10) .
(4) هو: ابن يحيى الهَمْداني.
(2/503)
رسولُ الله (ص) الصُّبحَ فقال: أهَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَن ٍ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسًا (1)
بِبَابِ الجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ؟
_________
(1) كتبت في (ت) : «محبوس» وفوق كاسة السين ألف ملحقة بها. ولعله تصويب. والمثبت من بقيَّة النسخ. والجادَّة: «محبوسٌ» ، بالرفع؛ لأنها خبر «إنَّ» ، كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «قد حُبِسَ» .
و: «محبوسًا» بالنصب كما في النسخ، يخرَّج على ثلاثة أوجه:
الأول: على الحال، وخبر «إنَّ» هو قوله: «بباب الجنة» على التقديم والتأخير، والأصل: «إنَّ صَاحبَكُم بباب الجنَّة محبوسًا» ، أي: حالة كونه محبوسًا.
والثاني: النصب على الحال السَّادَّةِ مَسَدَّ الخَبَرِ، والتقدير: إنَّ صاحبَكُم واقفٌ محبوسًا بباب الجنة، ونحو ذلك، حُذِفَ الخبر، وسَدَّ الحالُ مسدَّهُ. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (827) .
والثالث: النصب خبرًا لـ «إنَّ» ، على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها، الاسم والخبر جميعًا. ومنه قولُ أبي هريرة ح - في إحدى روايتي مسلم (195) -: «إِنَّ قَعْرَ جهنَّمَ لَسَبْعِينَ خريفًا» ، وقولُ نافع - راوي الحديث عن ابن عمر - أو مَنْ دونه: «ورأى (أي: ابن عمر) أنَّ ذلك مُجْزِئًا» . وقولُ أبي نُخَيْلة [من الرجز] :
كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا
قادمةً أو قَلَمًا مُحرَّفَا
ومنه: ما سُمِع من قولهم: «لعلَّ زيدًا أخانا» ، وحكي: «لعل أباك منطلقًا» .
وكثر ذلك في خبر «ليت» ، ومن شواهده: قول ورقة بن نوفل: «ياليتني فيها جَذَعًا» - على أحد التخريجين - وقال ابنُ سلاَّم الجمحي: «سمعتُ أبا عَوْنٍ الحِرْمازي يقول: ليتَ أباك مُنْطَلِقًا، وليتَ زيدًا قاعدًا» . اهـ.
وخصَّ بعض العلماء ذلك بخبر «لَيْتَ» فقط. وخصه بعضهم بخبر «لَيْتَ» و «لعل» و «كأنَّ» . وذهب غيرهم إلى جوازِ النصب مع «إنَّ» وأخواتها جميعًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، لكنْ لم يُحْفَظ في خبر «لكنَّ» .
والمانعون من ذلك يُنْكرون هذه اللغة ويؤوِّلون ما وَرَد من ذلك: إمَّا على إضمار «كان» أو غيرها والجملة هي الخبر، أو على الحال المغنية عن الخبر، أو تشبيهًا لـ «ليت» بـ «وددتُّ» و «تمنيتُ» ، و «كأنَّ» بـ «ظننتُ» - بحيث تكون «إنَّ» وأخواتها ناصبةً للاسم رافعةً للخبر؛ على ما هو الأصلُ المشهورُ المجمعُ على صِحَّتِه.
انظر تفصيل ذلك وشواهده في: "طبقات فحول الشعراء" (1/78) ، و"شرح المفصَّل" (1/103- 104) ، و"المحتسب" (1/270) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/5- 10) ، و"شرح الكافية الشافية" له (1/516-518) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/278) ، (5/26- 32) ، و"ارتشاف الضرب" له (3/1242) ، و"مغني اللبيب" (ص49، 197، 283) ، و"همع الهوامع" (1/491) ، و"خزانة الأدب" (10/235) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/72) .
(2/504)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (1) وعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سمعتُ سَمُرَةَ! والشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَمُرَة. روى سعيدُ ابن (3) مَسْرُوقٍ (4) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ سَمْعَانَ ابن مُشَنَّج، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) قوله: «الطيالسي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 رقم6750) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص42) ، ولم يصرح في إسناده بسماع الشعبي من سمرة. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 و179 رقم6751 -6753) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص43-44) من طرق عن فراس، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/11 و13 و20 رقم 20124 و20157 و20222) ، والطبراني في "الكبير" (7/179 رقم 6754) ، وفي "الأوسط" (3046) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، والبيهقي في "الشعب" (5156) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص45) من طرق عن الشعبي، به.
(3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15263) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20231 و20233) ، وأبو داود في "سننه" (3341) ، والنسائي (7/315 رقم4685) .
(5) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/204) : «ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان» .
(2/505)
551 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان ابن عُبَيدالله (2) الرَّقِّي (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة؛ قَالَ: سَأَلَ رجلٌ رسولَ الله (ص) : أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إلاَّ أَنْ تَرى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلُهُ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَذَا رَوَاهُ مرفوعً (5) ، وإنما هو موقوفٌ (6) .
_________
(1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) : «وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني: الصواب وقفه على جابر بن سمرة» .
(2) في (أ) و (ش) : «عبد الله» .
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (542) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 89 و97 رقم 20825 و20920 و20921) من طريق عبد الله بن ميمون الرقي، وأبي أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل، وابن ماجه (542) من طريق يحيى بن يوسف الزمي، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر به.
قال عبد الله: «قَالَ أَبِي: هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير» . كذا جاءت العبارة في المطبوع، وكذا نقلها ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) .
وقال: «يشير إلى أن من رفعه فقد وهم» . ونقلها ابن حجر في "أطراف المسند" (1/700) ، و"إتحاف المهرة" (3/64 و103) بلفظ: «هذا الحديث لا يرفعه غير عبد الملك» . وما في المطبوع أقرب للصواب بضميمة ما يأتي ذكره عن الدارقطني في"العلل"، والله أعلم.
(4) في (ش) : «عبد الله» .
(5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(6) أخرجه هكذا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/53) من طريق أبي عوانة، وابن المنذر في "الأوسط" (2/157) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر موقوفًا.
وقال الدارقطني في "العلل" (4/97/ب) : «يرويه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر عن سمرة مرفوعًا ... ، ولا يصح، والصَّحيح: ما رواه أبو عوانة، وأسباط بن محمد، وعبد الحكم بن منصور، وغيرهم، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة من قوله» .
(2/506)
552 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله (ص) وعَظَ الناسَ وحَذَّرهم وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في القُرآن ِ.
وَرَوَاهُ ابنُ الْهَادِ أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفارِيِّينَ (3) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ عن رسول الله (ص) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ بَيْنَ الحديثَين، لكُنَّا نحكُم لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ (4) .
553 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (367) ، وانظر المسألة الآتية برقم (667) .
(2) هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
(3) وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بياضة، وقيل: التمَّار. انظر "تهذيب الكمال" (33/217) .
(4) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيحُ بعض الوجوه التي يرويها أكثرُ الرواة، لولا جمعُ ابن الهاد بين الحديثين. وسيأتي طرف لهذه المسألة برقم (667) فانظره إن شئت.
(5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/157) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (930) .
ورواه ابن نصر (931) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قال: قال عمر، فذكره.
(2/507)
عُمير، عَنْ أَبِي المَلِيح الهُذَلي (1) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ يَقُولُ: لا إسلامَ لِمَنْ لم يُصلِّي (2) ؟
سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يُدرِكْ أَبُو المَلِيح عمرَ، يُروى - عَنْ عبد الملك بْنِ عُمَير، عَن قَبِيصَة بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ ... (3) - هَذَا الكلامُ، لَمْ يُذْكَر فِي الإِسْنَادِ أبو المَلِيح (4) .
_________
(1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لِمَنْ لم يصلِّ» بحذف الياء، ولإثبات الياء هنا وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(3) من قوله: «عن قبيصة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(4) الحديث أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (928) من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت على عمر، فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (2/211) : «وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، فاختُلِف عليه: فرواه قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة، عن عمر. وخالفه شريك فرواه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أبي المليح الهذلي، عن عمر. وقول قرة أشبه بالصَّواب» .
(2/508)
بَابٌ فِي الْوِتْرِ
554 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُلازِمُ بْن عَمْرٍو، وَمُحَمَّد بْن جَابِرٍ، فاختَلَفا:
فروى مُلازِمُ بن عمرو (2) ، عن عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق، عَنْ أَبِيهِ طَلْق بْنِ علي، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لاَ وِتْرَان ِ (3)
في لَيْلَةٍ.
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6748) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/23 رقم 16296) ، وأبو داود في "سننه" (1439) ، والترمذي في "جامعه" (470) ، والنسائي في "سننه" (3/229-230 رقم 1679) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1101) ، وابن حبان (2449) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/156 رقم166 و167) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/36) . وقال الترمذي: «حسن غريب» .
(3) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّةُ: «لا وِتْرَيْنِ» ؛ لأنَّ اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردًا: يُبْنَى على ما ينصب به، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج في العربية على وجهَيْن:
الأوَّل: على لغة من يُلْزمُ المثنَّى وما يلحق به الألف مطلقًا، رفعًا ونصبًا وجرًّا؛ وهم: كنانة، وبنو الحارث ابن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهُجَيْم، وبطونٌ من ربيعة، وبكر بن وائل، وزُبَيْد، وخَثْعَم، وهَمْدان، وفزارة، وعُذْرة؛ وهذا لأنهم يعاملون المثنَّى والملحق به معاملة الاسم المقصور؛ فيعربونَهُ بحركاتٍ أصليَّة مقدَّرة على الألف، رفعًا ونصبًا وجرًّا.
ومن شواهد هذه اللغة: قولُهُ تعالى: [طه: 63] {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، بتشديد نون «إنَّ» ، و «هذان» بالألف، وهي قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو، ومن الحديث - غير هذا الحديث - قول بعض الصحابة: «وفرقنا اثني عشر رجلاً» . ومن كلام العرب: «ضربْتُ يداه، ووضعتُهُ علاه» يريد: يدَيْهِ، وعلَيْهِ، وقولُ بعضهم: «لو استطعتُ، لأتيتُك على يَدَايَ» . ولها شواهد من الشعر كثيرة.
وانظر هذه اللغة وشواهدها في: "شرح التسهيل" (1/62-63) ، و"التذييل والتكميل" (1/245-248) ، و"شرح الأشموني" (1/84-85) ، و"شرح المفصَّل" لابن يعيش (3/128-129) ، و"همع الهوامع" = = (1/145-147 باب المثنى) ، و"البحر المحيط" (6/238) ، و"معجم القراءات القرآنية" لعبد اللطيف الخطيب (5/448-453) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص157) ، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي (3/230) ، و"حاشية السِّنْدي على سنن النسائي" (2/230) ، و"عون المعبود" (4/314) .
والوجه الثاني: أنَّ «وتران» بالألف فاعلٌ لفعلٍ مقدَّرٍ، قال: «لا وتران» ، أي: لا يجتمعُ وتران، أو لا يجوزُ وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أنْ تجمعوهما. ذكره السِّنْدي في "حاشية النسائي". وانظر "الحديث النبوي، في النحو العربي" لمحمود فجال (ص154-155) .
والأوَّل أولى؛ لاحتياج الثاني إلى التقدير.
(2/509)
وَرَوَى (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ (3) بْنِ طَلْق، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُلْ: عَنْ أَبِيهِ؟
وَلَمْ يُبَيِّنْ (4) أيُّهما أصحُّ!
_________
(1) في (ش) : «ورواه» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) من طريق محمد بن يزيد، عن محمد بن جابر، ولم نجدها في "المسند"، وإنما الموجود فيه (4/23 رقم 16289) رواية مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جابر، عن عبد الله ابن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه، وهذه ذكرها ابن حجر أيضًا، ونبَّه على الخلاف فيها.
(3) في (ت) و (ك) : «ميسر» .
(4) يعني أباه. وهكذا جاءت العبارة في جميع النسخ! فإما أن يكون في النص سقط، أو يكون أبو حاتم هو الذي ذكر الاختلاف السابق، ولم يرجِّح، أو يكون عبد الرحمن بن أبي حاتم عرض الاختلاف على أبيه، فسكت ولم يُجبه بشيء؛ لكونه لم يحضره جواب، والله أعلم.
(2/510)
وَوَجَدتُّ (1) أيُّوبَ بْنَ عُتْبَة (2) قَدْ وافقَ مُلازِمَ بْنَ عَمْرٍو فِي (3) توصيلِ هَذَا الحديثِ (4) عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق نَفْسِه، فَقَالَ: عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فدلَّ (5) أنَّ الحديثَ موصَّلً أصحُّ (6) .
554 /أ- حدَّثنا (7) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد المالكي (8) - حافظُ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «وودت» .
(2) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1192) ، وابن سعد في "الطبقات" (5/552) ، والإمام أحمد في "المسند" - كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) ، وعزاه له الضياء في "المختارة" (8/157) ، وهو بهذا الإسناد غير موجود في المطبوع من "المسند"، ومحمد ابن نصر المروزي في "الوتر" (ص 132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/342) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/333 رقم8247) .
(3) في (ك) : «عمرو وفي» .
(4) «توصيل هذا الحديث» ، أي: وَصْلُهُ. وسيأتي آخر المسألة «أن الحديث موصل» أي: موصول. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(5) في (ت) و (ك) : «فيدل» .
(6) بهامش النسخة (ف) تعليق على هذا الموضع؛ ونصه: «صح من هنا إلى الوريقة صح» . وهو تنبيه على وجود المسألتين التاليتين ملحقتين في وريقة أسفل الوجه الآخر من المخطوط. وانظر التعليق التالي.
وقوله: «موصَّل» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) هذه المسألة والتي بعدها سقطتا من (ت) و (ك) ، وسقطتا أيضًا من أصل (ف) ، ثم أُلحقتا بوريقة أسفل الوجه التالي في المخطوط.
(8) أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/310) - عن شيخه علي بن الحسين به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2900) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (215) عن عبد الله بن عون، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (5737) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/331) من طريق أبي القاسم عبد الله ابن بنت ابن منيع، كلاهما - الحضرمي وابن بنت ابن منيع - عن عبد الله بن عون، به. ورواه البزار في "مسنده" كما في "زوائده" لابن حجر (1/324 رقم 507) ، وابن عدي في "الكامل" (2/368) من طريق الحسين بن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، به.
(2/511)
حَدِيثِ مَالِكٍ والزُّهْري - قَالَ: سُئِل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به عبدُالله (1) بْنُ عَوْن الخَرَّاز (2) - وَكَانَ ثِقَةً - بِمَكَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ مِسْعَر (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَامَ رسولُ الله (ص) حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ - أَوْ قَالَ: سَاقَاهُ - فَقِيلَ لَهُ: أليسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر؟ قَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟! ؟
فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الشَّيخُ (4) صدوقٌ، والحديثُ لا أصلَ لَهُ.
فسمعتُ ابْنَ الجُنَيد يَقُولُ: إِنَّمَا رَوَاهُ مِسْعَر (5) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَن المغيرة بْن شُعْبَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (ف) : «حدثنا به عن عبد الله» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» .
(2) قوله: «الخَرَّاز» لم تنقط الخاء والزاي في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «الحزار» . والنص بكامله سقط من (ت) و (ك) ، والمثبت من "المؤتلف والمختلف" للدارقطني = = (1/538) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/138-139) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/344) .
(3) هو: ابن كِدام الرؤاسي.
(4) يعني: عبد الله بن عَون.
(5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1130 و6471) . وأخرجه أيضًا (4836) هو ومسلم (2819) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بن علاقة، به. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي عوانة، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ.
(6) قَالَ الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَن المغيرة بْن شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ أبو قتادة الحراني، عن مسعر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة. ورواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ المغيرة بن شعبة» .
وقال ابن كثير في الموضع السابق: «غريب من هذا الوجه» .
قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيرُه، وعن محمد بن بشر فقال: عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان. والحسين بن علي ابن الأسود سرق هذا الحديثَ من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرق منه أيضًا» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1248) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والصَّحيح حديث مسعر ومن تابعه عن زياد، عن المغيرة» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/252) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «هو معلول، والمشهور: عن مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عن المغيرة بن شعبة ح» . اهـ.
(2/512)
554/ب - وسألتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد المالكي عَنْ حديثٍ حَدَّثناه (1)
عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحة اليَرْبوعي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص)
_________
(1) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . ويعني: ابن الجنيد، وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17340) .
وأخرجه الطبراني في "معجمه"، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/44) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (509) من طريق يحيى بن طلحة، به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/46 رقم11025) من طريق يحيى بن زكريا المعلم، عن أبي معاوية، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/41) من طريق العلاء بن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، به موقوفًا.
(2) هو: محمد بن خازم.
(3) هو: ابن أبي سُليم.
(2/513)
أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تَنْهَهُ (1) صَلاَتُهُ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ تَعَالَى (2) إلاَّ بُعْدًا؟
فسمعتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ وَزُور (3) (4) .
_________
(1) في (ف) : «ينهه» .
(2) قوله: «تعالى» من (ف) فقط.
(3) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/387) : «أفحش علي بن الجنيد فقال: كذب وزور» .
ورواه أحمد في "الزهد" (ص 199) ، وأبو داود في "الزهد" (134) ، والطبراني في "الكبير" (9/103 رقم8543) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، فذكره موقوفًا.
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2) : «باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصحُّ من قبل إسناده ولا من جهة متنه» .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/5-6) : «هذا الحديث ليس بثابت عن النبي (ص) ، لكن الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصَّلاة لا تزيد صاحبها بعدًا؛ بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي، وأقرب إلى الله منه، وإن كان فاسقًا» .
(4) بعده في (ف) : «يتلوه باب الأذان» ؛ إشارة إلى ربط الجزء الساقط الذي ألحق بالوريقة بما في أصل النسخة. وانظر التعليق في أول المسألة السابقة.
(2/514)

*********************=***************


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَذَانِ
555 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عَنِ الحَسَن بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِي هُبَيرة يَحْيَى بْنِ عَبَّاد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ شيخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إنَّ المُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ وُهَيْبٌ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
وَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ - رجلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (6) ، وَلَمْ يرفَعْهُ؟
_________
(1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/308-309/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/366) ، وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/434) : «قال أبو زرعة والدارقطني: «حديث معمر وَهمٌ، والصحيح حديث منصور» .
(2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2349) .
(3) هو: ابن خالد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1613) .
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) هو: ابن عبد الحميد. وقد تابعه على هذه الرواية زائدة ابن قدامة، وفضيل بن عياض. وروايتهم ذكرها الدارقطني في "علله" في الموضع السابق.
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . ووقع في "البدر المنير": «موقوفًا» على الجادَّة، لكن ابن الملقن يتصرف في النقل.
(2/515)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ منصور (1) .
قيل لأبي زرعة: قَالَ عَبْدُ الرَّزاق (2) : عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّاد بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَعْمَر وَهَمٌ (5) .
556 - أَخْبَرَنَا (6) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (7) : حدَّثنا (8) أبي، عن المُعَلَّى ابن أسد (9) ، عَن وُهَيب؛ أَنَّهُ قَالَ لمنصور: مَنْ (10) عطاءٌ هذا،
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وفيه إشكال؛ فمنصور اختُلِف عليه في رفع الحديث ووقفه، فأي روايتيه الصَّحيحة؟! والسياق يدلُّ على إعلال أبي زرعة للرواية المرفوعة، فصواب العبارة إذن: «الصحيحُ: حديث جرير عن منصور» ، وهو الموافق لما صوَّبه الدارقطني، كما سيأتي نقله، والله أعلم.
(2) روايته في "المصنف" (1863) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/266 رقم 7611) ، وإسحاق بن راهويه (152) ، وعبد بن حميد (1437/المنتخب) .
(3) هو: ابن راشد.
(4) في (ك) : «أبي هبيرة» .
(5) ذكر الدارقطني في "العلل" (1613) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «ووهم فيه معمر ... ، والصحيح: قول زائدة وفضيل بن عياض وجرير» ، أي: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عباد، عن عطاء؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المدينة يقال له: عطاء، عن أبي هريرة موقوفًا. وانظر المسألة التالية.
(6) انظر المسألة السابقة.
(7) قوله: «أخبرنا أبو محمد؛ قال» من (ت) و (ك) فقط، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منها.
(8) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو.
(9) في (ت) و (ش) و (ك) : «أسيد» ، وهناك من حاول إصلاحها في (ت) فكادت تُطمَس.
(10) في (ك) : «بن» بدل: «من» .
(2/516)
أهو (1) ابنُ أَبِي رباح؟ قَالَ: لا، قلتُ: فهو عطاءُ بْن يسار؟ قَالَ: لا، قلتُ: من هُوَ؟ قَالَ: رَجُل.
557 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمانُ بْنُ صالِح (3) المِصْري، عَنِ ابنِ لَهِيعَة (4) ، عَن عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عن أنس ابن مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) أمر بلالا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ ويُوتِرَ الإقامَةَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) في (ف) : «قال هو» وضرب الناسخ على قوله: «قال» .
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/291/مخطوط) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/271) ، ومغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1189) قول أبي زرعة: «هذا حديث منكر» . قال ابن الملقن: «ومراده بقوله: " هذا حديث منكر " بالنسبة إلى هذه الطريق التي سئل عنها فقط» . اهـ. وانظر المسألة المتقدمة برقم (268) و (359) .
(3) في (ت) و (ك) : «عثمان بن أبي صالح» . وروايته = = أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (3/17) ، والدارقطني في "الأفراد" (86أ، 87/ب/أطراف الغرائب) .
قال الدارقطني: «تفرد به عثمان بن صالح، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل» .
(4) كذا في (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبي لهيعة» . وهو: عبد الله.
(5) هو: ابن خالد الأَيْلي.
(6) قال الإمام أحمد- كما في "مسائل ابن هانئ" (2/237 رقم2310) -: «هذا باطل» .
ومرادهم جميعًا إعلالُ الحديث من هذا الطريق؛ وإلا فقد رواه البخاري في "صحيحه" (603 و605 و606 و607) ، ومسلم (378) من طرق عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به مرفوعًا.
(2/517)
بَابٌ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
558 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ الحَسَن الأَسَدي (2) ، عَنْ شَريكٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قال: اسْتَسْقَى رسولُ الله (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اسْقِنَا غَيْثًا مَريعًا (5) طَبَقًا (6) ، عَاجِلاً غَيْرَ رائِثٍ (7) ، نافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْنا حَتَّى طَبَّقَتْ (8) عَلَيْنَا سَبعًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَبَسَ (9) ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، حَوَالَيْنا ولاَ عَلَيْنا؛ فَتَفَرَّجَتْ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنِ شُرَحبيل بْنِ السِّمْط، عَنْ كَعْبِ ابن مُرَّة، عن النبيِّ (ص) (10) .
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/22/مخطوط) بعض هذا النص.
(2) في (ت) : «الأسيدي» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (49) ، والطبراني في "الدعاء" (2184) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) هو: ابن المعتمر.
(5) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/320) : «المَرِيعُ: المُخْصِبُ النَّاجِعُ» .
(6) أي: مالئًا للأرض، مغطِّيًا لها. يقال: غيثٌ طَبَقٌ، أي: عامٌّ واسع. "النهاية" (3/113) .
(7) أي: غير بطيءٍ متأخِّرٍ. "النهاية" (2/287) .
(8) قال ابن منظور: «طَبَّقَ الماءُ وجهَ الأرض: غطَّاه» . "لسان العرب» (10/210) .
(9) في (ت) : «حيس» . والمعنى: أنه قد حبس الركبان؛ كما عند ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" رقم (49) .
(10) الحديث على هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/319 رقم 756) من طريق بدل بن المحبر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، ومنصور بن المعتمر، وقتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمط، عَنْ كعب بن مرة أو مرة بن كعب - شك شعبة -، عن النبي (ص) به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1294) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/235 رقم 8062) ، وعبد بن حميد (372/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح = = معاني الآثار" (1/323) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/380) ، والطبراني في "الكبير" (20/318 و319 رقم755 و756) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/355) من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة وحده، عن سالم، به.
وقد رواه البخاري في "صحيحه" (1013 و1014) ، ومسلم (897) من طريق شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أنس به، نحوه.
(2/518)
559 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر العَبْدي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عن كَثير (2) بن [حُبَيْش] (3) ، عن أنس ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رسول الله (ص) وهو على المِنْبَر، فقال: ادْعُوا (4) اللهَ أَنْ يَسْقِيَنا! فرفعَ يدَيه - وما في السَّمَاء
_________
(1) روى العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/992) هذه المسألة عن ابن أبي حاتم إجازة، وجوَّدها وضبطها.
(2) في "تصحيفات المحدثين": «كبير» بالباء الموحدة، في المواضع الثلاثة في هذه المسألة.
(3) بالحاء المهملة، ثم الباء الموحَّدة، وآخره شين معجمة، مصغَّرًا. وفي (ت) و (ش) : «خُنيس» بالخاء المعجمة، ثم النون، وآخرها سين مهملة. وفي (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة بدل الياء، ولم تنقط في (أ) و (ف) ، والمثبت من "تصحيفات المحدثين" للعسكري، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (7/209) ، و"الجرح والتعديل" (7/150 رقم839) و"الإكمال" لابن ماكولا (2/340) ، و"تعجيل المنفعة" لابن حجر (2/144) .
(4) كذا في جميع النسخ بإثبات الواو بعدها ألفٌ، وفي "تصحيفات المحدِّثين": «ادْعُ» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّه مخاطبةٌ للواحد لا للجماعة، وهو رسولُ الله (ص) ، لكن إثبات الواو هنا يخرج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . وبيَّنَّا سبَبَ كتابة الألف بعد الواو في المسألة رقم (1025) .
(2/519)
قَزَعَةٌ (1) - فاسْتَسْقَى ... فذكَرَ الحديثَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ [ابْنُ بِشْر] (2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ كَثِير بن [حُبَيْش] (3) ، والصَّحيحُ: كَثِيرُ بْنُ خُنَيْس (4) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) القَزَعَةُ: واحدةُ القَزَع: وهي القِطَعُ من السَّحابِ المتفرِّقةُ. "المصباح المنير" (قزع) (ص 502) .
(2) في جميع النسخ: «ابن نمير» ، والتصويب من "تصحيفات المحدثين". وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/359) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، به.
(3) انظر التعليق على هذا اللفظ في أول المسألة.
(4) في (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ف) ، وضبطها العسكري فقال: «بالنون والسين غير المعجمة» .
(2/520)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي السَّهْوِ
560 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبي، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) : أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى لَهم بِمِنًى صلاةَ المَغرِب، فسلَّم فِي الرَّكْعتَين، فسبَّح بِهِ الناسُ حتى عَلِمَ، فقام فصلَّى الركعةَ الثالثةَ، فسلَّم، ثُمَّ سجَدَ سجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّّلام.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا روى مُوسَى، وأخطأَ فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ أَنَسً (4) صلَّى المَغرِب، وعمرُ بن عُبَيدالله بن أبي (5) الوَقَّاد (6) تابعيٌّ.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (499) .
(2) قوله: «أبي» في موضعه بياض في (ت) .
(3) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الرقاد» بالراء، وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (499) .
(4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «أبي» مكرر في (أ) .
(6) في (ف) : «الرقاد» ، وقد ضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) .
(2/521)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي سُجُودِ القُرْآن ِ
561 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحَدَّثنا عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقبَة بْنِ أَبِي العَيْزار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، وَعَنْ [إِدْرِيسَ] (4) الأَوْدي، كِلاهُمَا عَنْ عاصِم بْنِ بَهْدَلَة (5) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش (6) ، عن صَفْوان ابن عَسَّال؛ قَالَ: سَجَدَ (7) بِنَا رسولُ الله (ص) فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} (8) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِم (9) ، عَن زِرٍّ؛ قَالَ: قرأَ عمَّار عَلَى المِنْبَرِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} ، فنَزَلَ فسجَدَ، ويحيى ضعيفُ الحديث.
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أبي» مكان: «أبا زرعة» .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/68 رقم7393) ، وابن عدي في "الكامل" (7/223) ، والدارقطني في "الأفراد" (144/أ/أطراف الغرائب) . وقال: قال لنا أبو القاسم بن منيع: «هذا غريب لا أعلم رواه غير يحيى بن عقبة» . ثم قال الدارقطني: «وحديث صفوان، عن النبي (ص) غريب من حديث إدريس الأودي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عاصم، تفرَّد به يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي العيزار، عنهما» .
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(4) في جميع النسخ: «أبي إدريس» ، وهو تصحيف، فليس في هذه الطبقة من يكنى: أبا إدريس، ونسبته الأودي، وإنما هو «إدريس الأودي» ، وهو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وهو المعروف بالرواية عن عاصم بن بهدلة؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/299-300) ، وانظر مصادر التخريج السابقة.
(5) هو: ابن أبي النَّجود.
(6) في (ت) : «رز بن حبيس» بسين مهملة، وفي (ك) : «رزين بن حبيس» .
(7) في (ت) و (ك) : «فسجد» .
(8) سورة الانشقاق.
(9) في (ك) : «إنما هو: عن عاصم» .
(2/522)
قلتُ: وَرَوَاهُ (1) الثَّوْري (2) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (3) ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (4) ، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عَمَّار، موقوف (5) .
562 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرفي (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ نَصْرٍ، عن عبد الله (7) المَدِيني، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف؛ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْري؛ قال: سجَدَ النبيُّ (ص) سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ اللَّهَ قبضَ رُوحَهُ، ثُمَّ رفع رأسَهُ فسألتُهُ
_________
(1) في (ت) و (ف) و (ك) : «روى» .
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5284 و5883) ، ومن طريقه ابن حزم في المحلَّى" = = (5/61) . وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/316) من طريق سفيان وشعبة وشريك، عن عاصم، به.
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/356) ، وقرن معه شعبة والثوري.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4251) و (4358) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: موقوفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(6) لم نقف على روايته على هذا الوجه؛ لكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/147-148) عنه، قال: حدثنا يمان بن نصر قال: حدثنا عبد الله المدني قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، به مختصرًا. أي: زاد في إسناده «محمد بن المنكدر» .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1069) ، والطبراني في "الأوسط" (4768) من طريق الجراح بن مخلد، عن يمان بن نصر، به مطولاً.
قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي سعيد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به اليمان بن نصر» .
(7) في (ت) و (ك) : «عبيد الله» .
(2/523)
عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ جِبْريِلَ _ج لَقِيَني فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْهِ - أحسَبُه قَالَ: عَشْرًا - فَسَجَدتُّ للهِ شُكْرًا.
وَرَوَاهُ عمرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو (1) ، [عن عاصم ابن عمر بن قَتادة] (2) ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد بن حميد (157/المنتخب) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (236) من طريق خالد بن مخلد، والحاكم في "المستدرك" (1/550) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرُو بن أبي عمرو، به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/191 رقم 1664) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرو، عن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن عَوْف، به.
وأخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (237) من طريق عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عَنْ عمرُو بْنِ أَبِي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده..، فزاد فيه: «عن أبيه» .
(2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "الجرح والتعديل" (7/315-316) ؛ حيث ذكر هذه المسألة هناك فقال: «محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ: سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخدري، عن النبي (ص) : أنه سجد سجدة الشكر؛ فيما رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ على ابن نصر عن عبد الله المديني، عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. وروى عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (ص) فسمعتُ أبى يقول هو وهم، والصَّحيح حديث عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عوف» .
(2/524)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ أَبِي سعيد وَهَمٌ، والصَّحيحُ حديثُ عبد الرحمن بن عَوْف (1) .
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1664) وجوه الاختلاف على عبد الواحد في هذا الحديث، ثم قال: «والصوابُ: قولُ سعيد بن سلمة والداروردي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو» . اهـ.
ورواية سعيد بن سلمة والداروردي التي ذكرها الدارقطني: عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عن عبد الواحد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ولم نقف على هذه الرواية على هذا الوجه، إنما روى ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" رواية الدراوردي، فقال: عبد الواحد، عن أبيه، عن جده، كما تقدم.
(2/525)
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْجُمُعَةِ
563 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حديثُ سَمُرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِدينَارٍ: لَهُ إسنادٌ صالحٌ، همَّامٌ (2) يرفعُهُ، وأيُّوب أَبُو العلاء (3) يروي عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، لا يذكُرُ (4) سَمُرَةَ.
وَهُوَ حديثٌ صالحُ الإسناد (5) .
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (577) .
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (943) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5534) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/8 و14 رقم 20087 و20159) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/176) ، وأبو داود في "سننه" (1053) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والنسائي في "سننه" (3/89 رقم 1372) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/484) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4239) ، وابن حبان في "صحيحه" (2788 و2789) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/235 رقم6979) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طرق عنه، عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، عن سَمُرة، به مرفوعًا.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/176-177) تعليقًا من طريق حجاج الأحول، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة، به. وخالفهم خالد بن قيس: فرواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة، به. وستأتي هذه الرواية في المسألة رقم (577) .
(3) هو: ابن أبي مسكين أبو العلاء القصَّاب. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1054) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والروياني في "مسنده" (855) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) .
(4) في (ت) و (ك) : «ولا يذكر» بالواو.
(5) قال الإمام أحمد في الموضع السابق من "مسائله": «همام عندي أحفظ» .
وقال البخاري في الموضع السابق: «ولا يصح حديث قدامة في الجمعة» .
(2/526)
564- وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة بْنُ عمَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) قَالَ: ثَلاَثٌ هُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ... (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يقولونَ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (4) .
565- وسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: عبدُالرحمن ابن يَزِيدَ بْن جَابِر: لا أعلمُ أحدًا من أهل العراق يُحَدِّث عَنْهُ، والذي عِنْدِي: أنَّ الذي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو أُسامة (6) وحُسَيْنٌ الجُعْفيُّ (7) واحدٌ، وهو عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن تَمِيم (8) ؛
لأنَّ أبا أُسامة روى عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن
_________
(1) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/48-49) . وانظر المسألة رقم (595) .
(2) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ف) .
(3) للحديث تتمَّة انظرها في المسألة رقم (595) .
(4) هذا ما رجَّحه أبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه مع أبي حاتم في المسألة رقم (595) من أن الصواب: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أبي سعيد، موقوفًا.
(5) نقل هذه المسألة ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص152-153) ، ونقل ابن الملقن بعضها في "تحفة المحتاج" (1/525) .
(6) هو: حماد بن أسامة.
(7) هو: حسين بن علي بن الوليد الجُعْفي.
(8) وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/300) : «فالذي يحدث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر؛ هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم» . وسأله ابنه عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: «عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث» .
وقال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 157) : «الذي يروي عنه حسين هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبو أسامة يروي عن عبد الرحمن بن يزيد هذا؛ ابن تميم فيقول: ابن جابر، ويغلط في اسم جده» .
(2/527)
القاسِم (1) ، عَنْ أَبِي أُمامَة خمسةَ أحاديثَ - أو سِتَّة أحاديثَ - مُنكَرةً، لا يَحْتملُ أن يُحَدِّثَ (2) عبدُالرحمن بْن يَزِيدَ بْن جَابِر مثلَهُ (3) ، ولا أعلم أحدًا من أهل الشَّام روى عَنِ ابْنِ جَابِر من هذه الأحاديثِ شَيْءً (4) .
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
(2) من قوله: «عن عبد الرحمن بن يزيد ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مثلها» ، أي: مثل هذه الأحاديث الخمسة أو الستة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: أنَّ الضمير مذكَّر «مِثْلَهُ» ، ويعود إلى الأحاديث باعتبار مفرده، والتقدير: مِثْلَ أيِّ حديث من هذه الأحاديث، أو نحو ذلك. وهذا من باب الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق عليه في المسألة رقم (1135) .
والثاني: أنَّ الضمير مؤنَّث، والأصل: «مِثْلَهَا» ، لكنْ حذفتْ منه الألف، ونُقِلَتْ حركةُ الهاء إلى اللام فأصبَحَتْ: «مِثْلَهْ» ، وهذه لغة طيِّئ ولخم. وقد أوضحناها في التعليق على المسألة رقم (235) .
(4) قال السخاوي في "القول البديع" (ص319) : «لهذا الحديث علة خفيَّة، وهي أن حسينًا الجعفي أخطأ في اسم جد شيخه: عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا؛ وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره، وعلى هذا فابن تميم منكر الحديث، ولهذا قال أبو حاتم: إن هذا الحديث منكر. وقال ابن العربي: إنه لم يثبت. وقال أبو اليمن: إنه غريب» .
وقوله: «شيء» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيئًا» ، وما في النسخ جَارٍ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) ، وقد جاء على الجادة في "جِلاء الأفهام".
(2/528)
وَأَمَّا حسينٌ الجُعْفي (1) : فَإِنَّهُ رَوَى عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث (2) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أوس، عن النبيِّ (ص) - فِي يَوْمِ الجُمُعة- أَنَّهُ قَالَ: أفْضَلُ الأَيَّامِ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فِيهِ الصَّعْقَةُ، وفِيهِ النَّفْخَةُ، وفيهِ كَذَا. وَهُوَ حديثٌ منكرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) حُسَيْنٍ الجُعْفي (4) .
وأما عبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيم: فَهُوَ ضعيفُ الحديث،
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8697) ، وأحمد في "المسند" (4/8 رقم16162) ، وأبو داود في "سننه" (1047 و1531) ، والنسائي (3/91 رقم 1374) ، وابن ماجه (1085 و1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) ، والبزار (8/411 رقم3485) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/308) .
(2) هو: شَراحيل بن آدَة الصنعاني.
(3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره؛ في التعليق على المسألة رقم (487) .
(4) ذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/681) هذا الحديث وقال: «قالت طائفة: هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته. وممن ذكر ذلك: البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم. وأنكر ذلك آخرون وقالوا: الذي سمع منه حسين هو ابن جابر» .
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (2/3-4) : «ذكر البخاري وأبو حاتم، وتبعهما ابن حبان: أن حسين بن علي الجعفي غلط في عبد الرحمن بن يزيد ابن تميم [كذا وصوابه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر] ، كما جرى لأبي أسامة فيه، وأن هذا الحديث عن "ابن تميم" لا عن "ابن جابر". ولا يكون [أي قول هؤلاء] صحيحًا، وردَّ ذلك الدارقطني [أيضًا] ، فخصَّ أبا أسامة [أي دون حسين بن علي الجعفي] بالغلط فيه» .
(2/529)
وعبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثقةٌ (1) .
566 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثِير (3) ،
_________
(1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين ابن علي الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة: أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنَّما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثِقَةٌ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص392) عن البخاري أنه قال: «أهل الكوفة يَروون عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر أحاديث مناكير وإنما أرادوا عندي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر» . وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: «أبو أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وغلط في اسمه = = فقال: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: وكلُّ ما جاء عن أبي أسامة: ثنا عبد الرحمن بن يزيد؛ فهو ابن تميم» . نقله ابن رجب في "شرح العلل" (2/681) .
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/212) : «روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحملُ عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، والله أعلم» .
(2) ذكر ابن رجب في "فتح الباري" (5/466) حكم أبي حاتم وأبي زرعة على هذا الحديث. وستأتي هذه المسألة برقم (573) و (2700) .
(3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (33 و1603) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/519) ، والبزار في "مسنده"- كما في "البداية والنهاية" (8/685) ، والطبراني في "الأوسط" (5950) ، وابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (72) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1477 و1478) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طرق عنه، عن الزهري وحده، عن سعيد بن المسيب، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (73) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"- كما في "البداية والنهاية" (8/685-686) - من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طريق سعيد ابن سليمان، كلاهما عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى ابن سعيد - وحده - عن سعيد بن المسيب، به.
(2/530)
عَنِ الزُّهْري وعن (1) يَحْيَى (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يخطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ (3) ، فَحَنَّتْ (4) ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سعيد (5) ، عن حَفْص بن عُبَيدالله، عن جابر، عن النبيِّ (ص) (6) ، فأما من حَدِيث الزُّهْري: فهو
_________
(1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «وعن» .
(2) المعنى: أن سليمان بن كثير روى الحديث أيضًا عن يحيى - وهو: ابن سعيد الأنصاري - كما رواه عن الزهري.
(3) في (ت) و (ك) : «نخلته» .
(4) أصل الحنين: ترجيعُ الناقة صوتَها إثْرَ ولدِها، والمعنى هنا: أن الجِذْعَ نَزَع واشتاقَ إلى النبيِّ (ص) . انظر "النهاية" (1/452) .
(5) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (34) عن محمد ابن كثير، عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (918 و3585) من طريق محمد بن أبي جعفر وسليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به. وانظر "تحفة الأشراف" (2/171-172) .
(6) قال الدارقطني في "العلل" (4/ل83/أ) : «يرويه يحيى ابن سعيد الأنصاري، واختُلِف عنه: فرواه سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، وخالفه مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير؛ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبيد الله بن حفص بن أنس، عن جابر، ورواه سويد بن عبد العزيز، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر، وهو الصواب» . اهـ.
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذان الإسنادان عن الزهري وعن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن جابر، لا أعلم يرويهما عنهما غير سليمان بن كثير» . وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/231) : «غريب من حديث الزهري، ما رأيته إلا من رواية سليمان بن كثير عنه» .
(2/531)
عمَّن حَدَّثه، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
567 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفي (3) ، عَنْ زَائِدَةَ (4) ، عَنْ هِشَامٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَخُصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعةِ بِقيام ٍ، ولاَ يَوْمَ الجُمُعةِ بِصِيامٍ؟
فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابن سِيرين، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (6) ، لَيْسَ فِيهِ ذكرُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ رَوَاهُ أيُّوبٌ (7) وهشامٌ وغيرُهما كذا ... مُرسَلً (8) .
_________
(1) من قوله: «فأما من حديث الزهري ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر. ورواية الزهري للحديث على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5253) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/251) .
(2) أشار لهذه المسألة ابن عبد الهادي في "المحرر في الحديث" (652) .
(3) هو: حسين بن علي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1144) ، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/394 رقم 9127) من طريق عوف الأعرابي، عن ابن سيرين، به، نحوه مختصرًا.
(4) هو: ابن قدامة.
(5) هو: ابن حسَّان القردُوسي.
(6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. وروايته ذكرها الدارقطني في "علله" (10/43) مسألة رقم (1843) ، وذكر هناك اختلاف الرواة على أيوب فيه.
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) .
(2/532)
قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ، مِنْ زَائِدَةَ أَوْ مِنْ حُسَيْنٍ؟
فقالا: ما أَخْلَقَهُ أَنْ يكونَ الوَهَمُ مِنْ حُسَيْنٍ (1) !
568 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقَدَّمي (2) ، عَن مُعْتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كانت الخُطْبَة قبل الصَّلاة؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَن حُمَيد، عَنِ الحَسَن، بدلَ: أنس (4) .
_________
(1) قال الدارقطني في "التتبع" (ص 146 رقم22) : «وهذا لا يصح عن أبي هريرة؛ وإنما رواه ابن سيرين، عن أبي الدرداء في قصة طويلة لسلمان وأبي الدرداء، ورواه [أيوب] وهشام وغيرهما كذلك» .
وقال في "العلل" (1453) : «هو حديث يرويه عوف الأعرابي، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، وتابعه حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، وكلاهما وهم. وأما حديث عوف: فالوهمُ فيه منه على ابن سيرين، وأما حديث هشام فالوهمُ فيه من حسين الجعفي على زائدة؛ لأن زائدة من الأثبات لا يحتمل هذا» . اهـ.
وذكر أوجه خلاف أخرى وصوَّب أنه عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء.
وقال في "العلل" (1843) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «والصَّواب عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وسلمان، وهو مرسل عنهما؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من واحد منهما» .
(2) هو: محمد بن أبي بكر.
(3) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(4) لم نجد من أخرج هذا الحديث من طريق المقدَّمي، ولا من طريق معتمر بن سليمان، ولم نجد من أخرجه بهذا اللفظ، ولكن أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (5679) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كانت الصَّلاة في العيدَين قبل الخُطبة.
وكذا أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/272) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد، عن أنس. ثم أخرجه ابن المنذر عقبه من طريق حماد، عن حميد، عن الحسن - مرسلاً -: أن رسول الله (ص) وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يصلُّون، ثم يخطبُون، فلما كثُر الناسُ على عهد عثمان رأى أنهم لا يدركون الصَّلاة؛ خَطَبَ، ثم صلَّى. فإن كان هذا هو الحديث، فهو مقلوب المتن هنا في "العلل"، وهو في العيدين، لا في الجمعة، والله أعلم.
(2/533)
569 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الصَّلاة والإمامُ يَخْطُب.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَهُوَ مِنْ تَخاليطِ ابْنِ جَابِرٍ، والحديثُ هُوَ حديثُ سُلَيْكٍ الغَطَفاني (5) .
_________
(1) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(2) روايته أخرجها أبو سعد الماليني في كتابه كما في "الأحكام الوسطى" لعبد الحق (2/112-113) .
(3) هو: عمرو بن عبد الله بن السَّبيعي.
(4) هو: ابن عبد الله الأعور.
(5) قال عبد الحق: «ليس في هذا الإسناد من يحتج به غير أبي إسحاق، فأما محمد بن أبي مطيع وأبوه فغير معروفين فيما أعلم، ومحمد بن جابر ضعيف؛ كان قد عَمِيَ، فاختلط عليه حديثه، والحارث ضعيف» . اهـ.
تنبيه: وقع في "الأحكام الوسطى": «أبو سعيد الماليني» ، ولذا قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/224) : «كذا وقع في النسخ.. وتكرر له هذا العمل من قوله: أبو سعيد الماليني ... وصوابه: أبو سعد الماليني» . اهـ.
ولم يصرح عبد الحق هنا باسم كتاب الماليني، = = ولكنه ذكر في (2/146) أن اسمه: "المؤتلف والمختلف"، وأنه لم يره.
وحديث سُلَيك الغطفاني الذي أشار إليه أبو حاتم: رواه البخاري (930 و931 و1166) ، ومسلم (875) من حديث جابر بن عبد الله؛ قال: جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة ... فذكره.
(2/534)
570 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ ابن يَحْيَى بْنِ حسَّان (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِسْكِينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (3) ، عَنْ حَوْشَب (4) ، عَنِ الحَسَن (5) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامة يَرْوِي عَنْ رَسُولِ الله (ص) (6) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ لَيَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا منكرٌ، الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة لا يجيءُ، ووَهَنَ أَمْرُ مِسْكينٍ عِنْدِي بِهَذَا الْحَدِيثَ.
571- وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّعْقُ بْنِ حَزْن (8) ، عَنْ عليِّ بْنِ الحَكَم، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قال: أتَاني
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (608) .
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/329) في ترجمة مسكين أبي فاطمة: «سألت أبي عنه؟ فقال: وَهَنَ أمرُ مسكين أبي فاطمة بهذا الحديث؛ حديث أبي أُمامة في "الغسل يوم الجمعة".
(2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/256 رقم7996) من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور، عن مسكين، به.
(3) هو: مسكين بن عبد الله.
(4) هو: ابن عقيل.
(5) هو: البصري.
(6) قوله: «يروي عن رسول الله (ص) » مكرر في (ت) .
(7) انظر المسألة رقم (593) .
(8) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4228) من طريق شيبان بن فروخ، عنه، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/293) من طريق عارم، عَنِ الصَّعق بْنِ حَزْنٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أنس، به. هكذا بزيادة عثمان بن عمير.
(2/535)
جِبْريلُ _ج بِمِرْآةٍ، فَإِذا في (1) وَسَطِهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ (2) ، فَقَالَ: هَذهِ الجُمُعَةُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بْنِ [عُمَير] (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: نَقَصَ الصَّعْقُ رَجُلا من الوَسَط (4) .
_________
(1) قوله: «في» ليس في (ت) و (ك) و (ف) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "مسند أبي يعلى": «بمثل المِرآة البَيْضاء، فِيهَا نُكتةٌ سَوْدَاءُ» ، ونحوه في "الأوسط" للطبراني (6717) ، و"الترغيب والترهيب" للأصبهاني (892) ، ولفظه في "ضعفاء العقيلي": «وفي يده كالمرآة البَيْضاء، في وسَطِهَا كالنُّكتة السوداء» ، فجميع الألفاظ متفقة على أن المرآة بيضاء، والنكتة سوداء، وعلى ذلك جاء لفظ الحديث في المسألة رقم (593) فلعلَّ ما وقع هنا وَهَمٌ وخطأٌ.
وأيضًا: قوله: «في وسطه» كانت الجادَّة فيه أن يقال: «في وَسَطِهَا» ، أي: المرآة، لكنَّ ما وقع في الأصول الخطية صحيحٌ في العربية، ويَحْتمل وجهين:
الأول: أن يكون الأصل: «في وسَطِها» ، لكن حذفت ألف ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ على لغة طيِّئٍ ولخم. وانظر تفصيل القول على هذه اللغة وشواهدها في المسألة رقم (235) .
والثاني: أنَّ الضمير في «وَسَطِهِ» للمذكَّر، وهو عائدٌ إلى المرآة باعتبار المعنى؛ كأنه يقول: في وَسطِ المذكور، أو في وسط ما أتاني به جبريلُ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث. انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(3) في جميع النسخ: «عثمان» بدل: «عمير» ، وضُبِّب عليها في (أ) و (ت) ، وكتب بهامش (أ) بخط مغاير: «عمير» ، وهو الصَّواب، وسيأتي ذكر هذا الحديث في المسألة الآتية برقم (593) ، ووقع هناك: «مثل حديث أبي اليقظان» ، وأبو اليقظان هو عثمان بن عمير كما في "التقريب" (4539) .
(4) انظر طرق هذا الحديث في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" للخطيب (2/264-268) .
(2/536)
572 -وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّامٌ (2) ، وعبدُ الوارث (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَة؛ قَالَ هَمَّام: عَنْ أَبِي مِسْعَر، وَقَالَ عَبْد الْوَارِثِ: عَنْ أَبِي مَعْشَر (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ أَبِي مَسْعُود البَدْري - قالا (5) -: لا صلاةَ قبلَ خُروج الْإِمَام يومَ العيد؟
فَقَالا: ما قَالَ عبدُ الْوَارِثِ أشبَهُ؛ عَنْ أَبِي مَعْشَر.
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي المُعَلَّى (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَرِهَهُ.
قَالَ أَبِي: فلا أدري حَفِظَ أَبُو المُعَلَّى، أو (7) الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ (8) .
وسألتُ أَبَا زرعة عن هذا الحديث؟
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (325) دون ذكر رواية شعبة، عن أبي المعلى، إلى آخر المسألة.
(2) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(3) هو: ابن سعيد.
(4) هو: زياد بن كليب.
(5) كذا في جميع النسخ، وهو يعني: همامًا وعبد الوارث، وقد يكون صوابه: «قال» ؛ يعني: أبا مسعود البدري.
(6) هو: يحيى بن ميمون العطَّار.
(7) في (ت) و (ك) : «إذ» بدل: «أو» .
(8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف، والأصل: لا أدري أحَفِظَ أبو المُعَلَّى، أو الخَبَران صَحيحان؟ لكنَّ ما جاء في النسخ يخرَّج على الإمالة؛ أميلت الألف فكتبت ياءً، لانكسار النون بعدها في الكلمتين ولسيقها بالياء أيضًا في «صحيحين» وعلى ذلك تنطق العبارة بالألف الممالة: «أو الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ» . وانظر للإمالة التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) .
(2/537)
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ آخَرُ؛ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وذاكَ عَنْ أَبِي مَسْعُود (1) .
573 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثير، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فلمَّا وُضِعَ المِنبَرُ وصَعِدَ (3) عَلَيْهِ؛ حَنَّ (4) الجِذْعُ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا سُلَيمان بْن كَثِير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: جميعًا عِنْدِي خطأٌ (5) .
أما حديثُ الزُّهْري: فإنه يُروى عَنِ الزُّهْري، عمَّن سَمِعَ جَابِر (6) ، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولا يُسَمِّي أحدًا، ولو كَانَ سمعَ من سعيد، لَبادَرَ
_________
(1) تقدم تخريج الحديث في المسألة رقم (325) من طريق همام، ونزيد هنا فنقول: رواه النسائي (3/181-182 رقم1561) من طريق سفيان الثوري، عن الأشعث، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ ثعلبة بن زهدم: أن عليًّا استخلف أبا مسعود على الناس، فخرج يوم عيد فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ ليس من السنة أن يُصلَّى قبل الإمام.
وانظر "العلل" للدارقطني (1067) ، و"مصنف ابن أبي شيبة" (5739 و5740) .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (566) ، وستأتي برقم (2700) .
(3) في (ت) و (ف) و (ك) : «فصعد» .
(4) في (ت) : «حتى» بدل: «حنَّ» .
(5) الأصل: هما جميعًا خطأٌ عندي، فحذف المبتدأ «هما» ؛ للعلم به. انظر: شرح الألفية، باب الابتداء.
(6) كذا في جميع النسخ: «جابر» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. والجادَّة: «جابرًا» . وانظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(7) من قوله: «قال أبي: جميعًا عندي ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال البصر.
(2/538)
إِلَى تسميتِهِ، ولم يُكَنِّ عَنْهُ.
وأما حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ: فإنما هُوَ ما يَرْوِيهِ عامَّةُ الثقات (1) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حَفص ابن عُبَيدالله [بْنِ] (2) أَنَسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
574 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي ركعَتَين بَعْدَ المَغرِب، وركعَتَين بَعْدَ الجُمُعَة فِي بَيْتِه؟
فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (5) ، مَوْقُوفٌ (6) .
والمرفوعُ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ،
عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر،
_________
(1) قوله: «الثقات» سقط من (ف) .
(2) في جميع النسخ: «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ وتصحيف، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير. وقد جاءت على الصواب في المسألة رقم (2700) . وانظر ترجمة حفص بن عُبَيدالله بن أنس في "تهذيب الكمال".
(3) هو: سَلْم بن قتيبة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" رقم (52) . ... وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/509) من طريق علي ابن ثابت، عن ابن أبي ذئب، به.
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(5) من قوله: «عن النبيِّ (ص) أنه كان يصلي ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال البصر.
(6) كذا، يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" (51) ، وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2487) من طريق سَلْم بن قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1945) ، وأحمد في "المسند" (2/23 رقم 4757) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (781) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/336) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/13) ، جميعهم من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، به مرفوعًا. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/166) عن نافع، به. ومن طريق مالك وغيره رواه البخاري في "صحيحه" (937) ، ومسلم (882) .
(2/539)
عن النبيِّ (ص) .
وَأَبُو قُتَيْبَةَ كثيرُ الوَهَمِ، يُكتَبُ حديثُهُ (1) .
575 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، [عَنْ سَمُرَة] (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ.
_________
(1) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (698-699) : «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عْنَ حَدِيثٍ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، وعن نافع، عن ابن عمر حديث ابن أبي ذئب "كان النبي (ص) يصلِّي الركعتين قبل المغرب في بيته"؟ فأنكر حديث شعبة جدًّا» . وقال أيضًا: «فضعَّف الحديث جدًّا، وأنكره» .
(2) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/49) ، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (1/514) بعض هذا النص.
(3) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/8 و15 و16 و22 رقم 20089 و20174 و20177 و20259) ، وأبو داود في "سننه" (354) وغيرهما، وتابع همامًا عليه، شعبةُ، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/11 رقم 20120) ، والنسائي في "سننه" (1380) ، والترمذي في "جامعه" (497) . وأبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/199 رقم 6820) .
وأخرجه البزار في "مسنده" (4540) من طريق يونس ابن عبيد، عن الحسن، به.
(4) هو: البصري.
(5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بدَّ منه كما يدلُّ عليه قول أبي حاتم في آخر المسألة: «هَمَّام ثقة وصلَه» ، وانظر "نصب الراية" (1/88) .
(2/540)
وَرَوَاهُ أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ الحسن: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (2) ؛ هَمَّام ثِقَةٌ وَصَّلَهُ، وأَبَانُ لَمْ يُوصِّلْه (3) .
576 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن الجَعْد (4) ،
عن أبي
_________
(1) هو: ابن يزيد العطار، وروايته لم نقف عليها، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5311) عن معمر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/296) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن الحسن، به مرسلاً.
(2) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف؛ لأن الأصل: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، فـ «هما» مبتدأ حُذف للعلم به، والخبر: «صحيحان» ، وأمَّا مجيئه بالياء فقد ذكرنا له وجهَيْنِ في العربية في التعليق على مثله في المسألة رقم (25) .
(3) انظر "العلل الكبير" للترمذي (ص 86) ، و"المرسل الخفي" للشريف حاتم (3/1375-1381) .
وقوله: «وصَّله» و «يوصِّله» بتشديد الصاد، وهو في معنى: «وَصَلَهُ» و «يَصِلُهُ» . وانظر التعليق على المسألة رقم (163) .
(4) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3455) . ومن طريق البغوي رواه ابن عدي في "الكامل" (3/365) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/12) . قال البغوي: «وهو عندي: سعيد بن زربي؛ لأن هذه الأحاديث حدث بها سعيد بن زربي» .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (7/44) من طريق يزيد ابن هارون، والطبراني في "الكبير" (1/189 رقم = = 498) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن سعيد ابن زربي، عن أبي المليح، عن أبيه، به.
ورواه أحمد في "المسند" (5/74 و75 رقم20700 و20702 و20703 و20711 و20713 و20715) ، وأبو داود في "سننه" (1057) ، والنسائي (2/111 رقم 854) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1658) ، وابن حبان (2081) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/186) من طريق قتادة، عن أبي المليح، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1417) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (1924) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/74 رقم 20704 و20705 و20707) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/21) ، وأبو داود في "سننه" (1059) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1863) ، وابن حبان (2079) ، والحاكم في "المستدرك" (1/293) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح، به. وللحديث طرق أخرى عن أبي المليح، عن أبيه، به.
وقد جاء في بعض روايات الحديث: أن ذلك كان في «يوم حنين» ، وفي بعض الروايات: أنه كان «زمن الحديبية» .
(2/541)
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيح بْنِ أُسَامَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: غَزَوْتُ مع رسول الله (ص) غزوةَ (2) حُنَيْن، فوافقَ يومُ جُمُعةٍ يومَ مَطَرٍ، فأمَرَ بلالً (3) فَنَادَى: أنْ صَلُّوا فِي الرِّحَال؟
وسألتُ (4) أَبِي: مَنْ أَبُو معاويةَ هَذَا؟
فَقَالَ: هُوَ سعيدُ بْنُ زَرْبي.
_________
(1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. وأبوه: أسامة بن عمير الهذلي.
(2) قوله: «غزوة» سقط من (أ) و (ش) .
(3) كذا في جميع النسخ: «فأمر بلال» ، وله ضبطان:
الأول: «فأَمر بلالً» يكون الفعل مبنيًّا للفاعل، و «بلال» : مفعوله، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى رسول الله (ص) ، وجاء «بلالً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
والثاني: «فأُمِرَ بلالٌ» ويكون الفعلُ مبنيًّا للمفعول، و «بلالٌ» نائبُ فاعله؛ فيكون مرفوعًا، وحُذف الفاعل هنا؛ للعلم به، وأنيب المفعول به مكانه. وانظر في جواز حذف ما يُعْلَمُ: التعليق على المسألة رقم (24) .
(4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(2/542)
577 - قَالَ (1) : وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُوح بْنُ قَيس (3) ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيس، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ دِينَارٌ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دينَارٍ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَنْ قَتادة، عَنْ قُدَامَة بْنِ وَبْرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .
578 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيان (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَن ثَعْلَبَة بْن أَبِي مالك (7) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا نتكلَّم، وعمرُ عَلَى المِنبَرِ، والمؤذِّنُ يؤذِّن، فإذا سَكَتَ المؤذِّنُ سَكَتْنا؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ ثعلبةُ فقطْ، لَيْسَ فِيهِ: عَنْ أبيه (8) .
_________
(1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (563) .
(3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/177) تعليقًا، وأبو داود في "مسائله للإمام أحمد" (1880) ، وابن ماجه في "سننه" (1128) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1662) ، والروياني في "مسنده" (809) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/219 رقم6911) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) . لكن وقع عند البخاري في "التاريخ الكبير": «نوح بن قيس، عن أبيه» .
(4) هو: البصري.
(5) تقدم تخريجه في المسألة رقم (563) .
(6) هو: الثوري.
(7) هو: ثعلبة بن أبي مالك القرظي.
(8) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (1/103) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5352) ، والشافعي في "المسند" (1/139- ترتيب السندي) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/408) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/370) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (9/435) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/192) من طريق الزهري، عَن ثعلبة بْن أَبِي مالك به، وليس فيه: «عن أبيه» . وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5296) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن ثعلبة.
(2/543)
579 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (2) ، عَنِ الأوزاعيِّ (3) ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المُتَعَجِّلُ (5) إِلَى الجُمُعَةِ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي غلطٌ؛ لأنَّ النَّاسَ يَروونه (6) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عليِّ بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (7) ؛ وهذا أشبَهُ (8) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (600) .
(2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها = = ابن عبد البر في "التمهيد" (22/26) . وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1584) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/276) تعليقًا، كلاهما من طريق محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، به، وكذا رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1768) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي.
(3) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(4) هو: ابن أبي كثير.
(5) في (ك) : «المعجل» .
(6) كهشام الدستوائي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 6/276) تعليقًا، قال البخاري: «وتابعه شيبان» .
وتابعهما عكرمة بن عمَّار كما سيأتي في كلام الدارقطني الآتي.
(7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(8) قال الدارقطني في "العلل" (1408) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) . وقال شيبان وعكرمة بن عمار: عن يحيى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة موقوفًا، ويشبه أن يكون هذا أصح» .
والحديث رواه البخاري (881) ، ومسلم (850) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن رسول الله (ص) قال: «من اغتسلَ يوم الجمعة غُسلَ الجَنابَة، ثم راح، فكأنما قرَّب بَدَنَهً، ومن راح في السَّاعة الثانية فكأنما قرَّب بقرةً ... » فذكره بطوله.
(2/544)
580 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ المَقْبُري (3) ، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي غُسْلِ يوم الجُمُعَة (4) .
قَالَ المَقْبُري: فحدَّث أَبِي (5) عُمَارَةَ (6) ابن عَمْرِو بْنِ حَزْم وأنا معه، فَقَالَ: أَوْهَمَ (7) ابنُ وَدِيعَة؛ سمعتُهُ من سَلْمان، وَهُوَ يَقُولُ: وزيادُة ثلاثةِ أيَّام.
_________
(1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/364-365) بعض هذا النص، وانظر المسألة رقم (581) و (603) .
(2) في (ف) : «خازم» ، وهو: عبد العزيز بن أبي حازم.
(3) هو: سعيد بن أبي سعيد، وروايته من هذا الوجه أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/271 رقم6189) .
(4) يعني ما أخرجه البخاري في «صحيحه» (883 و910) من حديث سلمان الفارسي ح؛ قال: قال رسول الله (ص) : «من اغتَسَلَ يومَ الجُمُعَة وتطهَّر بما استطاعَ من طُهْر، ثم ادَّهن أو مسَّ من طِيبٍ، ثم راحَ فلم يفرِّقْ بين اثنَين، فصلَّى ما كُتب له، ثم إذا خرجَ الإمامُ أنصَتَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بينَهُ وبينَ الجُمُعَة الأُخرى» .
(5) يعني: كيسان المَقْبُري.
(6) في (ت) و (ك) : «فحدث ابن عمارة» ، وقوله: «فحدَّث أبي عُمارَة» ، «أبي» : فاعلُ «حدَّث» ، و «عمارة» مفعولُهُ.
(7) أي: أسقط من المتن جملةً؛ قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/674) : «"أوهم" من الحساب مِئةً مثل "أسقط" وزنًا ومعنى، وأوهم من صلاته ركعةً: تركها» .
(2/545)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذئب (1) ، عن المَقْبُري، عن عُبَيدالله (2) بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم يذكُرِ الكلامَ الأخير (3) .
وَرَوَاهُ ابنُ عَجْلان (4) ، عَنِ المَقْبُري، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ (5) ؟
قَالَ: اتَّفَقَ نَفْسان ِ على سلمان؛ وهو الصَّحيحُ (6) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(2) في (ش) : «عبد الله» .
(3) اختُلِف على ابن أبي ذئب، فرواه الإسماعيلي - كما في "فتح الباري" لابن حجر (2/371) - من طريق حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عن ابن أبي ذئب بمثل روايته هنا. ورواه البخاري (883 و910) من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ المَقبُري، عن أبيه، عن ابن وَدِيعَة، عن سلمان.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (2/371) : «وبيَّن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدٍ: أن عمارة إنما سمعه من سلمان؛ ذكره الإسماعيلي، وأفاد في هذه الرواية أن سعيدًا حضر أباه لما سمع هذا الحديث من ابن وديعة، وساقه الإسماعيلي من رواية حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد، عن ابن وديعة، ليس فيه: " عن أبيه "، فكأنه سمعه مع أبيه من ابن وديعة، ثم استثبت أباه فيه، فكان يرويه على الوجهين» .
(4) هو: محمد. وروايته عند أحمد في "المسند" (5/177 رقم21539) ، وابن ماجه في "سننه" (1097) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1763 و1764 و1812) .
(5) في (ك) : «أيهما أصح» .
(6) الذي يظهر: أن ترجيح أبي حاتم وأبي زرعة - كما سيأتي - إنما هو في كون الحديث عن سلمان، لا عن أبي ذر أو أبي هريرة، بلا التفات إلى الخلاف في إثبات أبي سعيد المقبري أو إسقاطه؛ وإلا فإنهما قد رجحا في المسألة التالية أن الصواب: عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن وَدِيعَة، واختلفا في الصحابي، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي ذر أشبه، وقال أبو حاتم: عن سلمان أشبه، وقال: «حديث ابن أبي ذئب - أي عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن وَدِيعَة، عن سلمان - أشبه؛ لأنه قد تابعه عليه الضحاك بن عثمان» . ومن هذا الوجه أخرجه البخاري (883 و910) .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/364) : «ونقل - أي ابن أبي حاتم - عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: حديث سلمان الأصح، وكذا قال علي بن المديني والدارقطني، وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/371) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وإذا تقرر ذلك عرف أن الطريق التي اختارها البخاري أتقن الروايات، وبقيتها إما موافقة لها أو قاصرة عنها أو يمكن الجمع بينهما» . وانظر "العلل" (1108 و2045) ، و"التتبع" (ص206) كلاهما للدارقطني، و"هدي الساري" لابن حجر (ص352) .
(2/546)
قلتُ: فعُبَيدالله بن وَدِيعَة، أو عبد الله؟
قال: الصَّحيحُ: عُبَيدالله (1) بْنِ وَدِيعَة (2) ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم (3) .
قلتُ: عَنْ سَلْمَانَ؟
قَالَ: نعم.
قلتُ: فعُبَيدالله أصحُّ، أو عبد الله؟
قال: عبد الله (4) بْن وَدِيعَة أصحُّ.
قلتُ: فابنُ أبي ذئب يقول: عُبَيدالله؟
_________
(1) في (ك) : «عبد الله» .
(2) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «يقال: عُبَيدالله ابن وديعة، ويقال: عبد الله» .
(3) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «حديث ابن عَجْلان أشبه» .
(4) قوله: «قال: عبد الله» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(2/547)
قال: حِفْظي عنه: عبد الله.
وقلتُ (1) لأَبِي: فإنَّ يونس بْن حَبِيب حدَّثنا عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عَدِيّ بْن الخِيار، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ: أَخْطَأَ أَبُو دَاوُدَ؛ حدَّثنا (3) آدَمُ العَسْقَلاني (4) وغيرُ واحدٍ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبيه، عن عُبَيدالله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
581 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (7) ، عن صالح ابن كَيْسان، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُرِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فَاغْتَسَلَ الرَّجُلُ وتَطَيَّبَ وَلَبِسَ مِنْ خَيْرِ مَا يَجِدُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ
_________
(1) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو.
(2) هو: الطيالسي. وروايته في "مسنده" (479) .
قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص 353) : «وهذه رواية شاذة؛ لأن الجماعة خالفوه، ولأن الحديث محفوظ لعبد الله بن وديعة، لا لعُبَيدالله بن عدي» .
(3) في (ش) : «وحدثنا» .
(4) في (ت) و (ك) : «اد العسقلاني» ، وهو: آدم بن أبي إياس. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (883) .
(5) منهم عبد الله بن المبارك، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (910) .
(6) انظر المسألة السابقة رقم (580) ، والآتية برقم (603) .
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1803) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) .
(2/548)
اثْنَيْن، ثُمَّ اسْتَمَعَ لِلإِْمَامِ (1) ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيّامٍ (2) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ: عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة؛ قَالَ ابنُ عَجْلان (3) : عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (4) : عَنْ سَلْمان الْخَيْرِ (5) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن عَجْلان (6) أشبَهُ (7) .
وَقَالَ أَبِي: حديثُ ابْنِ أَبِي ذئْبٍ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ قد تابعَه الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ.
وَقَالَ (8) أَبِي: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ابنُ أَبِي ذئبٍ أثبتُ فِي
_________
(1) في (ك) : «الإمام» .
(2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/365) : «ولا ريب أن الذين قالوا فيه: «عن أبي هريرة» جماعةٌ حفَّاظ، لكن الوهم يسبق كثيرًا إلى هذا الإسناد؛ فإن رواية «سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» سلسلةٌ معروفة، تسبق إليها الألسُن، بخلاف رواية: "سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان"؛ فإنها سلسلةٌ غريبة، لا يقولها إلا حافظٌ لها متقن» .
(3) أي: في روايته لهذا الحديث عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن وديعة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) .
(4) أي: في روايته عن سعيد المقبري، عنعُبَيدالله بن وَدِيعَة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) .
(5) هو لقب سلمان الفارسي ح.
(6) من قوله: «عن أبي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛بسبب انتقال بصر الناسخ.
(7) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم» .
(8) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(2/549)
المَقْبُري (1) مِنَ ابْنِ عَجْلان (2) .
قَالَ أبي: وروى هذا الحديثَ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَدِيعَة، عن النبيِّ (ص) .
أسقَطَ أَبُو مَعْشَر مَنْ فوقَ ابنِ وَدِيعَة، وكَنَّى ابنَ وَدِيعَة (4) .
قال أبي: يقال: عُبَيدالله بن وَدِيعَة، ويقال: عبد الله (5) .
582 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ،
عَنْ أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ ضَرورَةٍ، فَقَدْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ؟
_________
(1) في (ت) : «المفترى» .
(2) قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما ابن عجلان: فلا يقارب ابن أبي ذئب في الحفظ، ولا تعلل رواية ابن أبي ذئب مع إتقانه في الحفظ برواية ابن عجلان مع سوء حفظه، ولو كان ابن عجلان حافظًا لأمكن أن يكون ابن وديعة سمعه من سلمان ومن أبي ذر، فحدث به مرَّة عن هذا، ومرَّة عن هذا، وقد اختار ابن خزيمة في "صحيحه" هذا الجمع، وأخرج الطريقين معًا» .
(3) واسمه: نَجيح بن عبد الرحمن.
(4) في (ف) : «ابن أبي وديعة» . قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما أبو معشر فضعيف، لا معنى للتعليل بروايته» .
(5) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «الصَّحيحُ: عُبَيدالله ابن وَدِيعَة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1108) .
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/328/مخطوط) ترجيح أبي حاتم لحديث ابن أبي ذئب.
(7) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1126) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1657) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1856) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3183) ، والحاكم في "المستدرك" (1/292) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/247) ، وفي "الشعب" (2744) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/332 رقم 14559) ، وابن ماجة في "سننه" (1126) من طريق زهير بن محمد، والطبراني في "الأوسط" (273) من طريق سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ. وَابْنُ عبد البر في "التمهيد" (16/240) من طريق عبد الله بن جعفر. ثلاثتهم عن أَسِيد، به.
وقال البيهقي في "السنن" عقب رواية ابن أبي ذئب السابقة: «تابعه سليمان بن بلال، عن أسيد» .
(2/550)
قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (1) ، عَنْ أَسِيد، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي قَتادة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ أحفَظُ مِنَ الدَّرَاوَرْدي، وَكَأَنَّهُ أشبَهُ، وكأنَّ الدَّرَاوَرْدي لزمَ الطَّريق (3) .
583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الدَّرَاوَرْدي (4) ، عن
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الإمام = = أحمد في "المسند" (5/300 رقم 22558) . والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3184) ، والحاكم في "المستدرك" (2/488) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/240) .
(2) قوله: «بن» سقط من (ف) .
(3) ورجح الدارقطني في "العلل" (4/127/ب) طريق ابن أبي ذئب. وخالفهما ابن عبد البر؛ فقال عقب رواية عبد الله بن جعفر السابقة: «هكذا قال عبد الله بن جعفر في هذا الحديث، جعله عن جابر والأول - عندي - أولى بالصواب على رواية الدراوردي. وعبد الله بن جعفر هذا هو والد علي بن المديني، وهو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، وعليٌّ أحد أئمة الحديث، وأبوه عبد الله بن جعفر مدني ضعيف» . قلنا: كأنه خفي على ابن عبد البر متابعة ابن أبي ذئب وغيره له.
(4) هو: عبد العزيز بن محمد.
(2/551)
الرَّبَذي (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ خَالِدِ بن صفوان؛ أنَّ أَوْسً (2) الأنصاريَّ حدَّثه، عن عبد الله (3) بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَهُوَ الشَّاهِدُ وَالمَشْهُودُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أيُّوبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صفوان بن أَوْس، عن عبد الله بْنِ (4) رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (5) .
584 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثَيْنِ رواهما يَاسينُ بْن معاذ الزَّيَّات (7) ، عَنِ الزُّهْري:
_________
(1) في (ك) : «الزبيدي» . والرَّبَذي هو: موسى بن عبيدة.
(2) كذا في جميع النسخ: «أوس» بلا ألف بعد السِّين، وفيه وجهان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «إن حسين المعلم» .
(3) في (ف) : «عبيد الله» .
(4) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) .
(5) الحديث رواه الترمذي في "جامعه" (3339) من طريق روح بن عبادة وعبيد الله بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/44) و (6/336) ، والطبراني في "الأوسط" (1087) من طريق بكار بن عبد الله بن عبيدة، والبيهقي (3/170) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعًا. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره» . وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لموسى بن عبيدة: «عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه، وعامتها متونها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على رواياته بيِّن» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن رافع إلا أيوب، تفرد به موسى» .
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/296-297/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/85) و (4/220) بعض هذا النص.
(7) في (ش) : «والزيات» بالواو.
(2/552)
أَحَدُهُمَا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ؛
قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيِ الجُمُعَةِ أَوْ أَحَدَهُمَا (*) ، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْهُمَا وَلاَ أَحَدَهُمَا (*) ، فَلْيُصَلِّي (2) الأُولَى. قَالَ يَاسِينُ: أَوْ قَالَ: الظُّهْرَ أَرْبَعًا.
_________
(1) أي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ كما يتضح من التخريج، ومن المسألة (491) .
والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (8656) ، والدارقطني في "السنن" (2/11) من طريق يحيى بن أيوب، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/257) من طريق يوسف بن أسباط، كلاهما عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، به.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ عن الزهري إلا الزيات» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق الأبيض بن الأغر بن الصباح التميمي، عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. قال ابن عدي: «ولياسين الزيات غير ما ذكرت، عن الزهري، وعن غيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة» .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي، والدارقطني في "السنن" (2/10) ، وفي "العلل" (9/224) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة، به.
ورواه الدارقطني في "السنن" (2/11) ، وفي "العلل" (9/223) من طريق وكيع، عن ياسين، عن الزُّهري، عن سعيد أَوْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(*) ... كذا في جميع النسخ: «أحدهما» ، وكانتِ الجادَّةُ أنْ يقال: «إحداهما» ، أي: إحدى الركعتَيْنِ، ولَئِنْ ثَبَتَ ما في النسخ، فإنَّه يكون من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حُمِلَتِ «ركعتي الجمعة» على معنى «ركوعي الجمعة» ، فذكَّر وقال: أحدهما، أي: أحد الركوعَيْنِ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
(2) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء، والفعل مجزوم بلام الأمر، وهو عربيٌّ صحيحٌ، وانظر تخريج ذلك في المسألة رقم (228) .
(2/553)
والأُخرى (1) : عَنْ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ لَهُ؟
قَالَ أَبِي: أَمَّا حديثُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فمَتنُهُ (3) : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَة رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا (4) .
وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ (5) .
585 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر، عن يزيد
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ويُحمل على أنه أراد: «الطَّريق الأُخرى» ، أو: «الرواية الأخرى» من باب الحمل على المعنى، حمَلَ المذكَّر على معنى المؤنَّث، انظر التعليق على المسألة رقم (270) .
(2) الحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (5847) ، وابن عدي (7/184) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/113) من طريق ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، به.
قال البيهقي: «وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وعن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً» .
وانظر "العلل" للدارقطني (9/219) .
(3) في (ف) : «فمنته» .
(4) انظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "علل الدارقطني" (1730) .
(5) قوله: «وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ» يحتمل أن يكون تتمة لكلامه على الحديث السابق، ويحتمل أن يكون لحديث: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ له» . وقد نقل ابن الملقن وابن حجر - كما سبق - هذه العبارة في الحديث الأول، ونقلها ابن حجر أيضًا في الحديث الثاني. ولعله مما يقوِّي كونها في الحديث الثاني أن أبا حاتم لم يتكلم عليه بشيء بخلاف الأول. وأما حديث: «مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاة رَكْعَةً، فقد أدركها» : فقد صححه أبو حاتم بهذا اللفظ كما تقدم في المسألة رقم (491) و (519) ، وسيأتي في المسألة رقم (607) .
(6) تقدمت هذه المسألة برقم (381) .
(2/554)
بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن زُبَيدٍ (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: صلاةُ الأَضْحَى رَكْعَتان (2) ، وصلاةُ الجُمعَة ركعَتان ... وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ زُبَيد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عُمَرَ ... الحديثَ، ليسَ فِيهِ كَعْبٌ، وسُفْيانُ أحفَظُ.
586 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن أَبِي قَيْس (4) ،
_________
(1) هو: ابن الحارث اليامي.
(2) في (ت) : «ركعات» .
(3) نقل ابن حجر في "الفتح" (2/378) تصويب أبي حاتم للإرسال.
(4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (824) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/517) . وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم 10085) من طريق محمد بن عياش، وفي "الأوسط" (6659) و"الصغير" (986) و"مسند الشاميين" (515) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/151) من طريق عمرو ابن قيس الملائي، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ رقم 10116) ، وفي "الصغير" (887) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا. وقع في "المعجم الكبير": (أبي فزارة) بدل (أبي مرة) .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/183) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي فروة - قال شعبة: فلقيته، فحدثني أبو فروة - عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به مرفوعًا.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث سعيد، عن أبي فروة، = = واسمه: عروة بن الحارث، وتفرَّد به عنه حجاج بن نصير» .
وأخرجه الترمذي في "علله" (147) قال: حدثنا محمد ابن حميد الرازي، حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا الحسين بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله، به مرفوعًا كذلك.
(2/555)
وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعي (1) ، فَقَالا: عَنْ أَبِي فَرْوَة الهَمْداني (2) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) يقرأُ فِي صَلاةِ الغَدَاةِ مِنْ يوم الجُمُعَة: {الم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} السَّجْدَة، و: {} ؟
قَالَ أَبِي: وَهِمَا فِي الْحَدِيثِ، رَوَاهُ الخَلْقُ (5) ، فكلُّهم قَالُوا (6) : عَنْ أَبِي فَرْوَة، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (7) ؛ قال: كان النبيُّ (ص) ... مُرسَلً (8) (9) .
_________
(1) قيل: اسمه عبد الملك بن حسين، وقيل: عبادة بن الحسين، وقيل غير ذلك.
(2) كذا وقع هنا: «أبو فروة الهَمْداني» ، وهو: عروة بن الحارث الهَمْداني، أبو فروة الأكبر. ووقع عند الترمذي في "العلل الكبير" (149) ، وفي "العلل" للدارقطني (923) : «أبو فروة الجُهَني» ، وهو: مسلم بن سالم - كما سمَّاه الدارقطني - وهو أبو فروة الأصغر.
(3) هو: عَوف بن مالك.
(4) هو: ابن مسعود.
(5) منهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2731) . وحجاج بن أرطاة، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5441) .
(6) من قوله: «عن أبي فروة الهمداني ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(7) في (ف) : «الأخوص» .
(8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(9) روى الترمذي هذا الحديث في "العلل الكبير" (149) من طريق عمران بن عيينة، عن أبي فروة الجهني، ثم قال: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى عَمْرو بْن أَبِي قيس، عَن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن عبد الله. وروى سفيان الثوري، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أبي الأحوص، عن النبي (ص) مرسلاً، فكأن هذا أشبه. قلت له: فإن زائدة روى عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله. فلم يعرف حديث زائدة، ولا حديث عمران بن عيينة» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (923) الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح مرسل» .
(2/556)
587 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ الحَكَم ابن عَبْدِ الْمَلِكِ (1) ، عَنْ قَتادة (2) ، عَنْ الحَسَن (3) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: احْضُرُوا الجُمُعَةَ، وادْنُوا مِنْها؛ فَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ (4) الجُمُعَةِ، حَتَّى إنَّهُ لَيُخَلَّفُ عَنِ الجَنَّةِ، وإِنَّهُ مِنْ أَهْلِها.
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (5) بَعْضُ حُفَّاظ أَصْحَابِ قَتادة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَزْدي، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) .
قِيلَ لأَبِي: أَيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب عَنْ سَمُرَة أشبَهُ.
قلتُ لأَبِي: فإنَّ سعيدَ بْنَ بَشِير (7) رَوَى هَذَا الحديثَ عن قَتادة،
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (684- المطالب العالية) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/10 رقم20112) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/207 رقم6854) ، و"المعجم الصغير" (346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) ، وفي "الشعب" (2757) .
(2) في (ت) و (ك) : «عبادة» . وهو: ابن دعامة السدوسي.
(3) هو: البصري.
(4) في (ش) : «من» .
(5) في (ش) : «ورواه» بالواو.
(6) منهم هشام الدستوائي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/11 رقم20118) ، وأبو داود في "سننه" (1108) ، والحاكم في "المستدرك" (1/289) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (4371) ، لكن قال: «عن أبي أيوب» ، ولم ينسبه.
قال الطبراني: «لم يرو هذه الأحاديث، عن قتادة إلاَّ سعيد بن بشير تفرد بها محمد ابن بكار» .
(2/557)
عن أبي أيُّوبَ يحيى ابنِ المُنكَدِر، عَنْ سَمُرَة.
قَالَ: أخطأَ فِي ذَلِكَ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو أيُّوب العَتَكي (1) يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ.
588 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ زُهير بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَطَبَ الناسَ يَوْمَ الجُمُعَة، فَرَأَى علَيهِمْ ثيابَ النِّمار (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟! ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قَالَ بعضُ أَهْلِ العربيَّة: ثيابُ النِّمَار: أَكْسِيَةٌ قِصارٌ (4) .
589 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد (5) ، عَنْ سعيد بن بشير،
_________
(1) هو الأزدي.
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1096) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1765) ، وابن حبان (2777) .
(3) قال ابن الأثير في "النهاية" (5/118) : «كُلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مآزر الأعراب فهي نَمِرَة، وجمعها: نِمَار، كأنها أُخذت من لون النَّمِر؛ لما فيها من السواد والبياض» . وانظر كلام أبي حاتم الآتي نقلاً عن بعض أهل العربية.
(4) وهذا لا ينافي ما ذكره ابن الأثير، فقد تكون قصيرة ومخطَّطة.
(5) هو: ابن الجرَّاح. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/178) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2610) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (379) ، وتصحف اسمه في المطبوع من "مسند الشاميين" إلى «داود بن الجراح» .
(2/558)
عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) أكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) .
590- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن خَالِدٍ الحَرَّاني (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ المُهاجِر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنْبَرَ، سَلَّم (5) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ (6) .
_________
(1) قال ابن عدي: «ولرواد بن الجراح أحاديث صالحة، وإفرادات، وغرائب ينفرد بها عن الثوري وغير الثوري، وعامة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة؛ إلا أنه ممن يُكتَب حديثه» .
وللحديث طرق أخرى عن أنس لا يخلو شيء منها من ضَعْفٍ، ذكرها الإمام ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص159- 162) ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1407) ، وقال عقب نقله لعبارة أبي حاتم هذه: «وبالجملة فالحديث بهذه الطرق حسن على أقل الدرجات، وهو صحيح بدون ذكر ليلة الجمعة» .
(2) نقل هذه المسألة الزيلعي في "نصب الراية" (2/205) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/78) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/195) حكم أبي حاتم على الحديث.
(3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1109) ، وابن عدي في "الكامل" (4/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/204) ، وتمَّام في "فوائده" (450/الروض البسام) ، والبغوي في "شرح السنة" (1069) .
(4) هو: عبد الله.
(5) قوله: «كَانَ إِذَا صَعَدَ المنبرَ، سلَّم» سقط من (ك) .
(6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة، وعن ابن لهيعة عمرو بن خالد» .
(2/559)
591 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي خلف (1) يزيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ الأَصْبَحي الإسْكَنْدَراني (2) ؛ قَالَ: سمعتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُسْأَل (3) ؛ فقال (4) : حدَّثني سَعِيدُ (5) بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) فِي جُمُعَةٍ مِنَ الجُمَع: يَا مَعْشَرَ المُسْلِميْنَ، إنَّ هَذا يَوْمًا (6) جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا، فاغْتَسِلُوا، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّواكِ.
قَالَ أَبِي: وَهِمَ يزيدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي إسنادِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا يَرويه مالكٌ بإسنادٍ مُرسَلٍ (7) .
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ابن خلف» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ويبدو أن كليهما تصحيف، فكنية يزيد بن سعيد الأصبحي هذا: أبو خالد؛ كما في "الثقات" لابن حبان (9/277) ، و"الأنساب" للسمعاني (3/192) ، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (ص550 رقم 602/ وفيات241-250) . وقد روى البيهقي في "سننه" (1/299) هذا الحديث من طريق داود بن الحسين البيهقي، ثنا أبو خالد يزيد بن سعيد الإسكندراني ... فذكره، وكذا ذكره الدارقطني في المسألة (2070) من "العلل".
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الصغير" (358) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/299) و (3/243) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) .
(3) في (ت) و (ك) : «سُئل» .
(4) في (أ) و (ش) : «قال» .
(5) في (ف) : «سعد» .
(6) كذا في جميع النسخ «يومًا» منصوبًا، وهو خبر «إِنَّ» ، والجادَّة: «يومٌ» بالرفع كما في مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ يتخرَّج على لغة لبعض العرب، ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر جميعًا؛ وقد علَّقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (550) .
(7) قال البيهقي: «الصحيح مرسل، وقد روي موصولاً، ولا يصحُّ وصله» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «ولم يتابعه أحد من الرواة على ذلك، ويزيد بن سعيد هذا من أهل الإسكندرية ضعيف» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف على يزيد ابن سعيد: «وهذا اضطراب عن يزيد بن سعيد، ولا يصح شيء من روايته في هذا الباب» .
والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/65) عَنِ ابن شهاب، عن ابن السَّبَّاق: أن رسول الله (ص) قال ... فذكره مرسلاً. ورواه من طريق مالك الشافعي في "مسنده" (1/133- رقم 391- ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5016) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) ، والجوهري في "مسند الموطأ" (231) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) ، وقال ابن عبد البر: «هكذا رواه جماعة من رواة "الموطأ" عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابن السباق، مرسلاً، ولا أعلم فيه بين رواة الموطأ اختلافًا» .
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/70) : «ورواه بعضهم عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، خرَّجه كذلك الطبراني وغيره، وهو وهم على مالك؛ قاله أبو حاتم الرازي، والبيهقي، وغيرهما» . وانظر "العلل" للدارقطني (2070) .
(2/560)
592 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟
قَالَ أَبِي: هذا (3) خطأٌ (4) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (614) .
(2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1746) ، والطبراني في "الأوسط" (4267) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن المنكدر إلا زهير بن محمد، تفرَّد به عمرو بن أبي سلمة، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد» .
وقال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ غَيْرُ زُهَيْرٍ» . وتقدم في التعليق على المسألة (414) أن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد منكرة، وعمرو بن أبي سلمة شامي.
(3) قوله: «هذا» مكرر في (ت) .
(4) وقال أبو حاتم في المسألة الآتية برقم (614) : «عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى سعيد ابن سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزَّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » .
وسئل الدارقطني في "العلل" (2281) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه أبو بكر بن المنكدر، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن أبي هلال وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُليم الزُّرَقي، عَنْ عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، فضبطا إسناده وجوَّداه ... ، ورواه سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الحسام، واختُلِف عنه: فقال عبد الصمد ابن عبد الوارث ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن عمرو ابن سليم، عن أبي سعيد، وقال عبد الله بن رجاء: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أبي سعيد، ورواه عمر ابن محمد بن صهبان، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وأبو بكر بن المنكدر ليس له اسم ... وروى هذا الحديث زهير بن محمد، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، ووهم فيه، وإنما رواه محمد بن المنكدر عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقي، عن أبي سعيد، والقول الأول هو الصحيح» .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" من طريق شعبة، ومسلم (846) من طريق بكير الأشج، كلاهما عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري به مرفوعًا.
= ... ورواه مسلم (846) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بن سُليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه به مرفوعًا.
قال ابن حجر في "الفتح" (2/365) : «والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر؛ لأنه قديم، وُلد في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يوصَف بالتدليس» .
(2/561)
593 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بن مسلم (2) ، عن
_________
(1) سقطت هذه المسألة بتمامها من (ك) ، وانظر المسألة المتقدِّمة برقم (571) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (6717) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (892) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم» .
(2/562)
عبد الرحمن بن ثابت ابن ثَوْبان، عن سالم بن عبد الله؛ أنه سمعَ أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول: أَتَانِي جِبْريلُ _ج وَفي يَدِهِ كَهَيْئَةِ المِرْآةِ البَيْضَاءِ، فيهَا نُكْتَةٌ سَوْداءُ ... ، مثلَ حَدِيثَ أَبِي اليَقْظان (1) .
فقلتُ لأَبِي: هَذَا سالمُ بن عبد الله بْنِ عُمَرَ؟
قَالَ: لا (2) ! هَذَا شيخٌ شاميٌّ.
594 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مُسْلِمٍ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بَنِي أبي الحَلْبَس (4) السُّلَمي الجَزَري، عَنْ عَبِيدة بْنِ حَسَّان، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تُبْعَثُ الأَيَّامُ عَلَى (5) هَيْئَتِهَا (6) ، وَتُبْعَثُ الجُمُعَةُ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً بَيْضاءَ تُضِيءُ لأَهْلِهَا، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِها، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ تَسْطَعُ المِسْكَ (7) ،
_________
(1) هو عثمان بن عُمَير، وحديثه تقدم في المسألة رقم (571) .
(2) قوله: «قال: لا» في (أ) : «قالا» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/109-110) من طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبيدة بن حسان، به.
(4) في (ش) : «الحليس» بالمثناة التحتية.
(5) قوله: «على» سقط من (أ) و (ش) .
(6) في (ت) : «هبتها» ، وكذا في (ك) ، إلا أنها لم تنقط.
(7) كذا في جميع النسخ ومثله في "الكامل"، وفي مصادر التخريج: «كالمسك» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: «تَسْطَعُ كالمسك» . ويخرج أيضًا على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ نيابةً عن المصدر في باب المفعولِ المُطْلَقِ، والتقدير: وريحُهُمْ تَسْطَعُ سُطُوعَ المِسْكِ» ؛ حُذِفَ المضاف «سطوع» ، وأقيم المضافُ إليه - وهو «المِسْك» - مُقَامَهُ، فأخَذَ حكمَهُ وإعرابَهُ؛ وذلك نحو قوله تعالى: [يُوسُف: 82] {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، أي: واسألْ أهلَ القريةِ.
انظر: شروح الألفية، باب الإضافة، وانظر التعليق على المسألة رقم (2) .
(2/563)
تُهْدَى إِلَيْهِمْ كَالعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَريمَتِهَا (1) يَنظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلانِ، مَا يَطْرِفُونَ (2) تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُونَ (3) الجَنَّةَ، لاَ يُخَالِطُهُمْ إِلاّ المُؤَذِّنُونَ المُحْتَسِبُونَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ (4) أَبُو مُعَيْدٍ (5) ، عَنْ طَاوُسٍ، عن
_________
(1) كذا في جميع النسخ! وكذا عند ابن عدي في "الكامل" وتمَّام في "فوائده"، وعند ابن خزيمة والحاكم: «كريمها» ، وعند الطبراني: «خدرها» .
(2) أي: تبقى أبصارُهم شاخصةً. انظر «لسان العرب» (9/213) .
(3) كذا في جميع النسخ، وكذا جاء في بعض مصادر التخريج؛ وفي أغلبها: «حتى يدخلوا» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (747) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص 234-237) .
(4) قوله: «الحديث» سقط من (أ) و (ش) .
(5) المثبت من (ت) ، ولم تنقط في (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» بالباء الموحدة. وأبو مُعَيْد هذا اسمه: حفص بن غَيلان. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1730) ، والطبراني في "المعجم الكبير" - كما في "مجمع الزوائد" (2/374) -، وفي = = "مسند الشاميين" (1557) ، والحاكم في "المستدرك" (1/277) ، وتمَّام في "فوائده" (437/الروض البسام) ، والعيسوي في "الجزء الأول من الفوائد المنتقاة" (468/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي في "الشعب" (2779) وفي "فضائل الأوقات" (254) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/237) ، كلهم من طريق الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيْد، به.
(2/564)
أَبِي مُوسَى، وكلاهُما مُرسَلٌ؛ لأنَّ أَبَا مُعَيْدٍ (1) لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا، وعَبيدةُ بْنُ حَسَّان لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا. وَهَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ (2) .
595 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنِ عُتْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ يَوْمَ الجُمُعَةِ: الغُسْلُ، والسِّواكُ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وَجَدَهُ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) .
قلتُ لَهُمَا: ممَّن الْخَطَأُ؟
قَالا: مِنْ أيُّوب بن عُتْبَة.
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» .
(2) وقال ابن خزيمة - بعد أن أخرج الحديث كما سبق -: «إن صحَّ الخبر؛ فإن في النفس من هذا الإسناد!» . وقال الحاكم: «هذا حديث شاذٌّ صحيح الإسناد» .
(3) انظر المسألة رقم (564) .
(4) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هذا ما رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه أبو زرعة في المسألة رقم (564) من أنَّ الصحيح: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَانَ، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » .
وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2/565)
596 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ زَيْدٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلاَّم (5) ، عَنِ الحَضْرَمي (6) ، عن الحَكَمِ ابنِ مِيناء؛ أَنَّهُ سمعَ ابنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ؛ سَمِعَا رسولَ اللَّهِ (ص) وَهُوَ (7) عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ تَرْكِهِمُ الجُمُعاتِ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ معاويةُ بْنُ سَلاَّم (8) ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، عَنْ (9) أَبِي سَلاَّم - وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ الحَضْرَمي - عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِيناء، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وابنِ عَبَّاسٍ.
_________
(1) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1332) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة.
(2) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الطحاوي في "مشكل الآثار" (3186 و3186/م) من طريق عبيد الله ابن موسى العبسي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، كلاهما عن أبان، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1370) من طريق حيان بن هلال، عن أبان، به، إلا أنه قال: «عن الحضرمي بن لاحق، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سلاَّم، عن الحكم بن مِيناء» ، فقدَّم وأخَّر. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/254 رقم2290) من طريق عفان بن مسلم، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ من الإسناد. وأخرجه أحمد أيضًا (1/335 رقم 3100) من طريق هدبة بن خالد، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ وزيد بن أبي سلاَّم.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) هو: ابن سلاَّم.
(5) هو: ممطور الحبشي.
(6) هو: ابن لاحق، كما سيأتي.
(7) قوله: «وهو» من (ف) فقط.
(8) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/335 رقم 3099) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عن الحكم بن ميناء، به.
(9) في (ش) و (ك) : «بن» بدل: «عن» .
(2/566)
قَالَ أَبِي: والحَضْرَميُّ بنُ (1) لاحِقٍ رجلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَيْسَ لروايةِ أَبِي سَلاَّم عَنْهُ مَعْنَى (2) ، وَإِنَّمَا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ يَحْيَى لَمْ يسمَعْهُ مِنْ زَيْدٍ (3) ، فَرَوَاهُ عَنِ الحَضْرَميِّ، عَنْ زَيْدٍ، فوَهِمَ الَّذِي حَدَّث بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .
597 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نافعُ بن أبي نُعَيم
_________
(1) في (ت) و (ك) : «من» بدل: «بن» .
(2) قوله: «معنى» سقط من (ش) .
(3) قال المِزِّي في ترجمة زيد بن سلاَّم من "تهذيب = = الكمال" (2095) : «وقال يَحْيَى بْنِ حسَّان التِّنِّيسي، عَنْ معاوية بن سلاَّم: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كُتُبَ أخي زيد بن سلاَّم. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: لم يلقَ يحيى بن أبي كثير زيدَ بنَ سلاَّم، وقَدِمَ معاويةُ بن سلاَّم عليهم، فلم يسمع يحيى بن أبي كثير منه شيئًا؛ أخذ كتابه عن أخيه، ولم يسمَعْه، فدلَّسه عنه. وقال أبو بكر الأثرم: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلاَّم؟ فقال: ما أشبهه! قلت له: إنهم يقولون: سمعها من معاوية بن سلاَّم؟ فقال: لو سمعها من معاوية لذكر معاوية، هو يُبَيِّن في أبي سلاَّم؛ يقول: حدَّث أبو سلاَّم، ويقول: عن زيد. أما أبو سلاَّم فلم يسمع منه، ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبي كثير» . اهـ.
(4) في الحديث اختلاف كثير غير ما ذُكر هنا، لكنَّ أصحَّ طرقه ما رواه مسلم في "صحيحه" (865) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/171) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم، عَنْ أَخِيهِ زيد؛ أنه سمع أبا سلاَّم؛ قال: حدثني الحكم، عن ابن عمر وأبي هريرة.
قال البيهقي: «ورواية مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم عَنْ أَخِيهِ زيد أولى أن تكون محفوظة» .
(5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/408/ مخطوط) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) قول أبي حاتم: «هذا خطأ» . وانظر المسألة التالية.
(2/567)
الْقَارِئُ (1) ، عَنْ نافعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر فِي العِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الأُولى، وَخَمْسًا فِي الثَّانية؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى (2) هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كانَ يُكَبِّر (3) .
598 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ الفُرَات قاضي
_________
(1) في (ك) : «الفارسي» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5720) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/345) .
(2) كذا في جميع النسخ، وفي "البدر المنير": «يُروى» ، والمقصود - فيما يظهر -: نافع مولى ابن عمر؛ فإنه رواه عن أبي هريرة عند مالك في "الموطأ" (1/1820) ، والبيهقي في "السنن" (3/288) ، وغيرهما.
(3) الحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/180) عَنِ نافع مولى عبد الله بن عمر، أنَّه قال: «شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة» .
ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5680) ، والشافعي في "الأم" (1/236) ، وفي "المسند" (460- ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/288) . ورواه عبد الرزاق (5681 و5682) ، والطحاوي (4/344) ، والدارقطني في "العلل" (9/47) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/288) من طرق عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به موقوفًا.
قال البخاري: «والصَّحيحُ: ما روى مالك، وعبد الله، والليث، وغير واحد من الحفاظ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِعْلَه» . نقله الترمذيُّ عنه في"العلل الكبير" (156) . وانظر "الكامل" لابن عدي (7/18) .
وقال الإمام أحمد: «ليس يروى في التكبير في العيدين حديثٌ صحيح مرفوع» . نقله ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) .
(4) نقل بعضَ هذا النصِّ ابنُ الملقِّن في "البدر المنير" (3/407/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/171) . وانظر المسألة السابقة.
(2/568)
مِصْر (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (3) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: شَهِدتُّ العيدَيْنِ مع رسول الله (ص) ، فكبَّر فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الثَّانية خَمْسًا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسناد (4) .
599 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (5) ، عَنْ عطاء الخُراساني، عن مَولى أُمِّ عثمان - امرَأتِه (6) - عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طالب - ذكَرَ (7) كَلامًا، وَفِيهِ دلالةٌ أَنَّهُ عَنِ النبيِّ (ص) - قال:
_________
(1) روايته ذكرها الدارقطني في "علله" (5/27ب) ، ووقع عِنْدَهُ: «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وأبي واقد الليثي» ، وكذلك رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/343) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن لهيعة، به. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/65 رقم 24362) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به.
(2) هو: عبد الله.
(3) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، المعروف بيتيم عُرْوَة.
(4) اختُلِف على ابْنُ لَهِيعَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فمرَّة جعله من مسند عائشة، ومرَّة من مسند أبي واقد الليثي، ومرَّة = = من مسند أبي هريرة.
قال الدارقطني في "العلل" (5/ ل 25/ب) : «والاضطراب فيه من ابن لهيعة» .
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) : «وأما حديثُ ابن لهيعة فبَيِّنُ الاضطراب» . وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (155) أنه سأل البخاري عن هذا الحديث؟ فضعَّفه؛ قال: قلتُ له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أعلمه. اهـ.
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1051) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/220) . ورواه أحمد في "المسند" (1/93 رقم719) من طريق الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الخراساني؛ أنه حدَّثه عن مولى امرأته، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح، وفي آخره قال: «هكذا سمعت نبيكم (ص) » .
(6) أي: امرأة عطاء الخراساني.
(7) في (ك) : «وذكر» .
(2/569)
إذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، جَلَسَ المَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوابِ المَسْجِدِ (1) ... .
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن عَطَاءٍ الخُرَاساني، عَنْ رجلٍ، قولَهُ، مَوْقُوفٌ (2) .
قلتُ لأَبِي: مَا الصَّحيحُ؟
قال: حديثُ عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أشبَهُ، وحمَّادٌ لَمْ يحفَظْ.
600 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (4) ، عَنِ الأَوزاعيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَثَلُ المُهَجِّرِ (7) إِلَى الجُمُعَةِ كَالمُهْدِي جَزُورًا (8) ... ، الحديثَ؟
فَقَالَ (9) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى ابن أبي كثير، عن عليِّ ابن سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (10) .
_________
(1) في (ف) : «المساجد» .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) تقدَّمت هذه المسألة برقم (579) .
(4) هو: عبد الحميد بن حبيب.
(5) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(6) هو: ابن أبي كثير.
(7) في (ك) : «المهاجر» ، والمُهَجِّر: هو المُبَكِّر، والتَّهجيرُ: التَّبكيرُ، قال الأزهري: يذهبُ كثيرٌ من الناس إلى أن التهجيرَ في هذه الأحاديث تفعيلٌ من الهاجرة وقتَ الزَّوَال، وهو غَلَطٌ، والصَّواب أنها التَّبكيرُ، وهي لغةُ أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس ... وسائرُ العرب تقول: هجَّر الرجلُ: إذا خرجَ وقتَ الهاجِرَة، وهي نصفُ النَّهار. "تهذيب اللغة" (6/44) بتصرف.
(8) في (ت) : «جرروا» .
(9) في (ش) : «قال» .
(10) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2/570)
601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ (2) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ فَهُوَ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عمرُ بن عبد الواحد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ؛ يَرْفَعُ الحديثَ إِلَى رسولِ الله (ص) .
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ.
602- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (3) ،
عن شُعْبَة (4) ، عن
_________
(1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/178 رقم7740) ، و"الأوسط" (7087) ، و"مسند الشاميين" (881) ، ثم قال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن الحارث إلا سويدُ بن عبد العزيز» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن الشَّامي، أبو عبد الرحمن.
(3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1073) ، وابن ماجه (1311) ، والبزار في "مسنده" (ق208) /أ) ، وابن الجارود في "المنتقى" (302) ، والحاكم في "المستدرك" (1/288) والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (3/129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/271) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" = = (3/193) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن عبد العزيز بن رفيع، به.
ورواه الدارقطني في "الأفراد" (322/أ- أطراف الغرائب) من طريق أبي بلال الأشعري، عن أبي بكر ابن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع به.
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1311) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، به، ثم قال ابن ماجه - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (4/383) - في آخر الحديث: «ما أظن إلاَّ أني وهمت في «ابن عباس» والصواب: «أبي هريرة» .
(4) في (أ) و (ش) : «رواه شعبة، عن بَقِيَّة» .
(2/571)
مُغِيرَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قال (3) : اجتمعَ عِيدان ِ في عهدِ النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (4) ، عن عبد العزيز ابن رُفَيْع؛ قَالَ: شَهِدتُّ الحجَّاجَ بنَ يُوسُفَ واجتمعَ عِيدانِ فِي يَوْمٍ، فجَمَّعوا، فسألتُ أهلَ الْمَدِينَةِ؛ قلتُ: كان فيكُم رسولُ الله (ص) (5) عَشْرَ سِنيِنَ، فَهَلِ اجتمعَ عِيدان ِ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ (6) .
_________
(1) هو: ابن مِقْسَم الضَّبِّي.
(2) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(3) القائل: أبو هريرة ح.
(4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وكذا ذكر أبو حاتم روايته هنا وفيها: «فسألت أهل المدينة» ولم يذكر أبا صالح، وقد ذكر الدارقطني روايته في "العلل" (1984) فقال: «رواه أبو عوانة، وزائدة، وشريك، وجرير بن عبد الحميد، وأبو حمزة السكري، كلُّهم عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مرسلاً؛ وهو الصحيح» .
وهذه الرواية المرسلة أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5728) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1156) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، به.
(5) من قوله: «فسألت أهل المدينة ... » إلى هنا مكرَّر في (ف) .
(6) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن شعبة وأسنده إلا بقية، وحديث عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة فقد رواه غير واحد عن أبي صالح مرسلاً» .
ونقل الخطيب البغدادي في الموضع السابق عن الأثرم أنه قال: «قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: بلغني أن بقية روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة في العيدين يجتمعان في يوم، من أين جاء بقيةُ بهذا؟! كأنه يعجَب منه. ثم قال أبو عبد الله: قد كتبت عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ بقية، عن شعبة حديثين، ليس هذا فيهما، وإنما رواه الناس عن عبد العزيز، عن أبي صالح مرسلاً» . اهـ.
ثم نقل الخطيب عن الدارقطني أنه قال: «هذا حديث غريب من حديث مغيرة، ولم يروه عنه غير شعبة، وهو أيضا غريب عن شعبة، لم يروه عنه غير بقية. وقد رواه زياد البكائي وصالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز ابن رفيع متصلاً، وروي عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو غريب عنه. ورواه جماعة عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن أبي صالح، عن النبي (ص) مرسلاً، لم يذكروا أبا هريرة» .
وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يروه - فيما علمت - عن شعبة أحدٌ من ثقات أصحابه الحفاظ، وإنما رواه عنه بقية بن الوليد، وليس بشيء في شعبة أصلاً ... » .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يرويه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ مع زياد البكائي صالح بن موسى الطلحي، وروي عن شعبة، عن عبد العزيز بن رفيع، ولا أعلم يرويه عن شعبة غير بقية» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1984) الاختلاف في الحديث، وصحَّح الإرسال.
(2/572)
603 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عيسى ابن الطَّبَّاع، عَنْ جَرِيرٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عن
_________
(1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. وانظر المسألة رقم (580) و (581) .
(3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1403) ، وفي "السنن الكبرى" (1/518 و533 رقم1664 و1724) وابن حزم في "المحلَّى" (5/62) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبزار في "مسنده" (2526) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1732) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/231) من طريق يوسف بن موسى، وابن جرير = = الطبري في "تاريخه" (1/76) عن محمد بن حميد الرازي، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6091) من طريق عثمان بن أبي شيبة، أربعتهم عن جرير، به.
(4) هو: ابن المعتمر.
(2/573)
أَبِي مَعْشَر (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمَة (3) ، عَنِ القَرْثَع (4) ، عَنْ سَلْمان، عن النبيِّ (ص) : تَدْرِي مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ ... فذكَرَ الحديثَ؛ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ ... ؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ جريرٌ بالرَّيِّ، عَنْ مُغَيرَةَ (5) ، ويُشْبِهُ أَنْ يكونَ حدَّث بِالْعِرَاقِ مِنْ حفظِه هَكَذَا، والحديثُ معروفٌ مِنْ حَدِيثِ مُغِيرَةَ.
قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟
قَالَ: المغيرة (6) .
_________
(1) هو: زياد بن كُليب.
(2) هو: ابن يزيد النخعي.
(3) هو: ابن قيس النخعي.
(4) هو: الضبِّي الكوفي.
(5) هو: ابن مِقسم الضَّبِّي.
(6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/440 رقم 23729) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/320- 321) ، والنسائي في "الكبرى" (1665 و1725) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/368) ، والطبراني في "الكبير" (6/237 رقم6089) ، والبيهقي في "الشعب" (2724) ، والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (1/167) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع الضبِّي، عن سلمان، به.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6090) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/47- 48) من طريق أبي كدينة، عن المغيرة، به.
وقال الخطيب في الموضع السابق من "الموضح": «هكذا روى هذا الحديث أبو عوانة، عن مغيرة الضَّبِّي، وتابعه علي بن عاصم الواسطي، وعمر بن عبيد الطنافسي، فروياه عن مغيرة كذلك، وخالفهم خالد بن عبد الله المزني، وهُشَيْم بن بشير السلمي؛ فروياه عن مغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن القرثع، ولم يذكرا في إسناده علقمة.
ورواه أبو إسحاق الفزاريُّ عن مغيرةَ، عن إبراهيم؛ فنقص من الإسناد أبا معشر، وهو زياد بن كليب، وزاد فيه علقمة. ورواه معتمر بن سليمان التيمي، واختلف عنه: فرواه عبيد بن عبيدة التمار، وحاتم بن يزيد الدلال، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي معشر نفسه، عن إبراهيم، عن القرثع، كذا قال التمار، وقال الدلال: «عن علقمة، عن القرثع» ، وخالفهما عمر بن عبد الوهاب الرياحي؛ فروى عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إبراهيم، فأدخل الرياحي في إسناده بين سليمان التيمي، وبين أبي معشر منصورًا، وذكر فيه أيضًا علقمة. ورواه جرير بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ كذلك، وخالفه أبو حمزة السكري؛ فرواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قرثع، أسقط من إسناده أبا معشر وعلقمة؛ وكذلك روى عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن قرثع. وَرَوَاهُ إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، قال: دخل سلمان على النبي (ص) ، فسأله عن يوم الجمعة: ولم يذكر بين إبراهيم وبين سلمان أحدًا» .
(2/574)
604 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ عَامِر (1) ، عَن قيس بْن سَعْد: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقَلَّسُ (2) لَهُ يومَ الفِطْر (3) : أيُّ شيء معناهُ؟
وبعضُهم (4) يَقُولُ هَذَا: عَن عَامِر، عَن عِياضٍ الأَشْعَري (5) ، عن النبيِّ (ص) ، أيُّهما أصَحُّ؟ وما معنى (6) الحديث؟
فأجابَ أَبِي فَقَالَ: معنى التَّقْلِيس: أنَّ الحَبَشَ كانوا يَلْعَبون يومَ الفِطْر بعد الصَّلاة بالحِراب.
_________
(1) هو: ابن شَراحيل الشعبي.
(2) سيأتي تفسير أبي حاتم له باللَّعِب بالحِراب، وانظر "النهاية" لابن الأثير (4/100) .
(3) في (ك) : «للفطر» .
(4) في (ت) و (ك) : «بعضهم» بلا واو.
(5) هو: عياض بن عمرو.
(6) في (ش) : «يعني» .
(2/575)
واختَلَفَتِ الرِّوايةُ عَنِ الشَّعْبي فِي عِياضٍ الأشعريِّ، وقيسِ بنِ سَعْد:
رَوَاهُ جابرٌ الجُعْفي (1) ، عَنِ الشَّعْبي، عَن قيس بْن سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَرَوَاهُ آخَرُ - ثقةٌ أُنْسِيتُ اسمَهُ (2) - عَنِ الشَّعْبي، عَن عِياض، عَنِ النبيِّ (ص) .
وعِياضٌ الأشعريُّ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلٌ؛ ليست له صُحْبَة (3) .
_________
(1) هو: جابر بن يزيد.
(2) الظاهر أنه يعني: مغيرة بن مِقْسَم الضَّبِّي، كما سيأتي في التخريج.
(3) مدار هذا الحديث على عامر بن شراحيل الشعبي، ويرويه عنه جابر بن يزيد الجعفي، ومغيرة بن مقسم، واختلفا:
أما جابر الجعفي: فيرويه عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن قيس بْن سعد بن عبادة؛ قال: ما كان شيء على عهد رسول الله (ص) إلا وقد رأيته، إلا شيء واحد؛ فإن رسول الله (ص) كَانَ يُقَلَّس لَهُ يوم الفطر. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/422 رقم 15479) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1485) ، والطبراني في "الكبير" (18/352 رقم896) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على ابن ماجه" (1303) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن جابر.
وأخرجه الطحاوي (1484 و1485) ، والبيهقي في "الشعب" (6123 و6124) ، من طريق شيبان بن عبد الرحمن وشريك بن عبد الله، عن جابر.
ورواه أبو الحسن القطان في الموضع السابق من طريق شيبان.
وأما مغيرة بن مقسم: فيرويه عن الشعبي؛ قال: شهد عياض الأشعري عيدًا بالأنبار، فقال: مالي لا أراكم تقلِّسون كما كان يُقَلَّس عند رسول الله (ص) ؟ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/19) ، وابن ماجه في "سننه" (1302) ، والطحاوي (1486) ، والطبراني في "الكبير" (17/371 رقم1017) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، والخطيب في "التاريخ" (1/206-207) ، جميعهم من طريق شريك بن عبد الله، عن مغيرة. وأخرجه الخطيب أيضًا من طريق هشيم بن بشير، عن مغيرة. ورجح الطحاوي حديث عياض فقال في "شرح مشكل الآثار" (4/130) : «وكان أولى مما رويناه قبله في هذا الباب؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر، عن الشعيبي» .
(2/576)
605 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثَ (1) رَوَاهُ (2) مالكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رسولَ الله (ص) حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ (4) ، أَسْرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِْ، عَرَّسَ (5) ، وَقَالَ لِبِلالٍ: اكْلَأْ لَنا (6) الصُّبْحَ، وَنَامَ رسولُ اللَّهِ (ص) وأصحابُه حَتَّى طَلَعَتِ الشمسُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : اقْتَادُوا رَوَاحِلَكُمْ (7) ... ، وذكَرَ الحديثَ (8) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (34) .
(2) في (ك) : «روى» .
(3) روايته في "الموطأ" (1/13 رقم25) ومن طريق مالك رواه البغوي في "شرح السنة" (437) .
(4) في (ف) : «حنين» .
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي، ووقع عنده: «خيبر» ، وعلَّق عليها النووي في "شرح مسلم" (5/181) بقوله: «"وخيبر" بالخاء المعجمة، هذا هو الصواب، وكذا ضبطناه، وكذا هو في أصول بلادنا من "نسخ مسلم". قال الباجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما: هذا هو الصواب. قال القاضي عياض: هذا قول أهل السير؛ وهو الصحيح. قال: وقال الأصيلي: إنما هو "حنين": بالحاء المهملة والنون، وهذا غريب ضعيف» . اهـ.
(5) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/206) : «التَّعْريسُ: نزولُ المسافر آخرَ الليل نَزْلةً للنَّوم والاستراحة» .
(6) في (أ) : «اكلأنا» .
(7) في (ك) : «رواحكم» .
(8) قوله: «وذكر الحديث» مكرَّر في (ت) .
(2/577)
وَفِيهِ: وَمَنْ نَسِيَ صَلاَةً، فَلْيُصَلِّهَا (1) إذا ذَكَرَهَا؛ فَإنَّ اللهَ تعالى قَالَ: {وَأَقِمِ} (2) {} (3) .
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أبانُ بنُ يزيدَ العَطَّارُ (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ: هَذَا الحديثُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) المثبت من (ت) و (ك) ، وهو الجادَّة، ولم تتضح في (ش) . ولإثبات الألف وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(2) في جميع النسخ: «أقم» بلا واو.
(3) الآية (14) من سورة طه.
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (436) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/403) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/218) ، وابن حزم في "المحلى" (3/26) . وانظر التعليق آخر المسألة.
(5) قوله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لَيْسَ في (ت) .
(6) لم ينفرد معمر بوصله عن الزهري، بل تابعه يونس بن يزيد، وصالح بن أبي الأخضر. أما رواية يونس بن يزيد: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (680) .
وأما رواية صالح بن أبي الأخضر: فأخرجها الترمذي في "جامعه" (3163) ، ثم قال: «هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحدٍ من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب: أن النبي (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن أبي هريرة. وصالح بن أبي الأخضر يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه» . وقال أبو داود في الموضع السابق: «رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق، عن معمر وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلاَّ الأوزاعي وأبان العطار، عن معمر» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1350) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «المحفوظ هو المرسل» .
والذي يظهر أن الوجهين ثابتان عن الزهري، فمرة كان يصله، ومرة يرسله؛ ولذا رجح أبو زرعة الرواية الموصولة، ورجحها كذلك مسلم فأخرجها في "صحيحه" كما سبق، وأيدها بإخراجه للحديث بعد ذلك من طريق يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة؛ ليدلِّل على أن أصل الحديث معروف عن أبي هريرة.
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/329) : «وصحح أبو زرعة ومسلم وصله، وصحح الترمذي والدارقطني إرساله» .
وقد روي الحديث أيضًا من طريق سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به موصولاً، لكن اختُلِف عليهما في وصله وإرساله أيضًا اختلافًا مؤثرًا، فلا نطيل بذكره، والله أعلم.
(2/578)
606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن سَعِيدٍ (1) القَطَّان (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: سمعتُ جَابِرَ (3) بْنَ زَيْدٍ يحدِّث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاةَ المَرْأَةُ الحَائِضُ (4) وَالكَلْبُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أخافُ أَنْ يكونَ وَهِمَ (5) ؟
قَالَ أبي: هو صحيحٌ عندي (6) .
_________
(1) في (أ) : «يزيد» بدل: «سعيد» .
(2) في (ت) و (ك) : «العطَّار» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/347 رقم3241) ، وأبو داود في "سننه" (703) ، وابن ماجه (949) ، والنسائي (2/64 رقم751) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (832) ، وابن حبان (2387) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/458) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/140 رقم 12824) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/274) .
(3) في (ت) و (ك) : «خالد» بدل: «جابر» .
(4) في (أ) : «المرأة والحائض» .
(5) يعني: أخاف أن يكون وهم شعبة في رفعه.
(6) قال يحيى - كما عند النسائي في الموضع السابق-: «رفعه شعبة» .
وقال أبو داود في الموضع السابق: «وقفه سعيد وهشام وهمام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد على ابن عباس» .
(2/579)
607 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
608 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ مِسْكينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (4) ، عَنْ حَوْشَب (5) ، عَنِ الحَسَن (6) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامَة يروي عن رسول الله (ص) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ يَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
ثُمَّ قَالَ: الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة! لا يجيءُ هَذَا إلا مِنْ لِينِ (7) مِسْكين.
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (491) و (519) و (584) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (570) .
(4) هو: مسكين بن عبد الله.
(5) هو: ابن عَقيل.
(6) هو: البصري.
(7) كذا في (ف) ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) ، ولم = = تتضح في (ش) ، ووقع في (ت) و (ك) : «بن» بدل «لين» ، وفي المسألة رقم (570) قال أبو حاتم: «هَذَا مُنْكَرٌ؛ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ لا يَجِيءُ، وَوَهِنَ أَمْرُ مسكين عندي بهذا الحديث» .
(2/580)
609 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا كَثِيرُ ابنُ عُبَيْدٍ الحَذَّاءُ الحِمْصي (2) ، عن عبد المجيد ابن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَن عَلْقَمَة (4) ؛ قال: رُحْتُ (5) مع عبد الله - يَعْنِي: ابنَ مَسْعُودٍ - فوجَدَ ثلاثةَ نَفَرٍ قَدْ سَبَقوه، فَقَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ؛ إني سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنَ اللهِ يَوْمَ القيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إِلَى الجُمُعَاتِ؛ الأوَّلُ، ثُمَّ الثَّاني، ثُمَّ الثَّالثُ، ثُمَّ الرَّابِعُ، ثُمَّ قَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لِكَثير بْنِ عُبَيد: إنهم يَرْوون (6) عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، هَذَا الحديثَ! فَقَالَ: هَكَذَا حدَّثنا (7) بِهِ عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأعمش (8) .
_________
(1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/22) .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1094) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (620) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/78 رقم10013) .
(3) هو: ابن يزيد النخَعي.
(4) هو: ابن قيس النخَعي.
(5) أي: إلى الجامع؛ لأداء صلاة الجمعة.
(6) وممن رواه على هذا الوجه: علي بن مسلم الطوسي، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1525) ، وعبد الله ابن أبي غسان، وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/204) ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى، وروايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (2735) ، ثلاثتهم عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأعمش، به.
(7) يعني: عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن أبي رَوَّاد.
(8) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة، عن عبد الله إلا مروان بن سالم، وقد تقدم ذكرنا له بلينه» .
وقال الدارقطني في "العلل" (773) : «يرويه عبد المجيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي روَّاد، واختُلِف عنه: فرواه الحسن بن البزار، عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عبد الله. وخالفه كثير بن عبيد، فرواه [عن] عبد المجيد، عن معمر، عن الأعمش بهذا الإسناد. وخالفهما عبد الصمد بن الفضل، فرواه عن أبيه، عن عبد المجيد، عن الثوري، عن الأعمش، وهذا لا يصح عن الثوري، والأول أشبه بالصواب، ومروان بن سالم متروك الحديث» .
(2/581)
ومروانُ بْنُ سَالِمٍ منكرُ الْحَدِيثِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، لَيْسَ لَهُ حديثٌ قَائِمٌ، يُكْتَبُ حديثُهُ (1) .
610 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) وحدَّثنا عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبة (3) ، عَنِ ابْنِ (4) المبارك (5) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يوسف بْن السَّائب، عَنِ السَّائب (6) ؛ قَالَ: كُنَّا نَتَحَلَّقُ يوم الجُمُعَة قبل الجُمُعَة.
وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قال! وإنما هُوَ: أسامةُ بْن زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنِ السَّائب (8) .
_________
(1) قال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/274 رقم 1255) : «سألت أبي عن مروان بن سالم؟ فقال: منكر الحديث جدًّا، ضعيف الحديث، ليس له حديث قائم. قلت: يُترك حديثه؟ قال: لا! بل يكتب حديثه» .
(2) في (ف) : «وسمعت أبي زرعة» ثم كتب ألفًا طويلة فوق الياء غير ملتصقة بها!
(3) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد. والحديث في "مصنفه" (5408) .
(4) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» .
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: ابن يزيد.
(7) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو.
(8) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/190) ، عن عبد الله بن أبي عمرو، ثنا هارون بن طريف المكي، ثنا ابن وهب، ثنا أسامة بن زيد؛ أن محمد بن يوسف حدثه؛ أنه سمع السائب بن يزيد يقول ... فذكره.
(2/582)
611 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه محمد بن عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَن سُفْيان (1) ، عَنْ سَعْدٍ (2) ، عَن رجُلٍ، عَن ثَوْبان؛ قَالَ: حقٌّ عَلَى كُلِّ مُسلمٍ أن يَسْتاكَ يومَ الجُمُعَة، ويَلْبَسَ أفضلَ ثيابِهِ، ويتَطَيَّبَ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أخطأَ فِيهِ (3) يَحْيَى؛ وإِنّما هُوَ: عن (4) محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان (5) .
612 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيمان الواسِطي (6) ، عَنِ الهُذَيل بْنِ بِلالٍ الفَزَاري، عَنْ نَافِعٍ؛ حدَّثني أَبُو
_________
(1) هو: الثوري.
(2) هو: ابن إبراهيم.
(3) قوله: «فيه» ليس في (أ) و (ش) .
(4) قوله: «عن» ليس في (ش) .
(5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16398) ، عن عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/363 رقم 23076) عن وكيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/116) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم عن الثوري، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن شيخٍ من الأنصار، قال: قال رسول الله (ص) ... الحديث.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4997) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ غُنْدَرٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (7168) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم؛ قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ رجل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) ، به. ورواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16397) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شعبة بالإسناد السابق، إلا أنه وقفه.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وأخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/364) ، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/76) . وتابع سعيد ابن سليمان عليه أحمد بن يونس وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، ولفظ روايته عند ابن عدي: «من أتى مسجدي يوم الجمعة، فليغتسل» .
(2/583)
هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَتَى الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُنكَرٌ (1) .
613 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ أحمدُ بن عبد الله بْنِ يُونُسَ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن الحَكَم بن (5) عمرو، عن ضِرار
_________
(1) قال البخاري في الموضع السابق: «وقال مالك والحَكَم وعِدَّةٌ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) في الجمعة» . وكذا قال العقيلي.
وقال الدارقطني في "العلل" (2193) : «يرويه هُذَيل بن بلال، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ووهم فيه، وَالصَّحِيحُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، كذلك رواه أيوب، ومالك، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم من الحفاظ» .
وطريق نافع، عن ابن عمر الذي رجَّحه الأئمة: أخرجه البخاري في "صحيحه" (877) من طريق الإمام مالك، ومسلم (844) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن نافع، به.
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/355/ مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) قول أبي زرعة.
(3) في (ف) : «وسمعت أبي عن حديث» .
(4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/337) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/183) - من طريق إسماعيل بن أبان، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق سعيد بن سليمان، والعقيلي في "الضعفاء" (2/222) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/51 رقم1257) من طريق أسد بن موسى، أربعتهم عن محمد بن طلحة، به.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» ، وهو صواب أيضًا، فهو: الحكم بن عمرو الجزري أبو عمرو. انظر "ميزان الاعتدال" (2/344) .
(2/584)
بن عمرو، عن أبي عبد الله الشَّامي (1) ، عن تَمِيم ٍ الدَّاريِّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلاَّ عَلَى صَبِيٍّ، أَوِ امْرَأَةٍ، أَو مَرِيضٍ، أَو عَبْدٍ، أَو مُسَافِرٍ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
614 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى (5) سعيدُ بْنُ سَلَمَةَ بنِ (6) أَبِي الحُسَام (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيم الزُّرَقي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (8) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) : «الشافي» .
(2) قال البخاري في ترجمة الحكم، والعقيلي في ترجمة ضرار: «لا يتابع عليه» .
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) : «وإسناده غريب جدًّا» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (3/160-161) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (592) .
(4) تقدمت روايته في المسألة رقم (592) .
(5) في (ش) : «ما رواه» .
(6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» .
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1100) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عنه، به. وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما تقدم نقله عن الدارقطني في المسألة رقم (592) .
(8) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) .
(2/585)
615 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (2) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ حَنْطَب؛ قَالَ حَدَّثَنِي (3) مَنْ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ لِرَجُلٍ دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَة، ورسولُ الله (ص) يَخْطُب؛ قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: منهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِب بْنُ حَنْطَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِبُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عمَّن سَمِعَ النبيَّ (ص) ؛ وهو أصَحُّ.
_________
(1) هذه المسألة بكاملها ملحقة بهامش (ت) ، ولم تتضح بعض العبارات فيها. وانظر المسألة رقم (243) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «صبي» .
(*) ... تقدم تخريجه في المسألة رقم (243) .
(2/586)

*********************=****************


( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

علل الحديث لابن أبي حاتم
عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ
616 - وسألتُ أَبَا (1) زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه داود (2) بن عبد الرحمن العَطَّار (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ هَذا المَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ (4) بِحَقِّهِ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ ومَالِ رَسُولِهِ - فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ - لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ المَقْبُري (5) ، عَنْ عُبَيد
_________
(1) في (ف) : «أبي» .
(2) قوله: «داود» سقط من (ت) و (ف) و (ك) .
(3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6606) .
(4) في (ش) : «أخذ» .
(5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/378 رقم27124) ، والترمذي في "سننه" (2374) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4889) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/228 رقم 578) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد سَنوطا، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3259) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/227 رقم 577) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/64) من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" (24/228 رقم 579) ، والبيهقي في "الشعب" (9823) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به.
وأخرجه الحميدي في "مسنده" (356) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/364 و410 رقم 27054، 27055، 27317) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1588/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (2892، 4512) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/229 رقم 580- 587) من طريق عمرو بن كثير بن أفلح، عن عبيد سنوطا، به.
(2/587)
سَنُوطا أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ خَوْلَة بِنْتِ قَيْسٍ - امرأةِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المُطَّلِب - عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِمَّنْ هُوَ؟
قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! كَذَا رَوَاهُ دَاوُد العَطَّار (1) .
617 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نافع الصَّائغ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار، عَنِ الزُّهْري، عن سعيد
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (2071) : «يرويه إسماعيل ابن أُمَيَّة، واختُلِف عنه: فرواه عبد الأعلى بن حماد وعباس بن الوليد النَّرْسِيَّان، عن داود الْعَطَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، [عَنْ أَبِيهِ] ، عن أبي هريرة، وغيرهما يرويه عن داود العطار، عن إسماعيل أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أبي هريرة؛ ولا يقول: «عن أبيه» ، وكلاهما وهم. وإنما روى هذا الحديث المقبري، عن عبيد، عن خولة بنت قَهْد، عن النبي (ص) » . وانظر "العلل" له أيضًا (5/230/ب -231/أ) .
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/190/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (847) قول أبي حاتم إلا أنه وقع عند ابن الملقن «قال أبو حاتم: والصحيح عن سعيد أنه مرسل» ، وعند ابن حجر: «وقال أبو حاتم: الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ النبي (ص) أمر عتابًا؛ مرسل» ، ثم قال ابن حجر: «وهذه رواية عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري» .
(3) في (أ) : «أبي وأبي زرعة» .
(4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1604) ، والترمذي في "جامعه" (644) ، وفي "العلل الكبير" (181) ، وابن ماجه في "سننه" (1819) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (563) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2316) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/39) ، وابن حبان في "صحيحه" (3278) ، والدارقطني في "السنن" (2/133 و134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/121، 122) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/285) .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8837) ، والدارقطني في "السنن" (2/133) من طريق خَالِدِ بْنِ نَزَارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بن صالح التمار، به.
قال أبو داود: «سعيد لم يسمع من عتاب شيئًا» . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن صالح التمار» .
(2/588)
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عَتَّاب بْن أَسِيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَهُ أنْ يَخْرُصَ العِنَبَ كما يَخْرُصُ التَّمْر؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ عَتَّاب بْن أَسِيد.
وَرَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ عَتَّاب بْن أَسِيد، ولم يَذْكُرْ سعيدَ بنَ المسيب.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص)
_________
(1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10563 و36196) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والنسائي في "سننه" (5/109 رقم 2618) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/469- 470) من طريق بشر ابن المفضل ويزيد بن زريع، وابن خزيمة في "صحيحه" (2317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/122) ، من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (1603) من طريق بشر ابن منصور، وابن خزيمة في "صحيحه" (2318) ، والدارقطني في "سننه" (2/133) من طريق عبد الله بن رجاء وبشر بن منصور، وابن الجارود في "المنتقى" (351) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5535) من طريق عبد الله بن رجاء كلاهما «بشر، وعبد الله» عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عتاب بن أسيد، به.
(2/589)
.. فإنه تابع يونسَ الأَوْزاعيُّ (1) وعُقَيلٌ (2) ، فَقَالا: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ، ولا أعلمُ أحدًا تابع عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ الرِّواية.
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ (4) : كَانَ يُخْرَصُ العِنَبُ كما يُخْرَصُ التَّمْرُ؛ كَذَا رَوَاهُ بعض أصحاب الزُّهْري.
618 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفي (6) ، وَعِيسَى بْنُ مَيمون ابن دايَة المَكِّي (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ ذَوْدٍ (8) صَدَقَةٌ؟
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن خالد الأيلي.
(3) من قوله: «فإنه تابع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(4) في (ف) : «قد» بدل: «قال» .
(5) انظر المسألة رقم (624) .
(6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7251) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/296 رقم14162) ، وابن ماجه في "سننه" (1794) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2304) .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1808) .
(8) الذَّوْدُ من الإبِل: من الثلاثة إلى العشر، وقيل: ما بين ثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة. ولا واحدَ له من لفظه؛ كالنفر، والرهط، والقوم.
وقد وقع في رواية مسلم وغيره لهذا الحديث - من حديث جابر ح: «خمسة ذَوْد» ، قال النووي: «وقد ضبطه الجمهور: خمسُ ذَوْدٍ، ورواه بعضهم: خمسةُ ذَوْدٍ، وكلاهما لرواة كتاب مسلم، والأولُ أشهر، وكلاهما صحيحٌ في اللغة؛ فإثباتُ الهاء؛ لانطلاقه على المذكَّر والمؤنَّث، ومَنْ حَذَفَها، قال الداودي: أراد: أن الواحدة منه فريضةٌ» . وقال: «الروايةُ المشهورةُ: "خَمْسِ ذَوْدٍ" بإضافة "ذود" إلى "خمس"، وروي بتنوين "خمسٍ"، ويكون "ذَوْدٌ" بدلاً منه؛ حكاه ابن عبد البر، والقاضي، وغيرهما، والمعروف الأول، ونقله ابن عبد البر، والقاضي عن الجمهور» . وانظر "شرح النووي" (7/50- 51) ، و"أوضح المسالك" (4/221- 225) .
(2/590)
قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأنَّ الحُمَيديَّ (1) حدَّثنا عَنِ ابْنِ عُيَينة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) يَرويان ِ هَذَا الحديثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
قَالَ أَبِي: ورأيتُ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِمَا؛ إِمَّا محمدُ بْنَ مسلم، أو ابنُ دايَة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ وأبي سعيد (5) ، عن النبيِّ (ص) (6) .
قَالَ أَبِي: كَانَ ابنُ عُيَينة أعلمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دينار (7) .
_________
(1) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (752) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/212 رقم 976) .
(2) هو: سفيان.
(3) هو: الأنصاري.
(4) هو: يحيى بن عمارة.
(5) في (ت) و (ك) : «وابن سعيد» .
(6) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/223-224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2305) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/353-354) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/128) ، وابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (2/91) جميعهم من طريق دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي، عَنْ محمد بن مسلم الطائفي، به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، ولم يجمعهما إلا محمد بن مسلم» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هكذا رواه داود ابن عمرو جامعًا بين جابر وأبي سعيد، وخالفه غيره من الحفاظ، فاقتصروا على جابر» .
(7) قال ابن خزيمة في الموضع السابق: «هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار من جابر» .
وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/134) : «لا يتابع عليه» ، أي: محمد بن مسلم. وقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8483) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/116) : «انفرد به محمد بن مسلم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به فليس بقوي» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7250) عن ابن جريج؛ أخبرني عمرو بن دينار؛ قال: سمعت عن غير واحد، عن جابر؛ قال: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ... » . ومن طريق عبد الرزاق رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (236) .
قال البخاري: «هذا أصحُّ، مرسل» . وقال ابن خزيمة: «هذا هو الصَّحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابنُ جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم» .
ونقل ابن عبد البر عن حمزة بن محمد الحافظ قوله: «لا تصح هذه السنة عن أحد من أصحاب رسول الله (ص) ، إلا عن أبي سعيد، وقد روى هذا الحديث محمد ابن مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه معمر، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وليسا بصحيحين» .
وحديث أبي سعيد: رواه البخاري في "صحيحه" (1447) ، ومسلم (979) .
(2/591)
619 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيب (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدِالله ابنَيْ أخي (3) سالم ابن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ (4) مِيتَةَ السُّوءِ (5) ؟
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1988) ، (2113) .
(2) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (626) .
(3) في (ت) و (ك) : «ابن أخي» .
(4) في (ف) : «ترفع» .
(5) هذا جزء من متن الحديث، وسيذكر المصنِّف بعضه برقم (1988) بلفظ: «لا يزيدُ فِي العُمُرِ إِلا البِرُّ، وَلا يَرُدُّ القَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، وإنَّ الرجلَ ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنب يصيبُه» . وسيذكره مرة أخرى برقم (2113) بلفظ: «لا يزيدُ في العُمر شيءٌ إِلا البرُّ، والصَّدقةُ تدفعُ مِيتةَ السُّوء» .
(2/592)
قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبان؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمٍ هَاهُنَا مَعْنَى؟
قَالا: لا (3) .
620 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالِد بْنُ سَعِيدٍ (5) ،
عَنِ الشَّعْبي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ (7) ، عن النبيِّ (ص) ؛
_________
(1) في (ك) : «قال» بلا ألف المثنى.
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 و280 و282 رقم 22386 و22413 و22438) ، وابن ماجه في "سننه" (90 و4022) ، وابن حبان في "صحيحه" (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3069) .
(3) زاد ابن أبي حاتم في المسألة رقم (2113) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الله ابن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي (ص) ؛ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بن شبيب» .
(4) ستأتي هذه المسألة برقم (1397) .
(5) اختلف عن مجالد في هذا الحديث؛ فرواه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (5192) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، قال: نا عبيدة بن الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، به. وسيأتي عن مجالد بالوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلاَّ مجالد، ولا عن مجالد إلاَّ عبيدة، تفرد به عبد الله بن عمر» .
(6) هو: ابن عبد الله الأعور.
(7) قوله: «عن علي» سقط من (ف) .
(2/593)
أَنَّهُ قَالَ: المَعْدِنُ (1) جُبَارٌ (2) ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعْبي (3) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
621 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: لا أعلَمُ روى الثَّوْريُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَة، إِلا حديثًا واحدًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: الخالُ يُعطَى منَ الزَّكاة (5) .
622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عَامِر (6) ، عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سَنَّ فيما سَقَتِ
_________
(1) صحِّفَتْ في (ت) إلى: «المعدد» .
(2) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/365) : قوله: «المعدن جُبار» ، أي: هَدَرٌ، وليس المراد أنه لا زكاةَ فيه، وإنما المعنى: أن من استأجَر رجلاً للعمل في مَعدِن مثلاً فهلَكَ، فهو هَدَر، ولا شيء على من استأجَرَه. اهـ.
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/335 و353 رقم 14592 و14810) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/203) من طريق عباد بن عباد، والبزار في "مسنده" (894/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2134) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن مجالد، عن الشعبي، به.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن مجالد إلاَّ أهلُ البصرة؛ حماد وأصحابه» .
(4) ستأتي هذه المسألة ضمن المسألة رقم (2226) .
(5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7164) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10534) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/282-283) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم، عن سعيد بن جبير، بلفظ: «أعطِ الخالةَ من الزَّكاة، ما لم تُغْلِقْ عليها الباب» .
(6) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير (179) ، والبزار في "مسنده" (1/422/كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/163) .
(7) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(2/594)
السَّماءُ ... ؟
فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هَمَّام (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الخليل (3) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) .
623 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوان، عن منصور (7) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط! وقد ضبَّب ناسخ (ش) على قوله: «فقالا» ، وضبب ناسخ (أ) كذلك عليها وعلى قوله: «أبي» في بداية السؤال، وكتب في الهامش: «هكذا وُجِدَ في الأصل» ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه من العربية تقدم ذكره في التعليق على مثله في المسألة رقم (494) ، فارجعْ إليها إنْ شئت.
(2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10081) عن وكيع، عنه، به.
(3) هو: صالح بن أبي مريم.
(4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(5) قال الترمذي في الموضع السابق: «فسألت محمدًا- يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عندي مرسل: قتادة، عن النبي (ص) ، وسعيد بن عامر كثير الغلط» .
وقال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، هكذا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِر، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ورواه الحفاظ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «انفرد به همام، وغيره يرويه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» .
(6) هو: محمد بن عَوْن. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1482) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (106) ، وابن عدي في "الكامل" (6/200) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/72 رقم9985) .
(7) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ فهو الذي يروي عن إبراهيم النخعي، ويروي عنه محمد بن ذكوان كما في "تهذيب الكمال" (260 و5497) ؛ ويؤيده: أن الدارقطني ذكر في "العلل" (4/208) أن سفيان الثوري روى هذا الحديث عن منصور، والثوري يروي عن ابن المعتمر. ويُشكِل على هذا: أن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" (1759) من طريق هشيم بن بشير، عن منصور، وهشيم معروف بالرواية عن منصور بن زاذان، وقد نصَّ على ذلك أبو داود صراحة كما سيأتي، فإما أن يكون ابن المعتمر وابن زاذان كلاهما روى الحديث عن الحكم بن عتيبة، وهما معروفان بالرواية عنه كما في "تهذيب الكمال" (1422) ، أو يكون الحديث لابن زاذان، والرواية الأخرى وهم في ذكر السند والراوي، والله أعلم.
(2/595)
عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله (3) : أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ عمرَ (4) عَلَى الصَّدقات، فَأَتَى العباسَ فَمَنَعَهُ، فَشَكَا عمرُ إِلَى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ (5) أَبيهِ، وَإِنَّا تَعَجَّلْنَا مِنْ عَبَّاسٍ صَدَقَةَ مَالِهِ؟
فَقَالا: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْصُورٌ (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق (8) : أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عُمَر ... مُرسَلً (9) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (10) .
_________
(1) هو: ابن يزيد النخعي.
(2) هو: ابن قيس.
(3) هو: ابن مسعود.
(4) في (ك) : «عمير» .
(5) الصِّنْوُ: المِثْل؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) .
(6) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ وانظر التعليق على ذلك في الصفحة السابقة.
(7) هو: ابن عُتَيبة.
(8) في (ف) : «بنان» غير منقوطة الباء والنون الأولى.
(9) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(10) الحديث أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1759) عن هشيم، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الحسن بن مسلم قال: بعث رسول الله (ص) عمر.. فذكره.
وأخرج أبو داود في "سننه" (1624) حديث علي، عن العباس في تعجيل الصدقة، ثم قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ، عن الحسن ابن مسلم، عن النبي (ص) ، وحديث هشيم أصح» .
وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ عن منصور، عن الحكم بن عتيبة مرسلاً، ومحمد بن ذكوان هذا ليِّن الحديث، قد حدَّث بأحاديث كثيرة لم يُتابَع عليها» .
ونقل ابن عدي في الموضع السابق عن النسائي قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ منكر الحديث» ؛ ثم قال: «وهذا الذي أشار إليه النسائي أنه عن منصور منكر الحديث؛ لأن هذا لا يرويه عن منصور غيرُ ابن ذكوان هذا» .
وقال الدارقطني في "العلل" (788) : «يرويه محمد = = ابن ذَكْوَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، وهو وهم، والصحيح: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق مرسلاً» . وفي المسألة (513) ذكر الدارقطني في الحديث اختلافًا آخر، ثم قال: «وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحكم، عن الحسن ابن يَنَّاق مرسلاً، وهو أشبهها بالصواب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/111) بعد أن ذكره من طريق هشيم مرسلاً: «وهذا هو الأصح من هذه الروايات» .
(2/596)
624 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَاب (2) ،
عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله (3) وأيُّوبَ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ (6) صَدَقَةٌ؟
_________
(1) انظر المسألة رقم (618) .
(2) في (ك) : «حسَّان» .
وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3268) ، والطبراني في "الأوسط" (4540) ، وابن عدي في "الكامل" (5/140) .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا حماد بن زيد، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ» .
(3) هو: ابن عمر العمري.
(4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(5) هو: يحيى بن عمارة.
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: خمس أواق؛ لأن الأوقية مؤنَّثة، لكنْ يخرَّج ذلك على الحمل على المعنى، حمل الأواقي على معنى الموازين، كأنَّه قال: خمسة موازين أواقٍ. وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) .
(2/597)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ أيُّوب.
حدَّثنا عارِم (1) ، عَنْ حمَّاد، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: فَلَوْ قَالَ (2) : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) ، كَانَ يَحْتَمِلُ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) .
625 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَن يعقوب بْن يَزِيدَ بْن فلان، عَنِ الحارث بن أبي
_________
(1) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي. لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2266) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2263) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن عمرو ابن يحيى، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" أيضًا (2293) من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله وحده، عن عمرو، به.
وأخرجه أيضًا في (2294) من طريق حماد بن زيد، وأيضًا في (2295) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، عن عمرو، به.
(2) أي: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَابٍ. وهذا فيه إشارة إلى أنه هو الذي أخطأ في ذكر أيوب في الإسناد. ويدل عليه أن ابن خزيمة أخرج الحديث في "صحيحه" (2263) من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن يحيى ابن سعيد وعبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، به. وأخرجه أيضًا (2294) من طريق عمران بن موسى القزاز، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بن يحيى، به.
(3) أي: الأنصاري.
(4) تقدم تخريج روايته، والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1405، 1447) ، ومسلم (979) من طرق عن عمرو بن يحيى، به.
(2/598)
ذُباب: أنَّ عُمَرَ لم يأخُذْ من النَّاس زَمَنَ الرَّمَادَةِ (1) صدقة، وبعثَهُمْ عامًا قابِلاً (2) ، فأَخَذَ منهُم عِقَالَيْنِ (3) ، فقَسَم فيهم عِقَالاً، وحَطَّ إِلَى عُمَر (4) عِقالاً.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يعقوب بْن عُتْبَة بْن الْمُغَيرَةِ بْنِ الأَخْنَس بْن شَرِيق.
626 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيز بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قال: لِيَسْتَغْنِي (6) أَحَدُكُمْ عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ سِوَاكٍ (7) ؟
_________
(1) في (ك) : «ومن الزيادة» بدل: «زمن الرَّمادة» . وزمن الرَّمَادَة: سنة جَدْبٍ وقَحْطٍ في عهد عمر، فلم يأخُذ منهم الصَّدقة تخفيفًا عنهم. وقيل: سُمِّي عام الرَّمادَة: لأنهم لما أجدَبوا، صارَتْ ألوانُهم كلون ِ الرَّماد. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/262) .
(2) في (ش) : «قليلاً» .
(3) المراد: صدقة عامين؛ كما في «النهاية» (3/280) .
(4) قوله: «عمر» سقط من (ف) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (913/كشف = = الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/20-21/مسند عمر) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/351 رقم 12257) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3251) ، والضياء في "المختارة" (10/176) .
(6) في (ت) و (ك) : «يستغني» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «لِيَسْتَغْنِ» بحذف الياء؛ لأنَّهُ مجزومٌ بلام الأمر، لكن إثباتَ الياء مع الجازم له وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) .
(7) أي: بغُسالَتِه. وقيل: بما يَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّك. "النهاية" (2/509) .
(2/599)
قال أبي: هكذا رواه (1) عبد العزيز، وَرَوَاهُ جريرُ بْنُ حَازِمٍ (2) ، عَنِ الأعمَش، عن الحكم ابن عُتَيبة (3) ، عَنْ مَيْمون بْنِ أَبِي شَبِيب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (5) .
627 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (7) ، عن عبد الأعلى (8) ، عَنْ هِشَامٍ (9) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (10) ، عَنِ ابن عباس؛ قال:
_________
(1) في (أ) و (ش) : «روى» .
(2) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3252) عنه، عن الأعمش ومنصور بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، به.
(3) في (ش) و (ك) : «عيينة» .
(4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قال إسماعيل القاضي - كما عند البيهقي في الموضع السابق -: «هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غير واحد؛ رواه عَن الأعمش، عَن الحكم، عَنْ ابن أبي ليلى» . قال البيهقي: «هكذا وجدته: عن ابن أبي ليلى! والحديث عندنا عن الأعمش وغيره، عن الْحَكَمُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شبيب، عن النبي (ص) مرسلا» .
وقال حمدان بن علي - كما في "المختارة"-: سألت أحمد عن حديث عبد العزيز القسملي: «استغنوا عن الناس ... » فقال: منكر! ما رأيت حديثًا أنكر منه. اهـ.
(6) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق (2/237) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (2/425) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/228) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (873) حكم أبي حاتم.
(7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2415) .
وأخرجه النسائي في "سننه" (5/50-51 رقم2509) ، من طريق مخلد بن الحسين، والدارقطني في سننه" (2/144) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/168-169) - من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما - مخلد وعبد الوهاب - عن هشام بن حسان، به.
(8) هو: ابن عبد الأعلى.
(9) هو: ابن حسَّان.
(10) هو: ابن سيرين.
(2/600)
أَمَرَنا رسولُ الله (ص) أَنْ نُؤَدِّيَ (1) زكاةَ رَمَضَانَ (2) صَاعًا مِنْ طَعَامٍ؛ عَنِ الصَّغِير والكَبِير، والحُرِّ والمَمْلوك، مَنْ أَدَّى سُلْتًا (3) قُبِلَ (4) مِنْهُ، وأَحسَبُهُ قَالَ: وَمَنْ أَدَّى دَقيقًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سَوِيقًا قُبِلَ مِنْهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .
628 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى ابن عُبَيدة (6) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن دِينَارٍ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فمنهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (9) ، ومنهُمْ من يُسْنِدُهُ،
_________
(1) في (ت) : «يؤدي» ، ولم تنقط في (ك) .
(2) في (ف) : «زكاة الفطرة رمضان» .
(3) قال ابن الأثير: السُّلْتُ: ضَرْبٌ من الشَّعير أبيضُ لا قِشْرَ له. "النهاية" (2/388) .
(4) في (أ) : «قيل» .
(5) قال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا مرسل، محمد ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا» . ولما نقل ابن حجر في "التلخيص" (873) قول أبي حاتم؛ فسَّره بقوله: «لأن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ في قول الأكثر» .
(6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/335) .
(7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1410) مرفوعة. وأخرج الحديث مسلم (1014) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، به، مرفوعًا.
(8) هو: ذكوان السَّمَّان.
(9) في (ك) : «يوثقه» ، وقوله: «يُوقِفُهُ» مِنْ: أوقَفَ الحديثَ؛ بمعنى: وقَفَهُ، وهو لغة قليلة. انظر "تاج العروس" (وقف) .
(2/601)
ويَحْتَمِلُ أن يكونَ مرفوعً أَيْضًا صَحِيحٌ (1) (2) .
629 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ سَغَبٍ (5) ، أَدْخَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إلاَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلََ (6) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر؛ قَالَ: يُقال: مَنْ أشبعَ ... هكذا (7) .
_________
(1) قوله: «مرفوع أيضًا صحيح» مكانه في (ت) و (ك) : «مرفوعًا أيضًا صحيح» ، وتقدير أصل العبارة: «ويحتمل أن يكون هو [أي الحديث] صحيحً أيضًا حال كونه مرفوعً» ؛ على فـ «صحيحً» خبر «يكون» ، و «مرفوعً» حالٌ منصوبٌ، ورُسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(2) قال ابن عدي في الموضع السابق - بعد أن ذكر لموسى أحاديث عن عبد الله بن دينار -: «وهذه الأحاديث لموسى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ليست هي محفوظة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (1894) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وأما حديث عبد الله بن دينار: فالصحيح عنه: ما قاله عبد الرحمن ابنه وسليمان بن بلال عنه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" له أيضًا (4/56/ب) .
(3) انظر المسألة رقم (2031) .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/108) .
(5) أي: في يومِ جوعٍ. انظر "النهاية" (2/371) .
(6) لم يتضح في (ت) . والمراد: «ما فعله» ، حذف ضمير المفعول وهو الرابط بين جملة الصلة والموصول.
(7) قال ابن عدي - بعد أن ذكر لطلحة عدة أحاديث -: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتُها مما فيه نظر» .
(2/602)
630 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ بَشِير بْنِ مُهاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حُبِسَ (4) عَنْهُمُ القَطْرُ، ولاَ نَقَصَ قَوْمٌ المِكْيَالَ ... ، الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حُسَين بْنُ واقِد (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، موقوفً (6) ؛ وهو أشبَهُ (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2773) .
(2) هنا انتهت الورقة (62) من النسخة (ف) ، وقد سقطت الورقة التالية (63) ، وتبدأ الورقة (64) في أثناء المسألة رقم (640) كما سيأتي التنبيه عليه.
ورواية عبيد الله بن موسى هذه وصلها أبو حاتم في المسألة رقم (2773) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، به، وأخرجها ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والروياني في "مسانيدهم"- كما في "المطالب العالية" (973) -، والبزار (4/104/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3040) .
ومن طريق البزار رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/191) .
(3) هو: عبد الله.
(4) في (ش) : «حبس الله» .
(5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3039) .
(6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(7) قال البزار: «لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا إسناد حسن» .
وقال في "بذل الماعون" (ص212) بعد أن أخرج الحديث من الطريق الأولى: «وله علة غير قادحة؛ أخرجه البيهقي في "الكبرى" من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذ، ويَحْتمل أن يكونا محفوظين، وإلا فهذه الطريق أرجح؛ لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادَّة» .
وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (3/1169) : «وأورده في "المختارة"، فأدنى مراتبه أن يكون عنده حسنًا، وكذا حسَّن شيخنا في تصانيفه إسناده، وكأنه إنما لم يطلق الحكم لكون بشير خولف فيه» .
وانظر "الأجوبة المرضية" أيضًا (2/547-548) .
(2/603)
631 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيح (2) ،
عَنْ أَبِي (3) الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ [بُسْر] (5) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَاءَهُ مِنْ أخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ إِشْرافٍ ولاَ مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يُروى عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عن ابن
_________
(1) في (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة التالية.
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/350) ، والإمام أحمد في "المسند" كما في "أطراف المسند" (2/293 رقم2286) ، و"إتحاف المهرة" (4/398 رقم4439) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/220-221 رقم 17936) ، وأبو يعلى في "مسنده" (925) ، وابن حبان في "صحيحه" (3404 و5108) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به.
(3) قوله: «أبي» سقط من (ك) .
(4) هو: محمد بن عبد الرحمن، المعروف بيتيم عُروَة.
(5) في جميع النسخ: «بشر» ! وسيأتي في بعض النسخ على الصَّواب، وكذا جاء على الصَّواب في "الجرح والتعديل" (3/338) .
(6) في (ش) و (ك) : «بشر» ، والمثبت من (أ) و (ت) ، وهو الصَّواب كما بيَّنا في التعليق المتقدِّم.
(7) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (1045) من طريق بكير بن الأشج، عنه، به.
(2/604)
السَّاعِدي (1) ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
632 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ [و] (4) ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة (6) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قولَه: مَنْ جاءَه مِنْ أَخِيهِ معروفٌ مِنْ غَيْرِ إشرافٍ وَلا مسألَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ؛ فإنَّما هُوَ رِزقٌ ساقَه اللهُ إليه.
_________
(1) هو: عبد الله بن السَّعدي، أو: السَّاعدي؛ كما في المسألة التالية.
(2) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/338) لخالد بن عدي الجُهَني، وذكر روايته لهذا الحديث، وأنه روى عنه بسر بن سعيد الحضرمي، ثم قال: سألتُ أبي عن خالد هذا؟ فقال: لا يُدرى من هو! وهذا الحديث اختُلِفَ في الرواية عن بُكَير بن الأَشَجِّ: فروى سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل يتيم عروة، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بن عَدِيّ، عن النبي (ص) . وَرَوَى اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعدي، عن عمر بن الخطاب ح؛ وهو الصَّحيح. اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (197) الاختلاف في الحديث، وقال: «وأحسنها إسنادًا: حديث شعيب بن أبي حمزة ومن تابعه، عن الزهري، عن السائب، عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر» . وانظر المسألة التالية.
(3) انظر المسألة السابقة.
(4) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها النص؛ إذ ليس في الرواة من اسمه: «حيوة بن لهيعة» ، وحيوة بن شريح وابن لهيعة قرينان؛ فيبعد أيضًا أن تكون العبارة: «حيوة، عن ابن لهيعة» ، وكثيرًا ما تأتي أسانيدُ فيها: «حيوة وابن لهيعة، عن أبي الأسود» ؛ كما في "المسند" للإمام أحمد (2/330) وغيره، والله تعالى أعلم.
(5) هو: محمد بن عبد الرحمن، المذكور في المسألة السابقة.
(6) في (ك) : «حيصفة» .
(2/605)
فَقَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ السَّاعِدي، عَنْ عُمَرَ.
رَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عَنِ السَّائب بن يزيد، عن حُوَيْطِب (2) بن عبد العُزَّى (3) ، عن عبد الله بْنِ السَّعْدي، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رسول الله (ص) .
قَالَ أَبِي: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَيُقَالُ: ابنُ السَّعْديِّ والسَّاعِديِّ (4) .
633 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْث (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لرسولِ الله (ص) : أَصحابُ الحُمُر (7) ؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِي الحُمُرِ شَيْءٌ؛ إِلاَّ هَذهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ (8) : {فَمَنْ} (9)
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7163) .
(2) في جميع النسخ: «ابن حويطب» ، وكانت في (ش) : «حويطب» ، ثم ألحقَ الناسخ فوقها «بن» ، وكتب عليها علامة «صح» . والمثبت من "تهذيب الكمال" (7/465) ، و"الإصابة" (2/304) .
(3) في (أ) : «عبد العزيز» .
(4) انظر "العلل" للدارقطني (197) .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (1707) .
(6) هو: ابن سعد.
(7) اختصر المصنف متنَ الحديث كعادته، وهو حديثٌ معروف متفق على صحته؛ أخرجه البخاري (2371) ، ومسلم (987) ، ذكر فيه (ص) عقوبة من لا يؤدِّي زكاةَ الكنز والإبل والغنم، فسألوه عن الخيل، فذكر أن الخيرَ معقودٌ في نواصيها إلى يوم القيامة ... الحديث. ثم سألوه، فقالوا: فالحُمُر يا رسول الله؟ ... فذكر هذا الحديثَ جوابًا لسؤالهم.
(8) الفاذَّةُ: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) .
(9) في جميع النسخ: «من» !
(2/606)
{يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} إِلَى آخِرِ السُّورة (1) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ كَمَا رَوَاهُ مالكٌ (2) ، وحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَة (3) ، وابنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
634- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (6) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (9) ، عن يحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفي (10) ، عَنْ كُرَيب (11) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لمعاذٍ حِينَ بعثَهُ إِلَى اليَمَن: اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ
_________
(1) سورة الزلزلة.
(2) في "الموطأ" (2/444 رقم958) عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، عَنْ أَبِي هريرة، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2371) .
(3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (987) من طريق سويد بن سعيد، عنه، عن زيد بن أسلم، به.
(4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1659) .
(5) هذا السياق يوهم أن مالكًا وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَابْنُ أَبِي فديك ثلاثتهم رَوَوا الحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، وليس كذلك، فالراوي عن هشام بن سعد هو ابن أبي فديك فقط، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (987) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زيد بن أسلم. وأما مالك وحفص ابن ميسرة فإنهما يرويانه عن زيد بن أسلم كما سبق.
(6) هو: ابن يحيى التُّجِيبي.
(7) هو: عبد الله.
(8) هو: عبد الله.
(9) في (ش) : «زيد» .
(10) ويقال: يحيى بن عبد الله كما سيأتي.
(11) هو: ابن أبي مسلم، مولى ابن عباس.
(2/607)
دُونَ اللهِ، وَإنَّكَ سَتَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ فَاَدْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَواتٍ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِكُمْ وَيُعَادُ بِهَا عَلَى فُقَرائِكُمْ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ.
قَالَ أَبِي: إنما هو: يحيى بن عبد الله بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ أَبِي مَعْبَد (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (3) .
635 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (5) ،
_________
(1) هو: يحيى بن محمد المتقدم في أول المسألة.
(2) هو: نافذ مولى ابن عباس.
(3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1395) ، ومسلم (19) .
(4) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (4/153/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (820) .
(5) هو: مروان بن محمد. روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/148-149) ، والدارقطني في "السنن" (2/104) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1060) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - = = والشاشي في "مسنده" (62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/106) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، والعقيلي في "الضعفاء" (2/259) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - من طريق ابن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" (4/148- 149) والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366- 367) من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به.
وخالف حماد بن زيد روايةَ ابن لهيعة؛ فرواه عن يحيى ابن سعيد، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صحبتُ سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، فما سمعته يحدِّث عن النبي (ص) بحديث واحد. أخرجه ابن ماجه في "سننه" (29) .
وذكر الدارقطني في "العلل" (639) خلافا آخر في هذا الحديث فقال: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يحيى بن سعيد، عن السائب أنه قال: صَحِبْتُ سعدًا كذا وكذا سمة (كذا في المطبوع ولعلها: سنة) ، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا.
(2/608)
عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ؛ قَالَ: كَتَبَ إليَّ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ يذكُرُ عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وقَّاص يقولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، ولاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (2) فِي الصَّدَقَةِ، والخَليطَان ِ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفَحْلِ والرَّاعي والحَوْضِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ عِنْدِي، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) ابنِ لَهِيعَة.
وَقَالَ (4) أبي: ويُروى هذا من كلام سعد فقَطْ (5) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ك) : «مقترق» .
(3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره في التعليق على المسألة رقم (487) .
(4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ [في الأصل: عن] ابن لهيعة» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (2/295) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (1/368) - عن ابن أبي مريم؛ قال: لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئًا، ولكن كتب إليه يحيى، وكان فيما كتب إليه يحيى هذا الحديث؛ يعني: حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر: صحبت سعد بن أبي وقاص كذا وكذا سنة، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا، وكتب في عقبه على إثره: لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بَيْنَ متفرِّق فِي الصَّدَقَة، وظن ابنُ لهيعة أنه من حديث سعد؛ أنه يعني بقوله إلا حديثًا واحدًا: «لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، وإنما كان هذا كلام مُبتدأ من المسائل التي كتب بها إليه.
وحكى الخطيب عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «هذا باطلٌ؛ إنما هذا من قول يحيى بن سعيد: لا يُفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، كذا حدث به الليث بن سعد وغيره» . وانظر "العلل" للدارقطني (639) .
(2/609)
636 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ،
عَنِ ابْنِ (3) لَهِيعَة (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن جُبَير (5) : أنه كان
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (1231) .
(2) هو: عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم 18015 و18017 و18018) من طريق موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وأبو عبيد في "الأموال" (654) من طريق عمرو بن طارق، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص261) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/304 رقم725) من طريق القعنبي، جميعهم عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2370) ، والطبراني في "الكبير" (20/305- 306 رقم 7274) ، والحاكم في "المستدرك" (1/406) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/291) من طريق الأوزاعي، عن الحارث بن زياد، به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" (2945) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/355) - عن موسى بن مروان الرقي، عن المعافي، عن الأوزاعي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جبير بن نفير، عن المستورد، به.
قال المزي في "تحفة الأشراف" (8/377- 378) : «رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان، فقال: «عبد الرحمن بن جبير» ، بدل «جبير بن نفير» ، وهو أشبه بالصواب» .
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (653) من طريق عياش بن عباس، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجل، عن المستورد.
(3) المثبت من (ك) ، وفي (أ) و (ت) و (ش) : «أبي» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) .
(4) هو: عبد الله.
(5) هو: المصري المؤذِّن، وقد جاء في بعض المصادر: = = «عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ» ، قَالَ الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/377) بعد أنْ بيَّن الخلاف فيه: «وعلى هذا: فذكر «نفير» في هذا الإسناد غلط ممن ذكره؛ فإنَّ الذي جدُّه نفيرٌ شاميٌّ، وصاحب هذا الحديث مصري، والمستورد أيضًا مصري» .
(2/610)
فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَورِدُ (1) ، وَعَمْرُو بن غَيْلان ابن سَلَمة، فَسَمِعَ المُستَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أو خَادِمًا (2) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَو مَسْكَنًا فَلْيَتَّخِذْ مَسْكَنًا، أَوْ دَابَّةً فَلْيَتَّخِذْ دابَّةً، فَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ، أَوْ سَارِقٌ.
وَقَالَ (3) ابنُ (4) لَهِيعَة (5) : أَخْبَرَنِي ابنُ هُبَيرَة السَّبَئي (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، بِمِثْلِهِ؛ غيرَ أَنَّهُ قال: غَالٌّ [وسَارِقٌ] (7) .
وَقَالَ (8) ابنُ وَهْب: يُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، حَتَّى يَتَّخِذَ امْرَأةً،
_________
(1) هو: ابن شداد.
(2) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسخ "مسند أحمد" (29/546/الرسالة) أيضًا، وهي مفعولٌ به لفعلٍ مقدَّر يَدُلُّ عليه ما بعده، والتقدير: أو لم يَتَّخِذْ خادمًا، وكذلك ما بعده: أو لم يَتَّخِذْ مسكنًا. وانظر التعليق على "مسند أحمد" (29/546 طبعة الرسالة حاشية رقم 3) .
(3) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو.
(4) في (ت) : «أبي» .
(5) روايته هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (655) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم18015 و18018 و18019) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/305 رقم 726) .
(6) في (ك) : «السائي» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي.
(7) في (ت) و (ك) : «أو ساد» ، وهذا الموضع ضمن السَّقط الواقع في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «أو سارق» ، وهو تصحيف؛ إذ لو كان كذلك لما كان هناك فرقٌ بين الروايتين. وقدأخرج كلتا الروايتين أبو عبيد في "الأموال" (654 و655) هكذا على الصَّواب.
(8) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو.
(2/611)
وخَادِمً، ومَسْكَنً (1) ، وَدَابَّةً، ولاَ يَأْخُذْ أَمْوَالَ النَّاسِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجلٍ، عَنِ المُسْتَوْرِد، عن النبيِّ (ص) .
فقلتُ لأَبِي: للمُسْتَوْرِدِ صُحْبَة؟
قَالَ: نَعَمْ.
637 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (3) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَة (4) ، عَنِ ابْنِ (5) هُبيرة، عن أبي (6) تَميم (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: الدِّينَارُ كَنْزٌ، والدِّرْهَمُ كَنْزٌ، وَالقِيرَاطُ كَنْزٌ. فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أمَّا الدِّينَارُ والدِّرْهمُ قَدْ (8)
عَرَفْنَاهُ، فما
_________
(1) قوله: «وخادم، ومسكن» ، كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب فيهما على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) ، وانظر: "عقود الزبرجد" للسيوطي (1/284- 286) .
(2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (653) .
(3) هو: عبد الله. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1272) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، به.
(4) هو: عبد الله.
(5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي المذكور في المسألة السابقة.
(6) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: عبد الله بن مالك.
(7) هو: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الجيشاني.
(8) كذا في جميع النسخ؛ والجادة أن يقال: «فقد عرفناه» ؛ لأن «أما» حرفُ شرط وتوكيد دائمًا، وتفصيل غالبًا؛ في جوابها أن يقترن بالفاء؛ كقوله تعالى: [فُصّلَت: 15] {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَْرْضِ} .
وما في النسخ له وجهٌ في العربية صحيح؛ فقد ذهب النحاةُ إلى أن الفاء قد تحذف من جواب «أما» في الشعر ضرورة، وفي النثر على قلَّة. وذهب ابن مالك والدماميني وغيرهما: إلى أن حذفها جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام، وقد أورد ابن مالك شواهد على ذلك من "صحيح البخاري" منها: قوله (ص) : «أما بعدُ ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا..» ، وقوله (ص) : «أما موسى كأني أنظر إليه ... » ، ثم قال ابن مالك: «وقد خولفت القاعدةُ [يعني قاعدةَ النحويين] في هذه الأحاديث، فَعُلم بتحقيق: عدمُ التضييق، وأن من خَصَّهُ بالشعر، أو بالصورة المعيَّنة من النثر، مقصِّرٌ في فتواه، عاجز = = عن نصرة دَعواه» . "شواهد التوضيح" (ص136) . وانظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/264- 267) ، و"عقود الزبرجد" (3/227- 229) و"المغني" لابن هشام (ص80- 84) ، و"شرح ابن عقيل" (4/52- 54) .
(2/612)
القِيراطُ؟ قَالَ: نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .
638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَري (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ... ، فَقَصَّ القِصَّةَ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَبْدُ الْمَلِكِ (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جابر،
_________
(1) في (ك) : «نصف درهم» مرة واحدة.
(2) قال المناوي في "فيض القدير" (3/554) : «رواه ابن مردويه في "تفسيره" عن أبي هريرة بإسناد ضعيف، ورواه عنه في الفردوس، وبيَّض لسنده» .
(3) هو: مروان بن محمد.
(4) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث.
(5) هو: ابن أبي رباح.
(6) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (988) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الملك، به.
(7) هو: محمد بن مسلم بن تدرُس.
(2/613)
عن النبيِّ (ص) .
639 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (2) ، عَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى أَهْلِهِ وَمَالهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُؤْمِنٍ، وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ (4) لَم يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (5) ... ، وذكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حَقِّ الْجَارِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ (6) .
640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام ابن عمَّار (7) ، عَنْ عِراكِ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ (8) : سمعتُ إبراهيم بن أبي
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2357) .
(2) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (247) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2430) ، وابن عدي في "الكامل" (5/171) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (9113) .
(3) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني.
(4) قوله: «من» سقط من (ك) .
(5) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) .
(6) قال البيهقي في الموضع السابق: «سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء، غير أنهم غير متَّهمين بالوضع، وقد روي بعض هذه الألفاظ من وجه آخر ضعيف» . وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/605) : «وهو شديد النكارة، ولو جاء به أوثق الناس، فكيف هؤلاء؟!» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 257-258) : «إسناده ضعيف، ورفع هذا الكلام منكر، ولعله من تفسير عطاء الخراساني» .
(7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (18) ، وفي "الدعاء" (34) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/165) .
(8) في (ت) و (ك) : «يقول: قال» .
(2/614)
عَبْلَة يحدِّثُ عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِت: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ وَهُوَ فِي الحَطِيم (1) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أُتِيَ عَلَيَّ مالِ بَني (2) (3) فُلانٍ بِسِيفِ (4) الْبَحْرِ، فذُهِبَ بِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلِفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ولاَ بَحْرٍ إلاَّ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ البَلاَءِ بالدُّعَاءِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ (5) وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادةَ، وعِراكٌ منكرُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ خالدُ بْنُ يَزِيدَ أوثقُ (6) مِنْهُ، وَهُوَ صَدوق (7) .
641 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُتْبَة ابن السَّكَن (8) ، عن أَبَانَ
_________
(1) قال ياقوت في "معجم البلدان" (2/273) : الحَطِيم - بالفتح ثم الكسر -: بمكة. قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب، وقال ابن جُرَيج: هو ما بين الرُّكن والمقام وزمزم والحِجْر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطَّم الناس للدعاء. اهـ.
(2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» .
(3) هنا انتهت الورقةُ الساقطةُ من (ف) التي كانت بدايتها في نهاية المسألة رقم (630) .
(4) في (ك) : «يسيف» . وسِيفُ البحر، بكسر السِّين: ساحلُه. "القاموس" (س ي ف) ، و"النهاية" (2/434) .
(5) قوله: «من السَّماء» ليس في (ت) و (ك) .
(6) في (ك) : «وأوثق» بالواو.
(7) قال الطبراني في الموضع السابق: «إبراهيم لم يسمع من عبادة» .
(8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/42) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1805) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/98/تعليقًا) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أبان، به. ثم ذكر ابن حبان حديثًا آخر لأبان وقال: «وهما جميعًا باطلان» .
(2/615)
بنِ المُحبَّر (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلاَّ قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ، أوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وأبانُ هذا مجهولٌ (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) .
642 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (4) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إلاَّ لِخَمْسَةٍ: رَجُلٍ اشْتَراهَا
_________
(1) في (ت) و (ك) : «المجبر» بالجيم.
(2) في (أ) : «وأبان هذا هو مجهول» ثم ضُرب على قوله: «هو» .
(3) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (1/25) عن العقيلي قوله: «لا يتابعه عليه - أي أبان - إلا من هو مثله أو دونه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (571) .
(4) روايته في "المصنف" (7151) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/56 رقم11538) ، وأبو داود في "سننه" (1636) ، وابن ماجه (1841) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2374) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3605) ، والدارقطني في "سننه" (2/121) ، والحاكم في "المستدرك" (1/407- 408) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15، 22) .
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/121) ، وفي "العلل" (2279) ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15) من طريق أبي الأزهر، كلاهما عن عبد الرزاق، عن الثوري ومعمر، جميعًا عن زيد بن أسلم، به.
ورواه عبد الرزَّاق في "المصنف" (7152) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
وبيَّن الدارقطني أنَّ من قال في رواية عبد الرزاق: «عن معمر» وحده أصح.
(2/616)
بِمَالِهِ (1) ، أَوْ رَجُلٍ عَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَهُ (2) ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم؛ قَالَ: حدَّثني الثَّبْتُ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) أشبَهُ (5) .
وَقَالَ أَبِي: فإنْ قَالَ قائلٌ: الثَّبْتُ مَنْ هُوَ؟ أَلَيْسَ هُوَ عطاءَ بنَ يَسَار؟ قِيلَ لَهُ: لَوْ كَانَ عطاءَ ابن يَسار، لِمَ يُكَنِّ عَنْهُ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أَلَيْسَ الثَّبْتُ هُوَ عَطَاءٌ؟
قَالَ: لا! لَوْ كَانَ عَطَاءً، مَا كَانَ يُكَنِّي عَنْهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (6) ،
عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ،
_________
(1) أي: رجلٌ ذو مالٍ يشتري الصدقة بماله.
(2) يوضِّح ذلك رواية أبي داود (1635) ، ففيها: «أو لرجل كان له جارٌ مسكين، فتُصُدِّقَ على المسكين، فأهداها المسكين للغني» .
(3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، والدارقطني في "العلل" (2279) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10682) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، به مرسلاً.
(4) في (ك) : «هو» بلا واو.
(5) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (5/43/أ) : «واختلف الحفاظ أيما أصح: طريق الوصل، أو طريق الإرسال؟ فصحَّح الثاني طائفة، ففي علل ابن أبي حاتم: أن الثوري أرسله، ونقل عن أبيه أن الإرسال أشبه» .
(6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/96) .
وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/268) ، ومن طريقه أبو داود في "سننه" (1635) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، به مرسلاً؛ مثل رواية ابن عيينة.
(2/617)
مُرسَلً (1) .
قَالَ أَبِي: والثَّوْريُّ أحفَظُ (2) .
643 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي المُرَاوِح، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ (4) : [قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ] (5) : إنَّا أنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيان ِ مِنْ مَالٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي واقِد، عَنِ النبيِّ (ص) .
644 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (7) ، عن
_________
(1) قوله: «مرسل» سقط من (ف) . وقد جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال الدارقطني في الموضع السابق (2279) : «حدَّث به عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد؛ قاله ابن عسكر عنه. وقال غيره: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ وحده، وهو أصح. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الثبت عن النبي (ص) ، ولم يُسَمِّ رجلاً، وهو الصحيح» .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، وستأتي برقم (1817) .
(4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «قال» . وانظر الحاشية التالية.
(5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من المسألتين (479) و (1817) ، وانظر الحاشية السابقة.
(6) نقل الذهبي في "الميزان" (2/202) بعض هذا النص.
(7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (ص213) ، والنسائي في "سننه" (4853) ، وابن عدي في "الكامل" (3/275) .
(2/618)
سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) كَتَبَ إِلَى أهلِ اليَمَنِ بِصَدَقاتِ الغَنَم؟
قلتُ لَهُ: مَنْ سُلَيمانُ هَذَا؟
قَالَ أَبِي: مِنَ النَّاس من يَقُولُ: سُلَيمان بْن أَرْقَم. قَالَ أَبِي: وقد كَانَ قَدِمَ يَحْيَى بنُ حمزةَ العِراقَ، فَيَرَوْنَ أنَّ الأرقمَ: لقبٌ، وأن الاسم: دَاوُد.
ومنهُم (1) من يَقُولُ: سُلَيمان بْن دَاوُد الدِّمَشْقي، شيخٌ ليحيى بْن حَمْزَةَ، لا بأسَ بِهِ؛ فلا أدري أيُّهما هُوَ؟
وما أظنُّ أَنَّهُ هَذَا الدِّمَشْقي (2) .
ويُقال: إنَّهم أصابوا هَذَا الحديثَ بالعِراق مِنْ حَدِيث سُلَيمان بْن أَرْقَم (3) .
_________
(1) في (ف) : «ومن الناس» .
(2) من قوله: «شيخ ليحيى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(3) قال أبو داود في الموضع السابق: «سليمان بن داود وَهَمٌ» . وقال: «وَهِمَ فيه الحكم» .
ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/93) عن ابن منده أنه قال: «قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطِّه: عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، وأما من صحَّحه، فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقويَ عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري» .
وروى ابن عدي في "الكامل" (3/274-275) عن ابن معين أنه قال: «سليمان بن داود ليس يعرف، ولا يصح هذا الحديث» .
وروى أيضًا عن البغوي أنه قال: «سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة: أصحيحٌ هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحًا» .
وقال ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب": «أما سليمان بن داود الخولاني، فلا ريب في أنه صدوق؛ لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان، فقال: سليمان بن داود؛ إنما هو سليمان بن أرقم، = = فمن أخذ بهذا ضعَّف الحديث، ولا سيما مع قول من قال: إنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة، فقد قال صالح جزرة: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن الأرقم» .
(2/619)
645 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن أبي العِشْرين (2) ، عن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (2120) .
(2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها ابن سمعون في "الأمالي" (54) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (179) كلاهما من طريق أحمد بن سليمان بن زيّان الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ عبد الحميد بن أبي العشرين، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/307) من طريق محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي، عن هشام ابن عمار، به كسابقه. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (3/610) من طريق أحمد بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعي، به هكذا بذكر الوليد بن مسلم بدل عبد الحميد بن أبي العشرين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7726) من طريق موسى بن إسماعيل الجبلي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، به.
وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (6950) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به.
(2/620)
الأوزاعي (1) ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أنْ يَجْعَلَهَا عَنْ (2) وَالِدَيهِ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه.
قَالَ أَبِي: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ (4) لَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو ابن شُعَيب، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ فِي نفسِه.
قلتُ لأَبِي: فتخافُ أَنْ يكونَ الأوزاعيُّ دلَّس (5) ؛ بَلَغَهُ عَنْ عَبَّاد (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو؟
قَالَ: لا! ولكنْ أخافُ أَنْ يكونَ مِنِ ابنِ أَبِي العِشْرين.
قلتُ: أَلَيْسَ ابنُ أَبِي العِشْرين ثِقَةً؟
قال: هُوَ دِيوانِيٌّ كاتِبٌ، لَمْ يَكُنْ صاحبَ حديثٍ (7) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) في (ش) : «على» ، ومثله في المسألة رقم (2120) ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في مصدري التخريج: "شعب الإيمان" للبيهقي، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر.
(3) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (7533) .
(4) قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ أَبِي: عباد بن كثير» سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ.
(5) في (ت) و (ك) : «وليس» .
(6) في (ف) : «عباد بن كثير» .
(7) الحديث ضعفه الحافظُ العراقي كما في "فيض القدير" (5/456) .
(2/621)
646 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، فاختَلَفَ الرُّواة عَنْهُ:
فَقَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ عَرِيفِ بنِ سَرِيع، عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ: أنَّ عُمَرَ حَمَلَ رَجُلا عَلَى فرسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ وجدَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ عمرُ أنْ يَشْتَرِيَهُ، فسأل النبيَّ (ص) عَنْ ذَلِكَ؟ فَنَهَاهُ عَنْهُ وَقَالَ: إذَا تَصَدَّقْتَ (2) بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا، لَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِتَمْرٍ عَلَى مَسَاكِينَ، فوَجَدتُّ تَمْرَةً، فَأدْخَلْتُ بِيَدي فِي فِيَّ، ثُمَّ لَفَظْتُهَا؛ خَشْيَةَ أنْ تَكُونَ (3) مِنَ الصَّدَقَةِ.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو سعيدٍ يَحْيَى بنُ سُلَيمان الجُعْفيُّ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُفَير - قَالَ حَرْمَلَةُ: عَنْ أَبِي عُمَير - فأيُّهما أصَحُّّ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُفَير أصحُّ.
وحدَّثنا أَبِي، عن أَصْبَغ (4) ، فقال: عَنْ أَبِي عُمَير؛ كَمَا قَالَ حَرْمَلَة (5) .
_________
(1) هو: عبد الله.
(2) في (ف) : «تصدق» .
(3) في (ت) : «يكون» .
(4) هو: ابن الفَرَج، ولم تنقط العين في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (3/304) .
(5) قال البخاري في "الكنى" من "التاريخ الكبير" (8/63 رقم559) : «أبو عُفَير عريفُ بني سريع» ، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/416 رقم2036) : «أبو عُفَير وكان عَريفًا لبني سريع» . قال المعلِّمي في تعليقه على "الجرح والتعديل": «أي: مقدَّمًا عليهم، فعريف وصفٌ له، لا اسم، وبنو سريع هؤلاءِ بطن من المعافر» .
وسمَّاه: «عريف» كلٌّ من: الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1690 و1718) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/434) .
قال الدارقطني: «أبو عفير عريف بن سريع، تابعي، عداده في المصريين، وقال بعضهم: هو أبو عمير» . وقال المعلِّمي: «والحجة في هذا: البخاري وأبو حاتم؛ ذكراه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه» .
والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/156) فقال: «قال لي أحمد؛ قال: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، سمع توبة بن نمر؛ سمع أبا عُفَير عَرِيف بني سَرِيع ... » ، فذكره.
ورواه أحمد (2/173 رقم6616) من طريق رشدين؛ حدثني عمرو بن الحارث؛ أن تَوبة بن نَمِر حدثه؛ أن أبا عُفَير عَرِيف بن سَرِيع حدثه ... فذكره.
(2/622)
647 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه القَوَارِ يري (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطَاة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبير (3) ،
عن جابر،
_________
(1) هو: عبيد الله بن عمر.
(2) سيأتي أنه روي من طريق أبي خالد الأحمر عنه موقوفًا.
(3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/189 و195) من طريق يحيى بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/12) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ، به.
قال ابن عدي: «وليس الحديث بمحفوظ» .
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/495 رقم818) من طريق الخطيب البغدادي، ثم قال: «لا يصح عن رسول الله (ص) ، إنما روي عن ابن عمر» .
(2/623)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ (1) ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ (2) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه القَوَارِ يري، والصَّحيحُ موقوفٌ (3) .
648 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ،
عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ قَالَ: سُئِلَ النبيُّ (ص) : أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ما أُدِّيَتْ زكاتُهُ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا؛ لأنَّ الفاعل هنا تأنيثُهُ غير حقيقي. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) .
(2) في (ت) و (ك) و (ف) : «كنز» ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) قوله: «موقوف» سقط من (ف) .
وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7145) من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10518) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ بن أرطاة، كلاهما - ابن جريج وحجاج - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، موقوفًا.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/272) : «ورجَّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار» .
(4) هو: محمد بن خازم. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1017) ، وأخرجها عنه الإمام أحمد في "المسند" (5/416 رقم23530) ، وهناد في "الزهد" (1016) ، وأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/138 و173 رقم 3923 و4051) من طريق عبد الله بن يوسف وأبي بكر بن أبي شيبة، أربعتهم - الإمام أحمد وهناد وابن يوسف وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ-، عَنْ أَبِي معاوية، عن الحجاج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بشير، عن أبي أيوب، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/203 رقم3126) من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام؛ كما سيأتي.
(2/624)
الكَاشِحِ (1) .
[وخالفَهُ] (2) أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (3) : فروَى عَنْ حَجَّاج، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير (4) ، عَنْ (5) حَكِيم بْنِ حِزام، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَى الزُّبَيدي (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب ابن بشير الأنصاري، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قال ابن الأثير: الكاشِحُ: العَدُوُّ الذي يُضْمِرُ عداوتَه، ويطوي عليها كَشْحَه، أي: باطِنَه. اهـ. "النهاية" (4/175) .
(2) في (ت) و (ك) : «وخالد» ، وفي بقيَّة النُّسَخ: «وقال» . والظاهر أنَّ قوله: «وخالد» أو «وقال» متصحِّفٌ عما أثبتناه أو نحوه.
(3) هو: سليمان بن حَيَّان. وتابعه على هذا الوجه عبد الله ابن نمير، وأبو معاوية في أحد الأوجه عنه، فروياه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام، به.
أما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (3/202-203 رقم3126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/12-13) .
وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها الطبراني؛ من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، به، وقد تقدم ذكرها. وسيأتي كلام الدارقطني عن هاتين الروايتين. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/402 رقم 15320) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به؛ كرواية حجاج له على هذا الوجه.
(4) قوله: «بشير» كان هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليه الناسخ وكتب: «سيرين» ، وفي (ت) و (ك) : «شيرين» .
(5) قوله: «عن» سقط من (ك) .
(6) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الحارث في "مسنده" (299/بغية) .
(2/625)
وَرَوَى اللَّيْثُ (1) ، عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (3) الزُّبَيدي أصحُّ (4) .
649 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري وجرير (5) ، فاختَلَفا:
فقال الثَّوْري: عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ يونس ابن خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ زَكَاةٍ قَطُّ.
_________
(1) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص 363) .
(2) هو: ابن خالد الأَيْلي.
(3) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) .
(4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1017) الاختلاف في هذا الحديث؛ وقال: يرويه حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، واختُلِف عنه: فقال بن نمير: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بن حزام، قال ذلك يوسف القطان عنه. وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عن أبي أيوب. وقال علي بن حرب: عن أبي معاوية وابن نمير جميعًا عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أيوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأفرده عن أبي معاوية وحدَه فقال: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن بشير، عن أبي أيوب. ولم يروه عن الزهري غير حجاج؛ ولا يثبت» .
وقال أيضًا في "العلل" (5/210/أ) : « ... وَرَوَاهُ حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ الزهري فقال مرة: عن حكيم بن [في الأصل: عن] بشير، عن أبي أيوب الأنصاري، وقال مرة: عن أيوب، عن حكيم [في الأصل: بشير] ابن حزام؛ وكلاهما غير محفوظ» .
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) هو: ابن المعتمر.
(2/626)
وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثوريُّ أحفَظُ (1) .
650 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى أَبُو موسى، عن محمد ابن عَثْمَة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والبَعْلُ (4)
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (552) : «يرويه يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو بن مجمع أبو المنذر السَّكوني، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سلمة، عن أبيه. وخالفه منصور بن المعتمر، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عمارة القرشي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة. وقيل: عن القاسم بن يزيد الجرمي، عن الثوري مثله، ولا يصح. ورواه وكيع وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، [عَنْ مَنْصُورٍ] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة مرسلاً، وهو الصحيح» .
وذكر الاختلاف أيضًا في موضع آخر من "العلل" (5/171/ب) وقال: «والمرسل أشبه» .
(2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/185/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/328 رقم844) قول أبي زرعة.
(3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ل27/أ/النسخة الأزهرية) .
ورواه أبو عوانة في "مستخرجه" (ص86/القسم = = المفقود) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن عبد الله العمري، به.
(4) البَعْلُ: ما شَرِبَ من النَّخيل بعُروقِه من الأرض، من غَير سَقْي سماءٍ ولا غيرِها، قال الأزهريُّ: هو ما ينبتُ من النخل في أرضٍ يقرُبُ ماؤها، فرسختْ عروقها في الماء، واستغنتْ عن ماء السماء والأنهار وغيرها. "النهاية" (1/141) .
(2/627)
العُشْرُ، وَفيمَا سَقَتِ العُيُونُ والنَّوَاضِحُ (1) وَالسَّوَانِي (2) نِصْفُ العُشْرِ؟
قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوف (3) (4) .
تَمَّ الجُزْءُ الرَّابعُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتلوهُ في الجُزْءِ الخامِسِ في حديثٍ رواه الصَّبَّاح، والحمدُ للهِ وَحدَهُوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآلِهِ وصَحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا، والحمدُ لله ربِّ العالمين (5)
_________
(1) النَّواضِحُ: الإبل التي يُستَقى عليها، والمراد به هنا: ما سُقِي بالدَّوالي. انظر "النهاية" (5/69) .
(2) في (أ) : «والشواني» ، والسَّوانِي: جمع سانِيَة، وهي الناقة التي يُسْتَقَى عليها. "النهاية" (2/415) .
(3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10092) عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سوَّار، عَنْ ليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به موقوفًا.
وترجيح أبي زرعة للرواية الموقوفة إنما هو بالنسبة لطريق نافع، وإلا فالحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1483) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) .
(5) من قوله: «تم الجزء الرابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع» ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «وعونه» فليس في (ف)
(2/628)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ (1) وصَحْبِهِ وسلَّمالجزءُ الخامِسُ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشتَمِلُ عَلَى (2) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِ يَت فِيالصَّوْمِ وأَوَّلِ الحَجِّ (3)
651 - قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم رَحِمَهُ اللَّهُ؛ قال (4) : سألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّبَّاح بْنُ مُحارِب (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ (8) عَنتَرَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فَقَالَ: أَفطَرتُ عامَّةَ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا سَفَرٍ؟ فَقَالَ له (9) النبيُّ (ص) : أَعْتِقْ رَقَبَةً، قَالَ: لا أجِدُ ... الحديثَ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيب، عَنْ طَلْق (10) ، عَنْ سعيد بن
_________
(1) في (ف) : «وعلى آله» .
(2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) .
(3) قوله: «وأول الحج» ليس في (ت) و (ك) .
(4) من قوله: «قال: أنبا أبو محمد ... » إلى هنا من (ف) فقط.
(5) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو.
(6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5725) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8184) وجاء فيهما: «أفطرت يومًا من رمضان» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حبيب إلا هارون، تفرد به: الصباح بن محارب» .
(8) قوله: «ابن» سقط من (ك) .
(9) قوله: «له» سقط من (ت) و (ك) .
(10) هو: ابن حبيب.
(3/5)
المسيّب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي! وَهَارُونُ بْنُ عَنتَرَة لا بأسَ بِهِ، مستقيمُ الْحَدِيثِ (2) .
652 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُفطِرُ عَلَى التَّمْر، فَإِنْ لَمْ يَجِد فَعَلَى الْمَاءِ ... الحديثَ؟
فَقَالا: لا نعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عبد الرزَّاق، وَلا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ عبدَالرزَّاق (5) ؟
قلتُ (6) : وَقَدْ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ سُلَيمان النَّشِيطِي (7) ، وسعيد بن
_________
(1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (4/65/أ) : «اختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : فرواه هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب مرسلاً» .
(3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/مخطوط) .
(4) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (3/164 رقم 12676) ، وأبوداود في "سننه" (2356) ، والترمذي في"جامعه" (696) ، والدارقطني في "سننه" (2/185) .
(5) أي: مِنْ أين جاء هذا الحديثُ عَبْدَالرزَّاق؟
(6) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» .
(7) في (ت) و (ك) : «القشيطي» ، ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) عن البزار قوله: «رواه النشيطي، فأنكروه عليه، وضُعِّف حديثه» . ورواية النشيطي هذا أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) .
(3/6)
هُبَيرة (1) .
فَقَالَ أَبِي: لا يُسْقَى بالنَّشِيطِي (2) وسَعيدِ بْنِ هُبَيْرة شَربةٌ مِنْ ماءٍ مَثَلا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي مَا هَذَا الحديثُ! لَمْ يرفَعْه (3) إِلا مِنْ حديث عبد الرزَّاق (4) .
653 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثِ أبي أُوَيس (6) ،
عن الزُّهْري؛
_________
(1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) .
(2) قوله: «وَسَعِيدُ بْنُ هُبَيْرة. فَقَالَ أَبِي: لا يسقى بالنشيطي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) يعني: جعفر بن سليمان فيما يظهر.
(4) قال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «هذا إسناد صحيح» . كذا جاء في المطبوع من "السنن"، والذي نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/446) عن الدارقطني أنه قال: «كلهم ثقات» .
وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث يعرف بعبد الرزاق عن جعفر، ومن إفرادات جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، لا أعلم يرويه عن جعفر غير ثلاثة أنفس؛ اثنين قد ذكرتهما، والثالث: عبد الرزاق، عن جعفر، والحديث به مشهور عن جعفر، وقد رواه سعيد ابن سليمان وعمار بن هارون، وزاد في حديث عبد الرزاق: كان النبي (ص) يفطر على الرُّطَب، فإن لم يكن رُطَب فتمر» . اهـ.
وقال البزار - كما في الموضع السابق من "البدر المنير"-: «لا أعلم من رواه عن ثابت، عن أنس؛ إلا جعفر بن سليمان» .
(5) انظر المسألة رقم (707) و (708) و (749) .
(6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي، نقل المزي في "تهذيب الكمال" (15/170) عن الدارقطني قوله: «في بعض حديثه عن الزهري شيء» . ورواية الأويسي هذا أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1936) من طريق شعيب بن حمزة، ومنصور بن المعتمر، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، ومسلم (1111) من طريق سفيان بن عيينة، ومنصور بن المعتمر، والليث بن سعد، ومالك ابن أنس، وابن جريج، ومعمر، جميعهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به بذكر قصة الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان، فأمره النبي (ص) بالكفَّارة، ولم يذكر أحد منهم قوله: «عليه يوم مكانه» .
(3/7)
يعني: عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي رجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رمضانَ - قَالَ: عَلَيْهِ يَوْمٌ مَكَانَهُ؟
قَالَ: لَيْسَ هَذَا بصَحيح، لَمْ يقُل هَذَا الحرفَ واحدٌ؛ يَعْنِي (1) : مِنَ الثِّقات (2) .
654 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْن القَزَّاز (4) ، عَنْ
_________
(1) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) .
(2) سيأتي في المسألة رقم (708) أنه رواه أيضًا عبد الجبار ابن عمر، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، لكن عبد الجبار ضعيف؛ ولذا قيد ابن أبي حاتم كلام أبي زرعة هنا بقوله: «يعني من الثقات» .
(3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/282) ، والزيلعي في "نصب الراية" (2/434) .
ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/280) قول أبي حاتم: «وهذا عندي أشبه» ، ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/236) بعضه.
(4) في (أ) و (ش) : «الفَزاري» . وهو: معن بن عيسى القزَّاز. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (9094) .
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9111) عن خالد بن مخلد، عن إسحاق بن حازم، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1700) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) .
(3/8)
إسحاق بن حازم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ مِنَ اللَّيْلِ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بن أيُّوب (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (3) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: لا أدري؛ لأن عبد الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ أَدْرَكَ سَالِمًا وَرَوَى عَنْهُ، وَلا أَدْرِي هَذَا الحديثَ ممَّا سَمِعَ مِنْ سَالِمٍ، أَوْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْري عَنْ سَالِمٍ؟
وَقَدَ رُوي (4) عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَة، قولَهَا، غيرَ مَرْفُوعٍ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ، والله أعلم (5) .
_________
(1) هو: عبد الله بن عمر ذ.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/161) ، والترمذي في "جامعه" (730) ، وفي "العلل الكبير" (202) ، والنسائي في "سننه" (2332 و2333) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1933) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) .
(3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(4) هذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9112) ، والنسائي في "سننه" (2340) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/160، 161) .
(5) أطال البخاري _ح في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط" في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «غير المرفوع أصح» . ونقل عنه الترمذي قوله: «عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف» .
وقال الترمذي: «حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قوله، وهو أصح. وهكذا أيضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب» . وقال النسائي: «الصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه -والله أعلم -؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/165/ب - 166/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «رفعُه غير ثابت» . وسُئل: أي القولين أصح عن الزهري: قول من قال: عنه، عن سالم، أو من قال: عنه، عن حمزة؟ فقال: «قول من قال: عن حمزة أشبه» .
وقال النسائي في "الكبرى" (2/116-118) : «والصواب عندنا موقوف. ولم يصح رفعه - والله أعلم - لأن يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ، والله أعلم» .
وقال النميري: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: كيف إسناد حديث النبي (ص) : «لا صومَ لمَن لم يجمَع الصوم» ؟ قال: أخبرك، ماله عندي ذلك الإسناد؛ لأنه عن ابن عمر وحفصة إسنادان جيدان» . وسأله الأثرم عن هذا الحديث، قال الأثرم: فكأنه لم يثبته. نقل ذلك ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/282) . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" (3/336 رقم5488) .
(3/9)
655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عن عمرو
_________
(1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/181 رقم1935) ، والفسوي في "تاريخه" (2/211) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/335) ، ووقع عند الفسوي: «عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن القرشي: أن ابن عمر ... » ، فذكره، ولم يكنه بأبي السَّوَّار.
ورواه الخطيب في "الموضح" (2/339) من طريق الفسوي، فقال: «عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي السَّوَّار: أن ابن عمر ... » فذكره هكذا على الصَّواب.
ورواه النسائي في "الكبرى" (2836/الرسالة) ، ووقع خلاف في النسخ الخطية له؛ فوقع في نسختين خطيتين منه: «عن شعبة، عن أبي السَّوَّار» ، وهو الموافق لرواية الجماعة عن شعبة، ووقع في نسخة ثالثة: «عن شعبة، عن أبي السَّوداء» ، وهكذا وقع في "تحفة الأشراف" (8571) ، وبناء عليه ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" (33/393-394) .
(3/10)
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ صَوم ِ يَوم ِ عَرَفَة؟ فَنَهَانِي؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) فَقَالَ: عن عمرو، عن أبي الثَّوْرَيْن (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ.
قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟
قَالَ: مِن شُعْبَة (4) .
_________
(1) بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، آخره راء مهملة. وسيأتي أن شعبة أخطأ فيه.
(2) روايته أخرجها الفسوي في "تاريخه" (2/111) ، والدولابي في "الكنى" (1/133) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/45) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/334) ، والخطيب في "الموضح" (2/338- 339) . وأخرجه الخطيب أيضًا (2/338) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الثورة» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «هكذا وُجِد» ، وفي (ك) : «الثور ير» ، والمثبت من (ت) ، وضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) ، وأبو الثورين هو: محمد بن عبد الرحمن الجمحي القرشي. وانظر التعليق آخر المسألة.
(4) قال ابن معين في "تاريخه" (421/رواية الدوري) : «حديث أبي الثورين، يحدث به سفيان بن عيينة، يقول: أبو الثورين، ويقول حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الرحمن القرشي، ويقول شعبة: أبو السوار، وكلهم يحدِّث بِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ هذا، وأخطأ = = فيه شعبة، إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن أبي الثورين، وهو محمد بن عبد الرحمن القرشي» .
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1/516) : «وأخطأ شعبة في اسم أبي الثورين، فقال: أبو السوار، وإنما هو أبو الثورين؛ قلت لأبي: من هذا أبو الثورين؟ فقال: رجل من أهل مكة مشهور، اسمه: محمد بن عبد الرحمن من قريش. قلت لأبي: إن عبد الرحمن بن مهدي زعم أن شعبة لم يخطئ في كنيته، فقال: هو السوار؟ قال أبي: عبد الرحمن لا يدري، أو كلمة نحوها» .
وقال أيضًا (1935) : «أخطأ شعبة» .
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وقال شعبة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السوار، وهو وهم» .
وقال الفسوي: «وهو أبو الثورين؛ فإنْ لم يكن لقب، فقد أخطأ شعبة إلا أن يكون كان يكنى بكنيتين» ، وقال الدارقطني في الموضع السابق: «قال - يعني ابن عيينة -: وكان شعبة يقول: «أبو السوار» ... لم يفهم [يعني شعبة] ، كانت أسنان عَمرو قد ذهبَتْ» ، ثم قال الدارقطني: «والصواب أبو الثورين، وهذا مما يُعتَدُّ به على شعبة فيما يهم فيه» .
وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/571) : «وروى شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فقال: عن أبي السوار؛ وهو وهم» .
(3/11)
656- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل ابن مُوسَى (1) ، عَنْ أَبِي فَرْوَة الرُّهاوي (2) ، عَنْ مَعقِل الكِناني، عَنْ عُبادة (3) بن نُسَيّ، عن أبي [سعد] (4) الخَيْر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ عَلَيَّ اللَّيْلَ صِيَامً (5) ؛ فَمَنْ صَامَ فَقَدْ تَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ لَهُ؟
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (ص113-114 رقم 196) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/100) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270-271) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/35) ، وابن عدي أيضًا (7/271) من طريق عبد الله بن فروخ، عن أبي فَرْوَة، به.
(2) هو: يزيد بن سنان الجَزَري.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «عباد» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وانظر"تهذيب الكمال" (14/194) .
(4) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهذا لا يتفق مع تعقيب أبي حاتم الآتي، وجاء على الصواب في جميع المصادر السابقة.
وانظر "الإصابة" لابن حجر (11/161) .
(5) كذا في جميع النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: صيامًا، وقد تقدَّم التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) .
وقوله: «الليل» منصوب على الظرفية، أي: في الليل.
(3/12)
قَالَ أَبِي: وَقَدْ قِيلَ: أَبُو سعيد الخَيْر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ عِنْدِي (1) .
657 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قَتادة (5) ، عن الحسن، عن عليٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ مُرسَل (7) .
وَرَوَاهُ أشعَثُ بْنُ عبد الملك (8) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أُسامَة بْنِ زيد، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) قال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: أرى هذا الحديث مرسلاً، وما أرى عبادة بن نُسَي سمع من أبي سعد الخير. قال محمد: وأبو فروة الرُّهاوي صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير، واسم أَبِي فَرْوَةَ: يَزِيدِ بْنِ سِنان» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غيرُ أبي فروة الرُّهاوي» . وقال الحافظ في "الفتح" (4/202) : «قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .
(2) انظر المسألة رقم (693) و (729) و (732) و (1704) و (2839) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3160) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع الليث على روايته» .
(4) هو: البصري.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (996/كشف الأستار) من طريق عمر بن إبراهيم، عنه، به.
(6) قوله: «عن علي» ليس في (ت) و (ك) .
(7) لأن الحسن البصري لم يرو عن علي ح.
(8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (997/كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (3165) وقال النسائي: «لم يتابعه - أي: أشعثَ - أحدٌ علمناه» .
(3/13)
وَأَمَّا حديثُ ثَوْبان: فَإِنَّ سعيدَ بْنَ أَبِي عَروبة (1) ، يَرْوِيهِ عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ بُكَير بْنُ أَبِي (2) السَّمِيط (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ مَعْدان بْنِ طَلحَة (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (5) ، عَنْ أيُّوبَ أَبِي الْعَلاءِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ بلال، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (8) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) (9) .
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3158) .
(2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب الكمال" (4/236-237) .
(3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3159) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع بكيرًا على روايته» .
(4) ويقال: معدان بن أبي طلحة.
(5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9302) ، والنسائي في "الكبرى" (3156) .
(6) هو: أيوب بن أبي مسكين القصَّاب.
(7) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 رقم22382) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه (1680) جميعهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي قلابة، به.
(8) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(9) قال الترمذي في "العلل الكبير" (211) : «وسألت محمدًا عن أحاديث الحسن في هذا الباب؟ فقال: يروى عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) . قال محمد: ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد» .
وقال الدارقطني في "العلل" (355) : «اختُلِف فيه على الحسن: فرواه قتادة ومطر الوراق ويونس بن عبيد - من رواية إسماعيل بن إبراهيم القُوهي، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ - عَنْ الحسن، عن علي. ورواه عبيد الله بن تمام، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أسامة بن زيد. ورواه عبد الوهاب الثقفي ومحمد بن راشد الضرير، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبي هريرة. ورواه عطاء بن السائب وعاصم الأحول، عن الحسن، عن معقل بن يسار ... ورواه قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ثَوْبَانَ. ورواه أبو حرَّة، عن الحسن قال: حدثني غيرُ واحد من أصحاب النبي (ص) . فإن كان هذا القول محفوظًا عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلُّها يصح عنه» .
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/177) تعليقًا على كلام الدارقطني الأخير: «يريد بذلك انتفاءَ الاضطراب؛ وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين» .
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص122) عن البخاري قوله: «ليس في هذا الباب شيء أصحُّ من حديث شداد بن أوس وثوبان» . قال الترمذي: «فقلت له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان، وعن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، روى الحديثين جميعًا» . قال الترمذي: «وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد بن أوس وثوبان صحيحان» .
قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «وكذا قال عثمان الدارمي: صحَّ حديث أفطَر الحاجِمُ والمَحجوم من طريق ثوبان وشداد. قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروزي: قلت لأحمد: إن يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت! فقال: هذه مجازفة! وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعًا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص 56) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/264 فما بعدها) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/319 فما بعدها) .
(3/14)
658 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) وعبد السَّلام بن
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (715) .
(2) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8407) . ومن طريقه البزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) .
وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/249 و360 رقم2241 و3392) ، والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد أيضًا (1/360 رقم 3392 و6/265 رقم 26291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) ، من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطحاوي أيضًا من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، جميعهم عن سعيد ابن أبي عروبة، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد أيضًا (6/265 رقم 26291) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به مرفوعًا. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة.
(3/15)
حَرْب، عن أيُّوب (1) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُصِيبُ من الرُّؤوس وَهُوَ صائمٌ (2) .
وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) ،
عَنْ أيُّوب، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: الله أعلم!
_________
(1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(2) أي: يُقَبِّل وهو صائم؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) ، وسيأتي هذا التفسير في المسألة رقم (715) .
(3) هو: ابن خالد. وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه ابن علية، وستأتي روايته هنا. ومؤمَّل بن إسماعيل وستأتي روايته في المسألة رقم (715) .
وأخرجه القاضي يوسف بن إسماعيل - كما في "عمدة القاري" (11/10) - والعيني في "عمدة القاري" في نفس الموضع من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن شيخ من بني سدوس، عن ابن عباس، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7407) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (1/249 و360 رقم 2241 و3392) والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما (معمر وسعيد) عن أيوب، عن عبد الله بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/253 رقم 11868) من طريق عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به.
(3/16)
قلتُ: فهذا الرَّجلُ هو عبد الله بْنُ شَقيق؟
قَالَ: مَا نَدْرِي هُوَ أَمْ غيرُه! وَقَدْ تابعَ (1) وُهَيْبً (2) ابنُ عُلَيَّة (3) .
659 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (5) ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسين (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ
_________
(1) في (ش) : «بايع» .
(2) كذا في جميع النسخ: «وهيب» بلا ألف بعد الباء الموحَّدة، و «وُهَيْب» : اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر؛ فهو اسمٌ مصروف، وله هنا تخريجان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «فإن حسينً المعلم» .
(3) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3391) .
قال الدارقطني في "العلل" (5/136/أ) : «يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن [في الأصل: ابن!] عبد الله بن شقيق - واختُلِف عن أيوب - فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. وقال سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة: عَنْ أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة؛ قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد. قال أحمد: وقال الخفاف مرَّة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر: عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس، وهذا القول وهمٌ، والصَّحيح: عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة كما قال الجريري» .
(4) انظر المسألة رقم (758) و (782) .
(5) هو: عبد الله بن عمر. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) ، والدارقطني في "العلل" (5/124/أ) .
(6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/141 رقم25094) ، والنسائي في "الكبرى" (3279/الرسالة) .
(7) في (ت) و (ك) : «جعفر بن مروان» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/263 رقم26267) ، والترمذي في "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3278/الرسالة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) .
(3/17)
عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: أَصبَحَتْ حَفْصَةُ وعائِشَةُ صائِمَتَين، فأُهدِيَ لَهُمَا هديَّة ... فَذَكَرَ (1) الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة؛ قَالَ: سُئِل الزُّهْري عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَمْ أسمَعْه مِنْ عُرْوَة؛ إِنَّمَا حدَّثني رجُلٌ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَنَّ عائِشَة أصبَحَتْ صائِمَة.
وحدَّثنا (3) حَرْمَلَة بْنُ يَحْيَى (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (6) ، عَنْ زُمَيْل مَوْلَى عُرْوَة، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هذا الحديثَ (7) .
_________
(1) في (ف) : «وذكر» .
(2) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
(3) القائل: «وحدثنا» هو أبو حاتم الرازي.
(4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (3457) من طريق أحمد بن صالح، والنسائي في "الكبرى" (3277/الرسالة) عن الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/450) : «ولا يُعْرَفُ لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا يقوم به الحجة» .
(5) هو: عبد الله.
(6) هو: يزيد بن عبد الله.
(7) هذا الحديث يرويه الزهري واختُلِف عليه:
فرواه عبد الله الْعَمْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَجَعْفَرُ بن برقان؛ كما ذكر المصنف.
وصالح بن كيسان؛ كما عند النسائي في "الكبرى" (3281/الرسالة) .
وصالح بن أبي الأخضر؛ كما عند النسائي (3280/الرسالة) .
وحجاج بن أرطاة؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد " (12/68) .
وإسماعيل بن عقبة أو إسماعيل بن إبراهيم؛ كما عند النسائي (3281/الرسالة) . سبعتهم عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به.
قال النسائي في "الكبرى" (3/362/الرسالة) : «الصَّواب: ما روى ابن عيينة عن الزهري. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَجَعْفَرُ بْنُ برقان ليسا بالقويِّين في الزهري، ولا بأس بهما في غير الزهري» .
وقال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصحُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن بُرقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» .
وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن بُرقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حُسين، وقد وهموا فيه عن الزهري» .
وقال البيهقي (4/279) : «هذا الحديث رواه ثقات الحفاظ من أصحاب الزهري عنه منقطعًا: مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، وبكر بن وائل، وغيرهم» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) : «وحفاظ أصحاب ابن شهاب يروونه مرسلاً» . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد (3/250-251) . وقد توسع الدارقطني في "العلل" (5/123/ب - 125/أ) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وليس فيها كلها شيء ثابت» .
(3/18)
660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله، عن أبي
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7898) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأحوص، به موقوفًا.
وأخرجه النسائي في "سننه" (2212) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي الأحوص، قال عبد الله: قال الله عز وجل: الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان ... الحديث.
قال الدارقطني في "العلل" (5/317) : «وكذلك رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق موقوفًا أيضًا» .
(3/19)
الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لِلصَّائم ِ فَرحَتان؟
فَقِيلَ لأَبِي: إبراهيمُ (2) بْنُ عبد الله هُوَ أَخُو أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؟
فَقَالَ أَبِي (4) : لا أعرفُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَخًا، وَهُوَ عِنْدِي: إبراهيمُ ابن مُسْلِمٍ الهَجَري (5) .
661 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الحميد الحِمَّاني (6) ، عن
_________
(1) واسمه: عَوف بن مالك.
(2) في (ت) و (ك) : «فقيل لإبراهيم» بدل: «فقيل لأبي: إبراهيم» .
(3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(4) في (ت) و (ك) : «فقال: إني» .
(5) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/446 رقم 4256) من طريق عمرو بن مجمع الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/213) من طريق عمَّار ابن محمد، كلاهما عن إبراهيم الهجري، به مرفوعًا.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (907) بعض أوجه الاختلاف في هذا الحديث، فليراجعه من شاء.
(6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/377) ، والبزار في "مسنده" (968/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/360) ، وابن عدي في "الكامل" (3/323) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/357) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/123) ، والبيهقي في "الشعب" (3357) ، وفي "فضائل الأوقات" (69) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (875) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (387) من طريق أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، به.
(3/20)
أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (1) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (2) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا حَضَرَ شَهرُ رمضانَ، أطلَقَ كُلَّ أسيرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ سائلٍ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) .
662 - وسمعتُ (4) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن بِشْر (5) ، عن عبد الرحمن (6) بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي لَيْلَةِ القَدْر: تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الحديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عن عبد الرحمن ابن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
663- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (9) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد بن
_________
(1) هو: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح.
(2) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» .
(3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه هكذا إلا الهذلي، ولم يكن حافظًا، وقد حدَّث عنه جماعة من أهل العلم» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا عن الزهري لا أعرفه [إلا] من حديث أبي بكر الهذلي» .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (252) .
(5) في (أ) و (ش) : «بشير» .
(6) في (ت) و (ك) : «عن أبي الرحمن» ، وكتب في (ك) فوق كلمة «أبي» : «كذا» .
(7) هو: عبد الله بن ذكوان.
(8) ستأتي هذه المسألة برقم (668) من طريق الشعبي، عن ابن عباس.
(9) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (ت) و (ك) .
(3/21)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائمٌ مُحرِمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ منصور (3) ، عَن مُجاهِد؛ قال: وُثِيَتْ (4) رِجْلُ رسولِ الله (ص) ، فحَجَمَها وَهُوَ مُحرِمٌ.
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ قَيْسٍ أَوْ مِنْ عُبَيد؟
فَقَالَ: مَا أَدْرِي! مَا كَانَ عُبَيدٌ بِذَلِكَ الثَّبت.
ثُمَّ قَالَ: مَا كتَبنا إِلا عَنْ عُبَيد.
قلتُ: فآخَرُ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ؟
قَالَ: لا أعلَمُه غيرَ قَيْسٍ.
664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، عن عَطاء بن
_________
(1) لم نجد روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/446) ، وأبو يعلى في "معجمه" (151) ، والطبراني في "الكبير" (11/162- 163 رقم 11500) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/65) من طريق النعمان بن المنذر، والنسائي في "الكبرى" (3202) من طريق أبان بن صالح، والطبراني في "الكبير" (11/66 رقم 11103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/209) من طريق العوام بن حوشب، جميعهم عن مجاهد، به.
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23496) من طريق الحسن بن صالح، عنه، به.
(4) في (ش) : «وثبت» . والمعنى: أصابها وَهْنٌ دون الخَلْع والكَسْر؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (5/150) .
(3/22)
السَّائِب، عَنْ عَرفَجَة (1) ، عَنْ عُتبَة بْنِ فَرقَد، عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِِّّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا جاءَ رمضانُ، فُتِّحَت أبوابُ الجنَّة، وغُلِّقَتْ فِيهِ (2) أبوابُ النَّار (3) ، وصُفِّدَت (4) فِيهِ الشَّياطينُ.
وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ عَطاء، عَنْ عَرفَجَة (6) ؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد وَهُوَ يحدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ؛ إِذْ جَاءَ رجُلٌ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، فَقَالَ لَهُ عُتبَة: حَدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ بِشَيْءٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ ... .
فقلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: مرفوعٌ، عَنْ عَرفَجَة؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد، فَجَاءَ رجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) .
قلتُ: يُسمَّى هَذَا الرجُلُ مِنْ أصحابِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) هو: ابن عبد الله الثقفي.
(2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) .
(3) في (ت) و (ك) : «النيران» .
(4) صُفِّدَت: شُدَّت وأُوثِقَتْ بالأغلال؛ كما في "النهاية" (3/35) .
(5) روايته ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (11/242) ، وفي "النكت الظراف" (7/235) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311-312 رقم18794 و18795) من طريق شعبة وعبيدة بن حميد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8868) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/350) من طريق محمد بن = = فضيل، والنسائي في "المجتبى" (2108) من طريق شعبة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6884) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عرفجة، به.
(6) في (ت) : «عرجة» .
(3/23)
قَالَ: لا (1) .
665 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عن أبي صَخْرَة (3) ، عن عبد الله (4) بن مِرْداس، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: إِذَا أصبحتَ جُنُبًا لا يَحِلُّ لَكَ الصَّلاة، واغتَسَلْتَ (6) فحَلَّ لَكَ الصَّلاة (7) ، وحَلَّ لَكَ الصَّوم؛ فصُم.
_________
(1) روى عبد الرزاق في "المصنف" (7386) ، وأحمد في "العلل" (3/165) ، والنسائي في "المجتبى" (2107) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/155) من طريق ابن عيينة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/269) ، والطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 326) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن النبي (ص) .
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 325) .
قال أحمد: «كان سفيان يخطىء في هذا الحديث، لم يسمعه عتبة من النبي (ص) ؛ رجلٌ حدَّث عتبة عن النبي (ص) » .
وقال النسائي: «هذا خطأ» . وقال عن الذي قبله: «هذا أولى بالصَّواب» .
وقال ابن عبد البر: «وهو عندهم خطأ، وليس الحديث لعتبة؛ وإنما هو لرجل من أصحاب النبي _ج غير عتبة» .
والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1898 و1899 و3277) ، ومسلم (1079) من حديث أبي هريرة، به.
(2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7402) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/312 رقم9565) .
(3) هو: جامع بن شدَّاد.
(4) في (ش) : «عبيد الله» .
(5) هو: ابن مسعود ح.
(6) في (ف) : «فاغتسلت» .
(7) قوله: «الصلاة» سقط من (ف) .
(3/24)
وَرَوَاهُ المَسعودي (1) عَنْ أَبِي صَخْرَة، عَنِ الأسْوَد بْنِ هِلال، عَنْ عبد الله.
وَرَوَاهُ فِطْر (2) ، عَنْ أَبِي صَخْرَة (3) ، عن أبي الشَّعْثاء (4) ، عن عبد الله.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ (6) الأَعْمَشُ (7) ، عن أبي صَخْرَة، عن عبد الله بن مِرداس، عن عبد الله، يُتابعُ (8) بِهِ الثَّوريَّ.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعلى بْنِ الْحَارِثِ (9) ، عَنْ أبيه وزائِدَة (10) ، عن أَشْعَث ابن (11) أبي الشَّعْثاء، عن إياس بن مُحارِب، ذُكِرَ في آخر الحديث ذِكْرُ أَبِي الشَّعْثاء (12) والأسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، وعبدِالله بن مِرداس.
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (9/313 رقم9567) .
(2) هو: ابن خليفة.
(3) في (ف) : «عن عبد الله» بدل: «عن أبي صخرة» .
(4) هو: سُلَيم بن أسود المحاربي.
(5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(6) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو.
(7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9571) .
(8) في (ف) : «تابع» .
(9) لم نجد روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/312- 313 رقم 9566) من طريق أحمد بن يونس، عن يعلى بن الحارث، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ عبد الله بن مرداس، عن ابن مسعود، به.
(10) هو: ابن قدامة.
(11) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(12) من قوله: «عن إياس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3/25)
قلتُ لأبي زرعة: الصَّحيحُ ما هو؟
قال: الله أعلم! قد اضطَربوا فيه، والثَّوري أحفَظُهم.
666 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن هاشم ابن مَرزوق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عَنْ سَالِمٍ مَولَى دَوْس؛ قلتُ لِكَعْبٍ: أكُنتَ تُقَبِّل وَأَنْتَ صائِم؟ قَالَ: نَعَمْ، وآخُذُ بِهِ (2) ؟
فَقَالا (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس (4) ؛ قَالَ: قلتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص ... .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأخطأَ عليُّ بْنُ هَاشِمٍ؛ لأَنَّ يزيدَ بْنَ هَارُونَ لا يذهبُ عَلَيْهِ مثلُ هذا.
_________
(1) قوله: «وأبا زرعة» ملحق بهامش (ف) وثابت في بقية النسخ.
(2) أي: بمتاعها؛ كما عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) .
(3) في (ف) : «فقال» ، والصواب ما في بقيَّة النسخ، ويبدو أن ناسخ (ف) نسي تصويبها. انظر التعليق على أوَّل المسألة.
(4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي؛ حدثنا يزيد ابن هارون؛ أخبرنا محمد بن عمرو، عن سالم أبي عبد الله مولى شداد: أنه سأل سعد بن أبي وقاص: تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ! وآخذ به؛ يعني بمتاعها. وأخرجه هشام بن عمار في "حديثه" (1) من طريق سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ، عَنْ محمد بن عمرو، عن سالم، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9429) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/95) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سالم عن سعد.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (9394) من طريق زيد بن أبي عتاب، وعبد الرزاق في "المصنف" (7421) من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن سعد، به.
(3/26)
667 - وسمعتُ (1) أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ؛ قَالَ: اعتَكَفَ النبيُّ (ص) ... فِي قِصَّة البَياضي (5) ، فَلَمْ يذكُره في الإسناد؟
قَالَ (6) أَبِي (7) : هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَى مَالِكٌ (8) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي (9) حَازِمٍ، عَنِ البَياضي، عن النبيِّ (ص) ، بِهِ.
قَالَ أَبِي: غَلِطَ أَبُو بكر (10) في هذا الحديث.
_________
(1) انظر المسألة رقم (367) و (552) .
(2) في (ش) : «عباس» .
(3) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بن حزم، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يكنى بأبي محمد.
(4) قيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بَياضة، وقيل غير ذلك.
(5) في (ت) و (ك) : «البياض» .
وانظر حديث البَياضي في المسألة المتقدمة برقم (367) و (552) .
(6) في (ك) : «وقال» بالواو.
(7) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) .
(8) روايته في "الموطأ" (1/80 رقم177) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/344 رقم 19022) . وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (367) .
(9) في (ك) : «ابن» بدل: «أبي» .
(10) أي: ابن عياش.
(3/27)
فقلتُ: كَيْفَ رَوَى؟
فَقَالَ: استُر مَا ستَر اللَّهُ.
668- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْول (3) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ مُحرِمٌ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ شَريك، وَرَوَى (4) جماعةٌ هَذَا الحديثَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا: صائِمًا مُحرِمًا؛ إِنَّمَا قَالُوا: احتَجَمَ وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجرَه (5) .
فحدَّث شَريكٌ هَذَا الحديثَ مِنْ حِفْظِه بأَخَرَةٍ، وقد كان ساءَ
_________
(1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/368) . وابن رجب في "شرح العلل" (2/590) وفيه تقديم وتأخير.
وتقدمت هذه المسألة برقم (663) من طريق مجاهد، عن ابن عباس.
(2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/72 رقم 12566) ، ودعلج في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ولفظ دعلج: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم.
(3) هو: عاصم بن سليمان.
(4) في (ت) و (ف) : «ورواه» .
(5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/365 رقم 3457) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ومسلم في "صحيحه" (بعد 1577) ، ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعبي، عن ابن عباس؛ قال: حجم النبيَّ (ص) عبدٌ لبني بَياضة، وأعطاه النبي (ص) أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطه.
ورواه أحمد (1/316 رقم 2904) عن حجاج، عن شريك، عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن ابن عباس ... فذكره باللفظ السابق. وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5496 و5500 و5501) من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن النبي (ص) مرسلاً.
(3/28)
حِفظُه، فغَلِطَ فِيهِ (1) .
669 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بن
_________
(1) لم يتعرَّض أبو حاتم الرازي هنا إلا لطريق شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشعبي، عن ابن عباس. وقد روي حديث ابن عباس أيضًا عنه من طرق أخرى، وفي متنه اختلاف.
قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/324-325) : أما حديث ابن عباس فقد روي على أربعة أوجه:
أحدها: احتَجَم رسولُ الله (ص) وهو محرمٌ، ولم يذكُر الصِّيام.
والثاني: احتَجَم وهو صائمٌ، ولم يذكُر الإحرام.
والثالث: الجمعُ بينهما، احتَجَم وهو صائم مُحرم.
والرابع: الجمعُ بينهما على غير هذا الوجه.
قال البخاري في "صحيحه": حدثنا معلَّى بن أسد، ثنا [وُهَيب] ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرمٌ، واحتَجَم وهو صائم.
فأما احتجامُه وهو محرم فمُجْمَعٌ على صحَّته، واختُلِف في صحة احتجامه وهو صائم، فضعَّفه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وغيرهما من الأئمة، وصحَّحه البخاري، والترمذي، وغيرهما.
قال مهنَّا: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث ابن عباس: أنَّ النبي (ص) احتَجَم وَهُوَ صَائِمٌ مُحرم، فَقَالَ: ليس فيه صائم، إنما هو مُحرم.
قلت: من ذكره؟ قال: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عطاء وطاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وعن طاوس، عن ابن عباس مثله. وعبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ [خُثَيم] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس مثله: احتَجَم النبي (ص) وهو مُحرم، وروح، [عَن] زكريا بْن إِسْحَاقَ، عَنْ [عمرو] .
قال أحمد: فهؤلاء أصحابُ ابن عباس لا يذكرون صيامًا ... .
قال يحيى: والحجامة للصَّائم ليس بصحيح. اهـ. وانظر"التلخيص الحبير" (2/367) .
وقد أخرج هذا الحديث البخاري في"صحيحه" (1835 و5695) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس وعطاء، كليهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم.
وأخرجه البخاري (5700 و5701) من طريق عكرمة، عن ابن عباس باللفظ نفسه. وأخرجه البخاري أيضًا (1939 و5694) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احتجم النبي (ص) وهو صائم.
وأخرجه البخاري أيضًا (1938) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي (ص) احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (5691) ، ومسلم (1577، وبعد 2208) ، كلاهما من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَمَ، وأعطى الحجَّام أجرَه، واستَعَطَ.
(3/29)
أَرْطَاة (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ قُطْبَة بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا عندَ (2) عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، فأفطَروا (3) فِي يومِ غَيْمٍ، فتَكَشَّفَ السَّحابُ، وبَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى قُلَّةِ الجَبَل (4) ، فَقَالَ عُمَرُ: لا نُبالي (5) ، ونقضي يومًا مكانَه.
_________
(1) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/767) من طريق حماد، عنه به.
قال الفسوي: «وهذا خطأ من حجاج، وهما يستدل على ضعف الحجاج هذا ونحوه من الرواية؛ لأن الحفاظ قالوا: عن بشر بن قيس» .
وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) = = بخلاف ما ذُكر هنا؛ فقال عبد الرزاق: أخبرنا صاحب لنا، عن الحجاج، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ بشر بن قيس قال: كنا عند عمر ... فذكره، إلا أنه قال: قال عمر: «أتموا يومكم هذا، ثم اقضوا يومًا» . وهذا خلاف ما ذُكر عنه هنا.
(2) في (ف) : «عن» .
(3) في (ش) : «فأفطر» .
(4) قُلَّةُ الجَبَل: أعلاه. "المصباح المنير" (ق ل ل، ص514) .
(5) في (ت) و (ك) : «لا تبالي» .
(3/30)
وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ.
وَرَوَاهُ مِسعَر (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة؛ قَالَ: حدَّثني مَن سَمِعَ عَمْرًو (3) .
وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ؟
فَقَالا: حديثُ حجَّاج خطأٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عن بِشر بن قيس.
_________
(1) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/217) وقال: «وكذا رواه الوليد بن أبي ثور، عن زياد» .
(2) هو: ابن كِدام.
(3) كذا في جميع النسخ، وضُبطت في (ف) بفتح العين وإسكان الميم.
وقوله: «عَمْرو» عَلَمٌ مصروف، بخلاف: «عُمَرَ» ، فهو عَلَمٌ ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن «عامر» ، فلو كان «عَمْرو» - كما في النسخ - صوابًا، لجاء بألف تنوين النصب: «سَمِعَ عَمْرًا» ، لكنْ قد تخرَّج هذه اللفظة على حذف هذه الألف جريًا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
هذا؛ وسيأتي أنَّ مِسْعرًا روى الحديثَ عن زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشْرَ بْنَ قيس، فلعل في العبارة سقطًا، ووجهها: «قال: حدثني من سَمِعَ [بِشْرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ] عُمَرَ» ، والله أعلم.
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9047) عن وكيع، عن سفيان الثَّوري، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ، عن عمر، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) عن الثوري؛ قال: حدثني زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنْ بِشْرِ بن قيس، عن عمر، به. كذا وقعت بخلاف ما ذُكر عنه هنا.
(5) قوله: «خطأ» ليس في (ف) .
(3/31)
قلتُ: فإنَّ مِسْعَرً (1) يَقُولُ: زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ؟
قَالا: فَهَذَا (2) أَيْضًا نحوُ هَذَا، مِمَّا يَقُولُ الثَّوري عَنْ بِشر.
قلتُ: فَإِنَّ إسرائيلَ يَقُولُ كَمَا تَرَى: زِيَادٌ، عَنْ بِشر؟
قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ الصَّحيحُ مَا يَقُولُ الثَّوري: عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رجُل، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ.
وَكَذَا قَالَ أَبُو زُرْعَةَ.
قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ بِشر. وبِشرُ بْنُ قَيْسٍ أشبَهُ.
670 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (4) ، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: مسعرًا، بالألف. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) في (ت) و (ك) : «لهذا» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (718) من طريق يحيى بن راشد، عن محمد بن عمرو.
(4) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (687) ، والدارقطني في "سننه" (2/162) ، والحاكم في "المستدرك" (1/425) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/206) .
(3/32)
(1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَحْصُوا هِلاَلَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ؟
فَقَالَ: وَهَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ أخطأَ أَبُو معاويةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (3) .
671 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (4) ، عَنِ الحُرِّ بن الصَّيَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصومُ مِنَ الشَّهْرِ الإثنَيْنِ والخميسَ الذي يليه، ثم إثنَيْنِ (6) الذي يَلِيه؟
_________
(1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف.
(2) روايته بهذا اللفظ أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/438 و497 رقم9654 و10451) من طريق يحيى ابن سعيد ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والترمذي = = في "جامعه" (684) من طريق عبدة بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (3459) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به.
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي هريرة غريبٌ، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قَالَ: «لا تَقَدَّموا شَهْرَ رَمَضَانَ بيوم أو يومين» ، وهكذا روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) نحو حديث محمد بن عمرو الليثي» . اهـ. وتابع يحيى ابن راشد أبا معاوية على رواية هذا الحديث على هذا الوجه بهذا اللفظ في المسألة الآتية برقم (718) ، لكن لم يعتدَّ أبو حاتم بهذه المتابعة، وقال: «ليس هذا الحديث بمحفوظ» .
(4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/90 رقم5643) ، والنسائي في "المجتبى" (2413 و2414) .
(5) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الصبَّاح» بالباء الموحدة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (5/399) ، و"التقريب" (1159) .
(6) كذا في جميع النسخ: «الإِثنَيْنِ ... إِثْنَيْنِ» ، وهو عَلَمٌ بالغلبة على يومٍ من أيَّام الأسبوع؛ ولذا تُقْطَعُ همزتُهُ، والألف واللام فيه غير زائدةٍ، وإنما جاز دخول اللام عليه؛ لأنَّ فيه تَقْدِيرَ الوصف؛ لأن معناه: اليومُ الثاني. وكذلك غيره من الأيام. وانظر: "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (10/196- ث ن ي) .
وقد ذكَرَ النحاةُ أنَّ قولهم «إِثنَيْنِ» لليوم المعروف؛ بحذف اللام منه: لا يأتي إلا في ضرورة الشِّعْر. لكنْ أفاد ابن مالك _ح في "شواهد التوضيح" (ص272- 273) ؛ أنَّ ذلك جائزٌ في سعة الكلام؛ ففي تعليقه على حديث البخاري (4351 - ذكر أن في قول أبي سعيد الخدري ح: «وأقرَعَ بْنِ حابسٍ» بلا ألف ولا لام، شاهدًا على أنَّ ذا الألف واللام من الأعلامِ الغلبيَّة قد يُنْزَعَانِ عنه في غير نداءٍ، ولا إضافة، ولا ضرورة، وهو مما خفي على أكثر النحويين، ومنه ما حكى سيبوَيْهِ من قول بعض العرب: «هذا يومُ إِثنَيْنِ مباركًا» . اهـ.
وانظر: "كتاب سيبويه" (3/244 و292) ، و"خزانة الأدب" (2/236) ، و"تاج العروس" (19/253) .
(3/33)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحُرُّ بن [صَيَّاح] (1) ،
عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
672- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ فُراتٍ القَزَّاز (4) ، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وهي صائِمَة؟
_________
(1) في جميع النسخ: «صباح» بالباء الموحّدة، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة.
وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6898) ، والطبراني في "الكبير" (23/216 رقم397) ، كلاهما من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به.
ورواه أحمد (6/289 و310 رقم26480 و26640) ، وأبو داود (2452) ، والنسائي (2419) ، وأبو يعلى (6889 و6982) من طريق محمد بن فضيل، عن الحسن ابن عبيد الله، عن هُنَيدة، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به.
ورواه أحمد (6/288 و423 رقم26468 و27376) ، والنسائي (2417) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/284) من طريق أبي عوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي (ص) ، به.
(2) هناك وجوه أخرى من الاختلاف في هذا الحديث ذكرها الدارقطني في "علله" (5/167/أ- ب) .
(3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(4) هو: فرات بن أبي عبد الرحمن.
(3/34)
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فُرات، عَنْ مَوْلًى لأمِّ سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة (1) .
673 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عَيَّاش (3) ،
عَنْ أَبِي حَصِين (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يعتَكِفُ العَشرَ الأواخِر؟
_________
(1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9335) عن يزيد بن هارون؛ أخبرنا سفيان، عن فُرات، عن قيسٍ - مولًى لأمِّ سَلَمة -: أنه رأى أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وَهِي صائِمَة. وكذا عزاه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/180) ، و"الفتح" (4/176) إلى ابن أبي شيبة، إلا أنه قال: «عن مولًى لأمِّ سَلَمة» ، ولم يذكر أن اسمه: قيس.
= ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7542) عن الثوري، عن فُرات، عن قيس، عن أم سَلَمة، به.
وقيس هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" (5/298) ، وابن حبان في "الثقات" (5/310) ، وذكرا أنه يكنى: أبا قدامة. وترجم له ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (895) وقال: «وعنه فرات، لا يعرفان» . وقال في "فتح الباري" (4/176) : «وفرات هو ابن عبد الرحمن ثقة، لكن مولى أم سَلَمة مجهول الحال» . كذا وقع فيه: «ابن عبد الرحمن» وصوابه: «ابن أبي عبد الرحمن» .
(2) انظر المسألة رقم (730) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/336 و355 و401 رقم 8435 و8662 و9212) ، والبخاري في "صحيحه" (2044 و4998) ، وأبو داود في "سننه" (2466) ، والنسائي في "الكبرى" (3343) ، وابن ماجه (1769) ، والبزار في "مسنده" (210/أ/مسند أبي هريرة) . وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة» . اهـ.
وهو من الأحاديث التي خالف البخاريُّ فيها أبا حاتم!
(4) هو: عثمان بن عاصم.
(5) هو: ذَكوان السَّمَّان.
(3/35)
قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنْ أَبِي حَصِين، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يعتَكِفُ ... مُرسَلً (2) .
674 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري وشُعْبَة:
فقال الثَّوري (4) : عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ.
وَرَوَاهُ شُعْبَة (6) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (7) ، عَنْ ابنِ المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... الحديثَ.
قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/194) من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صالح، به مرسلاً. وانظر "العلل" للدارقطني (1986) .
(2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) انظر المسألة رقم (720) و (750) و (776) .
(4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) .
(5) وقيل: ابن المُطَوِّس، وهو عبد الله بن المطوِّس، وقيل: يزيد بن المطوِّس، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/448) : «أبو المطوس روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فيمن أفطر يومًا من رمضان. سئل أبي: هل يسمى؟ قال: لا» .
(6) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) .
(7) هو: ابن عمير التَّيمي.
(3/36)
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) (2) ؛ أحدُهما قَصَّر، والآخرُ جَوَّد (3) .
675 - قلتُ لأَبِي فِي حديثٍ (4) رَوَاهُ شُعْبَة وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأنَّ التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله «صحيحين» صوابٌ في العربية، وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على المسألة رقم (25) .
(2) هذا لا يعني تصحيح أبي حاتم للحديث نفسه، ولكن يعني تصحيح الوجهين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، فهو تصحيح نسبي، وانظر التعليق التالي.
(3) حكم أبو حاتم هنا بصحة الروايتين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، وقد بين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المسألة رقم (776) علة ذلك: أن عبد الرحمن بن مهدي روى عن سفيان عن حبيب أنه سمع هذا الحديث من عمارة، عن أبي المطوس، ثم لقي أبا المطوس فحدثه به، فتبين من ذلك صحة الروايتين عن حبيب، وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
وقال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (199) -: «أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟» . وقال أحمد: «لا أعرفه، ولا أعرف حديثه من غيره» . اهـ. من "تهذيب التهذيب" (4/589) . وقال ابن خزيمة في الموضع = = السابق: «إن صح الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» ، وضعَّفه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص396) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1562) ، و"المجروحين" لابن حبان (3/157) .
(4) في (ف) : «وقلت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وفي (ت) : «سألت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وكذا في (ك) ، إلا أنه قال: «أبي» بدل: «لأبي» ، والمثبت من (أ) و (ش) .
(3/37)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم.
وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم.
وَرَوَاهُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (4) ، عَنْ رجُل قَدْ سَمَّاه، عَنْ عليٍّ.
قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يغلَطُ، فيقول: عَنْ عُمَير بْنِ سَعِيدٍ (5) .
676 - وَسَأَلْتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بن سُلَيمان (7) ، عن
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8428) عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به.
(2) هو: ابن معاوية بن حديج.
(3) قوله: «عمر» سقط من (أ) و (ش) .
(4) ما بين المعقوفين ثابت في جميع النسخ، والظاهر أنَّه تكرار بسبب انتقال النظر؛ فيبدو أنَّ الناسخ كتب: «وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ» ، ثم انتقل نظره إلى «أبي إسحاق» في إسناد شعبة والثوري المتقدِّم، فكتبَهُ مرة أخرى، فحصَلَ التكرار، والله أعلم.
(5) الحديث أخرجه الشافعي في "الأم" (7/170 و189) عن عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبيد بن عمرو: أن عليًّا ح نهى عن القُبلَة للصَّائم فقال: ما يريد إلى خَلوف فمها؟!
وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ق 126/ب) عن أبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أبي إسحاق، مثل رواية سفيان.
تنبيه: الحديث في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" برقم (9411) ، وإنما صار العزو إلى المخطوط؛ لأن محقق المطبوع تصرف في السياق؛ حيث حذف عبيد ابن عمرو، وجعل بدلاً منه «عمر بن سعيد» ، وجعله بين معقوفين!
(6) كذا السؤال موجَّه إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب بصيغة: «فقالا» و: «قالا» .
(7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1967 و1968 و2005) ، والدارقطني في "السنن" (2/183 رقم15) ، والبيهقي في "السنن" (4/264) ، وابن حزم في "المحلى" (6/204) .
(3/38)
حُمَيد الطَّويل (1) ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُرَخِّصُ فِي الحِجامَة والمُباشَرَة للصَّائِم؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَهُ.
رَوَاهُ قَتادة (3) ، وجماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَه (5) .
قلتُ: إنَّ إِسْحَاقَ الأَزرَق (6) رَوَاهُ عَنِ الثَّوري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
[قَالا] (7) : وَهِمَ إِسْحَاقُ فِي الْحَدِيثِ.
_________
(1) هو: حميد بن أبي حميد.
(2) هو: علي بن داود النَّاجي.
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9323) ، والنسائي في "الكبرى" (3244) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/1971) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/264) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: «إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف» .
(4) منهم: بشر بن المفضل، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وروايتهم أخرجها النسائي في "الكبرى" (3238 و3239 و3240) .
(5) من قوله: «رواه قتادة وجماعة ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر.
(6) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (215) ، والنسائي في "الكبرى" (3241) ، والطبراني في "الأوسط" (7797) ، والدارقطني في "العلل" (11/347) . في جميع = = المصادر رواه الثوري، عن خالد الحذاء.
(7) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق.
(3/39)
قلتُ: قد تابعه مُعتَمِر (1) .
_________
(1) هو: ابن سليمان.
(3/40)
قَالا: وَهِمَ فِيهِ أَيْضًا (1) مُعتَمِر (2) .
677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَين، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ (3) سِيرِين، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة (4) ، وَعَنِ (5) الحَكَم بن عُتَيْبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ شُرَيح بْنِ أَرْطاة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المُباشَرَة للصَّائم؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم.
فحدَّثنا أبي، عن آدم (7) وعبد الله بْنِ رَجاء، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَة (8) وشُرَيح بْنُ أَرْطاة عِنْدَ عائِشَة، فَقَالَتْ عائِشَة: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّل ويُباشِرُ وهو صائِم (9) .
_________
(1) قوله: «أيضًا» ليس في (ف) .
(2) قال النسائي في "الكبرى" (3237) : «وقفه بشر، وإسماعيل، وابن أبي عدي» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: وهذه اللفظة: «والحجامة للصائم» : إنما هو من قول أبي سعيد الخدري، لا عن النبي (ص) ، أُدرج في الخبر، لعل المعتمر حدَّث بهذا حفظًا، فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي (ص) ، أو قال: قال أبو سعيد: ورُخِّص في الحجامة للصائم، فلم يضبط عنه قال أبو سعيد، فأدرج هذا القول في الخبر. اهـ. وقال الدارقطني في "سننه" (2/183) بعد أن ذكر رواية المعتمر، عن حميد: «كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفًا» .
قال الترمذي في الموضع السابق: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث إسحاق الأزرق، عن سفيان، هو خطأ» .
قال الترمذي: «وحديث أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ موقوفًا: أصح؛ هكذا روى قتادة وغير واحد، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، قولَهُ. حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا ابن علية، عن حميد - وهو الطَّوِيلِ - عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبي سعيد مثله، ولم يرفعه، هذا هو موضع الإسناد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا إسحاق الأزرق» .
وقال الدارقطني في "العلل" (2330) : «يرويه حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة، عن أبي المتوكل، واختُلِف عنهم: فأما خالد فرواه إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خالد مرفوعًا. ورواه الأشجعي، عن الثوري، فنحا به نحو الرفع، وغيرهما يرويه عن الثوري موقوفًا. فأما حميد الطويل: فأسنده عنه معتمر بن سليمان، ونحا به أبو شهاب، عن حميد نحو الرفع، ورواه إسماعيل بن جعفر وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وشعبة وأبو بحر البكراوي، عن حميد موقوفًا. ورواه عبد الله بن بشر، عن حميد؛ فوهم فيه وهمًا قبيحًا، فجعله عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) . وأما قتادة: فرواه أسود بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنَ قتادة، فنحا به نحو الرفع، وغيره يرويه عن شعبة موقوفًا. والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة» .
(3) في (أ) و (ش) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (6) .
(4) في (ت) و (ك) : «حطية» .
(5) أي: ورواه سفيان بن حسين أيضًا، عن الحكم بن عتيبة.
(6) هو: ابن يزيد النخعي.
(7) هو: ابن أبي إياس.
(8) هو: ابن قيس النخعي.
(9) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1927) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وأخرجه مسلم (1106) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة كذلك. وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ وعلقمة، عن عائشة، ومن طريق الأعمش أيضًا، عن أبي الضحى مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَن مسروق، عن عائشة.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1502) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/126 رقم24950) ، والنسائي في "الكبرى" (3087 و3088 و3091) ، جميعهم من طريق شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أن علقمة وشُرَيح بن أَرْطاة كانا عند عائِشَة ... فذكره مرسلاً.
وقد رواه على هذا الوجه عن شعبة أبو داود الطيالسي، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، = = ومحمد بن جعفر غندر، وغيرهم؛ فالظاهر أن شعبة رواه على أكثر من وجه.
وقد أطال الدارقطني في ذكر الاختلاف في هذا الحديث في"العلل" (5/ق 141 ب - 124ب) ، ومنه رواية ابن أبي ليلى للحديث عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يذكر إبراهيم. ومنه رواية منصور بن زاذان للحديث عن الحكم، عن علقمة، عن عائشة، ولم يذكر إبراهيم أيضًا. ومنه رواية قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن عائشة وحفصة. ومنه ما هو مذكور في هذه المسألة، عدا رواية حفصة بنت سيرين، فإنه لم يذكرها. ثم قال الدارقطني عن هذه الطرق المختلفة: «وكلها صحاح، إلا قول من أسقط في حديث الحكم إبراهيم، وإلا قول قيس: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عائشة وحفصة؛ فإنه لم يتابع عليه» . اهـ.
(3/41)
678- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الخُزاعي، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (4) ، عن بكر بن عبد الله، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ عبد الأعلى؟
_________
(1) قوله: «عن حديثٍ» سقط من (أ) .
(2) هو: ابن عبد الأعلى البصري.
(3) هو: ابن أبي حميد الطويل.
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/98 رقم24668) من طريق محمد ابن أبي عدي، والطبراني في "الأوسط" (3032) ، و"الصغير" (283) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن حميد، عن بكر، عن عائشة، به.
(3/42)
قال: لا أدري، ما كتبتُ (1) عَنْ أحدٍ غَيْرَ هَذَا الشَّيخِ الخُزاعي (2) .
679 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الجُرَيري (3) ، عَنْ أَبِي العَلاء (4) ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ الأَبَدَ، فَلاَ صَامَ ولاَ أَفْطَرَ.
قلتُ: رَوَاهُ قَتادة (5) ، عَنْ مُطَرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: قَتادةُ أحفَظُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَقِفُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَلِي شيءٍ؛ يَحْتملُ أنْ يكونَ (6)
جَمِيعًا صَحِيحَينِ، ومُطَرِّفٌ عَنْ أَبِيهِ ما أدري كيف هو؟!
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ما كتب» .
(2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الصغير": «لم يروه عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المزني إلا حميد الطويل، تفرد به خالد بن عبد الله الطحان» . اهـ.
وتقدم أن ابن أبي عدي تابع خالد بن عبد الله.
(3) هو: سعيد بن إياس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/426 و432 و433 رقم 19825 و19873 و19892) ، والنسائي في "سننه" (2379) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2151) ، وابن حبان (3582) ، والطبراني في "الكبير" (18/113 و116 رقم 216- 218 و227) .
(4) هو: يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير.
(5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1243) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9552) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/24 رقم 16304) ، والدارمي في "مسنده" (1785) ، وابن ماجه في "سننه" (1705) ، والنسائي (2380 و2381) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2150) ، وابن حبان (3583) ، والحاكم في "المستدرك" (1/435) ، والضياء في "المختارة" (9/469- 471) .
(6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» بألف المثنَّى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وله وجهان:
الأوَّل: على تقدير ضمير الشأن اسمًا لـ «يكون» ؛ كأنَّه قال: «يكون هو [أي: الشأنُ] : هما جميعًا صحيحان» ، ثم حذَفَ المبتدأ «هما» ، وأمال الألفَ من «صحيحان» ؛ فكتبتْ ياءً، انظر في ضمير الشأن المسألة رقم (854) ، وانظر في الإمالة التعليق على المسألة رقم (25 و124) .
والثاني: أن يكون الأصل: «يكونا» ، لكنَّه حَذَفَ ألف المثنَّى، واكتَفَى عنها بالفتحة على النون؛ على لغة هوازن وعليا قَيْس في الاجتزاء بالحركات عن حروفِ المَدِّ الثلاثة؛ فيكتفون بالضمة قبل الواو، وبالكسرة قبل الياء، وبالفتحة قبل الألف، وتكون الحركةُ دالَّةً على الحرف المحذوف، ونائبةً عنه، ويكثر ذلك في الواو = = والياء لثقلهما، ويقلُّ في الألفِ لِخِفَّتِهِ، وقد نسَبَ هذه اللغةَ إلى هوازن وعليا قيس الفرَّاءُ؛ قال البغدادي - بعد نقله كلام الفراء -: «وظاهرُ كلامِهِ: أنَّ هذا لغةٌ لا ضرورة» . اهـ.
وقال ابن الأنباري: «واجتزاؤُهُمْ بهذه الحركات عن هذه الأحرف كثيرٌ في كلامهم، والشواهدُ على ذلك أكثَرُ مِنْ أن تُحْصَى» . اهـ. وقد ذكر هذا غيرُ إمامٍ من أهل العربية؛ وعلى ذلك ورد كلام العرب شعرًا ونثرًا، وخُرِّجَتْ قراءاتٌ متواترةٌ وغيرُ متواترة.
لكنَّ سيبوَيْهِ _ح ذهب إلى أنَّ هذا ضرورةٌ من ضرورات الشعر، لا لغةٌ لبعض العرب؛ وهو محجوجٌ بما ورد من قراءات ثابتة، وبما نُقِلَ عن العرب في ذلك:
فمن شواهد حذف الألف وإنْ كان قليلاً: قراءةُ ابن عامرٍ وأبي جعفر والأعرج: {يَا أَبَتَ} [يوسف: 4، 100، ومريم: 42، 43، 44، 45، والقصص: 26، والصافات: 102] ، قرؤوا بفتح التاء، والأصل: يا أَبَتَا، فحذفت الألف واكتفي بالفتحة قبلها.
ومنها: ما أنشده أبو الحسن الأخفش وابن الأعرابي [من الوافر] :
فَلَسْتُ بِرَاجِعٍ ما فاتَ مِنِّي
بِلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لَوَ انِّي
يريد: بلَهْفَا، فاجتزأ بالفتحة عن الألف.
ومن شواهد حذف الواو: قوله تعالى: [الإسرَاء: 11] {وَيَدْعُ الإِْنْسَانُ} ، وقراءة الحسن ومجاهد والجَحْدَري: () [النّحل: 16] {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ *} . وقراءةُ العامَّة {وَبِالنُّجُومِ} .
ومن شواهد حذف الياء: قوله تعالى: [المَائدة: 3] {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} ، وقوله تعالى: [الفَجر: 15] {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} . وغير ذلك من الشواهد الكثيرة.
وانظر: "الكتاب" لسيبويه" (1/27-28) ، و"الخصائص" (3/133- 136 باب في إنابة الحركة عن الحروف) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/631- 632) ، و"اللباب" للعكبري (2/111- 112) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (1/385- 391) ، (2/544- 547) ، و"ارتشاف الضرب" (2/914) ، و"مغني اللبيب" (ص250 و716- 717) ، و"همع الهوامع" (1/229- 230) ، و"لسان العرب" (12/569) ، و"خزانة الأدب" (5/229- 233) .
(3/43)
والجُرَيري بأَخَرَةٍ ساءَ حِفظُه، وَلَيْسَ هُوَ (1) بذاكَ الحافِظ (2) .
680 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، وَثَلاثُونَ؟
فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الحفَّاظ (4) ؛ يَقُولُونَ: شُعْبَة، عن سِماك، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد وعِكرمَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
قلتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ قَدْ (6) رَوَاهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن عائِشَة.
_________
(1) قوله: «هو» ليس في (ف) .
(2) سأل الترمذيُّ في "العلل الكبير" (207) البخاريَّ: أيُّ الطريقين أصحُّ؟ فقال: «يحتمل عنهم كليهما» .
(3) هو: ابن حرب.
(4) منهم روح بن عبادة، وروايته أخرجها الحارث بن أسامة (315/بغية الباحث) .
(5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، فالجادَّةُ أن يقال: مرسلاً، بألف تنوين النصب، لكنَّها حذفت هنا وقفًا ووصلاً نطقًا وخطًّا؛ جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) قوله: «قد» من (ت) و (ك) فقط.
(3/45)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُخطِئ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عائِشَة، الصَّحيحُ: عِكرمَة، مُرسَل (1) (2) .
681 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخضَر (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) - فِي أَيَّامِ التَّشريق -: أنَّ النبيَّ (ص) أمر عبد الله بْنَ حُذافَة أَنْ يُناديَ: إِنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ.
وَرَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: حدَّثني بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بْنَ حُذافَة.
وَرَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ حَيْوِيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بْنِ حُذافَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَه أَنْ يُناديَ ... .
وَرَوَاهُ شُعَيب (7) ، عَنِ الزُّهْري؛ أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذافَة.
_________
(1) قوله: «مرسل» يحتمل الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/135/ب - 136/أ) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلِف عنه: فرواه شريك بن عبد الله، عن سِماك، عن عبد الله بن شدَّاد، عن عائِشَة. ورواه عمرو بن عاصم، عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة، عن ابن عباس. وغيره يرويه عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة مُرسلاً. ورواه الوليد بن أبي ثور، عن همام، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد وحده مُرسلاً، والمُرسَل أصحُّ» .
(3) انظر المسألة الآتية برقم (746) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/513 = = و535 رقم10664 و10917) ، والنسائي في "الكبرى" (2896/الرسالة) . قال النسائي: «صالح هذا هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد بن المسيب غيرَ صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزهري» .
(5) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/99) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بن حذافة، أن النبي (ص) أمره ... فذكره.
(6) هو: قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْويل، ويُكتب أحيانًا: «حَيْوَئيل» . وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98-99) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (544 و8217) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) .
(7) هو: ابن أبي حمزة. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2894/الرسالة) ، عن الزهري: أن مسعود ابن الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ النبي (ص) ، به.
قال النسائي: «الزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم» .
(3/46)
وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئب (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بعَثَ النبيُّ (ص) عبد الله بن حُذافَة يُنادي ... .
ورواه عبد الرحمن بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسافر، عَنِ الزُّهْري؛ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ؛ فقال (2) : أَخْبَرَنِي بعضُ أَصْحَابِهِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: أُخبِرتُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بعضِ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذَافَة (3) .
_________
(1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/187) .
(2) كذا في (أ) و (ش) ، والقائل هو الزهري، وفي بقية النسخ: «قال» .
(3) أخرج النسائي في "الكبرى" (2895/الرسالة) من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم كان يخبر عن بعض علمائهم من أصحاب رسول الله (ص) : أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة ... فذكره.
قال الدارقطني في "العلل" (1699) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه صالح بن أبي الأخضر، واختُلِف عنه: فقال روح: عن صالح، عن الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة. واختُلِف عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، فقال حميد: عن إبراهيم بن حميد، عن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك قيل: عن ابن أبي سمينة، عن إبراهيم بن حميد. وقيل: عنه، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. وقال سليمان بن أرقم: عن الزهري، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حذافة، عن النبي (ص) . وقيل: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الزُّرَقي، عن ابن حذافة. وقال الزبيدي: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم. وقولُ الزبيدي أشبهها بالصواب» . اهـ. كذا وقعت عنده رواية الزبيدي! وتقدم أن النسائي رواه من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم ... فذكره.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) : «عبد الله ابن حذافة بن خليفة أبو حذافة السهمي القرشي، كنَّاه الزهري، لا يصحُّ حديثه، مرسل» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/124) : «واختلف فيه أصحاب ابن شهاب عليه، فرواه معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الأنصاري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: أمر النبي (ص) عبد الله ابن حذافة السهمي. ذكره عبد الرزاق عن معمر. ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ورواه يونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن عمر العمري، عن الزهري: أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة. مرسلاً هكذا. = = كما رواه مالك سواء؛ وهو الصَّحيح في حديث ابن شهاب هذا» . اهـ.
(3/47)
682 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ مَطَر (4) ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن أبي
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (752) .
(2) في (ف) : «عباة» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3195/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (3081) ، والروياني في "مسنده" (575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/98) ، والحاكم في "المستدرك" (1/429-430) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/266) . قال النسائي: «هذا خطأ، وقد وقفه حفص» .
(3) هو: ابن أبي عَروبة.
(4) هو: ابن طَهْمان الورَّاق.
(3/48)
رَافِعٍ (1) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
فقال (2) أَبِي: رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ (3) .
وَرَوَاهُ عَبْدُ الوهَّاب الخَفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (6) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: كأنَّ حديثَ أَبِي رَافِعٍ أشبَهُ (7) ؛
لأَنَّهُ رَوَاهُ حُمَيد الطَّويل (8) ، عن بكر بن عبد الله، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى،
_________
(1) هو: نُفَيع الصَّائغ.
(2) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» .
(3) الظاهر أنه يعني: هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيْبِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَة، على الوجه المتقدِّم؛ فإن شعيب بن إسحاق من الرُّواة عن سعيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/501) ، ولم نجد من أخرج هذه الرواية، ولم يوردها الدارقطني في ذكره للاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (7/246-247 رقم1323) .
(4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء.
(5) هو: عبيد الله بن الأخنس؛ كما سيأتي عن أبي حاتم.
(6) هو: عبد الله.
(7) المعنى - فيما يظهر - أن حديثَ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أشبهُ من حديث أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبي موسى.
ومما يرجِّح هذا - عند أبي حاتم - روايةُ حميد الطويل؛ فهي وإن كانت تخالفها في كونها موقوفة، إلا أنها توافقها في كونها من طريق أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وهذا دون التعرُّض لترجيح الوقف والرفع.
ومما يدلُّ على هذا - أيضًا - أن أبا زرعة رجَّح أن حديث أبي رافع أشبه؛ بناءً على أن شعبة رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى موقوفًا. وعندما سأله ابن أبي حاتم، عن أي الرِّوايتين أشبه من حديث أبي رافع: الوقف أم الرفع؟ سكت ولم يرجِّح. والله أعلم.
(8) كذا ذكر أبو حاتم رواية حميد هنا، وقد روى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (9307) ، والنسائي في "الكبرى" (3201/الرسالة) وغيرها من طريق حميد، عن بكر، عن أبي العالية أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى فذكره موقوفًا. كذا ذكرها الدارقطني في "العلل" كما سيأتي.
(*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) .
(3/49)
مَوْقُوفٌ (*) .
قَالَ أَبِي: وَلا أعرفُ (1) من البصريِّين أحدًا كُنيتُه أبو مالك من القُدَماء، إلا عُبَيدالله ابن الأَخْنَس.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى، موقوفً (*) ؛ فكأنَّ حديثَ أبي رافع أشبَهُ.
قلتُ: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرفوع؟ فسَكَتَ (3) .
_________
(1) في (ف) : «لا أعرف» بلا واو.
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3200/الرسالة) عن قتادة، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا.
(3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» .
وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه روح بن عبادة. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا. ورواه شعبة، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. وكذلك رَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ، موقوفًا غير مرفوع» .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3196) من طريق حفص ابن عبد الرحمن البَلْخي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، = = عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا.
قال الحاكم في الموضع السابق: «سمعت أبا علي الحافظ يقول: قلت لعبدان الأهوازي: صحَّ أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؟ فقال: سمعت عباسً العنبريَّ يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قد صحَّ حديث أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أن النبي (ص) قال: أفطر الحاجم والمحجوم» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1323) : «يرويه سعيد ابن أبي عَروبة، واختُلِف عنه: فرواه رَوْحُ بْنُ عُبادة، عَنْ سَعِيدٍ، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى: أنه كان يحتجم ليلاً، وقال: سمعت النبي (ص) يقول: «أفطر الحاجم والمحجوم» ، وخالفه عبد الوهَّاب ابن عطاء الخفاف، وأبو بحر البكراوي، وابن أبي عدي؛ فروَوه عن سعيد، عن مطر، موقوفًا، ولم يذكروا: أفطر الحاجم والمحجوم، وذكروا فعل أبي موسى حَسْبُ. ورواه حميد الطويل، عن بكر، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى، موقوفًا أيضًا، إلا أنه خالف مطر في الإسناد. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه ولم يُسَمِّه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا أيضًا: أفطر الحاجم والمحجوم، وليس هذا القول بمحفوظ عن سعيد، والصَّواب من هذا: قول من ذكر فعل أبي موسى، دون الحديث المرفوع» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/175) .
(3/50)
683 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: تَراءى النَّاسُ الهِلالَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فأمرَهُم النبيُّ (ص) أَنْ يخرُجوا إِلَى المُصَلَّى مِنَ الغَد؟
قَالَ أَبِي: أخطأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ،
عن أبي
_________
(1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/410/ مخطوط) بعض هذا النص. وقال الضياء في "المختارة" (7/104) : «قال أبو حاتم الرازي، وأبو الحسن الدارقطني: وَهِمَ فيه سعيد بن عامر» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/177) : «وهو وهم؛ قاله أبو حاتم في العلل» .
(2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/279 رقم13974) ، والبزار في "مسنده" (972/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/249) ، والضياء في "المختارة" (7/104) .
(3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (5/57 رقم 20579) من طريق محمد بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (1157) من طريق حفص بن عمر، والنسائي في "سننه" (1557) من طريق يحيى بن سعيد، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/128) من طريق بقية بن الوليد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/388) من طريق وهب بن جرير، وأبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، والدارقطني في "السنن" (2/170) من طريق سفيان، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل، جميعهم عن شعبة، به.
وحسَّن إسناده الدارقطني والبيهقي.
ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه" (7339) ، وابن أبي شيبة (9461) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/58 رقم 20584) ، وابن ماجه في "سننه" (1653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/386 و387) ، جميعهم من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. ورواه البيهقي في "الكبرى" (4/249) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بشر، به.
(3/51)
بِشر (1) ، عن أبي عُمَير ابن أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَته، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
684- وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ (5) ، ووكيعٌ، وابن المبارك (6) :
_________
(1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
(2) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (193) -: «هو خطأ من سعيد بن عامر، والصحيح: شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس» .
وقال الدارقطني في "علله"- كما في "نصب الراية" (2/212) -: «هذا حديث اختُلِف فيه: فرواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، عن قَتادة، عن أنس، وخالفه غيره من أصحاب شعبة؛ فروَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ أَنَسٍ، عن عُمُومَته، عن النبي (ص) . وكذلك رواه أبو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ؛ وهو الصَّواب» . وقال البزار في الموضع السابق: «أَخْطَأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وإنما رواه شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس؛ أن عمومة له شهدوا عند النبي (ص) » .
وقال البيهقي (4/249) : «تفرد به سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، وغَلِطَ فيه؛ إنما رواه شعبة، عن أبي بشر» .
(3) ستأتي هذه المسألة برقم (767) . وانظر المسألة رقم (722) و (748) .
(4) قوله: «عن حديث» سقط من (أ) ، وهو ملحق بهامش (ش) .
(5) في (أ) و (ش) : «رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان.
(6) هو: عبد الله.
(3/52)
فَأَمَّا يَحْيَى (1) ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وشَبَابَة (2) ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب (3) ، عَنْ جُوَيرِيَة: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صائِمَة يَوْمَ الجُمعَة، فَقَالَ: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ ، قَالَتْ (4) : لا ... وَذَكَرَ الحديثَ.
وَأَمَّا وكيعٌ (5)
فَقَالَ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب: أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة.
وَرَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بن عمرو (7) : أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة (8) .
وَرَوَاهُ هَمَّام (9) ، فَقَالَ: عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن جُوَيرِيَة:
_________
(1) رواية يحيى أخرجها البخاري في "صحيحه" (1986) .
(2) هو: ابن سوَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9249) ، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده" (7064) .
(3) هو: المَراغي، العَتَكي الأزدي. اسمه: يحيى، وقيل: حبيب بن مالك.
(4) في (ت) : «قال» .
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/253) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/324 رقم 26755) عن وكيع؛ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادة، عَنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُويرية: أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا بزيادة جويرية في الإسناد.
(6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9241) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم6771) ، والبزار في "مسنده" (2350) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2162) ، وابن حبان (3611) .
(7) في (ت) و (ك) : «عبد الله بن عمر» .
(8) قوله: «دخل على جُوَيرية» سقط من (أ) و (ش) .
(9) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/324 و340 رقم26756 و27425) ، وأبو داود في "سننه" (2422) .
(3/53)
أن النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا. تابعَ شُعْبَةَ.
وَرَوَى هُدبَةُ (1) مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: حدَّثنا صاحبٌ لَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمعَة، إِلا أَنْ يَصوموا يَوْمًا قبلَه، أَوْ يَوْمًا بعدَه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشِيرٍ (3) فَقَالَ (4) : عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله، عَنْ أَبِي قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمُعَة فَرْدًا؟
وَقَالَ أَبِي: كلُّها صِحاحٌ، مَا خَلا حديثَ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَإِنَّمَا هُوَ: عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، قولَه.
وَإِنَّمَا قُلنا: إِنَّهَا صِحاحٌ كلُّها؛ لأَنَّ شُعْبَة قد تابع هَمَّامً (5) .
فَأَمَّا مَنْ قَالَ: قَتادة، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (6) : فَإِنَّ ابنَ أَبِي عَروبة حافظٌ لِحَدِيثِ قَتادة، وَقَالَ: تابَعَني عليه مَطَر (7) .
_________
(1) هو: ابن خالد القَيْسي.
(2) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «قلت» بدلاً منها.
(3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) .
(4) قوله: «فقال» ليس في (أ) و (ش) .
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) في (ك) : «عبد الله بن عمر» .
(7) في (ت) يشبه أن يكون: «فطر» . ومطر هو: ابن طَهْمان الورَّاق.
(3/54)
وَأَمَّا حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَإِنَّهُ صحيحٌ أَيْضًا.
وَأَمَّا حديثُ شُعْبَة: فإنَّ (1) ابنَ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ أعلَمُ بِحَدِيثِ شُعْبَة مِنْ وَكِيعٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُوَيرِيَة صحيحٌ.
وحديثُ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَيْضًا صحيحٌ.
وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ حدَّثنا صاحبٌ لَنَا، فَهَذَا لا يُدرى كَيْفَ هُوَ؟
وفي حديث قَتادة مثلُ ذا (2) كثيرٌ؛ يُحَدِّث بِالْحَدِيثِ عَنْ جَماعة.
وحديثُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ لا أحفَظُه (3) .
685- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العَطَّار (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَةَ - عَنْ أَبِي
_________
(1) في (ش) : «قال» .
(2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «ذي» ، وفي (أ) و (ف) : «ذى» ، وكل ذلك اسم إشارة، وانظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(3) قال الدارقطني في "العلل" (5/192/أ) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه شعبة وهمام وحماد بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ قَتادة، عَنِ أبي أيُّوب، عن جُويرية. وقال بقيَّة: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أبي أيُّوب، عن صفية، ووهم فيه؛ وإنما هو عن جويرية. وخالفهم ابن أبي عَروبة ومطر الوراق؛ قالا: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عبد الله بن عمرو: أن النبيَّ (ص) دخل على جُوَيرِيَة. وقول شعبة ومن تابعه أشبَهُ» .
وقول سعيد: «وافقني عليه مطر» : ذكره أحمد في "المسند" (2/189) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (3/230) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (297) ، وانظر المسألة رقم (709) .
(5) هو: أبان بن يزيد.
(3/55)
هريرة - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (1) خَليلي بثَلاثٍ ... .
قلتُ (2) : رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: سَعِيد أحفَظُهم.
686 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (5) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري (6) ، عَنْ أَبِي السَّلِيل (7) ، عَنْ نُعَيم ابن قَعْنَب (8) الرِّياحي؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا ذرٍّ، فَدَعَا لِي بطَعام، فَقَالَ لِي: إِنِّي صائِم، ثُمَّ قَامَ فصلَّى، ثُمَّ طَعِمَ، فقلتُ: أَلَيْسَ قلتَ: إِنِّي صائِم؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ (9) .
_________
(1) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح.
(2) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» مكان: «قلت» ، وفي المسألة رقم (297) : «قلت» في جميع النسخ.
(3) روايته أخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4850) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في"المسند" (2/271 رقم7671) .
(4) انظر المسألة رقم (690) .
(5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/150-151 رقم21339) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (480) ، والنسائي في "الكبرى" (9107/الرسالة) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/273) .
(6) هو: سعيد بن إياس.
(7) هو: ضُرَيب بن نُقَير.
(8) في (ف) : «قعيب» .
(9) وباقيه فيه: أن أبا ذر ذكر له أنه صام ثلاثة أيام من الشَّهر، فيكون كأنه صام الشهر كله.
(3/56)
قلتُ (1) : وروى هذا الحديثَ عبد الوارث (2) ،
عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنْ أَبِي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن نُعَيم ابن قَعْنَب.
قلتُ لَهُمَا (3) : فأيُّهما الصَّحيحُ؟
فَقَالَ أَبِي (4) : حديثُ أَبِي الْعَلاءِ أصَحُّ.
وقال أبوزرعة: حديثُ أَبِي الْعَلاءِ الصَّحيحُ؛ كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) .
687 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن
_________
(1) قوله: «قلت» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» .
(2) هو: ابن سعيد.
وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (747) ، وفي "التاريخ الكبير" (2/221) ، والدارمي في "مسنده" (2267) .
وأخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (7878) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/164 رقم21454) عن معمر، والبزار في "مسنده" (3969 و3970) من طريق سالم بن نوح وشعبة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1209 رقم6817 و6818) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، والمِزي في "تهذيب الكمال" له (29/490) من طريق حماد بن زيد، جميعهم عن الجريري، عن أبي العلاء، به.
(3) في (أ) و (ش) : «قلت لأبي» .
(4) في (ف) : «إنَّ» بدل: «أبي» .
(5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن نعيم بن قعنب إلا أبو العلاء، وهو رجل من أهل البصرة» .
وقال الدارقطني في العلل" (1124) : «يرويه الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بن الشخير، عن ابن قعنب. وقال جعفر الأحمر: عن الجريري، عن رجل لم يُسَمِّه، وكَنَاه غيره: أبا العلاء، وهو الصواب» . وانظر المسألة رقم (690) .
(3/57)
عَاصِمٍ (1) ، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ سِيرين؛ أَنَّ (2) الرَّباب (3) ، فذكرَتْ حديثَ (4) سَلْمَانَ (5) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ (6) عَلَى المْاءِ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ؟
قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديثَ هِشَامُ بْنُ حسَّان (7)
وغيرُ وَاحِدٍ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (8) ؛ قَصَّر بِهِ حمَّاد، وقد رُويَ عن
_________
(1) هو: ابن سليمان الأحول.
(2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أن» .
(3) هي: الرَّباب بنت صُلَيْع، أم الرَّائح الضَّبِّيَّة.
(4) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «فذكر في حديث» !
والمعنى - فيما يظهر -: أن الرباب ذكرت حديث عمِّها سلمان مرسلاً، ويؤيد هذا قول أبي زرعة وأبي حاتم الآتي: «قصَّر به حماد» ، والله أعلم.
(5) هو: سلمان بن عامر الضَّبِّي؛ عمُّ الرَّباب.
(6) قوله: «فليفطر» سقط من (ف) .
(7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7586) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/18 رقم16232) ، والنسائي في "الكبرى" (3307 - 3310) ، وابن حبان في "صحيحه" (3515) .
ورواه أحمد (4/18 رقم16225) ، والنسائي في "الكبرى" (3312/الرسالة) من طريق هشام، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان موقوفًا عليه. قال هشام: وحدثني عاصم الأحول: أن حفصة رفعته إلى النبيِّ (ص) .
(8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صواب في العربية، وله وجهان أبنَّا عنهما في التعليق على المسألة رقم (25) .
(3/58)
عَاصِمٍ (1)
أَيْضًا نَحْوَهُ (2) .
688 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ واصِلٍ مَوْلَى أَبِي (3) عُيَينة، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيْف، عن أبي عُبَيدة بن
_________
(1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (843) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/17 و18 رقم 16226 و16228 و16231) ، والدارمي (1743) ، وأبو داود في "سننه" (2355) ، والترمذي في "جامعه" (658) ، وابن ماجه (1699) من طرق عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) .
قال الترمذي: «حديث حسن، والرباب هي: أم الرائح بنت صُليع. وهكذا روى سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي (ص) نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن سلمان بن عامر، ولم يذكر فيه: " عن الرباب ". وحديث سفيان الثوري وابن عيينة أصح، وهكذا روى ابن عون وهشام ابن حسَّان، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر» .
ثم أخرجه الترمذي (695) من طريق سفيان الثوري وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر، به. ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
ورواه الطيالسي (1278) عن شعبة، عن عاصم؛ سمعت حفصة تحدث، عن الرباب، عن سلمان، به مرفوعًا. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/239) من طريق الطيالسي ثم قال: «هكذا وجدته في "المسند"، قد أقام إسنادَه أبو داود، وقد رواه محمد ابن غيلان، عن أبي داود دون ذكر الرباب، وروي عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ شعبة موصولاً، ورواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ فغلط في إسناده» .
(2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/257/مخطوط) هذا الحديث، ثم قال: قال ابن أبي حاتم في "علله": سألت أبي عنه؟ فقال: صحيح من طريقيه. اهـ.
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/289) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» .
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» ، وسقطت من (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب. انظر "تهذيب الكمال" (30/408) ، و"التقريب" (7436) .
(3/59)
الجَرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (1) ، عَنْ واصِل، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيف، عَنْ الوليد بن عبد الرحمن، عَنْ غُضَيف (2) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة ابن الجرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا.
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّاد قَصَّر بِهِ، وَجَرِيرٌ جوَّدَه.
689 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مسلم ابن إبراهيم (4) ،
_________
(1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (224) . ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/171) .
ورواه أحمد (1/196 رقم1701) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8899) كلاهما عن يزيد بن هارون، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/21) عن أبي سلمة موسى التَّبوذكي، وابن خزيمة (1892) من طريق عبد الله بن وَهْب، والحاكم (3/265) من طريق وَهْب ابن جرير، أربعتهم عن جرير، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض بن غُطَيْف، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8898) ، والنسائي في "سننه" (2233) ، وأبو يعلى (878) ، والضياء في "المختارة" (1117) من طرق عن واصل، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا.
(2) في (ش) : «غضف» .
وهو: غُضَيف بن الحارث السَّكوني، ويقال: غُطَيف بالطاء.
(3) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ صحيح في العربية، وقد ذكرنا له وجهين في التعليق على المسألة رقم (25) .
(4) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1409) عن الأسود، عن أبي نوفل، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/238) ، وأحمد في "المسند" (5/67 رقم 20663) من طريق عفان بن مسلم، عن الأسود، عن أبي نوفل، به.
(3/60)
والعَتَكي (1) ، عَنَ الأسْوَد بْنِ شَيبان، عَنْ أَبِي نَوْفَل (2) : أَنَّ أَبَاهُ سألَ النبيَّ (ص) عَنِ الصَّوم؟ قَالَ: ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ قومٌ (3) لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ، فَقَالُوا: عَنْ أَبِي نَوْفَل، عن أبيه (4) ،
_________
(1) هو: عبد الله بن أبي بكر. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) .
(2) في (ت) : «نوافل» . وهو: أبو نوفل بن أبي عَقْرب، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم، وقيل غير ذلك.
(3) قوله: «قوم» سقط من (ف) .
(4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/347 رقم19051) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/375) ، والبيهقي في "الشعب" (3596) عن وكيع، وأحمد أيضًا (5/67 رقم20662) ، والنسائي في "سننه" (2434) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضًا (2433) من طريق سيف بن عبيد الله، والطبراني في "الكبير" (22/316-317 رقم 798) من طريق سهل ابن بكار، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6925) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/218) من طريق عمرو بن حكام، جميعهم عن الأسود، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سألت النبي (ص) .
قال الحافظ في "الإصابة" (11/259) : «سنده حسن» .
(3/61)
والثِّقاتُ لا يَقُولُونَ: عَنْ أَبِيهِ (1) .
690 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ.
وَرَوَاهُ ثابتٌ (6) ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟
قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ يُروى هَذَا الْكَلامَ عن أبي ذَرٍّ
_________
(1) الفرق بين الروايتين بيِّن، فالرواية الأولى- «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ: أَنَّ أَبَاهُ سأل النبي (ص) » -: مرسلة؛ لأن أبا نوفل لم يدرك زمن النبي (ص) ، وأما الرواية الأخرى - «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ» -: فتكون متصلة؛ لأنه يحدِّث عن أبيه، عن النبي (ص) . وفي مثل هذا: ما رواه أبو داود في مسائله للإمام أحمد (1978) قال: «سمعت أحمد قيل له: إن رجلاً قال: عروة؛ أن عائشة، وعروة، عن عائشة؛ قالت: يا رسول الله، وعن عروة، عن عائشة، سواء؟ فقال: كيف هو سواء؟! أي ليس بسواء» .
وقد حرَّر الفرق بينهما جمع من الأئمة؛ كالحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/601-605) ، = = والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-593) .
(2) انظر المسألة رقم (686) .
(3) هو: عاصم بن سليمان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21301) ، وابن عدي في "الكامل" (6/439) من طريق إسرائيل، والترمذي في "جامعه" (762) ، وابن ماجه في "سننه" (1708) من طريق أبي معاوية، والبزار في "مسنده" (3904) ، من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي في "سننه" (2409) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، جميعهم عن عاصم، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأبو عثمان لم يسمع من أبي ذر؛ كما قال ابن المديني. انظر "جامع التحصيل" (ص308) .
وقد رواه النسائي (2410) من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن رجل، عن أبي ذر، به. وتابع ابن المبارك شيبان كما سيأتي عند الدارقطني.
(4) هو: عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي.
(5) في (ش) : «أبي هريرة» بدل: «أبي ذر» .
(6) من قوله: «عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
وثابت هو: بن أسلم البُناني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2515) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و384 و5130رقم 7577 و8986 و10663) ، والنسائي في "سننه" (2408) ، وابن حبان في "صحيحه" (3659) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) .
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178 و1981) ، ومسلم (721) من طريق عباس بن فرُّوخ الجُرَيري، وأبي التيَّاح يزيد بن حميد، كلاهما عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا؛ كما رواه ثابت. ورواه مسلم أيضًا من طريق أبي شِمْر الضُّبَعي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا أيضًا.
(3/62)
بإسنادٍ آخَرَ، وثابتٌ أحفَظُ مِنْ عَاصِمٍ (1) .
691 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ،
عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرزوق (3) ، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد: أنَّ رسولَ الله (ص) أُتيَ بإناءٍ فشَرِبَ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، هَذَا يومٌ كنتَ تصومُه (4) ! قَالَ: أَجَلْ، وَلَكنِّي قِئْتُ فَأَفْطَرْتُ.
_________
(1) قال الدارقطني في "العلل" (1141) : «يرويه عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يرويه أصحاب عاصم عنه كذلك، وخالفهم شيبان فرواه عن عاصم، وأدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلاً لم يُسَمِّه. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن ثابت، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أبي هريرة، وحديث أبي ذر أشبه بالصواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (2232) اختلافًا آخر على أبي عثمان في وقف هذا الحديث أو رفعه، ولم يرجِّح.
(2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678) . ورواه أيضًا في "شرح معاني الآثار" (2/97) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم817) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/36) إلا أنه وقع في "شرح معاني الآثار" زيادة: «حَنَش الصَّنعاني» بين أبي مرزوق وفَضالَة!! ولم يورد ابن حجر هذا الإسناد في "إتحاف المهرة" (12/656) .
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/18 رقم 23935) عن محمد بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1675) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 818) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يزيد، به. ووقع عند ابن ماجه والطبراني التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/12) : «هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التجيبي لا يعرف اسمه، لم يسمع من فَضالَة بن عُبَيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه» .
(3) هو: التُّجِيبي، المصري، اسمه: حبيب بن الشَّهيد، وقيل: ربيعة بن سليم.
(4) في (ف) : «أصومه» .
(3/63)
قَالَ أَبِي: بَيْنَ أَبِي مَرزوق وفَضالَة: حَنَشٌ الصَّنعاني (1) ، مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ (3) .
692 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ.
قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هذا مَن هو؟
_________
(1) هو: حنش بن عبد الله، ويقال: ابن علي.
(2) المثبت من (ش) ، وفي بقَّية النسخ: «رواة» .
(3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/21 رقم 23963) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: حدثني يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. ورواه أحمد (6/19-20 رقم 23948) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1679) ، وفي "شرح معاني الآثار" (2/96-97) ، والطبراني في "الكبير" (18 رقم 779) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) من طريق ابن لهيعة. وأحمد أيضًا (6/22 رقم 23966) من طريق عبد الله بن عياش. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 819) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/37) من طريق عميرة بن أبي ناجية. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) ، وابن عساكر أيضًا (12/37) من طريق المفضل بن فضالة، كلُّهم عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (345) . وقد نقل هذا النَّص الحافظ العراقيُّ في "ذيل الميزان" رقم (702) ، ثم تعقبه بقوله: «فأما قول أبي حاتم في "العلل": إن الحديث منكر؛ يريد من هذا الوجه، وإلا فقد رواه النسائي في "سننه الكبرى"، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك" من حديث أبي هريرة، وقال: إنه صحيح على شرط البخاري» . اهـ. وكان أبو حاتم قال في المسألة (345) : «غَيْرَ أنَّ الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَر» . ومن الواضح أن العراقي لم يطلع على كلام أبي حاتم في المسألة (345) ، ولو اطلع عليه لما احتاج إلى هذا التعقب.
(3/64)
قَالَ: لا يُدرَى (1) ، غيرَ أَنَّ الْحَدِيثَ مُنكَرٌ.
693 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الصَّيرَفي، عَنْ (3) يَحْيَى القَطَّان (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ؛
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكحُول، عَنْ شيخٍ مِنَ الحَيِّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ.
فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الشَّيخ؟
فَقَالَ: هُوَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبي.
694- وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن موسى التَّيْمي (6) ،
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يارا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّمت على الصواب في المسألة رقم (345) .
(2) انظر المسألة رقم (657) و (729) و (732) و (1704) و (2839) .
(3) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(4) هو: يحيى بن سعيد.
(5) وعن ابن جريج رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7525) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9301) من طريق ابن علية، والإمام أحمد في "المسند" (5/282 رقم 22431) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني وروح بن عبادة، وأبو داود في "سننه" (2370) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر، وأيضًا عن إسماعيل بن علية، والنسائي في "الكبرى" (3134) من طريق خالد بن الحارث، جميعهم عن ابن جُرَيج، عن مَكحُول، به.
ورواه أبو داود في "سننه" (2371) ، والنسائي في "الكبرى" (3123) كلاهما من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكحُول، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبان، به.
(6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1666) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (2867) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 173/مسند ابن عباس) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (1/266) ، والشاشي في "مسنده" (242-244) ، والضياء في "المختارة" (912) . وأخرجه ابن جرير أيضًا (2868) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/124 رقم 174/مسند ابن عباس) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (320) ، وابن عدي في "الكامل" (7/266) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به.
(3/65)
عَنْ أسامةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالمُفْطِرِ فِي الحَضَرِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (2) : رَوَاهُ أَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيري (3) ، ومَعْن بْنُ عِيسَى (4) ، وحمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ؛ قولَه (7) : الصَّائمُ فِي السَّفَر ... .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عَوف.
(2) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/462) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (919) هذا القول ونسباه إلى أبي حاتم، والسؤال إنما وجهه ابنُ أبي حاتم إلى أبيه، كما يظهر في أول المسألة.
(3) في (أ) و (ش) : «الزبيدي» . وهو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" رقم (140) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (911) .
(4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2284) ، و"الكبرى" (2605/الرسالة) ، ثم قال عن هذه الرواية: «هذا خطأ» .
(5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2285) وقرن معه أبا عامر عبد الملك بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8962) من طريق خالد بن مخلد، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/383) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن ابن أبي ذئب، مرفوعًا.
وأخرجه النسائي أيضًا (2286) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قوله.
(6) هو: محمد بن عبد الرحمن.
(7) قوله: «قوله» سقط من (ش) .
(3/66)
وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (3) .
وَرَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ آخَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قال أَبُو زُرْعَةَ (5) : الصَّحيحُ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبيه، موقوف (6) .
_________
(1) هو: ابن يزيد الأَيْلي.
(2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 172/مسند ابن عباس) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (655) .
(3) من قوله: «ورواه ابن لهيعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(4) هو: ابن الوليد. ولم نجد روايته، ولكن الحديث أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (320) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به.
(5) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وتقدم نحوه قريبًا.
(6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
والحديث أخرجه البزار في "مسنده" (1025) من طريق عبد الله بن عيسى المدني، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزهري، به. وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/462) عن ابن القطان أنه ذكر الحديث من جهة البزار ثم قال: «هكذا قال عبد الله بن عيسى المدني! وقال غيره: عبد الله بن موسى التيمي، وهو أشبه بالصَّواب» .
قال البزار بعد أن رواه: «وهذا الحديث أسنده أسامة ابن زيد، وتابعه على إسناده يونس. وقد رواه ابن أبي ذئب وغيره عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبيه موقوفًا من قول عبد الرحمن. ولو ثبت مرفوعًا كان خروج النبي (ص) حيث خرج فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر وأمرنا بالفطر دليلاً على نسخ هذا الحديث لو ثبت؛ لأنه يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل رسول الله (ص) » . اهـ.
وقال ابن جرير في"تفسيره" (3/474) : «وأما الأخبار التي رويت عنه (ص) من قوله: " الصَّائمُ فِي السَّفَرِ كالمُفطِر فِي الحَضَر ": فقد يحتمل أن يكون قيل لمن بلغ منه الصومُ ما بلغ من هذا الذي ظُلِّل عليه، إن كان قيل ذلك، وغير جائز أن يضاف إلى النبي (ص) قيلُ ذلك؛ لأن الأخبار التي جاءت بذلك عن رسول الله (ص) واهية الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج بها في الدين» . اهـ.
قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد ابن عياض، [وعقيل] من رواية [سلامة] بن روح عنه، ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور، عنه، وأسامة بن زيد من رواية عبد الله بن موسى التيمي [عنه] ، والباقون من أصحاب الزهري رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه من قوله» . اهـ، والتصويب من "نصب الراية" (2/462) .
وذكر الدارقطني في "العلل" (564) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا» .
= ... وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/244) : «وهو موقوف، وفي إسناده انقطاع، ورُوي مرفوعًا، وإسناده ضعيف» .
وقال ابن حجر في "الفتح" (4/184) : «والمحفوظ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا، كذلك أخرجه النسائي وابن المنذر، ومع وقفه فهو منقطع؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه» . اهـ.
(3/67)
695 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ مُحَمَّدِ ابن سَلَمة (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنِ عائِشَة؛ قَالَتْ: إِنْ كَانَ ليكونُ عَلَيَّ الأيامُ مِنْ رَمَضَانَ فِي عهدِ رسول الله (ص) ، فَمَا أَقْضِيهَا إلاَّ فِي شَعبان مِنَ الْعَامِ المُقبِل، وَكَانَ رسولُ الله (ص)
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2355) .
(2) هو: محمد.
(3) في (ف) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي سلمة» .
(3/68)
يَصُومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا.
قَالَ أَبِي: هَذِهِ الكلمةُ الأخيرةُ لَمْ يَروِها (1) أحدٌ غيرُ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ يصومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا (2) .
696 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لَيْلَةِ القَدْر؟
فَقَالا: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) (5) .
قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «يزدها» ، ولم تنقط «الزاي» في (ك) .
(2) الحديث رواه البخاري (1950) من طريق زهير بن معاوية، ورواه مسلم (1146) من طريق زهير وسليمان ابن بلال وابن جريج وعبد الوهاب الثقفي وسفيان بن عيينة، كلُّهم عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، بلا قوله: «وكان رسولُ الله (ص) يصومُ شَعبان إلاَّ قليلاً» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/151/أ) الاختلافَ في هذا الحديث، وقال: «ورواه ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ عائِشَة، وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي (ص) لم يأتِ بها غيرُه، والصحيح قول ابن جريج ومن تابعه» .
(3) في "الموطأ" (1/320) . ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "موطئه" (305) ، والنسائي في "الكبرى" (3396) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/252-253) ، والبيهقي في "المعرفة" (6/387 رقم 9074) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/353-354) .
(4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/313 و319 رقم22667 و22672 و22674 و22721) من طريق معتمر بن سليمان، ومحمد بن أبي عدي، وحماد بن سلمة، ويحيى القطان، ورواه البخاري في "صحيحه" (49 و2023 و6049) من طريق إسماعيل بن جعفر، وخالد بن الحارث، وبشر بن المفضل، جميعهم عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ، عن عبادة، به.
(3/69)
قَالا: مِنْ مَالِكٍ (1) .
697- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه إسحاقُ ابن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأمَوي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لاَ نَكْتُبُ (3) ، الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا (4) ؟
_________
(1) قَالَ ابن عبد البر في "التمهيد" (2/200) : «هكذا روى مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه ... وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصَّامت» . وقال في "الاستذكار" (10/332) : «هكذا روى مالك هذا الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رسول الله (ص) . وخالفه أصحاب حميد كأنهم قرؤوه عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة بن الصامت قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... ، وكذلك رواه يحيى القطان وبشر بن المفضل وابن أبي عدي وحماد بن سلمة وغيرهم، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة، كلهم جعله من مسند عبادة. وقال علي بن المديني: وهم فيه مالك، وخالفه أصحاب حميد، وهم أعلم به منه، ولم يكن له وحميد علم كعلمه بمشيخة أهل المدينة» .
(2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج الإمام أحمد في "المسند" (6/81 رقم 24518) ، والطبراني في "الأوسط" (5249) ، والدارقطني في "سننه" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/250) من طرق عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، رُئِيَ هذا الشهر لتسع وعشرين؟! قالت: وما يعجبكم من ذلك، لَمَا صُمْتُ مع رسول الله (ص) تسعًا وعشرين أكثرُ مما صمت ثلاثين» . اهـ. واللفظ لأحمد.
(3) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/68) : «وفيه: إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ» ، أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلَّموا الكتابةَ والحساب؛ فهم على جِبِلَّتِهِمُ الأولى. وقيل: الأمي الذي لا يكتب؛ ومنه الحديث: «بُعِثْتُ إلى أمة أمية» ، قيل للعرب: الأميون؛ لأنَّ الكتابة كانتْ فيهم عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: [الجُمُعَة: 2] {بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ} » . اهـ.
(4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «هكذى وهكذى» ، والأصل «هكذا» بالألف؛ إلا أنَّ العرب قد تميل «ذا» الإشارية، فيكتبونها بالياء. انظر التعليق على المسألة رقم (124) .
(3/70)
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ قَيس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .
698- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلَم (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلاَ مَنِ احْتَلَمَ، وَلاَ مَنِ احْتَجَمَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا أسامةُ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عَطاء ابن يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) .
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوري (5) ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن
_________
(1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1913) ، ومسلم (1080) .
وأخرجه مسلم أيضًا (1080) من طريق سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، به.
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/247/ مخطوط) ، ونقل بعضه بتصرف ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/287) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/371) .
(3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (719) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1039) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220 و264) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1972) ؛ لبيان علته، لا لتصحيحه. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/128) من طريق أبي داود النخعي سليمان بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به.
(4) في (ش) : «عن أسامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . وأسامة: هو ابن زيد بن أسلم.
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2376) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1973-1975) ، والدارقطني في "العلل" (11/269 و270) .
ومن طريق أبي داود أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن" (1/239) ، والبيهقي في "سننه" (4/220) . وأخرجه البيهقي أيضًا (4/264) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن إسحاق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، به مرفوعًا.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (7538) - وهو من رواية الدَّبَري - عن معمر والثَّوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) قال: لا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلا من احتجم، ولا من احتلم. قال عبد الرزاق: وذكره معمر عن النبيِّ (ص) . اهـ، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1974) عن محمد ابن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: قال رسول الله (ص) .
(3/71)
رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ.
وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ مرَّة أُخرى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا أشبَهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَقَالَ أبو زرعة: هذا أصَحُّ (3) .
_________
(1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) .
(2) في (ت) و (ك) : «قال» .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي سعيد حديث غير محفوظ» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: «وهذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد» . وقال: «وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صاحب له، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ = = رَسُولِ الله (ص) ، عن النبي (ص) ... فلو كان هذا الخبر عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي سعيد الخدري؛ لباح الثوري بذكرهما، ولم يسكت عن اسميهما، يقول: عن صاحب له، عن رجل، وإنما يقال في الأخبار: عن صاحب له، وعن رجل؛ إذا كان غير مشهور» .
وقال: «سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا: حديث سفيان ومعمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه عبد الرحمن بن زيد وليس بالقوي، والصحيح رواية سفيان الثَّوري وغيره، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) » .
وذكر الدارقطني في "العلل" (2278) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح: ما قاله الثوري» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/328) : «وقد تكلم في هذا الحديث أيضًا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وابن خزيمة» ، ثم قال: «والصحيح رواية سفيان الثوري» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/413) : «وهذا أصح طرقه؛ لأن الثوري أحفظ الجميع» .
(3/72)
699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يريدُ سَفَرًا، فوجدَه قَدْ رُحِّلَتْ راحِلَتُه (2) ، ولبسَ ثيابَ السَّفر، فَدَعَا بِطَعَامٍ فأكَل، فقُلنا: أَسُنَّةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بسُنَّة.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ مُجَبَّر (3) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛
_________
(1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها إسماعيل ابن إسحاق القاضي، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (10/89) .
(2) أي: شُدَّ الرَّحلُ على ظهر بعيره، والرَّحْلُ: كلُّ شيءٍ يُعَدُّ للرَّحيل من وِعاءٍ للمَتاع، ومَركَبٍ للبعير، وحِلْسٍ، ورَسَنٍ. انظر "المصباح المنير" (ص 222 رحل) .
(3) بفتح الباء الموحدة المشددة على وزن: محمد. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (8/46) .
(4) روايته من هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (799) من طريق عبد الله بن جعفر المديني، وأيضًا (800) ، والدارقطني في "سننه" (2/187-188) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/247) ، والضياء في "المختارة" (7/171 رقم 2602) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما -عبد الله ومحمد-، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ محمد بن المنكدر، به.
(3/73)
قَالَ: فقلتُُ: سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، سُنَّةٌ.
قَالَ أَبِي: حديثُ الدَّراوَرْدي أصحُّ (1) .
700 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أُوَيس بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر - عَدِيد بني تَميم (3) - عن
_________
(1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن» . ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/288) عن الدارقطني في "سننه" قوله: «كلهم ثقات» ، ولم أقف عليه في المطبوع من "السنن". ونقل ابن حجر أيضًا عن ابن القطان قوله: «إنه صحيح» .
(2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) ، والنسائي في "سننه" (2103) ، وفي "الكبرى" (2424/الرسالة) .
(3) كذا في جميع النسخ! وكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: ذكر الزهري ... الحديث.
وقد رواه النسائي في "المجتبى" (2103) ، و"الكبرى" (2424/الرسالة) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، به هكذا: «عديد بني تَيم» . وكذا ذكره المزي في موضعين من "تحفة الأشراف" (1/97 رقم240) ، و (10/314 رقم14342) ، وهو الصواب؛ فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (2/55 رقم1667) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش، المدني، عن أبيه، هو جد إسماعيل ابن عبد الله بن عبد الله بن أويس، وهو عم مالك بن أنس» . وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/326 رقم1246) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش» . وترجم له المِزِّي في "تهذيب الكمال" (3/396 رقم 583) ، وعدَّه من الأوهام، لكن وقع عنده: «عديد بني تميم» ، مع أنه في "التحفة" قال: «عديد بني تيم» كما سبق!.
(3/74)
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ الحديثَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ... الحديثَ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ (5) عَلَى إثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابنُ (6) أَبِي أَنَسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يحدِّث عن النبيِّ (ص) (7) ... بنحوه.
_________
(1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) .
(2) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1899 و3277) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1079) من طريق يونس بن يزيد وصالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به.
(3) هو: نافع بن مالك.
(4) هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ.
(5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/281 رقم 7782) عن شيخه يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري؛ قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق؛ قال: ذُكر أن ابن شهاب قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ: أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل: عن أبيه، فذكر الحديث. اهـ. فهذا نص من الإمام على أنه لم يقل في الإسناد: «عن أبيه» . وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (2102) ، وفي "الكبرى" (2423) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب شيخ الإمام أحمد، به، وزاد في الإسناد: «عن أبيه» . والإمام أحمد أوثق من عبيد الله بن سعد بدرجات.
(6) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . وانظر التعليق التالي.
(7) من قوله: «قُلْتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) ، لكن في الموضع الأول: «حدثني أبي أنس» ؛ بإسقاط «ابن» كما في بقيَّة النسخ، وجاءت على الصَّواب في الموضع الثاني. وسقط من هذا التكرار قوله: «يحدث» .
(3/75)
قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (1) .
701 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَاريُّ (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي يزيدَ الجَزَريِّ، عَنَ المِسْوَر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اسْتَعِينُوا بِالقَيْلُولَةِ عَلَى القِيامِ، وَبِالسُّحُورِ عَلَى الصِّيَامِ؟
قَالَ أَبِي: هؤلاءِ مَجهولون (5) .
_________
(1) الحديث رواه الإمام أحمد والنسائي كما سبق، وقال النسائي بعد روايته: «هذا الحديث خطأ، ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري، والصَّواب ما تقدَّم ذكرُنا له» ؛ يعني: رواية الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ التي رجحها أبو حاتم.
وقال المزي في المواضع المتقدمة من "التحفة" و"تهذيب الكمال": «قال النسائي: هذا حديث منكر خطأ، ولعل ابن إسحاق سمعه من إنسان ضعيف فقال فيه: «وذكر الزهري» ، المحفوظ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ - وهو أبو سهيل نافع بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عم مَالِك بْن أَنَس-، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة» .
(2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/ مخطوط) ، إلا أن لفظ أبي حاتم عنده هكذا: «إسناده مجهول» .
(3) هو: مروان بن معاوية.
(4) في (ت) و (ك) : «المور» .
(5) الظاهر أنه يعني: علي بن عبد العزيز، ويزيد الجزري، والمسور.
أما علي بن عبد العزيز: فهو علي بن غراب، ولكن قلب اسمه مروان بن معاوية الفزاري كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/200 رقم 1099) .
وأما يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْجَزَرِيِّ: فلم نقف على ترجمته.
وأما المسور: فإنه لم ينسب هنا، والراوي عنه لم نقف له على ترجمة، ولكن المعروف في هذه الطبقة هو المسور بن مخرمة، وهو يروي عن أبي هريرة كما في "تهذيب الكمال" (27/581) ، فلعلَّه هو!
(3/76)
702 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قَبِيصَةُ (1) ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ حَرْمَلَةَ بنِ إياسٍ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ مولَى أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِي قَتادة، عن النبيِّ (ص) - فِي صَوم يَوْمِ عاشُوراء -: أَنَّهُ كفَّارةُ سَنَةٍ.
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: منصور (4) ، عَن أبي الخليل (5) ، عن حَرْمَلَة بن إياس (6) .
_________
(1) هو: ابن عقبة السُّوائي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67) تعليقًا، قال: «وقال قبيصة: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن حرملة، عن أبي الخليل، عن مولًى لأبي قتادة. وهذا وهمٌ» .
(2) هو: ابن المعتمر.
(3) في (ش) : «الجليل» بالجيم. وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وكنية حرملة بن إياس: أبو حرملة، = = والصواب في هذه الطريق - فيما يظهر -: «عن حرملة بن إياس، عن أبي الخليل» ، فتكون علتها: في زيادة مجاهد في الإسناد، وجعل أبي الخليل شيخًا لحرملة، والصواب أنه الراوي عنه.
(4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2799) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/283) .
(5) هو: صالح بن أبي مريم.
(6) وقع في هذا الحديث اختلاف كبير، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67- 68) ، و"التاريخ الأوسط" (1/301) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/150 رقم2796 فما بعده) ، والدارقطني في "العلل" (1037) .
قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «هو مضطربٌ لا أحكم فيه بشيء» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/162) : «وهذا الحديث اختلف في إسناده اختلافًا يطول ذكره، وأبو الخليل وأبو حرملة لا يحتج بهما، وطائفة تقول: أبو حرملة، وطائفة تقول: حرملة بن إياس الشيباني، ولكنه صحيح عن أبي قتادة من وجوه» .
والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (1162) من طريق عبد الله بْنِ مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قتادة، به.
(3/77)
703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْبٍ (1) ،
عَنْ شُعْبَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة (2) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قيل للنبيِّ (ص) : رَجُلانِ أحدُهما يُعَجِّلُ الإفطارَ، ويُؤَخِّرُ السُّحُورَ ... وذكَرَ الحديثَ.
وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي حَكيم (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطيَّة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1615) عن شعبة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 و173 رقم 24213 و25399) ، والفريابي في "الصيام" (62) من طريق محمد بن جعفر غندر، والنسائي في "سننه" (2158) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، به.
ورواه النسائي (2159) من طريق ابن مهدي عن الثوري، والفريابي في "الصيام" (61) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/323) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. ولفظ رواية جرير: « ... أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الإفطار ... » .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة.
(3) هو: الوداعي. قال الترمذي في "جامعه" (702) : «وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهَمْداني، ويقال: ابن عامر الهَمْداني، وابن عامر أصح» .
(4) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24214) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، به، بلفظ: «أحدهما يعجل المغرب، ويعجل الإفطار ... » . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24212) ، ومسلم في "صحيحه" (1099) ، والترمذي في "جامعه" (702) ، والفريابي في "الصيام" (60) ، والنسائي في "سننه" (2161) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ومسلم في "صحيحه" (1099) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والفريابي في "الصيام" (58 و59) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، والنسائي في "سننه" (2260) من طريق زائدة، جميعهم عن الأعمش، بمثله. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(3/78)
أيُّهما أصَحُّ؟
قَالَ أَبِي (1) : حديثُ عُمَارَة عِنْدِي الصَّحيحُ (2) .
فَقِيلَ: إِنَّ الأَشْجَعيَّ (3) رَوَى عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة وعُمَارة جَمِيعًا؟
فَقَالَ: لا أعرِفُه (4) .
704 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مالكٍ الأَشْجَعيِّ (5) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عَمْرو، فِي الرَّجُل يُرِيدُ الصَّوْمَ؛ قَالَ: هُوَ بالخِيَار إِلَى نِصف النَّهَار؟
قَالَ أَبِي: غيرُه يقول: ابنُ عُمَرَ (7) أصَحُّ (8) .
_________
(1) قوله: «أبي» ليس في (ف) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (5/ق152/ب) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن مُسْهِر، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمارة بْنِ عمير، عن أبي عطية. وخالفهم شعبة وجرير بن عبد الحميد، فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وقال عبيدة بن حميد: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن مسروق قال: قلت لعائشة. والقول قول الثوري ومن تابعه عن الأعمش، عن عمارة» .
(3) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن.
(4) في (ت) و (ك) : «لا أعرف» .
(5) هو: سعد بن طارق.
(6) هو: سلمان الأشجعي.
(7) في (ت) و (ك) : «ابن عمرو» ، وهو خطأ واضح.
(8) أي: «وهو أصح» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9081) ، والدارقطني في "الأفراد" (73/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/277) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم وابن أبي شيبة في "المصنف" (9088) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن عمر، به.
قال الدارقطني: «تفرد به سعدان بن نصر، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مالك الأشجعي، عن سعد، ما كتبته إلا عن أبي الطيب المناوي عنه» .
(3/79)
705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [الحَفَري] (1) أَبُو دَاوُدَ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان النبيُّ (ص) يَصُومُ شَعْبان، ويَتَحَرَّى (5) الإثنَيْنِ (6) والخميسَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ مَنْصُورٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنْ ثَوْر (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ (8) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه الثَّوْري (9) ويحيى (10)
_________
(1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الجعفري» ، وفي (ت) و (ك) : «الجفري» ، والتصويب من "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/376) ، و"تهذيب الكمال" (21/360-361) ، وهو أبو داود عمر بن سعد الحفري.
(2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2181 و2363) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (31) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (16063) عن النسائي قوله: «هذا خطأ» قال المزي: «يعني: أن الصواب: عن سفيان، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، عن عائشة» .
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) هو: ابن سعد الكوفي.
(5) في (ت) : «ويتحر» ، وفي (ك) : «ويتحو» ولم تنقط.
(6) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(7) هو: ابن يزيد الكلاعي.
(8) في (ت) : «الغان» ، وفي (ك) : «العان» .
(9) لم نقف على رواية الثوري على هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/80 و106 رقم 24508 و24748) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1665) ، والنسائي في "سننه" (2362) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/123) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عائشة، به، وليس فيه ذكرٌ لربيعة بن الغاز.
(10) هو: ابن حمزة الحضرمي. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1649 و1739) ، والفريابي في "الصيام" (1) وابن حبان في "صحيحه" (3643) ، والطبراني في "الأوسط" (3154) ، و"مسند الشاميين" (439) ، والمحاملي في "أماليه" (112) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/321) .
(3/80)
وَجَمَاعَةٌ (1) ، عَنْ ثَوْر (2) .
706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَجَّاج بْنُ أَرْطَاة (3) ،
عن أبي
_________
(1) منهم عبد الله بن داود، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه (745) ، وفي "الشمائل" (306) ، والفريابي في "الصيام" (2) ، والنسائي في "سننه" (2187 و2361) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4751) .
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من هذا الوجه» .
(2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (8/169) بعد أن ذكر رواية خالد، عن عائشة: «والصحيح: عن ربيعة الجرشي عنها» .
(3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (862) ، وأبو يعلى في "مسنده" (442) .
ورواه البزار (863) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه حماد، عن = = الحجاج، ولا نعلم رواه غيره، ورواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عن الحارث، عن علي» .
ورواه البزار (688) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن الحجاج، عن أبي إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن أبي إسحاق عن ضمرة، عن علي إلا الحجاج بن أرطاة، ولا عن الحجاج إلا حماد بن سلمة ... » .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7872) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الحارث قوله.
ورواه الطبراني في "الأوسط" (9174) ، وتمام في "فوائده" (588 الروض البسّام) ، من طريق عيسى بن مينا - قالون-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي كثير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي، به، مرفوعًا.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة، إلا محمد بن جعفر، تفرد به عيسى بن مينا قالون» .
(3/81)
إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ (3) وَغَرَ الصَّدْرِ (4) ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة (5) ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (6) .
707- وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عن ابن وَهْب (9) ، عن عبد الجبَّار بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، فِي كَفَّارَةِ الَّذِي يَأَتِي امرأتَه في رمضان ... فذكَرَ الحديثَ.
_________
(1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(2) هو: ابن عبد الله الأعور.
(3) في (ش) : «تذهب» .
(4) وَغَرُ الصَّدْرِ: الغِلُّ والحَرارة. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/208) .
(5) هو: ابن يَريم الشِّبامي.
(6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (85) .
(7) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) .
وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (653) و (749) .
(8) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (2856) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بن عمر، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1936 و1937 و2600 و5368 و6087 و6164 و6709 و6710 و6711 و6821) ، ومسلم في "صحيحه" (1111) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.
(9) هو: عبد الله.
(3/82)
قَالَ عبدُ الجبَّار: وحدَّثني إِسْحَاقُ، عَنْ عِرَاك (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ.
قَالَ أَبِي: إسحاقُ هُوَ ابنُ أَبِي فَرْوَة، وَإِنَّمَا يَرْوِي عِراك (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
708 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (4) ، عن ابن وَهْب (5) ، عن عبد الجبَّار ابن عُمَرَ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ (6) ؛ قَالَ: وَيَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ (7) .
قَالَ أَبِي: وحديثُ يَحْيَى خطأٌ؛ إنما رَوَى (8) يحيى (9) ، عن
_________
(1) هو: ابن مالك الغِفاري.
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3119) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2858) ، وابن حبان في "صحيحه" (3525) ، والدارقطني في "العلل" (10/236) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/165- 166) .
(3) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (653) و (749) .
(4) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1671) .
ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2403) ، والدارقطني في "العلل" (10/245) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد وعطاء الخراساني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به.
(5) هو: عبد الله.
(6) يعني بالحديث السَّابق.
(7) في (ت) و (ك) : «يومًا مثله» .
(8) في (ش) : «رواه» .
(9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/55) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (3114) .
(3/83)
الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
709 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبيع بْنِ طَارِقٍ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أَوْصَانِي (3) خَليلي بثَلاثٍ ... ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما رَوَاهُ شَيبان (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأسوَد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (5) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة رقم (297) و (685) .
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (323/أ/أطراف الغرائب) .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/81) من طريق أبي العلاء كامل بن العلاء، عن أبي صالح، به.
قال الدارقطني: «تفرد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمِ، عنه، وخالفه أبو حمزة السكري، فرواه عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة» .
(3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة، وتقدَّم مثل هذا في المسألة رقم (685) .
(4) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/331 رقم8384) ، والبزار في "مسنده" (252/أ/مسند أبي هريرة) ، والنسائي في "سننه" (2407) .
قال البزار: «ولا نعلم روى الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي هريرة إلا هذا الحديث» .
وأخرجه النسائي في "سننه" (2405) والدارقطني في "الأفراد" (287/ب/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي حمزة السُّكَّري، عن عاصم، عن الأسوَد، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178) ، ومسلم في "صحيحه" (721) ، كلاهما من طريق أبي عثمان النهدي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي رافع الصائغ، كلاهما عن أبي هريرة.
(5) قال الدارقطني في "العلل" (2030) : «يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه؛ فرواه أبو حمزة السكري وشيبان بن عبد الرحمن، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هلال، عن أبي هريرة. وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أبي هريرة، وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن الأسود ابن هلال، عن أبي هريرة، وقول أبي حمزة وشيبان أشبه بالصواب» .
(3/84)
710 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة (3) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائمٌ؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها (4) ... وَهُوَ الصَّحيحُ (5) .
711 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسَد بن موسى، عن
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (762) .
(2) روايته أخرجها الشافعي في "السنن المأثورة" (306) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) ، وابن حبان في "صحيحه" (3541) . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "المعرفة" (8727) .
قال الطحاوي - كما في "المعرفة" للبيهقي-: «ليس هذا الحديث في أصل اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وإنما حدَّث به عنه يحيى بن حسان وعبد الغفار بن داود» .
(3) هي: بنت عبد الرحمن.
(4) في (ك) زيادة: «وهو صائم» .
(5) ستأتي هذه المسألة برقم (762) وفيها أن أبا زرعة قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) ؛ ليس بينهما عمرة. قال ابن أبي حاتم: «فَجَعَلَ [أَبُو] زُرْعَةَ حَدِيثَ ابْنِ بُكَيْرٍ علَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسان» .
ولهذا الحديث طرق كثيرة عن عائشة انظر الكلام عليها في "العلل" للدارقطني (5/141/أ، و144/أ-ب، و149/ب، و151/أ، و152/ب، و156/أ) ، ولكن لم يتعرض للخلاف المذكور في هذه المسألة.
(6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/239/ب) قول أبي حاتم.
(3/85)
إِسْرَائِيلَ (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ،
عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة، عَنْ عائِشَة أُمِّ المؤمنين؛ قالت: جاءَنا النبيُّ (ص) يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ: لا، فقال (3) : إِذَنْ أَصُومُ اليَوْمَ (4) . ثُمَّ دخلَ يَوْمًا آخرَ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ لَهُ: قَدْ أُهْدِيَ إِلَيَّ حَيْسٌ (5) ، فقال: إِذَنْ أُفْطِرُ، وَقَدْ كُنْتُ فَرَضْتُ الصَّوْمَ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ؛ سِماك، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة لا يَجِيءُ، لعلَّه دَخَلَ لَهُ حديثٌ في حديثٍ.
_________
(1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7792) .
= ... ورواه النسائي في "سننه" (2330) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عَنْ سِماك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رجل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة، به.
ورواه الطيالسي في "مسنده" (1655) ومن طريقه الدارقطني في "سننه" (2/175- 176) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/203 و275) من طريق سليمان ابن معاذ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ عائشة خ، به.
قال الدارقطني: «هذا إسناد حسن صحيح» . وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» .
(2) هو: ابن حرب.
(
*) ... في (أ) و (ش) و (ف) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، انظر توجيهها في التعليق على المسألة رقم (6) .
(3) في (أ) و (ش) : «قال» .
(4) قوله: «اليوم» سقط من (ف) .
(5) الحَيْسُ: هو الطَّعام المُتَّخَذُ من التَّمر والأَقِط والسَّمن. انظر"النهاية" لابن الأثير (1/467) .
(6) أي: بهذا الإسناد؛ وإلا فالحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/49 و207 رقم 24220 و25731) ، ومسلم في "صحيحه" (1154) من طريق طلحة بن يحيى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة خ، به.
(3/86)
712 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى المِصْري (1) عَنْ عبد الله بن عَيَّاش القِتْبانيِّ، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ رسولََ الله (ص) قَالَ (3) : إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .
713- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمْرُو ابن أَبِي سَلَمة (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمَّد، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة،
_________
(1) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (1432) ، وابن حبان في "صحيحه" (3467) ، والطبراني في "الأوسط" (6434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/320) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص195) ، وأبو العباس الأصم في "جزء من حديثه"، والخلال أبو عبد الله في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه"، كما في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1654) .
(2) في جميع النسخ: «عبد الله بن أبي سُلَيمان» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" للمؤلف (5/75 رقم350) ، ومصادر التخريج السابقة.
(3) في (ت) : «فقال» .
(4) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن سليمان، ولا عن عبد الله بن سليمان إلا عبد الله بن عياش، تفرَّد به إدريس ابن يحيى، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» .
وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عياش القِتْباني، تفرَّد به إدريس فيما قاله سليمان» ؛ يعني: شيخه سليمان بن أحمد الطبراني؛ لأنه روى الحديث من طريقه وطريقٍ آخر.
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (214/أ/مسند أبي هريرة) ، و (1061/كشف الأستار) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2702) .
(3/87)
عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1)
مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ؟
_________
(1) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في مصادر التخريج وأكثر كتب الحديث والفقه، والمعدود هنا الأيام، ومفردها مذكَّر، والأفصح في ذلك أن يقال: «بستة» بتاء التأنيث؛ لأن المعدود مذكَّر، كما جاء في مطبوعة بعض كتب الحديث كـ"مصنف ابن أبي شيبة" (9723) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (2862) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (1/169) .
لكن قوله هنا: «بستٍّ» صحيح فصيح في العربية، ويخرج على وجهين:
الوجه الأوَّل: أن قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أن يخالف العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، = = بشرطين:
أولهما: أن يكون المعدود مذكورًا في الكلام.
والآخر: أن يكون المعدود متأخرًا عن لفظ العدد.
فإن لم يتحقق الشرطان معًا، بأن كان المعدود متقدِّمًا، أو كان غير مذكور في الكلام ولكنَّه ملحوظ في المعنى يتَّجه الغَرَضُ إليه-: جاز في لفظ العدد التذكيرُ والتأنيث، نحو: قرأتُ صحفًا ثلاثًا أو ثلاثة، وشاهدتُّ أربعًا أو أربعة. انظر "النحو الوافي" لعبَّاس حسن (4/537 و545) .
وقال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/750) : «وإن أردتَّ بالعددِ المعدودَ: فإمَّا أن تذكُرَ المعدود في اللفظ أو لا تذكُرَه؛ فإن لم تذكُرْه، فالفصيح أن يكون بالتاء لمذكَّر، وبعدمها لمؤنث؛ تقول: صمتُ خمسةً، تريد: خمسة أيام، وسرتُ خمسًا، تريد: خمس ليال، ويجوز أن تحذف تاء التأنيث؛ حكى الكسائي عن أبي الجرَّاح: صمنا من الشهر خمسًا، وحكى الفراء: أفطرنا خمسًا، وصمنا خمسًا، وصمنا عشرًا من رمضان، وقال بعضهم: ما حكاه الكسائي لا يصح عن فصيح، ولا يلتفت إليه. انتهى. وتضافر النقل في الحديث: «ثم أتبعه بستٍّ من شوال» بحذف التاء، يريد: بستة أيام» . اهـ. وعن هذا اللفظ قال النووي في "شرح مسلم" (8/57 الحديث رقم 1164) : «وهو صحيح، ولو قال: "ستة" بالهاء جاز أيضًا؛ قال أهل اللغة: يقال: "صمنا خمسًا وستًّا، وخمسةً وستةً"؛ وإنما يلتزمون الهاء في المذكَّر إذا ذكروه بلفظه صريحًا، فيقولون: "صمنا ستة أيام"، ولا يجوز: ست أيام؛ فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان. ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى: [البَقَرَة: 234] {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ، أي: عشرة أيام» . اهـ. وانظر: كلام السمين الحلبي على قوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} في "الدر المصون" (2/479) . وانظر في هذا الوجه: "تهذيب الأسماء واللغات" (3/42) ، و"المقرَّب" لابن عصفور (2/334) ، و"شرح التصريح" (2/447 طبعة محمد باسل عيون السود) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/125) ، و"همع الهوامع" (3/255 باب العدد) .
والوجه الثاني: أنه ذكر العدد باعتبار حال الجمع في المعدود لا المفرد. فإنه يقال: هذه أيام جميلة، وإن كان واحدها مذكَّرًا. وانظر في هذا المذهب التعليق على المسألة رقم (252) .
(3/88)
قَالَ أَبِي: المِصْريُّون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ (1) ، عَنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) .
_________
(1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (169/ب/مسند أبي هريرة) ، و (1060/كشف الأستار) ، من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي البصري، عنه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث رواه أبو عامر، عن زهير، عن العلاء، ورواه عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ [في الأصل: و] زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ولم أسمعه من أحد يحدث به عن أبي عامر إلا عمر بن حفص، ورأيته في كتاب أحمد بن ثابت مكتوبًا، فقال: لم يقرأه علينا أبو عامر» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(3) مراد أبي حاتم إعلال رواية عمرو بن أبي سلمة بما يرويه المصريون، عن زهير؛ لأن عمرو بن أبي سلمة شامي، ورواية أهل الشَّام عن زهير بن محمد منكرة؛ كما تقدم بيانه في المسألة رقم (414) .
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1957) ؟ فقال: «يرويه زهير بن محمد، واختُلِف عنه: فرواه أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سَلَمة، وسويد بن عبد العزيز، عن زهير، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهما أبو عامر العقدي؛ فرواه عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، وكلاهما غير محفوظ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ولم يُتابَع عليه، وهو ضعيف. وروي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا، ولا يثبت عن أبي هريرة» . اهـ.
والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1164) من حديث أبي أيوب ح.
(3/89)
714 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ يَحْيَى بن حسَّان التِّنِّيسِيِّ (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الملكِ، عن عُمر ابن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي لَيْلَةِ القَدْر -: هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ؟
فقال أبي: عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَة هُوَ (2) : أَبُو عَلْقَمَة الفَرْوِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو عَلْقَمَة، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ سعيد بن عبد الملك، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) .
715 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلٌ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُكْنى: أَبَا سُلَيمان؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاس يَقُولُ: كان النبيُّ (ص) يُصِيبُ من الرُّؤوسِ وهو صائِمٌ؛ يعني يُقَبِّل؟
_________
(1) في (ت) و (ك) : «النقيسي» .
(2) في (أ) و (ش) : «وهو» .
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (6/370) من طريق عبد السلام بن حرب، عنه، عن سعيد بن عبد الملك، عن عَمرو بن ثابت العتواري، عن أبي سعيد، به.
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (658) .
(5) هو: ابن إسماعيل البصري، وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه عليه جماعة عن أيوب، تقدم تخريج رواياتهم في المسألة رقم (658) .
(6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني.
(3/90)
قَالَ أَبِي: لا يُكْنَى هَذَا الرَّجُلُ.
716- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد (2)
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي الأَشْعَث (3) ، عَنْ أَبِي أَسماء (4) ، عن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ (5) ، فَهُوَ كَصِيَامِ السَّنَةِ؛ كَمَا قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ ... } (6) ؟
قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أبو الأَشْعَث (7) .
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (744) و (745) .
(2) تصحفت في (ك) إلى: «سعيد» .
ورواية سويد أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (898) .
ورواه البيهقي في "الشعب" (3460) من طريق محمد ابن عقبة السدوسي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ يحيى بن الحارث، به.
وروي عن الوليد بن مسلم بإسقاط «أبي الأشعث» ويأتي تخريج روايته.
(3) هو: شراحيل بن آدَةَ الصَّنعاني.
(4) في (ك) : «إسماعيل» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صُوِّبت، وقد جاءت على الصَّواب في المسألة رقم (744) و (745) . وأبو أسماء هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(5) انظر التعليق على قوله: «بستٍّ من شوال» في المسألة رقم (713) .
(6) الآية (160) من سورة الأنعام.
(7) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/280 رقم 22412) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (903) من طريق إسماعيل بن عياش، والدارمي في "مسنده" (1796) والنسائي في "الكبرى" (2860) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2115) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2348) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) ، وفي "الشعب" (3461) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/362) من طريق يحيى بن حمزة، وابن ماجه في "سننه" (1715) من طريق صدقة بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (2861) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6/2349) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور، وابن حبان في "صحيحه" (3635) ، من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، والطبراني في "الكبير" (2/102 رقم 1451) ، و"مسند الشاميين" (485) ، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، به.
قال أبو حاتم في المسألة رقم (744) : «هذا وهمٌ من سويد، قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ سُوَيْدٌ: مَا حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطاطَري، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنعاني، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) : «مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعَه بستٍّ مِنْ شوالٍ ... » ، وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ: الصَّحِيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه سَمِعَ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحْبِيَّ، عَنْ ثوبان، عن النبي (ص) » .
(3/91)
717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَوْقُوفٌ (5) -: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؟
قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ (6) هَذَا الحديثَ مِنْ حديث الأوزاعيِّ مرفوعًا (7) .
_________
(1) انظر المسألة الآتية برقم (764) .
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(3) هو: ابن أبي كثير.
(4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يَرْوُنَ» .
(7) الحديث على هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (3400/الرسالة) ، وأبو يعلى (5997) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والنسائي (3401 و3402) من طريق بقية بن الوليد، وأبو عوانة في "صحيحه" (2694) من طريق الفريابي وابن كثير، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/301) من طريق بشر بن بكر، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/103) من طريق هشام بن عمار، جميعهم عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/473 رقم 10117) ، والبخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به.
وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1731) .
(3/92)
718 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ؛
قَالَ: حدَّثنا يحيى ابن راشِد؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَحْصُوا هِلالَ شَعْبَانَ لِرُؤْيَةِ رَمَضَانَ؟
قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ.
719 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مسلم (3) ، عن
_________
(1) في (ك) : «سأل» وانظر المسألة رقم (670) .
(2) هو: الطاطري، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8242) ، وابن عدي في "الكامل" (7/212) ، إلا أنه سقط من "الكامل" قوله: «عن أبي سلمة» .
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عمرو إلا يحيى بن راشد، تفرَّد به مروان بن محمد» .
وتقدم الحديث في المسألة (670) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به، ولكن قال أبو حاتم: «أَخْطَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الحديث» ، وذكر أن الصواب رواية من رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به، بلفظ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته» .
(3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/78) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/175/ب) ، وليس عندهما: «وهو صائم» .
ورواه الطوسي في "مختصر الأحكام" (3/375) من طريق بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عكرمة، عن أم سلمة، مرفوعًا، باللفظ الذي ساقه المصنف.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16811) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/380 رقم4252) ، من طريق إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (2/207) من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد، كلاهما عن عكرمة، عن أم سَلَمة؛ قالت في مضاجعة الحائض: لا بأس بذلك إذا كان على فرجها خِرقَة. كذا رواه موقوفًا.
ورواه أبو داود في "السنن" (272) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي (ص) : أن النبي (ص) كان إذا أراد من الحائض شيئًا؛ ألقى على فَرجها ثوبًا. وقوَّى إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/404) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/323 رقم26743) ، والطبراني في "الكبير" (23/232 رقم 615) ، والبيهقي في "السنن" (1/311) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن عكرمة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ مع رسول الله (ص) في لِحافٍ، فأصابها الحيض، فقال لها: «قومي فاتزري، ثم عودي» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1236) من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن أم سلمة، بنحوه.
(3/93)
الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: كان النبيُّ (ص) يُباشِرُ أُمَّ سَلَمة وَعَلَى قُبُلِها ثوبٌ وَهُوَ صائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا صَفْوان (2) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الوليدُ مَرَّةً فوَصلَه، ومَرَّةً حدَّثنا بِهِ فأرسَلَه (3) .
قَالَ أَبِي: النَّاسُ يَرْوُونَهُ عن عِكْرمَة، عن (4) النبيّ (ص) ، مُرسَلاً، والمُرسَلُ أصَحُّ (5) .
_________
(1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(2) هو: ابن صالح المؤذِّن.
(3) من قوله: «قال أبي: حدثنا صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) .
(4) في (ف) : «أن» .
(5) سئل الدارقطني في "العلل" (5/172/ب) عن هذا = = الحديث؟ فقال: «يرويه خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أم سلمة. وقال معتمر: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أنَّ أم سلمة كانت مع النبي (ص) في لِحاف ... ، الحديث، وخالفه يحيى بن أبي كثير؛ فرواه عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي (ص) كان يباشر أمَّ سَلَمة، قاله سهل [كذا! ولعله: صَفْوَانَ] بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، وغيره يرسله ولا يذكُر فيه ابن عباس. ورواه أيوب السَّختياني، عن عكرمة، عن أم سلمة موقوفًا، وقول من قال: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنّ أم سلمة، أشبهُ بالصَّواب» .
(3/94)
720 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ قال نبيُّ الله (2) (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإنْ صَامَهُ؟
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُفْيَانُ (3) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس. وشُعْبَةُ يَقُولُ: عَنْ (4) حَبيب، عَنْ عُمَارة (5) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : إِنَّمَا أنكَرَ: «عمرَو بنَ دِينَارٍ» بدلَ: «حَبِيبِ بن أبي ثابت» .
_________
(1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (674) ، وستأتي برقم (750) و (776) .
(2) في (ك) : «عن النبي» بدل: «قال نبي الله» .
(3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (674) ، وسيأتي الاختلاف عليه في هذا الحديث في المسألة رقم (776) .
(4) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: ابن عمير.
(6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(3/95)
721 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير (1) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ؛ فَإنْ ظَلَمَهُ امْرُؤٌ أوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُرسَلٌ (3) . يَعْنِي: أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يسمَع مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
722 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله اليَشكُريِّ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ الأنصاريِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِن يوم ٍ أحبُّ َ إليَّ مِنْ أنْ أصومَه مِنْ يوم ِ الجُمُعَة، وَلا أكرَهُ أنْ أصومَه مِنْ يَوْمِ الجُمُعَة (6) . فَقِيلَ لَهُ: وكيفَ ذَلِكَ؟! قَالَ: يُعجِبُني أَنْ أصومَ يومَ (7) الجُمُعَة؛ لِمَا أعرِفُ مِنْ فضلِه! وأكرهُ أَنْ أصومَه؛ لأنَّ رسولََ الله (ص) نهى عنه؟
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2487) من طريق أبي مرزوق، عن قتادة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1894) ، ومسلم (1151) من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، به.
(2) هو: البصري.
(3) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ» مكرر في (ف) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) ، وستأتي برقم (748) .
(5) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) .
(6) قوله: «وَلا أَكْرَهُ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يوم الجمعة» سقط من (ف) .
(7) قوله: «يوم» سقط من (ت) و (ك) .
(3/96)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قَتادة العَدَوِيِّ، مِنَ التَّابعين، موقوف (1) .
723 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ (5) أَنَسٍ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنِ القُبْلَة للصَّائم؟ قَالَ: مَا بَأْسٌ بِذَلكَ؛ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، إذَا لَمْ تَعْدُهَا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهَا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ حُمَيد؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَان (6) .
_________
(1) وأوضح علَّته في المسألة رقم (748) أكثر، فقال: «رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ أبي قتادة العَدَوي، موقوفً» ، ثم قال: «وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مِنَ التَّابِعِينَ» . وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) ستأتي هذه المسألة برقم (772) عن أبي زرعة.
(3) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4452) ، و"الصغير" (614) ، من طريق محمد بن عبد الله الأَرُزِّي، عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أنس، به هكذا، ليس فيه ذكر لحميد.
قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سليمان التيمي إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن عبد الله الأَرُزِّي» .
ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2163) .
وأخرجه الذهبي في "السير" (6/175) من طريق الطبراني، عن العباس بن الربيع بن ثعلب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عقبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ أنس، به.
(4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(5) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» .
(6) أبان: هو ابن أبي عيَّاش.
وسيأتي في المسألة (772) أن ابن أبي حاتم سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «أَمَّا مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ فَمُنْكَرٌ، وَأَمَّا أَبَانٌ فَقَدْ رُوي عَنْهُ» .
وحديث أبان، أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1090/الوطن) - من طريق مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/125) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أبان، عن أنس، به.
(3/97)
724 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ عَوْف، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومحمَّدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ.
725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوَمَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رسولِ الله (ص) : أنه نهى عن صيام ِ الدَّأْدَاءَةِ (4) .
_________
(1) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) .
(2) هو: ابن الوليد.
(3) كذا في جميع النسخ بلا همز، ويقال فيه: «مولى التَّوْءَمَة» بالهمزة المفتوحة قبلها واوٌ ساكنة، وهو الأشهر، و «التَّوَمَةُ» أصلها: «التَّوْءَمَة» ؛ حُذفت الهمزةُ، وأُلقِيت فتحتها على الساكن قبلها، وهو الواو، وكلاهما وجهان صحيحان. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/653) .
ويمكن أن يقال: إنَّ الرسم في الأصول الخطية يحتمل الوجه المشهور «التَّوْءَمَة» ؛ لأنَّ همزتها لا كُرْسِيَّ لها عند قدماء الكتبة، فإنَّ الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد واو ساكنة لا يرسمونها على ياء أو واو أو ألف، بل يحذفونها كتابةً، مع التلفُّظ بها، فيكتبون: السمول، والتومة، ويريدون السموءل، والتوءمة. وانظر لذلك: "عقود الهمز" لابن جني (ص60 و65-76 بتحقيق مازن المبارك) .
(4) في (ش) : «الدادة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، إلا أن الهمزة قبل هاء التأنيث لم تكتب على عادة النساخ، وهذه الكلمة تحتمل احتمالين:
1 - إمَّا الدَّأْدَاءَة كما أثبتنا، وهي آخر ليلةٍ من الشَّهر كما في "جمهرة اللغة" (2/1108) ، ولم نقف عليها في كتاب آخر.
2 - وإما الدَّأْدَاء، بلا هاء بعد الهمزة، وهو أيضًا آخر ليالي الشَّهر، وأنشد فيه ابن السِّكِّيت للأعشى [من الطويل] :
تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعد ما
مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كاد يَعْطَبُ
وفي "النهاية" لابن الأثير قال: «وفيه أنه نهى عن صَوْمِ الدَّأْدَاء، قيل: هو آخر الشَّهر، وقيل: يوم الشَّكِّ. والدَّآدِي: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشَّهر قبل ليالي المِحَاق، وقيل: هي هي» . انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص228) ، و"تهذيب إصلاح المنطق" للتبريزي (ص308) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/95) .
ولفظه في "الكامل" لابن عدي: «نهى رسولُ الله (ص) عن صيام الدَّاداة، وهو اليوم الذي يُشَكُّ فيه» ، وفي "أحكام القرآن" للجصاص: «نهى رسولُ الله (ص) عن صَوْم يَوْم ِ الدَّأْدَأةِ، وهو اليومُ الذي يُشَكُّ فيه؛ لا يُدْرَى: مِنْ شعبان هو أم مِنْ رمضان» ، ويبدو أن هذا كلَّهُ تصحيف، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم.
(3/98)
قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوُصَابيُّ (1) : هُوَ يومُ الشَّكِّ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلَمْ يَذكُر فِيهِ بَقِيَّةُ الخَبَرَ (2) ؛ فَكَأَنَّهُ (3) لَمْ يَسمَعْه وأخَذَه مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ (4) .
_________
(1) الظاهر: أنه الراوي لهذا الحديث عن بقية عند ابن أبي حاتم، فقد ذُكر بقيّة من شيوخ الوصابي هذا في "تهذيب الكمال" (21/302-303) .
(2) في (أ) و (ف) : «الخير» ، وهي مهملة في (ش) و (ك) .
وقوله: «لم يذكر فيه بقيَّةُ الخبرَ» سيأتي تفسيرُه في المسألة رقم (1151) .
(3) في (ف) : «وكأنه» .
(4) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/184) والجصاص في "أحكام القرآن" (1/255) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، به.
قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لعلي القرشي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها عليُّ بن أبي علي هذا، وهو مجهول» .
(3/99)
726 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْب الأَبْرَش (2) ، عَنِ عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ مُجاشِع بْنِ
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (774) ، وفيها يقول أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ محمد بن حرب» .
(2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1665) ، والفريابي في "الصيام" (81) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/107/مسند ابن عباس) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/63) ، وابن حبان في "صحيحه" (3548) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 و290 رقم13387 و13403) ، وفي "الأوسط" (7961) ، والقزويني في "التدوين" (2/123) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/412) ، جميعهم من طريق محمد بن حرب الأبرش، به.
وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبيد الله بن عمر إلا محمد بن حرب» .
(3) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري.
(4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/458) . قال ابن عدي: «وهذا قد رواه عن عبيد الله غير مجاشع هذا؛ يرويه رشدين عن يحيى ابن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله. ورواه ابن عمرو، عن عبيد الله، وكلها غير محفوظة» . اهـ. وقد أصلحنا بعض التصحيف في النص من مخطوط "الكامل" (3/ق 896/أ) .
ورواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (1017/الوطن) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (2172) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/123) ، من طريق بقية عن عثمان الحوطي، عن عبيد الله بن عمر، به.
قال البوصيري: «رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد» .
ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/80) ، وابن عدي (7/78) من طريق الوليد ابن سلمة، وابن حبان في "المجروحين" (1/254) من طريق حماد بن الوليد الأزدي، وابن عدي في "الكامل" (3/155) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، جميعهم عن عبيد الله، به.
(3/100)
عمرو، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا غَابَ الهِلاَلُ (2) قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ (3) ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومُجاشِعٌ لَيْسَ بشيءٍ.
728 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: مرَّ رسولُ الله (ص) برجُلٍ فِي سَفَرٍ فِي ظِلِّ شَجَرة، وَهُوَ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ؟ ، قَالُوا: صائِمٌ يارسولَ اللَّهِ! قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ في السَّفَرِ؛
_________
(1) هو: ابن عمر العمري.
(2) قوله: «الهلال» سقط من (ف) .
(3) في أكثر مصادر التخريج: «لِلَيْلَةٍ» ، وكأنَّه الجادَّة، وفي بعضها: «لليلته» كما وقع هنا.
(4) انظر المسألة الآتية برقم (986) .
(5) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" (77) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/62) ، وابن حبان في "صحيحه" (355) .
ورواه النسائي في "سننه" (2258) وفي "الكبرى" (2566) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: أخبرني جابر، به.
= ... قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرحمن لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ جابر» .
ورواه النسائي في "سننه" (2259) من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن حدثني من سمع جابرًا، به.
ورواه أيضًا (2260) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، به.
(6) هو: عبد الرحمن بن عمرو.
(7) هو: ابن أبي كثير.
(3/101)
فَعَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللهِ الَّتِي أَرْخَصَ (1) لَكُمْ، فَاقْبَلُوا؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن أَسْعَد (2) بْنِ زُرارَة (3) ،
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «أرخصه» .
(2) كذا هنا، وفي المسألة (986) : «سعد» . قال ابن حجر في "الإصابة" (4/146) : «وأسعد وسعد معًا جدَّان لمحمد؛ أحدهما لأبيه، والآخر لأمه» .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/352 رقم 14794) .
ورواه الفريابي في "الصيام" (75) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3553 و3554) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/174) ووقع عندهم: «سعد» بدل «أسعد» ، ولم يذكر النسائي جدَّ محمد.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم في "صحيحه" (1115) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حسن، عن جابر، به. ولم يذكر البخاري جد محمد بن عبد الرحمن، ونسبه: الأنصاري.
(4) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/185) : «أدخل محمدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد بينه وبين جابرٍ محمَّدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ في رواية شعبة عنه، واختُلِف في حديثه على يحيى بن أبي كثير: فأخرجه النسائي من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فذكره. قال النسائي: "هذا خطأ"، ثم ساقه من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن؛ حدثني من سمع جابرًا، ومن طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر، ثم قال: «ذكر تسمية هذا الرجل المبهم» ، فساق طريق شعبة، ثم قال: «هذا هو الصحيح» ؛ يعني: إدخال رجل بين محمد بن عبد الرحمن وجابر، وتعقبه المزي فقال: «ظنَّ النسائي أن محمد بن عبد الرحمن شيخَ شعبة - في هذا الحديث - هو محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى بن أبي كثير فيه، وليس كذلك؛ لأن شيخ يحيى هو محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، وشيخ شعبة هو ابن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارَة» . اهـ.
والذي يترجَّح لنا: أن الصواب مع النسائي؛ لأن مسلمًا لما روى الحديث من طريق أبي داود، عن شعبة قال في آخره: «قال شعبة كان بلغني هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد في هذا الحديث: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم» ، فلما سألته لم يحفظه» . اهـ. والضمير في «سألت» يرجع إلى محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أن شعبة أخبر أنه كان يبلغه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ جابر، في هذا الحديث زيادة، ولأنه لما لقي محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وأما ما وقع في رواية الأوزاعي عن يحيى: أنه نسب محمد بن عبد الرحمن فقال فيه: «ابن ثوبان» فهو الذي اعتمده المزي، لكن جزم أبو حاتم كما نقله عنه ابنه في "العلل" بأن من قال فيه: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثوبان» فقد وهم، وإنما هو: ابن عبد الرحمن بن سعد. اهـ. وقد اختُلِف فيه مع ذلك على الأوزاعي، وجُلُّ الرواة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لم يزيدوا على محمد بن عبد الرحمن، لا يذكرون جَدَّه، ولا جَدَّ جدِّه، والله أعلم» . اهـ.
(3/102)
729 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ سُوَيد (3) بن عبد العزيز، عَنِ الوَضِين بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (4) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (5) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) في: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ هِشَامٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ سُوَيد (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثَوْبان، وليس لِوَضِينٍ معنًى.
_________
(1) انظر المسألة رقم (657) و (693) ، والآتية برقم (732) ، و (1704) و (2839) .
(2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (666) .
(3) في (ك) : «سود» .
(4) هو: شراحيل بن آدَة.
(5) هو: عمرو بن مرثد الرَّحبي.
(6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (899) عن إبراهيم بن دُحيم، عن أبيه، عَنْ سُوَيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أبي أسماء، عن ثَوْبان، به. كذا رواه بزيادة: «أبي الأشعث» .
(3/103)
730 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (3) ،
عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) - والزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِنْ رمضانَ (4) حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وبعضُ أَصْحَابِ الزُّهْري يَرْوِي عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ: ونافعُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْ عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ وابنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (673) .
(2) في (ف) : «أبي زرعة» .
(3) روايته أخرجها في "المصنف" (7682) عن معمر وابن جريج، كلاهما عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا.
ومن طريقه رواه ابن الجارود في "المنتقى" (407) ، وابن حبان في "صحيحه" (3665) . واقتصر ابن الجارود في روايته على الإسناد الأول فقط.
ورواه أحمد في "مسنده" (2/281 رقم 7784) ، وإسحاق في "مسنده" (652) ، والترمذي في "جامعه" (790) ، والنسائي في "الكبرى" (3321/الرسالة) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا.
ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25952) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/169 رقم 25358) من طريق ابن جريج عن الزهري، به، بالاسنادين جميعًا. ورواه أحمد (6/279 رقم 26380) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قال الترمذي: «حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح» .
(4) قوله: «من رمضان» سقط من (أ) و (ش) .
(5) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2026) ، ومسلم في "صحيحه" (1172) من طريق الليث بن سعد، عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به.
ورواه أحمد (6/168 رقم 25355) ، والنسائي في "الكبرى" (3322) والدارقطني في "سننه" (2/201) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعُروَة بن الزبير، عن عائِشَة، به.
(3/104)
وَرَوَى اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: اعتَكَفَ رسولُ اللَّهِ (ص) العَشْرَ الأُوَل، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشْرَ الوُسَط (2) ... فَذَكَرَ الحديثَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: الزُّهْريُّ، عَنْ عُروةَ، عَنْ عائِشةَ، وابنُ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: اللَّفظانِ قَدِ اختَلَفا؛ فكأنَّه حديثَينِ (3) ؟
_________
(1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3323/الرسالة) .
(2) في (ك) : «الأوسط» . و «الوُسَط» جمع «الوُسْطى» ، والمراد: الليالي. وانظر "المصباح المنير" (2/411، 658) .
(3) كذا في جميع النسخ «حديثَينِ» بياء قبل النون، وهو خبر «كأنَّ» ؛ فكان حقُّه على لغة جمهور العرب أن يكون مرفوعًا بالألف «حديثان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأول: وجه الرفع خبرًا لـ «كأنَّ» على لغة الجمهور، وهذه الياء ليست ياءً خالصة، وإنما هي ألفٌ ممالة - وهي علامة الرفع، «حديثَينِ» ، وإنما كتبتْ ياءً لإمالتها كما كتبوا ألف «مَجْرَ يهَا» ونحوها ياءً لذلك، = = وسبب إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، والياءُ التي قبلها المفصولة عنها بحرف. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
والثاني: وجهُ النصب خبرًا لـ «كأنَّ» أيضًا، والياء التي قبل النون ياءٌ محضة خالصةٌ «حديثَيْن» ، على لغة بعض العرب الذين ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر؛ كما في قول أبي نُخَيْلة [من الرجز] :
كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا
قادمةً أو قَلَمًا مُحَرَّفَا
وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (550) .
(3/105)
قَالَ: لا! هُوَ واحدٌ، وإنِ اختَلَف اللَّفظانِ (1) .
731 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة (3) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ أَبِي سعيدٍ مولَى ابن [عَامِرٍ] (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ ... ؟
فَقَالا: أُسْقِطَ مِنَ الإِسْنَادِ إبراهيمُ (7) بْنُ أَبِي يَحْيَى، بَيْنَ ابْنِ جُرَيج وَبَيْنَ صَفوان.
_________
(1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/157/ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب من هذه الأحاديث: قول من قال: عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة: أن النبي (ص) كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ حتى توفَّاه الله، وسُنَّة الاعتكاف من قول عائشة» . اهـ.
(2) نقل بعض هذا النص ولي الدين أبو زرعة بن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص316) ، وانظر المسألة الآتية برقم (738) .
(3) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) .
(4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل" (3/245 رقم 5085) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3163/الرسالة) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، وإني أحسب ابن جريج لم يسمعه من صفوان» . ووقع عند النسائي: «مولى بني عامر» .
قال المزي في "تحفة الأشراف" (14942) : «كذا قال! وإنما هو: مولى ابن عامر» .
(5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(6) في جميع النسخ: «عمر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1740) ، و"تهذيب الكمال" (33/358) وهو: مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
(7) في (ف) : «وإبراهيم» .
(3/106)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يسمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ صَفوان شَيْئًا (1) .
732 - وسمعتُ (2) أبي يقول: روى عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ.
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (4) ،
عَنْ
_________
(1) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (1259) : «ابْنَ جُرَيْجٍ يدلِّس عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليمٍ، غيرَ شيء» .
(2) نقل بعضَ هذا النص: الزيلعيُّ في "نصب الراية" (2/473) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/177) ، و"التلخيص الحبير" (2/369) ، وانظر المسألة رقم (657) و (693) و (729) و (1704) و (2839) .
(3) روايته أخرجها في "المصنف" (7523) . ومن طريقه أخرجه: الإمام أحمد في "المسند" (3/465 رقم 15828) ، والترمذي في "الجامع" (774) ، و"العلل الكبير" (208) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/436) ، وابن خزيمة في "صحيحه" 1964) ، وابن حبان في "صحيحه" (3535) ، والطبراني في "الكبير" (4/242 رقم 4257) ، والحاكم في "المستدرك" (1/428) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/265) .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1082) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (7522) ، وأحمد في "مسنده" (5/277 و280 و282 رقم 22382 و22410 و22432) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه في "سننه" (1680) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، والروياني في "مسنده" (633) ، وابن الجارود في "المنتقى" (386) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1962 و1963 و1983) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/88 و89) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (83) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/119) ، وابن حبان في "صحيحه" (3532) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (8) ، والطبراني في "الكبير" (2/101 رقم 1447) ، والحاكم في "المستدرك" (1/427) .
وحديث ثوبان تقدَّم في المسألة رقم (657 و693 و729) .
(3/107)
أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (2) ، عَنْ ثَوْبان، واغتَرَّ أحمدُ بْنُ حنبل بأنْ قال: الحَدِيثَينِ (3)
عندَه (4) ، وَإِنَّمَا يُروى بِذَلِكَ الإسنادِ عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى عَنْ كَسْبِ الحَجَّام، ومَهْرِ البَغِيِّ (5) ؛ وهذا الحديثُ
_________
(1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(2) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي.
(3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قال: الحديثان عنده» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين:
الأول: وجه النصب؛ بإجراء القول مجرى الظن في نصب المفعولين، مطلقًا دون شروط، وهي لغة بني سُلَيْم، كأنه قال: «بأنْ ظنَّ الحديثَيْنِ عنده» - سواء كان الظن هنا بمعنى اليقين، أو بمعنى الحسبان - فـ «الحديثَيْنِ» بالياء الخالصة قبل النون، هو: المفعولُ الأوَّل، و «عنده» : المفعولُ الثاني، وكلاهما منصوبٌ. وانظر في لغة بني سليم المسألة رقم (25) و (759) .
والثاني: وجه الرفع، وذلك بأنْ يقال: إنَّ الأصل: «الحديثانِ» ثم أُمِيلَتِ الألف نحو الياء - لانكسار ما بعدها، ولسبقها بياء - فكتبت ياءً «الحديثَينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة.
وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
(4) وحكي عنه خلاف ذلك أيضًا؛ فقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" (4/267) عن علي بن سعيد النسوي قال: سمعت أحمد بن حنبل - وقد سئل: أيما حديث أصح عندك في أفطر الحاجم والمحجوم؟ - فقال: «حديث ثوبان من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان» . فقيل لأحمد بن حنبل: فحديث رافع بن خديج؟ قال: «ذاك تفرَّد به معمر» .
(5) حديث النهي عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، رواه مسلم في "صحيحه" (1567) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافع بن خديج، به.
(3/108)
فِي (1) : يُفطِرُ الحاجِمُ والمَحجُوم (2) عِنْدِي باطلٌ (3) .
733 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه الحَسَنُ بْنُ عَرَفَة (4) ،
عَنْ
_________
(1) قوله: «في» ليس في (ش) .
(2) من قوله: «قال أبي إنما يروى ... » إلى هنا، سقط من (ك) .
(3) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غير محفوظ» . قال الترمذي: «وسألت إسحاق بن منصور عنه؟ فأبى أن يحدِّث به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط! قلت له: ما علَّته؟ قال: روى عنه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عن النبي (ص) ؛ قال: «كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث» .
وقال الترمذي أيضًا في "الجامع": «وذُكر عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج» .
قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «لكن عارض أحمدَ يحيى بنُ معين في هذا، فقال: حديث رافع أضعفها» ، ثم ذكر قول البخاري وأبي حاتم وإسحاق ابن منصور في تضعيف الحديث، ثم قال: «وروي عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أن أبا أسماء حدثه؛ أن ثوبان أخبره، به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمرٍ حديثٌ في حديث» .
وقال ابن خزيمة: «سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعت علي بن عبد الله [أي المديني] يقول: لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثًا أصح من ذا» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/318) .
(4) لم نقف على روايته، والحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبد الله بن بكر، به.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (318/بغية الباحث) ، عن عبد الله بن بكر، عن إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. ولم يذكر «علي بن زيد» .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/35) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/333) من طريق أحمد ابن عمران الأخفش، عن عبد الله بن بكر، عن إياس بن أبي إياس، عن سعيد، عن سلمان، به.
قال العقيلي في إياس هذا: «مجهول، حديثه غير محفوظ» . وقال عن الحديث: «روي من غير وجه، ليس له طريق ثبت بيِّن» .
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1887) ، وابن عدي في "الكامل" (5/293) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (15 و16) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3336) ، و"فضائل الأوقات" (37 و38) ، والبغوي في "تفسيره" (ص93/ دار ابن حزم) ، = = وأبو الطاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (43) من طرق عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد، عن سلمان، به. قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر» .
وقال العيني في "عمدة القاري" (10/269) : «ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس، قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس» .
وقال الذهبي في "الميزان" (1/282) : «إياس بن أبي إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، لا يعرف أيضًا، وخبره منكر» .
وانظر "لسان الميزان" (1/475) .
(3/109)
عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي؛ قَالَ: حدَّثني إِيَاسٌ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ (2) بْنِ جُدْعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أنَّ سَلْمان الفارسيَّ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ الله (ص) آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبان، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَهُ تَطَوُّعًا ... ، وذكَرَ لَهُ الحديثَ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ غَلِطَ فيه عبد الله ابن بَكْرٍ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبَانُ بْنُ (4) أبي عَيَّاش، فجعل عبدُالله بن بكر «أبانَ» : «إياسً» (5) .
_________
(1) في (ت) : «حدثني اياسر» ، ومثله في (ك) ، إلا أنه بالباء.
(2) في (ف) : «يزيد» .
(3) في (ش) : «أبي بكر» .
(4) قوله: «بن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «عن» .
(5) كذا، وهو المفعول الثاني لـ «جَعَلَ» ، وكانت الجادَّة أن يكون بألف تنوين النصب «إياسًا» على لغة الجمهور، لكنَّها حذفتْ هنا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) .
(3/110)
734- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ (2) بْنُ أَبِي مَعْشَر (3) ،
عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ قولُ أبي هريرة (5) .
_________
(1) نقل العيني في "عمدة القاري" (10/265) حكم أبي حاتم على هذا الحديث.
(2) قوله: «محمد» ليس في (ف) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/53) .
ومن طريق ابن عدي رواه الجورقاني في "الأباطيل" (2/88) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/201) وقال: «وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن، عن أبي معشر، وأبو معشر هو: نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم. وقد قيل: عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ من قوله، وهو أشبه» .
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1117) : «هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، لا أَصْلَ له، وأبو معشر اسمه نجيح» . وقال أيضًا: «ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى: رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعًا» .
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (3/127) : «رواه البيهقي وضعفه، والضعف بيِّن عليه» . وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (570) : «تفرَّد به أبو معشر نجيح - وهو واهٍ - عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وضعَّفه ابن كثير في "تفسيره" (1/310) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/113) .
(4) أبو معشر هو: نَجِيحُ بن عبد الرحمن السِّنْدي.
(5) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/310 رقم1648) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، وسعيدٍ (هو المقبري) عن أبي هريرة قالا (أي: محمد ابن كعب وأبو هريرة) : لا تقولوا رمضان ... فذكره.
قال ابن أبي حاتم: «وروي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك، ورخَّصَ فيه ابن عباس وزيد بن ثابت» .
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/202) من طريق محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب؛ قوله. قال البيهقي: «وروي ذلك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/240) من طريق طلحة بن عمرو، عن مجاهد، به، قوله.
(3/111)
735- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيمِ بنُ زَيْدٍ العَمِّي (1) ،
عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (4) شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ (5) مَا تَيَسَّرَ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ مِئَةِ (6) ألْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ حُمْلاَنُ (7) فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُمْلاَنُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ (8) ،
_________
(1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3117) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/24- 25) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1574) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (36) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/196) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3455) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، به. قال البيهقي: = = «تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وليس بالقوي» .
والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (832) وقال: «وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته عبد الرحيم هذا» .
(2) هو: زيد بن الحواري العَمِّي.
(3) في (ف) و (ت) و (ك) : «وسعيد» بدل: «عن سعيد» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب.
(4) في (ك) : «أدرك» .
(5) قوله: «منه» سقط من (ك) .
(6) قوله: «مئة» سقط من (ك) .
(7) الحُمْلان: مصدر حَمَلَ يحْمِلُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/443) . والمقصود: له أجرُ حَمْلِ فرسٍ - أي: تجهيزها - في سبيل الله. والله تعالى أعلم.
(8) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُملان فَرَسٍ فِي سبيل الله» سقط من (ش) .
(3/112)
وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ (1) ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبدُالرَّحيم (2) ابن زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ.
736 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ شَريك (3) ،
عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي إسحاق (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ ضَمْرَة بن عبد الله بْنِ أُنَيْس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرينَ (6) .
_________
(1) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ» سقط من (ش) و (ك) .
(2) يبدو أنها كانت هكذا في (أ) ، ثم غُيِّرت إلى: «عبد الرحمن» ، بخطٍّ غير خطِّ الناسخ.
(3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (4017/أطراف الغرائب) وقال: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ ضَمْرَة - وهو: ابن عبد الله بن أُنَيْس - عن أبيه، تفرد به شَريك، عنه، وتفرَّد به عبد الرحمن بن شَريك، عن أبيه» .
ورواه مسلم في "صحيحه" (1168) من طريق بُسْر بن سعيد، عن عبد الله بن أُنَيْس أن رسول الله (ص) قال: «أُريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين» . قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله (ص) ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين.
(4) هو: شريك بن عبد الله النخعي، القاضي.
(5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
(6) في (ك) : «وعشرون» .
(3/113)
قلتُ لأَبِي: سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ من (1) عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة؟
فَقَالَ: قَدْ روى عن عبد الله بن أبي قَتادة: إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْداني هَذَا الحديثَ؛ فيدلُّ أنَّ عبد الله بْنَ أَبِي قَتادة (2) قَدِمَ الكوفَةَ.
737 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ (5) : لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى
_________
(1) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «من» .
(2) من قوله: «إسماعيل بن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) في (أ) و (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة رقم (778/أ) .
(4) رواه المحاملي في "أماليه" (20/ب/رواية أبي عمر ابن مهدي) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي، عنه، به.
ومن طريق المحاملي رواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/224) ، وفي "تاريخ بغداد" (11/314- 315) .
قال العيني في "عمدة القاري" (11/83) : «قال المحبُّ الطبري: غريبٌ من حديث هشام بن عروة بهذا اللفظ، رواه ابن أبي الفوارس في أصول أبي الحسن الحمامي عن شيوخه» .
وقال ابن عدي في "الكامل" (1/302) في ترجمة إسماعيل بن قيس: «عامة ما يرويه منكر» .
والشطر الأول من الحديث رواه البخاري (1969) ، ومسلم (1154) من طريق أبي سلمة، عن عائشة خ = = قالت: كان رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ: لا يُفطِر، ويُفطِر حَتَّى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رسولَ الله (ص) استكمَلَ صيامَ شهر قَطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهر أكثرَ منه صيامًا في شَعبان.
(5) في (ك) : «يقول» .
(3/114)
نقولَ: لا يصومُ، وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعبان. فقلتُ: يَا رسولَ الله، مالي أَرَى أكثرَ صيامِكَ فِي شَعبان؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إنَّهُ شَهْرٌ يُنْسَخُ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ يَقْبِضُ؛ فَأُحِبُّ ألاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) .
738 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟
قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَطَاءٍ (5) ،
عن آخَرَ، عن
_________
(1) وقال أبو زرعة في المسألة رقم (778/أ) : «هو عندي: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، عن النبي (ص) أنه قال: «مامن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا حطَّ اللَّهُ عَنْهُ» هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُهُ: «أَكْثَرُ صِيَامِهِ فِي شعبان ... » إلى آخره منكر» .
(2) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (731) .
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9304) من طريق ابن علية، والنسائي في "الكبرى" (3182) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/99) ، والطبراني في "الأوسط" (5021) من طريق داود العطار، والنسائي أيضًا (3181) ، والدارقطني في "الأفراد" (302/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/266) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
قال الدارقطني: «تفرد به أبو حاتم الرازي، عن محمد ابن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج» .
ورواه النسائي أيضًا (3180) والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق رباح بن أبي معروف، عن عطاء، به.
(4) هو: ابن أبي رباح.
(5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3186) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عنه، به.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7526) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة، به، موقوفًا.
ورواه النسائي في "الكبرى" (3183 و3184) من طريق النضر بن شميل وحجاج المصيصي والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق روح بن عبادة ثلاثتهم، عن ابن جريج مثله. قال النسائي: «عطاء لم يسمعه من أبي هريرة» .
ورواه النسائي (3185) من طريق ابن أبي حسين، عن عطاء سمعت أبا هريرة يقول ... فذكره.
قال النسائي: «والصواب رواية حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ» .
قَالَ العقيلي: «الموقوف أولى» . وانظر أيضًا «الضعفاء» له (4/356) .
(3/115)
أبي هريرة، موقوفً (1) (2) .
_________
(1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) .
(2) قال الدارقطني في "العلل" (2151) : «اختُلف فيه على عطاء؛ فرواه رباح بن أبي مَعْروف وعمر بن قيس ومحمد بن عبد الله الأنصاري - من رواية أبي حاتم الرازي عنه - عن ابن جريج، كلهم: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا.
ورواه المفضَّل بن فَضالة وإسماعيل بن عُلَيَّة ومحمد بن بكر وعبد الرزاق وأبو عاصم وحماد بن مَسْعَدة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة موقوفًا. ورفعه أيضًا ابن أبي حُسين وعبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُليمان عَنْ عطاء، عن أبي هريرة.
واختُلِف عن عمرو بن دينار؛ فرواه يوسف بن بَحْر عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ورفعه، ومَتْنُه قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) بالقاحَة وهو صائِم، فَغُشِيَ عليه، فنهى يومَئذٍ أن يحتَجِمَ الصَّائمُ. وقال النَّضر بن إسماعيل وغُندَر: عن شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أفطَر الحاجمُ والمحجوم؛ موقوفًا. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عمرو؛ قال: يُؤْثَر عن أبي هريرة، موقوفًا. ورواه ليثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ عطاء، عن عروة بن عياض، عن عائشة، عن النبي (ص) ، والقولُ قول من وقفه على أبي هريرة؛ لأنهم أثبات حُفَّاظ وإن من رفعه ليسوا بمنزلتهم إلا [كذا!] بالاتفاق. ورواه فِطْرُ بن خليفة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قاله قَبيصة عنه، وقال غيره: عن فِطْر، عن عطاء مرسلاً. اهـ.
(3/116)
739 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيل (2) ،
عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ أنَّ عائِشَة أَخْبَرَتْهُ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَبَّلَها وَهُوَ صائِمٌ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى (3) يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ (5) أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائِمٌ.
وَرَوَى معاويةُ بْنُ سَلاَّم (7) ، وشَيْبان (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سَلَمة، عن عمر ابن عبد العزيز، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) انظر المسألة المتقدمة برقم (108) .
(2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3057) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7408) عن معمر وابن جريج، عن الزهري، به. وسقط من المطبوع: «عن الزهري» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25953) ، وابن راهويه في "مسنده" (1062) ، وابن حبان في "صحيحه" (3545) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (3058) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، به.
(3) في (ف) : «رواه» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26566) من طريق همام، والبخاري في "صحيحه" (322) من طريق شيبان كلاهما عنه، به.
ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/122) .
(5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «ابنت» ، وكلاهما صحيح في العربية، وانظر التعليق على المسألة رقم (6) .
(6) قوله: «عن أم سلمة» سقط من (ك) .
(7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(8) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(3/117)
قَالَ أَبِي: حديثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَشبهُ مِنْ حَدِيثِ عُقَيل.
قَالَ أَبِي: كَانَ الزُّهْريُّ أضبَطَ مِنْ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ مثلُ هَذَا، وَلَكِنْ أخافُ أَنْ يكونَ لَمْ يَضْبِطْ عُقَيل عَنْهُ (1) .
_________
(1) سئل الدارقطني في "العلل" (5/151/ أ، ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو بكر بن المنكدر وأبو إسحاق. وأما الزهري: فاختُلِف عنه في لفظه، وفي إسناده: فرواه مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كان رسول الله (ص) يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبِّلُني ولا يتوضَّأ. تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بن زاذان، عن الزهري، وخالفه عُقيل بن خالد وابن أبي ذئب ويزيد ابن عياض ومعمر بن راشد، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ولم يذكر الوضوء. واختُلِف عن معمر: فرواه إسماعيل ابن بنت السُّدِّي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ثم يصلِّي ولا يتوضَّأ، فوهم في إسناده ومتنه. [فأما وهمُه] في إسناده: فقوله: عن أبي سلمة، عن عروة، وإنما رواه عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة. وأما قوله في متنه: " ولا يتوضَّأ " فهو وهم أيضًا، والمحفوظ: كان يقبِّل وهو صائم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أم سلمة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ووهم في قوله: "أم سلمة". ورُوي هذا الحديث عن أسامة بن زيد والأوزاعي وابن عيينة ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ. وأما يحيى ابن كثير: فاختُلِف عنه في روايته عن أم سلمة: فرواه هشام الدَّستوائي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عروة، عن عائشة..وخالفهما شيبان ابن عبد الرحمن ومعاوية بن سلام وأيوب بن خُوْط وسُليمان بن أرقم؛ رووه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز [كذا! وصوابه: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز. كما سيأتي] عن عروة، عن عائشة. واختُلِف عن الأوزاعي: فرواه الوليد بن مسلم- من رواية يزيد بن عبد الله ابن زُرَيق، عن الوليد - عن الأوزاعي، عن يحيى؛ بمتابعة رواية شيبان ومن تابعه، وتابعه يزيد بن سنان أبو فروة الجَزَري، عن الأوزاعي. وخالفهم مبشر ابن إسماعيل وهِقْل، فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] أبي سلمة، عن عائشة. والقول قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز. ورواه يحيى = = ابن أبي كثير بإسناد آخر، واختُلِف عنه فيه أيضًا: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة، وخالفه معاوية بن سلام وشيبان وهشام الدَّستوائي؛ فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن زينب، عن أم سلمة، وكذلك رواه أبو بكر بن المنكدر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، عن أم سلمة؛ قاله بكر بن الأشجع عنه، ونكتب ذلك في مسند أم سلمة إن شاء الله» . اهـ.
(3/118)
740 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ صَالِحِ بْنِ زِيَادٍ المُقرِئ الرَّقِّي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ السُّكَّري عَمْرِو بْنِ ميمون القَنَّاد (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَغْراء، عَنْ عِمران بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عن علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ (3) : مَنْ مَنَعَهُ الصِّيَامُ مِنْ طَعَامٍ أوْ شَرَابٍ يَشْتَهِيهِ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا. وَإِنَّهُ لَمْ يُنْخَلْ لرسول الله (ص) طعامٌ قَطُّ، وَلا شَبِعَ (4) مِنْ خُبزِ بُرٍّ ثلاثةَ أيام ٍ مُتَوَالِيَةٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ ويشبهُ أَنْ يكونَ أَبُو زُهَيْرٍ (5) سمعَه مِنْ (6) عَمْرِو بْنِ شَمِر؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُدرِكْ عِمرانَ بْنَ مُسْلِمٍ.
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3634) .
(2) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/258 رقم1424) وقال: «سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفُه، والحديث الذي رواه منكر» .
(3) قوله: «قال» سقط من (ك) .
(4) في (ك) : «ولا يشبع» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
(5) هو: عبد الرحمن بن مَغْراء.
(6) في (ك) : «ابن» بدل: «من» .
(3/119)
741 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (1) ،
عَنْ ثَوْرٍ (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي ذَرٍّ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) واصَلَ بَيْنَ يومَيْنِ، فأتاهُ جبريلُ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَدْ قَبِلَ وِصالَكَ ... الحديثَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ (4) ، عَنْ ثَور، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَمَّن لا يتَّهم (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي ذَرٍّ (6) ،
_________
(1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3138) ، و"مسند الشاميين" (464) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ ثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عن أبي ذر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثور إلا يحيى، ولا يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» .
ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/15) .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/158) : «ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في"فتح الباري" (4/205) : «ليس إسناده بصحيح» .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/139) من طريق الهيثم بن حميد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة، عن عبد الله بن ذر، أن النبي (ص) واصل ... فذكره.
(2) هو: ابن يزيد الكَلاعي.
(3) في (أ) و (ش) : «علي بن ذر» ، وضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «علي» . وثَمَّ تعليقٌ بهامش النسخة (أ) ، ونصُّه: «إنما هو: عن عبد الملك، عن أبي ذر؛ كذا خرَّجه الطبراني» ، وقد تقدَّم تخريج رواية الطبراني.
(4) هو: ابن مسلم.
(5) ضبطها ناسخا (أ) و (ف) : «يُتَّهَم» بضم المثنَّاة التحتية، على البناء لما لم يُسَمَّ فاعله.
(6) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «عن عبد الملك، عن أبي ذر» . وانظر التعليق قبل السابقين.
(3/120)
عن النبيِّ (ص) : فأيُّهما أصَحُّ عندك (1) ؟
قَالا: حديثُ الْوَلِيدِ أصَحُّ.
742 - وسألتُ أَبِي (2) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِير (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِالغَنِيمَةِ البَارِدَةِ؟! الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ؟
قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، والدَّسْتوائي (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ... .
قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هو (6) ؟
_________
(1) في (ت) : «عند» ، وفي (ك) : «عنده» ، والجادَّة: «عندكما» ، لكنْ لعلَّه وَجَّهَ السؤالَ إلى كل واحدٍ منهما على حدة، فيصح على ذلك أنْ يقول" «عندك» ، والله أعلم.
(2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) .
(3) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (716) ، و"مسند الشاميين" (2600) وابن عدي في = = "الكامل" (3/374) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3658) . من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به.
ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/456) .
قال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرد به الوليد» . وكذا قال ابن عدي.
وعزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 588) إلى ابن أبي عاصم.
(4) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص (221) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/297) .
ومن طريق عبد الله بن أحمد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/381) .
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم588) بعد أن ذكره موقوفًا: «وهو أصح» .
(5) في جميع النسخ: «الدستواني» ، عدا (ك) و (ش) ، فإنها لم تنقط ولم تهمز فيهما. والدَّستوائي هذا هو: هشام ابن أبي عبد الله.
(6) قوله: «هو» ليس في (ك) .
(3/121)
قَالَ (1) : مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير.
743 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كان
_________
(1) في (ك) : «قال: هو» .
(2) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1678) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4792) ، والطبراني في "الصغير" (401) و"مسند الشاميين" (1830) ، وابن عدي في "الكامل" (3/406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/262) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سعيد الزبيدي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: اكتحل رسول الله (ص) وهو صائم.
قال ابن عدي: «سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية وغيره، حديثه ليس بالمحفوظ» .
وقال البيهقي: «وسعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه» .
وتعقبهما ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/317) بقوله: «وليس هو بمجهول؛ كما قاله أيضًا ابن عدي؛ بل هو: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الحمصي، وهو مشهور؛ لكنه مجمع على ضعفه، وأبو أحمد بن عدي فرَّق في كتابه بين سعيد بن أبي سعيد وبين سعيد ابن عبد الجبار، وهما واحد» . وبنحوه قول الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) .
ووقع في رواية الطبراني في "الصغير": «محمد بن الوليد الزبيدي» .
قال ابن عبد الهادي: «وقد ظنَّ بعض العلماء أن الزبيدي في هذا الحديث هو محمد بن الوليد، الثقة الثبت، وذلك وهمٌ؛ وإنما هو: سعيد بن أبي سعيد كما صرح به البيهقي وغيره» .
وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/691) في بقية بن الوليد: «وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو زرعة بن عمرو الزبيدي، وكلاهما ضعيف الحديث، فيقول: «نا الزبيدي» فيُظَنُّ أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري» . ثم ذكر له هذا الحديث وقال: «وظنه بعضهم محمد بن الوليد، فنسبه كذلك، وأخطأ، وإنما هو: سعيد بن عبد الجبار» .
(3) هو: ابن عروة بن الزبير.
(3/122)
يَحْتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالا: هُوَ سعيدُ بْنُ عَبْدِ الجبَّار (1) ، عَنْ أبي (2) جَزِيٍّ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، والحديثُ حديثُ هِشَامٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَحتَجِمُ وهو صائِمٌ. وأبو جَزِيٍّ ضعيفُ الْحَدِيثِ.
744 - وسمعتُ (5) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَاري، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبي (7) ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ
_________
(1) هو: سعيد بن أبي سعيد المتقدم، قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) بعد أن ذكر سعيد بن أبي سعيد: «واسم أبيه: عبد الجبار على الصحيح» .
(2) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «أبي» .
(3) بالجيم والزاي، ثم ياء مثناة. ومنهم من يقول: «جزء» ؛ بالهمزة بدل الياء، والأول أشهر، واسمه: نصر بن طريف، وقد اختلف الأئمة في ضبط «جزي» ، فمنهم من ضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي، على وزن «عَلِيّ» ، ومنهم من ضبطه بكسر الجيم وسكون الزاي، على وزن «جِزْي» ، ومنهم من ضبطه بضم الجيم وفتح الزاي على وزن «سُمَيّ» . انظر تفصيل ذلك في "الإكمال" لابن ماكولا (2/78-81) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/310) ، و"لسان الميزان" (6/154) ، و"القاموس المحيط" (ص 1270) .
(4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9334) من طريق عبيد الله بن موسى وأبي أسامة كلاهما، عنه، به.
(5) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال، عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (716) ، وانظر المسألة التالية.
(6) هو: شراحيل بن آدة. وقوله: «عن أبي الأشعث الصنعاني» سقط من (ك) .
(7) هو: عمرو بن مرثد.
(3/123)
صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ ... .
قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ شديدٌ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَاري هَذَا الحديثَ (3) مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ؛ وَإِنَّمَا (4) أَرَادَ (5) سُوَيْدٌ: مَا حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، [عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ] (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (8) مِنْ شَوَّالٍ ... .
وحديثُ ثَوْبان: الصَّحيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه (9) سَمِعَ أَبَا (10) أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) .
745 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (12) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عن أبي الأَشْعَث
_________
(1) انظر الكلام على قوله: «بِسِتّ» في المسألة رقم (713) .
(2) في "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال": «هذا وَهَمٌ من سويد» .
(3) قوله: «هذا الحديث» مكرر في (ف) .
(4) في (ف) : «إنما» بلا واو.
(5) قوله: «وإنما أراد» سقط من (ت) و (ك) .
(6) هو: مروان بن محمد.
(7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "تهذيب السنن"، و"رفع الإشكال"، وجاء على الصَّواب في المسألة التالية.
(8) في (ك) : «بستة» ، وكلاهما جائزٌ لغةً. انظر التعليق على المسألة رقم (713) .
(9) قوله: «أنه» من (ف) فقط.
(10) في (أ) و (ش) : «أبي» .
(11) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وانظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (716) .
(12) هو: مروان بن محمد.
(3/124)
الصَّنْعاني (1) ، عَنْ [شَدَّاد] (2) بْنِ أَوْس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (3) مِنْ شَوَّالٍ ... ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الناسُ يَروون (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) .
قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) .
746 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (7) ، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن
_________
(1) هو: شراحيل بن آدة.
(2) في جميع النسخ: «أوس» ، والتصويب من "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال عن صيام ست من شوال". وجاء على الصَّواب في المسألة السابقة.
(3) انظر الكلام على قوله: «بست» من جهة اللغة، في التعليق على المسالة رقم (713) .
(4) في (ك) : «يروونه» ، وهكذا كانت في (ف) و (ت) ، ثم صُوِّبت.
(5) كذا في جميع النسخ و"رفع الإشكال" للعلائي، والجادَّةُ أن يكون بالألف رفعًا على الخبرية؛ والتقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ مجيئه بالياء «صحيحين» له وجهان في العربية، ذكرناهما في تخريج نحوه في المسألة رقم (25) .
(6) انظر المسألة المتقدمة برقم (681) ، والتعليق عليها.
(7) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (817) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98) ، والطبراني في "الأوسط" (544 و8217) ، وابن عدي في "الكامل" (4/220) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4070) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/346) .
قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) في ترجمة عبد الله بن حذافة: «لا يصح حديثه، مرسل» .
قال ابن عدي بعد روايته للحديث: «وهذا الحديث هو الذي أشار إليه البخاري لعبد الله بن حذافة لا يصح» .
وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا قرَّة، تفرد به سويد بن عبد العزيز» .
(3/125)
عبد الله بْنِ حُذافَة السَّهْمي: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَه أَنْ يُنادِيَ فِي أَهْلِ مِنًى: أنْ لا تَصُومُوا هذهِ (1) الأَيَّامَ؛ فإنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ وذِكْرِ اللهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْعُودٍ، عَنْ عبد الله بْنِ حُذَافَة.
747 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن بَشير (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي: الَّذِي
_________
(1) في (ت) و (ك) : «في هذه» .
(2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2677) ، والدارقطني في "السنن" (2/179-180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/353) من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان، عنه، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا الحجاج بن أرطاة وسعيد بن بشير» .
ورواه الترمذي في "جامعه" (721) ، والبزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6038) ، والدارقطني في "السنن" (2/180) من طريق حجاج بن أرطاة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (939) من طريق يزيد التستري والحسن بن دينار، ثلاثتهم، عن قتادة، به.
ورواه البخاري في "صحيحه" (1933) ، ومسلم في "صحيحه" (1155) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين، به.
ورواه الدارقطني في "السنن" (2/179) من طريق عمار بن مطر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي هريرة، به. قال الدارقطني: «عمار ضعيف» .
(3/126)
يَأْكُلُ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، إِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (1) ،
عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . وسعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ.
748 - وسألتُ (4) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاشٍ اليَشكُريِّ (5) ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَة؟
فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، موقوفً (7) .
_________
(1) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/489 رقم 10348) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (18) وابن الجارود في "المنتقى" (390) .
ورواه ابن حبان في "كتاب الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (20073) - من طريق شعبة، والدارقطني في "سننه" (2/179) من طريق نصر بن طريف كلاهما عن قتادة، به.
قال الدارقطني: «نصر بن طريف أبو جزء ضعيف» .
وقال الدارقطني في "العلل" (1821) بعد أن ذكر الاختلاف على قتادة: «ولعل قتادة روى عنهما» أي: ابن سيرين وأبي رافع.
(2) هو: نُفَيع الصَّائغ.
(3) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ف) .
(4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) و (722) .
(5) هو: عيَّاش بن عبد الله.
(6) هو: الحارث بن ربعي.
(7) كذا في النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3/127)
قَالَ أَبِي: وَأَبُو قَتادَةَ العَدَويُّ مِنَ التَّابعين.
749 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رجُلاً أَتَى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إِنِّي هَلَكتُ؛ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ (3) رمضانَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: قَدِمَ جعفرُ بْنُ بُرْقان الكوفةَ وَلَيْسَ مَعَهُ كُتُب، فَكَانَ يحدِّث مِنْ حِفظِه فيغلَطُ.
750 - وسمعتُ (5) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِلالِ ابن العَلاء (6) ، عن أبيه (7) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا أفطرَ فِي شَهْرِ رمضانَ، فَأَتَى أَبَا هريرةَ، فَسَأَلَهُ (8) ؟ فَقَالَ: لا يُقبَلُ مِنْهُ صومُ سَنَةٍ.
_________
(1) انظر المسألة رقم (653) و (707) و (708) .
(2) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/242) .
(3) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (707) .
(5) انظر المسألة رقم (674) و (720) و (776) وفيها تخريج طرق الحديث.
(6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3271/الرسالة) .
(7) هو: العلاء بن هلال.
(8) قوله: «فسأله» سقط من (ك) .
(3/128)
قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حبيبٌ، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنِ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ.
751 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (2) بن عمرو (3) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَفْضَلُ الصِّيَام ِ (5) بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ: المُحَرَّمُ؟
قَالَ أبي: أخطأَ فيه عُبَيدالله؛ الصَّوابُ: مَا (6) رَوَاهُ زَائِدَةُ (7) وغيرُه (8) ، عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، عن حُمَيد
_________
(1) ستأتي هذه المسألة برقم (770) موجَّهة لأبي زرعة، وقد أجاب بمثل جواب أبي حاتم هنا.
(2) في (ك) : «عبد الله» .
(3) هو: الرَّقي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2916/الرسالة) ، والروياني في "مسنده" (970) ، والطبري - كما في "إتحاف المهرة" (3997) وصححه -، والطبراني في "الكبير" (2/169 رقم 1695) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/291) .
قال ابن حجر متعقبًا تصحيح الطبري له: «وفيه نظر؛ فإن عبيد الله بن عمرو تفرد به، وخالفه أبو عوانة وزائدة وغير واحد، فرووه عن عبد الملك بن عمير، عن محمد ابن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، من هذا الوجه أخرجه مسلم» .
(4) هو: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي.
(5) قوله: «الصيام» سقط من (ف) .
(6) قوله: «ما» ليس في (ف) .
(7) هو: ابن قُدامة. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) .
(8) ذكر أبو زرعة في المسألة رقم (770) منهم: أبا عوانة وضَّاح بن عبد الله، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/342 رقم 8507) ، والدارمي في "مسنده" (1517) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/291) وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) .
(3/129)
بن عبد الرحمن (1) ؛ منهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ مِنْ يُرْسِلُه؛ يَقُولُ: حُمَيد، عن النبيِّ (ص) .
والصَّحيحُ مُتَّصِلٌ: حُمَيدٌ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) .
752 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ محمَّدُ ابن سَلَمة (4) فِي الحديثِ الَّذِي يَرْوِيهِ عن زياد ابن أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّهُ دخلَ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَهُوَ يَحتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؛ فِي ذِكْرِ الحِجامَة للصَّائم (5) .
_________
(1) هو: الحميري.
(2) قال الدارقطني في "العلل" (1656) : «اختُلِف فيه على حميد بن عبد الرحمن: فرواه عبد الملك بن عمير، واخُتِلف عنه: فرواه زائدة بن قدامة وأبو حفص الأبَّار والثوري وشيبان وأبو حمزة وأبو عوانة وعبد الحكيم بن منصور وعكرمة بن إبراهيم وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وخالفهم عُبيدالله بن عمرو الرَّقِّي؛ رواه عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سفيان، عن النبي (ص) ، ووَهِمَ فيه، والذي قبله أصحُّ، عن عبد الملك. ورواه أبو بشر جعفر بن إياس، = = عن حميد الحميري، واختُلِف عنه: فأسنده أبو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن حميد الحميري، عن أبي هريرة، وخالفه شعبة، فرواه عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) مرسلاً، ورفعُه صحيح» . وصحَّح المزي في "تحفة الأشراف" (3266) حديثَ عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا.
(3) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (682) .
(4) هو: الحرَّاني.
(5) قال المصنف في "المراسيل" (217) : «سمعت أبي يقول: زياد بن أبي مريم لم يدخل على أبي موسى قط، وَهِمَ محمد بن مُسْلِم، في هذا الحديث في ذكر الحجامة للصائم» كذا وقع في المطبوع من "المراسيل" «محمد بن مسلم» وهو تحريف والصواب كما في المسألة: «محمد بن سلمة» .
(3/130)
753 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهُ فِي رمضانَ مَعَ غَيبُوبَةِ الشَّمسِ؟
فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، حدَّثنا به هشامُ ابنُ عَمَّارٍ (3) ، عَنْ سَعْدان (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ.
قَالَ أَبِي: وجعفرُ بْنُ بُرْقان لا يصِحُّ لَهُ السَّماعُ مِنْ أبي الزُّبَير، ولعلَّ بينهُما رجلً ضَعِيفٌ (5) .
754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن المبارك (6) ، وخالد
_________
(1) انظر المسألة رقم (761) .
(2) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس.
(3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3536) ، والطبراني في "الأوسط" (4527) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ جعفر بن بُرْقان إلا سعيدُ بن يحيى، تفرَّد به هشام بن عمار» .
(4) هذا لقبه، واسمه: سعيد بن يحيى اللَّخْمي.
(5) كذا في جميع النسخ، وتَحْتَمِلُ العبارةُ أحدَ وجهَيْن: إمَّا أن يقال: ولعلَّ بينهما رجلً ضعيفً، أو يقال: ولعلَّ بينهما رجلٌ ضعيفٌ، فالأول: بالنصب على لغة ربيعة، والثاني بالرفع على تقدير ضمير الشأن، وسبق تخريج نحو ذلك في المسألة رقم (130) في قوله: «إنَّ للوضوء شيطان» . وانظر المسألة رقم (34 و854) .
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/184 رقم 1596) ، ومسلم في "صحيحه" (1086) .
ورواه أحمد (1/184 رقم 1594 و1595) ، ومسلم (1086) من طريق محمد بن بشر وزائدة بن قدامة، وابن خزيمة في "صحيحه" (1920) ، والبزار في "مسنده" (1181) من طريق مروان بن معاوية، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/281) من طريق حكام بن سلم ومهران بن أبي عمر جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، مرسلاً، وأسنده جماعة منهم: زائدة، ومحمد بن بشر ومروان بن معاوية» .
(3/131)
الواسِطي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : الشَّهْرُ هَكَذا، وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ (2) .
وَرَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَيَحْيَى القَطَّانُ (4) ، فَقَالا: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) ؟
_________
(1) هو: خالد بن عبد الله.
(2) قوله: «تِسْع» كذا في جميع النسخ، وهو بفتحتين على العين؛ لأنَّه منصوبٌ على إضمار فعل مقدر، ويحتمل وجهين:
الأول: أنه بإضْمار فعل ناقص، والتقدير: «الشَّهْرُ يكون هَكَذا وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ» ، فـ «تِسْعً وعشرين» ، و «وَثَلاَثِينَ» منصوبان؛ لأنهما عطفُ بيان أو بدلٌ من قوله: «هَكَذا وهَكَذا» ، وقد صرِّح بهذا الفعل- وهو «يكون» - عند مسلم في "صحيحه" (1084) من حديث جابر، وعند ابن خزيمة في "صحيحه" (1921) من حديث عمر بن الخطاب: «إنَّ الشهر يكونُ تِسْعًا وعِشْرين» . وانظر "تقريب الأسانيد" للعراقي (4/116) .
والثاني: أنه بإضمار فعل تام، والتقدير: «الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا، أعني - أو يعني - تِسْعً وَعِشْرينَ وَثَلاَثِينَ» . هذا؛ وقد كانت الجادَّة - في الوجهين - أن يقال: «تِسْعًا» بالألف على لغة جمهور العرب، كما جاء = = في مطبوعات مصادر التخريج؛ لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(3) هو: ابن الجرَّاح الرُّؤاسي.
(4) هو: يحيى بن سعيد. ولم نقف على رواية وكيع والقطان، والحديث رواه النسائي في "سننه" (2137) من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، به مرسلاً.
(5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) .
(3/132)
قَالَ أَبِي: المُتَّصِلُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) أشبَهُ؛ لأنَّ الثِّقات قَدِ اتَّفقوا (1) عُلَيَّةَ (2) .
755 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكري؛ قال: حدَّثنا غالبُ ابن فائِد، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَرَ الصَّلاَةَ فِي السَّفَرِ وَأَفطَرَ؟
قَالَ أَبِي: حدَّثنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ (6) ؛ قَالَ: أخبرنا إسرائيل،
_________
(1) في (ك) : «اتفق» .
(2) قال البرذعي في "سؤالاته" (ص 750) : «سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت علي بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: كان معي في الأطراف: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [سَعْدٍ] ، عَنْ أَبِيهِ: «الشهرُ هكذا وهكذا» ، فسألت إسماعيل عنه؟ فأنكر أن يكون: عن أبيه» .
وقال الدارقطني في "العلل" (626) : «يرويه إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، واختُلِف عنه: فرواه زائدة وخالد الواسطي وورقاء ومحمد بن بشر وابن المبارك، عن إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ورواه علي بن مسهر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ إسماعيل، عن محمد بن سعد مرسلاً. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن السعدي، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: حديث محمد بن سعد، وكان إسماعيل بن أبي خالد مرَّة يصله، ومرَّة يرسله» .
(3) نقل هذه المسألة بتمامها ابن الملقن في "البدر المنير" (3/326/مخطوط) ، لكن وقع عنده: «عن إسرائيل، عن جده، عن محمد بن المُنْكَدِر» .
(4) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
(5) هو: ابن يزيد الجُعفي.
(6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/165/تعليقًا) ، وابن عدي في "الكامل" (3/24) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه"، وعبد الغني المقدسي في "السنن" - كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني _ح (3560) .
قال ابن عدي: «وخالد العبد ليس له من الحديث إلا مقدار عشرة وأقل، عن ابن المنكدر والحسن البصري، وأحاديثه بمقدار ما يرويه مناكير» .
(3/133)
عَنْ خَالِدٍ العَبْد (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبِي: وغالبُ (2) بْنُ فَائِد مَغْرِبِيٌّ (3) ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
756 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: سافَرْنَا مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمِنَّا الصَّائمُ، ومنَّا المُفطِرُ، فكان (5) من صامَ فِي أنفُسِنا أفضلَ، وَكَانَ المُفْطِرونََ هم الذين يَعْمَلونَ، ويُعِينونَ، ويَسْتَقونَ، فقال رسولُ الله (ص) : ذَهَبَ المُفْطِرونَ بِالأَجْرِ؟
قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .
_________
(1) في (ش) و (ف) والموضع السابق من "البدر المنير": «العبدي» ، وهكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على الياء.
(2) قوله: «غالب» تصحَّف في (ك) إلى: «خالد» .
(3) كذا في جميع النسخ، وغالب بن فائد كوفي أسدي، لم يقل أحدٌ ممن ترجم له: إنَّه مغربيّ، والذي يظهر لنا أن قوله: «مغربيّ» محرفٌ عن: «مقرئ» ؛ فإنَّه مشهور بذلك، قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/408) : «كوفيٌّ أخذ القراءة عن حمزة الزيات» . وانظر "الجرح والتعديل" (7/49) ، و"تاريخ الإسلام" (13/322) .
(4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (28/أ/مسند أنس) ، والطبري في"تهذيب الآثار" (1/106/مسند ابن عباس) .
(5) في (ت) و (ك) : «وكان» .
(6) يعني: من هذا الطريق، ووجه إنكار هذا الحديث: أن عبد الرحمن بن مغراء متكلَّم في روايته عن الأعمش، ولم يتابعه على هذا الحديث - فيما نعلم - أحدٌ من أصحاب الأعمش الثقات، وفي هذا نكارةٌ ظاهرة. وقد روى ابن عدي في "الكامل" (4/289) عن علي بن المديني أنه قال: «عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستَّ مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك» ، ثم قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . وانظر "تهذيب الكمال" (17/421) .
والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2890) ، ومسلم (1119) كلاهما من طريق مورِّق العجلي، عن أنس، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/19ب - 20 أو85 أ) .
(3/134)
757 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرمَلَة (2) ، عن ابن وَهْب (3) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) فِي السَّفَرِ (5) صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُه يصلِّي حافِيًا ومُنتَعِلاً، ورأيتُه (6) يَشْرَبُ قاعِدًا وَقَائِمًا، ورأيتُه يَنفَتِلُ عَنْ يَمينِه وَعَنْ شِمالهِ.
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ابنُ السَّمْح لَيْسَ بقويٍّ، وهو مَرْوَزِيٌّ، ومُقاتِلٌ هُوَ عِنْدِي: مُقاتِلُ (7) بْنُ سُلَيمان.
758- وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (413) .
(2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي.
(3) هو: عبد الله.
(4) تصحَّف في (ك) إلى: «عمر» .
(5) في (ك) : «في سفر» .
(6) في (ت) : «ورأيت» .
(7) قوله: «مقاتل» ليس في (ك) .
(8) انظر المسألة رقم (659) و (782) .
(3/135)
أَعْيَن (1) ، عَنْ خَطَّاب بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ خُصَيف (2) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخلَ عَلَى حَفْصَةَ، وأمِّ سَلَمةَ (3) - أَوْ عائِشَة - وَهُمَا (4) صائِمتانِ، ثُمَّ خَرَجَ ورَجَعَ وَهُمَا تأكُلانِ (5) ، فَقَالَ: أَلَمْ تَكُونا صائِمَتَينِ؟ ، قَالَتَا: بَلَى، ولكنْ أُهدِيَ لَنَا طعامٌ، فقال النبيُّ (ص) : صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟
قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ عبدُ السَّلام ابن حَرْب، عَنْ خُصَيف، عَنْ مِقْسَم (6) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ؟
قَالَ: حديثُ عبد السَّلام أشبهُ بالصَّواب.
قلتُ: مِقْسَمٌ سمعَ من عائِشَة؟
قال: أَدرَكَها.
_________
(1) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (3287-الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (11/288 رقم 12027) ، و"الصغير" (488) من طريق المعافى بن سليمان، عن خطاب، به. قال النسائي: «هذا الحديث منكر، وخُصَيف ضعيف في الحديث وخطّاب لا علم لي به. والصواب حديث معمر ومالك وعبيد الله» . وقال الطبراني: «لم يَروه عن خصيف إلا خطاب بن القاسم» .
(2) هو: ابن عبد الرحمن الجزري.
(3) المثبت من (ف) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «حفصة أم سلمة» .
(4) في (ت) و (ف) و (ك) : «هما» بلا واو.
(5) في (ش) : «يأكلان» .
(6) هو: ابن بُجْرَة مولى ابن عباس.
(3/136)
759 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ (3) حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ.
قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الفَجْرُ؟
قَالَ أبي: هذَينِ الحديثَينِ ليسا بِصَحِيحَينِ (4) ؛
أمَّا حديثُ
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (340) .
(2) هو: ابن سلمة.
(3) في (أ) : «نضعه» .
(4) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «هذان الحديثين ليسا بصحيحين» ، وكانت هكذا في (ت) ثم رُسمت كما أثبتنا، والجادَّةُ أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بصحيحين» ، على حكاية مقول القول - كما في المسألة رقم (340) - لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: على الإمالة، والأصلُ: «هذان الحديثان» رفعًا بالألف على الابتداء؛ لكنْ أميلت الألف في «هذانِ» ؛ لانكسار النون بعدها، ولورود السماع بإمالة «ذا» في الإشارة، وأميلت الألف في «الحديثان» ؛ لانكسار النون بعدها أيضًا، ولسبقها بالياء. وتُرْسَمُ ياءً، لكنَّها لا تنطق إلا ألفًا ممالة: «هذَ ينِ الحديثَينِ» . انظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) .
والثاني: على النصب بـ «قال» حملاً لها على «ظنَّ» ، وهذه لغة بني سليم يُجْرون القول وما اشتقَّ منه مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا بدون شروطٍ في نصب المفعولَيْنِ؛ فيقولون: قال زيدٌ بَكْرًا منطلقًا، فتكون على ذلك بالياء الخالصة: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» .
قال السيوطي في "همع الهوامع": «واختُلِفَ: هل يُعْمِلونه باقيًا على معناه، أَوْ لا يُعْمِلونه حتَّى يُضَمَّنَ معنى الظَّنِّ؟ على قولَيْنِ، اختار ثانيَهُمَا ابنُ جِنِّي، وعلى الأوَّل: الأعلَمُ وابن خَرُوف» . اهـ، ومن شواهد هذه اللغة قولُ الشاعر [من الرجز أو السريع] :
قالَتْ وكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا
هذا - لَعَمْرُ اللهِ - إسرائِينَا
وجمهور العرب: لا يُجْرُونَ القولَ وما تصرَّف منه مُجْرَى الظن، إلا بشروط. انظر تفصيل ذلك في: "شرح المفصَّل" (7/78- 81) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/93- 96) ، و"أوضح المسالك" (2/65- 72) ، و"شرح الأشموني" (2/72- 78) ، و"همع الهوامع" (1/563) .
(3/137)
عمَّار (1) : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ (3) بِصَحِيحٍ.
760 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (4) بْنِ أَبِي سَمِينَة (5) ، عَنْ أَبِي بَحْر (6) عبد الرحمن بْنِ عُثْمَانَ البَكْراوي، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُوقِظُ (8) أهلَه ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَبَّاسٍ (9) : أنه كان يوقِظ
_________
(1) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمارة» . وتقدَّم في المسألة رقم (340) على الصَّواب.
(2) قوله: موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(3) قوله: «ليس» سقط من (ف) .
(4) قوله: «ابن يحيى» ليس في (ف) .
(5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (11/104 رقم 11259) من طريق محمد بن بكار العيشي، عن أبي بحر، به.
(6) في (ك) : «عن أبي يحيى» .
(7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(8) في (ف) : «يوقض» .
(9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7686) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8688) من طريق يحيى ابن سعيد، كلاهما (عبد الرزاق ويحيى) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن أبي يزيد، أن ابن عباس كان يرشُّ على أهلِه الماءَ ليلة ثلاثٍ وعشرين.
وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/264) .
(3/138)
ُ أهلَه، موقوفً (1) .
761-أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا (4) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (5) ؛
قَالَ: حدَّثنا شَريك (6) ، عن ليث (7) ، عن عبد الوارث (8) ، عن أنس؛ قال:
_________
(1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) .
(2) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط.
(3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» ، وانظر المسألة رقم (753) .
(4) قوله: «أبو زرعة قال: حدثنا» سقط من (أ) و (ش) .
(5) في (ف) : «البزار» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4225) .
ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (214) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2750) ، والطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 954) من طرق عن شريك، به. وسقط من "الآحاد والمثاني" قوله: «عن ليث» .
= ... ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6882) .
ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (403) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن أنس بن مالك، عن أبيه، به.
ورواه البزار في "مسنده" (28/ب/مسند أنس) ، والطبراني في "الأوسط" (5898) من طريق الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ عن أنس، به.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا الربيع بن بدر، والربيع لين الحديث» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا عُلَيلة ابن بدر، وهو: الربيع بن بدر» .
(6) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(7) هو: ابن أبي سُلَيم.
(8) قال الترمذي في "العلل" (214) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن عبد الوارث هذا؟ فقال: هو رجل مجهول» .
(3/139)
مرَّ بِنَا أَبُو طَيْبَة فِي شَهْرِ (1) رمضانَ، فَقُلْنَا: مِنْ أينَ جئتَ؟ قال: حَجَمْتُ النبيَّ (ص) (2) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
762 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ اللَّيث بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (6) ، عَنْ عَمْرَة (7) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُني وَهُوَ صائمٌ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ هَذَا (8) الحديثَ، فَقَالَ: حدَّثنا (9) يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ قَالَ: حدَّثني اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهُما عَمْرَةُ.
_________
(1) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ف) .
(3) تقدمت هذه المسألة برقم (710) ، وفيها أن أبا حاتم وأبا زرعة قالا عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان: «هَذَا خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أَنَّ النبيَّ (ص) كان يُقَبِّلُها ... وهو الصَّحيحُ» .
(4) في (ف) : «أبي زرعة» .
(5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) .
(6) قوله: «عن يحيى بن سعيد» سقط من (ك) .
(7) هي: بنت عبد الرحمن.
(8) قوله: «هذا» ليس في (ش) .
(9) في (ش) و (ف) : «حدثني» .
(3/140)
فجعلَ أبا زُرْعَةَ (1) حديثَ ابنِ بُكَير عِلَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان.
763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّنَافِسي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ غُرَاب، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائمٌ مُحْرِمٌ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
764 - وسألتُ (4) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد، وذكرتُ لَهُ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلابي (5) ، عَنْ هَمَّام (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَقَدَّمُوا (7) شَهْرَ رَمَضَانَ
_________
(1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبو زرعة» ؛ لأنه فاعلُ «جَعَلَ» ؛ ولذا ضَبَّبَ عليها ناسخ (ت) ، وضرَبَ ناسخ (ش) على «با» من «أبا» ، وكتب فوقها «بو» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ووجهُهُ أنه جاء على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (9) .
(2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/326) من طريق سلم بن سالم البلخي، عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به.
(3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(4) انظر المسألة المتقدمة برقم (717) .
(5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (134/ب/مسند أبي هريرة) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عنه، به. بالشطر الثاني فقط.
(6) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(7) أي: لا تَتَقَدَّمُوا، ثم حُذِفَتْ إحدى التاءين تخفيفًا، وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» في المسألة رقم (388) .
(3/141)
بِصَوْمِ (1) يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ.
وسمعتُه (2) يَقُولُ: مَنْ صَامَ أَوْ قَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؟
فسمعتُ ابْنَ جُنَيدٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: هَمَّامٌ (3) ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .
765 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُصعَب بْنُ سَعِيدٍ المِصِّيصي، وأحمدُ بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي الطَّيِّب (4) ، كلاهما عن عيسى
_________
(1) في (أ) : «يصوم» .
(2) القائل: «وسمعته» هو أبو هريرة.
(3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/347 و408 رقم 8575 و8576 و9287 و9288 و9289) . من طريق عفان، عن همام، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من صام رمضان ... » ، الحديث.
ورواه مسلم (1082) من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ... » ، الحديث.
وذكر الدارقطني في "العلل" (1731) الاختلاف في هذا الحديث فانظره إن شئت.
(4) لم نقف على روايتهما، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2658) من طريق الوليد بن صالح، والطبراني في "الكبير" (20/93 رقم180) من طريق عمار بن كعب، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير، عن معاذ: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن معاذ، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» .
وقال ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1/426) : «وجبير لم يلحق معاذًا» .
والحديث علَّقه ابن حبان في "المجروحين" (1/175- 176) عن الأحوص بن حكيم، به، وقال: «أما حديثه الأول أنه قال: احتجم النبي (ص) وهو صائم، فهو أصل صحيح من حديث ابن عباس وغيره، فيه ذكر الإحرام، أنه احتجم وهو صائم محرم» .
ورواه ابن أبي شيبة (9330) : حدثنا أبو أسامة، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير: أن معاذًا احتجم وهو صائم.
(*) ... في (أ) : «الأخوص» بالخاء المعجمة.
(3/142)
ابن يُونُسَ، عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل؛ قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائِمٌ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ فِي كِتَابِ عِيسَى ابن يُونُسَ: عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ جُبَير بن نُفَير: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ ... مُرْسَلٌ (3) .
766- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ،
عَنْ مُحَمَّدِ بن
_________
(1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ! والذي في مصادر التخريج: «أبي الزاهرية» .
(2) هو: حُدَيْر بن كُرَيب.
(3) كذا، والجادَّة: مرسلاً، لكنَّ حَذْفَ الألف جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/483) ، وقال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/147) : قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هذا حديثٌ كذبٌ» . اهـ.
(5) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه والحديث رواه أبو الفتح الأزدي في "كتاب الضعفاء" - كما في "فيض القدير" للمناوي (3/460) - من طريق داود بن رشيد، وأبو القاسم الحُرْفي في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) من طريق عثمان بن سعيد، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/351) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1131) من طريق سعيد بن عنبسة جميعهم عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج، عن جابان، عن أنس، به.
ومن طريق أبي القاسم الحُرْفي رواه ابن العديم في "بغية الطلب" (2/768) .
الحديث أورده الأزدي في ترجمة محمد بن الحجاج وقال: «لا يكتب حديثه» .
وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات فيها: جابان، ومحمد بن الحجاج، فإنهما ضعيفان. ومحمد بن الحجاج هذا هو ليس محمد بن الحجاج الحضرمي المصري، ومنها: بقية بن الوليد ... ومنها: سعيد بن عنبسة قال عَليّ بْن = = الْحُسَيْن بْن الجنيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سعيد بن عنبسة كذاب ... » إلخ.
وقال ابن الجوزي: «وهذا حديث موضوع، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه، قال يحيى بن معين: وسعيد كذاب» .
(3/143)
الحجَّاج، عَنْ مَيْسَرَة بْنِ عَبْدِ ربِّه (1) ، عَنْ جَابَانَ (2) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قال: خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ، وَتَنْقُضُ (3) الوُضُوءَ: الغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، والكَذِبُ، والنَّظَرُ بالشَّهْوَةِ، وَاليَمِينُ الكَاذِبَةُ، ورأيتُ رسولَ الله (ص) يَعُدُّها كما تَعُدُّ (4) النِّسَاءُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومَيسَرَةُ بْنُ عَبْدِ ربِّه كَانَ يَفتَعِلُ الحديثَ.
767 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ ابنُ الوليد (6) ، عن
_________
(1) في (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وصُوِّبت بهامش (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «رَجَاء بان» ! وكتب فوقها في (ك) : «كذا» .
(3) في (ت) : «وينقض» ، وفي (ك) : «وينقضن» ، وهي مهملة في بقيَّة النسخ.
(4) في (أ) و (ت) : «يعد» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) .
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (684) .
(6) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 151) .
(3/144)
شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي (2) ، عن صفيَّةَ ابْنَتِ (*) حُيَيّ (3) : أَنَّهَا دخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله (ص) - أَوْ دخلَ عَلَيْهَا رسولُ اللَّهِ (ص) - فِي يَوْمِ جُمُعَة، وَهِيَ صائمةٌ، فَقَالَ لَهَا: صُمْتِ أمْسِ؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: تَصُومِينَ غَدًا؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: فَأَفْطِرِي؟
فسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي، عن جُوَيرِيَةَ (5) ابْنَتِ (*) الحارث، عن النبيِّ (ص) .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : وَكَذَا (7) رَوَاهُ يحيى ابن سعيدٍ القَطَّانُ، وابنُ الْمُبَارَكِ (8) ، وشَبَابَةُ (9) ، عَنْ شُعْبَة، يَقُولُ: عَنْ جُوَيرِيَة (10) ، عن النبيِّ (ص) .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هَمَّام (11) ، عَنْ قَتادة (12) ، عن أبي أيُّوب، عن
_________
(1) في (ف) : «سعيد» .
(2) هو: المراغي العَتَكي، الأزدي، اسمه يحيى، وقيل: حبيب بن مالك.
(*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ؛ لكن بعض العرب يقف على هاء التأنيث بالتاء، فتكتب حينئذ تاءً، نحو: شجرت، وبقرت، وابْنَت، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (6) .
(3) في (ك) : «حسين» .
(4) في (ف) و (ت) و (ك) : «سمعت» .
(5) في (ش) : «جويرة» .
(6) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» .
(7) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو.
(8) هو: عبد الله.
(9) هو: ابن سوَّار.
(10) في (ش) : «جويرة» .
(11) هو: ابن يحيى العَوْذي.
(12) في (ف) : «وكذلك رواه هَمَّام عن هَمَّام» .
(3/145)
جُوَيرِيَة (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) .
768 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (4) ، فاختُلِف عَلَى ابن لَهِيعَةَ:
رواه عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ [ابْنِ] (5) لَهِيعَة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ نَوفَل الأسَدي أَبِي الأسْوَد (6) ، فقال: عن عبد الله ابن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (7) شَهْرُ (8) رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ (9) ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ مُتَطَوِّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ.
ورواه عبد الله بن عبد الحكم (10) ، وسَعِيدُ بنُ الحَكَم بْنِ أَبِي مريم،
_________
(1) في (ش) : «جويرة» .
(2) قال الحاكم في الموضع السابق: «صحَّف بقية بن الوليد في ذكر صفية، ولم يتابع عليه، والحديث عن يحيى بن سعيد وغندر والناس عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، عن النبي (ص) نحوه» .
(3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/365) عن أبي زرعة أنه قال: «الصحيح المرفوع» .
(4) هو: عبد الله.
(5) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «أبي» .
(6) في (ش) : «ابن الأسود» .
(7) في (ك) : «أدرك» .
(8) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) .
(9) في (ك) : «لم يقضيه» .
(10) في (ف) : «ابن الحكم» .
(3/146)
وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (1) الحَرَّاني، وَأَبُو صالح كاتبُ اللَّيْث (2) ، والنَّضْرُ ابنُ عَبْدِ الجبَّار (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن أبي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ إِلا عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ؛ فَإِنَّهُ أوقَفَهُ (4) ، وَلَمْ يَرْفَعْه، وَرَفَعَ الباقونَ الحديثَ إلى النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بْنُ عُقبَة - نَسَبَ ابنَ لَهِيعَة إِلَى جَدِّه؛ [لأنَّ ابْنَ] (6) لَهِيعَة هو: عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقبَة - عَنْ أبي الأسْوَد، عن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عمرو بن أبي خالد» ، وقوله: «أبي» مكرر في (أ) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/601) .
(2) هو: عبد الله بن صالح.
(3) في (ت) و (ك) : «والنضري عبد الجبار» .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/352 رقم 8621) عن حسن بن موسى، والطبراني في "الأوسط" (3284) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (3/365) -: ثنا عبد الله بن واقد؛ ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن ابن رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به، وزاد فيه: «ومن صلَّى تطَوُّعًا وعليه مكتُوبَة؛ لم يُتَقَبَّل منه» . ومن طريق إسحاق رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/31) .
قال ابن رجب: «عبد الله بن واقد: هو أبو قتادة الحراني، تكلموا فيه، وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة» .
وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (838) .
(4) «أوقفَهُ» بمعنى «وقَفَهُ» وكلاهما مستعمل في هذا الكتاب. وانظر المسألة رقم (628) .
(5) هو: عبد الله.
(6) في جميع النسخ: «لابن» ، وهو تصحيف.
(3/147)
يَنْسُبْ عبدَالله (1) ؟
فقال أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) .
769 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ (3) سُلَيمانُ بنُ حَرْب، وشَيْبانُ (4) بن فَرُّوخ:
رَوَاهُ (5) سُلَيمان بْنُ حَرْب (6) ، عَنْ أَبِي هِلالٍ (7) ، عَنْ غَيْلان بْنِ جرير، عن عبد الله ابن مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قَتادة (8) : أنَّ عمرَ سأل
_________
(1) أي: لم يبيِّن هل هو: عبد الله بن رافع، أو عبد الله بن أبي رافع.
(2) هذا التصحيح من أبي زرعة هو لبيان الراجح من الاختلاف على ابن لهيعة، وهذا لا يقتضي صحة الحديث على الإطلاق، لتفرد ابن لهيعة به - كما قال الطبراني - وهو سيئ الحفظ، لا يعتد بتفرده. قال ابن رجب بعد أن ذكر الحديث من "مسند إسحاق بن راهويه": «وقد نقل إبراهيم الحربي، عن أحمد أنه سُئل عن حديث النبي (ص) : «لا صلاة لمن عليه صلاة» ؟ قال: لا أعرف هذا اللفظ. قال الحربي: «ولا سمعت بهذا عن النبي (ص) » . قال ابن رجب: «وهذا يدل على أن الحديث الذي خرَّجه إسحاق لا أصل له» .
(3) أي: اختلف فيه.
(4) تصحَّف قوله: «شيبان» في (ك) إلى: «سليمان» .
(5) في (أ) و (ت) و (ك) : «روى» .
(6) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة - كما في "التدوين" للقزويني (1/305) -، والدينوري في "المجالسة" (212) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1162) من طريق شعبة وأبان العطار ومهدي بن ميمون ثلاثتهم عن غيلان، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/68) : «ولا يعرف سماع عبد الله ابن معبد من أبي قتادة» .
(7) هو: محمد بن سُلَيم الرَّاسِبيُّ.
(8) هو: الحارث بن رِبْعيٍّ الأنصاري.
(3/148)
النبيَّ (ص) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثنَيْنِ (1) ؟ فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدتُّ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ ... .
ورواه (2) شَيْبَان (3)
فَقَالَ: عَنْ أَبِي هِلالٍ، عن غَيْلان، عن عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ [سُلَيمان] (4) أصَحُّ (5) .
_________
(1) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) .
(2) في (ف) و (ت) و (ك) : «وروى» .
(3) هو: ابن فرُّوخ الحَبَطي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (144) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/213) وقال: «هكذا رواه أبو هلال فقال: عن عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وإنما هو: عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة الأنصاري، وهو الصحيح» .
وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1114) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «المحفوظ بهذا الإسناد، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة بطوله، أخرجه من ذلك الوجه مسلم وأصحاب السنن» .
ورواه النسائي في "سننه" (2382) من طريق الحسن ابن موسى، وحنبل في "جزئه" (27) وابن عدي في "الكامل" (6/213) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ غَيْلانَ، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، عن عمر، به.
ولم يذكر ابن عدي في روايته: «أبا قتادة» فلعله حمل رواية مسلم بن إبراهيم على رواية شيبان؛ فإنه قرنها بها، والله أعلم.
قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/283) : «هكذا رواه الحافظ أبو يعلى، وقد رواه النسائي [ثم ذكر رواية النسائي السابقة] وهذا أقرب وأشبه بالصواب» .
(4) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سلمان» .
(5) قال الدارقطني في "العلل" (1035) : «يرويه غَيلان بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن مَعْبَد الزِّمَّاني، واخُتِلف عنه: فرواه قتادة، واختُلِف عنه: فقال سعيد بن أبي عَروبة وحماد بن سلمة - وقيل عَنْ شُعْبَةَ-: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيلان، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. ورواه منصور بن زاذان والحكم بن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، لم يذكُر بينهما غَيلان. وقيل: عن الحكم، عن أيوب، عن عبد الله بن مَعْبَد؛ ولا يصحُّ ذكر أيوب فيه. ورواه شعبة بن الحجَّاج ومهدي بن ميمون وأبان العطار وأبو هلال الرَّاسبي وحماد بن زيد عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، إلا أن أبا هلال من بينهم جعله عن أبي قتادة، عن عمر بن الخطَّاب ح. والصَّحيح: عن أبي قتادة: أنه سمع رجلاً سأل النبيَّ (ص) عن الصيام؟ فقال عمر بن الخطَّاب: يا رسول الله! كيف من يصومُ الدَّهر؟
ورواه حجَّاج بن الحجَّاج، عن غَيلان، واختُلِف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهمان، عَن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. وخالفه هارون بن مسلم العِجْلي - وكان ضعيفًا - رواه عن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، ووَهِمَ في ذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، والصَّواب: قول قتادة وشعبة ومن وافقهما» . وانظر "العلل" أيضًا (144) .
(3/149)
770 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان البَجَلي؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقُولُ (3) : أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ (4) رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ (5) المُحَرَّمَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه عُبَيدالله بن عمرو (6) ؛ ورواه زائدة (7) ،
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (751) موجَّهة لأبي حاتم، وقد أجاب بمثل جواب أبي زرعة هنا.
(2) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) .
(4) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ك) .
(5) في (ك) : «يدعونه» ، وهي روايةٌ في بعض المصادر المطبوعة.
(6) في (ت) و (ك) : «عمر» .
(7) في (أ) و (ت) و (ف) : «زائد» . وهو: زائدة بن قدامة.
(3/150)
وَأَبُو عَوانة (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر (3) ، عَنْ حُمَيد بْنِ عبد الرحمن الحِميَري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) الصَّحيحُ.
771 - وسُئِلَ أبو زرعة عن حديثٍ رواه قَتادة، واختُلِف عن قَتادة:
فَرَوى (5) عَنْ قَتادةَ: شُعْبَةُ، واختُلِف عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (6) ، وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (7) :
فَأَمَّا اختلافُهم عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مِنهال الضَّرير (8) ،
عن
_________
(1) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري.
(2) هو: ابن عبد الحميد.
(3) في (ك) : «عبد الرحمن بن المنتشر» .
(4) في (ف) : «وهذا» .
(5) في (ت) : «وروى» ، وفي (ك) : «روى» .
(6) هو: سعيد.
(7) رواية ابن أبي عَروبة وَسَعِيدُ بْنُ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، كما سيأتي.
(8) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/221) .
وتصحف «يزيد بن زريع» عند الجصاص إلى: «يزيد بن ربيع» .
ورواه البيهقي في "المعرفة" (9003) من طريق أبي داود السجستاني، عن محمد بن المنهال، به. قال البيهقي: «ورواه يوسف القاضي وأبو قلابة، عن محمد ابن المنهال كما رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، وفي نسختي من "السنن": سعيد، وفي نسخة عندي مقروءة على شيخنا: شعبة» .
والحديث رواه أبو داود في "سننه" (2439/عوامة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن قتادة، به.
ومن طريق أبي داود هذه رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (14274) .
(3/151)
يَزِيدَ (1) بْنِ زُرَيع - فِيمَا حدَّثنا أَبِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنهال الضَّرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع - عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة (3) ، عَنْ عَمِّه (4) : أنَّ أسْلَمَ أَتَى (5) النبِيَّ (ص) يومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ.
وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ شُعْبَة، عن
_________
(1) في (ت) : «زيد» .
(2) روايته ذكرها البيهقي في "المعرفة" (9005) .
(3) في (ش) : «مسلم» . قال النسائي في "الكنى": «أبو المنهال عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال. وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/552) : «وصوَّب أبو علي بن السكن أن اسم أبيه سلمة. قال: ويقال: أن شعبة أخطأ في اسمه حيث قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المنهال بن مسلمة، ثم ساق بسنده من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن عبد الرحمن بن سلمة انتهى. وقد رويناه في "جزء ابن نجيح" من طريق شعبة، عن قتادة: سمعت ابن المنهال، وهو يؤيد ما قال النسائي» .
(4) يقال: إن اسمه: مسلمة.
(5) كذا في جميع النسخ «أتى» بصيغة التذكير، وفي مطبوع مصادر التخريج: «أتت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ «أسلَمَ» قبيلةٌ مشهورة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين:
الأوَّل: أنَّه حمَلَ «أسلم» على معنى الحي لا القبيلة؛ كأنَّه قال: أنَّ حَيَّ أسلَمَ أتى النبي (ص) . انظر في تذكير أسماء القبائل باعتبار معنى الحي أو القوم، وتأنيثها باعتبار معنى القبيلة أو الجماعة أو الطائفة: "كتاب سيبويه" (3/250) ، و"همع الهوامع" (1/124- 125) . وانظر التعليق على المسألة رقم (203) .
والثاني: أنَّ المراد قبيلةُ أسلَمَ، لكنَّه ذكَّر الفِعْلَ حملاً على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) .
(3/152)
قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
ورواه أبو زرعة، عن عُبَيدالله بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ شُعْبَة، عن قَتادة، عن عبد الرحمن ابن مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَر (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ المِنْهال بْنِ مَسْلَمَة الخُزاعي، عن عَمِّه، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المِنْهال (4) ، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/367- 368 رقم 23117) عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال أو ابن مسلمة، عن عمه، به.
ورواه النسائي في "الكبرى" (2863/الرسالة) ، وابن حزم في "المحلى" (6/169) من طريق محمد بن المثنى، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال - زاد ابن حزم: ابن سلمة - الخزاعي، عن عمه، به.
ورواه أحمد في "مسنده" (5/29 و367- 368 رقم 20329 و23117) من طريق حجاج بن محمد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2309) من طريق محمد بن حفص، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به.
= ... ووقع عند أحمد: «عبد الرحمن أبي المنهال بن سلمة الخزاعي» .
ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) إلا أنه وقع عنده هكذا: «حدثنا معاذ بن المثنى، نا أبي، نا أبي، نا شعبة، عن قتادة، عن عبد الرحمن أبي المنهال، عن عمه مسلمة، به» .
(2) هو: سليمان بن داود.
(3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (2273) ، و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عنه، به.
(4) في (ت) و (ك) : «ابن المنهال» بدل: «أبي المنهال» .
(3/153)
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) .
وحدَّث (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هِشَامِ بْنُ عَمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه؛ قَالَ: غَدَوْنَا على رسول الله (ص) يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: هَلْ صُمْتُم اليَوْمَ؟ ، قُلنا: لا، لَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الوُحَاظي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة الأَسْلَمي، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ؟
_________
(1) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/81) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (5/409 رقم 23475) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2272) و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (2864 و2865/الرسالة) من طريق بشر ومحمد بن بكر جميعهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به.
ووقع عند الطحاوي في كتابيه: «شعبه» بدل «سعيد» . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "المحلى" (6/169) .
(3) في (ف) تشبه أن تكون: «وحديث» .
(4) هو: ابن أبي عَروبة.
(5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط.
(6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو.
(3/154)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ عِنْدَنَا حديثُ غُنْدَر (1) .
772 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) مُعَمَّر بْنُ سُلَيمان (4) ، عن عبد الله بْنِ بِشْر، عَنْ أبانَ (5) وحُمَيْدٍ (6) ، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُل يُقَبِّل وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ: هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا إذَا شَاءَ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أمَّا مِنْ حديثِ حُمَيد فَمُنكَرٌ، وَأَمَّا أبانُ فَقَدْ رُويَ عَنْهُ.
773 - وسُئِلَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ (8) رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ مَيْمونة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ؟
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ خطأٌ؛ رَوَاهُ
_________
(1) قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/284) : «وهذا الحديث مختلف في إسناده ومتنه، وفي صحته نظر» .
(2) تقدمت هذه المسألة برقم (723) .
(3) قوله: «رواه» ليس في (ف) .
(4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/246) .
(5) هو: ابن أبي عياش.
(6) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل.
(7) في (أ) و (ش) : «وأبا زرعة» .
(8) قوله: «عن حديث» مكرر في (ت) .
(3/155)
الثَّوري، وَأَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي: الشَّيباني (1) - وَأَبُو الأَحْوَص (2) ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (3) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَكَذَا رَوَاهُ إسرائيلُ (5) ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَور، وَقَيْسُ بْنُ (6) الرَّبيع (7) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) هو: سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1566 و1567) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/373- 374) .
(2) في (أ) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُليم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(3) مختلف في اسمه، قيل: عبد الله بن قِطاف، وقيل غير ذلك. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) .
(4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه.
(5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) .
(6) قوله: «وقيس بن» سقط من (أ) و (ش) .
(7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1638) .
والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/264 رقم 26281) من طريق زائدة، وأحمد (6/258 رقم 26216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/382) من طريق شيبان، وأحمد (6/220 رقم 25847) وفي "العلل" (4233) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3/183) من طريق شريك النخعي، وابن عدي في "الكامل" (3/97) من طريق داود بن الزبرقان، عن شعبة، جميعهم عن زياد بن علاقة، به.
قال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عن شعبة غير داود، والحديث عن زياد مشهور، رواه عنه جماعة منهم: أبو بكر النهشلي وأبو حنيفة. ورواه عمرو بن أبي قيس، فخالفهم فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أن النبي (ص) كان يقبِّل وهو صائم» .
وسئل الدارقطني في "العلل" (5/185/أ) عن حديث عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ؟ فقال: «يرويه زياد بن عِلاقة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو [في الأصل: عمر] ابن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وروي عن زائدة كذلك، وهو وهمٌ، والصَّحيح: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عائشة» .
(3/156)
774 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن حَرْبٍ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ (2)
فِي السَّفَرِ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب.
775 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّواية على بكر ابن مُضَرَ:
فَرَوَاهُ قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، مَوْقُوفٌ (*) ؛ قَالَ: مَنْ صامَ رمضانَ، ثم أتبَعَهُ بسِتَّةِ أيَّام ٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ فذلكَ صيامُ الدَّهر. رواه موقوفً (*) .
ورواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْر، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَب (3) ، عن بكر بن
_________
(1) تقدمت هذه المسألة برقم (726) وفيها: «هذا حديث منكر» .
(2) في (ك) : «الصائم» .
(
*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) .
(3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/113) .
ورواه البزار في "مسنده" (1062/كشف الأستار) من طريق بشر بن عمر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي أيضًا (2351) من طريق يحيى بن حسان، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 274) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعبد الغفار بن داود، والطبراني في "الأوسط" (3192 و8979) من طريق عبد الله بن صالح وعبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "مجلس من أماليه" (3) من طريق عمرو بن خالد جميعهم عن بكر بن مضر، به.
قال البزار: «تفرد به عمرو» .
(3/157)
مُضَرَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عن جابر (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ مَرْفُوعٌ (3) ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرفوعُ صحيحٌ.
قلتُ: رَوَاهُ (4) سعيدُ بنُ أَبِي أيُّوب (5) ،
وابنُ لَهِيعَة (6) ، عَنْ عمرو
_________
(1) قوله: «ابن مُضَر» ليس في (ف) .
(2) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(4) في (ف) : «ورواه» .
(5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 و324 و344 رقم 14302 و14477 و14710) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1116/المنتخب) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/263) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (331/بغية الباحث) والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) ، و"الشعب" (3459) .
قال العقيلي: «وهذا يُروى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ النبي (ص) بإسناد أصلح من هذا» .
(6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 رقم 14303) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2351) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) .
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن جابر، به.
(3/158)
بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) .
776- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَقَدْ رَوَى حَدِيثًا، ثُمَّ اختَلَفَ الرُّواة عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ:
فَرَوَى سُفْيانُ الثَّوري، عَنْ حَبِيبٍ، واختُلِفَ عَنْ سُفْيان:
فَرَوَى وكيعٌ (3) ، وَثَابِتُ بن محمد الزَّاهد (4) : عن [حَبِيبٍ] (5) ، عن ابن المُطَوِّس (6) ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أنَّه (7) قال:
_________
(1) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) .
(2) انظر المسألة المتقدمة برقم (674) و (720) و (750) .
(3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9783 و12569) .
وأحمد في "المسند" (2/442 رقم9706) ، وإسحاق في "مسنده" (273) ، وابن ماجه في "سننه" (1672) .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7475) عن الثوري، به.
ومن طريق عبد الرزاق رواه النسائي في "الكبرى" (3280) .
ورواه النسائي في "الكبرى" (3280) ، والدارقطني في "العلل" (8/274) من طريق أبي داود الحفري، والدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن الثوري، به.
(4) أي: أنَّ وكيعًا وثابتًا روياه عن سفيان، عن حبيب، به.
(5) تصحف في جميع النسخ إلى: «جُبَيْر» ، والتصويبُ من مصادر التخريج السابقة ومن سياق المسألة؛ فقد قال: «فَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ، واختلف عن سفيان» ، وأيضًا فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عليه.
(6) في (أ) و (ش) : «عن جبير أبي المُطَوِّس» ، وفي (ك) : «عن جبير بن المُطَوِّس» .
وقد سبق التنبيه في المسألة رقم (674) أنه يقال له: ابن المطوِّس، و: أبو المطوِّس.
(7) قوله: «أنه» من (ف) فقط.
(3/159)
مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلاَ رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وإِنْ صَامَهُ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان (1) ، وَأَبُو نُعَيْم (2) ، وقَبِيصَةُ (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ [حَبِيبٍ] (4) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) .
_________
(1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (723) والنسائي في "الكبرى" (3279) والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) . ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) .
قال الترمذي: «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» .
(2) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها إسحاق في "مسنده" (274) ، والنسائي في "الكبرى" (3278) ، والدارقطني في "العلل" (8/270) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) .
ورواه الدارمي في "مسنده" (1755) من طريق محمد ابن يوسف، والترمذي في "جامعه" (723) ، والنسائي في "الكبرى" (3279) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان في "المجروحين" (3/157) من طريق الوليد بن مسلم، والدارقطني في "السنن" (2/211) ، و"العلل" (8/274) من طريق أبي أحمد الزبيري جميعهم عن سفيان الثوري، به.
ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) .
(3) هو: ابن عقبة السُّوائي.
(4) في جميع النسخ: «حُمَيْد» ، والتصويبُ من المسألة رقم (674) و (720) ، ومن مصادر التخريج السابقة، ومن سياق المسألة؛ فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عَلَى «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» . وتقدَّم التعليق أوَّل المسألة على تصحيف آخر فيه.
(5) من قوله: «قال: من أفطر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3/160)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ شُعيبٍ، وقيسٌ (1) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .
وقال أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ، فَقَالَ: عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَة بن
_________
(1) هو: ابن الربيع، وروايته أخرجها أبو القاسم الحُرْفي السمسار في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/268) .
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/272- 273) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/462) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق حمزة الزيات، عن حبيب، عن ابن أبي المطوس، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(2) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(3) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» بدلاً منه. وانظر الحاشية التالية.
(3/161)
عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ زَادَ فِي الإِسْنَادِ: عُمَارَةَ بْنَ عُمَير.
واختُلِفَ فِي الرِّواية عَلَى شُعْبَة:
فَرَوَى (2) سعيدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ،
عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بن عُمَير، عن ابن مُطَوِّس (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب (5) ، وَأَبُو الوليد (6) ،
ومسلم بن إبراهيم،
_________
(1) من قوله: «وقال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(2) في (ت) و (ك) : «وروى» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1522) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
ووقع عند الدارقطني: «سعيد بن عمار» و «أبو المطوس» .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/458 رقم 9908) ، والنسائي في "الكبرى" (3282) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (3281) من طريق إسماعيل بن علية، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق ابن أبي عدي وخالد بن الحارث، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق عثمان بن عمر جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عمارة، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(4) ابن المطوِّس: هو أبو المطوِّس يزيد بن المطوِّس، حكاه الترمذي عن البخاري؛ كما في "جامع الترمذي" (عقب الحديث 723) ، وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنّ أبا المطوِّس هو عبد الله بن المطوِّس، وقال: «ثقة أراه كوفيًّا» . انظر: "علل الدارقطني" (8/273) .
(5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2396) إلا أنه وقع فيه «ابن المطوس» .
(6) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1715) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) .
ورواه الدارقطني أيضًا (8/274) من طريقه لكن وقع عنده «ابن المطوس» .
ورواه الطيالسي في "مسنده" (2663) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة، به.
ومن طريق الطيالسي رواه النسائي في "الكبرى" (3283) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1988) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، = = والبيهقي في "السنن" (4/228) ، و"الشعب" (3382) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/386 و458 رقم 9014 و9908) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بهز بن أسد، وإسحاق في "مسنده" (367) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو داود في "سننه" (2396) من طريق محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بشر بن عمر الزهراني، والدارقطني في "العلل" (8/272) ، والبيهقي في "الشعب" (3381) من طريق عفان جميعهم عن شعبة، بمثله.
ورواه إسحاق في "مسنده" (275) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ أو ابن المطوس أو الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به.
(3/162)
عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (1) بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) .
قلتُ: فوجَدتُّ حَدِيثًا بيَّنَ عِلَّةَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أحمد ابن سِنان (3) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهدي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس - قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا المُطَوِّس، فحدَّثني - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) في (ت) : «عَمَّار» .
(2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ: حدَّثنا» مكانه في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» .
(3) هو أحمد بن سنان بن أسد، أبو جعفر الواسطي. انظر: "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد ذكر المِزِّيُّ في ترجمته من "تهذيب الكمال" (1/322) أنَّ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ممَّن روى عنه.
(4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10081) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/267) .
ورواه أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10080) - وعنه أبو داود في "سننه" (2397) - من طريق يحيى القطان، عن حبيب، به إلا أنه وقع عنده: «ابن المطوس» .
ورواه الدارقطني في "العلل" (8/269) من طريق علي ابن المديني قال: كان يحيى بن سعيد ثنا بهذا الحديث: ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة» . عن أبي المطوس، قال: فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة. ثم قال يحيى بعد ذلك بزمان: نظرت في هذا الحديث، فغيَّره: أنبا يحيى، ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة، عن ابن المطوس، قال: فلقيت ابن الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة» .
(3/163)
قَالَ (1) : فَقَدْ بانَ أنَّ جميعَ الحديثَينِ صَحِيحَينِ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ حبيبٌ مِنْ عُمَارَة، وَمِنْ أَبِي المُطَوِّس (3) .
777 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (6) ، عَنْ شَريك (7) ، وَأَبِي (8) عَوانَة (9) ، وَشَيبان (10) ، عَنْ
_________
(1) أي: قال ابن أبي حاتم.
(2) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لأنها خبر «أنَّ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على قوله: «فكأنَّه حديثين» ، في المسألة رقم (730) ، وانظر المسألة رقم (550) .
(3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (199) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن حديث أبي المطوس ... ؟ فقال: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا» .
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (7/173) : «وهذا يحتمل أن يكون لو صحَّ على التغليظ، وهو حديث ضعيف، لا يحتج بمثله» .
وقال ابن حزم في "المحلى" (6/183) : «وأما نحن فلا نعتمد عليه؛ لأن أبا المطوس غير مشهور بالعدالة» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختلف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» .
(4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط.
(5) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو.
(6) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (394) .
(7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي.
(8) في (ك) : «أبو» .
(9) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.
(10) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي.
(3/164)
أَبِي يَعْفُور (1) ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عَقْرَب، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ؛ فَرَمَقْتُها، فَإِذَا هِيَ كما قال رسولُ الله (ص) ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (2) الحديثُ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو يَعفُور (3) ، عَنِ الصَّعْب البَكْري (4) ، عَنْ أَبِي عَقْرَب الأَسَدي (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
778 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين بن حَفْص، عن
_________
(1) في (ك) : «أبي يعقوب» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) .
وهو: وقدان أبو يعفور العبدي الكبير.
(2) في (ت) : «اهذا» .
(3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8665 و9509) و"المسند" (328) من طريق أبي الأحوص، وأحمد في "مسنده" (1/406 رقم 3857) من طريق شيبان، وأحمد (1/406 رقم 3858) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والشاشي في "مسنده" (863) جميعهم عن أبي يعفور، عن أبي الصلت، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به.
وليس في رواية البخاري: «عن أبي عقرب الأسدي» .
ورواه أحمد في "مسنده" (1/458 رقم 4374) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5371) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (89/تعليقًا) من طريق طلق بن حبيب، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به.
(4) كذا في جميع النسخ! ولم نقف عليه، وقد يكون متصحفًا عن «الصعق البكري» وهو: الصعق بن حَزْن البكري، المترجم في "الجرح والتعديل" (4/455) ، والله أعلم.
(5) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/418 رقم2042) ، والبخاري في "الكنى" (555) ، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/510 رقم1347) ونقل عن الحسيني قوله فيه: مجهول.
(6) كذا في جميع النسخ، وسيأتي في الجواب: «فقالا» .
(3/165)
سُفْيان، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: [أَفطَرَ] (1) الحاجِمُ والمَحْجُوم؟
فَقَالا (2) : هَذَا هُوَ جعفرُ بْنُ أَبِي وَحشِيَّة (3) ، وَلَمْ يُدْرِكِ الثَّوريُّ جعفرَ بْنَ أَبِي وَحشِيَّة؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جعفرِ بنِ إياس (4) .
778/أ - وسمعتُ (5) أَبَا (6) زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كتبتُه عن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن شَيْبَة الحِزامي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ ابن (7) سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ (8) حَتَّى أقولَ: لا يُفْطِر، ويُفْطِرُ حَتَّى أقولَ: لا يَصُومُ. قَالَتْ: وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعْبان. قَالَتْ: فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَى أَكْثَرَ صيامِكَ في شَعْبان؟
_________
(1) المثبت من (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «صام» بدل: «أفطر» ، ونقله على الصَّواب ولي الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص161) .
(2) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله ولي الدين أبو زرعة في الموضع السابق من "التحفة"، وذكر محقق "التحفة" أنه كتب في الحاشية: «لعله وأبا زرعة» ؛ أي: أنه في بداية المسألة سأل أباه وأبا زرعة. والله أعلم.
(3) في (ت) و (ك) : «وحشة» .
(4) هو: ابن أبي وحشيَّة.
(5) تقدمت هذه المسألة برقم (737) .
(6) في (أ) : «أبي» وكانت هكذا في (ش) ثم صُوِّبت.
(7) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» .
(8) في (ك) : «كان يصوم» بدل: «يصوم» .
(3/166)
فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الشَّهْرَ (1) يُكْتَبُ فِيهِ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ (2) يَقْبِضُ (3) ؛ فأَنَا (4) أُحِبُّ أَلاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هُوَ عِنْدِي: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَنْهُ؛ هُوَ الصَّحيحُ. وقولُهُ: أكثرُ صِيامِه فِي شَعْبان ... إِلَى آخِرِهِ مُنكَرٌ (6) .
779 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ حَفْص بْنِ قَيْسِ بْنِ القَعْقاع الدَّارِمي؛ قال: حدَّثنا عبدُالواحد (8) بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان (9) الأعمَش، عَنْ أَبِي الضُّحى (10) ، عَن شُتَيْر (11) بْنِ شَكَل، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ؟
_________
(1) في المسألة رقم (737) : «إنه شهرٌ» ، وعلى ذلك فـ «أل» في كلمة «الشهر» هنا: للعهد. انظر في أنواع «أل» المعرفة: "مغني اللبيب" (ص72- 74) ، و"شرح شذور الذهب" (ص194- 195) ، و"همع الهوامع" (1/309- 310) .
(2) قوله: «من» سقط من (ش) .
(3) في (ف) : «يقبضه» .
(4) في (ك) : «فإني» .
(5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2572) . ورواه البخاري في "صحيحه" (5640) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به.
(6) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (737) : «هذا حديث منكرٌ» .
(7) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/10) .
(8) تحرَّف في (ف) إلى: «عبد الرحمن» ، وكان كذلك في (أ) ، ثم صُوِّب.
(9) قوله: «سليمان» ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) ، لكنه في (ك) يشبه «سلمان» .
(10) هو: مسلم بن صُبَيْح.
(11) في (أ) : «شنين» .
(3/167)
فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي الضُّحى، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل، عن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) (3) .
780 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثني عَنْ أَبِي الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (5) ، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري (6) أَبِي رَجَاء، عَنْ عُقَيل (7) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (8) بن
_________
(1) في (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/286 رقم 26447) ، ومسلم في "صحيحه" (1107) .
(3) سئل الدارقطني في "العلل" (382) عن حديث علي فقال: «كذا رواه المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عَنْ مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ علي، ووهم فيه. والناس يروونه عن الأعمش ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن حفصة أم المؤمنين، ومنهم من قال: عن أم حبيبة، وهو أشبه بالصواب» .
وذكره أيضًا في "العلل" (5/176/أ) إلا أنه رجح حديث حفصة، فقال: «يرويه منصور والأعمش، واختُلٌِف عنهما فرواه أبو معاوية الضرير وإبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عن شتير، عن حفصة، وكذلك رواه جرير وشيبان والثوري، عن منصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة. ورواه خالد بن نِزار، عن ابن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، ووهم في قوله: عن إبراهيم؛ وإنما أرادوا: أبو الضحى، ورواه قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة، وعائشة؛ قاله أبو نعيم عنه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى عن شتير عن أم حبيبة. وقيل: عن شتير، عن علي؛ ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث حفصة» .
(4) في (ف) : «وسألت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(5) في (ت) : «السرج» بالجيم.
(6) في (ت) و (ك) : «المهدي» .
(7) هو: ابن خالد الأيلي.
(8) في (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» .
(3/168)
عبد الله بْنِ عُتْبَة (1) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) مرَّ برجُلٍ (2) مِنَ الأَنْصَارِ فِي سَفَرٍ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا هَذَا؟! ، قَالُوا: صائمٌ (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ (4) فِي السَّفَرِ.
فسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ.
781 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوانة (7) ،
عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَن الأسود (9) ، عن عائِشَة؛ قالت:
_________
(1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عتبة» .
(2) قوله: «مر برجل» تصحَّف في (ت) إلى: «من يدخل» ، وكذا كانت في (ك) ، ثم صُوِّبت.
(3) من قوله: «فقال رسول الله (ص) ... » إلى هنا سقط من (ك) .
(4) في (ف) : «الصيام» .
(5) في (ف) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» .
(6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) .
(7) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/124 رقم 24926) ، وأبو داود في "سننه" (2439) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2969) .
ورواه أحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) وأبو عوانة في "صحيحه" (3012) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/390) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/285) من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) ومسلم في "صحيحه" (1176) والترمذي في "جامعه" (756) من طريق أبي معاوية، ومسلم أيضًا (1176) من طريق الثوري، والنسائي في "الكبرى" (2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2103) من طريق أبي خالد الأحمر جميعهم عن الأعمش، به.
(8) هو: ابن يزيد النخعي.
(9) هو: ابن يزيد النخعي.
(3/169)
ما رأيتُ النبيَّ (ص) صَامَ العَشْرَ مِنْ (1) ذِي الحجَّة قَطُّ.
وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (2) ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة؟
فَقَالا: هَذَا خطأٌ.
وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأعمَشِ ومنصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ؛ قَالَ حُدِّثتُ عَنِ النبيِّ (ص) (6) .
_________
(1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «من» .
(2) في (أ) : «أبو الأخوص» . وأبوالأحوص هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته هكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" (756) .
ورواه ابن ماجه في "سننه" (1729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1441) من طريق أبي الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، به.
(3) هو: ابن المعتمر.
(4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8127) ، والبغوي في "الجعديات" (1743) من طريق علي بن الجعد كلاهما (عبد الرزاق وعلي بن الجعد) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدِّثت عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9219) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1506) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم أن النبي (ص) لم يصم العشر قط.
(5) من قوله: «عَنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) .
(6) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى غيرُ واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم: أن النبي (ص) لم يُرَ صائمًا في العشر. وروى أبو الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة، ولم يذكر فيه «عن الأسود» . وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسنادًا. قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعًا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور» . اهـ.
وذكر الدارقطني في "العلل" (5/132/ب) أنه اختُلِف على إبراهيم النخعي في هذا الحديث، فرواه الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، ولم يختلف عن الأعمش فيما حدَّث به عنه: أبو معاوية، وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وزائدة بن قدامة، والقاسم بن معن، وأبو عوانة وغيرهم. ثم قال: «واختُلِف عن الثوري: فرواه ابن مهدي عن الثوري، عن الأعمش كذلك، وتابعه يزيد بن زريع، واختُلِف عنه: فرواه حميد المروزي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ الثوري، عن الأعمش مثل قول عبد الرحمن بن مهدي. وحدَّث به شيخ من أصل أصبهان يعرف بعبد الله بن محمد بن النعمان، عن مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، عَنْ يزيد بن زريع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، وتابعه معمر بن سهل الأهوازي، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبيري، عَنْ الثوري، والصَّحيح: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم؛ قال: حُدِّثت أن رسول الله (ص) ، وكذلك رواه أصحاب منصور، عن منصور مرسلاً، منهم: فُضَيل بن عياض، وجرير» . اهـ.
وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على مسلم في كتابه "التتبُّع" (ص353 رقم194) .
(3/170)
782 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري (2) ، وسُفْيان بْنُ حُسَين (3) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (4) ،
فَقَالُوا: عن
_________
(1) انظر المسألة رقم (659) و (758) .
(2) روايته أخرجها مسلم في "التمييز" (ص216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) .
(3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/141 و237- 238 رقم 25094 و26007) ، والنسائي في = = "الكبرى" (3292) .
ومن طريق أحمد رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1142) .
(4) في (ت) : «نرقان» بالنون بدل الباء. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/263 رقم 26310) ، وفي "العلل" (5101) ، وإسحاق في "مسنده" (658) ، والترمذي في "جامعه" (735) وفي "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3291) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4639) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1143) .
قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصح حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن برقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري» .
والحديث رواه أحمد في "العلل" (5103) وإسحاق في "مسنده" (660) ، والنسائي في "الكبرى" (3293) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/741) والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68- 69) و"الاستذكار" (14538 و14543) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم في "التمييز" ص (216) من طريق إسماعيل بن عقبة وإسماعيل بن أمية، والنسائي في "الكبرى" (3294 و3295) من طريق إسماعيل بن إبراهيم - أو إسماعيل ابن عقبة - وصالح بن كيسان، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) من طريق حجاج بن أرطاة، جميعهم عن الزهري، بمثله.
قال الترمذي بعد روايته لرواية جعفر بن برقان: «وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عروة، عن عائشة مثل هذا. وروى مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه: «عن عروة» ، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث» .
وضعَّف الحديث محمد بن يحيى الذهلي، كما في "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/354) .
وقال مسلم في "التمييز" (ص217) : «أما حديث الزهري، فقد أخطأ كل من قال: عن عروة، عن عائشة، وبيان ذلك في رواية ابن جريج» . ثم روى حديث ابن جريج الذي ذكره الترمذي، ثم قال: «فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول وذلك أنه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد.
وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/83) : «وهذا الحديث يروى من حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، وهو من معلول حديثه» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) : «وقال الخلال: «اتفق الثقات على إرساله، وشذَّ من وصله» . وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا» .
وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (12/66 فما بعدها) ، و"شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الاسلام ابن تيمية (2/606- 610) ، و"الفروسية" لابن القيم ص (234) ، و"عمدة القاري" للعيني (11/77) .
(3/171)
الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّهَا صامَتْ هِيَ وحَفْصَةُ، فأُهدِيَ
(3/172)
للنبيِّ (ص) طعامًا (1) ، فأفطَرَتا، فسأَلَتا (2) النبيَّ (ص) ؛ فَقَالَ: اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟
فَقَالا: هو خطأٌ؛ الصَّوابُ: مارواه مالكٌ (3) ،
وابنُ عُيَينة (4) ،
_________
(1) كذا في جميع النسخ وفي "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/740) بالنصب، وكانت الجادَّةُ أَنْ يقال: «فَأُهْدِيَ للنبي (ص) طَعَامٌ» ، بالرفع على أنه نائب الفاعل، وعلى ذلك ورد في بقيَّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ من النصب له وجه صحيح في العربية، وهو أنَّ «طعامًا» باقٍ على نصبِهِ مفعولاً به، ويكونُ نائب الفاعل هو قولَهُ: «للنبي» ، وإنابةُ الجار والمجرور أو غيره مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به: جائزٌ على مذهب الكوفيين وجماعة من النحاة، وإنْ منعه جمهور البصريين. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) .
(2) في (ت) و (ك) : «فأفطرنا فسألنا» ، وفي (ش) : «فأفطرنا، فسألتا» .
(3) كذا وقعت رواية مالك وابن عيينة ويونس وعبيد الله في جميع النسخ، ولم نقف على روايتهم من هذا الوجه، وما ذكره الأئمة من رواية هؤلاء إنما هو روايتهم عن الزهري أن عائشة وحفصة.. به، بلا ذكر «عروة» .
ورواية مالك أخرجها في "موطئه" (1/306) .
= ... قال ابن عبد البر في " التمهيد" (12/66) : «هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جميع رواته فيما علمت ... » ، ثم ذكر رواية شاذَّة يرويها عبد العزيز بن يحيى، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة ... ، هكذا مسندًا، ثم قال ابن عبد البر: «ولا يصحُّ ذلك عن مالك» .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) بعد أن ذكر رواية مالك المرسلة: «وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولاً، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك"» .
(4) روايته أخرجها أحمد في "العلل" (5104) ، وإسحاق في "مسنده" (659) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/740) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) .
(3/173)
ويونسُ بن يزيد (1) ، وعُبَيدُالله العُمَري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .
783 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمَّار ابن رَجاء (4) ،
عن
_________
(1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/279) .
(2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3297) .
والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7790) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنّ عائشة وحفصة ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "العلل" (5105) ، وإسحاق في "مسنده" (659) .
(3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هامش النسخة (أ) تعليق غير واضح.
(4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4827) ، و"الصغير" (697) ، وابن عدي في "الكامل" (5/257) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (153) ، والقزويني في "التدوين" (3/301) .
وقرن ابن عدي بعمار: محمد بن عيسى.
ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/428- 429) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (883) .
ومن طريق ابن عدي رواه السهمي في "تاريخ جرجان" ص (293) .
ومن طريق الإسماعيلي رواه السهمي ص (417) .
قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذه الأحاديث عن الأعمش إلا أبو طيبة، تفرد بها ابنه» .
وقال في "الصغير": «لم يروه عن الأعمش إلا [أبو طيبة] ، ولا عنه إلا ابنه، ولا يروى عن أم هانئ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمار بن رجاء» .
وقال ابن عدي: «وهذا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أم هانئ لا يرويه عن الأعمش غير أبي طيبة، وقد قيل في هذا الحديث: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، من طريق مظلم أيضًا.
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، وأحمد بن أبي طيبة، وأبوه مجهولان» .
وحديث أبي هريرة الذي ذكره ابن عدي رواه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (20) من طريق خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به. والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (1915) من طريق أم هانئ وأبي هريرة وقال: «وكلاهما غير محفوظ» .
(3/174)
أحمد بن أبي طَيْبَة، نا أَبُو طَيْبَة (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تَخْزَى (3) مَا أقَامُوا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ رجلٌ: مَا خِزْيُهُمْ (4) فِي إِضاعَةِ شَهْرِ رمضانَ؟ قَالَ: انتِهَاكُ المَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ عَمِلَ فِيهِ سَيِّئَةً - زِنًى، أَوْ شُرْبَ خَمْرٍ - لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ (5) ، فَاتَّقُوا (6) شَهْرَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ مَا لا (7) تُضَاعَفُ (8) فِي سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئاتُ؟
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ عِنْدِي؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ الكَلبي (9) .
784 - وسمعتُ (10) أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حديثَ الأوزاعيِّ (11) ،
عن
_________
(1) قوله: «نا أبو طيبة» سقط من (ت) و (ك) . وأبو طيبة: هو عيسى بن سليمان.
(2) هو: باذام مولى أم هانئ.
(3) في (ك) : «تجزى» .
(4) في (ك) : «ما جزيهم» .
(5) في (ت) : «البان» .
(6) في (ت) و (ك) : «فالقوا» .
(7) في (ك) : «ملا» .
(8) في (ت) : «يضاعف» .
(9) يعني: محمد بن السَّائب.
(10) تقدمت هذه المسألة برقم (447) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (4/464-465/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/390) .
(11) هو: عبد الرحمن بن عمرو، وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/470) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/423) من طريق الوليد بن مَزْيَد، عنه، به.
ووقع عند الفسوي: «أو أبو المهاجر، عن أبي أميمة» ووقع عند الطحاوي: «أو عن رجل، عن أبي أمية» .
ورواه الدارمي في "مسنده" (1753) ، والنسائي في "سننه" (2269) ، والطبراني في "الكبير" (22/361 رقم 907) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والنسائي أيضًا (2270) من طريق محمد بن حرب كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن أبي أمية الضمري، به، مرفوعًا.
وثمَّ اختلافات أُخر في الحديث ذكرها النسائي في "سننه" (2267- 2282) .
(3/175)
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو أُميَّة (2) - أَوْ قَالَ: أَبُو المُهَاجِر (3) ، عَنْ أَبِي أُميَّة - قَالَ: قَدِمتُ على (4) رسول الله (ص) فَقَالَ: أَلاَ تَنْتَظِرُ (5) الغَدَاةَ (6) ؟ ، قلتُ (7) : إِنِّي صائِم، فَقَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنهُ الصِّيَامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟
_________
(1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي.
(2) هو: عمرو بن أمية الضَّمْرِي. كما جاء منسوبًا في "تهذيب الكمال" (34/325) ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «أبو أمية الضمري» ، وأنس بن مالك الكعبي القشيري يكنى أبا أمية، ولكنه ليس بضمري.
(3) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (34/325-326) هذا الحديث وحديثين آخرين وقال: «هكذا يقول الأوزاعي! وغيره لا يذكر أبا المهاجر» . وقال عن هَذَا الحديث: «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حرب الأبرش وأبو المغيرة الخَولاني، عن الأوزاعي كذلك، وفيه اختلاف كثير على الأوزاعي» .
(4) في (ش) : «عن» بدل: «على» .
(5) في (ش) : «تنظر» ، وفي (ك) : «ينتظر» .
(6) في المسألة رقم (447) : «الغداء» بدل: «الغداة» .
(7) في (ك) : «تلك» بدل: «قلت» .
(3/176)
فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يختلفونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:
فمنهُم مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي.
ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ أَبِي أُميَّة (1) .
والصَّحيحُ: مَا يَقُولُهُ أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) : عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ القُشَيري (3) .
785 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعي (5) ، واختُلِف عَلَيْهِ فِيهِ:
فَرَوَى زيدُ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله
_________
(1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (2271) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي أمية، به. وذكر ابن أبي حاتم في المسألة رقم (447) أن صدقة بن خالد يرويه عن الأوزاعي، مثله.
(2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/29) ، والنسائي في "سننه" (2274) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/469) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2043) .
(3) هو: أنس بن مالك القشيري الكعبي، أبو أمية، ويقال: أبو أميمة، ويقال: أبو مَيّة. انظر "تهذيب الكمال" (34/378) .
(4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/283/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وفيه: «قال أبو زرعة: روي موقوفًا ومرفوعًا، وهو أصح» . كذا قال، وهو الصواب. ولكن وقع في مختصره: "التلخيص الحبير" (2/410) لابن حجر: «ورواه ابن أبي حاتم في "العلل" عن جرير مرفوعًا، وصحَّح عن أبي زرعة وقفه» . اهـ، وهو خطأ، فأبو زرعة رجَّح الرواية المرفوعة.
(5) هو: عمرو بن عبد الله.
(3/177)
البَجَلي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّام ٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ؛ الأَيَّامُ (1) البِيضُ: ثَلاَثَ (2) عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ (3) عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ.
فَرَوَاهُ زيدُ بْنُ أَبِي أُنَيسَة، مَرْفُوعٌ (4) عَنِ النبيِّ (ص) .
وَرَوَاهُ المغيرةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ، مَوْقُوفٌ (*) .
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أَبِي (5) إِسْحَاقَ عَنْ جَرِيرٍ مَرْفُوعٌ (*) أصَحُّ من موقوفٍ؛ لأنَّ (6) زيدَ ابن أَبِي أُنَيسَة أحفَظُ مِنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (7) .
786- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (8) وذكَرَ حديثً (9) رواه موسى بن
_________
(1) في (ش) : «إلا أيام» .
(2) في (ف) : «ثلاثة» .
(3) في (ش) : «ورابع» .
(4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) .
(5) قوله: «أبي» سقط من (ف) .
(6) في (ت) و (ك) : «ولأن» .
(7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (4/221 رقم 2420) ، وفي "الكبرى" (2741/الرسالة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7504) ، والطبراني في "الكبير" (2/356 رقم 2499) ، و"الأوسط" (7550) ، و"الصغير" (913) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3570) .
ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/581) .
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/27) من طريق غيلان بن جامع، عن أبي إسحاق، به. قال الطبراني: «لم يروه عن أبي إسحاق إلا زيد بن أبي أنيسة، ولا يروى عن جرير إلا بهذا الإسناد» . وصحح إسناده ابن حجر في "فتح الباري" (4/226) .
(8) في (ف) : «أبي زرعة» .
(9) في (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبتُ من بقيَّة النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) .
(3/178)
طَلْحَة، فاختَلَفَ الرُّواةُ عَنْهُ:
فَرَوَى عبدُالملك بنُ عُمَير (1) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ بأرنبٍ إِلَى النبيِّ (ص) ، فوضعَها بَيْنَ يدَيهِ، فأكلَ القومُ، واعْتزَلَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: مَا لَكَ لاَ تأكُلُهُ (2) ؟ ،
قَالَ: إِنِّي صائِم، قَالَ: إنْ كُنْتَ صَائِمًا (3) ، فَصُمْ أَيَّامَ الغُرِّ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سام (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عَن أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) .
_________
(1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/336 رقم 8434) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/407) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (2421) ، وابن حبان في "صحيحه" (3650) .
(2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا تَأْكُلُها» ؛ لأنَّ الضمير يعود إلى «الأرنب» ، وقد استعمل ضميره مؤنثًا في قوله: «فوضعها» ، وفي مصادر التخريج: «مالك لا تأكُلُ» ، وما وقع في النسخ يخرَّج على أوجه:
الأول: أنَّ «الأرنب» تؤنَّث، وقد تذكَّر؛ كما في "المصباح المنير" (ص240) ، و"اللسان" (1/434) ، فرَجَعَ الضمير مؤنثًا في «وضَعَهَا» ، ومذكَّرًا في «تأكله» . والثاني: أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مالك لا تأكلُ الطعامَ، أو المأكولَ، أو المذكورَ..» ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) .
والثالث: أن الأصل «تأكُلُهَا» ثم حذفت الألف، وسُكّنت الهاء بعد نقل فتحتها إلى اللام، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، فيقولون في بِهَا: بَهْ، وفي تأكُلُها: تَأْكُلَهْ، وقد تقدَّم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (235) .
(3) في (ش) : «صائم» .
(4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (477) ، وأحمد في "مسنده" (5/152 و162 و177 رقم 21350 و21437 و21537) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/406) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (761) ، والبزار في "مسنده" (4064) والنسائي في "سننه" (2422- 2424) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (رقم 1182 و1214/مسند عمر بن الخطاب) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2128) ، وابن حبان في "صحيحه" (3655 و3656) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/294) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/120) ، و"تالي التلخيص" (257) ، وتمام في "فوائده" (587/الروض البسام) .
قال الترمذي: «حديث حسن» .
وقال البزار: «وهذا الْحَدِيث قد روي عَنْ أَبِي ذر من غير وجه، ورواه عن يحيى بن سام غير واحد، منهم: الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، وغيرهم» .
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7874) ، والحميدي في "مسنده" (136) ، وأحمد في "مسنده" (5/150 رقم 21334 و21335) ، والنسائي في "سننه" (4311) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2127) من طريق موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، به.
قال ابن خزيمة: «قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير"، وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا» .
وقال ابن حبان عقب الحديث (3650) : «سمع هذا = = الخبر مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعًا محفوظان» .
وقد اختلف على موسى بن طلحة في هذا الحديث، وقد توسع الدارقطني في ذكر هذا الاختلاف فانظره في "العلل" (239 و511 و1119) .
وانظر "شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/592- 595) .
(3/179)
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .
_________
(1) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .
(3/180)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2121-من 8 - من كتاب الجنائز ابن القيم

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 8 - من كتاب الجنائز 1- باب في الغسل من غسل الميت 62- (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر...